(١) باب وجوب الجهاد
٢٨٩٠
- عن ابن عباس، قال: لما أخرج النبي ﷺ،
مِنْ مَكة، قال أبو بكر: أخرجوا نبيهم، إنا لله وإنا إليه رَاجعُون، لَيَهلكُنَّ.
فنزلت ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ
يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾
(١).
فعرفت: أنه سيكون قتال (٢).
قال ابن عباس: فهي أول آية نزلت في
القتال.
(صحيح الإسناد).
٢٨٩١ - عن ابن عباس: أن عبد الرحمن بن عوف وأصحابًا له، أتوا النبي ﷺ بمكة فقالوا: يا رسول الله، إنا كنا في عِزٍّ، ونحن مُشركون، فلما آمَنَّا صِرنا أذِلَّة، فقال:
«إِنِّي أُمِرْتُ بالعَفْو، فلا تُقَاتِلُوا»، فلما حَوَّلنَا الله إلى المدينة، أَمرَنا بالقتال فَكفُّوا، فأنزل الله عز وجل: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ﴾ (٣).
(صحيح الإسناد).
٢٨٩٢ - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ:
«بُعِثْتُ بِجَوَامِع الكَلِم، وَنُصِرْتُ بالرُّعْبِ، وبَيْنَا أنَا نائمٌ، أُتِيتُ بِمَفَاتيحِ خَزَائنِ الأَرْض، فَوُضِعَتْ في يَدي».
(*) في الهندية ٤٨٠ ما يلي: النصف الأخير
من كتاب النسائي.
(١)
سورة الحج (٢٢) الآية ٣٩.
(٢)
قال السندي: (فعرفت) الظاهر أنه من كلام أبي بكر، بتقدير، قال أبو بكر: فعرفت. إذ
ابن عباس يومئذ كان صغيرًا.
(٣)
سورة النساء (٤) الآية ٧٧.
قال أبو هريرة: فذهب رسول الله ﷺ
وأنتم تَنتَثِلُونَهَا (١).
(صحيح):
ق.
٢٨٩٣
- عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله ﷺ،
يقول:
«بُعِثْتُ بِجَوَامِع الكَلِم،
وَنُصِرْتُ بالرُّعْبِ، وَبَيْنَا أَنَا نَائمٌ، أتيتُ بمَفَاتيح خَزَائنِ
الأَرْض، فَوُضِعَتْ في يدي» فقال أبو هريرة: فقد ذهب رسول الله ﷺ وأنتم
تَنْتَثِلُونها.
(صحيح):
ق (٢).
٢٨٩٤
- عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال:
«أمِرْتُ أنْ أقَاتِلَ النَّاسَ
حَتَّى يَقُولُوا: لا إلهَ إلَّا الله فمَنْ قَالَ: لا إلهَ إلَّا الله عَصَمَ
مِنِّي مَالَهُ، وَنَفْسَهُ إلا بِحَقِّه، وَحسابُهُ عَلَى الله».
(صحيح
متواتر) - ابن ماجه ٧١ و٧٢ و٣٩٢٧ و٣٩٢٨: ق [وتقدم] (٣).
٢٨٩٥
- عن أبي هريرة قال: لما توفي رسول
الله ﷺ، واستُخلف أبو بكر، وكَفَر من كفر من العرب، قال عمر: يا أبا بكر، كيف
تقاتل الناس؟ وقد قال رسول الله ﷺ:
«أمِرتُ أنْ أقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى
يَقُولُوا: لا إلهَ إلَّا الله، فَمَنْ قَال: لا إلهَ إلا الله عَصَمَ مِنِّي
نَفْسَهُ، وَمَالَهُ إلا بِحَقِّه، وَحسابُهُ عَلَى الله».
قال أبو بكر رضي الله عنه:
والله! لأقاتلن من فرق بين الصلاة
والزكاة، فإِن الزكاة حق المال، والله! لو منعوني عَنَاقًا كانوا يؤدونها إلى رسول
الله ﷺ، لقاتلتهم على منعها.
فوالله ما هو إلا أن رأيت [أنَّ]
الله عز وجل، قد شرح صدر أبي بكر للقتال، وعرفت أنه الحق.
(صحيح)
- الصحيحة ٤٠٧: ق (٤).
(١) أي تستخرجون الأموال وما فتح الله من
خزائن الأرض، وزهرة الحياة الدنيا.
(٢)
هذا الحديث يرويه الإمام النسائي من طريقين. ثم يرويه من طريق ثالث. وقال عنه:
(نحوه) وهذا حذفه شيخنا، ثم رواه من طريق رابع بالرقم الآتي بعد هذا (٢٨٩٣) ولما
كان متن الحديث واحدًا، وكلام أبي هريرة كذلك فكان الأول يغنى عنه بعد حذف السند.
(٣)
صحيح الجامع الصغير ١٣٧٠ و١٣٧١ و١٣٧٢ و١٣٧٣ وللشيخ تعليق يفيد عن تواتر هذا
الحديث. انظره في «صحيح الجامع» ١/ ٢٩٢ والروايات التي بعده هي كالحديث السابق،
يمكن جمعها بعد حذف السند.
(٤)
ما بين [. .] ساقط من الأصل والميمنية، واستدركته من الهندية ٤٨١.
٢٨٩٦ - عن أبي هريرة قال: لما توفي رسول
الله ﷺ، وكان أبو بكر بعده، وكفر من كفر من العرب، قال عمر رضي الله عنه:
يا أبا بكر، كيف تقاتل الناس؟ وقد
قال رسول الله ﷺ:
«أمِرْتُ أَنْ أقاتِلَ النَّاسَ
حَتَّى يَقُولُوا: لا إلهَ إلَّا الله، فَمَنْ قَال: لا إلهَ إلَّا الله، فَقَد
عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ، إلَّا بحَقِّه، وَحسابُهُ عَلَى الله» قال أبو
بكر رضي الله عنه: لأقاتلن
من فرق بين الصلاة والزكاة، فإِن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عَنَاقًا،
كانوا يؤدونها إلى رسول الله ﷺ لقاتلتهم على منعها.
قال عمر: فوالله ما هو إلا أن رأيت
أن الله عز وجل، شرح صدر أبي بكر للقتال، فعرفت أنه الحق.
(صحيح):
ق - انظر ما قبله.
[قال
أبو عبد الرحمن]: واللفظ لأحمد (١).
٢٨٩٧
- عن أبي هريرة قال: لما جمع أبو بكر
لقتالهم، فقال عمر: يا أبا بكر، كيف تقاتل الناس؟ وقد قال رسول الله ﷺ:
«أمِرْتُ أنْ أقاتِلَ النَّاسَ حَتّى
يَقُولُوا: لا إلهَ إلَّا الله، فَإِذَا قَالُوهَا عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءهُمْ
وَأَمْوَالَهُمْ، إلَّا بحَقِّها» قال أبو بكر رضي الله عنه: لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة،
والله لو منعوني عناقًا، كانوا يؤدونها إلى رسول الله ﷺ، لقاتلتهم على منعها، قال
عمر رضي الله عنه: فوالله
ما هو إلا أن رأيت أن الله تعالى، قد شرح صدر أبي بكر لقتالهم، فعرفت أنه الحق.
(صحيح):
ق - انظر ما قبله.
٢٨٩٨
- عن أنس بن مالك قال: لما توفي رسول
الله ﷺ، ارتدت العرب. قال عمر: يا أبا بكر، كيف تقاتل العرب؟ فقال أبو بكر رضي
الله عنه: إنما قال
رسول الله ﷺ:
«أُمِرْتُ أنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ
حَتَّى يَشْهَدُوا، أَنْ لا إلهَ إلَّا الله، وَأَنِّي رَسُولُ الله، وَيُقيمُوا
الصَّلاةَ، وَيُؤتُوا الزكَاةَ، واللهِ لَوْ مَنَعُوني عَنَاقًا مِمَّا كانُوا
يُعْطُونَ رَسُولَ الله ﷺ لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَيْه».
(١) هو أحمد بن محمد بن مُغيرة. أحد شيوخ
النسائي في هذا الحديث.
قال عمر رضي الله عنه:
فلما رأيتُ رَأيَ أبي بكر قد شُرِحَ،
علمت أنه الحق.
(حسن
صحيح) - الصحيحة ٣٠٣ وص ١٥٢.
[قال أبو عبد الرحمن: عِمران القطان
لَيسَ بالقوي في الحديث، وهذا الحديث خطأ، والذي قبله الصواب، حديث الزهري، عن
عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي هريرة].
٢٨٩٩
- عن أبي هريرة: أن رسول الله ﷺ قال:
«أمِرْتُ أنْ أقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى
يَقُولُوا: لا إلهَ إلَّا الله، فَمَنْ قَالهَا فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي نَفْسَهُ
وَمَالَهُ، إلَّا بِحَقِّهِ، وَحسابُهُ عَلَى الله».
(صحيح):
ق.
٢٩٠٠
- عن أنس، عن النبي ﷺ قال:
«جَاهِدُوا المُشْرِكينَ
بأَمْوَالِكُمْ، وَأيْدِيكُمْ، وَأَلسِنَتِكُمْ».
(صحيح)
- المشكاة ٣٨٢١، صحيح أبي داود ١٢٦٢.
(٢)
باب التشديد في ترك الجهاد
٢٩٠١
- عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال:
«مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ، ولَمْ
يُحَدِّثْ نَفْسَهُ بِغَزْو، مَاتَ عَلَى شُعْبَةِ نِفَاق».
(صحيح)
- صحيح أبي داود ١٢٦٠: م [مختصر مسلم ١٠٧٣ وصحيح الجامع الصغير وزيادته الفتح
الكبير ٦٥٤٨].
(٣)
باب الرخصة في التخلف عن السرية
٢٩٠٢
- عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله ﷺ
يقول:
«والَّذي نَفْسي بيَدِهِ، لَوْلا
أَنَّ رِجالًا مِنَ المُؤمِنين، لا تَطيبُ أَنْفُسُهُمْ أَنْ يَتَخَلَّفُوا
عَنِّي، وَلا أَجِدُ مَا أحمِلُهُمْ عَلَيْهِ مَا تَخَلَّفْتُ عَنْ سَرِيَّة
تَغْزُو، في سَبيلِ الله عز وجل، والَّذي نَفْسي بيَدِهِ لَوَدِدْتُ، أنِّي
أقْتَلُ في سَبيلِ الله، ثُمَّ أحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ، ثُمَّ أحْيَا، ثُمَّ
أُقْتَلُ، ثُمَّ أحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ».
