° [٢٠٢١٣] حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ (٢)
إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، خَبَرًا رَفَعَهُ
إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو.
قال عبد الرزاق: وَأَمَّا
الْمُثَنَّى، فَأَخْبَرَنَا عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
الْمُسَيَّبِ، أَنَّ الْمُزَنِيَّ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، ضَالَّةُ (٣) الْغَنَمِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «اقْبِضْهَا، فَإِنَّمَا
هِيَ لَكَ أَوْ لِأَخيكَ، أَوْ لِلذِّئْبِ، فَاقْبِضْهَا حَتى يَأْتِيَ بَاغِيهَا».
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
فَضالَّةُ الْإِبِلِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَعَهَا السِّقَاءُ (٤)،
وَالْحِذَاءُ (٥)، وَتَأْكُلُ فِي الْأَرْضِ، وَلَا يُخَافُ عَلَيْهَا الذِّئْب،
فَدَعْهَا (٦) حَتَّى يَأْتِيَ بَاغِيهَا». فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا
وُجِدَ مِنْ مَالٍ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا كَانَ بِطَرِيقِ مِيتَاءِ،
أَوْ قَرْيَةٍ مَسْكُونَةٍ، فَعَرِّفْهُ سَنَةً، فَإِنْ أَتَى بَاغِيهِ فَرُدَّهُ
إِلَيْهِ، وإِنْ لَمْ تَجِدْ بَاغِيًا فَهُوَ لَكَ، فَإِنْ أَتَى بَاغِيهِ (٧)
يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ فَرُدَّهُ إِلَيْهِ».
(١) اللقطة: اسم للمال الملقوط، أي: الموجود،
أو الشيء الذي تعثر عليه من غير قصد وطلب. (انظر: النهاية، مادة: لقط).
° [٢٠٢١٣]
[شيبة: ١٠٨٧١، ٢٢٠٥١، ٢٢٠٧٨، ٢٨٦٨٨].
(٢)
في الأصل: «عن»، وهو خطأ ظاهر، وينظر ترجمة إسحاق في «الكامل» لابن عدي (١/ ٥٦٠).
(٣)
الضالة: الضانع أو الضائعة من كل ما يُقتنى من الحيوان وغيره، والجمع: الضوال.
(انظر: النهاية، مادة: ضلل).
(٤)
السقاء: أصل السقاء ظرف (وعاء) للماء من الجلد، والمراد: أنها تقوى على ورود
المياه تشرب والجمع: أسقية. (انظر: غريب أبي عبيد) (٢/ ٢٠٣).
(٥)
الحذاء: النعل، والمراد: أنها تقوى على المشي وقطع الأرض، وعلى قصد المياه وغير
ذلك، شبهها بمن كان معه حذاء في سفره. (انظر: النهاية، مادة: حذا).
(٦)
في الأصل: «فدعى»، والمثبت من «كنز العمال» (٤٠٥٥٦) معزوا لعبد الرزاق.
(٧)
في الأصل: «باغيا»، والمثبت من المصدر السابق.
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا
وُجِدَ فِي قَرْيَةٍ خَرِبَةٍ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «فِيهِ وَفي الرَّكَازِ
(١) الْخُمُسُ» (٢).
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ
حَرِيسَةُ الْجَبَلِ (٣)؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «فِيهَا غَرَامَتُهَا،
وَمِثْلُهَا مَعَهَا، وَجَلَدَاتُ نَكَالٍ (٤)». فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
فَالثَّمَرُ الْمُعَلَّقُ فِي الشَّجَرِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «غَرَامَتُه،
وَمِثْلُهُ مَعَه، وَجَلَدَاتُ نَكَالٍ».
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا
جَلْدُ الْجَرِينِ وَالْمُرَاحِ (٥)؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا بَلَغَ
ثَمَنَ الْمِجَن (٦)، قُطِعَتْ يَدُ صَاحِبِهِ، وَكَان ثَمَنُ الْمِجَنِّ عَشَرَةَ
دَرَاهِمَ، فَمَا كَانَ دُونَ ذَلِكَ فَغَرَامَتُه، وَمِثْلُه، وَجَلَدَاتُ
نَكَالٍ» وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «تَعَافَوا فِيمَا بَيْنَكُمْ قَبْلَ أَنْ
تَأْتُونِي، فَمَا بَلَغَ مِنْ حَدٍّ فَقَدْ وَجَبَ».
• [٢٠٢١٤]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُهْرِيِّ فِي الَّذِي يَسْرِقُ مِنَ الْإِبِلِ
وَهِيَ تَرْعَى قَالَ: يُضَاعَفُ عَلَيْهِ الْغُرْمُ أَيْضًا، وَيُنَكَّلُ
كَذَلِكَ.
° [٢٠٢١٥]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُسْلِمٍ (٧)، عَنْ عَكْرِمَةَ،
أَحْسِبُهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «ضَالَّةُ الْإِبِلِ
الْمَكْتُومَةُ غَرَامَتُهَا، وَمِثْلُهَا * مَعَهَا».
(١) الركاز والركائز: الكنوز والمعادن
والجواهر المدفونة المركوزة في الأرض، أي: الثابتة فيها، ومفردها: ركزة، ركيزة.
(انظر: النهاية، مادة: ركز).
(٢)
قوله: «فقال: يا رسول الله فما وجد في قرية خربة؟ فقال رسول الله ﷺ: فيه وفي
الركاز الخمس» وقع في الأصل بلفظ: «فقال رسول الله ﷺ فما وجد في قرية خربة فيه وفي
الركاز الخمس» والتصويب من «كنز العمال».
(٣)
حريسة الجبل: ما كان محروسا بالجبل. (انظر: النهاية، مادة: حرس).
(٤)
النكال والتنكيل: العقوبة التي تمنع الناس عن فعلِ ما جُعِلت له جزاء، وجعلته
نكالًا، أي: عظة. (انظر: النهاية، مادة: نكل).
(٥)
المراح: الموضع الذي تروح إليه الماشية، أي: تأوي إليه ليلا. (انظر: النهاية،
مادة: روح).
(٦)
المجن: الترس؛ لأنه يواري حامله؛ أي يستره، والجمع: مجان. (انظر: النهاية، مادة:
جنن).
(٧)
في الأصل: «سليم»، وهو خطأ، والمثبت من «الضعفاء» للعقيلي (٣/ ١٢٣، ١٢٤) من طريق
الدبري، عن عبد الرزاق، به.
