recent
آخر المقالات

٢١ - كتابُ الجنَائِز

 

(١) باب تمني الموت
١٧١٤ - عن أبي هريرة: أن رسول الله ﷺ قال:
«لا يَتَمَنَّيَنَّ (١) أَحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ، إمَّا مُحْسِنًا فَلَعَلَّهُ أَنْ يَزْدَادَ خَيْرًا، وَإمَّا مُسِيئًا فَلَعَلَّهُ أنْ يَسْتَعْتِبَ».
(صحيح) - انظر ما بَعْدُ.



١٧١٥ - عن أبي هريرة يقول: قال رسول الله ﷺ:
«لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدُكُمُ المَوْتَ، إمَّا مُحْسِنًا فَلَعَلَّهُ أنْ يَعيشَ يَزْدَادُ خَيْرًا، وَهُوَ خَيْرٌ لَهُ، وَإمَّا مُسيئًا فَلَعَلَّهُ أنْ يَسْتَعْتِبَ».
(صحيح): خ ٥٦٧٣، م ٨/ ٦٥ - مختصرًا -.

١٧١٦ - عن أنس أن رسول الله ﷺ قال:
«لا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ المَوْتَ، لِضُرٍّ نزَلَ بِهِ في الدُّنْيَا، وَلكِنْ لِيَقُل:
اللَّهُمَّ أَحْيِني مَا كَانَتِ الحَيَاةُ خَيْرًا لي، وَتَوَفَّني إذَا كَانَتِ الوَفَاةُ خَيْرًا لي».
(صحيح) - ابن ماجه ٤٢٦٥: ق.

١٧١٧ - عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ:
«أَلا لا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمُ المَوْتَ، لِضُرٍّ نَزلَ بِهِ، فَإِنْ كَانَ لا بُدَّ مُتَمنِّيًا المَوْتَ فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أَحْيِني مَا كَانَتِ الحَيَاةُ خَيْرًا لي، وَتَوَفَّني مَا كَانَتِ الوَفَاةُ خَيْرًا لي».
(صحيح): ق - انظر ما قبله.


(١) في الهندية: نسخة: لا يتمنى. وفي «صحيح الجامع الصغير» ٧٦ و٧٦١٢ كما في الأصل.

(٢) الدعاء بالموت
١٧١٨ - عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ:
«لا تَدْعُوا بالمَوْت، وَلا تَتَمَنَّوْهُ، فَمَنْ كَانَ داعِيًا لا بُدَّ فَلْيَقُلْ:
اللَّهُمَّ أحْيِني مَا كَانَتِ الحَيَاةُ خَيْرًا لي، وَتَوَفَّني إذَا كَانَتِ الوَفَاةُ خَيْرًا لي».
(صحيح الإسناد) - انظر ما قبله.

١٧١٩ - عن قيس قال: دخلت على خَبَّاب، وقد اكتوى في بطنه سبعًا، وقال: لولا أن رسول الله ﷺ نهانا: أن ندعو بالموت، دعوت به.
(صحيح) - الترمذي ٩٨٣: ق.

(٣) كثرة ذكر الموت
١٧٢٠ - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ:
«أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِم اللَّذَّات».
(حسن صحيح) - ابن ماجه ٤٢٥٨ [صحيح الجامع ١٢١١ أتم مما هنا - إرواء ٦٨٢].

١٧٢١ - عن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله ﷺ يقول:
«إذَا حَضَرْتُمُ المَريضَ فَقُولُوا خَيْرًا، فَإنَّ المَلائكَةَ يُؤمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ».
فلما مات أبو سلمة قلت: يا رسول الله، كيف أقول: قال:
«قُولي: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَلَهُ، وَأَعْقِبْني مِنْهُ عُقْبَى حَسَنَةً».
فأعقبني الله عز وجل منه محمدًا ﷺ.
(صحيح) - ابن ماجه ١٤٤٧: م [مختصر مسلم ٤٥٢، رياض الصالحين ٩٢٥].

(٤) باب تلقين الميت
١٧٢٢ - عن أبي سعيد قال: قال رسول الله ﷺ:
«لَقِّنُوا مَوْتاكُمْ: لا إلهَ إلَّا الله».
(صحيح) - ابن ماجه ١٤٤٤: م.

١٧٢٣ - عن عائشة قالت: قال رسول الله ﷺ:
«لَقِّنُوا هَلْكَاكُمْ قَوْلَ: لا إلهَ إلَّا الله».
(صحيح) - الإرواء ٦٨٦، الروض النضير ١١٢٥.

(٥) باب علامة موت المؤمن
١٧٢٤ - عن بريدة أن رسول الله ﷺ قال:
«مَوْتُ المُؤمِنِ بِعَرَق الجَبينِ».
(صحيح) - ابن ماجه ١٤٥٢.

١٧٢٥ - عن بُريدة قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول:
«المُؤمِنُ يَمُوتُ بِعَرَق الجَبينِ».
(صحيح) - انظر ما قبله.

(٦) شدة الموت
١٧٢٦ - عن عائشة قالت: ماتَ رسولُ الله ﷺ، وإنه لبين حَاقِنَتي وَذَاقِنَتي (١)، فلا أكره شدة الموت لأحد أبدًا، بعد ما رأيت رسول الله ﷺ.
(صحيح) - مختصر الشمائل ٣٢٥: خ.

(٧) الموت يوم الاثنين
١٧٢٧ - عن أنس قال: آخِرُ نَظرة نظرتها إلى رسول الله ﷺ، كشْف السِّتارة والناس صفوف خلف أبي بكر رضي الله عنه، فأراد أبو بكر أن يرتد، فأشار إليهم: أن امكثوا، وألقى السِّجْف، وتوفي من آخر ذلك اليوم، وذلك يوم الاثنين.
(صحيح) - ابن ماجه ١٦٢٤: ق نحوه.

(٨) الموت بغير مولده
١٧٢٨ - عن عبد الله بن عمرو قال: مات رجل بالمدينة، ممن ولد بها، فصلى عليه رسول الله ﷺ ثم قال:
«يَا لَيْتَهُ مَاتَ بِغَيْرِ مَوْلِدِهِ» قالوا: ولم ذاك يا رسول الله؟ قال:
«إنَّ الرَّجُلَ إذَا مَاتَ بِغَيْرِ مَوْلِدِهِ، قيس لَهُ مِنْ مَوْلِدِه إلَى مُنْقَطعَ أثَرِهِ، في الجَنَّةِ».
(حسن) - ابن ماجه ١٦١٤.


(١) الحاقنة: ما بين الترقوتين والحلق. والذاقنة: ما يلامس الصدر من الذقن.

(٩) باب ما يلقى به المؤمن من الكرامة عند خروج نفسه
١٧٢٩ - عن أبي هريرة: أن النبي ﷺ، قال:
«إذَا حُضِرَ المُؤمِنُ أَتَتْهُ مَلائكَةُ الرَّحْمَةِ بِحَريرَةٍ بَيْضَاء، فَيَقُولُون: اخْرُجي رَاضِيَةً مَرْضِيًا عَنْكِ، إلَى رَوْح الله وَرَيْحَان، وَرَبٍّ غَيْر غَضْبَان، فَتَخْرُجُ كَأَطْيَب رِيح المِسْكِ، حَتَّى أَنَّهُ ليُنَاوِلُهُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، حَتَّى يَأَتُونَ بهِ بَابَ السَّمَاء، فَيَقُولُونَ: مَا أَطْيَبَ هذِهِ الرِّيحَ، الَّتي جَاءتكمْ مِنَ الأَرْض، فَيَأتُونَ بهَ أَرْوَاحَ المُؤمِنينَ، فَلَهُمْ أَشَدُّ فَرَحًا بِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ بِغَائبِهِ يَقْدَمُ عَلَيْهِ.
فَيَسْأَلُونَهُ: مَاذَا فَعَلَ فُلان، مَاذَا فَعَلَ فُلان؟ فَيَقُولُون: دَعُوهُ فَإِنَّهُ كَانَ في غَمِّ الدُّنْيَا، فَإذَا قَالَ: أَمَا أتَاكُمْ؟ قالوا: ذُهِبَ بِهِ إلَى أُمِّه الهَاويَةِ.
وإنَّ الكَافِرَ إذَا احْتُضِرَ أتَتْهُ مَلائكَةُ العَذَاب بمِسْحٍ فَيَقُولُونَ: اخْرُجي سَاخِطَةً مَسْخُوطًا عَلَيْكِ، إلى عَذَاب الله عز وجل، فَتَخْرُجُ كَأَنْتَنِ ريح جيفَةٍ، حَتَّى يَأتُونَ بِهِ بَابَ الأَرْض فَيقُولون: مَا أَنْتَنَ هذِهِ الرِّيحَ، حَتَّى يَأتُونَ بِهِ أَرْوَاحَ الكُفَّارِ».
(صحيح) - الصحيحة ١٣٠٩ [صحيح الجامع الصغير ٤٩٠].

(١٠) فيمن أحب لقاء الله
١٧٣٠ - عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ:
«مَنْ أَحَبَّ لِقَاء الله أحَبَّ الله لقَاءهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاء الله، كَرِهَ الله لِقَاءهُ».
قال شُرَيْحٌ: فأتيت عائشة، فقلت: يا أم المؤمنين سمعتُ أبا هريرة، يذكر عن رسول الله ﷺ، حديثًا، إن كان كذلك فقد هلكنا؟
قالت: وما ذاك؟ قال: قال رسول الله ﷺ:
«مَنْ أحَبَّ لِقَاء الله أَحَبَّ الله لِقَاءهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاء الله، كَرِهَ الله لِقَاءهُ، ولكِنْ لَيْسَ مِنَّا أحَدٌ إلَّا وَهُوَ يَكْرَهُ المَوْتَ».
قالت: قد قاله رسول الله ﷺ، وليس بالذي تذهب إليه، ولكن إذا طمح البصر، وحشرج الصدر، واقشعر الجلد، فعند ذلك:
«مَنْ أَحَبَّ لِقَاء الله، أحَبَّ الله لِقَاءهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاء الله، كَرِهَ الله لِقَاءهُ».
(صحيح) - ابن ماجه ٤٢٦٤، م، خ نحوه [مختصر مسلم ٤٥٤ وصحيح الجامع ٥٩٦٤].

١٧٣١ - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ:

«قال الله تَعالَى: إذَا أَحَبَّ عَبْدي لِقَائي، أَحْبَبْتُ لِقَاءهُ، وإذَا كَرِهَ لِقَائي، كَرِهْتُ لِقَاءهُ».
(صحيح الإسناد).

١٧٣٢ - عن عُبادة، عن النبي ﷺ قال:
«مَنْ أَحَبَّ لِقَاء الله، أَحَبَّ الله لِقَاءهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاء الله، كَرِهَ الله لِقَاءهُ».
(صحيح): ق.

١٧٣٣ - عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله ﷺ:
«مَنْ أَحَبَّ لِقاء الله، أَحَبَّ الله لِقَاءهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاء الله، كَرِهَ الله لِقَاءهُ».
(صحيح): ق.

١٧٣٤ - عن عائشة: أن رسول الله ﷺ قال:
«مَنْ أحَبَّ لِقَاء الله، أَحَبَّ الله لِقاءهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاء الله، كَرهَ الله لِقاءهُ».
زاد عمرو (١) في حديثه: فقيل: يا رسول الله، كراهية لقاء الله، كراهية الموت، كلنا نكره الموت؟ قال:
«ذَاكَ عِنْدَ مَوْتِهِ، إذَا بُشِّرَ بِرَحْمَةِ الله وَمَغْفِرَتِهِ، أَحَبَّ لِقَاء الله، وَأَحَبَّ الله لِقَاءهُ، وَإذَا بُشِّرَ بِعَذَابِ الله، كَرِهَ لِقَاء الله، وَكَرِهَ الله لِقَاءهُ».
(صحيح): م، خ تعليقًا.

(١١) تقبيل الميت
١٧٣٥ - عن عائشة: أن أبا بكر قَبَّلَ بين عَيني النبي ﷺ، وهو ميت.
(صحيح) - ابن ماجه ١٤٥٧: ج.

١٧٣٦ - عن ابن عباس، وعن عائشة: أن أبا بكر قَبَّلَ النبي ﷺ وهو ميت.
(صحيح): خ - انظر ما قبله.

١٧٣٧ - عن عائشة: أن أبا بكر، أقبل على فرس من مسكنه بالسُنُح، حتى نزل


(١) هو عمرو بن علي الراوي لأحد طريقي هذا الحديث.

فدخل المسجد، فلم يُكلم الناس، حتى دخل على عائشة، ورسول الله ﷺ مسجى بِبُردٍ حبرة، فَكَشَفَ عن وجهه، ثم أكب عليه فقبَّله، فبكى ثم قال: بأبي أنت، والله لا يجمع الله عليك موتتين أبدًا، أما المَوتة التي كتبَ الله عليك فقد مُتَّها.
(صحيح) - أحكام الجنائز (٢٠ - ٢١): ج.

(١٢) تسجية الميت
١٧٣٨ - عن جابر [قال]: جِيءَ بأبي يوم أحد، وقد مُثِّلَ به، فوضع بين يَدي رسول الله ﷺ، وقد سُجِّي بثوب، فجعلتُ أُريدُ أن أكشفَ عنه، فنهاني قومي، فأمرَ به النبي ﷺ، فرفع، فلما رفع، سمع صوت باكية، فقال:
«مَنْ هذِهِ؟» فقالوا: هذه بنت عمرو، أو أخت عمرو، قال:
«فَلا تَبْكي» أو «فَلِمَ تَبْكي» ما زالت الملائكة تُظله بأجنِحَها حتى رُفع.
(صحيح) - الأحكام [أحكام الجنائر] ص ٢٠ ق [صحيح الجامع ٧٢٠٨].

(١٣) في البكاء على الميت
١٧٣٩ - عن ابن عباس، قال: لما حُضِرَت بنتٌ لرسول الله ﷺ صغيرة، فأخذها رسول الله ﷺ، فضمها إلى صدره، ثم وضع يده عليها فقضت، وهي بين يدي رسول ﷺ الله ﷺ، فبكت أم أيمن، فقال لها رسول الله ﷺ:
«يَا أمَّ أيْمَنَ أَتَبْكِينَ وَرَسُولُ الله ﷺ عِنْدَكِ؟» فقالت: ما لي لا أبكي ورسول الله ﷺ يبكي؟ فقال رسول الله ﷺ:
«إنِّي لَسْتُ أَبْكي، وَلكِنَّها رَحْمَةٌ» ثم قال رسول الله ﷺ:
«المُؤمِنُ بخَيْرٍ عَلَى كُلِّ حَالٍ، تُنْزعُ نَفْسُهُ مِنْ بَيْن جَنْبَيْه وَهُوَ يَحْمَدُ الله عز وجل».
(صحيح) - الصحيحة ١٦٣٢.

١٧٤٠ - عن أنس: أن فاطمة بكت على رسول الله ﷺ حين مات، فقالت:
يا أبتَاه مِن رَبِّه ما أدنَاه … يا أبتاه إلى جبريل نَنْعَاه
يا أبتاه جَنَّةُ الفِردوس مأوَاه
(صحيح) - ابن ماجه ١٦٣٠: خ.

١٧٤١ - عن جابر: أن أباه قُتلَ يوم أُحُد، قال: فجعلت أكشف عن وجهه

وأبكي، والناس يَنهوني، ورسول الله ﷺ لا ينهاني، وجعلت عمتي تبكيه، فقال رسول الله ﷺ:
«لا تَبْكِيه، مَا زَالَتِ المَلائكَةُ تُظِلُّهُ بأَجْنِحَتَها حَتَّى رَفَعْتُمُوهُ».
(صحيح): ق- مضى آنفًا (١٧٣٨).

(١٤) النهي عن البكاء على الميت
١٧٤٢ - عن جابر بن عَتيك: أن النبي ﷺ، جاء يعود عبد الله بن ثابت، فوجده قد غُلب عليه، فصاح به، فلم يُجبه، فاسترجَع رسول الله ﷺ وقال:
«قَدْ غُلِبْنَا عَلَيْكَ أَبَا الرَّبيع» فصحن النساء وبكين، فجعل ابن عتيك يُسكتهن فقال رسول الله ﷺ:
«دَعْهُنَّ فَإِذَا وَجَبَ، فَلا تَبْكِيَنَّ بَاكِيةٌ» قالوا: وما الوجوب يا رسول الله؟ قال:
«المَوْتُ» قالت ابنته: إن كنتُ لأرجو أن تكون شهيدًا، قد كنتَ قضيتَ جهازك، قال رسول الله ﷺ:
«فَإِنَّ الله عز وجل قَدْ أوْقَعَ أَجْرَهُ عَلَيْهِ، عَلَى قَدْرِ نِيَّتِهِ، وَمَا تَعُدُّونَ الشَّهَادَةَ؟».
قالوا: القتل في سبيل الله عز وجل، قال رسول الله ﷺ:
«الشَّهَادَةُ سَبْعٌ، سِوَى القَتْلِ في سَبيلِ الله عز وجل، المَطْعُونُ شَهِيدٌ، وَالمَبْطُونُ شَهيدٌ والغَريقُ شَهيدٌ، وَصَاحِبُ الهَدَم شَهيدٌ، وَصَاحِبُ ذَات الجَنْبِ شَهيدٌ، وَصَاحِبُ الحَرَق شَهيدٌ، والمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْع (١) شَهيدة».
(صحيح) - ابن ماجه ٢٨٠٣.

١٧٤٣ - عن عائشة قالت: لما أتى نَعيُ زيد بن حارثة، وجعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن رَوَاحة، جلس رسول الله ﷺ، يُعرف فيه الحُزن، وأنا أنظر من صِئر الباب (٢) فجاءه رجل فقال: إن نساء جعفر يبكين! فقال رسول الله ﷺ: «انْطَلِق فَانْهَهُنَّ» فانطلق، ثم جاء فقال: قد نهيتهن فأبين أن ينتهين قال:
«انْطَلِق فَانْهَهُنَّ» فانطلق، ثم جاء فقال: قد نهيتهن فأبين أن ينهين. قال: «فَانْطَلِق فَاحْثُ في أفْوَاهِهِنَّ التُّرَابَ».
فقالت عائشة، فقلت: أرغمَ الله أنفَ الأبعد، إنكَ والله ما تركتَ رسول الله


(١) هي التي تموت وفي بطنها ولد.
(٢) أي: شق الباب.

ﷺ، وما أنت بفاعل (١).
(صحيح): ق.

١٧٤٤ - عن عمر، عن النبي ﷺ قال:
«المَيِّتُ يُعَذَّبُ بِبُكَاء أهْلِهِ عَلَيْهِ».
(صحيح) - ابن ماجه ١٥٩٣: ق.

١٧٤٥ - عن محمد بن سيرين يقول: ذُكر عند عمران بن حُصين:
«المَيِّتُ يُعَذَّبُ ببُكَاء الحَيِّ».
فقال عمران: قالَه رسول الله ﷺ.
(صحيح) - المصدر نفسه.