(صحيح):
ق [صحيح الجامع الصغير ٧٠٧٥].
(٤) باب فضل المجاهدين على القاعدين
٢٩٠٣
- عن سهل بن سعد قال: رأيت مروان بن
الحكم جالسًا، فجئت حتى جلست إليه، فحدثنا: أن زيد بن ثابت حدثه: أن رسول الله ﷺ
أنزل عليه: ﴿لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (١)،
﴿وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ (١).، فجاء ابن أم مكتوم، وهو يُمِلُّهَا
عليَّ، فقال: يا رسول الله، لو أستطيع الجهاد لجاهدت، فأنزل الله عز وجل، -وفخذهُ على فَخذي، فثقلت عليّ حتى
ظننت أن سَتُرَضُّ فخذي- ثم سري عنه ﴿غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ﴾ (١)
..
(صحيح)
- صحيح أبي داود ٢٢٦٤: خ.
[قال أبو عبد الرحمن: عبد الرحمن بن
إسحاق هذا، ليس به بأس. وعبد الرحمن بن إسحاق يروي عنه علي بن مسهر، وأبو معاوية،
وعبد الواحد بن زياد، عن النعمان بن سعد ليس بثقة].
٢٩٠٤
- عن سهل بن سعد قال: رأيت مروان
جالسًا في المسجد، فأقبلت حتى جلست إلى جنبه، فأخبرنا: أن زيد بن ثابت أخبره: أن
رسول الله ﷺ أملَى عليه، ﴿لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ
أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾.
قال: فجاءه ابن أم مَكتوم، وهو يملها
عليّ، فقال: يا رسول الله، لو أستطيع الجهاد لجاهدت، وكان رجلًا أعمى، فأنزل الله
على رسوله ﷺ -وفخذه على فخذي، حتى هَمَّت تَرُضُّ فَخذي- ثم سُرِّي عنه، فأنزل
الله عز وجل: ﴿غَيْرُ
أُولِي الضَّرَرِ﴾.
(صحيح):
خ - انظر ما قبله.
٢٩٠٥
- عن البراء: أن النبي ﷺ، -ثم ذكر كلمة
معناها- قال:
«ائتُوني بالكَتِف، واللَّوْح»،
فَكَتَبَ ﴿لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ وَعَمْرُو بنُ أمِّ
مَكْتُومَ خَلْفَهُ، فقال: هَلْ لي رُخْصَةٌ؟ فَنَزَلَتْ ﴿غَيْرُ أُولِي
الضَّرَرِ﴾.
(صحيح)
- المصدر نفسه: ق.
٢٩٠٦
- عن البراء قال: لما نزلت: ﴿لَا
يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ جاء
(١) سورة النساء (٤) الآية ٩٥.
ابن أُم مكتوم، -وكان أعمى- فقال: يا
رسول الله: فكيف فيَّ، وأنا أعمى؟ قال: فما برح حتى نزلت ﴿غَيْرُ أُولِي
الضَّرَرِ﴾.
(صحيح):
ق - انظر ما قبله.
(٥)
باب الرخصة في التخلف لمن له والدان
٢٩٠٧
- عن عبد الله بن عمرو قال: جاء رجل
إلى رسول الله ﷺ يستأذنه في الجهاد، فقال:
«أحَيٌّ وَالِدَاكَ» قال: نعم، قال:
«فَفيهِمَا فَجَاهِدْ».
(صحيح)
- ابن ماجه ٢٧٨٢: ق.
(٦)
باب الرخصة في التخلف لمن له والدة
٢٩٠٨
- عن جاهِمَة (١): أنه جاء إلى النبي ﷺ
فقال: يا رسول الله، أردت أن أغزو، وقد جئت أستشيرك؟ فقال:
«هَلْ لَكَ مِنْ أمّ» قال: نعم، قال:
«فَالزَمْهَا فَإِنَّ الجَنَّةَ تَحْتَ رِجْلَيْهَا».
(حسن
صحيح) - ابن ماجه ٢٧٨١.
(٧)
باب فضل من يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله
٢٩٠٩
- عن أبي سعيد الخدري: أن رجلًا أتى
رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله، أي الناس أفضل؟ قال:
«مَنْ جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ
في سَبيلِ الله» قال: ثم من يا رسول الله؟ قال:
«ثُمَّ مُؤمِنٌ في شِعْبٍ مِنَ
الشِّعَابِ يَتَّقي اللهَ وَيَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّه».
(صحيح)
- ابن ماجه ٣٩٧٨: ق.
(٨)
باب فضل من عمل في سبيل الله على قدمه
٢٩١٠
- عن أبي هريرة قال: لا يبكي أحد من
خشية الله، فتطعمه النار، حتى يُرَدُّ اللبن في الضرع، ولا يجتمع غبار في سبيل
الله، ودخان جهنم في منخري مُسلم أبدًا.
(صحيح)
- التعليق الرغيب ٢/ ١٦٦.
(١) هو جاهمة بن عباس بن مرداس السلَمِي.
والحديث في «صحيح ابن ماجه» ٢/ ١٢٥ أتم مما هنا. ومن رواية: معاوية بن جاهمة.
٢٩١١ - عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال:
«لا يَلجُ النَّارَ رَجُلٌ بَكَى مِنْ
خَشْيَةِ الله تَعَالَى، حَتَّى يَعُودَ اللَّبَنُ في الضَّرْع، وَلا يَجْتَمعُ
غُبَارٌ في سَبيلِ الله، وَدُخانُ نَارِ جَهَنَّمَ».
(صحيح)
- الترمذي ١٦٩٩ [مشكاة المصابيح ٣٨٢٨ وصحيح الجامع ٧٧٧٨].
٢٩١٢
- عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال:
«لا يَجْتَمِعَانِ في النَّارِ!
مُسْلِم قَتَلَ كَافِرًا، ثُمَّ سَدَّدَ وَقَارَبَ، وَلا يَجْتَمِعَانِ في جَوْف
مُؤمِنٍ! غُبَارٌ في سَبيلِ الله، وَفَيْحُ جَهَنَّمَ، وَلا يَجْتَمِعَانِ في
قَلْبِ عَبْدٍ! الإِيمَانُ وَالحَسَدُ».
(حسن)
- التعليق الرغيب ٢/ ١٦٧.
٢٩١٣
- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ:
«لا يَجْتَمعُ غُبَارٌ في سَبيلِ
الله، وَدُخَانُ جَهَنَّمَ في جَوْف عَبْدٍ أبَدًا، وَلا يَجْتَمعُ الشُّحُ
والإيمَانُ في قَلْبِ عَبدٍ أَبَدًا».
(صحيح)
- المشكاة ٣٨٢٨، التعليق الرغيب ٢/ ١٦٧.
٢٩١٤
- عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال:
«لا يَجْتَمعُ غُبَار في سَبيلِ الله،
وَدُخَانُ جَهَنَّمَ في وَجْهِ رَجُلٍ أبَدًا، وَلا يَجْتَمعُ الشُّحُّ والإيمَانُ
في قَلْبِ عَبدٍ أَبدًا».
(صحيح)
- انظر ما قبله.
٢٩١٥
- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ:
«لا يَجْتَمعُ غُبَار في سَبيلِ الله،
وَدُخَانُ جَهَنَّمَ في جَوْف عَبدٍ، وَلا يَجْتَمعُ الشُّحُ والإيمانُ في جَوْف
عَبدٍ».
(صحيح)
- انظر ما قبله.
٢٩١٦
- عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال:
«لا يَجْتَمعُ غُبارٌ في سَبيلِ الله عز
وجل، وَدُخانُ جَهَنَّمَ في مَنْخَرَيْ مُسْلم أبَدًا».
(صحيح)
- انظر ما قبله.
٢٩١٧
- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ:
"لا
يَجْتَمعُ غُبَارٌ في سَبيلِ الله، وَدُخَانُ جَهَنَّمَ في مَنْخَرَيْ مُسْلم،
وَلا يَجْتَمعُ شُحٌّ
وإيمانٌ في قَلْبِ رَجُلٍ مُسْلم».
(صحيح)
- انظر ما قبله.
٢٩١٨
- عن أبي هريرة قال: «لا يجمع الله عز
وجل، غبارًا في سبيل الله، ودخان جهنم في جوف امرئ مسلم، ولا يجمع الله في قلب
امرئ مسلم، الإيمان بالله، والشح جميعًا».
(صحيح)
- انظر ما قبله.
(٩)
باب ثواب من اغبرت قدماه في سبيل الله
٢٩١٩
- عن يزيد بن أبي مريم قال: لحقني
عَبَاية بن رَافِعٍ، وأنا مَاشٍ إلى الجمعة، فقال: أبشر فإن خطاك هذه في سبيل
الله، سمعت أبا عَبْسٍ يقول: قال رسول الله ﷺ:
«مَنِ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ في سَبيلِ
الله، فَهُوَ حَرَامٌ عَلَى النَّارِ».
(صحيح)
- الترمذي ١٦٩٨ [إرواء الغليل ١١٨٣].
(١٠)
باب ثواب عين سهرت في سبيل الله عز وجل
٢٩٢٠
- عن أبي رَيحَانة قال: سمعت رسول الله
ﷺ يقول:
«حُرِّمَتْ عَيْنٌ عَلَى النارِ،
سَهِرَتْ في سَبيلِ الله».
(صحيح)
- التعليق الرغيب ٢/ ١٥٥.
(١١)
باب فضل غدوة في سبيل الله عز وجل
٢٩٢١
- عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله ﷺ:
«الغَدْوَةُ والرَّوْحَةُ في سَبيلِ
الله عز وجل، أفضَلُ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فيهَا».
(صحيح)
- الإرواء ١١٨٢: ق.
(١٢)
باب فضل الروحة في سبيل الله عز وجل
٢٩٢٢
- عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول
الله ﷺ:
«غَدْوَةٌ في سَبيلِ الله، أوْ
رَوْحَةٌ خَيْرٌ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَغَرَبَتْ».
(صحيح)
- الإرواء ٥/ ٤: م.