* [٥/
١٧٣ أ].
• [٢٠٢١٦] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ
ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ضَالَّةُ الْمَكْتُومَةِ الْإِبِلِ مَعَهَا
قَرِينَتُهَا.
° [٢٠٢١٧]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلِ (١)
بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ
الْجُهَنِيِّ أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أَوْ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَهُ عَنْ
ضَالَّةِ رَاعِي (٢) الْغَنَمِ؟ فَقَالَ: «هِيَ لَكَ أَوْ لِأَخِيكَ أَوْ
لِلذئْبِ»، قَالَ: وَقَالَ غَيْرُة: «لِأَخِيكَ».
قَالَ: مَا تَقُولُ يَا رَسُولَ
اللَّهِ، فِي ضَالَّةِ الْإِبِلِ؟ قَالَ: «مَا لَكَ وَلَهَا؟ مَعَهَا سِقَاؤُهَا،
وَحِذَاؤُهَا، وَتَأْكُلُ مِنْ أَطْرَافِ الشَّجَرِ»، قَالَ مَعْمَرٌ: وَسَمِعْتُ
غَيْرَهُ يَقُولُ: «وَلَعَلَّهُ يَتَذَكَرُ وَطَنَهُ فَيَرْجِعُ»، ثُمَّ رَجَعَ
إِلَى الْحَدِيثِ. وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا تَقُولُ فِي الْوَرِقِ (٣)
إِذَا وَجَدْتُهَا؟ قَالَ: «اعْلَمْ وِعَاءَهَا، وَوِكَاءَهَا (٤)، وَعَدَدَهَا،
ثُمَّ عَرَّفْهَا سَنَةً، فَإِنْ جَاءَ صَاحِبُهَا، فَادْفَعْهَا إِلَيْهِ،
وَاِلَّا فَهِيَ لَكَ، اسْتَمْتِعْ بِهَا» أَوْ نَحْوًا مِنْ هَذَا.
° [٢٠٢١٨]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ رَبيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
عَنْ يَزِيدَ (٥) مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ
(٦) قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ يَسْأَلُهُ عَنِ اللُّقَطَةِ،
فَقَالَ: «عَرِّفْهَا (٧) سَنَةً، ثُمَّ اعْرِفْ عِفَاصَهَا (٨) وَوِكَاءَهَا»،
أَوْ قَالَ: «وِعَاءَهَا، فَإِنْ جَاءَ صَاحِبُهَا فَادْفَعْهَا إِلَيْهِ، وإِلَّا
اسْتَنْفِقْهَا، أَوِ اسْتَمْتِع بِهَا».
° [٢٠٢١٧] [الإتحاف: حم ٤٨٩٦] [شيبة: ٢٢٠٦٣]، وسيأتي: (٢٠٢١٨).
(١)
قوله: «عبد الله بن محمد بن عقيل» وقع في الأصل: «محمد بن عبد الله بن عقل»،
والمثبت من «مسند أحمد» (١٧٣١١) من طريق عبد الرزاق، به.
(٢)
في الأصل: «راع»، والمثبت من المصدر السابق.
(٣)
الورق: الفضة. (انظر: النهاية، مادة: ورق).
(٤)
الوكاء: الخيط الذي تُشدّ به الصرة والكيس وغيرهما. (انظر: النهاية، مادة: وكا).
° [٢٠٢١٨]
[الإتحاف: ط ش جا عه طح حب قط حم ٤٨٨٢] [شيبة: ٢٢٠٦٣، ٣٧٣٤٨]، وتقدم: (٢٠٢١٧).
(٥)
في الأصل: «زيد»، وهو تصحيف، والمثبت من «المعجم الكبير» للطبراني (٥/ ٢٥٠) عن
طريق الدبري عن عبد الرزاق، به.
(٦)
في الأصل: «الحسني»، والمثبت من المصدر السابق.
(٧)
التعريف: الإعلام بالشيء. (انظر: اللسان، مادة: عرف).
(٨)
العفاص: الوعاء الذي تكون فيه النفقة من جلد أو خرقة، أو غير ذلك. (انظر: النهاية،
مادة: عفص).
قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
ضَالَّةُ الْغَنَمِ؟ قَالَ: «إِنمَا هِيَ لَكَ، أَوْ لِأَخِيكَ، أَوْ لِلذِّئْبِ».
قَالَ: فَسَأَلَهُ عَنْ ضالَّةِ
الْإِبِلِ؟ فَتَغَيَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ: «مَا لَكَ وَلَهَا؟
مَعَهَا حِذَاؤُهَا، وَسِقَاؤُهَا، تَرِدُ الْمَاءَ وَتَأْكلُ الشَجَرَ، دَعْهَا
حَتَّى يلْقَاهَا رَبُّهَا».
° [٢٠٢١٩]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ خَالِدِ الْحَذَّاءِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شِخِّيرٍ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ شِخِّيرٍ، عَنِ الْجَارُودِ
الْعَبْدِيِّ يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «ضَالَّةُ الْمُسْلِمِ حَرَقُ
النَّارِ (١)، فَلَا تَقْرَبَنَّهَا»، قَالَ: نَرَى أَنَّهَا الْإِبِل،
الثَّوْرِيُّ الْقَائِلُ.
° [٢٠٢٢٠]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ حَبِيبِ (٢) بْنِ الشهِيدِ، قَالَ:
سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقولُ: جَاءَ قَوْم إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَاسْتَحْمَلُوه،
فَلَمْ يَجِدُوا عَنْدَه، فَقَالُوا: أَتَأْذَنُ لَنَا فِي ضَالَّةِ الإِبِلِ؟
قَالَ: «ذَاكَ حَرَقُ النَّارَ».
° [٢٠٢٢١]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا قَزَعَةَ يَزْعُمُ أَنَّ
الْجَارُودَ لَمَّا أَسْلَمَ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ مَا
وَجَدْنَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ أَهْلِنَا مِنَ الْإِبِلِ لَنَبْلُغُ عَلَيْهَا؟
قَالَ: «ذَاكَ حَرَقُ النارَ».
