recent
آخر المقالات

[٤٣] كتاب المغازي

 

[١] ما ذكر في أبي يكسوم (١) وأمر الفيل


(١) أي: أبرهة

٣٩٢٩٣ - (حدثنا أبو عبد الرحمن بقي بن مخلد قال: حدثنا أبو بكر عبد اللَّه بن محمد بن أبي شيبة العبسي قال) (١): حدثنا أبو أسامة (٢) عن محمد بن إسماعيل (٣) قال: حدثني سعيد بن جبير قال: أقبل أبو يكسوم صاحب الحبشة ومعه الفيل، فلما انتهى إلى الحرم برك الفيل (فأبى) (٤) أن يدخل الحرم، قال: فإذا وجه راجعا أسرع راجعًا، وإذا أريد على الحرم (أبى) (٥)، فأُرسل عليهم طير صغار بيض في أفواهها حجارة (أمثال) (٦) الحمص، لا (تقع) (٧) على أحد إلا هلك (٨).



(١) سقط من: [جـ].
(٢) في [أ، ب]: زيادة (قال: حدثني ابن أسامة).
(٣) كذا في النسخ، وهو: (محمد بن أبي إسماعيل).
(٤) في [ق]: (وأبى).
(٥) سقط من: [أ، ب].
(٦) في [ب]: (مثل).
(٧) في [ي]: (يقع).
(٨) مرسل؛ سعيد بن جبير تابعي.

٣٩٢٩٤ - قال أبو أسامة: فحدثني أبو (مكين) (١) عن عكرمة قال: فأظلتهم من السماء فلما جعلهم اللَّه كعصف مأكول أرسل اللَّه غيثا فسأل بهم حتى ذهب بهم إلى البحر (٢).


(١) في [ق]: (منين).
(٢) مرسل؛ عكرمة تابعي.

٣٩٢٩٥ - حدثنا وكيع عن بن عون عن ابن سيرين عن ابن عباس ﴿طَيْرًا أَبَابِيلَ﴾ قال: كان لها خراطيم كخراطيم الطير، وأكف كأكف الكلاب (١).


(١) صحيح؛ أخرجه ابن جرير في التفسير ٣٠/ ٢٩٧، والبيهقي في دلائل النبوة ١/ ١٢٢، وابن إسحاق في السيرة (٤٢).

٣٩٢٩٦ - حدثنا وكيع عن سفيان عن الأعمش عن أبي سفيان عن عبيد بن عمير قال: طير سود تحمل الحجارة بمناقيرها وأظافيرها.

٣٩٢٩٧ - حدثنا الحسن بن موسى عن شيبان عن يحيى قال: أخبرني أبو سلمة أن أبا هريرة أخبره أن رسول اللَّه ﷺ ركب (راحلته) (١) فخطب فقال: «إن اللَّه حبس عن مكة الفيل، وسلط عليهم رسوله والمؤمنين» (٢).


(١) في [س]: (راحله).
(٢) صحيح؛ أخرجه البخاري (١١٢)، ومسلم (١٣٥٥).

٣٩٢٩٨ - حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان عن عبيد بن عمير قال: لما أراد اللَّه أن يهلك أصحاب الفيل بعث عليهم طيرا أنشئت من البحر أمثال الخطاطيف، كل طير منها يحمل ثلاثة أحجار مجزعة: حجرين في رجليه وحجرا في منقاره، قال: فجاءت حتى صفت على رؤوسهم ثم صاحت فألقت ما في أرجلها ومناقيرها، فما يقع على رأس رجل إلا خرج من دبره، ولا يقع على شيء من جسده إلا خرج (١) من الجانب الآخر قال: وبعث اللَّه ريحا شديدة (٢) فضربت الحجارة فزادتها شدة قال: فأهلكوا جميعا (٣).


(١) في [س]: زيادة (من دبره لا تقع على شيء من جسده إلا خرج).
(٢) إلى هنا ينتهي سقط نسخة [ي] الذي ابتدأ من أول كتاب الرد على أبي حنيفة برقم [٣٨٨٠١].
(٣) مرسل؛ عبيد بن عمير ليس له رواية عن النبي ﷺ.

[٢] ما رأي النبي صلى اللَّه عليه (١) وسلم قبل النبوة


(١) في [أ، ب]: زيادة (وآله).

٣٩٢٩٩ - (حدثنا أبو بكر قال) (١): حدثنا أبو أسامة قال: حدثنا (مجالد) (٢) قال: حدثنا عامر قال: انطلق عمر إلى يهود فقال: أنشدكم (اللَّه) (٣) الذي أنزل التوراة على موسى هل تجدون محمدا (٤) في كتبكم؟ قالوا: نعم، قال: فما يمنعكم أن تتبعوه؟ (فقالوا) (٥): إن اللَّه لم يبعث رسولا إلا كان له من الملائكة (كفل) (٦)، (وإن) (٧) جبرائيل (كفل) (٨) محمد (٩)، وهو الذي يأتيه، وهو عدونا من بين الملائكة، وميكائيل سلمنا، فلو كان ميكائيل هو الذي (يأتيه) (١٠) أسلمنا، قال: (فإني) (١١) أنشدكم باللَّه الذي أنزل التوراة على موسى ما منزلتهما من رب العالمين؟ قالوا: جبرائيل عن يمينه وميكائيل عن يساره، قال عمر: فإني (أشهد) (١٢) ما (يتنزلان) (١٣) إلا بإذن اللَّه، وما كان ميكائيل
٣٤٨
(ليسالم) (١٤) عدو جبرئيل، وما كان جبرئيل (ليسالم) (١٥) عدو ميكائيل فبينما هو عندهم إذ جاء النبي ﷺ فقالوا: هذا (صاحبك) (١٦) يا ابن الخطاب؟ فقام إليه فأتاه وقد أُنزل عليه: ﴿قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّه﴾ إلى قوله: ﴿فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ﴾ [البقرة: ٩٧، ٩٨] (١٧).


(١) سقط من: [جـ، ق، ي].
(٢) في [س]: (مجاهد).
(٣) سقط من: [جـ، ق، ي].
(٤) في [جـ، ق، ي]: زيادة ﷺ.
(٥) في [أ، ب]: (قالوا).
(٦) في [ط، هـ]: (كفيل).
(٧) في [أ]: (فإن).
(٨) في [ط، هـ]: (كفيل).
(٩) في [هـ، ي]: زيادة ﷺ.
(١٠) سقط من: [س].
(١١) سقط من: [جـ، ق].
(١٢) في [س]: (أنشد).
(١٣) في [ي]: (منزلان).
(١٤) في [أ، ب، جـ، س، ي]: (ليسال).
(١٥) في [أ، جـ، س، ي]: (ليسال)، وفي [ب]: (ليسال).
(١٦) في [ب]: (صاحبكم).
(١٧) مرسل ضعيف؛ عامر تابعي، ومجالد ضعيف، أخرجه ابن أبي حاتم (٩٦٠)، وابن جرير في التفسير ١/ ٤٣٣ و٤٣٥، وابن شبه (١٤٦٨).

٣٩٣٠٠ - حدثنا (قُراد) (١) أبو نوح قال: (أخبرنا) (٢) يونس (بن) (٣) أبي إسحاق عن أبي بكر بن أبي موسى (عن أبيه) (٤) قال: خرج أبو طالب إلى الشام وخرج معه رسول اللَّه صلى اللَّه وعليه (وسلم) (٥) وأشياخ من قريش، فلما أشرفوا على الراهب هبطوا فحلوا رحالهم، (فخرج) (٦) إليهم الراهب، وكانوا قبل ذلك يمرون به فلا يخرج إليهم ولا يلتفت، قال: فهم يحلون رحالهم فجعل يتخللهم حتى جاء فأخذ بيد رسول اللَّه ﷺ فقال: هذا سيد العالين، هذا رسول رب العالمين، هذا (يبعثه) (٧)
٣٤٩
اللَّه رحمة للعالمين، فقال له أشياخ من قريش: ما (علمك؟) (٨) قال: إنكم (٩) حين أشرفتم من العقبة لم (تبق شجرة) (١٠) ولا (حجر) (١١) إلا خر ساجدا، ولا (يسجدون) (١٢) إلا لنبي، وإني لأعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة، ثم رجع (ووضع) (١٣) لهم طعاما، فلما أتاهم به وكان هو في (رعية) (١٤) (الإبل) (١٥) قال: أرسلوا إليه، فأقبل وعليه غمامة تظله، قال: انظروا إليه عليه غمامة تظله، فلما دنا (من) (١٦) القوم وجدهم قد سبقوا إلى فيء الشجرة (١٧)، (فلما جلس مال فيء الشجرة عليه، فقال: انظروا إلى فيء الشجرة) (١٨) (مال) (١٩) عليه، قال: فبينما هو قائم عليهم وهو يناشدهم أن لا (يذهبوا) (٢٠) به إلى الروم، (فإن الروم) (٢١) لو رأوه عرفوه بالصفة فقتلوه، فالتفت فإذا هو بتسعة نفر قد أقبلوا من الروم فاستقبلهم، فقال (٢٢): ما جاء
٣٥٠
بكم؟ (قالوا) (٢٣): جئنا أن هذا النبي خارج في هذا الشهر، فلم يبق في طريق إلا قد بعث إليه ناس، وإنا أخبرنا خبره فبعثنا إلى طريقك هذا، فقال (لهم) (٢٤): ما خلفتم خلفكم أحدا هو خير منكم؟ قالوا: (لا) (٢٥)، إنما (أخبرنا) (٢٦) خبره (٢٧) لطريقك هذا، قال: أفرأيتم أمرا أراد اللَّه أن يقضيه (٢٨) (هل) (٢٩) يستطيع أحد من الناس رده؟ قالوا: لا، قال (٣٠): (فبايعوه) (٣١) وأقاموا معه، فأتاهم فقال: أنشدكم باللَّه أيكم وليه؟ قال أبو طالب: أنا، فلم يزل يناشده حتى رده أبو طالب وبعث معه أبو بكر (بلالا) (٣٢) وزوده الراهب من الكعك والزيت (٣٣).


(١) في [هـ]: (قراء).
(٢) في [ي]: (أنبأنا).
(٣) في [أ، ب، جـ، ي]: (عن).
(٤) كذا في [ق، هـ] وسقط من: [أ، ب، جـ، س، ي]، وأثبتها من مصادر التخريج، ومما تقدم ١١/ ٣٧٩ برقم [٣٣٨٩٤].
(٥) سقط من: [س].
(٦) سقط من: [س].
(٧) في [ي]: (بعثه).
(٨) في [هـ]: (عملك).
(٩) في [أ، ب]: زيادة (فيوفر بشيء ما علمك؟ قال: إنكم).
(١٠) في [أ، هـ]: (يبق شجر).
(١١) في [س]: (حجرًا).
(١٢) في [ق، هـ]: (يسجد).
(١٣) في [ق، هـ]: (صنع).
(١٤) في [س]: (رعيته)، وفي [ب]: (رغبة)، وفي [ي]: (رعية).
(١٥) سقط من: [أ، ب].
(١٦) في [ي]: (إلى).
(١٧) في [هـ]: زيادة (عليه).
(١٨) سقط من: [س].
(١٩) في [س]: (كان).
(٢٠) في [أ، ب، جـ]: (تذهبوا).
(٢١) سقط من: [س].
(٢٢) في [ق]: زيادة (لهم).
(٢٣) سقط من: [ق].
(٢٤) سقط من: [ق].
(٢٥) في [س]: (الإ).
(٢٦) في [س]: (اخترنا)، وفي [ي]: (اختبرنا).
(٢٧) في [هـ]: زيادة (فبعثنا).
(٢٨) في [س]: زيادة (له).
(٢٩) في [ق، هـ]: (وهل).
(٣٠) في [ي]: زيادة (لا).
(٣١) في بعض المصادر: (فتابعوه).
(٣٢) في [س]: (وبلالا).
(٣٣) معلول؛ قال الذهبي في تاريخ الإسلام ١/ ٥٧: «وهو حديث منكر جدًا»، وأخرجه الترمذي (٣٦٢٠)، والحاكم ٢/ ٦١٥، والبزار (٣٠٩٦)، وابن حبان في الثقات ١/ ٤٢، والبيهقي في دلائل النبوة ٢/ ٢٤، وأبو نعيم في دلائل النبوة (١٩)، والخطيب في تاريخ بغداد ٣/ ٤، وانظر الإصابة ١/ ٣٥٣.

٣٩٣٠١ - حدثنا ابن (فضيل) (١) عن عطاء عن سعيد عن ابن عباس أنه لم (تكن) (٢) قبيلة من الجن إلا ولهم مقاعد للسمع، قال: فكان إذا نزل الوحي
٣٥١
سمعت الملائكة صوتا كصوت الحديدة ألقيتها على الصفا، قال: فإذا سمعته الملائكة خروا سجدا فلم يرفعوا رؤوسهم حتى ينزل، فإذا نزل قال بعضهم لبعض: ماذا قال ربكم؟ فإن كان مما يكون في السماء قالوا: الحق وهو العلي الكبير، فإن كان مما يكون في الأرض [من أمر (الغيب) (٣) أو موت أو شيء مما يكون في الأرض] (٤) تكلموا به (فقالوا) (٥): يكون كذا كذا، فتسمعه الشياطين فينزلونه على أوليائهم، فلما بعث اللَّه محمدا ﷺ (٦) دحروا بالنجوم، فكان أول من علم بها ثقيف، فكان ذو الغنم منهم ينطلق إلى غنمه فيذبح كل يوم شاة، وذو الإبل ينحر كل يوم بعيرا، فأسرع الناس في أموالهم، فقال بعضهم لبعض: لا تفعلوا، فإن كانت النجوم التي يهتدى بها وإلا فإنه أمر حدث، (فنظروا) (٧) فإذا النجوم التي يهتدى بها كما هي، لم يرم منها بشيء فكفوا، وصرف اللَّه الجن فسمعوا القرآن، فلما حضروه قالوا: أنصتوا، قال: وانطلقت الشياطين إلى إبليس (فأخبروه) (٨) فقال: هذا (حدث) (٩) حدث في الأرض، فأتوني من كل أرض بتربة، فلما أتوه بتربة تهامة قال: هاهنا الحدث (١٠).


