١ - باب بر الوالدين، وأنهما أحق به
١
- (٢٥٤٨)
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ جَمِيلِ بْنِ طريف الثقفي وزهير بن حرب.
قالا: حدثنا جرير عن عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ:
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ
ﷺ فَقَالَ: مَنْ أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال «أمك» قال: ثم من؟ قال «ثم أمك» قال:
ثم من؟ قال «ثم أمك» قال: ثم من؟ قال «ثم أبوك». وفي حديث قتيبة: من أحق بحسن
صحابتي؟ ولم يذكر الناس.
(صحابتي) الصحابة، هنا، بمعنى الصحبة.
٢ - (٢٥٤٨)
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ الْهَمْدَانِيُّ.
حَدَّثَنَا ابن فضيل عن أبيه، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي
زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قال:
قال رجل: يا رسول الله! من أحق بحسن
الصحبة؟ قال «أمك. ثم أمك. ثم أمك. ثم أبوك. ثم أدناك أدناك».
٣ - (٢٥٤٨)
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا شريك عن عمارة وابن شبرمة، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ:
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ.
فذكر بمثل حديث جرير. وزاد: فقال «نعم. وأبيك! لتنبأن».
(نعم. وأبيك! لتنبأن) لا يراد بذلك حقيقة
القسم. بل هي كلمة تجري على اللسان دعامة للكلام.
٤ - (٢٥٤٨)
حدثني محمد بن حاتم. حدثنا شبابة. حدثنا محمد بن طلحة. ح وحدثني أحمد بن خراش.
حدثنا حبان. حدثنا وهيب. كلاهما عن ابن شبرمة، بهذا الإسناد.
⦗١٩٧٥⦘
في حديث وهيب: من أبر؟ وفي حديث محمد
بن طلحة: أي الناس أحق مني بحسن الصحبة؟ ثم ذكر بِمِثْلِ حَدِيثِ جَرِيرٍ.
٥ - (٢٥٤٩)
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالَا:
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ، عن حبيب. ح وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
الْمُثَنَّى. حَدَّثَنَا يَحْيَى (يعني ابن سعيد القطان) عن سفيان وشعبة. قالا:
حدثنا حبيب عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمرو. قَالَ:
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ
يستأذنه في الجهاد. فقال «أحي والداك؟» قال: نعم. قال «ففيهما فجاهد».
٥ - م - (٢٥٤٩) حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ
مُعَاذٍ. حَدَّثَنَا أَبِي. حدثنا شعبة عن حبيب. سمعت أبا العباس. سمعت عَبْدَ
اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَقُولُ:
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ.
فذكر بمثله. قال مسلم: أبو العباس اسمه السائب بن فروخ المكي.
٦ - (٢٥٤٩)
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ. أَخْبَرَنَا ابْنُ بِشْرٍ عَنْ مسعر. ح وحدثني محمد بن
حاتم. حدثنا معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق. ح وحَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ
زَكَرِيَّاءَ. حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ علي الجعفي عن زائدة. كلاهما عن الأعمش.
جميعا عن حبيب، بهذا الإسناد، مثله.
٦ - م - (٢٥٤٩) حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ. أَخْبَرَنِي عَمْرٌو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ
يزيد بن أبي حبيب؛ أن ناعما، مولى أم سلمة حَدَّثَهُ؛ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ
عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قال:
أقبل رَجُلٌ إِلَى نَبِيُّ اللَّهِ ﷺ
فَقَالَ: أبايعك على الهجرة والجهاد، أبتغي الأجر من الله. قال «فهل من والديك أحد
حي؟» قال: نعم. بل كلاهما. قال «فتبتغي الأجر من الله؟» قال: نعم. قال «فارجع إلى
والديك فأحسن صحبتهما»
٢ - باب تقديم بر الوالدين على التطوع بالصلاة،
وغيرها
٧
- (٢٥٥٠)
حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ المغيرة. حدثنا
حميد بن هلال عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّهُ قال:
كان جريج يتعبد في صومعة. فجاءت أمه.
قال حميد: فوصف لنا أبو رافع صفة أبي
هريرة لصفة رسول الله ﷺ أمه حين دعته. كيف جعلت كفها فوق حاجبها. ثم رفعت رأسها
إليه تدعوه. فقالت: ياجريج! أنا أمك. كلمني. فصادفته يصلي. فقال: اللهم! أمي
وصلاتي. فاختار صلاته. فرجعت ثم عادت في الثانية. فقالت: ياجريج! أنا أمك. فكلمني.
قال: اللهم! أمي وصلاتي. فاختار صلاته. فقالت: اللهم! إن هذا جريج. وهو ابني. وإني
كلمته فأبى أن يكلمني. اللهم! فلا تمته حتى تريه المومسات. قال: ولو دعت عليه أن
يفتن لفتن.
قال: وكان راعي ضأن يأوي إلى ديره.
قال فخرجت امرأة من القرية فوقع عليها الراعي. فحملت فولدت غلاما. فقيل لها: ما
هذا؟ قالت: من صاحب هذا الدير. قال فجاءوا بفؤسهم ومساحيهم. فنادوه فصادفوه يصلي.
فلم يكلمهم. قال فأخذوا يهدمون ديره. فلما رأى ذلك نزل إليهم. فقالوا له: سل هذه.
قال فتبسم ثم مسح رأس الصبي فقال: من أبوك؟ قال: أبي راعي الضأن. فلما سمعوا ذلك
منه قالوا: نبني ما هدمنا من ديرك بالذهب والفضة. قال: لا. ولكن أعيدوه ترابا كما
كان. ثم علاه.
(المومسات) أي الزواني البغايا المتجاهرات
بذلك. والواحدة مومسة وتجمع مياميس أيضا. (ديره) الدير كنيسة منقطعة عن العمارة،
تنقطع فيها رهبان النصارى لتعبدهم. وهو بمعنى الصومعة المذكورة في الرواية الأخرى.
وهي نحو المنارة. ينقطعون فيها عن الوصول إليهم والدخول عليهم. (ومساحيهم) المساحي
جمع مسحاة، وهي كالمجرفة، إلا أنها حديد.
٨ - (٢٥٥٠)
حدثنا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ. حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ. أخبرنا جرير بن
حازم. حَدَّثَنَا مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
عَنِ النبي ﷺ قال "لم يتكلم في
المهد إلا ثلاثة: عيسى ابن مريم.
⦗١٩٧٧⦘
وصاحب جريج. وكان جريج رجلا عابدا.
فاتخذ صومعة. فكان فيها. فأتته أمه وهو يصلي. فقالت: يا جريج! فقال: يا رب! أمي
وصلاتي. فأقبل على صلاته. فانصرفت. فلما كان من الغد أتته وهو يصلي. فقالت: يا
جريج! فقال: يا رب! أمي وصلاتي. فأقبل على صلاته. فانصرفت. فلما كان من الغد أتته
وهو يصلي. فقالت: يا جريج! فقال: أي رب! أمي وصلاتي. فأقبل على صلاته. فقالت:
اللهم! لا تمته حتى ينظر إلى وجوه المومسات. فتذاكر بنو إسرائيل جريجا وعبادته.
وكانت امرأة بغي يتمثل بحسنها. فقالت: إن شئتم لأفتننه لكم. قال فتعرضت له فلم
يلتفت إليها. فأتت راعيا كان يأوي إلى صومعته فأمكنته من نفسها. فوقع عليها.
فحملت. فلما ولدت. قالت: هو من جريج. فأتوه فاستنزلوه وهدموا صومعته وجعلوا
يضربونه. فقال: ما شأنكم؟ قالوا: زنيت بهذه البغي. فولدت منك. فقال: أين الصبي؟
فجاءوا به. فقال: دعوني حتى أصلي. فصلى. فلما انصرف أتى الصبي فطعن في بطنه. وقال:
يا غلام! من أبوك؟ قال: فلان الراعي. قال فأقبلوا على جريج يقبلونه ويتمسحون به.
وقالوا: نبني لك صومعتك من ذهب. قال: لا. أعيدوها من طين كما كانت. ففعلوا.
وبينا صبي يرضع من أمه. فمر رجل راكب
على دابة فارهة وشارة حسنة. فقالت أمه! اللهم! اجعل ابني مثل هذا. فترك الثدي
وأقبل إليه فنظر إليه. فقال: اللهم! لا تجعلني مثله. ثم أقبل على ثديه فجعل يرتضع.
قَالَ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى
رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وهو يحكي ارتضاعه بإصبعه السبابة في فمه. فجعل يمصها.
قال: ومروا بجارية وهم يضربونها
ويقولون: زنيت. سرقت. وهي تقول: حسبي الله ونعم الوكيل. فقالت أمه: اللهم! لا تجعل
ابني مثلها. فترك الرضاع ونظر إليها. فقال: اللهم! اجعلني
⦗١٩٧٨⦘
مثلها. فهناك تراجعا الحديث. فقالت:
حلقى! مر رجل حسن الهيئة فقلت: اللهم! اجعل ابني مثله. فقلت: اللهم! لا تجعلني
مثله. ومروا بهذه الأمة وهم يضربونها ويقولون: زنيت. سرقت. فقلت: اللهم! لا تجعل
ابني مثلها. فقلت: اللهم! اجعلني مثلها. قال: إن ذاك الرجل كان جبارا. فقلت:
اللهم! لا تجعلني مثله. وإن هذه يقولون لها: زنيت. ولم تزن. وسرقت. ولم تسرق.
فقلت: اللهم! اجعلني مثلها.
(يتمثل بحسنها) أي يضرب به المثل لانفرادها
به. (فارهة) الفارهة النشيطة الحادة القوية. وقد فرهت فراهة وفراهية. (وشارة)
الشارة الهيئة واللباس. (تراجعا الحديث) معناه أقبلت على الرضيع تحدثه. وكانت،
أولا، لا تراه أهلا للكلام. فلما تكرر منه الكلام، علمت أنه أهل له فسألته
وراجعته. (حلقي) أي أصابه الله تعالى بوجع في حلقه. (مثلها) أي سالما من المعاصي
كما هي سالمة.
٣ - باب رغم أنف من أدرك أبويه أو أحدهما عند الكبر،
فلم يدخل الجنة
٩
- (٢٥٥١)
حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ. حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ سُهَيْلٍ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
عن النبي ﷺ. قال «رغم أنف، ثم رغم
أنف، ثم رغم أنف» قيل: من؟ يا رسول الله! قال «من أدرك أبويه عند الكبر، أحدهما أو
كليهما فلم يدخل الجنة».
(رغم) قال أهل اللغة: معناه ذل. وقيل: كره
وخزي. وهو بفتح الغين وكسرها. وأصله لصق أنفه بالرغام، وهو تراب مختلط برمل. وهو
الرغم، بضم الراء وفتحها وكسرها. وقيل: الرغم كل ما أصاب الأنف يؤذيه.
١٠ - (٢٥٥١) حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ.
حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ:
قال رسول الله ﷺ «رغم أنفه. ثم رغم
أنفه. ثم رغم أنفه» قيل: من؟ يا رسول الله! قال: من أدرك والديه عند الكبر، أحدهما
أو كليهما، ثم لم يدخل الجنة".
١٠ - م - (٢٥٥١) حدثنا أبو بكر بن أبي
شيبة. حدثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ. حَدَّثَنِي
سُهَيْلٌ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قال:
قال رسول الله ﷺ «رغم أنفه» ثلاثا.
ثم ذكر مثله.
٤ - باب فضل صلة أصدقاء الأب والأم، ونحوهما
١١
- (٢٥٥٢)
حدثني أبو الطاهر، أحمد بن عمر بْنِ سَرْحٍ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
وَهْبٍ. أخبرني سعيد بن أبي أيوب عن الوليد بن أبي الوليد، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ الله بن عمر؛
أن رجلا من الأعراب لقيه بطريق مكة.
فسلم عليه عبد الله. وحمله على حمار كان يركبه. وأعطاه عمامة كانت على رأسه. فقال
ابن دينار: فقلنا له: أصلحك الله! إنهم الأعراب وإنهم يرضون باليسير. فقال عبد
الله: إن أبا هذا كان ودا لعمر بن الخطاب. وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ
يقول «إن أبر البر صلة الولد أهل ود أبيه».
(ودا) قال القاضي: رويناه بضم الواو وكسرها،
أي صديقا من أهل مودته، وهي محبته.
١٢ - (٢٥٥٢) حَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وهب. أخبرني حيوة بن شريح عَنِ ابْنِ الْهَادِ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ الله بن عمر؛
أن النبي ﷺ قال «أبر البر أن يصل
الرجل ود أبيه».
١٣ - (٢٥٥٢) حدثنا حسن بن علي الحلواني. حدثنا
يعقوب عن إبراهيم بن سعد. حدثنا أبي والليث بن سعد. جميعا عَنْ يَزِيدُ بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ،
عَنْ ابْنِ عمر؛
أنه كان إذا خرج إلى مكة كان له حمار
يتروح عليه، إذا مل ركوب الراحلة. وعمامة يشد بها رأسه. فبينا هو يوما على ذلك
الحمار. إذ مر به أعرابي. فقال: ألست ابن فلان بن فلان؟ قال: بلى. فأعطاه الحمار
وقال: اركب هذا. والعمامة، قال: اشدد بها رأسك. فقال له بعض أصحابه: غفر الله لك!
أعطيت هذا الأعرابي حمارا كنت تروح عليه، وعمامة كنت تشد بها رأسك! فَقَالَ:
إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يقول «إن من أبر البر صلة الرجل أهل ود أبيه،
بعد أن يولي» وإن أباه كان صديقا لعمر.
(يتروح عليه) معناه كان يستصحب حمارا ليستريح
عليه، إذا ضجر من ركوب البعير.
٥ - باب تفسير البر والإثم
١٤
- (٢٥٥٣)
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ مَيْمُونٍ. حَدَّثَنَا ابن مهدي عَنْ
مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النواس بن سمعان الأنصاري. قَالَ:
سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ عن البر
والإثم؟ فقال «البر حسن الخلق. والإثم ما حاك في صدرك، وكرهت أن يطلع عليه الناس».
(الأنصاري) هكذا وقع في نسخ صحيح مسلم:
الأنصاري. قال أبو علي الجياني: هذا وهم. وصوابه الكلابي. فإن النواس كلابي مشهور.
قال المازري والقاضي عياض: المشهور أنه كلابي. ولعله حليف للأنصار. (البر) قال
العلماء: البر يكون بمعنى الصلة وبمعنى اللطف والمبرة وحسن الصحبة والعشرة. وبمعنى
الطاعة. وهذه الأمور هي مجامع حسن الخلق. (حاك) أي تحرك فيه وتردد. ولم ينشرح له
الصدر وحصل في القلب منه الشك وخوف كونه ذنبا.
١٥ - (٢٥٥٣) حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ
الْأَيْلِيُّ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن وهب. حدثني معاوية (يعني ابن صالح)
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عن أبيه، عن نواس بن سمعان.
قال:
أقمت مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ
بالمدينة سنة. ما يمنعني من الهجرة إلا المسألة. كان أحدنا إذا هاجر لم يسأل رسول
الله ﷺ عن شيء. قال فسألته عن البر والإثم؟ فقال رسول الله ﷺ «البر حسن الخلق.
والإثم ما حاك في نفسك، وكرهت أن يطلع عليه الناس».
(ما يمنعني من الهجرة إلا المسئلة) قال
القاضي وغيره: معناه أنه أقام بالمدينة كالزائر من غير نقلة إليها من وطنه
لاستيطانها. وما منعه من الهجرة، وهي الانتقال من الوطن واستيطان المدينة إلا
الرغبة في سؤال رسول الله ﷺ عن أمور الدين. فإنه كان سمح بذلك للطارئين دون
المهاجرين. وكان المهاجرون يفرحون بسؤال الغرباء الطارئين من الأعراب وغيرهم،
لأنهم يحتملون في السؤال ويعذرون ويستفيد المهاجرون الجواب.
٦ - باب صلة الرحم، وتحريم قطيعتها
١٦
- (٢٥٥٤)
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ جَمِيلِ بْنِ طريف بن عبد الله الثقفي
وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ. قَالَا: حَدَّثَنَا حَاتِمٌ (وَهُوَ ابن إسماعيل) عن
معاوية (وهو ابن أبي مزرد، مولى بني هاشم). حدثني عمي،
⦗١٩٨١⦘
أبو الحباب، سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
قَالَ رسول الله ﷺ «أن الله خلق
الخلق. حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ من القطيعة. قال: نعم.
أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى. قال: فذاك لك».
ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ
«اقرؤا إن شئتم: ﴿فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم. أولئك
الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم. أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب
أقفالها﴾» [٤٧ /محمد /٢٢ و-٢٣ و-٢٤].