١٧٤٦ - عن عمر قال: قال رسول الله ﷺ:
«يُعَذَّبُ المَيِّتُ بِبُكَاء أَهْلِهِ عَلَيْهِ».
(صحيح) - الأحكام أيضًا: ق [نحوه في صحيح الجامع ٦٧٤١ وأحكام الجنائز ٢٨].

(١٥) النياحة على الميت
١٧٤٧ - عن قيس بن عاصم قال: لا تنوحوا عليَّ! فإن رسول الله ﷺ لم يُنَحْ عليه.
(مختصرًا) (٢).
(صحيح الإسناد).

١٧٤٨ - عن أنس: أن رسول الله ﷺ، أخذ على النساء حين بايعهن، أن لا يَنحنَ. فقلن: يا رسول الله! إن نساء أسعَدننا فى الجاهلية، أفنُسعدهن؟
فقال رسول الله ﷺ:
«لا إسْعَادَ في الإسْلام» (٣).
(صحيح) - المشكاة ٢٩٤٧.


(١) الذي أمرك به صلى الله عليه وآله وسلم، ولا أنت أرحته من العناء بسكوتك.
(٢) هذا الوصف للحديث من عمل الإمام النسائي، الهندية ٣٠٠.
(٣) إن لفظة (الاسعاد) وردت في حديث أخرجه الحاكم في مستدركه (٤/ ٣٩٥) ولفظه:
«رأيت غنمًا كثيرة سوداء، دخلت فيها غنم كثيرة بيض».
قالوا: فما أولته يا رسول الله؟ قال: =

١٧٤٩ - عن عمر قال: سمعت رسول الله ﷺ، يقول:
«المَيِّتُ يُعَذَّبُ في قَبْرِهِ، بالنِّيَاحَةِ عَلَيْهِ».
(صحيح): ق - مضى ١٥.

١٧٥٠ - عن ابن عمر، قال: قال رسول الله ﷺ:
«إنَّ المَيِّتَ لَيُعَذَّبُ ببُكَاء أَهْلِهِ عَلَيْهِ». فذكر ذلك لعائشة فقالت: وَهِلَ (١)، إنما مر النبي ﷺ، على قبر، فقال:
«إنَّ صَاحِبَ القَبْرِ لَيُعَذَّبُ، وَإنَّ أهلَهُ يَبْكُونَ عَلَيْه» ثم قرأتْ ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ (٢).
(صحيح) - التعليق على الآيات البينات ص ٢٩: ق.

١٧٥١ - (٣) عن عائشة وذُكر لها: أن عبد الله بن عمر يقول: «إن الميت ليعذب ببكاء الحي عليه» قالت عائشة: يغفر الله لأبي عبد الرحمن، أما إنه لم يكذب، ولكن


= «العجم يشركونكم في دينكم وأنسابكم».
قالوا: العجم يا رسول الله؟ قال:
«لو كان الإيمان معلقًا بالثريا لناله رجال من العجم، وأسعدهم به الناس».
ومعنى الإِسعاد، كما تلفظ به صلى الله عليه وآله وسلم، وكما دوّنه الحاكم في روايته (التي حسّنها أستاذنا الشيخ ناصر الدين الألباني - حفظه الله - في سلسلة الأحاديث الصحيحة ٣/ ١٥):
و(المساعدة) على نيل الإيمان - وغير الإِيمان والعلم - تكون من الناس للعجم ولغير العجم، وفي أمور الدنيا وحتى لو كانوا أفرادًا فالناس للناس.
والإِسعاد غير (السعادة) والسعادة لا تكون من الناس، بل هي نعمة من الله سبحانه يسبغها على من شاء من عباده.
والإسعاد المقصود هنا هو: المشاركة في البكاء على الميت.
وهذا المعنى ورد في «البخاري» و«مسلم» و«مسند أحمد» و«الترمذي» و«ابن ماجه» وغيرها من كتب السنة. وهو في كتب الأدب والشعر أكثر.
(١) الوَهِل: الذي غلط، أو نسي، ويفسر ذلك الحديثان بعده.
(٢) سورة الانعام (٦)، الآية ١٦٤.
(٣) انظر «الإجابة لا يراد ما استدركته عائشة على الصحابة» للإمام الزركشي. تحقيق أستاذنا سعيد الأفغاني طبع المكتب الإسلامي الصفحة ٩١ وهو كتاب نافع جدًا. يدل على فضل المؤلف والمحقق وعلى علم أم المؤمنين عائشة بنت الصديق رضي الله عنهما.

نسي أو أخطأ، إنما مر رسول الله ﷺ على يهودية يُبكى عليها فقال:
«إنَّهُمْ لَيَبْكُونَ عَلَيْهَا، وَإنَّهَا لَتُعَذَّبُ».
(صحيح): ق.

١٧٥٢ - عن عائشة قالت: إنما قال رسول الله ﷺ:
«إنَّ الله عز وجل، يزيدُ الكَافِرَ عَذَابًا، بِبَعْضِ بُكَاء أَهلِهِ عَلَيْهِ».
(صحيح): خ ١٢٨٨.

١٧٥٣ - عن ابن أبي مُلَيْكَةَ يقول: لما هَلكت أمُّ أَبَان، حَضرتُ مع الناس، فجلست بين عبد الله بن عمر، وابن عباس، فبكين النساء. فقال ابن عمر: ألا تَنهى هؤلاء عن البكاء؟ فإني سمعت رسول الله ﷺ يقول:
«إنَّ المَيِّتَ لَيُعَذبُ، ببَعْضِ بُكَاء أَهلِهِ عَلَيْهِ».
فقال ابن عباس: قد كَان عمر يقول: بعض ذلك. خرجت مع عمر، حتى إذا كنا بالبيداء، رأى رَكبًا تحت شجرة، فقال: انظر من الرَّكب؟ فذهبتُ، فإذا صُهيب وأهله، فرجعت إليه فقلت: يا أمير الؤمنين هذا صهيب وأهله، فقال: عليّ بصهيب. فلما دخلنا المدينة، أصيب عمر، فجلس صهيب يبكي عنده يقول:
وا أُخيَّاه، وا أُخَيَّاه.
فقال عمر: يا صهيب لا تبك، فإني سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إنَّ المَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبَعْضِ بُكَاء أَهلِهِ عَلَيْهِ».
قال: فذكرت ذلك لعائشة، فقالت: أما والله ما تحدثون هذا الحديث عن كاذبين مكذبين، ولكن السمع يخطئ، وإنَّ لكم في القرآن لا يشفيكم ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ (١) ولكن رسول الله ﷺ قال:
«إنَّ الله لَيَزيدُ الكَافِرَ عَذَابًا، ببُكَاء أَهلِهِ عَلَيْهِ».
(صحيح): خ ١٢٨٦ - ١٢٨٨.

(١٦) باب الرخصة في البكاء على الميت
(١٧) دعوى الجاهلية
١٧٥٤ - عن عبد الله قال: قال رسول الله ﷺ:
«لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الخُدُودَ، وَشَقَّ الجُيُوبَ، وَدَعَا بِدُعَاء الجَاهِلِيَّة».


(١) سورة النجم (٥٣)، الآية ٣٨.

واللفظ لعلي. وقال الحسن: «بِدَعْوَى» (١).
(صحيح) - ابن ماجه ١٥٨٤: ق.

(١٨) السلق
١٧٥٥ - عن صفوان بن مُحرز قال: أُغمي على أبي موسى، فبكوا عليه، فقال: أبرأ إليكم كما برئ إلينا رسول الله ﷺ:
«لَيْسَ مِنَّا مَنْ حَلَقَ، وَلا خَرَقَ، وَلا سَلَقَ» (٢).
(صحيح) - ابن ماجه ١٥٨٦: ق.

(١٩) ضرب الخدود
١٧٥٦ - عن عبد الله: أن النبي ﷺ قال:
«لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الخُدُودَ، وَشَقَّ الجُيُوبَ، وَدَعَا بِدَعْوَى الجَاهِلِيَّة».
(صحيح): ق - مضى قريبًا (١٧٥٤).

(٢٠) الحلق
١٧٥٧ - عن عبد الرحمن بن يزيد، وأبي بُرْدة قالا: لما ثَقل أبو موسى، أقبَلت امرأته تصيح. قالا: فأفاق، فقال: ألم أخبرك أني بريء ممن برئء منه رسول الله ﷺ.
قالا: وكان يحدثها: أن رسول الله ﷺ قال:
«أَنَا بَريء مِمَّنْ حَلَقَ، وَخَرَقَ، وَسَلَقَ».
(صحيح): ق - مضى قريبًا (١٧٥٥).

(٢١) باب شق الجيوب
١٧٥٨ - عن عبد الله عن النبي ﷺ، قال:
«لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الْخُدُودَ، وَشَقَّ الْجُيُوبَ، وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ».
(صحيح) - ق، مضى ١٩ (١٧٥٤).

١٧٥٩ - عن أبي موسى - أنه أغمي عليه، فبكت أم ولد له، فلما أفاق - قال لها:


(١) هو علي بن خشرم. والثاني الحسن بن إسماعيل، شيخا النسائي. والذي في ابن ماجه: «دعوى».
(٢) في «صحيح ابن ماجه» ١/ ٢٦٤ طبع مكتب التربية، التصريح بأنها من قول النبي ﷺ، وانظر الحديث الآتي ١٨٦٣، والحلق: للشعر. والخرق: للثوب. والسلق: رفع الصوت عند المصيبة.

أما بلغك ما قال رسول الله ﷺ. فسألناها فقالت: قال:
«لَيْسَ مِنَّا مَنْ سَلَقَ، وَحَلَق، وَخَرَقَ».
(صحيح) - بما تقدم.

١٧٦٠ - عن أبي موسى قال: قال رسول الله ﷺ:
«لَيْسَ مِنَّا مَنْ حَلَقَ، وَسَلَقَ، وَخَرَقَ».
(صحيح أيضًا).

١٧٦١ - عن القَرْثَعِ قال: لما ثَقُل أبو موسى، صاحت امرأته، فقال: أما علمتِ ما قال رسول الله ﷺ؟ قالت: بلى! ثم سكتت. فقيل لها بعد ذلك: أي شيء قال رسول الله ﷺ؟ قالت: إن رسول الله ﷺ.
«لعَنَ مَنْ حَلَقَ، أَوْ سَلَقَ، أوْ خَرَقَ».
(صحيح الإسناد).

(٢٢) باب الأمر بالاحتساب والصبر عند نزول المصيبة
١٧٦٢ - عن أسامة بن زيد قال: أرسلت بنتُ النبي ﷺ اليه: أنَّ ابنًا لي قُبض فأتنا. فأرسل يقرأ السلام، ويقول:
«إنَّ لله مَا أَخَذَ، وَلَهُ مَا أَعْطَى، وَكُلُّ شَيْء عِنْدَ الله بِأَجَلٍ مُسَمّى، فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ». فأرسلت إليه تُقسمُ عليه ليأتينَّها، فقام ومعه سعد بن عُبادة، ومُعاذ بن جَبل، وأُبي بن كعب، وزيد بن ثابت، ورجال. فرفع إلى رسول الله ﷺ الصَّبي، ونَفْسُهُ تَقَعقَع (١)، ففاضت عيناه. فقال سعد: يا رسول الله ما هذا؟ قال:
«هذَا رَحْمَةٌ يَجْعَلُهَا الله في قُلُوبِ عِبَادِهِ، وَإنَّمَا ترْحَمُ الله مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاء».
(صحيح) - ابن ماجه ١٥٨٨: ق.

١٧٦٣ - عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ:
«الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى».
(صحيح) - ابن ماجه ١٥٩٦: ق [صحيح الجامع ٣٨٥٦ وأحكام الجنائز ٢٣].

١٧٦٤ - عن قُرَّة بن إياس رضي الله عنه: أن رجلًا أتى النبي ﷺ


(١) القعقعة: صوت يشبه الحشرجة، وأصله صوت الشن (القربة اليابسة).

ومعه ابن له، فقال له:
«أَتُحِبُّهُ؟» فقال: أحبك الله كما أُحبه، فمات ففقده، فسأل عنه فقال:
«مَا يَسُرُّكَ أَنْ لَا تأتِيَ بَابًا مِنْ أَبْواب الْجَنَّةِ إلَّا وَجَدْتَهُ عِنْدَهُ، يَسْعَى يَفْتَحُ لَكَ».
(صحيح) - أحكام الجنائز ١٦٢، المشكاة ١٧٥٦، وسيأتي بأتم ص ١١٨ [١٩٧٤].

(٢٣) باب ثواب من صبر واحتسب
١٧٦٥ - عن عمرو بن شعيب: أنه كتب إلى عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، يعزيه بابن له هلك. وذكر في كتابه: أنه سمع أباه يحدث عن جده، عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله ﷺ:
«إنَّ الله لَا يَرْضَى لِعَبْدِهِ الْمُؤمِنِ إذَا ذَهَبَ بصَفِيِّهِ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ، فَصَبَرَ وَاحْتَسَبَ، وَقَالَ مَا أُمِرَ بِهِ، بِثَوَابٍ دُونَ الْجَنَّةِ».
(حسن) - الأحكام ٢٣ [صحيح الجامع الصغير ١٨٥١].

(٢٤) باب ثواب من احتسب ثلاثة من صلبه
١٧٦٦ - عن أنس أن رسول الله ﷺ قال:
«مَن احْتَسَبَ ثَلَاثَةً مِنْ صُلْبهِ، دَخَلَ الْجَنَّةَ». فقامت امرأة فقالت: أو اثنان، قال: «أو اثْنَانِ» قالت المرأة: ياَ ليتني قلت واحدًا.
(صحيح) - الصحيحة ٢٣٠٢، التعليق الرغيب ٣/ ٨٩.

(٢٥) باب مَنْ يُتوفى لهُ ثَلاثة
١٧٦٧ - عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ:
«مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُتَوَفَّى لَهُ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ، لَمْ يَبْلُغُوا الحِنْثَ، إلَّا أَدْخَلَهُ الله الْجَنَّةَ، بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إيَّاهُمْ».
(صحيح) - ابن ماجه ١٦٠٥: ق.

١٧٦٨ - عن صَعصَعة بن معاوية قال: لقيتُ أبا ذَرٍّ، قلت: حدِّثني، قال: نعم!
قال رسول الله ﷺ:
«مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ بَيْنَهُمَا ثَلَاثَةُ أَوْلَادٍ، لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ، إلَّا غَفَرَ الله لَهُمَا بفَضْلِ رَحْمَتِهِ إيَّاهُمْ».
(صحيح) - التعليق الرغيب ٣/ ٨٩، الصحيحة ٢٢٦٠ [صحيح الجامع ٥٧٧٦].

١٧٦٩ - عن أبي هريرة: أن رسول الله ﷺ قال:
«لا يَمُوتُ لأحَدٍ مِنَ المُسْلِمِينَ، ثَلاثَةٌ مِنَ الوَلَدِ، فَتَمَسُّهُ النَّارُ، إلَّا تَحلَّةَ القَسَم».
(صحيح) - ابن ماجه ١٦٠٣: ق.

١٧٧٠ - عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال:
«مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ بَيْنَهُمَا ثَلَاثَةُ أَوْلَادٍ، لَمْ يَبْلُغُوا الحِنْثَ، إلَّا أدْخَلَهُمَا الله بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إيَّاهُمُ الْجَنَّةَ» قال:
«يُقَالُ لَهُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ، فَيَقُولُونَ: حَتَّى يَدْخُلَ آبَاؤنَا، فَيُقَالُ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَآبَاؤكُمْ».
(صحيح) - المصدر نفسه [صحيح الجامع ٥٧٨٠].

(٢٦) باب من قدم ثلاثة
١٧٧١ - عن أبي هريرة قال: جاءت امرأة إلى رسول الله ﷺ بابن لها يشتكي،
فقالت: يا رسول الله أخاف عليه، وقد قدمت ثلاثة، فقال رسول الله صلَّى الله عليه
وسلَّم:
«لَقَدِ احْتَظَرْتِ بِحِظَارٍ شَدِيدٍ مِنَ النَّارِ».
(صحيح) - م ٨/ ٤٠.

(٢٧) باب النعي
١٧٧٢ - عن أنس أن رسول الله ﷺ: نعى زيدًا، وجعفرًا (١)، قبل أن يجيء خبرهم، فَنعاهُم وعَيناهُ تَذرِفَان.
(صحيح) - الأحكام ٣٢: ج.

١٧٧٣ - عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ: نعى لهما النجاشي - صاحب الحبشة اليوم الذي مات فيه - وقال:
«اسْتَغْفِرُوا لأَخِيكُمْ».
(صحيح) - الأحكام ٣٢ و٨٩: ق.


(١) لم يذكر هنا عبد الله بن رواحة وكان معهما كما في البخاري (فتح الباري) ٣/ ٣٥٩.

(٢٨) باب غسل الميت بالماء والسِّدر
١٧٧٤ - عن أم عطية الأنصارية قالت: دخل علينا رسول الله ﷺ، حين توفيت ابنته، فقال:
«اغْسِلْنَهَا ثَلاثًا، أوْ خَمْسًا، أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذلِكِ، إنْ رَأَيْتُنَّ ذلِكِ، بِمَاء وَسِدْرٍ، وَاجْعَلْنَ في الآخِرَةِ كَافُورًا، أوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورِ، فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فآذِنَّنِي».
فلما فرغنا آذنَّاه، فأعطانا حِقْوَهُ (١) وقال: «أَشْعِرْنَهَا إيَّاهُ».
(صحيح) - ابن ماجه ١٤٥٨: ق.

(٢٩) باب غسل الميت بالحميم
(٣٠) باب نقض رأس الميت
١٧٧٥ - عن أم عطية: أنَّهُنَّ جعلن رأسَ ابنة النبي ﷺ ثلاثة قُرُون.
قلت (٢): نقضنه وجعلنه ثلاثة قرون؟ قالت: نعم!.
(صحيح) - الأحكام ٤٨: ج.

(٣١) باب ميامن الميت ومواضع الوضوء منه
١٧٧٦ - عن أُم عطية: أنَّ رسول الله ﷺ قال في غُسْل ابنته:
«ابْدأنَ بِمَيَامِنِهَا، وَمَوَاضِعِ الْوُضُوء مِنْهَا».
(صحيح) - المصدر نفسه: ق.

(٣٢) باب غسل الميت وَترًا
١٧٧٧ - عن أم عطية قالت: ماتت إحدى بنات النبي ﷺ، فأرسل إلينا، فقال: «اغْسِلْنَهَا بِمَاء وَسِدْرٍ، واغْسِلْنَهَا وَتْرًا، ثَلاثًا أوْ خَمْسًا أوْ سَبْعًا، إنْ رَأَيْتُنَّ ذلك، واجعَلنَ في الآخِرَةِ شَيْئًا مِنْ كَافُور، فَإذَا فَرَغْتُنَّ فآذِنَّنِي».
فلما فرغنا آذناه، فألقى إلينا حِقوَه، وقال:
«أشْعِرْنَهَا إيَّاهُ» ومشطناها ثلاثة قرون وألقَينَاها من خَلفها.
(صحيح) - الأحكام أيضًا: م.