(١) في [ي]: (فضل).
(٢) في [ي]: (يكن).
(٣) في [أ، ب، جـ، س]: (الغيث).
(٤) في [ي]: تكرر ما بين المعكوفين.
(٥) في [أ، ب]: (فقال).
(٦) سقط من: [س، هـ].
(٧) في [ي]: (فنظر).
(٨) في [جـ]: (فأخذوه).
(٩) في [أ، ب، ق]: (حادث).
(١٠) ضعيف؛ ابن فضيل روى عن عطاء بعد اختلاطه، وأخرجه ابن جرير في التفسير ٢٣/ ٣٨، والمروزي في تعظيم الصلاة (١٩)، وأبو نعيم في دلائل النبوة (٦٧٧)، والبيهقي في دلائل النبوة ٢/ ٢٤٠، وابن عساكر ٤/ ٣٩٠.

٣٩٣٠٢ - حدثنا عبد اللَّه بن إدريس وأبو أسامة وغندر عن شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد اللَّه بن سلمة عن صفوان بن عسال قال: قال يهودي لصاحبه: اذهب بنا إلى (هذا) (١) النبي، (قال) (٢): فقال (صاحبه) (٣): لا (تقل) (٤) نبي، فإنه لو سمعك كان له أربع (أعين) (٥)، قال: فأتيا رسول اللَّه ﷺ فسألاه عن تسع آيات بينات فقال: «لا تشركوا باللَّه شيئا، ولا تزنوا ولا تسرقوا، ولا تقتلوا النفس التي حرم اللَّه إلا بالحق، ولا تمشوا ببريء إلى (ذي) (٦) سلطان فيقتله، ولا تسحروا، ولا تأكلوا الربا، ولا تقذفوا المحصنة، ولا تولوا للفرار يوم الزحف، وعليكم خاصة يهود: (لا) (٧) تعدوا في السبت»، قال: فقبلوا يديه ورجليه وقالوا: نشهد أنك نبي (٨) (حق) (٩)، قال: «فما يمنعكم أن تتبعوني؟» قالوا: إن داود دعا: لا يزال في ذربته نبي، وإنا نخاف أن تقتلنا يهود (١٠).


(١) سقط من: [ق].
(٢) سقط من: [هـ].
(٣) في [ب]: (لصاحبه).
(٤) في [ب]: (ميل).
(٥) في [س]: (أعيي).
(٦) سقط من: [ق].
(٧) في [أ، ب]: (ولا).
(٨) في [ت]: زيادة ﷺ.
(٩) سقط من: [هـ].
(١٠) حسن؛ عبد اللَّه بن سلمة صدوق، أخرجه أحمد (١٨٠٩٢)، وابن ماجه (٣٧٠٥)، والترمذي (٣١٤٤)، والنسائي ٧/ ١١١، والحاكم ١/ ٩، وابن أبي عاصم في الآحاد (٢٤٦٦)، وابن جرير في التفسير ١٥/ ١٧٢، والطيالسي (١١٦٤)، والطحاوي ٣/ ٢١٥، والطبرني (٧٣٩٦)، وأبو نعيم في الحلية ٥/ ٩٧، والبيهقي ١٤/ ١٨٧.

[٣] ما جاء في النبي ﷺ ابن كم حين أنزل عليه

٣٩٣٠٣ - (حدثنا أبو بكر قال) (١): حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن هشام (عن عكرمة) (٢) عن ابن عباس قال: أُنزل على النبي ﷺ (٣) وهو ابن أربعين سنة، ثم مكث (بمكة) (٤) ثلاث (عشرة) (٥) سنة (وكان) (٦) بالمدينة (ابن) (٧) (عشر) (٨)، فقبض وهو ابن ثلاث وستين (٩).


(١) سقط من: [جـ، ق].
(٢) في [أ، ب، ط، هـ]: (بن عروة).
(٣) في [هـ]: عليه الصلاة والسلام.
(٤) سقط من: [ب].
(٥) في [أ، ب]: (عشر).
(٦) سقط من: [ق].
(٧) سقط من: [ق].
(٨) في [ق]: (عشرًا).
(٩) صحيح؛ أخرجه البخاري (٣٨٥١)، وأحمد (٢١١٠).

٣٩٣٠٤ - حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن هشام قال: قال الحسن: أنزل على النبي عليه الصلاة والسلام (١) وهو ابن أربعين سنة، فمكث بمكة عشر سنين، وبالمدينة عشر سنين (٢).


(١) في [أ، ب، جـ، ي]: ﷺ.
(٢) مرسل؛ الحسن تابعي.

٣٩٣٠٥ - حدثنا (معاوية بن هشام) (١) قال: حدثنا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة عن عائشة وابن عباس أن رسول اللَّه ﷺ لبث بمكة عشر سنين، ينزل عليه
٣٥٤
الفرقان، وبالمدينة عشرا (٢).


(١) في [أ، ب، جـ، س، ط، هـ]: (أبو معاوية عن هشام)، وانظر: العلل لأحمد ٣/ ٣٥١، وما تقدم برقم [١٨١١] و[١٨٩٢].
(٢) صحيح؛ لكن خالفه ما سيأتي برقم [٣٩٣١٠]، والحديث أخرجه البخاري (٤٤٦٤)، وأحمد (٢٦٩٦).

٣٩٣٠٦ - حدثنا ابن علية عن خالد عن عمار مولى بني هاشم عن ابن عباس قال: توفي النبي عليه الصلاة والسلام (١) وهو ابن خمس وستين (٢).


(١) في [أ، ب، جـ، ي]: ﷺ.
(٢) معلول؛ أخرجه مسلم (٢٣٥٣).

٣٩٣٠٧ - حدثنا عبدة بن سليمان عن يحيى بن سعيد (عن سعيد) (١) أن النبي عليه الصلاة والسلام (٢) أنزل عليه القرآن وهو ابن ثلاث وأربعين، (أقام) (٣) بمكة عشرا وبالمدينة عشرا، وتوفي وهو ابن ثلاث وستين (٤).


(١) سقط من: [ي].
(٢) في [أ، ب، جـ، ي]: ﷺ.
(٣) في [ق]: (وأقام).
(٤) مرسل؛ سعيد تابعي، ذكره البخاري (٤١٩٦)، وأخرجه ابن سعد ١/ ٢٢٤، وابن إسحاق (١٦٢)، وخليفة في التاريخ ص ٩٥، وابن جرير في التاريخ ٢/ ٢٤٠ والحاكم ٢/ ٦٦٧ (٤٢١٣)، والبيهقي في دلائل النبوة ٢/ ١٣٢، وابن عبد البر في التمهيد ٣/ ١٥.

٣٩٣٠٨ - حدثنا وكيع عن سفيان عن خالد عن عمار مولى بني هاشم عن ابن عباس أن رسول اللَّه ﷺ بُعث وهو ابن أربعين، وأقام (بمكة) (١) خمس عشرة، وبالمدينة عشرًا، فقبض وهو ابن خمس وستين (٢).


(١) في [ب]: (مكة).
(٢) صحيح إلى ابن عباس، وقد خولف، فهو معلول، أخرجه مسلم (٢٣٥٣)، وأحمد (١٩٤٥)، وانظر: حديث رقم: [٣٩٣١٠].

٣٩٣٠٩ - حدثنا عبد اللَّه بن نمير قال: (حدثنا) (١) العلاء بن صالح قال: حدثنا المنهال بن عمرو عن سعيد بن (جبير) (٢) أن رجلا أتى ابن عباس فقال: (أنزل) (٣) على النبي عليه الصلاة والسلام عشرا بمكة وعشرا بالمدينة، فقال: من يقول ذلك؟ لقد أنزل عليه بمكة عشرا وخمسا (٤) وستين (وأكثر) (٥) (٦).


(١) سقط من: [ي].
(٢) سقط من: [س].
(٣) في [ب]: (نزل).
(٤) في [ق]: زيادة (وقد توفاه اللَّه على رأس ستين سنة)، وعند ابن سعد (يعني سنين).
(٥) في [أ، ب]: (فأكثر).
(٦) حسن إلى ابن عباس؛ العلاء صدوق، وقد خولف ابن عباس، فأخرجه أحمد ١/ ٢٣٠ (٢٠٣٥)، وابن سعد ١/ ٢٢٤.

٣٩٣١٠ - [حدثنا يزيد بن هارون عن هشام (عن) (١) عكرمة عن ابن عباس أن رسول اللَّه ﷺ نزل عليه وهو (ابن) (٢) أربعين سنة فأقام، بمكة ثلاث عشرة، وبالمدينة (عشر سنين) (٣)، وتوفي وهو ابن ثلاث وستين] (٤) (٥).


(١) في [ب]: (ابن).
(٢) سقط من: [أ، ب].
(٣) في [ب]: بياض.
(٤) في [ق]: تكرر هنا الحديث رقم [٣٩٣١٠].
(٥) صحيح؛ أخرجه البخاري (٣٨٥١)، والترمذي (٣٦٢١).

٣٩٣١١ - حدثنا خالد بن مخلد قال: (حدثنا) (١) سليمان بن بلال قال: حدثني ربيعة (بن) (٢) أبي عبد الرحمن قال: سمعت أنس بن مالك يقول: بعث النبي ﷺ
٣٥٦
على رأس أربعين فأقام بمكة عشرا، وبالمدينة عشرا، وتوفي على رأس ستين سنة (٣).


(١) في [ي]: (ابن).
(٢) سقط من: [ب].
(٣) حسن؛ خالد بن مخلد صدوق، أخرجه البخاري (٣٥٤٨)، ومسلم (٢٣٤٧).

[٤] ما جاء في مبعث النبي ﷺ-

٣٩٣١٢ - (حدثنا أبو بكر قال) (١): حدثنا عفان قال: حدثنا وهيب قال: حدثنا خالد الحذاء عن عبد اللَّه بن شقيق أن رجلا سأل النبي ﷺ متى كنت نبيًا؟ قال: «كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد» (٢).


(١) سقط من: [جـ، ق، ي].
(٢) مرسل، عبد اللَّه بن شقيق تابعي، وأخرجه أحمد (١٦٦٢٣)، والحاكم ٢/ ٦٠٨، والطبراني ٢٠/ (٨٣٤)، وابن أبي عاصم في السنة (٤١٠)، والآجري في الشريعة ص ٤١٦، وأبو نعيم في الحلية ٩/ ٥٣، وابن قانع في معجم الصحابة ٣/ ١٣٠، وابن سعد ٧/ ٦٠، والطحاوي في شرح المشكل (٥٩٧٧)، والبيهقي في الدلائل ١/ ٨٤، وابن الأثير في أسد الغابة ٨/ ٢٨٥، والمزي ١٤/ ٣٦٠، والذهبي في معجم شيوخه ٢/ ١٣.

٣٩٣١٣ - حدثنا علي بن مسهر عن أبي إسحاق الشيباني عن عبد اللَّه بن شداد ابن الهاد قال: نزل (جبريل) (١) على رسول اللَّه ﷺ (فغمه) (٢) ثم قال (٣): اقرأ، قال: «وما اقرأ؟»، قال: (فغمه) (٤)، ثم قال (له) (٥): اقرأ، قال: «وما اقرأ؟»، قال: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾، فأتى خديجة فأخبرها بالذي رأى، فأتت ورقة بن نوفل
٣٥٧
فذكرت ذلك له، فقال لها: هل رأى زوجك صاحبه في حضر؟ قالت: نعم، قال: فإن زوجك نبي (و) (٦) سيصيبه من أمته بلاء (٧).


(١) في [هـ]: (جبرئيل).
(٢) سقط من: [هـ]: وفي [ق]: (فجمه).
(٣) في [ي]: زيادة (له).
(٤) في [هـ]: (فضمه).
(٥) سقط من: [أ، ب].
(٦) سقط من: [هـ].
(٧) مرسل؛ عبد اللَّه بن شداد لم تثبت له رواية عن النبي ﷺ، أخرجه ابن بشكوال ١/ ٣٢٠، وابن جرير ٣٠/ ٢٥٢، وفي التاريخ ١/ ٥٣٢.

٣٩٣١٤ - حدثنا عبيد اللَّه قال: (أخبرنا) (١) إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي (ميسرة) (٢) أن رسول اللَّه ﷺ كان إذا برز سمع من يناديه: يا محمد، فإذا سمع الصوت انطلق هاربا فأتى خديجة فذكر ذلك لها فقال: «يا خديجة قد خشيت أن يكون قد خالط عقلي شيء إني إذا برزت أسمع من (يناديني) (٣) فلا أرى شيئا فأنطلق هاربا فإذا هو عندي يناديني»، فقالت: ما كان اللَّه ليفعل بك ذلك، إنك ما (علمت) (٤) (تصدق) (٥) الحديث وتؤدي الأمانة وتصل الرحم، فما كان (اللَّه) (٦) ليفعل بك ذلك، فأسرت ذلك إلى أبي بكر -وكان نديما له في الجاهلية- فأخذ أبو بكر بيده، فانطلق به إلى ورقة فقال: وما ذاك؟ فحدثه بما حدثته خديجة، فأتى ورقة فذكر ذلك له، فقال ورقة: هل ترى شيئًا؟ قال: «لا، ولكني إذا برزت سمعت النداء، (فلا أرى شيئا فأنطلق هاربا فإذا هو عندي»، قال: فلا تفعل) (٧)، فإذا سمعت النداء فأثبت حتى تسمع ما يقول لك، فلما برز سمع النداء: يا محمد، قال: «لبيك»، قال:
٣٥٨
(قل) (٨): أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، ثم قال له: قل: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (٣) (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) (٩)﴾ حتى فرغ من فاتحة الكتاب، ثم أتى ورقة، فذكر ذلك له، فقال له ورقة: أبشر ثم أبشر (ثم أبشر) (١٠)، فإني أشهد أنك الرسول الذي بشر به عيسى عليه السلام (١١) (برسول) (١٢) يأتي من بعدي اسمه أحمد، فأنا أشهد أنك (أنت) (١٣) أحمد، وأنا أشهد أنك محمد، وأنا أشهد أنك رسول اللَّه، وليوشك أن تؤمر بالقتال، ولئن أمرت بالقتال (وأنا حي) (١٤) لأقاتلن معك، فمات ورقة فقال رسول اللَّه ﷺ: «(رأيت) (١٥) القس في الجنة عليه ثياب خضر» (١٦).