٢٩٢٣
- عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال:
«ثلاثَةٌ كُلُّهُمْ حَقٌّ عَلَى الله عز
وجل عَوْنُهُ؛ المُجَاهِدُ في سَبيلِ الله، والنَّاكحُ الَّذي يُريدُ العَفَافَ،
والمُكَاتَبُ الَّذي يُريدُ الأداء».
(حسن)
- ابن ماجه ٢٥١٨ [مشكاة المصابيح ٣٠٨٩ وغاية المرام ٢١٠].
(١٣)
باب الغزاة وفد الله تعالى
٢٩٢٤
- عن أبي هريرة يقول: قال رسول الله ﷺ:
«وَفْدُ اللهِ عز وجل؛ ثَلاثَة
الغَازي، والحَاجُّ، والمُعْتَمِرُ».
(صحيح)
- المشكاة ٢٥٣٧، التعليق الرغيب ٢/ ١٦٥، الصحيحة ١٨٢٠.
(١٤)
باب ما تكفل الله عز وجل لمن يجاهد في سبيله
٢٩٢٥
- عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال:
«تكَفَّلَ اللهُ عز وجل، لِمَنْ
جَاهَدَ في سَبيلهِ، لا يُخْرِجُهُ إلَّا الجِهَادُ في سَبيلهِ، وَتَصْديقُ
كَلِمَتِهِ، بَأن يُدْخِلَهُ الجَنَّةَ، أو يَرُدَّهُ إلى مَسْكَنِهِ، الَّذي
خَرَجَ مِنْهُ مَعَ مَا نَالَ مِنْ أجْرٍ أَوْ غَنيمَةٍ».
(صحيح)
- صحيح أبي داود ٢٢٥٣ [خ مختصر مسلم ١٠٧٠ وصحيح الجامع ٢٩٨٥].
٢٩٢٦
- عن أبي هريرة يقول: سمعت رسول الله ﷺ
يقول:
«انْتَدَبَ اللهُ عز وجل لِمَنْ
يَخْرُجُ في سَبيلهِ، لا يُخْرِجُهُ إلَّا الإيمَانُ بي والجهَادُ في سَبيلي،
أنَّهُ ضَامِنٌ حَتَّى أُدْخِلَهُ الجَنَّةَ، بَأيِّهمَا كَانَ إمَّا بقَتْلٍ أو
وَفَاةٍ، أو أرُدَّهُ إلى مَسْكَنِهِ الَّذي خَرَجَ مِنْهُ، نَالَ مَا نَالَ مِنْ
أجْرٍ، أوْ غَنيمَةٍ».
(صحيح):
ق.
٢٩٢٧
- عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله ﷺ
يقول:
«مَثَلُ المُجَاهِدِ في سَبيلِ الله
-وَالله أعْلَمُ بمَنْ يُجَاهِدُ في سَبيلِ الله- كَمَثَلِ الصَّائم القَائم،
وَتَوَكَّلَ الله لِلْمُجَاهِدِ في سَبيلِهِ، بَأَنْ يَتَوَفَّاهُ فَيُدْخِلَهُ
الجَنَّةَ، أوْ يَرْجعَهُ سَالِمًا بِمَا نَالَ مِنْ أجْرٍ، أَوْ غَنيمَةٍ».
(صحيح):
ق.
(١٥)
باب ثواب السرية التي تخفق
٢٩٢٨
- عن عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول
الله ﷺ يقول:
«مَا مِنْ غَازِيَةٍ تَغْزُو في
سَبيلِ الله، فَيُصيبُونَ غَنِيمَةً إلَّا تَعَجَّلُوا، ثُلُثَيْ أَجْرِهِمْ مِنَ
الآخِرَةِ، وَيَبْقَى لَهُمُ الثُّلُثُ، فَإِنْ لمْ يُصيبُوا غَنيمَةً، تَمَّ
لَهُمْ أجْرُهُمْ».
(صحيح)
- ابن ماجه ٢٧٨٥: م.
٢٩٢٩
- عن ابن عمر، عن النبي ﷺ فيما يحكيه،
عن ربه عز وجل قال:
«أَيُّمَا عَبدٍ مِنْ عِبَادي، خَرَجَ
مُجَاهِدًا في سَبيلِ الله، ابْتِغَاءَ مَرْضاتي ضَمِنْتُ لَهُ أَنْ أرْجعَهُ، إنْ
أَرْجَعْتُهُ بِمَا أَصَابَ مِنْ أَجْرٍ، أوْ غَنيمَةٍ، وَإنْ قَبَضْتُهُ،
غَفَرْتُ لَهُ وَرَحِمْتُهُ».
(صحيح):
ق - أبي هريرة، ومضى ١٦ [٢٩٢٦].
(١٦)
باب مثل المجاهد في سبيل الله عز وجل
٢٩٣٠
- عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله ﷺ
يقول:
«مَثَلُ المُجَاهِدِ في سَبيلِ الله
-والله أَعْلَمُ بِمَنْ يُجَاهِدُ في سَبيلهِ- كَمَثَلِ الصَّائمِ القَائمِ
الخَاشعِ الرَّاكعِ السَّاجِدِ».
(صحيح)
- التعليق الرغيب ٢/ ١٧٩ [صحيح الجامع ٥٨٥٠].
(١٧)
باب ما يعدل الجهاد في سبيل الله عز وجل
٢٩٣١
- عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى رسول
الله ﷺ فقال: دُلَّنِي على عمل يعدل الجهاد، قال:
«لا أَجدُهُ، هَلْ تَسْتَطيعُ إذَا
خَرَجَ المُجَاهِدُ تَدْخُلُ مَسْجدًا فَتَقُومُ لا تَفْتُرُ، وَتَصُومُ لا
تُفْطِرُ» قَال: من يستطيع ذلك.
(صحيح):
خ ٢٧٨٥.
٢٩٣٢
- عن أبي ذر: أنه سأل نبي الله ﷺ: أي
العمل خير؟ قال:
«إيمانٌ بالله، وَجِهَادٌ في سَبيلِ
الله عز وجل».
(صحيح):
ق.
٢٩٣٣
- عن أبي هريرة قال: سأل رجل رسول الله
ﷺ: أي الأعمال أفضل؟ قال:
«إيمَانٌ بالله» قال: ثم ماذا؟ قال:
«الجِهَادُ في سَبيلِ الله» قال: ثم ماذا؟
قال: «حَجٌّ مَبْرُورٌ».
(صحيح):
ق.
(١٨)
باب درجة المجاهد في سبيل الله عز وجل
٢٩٣٤
- عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله ﷺ
قال:
«يَا أَبَا سَعيدٍ، مَنْ رَضِيَ بالله
رَبًّا، وبالإِسْلام دينًا، وَبمُحَمَّدٍ نَبيًّا، وَجَبَتْ لَهُ الجَنَّةُ» قال:
فعجب لها أبو سعيد قال: أعدها علي يا رسول الله، ففعل، ثم قال رسول الله ﷺ:
«وَأخْرَى يُرْفَعُ بِهَا العَبْدُ
مِائةَ دَرَجَةٍ في الجَنَّةِ، مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ، كمَا بَيْنَ
السَّمَاء والأرْض» قال: وما هي يا رسول الله؟ قال:
«الجِهَادُ في سَبيلِ الله، الجِهَادُ
في سَبيلِ الله».
(صحيح):
م ٦/ ٣٧ [مختصر مسلم ١٠٧١ وصحيح الجامع ٧٨٢٩].
٢٩٣٥
- عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله ﷺ:
«مَنْ أقَامَ الصَّلاةَ، وَآتَى
الزَّكَاةَ، وَمَاتَ لا يُشرِكُ بالله شَيْئًا، كَانَ حَقًّا عَلَى الله عز وجل،
أنْ يَغْفِرَ لَهُ هَاجرًا، وَمَاتَ في مَوْلِدِهِ».
فقلنا: يا رسول الله، ألا نخبر بها
الناس، فيستبشروا بها، فقال:
«إنَّ لِلْجَنَّةِ مائةَ دَرَجَةٍ،
بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ، كمَا بَيْنَ السَّمَاء والأرْض، أَعَدَّهَا الله
لِلْمُجَاهِدينَ في سَبيلِهِ، وَلَوْلا أنْ أشُقَّ عَلَى المُؤمِنينَ، وَلا أَجِدُ
مَا أحْمِلُهُمْ عَلَيْهِ، وَلا تَطيبُ أنفسهم أَنْ يَتَخَلَّفُوا بَعْدي، مَا
قَعَدْتُ خَلْفَ سَرِيَّةٍ، وَلَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ، ثُمَّ أحْيَا، ثُمَّ
أُقْتَلُ».
(حسن الإسناد).
(١٩)
باب ما لمن أسلم وهاجر وجاهد
٢٩٣٦
- عن فضالة بن عبيد قال: سمعت رسول
الله ﷺ يقول:
"أنَا
زَعيمٌ، -والزَّعيمُ الحَميلُ- لِمَنْ آمَنَ بي، وَأَسْلَمَ وَهَاجَرَ بِبَيْتٍ في
رَبَضِ الجَنَّةِ، وَببَيْتٍ في وَسَطِ الجَنَّةِ، وَأنَا زَعيمٌ لِمَنْ آمَنَ بي،
وَأسلَمَ وَجَاهَدَ في سَبيلِ الله، بِبَيْتٍ في رَبَضِ الجَنَّةِ، وَبِبَيْتٍ في
وَسَطِ الجَنةِ، وَبِبَيْتٍ في أَعْلَى غُرَفِ الجَنَّةِ، مَنْ
فَعَلَ ذَلِكَ، فَلَمْ يَدَعْ
لِلْخَيْرِ مَطْلَبًا، وَلا مِنَ الشَّرِّ مَهْرَبًا، يَمُوتُ حَيْثُ شَاء أنْ
يَمُوتَ«.
(صحيح)
- التعليق الرغيب ٢/ ١٧٣ [صحيح الجامع ١٤٦٥].
٢٩٣٧
- عن سَبْرَة بن أبي فَاكِهٍ قال: سمعت
رسول الله ﷺ يقول:
»إنَّ الشَّيْطَانَ قَعَدَ لابْنِ
آدَمَ بأطْرُقِهِ، فَقَعَدَ لَهُ بطَريقِ الإسْلام فقال: تُسْلِمُ وَتَذَرُ
دينَكَ، وَدينَ آبائكَ، وآباء أبيكَ؟ فَعَصَاهُ فَأسْلَمَ.