(١) هي معقد الإزار، وتطلق على الإِزار كله للمجاورة - كما هنا - والشعار: الثوب الذي يلي الجسد. والمتوفاة هي زينب بنت رسول الله ﷺ.
(٢) القائل: أيوب الراوي عن حفصة، أو عن محمد بن سيرين، كما سيأتي في الحديث ١٧٨٢ - والله أعلم -.

(٣٣) باب غسل الميت أكثر من خمس
١٧٧٨ - عن أم عطية قالت: دخل علينا رسول الله ﷺ، ونحن نغسل ابنته فقال:
«اغْسِلْنَهَا ثَلَاثًا، أَوْ خَمْسًا، أَوْ أَكْثرَ مِنْ ذلِكِ، إنْ رَأَيْتُنَّ ذلِكِ، بِمَاء وَسِدْرٍ، وَاجْعَلْنَ في الآخِرَةِ كَافُورًا - أوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ - فَإذَا فَرَغْتُنَّ فآذِنَّنِي» فلما فرغنا آذناه فألقى إلينا حقوه، وقال: «أَشْعِرْنَهَا إيَّاهُ».
(صحيح) - ابن ماجه ١٤٥٨: ق.

(٣٤) باب غسل الميت أكثر من سبعة
١٧٧٩ - عن أم عطية قالت: توفيت إحدى بنات النبي ﷺ، فأرسل إلينا فقال:
«اغْسِلْنَهَا ثَلَاثًا أَوْ خَمْسًا أوْ أَكْثَر مِنْ ذلِكَ، إنْ رَأيْتُنَّ، بِمَاء وَسِدْرٍ، وَاجْعَلْنَ في الآخِرَةِ كَافُورًا أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ فَإذَا فَرَغْتُنَّ فآذِنَّنِي» فلما فرغنا آذناه فألقى إلينا حقوه، وقال: «أَشْعِرْنَهَا إيَّاهُ».
(صحيح) - ق، انظر ما قبله.

١٧٨٠ - عن أم عطية نحوه، غير أنه قال:
«ثلاثًا، أو خمسًا، أو سبعًا أو أكثر من ذلك، إن رأيتن ذلك».
(صحيح) - خ، انظر ما قبله.

١٧٨١ - عن أم عطية قالت: توفيت ابنة لرسول الله ﷺ فأمرنا بغسلها فقال:
«اغْسِلْنَهَا ثَلَاثًا، أوْ خَمْسًا، أَوْ سَبْعًا، أَوْ أكْثَرَ مِنْ ذلِكِ إنْ رَأَيْتُنَّ» قالت: قلت: وترًا؟ قال: «نَعَمْ! واجْعَلْنَ في الآخِرَةِ كَافُورًا، - أو شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ - فَإذَا فَرَغْتُنَّ فآذِنَّنِي» فلما فرغنا آذناه، فأعطانا حقوه وقال: «أشْعِرْنَهَا إيَّاهُ».
(صحيح) - ق، انظر ما قبله.

(٣٥) باب الكافور في غسل الميت
١٧٨٢ - عن أم عطية قالت: أتانا رسول الله ﷺ، ونحن نغسل ابنته فقال:
«اغْسِلْنَهَا ثَلَاثًا، أو خَمْسًا، أوْ أَكْثَرَ، مِنْ ذلِك إنْ رَأيْتُنَّ ذلِكِ، بِمَاء وَسِدْرٍ، وَاجْعَلْنَ في الآخِرَةِ كَافُورًا، -أوْ شَيْئًا مِنْ كَافُور- فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فآذِنَّنِي» فلما فرغنا آذناه، فألقى إلينا حقوه وقال: «أَشْعِرْنَهَا إيَّاهُ».

قال: أو قالت حفصة: اغسلنها ثلاثًا، أو خمسًا، أو سبعًا.
قال (١): وقالت أم عطية: مشطناها ثلاثة قرون.
(صحيح) - ق، انظر ما قبله.

١٧٨٣ - عن أم عطية قالت: وجعلنا رأسها ثلاثة قرون.
(صحيح) - ق.

١٧٨٤ - عن أم عطية: وجعلنا رأسها ثلاثة قرون.
(صحيح) - ق.

(٣٦) باب الإشعار
١٧٨٥ - عن محمد بن سيرين قالت: كانت أم عطية، امرأة من الأنصار، قدمت تُبَادِرُ ابنًا لها، فلم تُدركه. حدثتنا قالت:
دخل النبي ﷺ، علينا، ونحن نغسل ابنته، فقال:
«اغْسِلْنَهَا ثَلَاثًا، أوْ خَمْسًا، أوْ أَكْثَرَ مِنْ ذلِك إنْ رَأَيْتُنَّ، بِمَاء وسِدْرٍ، وَاجْعَلْنَ في الآخِرَةِ كَافُورًا، - أَوْ شَيْئًا مِنْ كافُورٍ - فَإذَا فَرَغْتُنَّ فآذِنَّنِي».
فلما فرغنا ألقى إلينا حقوه وقال: «أشْعِرْنَهَا إيَّاهُ» ولم يزد على ذلك.
قال: لا أدري أي بناته؟ قال: قلت: ما قوله «أَشْعِرْنَهَا إيَّاهُ» أتُؤزَّرُ به؟ قال: لا أُرَاه، إلا أن يقول: الفُفنَها فيه (٢).
(صحيح) - ج.

١٧٨٦ - عن أم عطية قالت: توفي إحدى بنات النبي ﷺ فقال: «اغْسِلْنَهَا ثَلَاثًا، أَوْ خَمْسًا، أوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، إنْ رَآيْتُنَّ ذَلِكَ وَاغْسِلْنَهَا بالسِّدْر وَالمَاء، وَاجْعَلْنَ في آخِرِ ذلِك كَافُورًا،- أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ - فَإذَا فَرَغْتُنَّ فآذِنَّنِي».
قالت: فآذناه فألقى إلينا حقوه، فقال: «أَشْعِرنَهَا إِيَّاهُ».
(صحيح) - ق.

(٣٧) باب الأمر بتحسين الكفَن
١٧٨٧ - عن جابر خطب رسول الله ﷺ، فذكر رجلًا من أصحابه مات فقبر ليلًا، وكُفن في كَفَن غير طائل، فزجر رسول الله ﷺ، أن يقبر إنسان ليلًا، إلا أن يضطر إلى


(١) القائل هو محمد بن سيرين الراوي عن أم عطية.
(٢) في الهندية ٣٠٧ غلط صوب من المخطوطة.

ذلك، وقال رسول الله ﷺ:
«إذَا وَلِيَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ، فَلْيُحَسِّنْ كفْنَهُ» (١).
(صحيح) - ابن ماجه ١٤٧٤: م.

(٣٨) باب أي الكفن خير
١٧٨٨ - عن سمرة عن النبي ﷺ قال:
«الْبَسُوا مِنْ ثِيَابِكُمُ البَيَاضَ، فَإنَّهَا أَطْهَرُ وَأَطْيَبُ، وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ».
(صحيح) - ابن ماجه ١٤٧٢.

(٣٩) باب كفن النبي ﷺ
١٧٨٩ - عن عائشة قالت: كُفِّن النبي ﷺ في ثلاثة أثواب سُحوليَّة (٢) بيض.
(صحيح) - الأحكام ٦٣، الإرواء ٧٢٢: ق.

١٧٩٠ - عن عائشة أن رسول الله ﷺ: كفن في ثلاثة أثواب بيض سُحولية، ليس فيها قميص، ولا عمامة.
(صحيح) - ق، انظر ما قبله.

١٧٩١ - عن عائشة قالت كفن رسول الله ﷺ، في ثلاثة أثواب بيض يمانية كُرْسُفٍ، ليس فيها قيص ولا عمامة.
فذكر لعائشة قولهم: في ثوبين وبرد من حِبَرَةٍ.
فقالت: قد أُتي بالبُرْدِ، ولكنهم ردوه، ولم يكفنوه فيه.
(صحيح) - م، انظر ما قبله.

(٤٠) باب القميص في الكفن
١٧٩٢ - عن عبد الله بن عمر قال: لما مات عبد الله بن أُبي، جاء ابنه إلى النبي ﷺ فقال: اعطني قميصك حتى أُكفنه فيه، وصلِّ عليه، واستغفر له. فأعطاه قميصه ثم قال:
«إذَا فَرَغْتُمْ فآذِنُونِي أُصَلِّي عَلَيْهِ».


(١) وتحسينه: أن يكون سابغًا، نظيفًا، كثيفًا، لا مرتفع الثمن، والأبيض أولى، للحديث الآتي بعده.
(٢) بضم أولها، نسبة إلى (سحول) قرية يمنية. وقيل بالفتح إذا أريد نسبتها إلى (القصار) الذي في ويكسبها نصاعة البياض بسحلها. وقول عائشة في الحديث بعده (كرسف) أي: أنها من قطن.

فجذبه عمر وقال: قد نهاك الله أن تصلي على المنافقين، فقال: «أَنا بَيْنَ خِيرَتَيْنِ» قال: ﴿اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ﴾ (١). فصلى عليه فأنزل الله تعالى ﴿وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ﴾ (٢) فترك الصلاة عليهم.
(صحيح) - الأحكام ٩٣ - ٩٥: ق.

١٧٩٣ - عن جابر قال: أتى النبي ﷺ قبر عبد الله بن أُبي، وقد وضع في حفرته، فوقف عليه فأمر به فأُخرجَ له، فوضعه على ركبتيه، وألبسه قيصه، ونَفَث عليه من رِيقِه، - والله تعالى أعلم -.
(صحيح) - الأحكام ١٦٠: ق.

١٧٩٤ - (٣) عن جابر قال: وكان العباس بالمدينة، فَطَلبَتِ الأنصار، ثوبًا يكسونه، فلم يجدوا قميصًا يصلح عليه، إلا قميص عبد الله بن أُبي، فكسوه إياه.
(صحيح) - المصدر نفسه: ج.

١٧٩٥ - عن خَبَّاب قال: هاجرنا مع رسول الله ﷺ نبتغي وجه الله تعالى، فوجب أجرنا على الله، فمنا من مات لم يأكل من أجره شيئًا منهم: مصعب بن عمير، قتل يوم أُحد، فلم نجد شيئًا نكفنه فيه إلا نمرة، كنا إذا غطينا رأسه خرجت رجلاه، وإذا غطينا بها رجليه خرجت رأسه، فأمرنا رسول الله ﷺ: أن نغطي بها رأسه، ونجعل على رجليه إذْخِرًا. ومنا من أينَعت له ثمَرته فهو يَهْدِبُها (٤).
(صحيح) - الأحكام ٥٧: ق.


(١) سورة التوبة (٩)، الآية ٨٠.
(٢) سورة التوبة (٩)، الآية ٨٤.
(٣) لا علاقة مباشرة هنا في الكفن. إلا أنه ﷺ أراد مكافأة عبد الله بن أُبي، بإلباسه القميص، بدلًا من القميص الذي كساه لعمه العباس. وكان من خُلق النبيّ ﷺ: مقابلة الإحسان بالإحسان والإكرام، حتى مع الكفار والمنافقين! ألهمنا الله التخلق بأخلاقه صلى الله عليه وآله وسلم.
ونقل شيخنا في «أحكام الجنائز» ٩٤ - كلام الحافظ ابن حجر في (فتح الباري) ٨/ ٢٧٠ وفيه: «إنما جزم عمر: أنه منافق جريًا على ما كان يطلع عليه من أحواله، وإنما لم يأخذ النبي ﷺ بقوله، وصلى عليه، إجراء له على ظاهر حكم الإسلام، واستصحابًا لظاهر الحكم، ولا فيه من إكرام ولده، الذي تحققت صلاحيته، ومصلحة الاستئلاف لقوله، ودفع المفسدة .. إلى أن قال:
»لا يتحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه" .. الخ.
(٤) أي نضجت وهو يجتنيها.

(٤١) باب كيف يكفن المحرم إذا مات
١٧٩٦ - عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ:
«أَغْسِلُوا الْمُحْرِمَ في ثَوْبَيْهِ اللَّذَيْنِ أَحْرَمَ فِيهمَا، وَاغْسِلُوهُ بمَاء وَسِدْر، وَكَفِّنُوهُ في ثَوْبَيْهِ وَلَا تُمِسُّوهُ بطِيب، وَلَا تُخَمِّرُوا رَأسَهُ، فَإنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُحْرِمًا».
(صحيح) - الأحكام ١٢ - ١٣: ق.

(٤٢) باب المسك
١٧٩٧ - عن أبي سعيد قال: قال رسول الله ﷺ:
«أَطْيَبُ الطِّيبِ الْمسْكُ».
(صحيح) - م ٧/ ٤٧ [صحيح الجامع ١٠٣٢].

١٧٩٨ - عن أبي سعيد قال: قال رسول الله ﷺ:
«مِنْ خَيْرِ طِيبِكُمُ الْمِسْكُ».
(صحيح الإسناد).

(٤٣) باب الإذن بالجنازة
١٧٩٩ - عن أبي أمامة بن سهل بن حُنيف، أنه أخبره أن مِسكينَة مرضت، فأخبر رسول الله ﷺ بمرضها - وكان رسول الله ﷺ يعود المساكين، ويسأل عنهم - فقال رسول الله ﷺ:
«إذَا مَاتَتْ فآذِنُونِي».
فأُخرج بجنازتها ليلًا، وكرهوا أن يوقظوا رسول الله ﷺ، فلما أصبح رسول الله ﷺ، أخبر بالذي كان منها، فقال:
«ألَمْ آمُرْكُمْ أَنْ تُؤذِنُونِي بِهَا؟» قالوا: يا رسول الله كرهنا أن نوقظك ليلًا، فخرج رسول الله ﷺ، حتى صف بالناس على قبرها، وكبر أربع تكبيرات.
(صحيح) - الأحكام ٨٩.

(٤٤) باب السرعة بالجنازة
١٨٠٠ - عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول:
"إِذَا وُضِعَ الرَّجُلُ الصَّالِحُ عَلَى سَرِيرِه، قَالَ: قَدِّمُونِي قَدِّمُونِي. وَإذَا وُضِعَ الرَّجُلُ

- يَعْنِي السُّوء - عَلَى سَرِيره قَالَ: يا وَيْلي أَيْنَ تَذْهَبُونَ بِي».
(صحيح) - الأحكام ٧٢.

١٨٠١ - عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ﷺ:
«إذَا وُضِعَتِ الجَنَازَةُ فَاحْتَمَلَهَا الرِّجَالُ عَلَى أعْنَاقِهِمْ، فَإنْ كَانَتْ صَالِحةً قَالَتْ: قَدِّمُوني قَدِّمُوني، وَإنْ كَانَتْ غَيْرَ صَالِحَةٍ قَالَتْ: يَا وَيْلَهَا إلَى أَيْنَ تَذْهَبُونَ بِهَا، يَسْمَعُ صَوْتَهَا كُلُّ شَيْء إلَّا الإنْسَانَ، وَلَوْ سَمِعَهَا الإنْسَانُ لَصَعِقَ».
(صحيح) - المصدر نفسه ٧٢: ج.

١٨٠٢ - عن أبي هريرة يبلغ به النبي ﷺ قال:
«أسْرعُوا بالْجَنَازَةِ، فَإنْ تَكُ صَالِحَةً فَخَيْر تُقَدِّمُونَهَا إلَيْهِ، وإنْ تَكُ غَيْرَ ذلِكَ فَشَرٌّ تَضَعُونَهُ عَنْ رِقَاَبِكُمْ».
(صحيح) - ابن ماجه ١٤٧٧: ق [مختصر مسلم ٤٧٠ صحيح الجامع ٩٦٤].

١٨٠٣ - عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول:
«أسْرِعُوا بِالْجَنَازَةِ فَإِنْ كَانَتْ صَالِحَةً، قَدّمْتُمُوهَا إلَى الْخَيْرِ، وَإنْ كَانَتْ غَيْرَ ذلِكَ كَانَتْ شَرًّا تَضَعُونَهُ عَنْ رِقَابِكُمْ».
(صحيح) - ق، انظر ما قبله.

١٨٠٤ - عن عبد الرحمن بن جَوْشَن (١) قال: شهدت جنازة عبد الرحمن بن سمرة، وخرج زياد يمشي بين يدي السرير، فجعل رجال من أهل عبد الرحمن ومواليهم يستقبلون السرير، ويمشون على أعقابهم، ويقولون: رويدًا، رويدًا، بارك الله فيكم، فكانوا يدبون دبيبًا، حتى إذا كنا ببعض طريق المِربد، لحقنا أبو بَكَرة على بغلة، فلما رأى الذي يصنعون حمل عليهم ببغلته، وأهوى إليهم بالسوط. وقال: خلوا! فوالذي أكرم وجه أبي القاسم ﷺ، لقد رأيتنا مع رسول الله ﷺ، وإنا لنكاد نرمُلُ بها رملًا، فانبسط القوم.
(صحيح) - الأحكام ٧٢.


(١) في التجارية (يونس) وصححه الشيخ الألباني، وهو عبد الرحمن بن جوشن الغطفاني البصري. وفي الهندية ٣٠٩ كذلك (يونس) وهذا يؤكد ما سبق وأشرت إليه بأن الهندية هي أصل التجارية.

١٨٠٥ - عن أبي بكرة: قال: لقد رأيتنا مع رسول الله ﷺ وإنا لنكاد نرمل بها رملًا.
(صحيح) - انظر ما قبله.

١٨٠٦ - عن أبي سعيد: أن رسول الله ﷺ قال:
«إذَا مَرَّتْ بِكُمْ جَنَازَة فَقُومُوا، فَمَنْ تَبِعَهَا فَلَا يَقْعُدْ، حَتَى تُوضَعَ».
(صحيح) - ق.

(٤٥) باب الأمر بالقيام للجنازة
١٨٠٧ - عن عامر بن ربيعة، عن النبي ﷺ، قال:
«إذَا رَأى أَحَدُكُمُ الْجَنَازَةَ، فَلَمْ يَكُنْ مَاشِيًا مَعَهَا فَلْيقُمْ، حَتَى تُخَلِّفَهُ أَوْ تُوضَعَ مِنْ قَبْلِ أن تُخَلِّفَهُ».
(صحيح) - ق.

١٨٠٨ - عن عامر بن ربيعة العدوي عن رسول الله ﷺ قال:
«إذَا رَأيْتُمُ الْجَنَازَةَ فَقُومُوا، حَتَى تُخَلِّفَكُمْ أَوْ تُوضَعَ».
(صحيح) - ق [صحيح الجامع ٥٦٦].