• [٢٠٢٢٢]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا قَزَعَةَ يَزْعُم، أَنَّ
الْجَارُودَ أَخْبَرَه، أَنَّ نَفَرًا أَرْبَعَةَ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ
لُوَّيٍّ عَدَوْا عَلَى بَعِيرٍ (٣) رَأَوْهُ نَحَرُوه، فَأُتيَ فِي ذَلِك عُمَرُ
وَعِنْدَهُ حَاطِبُ بْنُ أَبِي بَلْتَعَةَ أَخُو بَنِي عَامِرٍ، فَقَالَ: يَا
حَاطِبُ قُمِ السَّاعَةَ، فَابْتَعْ لِرَبِّ الْبَعِيرِ بَعِيرَيْنِ بِبَعِيرِهِ،
فَفَعَلَ حَاطِبٌ، وَجُلِدُوا (٤) أَسْوَاطًا، وَأُرْسِلُوا.
° [٢٠٢١٩] [التحفة: س ٣١٧٨، س ٣١٧٩] [الإتحاف:
مي طح حب حم ٣٨٨٦].
(١)
حرق النار: لهبها، أي: إن ضالة المؤمن إذا أخذها إنسان ليتملكها الله إلى النار.
(انظر: النهاية، مادة: حرق).
(٢)
في الأصل: «حريث»، وهو تصحيف، والمثبت من ترجمته في «التاريخ الكبير» للبخاري (٢/
٣٢٠).
(٣)
البعير: يقع على الذكر والأنثى من الإبل، وسمي بعيرا؛ لأنه يبعر، والجمع: أبعرة
وبُعران. (انظر: حياة الحيوان للدميري) (١/ ١٩٣).
(٤)
جاء هذا الأثر في «كنز العمال» (١٣٨٩٢) من حديث عمرو بن شعيب، عن عمر، معزوا لعبد
الرزاق.
• [٢٠٢٢٣] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَر، عَنِ
الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ (١) قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ إِلَى
عُمَّالِهِ: لَا تَضمُّوا (٢) الضَّالَّةَ أَوِ الضَّوَالَّ، قَالَ: فَلَقَدْ
كَانَتِ الْإِبِلُ تَتَنَاتَجُ هَمَلًا، وَتَرِدُ الْمِيَاهَ مَا يَعْرِضُ لَهَا
أَحَدٌ، حَتَّى يَأْتيَ مَنْ يَعْتَرِفُهَا، فَيَأْخُذُهَا، حَتَّى إِذَا كَانَ
عُثْمَانُ كَتَبَ أَنْ ضُمُّوهَا، وَعَرِّفُوهَا، فَإِنْ جَاءَ مَنْ يَعْرِفُهَا
*، وإِلَّا فَبِيعُوهَا، وَضَعُوا أَثْمَانَهَا فِي بَيْتِ الْمَالِ، فَإِنْ جَاءَ
مَنْ يَعْتَرِفُهَا، فَادْفَعُوا إِلَيْهِمُ الْأَثْمَانَ.
• [٢٠٢٢٤]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُبَيْدِ
بْنِ عُمَيْرٍ، يَزْعُمُ أَن رَجُلًا عَلَى عَهْدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَجَدَ
جَمَلًا ضالًّا، فَجَاءَ بِهِ عُمَرَ، فَقَالَ عُمَرُ عَرِّفْهُ شَهْرًا،
فَفَعَلَ، ثُمَّ جَاءَهُ بِهِ، فَقَالَ عُمَرُ: زِدْ شَهْرًا، فَفَعَلَ، ثُمَّ
جَاءَه، فَقَالَ لَهُ: زِدْ شَهْرًا، فَفَعَلَ، ثُمَّ جَاءَه، فَقَالَ: إِنَّا
قَدْ أَسْمَنَّاه، قَدْ أَكَلَ عَلَفَ نَاضِحِنَا، فَقَالَ عُمَرُ: مَا لَكَ
وَلَهُ! أَيْنَ وَجَدْتَهُ؟ فَأَخْبَرَه، قَالَ: اذْهَبْ فَأَرْسِلْهُ حَيْثُ
وَجَدْتَهُ.
• [٢٠٢٢٥]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي ثَابِتُ بْنُ الضحَّاكِ، قَالَ: وَجَدْتُ بَعِيرًا عَلَى عَهْدِ
عُمَرَ فَأَتَيْتُ بِهِ عُمَرَ فَقَالَ عَرِّفْه، فَقُلْتُ: قَدْ عَرَّفْتُهُ
حَتَّى قَدْ شَغَلَنِي عَنْ رَقِيقِي، وَقِيَامِي عَلَى أَرْضِي، قَالَ:
فَأَرْسِلْهُ حَيْثُ وَجَدْتَهُ.
• [٢٠٢٢٦]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ سَعِيدٍ وَأَيُّوبَ بْنِ أَبِي
تَمِيمَةَ، أَنَّهُمَا سَمِعَا سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ، يَقُولُ: أَخْبَرَنِي
ثَابِت بْنُ (٣) الضحَّاكِ الْأَنْصَارِيُّ مِثْلَ حَدِيثِ مَعْمَرٍ.
(١) قوله: «عن ابن المسيب» ليس في الأصل،
واستدركناه من «كنز العمال» (٤٠٥٣٩) معزوا لعبد الرزاق.
(٢)
في الأصل: «تصلوا»، والمثبت من المصدر السابق.
* [٥/
١٧٣ ب].
• [٢٠٢٢٥]
[شيبة:٢٢٠٩٦].
(٣)
قوله: «ثابت بن» ليس في الأصل، واستدركناه من الأثر السابق.
• [٢٠٢٢٧] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ
قَتَادَةَ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: لَا
يَضُمُّ الضَّوَالَّ إِلَّا ضَالٌّ.
• [٢٠٢٢٨]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ
سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ، يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَهُوَ
مُسْنِدٌ ظَهْرَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ مَنْ أَخَذَ ضَالَّةً فَهُوَ ضالٌّ.
قَالَ يَحْيَى: نَرَى أَنَّهَا
الْإِبِلُ.
• [٢٠٢٢٩]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ عَلِيًّا قَالَ: لَا يَأْكُلُ
الضَالَّةَ إِلَّا ضَالٌّ.
• [٢٠٢٣٠]
عبد الرزاق، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مَطَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ
خِلَاسِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَلِيٍّ مِثْلَهُ.