(الرحم) قال القاضي عياض: الرحم التي توصل
وتقطع وتبر إنما هي معنى من المعاني ليست بجسم. وإنما هي قرابة ونسب تجمعه رحم
والدة ويتصل بعضه ببعض، فسمي ذلك الاتصال رحما. والمعنى لا يأتي منه القيام ولا
الكلام. فيكون ذكر قيامها هنا وتعلقها ضرب مثل وحسن استعارة، على عادة العرب في
استعمال ذلك. والمراد تعظيم شأنها وفضيلة واصليها وعظيم إثم قاطعيها بعقوقهم ولهذا
سمي العقوق قطعا. والعق الشق. كأنه قطع ذلك السبب المتصل. (العائذ) المستعيذ. وهو
المعتصم بالشيء الملتجئ إليه، المستجير به. (أن أصل من وصلك) قال العلماء: حقيقة الصلة
العطف والرحمة. فصلة الله سبحانه وتعالى عبارة عن لطفه بهم ورحمته إياهم وعطفه
بإحسانه ونعمه. أوصلتهم بأهل ملكوته الأعلى وشرح صدورهم لمعرفته وطاعته.
١٧ - (٢٥٥٥) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ (وَاللَّفْظُ لِأَبِي بَكْرٍ). قَالَا: حدثنا
وكيع عن معاوية بن أبي مزرد، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةُ، عَنْ
عَائِشَةَ. قَالَتْ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «الرحم
معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله. ومن قطعني قطعه الله».
١٨ - (٢٥٥٦) حدثني زهير بن حرب وابن أبي عمر.
قالا: حدثنا سفيان عن الزهري، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ
أَبِيهِ،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قال «لا يدخل
الجنة قاطع». قال ابن أبي عمر: قال سفيان: يعني قاطع رحم.
١٩ - (٢٥٥٦) حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ الضبعي. حدثنا جويرية عن مالك، عن الزهري؛ أن محمد بن
جبير بن مطعم أخبره؛ أن أباه أخبره؛
أن رسول الله ﷺ قال «لا يدخل الجنة
قاطع رحم».
١٩ - م - (٢٥٥٦) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ رَافِعٍ وَعَبْدُ بْنُ حميد عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ، بهذا الإسناد، مثله. وقال: سمعت رسول الله ﷺ.
٢٠ - (٢٥٥٧) حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى
التُّجِيبِيُّ. أَخْبَرَنَا ابْنُ وهب. أخبرني يونس عن ابن شهاب، عن أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ. قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ
«مَنْ سَرَّهُ أن يبسط عليه رزقه، أو ينسأ في أثره، فليصل رحمه».
(ينسأ) أي يؤخر. (أثره) الأثر الأجل. لأنه
تابع للحياة في أثرها.
٢١ - (٢٥٥٧) وحَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ
شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ. حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي. حَدَّثَنِي عُقَيْلُ بْنُ
خالد. قال: قال ابْنِ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ؛
أَنَّ رسول الله ﷺ قال «من أحب أن
يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه».
(يبسط له في رزقه) بسط الرزق توسيعه وكثرته.
وقيل: البركة فيه.
٢٢ - (٢٥٥٨) حدثني مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى
وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ (وَاللَّفْظُ لابن المثنى). قالا: حدثنا محمد بن جعفر.
حدثنا شعبة قَالَ: سَمِعْتُ الْعَلَاءَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُحَدِّثُ عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛
أَنَّ رَجُلًا قال: يا رسول الله! إن
لي قرابة. أصلهم ويقطعوني. وأحسن إليهم ويسيئون إلي. وأحلم عنهم ويجهلون علي. فقال
«لئن كنت كما قلت، فكأنما تسفهم المل. ولا يزال معك من الله ظهير عليهم، ما دمت
على ذلك».
(ويجهلون علي) أي يسيئون والجهل، هنا، القبيح
من القول. وهو تشبيه لما يلحقهم من الألم، بما يلحق آكل الرماد الحار من الألم.
(تسفهم المل) المل هو الرماد الحار. أي كأنما تطعمهموه. (ظهير) الظهير المعين
والدافع لأذاهم.
٧ - باب تحريم التحاسد والتباغض والتدابر
٢٣
- (٢٥٥٨)
حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ يَحْيَى. قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ عَنِ ابْنِ
شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛
إن رسول الله ﷺ قال «لا تباغضوا ولا
تحاسدوا ولا تدابروا. وكونوا، عباد الله! إخوانا. ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق
ثلاث».
(ولا تدابروا) التدابر المعاداة. وقيل
المقاطعة. لأن كل واحد يولي صاحبه دبره. (كونوا عباد الله إخوانا) أي تعاملوا
وتعاشروا معاملة الإخوة ومعاشرتهم في المودة والرفق والشفقة والملاطفة والتعاون في
الخير ونحو ذلك. مع صفاء القلوب والنصيحة بكل حال.
٢٣ - م - (٢٥٥٩) حَدَّثَنَا حَاجِبُ بْنُ
الْوَلِيدِ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ عَنْ الزُّهْرِيِّ. أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ؛
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قال. ح وحدثنيه حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى. أَخْبَرَنِي
ابْنُ وَهْبٍ. أَخْبَرَنِي يونس عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ
ﷺ. بِمِثْلِ حَدِيثِ مَالِكٍ.
٢٣ - م ٢ - (٢٥٥٩) حدثنا زهير بن حرب وابن
أبي عمر وعمرو الناقد. جميعا عَنْ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، بِهَذَا
الْإِسْنَادِ. وزاد ابن عيينة «ولا تقاطعوا».
٢٣ - م ٣ - (٢٥٥٩) حدثنا أَبُو كَامِلٍ.
حَدَّثَنَا يَزِيدُ (يَعْنِي ابْنَ زُرَيْعٍ). ح وحدثنا محمد بن رافع وَعَبْدُ
بْنُ حُمَيْدٍ. كِلَاهُمَا عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ. جَمِيعًا عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ.
أما رواية يزيد عنه فكرواية سفيان عن
الزهري. يذكر الخصال الأربعة جميعا. وأما حديث عبد الرزاق «ولا تحاسدوا ولا
تقاطعوا ولا تدابروا».
٢٤ - (٢٥٥٩) وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
الْمُثَنَّى. حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ. حَدَّثَنَا شعبة عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ
أَنَسٍ؛
أَنّ النَّبِيَّ ﷺ قال «لا تحاسدوا
ولا تباغضوا ولا تقاطعوا. وكونوا، عباد الله! إخوانا».
٢٤ - م - (٢٥٥٩) حدثنيه علي بن نصر
الجهضمي. حدثنا وهب بن جرير. حدثنا شعبة، بهذا الإسناد، مثله. وزاد «كما أمركم
الله».
٨ - باب تحريم الهجر فوق ثلاث، بلا عذر شرعي
٢٥
- (٢٥٦٠)
حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مَالِكٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ
يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي أيوب الْأَنْصَارِيِّ؛
أَنّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قال «لا يحل
لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال. يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا. وخيرهما الذي
يبدأ بالسلام».
٢٥ - م - (٢٥٦٠) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ
بْنُ سَعِيدٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ.
قَالُوا: حَدَّثَنَا سفيان. ح وحَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى. أَخْبَرَنَا
ابْنُ وهب. أخبرني يونس. ح وحَدَّثَنَا حَاجِبُ بْنُ الْوَلِيدِ. حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ حرب عن الزبيدي. ح وحَدَّثَنَا إِسْحَاق بْنُ إِبْرَاهِيمَ
الْحَنْظَلِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ رافع وعبد بن حميد عن عبد الرزاق، عن معمر. كلهم
عن الزهري. بإسناد مالك، ومثل حديثه. إلا قوله «فيعرض هذا ويعرض هذا» فإنهم جميعا
قالوا في حديثهم، غير مالك «فيصد هذا ويصد هذا».
(فيصد هذا ويصد هذا) معنى يصد يعرض. أي يوليه
عرضه، أي جانبه.
٢٦ - (٢٥٦١) حدثنا محمد بن رافع. حدثنا محمد بن
أبي فديك. أخبرنا الضحاك (وهو ابن عثمان) عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عُمَرَ؛
إن رسول الله ﷺ قال «لا يحل للمؤمن
أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام».
٢٧ - (٢٥٦٢) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ (يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ) عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛
أن رسول الله ﷺ قال «لا هجرة بعد
ثلاث».
٩ - باب تحريم الظن والتجسس والتنافس والتناجش،
وَنَحْوِهَا
٢٨
- (٢٥٦٣)
حَدَّثَنَا يَحْيَي بْنُ يَحْيَي. قال: قَرَأْتُ على مالك عن أبي الزناد، عن
الأعرج، عن أبي هريرة؛
أن رسول الله ﷺ قال «إياكم والظن.
فإن الظن أكذب الحديث. ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا
تباغضوا، ولا تدابروا. وكونوا، عباد الله! إخوانا».
(إياكم والظن) المراد النهي عن ظن السوء. قال
الخطابي: هو تحقيق الظن وتصديقه، دون ما يهجس في النفس، فإن ذلك لا يملك. ومراد
الخطابي أن المحرم في الظن ما يستمر صاحبه عليه ويستقر في قلبه، دون ما يعرض في
القلب ولا يستقر. فإن هذا لا يكلف به. (ولا تحسسوا ولا تجسسوا) قال العلماء:
التحسس الاستماع لحديث القوم. والتجسس البحث عن العورات. وقيل هو التفتيش عن بواطن
الأمور. وأكثر ما يقال في الشر. والجاسوس صاحب سر الشر. والناموس صاحب سر الخير.
(ولا تنافسوا) المنافسة والتنافس معناهما الرغبة في الشيء وفي الانفراد به. ونافسته
منافسة إذا رغبت فيما رغب فيه. وقيل: معنى الحديث التباري في الرغبة في الدنيا
وأسبابها وحظوظها.
٢٩ - (٢٥٦٣) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ (يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ) عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛
أن رسول الله ﷺ قال «لا تهجروا، ولا
تدابروا، ولا تحسسوا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض. وكونوا، عباد الله! إخوانا».
(لا تهجروا) أي لا تتكلموا بالهجر، وهو
الكلام القبيح.
٣٠ - (٢٥٦٣) حدثنا إسحاق بن إبراهيم. أخبرنا جرير
عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. قال:
قال رسول الله ﷺ «لا تحاسدوا، ولا
تباغضوا، ولا تجسسوا، ولا تحسسوا، ولا تناجشوا. وكونوا، عباد الله! إخوانا».
(ولا تناجشوا) هو تفاعل من النجش. والنجش في
البيع هو أن يمدح السلعة لينفقها ويروجها أو يزيد في ثمنها وهو لا يريد شراءها
ليقع غيره فيها. والأصل فيه تنفير الوحش من مكان إلى مكان.
٣٠ - م - (٢٥٦٣) حدثنا الحسن بن علي
الحلواني وعلي بن نصر الجهضمي. قالا: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ. حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ عَنْ الأعمش، بهذا الإسناد «لا تقاطعوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، ولا
تحاسدوا. وكونوا إخوانا. كما أمركم الله».
٣١ - (٢٥٦٣) وحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ
الدَّارِمِيُّ. حَدَّثَنَا حَبَّانُ. حدثنا وُهَيْبٌ. حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة،
عن النبي ﷺ قال «لا تباغضوا، ولا
تدابروا، ولا تنافسوا. وكونوا، عباد الله! إخوانا».
١٠ - باب تحريم ظلم المسلم وخذله واحتقاره
ودمه وعرضه وماله
٣٢
- (٢٥٦٤)
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ. حدثنا داود (يعني ابن
قيس) عن أبي سعيد، مولى عامر بن كريز، عن أبي هريرة. قال:
قال رسول الله ﷺ «لا تحاسدوا. ولا
تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض. وكونوا، عباد
الله! إخوانا. المسلم أخو المسلم. لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره. التقوى ههنا»
ويشير إلى صدره ثلاث مرات «بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم. كل المسلم على
المسلم حرام. دمه وماله وعرضه».
(ولا يخذله) قال العلماء: الخذل ترك الإعانة
والنصر. ومعناه إذا استعان به في دفع ظالم ونحوه لزمه إعانته إذا أمكنه، ولم يكن
له عذر شرعي. (ولا يحقره) أي لا يحتقره. فلا ينكر عليه ولا يستصغره ويستقله.
(التقوى ههنا) معناه أن الأعمال الظاهرة لا تحصل بها التقوى. وإنما تحصل بما يقع
في القلب من عظمة الله وخشيته ومراقبته.
٣٣ - (٢٥٦٤) حَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ،
أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سرح. حدثنا ابن وهب عن أسامة (وهو ابن زيد)؛ أنه سمع
أبا سعيد، مولى عبد الله بن عامر بن كريز يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ
يَقُولُ:
قَالَ
⦗١٩٨٧⦘
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ. فَذَكَرَ نَحْوَ
حديث داود. وزاد. ونقص. ومما زاد فيه «إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم.
ولكن ينظر إلى قلوبكم» وأشار بأصابعه إلى صدره.
(لا ينظر) معنى نظر الله هنا مجازاته
ومحاسبته. أي إنما يكون ذلك على ما في القلب، دون الصور الظاهرة.
٣٤ - (٢٥٦٤) حدثنا عمرو الناقد. حَدَّثَنَا
كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ. حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ
الأَصَمِّ، عَنْ أَبِي هريرة. قال:
قال رسول الله ﷺ «إِنَّ اللَّهَ لَا
ينظر إلى صوركم وأموالكم. ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم».
١١ - باب النهي عن الشحناء والتهاجر
٣٥
- (٢٥٦٥)
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أنس، فيما قرئ عليه، عَنْ
سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛
إن رسول الله ﷺ قال «تفتح أبواب
الجنة يوم الاثنين، ويوم الخميس. فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا. إلا رجلا كانت
بينه وبين أخيه شحناء. فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا. أنظروا هذين حتى يصطلحا.
أنظروا هذين حتى يصطلحا».
(شحناء) أي عداوة وبغضاء. (أنظروا هذين) أي
أخروهما.
٣٥ - م - (٢٥٦٥) حدثنيه زُهَيْرُ بْنُ
حَرْبٍ. حَدَّثَنَا جَرِيرٌ. ح وحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَأَحْمَدُ
بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ عن عبد العزيز الدراوردي. كلاهما عن سهيل، عن أبيه،
بإسناد مالك. نحو حديثه. غير أن في حديث الدراوردي «إلا المتهاجرين» من رواية ابن
عبدة. وقال قتيبة «إلا المهتجرين».
٣٦ - (٢٥٦٥) حدثنا ابن أبي عمر. حدثنا سفيان عن
مسلم بن أبي مريم، عن أبي صالح.
سمع أبا هريرة رفعه مرة قال «تعرض
الأعمال في كل يوم خميس واثنين. فيغفر الله عز وجل في ذلك اليوم
⦗١٩٨٨⦘
لكل امرئ لا يشرك بالله شيئا. إلا
امرأ كانت بينه وبين أخيه شحناء. فيقال: اركوا هذين حتى يصطلحا. اركوا هذين حتى
يصطلحا».
(اركوا هذين) أي أخروا. يقال: ركاه يركوه
ركوا، إذا أخره.
٣٦ - م - (٢٥٦٥) حدثنا أَبُو الطَّاهِرِ
وَعَمْرُو بْنُ سَوَّادٍ. قَالَا: أَخْبَرَنَا ابن وهب. أخبرنا مالك بن أنس عن
مسلم بن أبي مريم، عن صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
عَنِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قال «تعرض
أعمال الناس في كل جمعة مرتين. يوم الاثنين ويوم الخميس. فيغفر لكل عبد مؤمن. إلا
عبدا بينه وبين أخيه شحناء. فيقال: اتركوا، أو اركوا، هذين حتى يفيئا».
(حتى يفيئا) أي يرجعا إلى الصلح والمودة.
١٢ - باب في فضل الحب في الله
٣٧
- (٢٥٦٦)
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، فِيمَا قُرِئَ
عَلَيْهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عبد الرحمن بن معمر، عن أبي الحباب، سَعِيدِ
بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ:
قَالَ رسول الله ﷺ «أن الله يقول يوم
القيامة: أين المتحابون بجلالي. اليوم أظلهم في ظلي. يوم لا ظل إلا ظلي».
(بجلالي) أي بعظمتي وطاعتي. لا للدنيا.
٣٨ - (٢٥٦٧) حدثني عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ
حَمَّادٍ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ؛ «أن رجلا زار أخا
له في قرية أخرى. فأرصد الله له، على مدرجته، ملكا. فلما أتى عليه قال: أين تريد؟
قال: أريد أخا لي في هذه القرية. قال: هل لك عليه من نعمة تربها؟ قال: لا. غير أني
أحببته في الله عز وجل. قال: فإني رسول الله إليك، بأن الله قد أحبك كما
أحببته فيه».
(فأرصد) أي أقعده يرقبه. (على مدرجته)
المدرجة هي الطريق. سميت بذلك لأن الناس يدرجون عليها. أي يمضون ويمشون. (تربها)
أي تقوم بإصلاحها، وتنهض إليه بسبب ذلك.
٣٨ - م - (٢٥٦٧) قال الشيخ أبو أحمد:
أخبرني أبو بكر، محمد بن زنجوية القشيري. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ
حَمَّادٍ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بن سلمة، بهذا الإسناد، نحوه.
١٣ - باب فضل عيادة المريض
٣٩
- (٢٥٦٨)
حدثنا سعيد بن منصور وأبو الربيع الزهراني. قالا: حدثنا حماد (يعنيان ابن زيد)
عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أسماء، عن ثوبان (قال أبو
الربيع: رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ وَفِي حَدِيثِ سَعِيدٍ: قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «عائد
المريض في مخرفة الجنة حتى يرجع».