١٨٠٩ - عن أبي سعيد قال: قال رسول الله ﷺ:
«إذَا رَأَيْتُمُ الْجَنَازَةَ فَقُومُوا، فَمَنْ تَبِعَهَا فَلَا يَقْعُدْ حَتَّى تُوضَعَ».
(صحيح) - ق.

١٨١٠ - عن أبي هريرة، وأبي سعيد قالا: ما رأينا رسول الله ﷺ شهد جنازة قط، فجلس حتى توضع.
(حسن الإسناد).

١٨١١ - عن أبي سعيد: أن رسول الله ﷺ: مروا عليه بجنازة فقام.
وقال عمرو (١): إن رسول الله ﷺ، مرت به جنازة فقام.
(صحيح الإسناد).


(١) هو عمرو بن علي أحد شيخي النسائي في هذا الحديث، والراوي الثاني هو إبراهيم بن يعقوب فيكون هذا اللفظ منسوبًا إلى أبي سعيد الخدري من طريق عمرو.

١٨١٢ - عن يزيد بن ثابت: أنهم كانوا جلوسًا مع النبي ﷺ، فَطَلعَت جَنازة، فقام رسول الله، وقام من معه، فلم يزالوا قيامًا حتى نفَذَت.
(صحيح الإسناد).

(٤٦) باب القيام لجنازة أهل الشرك
١٨١٣ - عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى قال: كان سَهل بْنُ حُنَيفٍ، وقيسُ بن سَعد بن عبادة، بالقادسية فَمُر عليهما بجنازة، فقاما، فقيل لهما: إنها من أهل الأرض (١).
فقالا: مر على رسول الله بجنازة فقام، فقيل له: إنه يهودي. فقال:
«أَلَيْسَتْ نَفْسًا».
(صحيح) - خ ١٣١٢ - ١٣١٣ م ٣/ ٥٨.

١٨١٤ - عن جابر بن عبد الله قال: مرت بنا جنازة، فقام رسول الله، وقمنا معه، فقلت: يا رسول الله إنما هي جنازة يهودية. فقال:
«إنَّ لِلْمَوْتِ فَزَعًا، فَإذَا رَأَيْتُمُ الْجَنَازَةَ فَقُومُوا».
(صحيح) - الصحيحة ٢٠١٧: م وهو وما في معناه منسوخ بالأحاديث الآتية.
[قال أبو عبد الرحمن]: اللفظ لخالد.

(٤٧) باب الرخصة في ترك القيام
١٨١٥ - عن أبي مَعْمَرَ قال: كنا عند علي، فمرت به جنازة، فقاموا لها، فقال علي: ما هذا؟ قالوا: أمرُ أبي موسى. فقال: إنما قام رسول الله ﷺ لجنازة يهودية، ولم يعد بعد ذلك.
(صحيح) - م نحوه، ويأتي لفظه ٧٨ [١٨٩٠ - ١٨٩١].

١٨١٦ - عن محمد: أن جنازة مرت بالحسن بن علي، وابن عباس، فقام الحسن، ولم يقم ابن عباس، فقال الحسن: أليس قد قام رسول الله ﷺ لجنازة يهودي؟
قال ابن عباس: نعم! ثم جلس.
(صحيح الإسناد).


(١) هم الذين تركهم المسلمون في أرضهم لعمارتها ودفع الخراج عند الفتح، ولم يدخلوا في الإسلام، وكانت ديانتهم - الغالبة - المجوسية.

١٨١٧ - عن ابن سيرين قال: مُر بجنازة على الحسن بن علي، وابن عباس، فقام الحسن، ولم يقم ابن عباس، فقال الحسن لابن عباس: أما قام لها رسول الله ﷺ؟ قال ابن عباس: قام لها، ثم قعد.
(صحيح الإسناد).

١٨١٨ - عن ابن عباس، والحسن بن علي، مرت بهما جنازة فقام أحدهما، وقعد الآخر، فقال الذي قام: أما والله لقد علمت: أن رسول الله ﷺ، قد قام، قال له الذي جلس: لقد علمت أن رسول الله ﷺ، قد جلس.
(صحيح الإسناد).

١٨١٩ - عن الحسن بن علي: أنه كان جالسًا فمُر عليه بجنازة، فقام الناس حتى جاوزت الجنازة، فقال الحسن: إنما مُر بجنازة يهودي، وكان رسول الله ﷺ على طريقها جالسًا، فكره أن تعلو رأسه جنازة يهودي فقام.
(صحيح) - المشكاة ١٦٨٤، لكن لا يظهر أنّه في حكم المرفوع.

١٨٢٠ - عن جابر يقول: قام النبيّ ﷺ لجنازة يهودي، مرت به، حتى توارت.
(صحيح الإسناد).
وعن جابر رضي الله عنه قال: قام النبي ﷺ، وأصحابه لجنازة يهودي، حتى توارت.
(صحيح أيضًا).

١٨٢١ - عن أنس: أن جنازة مرت برسول الله ﷺ، فقام، فقيل: إنها جنازة يهودي. فقال:
«إنَّمَا قُمْنَا لِلْمَلَائكَةِ».
(صحيح الإسناد).

(٤٨) باب استراحة المؤمن بالموت
١٨٢٢ - عن أبي قتادة بن ربعي: أنه كان يحدث: أن رسول الله ﷺ، مر عليه بجنازة فقال:
«مُسْتَرِيحٌ، وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ» فقالوا: ما المستريح وما المستراح منه؟ قال:
"الْعَبْدُ الْمُؤمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا، وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ

الْعِبَادُ وَالْبِلَادُ، وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابّ».
(صحيح) - الصحيحة ١٧١٠: ق [مختصر مسلم ٤٦٦].

(٤٩) باب الاستراحة من الكفار
١٨٢٣ - عن أبي قتادة قال: كنا جلوسًا عند رسول الله ﷺ، إذا طلعت جنازة فقال رسول الله ﷺ:
«مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ، الْمُؤمِنُ يَمُوتُ فَيَسْتَرِيحُ، مِنْ أَوْصَاب الدُّنْيَا وَنَصَبِهَا وَأَذَاهَا، وَالفَاجِرُ يَمُوتُ فَيَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ وَالْبِلَادُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ».
(صحيح) - ق، انظر ما قبله [صحيح الجامع الصغير وزيادته ٥٨٧٢].

(٥٠) باب الثناء
١٨٢٤ - عن أنس قال: مُر بجنازة فأُثْنِيَ عليها خيرًا فقال النبي ﷺ: «وَجَبَتْ» ومر بجنازة أخرى، فأثني عليها شرًا، فقال النبي ﷺ: «وَجَبَتْ» فقال عمر: فداك أبي وأمي، مر بجنازة فأثني عليها خيرًا فقلت: «وَجَبَتْ» ومر بجنازة فأثني عليها شرًا، فقلت: «وَجَبَتْ» فقال:
«مَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا، وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ الله في الأرْضِ».
(صحيح) - ابن ماجه ١٤٩١: ق.

١٨٢٥ - عن أبي هريرة قال: مروا بجنازة على النبيّ ﷺ، فأثنوا عليها خيرًا، فقال النبي ﷺ:
«وَجَبَتْ» ثم مروا بجنازة أخرى، فأثنوا عليها شرًا، فقال النبي ﷺ: «وَجَبَتْ» قالوا: يا رسول الله قولك الأولى والأخرى «وَجَبَتْ» فقال النبي ﷺ:
«المَلَائكَةُ شُهَدَاءُ الله في السَّمَاء، وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ الله في الأَرْضِ».
(صحيح) - المصدر نفسه ١٤٩٢.

١٨٢٦ - عن أبي الأسود الديلي (١) قال: أتيت المدينة، فجلست إلى عمر بن الخطاب، فَمُرَ بجنازة، فأثني على صاحبها خيرًا، فقال عمر: وجبت، ثم مر بأخرى، فأثني على


(١) هو التابعي المشهور، من بني الدّئل: وتهمز الياء وتسهل.

صاحبها خيرًا، فقال عمر: «وجبت» ثم مر بالثالث، فأثني على صاحبها شرًا، فقال عمر: «وجبت» فقلت:
وما وجبت يا أمير المؤمنين؟ قال: قلت كما قال رسول الله ﷺ: «أَيُّمَا مُسْلِمٍ شَهِدَ لَهُ أَرْبَعَةٌ، قَالُوا خَيْرًا، أَدْخَلَهُ الله الْجَنَّةَ» قلنا: أو ثلاثة؟ قال: «أَوْ ثَلَاثَة» قلنا: أو اثنان، قال: «أَوَ اثْنَانِ».
(صحيح) - الترمذي ١٠٧١: ج.

(٥١) باب النهي عن ذكر الهلكى إلا بخير
١٨٢٧ - عن عائشة قالت: ذُكِرَ عند النبيّ ﷺ هَالك بِسُوء، فقال:
«لَا تَذْكُرُوا هَلْكَاكُمْ إلَّا بِخَيْرٍ».
(صحيح) - الروض النضير ١/ ٤٣٧ [صحيح الجامع ٧٢٧١].

(٥٢) باب النهي عن سب الأموات
١٨٢٨ - عن عائشة قالت: قال رسول الله ﷺ:
«لا تَسُبُّوا الأَمْوَاتَ، فَإنَّهُمْ قَدْ أَفْضَوْا إلَى مَا قَدَّمُوا».
(صحيح) - التعليق الرغيب ٤/ ١٧٥ [صحيح الجامع الصغير ٧٣١١].

١٨٢٩ - عن أنس بن مالك يقول: قال رسول الله ﷺ:-
«يَتْبَعُ المَيِّتَ ثَلاثَةٌ، أهْلُهُ، وَمَالُهُ، وَعَمَلُهُ. فَيَرْجعُ اثْنَانِ، أَهْلُهُ، وَمَالُهُ. وَيَبْقَى وَاحدٌ عَمَلُهُ».
(صحيح) - ق [مختصر مسلم ٢٠٨٦ المشكاة ٥١٦٧].

١٨٣٠ - عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال:
«لِلْمُؤمِنِ عَلَى المُؤمِنِ ستُّ خِصَالٍ، يَعُودُهُ إذَا مَرِضَ، وَيَشْهَدُهُ، إذَا مَاتَ، وَيُجيبُهُ إذَا دَعَاهُ، وَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ إذَا لَقِيَهُ، وَيُشَمِّتُهُ إذَا عَطَسَ، وَيَنْصَحُ لَهُ إذَا غَابَ، أَوْ شَهِدَ».
(صحيح) - الترمذي ٢٨٩٣، م نحوه.

(٥٣) باب الأمر باتباع الجنائز
١٨٣١ - عن البراء بن عازب قال: أمرنا رسول الله ﷺ، بسبع، ونهانا عن سبع؛ أمرنا بعيادة المريض، وتشميت العاطس، وإبرار القسم، ونصرة المظلوم، وإفشاء السلام، وإجابة الداعي، واتباع الجنائز.

ونهانا عن خواتيم الذهب، وعن آنية الفضة، وعن الميَاثر، والقَسِّية، والاستَبرق، والحرير، والدِّيباج.
(صحيح) - الإرواء ١٨٥: ق.

(٥٤) باب فضل من يتبع جنازة
١٨٣٢ - عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله ﷺ:
«مَنْ تَبعَ جَنَازَة حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ قِيرَاطٌ، وَمَنْ مَشَى مَعَ الجَنَازَةِ حَتَّى تُدْفَنَ كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ قِيرَاطَانِ، وَالقِيراطُ مِثْلُ أُحُدٍ».
(صحيح) - الأحكام ٦٨.

١٨٣٣ - عن عبد الله بن المُغفَّل قال: قال رسول الله ﷺ:
«مَنْ تَبعَ جَنَازَة حَتَى يُفْرَغَ مِنْهَا، فَلَهُ قِيرَاطَانِ، فَإنْ رَجَعَ قبْلَ أن يُفْرَغَ مِنْهَا، فَلَهُ قِيرَاطٌ».
(صحيح) - المصدر نفسه.

(٥٥) مكان الراكب من الجنازة
١٨٣٤ - عن المغيرة بن شعبة قال: قال رسول الله ﷺ:
«الرَّاكِبُ خَلْفَ الجَنَازَةِ، وَالمَاشِي حَيْثُ شَاء مِنْهَا، وَالطِّفْلُ يُصَلَّى عَلَيْهِ».
(صحيح) - ابن ماجه ١٤٨١ - [وسيأتي ١٨٤٠].

(٥٦) باب مكان الماشي من الجنازة
١٨٣٥ - عن المغيرة بن شعبة قال: قال رسول الله ﷺ:
«الرَّاكِبُ خَلْفَ الجَنَازَةِ، وَالمَاشِي حَيْثُ شَاء مِنْهَا، وَالطِّفْلُ يُصَلَّى عَلَيْهِ».
(صحيح) - انظر ما قبله.

١٨٣٦ - (١) عن ابن عمر، أنه رأى: رسول الله ﷺ، وأبا بكر، وعمر رضي الله عنهما، يمشون أمام الجنازة.

١٨٣٧ - عن ابن عمر، أنه رأى: النبي ﷺ، وأبا بكر، وعمر، وعثمان يمشون بين يدي الجنازة.
(صحيح) - ابن ماجه ١٤٨٢ و١٤٨٣.


(١) سكت عنه فضيلة الشيخ ورجال سنده يصحح عادة حديثهم. وانظر الحديث الذي بعده.

(٥٧) باب الأمر بالصلاة على الميت
١٨٣٨ - عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله ﷺ:
«إنَّ أَخَاكمْ قَدْ مَاتَ، فَقومُوا فَصَلُّوا عَلَيْهِ».
(صحيح) - ابن ماجه ١٥٣٥: م.

(٥٨) باب الصلاة على الصبيان
١٨٣٩ - عن أم المؤمنين عائشة، قالت: أُتي رسول الله ﷺ، بصبي من صبيان الأنصار، فصلى عليه.
قالت عائشة: فقلت: طوبى لهذا، عصفور من عصافير الجنة، لم يعمل سوءًا، ولم يدركه، قال:
«أوَ غَيْرُ ذلِكَ يَا عَائشَة، خَلَقَ الله عز وجل الجَنَّةَ وَخَلَقَ لَهَا أهْلًا، وَخَلَقَهُمْ في أصْلابِ آبَائِهِمْ، وَخَلَقَ النَّارَ وَخَلَقَ لَهَا أَهْلًا، وَخَلَقَهُمْ في أصْلابِ آبَائِهِمْ».
(صحيح) - ابن ماجه ٨٢: م.

(٥٩) باب الصلاة على الأطفال
١٨٤٠ - عن المغيرة بن شعبة، أنه ذكر: أن رسول الله ﷺ قال:
«الرَّاكِبُ خَلْفَ الجَنَازَةِ، وَالمَاشِي حَيْث شَاء مِنْهَا، وَالطِّفْلُ يُصَلَّى عَلَيْهِ».
(صحيح) - مضى قريبًا ص ٥٦ [١٨٣٤].

(٦٠) باب أولاد المشركين
١٨٤١ - عن أبي هريرة قال: سئل رسول الله ﷺ، عن أولاد المشركين، فقال: «الله أعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ».
(صحيح): ق.

١٨٤٢ - عن أبي هريرة: أن النبي ﷺ، سئل عن أولاد المشركين فقال:
«الله أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ».
(صحيح): ق.

١٨٤٣ - عن ابن عباس قال: سئل رسول الله ﷺ عن أولاد المشركين فقال:
«خَلَقَهُمْ الله حِينَ خَلَقَهُمْ، وَهوَ يَعْلَمُ بمَا كَانُوا عَامِلينَ».
(صحيح الإسناد).

١٨٤٤ - عن ابن عباس قال: سئل النبي ﷺ، عن ذراري المشركين؟ فقال: «اللهُ أعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ».
(صحيح): ق.

(٦١) باب الصلاة على الشهداء
١٨٤٥ - عن شداد بن الهَاد: أن رجلًا من الأعراب، جاء إلى النبي ﷺ، فآمن به واتبعه، ثم قال: أهاجر معك، فأوصى به النبي ﷺ، بعض أصحابه، فلما كانت غزوة، غَنِمَ النبي ﷺ سَبْيًا، فقَسم، وقَسَم له، فأعطى أصحابه ما قسمَ له، وكان يرعى ظهرهم، فلما جاء دفعوه إليه، فقال: ما هذا؟ قالوا: قِسم قسمه لك النبي ﷺ، فأخذه فجاء به إلى النبي ﷺ فقال: ما هذا؟ قال:
«قَسَمْتُهُ لَكَ» قال: ما على هذا اتبعتك، ولكنى اتبعتك على أنْ أُرمى إلى هَهُنا، وأشار إلى حَلقه بسهم فأموت، فأدخل الجنة، فقال:
«إنْ تَصْدُقِ الله يَصْدُقْكَ» فلبثوا قليلًا، ثم نهضوا في قتال العدو، فأُتي به النبي ﷺ، يُحمل قد أصابه سهم حيث أشار، فقال النبي ﷺ:
«أهُوَ هُوَ؟» قالوا: نعم! قال:
«صَدَقَ اللهَ فَصَدَقَهُ» ثم كفنه النبي ﷺ، في جُبة النبي ﷺ، ثم قدمه فصلى عليه، فكان فيما ظهر من صلاته:
«اللَّهُمَّ هذَا عَبْدُكَ، خَرج مُهَاجرًا في سَبِيلكَ، فَقُتِلَ شَهِيدًا، أنَا شَهِيدٌ عَلَى ذلِكَ».
(صحيح) - الاحكام ٦١.

١٨٤٦ - عن عُقبة: أن رسول الله ﷺ، خرج يومًا، فصلى على أهل أُحد، صلاته على الميت، ثم انصرف إلى المنبر، فقال:
«إنِّي فَرَطٌ لَكُمْ، وَأَنَا شَهِيد عَلَيْكُمْ».
(صحيح) - الأحكام ٨٢ - ٨٣: ق.

(٦٢) باب ترك الصلاة عليهم
١٨٤٧ - عن جابر بن عبد الله: أن رسول الله ﷺ، كان يجمع بين الرجلين من قتلى أُحد في ثوب واحد، ثم يقول:
«أيُّهُمَا أَكْثَرُ أخْذًا لِلْقُرآنِ» فَإِذَا أشِيرَ إلَى أحَدِهِمَا، قَدَّمَهُ في اللَّحْدِ، قَالَ:

«أَنَا شَهِيدٌ عَلَى هَؤلاءِ» وأمر بدفنهم في دمائهم، ولم يُصل عليهم، ولم يُغَسَّلوا.
(صحيح) - ابن ماجه ١٥١٤: خ.

(٦٣) باب ترك الصلاة على المرجوم
١٨٤٨ - عن جابر بن عبد الله: أن رجلًا من أسْلَم، جاء إلى النبيّ ﷺ، فاعترف بالزنا، فأعرض عنه، ثم اعترف، فأعرض عنه، ثم اعترف، فأعرض عنه، حتى شهد على نفسه أربع مرات، فقال النبي ﷺ:
«أَبِكَ جُنُون» قال: لا! قال: «أُحْصِنْتَ» قال: نعم، فأمر به النبيّ ﷺ، فَرُجم، فلما أذلقَتهُ الحجارة، فَرَّ فأُدرك فَرُجم فمات، فقال له النبي ﷺ: خَيْرًا، ولم يُصل عليه.
(صحيح) - الترمذي ١٤٦٦: ق.