° [٢٠٢٣١]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ
غَفَلَةَ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ زَيْدِ بْنِ صوحَانَ (١) فَأَتَى سَلْمَانُ بْنُ
رَبِيعَةَ الْبَاهِلِيُّ فَالْتَقَطْتُ سَوْطًا بِالْعُذَيْبِ (٢)، فَقَالَا لِي:
دَعْهُ! فَقُلْتُ (٣): وَاللَّهِ لَا أَدَعُهُ تَأْكُلُهُ السِّبَاع،
لأَسْتَمْتِعَنَّ بِهِ، فَقَدِمْتُ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فَأَخْبَرْتُه،
فقَالَ: أَحْسَنْتَ أَحْسَنْتَ، إِنِّي وَجَدْتُ صُرَّةً عَلَى عَهْدِ رَسُولِ
اللَّهِ ﷺ فِيهَا مِائَةُ دِينَارٍ، فَأَتَيْتُ بِهَا النَّبِيَّ ﷺ فَحَدَّثْتُه،
فَقَالَ: «عَرَّفْهَا
• [٢٠٢٢٧] [شيبة: ٢٢٠٩٥].
• [٢٠٢٢٨]
[شيبة: ٢٢٠٩٤].
• [٢٠٢٢٩]
[شيبة: ٢٢٠٩٥].
° [٢٠٢٣١]
[شيبة: ٢٢٠٥٩].
(١)
قوله:»بن صوحان«ليس في الأصل، واستدركناه من»السنن الصغير«للبيهقي (٢/ ٣٤٥) من
طريق عبد الرزاق، به.
(٢)
العذيب: مكان قرب الكوفة في العراق. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص ١٨٧).
(٣)
في الأصل:»فقال"، والمثبت من المصدر السابق.
حَوْلًا» (١)، فَعَرَّفْتُهَا
حَوْلًا، ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَقَالَ: «عَرِّفْهَا حَوْلًا»، فَعَرَّفْتُهَا
حَوْلًا، ثُمَّ أَتَيْتُه، فَقَالَ: «عَرِّفْهَا حَوْلًا» (٢) فَقُلْتُ: إِنِّي
قَدْ أَتَيْتُهَا فَعَرِّفْهَا، قَالَ: فَعَرَّفْتُهَا ثَلَاثَةَ أَحْوَالٍ، ثُمَّ
أَتَيْتُهُ بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَحْوَالٍ، فَقَالَ: «اعْلَمْ عَدَدَهَا،
وَوِكَاءَهَا، فَإِنْ جَاءَ أَحَدٌ يُخْبِرُكَ بِعِدَّتِهَا، وَوِعَائِهَا،
وَوِكَائِهَا، فَادْفَعْهَا إِلَيْهِ، وَإِلَّا فَاسْتَمْتِعْ بِهَا».
• [٢٠٢٣٢]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شِخِّيرٍ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شِخّيرٍ
فِي اللُّقَطَةِ، قَالَ: هُوَ مَالُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ.
• [٢٠٢٣٣]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ
عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ حَسَنٍ خُذْهَا وَلَا تُمَاكِسْ (٣)، قَالَ:
بَيْنَا نَحْنُ لَيْلَةَ الْمُزْدَلِفَةِ (٤) فِي إِمَارَةِ عُثْمَانَ، جَاءَتِ
امْرَأَةٌ مِنَ الْحَاجّ بِمِرْطِهَا، فَوَضَعَتْهُ عَلَى بَعْضِ رِحَالِنَا،
ثُمَّ أَخْطَأَتْنَا، وَلَا نَدْرِي مِمَّنْ هِيَ، فَعَرَّفْنَاهَا سَنَةً، ثُمَّ
جَاءَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ، فَأَخْبَرْنَاهُمْ أَنَّا قَدْ
عَرَّفْنَاهُ سَنَةً، فَقَالُوا: اسْتَمْتِعُوا بِهِ.
• [٢٠٢٣٤]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ مُجَاهِدٌ *: وَجَدَ سُفْيَانُ
بْنُ عَبْدِ الله الثَّقَفِيُّ عَيْبَةً (٥) فِيهَا مَالٌ عَظِيمٌ، فَجَاءَ بِهَا
عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَأَخْبَرَهُ خَبَرَهَا، فَقَالَ عُمَرُ هِيَ لَكَ،
فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَا حَاجَةَ لِي بِهَا، غَيْرِي أَحْوَجُ
إِلَيْهَا مِنِّي،
(١) ليس في الأصل، واستدركناه من المصدر
السابق.
الحول: السنة. (انظر: النهاية، مادة:
حول).
(٢)
قوله: «فقال: عرفها حولا، فعرفتها حولا، ثم أتيته، فقال: عرفها حولا» ليس في
الأصل، واستدركناه من المصدر السابق.
(٣)
في الأصل: «النماكس»، ولعل الصواب ما أثبتناه، والمعنى: لا تحط من المال أو تأخذ
منه بعضه إذا طلبه صاحبه. ينظر: «غريب الحديث» لإبراهيم الحربي (٢/ ٥٦٨).
(٤)
المزدلفة: أحد المشاعر التي ينزلها الحجاج، ينحدرون إليها من عرفة ليلة العاشر من
ذي الحجة فيصلون بها الغرب والعشاء قصرًا وجمعًا. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص ٢٥١).
* [٥/
١٧٤ أ].
(٥)
العيبة: مستودع الثياب. (انظر: النهاية، مادة: عيب).
قَالَ: فَعَرِّفْهَا سَنَةً،
فَفَعَلَ، ثُمَّ جَاءَهُ بِهَا، فَقَالَ عُمَرُ: هِيَ لَكَ، فَقَالَ مِثْلَ
قَوْلِهِ الْأَوَّلِ، فَقَالَ عُمَرُ: عَرِّفْهَا سَنَةً، فَفَعَلَ، ثُمَّ جَاءَهُ
بِهَا، فَقالَ عُمَرُ: هِيَ لَكَ، فَقَالَ سُفْيَانُ مِثْلَ قَوْلِهِ الْأَوَّلِ،
فَقَالَ عُمَرُ: عَزفْهَا سَنَة، فَفَعَلَ، ثُمَّ جَاءَهُ بِهَا، فَقَالَ عُمَرُ:
هِيَ لَكَ، فَقَالَ مِثْلَ قَوْلِهِ الْأَوَّلِ، فَقَالَ عُمَرُ: عَرّفْهَا
سَنَةً، فَفَعَلَ، فَلَمَّا أَبَى سُفْيَانُ جَعَلَهَا عُمَرُ فِي بَيْتِ مَالِ
الْمُسْلِمِينَ.