(١) في [أ، ب، ي]: (أنبأنا).
(٢) في [ب]: (مسيره).
(٣) في [جـ]: (ينادي).
(٤) في [ب، جـ]: (عملت).
(٥) في [أ، ب]: (صدق).
(٦) سقط من: [أ، ب، ط، هـ].
(٧) في [جـ]: تكرر.
(٨) سقط من: [أ، ب، ط، هـ].
(٩) سقط من: [أ، ب].
(١٠) سقط من: [ب].
(١١) سقط من: [س، هـ].
(١٢) في [ق]: (رسول).
(١٣) سقط من: [ي].
(١٤) سقط من: [أ، ب].
(١٥) في [ق]: (أنه رأى).
(١٦) مرسل؛ أبو ميسرة عمر بن شرحبيل تابعي مخضرم، وأخرجه الثعلبي في التفسير ١٠/ ٢٤٤، وابن إسحاق في السيرة (١٥٧)، والبيهقي في دلائل النبوة ٢/ ١٦٤، والآجري في الشريعة (٩٧٣)، وابن عساكر ٦٣/ ٧.

٣٩٣١٥ - حدثنا محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب عن الحسن قال: (ابتعث) (١) اللَّه النبي ﷺ (٢) مرة لإدخال رجل الجنة، قال: فمر على (كنيسة) (٣)
٣٥٩
من كنائس اليهود فدخل إليهم وهم يقرؤون سِفْرَهُمْ، فلما رأوه أطبقوا السفر وخرجوا، (و) (٤) في ناحية من الكنيسة رجل يموت قال: فجاء إليه فقال: إنما منعهم أن (يقرؤا) (٥) أنك أتيتهم وهم يقرؤن (نعت) (٦) نبي هو نعتك، ثم جاء إلى السفر ففتحه ثم قرأ فقال: أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأن محمدا رسول اللَّه ﷺ، (ثم قبض فقال رسول اللَّه ﷺ) (٧): «دونكم أخاكم»، (قال) (٨): فغسلوه وكفنوه وحنطوه ثم صلى عليه (٩).


(١) في [أ، ب]: (انبعث).
(٢) في [س، هـ]: عليه الصلاة والسلام.
(٣) في [ب، س]: (كنيسته).
(٤) سقط من: [جـ].
(٥) في [ق]: (يقرءون).
(٦) في [أ، ب، س]: (بعث).
(٧) سقط من: [هـ].
(٨) سقط من: [س].
(٩) مرسل ضعيف؛ الحسن تابعي، وعطاء اختلط.

٣٩٣١٦ - حدثنا يونس بن محمد قال: حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن رسول اللَّه ﷺ أتاه (جبريل) (١) وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه فشق عن قلبه، فاستخرج القلب ثم استخرج علقة منه فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في (طست) (٢) من ذهب بماء زمزم، ثم لأمه ثم أعاده في مكانه، قال: وجاء الغلمان يسعون إلى أمه -يعني: (ظئره) (٣)، (فقالوا) (٤): إن محمدا (٥) - قد قتل، (قال) (٦):
٣٦٠
فاستقبلوه وهو منتقع اللون، قال أنس: لقد كنت أرى أثر (المخيط) (٧) في صدره (٨).


(١) في [ق، هـ]: (جبرئيل).
(٢) في [أ، ب، س]: (طشت).
(٣) في [س]: (ظئبرة).
(٤) في [جـ]: (قال).
(٥) في [أ، جـ]: زيادة ﷺ
(٦) سقط من: [س].
(٧) في [ق]: (الخيط).
(٨) صحيح؛ أخرجه مسلم (١٦٢)، وأحمد ٣/ ١٤٩ (١٢٥٢٨).

٣٩٣١٧ - حدثنا (أبو أسامة عن) (١) محمد بن أبي حفصة عن الزهري عن أبي سلمة عن جابر (قال) (٢): احتبس الوحي عن النبي ﷺ (٣) في أول أمره، وحبب إليه الخلاء، (فجعل) (٤) يخلو في حراء، فبينما هو مقبل من حراء قال: «إذا أنا (بحس) (٥) فوقي فرفعت رأسي، فإذا أنا بشيء على كرسي، فلما رأيته (جئثت) (٦) إلى الأرض وأتيت (أهلي) (٧) بسرعة فقلت: (دثروني) (٨) (دثروني) (٩) فأتاني جبريل (١٠) فجعل يقول: ﴿يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنْذِرْ (٢) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (٣) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (٤) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ﴾» (١١).


(١) سقط من: [ط، هـ].
(٢) سقط من: [س].
(٣) في [س، هـ]: عليه الصلاة والسلام.
(٤) في [أ، ب]: (وجعل).
(٥) أي: بصوت، وفي [ي]: (بحبس).
(٦) في [أ، ب، ق]: (حثيت)، وسقط من: [جـ].
(٧) في [جـ]: (أهل).
(٨) سقط من: [ي]، وفي [أ]: (دثرني).
(٩) سقط من: [ي]، وفي [أ]: (دثرني).
(١٠) في [جـ، ق، ي]: زيادة عليه السلام.
(١١) حسن؛ ابن أبي حفصة صدوق على الصحيح، والحديث أخرجه البخاري (٤٩٢٢)، ومسلم (١٦١).

٣٩٣١٨ - حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن داود عن عكرمة في قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾ قال: دثرت هذا الأمر فقم به، وقوله: ﴿يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ﴾ قال: زملت هذا الأمر فقم به (١).


(١) مرسل؛ عكرمة تابعي، والخبر أخرجه ابن جرير في التفسير ٢٩/ ١٤٤، وورد من طريق عكرمة عن ابن عباس عند الحاكم ٢/ ٥٤٩.

[٥] في أذي قريش للنبي ﷺ وما لقي منهم

٣٩٣١٩ - (حدثنا أبو بكر قال) (١): حدثنا علي بن مسهر عن (الأجلح) (٢) عن الذيَّال بن حرملة عن جابر بن عبد اللَّه قال: اجتمعت قريش يوما فقالوا: انظروا أعلمكم بالسحر والكهانة والشعر، فليات هذا الرجل الذي فرق جماعتنا وشتت أمرنا وعاب ديننا فليكلمه ولينظر ماذا يرد عليه، فقالوا: ما نعلم أحدا غير عتبة بن ربيعة، فقالوا: أنت يا أبا الوليد، فأتاه عتبة (فقال) (٣): يا محمد أنت خير أم عبد اللَّه؟ فسكت رسول اللَّه ﷺ (ثم) (٤) [(قال) (٥): أنت خير أم عبد المطلب؟ فسكت رسول اللَّه ﷺ (٦)، فقال: (إن كنت تزعم) (٧) (أن هؤلاء خير منك فقد عبدوا الآلهة التي (عبتها) (٨)، وإن كنت تزعم) (٩) أنك خير منهم فتكلم حتى نسمع قولك، إنا واللَّه
٣٦٢
ما رأينا سخلة قط (أشأم) (١٠) على (قومه) (١١) منك، فرقت جماعتنا، وشتت أمرنا وعبت ديننا، وفضحتنا في العرب، حتى لقد طار فيهم أن في قريش ساحرا، [وأن في قريش كاهنا، واللَّه ما ننتظر إلا مثل صيحة الحبلى أن (يقوم) (١٢) بعضنا لبعض بالسيوف حتى (نتفانى) (١٣) أيها الرجل] (١٤)، إن كان إنما بك الباءة فاختر أي نساء قريش (ونزوجك) (١٥) عشرا، وإن فإن إنما بك الحاجة (جمعنا) (١٦) لك حتى تكون أغنى قريش رجلا واحدا، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه (١٧) وسلم: «أفرغت؟» قال: نعم، فقرأ رسول اللَّه ﷺ: ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ (١٨) ﴿حم (١) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ حتى بلغ: ﴿فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ﴾ [فصلت: ١ - ٢، ١٣] فقال (له) (١٩) عتبة: حسبك حسبك ما (عندك) (٢٠) غير هذا، قال: «لا»، فرجع إلى قريش فقالوا: ما وراءك؟ قال: ما تركت شيئا أرى أنكم تكلمونه به إلا وقد كلمته به، (فقالوا) (٢١): فهل أجابك؟ قال: نعم، قال: لا، والذي نصبها بنية (٢٢)
٣٦٣
أما فهمت شيئا مما قال: غير أنه أنذركم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود، قالوا: ويلك يكلمك رجل بالعربية لا تدري ما قال، (قال) (٢٣): (لا) (٢٤) واللَّه] (٢٥) ما فهمت شيئا مما قال: غير ذكر الصاعقة (٢٦).


(١) سقط من: [ب، جـ].
(٢) في [ب، س]: (الأحلج).
(٣) في [س]: (قالوا).
(٤) سقط من: [أ، ب، جـ].
(٥) في [أ، ب]: (فقال).
(٦) سقط ما بين المعكوفين من: [جـ].
(٧) تكرر في: [هـ].
(٨) في [أ، ب، س]: (عبت).
(٩) سقط ما بين المعكوفين من: [جـ].
(١٠) في [أ، ب]: (أشتم)، وفي [ي]: (أشم)، وفي [س]: (أشبم).
(١١) في [جـ]: (قومك).
(١٢) في [ب، ط، هـ]: (يقول).
(١٣) في [ط، هـ]: (تنفاني).
(١٤) سقط ما بين المعكوفين من: [أ، ب].
(١٥) في [ب، س]: (فنزوجك)، وفي [جـ، ي]: (فلتزوجك)، وفي [ت]: (ولنزوجك).
(١٦) سقط من: [هـ].
(١٧) في [أ]: زيادة (وآله).
(١٨) سقط من: [ق].
(١٩) سقط من: [هـ].
(٢٠) في [أ]: (عندي).
(٢١) في [ب]: (قال).
(٢٢) أي: الكعبة.
(٢٣) سقط من: [ط، هـ].
(٢٤) سقط من: [س]
(٢٥) سقط ما بين المعكوفين من: [أ، ب].
(٢٦) حسن؛ الأجلح صدوق على الصحيح، والذيال ذكره ابن حبان في الثقات، وروى عنه جماعة، وأخرجه الحاكم ٢/ ٢٥٣، وعبد بن حميد (١١٢٣)، وأبو يعلي (١٨١٨)، وأبو نعيم في دلائل النبوة (٢٥٨)، وابن عساكر ٣٨/ ٢٤٢، ويحيى بن معين في تاريخه برواية الدوري ٣/ ٥٤، والبغوي في التفسير ٤/ ١١٠، والثعلبي ٨/ ٢٨٨.

٣٩٣٢٠ - حدثنا علي بن مسهر عن محمد بن عمرو (عن) (١) أبي سلمة عن عمرو ابن (العاص) (٢) قال: ما رأيت قريشا أرادوا قتل النبي ﷺ إلا يوما ائتمروا به وهم جلوس في ظل الكعبة ورسول اللَّه صلى اللَّه عليه (٣) وسلم يصلي عند المقام، فقام إليه عقبة بن أبي معيط فجعل رداءه في عنقه ثم جذبه حتى وجب (لركبتيه) (٤) ساقطا، وتصايح الناس، فظنوا أنه مقتول، (فأقبل) (٥) أبو بكر يشتد حتى أخذ بضبعي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه (٦) وسلم من ورائه وهو يقول: أتقتلون رجلا أن يقول ربي اللَّه، ثم انصرفوا عن النبي صلى اللَّه عليه (٧) وسلم، فقام رسول اللَّه ﷺ فصلى فلما قضى صلاته مر بهم وهم جلوس في ظل الكعبة، فقال: «يا معشر قريش، أما والذي نفس
٣٦٤
محمد بيده ما أرسلت إليكم إلا بالذبح»، وأشار بيده إلى حلقه، قال: فقال له أبو جهل: يا محمد ما كنت جهولا، قال: فقال رسول اللَّه ﷺ: «أنت منهم» (٨).


(١) في [جـ]: (ابن).
(٢) في [أ، ب، ط، هـ]: (العاصي).
(٣) في [أ]: زيادة (وآله).
(٤) في [س، ي]: (ركبته).
(٥) في [جـ]: تكرر.
(٦) في [أ]: زيادة (وآله).
(٧) في [أ]: زيادة (وآله).
(٨) منقطع؛ أبو سلمة لم يدرك عمرو بن العاص، وأخرجه ابن حبان (٦٥٦٩)، وأبو يعلي (٧٣٣٩)، وابن حجر في تغليق التعليق ٤/ ٨٧، وأخرجه البخاري في خلق أفعال العباد ١/ ٧٥، وفيه: (عن عبد اللَّه بن عمرو)، وورد بنحوه من حديث عبد اللَّه بن عمرو عند البخاري في الصحيح (٣٨٥٦).

٣٩٣٢١ - حدثنا أبو خالد الأحمر عن داود عن عكرمة عن ابن عباس قال: مر أبو جهل فقال: ألم أنهك (فانتهره) (١) النبي ﷺ فقال له أبو جهل: لم (تنتهرني) (٢) يا محمد، واللَّه لقد علمت ما بها رجل أكبر (ناديا) (٣) مني، قال: فقال جبريل: فليدع ناديه، (قال) (٤)؛ فقال ابن عباس: واللَّه (٥) لو دعا ناديه لأخذته (زبانية) (٦) العذاب (٧).