ثُمَّ قَعَدَ لَهُ بطَريقِ
الهِجْرَةِ فَقالَ: تُهَاجرُ وَتَدَعُ أرْضَكَ وَسَمَاءَكَ، وإنَّمَا مَثَلُ
المُهَاجِرِ، كَمَثَلِ الفَرَسِ في الطِّوَل؟، فَعَصَاهُ فَهَاجَرَ.
ثُمَّ قَعَدَ لَهُ بطَريقِ الجهَادِ
فقال: تُجَاهِدُ فَهُوَ جَهْدُ النَّفْسِ وَالمَالِ، فَتُقَاتِلُ فَتُقتَلُ،
فَتُنْكَحُ المَرْأةُ، وَيُقْسَمُ المالُ؟ فَعَصَاهُ، فَجَاهَدَ«.
فقال رسول الله ﷺ: فَمَن فَعَلَ ذلكَ
كَانَ حَقًّا عَلَى الله عز وجل، أن يُدْخِلَهُ الجَنَّةَ، وَمَنْ قُتِلَ كَانَ
حَقًّا عَلَى الله عز وجل، أنْ يُدْخِلَهُ الجَنَّةَ، وَإنْ غَرِقَ كَانَ حَقًا
عَلَى الله، أن يُدْخِلَهُ الجَنَّةَ، أَوْ وَقَصَتْهُ دَابَّتُهُ، كَانَ حَقًّا
عَلَى الله أَنْ يُدْخِلَهُ الجَنَّةَ».
(صحيح)
- المصدر نفسه.
(٢٠)
باب فضل من أنفق زوجين في سبيل الله عز وجل
٢٩٣٨
- عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال:
«مَنْ أنْفَقَ زَوْجَيْنِ في سَبيلِ
الله، نُودِيَ في الجَنَّةِ: يَا عَبْدَ الله، هذَا خَيْرٌ، فَمَنْ كَانَ مِنْ
أهلِ الصَّلاةِ دُعِيَ مِنْ بَاب الصلاةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهلِ الجِهَادِ،
دُعِيَ مِنْ بَاب الجهَادِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أهلِ الصَّدَقَةِ، دُعِيَ مِنْ
بَابِ الصَّدَقَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أهلِ الصِّيام، دُعِيَ مِنْ بَاب
الرَّيَّانِ».
فقال أبو بكر: يَا نبي الله، ما على
الذي يُدعى من تلك الأبواب كُلِّهَا من ضرورة، هل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟
قال: «نَعَمْ، وَأرْجُو أنْ تكونَ مِنْهُمْ».
(صحيح):
ق - مضى ٥/ ١٠ [وسيأتي ٢٩٨٢].
(٢١) باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا
٢٩٣٩
- عن أبي موسى الأشعري قال: جاء أعرابي
إلى رسول الله ﷺ، فقال: الرجل يقاتل ليذكر، ويقاتل ليغنم، ويقاتل ليُرى مكانه، فمن
في سبيل الله؟ قال:
«مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ
الله هِيَ العُلْيَا فَهُوَ في سَبيلِ الله عز وجل».
(صحيح)
- ابن ماجه ٢٧٨٣: ق [مختصر مسلم ١٠٨٨ ومشكاة المصابيح ٣٨١٤].
(٢٢)
باب من قاتل ليقال: فلان جَريء
٢٩٤٠
- عن سليمان بن يسار قال: تفرق الناس
عن أبي هريرة، فقال له قائل من أهل الشام: أيها الشيخ، حدثني حديثًا سمعته من رسول
الله ﷺ قال: نعم! سمعت رسول الله ﷺ يقول:
«أَوَّلُ النَّاسِ يُقْضَى لَهُمْ
يَومَ القِيَامَةِ ثَلاثَةٌ، رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ فَأُتِيَ بهِ، فَعَرَّفَهُ
نِعَمَهُ فَعرفها قال: فَما عَمِلْتَ فيهَا؟ قال: قَاتَلْتُ فيكَ حَتَّى
اسْتُشهِدْتُ، قال: كَذَبْتَ ولكِنَّكَ قَاتَلْتَ لِيُقَالَ فُلان جَريء، فَقَدْ قيلَ،
ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ، حَتَّى أُلْقِيَ في النَّارِ، وَرَجُل
تَعَلَّمَ العِلْمَ، وَعَلَّمَهُ وَقرَأَ القُرْآنَ، فأتيَ بهِ فَعَرَّفَهُ
نِعَمَهُ فَعَرَفَها، قال: فَمَا عَمِلْتَ فيهَا؟ قال: تَعَلَّمْتُ العِلْمَ
وَعَلَّمْتُهُ، وَقَرَأتُ فيكَ القُرْآنَ، قال: كَذَبْتَ وَلكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ
العِلْمَ ليُقَالَ: عَالِم، وَقَرَأتَ القُرْآنَ ليُقَالَ: قَارئٌ، فَقَدْ قِيْلَ،
ثُمَّ أُمِرَ بهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ، حَتَّى أُلقِيَ في النَّارِ، وَرَجُلٌ
وَسَّعَ الله عَلَيْهِ، وَأعْطَاهُ مِنْ أصْنَاَفِ المَالِ كُلِّهِ، فأُتيَ بهِ
فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَها، فقال: مَا عَمِلْتَ فيهَا؟ قال: مَا تَرَكْتُ
مِنْ سَبيل تُحِبُّ» -قالَ أبو عَبْدِ الرَّحْمنِ: وَلَمْ أفْهَمْ تُحِبُّ كَمَا
أرَدْتُ (١) - «أنْ يُنْفَقَ فيهَا، إلَّا أنْفَقْتُ فيهَا لَكَ قال: كَذَبْتَ
وَلكِنْ ليُقَالَ: إنَّهُ جَوَادٌ، فَقَدْ قيل، ثُمَّ أمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى
وَجْهِهِ، فَأُلقِيَ في النَّارِ».
(صحيح):
م ٦/ ٤٧.
(٢٣)
باب من غزا في سبيل الله، ولم ينو من غزاته إلا عِقَالا
٢٩٤١
- عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول
الله ﷺ:
«مَنْ غَزَا في سَبيلِ الله، وَلَمْ
يَنْوِ إلَّا عِقَالًا، فَلَهُ مَا نَوَى».
(حسن)
- المشكاة ٣٨٥٠، التعليق الرغيب ٢/ ١٨٢.
(١) هذا كلام مدرج من أبي داود. يدل على دقته
في نقل ما سمع.
٢٩٤٢ - عن عبادة بن الصامت أن رسول الله ﷺ
قال:
«مَنْ غَزَا، وَهُوَ لا يُريدُ إلَّا
عِقَالًا، فَلَهُ مَا نَوَى».
(حسن)
- انظر ما قبله.
(٢٤)
باب من غزا يلتمس الأجر والذكر
٢٩٤٣
- عن أبي أمامة الباهلي قال: جاء رجل
إلى النبي ﷺ فقال: أرأيت رجلًا غزا يلتمس الأجر والذكر مالَه؟ فقال رسول الله ﷺ:
«لا شَيْءَ لَهُ» فأعادها ثلاث مرات،
يقول له رسول الله ﷺ: «لا شَيْءَ لَهُ»، ثم قال: «إنَّ اللهَ لا يَقْبَلُ مِنَ
العَمَلِ، إلَّا مَا كَانَ لَهُ خَالصًا وابتُغِيَ بِهِ وَجْهُهُ».
(حسن
صحيح) - أحكام الجنائز ٦٣، الصحيحة ٥٢، صحيح الترغيب ١/ ٦/ ٦.
(٢٥)
باب ثواب من قاتل في سبيل الله فواق ناقة
٢٩٤٤
- عن معاذ بن جبل أنه سمع رسول الله ﷺ
يقول:
«مَنْ قَاتَلَ في سَبيلِ الله عز وجل،
مِنْ رَجُلٍ مُسْلِم، فَوَاقَ نَاقَةٍ وَجَبَتْ لَهُ الجَنَّةُ، وَمَن سَأَلَ
اللهَ القَتْلَ مِنْ عِنْدِ نفْسِهِ صَادِقًا، ثُمَّ مَاتَ، أوْ قُتِلَ فَلَهُ
أجْرُ شَهيدٍ، وَمَنْ جُرِح جُرْحًا في سَبيلِ الله، أوْ نُكِبَ نَكْبَةً فإنَّهَا
تَجيءُ يومَ القِيَامَةِ، كَأَغْزَر مَا كَانتْ لَونُهَا كَالزَّعْفَرَانِ،
وَريحُهَا كَالمِسْكِ، وَمَنْ جُرِحَ جُرْحًا في سَبيلِ الله، فعَليْهِ طَابَع
الشُّهَدَاء».
(صحيح)
- ابن ماجه ٢٧٩٢.
(٢٦)
باب ثواب من رمى بسهم في سبيل الله
٢٩٤٥
- عن شُرَحْبيْلَ بنِ السِّمْطِ أنه
قال لعمرو بن عَبَسَة: يا عمرو، حدثنا حديثًا سمعته من رسول الله ﷺ قال: سمعت رسول
الله ﷺ يقول:
«مَنْ شَابَ شَيْبَةً في سَبيلِ الله
تَعَالَى، كَانَتْ لهُ نُورًا يَومَ القِيَامَةِ، وَمَنْ رَمَى بِسَهْم في سَبيلِ
الله تعَالى، بَلَغَ العَدُوَّ أوَ لَمْ يبْلُغْ، كَانَ لَهُ كَعِتْقِ رَقَبَةٍ،
وَمَنْ أَعْتَقَ رَقبَةً مُؤمِنَةً، كَانتْ لَهُ فِدَاءْهُ مِنَ النَّارِ عُضْوًا
بِعُضْوٍ».
(صحيح)
- الترمذي ١٧٠٠ [مشكاة المصابيح ٤٤٥٩].
٢٩٤٦
- عن أبي نُجَيْحٍ السَّلَميِّ قال:
سمعت رسول الله ﷺ يقول:
«مَنْ بَلَغَ بِسَهْم في سَبيلِ الله،
فَهُوَ لَهُ دَرَجَةٌ في الجَنَّةِ، فَبَلَّغْتُ يَوْمَئذٍ سِتَةَ عَشَرَ سَهْمًا».