(مخرفة) هي سكة بين صفين من نخل يخترف من
أيهما شاء. أي يجتني: وقيل المخرفة الطريق. أي أنه على طريق تؤديه إلى الجنة.
٤٠ - (٢٥٦٨) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى
التَّمِيمِيُّ. أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ
أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ، مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «من عاد
مريضا، لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع».
(خرفة الجنة) الخرفة اسم ما يخترف من النخل
حتى يدرك.
٤١ - (٢٥٦٨) حدثنا يَحْيَي بْنُ حَبِيبٍ
الْحَارِثِيُّ. حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زريع. حدثنا خالد عن أبي قلابة، عن أبي
أسماء الرحبي، عَنْ ثَوْبَانَ،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قال «إن المسلم
إذا عاد أخاه المسلم، لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع».
٤٢ - (٢٥٦٨) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ وَزُهَيْرُ بن حرب. جميعا عن يزيد (واللفظ لزهير). حدثنا يَزِيدُ بْنُ
هَارُونَ. أَخْبَرَنا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ عن عبد الله بن زيد (وهو أبو قلابة)، عن
أبي الأشعث الصنعاني، عن أبي أسماء الرحبي، عَنْ ثَوْبَانَ، مَوْلَى رَسُولِ
اللَّهِ ﷺ،
عن رسول الله ﷺ قال «من عاد مريضا،
لم يزل في خرفة الجنة». قيل: يا رسول الله! وما خرفة الجنة؟ قال «جناها».
٤٢ - م - (٢٥٦٨) حدثني سويد بن سعيد.
حدثنا مروان بن معاوية عن عاصم الأحول، بهذا الإسناد.
٤٣ - (٢٥٦٩) حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ
بْنِ مَيْمُونٍ. حَدَّثَنَا بَهْزٌ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ
ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قال:
قال رسول الله ﷺ «إِنَّ اللَّهَ عز
وجل يقول، يوم القيامة: يا ابن آدم! مرضت فلم تعدني. قال: يا رب! كيف أعودك؟ وأنت
رب العالمين. قال: أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده. أما علمت أنك لو عدته
لوجدتني عنده؟ يا ابن آدم! استطعمتك فلم تطعمني. قال: يا رب! وكيف أطعمك؟ وأنت رب
العالمين. قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه؟ أما علمت أنك لو أطعمته
لوجدت ذلك عندي؟ يا ابن آدم! استسقيتك فلم تسقني. قال: يا رب! كيف أسقيك؟ وأنت رب
العالمين. قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه. أما أنك لو سقيته وجدت ذلك عندي».
١٤ - باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض
أو حزن أو نحو ذلك، حتى الشوكة يشاكها
٤٤
- (٢٥٧٠)
حدثنا عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إِبْرَاهِيمَ (قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا.
وقَالَ عُثْمَانُ: حَدَّثَنَا) جَرِيرٌ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ
مسروق، قال: قالت عائشة:
ما رأيت رجلا أشد عليه الوجع من رسول
الله ﷺ. وفي رواية عثمان - مكان الوجع - وجعا.
(الوجع) قال العلماء: الوجع، هنا، المرض.
والعرب تسمي كل مرض وجعا.
٤٤ - م - (٢٥٧٠) حدثنا عبيد الله بن معاذ.
أخبرني أَبِي. ح وحَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشَّارٍ. قَالَا:
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ. ح وحَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ. أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدٌ (يَعْنِي ابْنَ جعفر). كلهم عن شعبة، عن الأعمش. ح وحَدَّثَنِي أَبُو
بَكْرِ بْنُ نَافِعٍ. حَدَّثَنَا عبد الرحمن. ح وحدثنا ابن نمير. حدثنا مصعب بن
المقدام. كلاهما عن سفيان، عن الأعمش. بإسناد جرير، مثل حديثه.
٤٥ - (٢٥٧١) حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَإِسْحَاق بْنُ إِبْرَاهِيمَ (قَالَ إِسْحَاق:
أَخْبَرَنَا. وَقَالَ الْآخَرَانِ: حَدَّثَنَا) جَرِيرٌ عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عبد الله. قَالَ:
دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ
وهو يوعك. فمسسته بيدي. فقلت: يا رسول الله! إنك لتوعك وعكا شديدا. فقال رسول الله
ﷺ «أجل. إني أوعك كما يوعك رجلان منكم» قال فقلت: ذلك، أن لك أجرين. فقال رسول
الله ﷺ «أجل» ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما
سواه، إلا حط الله به سيئاته، كما تحط الشجرة ورقها». وليس في حديث زهير: فمسسته
بيدي.
(إنك لتوعك وعكا شديدا) الوعك قيل هو الحمى
وقيل ألمها ومغثها. وقد وعك الرجل يوعك فهو موعوك.
٤٥ - م - (٢٥٧١) حدثنا أبو بكر بن أبي
شيبة وأبو كُرَيْبٍ. قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ. ح وحَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ. حَدَّثَنَا سُفْيَانَ. ح
وحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. أَخْبَرَنَا عيسى بن يونس ويحيى بن عبد
الملك بن أبي غنية. كلهم عن الأعمش. بإسناد جرير. نحو حديثه. وزاد في حديث أبي
معاوية. قال «نعم. والذي نفسي بيده! ما على الأرض مسلم».
٤٦ - (٢٥٧٢) حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ
وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. جميعا عَنْ جَرِيرٍ. قَالَ زُهَيْرٌ: حَدَّثَنَا
جَرِيرٌ عَنْ منصور، عن إبراهيم، عن الأسود، قال:
دخل شباب من قريش على عائشة، وهي
بمنى. وهم يضحكون. فقالت: ما يضحككم؟ قالوا: فلان خر على طنب فسطاط، فكادت عنقه أو
عينه أن تذهب. فقالت: لا تضحكوا. فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قال «ما من
مسلم يشاك شوكة فما فوقها، إلا كتبت له بها درجة، ومحيت عنه خطيئة».
(طنب) هو الحبل الذي يشد به الفسطاط، وهو
الخباء ونحوه.
٤٧ - (٢٥٧٢) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب
(واللفظ لهما). ح وحدثنا إسحاق الْحَنْظَلِيُّ (قَالَ إسحاق: أَخْبَرَنَا. وَقَالَ
الْآخَرَانِ: حَدَّثَنَا) أبو معاوية عن الأعمش، عن إبراهيم، عن
⦗١٩٩٢⦘
الأسود، عَنْ عَائِشَةَ. قَالَتْ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «ما يصيب
المؤمن من شوكة فما فوقها، إلا رفعه الله بها درجة، أو حط عنه خطيئة».
٤٨ - (٢٥٧٢) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ. حَدَّثَنَا هِشَامٌ
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ. قَالَتْ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «لا تصيب
المؤمن شوكة فما فوقها، إلا قص الله بها من خطيئته».
٤٨ - م - (٢٥٧٢) حَدَّثَنَا أَبُو
كُرَيْبٍ. حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ. حَدَّثَنَا هشام، بهذا الإسناد.
٤٩ - (٢٥٧٢) حَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ.
أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ. أَخْبَرَنِي مالك بن أنس ويونس بن زيد عن ابن شهاب، عن
عروة بن الزبير، عن عائشة؛
أن رسول الله ﷺ قال «ما من مصيبة
يصاب بها المسلم إلا كفر بها عنه، حتى الشوكة يشاكها».
٥٠ - (٢٥٧٢) حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ.
أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ. أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ يزيد بن خصيفة،
عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ؛
أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ قال «لا يصيب
المؤمن من مصيبة، حتى الشوكة، إلا قص بها من خطاياه، أو كفر بها من خطاياه».
(قص بها من خطاياه) أي نقص وأخذ.
٥١ - (٢٥٧٢) حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن وهب. أخبرنا حيوة. حدثنا ابن الهاد عن أبي بكر بن
حزم، عن عمرة، عن عَائِشَةَ قَالَتْ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يقول «ما
من شيء يصيب المؤمن، حتى الشوكة تصيبه، إلا كتب الله له بها حسنة، أو حطت عنه
خطيئة».
٥٢ - (٢٥٧٣) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب.
قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كثير، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنِ عطاء بن يسار، عن أبي سعيد وأبي هريرة؛
أَنَّهُمَا سَمِعَا
⦗١٩٩٣⦘
رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يقول «ما يصيب
المؤمن من وصب، ولا نصب، ولا سقم، ولا حزن، حتى الهم يهمه، إلا كفر به من سيئاته».
(وصب) الوصب الوجع اللازم. ومنه قوله تعالى:
ولهم عذاب واصب. أي لازم ثابت. (ولا نصب) النصب التعب. وقد نصب ينصب نصبا كفرح
يفرح فرحا - ونصبه غيره وأنصبه، لغتان. (يهمه) قال القاضي: بضم الياء وفتح الهاء،
على ما لم يسم فاعله. وضبطه غيره يهمه بفتح الياء وضم الهاء، أي يغمه. وكلاهما
صحيح.
(٢٥٧٤) - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ
وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أبي شيبة. كلاهما عن ابن عيينة (واللفظ لقتيبة) حدثنا سفيان
عن ابن محيصن، شيخ من قريش، سمع محمد بن قيس بن مخرمة يحدث عن أبي هريرة. قال:
لما نزلت: ﴿من يعمل سوءا يجز به﴾ [٤
/النساء /١٢٣] بلغت من المسلمين مبلغا شديدا. فقال رسول الله ﷺ «قاربوا وسددوا.
ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة. حتى النكبة ينكبها، أو الشوكة يشاكها». قال مسلم:
هو عمر بن عبد الرحمن بن محيصن، من أهل مكة.
(قاربوا) أي اقتصدوا. فلا تغلوا ولا تقصروا.
بل توسطوا. (وسددوا) أي اقصدوا السداد، وهو الصواب. (حتى النكبة ينكبها) هي مثل
العثرة يعثرها برجله. وربما جرحت إصبعه. وأصل النكب الكب والقلب.
٥٣ - (٤٥٧٥) حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ
عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ. حَدَّثَنَا يزيد بن زريع. حدثنا الحجاج الصواف. حدثني
أبو الزبير. حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ؛
أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ دخل علي أم
السائب، أو أم المسيب. فقال «مالك؟ يا أم السائب! أو يا أم المسيب! تزفزفين؟»
قالت: الحمى. لا بارك الله فيها. فقال «لا تسبي الحمى. فإنها تذهب خطايا بني آدم.
كما يذهب الكير خبث الحديد».
(تزفزفين) قال القاضي: تضم التاء وتفتح. هذا
هو الصحيح المشهور في ضبط هذه اللفظة. وادعى القاضي أنها رواية جميع رواة مسلم.
معناه تتحركين حركة شديدة أي ترعدين.
٥٤ - (٢٥٧٦) حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ
عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ. حَدَّثَنَا يحيى بن سعيد وبشر بن المفضل. قالا: حدثنا
عمران، أبو بكر. حدثني عطاء بن أبي رباح. قال:
قال لي ابن عباس: ألا أريك امرأة من
أهل الجنة؟ قلت بلى. قال: هذه المرأة السوداء. أتت النبي ﷺ قالت»إني أصرع. وإني
أتكشف. فادع الله لي. قال «إن شئت صبرت ولك الجنة. وإن شئت دعوت الله أن يعافيك».
قالت: أصبر. قالت: فإني أتكشف. فادع الله أن لا أتكشف، فدعا لها.
١٥ - باب تحريم الظلم
٥٥
- (٢٥٧٧)
حدثنا عبيد اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بَهْرَامٍ الدَّارِمِيُّ. حدثنا
مَرْوَانُ (يَعْنِى ابْنَ مُحَمَّدٍ الدِّمَشْقِيَّ). حَدَّثَنَا سَعِيدُ بن
عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أبي إدريس الخولاني، عَنْ
أَبِي ذَرٍّ،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، فيما روى عن الله
تبارك وتعالى أنه قال «يا عبادي! إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما. فلا
تظالموا. يا عبادي! كلكم ضال إلا من هديته. فاستهدوني أهدكم. يا عبادي! كلكم جائع
إلا من أطعمته. فاستطعموني أطعمكم. يا عبادي! كلكم عار إلا من كسوته. فاستكسوني
أكسكم. يا عبادي! إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعا. فاستغفروني
أغفر لكم. يا عبادي! إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني. ولن تبلغوا نفعي
⦗١٩٩٥⦘
فتنفعوني. يا عبادي! لو أن أولكم
وآخركم وإنسكم وجنكم. كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم. ما زاد ذلك في ملكي شيئا.
يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم. وإنسكم وجنكم. كانوا على أفجر قلب رجل واحد. ما نقص
ذلك من ملكي شيئا. يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم. وإنسكم وجنكم. قاموا في صعيد
واحد فسألوني. فأعطيت كل إنسان مسألته. ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط
إذا أدخل البحر. يا عبادي! إنما هي أعمالكم أحصيها لكم. ثم أوفيكم إياها. فمن وجد
خيرا فليحمد الله. ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه».
قال سعيد: كان أبو إدريس الخولاني،
إذا حدث بهذا الحديث، جثا على ركبتيه.
(إلا كما ينقص المخيط) قال العلماء: هذا
تقريب إلى الإفهام. ومعناه لا ينقص شيئا أصلا. كما قال في الحديث الآخر «لا يغيضها
نفقة» أي لا ينقصها نفقة. لأن ما عند الله لا يدخله نقص، وإنما يدخل النقص المحدود
الفاني. وعطاء الله تعالى من رحمته وكرمه، وهما صفتان قديمتان لا يتطرق إليهما
نقص. فضرب المثل بالمخيط في البحر لأنه غاية ما يضرب به المثل في القلة. والمقصود
التقريب إلى الأفهام بما شاهدوه. فإن البحر من أعظم المرئيات عيانا وأكبرها.
والإبرة من أصغر الموجودات مع أنها صقيلة لا يتعلق بها ماء.
٥٥ - م - (٢٥٧٧) حدثنيه أبو بكر بن إسحاق.
حدثنا أبو مسهر. حدثنا سعيد بن عبد العزيز، بهذا الإسناد. غير أن مروان أتمهما
حديثا.
٥٥ - م ٢ - (٢٥٧٧) قال أبو إسحاق: حدثنا
بهذا الحديث الحسن والحسين، ابنا بشر. ومحمد بن يحيى. قالوا: حدثنا أبو مسهر.
فذكروا الحديث بطوله.
٥٥ - م ٣ - (٢٥٧٧) حَدَّثَنَا إِسْحَاق
بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى. كلاهما عن عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ
عَبْدِ الْوَارِثِ. حَدَّثَنَا هَمَّامٌ. حدثنا قتادة عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ
أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ. قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فِيمَا
يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ تبارك وتعالى «إني حرمت على نفسي الظلم وعلى عبادي. فلا تظالموا». وساق الحديث
بنحوه. وحديث أبي إدريس الذي ذكرناه أتم من هذا.
٥٦ - (٢٥٧٨) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ. حدثنا داود (يعني ابن قَيْسٍ) عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ
بْنِ مِقْسَمٍ، عَنْ جَابِرِ بن عبد الله؛
أن رسول الله ﷺ قال «اتقوا الظلم.
فإن الظلم ظلمات يوم القيامة. واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم. حملهم على
أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم».
(اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة)
قال القاضي: قيل هو على ظاهره. فيكون ظلمات على صاحبه لا يهتدي يوم القيامة سبيلا
حين يسعى نور المؤمنين بين أيديهم وبأيمانهم. ويحتمل أن الظلمات، هنا، الشدائد.
وبه فسروا قوله تعالى: قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر، أي شدائدهما. ويحتمل
أنها عبارة عن الأنكال والعقوبات. (واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم) قال
القاضي: يحتمل أن هذا الهلاك هو الهلاك الذي أخبر عنهم به في الدنيا بأنهم سفكوا
دماءهم. ويحتمل أنه هلاك الآخرة. وهذا الثاني أظهر. ويحتمل أنه أهلكهم في الدنيا
والآخرة. قال جماعة: الشح أشد البخل وأبلغ في المنع من البخل. وقيل. هو البخل مع
الحرص. وقيل: البخل في أفراد الأمور، والشح عام. وقيل. الشح الحرص على ما ليس
عنده، والبخل بما عنده.
٥٧ - (٢٥٧٩) حدثني محمد بن حاتم. حدثنا شبابة.
حدثنا عبد العزيز الماجشون عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «إن الظلم
ظلمات يوم القيامة».
٥٨ - (٢٥٨٠) حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا ليث عن
عقيل، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ؛
أَنّ رسول الله ﷺ قال «المسلم أخو
المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه. من كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته. ومن فرج عن
مسلم كربة، فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة. ومن ستر مسلما، ستره الله
يوم القيامة».