(٦٤) باب الصلاة على المرجوم
١٨٤٩ - عن عمران بن حصين: أن امرأة من جُهَينة، أتت رسول الله ﷺ، فقالت: إني زَنيت، وهي حُبلى، فدفعها إلى وليها، فقال:
«أَحْسِنْ إلَيْهَا، فَإذَا وَضَعَتْ فَائتِنِي بِهَا» فلما وضعت جاء بها، فأمر بها فشُكت (١) عليها ثيابها، ثم رجمها، ثم صلَّى عليها.
فقال له عمر: أتصلي عليها وقد زنت؟ فقال:
«لَقَدْ تَابَتْ توْبَةً لَوْ قُسِمَتْ بَيْنَ سَبْعِينَ مِنْ أَهلِ المَدِينَةِ لَوَسعَتْهُمْ، وَهَلْ وَجَدْتَ تَوْبَةً أَفْضَلَ مِنْ أن جَادَتْ بِنَفْسِهَا لله عز وجل».
(صحيح) - الأحكام ٨٣: م.

(٦٥) باب الصلاة على من يحيف في وصيته
١٨٥٠ - عن عمران بن حصين، أن رجلًا أعتق ستة مملوكين له، عند موته، ولم يكن له مال غيرهم، فبلغ ذلك النبيّ ﷺ، فغضب من ذلك، وقال:
«لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ لا أصَلِّيَ عَلَيْهِ».
ثم دعا مملوكيه فجزأهم ثلاثة أجزاء، ثم أقرع بينهم، فأعتق اثنين، وأرق أربعة.
(صحيح) - الأحكام ٨: م.


(١) أي جمعت ولفت، لئلا تنكشف، والشك من معانيه الاتصال واللصوق.

(٦٦) باب الصلاة على من غل
(٦٧) باب الصلاة على من عليه دين
١٨٥١ - عن أبي قتادة: أن رسول الله ﷺ أتي برجل من الأنصار، ليصلي عليه، فقال النبي ﷺ:
«صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ، فَإِنَّ عَلَيْهِ دَيْنًا» قال أبو قتادة: هو عَليَّ. قال النبي ﷺ: «بالوَفَاء» قال: بالوفاء، فصلى عليه.
(صحيح) - الأحكام ٨٥.

١٨٥٢ - عن سلمة بن الأكوع قال: أتي النبيّ ﷺ بجنازة، فقالوا: يا نبي الله صلِّ عليها، قال:
«هَلْ ترَكَ عَلَيْهِ دَيْنًا» قالوا: نعم، قال: «هَلْ تَرَكَ مِنْ شَيْء؟» قالوا: لا، قال: «صَلُّوا عَلَى صَاحِبكُمْ».
قال رجل من الأنصار، يقال له: أبو قتادة: صلِّ عليه وعليَّ دينه، فصلى عليه.
(صحيح) - الأحكام أيضًا: خ.

١٨٥٣ - عن جابر قال: كان النبي ﷺ، لا يصلي على رجل عليه دين، فأُتي بميت فسأل:
«أَعَلَيْهِ دَيْنٌ؟» قالوا: نعم عليه ديناران، قال:
«صَلُّوا عَلَى صَاحِبكُمْ» قال أبو قتادة: هما عليَّ يا رسول الله، فصلى عليه، فلما فتح الله على رسوله ﷺ، قال:
«أنَا أَوْلَى بِكُلِّ مُؤمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ، مَنْ تَرَكَ دَيْنًا فَعَلَيَّ، وَمَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِوَرَثَتِهِ».
(صحيح) - الأحكام ٨٦.

١٨٥٤ - عن أبي هريرة: أن رسول الله ﷺ: كان إذا تُوفي المؤمن، وعليه دين، سأل:
«هَلْ تَرَكَ لِدَيْنِهِ مِنْ قَضَاء؟» فان قالوا: نعم، صلَّى عليه. وإن قالوا: لا، قال: «صَلُّوا عَلَى صَاحِبكُمْ».
فلما فتح الله عز وجل على رسوله ﷺ قال:
«أَنَا أَوْلَى بالمُؤمِنِينَ مِنْ أنْفُسِهِمْ فَمَنْ تُوُفِّيَ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ، فَعَلَيَّ قَضَاؤهُ، وَمَنْ تَرَكَ مَالًا، فَهُوَ لِوَرَثَتِهِ».
(صحيح) - الأحكام أيضًا: ق.

(٦٨) باب ترك الصلاة على من قتل نفسه
١٨٥٥ - عن ابن سَمُرة (١): أن رجلًا قتل نفسه بمَشَاقِص، فقال رسول الله ﷺ:
«أَمَّا أَنَا فَلا أُصَلِّي عَلَيْهِ».
(صحيح) - ابن ماجه ١٥٢٦: م.

١٨٥٦ - عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ، قال:
«مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَهُوَ في نَارِ جَهَنَّمَ، يَتَرَدَّى خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ تَحَسَّى سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَسُمُّهُ في يَدِهِ، يَتَحَسَّاهُ في نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخلَّدًا فِيهَا أبَدًا، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ»،- ثم انقطْع عليَّ شيء - خالد يقول (٢):
«كَانَتْ حَدِيدَتُهُ في يَدِهِ، يَجَأ بِهَا في بَطْنِهِ في نَار جَهَنَّمَ، خَالِدًا مُخَلَّدًا فيهَا أَبَدًا».
(صحيح) - ابن ماجه ٣٤٦٠: ق (غاية المرام ٤٥٣).

(٦٩) باب الصلاة على المنافقين
١٨٥٧ - عن عمر بن الخطاب قال: لما مات عبد الله بن أُبيّ بن سلول، دعي له رسول الله ﷺ ليصلي عليه، فلما قام رسول الله ﷺ، وثبتُ إليه فقلت: يا رسول الله تصلي على ابن أُبيّ، وقد قال يوم كذا وكذا: كذا وكذا، أُعَدِدُ عليه، فتبسم رسول الله ﷺ وقال:
«أَخِّرْ عَنِّي يَا عُمَرُ» فلما أكثرت عليه قال:
«إنِّي قَدْ خُيِّرْتُ فَاخْتَرْتُ، فَلَوْ عَلِمْتُ أَنِّي لَوْ زدْتُ عَلَى السَّبْعِينَ غُفِرَ لَهُ، لَزِدْتُ عَلَيْهَا». فصلى عليه رسول الله ﷺ، ثم انصرف، فلم يمكث إلا يسيرًا، حتى نزلت الآيتان من براءة ﴿وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ﴾ (٣).


(١) هو جابر بن سَمُرة بن جُنادة السُّوائي صحابي ابن صحابي. مات بالكوفة بعد سنة سبعين. والشقص: نصل سهم قليل العرض.
(٢) ما بين - - مدرج من كلام محمد بن عبد الأعلى، الراوي عن خالد وهو الحذاء، كما صرح بذلك الحافظ ابن حجر في «الفتح» ٣/ ٤٧٠.
(٣) سورة التوبة، الآية ٨٤.

فعجبت بعدُ من جُرأتي على رسول الله ﷺ يومئذ،- والله ورسوله أعلم -.
(صحيح) - الأحكام ٩٣ - ٩٥: خ.

(٧٠) باب الصلاة على الجنازة في المسجد
١٨٥٨ - عن عائشة قالت: ما صلَّى رسول الله ﷺ على سهيل بن بيضاء، إلا في المسجد.
(صحيح) - ابن ماجه ١٥١٨: م.

١٨٥٩ - عن عائشة قالت: ما صلَّى رسول الله ﷺ على سهيل بن بيضاء، إلا في جوف المسجد.
(صحيح) - م، انظر ما قبله.

(٧١) باب الصلاة على الجنازة بالليل
١٨٦٠ - عن أبي أمامة بن سهل بن حُنيف: أنه قال: اشتكت امرأة بالعوالي مسكينة، فكان النبي ﷺ، يسألهم عنها، وقال:
«إنْ مَاتَتْ فَلا تَدْفِنُوهَا حَتَّى أُصَلِّي عَلَيْهَا».
فتوفيت، فجاؤا بها إلى المدينة بعد العتمة، فوجدوا رسول الله ﷺ قد نام، فكرهوا أن يوقظوه، فصلوا عليها (١)، ودفنوها ببقيع الغَرقد.
فلما أصبح رسول الله ﷺ جاؤا فسألهم عنها، فقالوا: قد دفنت يا رسول الله، وقد جئناك فوجدناك نائمًا، فكرهنا أن نوقظك قال:
«فَانْطَلِقُوا» فانطلق، يمشي ومشوا معه، حتى أروه قبرها، فقام رسول الله ﷺ وصفوا وراءه، فصلى عليها، وكبر أربعًا.
(صحيح) - مضى ٤٠ [١٧٩٩].

(٧٢) باب الصفوف على الجنازة
١٨٦١ - عن جابر: أن رسول الله ﷺ، قال:


(١) في الحديث السابق (١٧٩٩) لم تذكر صلاة الصحابة عليها. واستبعد الشيخ السندي ذلك، وتمحل في تعليل ذلك. وهنا يزول كل إشكال.

«إنَّ أخَاكُمُ النَّجَاشِيَّ قَدْ مَاتَ، فَقُومُوا فَصَلُّوا عَلَيْهِ».
فقام فصف بنا، كما يصف على الجنازة، وصلى عليه.
(صحيح) - الأحكام ٩٠: ق [صحيح الجامع ١٥٤٩ إرواء الغليل ٧٢٧].

١٨٦٢ - عن أبي هريرة: أن النبي ﷺ نَعَى للناس النَّجَاشِيِّ، اليوم الذي مات فيه، ثم خرج بهم إلى المصلى، فصف بهم، فصلى عليه، وكبر أربع تكبيرات.
(صحيح) - الأحكام أيضًا: ق.

١٨٦٣ - عن أبي هريرة قال: نعى رسول الله ﷺ النجاشي لأصحابه بالمدينة، فصفوا خلفه فصلى عليه، وكبر أربعًا.
(صحيح) - انظر ما قبله.

١٨٦٤ - عن جابر، أن رسول الله ﷺ قال:
«إنَّ أَخَاكُمْ قَدْ مَاتَ، فَقُومُوا فَصَلُّوا عَلَيْهِ» فصففنا عليه صفين.
(صحيح) - ق، مضى أيضًا.

١٨٦٥ - عن جابر قال: كنت في الصف الثاني، يوم صلَّى رسول الله ﷺ، على النجاشي.
(صحيح الإسناد).

١٨٦٦ - عن عمران بن حصين قال: قال لنا رسول الله ﷺ:
«إنَّ أَخَاكُمُ النَّجَاشِيَّ قَدْ مَاتَ، فَقُومُوا فَصَلُّوا عَلَيْهِ». قال: فقمنا فصففنا عليه، كما يصف على الميت، وصلينا عليه، كما يصلى على الميت.
(صحيح) - م، مضى ٥٧ [١٨٣٨].

(٧٣) باب الصلاة على الجنازة قائمًا
١٨٦٧ - عن سمرة قال: صليت مع رسول الله ﷺ، على أُم كعب، ماتت في نِفَاسِها، فقام رسول الله ﷺ في الصلاة في وسَطها.
(صحيح) - ق، مضى ١/ ١٩٥ [٣٨٠].

(٧٤) باب اجتماع جنازة صبي وامرأة
١٨٦٨ - عن عمار (١) قال: حضرت جنازة صبي وامرأة، فقدم الصبي مما يلي القوم، ووضعت المرأة وراءه، فصلى عليهما، وفي القوم أبو سعيد الخدري، وابن عباس، وأبو قتادة، وأبو هريرة، فسألتهم عن ذلك فقالوا: السُّنة.
(صحيح) - الأحكام ١٠٤.

(٧٥) باب اجتماع جنائز الرجال والنساء
١٨٦٩ - عن ابن عمر أنه: صلَّى على تسع جنائز جميعًا، فجعل الرجال يلون الإمام، والنساء يلين القبلة، فصفهن صفًا واحدًا، ووضعت جنازة أُم كُلثُوم بنت علي، امرأة عمر بن الخطاب، وابن لها يقال له: زيد، وضعا جميعًا.
والإمام يومئذ سعيد بن العاص، وفي الناس، ابن عمر (٢)، وأبو هريرة، وأبو سعيد، وأبو قتادة، فوضع الغلام مما يلي الإمام.
فقال رجل: فأنكرت ذلك، فنظرت إلى ابن عباس، وأبي هريرة، وأبي سعيد، وأبي قتادة فقلت: ما هذا؟ قالوا: هى السُّنة.
(صحيح) - الأحكام ١٠٣.

١٨٧٠ - عن سمرة بن جندب: أن رسول الله ﷺ صلى على أم فلان، ماتت في نفاسها، فقام في وسطها.
(صحيح) - ق، مضى قريبًا.


(١) عند الإطلاق يفهم أنه عمار بن ياسر، في حين أنه: عمار مولى الحارث بن نوفل - الهاشمي بالولاء، كما في «شرح مسلم للنووي» ٥/ ٢٢٤. وعند البيهقي ٤/ ٣٣ أن في الناس: الحسن، والحسين، وأبا هريرة، وابن عباس نحوًا من ثمانين من الصحابة. وانظر المرجع المذكور والتعليق على الحديث بعده.
(٢) ذكر (ابن عمر) في الناس، ليس في (أحكام الجنائز) ولعل هذا حمل شيخنا هناك على ترجيح احتمال أن ابن عمر كان الإمام في تلك الصلاة. وعلى احتمال أن الإمام كان سعيد بن العاص. بل السياق يدل على أن ابن العاص كان الإمام. برواية ابن عمر لذلك. إذ لا لزوم لذكر أنه كان الأمير على المدينة. ولما عد نفسه في الناس، كما في هذه الرواية التي صححها شيخنا، وإلا لكان، ذكر شذوذها!!
أضف إلى ذلك ما اعتاده المسلمون من تقديم الأمير دون غيره، في مثل هذه الصلوات. وسعيد بن العاص كان من خيار الأمراء، وأفاضل الناس.

(٧٦) باب عدد التكبير على الجنازة
١٨٧١ - عن أبي هريرة: أن رسول الله ﷺ نعى للناس النجاشي، وخرج بهم، فصف بهم، وكبر أربع تكبيرات.
(صحيح) - ق، مضى ٦٩ - ٧٠ [١٨٦٢].

١٨٧٢ - عن أبي أمامة بن سهل قال: مرضت امرأة من أهل العَوالي، وكان النبي ﷺ، أحسن شيء عيادة للمريض، فقال:
«إذَا مَاتَتْ فآذِنُونِي» فماتت ليلًا فدفنوها، ولم يُعلموا النبيّ ﷺ، فلما أصبح سأل عنها فقالوا: كرهنا أن نوقظك يا رسول الله. فأتى قبرها فصلى عليها وكبر أربعًا.
(صحيح) - مضى ٤٠ [١٧٩٩].

١٨٧٣ - عن زيد بن أرقم: أنه صلَّى على جنازة، فكبر عليها خمسًا، وقال: كبرها رسول الله ﷺ.
(صحيح) - ابن ماجه ١٥٠٥: م.

(٧٧) باب الدعاء
١٨٧٤ - عن عوف بن مالك قال: سمعت رسول الله ﷺ، صلَّى على جنازة يقول:
«اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ، وَاعْفُ عَنْهُ وَعَافِهِ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بمَاء وَثَلْج وَبَرَد، وَنَقِّهِ مِنَ الخَطَايَا، كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، وَأبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِنْ دارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِنْ أَهْلِهِ، وَزوْجًا خَيْرًا مِنْ زَوْجِهِ، وَقِهِ عَذَابَ القَبْرِ، وَعَذَابَ النَّارِ».
قال عوف: فتمنيت؛ أن لو كنت الميت، لدعاء رسول الله ﷺ، لذلك الميت.
(صحيح) - ابن ماجه ١٥٠٠: م.

١٨٧٥ - عن عوف بن مالك قال: سمعت رسول الله ﷺ، يصلي على ميت، فسمعت في دعائه وهو يقول:
"اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ وَعَافِهِ، وَاعْفُ عَنْهُ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بالمَاء وَالثَّلْج وَالبَرَدِ، وَنَقِّهِ مِنَ الخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأَبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَأبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِنْ دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِنْ أَهْلِهِ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِنْ زوْجِهِ، وَأَدْخِلْهُ

الجَنَّةَ، وَنَجِّهِ مِنَ النَّارِ» - أو قال -: «وَأَعِذْهُ مِنْ عَذَاب القَبْرِ».
(صحيح) - م، انظر ما قبله.

١٨٧٦ - عن عبد الله بن رُبيعة السلمي - وكان من أصحاب رسول الله ﷺ - عن عبيد بن خالد السلمي: أن رسول الله ﷺ، آخَى بين رَجُلين، فَقُتلَ أحَدُهما، ومات الآخر بعده، فصلينا عليه، فقال النبي ﷺ:
«مَا قُلْتُمْ؟» قالوا: دعونا له: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، اللَّهُمَّ أَلْحقْهُ بصَاحِبهِ». فقال النبي ﷺ:
«فَأَيْنَ صَلاتُهُ بَعْدَ صَلاتِهِ، وَأَيْنَ عَمَلُهُ بَعْدَ عَمَلِهِ، فَلَمَا بَيْنَهُمَا، كَمَا بَيْنَ السَّمَاء والأرضِ» (١).
(صحيح) - صحيح أبي داود ٢٢٧٨.

١٨٧٧ - عن أبي إبراهيم الأنصاري، عن أبيه: أنه سمع النبي ﷺ يقول في الصلاة على الميت:
«اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا، وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا، وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا، وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا».
(صحيح) - الترمذي ١٠٣٥.

١٨٧٨ - عن طلحة بن عبد الله بن عوف قال: صليت خلف ابن عباس على جنازة، فقرأ بفاتحة الكتاب وسورة، وجهر حتى أسمعنا، فلما فرغ أخذت بيده فسألته، فقال: سُنَّة وحَقٌ.
(صحيح) - انظر ما بعده.

١٨٧٩ - عن طلحة بن عبد الله قال: صليت خلف ابن عباس على جنازة فسمعته يقرأ بفاتحة الكتاب، فلما انصرف أخذت بيده فسألته فقلت: تقرأ؟ قال: نعم! إنه حَق وسُنَّة.
(صحيح) - ابن ماجه ١٤٩٥: خ.

١٨٨٠ - عن أبي أمامة أنه قال: السُنَّة في الصلاة على الجنازة: أن يقرأ في التكبيرة الأولى بأم القرآن مُخافتة، ثم يكبر ثلاثًا، والتسليم عند الآخرة.
(صحيح) - الأحكام ١١١ و١٢١ - ١٢٢.