قال: وسمعت رسول الله ﷺ يقولُ:
«مَنْ رَمَى بِسَهْم في سَبيلِ الله
فَهُوَ عِدْلُ مُحَرَّر».
(صحيح)
- تخريج فقه السيرة ٢١٠/ طبعة دار القلم الثانية، التعليق الرغيب ٢/ ١٧١ (١).
٢٩٤٧
- عن شُرَحْبِيْلَ بن السِّمْطِ، قال
لكعب بن مُرة: يا كعب، حدثنا عن رسول الله ﷺ، واحذر قال: سمعته يقول:
«مَنْ شَابَ شَيْبَةً في الإسلامِ في
سبيلِ الله، كانَتْ لَهُ نُوْرًا يومَ القيامَةِ».
قال له: حدثنا عن النبي ﷺ واحذر قال:
سمعته يقول:
«ارْمُوا. مَنْ بَلَغَ العَدُوَّ
بسَهْم، رَفَعَهَ الله بهِ دَرَجَةً».
قال ابن النَّحَّامِ: يا رسول الله،
وما الدرجة؟ قال: «أمَا إنَّهَا لَيْسَتْ بِعَتَبَةِ أمِّكَ، وَلَكِنْ مَا بَيْنَ
الدَّرَجَتَيْنِ مِائةُ عَام».
(صحيح)
- التعليق الرغيب أيضًا [انظر صحيح الجامع ٦٣٠٧، وكان حقه أن يعطى رقمين].
٢٩٤٨
- عن شُرحبيل بن السمط، عن عمرو بن
عَبسة قال: قلت: يا عمرو بن عبسة، حدثنا حديثًا سمعته من رسول الله ﷺ، ليس فيه
نسيان، ولا تنقص، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول:
«مَنْ رَمَى بسَهْم في سَبيلِ الله،
فَبَلَغَ العَدُوَّ أخْطَأَ أوْ أَصَابَ، كَانَ لَهُ كَعِدْلِ رَقَبَةٍ، وَمَنْ
أَعْتَقَ رَقَبَةً مُسْلِمَةً، كَانَ فِداءُ كُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْوًا مِنْهُ،
مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ، وَمَنْ شَابَ شَيْبَةً في سَبيلِ الله، كَانَتْ لَهُ نُورًا
يَومَ القِيَامَةِ».
(صحيح)
- مضى ٢٦ [٢٩٤٥ وانظر صحيح الجامع ٧٢٦٧ و٦٣٠٨ وهو هناك مقسم إلى رقمين، ومشكاة
المصابيح ٤٤٥٩].
(٢٧)
باب من كُلِمَ في سبيل الله عز وجل
٢٩٤٩
- عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال:
"لا
يُكْلَمُ أحَدٌ في سَبيلِ الله، -وَالله أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ في سَبيلهِ-
إلَّا جَاءَ يَومَ
(١) وصحيح الجامع الصغير ٦١٢٦ و٦٢٦٨ والمشكاة
٣٨٧٣ وكان حقه أن يعطى رقمين. ولكن لم أفعل مخافة اضطراب الإِحالة على الأرقام
السابقة التي وضعها الشيخ حفظه الله.
القِيَامَةِ، وَجُرْحُهُ يَثْعَبُ
(١) دَمًا، اللَّوْنُ لَوْنُ دَمٍ، والريحُ ريحُ المِسْكِ».
(صحيح)
- ابن ماجه ٢٧٩٥: ق [في ابن ماجه (حسن - صحيح) وصحيح الجامع الصغير ٧٧٧٢ و٧٠٨٨].
٢٩٥٠
- عن عبد الله بن ثعلبة قال: قال رسول
الله ﷺ:
«زَمِّلُوهُمْ بِدِمَائهِمْ، فَإنَّهُ
لَيْسَ كَلْمٌ يُكْلمُ في الله، إلا أَتَى يَوْمَ القِيَامَةِ، جُرْحُهُ يَدْمَى،
لَونُهُ لَوْنُ دَم، وَريحُهُ ريحُ المِسْكِ».
(صحيح)
- أحكام الجنائز ٦٠، الإرواء ٧٠٧.
(٢٨)
باب ما يقول من يطعنه العدو
٢٩٥١
- عن جابر بن عبد الله قال: لما كان
يوم أحد وولى الناس، كان رسول الله ﷺ في ناحية، في اثني عشر رجلًا من الأنصار،
وفيهم طلحة بن عبيد الله، فأدركهم المشركون، فالتفت رسول الله ﷺ وقال:
«مَنْ لِلْقوْم» فقال طلحة: أنا، قال
رسول الله ﷺ: «كَمَا أَنْتَ» فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول الله، فقال:
«أَنْتَ» فقاتل حتى قُتل، ثم التفت فإذا المشركون فقال: «مَنْ لِلْقَوْم» فقال
طلحة: أنا، قال: «كَمَا أنْتَ» فقال رجل من الأنصار: أنا، فقال: «أَنْتَ» فقاتل
حتى قُتل، ثم لم يزل يقول ذلك، ويخرج إليهم رجل من الأنصار فيقاتل قتال من قبله،
حتى يقتل، حتى بقي رسول الله ﷺ وطلحة بن عبيد الله، فقال رسول الله ﷺ: «مَنْ
لِلْقَوْم» فقال طلحة: أنا، فقاتل طلحة قتال الأحد عشر، حتى ضُربت يده فَقُطعت
أصابعه، فقال: حَسِّ، فقال رسول الله ﷺ: «لَوْ قُلْتَ بِسْم الله، لَرَفَعَتْكَ
المَلائكَةُ، والنَّاسُ يَنْظُرُونَ، ثُمَّ رَدَّ اللهُ المُشْرِكينَ».
(حسن)
من قوله: «فقطعت أصابعه ..»، وما قبله يحتمل التحسين، وهو على شرط مسلم - الصحيحة
٢٧٩٦.
(٢٩)
باب من قاتل في سبيل الله، فارتد عليه سيفه فقتله
٢٩٥٢
- عن سلمة بن الأكوع قال: لما كان يوم
خيبر، قاتل أخي قتالًا شديدًا مع رسول الله ﷺ، فارتد عليه سيفه فقتله، فقال أصحاب
رسول الله ﷺ في ذلك، وشكُّوا
(١) أي: يجري دمه بكثرة.
فيه رجل مات بسلاحه، قال سلمة: فقفل
رسول الله ﷺ من خيبر، فقلت: يا رسول الله، أتأذن لي أن أرتجز بك، فأذن له رسول
الله ﷺ، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: اعلم ما تقول، فقلت:
والله لولا الله ما اهتَدينا … ولا
تَصدَّقنَا ولا صَلَّينا
فقال رسول الله ﷺ: «صدقت».
فأنزلن سكينة علينا … وثبت الأقدام
إن لاقينا
والمشركون قد بغوا علينا
فلما قضيت رجزي قال رسول الله ﷺ:
«مَنْ قَالَ هَذَا؟» قلت: أخي، قال رسول الله ﷺ: «يَرْحَمُهُ الله» فقلت: يا رسول
الله، والله إن ناسًا ليهابون الصلاة عليه، يقولون: رجل مات بسلاحه، فقال رسول
الله ﷺ: «مَاتَ جَاهِدًا مُجَاهِدًا».
قال ابن شهاب: ثم سألت ابنًا لسلمة
بن الأكوع، فحدثني عن أبيه مثل ذلك، غير أنه قال حين قلت: إن ناسًا ليهابون الصلاة
عليه، فقال رسول الله ﷺ:
«كَذَبُوا مَاتَ جَاهِدًا مُجَاهِدًا،
فَلَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ، وَأشَارَ بأُصْبُعَيْهِ».
(صحيح)
- صحيح أبي داود ٢٢٨٩: م.
(٣٠)
باب تمني القتل في سبيل الله تعالى
٢٩٥٣
- عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال:
«لَولا أنْ أشُقَّ عَلَى أمَّتي، لَمْ
أَتَخَلَّف عَنْ سَرِيَّةٍ، وَلَكِنْ لا يَجدُونَ حَمُولَةً وَلا أجدُ مَا
أحْمِلُهُمْ عَلَيْهِ، وَيَشُقُّ عَلَيْهِم أنْ يَتَخَلَّفُوا عَنِّي،
وَلَوَدِدْتُ أَنِّي قُتِلْتُ في سَبيلِ اللَّه، ثُمَّ أُحييتُ، ثُمَّ قُتِلْتُ، ثُمَّ
أُحييتُ، ثُمَّ قُتِلْتُ ثلاثًا».
(صحيح):
م ٦/ ٣٣ - ٣٤.
٢٩٥٤
- عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله ﷺ
يقول:
«والَّذي نَفْسي بيَدِهِ، لَوْلا
أَنَّ رِجَالًا مِنَ المُؤمِنينَ لا تَطيبُ أنْفُسُهُمْ بأَنْ يَتَخَلَّفُوا
عَنِّي، وَلا أَجدُ مَا أحمِلُهُمْ عَلَيْهِ، مَا تَخَلَّفْتُ عَنْ سَريَّةٍ
تَغْزُو في سَبيلِ الله، وَالَّذي نَفْسي بيَدِهِ، لَوَدِدْتُ أنِّي أُقْتَلُ في
سَبيلِ الله، ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ، ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ».
(صحيح
الإسناد) [صحيح الجامع ٧٠٧٥].
٢٩٥٥ - عن ابن أبي عَمِيرَةَ (١) أن رسول
الله ﷺ قال:
«مَا مِنَ النَّاسِ مِنْ نَفْسٍ
مُسْلِمَةٍ يَقْبضُهَا رَبُّهَا، تُحِبُّ أَنْ تَرْجعَ إليْكُمْ، وَأَنَّ لَهَا
الدُّنْيَا وَمَا فيهَا غَيْرُ الشَّهيدِ».
قال ابن أبي عميرة: قال رسول الله ﷺ:
«ولأنْ أُقْتَلَ في سَبيلِ الله،
أَحَبُّ إليَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لي أهلُ الوَبَرِ والمَدَرِ».
(حسن)
- التعليق الرغيب ٢/ ١٩٠ [صحيح الجامع الصغير ٥٦٨٤].
(٣١)
باب ثواب من قتل في سبيل الله عز وجل
٢٩٥٦
- عن جابر قال: قال رجل يوم أحد: أرأيت
إن قتلت في سبيل الله، فأين أنا؟ قال: «في الجنة»، فألقى تمرات في يده، ثم قاتل
حتى قتل.