(من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته) أي
أعانه عليها ولطف به فيها. (ومن فرج عن مسلم كربة ..) في هذا فضل إعانة المسلم
وتفريج الكرب عنه وستر زلاته. ويدخل في كشف الكربة وتفريجها من أزالها بماله أو
جاهه أو مساعدته. والظاهر أنه يدخل فيه من أزالها بإشارته ورأيه ودلالته. وأما
الستر المندوب إليه هنا، فالمراد به الستر على ذوي الهيآت ونحوهم، مما ليس هو
معروفا بالأذى والفساد. فأما المعروف بذلك فيستحب أن لا يستر عليه. بل ترفع قضيته
إلى ولي الأمر، إن لم يخف من ذلك مفسدة. لأن الستر على هذا يطمعه في الإيذاء
والفساد وانتهاك الحرمات وجسارة غيره على مثل فعله. هذا كله في ستر معصية وقعت
وانقضت. أما معصية رآه عليها وهو، بعد، متلبس بها فتجب المبادرة بإنكارها عليه
ومنعه منها على من قدر على ذلك. ولا يحل تأخيرها. فإن عجز لزمه رفعها إلى ولي
الأمر، إذا لم تترتب على ذلك مفسدة.
٥٩ - (٢٥٨١) حدثنا قتيبة بن سعيد وَعَلِيُّ بْنُ
حُجْرٍ. قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ (وَهُوَ ابْنُ جَعْفَرٍ) عَنِ
الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة؛
أن رسول الله ﷺ قال «أتدرون ما
المفلس؟» قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال «إن المفلس من أمتي،
يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا،
وسفك دم هذا، وضرب هذا. فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته. فإن فنيت حسناته، قبل
أن يقضى ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه. ثم طرح في النار».
(إن المفلس من أمتي) معناه أن هذا حقيقة
المفلس. أما من ليس له مال، ومن قل ماله، فالناس يسمونه مفلسا، وليس هو حقيقة
المفلس. لأن هذا الأمر يزول وينقطع بموته. وربما ينقطع بيسار يحصل له بعد ذلك في
حياته. وإنما حقيقة المفلس هذا المذكور في الحديث فهو الهالك الهلاك التام
والمعدوم الإعدام المقطع. فتؤخذ حسناته لغرمائه. فإذا فرغت حسناته أخذ من سيئاتهم
فوضع عليه، ثم ألقي في النار، فتمت خسارته وهلاكه وإفلاسه.
٦٠ - (٢٥٨٢) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ
وَقُتَيْبَةُ وَابْنُ حُجْرٍ. قَالُوا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل (يَعْنُونَ ابْنَ
جَعْفَرٍ) عَنِ العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة؛
أن رسول الله ﷺ قال «لتؤدن الحقوق
إلى أهلها يوم القيامة. حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء».
(لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة) هذا
تصريح بحشر البهائم يوم القيامة وإعادتها يوم القيامة كما يعاد أهل التكليف من
الآدميين. وكما يعاد الأطفال والمجانين ومن لم تبلغه دعوة. وعلى هذا تظاهرت دلائل
القرآن والسنة. قال الله تعالى: وإذا الوحوش حشرت. وإذا ورد لفظ الشرع، ولم يمنع
من إجرائه على ظاهره عقل ولا شرع، وجب حمله على ظاهره. قال العلماء: وليس من شرط
الحشر والإعادة في القيامة، المجازاة والعقاب والثواب. وأما القصاص من القرناء
والجلحاء فليس هو من قصاص التكليف: إذ لا تكليف عليها. بل هو قصاص مقابلة.
والجلحاء هي الجماء التي لا قرن لها.
٦١ - (٢٥٨٣) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ. حدثنا أبو معاوية. حدثنا بريد بْنِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مُوسَى. قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «إِنَّ
اللَّهَ عز وجل يملي للظالم. فإذا أخذه
⦗١٩٩٨⦘
لم يفلته». ثم قرأ: وكذلك أخذ ربك
إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد. [١١ /هود /١٠٢]
(يملي للظالم) معنى يملي يمهل ويؤخر ويطيل له
في المدة. وهو مشتق من الملوة، وهي المدة والزمان، بضم الميم وفتحها وكسرها. (لم
يفلته) أي لم يطلقه ولم ينفلت منه. قال أهل اللغة: يقال أفلته أطلقه. وانفلت تخلص
منه.
١٦ - باب نصر الأخ ظالما أو مظلوما
٦٢
- (٢٥٨٤)
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ. حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قال:
اقتتل غلامان. غلام من المهاجرين
وغلام من الأنصار. فنادى المهاجر أو المهاجرون: يال المهاجرين! ونادى الأنصاري:
يال الأنصار! فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فقال «ما هذا دعوى أهل الجاهلية؟» قالوا
لا. يا رسول الله! إلا أن غلامين اقتتلا فكسع أحدهما الآخر. قال «فلا بأس. ولينصر
الرجل أخاه ظالما أو مظلوما. إن كان ظالما فلينهه، فإنه له نصر. وإن كان مظلوما
فلينصره».
(اقتتل غلامان) أي تضاربا. (يال المهاجرين.
يال الأنصار) هكذا هو في معظم النسخ يال، بلام مفصولة في الموضعين وفي بعضها: يا
للمهاجرين ويا للأنصار، بوصلها. وفي بعضها: يا آل المهاجرين. واللام مفتوحة في
الجميع. وهي لام الاستغاثة. والصحيح بلام موصولة ومعناه أدعو المهاجرين وأستغيث
بهم. (دعوى أهل الجاهلية) تسميته ﷺ ذلك دعوى الجاهلية هو كراهة منه لذلك. فإنه مما
كانت عليه الجاهلية من التعاضد بالقبائل في أمور الدنيا ومتعلقاتها. وكانت
الجاهلية تأخذ حقوقها بالعصبات والقبائل. فجاء الإسلام بإبطال ذلك، وفصل القضايا
بالأحكام الشرعية. (فكسع أحدهما الآخر) أي ضرب دبره وعجيزته، بيد أو رجل أو سيف أو
غيره. (فلا بأس) معناه لم يحصل من هذه القصة بأس مما كنت خفته.
٦٣ - (٢٥٨٤) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ وَزُهَيْرُ بن حرب وأحمد بن عبدة الضبي وَابْنُ أَبِي عُمَرَ -
وَاللَّفْظُ لِابْنِ أَبِي شَيْبَةَ - (قال ابن عبدة: أخبرنا. وقال الآخرون:
حدثنا) سفيان بن عيينة قَالَ: سَمِعَ عَمْرٌو جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يقول:
كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ في غزاة.
فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار. فقال الأنصاري: يا للأنصار! وقال
المهاجري: يا للمهاجرين! فقال رسول الله ﷺ.
⦗١٩٩٩⦘
«ما بال دعوى الجاهلية؟» قالوا: يا
رسول الله! كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار. فقال «دعوها. فإنها منتنة»
فسمعها عبد الله بن أبي فقال: قد فعلوها. والله! لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن
الأعز منها الأذل.
قال عمر: دعني أضرب عنق هذا المنافق.
فقال «دعه. لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه».
(دعوها فإنها منتنة) أي قبيحة كريهة مؤذية.
٦٤ - (٢٥٨٤) حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْنُ
إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاق بْنُ مَنْصُورٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ (قَالَ ابْنُ
رَافِعٍ: حَدَّثَنَا. وقال الآخرون: أَخْبَرَنَا) عَبْدُ الرَّزَّاقِ. أَخْبَرَنَا
مَعْمَرٌ عَنْ أَيُّوبَ. عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله
قال:
كسع رجل من المهاجرين رجلا من
الأنصار. فَأَتَى النَّبِيَّ ﷺ فَسَأَلَهُ القود. فقال النبي ﷺ «دعوها. فإنها
منتنة».
قال ابن منصور في روايته: عمرو قال:
سمعت جابرا.
١٧ - باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم
وتعاضدهم
٦٥
- (٢٥٨٥)
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو عامر الْأَشْعَرِيُّ. قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ وأبو أسامة. ح وحدثنا محمد بن العلاء، أبو كريب. حدثنا ابن
المبارك وابن إدريس وأبو أسامة. كلهم عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ
أَبِي مُوسَى. قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «المؤمن
للمؤمن كالبنيان. يشد بعضه بعضا».
(المؤمن كالبنيان ..) وفي الحديث الآخر «مثل
المؤمنين في توادهم وتراحمهم الخ» هذه الأحاديث صريحة في تعظيم حقوق المسلمين
بعضهم على بعض. وحثهم على التراحم والملاطفة والتعاضد في غير إثم ولا مكروه.
٦٦ - (٢٥٨٦) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ. حَدَّثَنَا أَبِي. حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ عَنْ
الشَّعْبِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ. قَالَ:
قَالَ رَسُولُ الله ﷺ «مثل المؤمنين
في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل
⦗٢٠٠٠⦘
الجسد. إذا اشتكى منه عضو، تداعى له
سائر الجسد بالسهر والحمى».
(تداعى له سائر الجسد) أي دعا بعضه بعضا إلى
المشاركة في ذلك. ومنه قوله: تداعت الحيطان أي تساقطت أو قربت من التساقط.
٦٦ - م - (٢٥٨٦) حدثنا إسحاق الحنظلي.
أخبرنا جرير عن مطرف، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنِ
النبي ﷺ. بنحوه.
٦٧ - (٢٥٨٦) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو
سَعِيدٍ الأَشَجُّ. قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ
الشَّعْبِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ الله ﷺ «المؤمنون كرجل
واحد. إن اشتكى رأسه، تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر».
٦٧ - م - (٢٥٨٦) حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ. حَدَّثَنَا حميد بن عبد الرحمن عن الأعمش، عن
خيثمة، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ الله ﷺ «المسلمون كرجل
واحد. إن اشتكى عينه، اشتكى كله. وإن اشتكى رأسه، اشتكى كله».
٦٧ - م ٢ - (٢٥٨٦) حدثنا ابن نمير. حدثنا
حميد بن عبد الرحمن عن الأعمش، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ
بَشِيرٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ. نَحْوَهُ.
١٨ - باب النهي عن السباب
٦٨
- (٢٥٨٧)
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَقُتَيْبَةُ وَابْنُ حُجْرٍ. قَالُوا:
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل (يَعْنُونَ ابْنَ جَعْفَرٍ) عَنِ العلاء، عن أبيه، عن أبي
هريرة؛
أن رسول الله ﷺ قال «المستبان ما
قالا. فعلى البادئ، ما لم يعتد المظلوم».
(المستبان ما قالا) معناه أن إثم السباب
الواقع من اثنين مختص بالبادئ منهما، كله. إلا أن يتجاوز الثاني قدر الانتصار
فيقول للبادئ أكثر مما قال له.
١٩ - باب استحباب العفو والتواضع
٦٩
- (٢٥٨٨)
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَقُتَيْبَةُ وَابْنُ حُجْرٍ. قالوا: حدثنا
إسماعيل (وهو ابن جعفر) عن الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
عَنِ رسول الله ﷺ قال «ما نقصت صدقة
من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا. وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله».
(ما نقصت صدقة من مال) ذكروا فيه وجهين:
أحدهما معناه أنه يبارك فيه ويدفع عنه المضرات، فينجبر نقص الصورة بالبركة الخفية.
وهذا مدرك بالحس والعادة. والثاني أنه، وإن نقصت صورته، كان في الثواب المرتب عليه
جبر لنقصه وزيادة إلى أضعاف كثيرة. (وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا) فيه أيضا
وجهان: أحدهما على ظاهره. ومن عرف بالعفو والصفح ساد وعظم في القلوب، وزاد عزه
وإكرامه. والثاني أن المراد أجره في الآخرة وعزه هناك. (وما تواضع أحد لله إلا
رفعه الله) فيه أيضا وجهان: أحدهما يرفعه في الدنيا ويثبت له بتواضعه في القلوب
منزلة، ويرفعه الله عند الناس ويجل مكانه. والثاني أن المراد ثوابه في الآخرة
ورفعه فيها بتواضعه في الدنيا. قال العلماء: وهذه الأوجه في الألفاظ الثلاثة
موجودة في العادة معروفة. وقد يكون المراد الوجهين معا. في جميعها. في الدنيا
والآخرة.
٢٠ - باب تحريم الغيبة
٧٠
- (٢٥٨٩)
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَقُتَيْبَةُ وَابْنُ حُجْرٍ. قالوا: حدثنا
إسماعيل عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛
إن رسول الله ﷺ قال «أتدرون ما
الغيبة؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال «ذكرك أخاك بما يكره» قيل: أفرأيت إن كان
في أخي ما أقول؟ قال «إن كان فيه ما تقول، فقد اغتبته. وإن لم يكن فيه، فقد بهته».
(بهته) يقال: بهته، قلت فيه البهتان. وهو
الباطل. والغيبة ذكر الإنسان في غيبته بما يكره. وأصل البهت أن يقال له الباطل في
وجهه. وهما حرامان. لكن تباح الغيبة لغرض شرعي.
٢١ - باب بشارة من ستر الله تعالى عيبه في
الدنيا، بأن يستر عليه في الآخرة
٧١
- (٢٥٩٠)
حدثني أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامَ الْعَيْشِيُّ. حَدَّثَنَا يَزِيدُ (يَعْنِي ابْنَ
زُرَيْعٍ). حَدَّثَنَا رَوْحٌ عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قال «لا يستر الله
على عبد في الدنيا، إلا ستره الله يوم القيامة».
(إلا ستره الله يوم القيامة) قال القاضي:
يحتمل وجهين: أحدهما أن يستر معاصيه وعيوبه عن إذاعتها في أهل الموقف. والثاني ترك
محاسبته عليها وترك ذكرها. قال: والأول أظهر، لما جاء في الحديث الآخر: يقرره
بذنوبه، يقول: سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفر لك اليوم.
٧٢ - (٢٥٩٠) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا
عفان. حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ. حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة،
عن النبي ﷺ قال «لا يستر عبد عبدا في
الدنيا، إلا ستره الله يوم القيامة».
٢٢ - باب مداراة من يتقي فحشه
٧٣
- (٢٥٩١)
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَمْرٌو
النَّاقِدُ وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَابْنُ نُمَيْرٍ. كُلُّهُمْ عَنْ ابْنِ
عُيَيْنَةَ (وَاللَّفْظُ لزهير) قال: حدثنا سفيان (وهو ابن عيينة) عن ابن المنكدر.
سمع عروة بن الزبير يقول: حدثتني عائشة؛
أن رجلا استأذن عَلَى النَّبِيِّ ﷺ.
فَقَالَ «ائذنوا له. فلبئس ابن العشيرة، أو بئس رجل العشيرة» فلما دخل عليه ألان
له القول. قالت عائشة: فقلت: يا رسول الله! قلت له الذي قلت. ثم ألنت له القول؟
قال «يا عائشة! إن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة، من ودعه، أو تركه الناس
اتقاء فحشه».
(إن رجلا استأذن ... الخ) قال القاضي: هذا
الرجل هو عيينة بن حصن. ولم يكن أسلم حينئذ، وإن كان قد أظهر الإسلام. فأراد النبي
ﷺ أن يبين حاله ليعرفه الناس ولا يغتر به من لم يعرف حاله. قال وكان منه في حياة
النبي ﷺ، وبعده، ما دل على ضعف إيمانه. وارتد مع المرتدين. وجيء به أسيرا إلى أبي
بكر رضي الله عنه. ووصف
النبي ﷺ بأنه بئس أخو العشيرة، من أعلام النبوة. لأنه ظهر كما وصف. وإنما ألان له
القول تألفا له ولأمثاله على الإسلام. والمراد بالعشيرة قبيلته، أي بئس هذا الرجل
منها.
٧٣ - م - (٢٥٩١) حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ
بْنُ رَافِعٍ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ. كِلَاهُمَا عن عبد الرزاق. أخبرنا معمر عن
ابن المنكدر في هذا الإسناد. مثل معناه. غير أنه قال «بئس أخو القوم وابن العشيرة».
٢٣ - باب فضل الرفق
٧٤
- (٢٥٩٢)
حدثنا محمد بن المثنى. حدثني يحيى بن سعيد عن سفيان. حدثنا منصور عن تميم بن سلمة،
عن عبد الرحمن بن هلال، عَنْ جَرِيرٍ،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قال «من يحرم
الرفق، يحرم الخير».
٧٥ - (٢٥٩٢) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو سعيد
الأشج ومحمد بن عبد الله بن نمير. قَالُوا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ. ح وحَدَّثَنَا
أَبُو كُرَيْبٍ. حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ. ح وحَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ
الأَشَجُّ. حَدَّثَنَا حَفْصٌ (يَعْنِي ابْنَ غِيَاثٍ). كُلُّهُمْ عَنِ
الْأَعْمَشِ. ح وحَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وإسحاق بن إبراهيم - واللفظ لهما
- (قال زهير: حدثنا. وقال إسحاق: أخبرنا) جَرِيرٌ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ تَمِيمِ
بْنِ سَلَمَةَ، عن عبد الرحمن بن هلال العبسي. قال: سمعت جريرا يَقُولُ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يقول «من
يحرم الرفق يحرم الخير».
٧٦ - (٢٥٩٢) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بن زياد عن محمد بن أبي إسماعيل، عن عبد الرحمن بن
هلال. قال: سمعت جرير بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «من حرم
الرفق حرم الخير. أو من يحرم الرفق يحرم الخير».