• [٢٠٢٣٥]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيةَ،
أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَدْرِ مِنْ جُهَيْنَةَ، قَالَ:
وَقَدْ سُمِعَتْ لِعَبْدِ اللَّهِ صُحْبَةٌ لِلنَّبِي ﷺ، أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَاهُ
عَبْدَ اللَّهِ أَقَبْلَ مِنَ الشَّامِ، فَوَجَدَ صُرَّةً فِيهَا ذَهَبُ مِائَةٍ،
في مَتَاعِ رَكْبٍ (١) قَدْ عَفَتْ عَلَيْهِ الرِّيَاح، فَأَخَذَهَا، فَجَاءَ
بِهَا عُمَرَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ أَنْشِدْهَا (٢) الْآنَ عَلَى بَابِ
الْمَسْجِدِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، ثُمَّ عَرِّفْهَا سَنَةَ، فَإِنِ اعْتُرِفَتْ،
وإِلَّا فَهِيَ لَكَ، قَالَ: فَفَعَلْتُ فَلَمْ تُعْتَرَفْ، فَقَسَمْتُهَا بَيْنِي
وَبَيْنَ امْرَأَتَيْنِ لِي.
• [٢٠٢٣٦]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، قالَ: قَالَ عُمَرُ
بْنُ الْخَطابِ إِذَا وَجَدْتَ لُقَطَةً فَعَرِّفْهَا عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ
ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَإِنْ جَاءَ مَنْ يَعْتَرِفهَا، وإِلَّا فَشَأْنُكَ بِهَا.
• [٢٠٢٣٧]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعَيل، أَيْضَا أَنَّ
مُعَاذًا، أَوْ مُعَاوِيَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَه، عَنْ أَبِي سُعَادَ،
وَأَبُو سُعَادَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ، أَنَّهُ أَقْبَلَ مِنْ
مِصرَ، فَوَجَدَ ذَهَبًا كَأَنَّهَا انْتَشَرَتْ مَنْ رَكْبِ عَامِدِينَ (٣)
لِمِصْرَ، فَجَعَلَ
• [٢٠٢٣٥] [شيبة: ٢٢٠٨٣].
(١)
الركب: جمع راكب، والراكب في الأصل: راكب الإبل خاصة، ثم اتسع فيه فأطلق على كل من
ركب دابة. (انظر: النهاية، مادة: ركب).
(٢)
إنشاد الضالة: نشدت الضالة فأنا ناشد، إذا طلبتها، وأنشدتها فانا منشد، إذا
عرفتها. (انظر: النهاية، مادة: نشد).
(٣)
عامدون: قاصدون. (انظر: المشارق) (٢/ ٨٧).
يَتَتَبَّعُ الذهَبَ رَاجِعًا إِلَى
مِصْرَ، وَيَلْقُطُهَا، حَتَّى انْقَطَعَ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَخَافَ أَنْ
يَهْلِكَ، وَقَدْ جَمَعَ سَبْعِينَ دِينَارًا، فَجَاءَ بِهَا عُمَرَ بْنَ
الْخَطابِ، فَقَالَ عُمَرُ: عَرِّفْهَا سَنَةً، وإِلَّا فَهِيَ لَكَ، فَلَمْ يُعْتَرَفْ
فَأَخَذَهَا.
• [٢٠٢٣٨]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيل، أَيْضَا أَنْ
زَيْدَ بْنَ الْأَخْنَسِ الْخُزَاعِيَّ أَخْبَرَه، أَنَّهُ قَالَ لاِبْنِ
الْمُسَيَّبِ وَجَدْتُ لُقَطَةً أَتَصدَّقُ بِهَا؟ قَالَ: لَا تُؤْجَرُ أَنْتَ
وَلَا صَاحِبُهَا، قَالَ: فَأَدْفَعُهَا إِلَى الْأُمَرَاءِ؟ قَالَ: إِذَنْ
يَأْكُلُونَهَا أَكْلًا مَرِيعًا (١)، قَالَ: فَكَيْفَ تَأْمُرُنِي؟ قَالَ:
عَرِّفْهَا سَنَةً فَإنِ اعْتُرِفَتْ، وَإلَّا فَهِيَ لَكَ كَمَالِكَ.
• [٢٠٢٣٩]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، قَالَ: وَجَدَ
رَجُلٌ وَرِقًا فَأَتَى بِهَا ابْنَ عُمَرَ فَقَالَ لَهُ: عَرِّفهَا، فَقَالَ:
قَدْ عَرَّفْتُهَا فَلَمْ أَجِدْ أَحَدًا يَعْتَرِفُهَا، أَفَأَدْفَعُهَا إِلَى
الْأَمِيرِ؟ قَالَ: إِذَنْ يَقْبَلُهَا، قَالَ: أَفَأَتَصَدَّقُ بِهَا؟ قَالَ:
وإِنْ جَاءَ صَاحِبُهَا غَرَمْتَهَا، قَالَ: فَكَيْفَ أَصْنَعُ؟ قَالَ: قَدْ
كُنْتَ تَرَى مَكَانَهَا أَلَّا تَأْخُذَهَا.
• [٢٠٢٤٠]
عبد الرزاق، عَنِ الثوْرِيِّ، عَنْ قَابُوسَ بْنِ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ كَانَ يَقُولُ: لَا تَرْفَعِ اللُّقَطَةَ، لَسْتَ مِنْهَا فِي شَيءٍ،
وَقَالَ: تَرْكُهَا خَيْرٌ مَنْ أَخْذِهَا.
• [٢٠٢٤١]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ، أَوْ
إِبْرَاهِيمَ قَالَ: مَرَّ شُرَيْحٌ بِدِرْهَمٍ فَلَمْ يَتَعَرَّضْ لَهُ.
• [٢٠٢٤٢]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ فِي اللُّقَطَةِ
تُعَرِّفُهَا فَإنْ * جَاءَ صَاحِبُهَا، وإِلَّا تَصَدَّقْ بِهَا، فَإِنْ جَاءَ
صَاحِبُهَا خَيَّرْتَهُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْأَجْرِ.
• [٢٠٢٤٣]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ لِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، قَالَ
لِي عِكْرِمَةُ
(١) كذا في الأصل.
* [٥/
١٧٤ ب].
مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ:
تُعَرِّفُهَا فَإِنْ لَمْ تُعْتَرَفْ، فَتَصَدَّقْ بِهَا، فَإِنْ جَاءَ بَاغِيهَا،
فَإِنْ شَاءَ غَرَمْتَهَا، وإِنْ شَاءَ فَالْأَجْرُ لَهُ.