(١) في [ب]: (فانتهزه).
(٢) في [أ، ب]: (تنتهزني).
(٣) في [ب]: (باديًا).
(٤) سقط من: [أ، ب، جـ].
(٥) في [ط، ق]: زيادة (أن).
(٦) في [هـ]: (ربانية)، وفي [س]: (زبالة).
(٧) ضعيف؛ أبو خالد صدوق، وداود بن الحصين ثقة إلا في عكرمة، أخرجه أحمد (٢٣٢٢)، والترمذي (٣٣٤٩)، والنسائي في الكبرى (١١٦٨٤)، والطبري ٣٠/ ٢٥٥، والبيهقي ٢/ ١٩٢، والطبراني (١١٩٥٠)، والحاكم ٢/ ٤٨٧.

٣٩٣٢٢ - حدثنا جعفر بن عون قال: أخبرنا سفيان عن أبي إسحاق عن عمرو ابن ميمون عن عبد اللَّه بن مسعود قال: كان النبي ﷺ يصلي في ظل الكعبة قال: فقال أبو جهل وناس من قريش، قال: ونحرت جزور في ناحية مكة، قال: فأرسلوا فجاؤا من سلاها فطرحوه عليه، قال: فجاءت فاطمة حتى ألقته عنه، قال: فكان
٣٦٥
(يستحب) (١) (ثلاثًا) (٢) يقول: «اللهم عليك بقريش، اللهم عليك بقريش، (اللهم عليك بقريش) (٣): بأبي جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وأمية بن خلف وعقبة بن أبي معيط»، قال: قال عبد اللَّه: (فلقد) (٤) رأيتهم قتلى في قليب بدر، قال أبو إسحاق: ونسيت السابع (٥).


(١) سقط من: [س]، وفي [أ]: (تستحب)، وفي [ق]: (ينتحب).
(٢) سقط من: [أ، ب].
(٣) سقط من: [ق].
(٤) في [ب]: (لقد).
(٥) صحيح؛ جعفر ثقة، أخرجه البخاري (٢٤٠)، ومسلم (١٧٩٤).

٣٩٣٢٣ - حدثنا أبو أسامة قال: حدثنا الأعمش قال: حدثنا عباد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لما أن مرض أبو طالب دخل عليه رهط من قريش فيهم أبو جهل قال: فقالوا: إن ابن أخيك يشتم آلهتنا ويفعل ويفعل (وبقول (ويقول» (١) (٢)، فلو بعثت إليه فنهيته، فبعث إليه أو قال: جاء النبي ﷺ فدخل البيت (وبينه) (٣) وبين أبي طالب مجلس رجل، قال: فخشي أبو جهل إن جلس النبي ﷺ (٤) إلى جنب أبي طالب أن يكون أرق له عليه، فوثب فجلس (في) (٥) ذلك المجلس، ولم يجد النبي ﷺ (٦) مجلسا قرب عمه، فجلس عند الباب قال أبو طالب: أي ابن أخي ما بال قومك يشكونك؟ يزعمون (أنك) (٧) تشتم آلهتهم وتقول
٣٦٦
(وتقول) (٨) وتفعل وتفعل، قال: فأكثروا عليه من اللحو، قال: فتكلم النبي عليه الصلاة والسلام فقال: «يا عم، إني أريدهم على كلمة واحدة يقولونها تدين لهم بها العرب، وتؤدي (إليهم) (٩) بها العجم الجزية»، قال: ففزعوا لكلمته ولقوله قال: فقال القوم: كلمة واحدة -نعم وأبيك- وعشرا، قال: وما هي قال: أبو طالب وأي كلمة هي يا ابن أخي قال: «لا إله إلا اللَّه»، قال: فقاموا فزعين ينفضون ثيابهم وهم يقولون: ﴿أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ﴾، قال: وقرأ من هذا الموضع إلى قوله: ﴿لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ﴾ [ص: ٥، ٨] (١٠).


(١) سقط من: [جـ، ي].
(٢) سقط من: [أ، ب، س].
(٣) في [ط، هـ]: (وبينهم).
(٤) في [أ]: زيادة (وآله).
(٥) سقط من: [أ، ب].
(٦) في [أ]: زيادة (وآله).
(٧) سقط من: [س].
(٨) سقط من: [أ، ب، س].
(٩) في [أ، ب]: (لمن).
(١٠) مجهول؛ لجهالة عباد وقيل في اسمه يحيى بن عباد، وقيل يحيى بن عمارة، أخرجه أحمد (٣٤١٩)، والنسائي في الكبرى (١١٤٣٧)، والطبري في التفسير ٢٣/ ١٢٥، والترمذي (٣٢٣٢)، وابن حبان (٦٦٨٦)، والحاكم ٢/ ٤٣٢، والواحدي في أسباب النزول ص ٢٤٦، وأبو يعلي (٢٥٨٣)، وعبد الرزاق (٩٩٢٤)، وابن عساكر ٦٦/ ٣٢، والبيهقي في دلائل النبوة ٢/ ٣٤٥، والطحاوي في شرح المشكل ٥/ ٢٦٤، والضياء ١٠/ (٤١٤).

٣٩٣٢٤ - حدثنا عبد اللَّه بن نمير قال: حدثنا يزيد بن زياد قال: حدثنا أبو صخرة جامع بن شداد عن طارق المحاربي قال: رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه (١) وسلم بسوق ذي المجاز وأنا في بياعة أبيعها، قال: فمر وعليه جبة له حمراء وهو ينادي بأعلى صوته: «أيها الناس، قولوا: لا إله إلا اللَّه تفلحوا»، ورجل يتبعه بالحجارة، (قد) (٢) أدمى كعبيه وعرقوبيه، وهو يقول: يا أيها الناس لا تطيعوه فإنه كذاب، قال: قلت: من هذا؟ قالوا: هذا غلام بني عبد المطلب، قلت: فمن هذا
٣٦٧
الذي يتبعه يرميه (بالحجارة؟) (٣) قالوا: عمه عبد العزى وهو أبو لهب (٤).


(١) في [أ]: زيادة (وآله).
(٢) في [جـ]: (وقد).
(٣) سقط من: [جـ، س].
(٤) صحيح؛ أخرجه النسائي ٨/ ٥٥، و(٢٣١١)، وابن حبان (٦٥٦٢)، وابن خزيمة (١٥٩)، والبخاري في خلق أفعال العباد (٢٧)، والدارقطني ٣/ ٤٤، والحاكم ٢/ ٦١١، والطبراني (٨١٧٥)، والبيهقي ١/ ٧٦ و٦/ ٤٠، وروى ابن ماجه (٢٦٧٠) بعضه، وذكره ابن أبي شيبة مطولًا في المسند (٨٢٢).

٣٩٣٢٥ - حدثنا وكيع عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه (١) وسلم: «(لقد) (٢) (أوذيت) (٣) في اللَّه وما يؤذى أحد، ولقد (أخفت) (٤) في اللَّه وما يخاف أحد، ولقد أتت علي ثالثة من بين يوم وليلة (وما لي) (٥) ولبلال طعام يأكله ذو كبد إلا ما واراه إبط (بلال) (٦)» (٧).


(١) في [أ]: زيادة (وآله).
(٢) سقط من: [أ، ب].
(٣) في [س]: (أعذ وذيت).
(٤) في [أ، ب]: (أخفتني).
(٥) في [أ، ب]: (ومال).
(٦) في [أ، ب]: (هلال).
(٧) صحيح؛ أخرجه أحمد (١٢٢١٢)، والترمذي (٢٤٧٢)، وابن ماجه (١٥١)، وابن حبان (٦٥٦٠)، وأبو يعلي (٣٤٢٣)، وعبد بن حميد (١٣١٧)، والبيهقي في شعب الإيمان (١٦٣٢)، وأبو نعيم في دلائل النبوة (٣٥٣)، وأبو عوانة ٢/ ٣٩، والضياء في المختارة (١٦٣٣).

٣٩٣٢٦ - حدثنا عبد اللَّه بن نمير عن حجاج عن منذر عن ابن الحنفية (في قوله) (١): ﴿وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ﴾ [العنكبوت: ١٣]: قال: كان أبو جهل وصناديد قريش يتلقون الناس إذا جاؤا إلى النبي صلى اللَّه عليه (٢) وسلم
٣٦٨
(يسلمون) (٣) فيقولون: إنه يحرم الخمر ويحرم الزنا (ويحرم) (٤) ما كانت تصنع العرب فارجعوا فنحن نحمل أوزاركم، فنزلت هذه الآية: ﴿وَلَيَحْمِلُنَّ (أَثْقَالَهُمْ) (٥)﴾ (٦).


(١) في [أ، ب]: (وقوله).
(٢) في [أ]: زيادة (وآله).
(٣) في [أ، ب]: (فيسألون).
(٤) سقط من: [س].
(٥) في [س]: (أثقالكم).
(٦) مرسل؛ ابن الحنفية تابعي.

٣٩٣٢٧ - حدثنا يزيد بن هارون عن حميد عن أنس أن النبي صلى اللَّه عليه (١) وسلم شُج في وجهه وكسرت رباعيته ورمي رمية على كتفه فجعل يمسح الدم عن وجهه ويقول: «كيف تفلح أمة فعلت هذا بنبيها وهو يدعوهم (إلى اللَّه) (٢)»، فأنزل اللَّه: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ﴾ [آل عمران: ١٢٨] (٣).


(١) في [أ]: زيادة (وآله).
(٢) في [جـ]: تكرر.
(٣) صحيح؛ أخرجه مسلم (١٧٩١)، وأحمد ٣/ ٩٩ (١١٩٧٤).

٣٩٣٢٨ - حدثنا أبو أسامة حدثنا (مجالد) (١) عن عامر قال: قالت قريش لرسول اللَّه ﷺ: إن كنت نبيا كما تزعم فباعد جبلي مكة (أخشبيها) (٢) هذين (مسيرة) (٣) أربعة أيام أو خمسة، فإنها (ضيقة) (٤) حتى نزرع فيها ونرعى،
٣٦٩
وابعث لنا (آباءنا) (٥) من الموتى حتى يكلمونا ويخبرونا أنك نبي، واحملنا إلى الشام أو إلى اليمن أو إلى (الحيرة) (٦)، حتى نذهب ونجيء في ليلة كما زعمت أنك فعلته فأنزل اللَّه: ﴿وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى﴾ [الرعد: ٣١] (٧).


(١) في [س]: (مجاهد).
(٢) في [س]: (أحسبها).
(٣) في [أ، ب]: (بمشير).
(٤) في [هـ]: (ضيفة).
(٥) سقط من: [أ، ب].
(٦) في [أ، ب]: (المسيرة).
(٧) مرسل ضعيف؛ عامر تابعي، ومجالد ضعيف.

[٦] حديث المعراج حين أسري بالنبي ﷺ (١)


(١) في [أ، ب]: صلى الله عليه وآله وسلم، وفي [ط، هـ]: عليه السلام.

٣٩٣٢٩ - (حدثنا أبو بكر) (١) قال: حدثنا الحسن بن موسى (بن) (٢) الأشيب قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: أخبرنا ثابت عن أنس أن رسول اللَّه ﷺ قال: "أتيت بالبراق وهو دابة أبيض فوق الحمار ودون البغل، يضع (حافره) (٣) عند منتهى طرفه، فركبته فسار بي حتى أتيت بيت المقدس فربطت الدابة بالحلقة التي (كان) (٤) (يربط) (٥) بها الأنبياء عليهم السلام (٦)، ثم دخلت فصليت فيه ركعتين، ثم خرجت فجاءني جبريل بإناء من خمر وإناء من لبن فاخترت اللبن، فقال (جبريل) (٧): أصبت الفطرة،
٣٧٠
قال: ثم عرج بنا إلى السماء (الدنيا) (٨) فاستفتح جبريل فقيل: من أنت؟ (فقال) (٩): جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد (١٠)، فقيل: وقد أرسل إليه؟ فقال: قد أُرسل (إليه) (١١)، ففتح لنا فإذا أنا بآدم فرحب ودعا لي بخير، ثم عرج بنا إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل فقيل: (و) (١٢) من أنت؟ قال: جبريل، فقيل: ومن معك؟ قال: محمد (١٣)، فقيل: وقد أُرسل إليه؟ (قال) (١٤): قد أرسل إليه، (ففتح) (١٥) لنا فإذا أنا (بابني) (١٦) الخالة: (يحيى) (١٧) وعيسى فرحبا ودعوا لي بخير، ثم عرج بنا إلى السماء الثالثة فاستفتح جبريل فقيل: (١٨) من أنت؟ (فقال) (١٩): جبريل، فقيل: ومن معك؟ قال: محمد (٢٠)، (قالوا) (٢١): وقد أرسل إليه؟ قال: (قد) (٢٢) أرسل إليه، ففتح لنا فإذا أنا [بيوسف وإذا هو قد أعطي شطر الحسن، (فرحب) (٢٣) ودعا لي بخير، ثم عرج بنا
٣٧١
إلى السماء الرابعة فاستفتح جبريل فقيل: (٢٤) من أنت؟ (فقال) (٢٥): جبريل، فقيل: ومن معك؟ قال: محمد ﷺ، فقيل: وقد أرسل إليه؟ فقال: قد أرسل إليه، ففتح لنا فإذا (أنا) (٢٦)] (٢٧) بإدريس (٢٨) فرحب ودعا لي بخير، ثم قال: يقول اللَّه: ﴿وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا﴾ [مريم: ٥٧]، ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة (فاستفتح جبريل) (٢٩) فقيل: من أنت؟ (قال) (٣٠): جبريل، فقيل: ومن معك؟ (فقال) (٣١): محمد (٣٢)، (فقيل) (٣٣): وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه، ففتح لنا فإذا أنا بهارون فرحب بي (ودعا لي) (٣٤) بخير، ثم عرج بنا إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل فقيل: من أنت؟ قال: جبريل، فقيل: ومن معك؟ قال: محمد، فقيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه، (ففتح لنا) (٣٥) فإذا أنا بموسى (٣٦) فرحب ودعا لي بخير، ثم عرج بنا إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل (فقيل) (٣٧): من أنت؟ (قال) (٣٨): جبريل،
٣٧٢
(فقيل) (٣٩): ومن معك؟ قال: محمد، فقيل: (وقد) (٤٠) بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه، ففتح (لنا) (٤١) فإذا أنا (بإبراهيم) (٤٢)، وإذا هو (مستند) (٤٣) إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه، ثم ذهب بي إلى (سدرة) (٤٤) المنتهى فإذا ورقها كآذان الفيلة وإذا ثمرها أمثال القلال، فلما غشيها من أمر اللَّه ما غشيها تغيرت، فما أحد من خلق اللَّه يستطيع أن يصفها من حسنها، قال: فأوحى اللَّه إليَّ ما أوحى، وفرض عليَّ في كل يوم (وليلة) (٤٥) خمسين صلاة، فنزلت حتى انتهيت إلى موسى فقال: ما فرض ربك على أمتك؟ قال: قلت: خمسين صلاة في كل يوم وليلة، فقال: ارجع إلى ربك (فاسأله) (٤٦) التخفيف فإن أمتك لا تطيق ذلك، فإني قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم، قال: فرجعت إلى ربي (فقلت) (٤٧) له: رب خفف (عن) (٤٨) أمتي فحط عني خمسا فرجعت إلى موسى فقال: ما فعلت؟ فقلت: حط عني خمسا، قال: (إن) (٤٩) أمتك لا تطيق ذلك، فارجع إلى ربك (فاسأله) (٥٠) التخفيف (لأمتك) (٥١)، فلم أزل أرجع بين ربي وبين
٣٧٣
(موسى عليه السلام (٥٢) فيحط عني خمسا خمسا حتى قال. يا محمد هي خمس صلوات في كل يوم وليلة، بكل صلاة (عشر) (٥٣)، فتلك خمسون صلاة، ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة، فإن عملها كتبت (له) (٥٤) عشرا، ومن هم بسيئة ولم يعملها (لم) (٥٥) تكتب له شيئًا، فإن عملها كتبت (٥٦) سيئة واحدة، فنزلت حتى انتهيت إلى موسى (٥٧) فأخبرته، فقال: ارجع إلى ربك (فاسأله) (٥٨) التخفيف لأمتك، فإن أمتك لا تطيق ذلك فقال رسول اللَّه ﷺ: لقد رجعت إلى ربي حتى (استحييت) (٥٩) (٦٠).