٧٧ - (٢٥٩٣) حدثنا حرملة بن يحيي التجيبي. أخبرنا
عبد الله بن وهب. أخبرني حيوة. حدثني ابن الهاد عن أبي بكر بن حزم، عن عمرة (يعني
بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ)، عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ؛
⦗٢٠٠٤⦘
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قال «يا
عائشة! إن الله رفيق يحب الرفق. ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف. وما لا
يعطي على ما سواه».
(ويعطي على الرفق) أي يثيب عليه ما لا يثيب
على غيره. وقال القاضي: معناه يتأتى به من الأغراض ويسهل من المطالب ما لا يتأتى
بغيره. (العنف) بضم العين وفتحها وكسرها. حكاهن القاضي وغيره. الضم أفصح وأشهر،
وهو ضد الرفق.
٧٨ - (٢٥٩٤) حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ
مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ. حَدَّثَنَا أبي. حدثنا شعبة عن المقدام، (وهو ابن شريح بن
هانئ) عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قال «إن الرفق لا
يكون في شيء إلا زانه. ولا ينزع من شيء إلا شانه».
٧٩ - (٢٥٩٤) حدثناه محمد بن المثنى وابن بشار.
قالا: حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة. سمعت المقدام بن شريح بن هانئ، بهذا
الإسناد. وزاد في الحديث: ركبت عائشة بعيرا. فكانت فيه صعوبة. فجعلت تردده.
فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ
«عليك بالرفق». ثم ذكر بمثله.
٢٤ - باب النهي عن لعن الدواب وَغَيْرِهَا
٨٠
- (٢٥٩٥)
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ. جَمِيعًا
عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ. قال زهير: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. حدثنا أيوب عن أَبِي
قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عِمْرَانَ بن حصين، قَالَ:
بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ في بعض
أسفاره، وامرأة من الأنصار على ناقة. فضجرت فلعنتها. فسمع ذلك رسول الله ﷺ. فقال
«خذوا ما عليها ودعوها. فإنها ملعونة».
قال عمران: فكأني أراها تمشي في
الناس، ما يعرض لها أحد.
٨١ - (٢٥٩٥) حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو الرَّبِيعِ.
قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ (وَهُوَ ابْنُ زَيْدٍ). ح وحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي
عُمَرَ. حَدَّثَنَا الثَّقَفِيُّ. كلاهما عن أيوب. بإسناد إسماعيل. نحو حديثه. إلا
أن في حديث حماد:
⦗٢٠٠٥⦘
قال عمران: فكأني أنظر إليها، ناقة
ورقاء. وفي حديث الثقفي: فقال «خذوا ما عليها وأعروها. فإنها ملعونة».
(ناقة ورقاء) أي يخالط بياضها سواد. والذكر
أورق. وقيل: هي التي لونها كلون الرماد. (وأعروها) يقال: أعريته وعريته، إعراء
وتعرية، فتعرى. والمراد، هنا، خذوا ما عليها من المتاع ورحلها وآلتها.
٨٢ - (٢٥٩٦) حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ
الْجَحْدَرِيُّ، فُضَيْلُ بْنُ حُسَيْنٍ. حَدَّثَنَا يزيد (يعني ابن زُرَيْعٍ).
حَدَّثَنَا التَّيْمِيُّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أبي برزة الأسلمي، قال:
بينما جارية على ناقة، عليها بعض
متاع القوم، إذ بصرت بالنبي ﷺ. وتضايق بهم الجبل. فقالت: حل. اللهم! العنها. قَالَ
فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ «لَا تصاحبنا ناقة عليها لعنة».
(حل) كلمة زجر للإبل واستحثاث. يقال. حل حل،
بإسكان اللام فيهما. قال القاضي: ويقال أيضا: حل حل بكسر اللام فيهما، بالتنوين
وبغير تنوين.
٨٣ - (٢٥٩٦) حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
الأَعْلَى. حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ. ح وحَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ
سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا يحيى (يعني ابن سعيد). جميعا عن سليمان التيمي، بهذا الإسناد.
وزاد في حديث المعتمر «لا. أيم الله! لا تصاحبنا راحلة عليها لعنة من الله» أو كما
قال.
٨٤ - (٢٥٩٧) حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ
الأَيْلِيُّ. حَدَّثَنَا ابْنُ وهب. أخبرني سليمان (وهو ابن بلال) عن العلاء بن
عبد الرحمن. حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛
أَنّ رسول الله ﷺ قال «لا ينبغي
لصديق أن يكون لعانا».
(لا ينبغي لصديق أن يكون لعانا) فيه الزجر عن
اللعن، وأن من تخلق به لا يكون فيه هذه الصفات الجميلة لأن اللعنة، في الدعاء،
يراد بها الإبعاد من رحمة الله تعالى. وليس الدعاء بهذا من أخلاق المؤمنين الذين
وصفهم الله تعالى بالرحمة بينهم والتعاون على البر والتقوى، وجعلهم كالبنيان يشد
بعضهم بعضا، وكالجسد الواحد. وأن المؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه. فمن دعا على أخيه
المسلم باللعنة، وهي الإبعاد من رحمة الله تعالى، فهو في نهاية المقاطعة والتدابر.
وهذا غاية ما يوده المسلم للكافر ويدعو عليه.
٨٤ - م - (٢٥٩٧) حدثنيه أَبُو كُرَيْبٍ.
حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنِ الْعَلَاءِ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. بهذا الإسناد، مثله.
٨٥ - (٢٥٩٨) حَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ.
حَدَّثَنِي حَفْصُ بْنُ ميسرة عن زيد بن أسلم؛
أن عبد الملك بن مروان بعث إلى أم
الدرداء بأنجاد من عنده. فلما أن كان ذات ليلة، قام عبد الملك من الليل، فدعا
خادمه، فكأنه أبطأ عليه، فلعنه. فلما أصبح قالت له أم الدرداء: سمعتك الليلة، لعنت
خادمك حين دعوته. فقالت: سمعت أبا الدرداء يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «لا
يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء، يوم القيامة».
(بأنجاد) جمع نجد، وهو متاع البيت الذي
يزينه، من فرش ونمارق وستور. وقال الجوهري بإسكان الجيم، قال: وجمعه نجود. حكاه عن
أبي عبيد. فهما لغتان. (شفعاء) معناه لا يشفعون يوم القيامة حين يشفع المؤمنون في
إخوانهم الذين استوجبوا النار. (شهداء) فيه ثلاثة أقوال أصحها وأشهرها: لا يكونون
شهداء يوم القيامة على الأمم بتبليغ رسلهم إليهم الرسالات. والثاني: لا يكونون
شهداء في الدنيا، أي لا تقبل شهادتهم لفسقهم. والثالث: لا يرزقون الشهادة، وهي
القتل في سبيل الله.
٨٥ - م - (٢٥٩٨) حدثنا أبو بكر بن أبي
شيبة وأبو غسان المسمعي وعاصم بن النضر التيمي. قالوا: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ
سُلَيْمَانَ. ح وحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ
الرزاق. كلاهما عن معمر، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، فِي هَذَا الْإِسْنَادِ، بمثل
معنى حديث حفص بن ميسرة.
٨٦ - (٢٥٩٨) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا
معاوية بن هشام عن هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ وأبي حازم، عن
أم الدرداء، عن أبي الدرداء.
سمعت رسول الله ﷺ يقول «إن اللعانين
لا يكونون شهداء ولا شفعاء، يوم القيامة».
٨٧ - (٢٥٩٩) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ
وَابْنُ أَبِي عُمَرَ. قالا: حدثنا مروان (يعنيان الفزاري)
⦗٢٠٠٧⦘
عن زيد (وَهُوَ ابْنُ كَيْسَانَ)
عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هريرة. قال:
قيل: يا رسول الله! ادع على
المشركين. قال «إني لم أبعث لعانا. وإنما بعثت رحمة».
٢٥ - باب من لعنه النبي ﷺ أو سبه أو دعا
عليه، وليس هو أهلا لذلك، كان له زكاة وأجرا ورحمة
٨٨
- (٢٦٠٠)
حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ. حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ الْأَعْمَشُ، عَنْ
أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ. قَالَتْ:
دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ
رجلان. فكلمها بشيء لا أدري ما هو. فأغضباه. فلعنهما وسبهما. فلما خرجا قلت: يا
رسول الله! من أصاب من الخير شيئا ما أصابه هذان. قال «وما ذاك» قالت قلت: لعنتهما
وسببتهما. قال «أو ما علمت ما شارطت عليه ربي؟ قلت: اللهم! إنما أنا بشر. فأي
المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا».
٨٨ - م - (٢٦٠٠) حدثناه أَبُو بَكْرِ بْنُ
أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو كُرَيْبٍ. قالا: حدثنا أبو معاوية. ح وحدثناه عَلِيُّ بْنُ
حُجْرٍ السَّعْدِيُّ وَإِسْحَاق بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَعَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ. جميعا
عَنْ عِيسَى بْنِ يونس. كلاهما عن الأعمش، بهذا الإسناد، نحو حديث جرير. وقال في
حديث عيسى: فخلوا به، فسبهما، ولعنهما، وأخرجهما.
٨٩ - (٢٦٠١) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ. حَدَّثَنَا أَبِي. حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي
صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ الله ﷺ «اللهم! إنما
أنا بشر. فأيما رجل من المسلمين سببته، أو لعنته، أو جلدته. فاجعلها له زكاة ورحمة».
٨٩ - (٢٦٠٢) وحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ.
حَدَّثَنَا أَبِي. حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ مثله. إلا أن فيه
«زكاة وأجرا».
٨٩ - م - (٢٦٠٢) حدثنا أبو بكر بن أبي
شيبة وأبو كُرَيْبٍ. قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ. ح وحَدَّثَنَا إسحاق
بن إبراهيم. أخبرنا عيسى بن يونس. كلاهما عن الأعمش. بإسناد عبد الله بن نمير. مثل
حديثه. غير أن في حديث عيسى جعل «وأجرا» في حديث أبي هريرة. وجعل «ورحمة» في حديث
جابر.
٩٠ - (٢٦٠١) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ.
حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ (يَعْنِي ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِزَامِيُّ) عَنْ
أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛
أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قال «اللهم! إني
أتخذ عندك عهدا لن تخلفنيه. فإنما أنا بشر. فأي المؤمنين آذيته، شتمته، لعنته،
جلدته. فاجعلها له صلاة وزكاة وقربة، تقربه بها إليك يوم القيامة».
٩٠ - م - (٢٦٠١) حدثناه ابن أبي عمر.
حدثنا سفيان. حدثنا أبو الزناد، بهذا الإسناد، نحوه. إلا أنه قال «أو أجلده». قال
أبو الزناد: وهي لغة أبي هريرة. وإنما هي «جلدته».
(وإنما هي جلدته) معناه أن لغة النبي ﷺ، وهي
المشهورة لعامة العرب: جلدته، بالتاء. ولغة أبي هريرة: جلده، بتشديد الدال، على
إدغام المثلين، وهو جائز.
٩٠ - م - (٢٦٠١) حدثني سليمان بن معبد.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زيد عن أيوب، عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي ﷺ. بنحوه.
٩١ - (٢٦٠١) حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا ليث عن
سعيد بن أبي سعيد، عن سالم، مولى النصريين. قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ
يَقُولُ:
سَمِعْتُ رَسُولَ الله ﷺ يقول
«اللهم! إنما محمد بشر. يغضب كما يغضب البشر. وإني قد اتخذت عندك عهدا لن تخلفنيه.
فأيما مؤمن آذيته، أو سببته، أو جلدته. فاجعلها له كفارة، وقربة تقربه بها إليك
يوم القيامة».
٩٢ - (٢٦٠١) حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى.
أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ. أخبرني يونس عن شهاب. أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ
الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛
أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ
يقول «اللهم! فأيما عبد مؤمن سببته، فاجعل ذلك له قربة إليك يوم القيامة».
٩٣ - (٢٦٠١) حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ
وَعَبْدُ بْنُ حميد. قَالَ زُهَيْرٌ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ.
حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَمِّهِ. حَدَّثَنِي سَعِيدِ بْنِ
الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّهُ قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يقول
«اللهم! إني اتخذت عندك عهدا لن تخلفنيه. فأيما مؤمن سببته، أو جلدته. فاجعل ذلك
كفارة له، يوم القيامة».
٩٤ - (٢٦٠٢) حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ وَحَجَّاجُ بْنُ الشَّاعِرِ. قَالَا: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ.
قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ؛ أَنَّهُ سَمِعَ
جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ:
سَمِعْتُ رسول الله ﷺ يقول «إنما أنا
بشر. وإني اشترطت على ربي عز وجل، أي عبد من المسلمين سببته أو شتمته، أن يكون ذلك
له زكاة وأجرا».
٩٤ - م - (٢٦٠٢) حدثنيه ابن أبي خلف.
حدثنا روح. ح وحدثناه عبد بن حميد. حدثنا أبو عَاصِمٍ. جَمِيعًا عَنْ ابْنِ
جُرَيْجٍ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ، مِثْلَهُ.
٩٥ - (٢٦٠٣) حدثني زهير بن حرب وأبو معن الرقاشي
(واللفظ لزهير) قَالَا: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ. حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ
بْنُ عَمَّارٍ. حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْنُ أَبِي طَلْحَةَ. حدثني أنس بن مالك قال:
كانت عند أم سليم يتيمة. وهي أم أنس.
فَرَأَى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ اليتيمة. فقال «آنت هيه؟ لقد كبرت لا كبر سنك» فرجعت
اليتيمة إلى أم سليم تبكي. فقالت أم سليم: مالك؟ يا بنية!
⦗٢٠١٠⦘
قالت الجارية: دعا عَلَى نَبِيِّ
اللَّهِ ﷺ أَنْ لَا يكبر سني. فالآن لا يكبر سني أبدا. أو قالت قرني. فخرجت أم
سليم مستعجلة تلوث خمارها. حتى لَقِيتَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ. فَقَالَ لَهَا رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ «مالك؟ يا أم سليم!» فقالت: يا نبي الله! أدعوت على يتيمتي؟ قال «وما
ذاك؟ يا أم سليم!»
قالت: زعمت أنك دعوت أن لا يكبر سنها
ولا يكبر قرنها. قَالَ فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ. ثم قال «يا أم سليم! أما
تعلمين أن شرطي على ربي، أني اشترطت على ربي فقلت: إنما أن بشر. أرضى كما يرضى
البشر. وأغضب كما يغضب البشر. فأيما أحد دعوت عليه، من أمتي، بدعوة ليس لها بأهل،
أن تجعلها له طهورا وزكاة وقربة يقربه بها منه يوم القيامة».
وقال أبو معن: يتيمة. بالتصغير، في
المواضع الثلاثة من الحديث.
(وهي أم أنس) يعني أم سليم هي أم أنس. (هيه)
بإسكان الهاء، وهي هاء السكت. (قرني) قال القاضي: السن والقرن واحد. يقال سنه
وقرنه، مماثلة في العمر. فكأنه قال لها: لا طال عمرك لأنه إذا طال عمرها طال أصل
قرنها. (تلوث في خمارها) أي تديره على رأسها.
٩٦ - (٢٦٠٤) حدثنا محمد بن المثنى العنزي. ح
وحدثنا ابن بشار (واللفظ لابن المثنى). قالا: حدثنا أمية بن خالد. حدثنا شعبة عن
أبي حمزة القصاب، عن ابن عباس، قال:
كنت ألعب مع الصبيان. فَجَاءَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فتواريت خلف باب. قال فجاء فحطأني حطأة. وقال «اذهب وادع لي
معاوية» قال فجئت فقلت: هو يأكل. قال ثم قال لي «اذهب فادع لي معاوية» قال فجئت
فقلت: هو يأكل. فقال «لا أشبع الله بطنه».
قال ابن المثنى: قلت لأمية: ما
حطأني؟ قال: قفدني قفدة.
(فحطأني حطأة) فسر الرواي حطأني أي قفدني.
وهو الضرب باليد مبسوطة، بين الكتفين.
٩٧ - (٢٦٠٤) حدثني إسحاق بن منصور. أخبرنا النضر
بن شميل. حدثنا شعبة. أخبرنا أبو حمزة. سمعت ابن عباس يقول:
كنت ألعب مع الصبيان. فَجَاءَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فاختبأت منه. فذكر بمثله.
٢٦ - باب ذم ذي الوجهين، وتحريم فعله
٩٨
- (٢٥٢٦)
حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة؛
أن رسول الله ﷺ قال «إن من شر الناس
ذا الوجهين. الذي يأتي هؤلاء بوجه، وهؤلاء بوجه».
٩٩ - (٢٥٢٦) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ.
حَدَّثَنَا لَيْثٌ. ح وحدثنا محمد بن رمح. أخبرنا الليث عن يَزِيدَ بْنِ أَبِي
حَبِيبٍ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مالك، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛
أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ
يقول «إن شر الناس ذو الوجهين. الذي يأتي هؤلاء بوجه، وهؤلاء بوجه».
١٠٠ - (٢٥٢٦) حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى.
أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ. أخبرني يونس عَنِ ابْنِ شِهَابٍ. حَدَّثَنِي سَعِيدُ
بْنُ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ. ح وحَدَّثَنِي
زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ. حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
قال رسول الله ﷺ «تجدون من شر الناس
ذا الوجهين. الذي يأتي هؤلاء بوجه، وهؤلاء بوجه».