قَالَ: وَسَمِعْتُ عَطَاءً يَقُولُ
مِثْلَ قَوْلِ عِكْرِمَةَ هَذَا، قَبْلَ أَنْ يَسْمَعَ قَوْلَ عَمْرِو بْنِ
شُعَيْبٍ، ثُمَّ صَارَ إِلَى قَوْلِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ حِينَ سَمِعَهُ مِنْهُ.
• [٢٠٢٤٤]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي السَّفَرِ، أَنَّ
رَجُلًا أَتَى عَلِيًّا (١) فَقَالَ: إِنِّي وَجَدْتُ لُقَطَةً فِيهَا مِائَةُ
دِرْهَمٍ، أَوْ قَرِيبًا مِنْهَا، فَعَرَّفْتُهَا تَعْرِيفًا ضَعِيفًا، وَأَنَا
أُحِبُّ أَلَّا تُعْتَرَفَ، فَتَجَهَّزْتُ بِهَا إِلَى صِفِّينَ، وَقَدْ
أَيْسَرْتُ بِهَا الْيَوْمَ فَمَا تَرَى؟ قَالَ: عَرِّفْهَا فَإِنْ عَرَفَهَا
صاحِبُهَا، فَادْفَعْهَا إِلَيْهِ، وإِلَّا فَتَصَدَّقْ بِهَا، فَإِنْ جَاءَ
صَاحِبُهَا، فَأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ لَهُ الْأَجْرُ فَسَبِيلُ ذَلِكَ، وإِلَّا
غَرِمْتَهَا وَلَكَ أَجْرُهَا.
• [٢٠٢٤٥]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي السَّفَرِ، عَنْ
رَجُلٍ مِنْ بَنِي رُوَّاسٍ، قَالَ: الْتَقَطْتُ ثَلَاثَمِائَةِ دِرْهَمٍ
فَعَرَّفْتُهَا، وَأَنَا أُحِبُّ أَلَّا تُعْتَرَفَ، فَلَمْ يَعْتَرِفْهَا أَحَدٌ،
فَاسْتَنْفَقْتُهَا، فَأَتَيْتُ عَلِيًّا فَسَأَلْتُه، فَقَالَ: تَصَدَّقْ بِهَا،
فَإِنْ جَاءَ صاحِبُهَا خَيَّرْتَه، فَإِنِ اخْتَارَ الْأَجْرَ كَانَ لَه، وإِنِ
اخْتَارَ الْمَالَ، كَانَ لَهُ مَالُهُ.
• [٢٠٢٤٦]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ
سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ فِي اللُّقَطَةِ:
يُعَرِّفُهَا سَنَةً، فَإِنْ جَاءَ صَاحِبُهَا، وإِلَّا تَصَدَّقَ بِهَا، فَإِنْ
جَاءَ صَاحِبُهَا بَعْدَمَا يَتَصَدَّقُ بِهَا خَيَّرَه، فَإِنِ اخْتَارَ
الْأَجْرَ كَانَ لَه، وإِنِ اخْتَارَ الْمَالَ كَانَ لَهُ مَالُهُ.
• [٢٠٢٤٧]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ وإسْرَائِيلَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ
أَبِي وَائِلٍ شَقِيقِ
(١) قوله: «أن رجلا أتى عليا» وقع في الأصل:
«أن عليا أتى رجلا»، والمثبت من «السنن الكبرى» للبيهقي (١٢١٩٠) من طريق أبي إسحاق
بنحوه.
• [٢٠٢٤٦]
[شيبة:٢٢٠٥٦].
• [٢٠٢٤٧]
[شيبة:٢١١٦٩، ٢٢٠٥٠].
ابْنِ سَلَمَةَ قَالَ: اشْتَرَى
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ مِنْ رَجُلٍ جَارِيَةً بِسِتَمِائَةٍ أَوْ
بِسَبْعِمِائَةٍ، فَنَشَدَ بِهِ سَنَةً لَا يَجِدُهُ، ثُمَّ خَرَجَ بِهَا إِلَى
الْمَسْجِدِ (١)، فَتَصَدَّقَ بِهَا مِنْ دِرْهَمٍ وَدِرْهَمَيْنِ عَنْ رَبِّهَا،
فَإِنْ جَاءَ صَاحِبُهَا خَيَّرَهُ، فَإِنِ اخْتَارَ الْأَجْرَ كَانَ الْأَجْرُ
لَه، وإِنِ اخْتَارَ مَالَهُ كَانَ لَهُ مَالُه، ثُمَّ قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ:
هَكَذَا افْعَلُوا بِاللُّقَطَةِ.
• [٢٠٢٤٨]
عبد الرزاق، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي
اللُّقَطَةِ: يَتَصَدَّقُ بِهَا، فَإِنْ جَاءَ صَاحِبُهَا خَيَّرَه، فَإِنِ
اخْتَارَ الْأَجْرَ كَانَ لَهُ الْأَجْر، وإِنِ اخْتَارَ مَالَهُ كَانَ لَهُ
مَالُهُ.
• [٢٠٢٤٩]
الثورِي، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ الشَّعْبِي، أَنَّ شُرَيْحًا قَدْ فَعَلَ ذَلِكَ
فِي اللُّقَطَةِ.
• [٢٠٢٥٠]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ وَالثَّوْريِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ
امْرَأَتِهِ، قَالَتْ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ: إِنِّي
وَجَدْتُ شَاةً، قَالَتِ: اعْلِفِي، وَاحْلُبِي، وَعَرِّفِي، ثُمَّ عَادَتْ
إِلَيْهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَتْ: أَتُرِيدِينَ أَنْ آمُرَكِ بِذَبْحِهَا؟
• [٢٠٢٥١]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ قَالَ: مَا كَانَ يُخْشَى فَسَادُهُ فَبِعْه،
وَتَصَدَّقْ بِهِ.
١
- بَابٌ
أُحِلَّتِ اللُّقَطَةُ الْيَسِيرَةُ
° [٢٠٢٥٢]
عبد الرزاق، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ (٢)، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
الْخُدْرِيِّ قَالَ: كَانَ لِعَلِيٍّ مِنَ النَّبِيِّ ﷺ دخْلَةٌ * لَيْسَتْ
لِأَحَدٍ، وَكَانَ لِلنَّبِيِّ ﷺ مِنْ عَلِيٍّ دَخْلَةٌ لَيْسَتْ لِأَحَدٍ
غَيْرِهِ، فَكَانَتْ دَخْلَةُ النَّبِيِّ ﷺ مِنْ عَلِيٍّ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ
يَدْخُلُ عَلَيْهِ (٣) كُلَّ
(١) في الأصل: «السدة»، والمثبت من «المصنف»
لابن أبي شيبة (٢٢٠٥٠) من طريق أبي وائل، به.