(١) سقط من: [جـ، ق، ي].
(٢) سقط من: [ق].
(٣) في [س]: (حاضره).
(٤) في [أ، ب]: (كانت).
(٥) في [أ، ب، ط]: (تربط).
(٦) سقط من: [هـ].
(٧) سقط من: [س].
(٨) سقط من: [أ، ب].
(٩) في [أ، ب]: (قال).
(١٠) في [جـ، ي): زيادة ﷺ.
(١١) في [ب]: (فيه).
(١٢) سقط من: [أ، ب، جـ].
(١٣) في [جـ، ي]: زيادة ﷺ.
(١٤) في [س]: (فقال).
(١٥) في [ب]: (وفتح).
(١٦) في [أ، ب]: (بابن).
(١٧) في [أ، ب]: (ويحيى).
(١٨) في [ق، هـ]: زيادة (و).
(١٩) في [أ، ب، جـ، س]: (قال).
(٢٠) في [جـ، ي]: زيادة ﷺ.
(٢١) في [أ، ب]: (قيل).
(٢٢) في [أ، ب]: (وقد).
(٢٣) سقط من: [أ، ب].
(٢٤) في [ق، هـ]: زيادة (و).
(٢٥) في [أ، ب]: (قيل).
(٢٦) سقط من: [جـ، ي].
(٢٧) سقط ما بين المعكوفين من: [س].
(٢٨) في [جـ، ي]: زيادة عليه السلام.
(٢٩) سقط من: [أ، ب].
(٣٠) سقط من: [جـ، ي].
(٣١) في [هـ]: (فقيل)، وفي [أ، ب، س، ق]: (قال).
(٣٢) في [جـ، ي]: زيادة ﷺ.
(٣٣) في [هـ]: (فقال).
(٣٤) في [س]: (دعاني).
(٣٥) سقط من: [ق].
(٣٦) في [جـ، ي]: زيادة عليه السلام.
(٣٧) في [أ، ب]: (قال).
(٣٨) في [جـ، س، ي]: (فقال).
(٣٩) في [أ، ب]: (فقال).
(٤٠) سقط من: [أ، ب].
(٤١) سقط من: [أ، ب].
(٤٢) في [ق]: زيادة عليه السلام.
(٤٣) في [ق، هـ]: (مسند).
(٤٤) في [س]: (السدرة: سدرة).
(٤٥) سقط من: [أ، ب].
(٤٦) في [أ، ب]: (واسأله)، وفي [جـ، س، ي]: (فسله).
(٤٧) في [أ، ب]: (وقلت).
(٤٨) في [أ، ب]: (على).
(٤٩) في [أ، ب]: (الآن).
(٥٠) في [جـ، س، ي]: (فسله)، وفي [ب]: (فاسله).
(٥١) في [أ، ب]: (على أمتك).
(٥٢) سقط من: [س].
(٥٣) في [أ، ب، ح، س، ط]: (وعشرًا).
(٥٤) سقط من: [جـ، س، ي].
(٥٥) سقط من: [س].
(٥٦) في [س]: زيادة (له).
(٥٧) في [جـ، ق، ي]: زيادة عليه السلام.
(٥٨) في [جـ، س، ي]: (فسله).
(٥٩) في [أ]: (أستحيت).
(٦٠) صحيح؛ أخرجه مسلم (١٦٢)، وأحمد ٣/ ١٤٨ (١٢٥٢٧).

٣٩٣٣٠ - حدثنا أبو أسامة عن سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك (عن مالك) (١) ابن صعصعة عن النبي ﷺ بنحو منه أو شبيه به (٢).


(١) سقط من: [هـ، ي].
(٢) صحيح؛ أخرجه البخاري (٣٢٠٧)، ومسلم (١٦٤).

٣٩٣٣١ - حدثنا هوذة بن خليفة قال: حدثنا عوف (عن) (١) زرارة بن أوفى قال: قال ابن عباس: قال رسول اللَّه ﷺ: «لما كان ليلة أسري بي أصبحت بمكة
٣٧٤
قال: (فظعت) (٢) بأمري وعرفت أن الناس مكذبي»، فقعد رسول اللَّه ﷺ معتزلا حزينا، فمر به أبو جهل فجاء حتى جلس إليه فقال كالمستهزئ: هل كان من شيء؟ قال: «نعم»، قال: وما هو؟ قال: «أسري بي الليلة»، قال: إلى أين؟ قال: «إلى بيت المقدس»، قال: ثم أصبحت بين أظهرنا؟ قال: «نعم»، فلم (يُره) (٣) أنه يكذبه مخافة أن يجحد الحديث إن دعا قومه إليه، قال: أتحدث قومك ما حدثتني إن دعوتهم إليك؟ قال: «نعم»، قال: هيا معشر بني كعب بن لؤي هلم، قال: فتنفضت المجالس فجاؤوا حتى جلسوا إليهما، فقال: حدث قومك ما حدثتني، قال رسول اللَّه ﷺ: «إني أسري بي الليلة»، قالوا: إلى أين؟ قال: «إلى بيت المقدس»، قالوا: ثم أصبحت بين (ظهرانينا؟) (٤) قال: «نعم»، قال: فمن بين مصفق ومن بين واضع (يده) (٥) على رأسه متعجبا (للكذب) (٦) زعم، وقالوا: أتستطيع أن تنعت لنا المسجد؟ قال: وفي القوم من سافر إلى ذلك البلد ورأى المسجد، قال رسول اللَّه ﷺ: «فذهبت أنعت لهم، فما زلت أنعت (وأنعتُ) (٧) حتى التبس علي بعض النعت، فجيء بالمسجد وأنا أنظر إليه حتى وضع دون دار عقيل أو دار عقال، (فنعته) (٨) وأنا أنظر إليه»، فقال القوم: أما النعت فواللَّه لقد أصاب (٩).


(١) في [جـ]: (ابن).
(٢) في [أ، ب، س، ق]: (قطعت).
(٣) في [جـ]: (ير)، وفي [هـ]: (يرد).
(٤) في [س]: (أظهرينا)، وفي [جـ، ي]: (ظهرينا).
(٥) في [س]: (يديه).
(٦) في [ق]: (للذي).
(٧) سقط من: [ط، هـ].
(٨) في [س]: تكرر.
(٩) صحيح؛ أخرجه أحمد (٢٨١٩)، والنسائي في الكبرى (١١٢٨٥)، والطبراني (١١٧٨٢)، والبزار (٥٦/ كشف)، والبيهقي في دلائل النبوة ٢/ ٣٦٣، والفاكهي (٢١٠٠)، والضياء في المختارة ١٠/ ٣٩، وابن عساكر ٤١/ ٢٣٥، وأبو نعيم في الدلائل (٧٥)، والحارث (٢١/ بغية)، والآجري في الشريعة (١٠٢٩).

٣٩٣٣٢ - حدثنا عفان (قال) (١): حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن زر عن حذيفة بن اليمان أن رسول اللَّه ﷺ أتي بالبراق وهو دابة أبيض طويل، يضع (حافره) (٢) عند منتهى طرفه، قال: فلم يزايل ظهره هو وجبريل حتى أتيا بيت المقدس، وفتحت (لهما) (٣) أبواب السماء، (ورأى) (٤) الجنة والنار (٥).


(١) سقط من: [جـ].
(٢) في [س]: (حاضره).
(٣) في [أ، ب]: (لها).
(٤) في [هـ]: (رأيا).
(٥) ضعيف؛ لضعف عاصم في زر، أخرجه أحمد (٢٣٣٤٣)، والترمذي (٣١٤٧)، والنسائي في الكبرى (١١٢٨٠)، وابن حبان (٤٥)، والحاكم ٢/ ٣٥٩، والحميدي (٤٤٨)، والطيالسي (٤١١)، والبزار (٢٩١٥)، والطحاوي في شرح المشكل (٥٠١٤)، والبيهقي في دلائل النبوة ٢/ ٣٦٤، وابن جرير في التفسير ١٥/ ١٥.

٣٩٣٣٣ - قال: وقال حذيفة: ولم يصل في بيت المقدس، قال زر: (فقلت) (١): بل قد صلى، قال حذيفة: ما اسمك يا أصلع؟ فإني أعرف وجهك ولا أدري ما اسمك؟ قال: (قلت) (٢): زر بن حبيش، قال: فقال: وما يدريك وهل تجده صلى؟ قال: (قلت) (٣): يقول اللَّه (٤): ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى (الَّذِي) (٥) بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾، قال: وهل تجده صلى؟ إنه لو صلى فيه صلينا (فيه) (٦) كما نصلي
٣٧٦
في المسجد الحرام، وقيل لحذيفة: وربط الدابة (بالحلقة) (٧) التي تربط بها (الأنبياء؟) (٨) فقال حذيفة: أو كان يخاف أن تذهب وقد أتاه اللَّه بها (٩).


(١) في [أ، ب]: (قلت).
(٢) هكذا في [هـ]، وسقط في بقية النسخ.
(٣) سقط من: [جـ].
(٤) في [أ، ب]: زيادة (تعالى).
(٥) سقط من: [س].
(٦) في [أ، ب]: (معه).
(٧) في [أ، ب]: (الحلقة).
(٨) في [جـ]: زيادة عليهم السلام.
(٩) ضعيف؛ لضعف عاصم في زر، أخرجه أحمد ٥/ ٣٩٢ (٢٣٣٤٣)، وعبد الرزاق في التفسير ٢/ ٣٧٢، والحميدي (٤٤٨)، والطيالسي (٤١١)، وابن جرير في التفسير ١٥/ ١٦، والبزار (٢٩١٥)، والبيهقي في دلائل النبوة ٢/ ٣٦٤.

٣٩٣٣٤ - حدثنا الحسن بن موسى قال: حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد في جدعان عن أبي الصلت عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «(رأيت) (١) ليلة أسري بي لما انتهينا إلى السماء السابعة فنظرت فوقي، فإذا أنا برعد وبرق وصواعق، قال: وأتيت على قوم بطونهم كالبيوت فيها الحيات ترى من خارج بطونهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء أكلة الربا، فلما نزلت إلى السماء الدنيا نظرت أسفل (شيء) (٢) فإذا (برهج) (٣) ودخان وأصوات، فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذه الشياطين (يَحرِفون) (٤) على أعين بني آدم، (لا يتفكروا) (٥) في ملكوت السماوات والأرض، ولولا (ذاك) (٦) لرأوا العجائب» (٧).


(١) في [أ، ب]: (أرأيت).
(٢) في [ق، هـ]: (مني).
(٣) أي بغبار، وفي [أ، ب]: (بوهيج).
(٤) أي: يصرفون، وفي [ط]: (يحرون)، وفي [س]: (يحرقون)، وفي [هـ]: (يحومون)، وفي [ح]: (يحدقون).
(٥) في [أ، ب]: (لا يتفكرون).
(٦) في [أ، ب]: (ذلك).
(٧) مجهول وفيه ضعف؛ أبو الصلت مجهول، وابن جدعان فيه ضعف، أخرجه أحمد (٨٦٤٠)، وابن ماجه (٢٢٧٣)، وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير ٥/ ٣٧.

٣٩٣٣٥ - حدثنا الحسن بن موسى قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: (أخبرنا) (١) سليمان التيمي وثابت البناني عن أنس قال: قال رسول اللَّه ﷺ أتيت على موسى ليلة أسري بي عند الكثيب الأحمر، وهو قائم يصلي في قبره (٢).


(١) في [أ، ب]: (أنبأنا).
(٢) صحيح؛ أخرجه مسلم (٢٣٧٥)، وأحمد (١٢٥٠٤).

٣٩٣٣٦ - حدثنا وكيع عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «مررت ليلة أسري بي على قوم (تقرض) (١) شفاههم بمقاريض من نار، (فقلت) (٢): من هولاء؟ قيل: هؤلاء خطباء من أهل الدنيا ممن (كانوا) (٣) (يأمرون) (٤) الناس بالبر وينسون (أنفسهم) (٥) وهم يتلون الكتاب أفلا (يعقلون) (٦)» (٧).