٢٧ - باب تحريم الكذب، وبيان المباح منه
١٠١
- (٢٦٠٥)
حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى. أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ. أَخْبَرَنِي
يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ. أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بن عبد الرحمن بن عوف؛ أن أمه،
أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط، وكانت من المهاجرات الأول، اللاتي بايعن
النَّبِيِّ ﷺ، أَخْبَرَتْهُ؛
أَنَّهَا سمعت رسول الله ﷺ وهو يقول
«ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس، ويقول خيرا وينمي خيرا».
قال ابن شهاب: ولم أسمع يرخص في شيء
مما يقول الناس كذب إلا في ثلاث: الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته
وحديث المرأة زوجها.
١٠١ - م - (٢٦٠٥) حَدَّثَنَا عَمْرٌو
النَّاقِدُ. حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سعد. حدثنا أبي عن صالح.
حدثنا محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب، بِهَذَا الإِسْنَادِ،
مِثْلَهُ. غَيْرَ أَنَّ فِي حَدِيثِ صالح: وقالت: ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقول
الناس إلا في ثلاث. بمثل ما جعله يونس من قول ابن شهاب.
١٠١ - م ٢ - (٢٦٠٥) وحدثناه عمرو الناقد.
حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. أخبرنا معمر عن الزهري، بهذا الإسناد. إلى قوله «ونمى
خيرا» ولم يذكر ما بعده.
٢٨ - باب تحريم النميمة
١٠٢
- (٢٦٠٦)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشَّارٍ. قَالَا: حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. سَمِعْتُ أبا إسحاق يحدث عن أبي
الأحوص، عن عبد الله بن مسعود، قال:
إن محمدا ﷺ قال «ألا أنبئكم ما
العضة؟ هي النميمة القالة بين الناس». وإن محمدا ﷺ قال «إن الرجل يصدق حتى يكتب
صديقا. ويكذب حتى يكتب كذابا».
(العضة) هذه اللفظة رووها على وجهين: أحدهما
العضة، بكسر العين وفتح الضاد المعجمة، على وزن العدة والزنة. والثاني العضة بفتح
العين وإسكان الضاد، على وزن الوجه. وهذا الثاني هو أشهر في روايات بلادنا،
والأشهر في كتب الحديث وكتب غريبه. والأول أشهر في كتب اللغة. ونقل القاضي أنه
رواية أكثر شيوخهم. وتقدير الحديث، والله أعلم: ألا أنبئكم ما العضة الفاحش الغليظ
التحريم؟.
٢٩ - باب قبح الكذب، وحسن الصدق، وفضله
١٠٣
- (٢٦٠٧)
حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شيبة وإسحاق بن إبراهيم
(قال إسحاق: أخبرنا. وَقَالَ الْآخَرَانِ: حَدَّثَنَا) جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ،
عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ:
قَالَ رسول الله ﷺ «أن الصدق يهدي
إلى البر. وإن البر يهدي إلى الجنة. وإن الرجل ليصدق
⦗٢٠١٣⦘
حتى يكتب صديقا. وإن الكذب يهدي إلى
الفجور. وإن الفجور يهدي إلى النار. وإن الرجل ليكذب حتى يكتب كذابا».
(البر) البر اسم جامع للخير كله. وقيل: البر
الجنة. (الفجور) هو الميل عن الاستقامة، وقيل: الانبعاث في المعاصي.
١٠٤ - (٢٦٠٧) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ. قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ
مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «إن الصدق
بر. وإن البر يهدي إلى الجنة. وإن العبد ليتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا.
وإن الكذب فجور. وإن الفجور يهدي إلى النار. وإن العبد ليتحرى الكذب حتى يكتب
كذابا».
قال ابن أبي شيبة في روايته: عَنِ
النَّبِيِّ ﷺ.
١٠٥ - (٢٦٠٧) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ. حدثنا أبو معاوية ووكيع. قالا: حدثنا الأعمش. ح
وحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ. حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ. حَدَّثَنَا
الْأَعْمَشُ عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قال:
قال رسول الله ﷺ «عليكم بالصدق. فإن
الصدق يهدي إلى البر. وإن البر يهدي إلى الجنة. وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق
حتى يكتب عند الله صديقا. وإياكم والكذب. فإن الكذب يهدي إلى الفجور. وإن الفجور
يهدي إلى النار. وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا».
١٠٥ - م - (٢٦٠٧) حَدَّثَنَا مِنْجَابُ
بْنُ الْحَارِثِ التَّمِيمِيُّ. أَخْبَرَنَا ابْنُ مسهر. ح وحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ. أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ. كِلَاهُمَا
عَنِ الأَعْمَشِ، بهذا الإسناد. ولم يذكر في حديث عيسى «ويتحرى الصدق. ويتحرى
الكذب». وفي حديث ابن مسهر «حتى يكتبه الله».
٣٠ - باب فضل من يملك نفسه عند الغضب،
وبأي شيء يذهب الغضب
١٠٦
- (٢٦٠٨)
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شيبة (واللفظ لقتيبة).
قالا: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عن
الحارث بن سويد، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ. قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «ما تعدون
الرقوب فيكم؟» قال قلنا: الذي لا يولد له. قال «ليس ذاك بالرقوب. ولكنه الرجل الذي
لم يقدم من ولده شيئا» قال «فما تعدون الصرعة فيكم؟» قال: قلنا: الذي لا يصرعه
الرجال. قال «ليس بذلك. ولكنه الذي يملك نفسه عند الغضب».
(الرقوب) أصل الرقوب، في كلام العرب، الذي لا
يعيش له ولد ومعنى الحديث: إنكم تعتقدون أن الرقوب المحزون هو المصاب بموت أولاده،
وليس هو كذلك شرعا. بل هو من لم يمت أحد من أولاده في حياته فيحتسبه ويكتب له ثواب
مصيبته به، وثواب صبره عليه. ويكون له فرطا وسلفا. (الصرعة) الصرعة، أصله في كلام
العرب، الذي يصرع الناس كثيرا. ومعنى الحديث: إنكم كذلك تعتقدون أن الصرعة الممدوح
القوي الفاضل هو القوي الذي لا يصرعه الرجال. بل يصرعهم. وليس هو كذلك شرعا، بل هو
من يملك نفسه عند الغضب. فهذا هو الفاضل الممدوح الذي قل من يقدر على التخلق بخلقه
ومشاركته في فضيلته، بخلاف الأول.
١٠٦ - م - (٢٦٠٨) حدثنا أبو بكر بن أبي
شيبة وأبو كُرَيْبٍ. قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ. ح وحَدَّثَنَا إسحاق
بن إبراهيم. أخبرنا عيسى بن يونس. كلاهما عن الأعمش، بهذا الإسناد، مثل معناه.
١٠٧ - (٢٦٠٩) حدثنا يحيى بن يحيى وعبد الأعلى بن
حماد. قالا، كلاهما: قرأت على مالك عن ابن شهاب، عن سعيد بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ؛
أَنّ رَسُولَ الله ﷺ قال «ليس الشديد
بالصرعة. إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب».
١٠٨ - (٢٦٠٩) حَدَّثَنَا حَاجِبُ بْنُ الْوَلِيدِ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ عن الزبيدي، عن الزهري. أخبرني حُمَيْدِ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ؛ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يقول
«ليس الشديد بالصرعة» قالوا: فالشديد أيم هو؟ يا رسول الله! قال «الذي يملك نفسه
عند الغضب».
١٠٨ - م - (٢٦٠٩) وحدثناه مُحَمَّدُ بْنُ
رَافِعٍ وَعَبْدُ بْنُ حميد. جميعا عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ. أَخْبَرَنَا
مَعْمَرٌ. ح وحَدَّثَنَا عبد الله بن عبد الرحمن بن بهرام. أَخْبَرَنَا أَبُو
الْيَمَانِ. أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ. كِلَاهُمَا عَنْ الزهري، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ. بِمِثْلِهِ.
١٠٩ - (٢٦١٠) حدثنا يحيى بن يحيى ومحمد بن العلاء
(قال يحيى: أخبرنا. وقال ابن الْعَلَاءِ: حَدَّثَنَا) أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ
الْأَعْمَشِ، عَنْ عدي بن ثابت، عن سليمان بن صرد، قال:
استب رجلان عند النبي ﷺ. فجعل أحدهما
تحمر عيناه وتنتفخ أوداجه. قال رسول الله ﷺ «إني لأعرف كلمة لو قالها لذهب عنه
الذي يجد: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» فقال الرجل: وهل ترى بي من جنون؟
قال ابن العلاء: فقال: وهل ترى. ولم
يذكر الرجل.
١١٠ - (٢٦١٠) حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ
الْجَهْضَمِيُّ. حَدَّثَنَا أَبُو أسامة. سمعت الأعمش يقول: سمعت عدي بن ثابت
يقول: حدثنا سليمان بن صرد قال:
استب رجلان عند النبي ﷺ. فجعل أحدهما
يغضب ويحمر وجهه. فَنَظَرَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ ﷺ فقال «إني لأعلم كلمة لو قالها
لذهب ذا عنه: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» فقام إلى الرجل رجل ممن سمع النبي ﷺ
فقال: أتدرون مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ آنفا؟ قال «إني لأعلم كلمة لو قالها
لذهب ذا عنه: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» فقال له الرجل: أمجنونا تراني؟
١١٠ - م - (٢٦١٠) وحدثنا أبو بكر بن أبي
شيبة. حدثنا حفص بن غياث عن الأعمش، بهذا الإسناد.
٣١ - باب خلق الإنسان خلقا لا يتمالك
١١١
- (٢٦١١)
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا يونس بن محمد عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ. عَنْ
ثَابِتٍ، عَنْ أنس؛
أن رسول الله ﷺ قال «لما صور الله
آدم في الجنة تركه ما شاء الله أن يتركه. فجعل إبليس يطيف به. ينظر ما هو. فلما
رآه أجوف عرف أنه خلق خلقا لا يتمالك».
(يطيف به) قال أهل اللغة: طاف بالشيء يطوف
طوفا وطوافا، وأطاف يطيف - إذا استدار حواليه. (فلما رآه أجوف) الأجوف صاحب الجوف.
وقيل: هو الذي داخله خال. ومعنى لا يتمالك - لا يملك نفسه ويحبسها عن الشهوات.
وقيل: لا يملك دفع الوسواس عنه، وقيل: لا يملك نفسه عند الغضب. والمراد جنس بني
آدم.
١١١ - م - (٢٦١١) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ
بْنُ نَافِعٍ. حَدَّثَنَا بَهْزٌ. حدثنا حماد، بهذا الإسناد، نحوه.
٣٢ - باب النهي عن ضرب الوجه
١١٢
- (٢٦١٢)
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ. حَدَّثَنَا
الْمُغِيرَةُ (يَعْنِي الْحِزَامِيَّ) عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عن الأعرج، عن أبي
هريرة، قال:
قال رسول الله ﷺ «إذا قاتل أحدكم
أخاه، فليتجنب الوجه».
(فليتجنب الوجه) قال العلماء: هذا تصريح
بالنهي عن ضرب الوجه. لأنه لطيف يجمع المحاسن. وأعضاؤه نفيسة لطيفة. وأكثر الإدراك
بها. فقد يبطلها ضرب الوجه وقد ينقصها، وقد يشوه الوجه. والشين فيه فاحش لأنه بارز
ظاهر لا يمكن ستره.
١١٢ - م - (٢٦١٢) حدثناه عَمْرٌو
النَّاقِدُ وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ. قَالَا: حَدَّثَنَا سفيان بن عيينة عن أبي
الزناد، بهذا الإسناد. وقال «إذا ضرب أحدكم».
١١٣ - (٢٦١٢) حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ.
حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
عن النبي ﷺ قال «إذا قاتل أحدكم
أخاه، فليتق الوجه».
١١٤ - (٢٦١٢) حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ
مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ. حَدَّثَنَا أبي. حدثنا شعبة عن قتادة. سمع أبا أيوب يحدث
عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله ﷺ «إذا قاتل أحدكم
أخاه، فلا يلطمن الوجه».
١١٥ - (٢٦١٢) حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ
الْجَهْضَمِيُّ. حَدَّثَنِي أَبِي. حَدَّثَنَا المثنى. ح وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ
بْنُ حَاتِمٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرحمن بن مهدي عن المثنى بن سعيد، عن قتادة، عن
أبي أيوب، عن أبي هريرة، قال:
قال رسول الله ﷺ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ حَاتِمٍ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قال «إذا قاتل أحدكم أخاه، فليتجنب الوجه. فإن
الله خلق آدم على صورته».
(فإن الله خلق آدم على صورته) هذا من أحاديث
الصفات. وإن من العلماء من يمسك عن تأويلها ويقول: نؤمن بأنها حق وأن ظاهرها غير
مراد ولها معنى يليق بها. وهذا مذهب جمهور السلف، وهو أحوط وأسلم.
١١٦ - (٢٦١٢) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
الْمُثَنَّى. حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ. حدثنا همام. حدثنا قتادة عن يحيى بن
مالك المراغي (وهو أبو أيوب)، عن أبي هريرة؛
أن رسول الله ﷺ قال «إذا قاتل أحدكم
أخاه، فليتجنب الوجه».
٣٣ - باب الوعيد الشديد لمن عذب الناس
بغير حق
١١٧
- (٢٦١٣)
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ
عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ هشام بن حكيم بن حزام. قال:
مر بالشام على أناس، وقد أقيموا في
الشمس، وصب على رؤسهم الزيت. فقال: ما هذا؟ قيل: يعذبون في الخراج. فقال: أما
إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يقول «إن الله يعذب الذين يعذبون في الدنيا».
(إن الله يعذب الذين يعذبون) هذا محمول على
التعذيب بغير حق. فلا يدخل فيه التعذيب بحق كالقصاص والحدود والتعزير، وغير ذلك.
١١٨ - (٢٦١٣) حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هشام، عن أبيه. قال:
مر هشام بن حكيم بن حزام على أناس من
الأنباط بالشام. قد أقيموا في الشمس. فقال: ما شأنهم؟ قالوا: حبسوا في الجزية.
فقال هشام: أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يقول «إن الله يعذب الذين
يعذبون الناس في الدنيا».
(الأنباط) هم فلاحو العجم.
١١٨ - م - (٢٦١٣) حدثنا أبو كريب. حدثنا
وكيع وأبو مُعَاوِيَةَ. ح وحَدَّثَنَا إِسْحَاق بْنُ إِبْرَاهِيمَ. أَخْبَرَنَا
جرير. كلهم عن هشام، بهذا الإسناد. وزاد في حديث جرير: قال وأميرهم يومئذ عمير بن
سعد على فلسطين فدخل عليه فحدثه. فأمر بهم فخلوا.
(فلسطين) هي بلاد المقدس، وما حولها. (فحلوا)
ضبطوه بالخاء المعجمة والمهملة. والمعجمة أشهر وأحسن.
١١٩ - (٢٦١٣) حَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ.
أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ. أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ
بْنِ الزبير؛
أن هشام بن حكيم وجد رجلا، وهو على
حمص، يشمس ناسا من النبط في أداء الجزية. فقال: ما هَذَا؟ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ
اللَّهِ ﷺ يقول «إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا».
(يشمس) في القاموس: التشميس بسط الشيء في
الشمس.
٣٤ - باب أمر من مر بسلاح، في مسجد أو سوق
أو غيرهما من المواضع الجامعة للناس، أن يمسك بنصالها
١٢٠
- (٢٦١٤)
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم (قَالَ إِسْحَاق: أَخْبَرَنَا.
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا) سفيان بت عيينة عن عمرو. سمع جابرا يقول:
مر رجل في المسجد بسهام فقال رسول
الله ﷺ «أمسك بنصالها».
(بنصالها) النصال والنصول جمع نصل وهو حديدة
السهم.
١٢١ - (٢٦١٤) حدثنا يحيى بن يحيى وأبو الربيع (قال
أبو الربيع: حدثنا. وقال يحيى: - واللفظ له -: أَخْبَرَنَا) حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ
عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ؛
أَنَّ رجلا مر بأسهم في المسجد. قد
أبدى نصولها. فأمر أن يأخذ بنصولها، كي لا يخدش مسلما.
١٢٢ - (٢٦١٤) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ.
حَدَّثَنَا لَيْثٌ. ح وحدثنا محمد بن رمح. أخبرنا الليث عن أَبِي الزُّبَيْرِ،
عَنْ جَابِرٍ،
عَنِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ؛ أنه أمر
رجلا، كان يتصدق بالنبل في المسجد، أن لا يمر بها إلا وهو آخذ بنصولها. وقال ابن
رمح: كان يصدق بالنبل.
١٢٣ - (٢٦١٥) حَدَّثَنَا هَدَّابُ بْنُ خَالِدٍ.
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سلمة عن ثابت، عن أبي بردة، عن أبي موسى؛
إن رسول الله ﷺ قال «إذا مر أحدكم في
مجلس أو سوق، وبيده نبل، فليأخذ بنصالها. ثم ليأخذ بنصالها. ثم ليأخذ بنصالها».
قال فقال أبو موسى: والله! ما متنا
حتى سددناها، بعضنا في وجوه بعض.
(سددناها) أي قومناها إلى وجوههم. من السداد،
وهو القصد والاستقامة.