• [٢٠٢٤٨]
[شيبة:٢٢٠٤٩].
° [٢٠٢٥٢]
[التحفة: د ٤٤٤٣].
(٢)
غير واضح في الأصل، وأثبتناه استظهارًا، وكأن سقطا وقع بين عبد الرزاق وأبي هارون
العبدي.
* [٥/
١٧٥ أ].
(٣)
في الأصل: «عليها»، وهو خطأ واضح لا يستقيم معه السياق.
يَوْمٍ، فَإِنْ كَانَ عَنْدَهُمْ
شَيءٌ قَرَّبُوهُ إِلَيْهِ، فَدَخَلَ (١) يَوْمًا، فَلَمْ يَجِدْ عَنْدَهُمْ
شَيْئًا، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ حِينَ خَرَجَ النَّبِي ﷺ: سَوَّةٌ! قَدْ كُنَّا
عَوَّدْنَا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ عَادَةً (٢) خَرَجَ النَّبِيُّ ﷺ ولَمْ يُصبْ (٣)
شَيْئًا، فَقَالَ عَلِيٌّ: اسْكُتِي أَيَّتُهَا الْمَرْأَة، فَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ
أعْلَمُ بِمَا فِي بَيْتِكِ مِنْكِ، فَقَالَتِ: اذْهَبْ، عَسَى أَنْ تُصِيبَ لَنَا
شَيْئًا، أَوْ تَجِدَ أَحَدًا يُسْلِفُكَ شَيْئًا، فَخَرَجَ فَلَمْ يَجِدْ،
فَبَيْنَا هُوَ فِي السُّوقِ يَمْشِي يَجِدُ دِينَارًا فَأَخَذَه، ثُمَّ قَالَ:
مَنْ يَعْتَرِفُ الدِّينَارَ؟ فَلَمْ يَجِدْ أَحَدًا يَعْتَرِفُه، فَقَالَ:
وَاللَّهِ، إِنِّي لَوْ أَخَذْتُ هَذَا الدِّينَارَ، فَاشْتَرَيْتُ بِهِ طَعَامًا،
وَكَانَ سَلَفًا عَلَيَّ، إِنْ جَاءَ صَاحِبُهُ غَرِمْتُه، فَعَرَضَ لَهُ رَجُلٌ،
فَبَاعَهُ طَعَامًا، فَلَمًّا اسْتَوْفَى عَلَيهِ طَعَامًا، رَدَّ عَلَيْهِ
الدِّينَارَ، فَقَالَ عَلِيٌّ: قَدْ أَعْطَيْتَنَا طَعَامَكَ، وَأَعْطَيْتَنَا
دِينَارًا، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ الرَّجُلُ حَتَّى رَدَّ إِلَيْهِ الدِّينَارَ، فَقَالَتْ
فَاطِمَةُ لِعَلِيٍّ حِينَ حَدَّثَهَا ذَلِكَ: أَمَا اسْتَحْيَيْتَ أَنْ تَأْخُذَ
طَعَامَ الرَّجُلِ وَالدِّينَارَ؟ قَالَ: فَرَدَدْتُه، فَأَبَى، فَلَمَّا فَنِيَ
ذَلِكَ الطَّعَام، خَرَجَ بِذَلِكَ الدِّينَارِ إِلَى السُّوقِ، فَلَمَّا عَرَضَ
(٤) لَهُ ذَلِكَ الرَّجُل، فَاشْتَرَى مِنْهُ طَعَامًا، ثُمَّ رَدَّ إِلَيْهِ
الدِّينَارَ، فَقَالَ لَهُ عَلِيّ: أَيُّهَا الرَّجُلُ! قَدْ فَعَلْتَ فِي هَذَا
مَرَّة، خُذْ دِينَارَكَ، فَلَمْ يَزَلِ الرَّجُلُ بِعَلِيٍّ حَتى رَدَّ إِلَيْهِ
الدِّينَارَ، فَلَمَّا ذَكَرَ ذَلِكَ عَلِي لِفَاطِمَةَ قَالَتْ: أَيُّهَا
الرَّجُلُ! اسْتَحْيِ، لَا تَعُودَنَّ لِهَذَا، فَلَمَّا فَنِيَ ذَلِكَ الطعَام،
خَرَجَ عَلِيٌّ بِذَلِكَ الدِّينَارِ، فَعَرَضَ لَهُ ذَلِكَ الرَّجُل، فَاشْتَرَى
مِنْهُ طَعَامًا، فَأَعْطَاهُ الرَّجُلُ الدِّينَارَ، فَرَمَى بِهِ عَلِيٌّ،
وَاللَّهِ لَا آخُذُه، فَأَخَذَهُ الرَّجُل، فَذَكَرُوا شَأْنَهُمْ لِلنَّبِى ﷺ،
فَقَالَ: «ذَلِكَ رِزْقٌ سِيقَ إِلَيْكَ، لَوْ لَمْ تَرْدُدْهُ لَقَامَ بِكُمْ».
(١) في الأصل: «فإن دخل» وهو خطأ واضح لا
يستقيم معه السياق.
(٢)
في الأصل: «عوده»، والمثبت أقرب للصواب.
(٣)
أصاب الشيء: أدركه. (انظر: المرقاة) (٤/ ٥٨٧).
(٤)
قوله: «فلما عرض» كذا في الأصل، ولعل الصواب: «فعرض».
° [٢٠٢٥٣] عبد الرزاق، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ
شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
الْخُدْرِيِّ، أَنَّ عَلِيًّا، جَاءَ النَّبِيَّ ﷺ بدِينَارٍ وَجَدَهُ فِي
السُّوقِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِي ﷺ: «عَرِّفْهُ» (١) ثَلَاثًا، فَفَعَلَ، فَلَمْ
يَجِدْ أَحَدًا يَعْتَرِفُه، فَرَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَأَخْبَرَه، فَقَالَ
لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: «كُلْه، أَوْ شَأْنُكُمْ بِهِ» فَصَرَفَهُ النَّبِيُّ ﷺ
باثْنَي عَشَرَ دِرْهَمًا، فَابْتَاعَ (٢) مِنْهُ بِثَلَاثَةٍ شَعِيرًا،
وَبِثَلَاثَةٍ تَمْرًا، وَبِدِرْهَمٍ زَيْتًا، وَفَضلَ عِنْدَهُ ثَلَاثَةٌ، حَتَّى
إِذَا أكَلَ (٣) بَعْضَ مَا عِنْدَهُ جَاءَ صَاحِبُه، فَقَالَ لَهُ عَلِيّ: قَدْ
أَمَرَنِي النَّبِيُّ ﷺ بأَكْلِهِ، فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى (٤) النبِيُّ ﷺ
يَذْكُرُ ذَلِكَ لَه، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ لعَلِيٍّ: «أَدِّهِ» قَالَ: مَا
عِنْدَنَا شَيءٌ نَأكلُه، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إِذَا * جَاءَنَا شَيءٌ،
أَدَّيْنَاهُ إِلَيْهِ»، فَجُعِلَ أَجَلُ الدِّينَارِ وَأَشْبَاهِهِ ثَلَاثَةً،
يَعْنِي ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، لِهَذَا الْحَدِيثِ.