(١) على هامش الهندية ٣٢٢: أن زيادة عمله بلا شهادة ساوى عمله معها بمزيد إخلاصه.

(٧٨) باب فضل من صلَّى عليه مائة
١٨٨١ - عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي ﷺ قال:
«مَا مِنْ مَيِّتٍ يُصَلِّي عَلَيْهِ أُمَّه مِنَ المُسْلِمِينَ، يَبْلُغُونَ أَنْ يَكُونُوا مائةً، يَشْفَعُونَ إلَّا شُفِّعُوا فِيهِ».
قال سلَّام (١): فحدثت به شُعيبَ بن الحَبحَاب، فقال: حدثني به أنس بن مالك، عن النبي ﷺ.
(صحيح) - الأحكام ٩٨ - ٩٩: م [مختصر مسلم ٤٨٢].

١٨٨٢ - عن عائشة، عن النبي ﷺ، قال:
«لا يَمُوتُ أَحَدٌ مِنَ المُسْلِمِينَ فيُصَلِّي عَلَيْهِ أمَّةٌ مِنَ النَّاسِ، فَيَبْلُغُوا أنْ يَكُونُوا مائةً فَيَشْفَعُوا إلَّا شُفِّعُوا فِيهِ».
(صحيح) - م انظر ما قبله.

١٨٨٣ - عن الحكم بن فروخ قال: صلَّى بنا أبو المليح، على جنازة، فظننا أنه قد كبر فأقبلَ علينا بِوَجهه، فقال: أقيموا صُفوفكم، ولتَحسُن شفاعتُكم.
قال أبو المليح: حدثني عبد الله - وهو ابن سليط -، عن إحدى أمهات المؤمنين، وهي ميمونة زوح النبي ﷺ قالت: أخبرني النبي ﷺ قال:
«مَا مِنْ مَيِّتٍ يُصَلِّي عَلَيْهِ أمَّةٌ مِنَ النَّاسِ، إلَّا شُفِّعُوا فِيهِ».
فسألت أبا المليح: عن الأُمة؟ فقال: أربعون (٢).
(حسن صحيح) - الأحكام ٩٩ [صحيح الجامع ٥٧٨٧].

(٧٩) باب ثواب من صلَّى على جنازة
١٨٨٤ - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ:
«مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَة فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنِ انْتَظَرَهَا حَتَّى تُوضَعَ في اللَّحْدِ فلهُ قيرَاطَانِ، وَالقِيرَاطَانِ مِثْلُ الجَبَلَيْنِ العَظِيمَيْنِ».
(صحيح) - ابن ماجه ١٥٣٩: ق.


(١) سلام بن أبي مطيع الدمشقي، راوي حديث عائشة. وروايته عن شعيب عن أنس أعلى سندًا.
(٢) هذا أحد الأقوال في (الأُمة) ولعله رأي أبي المليح.

١٨٨٥ - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ:
«مَنْ شَهِدَ جَنَازَة حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا فَلَهُ قيرَاطٌ، وَمَنْ شَهِدَ حَتَى تُدْفَنَ فَلَهُ قِيرَاطَانِ» قيل: وما القيراطان يا رسول الله؟ قال: «مِثْلُ الجَبَلَيْنِ العَظِيمَيْنِ».
(صحيح) - ق، انظر ما قبله [صحيح الجامع ٦٣١٧].

١٨٨٦ - عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال:
«مَنْ تَبعَ جَنَازَةَ رَجُلٍ مُسْلِمٍ احْتِسَابًا فَصَلَّى عَلَيْهَا وَدَفَنَهَا فلَهُ قِيرَاطَانِ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ رَجَعَ، قَبْلَ أَنْ تُدْفَنَ فَإنَّهُ يَرْجِعُ بِقيرَاط مِنَ الأَجْرِ».
(صحيح) - ق، انظر ما قبله [صحيح الجامع ٦١٣٨].

١٨٨٧ - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ:
«مَنْ تَبعَ جَنَازَة فَصَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ انْصَرَفَ فَلَهُ قيرَاطٌ مِنَ الأجْرِ، وَمَنْ تَبعَهَا فَصَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ قَعَدَ حَتَّى يُفْرغ مِنْ دَفْنِهَا فلَهُ قيراطَانِ، مِنَ الأَجْرِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنهُمَا أعظَمُ مِنْ أُحدٍ».
(حسن صحيح) - الأحكام ٦٨ التحقيق الثاني [صحيح الجامع ٦١٣٧].

(٨٠) باب الجلوس قبل أن توضع الجنازة
١٨٨٨ - عن أبي سعيد قال: قال رسول الله ﷺ:
«إذَا رَأَيْتُمُ الجَنَازَةَ فَقُومُوا، وَمَنْ تبِعَهَا فَلا يَقْعُدَنَّ حَتَّى تُوضَعَ».
(صحيح) - ق، مضى ٤٤ [١٨٠٩].

(٨١) باب الوقوف للجنائز
١٨٨٩ - عن علي بن أبي طالب: أنه ذُكرَ [عنده] (١) القيام على الجنازة حتى توضع.
فقال علي بن أبي طالب: قام رسول الله ﷺ، ثم قَعد.
(صحيح) - الأحكام ٧٧: م.

١٨٩٠ - عن علي قال: رأيتُ رسول الله ﷺ، قام فقمنا، ورأيناه قعد فقعدنا.
(صحيح) - م انظر ما قبله.


(١) ما بين [] زيادة على هامش الهندية ٣٢٣.

١٨٩١ - عن البراء قال: خرجنا مع رسول الله ﷺ في جنازة، فلما انتهينا إلى القبر، ولم يُلحد، فجلس وجلسنا حوله، كأن على رُؤسِنا الطير (١).
(صحيح) - ابن ماجه ١٥٤٨ - ١٥٤٩ [مشكاة المصابيح ١٧١٣].

(٨٢) باب مواراة الشهيد في دمه
١٨٩٢ - عن عبد الله بن ثعلبة قال: قال رسول الله ﷺ، لقَتلى أحد:
«زَمِّلُوهُمْ بِدِمَائهِمْ، فَإنَّهُ لَيْسَ كَلْمٌ يُكْلَمُ في الله، إلَّا يَأتِي يَوْمَ القِيَامَةِ يَدْمى، لَوْنُهُ لَوْنُ الدَّمِ، وَريحُهُ رِيحُ المِسْكِ».
(صحيح) - الأَحكام ٦٠.

(٨٣) أين يدفن الشهيد
١٨٩٣ - عن جابر بن عبد الله: أن النبي ﷺ: أمر بقتلى أُحد، أن يُرَدوا إلى مصارعهم، وكانوا قد نقلوا إلى المدينة.
(صحيح) - انظر ما بعده.

١٨٩٤ - عن نُبَيح العَنَزي، عن جابر: أن النبي ﷺ قال:
«ادْفِنُوا القَتْلَى في مَصَارِعِهِمْ».
(صحيح) - ابن ماجه ٤٨٦.

(٨٤) باب مواراة المشرك
١٨٩٥ - عن علي قال: قلت للنبي ﷺ: إن عمَّك الشيخَ الضَّال مات، فمن يُواريه؟ قال:
«اذْهَبْ فَوَارِ أَبَاكَ، وَلا تُحْدِثَنَّ حَدَثًا حَتَى تَأتِيَني».
فواريته ثم جئت، فأمرني فاغتسلت، ودعا لي، وذكر دعاء لم أحفظه.
(صحيح) - وقد مضى باختصار ١/ ١١٠.

(٨٥) اللحد والشق
١٨٩٦ - عن سعد قال: ألْحِدُوا لي لحدًا، وانصِبُوا عليَّ نصبًا، كما فُعِلَ برسول الله


(١) لم: يعني: لما. وعلى رؤوسهم الطير: كناية عن السكوت. وذلك لأن الجمال وغيرها، يؤذيها القراد والدود. فيأتي الطير يلتقط ذلك. فيسكن البعير، حتى يتم الطير ذلك. وفي هامش الهندية ٣٢٣: انه إجلال وتوقير للنبي ﷺ - وهو هنا بعيد - لأن توقيرهم له دائم.

.
(صحيح) - ابن ماجه ١٥٥٦: م.

١٨٩٧ - عن عامر بن سعد: أن سعدًا لما حضرته الوفاة قال: الحدوا لي لحدًا، وانصبوا عليّ نصبًا، كما فُعل برسول الله ﷺ.
(صحيح): م - انظر ما قبله.

١٨٩٨ - عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ:
«اللَّحْدُ لَنَا، والشَّقُّ لِغَيْرِنَا».
(صحيح) - ابن ماجه ١٥٥٤ [المشكاة ١٧٠١ أحكام الجنائز ١٤٥].

(٨٦) باب ما يُستحب مِنْ أعمَاق القبر
١٨٩٩ - عن هشام بن عامر، قال: شكونا إلى رسول الله ﷺ يوم أحد، فقلنا: يا رسول الله، الحفر علينا لكل إنسان شديد، فقال رسول الله ﷺ:
«احفِرُوا، وَأعْمِقُوا، وَأَحْسِنُوا، وَادْفِنُوا الاثْنَيْن والثَّلاثَةَ في قَبْرٍ وَاحِدٍ».
قالوا: فمن نقدم يا رسول الله؟ قال:
«قَدِّمُوا أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا».
قال: فكان أبي ثالث ثلاثة، في قبر واحد.
(صحيح) - ابن ماجه ١٥٦٠ [المشكاة ١٧٠٣ الإرواء ٧٤٣].

(٨٧) باب ما يستحب من توسيع القبر
١٩٠٠ - عن هشام بن عامر قال: لما كان يوم أُحد، أصيب من أصيب من المسلمين، وأصاب الناس جراحات، فقال رسول الله ﷺ:
«احْفِرُوا وَأَوسعُوا، وادْفنُوا الاثنَيْن والثَّلاثَةَ في القَبْرِ، وَقَدِّمُوا أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا».
(صحيح) - انظر ما قبله.

(٨٨) وضع الثوب في اللحد
١٩٠١ - عن ابن عباس قال: جُعل تحت رسول الله ﷺ حين دُفن، قطيفة حمراء.
(صحيح): م.

(٨٩) الساعات التي نهى عن إقبار الموتى فيهن
١٩٠٢ - عن عقبة بن عامر الجهني قال: ثلاث ساعات كان رسول الله ﷺ ينهانا

أن نصلي فيهن، أو نقبر فيهن موتانا؛ حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع، وحين يقوم قائم الظهيرة، حتى تزول الشمس، وحين تَضَيَّفُ الشمس للغروب.
(صحيح) - ابن ماجه ١٥١٩: م [إرواء الغليل ٤٨٠ أحكام الجنائز ١٣٠].

١٩٠٣ - عن جابر قال: خطب رسول الله ﷺ، فذكر رجلًا من أصحابه مات، فقبر ليلًا، وكفن في كفن غير طائل، فزجر رسول الله ﷺ أن يقبر إنسان ليلًا، إلا أن يضطر إلى ذلك.
(صحيح): م مضى ٣٣ [١٧٨٧].

(٩٠) دفن الجماعة في القبر الواحد
١٩٠٤ - عن هشام بن عامر قال: لما كان يوم أُحد أصاب الناس جهد شديد، فقال النبي ﷺ:
«احْفرُوا، وأوسعُوا، وادْفِنُوا الاثنَيْن، والثَّلاثَةَ في قبْر».
فقالوا: يا رسول الله! فمن نقدم؟ قال: «قَدِّمُوا أكْثَرَهُمْ قُرْآنًا».
(صحيح) - مضى ٨٠ - ٨١ [١٨٩٩ و١٩٠٠ والأحاديث الثالثة بعده].

١٩٠٥ - عن هشام بن عامر قال: اشتد الجراح يوم أحد، فشُكِيَ ذلك إلى رسول الله ﷺ، فقال:
«احْفِرُوا، وَأَوسِعُوا، وَأحْسِنُوا، وادْفِنُوا في القَبْر الاثنَيْن والثلاثَةَ، وَقدِّمُوا أكْثَرَهُمْ قُرْآنًا».
(صحيح) - انظر ما قبله.

١٩٠٦ - عن هشام بن عامر: أن رسول الله ﷺ قال:
«احْفِرُوا، وأَحْسِنُوا، وادْفِنُوا الاثنَيْن والثَّلاثَةَ، وقَدِّمُوا أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا».
(صحيح) - انظر ما قبله.

(٩١) من يقدم
١٩٠٧ - عن هشام بن عامر قال: قُتِلَ أبي يوم أُحد، فقال النبي ﷺ:
«احْفِرُوا، وَأوسِعُوا، وَأَحْسِنُوا، وَادْفِنُوا الاثنَيْن والثَّلاثَةَ في القَبْر، وقَدِّمُوا أكْثَرَهُمْ قُرْآنًا».

فكان أبي ثالث ثلاثة، وكان أكثرهم قرآنًا فَقُدِّمَ.
(صحيح) - انظر ما قبله.

(٩٢) إخراج الميت من اللحد، بعد أن يوضع فيه
١٩٠٨ - عن جابر قال: أتى النبي ﷺ عبد الله بن أُبيّ بعد ما أدخلَ في قبره، فأمر به فأخرج، فوضعه على ركبتيه، ونفث عليه من ريقه، وألبسه قميصه، والله أعلم.
(صحيح): ق- مضى ٣٧ - ٣٨ [١٧٩٣].

١٩٠٩ - عن جابر قال: أن النبي ﷺ أمر بعبد الله بن أبيّ فأخرجه من قبره، فوضع رأسه على ركبتيه، فتفل فيه من ريقه، وألبسه قميصه.
قال جابر: وصلى عليه، والله أعلم.
(صحيح) - انظر ما قبله.

(٩٣) باب إخراج الميت من القبر بعد أن يدفن فيه
١٩١٠ - عن جابر قال: دفن مع أبي رَجُل في القبر، فلم يَطِب قَلبي حتى أخرجته، ودفنته على حِدَة.
(صحيح): خ ١٣٥١ و١٣٥٢.

(٩٤) الصلاة على القبر
١٩١١ - عن يزيد بن ثابت: أنهم خرجوا مع رسول الله ﷺ ذات يوم، فرأى قبرًا جديدًا، فقال:
«مَا هذَا؟» قالوا: هذه فلانة مولاة بني فلان - فعرفها رسول الله ﷺ - ماتت ظهرًا، وأنت نائم قائل، فلم نحب أن نوقظك بها، فقام رسول الله ﷺ، وصف الناس خلفه، وكبر عليها أربعًا، ثم قال:
«لا يَمُوتُ فيكُمْ مَيِّتٌ، مَا دُمْتُ بَيْنَ أَظهُركُمْ، إلَّا آذَنْتُمُوني بِهِ، فَإنَّ صَلاتي لَهُ رَحْمَةٌ».
(صحيح) - ابن ماجه ١٥٢٨ [إرواء الغليل ٣/ ١٨٤ وأحكام الجنائز ٨٨].

١٩١٢ - عن الشعبي: أخبرني مَنْ مَرَّ مع رسول الله ﷺ، على قبر مُنْتَبذٍ، فأمهم وصف خلفه.

قلت: من هو يا أبا عمرو؟ قال: ابن عباس.
(صحيح) - الأحكام ٨٧: ق [وهو الآتي بعد، سندًا ومتنًا؟].

١٩١٣ - عن الشعبي قال: أخبرني من رأى النبيّ ﷺ، مر بقبر منتبذ فصلى عليه، وصف أصحابه خلفه.
قيل: من حدثك؟ قال: ابن عباس.
(صحيح) - انظر ما قبله.

١٩١٤ - عن جابر: أن النبي ﷺ، صلَّى على قبر امرأة، بعد ما دفنت.
(صحيح بما قبله).

(٩٥) الركوب بعد الفراغ من الجنازة
١٩١٥ - عن جابر بن سمرة قال: خرج رسول الله ﷺ على جنازة أبي الدَّحدَاح، فلما رجع أُتي بِفَرس مُعْرَورى (١) فركب، ومشينا معه.
(صحيح) - الترمذي ١٠٢٤: م.

(٩٦) الزيادة على القبر
١٩١٦ - عن جابر قال: نهى رسول الله ﷺ: أن يبنى على القبر، أو يزاد عليه، أو يُجَصص. زاد سليمان بن موسى (٢): أو يكتب عليه.
(صحيح) - الأحكام ٢٠٤، الإرواء ٧٥٧، المشكاة ١٧٠٩.

(٩٧) البناء على القبر
١٩١٧ - عن جابر قال: نهى رسول الله ﷺ، عن تَقصِيص (٣) القبور، أو يبنى عليها، أو يجلس عليها أحد.
(صحيح) - المصدر نفسه، المشكاة ١٦٩٧: م نحوه.

(٩٨) تجصيص القبور
١٩١٨ - عن جابر قال: نهى رسول الله ﷺ، عن تجصيص القبور.
(صحيح): م - انظر ما قبله.


(١) هو الفرس يركب من غير سرج.
(٢) هو أحد اللذين رويا الحديث عن جابر. والثاني هو أبو الزبير، فتكون الزيادة من جابر.
(٣) القصة:- بالقاف - هو الجص - بالجيم -.

(٩٩) تسوية القبور إذا رفعت
١٩١٩ - عن ثُمامة بن شُفَيِّ قال: كنا مع فَضَالة بن عُبيد، بأرض الروم، فتوفي صاحب لنا، فأمر فضالة بقبره فَسوِّيَ.
ثم قال: سمعت رسول الله ﷺ: يأمر بتسويتها.
(صحيح) - الأحكام ٢٠٨، الإرواء ٣/ ٢١٠ - ٢١١: م.

١٩٢٠ - عن أبي الهيَّاج (١) قال: قال علي رضي الله عنه: ألا أبعثُك على ما بعثني عليه رسول الله ﷺ:
«لا تَدَعَنَّ قَبْرًا مُشْرِفًا، إلَّا سَوَّيتَهُ، وَلا صُورَة في بَيْت، إلَّا طَمَسْتَها».
(صحيح) - الترمذي ١٠٤٩: م [مختصر مسلم ٤٨٨ صحيح الجامع ٧٢٦٤].

(١٠٠) زيارة القبور
١٩٢١ - عن بريدة قال: قال رسول الله ﷺ:
«نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيارَةِ القُبُورِ؛ فَزُورُوها، وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ لُحُوم الأَضَاحي فَوْقَ ثَلاثَةِ أيَّام؛ فَامْسِكُوا مَا بَدَا لَكُمْ، وَنَهَيْتُكُمْ عَنِ النَّبيذِ، إلَّا في سقاء؛ فَاشْرَبُوا في الأَسْقِيَة كُلِّها، ولا تَشْرَبُوا مُسْكِرًا».
(صحيح) - الأحكام ١٧٨ - ١٧٩، الصحيحة ٨٨٦.