(صحيح):
ق.
(٣٢)
من قاتل في سبيل الله تعالى، وعليه دين
٢٩٥٧
- عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي
ﷺ وهو يخطب على المنبر فقال: أرأيت إن قاتلت في سبيل الله صابرًا محتسبًا مقبلًا
غير مدبر، أيكفر الله عني سيئاتي؟ قال: «نَعَمْ» ثُمَّ سَكَتَ ساعَةً، قال: «أيْنَ
السَّائلُ آنِفًا؟» فقال الرجل: ها أنا ذا قال: «مَا قُلتَ؟» قال: أرأيت إن قتلت
في سبيل الله صابرًا محتسبًا مقبلًا غير مدبر، أيكفر الله عني سيئاتي؟ قال:
«نَعَمْ، إلَّا الدَّيْنَ، سَارَّني بهِ جِبْريلُ آنِفًا».
(حسن
صحيح) - الإرواء ٥/ ١٨.
٢٩٥٨
- عن أبي قتادة قال: جاء رجل إلى رسول
الله ﷺ فقال: يا رسول الله، أرأيت إن قتلت في سبيل الله صابرًا محتسبًا مقبلًا غير
مدبر، أيكفر الله عني خطاياي؟ قال رسول الله ﷺ:
«نَعَم» فلما ولى الرجل، ناداه رسول
الله ﷺ أو أمر به، فنودي له، فقال رسول الله ﷺ: «كَيْفَ قُلْتَ؟» فأعاد عليه قوله،
فقال رسول الله ﷺ:
«نَعَمْ، إلا الدَّيْنَ كَذلِكَ قَالَ
لي جِبْريلُ عليه السلام».
(صحيح)
- المصدر نفسه: م.
(١) هو عبد الرحمن بن أبي عميرة. وفي الجامع
الصغير ٢/ ٩٩٢ ذكر أنه (محمد) ورده شيخنا.
٢٩٥٩ - عن أبي قتادة، عن رسول الله ﷺ، أنه
قام فيهم، فذكر لهم أن الجهاد في سبيل الله، والإيمان بالله أفضل الأعمال، فقام
رجل فقال: يا رسول الله، أرأيت إن قتلت في سبيل الله، أيكفر الله عني خطاياي؟ فقال
رسول الله ﷺ:
«نَعَمْ! إنْ قُتِلْتَ في سَبيلِ
الله، وَأنْتَ صَابرٌ مُحْتَسِبٌ مُقْبِلٌ، غَيْرُ مُدْبِرٍ، إلا الدَّيْنَ،
فإِنَّ جِبْريلَ عليه السلام قالَ لي ذلِكَ».
(صحيح):
م - انظر ما قبله.
٢٩٦٠
- عن أبي قتادة قال: جاء رجل إلى النبي
ﷺ وهو على المنبر، فقال: يا رسول الله، أرأيت إن ضربت بسيفي في سبيل الله، صابرًا
محتسبًا مقبلًا غير مدبر، حتى أقتل، أيكفر الله عني خطاياي؟ قال:
«نَعَمْ! فَلَمَّا أَدْبَرَ دَعَاهُ
فقالَ: هذَا جِبريلُ يَقُولُ: إلَّا أنْ يَكُونَ عَلَيْكَ دَيْنٌ».
(صحيح):
م - انظر ما قبله.
(٣٣)
باب ما يتمنى في سبيل الله عز وجل
٢٩٦١
- عن عبادة بن الصامت أن رسول الله ﷺ
قال:
«مَا عَلَى الأرْض مِنْ نَفْسٍ
تَمُوتُ، وَلَهَا عِنْدَ الله خَيْرٌ تُحِبُّ أَنْ تَرْجعَ إلَيْكُمْ، وَلَهَا
الدُّنْيَا إلَّا القَتيلُ، فَإِنَّهُ يُحِبُّ أنْ يَرْجعَ، فَيُقْتَلَ مَرَّة
أخْرَى».
(حسن
صحيح) - الصحيحة ٢٢٢٨ [صحيح الجامع ٥٦٣٨].
(٣٤)
باب ما يتمنى أهل الجنة
٢٩٦٢
- عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ:
«يُؤتَى بالرَّجُلِ مِنْ أَهلِ
الجَنَّةِ، فَيَقُولُ الله عز وجل: يَا ابْنَ آدَمَ، كَيْفَ وَجَدْتَ مَنْزِلَكَ،
فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ خيْرَ مَنْزِلٍ، فَيَقُولُ: سلْ وَتَمَنَّ، فَيَقولُ:
أَسْأَلُكَ أنْ تَرُدَّني إلَى الدُّنْيَا، فَأقْتَلَ في سَبيلِك عَشْرَ مَرَّات،
لِمَا يَرَى مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَةِ».
(صحيح)
- التعليق الرغيب ٢/ ١٨٩.
(٣٥)
باب ما يجد الشهيد من الألم
٢٩٦٣
- عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال:
«الشَّهيدُ لا يَجِدُ مَسَّ القَتْلِ،
إلَّا كَمَا يَجِدُ أحَدُكُمُ القَرْصَةَ يُقْرَصُها».
(حسن
صحيح) - ابن ماجه ٢٨٠٢ [الصحيحة الجزء الأول ٩٦٠].
(٣٦)
باب مسألة الشهادة
٢٩٦٤
- عن سهل بن حَنِيْف أن رسول الله ﷺ
قال:
«مَنْ سَأَلَ اللهَ عز وجل الشَّهَادَةَ
بِصِدْق، بَلَّغَهُ اللهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاء، وإنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ».
(صحيح)
- ابن ماجه ٢٧٩٧ [مختصر مسلم ١٠٧٨ وصحيح الجامع ٦٢٧٦].
٢٩٦٥
- عن عُقْبَةَ بن عامر أن رسول الله ﷺ
قال:
«خَمسٌ مَنْ قُبضَ في شَيْءٍ
مِنْهُنَّ، فَهُوَ شَهيدٌ؛ المَقْتُولُ في سَبيلِ الله شَهيدٌ، والغَرِقُ في
سَبيلِ اللهَ شَهيدٌ، والمَبْطُونُ في سَبيلِ الله شَهيدٌ، والمَطْعُونُ في سَبيلِ
الله شَهيدٌ، والنَّفْسَاء في سَبيلِ الله شَهيدٌ».
(صحيح)
- أحكام الجنائز ٣٦ - ٤٢، التعليق الرغيب ٢/ ٢٠٢.
٢٩٦٦
- عن العِرْبَاض بن سارية أن رسول الله
ﷺ قال:
«يَخْتَصِمُ الشُّهَدَاءُ
والمُتَوَفَّوْنَ عَلَى فُرُشِهِمْ إلَى رَبِّنَا، في الَّذينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنَ
الطَّاعُونِ، فَيَقُولُ الشُّهَدَاء: إخْوَانُنَا قُتِلُوا كَمَا قُتِلْنَا،
وَيَقُولُ المُتَوَفَّوْنَ عَلَى فُرُشهِمْ: إخْوَانُنا مَاتُوا على فُرُشِهِمْ،
كَمَا مُتْنَا، فَيَقُولُ رَبُّنا: انْظُرُوا إلى جرَاحِهِمْ، فَإنْ أشْبَهَ
جِرَاحُهُمْ جِرَاحَ المَقْتُولينَ، فَإنَّهُمْ مِنْهُمْ وَمَعَهُمْ، فَإذَا
جِرَاحُهُمْ قَدْ أَشبَهَتْ جِرَاحَهُمْ».
(صحيح)
- التعليق الرغيب ٢/ ٢٠٣ - ٢٠٤ [صحيح الجامع الصغير ٨٠٤٦ وهناك (حسنه أستاذنا
-حفظه الله-) وأحكام الجنائز ٣٧].
(٣٧)
باب اجتماع القاتل والمقتول في سبيل الله في الجنة
٢٩٦٧
- عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال:
«إنَّ الله عز وجل، يَعْجَبُ مِنْ
رَجُلَيْنِ، يَقْتُلُ أحَدُهُمَا صَاحِبَهُ»، وَقَالَ مَرَّة أخْرَى: «لَيَضْحَكُ
مِنْ رَجُلَيْنِ، يَقْتُلُ أحَدُهُمَا صَاحِبَهُ، ثُمَّ يَدْخُلانِ الجَنَّةَ».
(صحيح)
- ابن ماجه ١٩١: ق.
(٣٨) باب تفسير ذلك [أي ضحك الله -سبحانه-
للرجلين] (١)
٢٩٦٨
- عن أبي هريرة، أن رسول الله ﷺ قال:
«يضْحَكُ الله إلَى رَجُلَيْنِ
يَقْتُلُ أحَدُهُمَا الآخَرَ، كِلاهُمَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ، يُقَاتِلُ هذَا في
سَبيلِ الله، فَيُقْتَلُ، ثُمَّ يَتُوبُ الله عَلَى القَاتِلِ، فَيُقَاتِلُ
فَيُسْتَشْهَدُ».
(صحيح)
- انظر ما قبله.
(٣٩)
باب فضل الرباط
٢٩٦٩
- عن سلمان الخير، عن رسول الله ﷺ قال:
«مَنْ رَابَطَ يوْمًا وَلَيْلَةً في
سَبيلِ الله، كَانَ لَهُ كَأجْرِ صِيَام شهْرٍ وَقيَامِهِ، وَمَنْ مَاتَ مُرَابطًا
أجْرِيَ لَهُ مِثْلُ ذلِكَ مِنَ الأجْرِ وأجْرِيَ عَلَيْهِ الرِّزْقُ، وَأمِنَ
مِنَ الفَتَّان».
(صحيح)
- الإرواء ١٢٠٠، التعليق الرغيب ٢/ ١٥٠: م نحوه [صحيح الجامع ٦٢٥٩].
٢٩٧٠
- عن سلمان قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول:
«مَنْ رَابَطَ في سَبيلِ الله يَوْمًا
وَلَيلَةً، كَانَتْ لَهُ كَصِيَام شَهْر وَقِيَامِهِ، فَإنْ مَاتَ جَرَى عَلَيْهِ
عَمَلُهُ الَّذي كَانَ يَعْمَلُ، وَأمِنَ الفَتَّانَ، وَأجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ».
(صحيح):
م - انظر ما قبله.