١٢٤ - (٢٦١٥) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
بَرَّادٍ الأَشْعَرِيُّ وَمُحَمَّدُ بن العلاء (واللفظ لعبد الله). قَالَا:
حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي
مُوسَى،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قال «إذا مر أحدكم
في مسجدنا، أو في سوقنا، ومعه نبل، فليمسك على نصالها بكفه. أن يصيب أحدا من
المسلمين منها بشيء».
أو قال «ليقبض على نصالها».
٣٥ - باب النهي عن الإشارة بالسلاح إلى
مسلم
١٢٥
- (٢٦١٦)
حدثني عمرو الناقد وابن أبي عمر. قَالَ عَمْرٌو: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ
عُيَيْنَةَ عَنْ أيوب، عن ابن سيرين. سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ:
قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ ﷺ «من أشار
إلى أخيه بحديدة، فإن الملائكة تلعنه. حتى وإن كان أخاه لأبيه وأمه».
(من أشار إلى أخيه بحديدة) فيه تأكيد حرمة
المسلم، والنهي الشديد عن ترويعه وتخويفه، والتعرض له بما قد يؤذيه. (حتى وإن كان)
هو هكذا في عامة النسخ. وفيه محذوف وتقديره حتى يدعه. وكذا وقع في بعض النسخ.
١٢٥ - م - (٢٦١٦) حدثنا أبو بكر بن أبي
شيبة. حدثنا يزيد بن هارون عن ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، عن النبي ﷺ. بمثله.
١٢٦ - (٢٦١٧) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ. أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ
مُنَبِّهٍ قَالَ: هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول اللَّهِ ﷺ. فَذَكَرَ أَحَادِيثَ
مِنْهَا:
وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «لا يشير
أحدكم إلى أخيه بالسلاح. فإنه لا يدري أحدكم لعل الشيطان ينزع في يده. فيقع في
حفرة من النار».
(لا يشير) هكذا هو في جميع النسخ: لا يشير،
بالياء بعد الشين، وهو صحيح. وهو نهي بلفظ الخبر. كقوله تعالى: لا تضار والدة
بولدها. وقد قدمنا مرات أن هذا أبلغ من لفظ النهي. (ينزع) ضبطناه بالعين المهملة،
وكذا نقله القاضي عن جميع روايات مسلم. وكذا هو في نسخ بلادنا. ومعناه يرمي في يده
ويحقق ضربته ورميته.
٣٦ - باب فضل إزالة الأذى عن الطريق
(الأذى) هذه الأحاديث المذكورة في الباب
ظاهرة في فضل إزالة الأذى عن الطريق، سواء كان الأذى شجرة تؤذي أو غصن شوك أو حجرا
يعثر به أو قذرا أو جيفة أو غير ذلك. وإماطة الأذى عن الطريق من شعب الإيمان، كما
سبق في الحديث الصحيح. وفيه التنبيه على فضيلة كل ما نفع المسلمين أو أزال عنهم
ضررا.
١٢٧ - (١٩١٤) حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على
مَالِكٍ عَنْ سُمَيٍّ، مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ؛
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ
بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ، وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ،
فأخره. فشكر الله له. فغفر له».
١٢٨ - (١٩١٤) حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ.
حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ:
قال رسول الله ﷺ «مر رجل بغصن شجرة
على ظهر طريق. فقال: والله! لأنحين هذا عن المسلمين لا يؤذيهم. فأدخل الجنة».
١٢٩ - (١٩١٤) حَدَّثَنَاه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ. حَدَّثَنَا عبيد الله. حدثنا شيبان عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي
هريرة،
عن النبي ﷺ قال «لقد رأيت رجلا يتقلب
في الجنة، في شجرة قطعها من ظهر الطريق. كانت تؤذي الناس».
(يتقلب في الجنة) أي يتنعم في الجنة بملاذها،
بسبب قطعه الشجرة.
١٣٠ - (١٩١٤) حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ.
حَدَّثَنَا بَهْزٌ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي
رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛
أَنّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قال «إن شجرة
كانت تؤذي المسلمين، فجاء رجل فقطعها. فدخل الجنة».
١٣١ - (٢٦١٨) حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ.
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سعيد عن أبان بن صمعة. حدثني أبو الوازع. حدثني أبو برزة.
قال:
قلت: يا نبي الله! علمني شيئا أنتفع
به. قال «اعزل الأذى عن طريق المسلمين».
١٣٢ - (٢٦١٨) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يحيى. أخبرنا
أبو بكر بن شعيب بن الحباب عن أبي الوزاع الراسبي، عن أبي برزة الأسلمي؛ أن أبا
برزة قال:
قلت لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ: يَا رسول
الله! إني لا أدري. لعسى أن تمضي وأبقى بعدك. فزودني شيئا ينفعني الله بِهِ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «افعل كذا. افعل كذا (أبو بكر نسيه) وأمر الأذى عن
الطريق».
(وأمر) هكذا هو في معظم النسخ. وكذا نقله
القاضي عن عامة الرواة، بتشديد الراء، ومعناه أزله.
٣٧ - باب تحريم تعذيب الهرة ونحوها، من
الحيوان الذي لا يؤذي
١٣٣
- (٢٢٤٢)
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ بن عبيد الضبعي. حدثنا
جويرية (يعني ابن أَسْمَاءَ) عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ؛
أَنَّ رسول الله ﷺ قال «عذبت امرأة
هِرَّةٍ. سَجَنَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ. فَدَخَلَتْ فِيهَا النَّارَ. لا هي أطعمتها
وسقتها، إذ هي حَبَسَتْهَا. وَلَا هِيَ تَرَكَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأرض».
(عذبت في هرة) أي بسببها.
١٣٣ - م - (٢٢٤٢) حدثني هَارُونُ بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جعفر بن يحيى بن خالد. جميعا عن مَعْنُ بْنُ
عِيسَى، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ
النَّبِيِّ ﷺ. بمعنى حديث جويرية.
١٣٤ - (٢٢٤٢) وحدثنيه نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ
الْجَهْضَمِيُّ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ،
عَنْ نَافِعٍ، عن ابن عمر. قال:
قال رسول الله ﷺ «عذبت امرأة في هرة
أوثقتها. فلم تطعمها ولم تسقها. ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض».
١٣٤ - م - (٢٢٤٢) حدثنا نَصْرُ بْنُ
عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى عن عبيد الله، عَنْ سَعِيدٍ
الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ. بِمِثْلِهِ.
١٣٥ - (٢٦١٩) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ. حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ
مُنَبِّهٍ. قَالَ: هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول اللَّهِ ﷺ. فَذَكَرَ أَحَادِيثَ
مِنْهَا:
وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «دخلت
امرأة النار من جراء هرة لها، أو هر. ربطتها. فلا هي أطعمتها. ولا هي أرسلتها
ترمرم من خشاش الأرض. حتى ماتت هزلا».
(من جراء هرة) أي من أجلها. يمد ويقصر يقال:
من جرائك ومن جراك وجريرتك وأجلك، بمعنى. (ترمرم) هكذا هو في أكثر النسخ: ترمرم.
وفي بعضها: ترمم. وفي بعضها: ترمم. أي تتناول ذلك بشفتيها.
٣٨ - باب تحريم الكبر
١٣٦
- (٢٦٠٢)
حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْدِيُّ. حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ
غِيَاثٍ. حَدَّثَنَا أَبِي. حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ. حدثنا أبو إسحاق عن أبي مسلم
الأغر؛ أنه حدثه عن أبي سعيد الخدري وَأَبِي هُرَيْرَةَ قَالَا:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «العز
إزاره. والكبرياء رداؤه. فمن ينازعني، عذبته».
(العز إزاره) هكذا هو في جميع النسخ. فالضمير
في إزاره ورداؤه يعود إلى الله تعالى، للعلم به. وفيه محذوف تقديره: قال الله
تعالى: ومن ينازعني ذلك أعذبه. ومعنى ينازعني، يتخلق بذلك فيصير في معنى المشارك.
وهذا وعيد شديد في الكبر، مصرح بتحريمه. وأما تسميته إزار ورداء فمجاز واستعارة
حسنة. كما تقول العرب: فلان شعاره الزهد ودثاره التقوى. لا يريدون الثوب الذي هو
شعار أو دثار. بل معناه صفته كذا. قال المازري: ومعنى الاستعارة هنا أنه الإزار
والرداء. يلصقان بالإنسان ويلزمانه، وهما جمال له. قال فضرب ذلك مثلا لكون العز والكبرياء
بالله تعالى أحق وله ألزم. واقتضاهما جلاله. ومن مشهور كلام العرب: فلان واسع
الرداء وغمر الرداء، أي واسع العطية.
٣٩ - باب النهي عن تقنيط الإنسان من رحمة
الله تعالى
١٣٧
- (٢٦٢١)
حدثنا سويد بن سعيد عن معتمر بن سليمان، عن أبيه. حدثنا أبو عمران الجوني عن جندب؛
إن رسول الله ﷺ حدث «أن رجلا قال:
والله! لا يغفر الله لفلان. وإن الله تعالى قال: من ذا الذي يتألى علي أن أغفر
لفلان. فإني قد غفرت لفلان. وأحبطت عملك» أو كما قال.
(يتألى) معنى يتألى يحلف. والألية اليمين.
٤٠ - باب فضل الضعفاء والخاملين
١٣٨
- (٢٦٢٢)
حَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنِي حَفْصُ بْنُ ميسرة عَنِ الْعَلَاءِ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عن أبي هريرة؛
أن رسول الله ﷺ قال «رب أشعث مدفوع
بالأبواب، لو أقسم على الله لأبره».
(أشعث) الأشعث الملبد الشعر المغبر، غير
مدهون ولا مرجل. (مدفوع بالأبواب) أي لا قدر له عند الناس. فهم يدفعونه عن
أبوابهم، ويطردونه عنهم، احتقارا له. (لو اقسم على الله لأبره) أي لو حلف على وقوع
شيء أوقعه الله إكراما له بإجابة سؤاله وصيانته من الحنث في يمينه. وهذا لعظم
منزلته عند الله، وإن كان حقيرا عند الناس. وقيل: معنى القسم، هنا، الدعاء،
وإبراره إجابته.
٤١ - باب النهي من قول: هلك الناس
١٣٩
- (٢٦٢٣)
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ. حدثنا حماد بن سلمة
عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن أبي هريرة. قال: قال رسول
الله ﷺ. ح وحَدَّثَنَا يَحْيَى بن يحيى قال: قرأت على مالك عن سهيل بن أبي صالح،
عن أبيه، عن أبي هريرة؛
أن رسول الله ﷺ قال «إذا قال الرجل:
هلك الناس، فهو أهلكهم».
قال أبو إسحاق: لا أدري، أهلكهم
بالنصب، أو أهلكهم بالرفع.
(فهو أهلكهم) روى أهلكهم على وجهين مشهورين:
رفع الكاف وفتحها. والرفع أشهر. قال الحميدي في الجمع بين الصحيحين: الرفع أشهر
ومعناه أشدهم هلاكا. وأما رواية الفتح فمعناها هو جعلهم هالكين، لا أنهم هلكوا في
الحقيقة. واتفق العلماء على أن هذا الذم إنما هو فيمن قاله على سبيل الإزراء على
الناس واحتقارهم وتفضيل نفسه عليهم وتقبيح أحوالهم. قالوا: فأما من قال ذلك تحزنا
لما يرى في نفسه وفي الناس من النقص في أمر الدين فلا بأس عليه. وقال الخطابي:
معناه لا يزال الرجل يعيب الناس ويذكر مساويهم ويقول: فسد الناس وهلكوا ونحو ذلك.
فإذا فعل ذلك فهو أهلكهم، أي أسوأ حالا منهم بما يلحقه من الإثم في عيبهم والوقيعة
فيهم. وربما أداه ذلك إلى العجب بنفسه، ورؤيته أنه خير منهم.
١٣٩ - م - (٢٦٢٣) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
يَحْيَى. أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ زريع عن روح بن القاسم. ح وحدثني أحمد بن عثمان
بن حكيم. حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بلال. جميعا عن
سهيل، بهذا الإسناد، مثله.
٤٢ - باب الوصية بالجار، والإحسان إليه
١٤٠
- (٢٦٢٤)
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أنس. ح وحَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ وَمُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ. ح وحَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شيبة. حدثنا عبدة ويزيد بن هارون. كلهم عَنْ يَحْيَى بْنِ
سَعِيدٍ. ح وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى (وَاللَّفْظُ لَهُ). حدثنا عبد
الوهاب (يعني الثقفي). سمعت يحيى بن سعيد. أخبرني أبو بكر (وهو ابن محمد بن عمرو
بن حزم)؛ أن عمرة حدثته؛ أنها سمعت عَائِشَةَ تَقُولُ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يقول «ما
زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه ليورثنه».
١٤٠ - م - (٢٦٢٤) حدثني عمرو الناقد. حدثنا
عبد العزيز بن أبي حازم. حدثني هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
عَائِشَةَ، عن النبي ﷺ. بمثله.
١٤١ - (٢٦٢٥) حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ
عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ. حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ
مُحَمَّدٍ، عن أبيه. قال: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «ما زال
جبريل يوصيني بالجار، حتى ظننت أنه سيورثه».
١٤٢ - (٢٦٢٥) حدثنا أبو كامل الجحدري وإسحاق بن
إبراهيم - واللفظ لإسحاق - (قال أبو كامل: حَدَّثَنَا. وَقَالَ إسحاق:
أَخْبَرَنَا) عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عبد الصمد العمي. حدثنا أبو عِمْرَانَ
الْجَوْنِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ. قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «يَا أَبَا
ذَرٍّ! إذا طبخت مرقة، فأكثر ماءها، وتعاهد جيرانك».
(وتعاهد) في القاموس: تعهده وتعاهده واعتهده،
تفقده وأحدث العهد به.
١٤٣ - (٢٦٢٤) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا ابن
إدريس. أخبرنا شعبة. ح وحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ. حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ.
أخبرنا شعبة عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ:
إِنَّ خليلي ﷺ أوصاني «إذا طبخت مرقا
فأكثر ماءه. ثم انظر أهل بيت من جيرانك، فأصبهم منها بمعروف».
٤٣ - باب استحباب طلاقة الوجه عند اللقاء
١٤٤
- (٢٦٢٦)
حدثني أبو غسان المسمعي. حدثنا عثمان بن عمر. حدثنا أبو عامر (يعني الخزاز) عَنْ
أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي
ذَرٍّ. قَالَ:
قَالَ لي النبي ﷺ «لا تحقرن من
المعروف شيئا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق».
(طلق) روي طلق على ثلاثة أوجه: إسكان اللام،
وكسرها، وطليق. ومعناه سهل منبسط.
٤٤ - باب استحباب الشفاعة فيما ليس بحرام
١٤٥
- (٢٦٢٧)
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا علي بن مسهر وحفص بن غياث عَنْ بُرَيْدِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى. قَالَ:
كَانَ رَسُولُ الله ﷺ، إذا أتاه طالب
حاجة، أقبل على جلسائه فقال «اشفعوا فلتؤجروا. وليقض الله على لسان نبيه ما أحب».
٤٥ - باب استحباب مجالسة الصالحين،
ومجانبة قرناء السوء
١٤٦
- (٢٦٢٨)
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا سفيان بن عيينة عن بريد بن عبد الله، عَنْ
جَدِّهِ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ. ح وحدثنا محمد بن العلاء الهمداني
(واللفظ له). حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ،
عَنْ أَبِي مُوسَى،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قال «إنما مثل
الجليس الصالح والجليس السوء، كحامل المسك ونافخ الكير. فحامل المسك، إما أن
يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة. ونافخ الكير، إما أن يحرق
ثيابك، وإما أن تجد ريحا خبيثة».
(يحذيك) أي يعطيك.
٤٦ - باب فضل الإحسان إلى البنات
١٤٧
- (٢٦٢٩)
حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُهْزَاذَ. حَدَّثَنَا سلمة بن سليمان.
أخبرنا عبد الله. أخبرنا معمر عَنْ ابْنِ شِهَابٍ. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
أَبِي بَكْرِ بْنِ حزم عن عروة، عن عائشة. ح وحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن بهرام وأبو بكر بن إسحاق (واللفظ لهما). قَالَا:
أَخْبَرَنَا أَبُو الْيَمَانِ. أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزهري. حدثني عبد الله
بن أبي بكر؛ أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُ؛ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ
النَّبِيِّ ﷺ قالت:
جاءتني امرأة، ومعها ابنتان لها.
فسألتني فلم تجد عندي شيئا غير تمرة واحدة. فأعطيتها إياها. فأخذتها فقسمتها بين
ابنتيها. ولم تأكل منها شيئا. ثم قامت فخرجت وابنتاها. فَدَخَلَ عَلَيَّ
النَّبِيُّ ﷺ فحدثته حديثها. فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ «مَنْ ابتلي من البنات بشيء،
فأحسن إليهن، كن له سترا من النار».
(ابتلي) إنما سماه ابتلاء، لأن الناس
يكرهونهن في العادة. قال الله تعالى: ﴿وإذا بشر أحدكم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو
كظيم﴾. (كن له سترا من النار) أي يكون جزاؤه على ذلك وقاية بينه وبين نار جهنم،
حائلا بينه وبينها.