• [٢٠٢٥٤]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيةَ،
أَنَّ سَيِّدَ الدّينَارِ (٥) كَانَ يَهُودِيًّا.
• [٢٠٢٥٥]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
أَحْسِبُهُ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَتَاهُ
رَجُلٌ وَجَدَ جِرَابًا فِيهِ سَوِيقٌ (٦)، فَأَمَرَّ أَنْ يُعَرِّفَهُ ثَلَاثًا،
ثُمَّ أَتَاه، فَقَالَ: لَمْ يَعْرِفُهُ أَحَدٌ، فَقَالَ عُمَرُ خُذْ يَا غُلَام،
هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَذْهَبَ بِهِ السِّبَاع، وَتُسْفِيهِ الرِّيَاحُ.
(١) في الأصل «غرم»، والمثبت هو الصواب.
(٢)
الابتياع: الاشتراء. (انظر: اللسان، مادة: بيع).
(٣)
قوله «إذا أكل» غير واضح في الأصل، وأثبتناه استظهارا.
(٤)
ليس في الأصل، والسياق يقتضيه.
* [٥/
١٧٥ ب].
(٥)
في الأصل: «الدار»، والصواب ما أثبتناه.
(٦)
السويق: طعام يتخذ من مدقوق الحنطة (القمح) والشعير، سمي بذلك لانسياقه في الحلق.
(انظر: المعجم الوسيط، مادة: سوق).
• [٢٠٢٥٦] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ أَخِي الزُّهْرِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ
وَجَدَ تَمْرَةً فِي السِّكَّةِ، فَأَخَذَهَا، فَأَكَلَ نِصْفَهَا، ثُمَّ لَقِيَهُ
مِسْكِينٌ، فَأَعْطَاهُ النِّصْفَ الْآخَرَ.
• [٢٠٢٥٧]
عبد الرزاق، عَنِ الثوْريِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، أَنَّ
عُمَرَ مَرَّ (١) بِتَمْرَةٍ فِي الطَّرِيقِ فَأَكَلَهَا.
° [٢٠٢٥٨]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ
قَالَ: مَرَّ النَّبِي ﷺ بِتَمْرَةٍ فِي الطرِيقِ، فَقَالَ: «لَوْلَا أَنِّي
أَخَافُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الصَّدَقَةِ لأَكَلْتُهَا».
• [٢٠٢٥٩]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ
امْرَأَةً تَقُولُ: الْتَقَطَ عَلِيٌّ حَبَّاتٍ أَوْ حَبَّةً مَنْ رُمَّانٍ مِنَ
الْأَرْضِ، فَأَكَلَهَا.
• [٢٠٢٦٠]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: إِذَا كَانَ شَيْئًا
يَسِيرًا عَرَّفْتَهُ أَيامًا، قَدْ سَمِعْتُهُ يُسَمِّي خَمْسَةَ دَرَاهِمَ.
٢
- بَابُ
السَّوْطِ (٢) وَالسِّقَاءِ (٣) وَأَشْبَاهِهِ يَجِدُهُ الْمُسَافِرُ
• [٢٠٢٦١]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً سُئِلَ عَنِ السَّوْطِ
وَالسِّقَاءِ وَالنَّعْلَيْنِ، وَأَشْبَاهِ ذَلِكَ، يَجِدُهُ الْمُسَافِر،
فَيقُولُ: اسْتَمْتِعْ بِهِ.
• [٢٠٢٦٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ وَابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ
ابْنِ طَاوُسٍ، أَنَّ أَبَاهُ كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا بِالنَّعْلَيْنِ،
وَالْإِدَاوَةِ (٤)، وَالسَّوْطِ، يَسْتَمْتِعُ بِهَا إِذَا وَجَدَهُ.
• [٢٠٢٥٦] [شيبة: ٢٢٠٧٤].
(١)
ليس في الأصل، واستدركناه من «كنز العمال» (٤٠٥٣١) معزوا لعبد الرزاق.
° [٢٠٢٥٨]
[شيبة:١٠٨٠٨].
(٢)
السوط: ما يُضرب به من جلد سواء أكان مضفورا أم لم يكن، والجمع: أسواط. (انظر:
العجم الوسيط، مادة: سوط).
(٣)
السقاء: ظرف (وعاء) للماء من الجلد، والجمع: أسقية. (انظر: النهاية، مادة: سقا).
(٤)
الإداوة: إناء صغير من جلد يتخذ للماء. (انظر: النهاية، مادة: أدا).
• [٢٠٢٦٣] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ
ضِمَامٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى بِالسَّوْطِ،
وَالشَّيءَ بَأْسًا، كَأَنَّهُ يَقُولُ: الشَّيءُ إِذَا وَجَدَهُ الْمُسَافِرُ
أَنْ يَسْتَمْتِعَ بِهِ.
• [٢٠٢٦٤]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: لَا
بَأْسَ أَنْ يَسْتَمْتِعَ الْمُسَافِرُ بِالسَّوْطِ، وَالْعِصِيِّ، وَالشَّيءَ
إِذَا وَجَدَهُ.
آخِرُ اللُّقَطَةِ (١).
* * *
(١) [٥/ ١٧٦ أ]. وقع بعد هذا الموضع في الأصل
[٥/ ١٧٦ أ، ب] «باب الفرض» وتحته عدة أحاديث، وقد تقدم ذكره في الأصل في آخر كتاب
الجهاد [٣/ ٦٥ أ]، وموضعه هناك أليق فلم نكرره هنا، واستفدنا بما هنا في الأصل في
ضبط النص وتحقيقه هناك، فتنبه.