٢٩٧١
- عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله ﷺ يقول:
«رِبَاطُ يَوم في سَبيلِ الله، خَيْرٌ
مِنْ ألفِ يَوم، فيمَا سوَاهُ مِنَ المَنَازِلِ».
(حسن)
- انظر ما بعده.
٢٩٧٢
- عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله ﷺ يقول:
«يَوْمٌ في سَبيلِ الله خَيْرٌ، مِنْ
أَلفِ يَوْم فيمَا سوَاهُ».
(حسن)
- التعليق الرغيب ٢/ ١٥٢/ التحقيق الثاني، التعليق على الأحاديث المختارة (٣٠٥ -
٣١٠).
(تنبيه
هام) وقع في الترمذي تحت هذا الحديث ١٧٣٤ تضعيفه جدًا .. وهو سهو أرجو أن يُغفر لي
والصواب ما ههنا (٢).
(١) ما بين [. .] زيادة مني.
(٢)
سوف أستدرك هذا (السهو) إن شاء الله، كما استدركت مثله في «صحيح سنن الترمذي» ٣/
١٣ وفي عدد من مؤلفات شيخنا. ولله الحمد والمنة.
(٤٠) باب فضل الجهاد في البحر
٢٩٧٣
- عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله ﷺ
إذا ذهب إلى قُباء، يدخل على أمِّ حَرام بنت مِلحَانَ فتطعمه، -وكانت أم حَرام بنت
مِلحَان تحت عُبادة بن الصامت-، فدخل عليها رسول الله ﷺ فأطعمته، وجلست تَفْلِي
رأسه، فنام رسول الله ﷺ، ثم استيقظ وهو يضحك، قالت: فقلت: ما يُضحكك يا رسول الله؟
قال:
«نَاسٌ مِنْ أُمَّتي، عُرِضُوا
عَلَيَّ غُزَاةً في سَبيلِ الله، يَرْكبُونَ ثَبَجَ هذَا البَحْرِ، مُلُوكٌ عَلى
الأسِرَّةِ»، -أَوْ «مِثلُ المُلوك عَلَى الأَسِرَّةِ»- شك إسحاق (١) فقلت: يا
رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، فدعا لها رسول الله ﷺ ثم نام.
-وقال الحارث (٢): فنام-.
ثم استيقظ فضحك، فقلت له: ما يضحكك
يا رسول الله، قال:
«نَاسٌ مِنْ أُمَّتي، عُرِضُوا
عَلَيَّ غُزَاةً في سَبيلِ الله، مُلُوكٌ عَلَى الأَسِرَّةِ»، -أوْ- «مِثلُ
المُلُوك عَلَى الأَسِرَّةِ»-.
-كما قال في الأول-، فقلت: يا رسول
الله، ادع الله أن يجعلني منهم، قال: «أَنْتِ مِنَ الأَوَّلِينَ» فَرَكِبَتِ
البحرَ في زمان معاوية، فَصُرعت عن دَابتها، حين خرجت من البحر فهلكت.
(صحيح)
- ابن ماجه ٢٧٧٦: ق [مختصر مسلم ١٠٧٤ وصحيح الجامع ٣٤٧٣ و٣٩٨٧ و٦٧٤٤].
٢٩٧٤
- عن أم حرام بنت ملحان قالت: أتانا
رسول الله ﷺ وَقَالَ (٣) عندنا، فاستيقظ وهو يضحك فقلت: يا رسول الله، بأبي وأمي
ما أضحكك، قال:
«رَأَيْتُ قَوْمًا مِنْ أُمَّتي
يَرْكَبُونَ هذَا البَحْرَ كَالمُلُوكِ عَلَى الأسِرَّةِ».
قلت: ادع الله أن يجعلني منهم قال:
«فإِنَّك مِنْهُمْ» ثم نام، ثم استيقظ وهو يضحك، فسألته -فقال يعني مثل مقالته-
قلت: ادع الله أن يجعلني منهم، قال: «أَنْتِ مِنَ الأَوَّلينَ» فتزوجها عبادة بن
الصامت، فركب البحر، وركبت معه، فلما
(١) إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، أحد رواة
الحديث. وهذا الشك ليس عند ابن ماجه بل لفظه هو على اليقين: «كالملوك على
الأسرَّة» وفيه أن وفاتها كانت بعد رجوعهم من أول غزوة في البحر.
(٢)
الحارث بن مسكين أحد شيخي النسائي، والثاني محمد بن سلمة.
(٣)
من القيلولة - النوم وسط النهار.
خرجت قُدِّمَتْ لها بغلة، فركبتها
فصرعتها، فاندقت عنقها.
(صحيح):
ق - انظر ما قبله.
(٤١)
باب غزوة الهند
٢٩٧٥
- عن ثوبان مولى رسول الله ﷺ قال: قال
رسول الله ﷺ:
«عِصَابَتَانِ مِنْ أُمَّتي
أَحْرَزَهُمَا الله مِنَ النَّارِ، عِصَابَة تَغْزُو الهِنْدَ، وَعِصَابَةٌ تكونُ
مَعَ عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ عليهما السلام».
(صحيح)
- الصحيحة ١٩٣٤ [صحيح الجامع الصغير ٤٠١٢].
(٤٢)
باب غزوة الترك والحبشة
٢٩٧٦
- عن أبي سُكَينة -رجل من المُحررين
(١) -، عن رجل من أصحاب النبي ﷺ قال: لما أمر النبي ﷺ بحفر الخندق، عرضت لهم صخرة،
حالت بينهم، وبين الحفر، فقام رسول الله ﷺ وأخذ المِعوَل، ووضع رداءه ناحية الخندق
وقال:
«تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا،
وَعَدْلًا، لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ، وَهُوَ السَّميعُ العَليمُ».
فندر ثلث الحجر، وسلمان الفارسي قائم
ينظر، فبرق مع ضربة رسول الله ﷺ برقة، ثم ضرب الثانية وقال:
«تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا،
وَعَدْلًا، لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ، وَهُوَ السَّميعُ العَليمُ» فندر الثلث
الآخر، فبرقت برقة، فرآها سلمان، ثم ضرب الثالثة وقال:
«تَمَّتْ كلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا،
وَعَدْلًا، لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ، وَهُوَ السَّميعُ العَليمُ».
فندر الثلث الباقي، وخرج رسول الله
ﷺ، فأخذ رداءه وجلس.
قال سلمان: يا رسول الله، رأيتك حين
ضربت ما تضرب ضربة، إلا كَانت معها برقة؟ قال له رسول الله ﷺ: «يَا سَلْمَانُ،
رَأَيْتَ ذلِكَ؟» فقال: إي والذي بعثك بالحق يا رسول الله، قال:
«فإِنِّي حينَ ضَرَبْتُ الضَّرْبَةَ
الأولَى، رُفِعَتْ لي مَدَائنُ كِسْرَى وَمَا حَوْلَهَا، وَمَدَائنُ كَثيرَة،
حَتَّى رَأيْتُهَا بِعَيْنَيَّ».
قال له من حضره من أصحابه: يا رسول
الله، ادع الله أن يفتحها علينا، ويُغَنِّمَنا ديارهم، ويخرب بأيدينا بلادهم.
(١) أي المبشرين بالعتق من النار، كما رجح
السندي رحمه الله. وندر:
سقط. وبرق: لمع.
فدعا رسول الله ﷺ بذلك.
«ثُمَّ ضَرَبْتُ الضربَةَ الثانيةَ
فَرُفِعَتْ لِي مَدَائِنُ قَيْصَرَ ومَا حَولَها، حتى رَأيْتُها بعَيْنَيَّ».
قالوا: يا رسول الله، ادع الله أن
يفتحها علينا، ويغنمنا ديارهم، ويخرب بأيدينا بلادهم، فدعا رسول الله ﷺ بذلك.
«ثُمَّ ضَرَبْتُ الثالثةَ، فَرُفِعَتْ
لِي مَدَائِنُ الحَبَشَةِ وما حَوْلَهَا مِنَ القُرَى، حتى رَأيْتُها بِعَيْنَيَّ»
قال رسول الله ﷺ عند ذلك:
«دَعُوا الحَبَشَةَ مَا وَدَعوكم،
وَاتْرُكُوا التُّرْكَ مَا تَرَكُوكُمْ».
(حسن)
- الصحيحة ٧٧٢ [صحيح الجامع الصغير ٣٣٨٤ - مختصرًا-].
٢٩٧٧
- عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال:
«لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى
يُقَاتِلَ المُسْلِمُونَ التُّرْكَ، قَوْمًا وُجُوهُهُمْ، كالمَجَانِّ
المُطَرَّقَةِ، يَلْبَسُونَ الشَّعَرَ، وَيَمْشُونَ في الشَّعَرِ».
(صحيح):
م ٨/ ١٨٤ [صحيح الجامع الصغير ٧٤٢٦].
(٤٣)
باب الاستنصار بالضعيف
٢٩٧٨
- عن سعد: أنه ظن أن له فضلًا على من
دونه، من أصحاب النبي ﷺ، فقال نبي الله ﷺ:
«إنَّمَا يَنْصُرُ الله هذِهِ
الأُمَّةَ بِضَعيفَها، بِدَعْوَتِهِمْ، وَصَلاتِهِمْ، وَإخْلاصِهِمْ».
(صحيح)
- الصحيحة ٢/ ٤٤٣، التعليق الرغيب ١/ ٢٤ [صحيح الترغيب المطبوع برقم (٥) وصحيح
الجامع الصغير ١/ ٤٧٠ برقم ٢٣٨٨].
٢٩٧٩
- عن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله
ﷺ يقول:
«ابْغُوني الضَّعيفَ، فَإنَّكُمْ
إنَّمَا تُرْزَقُونَ، وَتُنْصَرُون بضُعَفَائكُمْ».
(صحيح)
- الصحيحة ٧٨٠، صحيح أبي داود ٢٣٣٥.
(٤٤)
باب فضل من جهز غازيًا
٢٩٨٠
- عن زيد بن خالد، عن رسول الله ﷺ قال:
«مَنْ جَهَّزَ غَازيًا في سَبيلِ
الله، فَقَدْ غَزَا، وَمَنْ خَلَفَهُ في أهلِهِ بِخَيْرٍ، فَقَدْ غَزَا».