١٤٨ - (٢٦٣٠) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ.
حَدَّثَنَا بَكْرٌ (يَعْنِي ابْنَ مضر) عن ابن الهاد؛ أن زياد بن أبي زياد، مولى
ابن عياش. حدثه عن عراك بن مالك. سمعته يحدث عمر بن عبد العزيز عن عائشة؛ أنها
قالت:
جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها.
فأطعمتها ثلاث تمرات. فأعطت كل واحدة منهما تمرة. ورفعت إلى فيها تمرة لتأكلها.
فاستطعمتها ابنتاها. فشقت التمرة، التي كانت تريد أن تأكلها، بينهما. فأعجبني
شأنها. فذكرت الذي صنعت لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ. فَقَالَ «إن الله قد أوجب لها بها
الجنة. أو أعتقها بها من النار».
١٤٩ - (٢٦٣١) حدثني عَمْرٌو النَّاقِدُ. حَدَّثَنَا
أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ. حَدَّثَنَا محمد بن عبد العزيز عن
⦗٢٠٢٨⦘
عبيد الله بن أبي بكر بْنِ أَنَسٍ،
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ:
قال رسول الله ﷺ «من عال جاريتين حتى
تبلغا، جاء يوم القيامة أنا وهو» وضم أصابعه.
(من عال جاريتين) معنى عالهما قام عليهما
بالمؤنة والتربية ونحوهما. مأخوذ من العول، وهو القرب. ومنه قوله: ابدأ بمن تعول.
(أنا وهو. وضم أصابعه) معناه جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين.
٤٧ - باب فضل من يموت له ولد فيحتسبه
١٥٠
- (٢٦٣٢)
حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مَالِكٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قال «لا يموت لأحد
من المسلمين ثلاثة من الولد فتمسه النار، إلا تحلة القسم».
(تحلة القسم) قال العلماء: تحلة القسم ما
ينحل به القسم وهو اليمين. قال ابن قتيبة: معناه تقليل مدة ورودها. قال وتحلة
القسم تستعمل في هذا، في كلام العرب.
١٥٠ - م - (٢٦٣٢) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ
بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَمْرٌو النَّاقِدُ وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ. قَالُوا:
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بن عيينة. ح وحدثنا عبد بن حميد وابن رافع عن عَبْدُ
الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ. كِلَاهُمَا عَنْ الزُّهْرِيِّ. بإسناد مالك.
وبمعنى حديثه. إلا أن في حديث سفيان «فيلج النار إلا تحلة القسم».
١٥١ - (٢٦٣٢) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ (يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ) عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛
أن رسول الله ﷺ قال لنسوة من الأنصار
«لا يموت لإحداكن ثلاثة من الولد فتحتسبه، إلا دخلت الجنة». فقالت امرأة منهن: أو
اثنين؟ يا رسول الله! قال «أو اثنين».
١٥٢ - (٢٦٣٣) حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ
الْجَحْدَرِيُّ، فُضَيْلُ بْنُ حُسَيْنٍ. حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ الأصبهاني، عن أبي صالح، ذكوان، عن أبي سعيد الخدري قَالَ:
جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ
اللَّهِ ﷺ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! ذهب الرجال بحديثك. فاجعل لنا من نفسك
يوما نأتيك فيه. تعلمنا مما
⦗٢٠٢٩⦘
علمك الله. قال «اجتمعن يوم كذا
وكذا». فاجتمعن. فأتاهن رسول الله ﷺ فعلمهن مما علمه الله. ثم قال «ما منكن من
امرأة تقدم بين يديها، من ولدها، ثلاثة، إلا كانوا لها حجابا من النار» فقالت
امرأة: واثنين. واثنين. واثنين؟ فقال رسول الله ﷺ «واثنين. واثنين. واثنين».
١٥٣ - (٢٦٣٤) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشَّارٍ. قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ. ح
وحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ. حَدَّثَنَا أَبِي. حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ عن عبد الرحمن بن الأصبهاني، في هذا الإسناد، بمثل معناه. وزادا جميعا عن
شعبة، عن عبد الرحمن بن الأصبهاني. قال: سمعت أبا حازم يحدث عن أبي هريرة قال
«ثلاثة لم يبلغوا الحنث».
(الحنث) أي لم يبلغوا سن التكليف الذي يكتب
فيه الحنث، وهو الإثم.
١٥٤ - (٢٦٣٥) حدثنا سويد بن سعيد ومحمد بن عبد
الأعلى (وتقاربا في اللفظ) قالا: حدثنا المعتمر عن أبيه، عن أبي السليل، عن أبي
حسان، قال:
قلت لأبي هريرة: إنه قد مات لي
ابنان. فما أنت محدثي عن رسول الله ﷺ بحديث تطيب به أنفسنا عن موتانا؟ قال: قال:
نعم «صغارهم دعاميص الجنة يتلقى أحدهم أباه، - أو قال أبويه -، فيأخذ بثوبه، - أو
قال بيده -، كما آخذ أنا بصنفة ثوبك هذا. فلا يتناهى، - أو قال فلا ينتهي -، حتى
يدخله الله وأباه الجنة».
وفي رواية سويد قال: حدثنا أبو
السليل. وحدثنيه عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا يَحْيَي (يَعْنِي ابن
سعيد) عن التيمي، بهذا الإسناد. وقال: فهل سمعت من رسول الله ﷺ شيئا تطيب به
أنفسنا عن موتانا؟ قال: نعم.
(دعاميص) واحد دعموص، أي صغار أهلها. وأصل
الدعموص دوبية تكون في الماء لا تفارقه. أي أن هذا الصغير في الجنة لا يفارقها.
(بصنفة) هو طرفه. ويقال لها أيضا: صنيفة. (يتناهى. ينتهي) أي لا يتركه.
١٥٥ - (٢٦٣٦) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ وَأَبُو سَعِيدٍ الأشج (واللفظ لأبي بكر). قالوا:
حدثنا حفص (يعنون ابن غياث). ح وحَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ.
حَدَّثَنَا أبي عن جده، طلق بن معاوية، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ
جَرِيرٍ، عن أبي هريرة قال:
أتت امرأة النبي ﷺ بصبي لها. فقالت:
يا نبي الله! ادع الله له. فلقد دفنت ثلاثة. قال «دفنت ثلاثة؟» قالت: نعم. قال
«لقد احتظرت بحظار شديد من النار».
قال عمر، من بينهم: عن جده. وقال
الباقون: عن طلق. ولم يذكروا الجد.
(احتظرت) أي امتنعت بمانع وثيق. وأصل الحظر
المنع. وأصل الحظار، بكسر الحاء وفتحها، ما يجعل حول البستان وغيره من قضبان
وغيرها. كالحائط.
١٥٦ - (٢٦٣٦) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ
وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ. قالا: حدثنا جرير عن طلق بن معاوية النخعي، أبي غياث،
عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، عن أبي هريرة. قَالَ:
جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ
ﷺ بابن لها. فقالت: يا رسول الله! إنه يشتكي. وإني أخاف عليه. قد دفنت ثلاثة. قال
«لقد احتظرت بحظار شديد من النار».
قال زهير: عن طلق. ولم يذكر الكنية.
٤٨ - باب إذا أحب الله عبدا، حببه إلى
عباده
١٥٧
- (٢٦٣٧)
حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ. حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ:
قال رسول الله ﷺ «إن الله، إذا أحب
عبدا، دعا جبريل فقال: إني أحب فلانا فأحبه. قال فيحبه جبريل. ثم ينادي في السماء
فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه. فيحبه أهل السماء. قال ثم يوضع له القبول في
الأرض. وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه. قال فيبغضه جبريل.
ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلانا فأبغضوه. قال فيبغضونه. ثم توضع له
البغضاء في الأرض».
١٥٧ - م - (٢٦٣٧) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ
بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ (يَعْنِي ابن عبد الرحمن القاري). وقال قتيبة:
حدثنا عبد العزيز (يعني الدراوردي). ح وحَدَّثَنَاه سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو
الْأَشْعَثِيُّ. أَخْبَرَنَا عَبْثَرٌ عن العلاء بن المسيب. ح وحدثني هارون بن
سعيد الأيلي. حدثنا ابن وهب. حدثني مالك (وهو ابن أنس). كلهم عن سهيل، بهذا
الإسناد. غير أن حديث العلاء بن المسيب ليس فيه ذكر البغض.
١٥٨ - (٢٦٣٧) حدثني عَمْرٌو النَّاقِدُ. حَدَّثَنَا
يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
أَبِي سلمة، الماجشون عن سهيل بن أبي صالح. قال:
كنا بعرفة. فمر عمر بن عبد العزيز
وهو على الموسم. فقام الناس ينظرون إليه. فقلت لأبي: يا أبت! إني أرى الله يحب عمر
بن عبد العزيز. قال: وما ذاك؟ قلت: لما له من الحب في قلوب الناس. فقال: بأبيك!
أنت سمعت أبا هريرة يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ. ثُمَّ ذَكَرَ بِمِثْلِ حديث
جرير عن سهيل.
٤٩ - باب الأرواح جنود مجندة
١٥٩
- (٢٦٣٨)
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ (يَعْنِي ابْنَ
مُحَمَّدٍ) عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛
أن رسول الله ﷺ قال «الأرواح جنود
مجندة. فما تعارف منها ائتلف. وما تناكر منها اختلف».
(الأرواح جنود مجندة) قال العلماء: معناه
جموع مجتمعة وأنواع مختلفة. وأما تعارفها فهو لأمر جعلها الله عليه وقيل: إنها
موافقة صفاتها التي جعلها الله عليها وتناسبها في شيمها. وقيل: إنها خلقت مجتمعة
ثم فرقت في أجسادها. فمن وافقه في شيمه ألفه. ومن باعده نافره وخالفه.
١٦٠ - (٢٦٣٨) حدثني زهير بن حرب. حَدَّثَنَا
كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ. حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ برقان. حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ
الأَصَمِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. بحديث يرفعه. قال «الناس معادن كمعادن الفضة
والذهب. خِيَارُهُمْ
⦗٢٠٣٢⦘
فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي
الْإِسْلَامِ إِذَا فقهوا. والأرواح جنود مجندة. فما تعارف منها ائتلف. وما تناكر
منها اختلف».
٥٠ - باب المرء مع من أحب
١٦١
- (٢٦٣٩)
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ. حدثنا مَالِكٍ عَنْ
إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛
أَنَّ أعرابيا قَالَ لِرَسُولِ
اللَّهِ ﷺ: متى الساعة؟ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «ما أعددت لها؟» قال: حب
الله ورسوله. قال «أنت مع من أحببت».
١٦٢ - (٢٦٣٩) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ وَعَمْرٌو النَّاقِدُ وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
الله ابن نمير وابن أبي عمر (واللفظ لزهير). قالوا: حدثنا سفيان عن الزهري، عن
أنس، قال:
قال رجل: يا رسول الله! متى الساعة؟
قال «وما أعددت لها؟» فلم يذكر كبيرا. قال: ولكني أحب الله ورسوله. قال «فأنت مع
من أحببت».
١٦٢ - م - (٢٦٣٩) حدثنيه مُحَمَّدُ بْنُ
رَافِعٍ وَعَبْدُ بْنُ حميد (قَالَ عبد: أخبرنا. وقال ابن رافع: حدثنا) عبد
الرزاق. أخبرنا معمر عن الزهري. حدثني أنس بن مالك؛
إِنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَعْرَابِ
أَتَى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ. بِمِثْلِهِ. غَيْرَ أَنَّهُ قال: ما أعددت لها من كثير
أحمد عليه نفسي.
١٦٣ - (٢٦٣٩) حَدَّثَنِي أَبُو الرَّبِيعِ
الْعَتَكِيُّ. حَدَّثَنَا حَمَّاد (يَعْنِي ابن زيد). حَدَّثَنَا ثَابِتٌ
الْبُنَانِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ:
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ
ﷺ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! متى الساعة؟ قال «وما أعددت للساعة؟» قال: حب
الله ورسوله. قال «فإنك مع من أحببت».
قال أنس: فما فرحنا بعد الإسلام،
فرحا أشد مِنْ قَوْلِ النَّبِيِّ ﷺ «فإنك مع من أحببت».
⦗٢٠٣٣⦘
قال أنس: فأنا أحب الله ورسوله. وأبا
بكر وعمر. فأرجو أن أكون معهم. وإن لم أعمل بأعمالهم.
(قال أنس ...) وأنا - محمد فؤاد عبد الباقي -
أقول ما قاله أنس رضي الله عنه: فأنا أحب الله ورسوله وأبا بكر وعمر، وأرجو أن
أكون معهم، وإن لم أعمل بأعمالهم.
١٦٣ - م - (٢٦٣٩) حدثناه محمد بن عبيد
الغبري. حدثنا جعفر بن سليمان. حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ. وَلَمْ يذكر قول أنس: فأنا أحب. وما بعده.
١٦٤ - (٢٦٣٩) حدثنا عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن
إِبْرَاهِيمَ (قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا. وَقَالَ عُثْمَانُ: حَدَّثَنَا)
جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الجعد. حدثنا أنس بن مالك قال:
بينما أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ
خارجين من المسجد. فلقينا رجلا عند سدة المسجد. فقال: يا رسول الله! متى الساعة؟
قال رسول الله ﷺ «ما أعددت لها؟» قال فكأن الرجل استكان. ثم قال: يا رسول الله! ما
أعددت لها كبير صلاة ولا صيام ولا صدقة. ولكني أحب الله ورسوله. قال «فأنت مع من
أحببت».
(سدة المسجد) هي الظلال المسقفة عند باب
المسجد. (ما أعددت لها كبير صلاة) أي ما أعددت لها كثير نافلة من صلاة ولا صيام
ولا صدقة.
١٦٤ - م - (٢٦٣٩) حدثني محمد بن يحيى بن
عبد العزيز اليشكري. حدثنا عبد الله بن عثمان بن جبلة. أخبرني أبي عَنْ شُعْبَةَ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بن أبي الجعد، عن أنس، عن النبي ﷺ. بنحوه.
١٦٤ - م ٢ - (٢٦٣٩) حدثنا قُتَيْبَةُ.
حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أنس. ح وحدثنا ابن المثنى وابن
بشار. قالا: حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة عن قتادة. سمعت أنسا. ح وحَدَّثَنَا
أَبُو غَسَّانَ الْمِسْمَعِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى. قالا: حَدَّثَنَا
مُعَاذٌ (يَعْنِي ابْنَ هِشَامٍ). حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، بهذا الحديث.
١٦٥ - (٢٦٤٠) حدثنا عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن
إِبْرَاهِيمَ (قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا. وقَالَ عُثْمَانُ: حَدَّثَنَا)
جَرِيرٌ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عبد الله قَالَ:
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ
ﷺ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! كيف ترى في رجل أحب قوما ولما يلحق بهم؟ قال رسول
الله ﷺ «المرء مع من أحب».
١٦٥ - م - (٢٦٤٠) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشَّارٍ. قَالَا: حدثنا ابن أبي عدي. ح وحَدَّثَنِيهِ
بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ (يَعْنِي ابن جعفر). كلاهما عن شعبة.
ح وحدثنا ابن نمير. حدثنا أبو الجواب. حدثنا سليمان بن قرم. جميعا عَنْ
سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ.
بِمِثْلِهِ.
١٦٥ - (٢٦٤١) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو
كُرَيْبٍ. قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ. ح وحَدَّثَنَا ابن نمير. حدثنا
أبو معاوية ومحمد بن عبيد عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى،
قال: أتى النبي ﷺ رجل. فذكر بمثل حديث جرير عن الأعمش.
٥١ - باب إذا أثنى على الصالح فهي بشرى
ولا تضره
١٦٦
- (٢٦٤٢)
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ وَأَبُو الرَّبِيعِ وأبو كامل،
فضيل بن حسين - وَاللَّفْظُ لِيَحْيَى - (قَالَ يَحْيَى: أَخْبَرَنَا. وَقَالَ
الْآخَرَانِ: حدثنا) حماد بن زيد عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بن الصامت، عن أبي ذر. قال:
قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ:
أَرَأَيْتَ الرجل يعمل العمل من الخير، ويحمده الناس عليه؟ قال «تلك عاجل بشرى
المؤمن».
(تلك عاجل بشرى المؤمن) قال العلماء: معناه
هذه البشرى المعجلة له بالخير. وهي دليل البشرى المؤخرة إلى الآخرة بقوله: بشراكم
اليوم جنات. الآية. وهذه البشرى المعجلة دليل على رضا الله تعالى عنه ومحبته له،
فيحببه إلى الخلق.
١٦٦ - م - (٢٦٤٢) حدثنا أبو بكر بن أبي
شيبة وإسحاق بن إبراهيم عن وَكِيعٌ. ح وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جعفر. ح وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ. ح وحدثنا إسحاق. أخبرنا النضر. كلهم عن شعبة، عن أبي
عمران الجوني. بإسناد حماد بن زيد. بمثل حديثه. غير أن في حديثهم عن شعبة، غير عبد
الصمد: ويحبه الناس عليه. وفي حديث عبد الصمد: ويحمده الناس. كما قال حماد.