١٩٢٢ - عن بريدة: أنه كان في مجلس فيه رسول الله ﷺ، فقال:
«إنِّي كُنْتُ نَهَيْتكُمْ أَنْ تأكلُوا لُحُومَ الأَضَاحي إلَّا ثَلاثًا؛ فكُلُوا وَأَطعِمُوا وادَّخِرُوا مَا بَدَا لَكُمْ، وَذَكَرْتُ لَكُمْ أَنْ لا تَنْتَبِذُوا في الظُّرُوف، الدُّبَّاء، والمُزَفَّتِ، والنَّقيرِ، والحَنْتَم؛ انْتَبذُوا فِيمَا رَأَيْتُمْ، وَاجْتَنِبُوا كُلَّ مُسْكِرٍ، وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ القُبُورِ؛ فَمَنْ أَرَادَ أنْ يَزُورَ فَلْيَزُرْ، وَلا تَقُولُوا هُجْرًا».
(صحيح) - انظر ما قبله.

(١٠١) زيارة قبر المشرك
١٩٢٣ - عن أبي هريرة قال: زار رسول الله ﷺ، قَبر أمه، فَبَكى وَأَبْكى مَنْ حَوله، وقال:


(١) هو: حَيان بن حُصين الأسدي الكوفي. من كبار أصحاب سيدنا علي. والعجيب أن يرفع بعضهم قبر علي رضي الله عنه وهو الذي سوى القبور، وطمس الصور؟!

«استَأذَنْتُ رَبِّي عز وجل في أَنْ أسْتَغْفِرَ لَهَا، فَلَمْ يُؤذَنْ لي، وَاسْتَأذَنْتُ في أَنْ أَزُورَ قَبْرَها فَأذِنَ لي؛ فَزُورُوا القُبُورَ، فَإِنَّهَا تُذَكِّرُكُمُ المَوْتَ».
(صحيح) - ابن ماجه ١٥٧٢: م [إرواء الغليل ٧٧٢].

(١٠٢) النهي عن الاستغفار للمشركين
١٩٢٤ - عن المُسيّب بن حَزن (١) قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة، دخل عليه النبي ﷺ، وعنده أبو جهل، وعبد الله بن أبي أمية، فقال:
«أَيْ عَمِّ قُلْ: لا إلهَ إلَّا الله، كَلِمَةً أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عِنْدَ الله عز وجل».
فقال له أبو جهل، وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلم يزالا يكلمانه حتى كان آخر شيء كلمهم به: على ملة عبد الطلب.
فقال له النبيّ ﷺ: «لأسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ» فنزلت ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ﴾ (٢) ونزلت ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ﴾ (٣).
(صحيح) - الأحكام ٩٥: ق.

١٩٢٥ - عن علي قال: سمعت رجلًا يستغفر لأبويه، وهما مشركان، فقلت: أتستغفر لها وهما مشركان؟ فقال: أوَ لَمْ يستغفر إبراهيم لأبيه؟ فأتيت النبيّ ﷺ، فذكرت ذلك له فنزلت: ﴿وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ﴾ (٤).
(حسن) - المصدر نفسه ٩٦.

(١٠٣) الأمر بالاستغفار للمؤمنين
١٩٢٦ - عن عائشة قالت: ألا أحدثكم عني وعن النبي ﷺ؟ قلنا: بلى! قالت: لما كانت ليلتي التي هو عندي - تعني النبي ﷺ - انقلب فوضع نعليه عند رجليه، وبسط طرف إزاره على فراشه، فلم يلبث إلا ريثما ظن أني قد رقدت، ثم انتعل رويدًا، وأخذ رداءه رويدًا، ثم فتح الباب رويدًا، وخرج رويدًا، وجعلت درعي في رأسي، واختمرت، وتقنعت إزاري، وانطلقت في أثره حتى جاء البقيع، فرفع يديه


(١) هو والد سعيد بن المسيب. والحديث رواه عن أبيه.
(٢) سورة التوبة (٩)، الآية ١١٣.
(٣) سورة القصص (٢٨)، الآية ٥٦.
(٤) قال الشيخ ما ملخصه: أن لا تعارض في أسباب النزول، لأنها قد تتعدد.

ثلاث مرات فأطال، ثم انحرف، فانحرفت فأسرع فأسرعت، فهرول فهرولت، فأحضر فأحضرت، وسبقته، فدخلت. فليس إلا أن اضطجعت، فدخل فقال:
«مَا لَكِ يَا عَائشَةُ؟ حَشْيَا رَابيَةً» (١) قالت: لا، قال: «لَتُخْبِرنِّي، أوْ لَيُخْبِرَنِّي اللَّطيفُ الخَبِير» قلت: يا رسول الله! بأبي أنت وأمي، فأخبرته الخبر، قال:
«فَأَنْتِ السَّوَادُ الَّذي رَأَيْتُ أَمَامي؟» قالت: نعم! فلهزني في صدري لهزة أوجعتني ثم قال:
«أظَنَنْتِ أَنْ يَحِيفَ الله عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ؟» قلت: مهما يكتم الناس، فقد علمه الله، قال:
«فَإِنَّ جبْرِيلَ أَتَاني حينَ رَأَيْتِ، وَلَمْ يَدْخُلْ عَلَيَّ، وَقَدْ وَضَعْتِ ثِيَابَكِ، فَنَادَاني فَأَخْفَى مِنْكِ، فَأجَبْتُهُ فَأخْفَيْتُهُ مِنْكِ، فَظَنَنْتُ أَنْ قَدْ رَقَدْتِ، وَكَرِهْتُ أَنْ أوقِظَكِ، وَخَشِيتُ أَنْ تَسْتَوْحِشي، فَأَمَرَني أَنْ آتيَ البَقيعَ، فَأَسْتَغْفِرَ لَهُمْ» قلت: كيف أقول يا رسول الله؟ قال:
«قُولِي السَّلامُ عَلَى أَهلِ الدِّيَار، مِنَ المؤمِنينَ والمُسْلِمينَ، يَرْحَمُ الله المُسْتَقْدِمينَ مِنَّا والمُسْتأخِرينَ، وإنَّا إنْ شَاء الله بِكُمْ لاحِقُونَ».
(صحيح) - الأحكام ١٨١ - ١٨٣: م.

١٩٢٧ - عن عائشة قالت: كان رسول الله ﷺ، كلما كانت ليلتها (٢) من رسول الله ﷺ، يخرج في آخر الليل إلى البقيع، فيقول:
«السَّلامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْم مُؤمِنينَ، وَإنَّا وَإيَّاكُمْ مُتَوَاعِدُونَ غَدًا، أَوْ مُوَاكِلُونَ، وَإنَّا إنْ شَاء الله بِكُمْ لاحِقُونَ. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأهلِ بَقيع الغَرْقَدِ».
(صحيح) - الأحكام ١٨٩: م [إرواء الغليل ٣/ ٢٣٥].

١٩٢٨ - عن بريدة: أن رسول الله ﷺ، كان إذا أتى على المقابر فقال:
«السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَهلَ الدِّيَار، مِنَ المُؤمِنينَ والمُسْلِمينَ، وَإنَّا إنْ شَاء الله بِكُمْ لاحِقُونَ، أنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ، وَنَحْنُ لَكَمْ تَبَعٌ، أَسْأَلُ الله العَافِيَةَ لَنَا وَلَكُمْ».
(صحيح) - ابن ماجه ١٥٤٧: م.


(١) أي مرتفعة البطن، متواترة النفس كالمصابة بالربو.
(٢) قال العلامة السندي: أي في آخر عمره ﷺ، بعد حجة الوداع. وفي الهندية ٣٢٨: وهذا في الليالي المعدودة، لا في كل الليالي - فتأمل -.

١٩٢٩ - عن أبي هريرة قال: لما مات النجاشي قال النبي ﷺ:
«استَغْفِرُوا لَهُ».
(صحيح) - الأحكام ٨٩ - ٩٠: ق.

١٩٣٠ - عن أبي هريرة: أن رسول الله ﷺ نعى لهم النجاشي، صاحب الحبشة، في اليوم الذي مات فيه، فقال:
«اسْتَغْفِرُوا لأَخِيكمْ».
(صحيح): ق- مضى ٧٠ [١٨٦٢].

(١٠٤) التغليظ في اتخاذ السرج على القبور
(١٠٥) التشديد في الجلوس على القبور
١٩٣١ - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ:
«لأَنْ يَجْلِسَ أَحَدُكُمْ عَلَى جَمْرَةٍ حَتَّى تَحْرِقَ ثِيَابَهُ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَجْلِسَ عَلَى قَبْرٍ».
(صحيح) - ابن ماجه ١٥٦٦: م.

١٩٣٢ - عن عمرو بن حزم، عن رسول الله ﷺ قال:
«لا تَقْعُدُوا عَلَى القُبُورِ».
(صحيح بما قبله) (١).

(١٠٦) إتخاذ القبور مساجد
١٩٣٣ - عن عائشة: أن النبي ﷺ قال:
«لَعَنَ الله قَوْمًا اتَّخَذوا قبُورَ أَنْبِيَائهِمْ مَسَاجِدَ».
(صحيح) - الأحكام ٢١٦، تحذير الساجد: ق.

١٩٣٤ - عن أبي هريرة: أن رسول الله ﷺ قال:
«لَعَنَ الله اليَهُودَ وَالنَّصَارَى، اتَّخَذوا قبُورَ أَنْبِيَائهِمْ مَسَاجِدَ».
(صحيح) - المصدر نفسه: ق.


(١) هذا بالنسبة لسنده عند النسائي، وإلا فإن متن الحديث صحيح لذاته عن عمرو بن حزم، وعن أبي مرثد. انظر «مختصر مسلم» ٤٩٩ و«أحكام الجنائز» ص ٢٠٩ و«صحيح الجامع الصغير» ٧٢٢٩ و٧٤٠٠، و«تحذير الساجد» ٣٣.

(١٠٧) كراهية المشي بين القبور في النعال السبتية
١٩٣٥ - عن بشير بن الخصاصية قال: كنت أمشي مع رسول الله ﷺ، فمر على قبور المسلمين فقال:
«لَقَدْ سَبَقَ هؤلاء شَرًا كَثيرًا» (١) ثم مر على قبور المشركين فقال:
«لَقَدْ سَبَقَ هؤلاء خَيْرًا كَثيرًا» فحانت منه التفاتة فرأى رجلًا يمشي بين القبور في نعليه فقال:
«يا صَاحِبَ السِّبْتِيَّتَيْنِ! ألْقِهِمَا».
(حسن) - ابن ماجه ١٥٦٨.

(١٠٨) التسهيل في غير السبتية
١٩٣٦ - عن أنس: أن النبي ﷺ قال:
«إنَّ العَبْدَ إذَا وُضِعَ في قَبْرِهِ، وَتَولَّى عَنهُ أصْحَابُهُ، أنَّهُ ليَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ».
(صحيح) - الصحيحة ١٣٤٤، التعليق على الآيات البينات ١٠ - ١١، ٤٦: ق.

(١٠٩) المسألة في القبر
١٩٣٧ - عن أنس بن مالك قال: قال نبي الله ﷺ:
«إنَّ العَبْدَ إذَا وُضِعَ في قَبْرهِ، وَتَولَّى عَنهُ أصْحَابُهُ، إنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهمْ» قال: «فَيَأتِيهِ مَلَكَانِ فَيُقْعِدَانِهِ فَيَقُولانِ لَهُ: مَا كنْتَ تَقولُ في هذَا الرَّجُلِ؟ فَأَمَّا المُؤمِنُ فَيَقُولُ: أشْهَدُ أنَّهُ عَبْدُ الله وَرَسُولُهُ، فَيُقَالُ لَهُ: انْظر إلى مَقْعَدِكَ مِنَ النَّارِ، قَدْ أبْدَلَكَ الله بِهِ مَقْعَدًا مِنَ الجَنَّةِ» قال النبي ﷺ: «فَيَرَاهُمَا جَمِيعًا».
(صحيح): ق - انظر ما قبله.

(١١٠) مسألة الكافر
١٩٣٨ - عن أنس: أن النبي ﷺ قال:
«إنَّ العَبْدَ إذَا وُضِعَ في قَبْرِهِ، وَتَولَّى عَنهُ أصْحَابُهُ، إنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ، أَتَاهُ مَلَكَانِ فَيُقْعِدانِهِ فَيَقُولانِ لَهُ: مَا كُنْتَ تَقولُ في هذَا الرَّجُلِ، مُحَمَّدٍ ﷺ؟ فَأَمَّا المُؤمِنُ فَيَقولُ: أَشْهَدُ أنَّهُ عَبْدُ الله وَرَسُولُهُ، فَيُقَالُ لَهُ: انْظُرْ إلَى مَقْعَدِكَ مِنَ النَّارِ، قَدْ أبْدَلَكَ الله بهِ مَقْعَدًا خَيْرًا مِنْهُ».
قَال رسول الله ﷺ: «فَيَراهُمَا جَميعًا، وَأَمَّا الكَافِرُ أوِ المُنَافِقُ فَيُقالُ لَهُ: مَا


(١) الذي في»صحيح ابن ماجه«١/ ٢٦١»أدرك هؤلاء خيرًا كثيرًا«وانظر»أحكام الجنائز" ١٣٦.

كنْتَ تَقولُ في هذَا الرَّجُلِ؟ فَيَقولُ: لا أَدْرِي! كنْتُ أَقولُ كَمَا يَقولُ النَّاسُ، فَيُقَالُ
لَهُ: لا دَرَيْتَ وَلا تَلَيْتَ، ثمَّ يُضْرَبُ ضَرْبَةً بَيْنَ أذُنَيْهِ، فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا مَنْ
يَليهِ، غَيْرُ الثَّقَلَيْنِ».
(صحيح): ق- انظر ما قبله.

(١١١) من قتله بطنه
١٩٣٩ - عن عبد الله بن يسار، قال: كنت جالسًا، وسليمان بن صرد، وخالد بن عرفطة، فذكروا أن رجلًا توفي، مات ببطنه، فإِذا هما يشتهيان أن يكونا شهداء جنازته، فقال أحدهما للآخر: ألم يقل رسول الله ﷺ:
«مَنْ يَقْتُلْهُ بَطْنُهُ، فَلَنْ يُعَذَّبَ في قَبْرِهِ» فقال الآخر: بلى!
(صحيح) - الترمذي ١٠٧٦ [أحكام الجنائز ٣٨].

(١١٢) الشهيد
١٩٤٠ - عن راشد بن سعد، عن رجل من أصحاب النبي ﷺ: أن رجلًا قال: يا رسول الله، ما بال المؤمنين يُفتنون في قبورهم، إلا الشهيد؟ قال:
«كَفَى بِبَارِقَةِ السُّيُوف عَلَى رَأسِهِ فِتْنَةً».
(صحيح) - الأحكام ٣٦، التعليق الرغيب ٢/ ١٩٧.

١٩٤١ - عن عامر بن مالك (١)، عن صفوان بن أمية قال: الطاعون، والبطون، والغريق، والنُّفَسَاء، شهادة.
قال: وحدثنا أبو عثمان مرارًا، ورفعه مرة إلى النبي ﷺ.
(صحيح) - الأحكام ٣٩.

(١١٣) ضمة القبر وضغطته
١٩٤٢ - عن ابن عمر: عن رسول الله ﷺ قال:
«هذَا الَّذي تَحَرَّكَ لَهُ العَرْشُ، وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاء، وَشَهِدَهُ سَبْعُونَ أَلفًا مِنَ المَلائكَةِ، لَقَدْ ضمَّ ضَمَّةً، ثمَّ فرجَ عَنهُ».
(صحيح) - الصحيحة ١٦٩٥ [عن ابن سعد. وصحيح الجامع ٦٩٨٧ عن ابن عمر].


(١) هو تابعي من الثالثة. وتُرك السند في الأصل. وصفوان صحابي معروف. وأبو عثمان قال عنه الحافظ: شيخ لسليمان التيمي، فيكون الذي (قال: حدثنا) هو: التيمي -والله أعلم-.

(١١٤) عذاب القبر
١٩٤٣ - عن البراء قال:
﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ﴾ (١).
قال: نزلت في عذاب القبر.
(صحيح): ق- انظر ما بعده.

١٩٤٤ - عن البراء بن عازب: عن النبي ﷺ قال:
﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ﴾ (١).
قال: نزلت في عذاب القبر. يقال له: من ربك؟ فيقول: ربي الله، وديني دين محمد ﷺ. فذلك قوله:
﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ﴾ (١).
(صحيح) - ابن ماجه ٤٢٦٩: ق.

١٩٤٥ - عن أنس: أن النيي ﷺ سمع صوتًا من قبر فقال:
«مَتَى مَاتَ هذَا؟» قالوا: مات في الجاهلية، فسُرَّ بذلك وقال:
«لَوْلا أَنْ لا تَدَافَنُوا لَدَعَوْتُ الله أَنْ يُسْمِعَكُمْ عَذَابَ القَبْرِ».
(صحيح): م ٨/ ١٦١.

١٩٤٦ - عن أبي أيوب قال: خرج رسول الله ﷺ بعد ما غربت الشمس، فسمع صوتًا فقال:
«يَهُودُ تُعَذَّبُ في قبُورِهَا».
(صحيح): خ ١٣٧٥ م ٨/ ١٦١.

(١١٥) باب التعوذ من عذاب القبر
١٩٤٧ - عن أبي هريرة، عن رسول الله ﷺ، أنه كان يقول:
«اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذ بكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَأعُوذ بكَ مِنْ عَذَاب النَّارِ، وَأعُوذُ بكَ مِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا وَالمَمَاتِ وأَعُوذُ بكَ مِنْ فِتْنَةِ المَسِيح الدَّجَّالِ».
(صحيح) - خ ١٣٧٧ [صحيحَ الجامع الصغير ١٢٩٤].


(١) سورة إبراهيم (١٤)، الآية ٢٧.

١٩٤٨ - عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله ﷺ، بعد ذلك: يستعيذ من عذاب القبر.
(صحيح) - م ٢/ ٩٢، وانظر حديث عائشة الآتي بعد حديثين.

١٩٤٩ - عن أسماء بنت أبي بكر قالت: قام رسول الله ﷺ، فذكر الفتنة التي يُفْتَنُ بها المرء في قبره، فلما ذكر ذلك، ضج المسلمون ضجة، حالت بيني وبين أن أفهم كلام رسول الله ﷺ، فلما سكنت ضجتهم، قلت لرجل قريب مني: أي بارك الله لك، ماذا قال رسول الله ﷺ في آخر قوله؟ قال:
«قَدْ أُوحِيَ إلَيَّ أنَّكمْ تفْتَنُونَ في القبُورِ، قَرِيبًا مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَالِ».
(صحيح) - جزء الكسوف: ق.

١٩٥٠ - عن عبد الله بن عباس: أن رسول الله ﷺ، كان يعلمهم هذا الدعاء، كما يعلمهم السورة من القرآن قولوا:
«اللَّهُمَّ إنَّا نَعُوذُ (١) بكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَأَعُوذ بكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَسِيح الدَّجَّالِ، وَأعُوذ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا وَالمَمَاتِ».
(صحيح) - ابن ماجه ٣٨٤٠: م.