(صحيح)
- صحيح أبي داود ٢٢٦٦: ق [مختصر مسلم ١٠٩٢ - صحيح الجامع ٦١٩٣ و٦١٩٤ وصحيح الترغيب
١٠٧٢ وصحيح ابن ماجه ٢٢٢٩ - ٢٧٥٩].
٢٩٨١ - عن زيد بن خالد الجهني قال: قال رسول
الله ﷺ:
«مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا، فَقَدْ
غَزَا، وَمَنْ خَلَفَ غازيًا في أَهلِه بِخَيْرٍ، فَقَدْ غَزَا».
(صحيح):
ق - انظر ما قبله.
(٤٥)
باب فضل النفقة في سبيل الله تعالى
٢٩٨٢
- عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال:
«مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ في سَبِيلِ
الله عز وجل نُودِيَ في الجَنَّةِ: يَا عَبْدَ الله هذَا خَيْرٌ فَمَنْ كَانَ مِنْ
أَهْلِ الصَّلاةِ دُعِيَ مِنْ بَاب الصَّلاةِ وَمَنْ كَانَ مِنْ أهْلِ الجِهَادَ
دُعِيَ مِنْ بَاب الجهَادِ وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ
بَابِ الصَّدَقَةِ وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دعِيَ مِنْ بَابِ
الرَّيَّانِ» فقال أبو بكر رضي الله عنه: هل على من دعي من هذه الأبواب من
ضرورة، فهل يدعى أحد من هذه الأبواب كلها؟ قال: «نعَمْ، وَأرْجُو أنْ تكونَ
مِنْهُمْ».
(صحيح)
- ق، مضى ٢٢ - ٢٣ [٢٩٣٨ وصحيح الجامع الصغير ٦١٠٩].
٢٩٨٣
- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ:
«مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ في سَبِيلِ
الله، دَعَتْهُ خَزَنَةُ الجَنَّة مِنْ أَبْواب الجَنَّةِ يَا فُلانُ هَلُمَّ
فَادْخُلْ» فقال أبو بكر: يا رسول الله، ذاك الذي لا تَوَى عليه (١)، فقال رسول
الله ﷺ: «إنِّي لأَرْجُو أنْ تكونَ مِنْهُمْ».
(صحيح)
- ق، انظر ما قبله.
٢٩٨٤
- عن صَعْصَعَةَ بن معاوية قال: لقيت
أبا ذر، قال: قلت: حدثني قال: نعم! قال رسول الله ﷺ:
«مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُنْفِقُ
مِنْ كُلِّ مَالٍ لَهُ زَوْجَيْنِ في سَبِيلِ الله إلَّا اسْتَقْبَلَتْهُ حَجَبَةُ
الجَنَّةِ كُلُّهُمْ يدْعُوهُ إلَى مَا عِنْدَهُ» قلت: وكيف ذلك قال:
«إنْ كَانَتْ إبلًا فَبَعِيرَيْنِ
وَإنْ كَانَتْ بَقرًا فَبَقَرتَيْنِ».
(صحيح)
- المشكاة ١٩٢٤/ التحقيق الثاني، الصحيحة ٢٢٦٠ [صحيح الجامع وزيادته ٥٧٧٤ الفتح
الكبير -مختصرًا-].
٢٩٨٥
- عن خُرَيْمِ بن فَاتك قال: قال رسول
الله ﷺ:
(١) أي: لا ضياع ولا خسارة عليه. والذي في
«البخاري» ٣/ ٢٣ ما على كل من دعي من تلك الأبواب.
«مَنْ أَنْفَقَ نَفَقَةً في سَبيلِ
الله كُتِبَتْ لَهُ بسَبْعمائةِ ضِعْف».
(صحيح)
- الترمذي ١٦٩١ [صحيح الجامع الصغير ٦١١٠ مشكاة المصابيح ٣٨٢٦].
(٤٦)
باب فضل الصدقة في سبيل الله عز وجل
٢٩٨٦
- عن أبي مسعود: أن رجلًا تصدق بناقة
مخطومة، في سبيل الله فقال رسول الله ﷺ:
«ليَأتِيَنَّ يَوْمَ القِيَامَةِ
بسَبْعِمائةِ نَاقَةٍ مَخْطُومَةٍ».
(صحيح)
- م ٦/ ٤١.
٢٩٨٧
- عن معاذ بن جبل عن رسول الله ﷺ أنه
قال:
«الغَزْوُ غَزْوَانِ فَأمَّا مَنِ
ابْتَغَى وَجْهَ الله وَأَطَاعَ الإمَامَ وَأنْفَقَ الكَرِيمَةَ وَيَاسَرَ
الشَّرِيكَ وَاجْتَنبَ الفَسَادَ كَانَ نَوْمُهُ وَنُبْهُهُ أَجْرًا كُلُّهُ.
وَأَمَّا مَنْ غَزَا ريَاءً وَسُمْعَةً وَعَصَى الإِمَامَ وَأَفْسَدَ في الأَرْضِ
فَإِنهُ لا يَرْجِعُ بالكَفَافِ».
(حسن)
- المشكاة ٣٨٤٦، التعليق الرغيب ٢/ ١٨٢، الصحيحة ١٩٩، صحيح أبي داود ٢٢٧١ [صحيح
الجامع الصغير ٤١٧٤].
(٤٧)
باب حرمة نساء المجاهدين
٢٩٨٨
- عن بُرَيْدَةَ قال: قال رسول الله ﷺ:
«حُرْمَةُ نِسَاء المُجَاهِدِينَ
عَلَى القَاعِدِينَ كَحُرْمَةِ أُمَّهَاتِهِمْ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ يَخْلُفُ في
امْرَأة رَجُلٍ مِنَ المُجَاهِدِينَ فَيَخُونُهُ فِيهَا إلَّا وُقِف لَهُ يَوْمَ
القِيَامَةِ فَأخَذَ مِنْ عَمَلِهِ مَا شَاء فَمَا ظَنُّكُمْ».
(صحيح)
- صحيح أبي داود ١٢٥٥ [مختصر مسلم عن والد بريدة ١٠٩٤ وصحيح الجامع الصغير وزيادته
٣١٤١].
(٤٨)
باب من خان غازيًا في أهله
٢٩٨٩
- عن بريدة أن رسول الله ﷺ قال:
«حُرْمَةُ نِسَاء المُجَاهِدِينَ
عَلَى القَاعِدِينَ كَحُرْمَةِ أمَّهَاتِهِمْ، وَإذا خَلَفَهُ في أَهْلِهِ
فَخَانَهُ قِيلَ لَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ: هذَا خَانَكَ في أَهْلِكَ فَخُذْ مِنْ
حَسَنَاتِهِ مَا شِئتَ فَمَا ظَنُّكُمْ».
(صحيح)
- م، انظر ما قبله.
٢٩٩٠
- عن بريدة، عن النبي ﷺ قال:
"حُرْمَةُ
نِسَاء المُجَاهِدِين عَلَى القَاعِدِينَ في الحُرْمَةِ كَأُمَّهَاتِهِمْ وَمَا
مِنْ رَجُلٍ مِنَ
القَاعِدِينَ يَخْلُفُ رَجُلًا مِنَ
المُجَاهِدِينَ في أهْلِهِ إلَّا نُصِبَ لَهُ يوْمَ القِيَامَةِ فَيُقَالُ: يَا
فُلانُ هذَا فُلانٌ فَخذْ مِنْ حَسَنَاتِهِ مَا شِئتَ» ثم التفت النبي ﷺ إلى
أصحابه فقال: «مَا ظَنُّكُمْ تُرَوْنَ يَدَعُ لَهُ مِنْ حَسَنَاتِهِ شَيْئًا».
(صحيح)
- م، انظر ما قبله.
٢٩٩١
- عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ:
«جَاهِدُوا بِأيْدِيكُمْ
وَأَلْسِنَتِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ».
(صحيح)
- مضى ٦/ ٧ [٢٩٠٠ بزيادة «المشركين» وهي في صحيح الجامع الصغير ٣٠٩٠. وانظر
المشكاة ٣٨٢١].
٢٩٩٢
- عن عبد الله رضي الله عنه، عن رسول
الله ﷺ: أنه أمر بقتل الحيات وقال:
«مَنْ خَافَ ثَأرَهُنَّ فَلَيْسَ
مِنَّا».
(صحيح)
- المشكاة ٤١٣٨ - ٤١٤٠.
٢٩٩٣
- عن جَبْرٍ (١): أن رسول الله ﷺ عاد
جبرًا، فلما دخل سمع النساء يبكين ويقلن: كنا نحسب وفاتك قتلًا في سبيل الله. فقال:
«وَمَا تَعُدُّونَ الشَّهَادَةَ إلَّا
مَنْ قُتِلَ في سَبيلِ الله، إنَّ شُهَدَاءكُمْ إذًا لَقَلِيل، القَتْلُ في سَبيلِ
الله شَهَادَةٌ، وَالبَطْنُ شَهَادَةٌ، وَالحَرْقُ شَهَادَةٌ، وَالْغَرَقُ
شَهَادَةٌ، وَالمَغْمُومُ» -يَعني الهَدِمَ- «شَهَادَة، وَالمَجْنُونُ شَهَادَة،
وَالمَرْأَةُ تَمُوتُ بجُمْعٍ شَهِيدَة».
قال رجل: أتبكين ورسول الله ﷺ قاعد
قال:
«دَعْهُنَّ فَإِذَا وَجَبَ، فَلا
تَبْكِيَنَّ عَلَيْهِ بَاكِيَةٌ».
(صحيح)
- ابن ماجه ٢٨٠٣.
٢٩٩٤
- عن جبر: أنه دخل مع رسول الله ﷺ على
مَيِّتٍ، فبكى النساء فقال جبر: أتبكين ما دام رسول الله ﷺ جالسًا قال:
«دَعْهُنَّ يَبْكِينَ مَا دَامَ
بَيْنَهُنَّ فَإِذَا وَجَبَ فَلا تَبْكِيَنَّ بَاكِيَةٌ».
(صحيح)
- التعليق الرغيب ٢/ ٢٠٢.
آخر كتاب الجهاد (٢)
(١) الذي في الأصل والهندية ٤٩٩ والميمنية ٢/
٦٧ (عبد الله بن جبر عن أبيه) والذي في «صحيح ابن ماجه» ٢/ ١٣٠ (عبد الله بن جابر
بن عَتيك) وهو أخوه.
(٢)
زيادة من الهندية الصفحة ٥٠٠.