(١) في [ب]: (يفرض).
(٢) في [أ، ب]: (قلت).
(٣) في [أ، ب، س]: (كان).
(٤) في [أ، ب، جـ، س، ي]: (يأمر).
(٥) في [ب]: (أنفسكم)
(٦) في [ب، س]: (تعقلون).
(٧) ضعيف؛ لضعف علي بن زيد بن جدعان، أخرجه أحمد (١٢٢١١)، وعبد بن حميد (١٢٢٢)، والبيهقي في الشعب (٤٩٦٥)، وابن حبان (٥٣)، وأبو يعلى (٤٠٦٩)، وابن المبارك في الزهد (٨١٩)، ووكيع في الزهد (٢٩٧)، وابن أبي الدنيا في الصمت (٥١٣)، والخطيب في تاريخه ٦/ ١٩٩، والبغوي (٤١٥٩)، وابن أبي حاتم في التفسير (٤٧٦).

٣٩٣٣٧ - حدثنا علي بن مسهر عن أبي إسحاق الشيباني عن عبد اللَّه بن شداد قال: لما أسري بالنبي ﷺ أتي بدابة فوق الحمار (و) (١) دون البغل، يضع (حافره) (٢)
٣٧٨
عند منتهى طرفه، يقال له: براق، فمر رسول اللَّه ﷺ بعير للمشركين فَنَفَرَتْ فقالوا: يا هؤلاء ما هذا؟ قالوا: ما نرى شيئا ما هذه إلا ريح، حتى (أتى) (٣) بيت المقدس فأتي بإناءين في واحد خمر وفي الآخر لبن، فأخذ النبي ﷺ اللبن فقال له (جبريل) (٤): هديت وهديت أمتك-، ثم (سار) (٥) إلى (مصر) (٦) (٧).


(١) سقط من: [أ، ب].
(٢) في [س]: (حاضرة).
(٣) في [أ، ب]: (أتيت).
(٤) سقط من: [س].
(٥) في [ق، هـ]: (صار).
(٦) في [ق]: (ممر).
(٧) مرسل؛ عبد اللَّه بن شداد تابعي، وأخرجه ابن جرير ١٥/ ١٥.

٣٩٣٣٨ - حدثنا أبو خالد (الأحمر) (١) عن حميد عن أنس قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «لما انتهيت إلى السدرة إذا ورقها مثل آذان الفيلة وإذا نبقها أمثال القلال، فلما غشيها من أمر اللَّه ما (غشي) (٢) تحولت (فذكر) (٣) الياقوت» (٤).


(١) سقط من: [جـ].
(٢) في [أ، ب]: (غشيها).
(٣) في [ق]: (وذكر).
(٤) حسن؛ أبو خالد صدوق، وأخرجه مسلم (١٦٢)، وأحمد (١٢٥٠٥)، وورد عند البخاري (٣٢٠٧) من حديث أنس عن مالك بن صعصعة.

٣٩٣٣٩ - حدثنا ابن يمان عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن غزوان قال: سدرة المنتهى صُبْرُ الجنة.

٣٩٣٤٠ - حدثنا وكيع عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن الحسن العرني عن (هزيل) (١) بن شرحبيل عن عبد اللَّه في قوله: ﴿سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى﴾ قال: صُبْرُ الجنةِ،
٣٧٩
يعني: وسطها، عليها (فضول) (٢) السندس والإستبرق (٣).


(١) في [هـ]: (هذيل).
(٢) في [أ، ب]: (قصور).
(٣) صحيح؛ أخرجه الطبري في التفسير ٢٧/ ٥٤، والطبراني (٩٠٥٦)، وأبو نعيم في الحلية ٥/ ٢٤، وهناد في الزهد (٥٠).

٣٩٣٤١ - حدثنا أبو خالد عن يحيى بن (ميسرة عن) (١) عمرو بن مرة عن كعب قال: ﴿عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى﴾ ينتهي إليها أمر كل نبي وملك.


(١) في [جـ]: (قيس بن).

[٧] في النبي ﷺ حين عرض نفسه على العرب

٣٩٣٤٢ - (حدثنا أبو بكر قال) (١): حدثنا محمد بن عبد اللَّه الأسدي عن إسرائيل عن عثمان بن المغيرة عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد اللَّه قال: كان رسول اللَّه ﷺ يعرض نفسه على الناس بالموقف يقول: «ألا رجل يعرضني على قومه، فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي»، قال: فأتاه رجل من همدان، (فقال) (٢): (وممن) (٣) أنت؟ قال: من همدان، قال: «وعند قومك منعة؟» قال: نعم، قال: فذهب الرجل (ثم إنه) (٤) خشي أن يخفره قومه، فرجع إلى النبي ﷺ (فقال) (٥): اذهب فأعرض على قومي ثم آتيك من قابل، ثم ذهب وجاءت وفود
٣٨٠
وجاءت وفود الأنصار في رجب (٦).


(١) سقط من: [جـ، ق، ي].
(٢) في [أ، ب]: (قال).
(٣) في [جـ]: (ممن).
(٤) في [أ، ب]: (يحد أنه).
(٥) في [ب]: (قال).
(٦) صحيح؛ أخرجه أحمد (١٥١٩٢)، وأبو داود (٤٧٣٤)، والترمذي (٢٩٢٥)، وابن ماجه (٢٠١)، والنسائي في الكبرى (٧٧٢٧)، والحاكم ٢/ ٦١٢، والبخاري في خلق أفعال العباد (٨٦)، والدارمي في الرد على الجهمية ص ٨٥، وأبو نعيم في الدلائل (٢١٧)، والبيهقي في دلائل النبوة ٢/ ٤١٣، والبزار (١٧٥٦/ كشف)، وابن حبان (٦٢٧٤)، وأبو يعلى (١٨٨٧).

[٨] إسلام أبي بكر رضي الله عنه-

٣٩٣٤٣ - (حدثنا أبو بكر قال) (١): حدثنا وكيع بن الجراح قال: حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة قال: أتيت إبراهيم فسألته فقال: أول من أسلم أبو بكر (٢).


(١) سقط من: [جـ، ق، ي].
(٢) مرسل؛ إبراهيم النخعي تابعي، أخرجه الترمذي (٣٧٣٥)، وأحمد في العلل ٢/ ٢٥٣ وفي فضائل الصحابة (٢٦٥)، وابن عساكر ٣٠/ ٤٣، وابن الأثير في أسد الغابة ٤/ ١٠٢، والخلال في السنة (٥٢٢).٤ والآجري في الشريعة (١٢٥٢)، وابن جرير في التاريخ ١/ ٥٤٠.

٣٩٣٤٤ - حدثنا شيخ لنا قال: أخبرنا مجالد عن عامر قال: سألت -أو سئل- ابن عباس أي الناس كان أول إسلاما؟ فقال: أما سمعت قول حسان بن ثابت:
إذا تذكرت شجوا من أخي ثقة … فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا
خير البرية أتقاها وأعدلها … (إلا) (١) النبي وأوفاها بما حملا
والثاني التالي المحمود مشهده … وأول الناس منهم صدق الرسلا (٢)


(١) في [أ، ب]: (إلى).
(٢) مجهول؛ لإبهام شيخ المؤلف، وأخرجه الحاكم ٣/ ٦٤، وابن جرير في التاريخ ١/ ٥٣٩، وابن عساكر ٣٠/ ٤١، والثعلبي في التفسير ٥/ ٨٥، والبيهقي ٦/ ٣٦٩، والطبراني (١٢٥٦٢)، وابن البخاري في المشيخة ٢/ ١٤٥٧، ويعقوب في المعرفة ٣/ ٢٨٣، والخطيب في تاريخ بغداد ١٤/ ٥١، وابن الأثير في أسد الغابة ٣/ ٣١٩، وعبد اللَّه بن أحمد في فضائل الصحابة (١٠٣)، والدينوري في المجالسة (٦٢٥)، والآجري في الشريعة (١٢٤٥).

٣٩٣٤٥ - (حدثنا أبو بكر قال) (١): حدثنا أبو أسامة قال: حدثنا هشام بن عروة قال: أخبرني أبي قال: أسلم أبو بكر يوم أسلم وله أربعون ألف درهم (٢).


(١) سقط من: [ق].
(٢) مرسل؛ عروة تابعي.

٣٩٣٤٦ - حدثنا جرير عن منصور عن مجاهد قال: أول من أظهر الإسلام سبعة: رسول اللَّه ﷺ وأبو بكر وبلال وخباب وصهيب وعمار (وسمية) (١) أم عمار، فأما رسول اللَّه ﷺ فمنعه عمه، وأما أبو بكر فمنعه قومه، وأُخذ الآخرون فألبسوا أدراع الحديد ثم صهروهم في الشمس حتى بلغ الجهدُ منهم كلَّ مبلغ، فأعطوهم ما سألوا، فجاء إلى كل رجل منهم قومه بأنطاع الأَدَم فيها الماء فألقوهم فيها ثم حملوا بجوانبه إلا بلال، فلما كان (العشي) (٢) جاء أبو جهل فجعل يشتم سمية ويرفث: ثم طعنها فقتلها فهي أول شهيد استشهد في الإسلام إلا (بلال) (٣)، فإنه هانت عليه نفسه في اللَّه حتى ملوا فجعلوا في عنقه حبلا ثم أمروا صبيانهم فاشتدوا به بين أخشبي مكة وجعل يقول: أحد أحد (٤).


(١) في [أ، ب]: (وسميت).
(٢) في [ب]: (العشا).
(٣) في [ق]: (بلالًا).
(٤) مرسل؛ مجاهد تابعي، وأخرجه أحمد في فضائل الصحابة (٢٨٢)، وابن سعد في الطبقات ٣/ ٢٣٣، وأبو عروبة في الأوائل (٥٨)، وأبو نعيم في الحلية ١/ ١٤٠، وابن عساكر ٢٤/ ٢٢٠، وابن أبي خيثمة في أخبار المكيين (٦٦)، وابن الأثير في أسد الغابة ٣/ ٣٩.

٣٩٣٤٧ - حدثنا ابن عيينة عن منصور عن مجاهد مثله (١).


(١) مرسل؛ مجاهد تابعي، وانظر: ما قبله.

٣٩٣٤٨ - حدثنا جرير عن مغيرة عن الشعبي قال: أعطوهم ما سألوا
٣٨٢
إلا (خباب) (١)، فجعلوا يلصقون ظهره بالرضف حتى ذهب ماء (متنيه) (٢) (٣).


(١) في [ق]: (خبابًا).
(٢) في [أ، ب]: (منتيه)، وفي [س]: (متينه).
(٣) مرسل؛ الشعبي تابعي.

٣٩٣٤٩ - حدثنا سفيان ابن عيينة عن إسماعيل عن قيس قال: اشترى أبو بكر -يعني بلالا- بخمسة (أواقي) (١) وهو مدفون بالحجارة، قالوا: لو (أبيت) (٢) إلا أوقية (لبعنا له) (٣) فقال: لو (أبيتم) (٤) إلا مائة أوقية لأخذته (٥).


(١) في [ب، ق]: (أواق).
(٢) في [أ، ب]: (أتيت).
(٣) في [أ، ب]: (لبغلناكه)، وفي [ي]: (لبعناكه).
(٤) في [أ، ب]: (أتيت).
(٥) مرسل؛ قيس تابعي.

٣٩٣٥٠ - حدثنا سفيان عن مسعر عن قيس عن طارق بن شهاب قال: كان خباب من المهاجرين وكان ممن يعذب في اللَّه (١).


(١) مرسل؛ طارق تابعي.

٣٩٣٥١ - حدثنا ابن فضيل عن أبيه قال: سمعت كردوسا يقول: إلا أن خباب ابن الأرت أسلم (سادس) (١) ستة، كان له سدس من الإسلام (٢).


(١) في [جـ]: (سادسة).
(٢) مرسل؛ كردوس من تابعي التابعين.

٣٩٣٥٢ - حدثنا وكيع قال: حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن أبي ليلى الكندي قال: جاء خباب إلى عمر فقال: ادنه، فما أحد أحق بهذا المجلس منك إلا عمار، قال: فجعل خباب يريه آثارا في ظهره مما عذبه المشركون (١).


(١) منقطع؛ لم يثبت سماع أبي ليلى من عمر، أخرجه ابن ماجه (١٥٣)، وأبو نعيم في الحلية ١/ ٣٥٩، وابن سعد في الطبقات ٣/ ١٦٥، وأحمد في فضائل الصحابة (١٥٩٦).

٣٩٣٥٣ - حدثنا يحيى بن أبي بكير قال: حدثنا زائدة عن عاصم عن زر عن عبد اللَّه قال: أول من أظهر إسلامه سبعة: رسول اللَّه ﷺ وأبو بكر وعمار وأمه سمية وصهيب وبلال والمقداد، فأما رسول اللَّه ﷺ فمنعه اللَّه بعمه أبي طالب وأما أبو بكر فمنعه اللَّه بقومه، وأما سائرهم فأخذهم المشركون فألبسوهم أدراع الحديد وصهروهم في الشمس، فما منهم أحد إلا وأتاهم على ما أرادوا إلا (بلال) (١)، فإنه هانت عليه نفسه في اللَّه، وهان على قومه، فأعطوه الولدان فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة وهو يقول: أحد أحد (٢).


(١) في [ق]: (بلالًا).
(٢) ضعيف؛ عاصم ضعيف في زر، أخرجه أحمد (٣٨٣٢)، وابن ماجه (١٥٠)، وابن حبان (٧٠٨٣)، والشاشي (٦٤١)، وأبو نعيم في الحلية ١/ ١٤٩، وابن عبد البر في الاستيعاب ١/ ١٤١، والبيهقي في الدلائل ٢/ ٢٨١، والحاكم ٣/ ٢٨٤، والبزار (١٨٤٥)، والهيثم بن كليب (٦٤١).