١٩٥١ - عن عائشة قالت: دخل عليَّ رسول الله ﷺ، وعندي امرأة من اليهود، وهي تقول: إنكم تفتنون في القبور، فارتاع رسول الله ﷺ وقال:
«إنَّمَا تفْتَنُ يَهُودُ» وقالت عائشة: فلبثنا ليالي، ثم قال رسول الله ﷺ:
«إنَّهُ أوحِيَ إلَيَّ أَنَّكمْ تفْتَنُونَ فِي القُبُور» قالت عائشة: فسمعت رسول الله ﷺ بعد: يستعيذ من عذاب القبر.
(صحيح) - م ٢/ ٩٢.

١٩٥٢ - عن عائِشة: أن النبي ﷺ، كان يستعيذ من عذاب القبر، ومن فتنة الدجال، وقال:
«إنَّكمْ تُفْتَنُونَ فِي قُبُورِكمْ».
(صحيح الإِسناد).


(١) كذا الأصل، والذي في «صحيح ابن ماجه» ٣٠٩٧/ ٣٨٤٠: «إني أعوذ بك ..».

١٩٥٣ - عن عائشة، دخلت يهودية عليها فاستوهبتها شيئًا، فوهبت لها عائشة فقالت: أجارك الله من عذاب القبر. قالت عائشة: فوقع في نفسي من ذلك حتى جاء رسول الله ﷺ، فذكرت ذلك له فقال:
«إنَّهُمْ لَيُعَذَّبُونَ في قبُورِهِمْ عَذَابًا تَسْمَعُهُ البَهَائِمُ».
(صحيح الإِسناد).

١٩٥٤ - عن عائشة قالت: دخلت علي عجوزتان، مِن عُجُزِ يهود المدينة، فقالتا: إن أهل القبور يعذبون في قبورهم، فكذبتهما، ولم أنعم أن أصدقهما فخرجتا، ودخل علي رسول الله ﷺ، فقلت: يا رسول الله: إن عجوزتين من عُجُزِ يهود المدينة قالتا: إن أهل القبور يعذبون في قبورهم. قال:
«صَدَقَتَا. إنَّهُمْ يُعَذَّبُونَ عَذَابًا تَسْمَعُهُ البَهَائِمُ كلُّهَا» فما رأيته صلى صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر.
(صحيح) - خ ٦٣٦٦.

(١١٦) باب وضع الجريدة على القبر
١٩٥٥ - عن ابن عباس قال: مر رسول الله ﷺ بحائط، من حيطان مكة، أو المدينة، سمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما، فقال رسول الله ﷺ:
«يُعَذَّبَان ومَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ» ثم قال:
«بَلَى! كَانَ أحَدُهُمَا لا يَسْتَبْرِئ مِنْ بَوْلهِ، وَكَانَ الآخَرُ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ».
ثم دعا بجريدة فكسرها كسرتين، فوضع على كل قبر منهما كسرة، فقيل له: يا رسول الله لم فعلت هذا؟ قال:
«لَعَلَّهُ أنْ يُخَفَّفَ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا -أوْ إلَى أَنْ يَيْبَسَا-».
(صحيح) - ابن ماجه ٣٤٧: ق.

١٩٥٦ - عن ابن عباس قال: مر رسول الله ﷺ بقبرين، فقال:
«إنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ في كَبِيرٍ، أمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لا يَسْتَبْرِئ مِنْ بَوْلِهِ، وَأمَّا الآخَرُ فَكَانَ يمْشِي بِالنَّمِيمَةِ».

ثم أخذ جريدة رطبة، فشقها نصفين ثم غرز في كل قبر واحدة. فقالوا: يا رسول الله لم صنعت هذا؟ فقال:
«لَعَلَّهُمَا أنْ يُخَفَّفَ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا».
(صحيح) - ق، انظر ما قبله.

١٩٥٧ - عن ابن عمر: أن النبي ﷺ قال:
«أَلا إِنَّ أحَدَكمْ إذَا مَاتَ، عُرِضَ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ بالغَدَاةِ وَالعَشِيِّ، إنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ، فَمِنْ أهْلِ الجَنَّةِ، وإنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَمِنْ أهْلِ النَّارِ، حَتَّى يَبْعَثَهُ الله عز وجل يَوْمَ القِيَامَةِ».
(صحيح) - ابن ماجه ٤٢٧٠: ق.

١٩٥٨ - عن ابن عمر: عن رسول الله ﷺ قال:
«يُعْرَضُ عَلَى أَحَدِكمْ إذَا مَاتَ مَقْعَدُهُ مِنَ الغَدَاةِ وَالعَشِيِّ، فَإِنْ كَانَ مِنْ أَهلِ النَّارِ فَمِنْ أَهلِ النَّارِ» قيل: «هَذَا مَقْعَدُكَ حَتَّى يَبْعَثَكَ الله عز وجل، يَوْمَ القِيَامَةِ».
(صحيح) - ق، انظر ما قبله.

١٩٥٩ - عن ابن عمر: أن رسول الله ﷺ، قال:
«إذَا مَاتَ أحَدُكُمْ عُرِضَ عَلَى مَقْعَدِهِ، بِالغَدَاةِ وَالعَشِيِّ، إنْ كَانَ مِنْ أهلِ الجَنَّةِ، فَمِنْ أهل الجَنَّةِ، وإنْ كَانَ مِنْ أَهلِ النَّارِ، فَمِنْ أَهلِ النَّارِ فيقال: هذَا مَقْعَدُكَ حَتَّى يَبْعَثَكَ اللَّه عز وجل، يَوْمَ القِيَامَةِ».
(صحيح) - ق، انظر ما قبله.

(١١٧) باب أرواح المؤمنين
١٩٦٠ - عن كعب بن مالك: أن رسول الله ﷺ قال:
«إنَّمَا نسَمَةُ المُؤمِن طَائرٌ في شَجَر الجَنَّةِ، حَتَى يَبْعَثَهُ الله عز وجل إلَى جَسَدِه، يَوْمَ القِيَامَةِ» (١).
(صحيح) - ابن ماجه ٤٢٧١.

١٩٦١ - عن أنس قال: كنا مع عمر، بين مكة والمدينة، أخذ يحدثنا، عن أهل


(١) في «ابن ماجه» بلفظ «يعلق في شجر الجنة».

بدر، فقال: إن رسول الله ﷺ، لَيُرينا مصارعهم بالأمس، قال:
«هذَا مَصْرعُ فُلانٍ - إنْ شَاء الله- غَدًا».
قال عمر: والذي بعثه بالحق، ما أخطؤا تيك، فجعلوا في بئر، فأتاهم النبي ﷺ، فنادى:
«يَا فُلانُ بْنُ فُلانِ، يَا فُلانُ بْنُ فلانِ، هَلْ وَجَدْتمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا؟ فَإِنِّي وَجَدْت مَا وَعَدَنِي الله حقًّا» فقال عمر: تُكَلِّمُ أجسادًا لا أرواح فيها، فقال:
«مَا أنْتُمْ بِأسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ».
(صحيح) - فقه السيرة ٢٥٠، الآيات البينات ٦، ٣٠: ق.

١٩٦٢ - عن أنس قال: سمع المسلمون من الليل ببئر بدر، ورسول الله ﷺ، قائم ينادي:
«يَا أبَا جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ، وَيَا شَيْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَيَا عُتْبَة بْنُ رَبيعَةَ، وَيَا أمَيَّةُ بْنُ خَلِف: هَلْ وجَدْتمْ مَا وَعَدَ رَبّكمْ حَقًّا؟ فَإِنِّي وَجَدْتُ مَا وَعَدَنِي رَبِّي حَقًّا».
قالوا: يا رسول الله! أوَتُنادي قومًا قد جيَّفوا؟ فقال:
«مَا أنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أقولُ مِنْهُمْ، وَلَكِنَّهُمْ لا يَسْتَطِيعُونَ أنْ يُجِيبُوا».
(صحيح) - م ٨/ ١٦٣ - ١٦٤.

١٩٦٣ - عن ابن عمر: أن النبي ﷺ، وقف على قليب بدر، فقال:
«هَلْ وَجَدْتمْ مَا وَعَدَ رَبُّكمْ حَقًا؟» قَالَ: «إنَّهُمْ لَيسْمَعُونَ الآنَ مَا أقولُ لَهُمْ».
فذكر ذلك لعائشة، فقالت: وَهِلَ ابن عمر، إنما قال رسول الله ﷺ:
«إنَّهُمُ الآنَ يَعْلَمُونَ أنَّ الَّذِي كنْت أقولُ لَهُمْ هُوَ الحَقُّ» ثم قرأت قوله: ﴿إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى﴾ (١) حتى قرأت الآية.
(صحيح) - الآيات البينات ٢٦: ق.

١٩٦٤ - عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ:
«كُلُّ بَنِي آدَمَ» - وفي حديث مغيرة-: "كلُّ ابْنِ آدَمَ، يَأكلُهُ التُّرَابُ إلَّا عَجْبَ الذَّنَبِ، مِنْهُ خُلِقَ، وَفِيهِ يُرَكَّبُ.
(صحيح) - ابن ماجه ٤٢٦٦: ق.


(١) سورة النمل (٢٧)، الآية ٨٠ وتمامها: ﴿وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ﴾.

١٩٦٥ - عن أبي هريرة قال: عن رسول الله ﷺ:
«قَالَ الله عز وجل: كَذَّبَنِي ابْنُ آدَمَ، وَلَمْ يَكنْ يَنْبَغِي لَهُ أنْ يُكَذِّبَنِي، وَشَتَمَنِي ابْنُ آدَمَ، وَلَمْ يَكنْ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَشْتِمَنِي، أمَّا تكْذِيبُهُ إيَّايَ فَقَوْلهُ: إنِّي لا أعيدُهُ كَمَا بَدَأتهُ، وَلَيْسَ آخِرُ الخَلْقِ بأَعَزَّ عَلَيَّ مِنْ أَوَّلِهِ، وَأمَّا شَتْمُهُ إيَّايَ فَقَوْلُهُ: اتَّخَذَ الله وَلَدًا، وَأَنَا الله الأَحَدُ الصَّمَدُ، لَم أَلِدْ وَلَمْ أُولَدْ، وَلَمْ يَكنْ لِي كُفُوًا أحَدٌ».
(حسن صحيح) - خ ٤٩٧٤، ٤٩٧٥ [صحيح الجامع ٤٣٢٧ نحوه عن ابن عباس].

١٩٦٦ - عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول:
«أسْرَفَ عَبْدٌ عَلَى نَفْسِهِ، حَتَّى حَضَرَتْهُ الوَفَاةُ، قَالَ لأَهْلِهِ: إذَا أَنَا مُتُّ فَأَحْرِقُوني، ثُمَّ اسْحَقُونِي، ثمَّ اذْرُونِي في الرِّيحِ في البَحْرِ، فَوَاللّه لَئِنْ قَدَرَ الله عَلَيَّ لَيُعَذِّبَنِّي عَذَابًا لا يُعَذِّبُهُ أحَدًا مِنْ خَلْقهِ، قَالَ: فَفَعَلَ أَهُلُهُ ذلِكَ، قَالَ الله عز وجل لِكلِّ شَيْء أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا: أدِّ مَا أَخَذْتَ، فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ، قَالَ الله عز وجل: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: خَشْيَتكَ، فَغَفَرَ الله لَهُ».
(صحيح) - خ ٣٤٨١ م ٨/ ٩٧ - ٩٨.

١٩٦٧ - عن حذيفة، عن رسول الله ﷺ قال:
«كَانَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكمْ، يُسيء الظَّنَّ بِعَمَلِهِ، فَلَمَا حَضَرَتْهُ الوَفَاةُ، قَالَ لأَهْلِهِ: إذَا أنَا مُتُّ فَأَحْرِقُوني ثمَّ اطْحَنُوني، ثُمَّ اذْرُونِي، في البَحْرِ، فَإِنَّ الله إنْ يَقْدِرْ عَلَيَّ لَمْ يَغْفِرْ لي، قَالَ: فَأَمَرَ الله عز وجل المَلائِكَةَ، فَتَلَقَّتْ رُوحَهُ، قَالَ لَهُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا فَعَلْتَ؟ قَالَ: يَا رَبِّ مَا فَعَلْت إلَّا مِنْ مَخَافَتِكَ، فَغَفَرَ الله لَهُ».
(صحيح) - خ ٣٤٧٩ و٦٤٨٠.

(١١٨) باب البعث
١٩٦٨ - عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله ﷺ يخطب على المنبر يقول:
«إنَّكمْ مُلاقُو الله عز وجل، حُفَاة عُرَاة غُرْلًا».
(صحيح) - خ ٦٥٢٤ - ٦٥٢٥ م ٨/ ١٥٦.

١٩٦٩ - عن ابن عباس: عن النبي ﷺ، قال:
"يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ القِيَامَةِ، عُرَاة غُرْلًا، وَأَوَّلُ الخَلائِقِ يُكْسَى إبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ

السَّلامُ» ثم قرأ ﴿كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ﴾ (١).
(صحيح) - خ ٦٥٢٦ م ٨/ ١٥٧ وله تتمة ص ١١٧ [١٩٧٣].

١٩٧٠ - عن عائشة: أن رسول الله ﷺ قال:
«يُبْعث النَّاسُ يَوْمَ القِيَامَةِ، حُفَاة عُرَاة غُرْلًا».
فقالت عائشة: فكيف بالعورات؟ قال:
«﴿لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ﴾» (٢).
(صحيح) - خ ٦٥٢٧ م ٨/ ١٥٦.

١٩٧١ - عن عائشة، عن النبي ﷺ قال:
«إنَّكمْ تحْشَرُونَ حُفَاة عُرَاة».
قلت: الرجال والنساء، ينظر بعضهم إلى بعض؟ قال:
«إنَّ الأمْرَ أَشَدُّ مِنْ أنْ يُهِمَّهُمْ ذَلِكَ».
(صحيح) - خ ٦٥٢٧ م ٨/ ١٥٦.

١٩٧٢ - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ:
«يُحْشَرُ التاسُ يَوْمَ القِيَامَةِ، عَلَى ثَلاثِ طَرَائِقَ، رَاغِبِين رَاهِبِينَ، اثْنَانِ عَلَى بَعِيرٍ، وَثَلاثَةٌ عَلَى بَعِيرٍ، وَأرْبَعَةٌ عَلَى بَعِيرٍ، وَعَشَرَة عَلَى بَعِيرٍ، وَتَحْشُرُ بَقِيَّتَهُمُ النَّارُ، تَقِيلُ مَعَهُمْ حَيْث قَالُوا، وَتَبيتُ مَعَهُمْ حَيْث بَاتُوا، وَتُصْبِحُ مَعَهُمْ حَيْثُ أصْبَحُوا، وَتمْسِي مَعَهُمْ حَيْث أمْسَوْا».
(صحيح) - خ ٦٥٢٢ م ٨/ ١٥٧.

(١١٩) باب ذكر أول من يُكْسَى
١٩٧٣ - عن ابن عباس قال: قام رسول الله ﷺ بالموعظة فقال:
«يَا أيُّهَا النَّاسُ إنَّكمْ مَحْشُورونَ إلَى الله عز وجل عُرَاة».
قال أبو داود: «حُفَاة غُرْلًا».
وقال وكيع، ووهب- «عُرَاة غُرْلًا» ﴿كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ﴾ (١) قال:
«أوَّلُ مَنْ يُكْسَى يَوْمَ القِيَامَةِ إبْرَاهِيمُ عليه السلام، وَإنَّهُ سَيُؤتَى ..».
- قال أبو داود: «يُجَاء»، وقال: وهب ووكيع-.


(١) سورة الأنبياء (٢١)، الآية ١٠٤.
(٢) سورة عبس (٨٠)، الآية ٣٧.

»سَيُؤتَى بِرِجَالٍ مِنْ أمَّتِي فَيُؤخَذُ بهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ، فَأقُولُ: رَبِّ أصْحَابِي، فَيُقَالُ: إنَّكَ لا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، فَأقُولُ كَمَا قَالَ العَبْدُ الصَّالِحُ: ﴿وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي﴾ (١). إلَى قَوْلهِ: ﴿وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ﴾ «(١) الآية فيقال: إن هؤلاء لم يَزالُوا مُدبِرين».
- قال أبو داود: مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم-.
(صحيح) - ق، مضى شطره الأول ١١٤ [١٩٦٩].

(١٢٠) باب في التعزية
١٩٧٤ - عن قُرة بن إياس قال: كان نبي الله ﷺ، إذا جلس، يجلس إليه نفر من أصحابه، وفيهم رجل له ابن صغير، يأتيه من خَلف ظهره، فَيُقعدُه بين يَديه، فَهَلك، فامتنع الرجل أن يحضر الحلقة، لذكر ابنه، فحزن عليه، ففقده النبي ﷺ فقال:
«مَا ليَ لا أَرَى فُلانًا» قالوا: يا رسول الله، بُنَيُّهُ الذي رأيته هلك، فلقيه النبي ﷺ، فسأله عن بنيه، فأخبره أنه هلك، فعزاه عليه ثم قال:
«يَا فلانُ! أيُّمَا كَانَ أَحَبُّ إلَيْكَ، أنْ تَمَتَّعَ بهِ عُمْرَكَ، أوْ لا تَأتِي غَدًا إلَى بَابٍ مِنْ أبْواب الجَنَّةِ، إلَّا وَجَدْتهُ قَدْ سَبقَكَ إلَيْهِ يَفْتَحُهُ لَكَ».
قال: يا نبي الله! بل يسبقني إلى باب الجنة، فيفتحها لي، لهو أحب إلي قال:
«فَذَاكَ لَكَ».
(صحيح) - مضى مختصرًا ص ٢٣ [١٧٦٤].

(١٢١) باب نوع آخر
١٩٧٥ - عن أبي هريرة قال: أرسِلَ مَلَكُ المَوت إلى مُوسى عليه السلام، فلما جاءه صَكَّه، فَفقأ عَينَه، فرجع إلى رَبه فقال: أرسلتني إلى عبدٍ لا يريدُ الموتَ، فَردَّ الله عز وجل إليه عينه، وقال: ارجع إليه فقل له: يَضع يَده على مَتن ثَور، فله بكل ما غَطَّت يده بكل شعرة سنة، قال: أي رب ثم مَه؟ قال: الموت، قال: فالآن، فسأل الله عز وجل أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر، قال رسول الله ﷺ:
«فَلَوْ كُنْتُ ثَمَّ، لأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ إِلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ، تَحْتَ الكَثِيبِ الأحْمَرِ».
(صحيح) - خ ١٣٣٩ و٣٤٠٧ م ٧/ ٩٩ - ١٠٠.


(١) سورة المائدة (٥)، الآيتان ١١٧ و١١٨ وتمامهما: ﴿كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (١١٧) إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾.

 


google-playkhamsatmostaqltradent