[٩] إسلام علي بن أبي طالب رضي الله عنه (١)


(١) سقط من: [هـ].

٣٩٣٥٤ - (حدثنا أبو بكر قال) (١): حدثنا شبابة قال: حدثنا شعبة عن عمرو ابن مرة عن أبي حمزة مولى الأنصار عن زيد بن أرقم قال: أول من أسلم مع رسول اللَّه ﷺ علي (٢).


(١) سقط من: [ق].
(٢) شاذ؛ أخرجه أحمد (١٩٢٨١)، والترمذي (٣٨٣٥)، والنسائي في الكبرى (٨١٣٧)، والحاكم ٣/ ١٣٦، والطيالسي (٦٧٨)، وابن أبي عاصم في الأوائل (٧٠)، وابن جرير في التاريخ ٢/ ٣١٠، وأبو نعيم في أخبار أصبهان ٢/ ١٥٠، والطبراني (٥٠٠٢)، والقطيعي في زوائد الفضائل (١٠٤٠)، والبيهقي ٦/ ٢٠٦.

٣٩٣٥٥ - حدثنا عبد اللَّه بن إدريس عن أبي مالك الأشجعي عن سالم قال: قلت لابن الحنفية: أبو بكر كان أول القوم إسلاما؟ قال: لا، قلت: فيم علا أبو بكر وسبق حتى لا يذكر أحد غيرأبي بكر؟ قال: كان أفضلهم إسلاما حين أسلم حتى لحق بربه (١).


(١) مرسل؛ ابن الحنفية تابعي.

[١٠] إسلام عثمان بن عفان رضي الله عنه (١)


(١) سقط من: [هـ].

٣٩٣٥٦ - (حدثنا أبو بكر قال) (١): حدثنا زيد بن حباب عن ابن لهيعة قال: أخبرني يزيد بن عمرو (المعافري) (٢) قال: سمعت أبا ثور الفهمي يقول قدم علينا عبد الرحمن بن عديس البلوي وكان ممن بايع تحت الشجرة، فصعد المنبر فحمد اللَّه وأثنى عليه ثم ذكر عثمان، فقال أبو ثور: فدخلت على عثمان وهو محصور فقال: إني لرابع الإسلام (٣).


(١) في [أ، ب، جـ، ي]: زيادة رضي الله عنه.
(٢) في [أ، ب، جـ، س]: (المنقري)، وفي [ط]: (المعفري)، وتقدم الخبر في فضائل عثمان وفي التاريخ.
(٣) ضعيف؛ لحال ابن لهيعة، أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (١٣٠٨) والآحاد والمثاني (١٢٧٦)، والبزار (٤٤٨)، وابن عساكر ٣٩/ ٢٧، وابن شبه في تاريخ المدينة (٢٠١١)، ويعقوب في المعرفة ٢/ ٤٨٨.

[١١] إسلام الزبير رضي الله عنه (١)


(١) سقط من: [هـ].

٣٩٣٥٧ - (حدثنا أبو بكر قال) (١): حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة قال:
٣٨٥
أسلم الزبير وهو ابن ست (عشرة) (٢) سنة ولم يتخلف عن غزاة غزاها رسول اللَّه ﷺ (٣).


(١) سقط من: [ق].
(٢) في [هـ]: (عشر).
(٣) مرسل؛ هشام ليس صحابيًا، وأخرجه الحاكم ٣/ ٣٥٩، والطبراني (٢٣٧)، والبيهقي ٦/ ٢٠٨، وابن عساكر ١٨/ ٣٤٥، وأحمد في العلل ٢/ ٥٩٣ والفضائل (١٢٦٥)، والخلال في السنة (٧٣٩)، وورد عن هشام عن أبيه، أخرجه أبو نعيم في الحلية ١/ ٨٩، وأبو العرب في المحن ص ١١٥.

[١٢] إسلام أبي ذر رضي الله عنه (١)


(١) سقط من: [هـ].

٣٩٣٥٨ - (حدثنا أبو بكر قال) (١): حدثنا أبو أسامة قال: حدثنا (سليمان) (٢) ابن المغيرة قال: حدثنا حميد بن هلال قال: حدثنا عبد اللَّه بن الصامت عن أبي ذر قال: خرجنا من قومنا غفار أنا وأخي أنيس وأمنا، وكانوا يحلون الشهر الحرام، فانطلقنا حتى نزلنا على خال لنا ذي مال وذي هيئة (طيبة) (٣).

قال: (فأكرمنا خالنا وأحسن إلينا فحسدنا قومه فقالوا: إنك إذا خرجت من أهلك خالف إليهم أنيس) (٤)، قال: فجاء خالنا (فنثى) (٥) علينا ما قيل له، قال: قلت: أما ما مضى من معروفك فقد كدرته ولا جماع لك فيما بعد، قال: فقربنا صرمتنا فاحتملنا عليها، قال: وغطى رأسه فجعل يبكي.

قال: فانطلقنا حتى نزلنا بحضرة مكة، قال: فنافر أنيس عن صرمتنا وعن
٣٨٦
(مثلها) (٦) قال: فأتيا الكاهن فخير أنيس، قال: فأتانا أنيس بصرمتنا ومثلها معها.

قال: (٧) وقد صليت يا ابن أخي قبل أن ألقى رسول اللَّه ﷺ ثلاث سنين، قال: قلت: لمن؟ قال: للَّه، قال: قلت: فأين كنت توجه؟ قال: حيث وجهني اللَّه، أصلي عشاء حتى إذا كان آخر الليل ألقيت كأني خفاء حتى (تعلوني) (٨) الشمس.

قال: قال أنيس: (إن) (٩) لي حاجة بمكة فاكفني حتى آتيك، قال: (فانطلق) (١٠) فراث علي، ثم أتاني فقلت: ما حبسك؟ قال: لقيت رجلا بمكة على دينك يزعم أن اللَّه أرسله، قال: قلت: فما يقول الناس له؟ قال: يزعمون أنه ساحر وأنه كاهن وأنه شاعر، قال أنيس: فواللَّه لقد سمعت قول الكهنة فما هو بقولهم، ولقد وضعت (قوله) (١١) على أقراء (الشعر) (١٢) فلا يلتئم على لسان أحد أنه (شعر) (١٣)، واللَّه إنه لصادق وإنهم لكاذبون، وكان أنيس شاعرا، قال: قلت: اكفني أذهب فأنظر، قال: (نعم) (١٤) وكن من أهل مكة على حذر، فإنهم قد شنفوا له وتجهموا له.

قال: فانطلقت حتى قدمت مكة، قال: فتضيفت رجلا منهم، قال: قلت: أين الذي تدعونه الصابئ؟ قال: فأشار إليّ، قال: الصابئ، قال: فمال
٣٨٧
علي أهل الوادي بكل مدرة وعظم حتى خررت مغشيا عليّ، قال: فارتفعت حين ارتفعت وكأني نصب أحمر.

قال: فأتيت زمزم فغسلت عني الدماء وشربت من مائها، قال: فبينما أهل مكة في ليلة قمراء أضحيان إذ ضرب اللَّه على (أصمختهم) (١٥)، قال: فما يطوف بالبيت أحد منهم غير امرأتين، قال: فأتتا عليّ وهما تدعوان إسافا ونائلة، قلت: انكحا (أحدهما) (١٦) الأخرى، قال: فما ثناهما ذلك عن قولهما، قال: (فأتتا) (١٧) عليَّ فقلت: (هَنٌ) (١٨) مثل (الخشبة) (١٩) غير (أني) (٢٠) لم أُكْنِ، قال: فانطلقتا (تولولان) (٢١) وتقولان: لو كان هاهنا أحد من أنفارنا.

قال: فاستقبلهما رسول اللَّه ﷺ وأبو بكر وهما هابطان من الجبل، قال: ما لكما؟ قالتا: الصابئ بين الكعبة وأستارها، (قالا) (٢٢): ما قال لكما؟ قالتا: قال لنا كلمة تملأ الفم.

قال: وجاء رسول اللَّه ﷺ حتى انتهى إلى الحَجَر فاستلمه هو وصاحبه، قال: وطاف بالبيت ثم صلى صلاته.

قال: فأتيته حين قضى صلاته، قال: فكنت أول من حياه بتحية (السلام) (٢٣)، قال: «وعليك ورحمة اللَّه ممن أنت؟» قلت: من غفار، قال: فأهوى بيده نحو رأسه، قال: قلت في نفسي: كره أني انتميت إلى غفار.
٣٨٨
قال: فذهبت آخذ بيده، (قال) (٢٤): (فقدعني) (٢٥) صاحبه، وكان أعلم به مني، فرفع رأسه فقال،: «متى كنت هاهنا؟» قلت: قد كنت هاهنا منذ عشر من بين يوم وليلة، قال: «فمن كان يطعمك؟» قال: قلت: ما كان لي طعام غير ماء زمزم فسمنت حتى تكسرت عُكَن بطني، وما وجدت على كبدي سخفةَ جوع، فقال رسول اللَّه ﷺ: «إنها مباركة إنها طعام طعم»، قال: فقال صاحبه: ائذن لي في إطعامه الليلة.

فانطلق رسول اللَّه ﷺ وأبو بكر (وانطلقت) (٢٦) (معهما) (٢٧) قال: ففتح أبو بكر بابا فقبض إلي من زبيب الطائف، قال: فذلك أول طعام أكلته بها.

قال: فلبثت (ما لبثت) (٢٨) أو غبرت ثم لقيت رسول اللَّه ﷺ، (فقال رسول اللَّه ﷺ) (٢٩): «إني قد وجهت إلى أرض ذات نخل -ولا أحسبها إلا يثرب- فهل أنت مبلغ عني قومك، لعل اللَّه أن ينفعهم بك، وأن يأجرك فيهم»، قلت: نعم.
(٣٠) فانطلقت حتى أتيت أنيسا فقال: ما صنعت؟ قلت: صنعت أني أسلمت وصدقت، قال أنيس: وما بي رغبة عن دينك، إني قد أسلمت وصدقت، قال: (فأتينا) (٣١) أمنا، (فقالت) (٣٢): ما بي رغبة عن دينكما، فإني قد أسلمت وصدقت،
٣٨٩
قال: فاحتملنا حتى أتينا قومنا غفارا قال: فأسلم بعضهم قبل أن يقدم رسول اللَّه ﷺ المدينة، (قال) (٣٣): وكان يؤمهم إيماء بن (رحضة) (٣٤) وكان سيدهم، قال: وقال بقيتهم: إذا قدم رسول اللَّه ﷺ أسلمنا.

قال: فقدم رسول اللَّه ﷺ المدينة فأسلم بقيتهم، قال: وجاءت أسلم فقالوا: إخواننا نسلم على الذي أسلموا عليه، قال: فأسلموا، (قال) (٣٥): فقال رسول اللَّه ﷺ: «غفار غفر اللَّه لها، وأسلم سالمها اللَّه» (٣٦).


(١) سقط من: [ق].
(٢) في [جـ]: (سلمى).
(٣) في [ص]: (مخففة).
(٤) سقط من: [جـ].
(٥) أي: حدثنا، وفي [س]: (فثنى).
(٦) في [ط، هـ]: (مثلنا).
(٧) في [س]: زيادة (ولو).
(٨) في [س]: (تعلموني).
(٩) سقط من: [ق، هـ].
(١٠) في [جـ، س، ي]: (انطلق).
(١١) في [جـ]: (قولهم).
(١٢) في [جـ]: (الشعراء).
(١٣) في [س، ط، هـ]: (شاعر).
(١٤) في [هـ]: (نعيم).
(١٥) في [ق]: (أضمغتهم).
(١٦) في [جـ، س]: (إحداهما).
(١٧) في [أ، ب]: (فأتيا).
(١٨) في [ي]: (لهن).
(١٩) في [س]: (الحنشة).
(٢٠) في [أ، ب]: (أن).
(٢١) في [س، هـ]: (تولان).
(٢٢) في [ق]: (قال).
(٢٣) في [جـ، س، ع]: (الإسلام).
(٢٤) في [أ، ب، س]: (فقال).
(٢٥) أي: منعني، وفي [أ، ب]: (قدعني)، وفي [ق]: (ففدعني).
(٢٦) في [س، هـ]: (فانطلقت).
(٢٧) في [أ، ب، جـ]: (معهم).
(٢٨) سقط من: [ي].
(٢٩) سقط من: [ي].
(٣٠) في [أ، ب، ق]: زيادة (قال).
(٣١) في [ط، ق، هـ]: (فأتيت).
(٣٢) في [أ، ب:] (فقال).
(٣٣) في [أ، ب، جـ، س]: تكرر.
(٣٤) في [أ، ب]: (رخصة)، وفي [س]: (رخضة).
(٣٥) سقط من: [أ، ب].
(٣٦) صحيح؛ أخرجه مسلم (٢٤٧٣)، وأحمد (٢١٥٢٥).

[١٣] إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه (١)


(١) سقط من: [ط، هـ].

٣٩٣٥٩ - (حدثنا أبو بكر قال) (١): حدثنا يحيى بن يعلى الأسلمي عن عبد اللَّه ابن المؤمل عن أبي الزبير عن جابر قال: كان أول إسلام عمر قال: قال: ضرب أختي المخاض ليلا فأخرجت من البيت فدخلت في أستار الكعبة في ليلة قارة، قال: فجاء النبي عليه الصلاة والسلام (٢) فدخل الحجر وعليه نعلاه، فصلى ما شاء (اللَّه) (٣) ثم انصرف، قال: فسمعت شيئا لم أسمع مثله، (فخرجت) (٤) فاتبعته فقال: «من هذا؟» فقلت: عمر، قال: «يا عمر ما تتركني
٣٩٠
(نهارا ولا ليلا؟) (٥)»، قال: فخشيت أن يدعو علي، قال: فقلت: أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأنك رسول اللَّه، قال: فقال: «يا عمر استره»، قال: فقلت: والذي بعثك بالحق لأعلننه كما أعلنت الشرك (٦).


(١) سقط من: [جـ، ي].
(٢) في [جـ، س، ي]: ﷺ.
(٣) سقط من: [س].
(٤) سقط من: [ي].
(٥) في [أ، ب]: (ليلًا ولا نهارًا).
(٦) ضعيف؛ لضعف يحيى بن يعلى وعبد اللَّه بن المؤمل، أخرجه أبو نعيم في الحلية ١/ ٣٩، وابن عساكر ٤٤/ ٢٩.

٣٩٣٦٠ - حدثنا عبد اللَّه بن إدريس عن حصين عن هلال بن (يساف) (١) قال: أسلم عمر بن الخطاب بعد أربعين رجلًا (وإحدى) (٢) (عشرة) (٣) امرأة (٤).


(١) في [أ، ب، س]: (أساف).
(٢) في [جـ]: (وأحد).
(٣) في [أ، ب، هـ]: (عشر).
(٤) مرسل؛ هلال تابعي، ولم يدرك عمر.

[١٤] إسلام عتبة بن غزوان رضي الله عنه (١)


(١) سقط من: [هـ].

٣٩٣٦١ - (حدثنا أبو بكر قال) (١): حدثنا وكيع عن أبي نعامة سمعه من خالد ابن عمير عن عتبة بن غزوان قال: لقد رأيتني (مع رسول اللَّه ﷺ سابع سبعة) (٢) (٣).


(١) سقط من: [جـ، س، ق].
(٢) في [س]: (سابع سبعة مع رسول اللَّه ﷺ).
(٣) صحيح؛ أخرجه مسلم (٢٩٦٧)، وأحمد (٢٠٦٠٩).

[١٥] إسلام عبد اللَّه بن مسعود رضي الله عنه (١)


(١) سقط من: [هـ].

٣٩٣٦٢ - (حدثنا أبو بكر قال) (١): حدثنا محمد بن أبي عبيدة قال: حدثني أبي عن الأعمش عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه قال: قال عبد اللَّه: لقد رأيتني سادس ستة ما على ظهر الأرض مسلم غيرنا (٢).


(١) سقط من: [جـ، س، ق].
(٢) صحيح؛ أخرجه ابن حبان (٧٠٦٢)، والحاكم ٣/ ٣١٣، وابن أبي عاصم في الآحاد (٢٣٨)، والطبراني (٨٤٠٦)، والبزار (١٩٨٧)، وأبو نعيم في الحلية ١/ ١٢٦، وابن عساكر ٣٣/ ٦٨.

٣٩٣٦٣ - حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن (عبد الرحمن) (١) بن عتبة عن القاسم بن عبد الرحمن قال: كان أول من أفشى القرآن بمكة من في رسول اللَّه ﷺ عبد اللَّه بن مسعود، وأول من بنى مسجدا يصلى فيه عمار بن (ياسر) (٢)، وأول من أذن بلال، وأول من رمى بسهم في سبيل اللَّه (سعد) (٣) بن مالك، وأول من قتل من المسلمين مهجع، وأول من عدا به فرسه في سبيل اللَّه المقداد، وأول حي أدى الصدقة من قبل أنفسهم بنو عذرة، وأول حي (ألفوا) (٤) مع رسول اللَّه ﷺ (جهينة) (٥) (٦).


(١) في [أ، ب، جـ، ط، ع، هـ، ي]: (عبد اللَّه)، والتصويب من ١٤/ ٧٩ من المصنف برقم [٣٨٥٢٩].
(٢) في [هـ]: (يسار).
(٣) في [هـ]: (سعيد).
(٤) في [أ، ب، جـ، س]: (ألقوا).
(٥) سقط من: [أ، ب].
(٦) مرسل؛ القاسم تابعي، وأخرجه الطبراني في الكبير (٨٩٦١)، وفي الأوائل (٨٨) وابن عساكر ٤٣/ ٣٧٩.

[١٦] أمر زيد بن حارثة رضي الله عنه (١)


(١) سقط من: [ط، ق، هـ].

٣٩٣٦٤ - (حدثنا أبو بكر قال) (١): حدثنا أبو أسامة قال: (حدثنا) (٢) عبد الملك قال: (حدثنا) (٣) أبو فزارة قال: أبصر النبي ﷺ زيد بن حارثة (غلاما) (٤) ذا (ذؤابة) (٥) قد أوقفه قومه بالبطحاء يبيعونه، فأتى خديجة فقال: «رأيت غلاما بالبطحاء (قد) (٦) أوقفوه ليبيعوه ولو كان لي ثمنه لاشتريته»، قالت: وكم ثمنه؟ قال: «سبعمائة»، قالت: خذ سبعمائة واذهب فاشتره، فاشتراه فجاء به إليها قال: «أما إنه لو كان لي لأعتقته»، قالت: فهو لك فأعتقه (٧).


(١) سقط من: [جـ، ق، ي].
(٢) في [ي]: (ابن).
(٣) في [ي]: (ابن).
(٤) سقط من: [س].
(٥) في [أ، ب]: (ذؤبة).
(٦) في [أ، ب، ق]: (وقد).
(٧) مرسل؛ أبو فزارة راشد بن كيسان تابعي، وأخرجه ابن عساكر ١٤/ ٣٥٢.

[١٧] إسلام سلمان رضي اللَّه (تعالى) (١) عنه


(١) سقط من: [أ، ب، جـ، س].

٣٩٣٦٥ - (حدثنا أبو بكر قال) (١): حدثنا (عبيد اللَّه) (٢) بن موسى قال: (أخبرنا) (٣) إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي قرة الكندي عن سلمان قال: كنت
٣٩٣
من أبناء (أساورة) (٤) فارس وكنت في كُتّاب ومعي غلامان، وكانا إذا رجعا من (عند) (٥) معلمهما أتيا (قسا) (٦) (فدخلا) (٧) (عليه) (٨) (فدخلت) (٩) (معهما) (١٠)، فقال: ألم أنهكما أن تأتياني بأحد، قال: فجعلت أختلف (إليه) (١١) حتى (إذا) (١٢) (كنت) (١٣) أحب إليه منهما.

قال: فقال لي: إذا سألك أهلك من حبسك؟ فقل: معلمي، وإذا سألك معلمك: من حبسك؟ فقل: أهلي، ثم إنه أراد أن يتحول، فقلت له: أنا أتحول معك، فتحولت معه فنزلنا قرية، فكانت امرأة تأتيه.

فلما حضر قال (لي) (١٤): يا سلمان (احفر) (١٥) عند رأسي، (فحفرت) (١٦) عند رأسه فاستخرجت (جرة) (١٧) من دراهم، فقال لي: صبها على (صدري) (١٨)، (فصببتها على صدره) (١٩)، فكان يقول: ويل لاقتنائي، ثم إنه مات
٣٩٤
(فهممت) (٢٠) بالدراهم أن (آخذها) (٢١)، ثم إني ذكرت فتركتها.

ثم إني آذنت (القسيسين) (٢٢) والرهبان [به فحضروه فقلت لهم: إنه قد ترك مالا، قال: فقام شباب في القرية فقالوا: هذا مال أبينا فأخذوه.

قال: فقلت للرهبان] (٢٣) (أخبروني) (٢٤) برجل عالم أتبعه، قالوا: ما نعلم في الأرض رجلا أعلم من رجل بحمص، فانطلقت إليه فلقيته فقصصت عليه القصة، قال: فقال: أو (ما) (٢٥) جاء بك إلا (طلب) (٢٦) العلم، قلت: ما جاء بي إلا طلب العلم، قال: فإني لا أعلم اليوم في الأرض أعلم من رجل يأتي بيت المقدس كل سنة، إن انطلقت الآن وجدت حماره.

قال: (فانطلقت) (٢٧) فإذا أنا بحماره على باب بيت المقدس، فجلست عنده وانطلق، فلم أره حتى الحول، فجاء فقلت له: يا عبد اللَّه ما صنعت بي؟ قال: وإنك لها هنا، قلت: نعم، قال: فإني واللَّه ما أعلم اليوم رجلا أعلم من رجل خرج بأرض (تيماء) (٢٨) (وإن) (٢٩) (تنطلق) (٣٠) الآن (توافقه) (٣١)، وفيه ثلاث آيات:
٣٩٥
يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة، وعند غضروف كتفه اليمنى خاتم النبوة مثل بيضة الحمامة لونها لون جلده.

قال: فانطلقت ترفعني أرض وتخفضني أخرى حتى مررت بقوم من الأعراب فاستعبدوني فباعوني حتى (اشترتني) (٣٢) امرأة بالمدينة، فسمعتهم يذكرون النبي ﷺ (٣٣) وكان (عزيزًا) (٣٤)، فقلت (لها) (٣٥): هبي لي يوما، قالت: نعم.

فانطلقت فاحتطبت (حطبا) (٣٦) فبعته (وصنعت طعاما) (٣٧) فأتيت (به) (٣٨) النبي ﷺ وكان يسيرا فوضعته بين يديه، فقال: «ما هذا؟» قلت: صدقة، قال: فقال لأصحابه: «كلوا»، ولم يأكل، قال: قلت: هذا من علامته، ثم مكثت ما شاء اللَّه أن أمكث ثم قلت لمولاتي: هبي لي يوما، قالت: نعم، فانطلقت فاحتطبت حطبا فبعته بأكثر من ذلك وصنعت به طعاما، فأتيت به النبي عليه السلام (٣٩) وهو جالس بين أصحابه فوضعته بين يديه، قال: «ما هذا؟» قلت: هدية، فوضع يده، وقال لأصحابه: «خذوا باسم اللَّه».

وقمت خلفه، فوضع رداءه فإذا خاتم النبوة فقلت: أشهد أنك رسول اللَّه قال: «وما ذاك؟» فحدثته عن الرجل ثم قلت: أيدخل الجنة يا رسول اللَّه فإنه
٣٩٦
حدثني أنك نبي قال: «لن يدخل الجنة إلا نفس مسلمة» (٤٠).


(١) سقط من: [جـ، ق، ي].
(٢) في النسخ: (عبد اللَّه)، والتصويب من مسند ابن أبي شيبة (٤٦٨)، وكتب التخريج والرجال.
(٣) في [أ، ب، ي]: (أنبأنا).
(٤) في [س]: (أساودة).
(٥) سقط من: [هـ].
(٦) في [س]: (فسأ).
(٧) في [س]: (قد خلا)
(٨) سقط من: [ق، ي].
(٩) في [ب]: (ودخلت).
(١٠) في [س]: (معها).
(١١) في [س]: (فيه).
(١٢) سقط من: [هـ].
(١٣) في [ي]: (كتب).
(١٤) سقط من: [س].
(١٥) في [س]: (احضر).
(١٦) في [س]: (فحضرت).
(١٧) في [ق]: (صرة).
(١٨) في [جـ]: (حدد لي).
(١٩) سقط من: [أ، ب].
(٢٠) في [جـ]: (وهممت).
(٢١) في [ي]: (أحولها).
(٢٢) في [جـ، س]: (القسيس).
(٢٣) سقط ما بين المعكوفين من: [ب].
(٢٤) في [ب]: (وخبروني).
(٢٥) سقط من: [س].
(٢٦) في [ب]: (لطلب).
(٢٧) في [ق]: (وانطلقت).
(٢٨) في [هـ]: (يتماء)، وفي [ب]: (تيمًا).
(٢٩) في [أ]: (أنت).
(٣٠) في [أ، ب]: (أنطلق).
(٣١) في [ب]: (نوافقه).
(٣٢) في [ي]: (استريني)، وفي [س]: (اشتريتني)، وفي [ب]: (دستوتني).
(٣٣) في [هـ]: عليه الصلاة والسلام.
(٣٤) في [س]: بياض.
(٣٥) سقط من: [أ، ب].
(٣٦) في [أ، ب]: (يومًا).
(٣٧) هكذا في: [ق، هـ]، وكنز العمال، وسقط من بقية النسخ.
(٣٨) سقط من: [س].
(٣٩) في [أ، ب، ق، ي]: ﷺ، وفي [س]: عليه الصلاة والسلام.
(٤٠) حسن؛ أبو قرة صدوق، أخرجه أحمد (٢٣٧١٢)، وابن حبان (٧١٢٤)، والحاكم ٤/ ١٠٨، وابن هشام ١/ ٢٢٨، وابن سعد ٤/ ٨١، ووكيع في أخبار القضاة ٢/ ١٨٧، والطحاوي ٢/ ٨، والبزار (٢٤٩٩)، والطبراني (٦١٥٥)، وأبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (٩)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان ١/ ٤٩، والبيهقي ٦/ ٥٩٨، والخطيب في تاريخ بغداد ١/ ١٦٥، وابن الأثير ٢/ ٤١٧، والذهبي في سير أعلام النبلاء ١/ ٥١٣.

[١٨] إسلام عدي بن حاتم الطائي رضي الله عنه (١)


(١) سقط من: [أ، ب، جـ، س].

٣٩٣٦٦ - (حدثنا أبو بكر قال) (١): حدثنا (حسين) (٢) بن محمد قال: (أخبرنا) (٣) جرير بن حازم عن محمد بن سيرين عن أبي عبيدة بن حذيفة أن رجلا قال: قلت أسأل عن حديث (٤) عدي بن حاتم وأنا في ناحية الكوفة، فأكون أنا الذي أسمعه منه، فأتيته فقلت: أتعرفني؟ قال: نعم، أنت فلان بن فلان وسماه باسمه، (قلت) (٥): حدثني قال: بُعث النبي عليه الصلاة والسلام (٦) فكرهتُه أشد ما كرهت شيئا قط فانطلقت حتى أنزل أقصى (أهل) (٧) العرب مما (يلي) (٨) الروم،
٣٩٧
فكرهت مكاني أشد مما كرهت (مكاني) (٩) الأول، فقلت: لآتين هذا الرجل فإن كان كاذبا لا يضرني، وإن كان صادقا لا يخفى عليَّ، فقدمت المدينة فاستشرفني الناس وقالوا: جاء عدي بن حاتم فقال: النبي ﷺ: «يا عدي بن حاتم أسلم تسلم»، قلت: إني من أهل دين، قال: «أنا أعلم بدينك منك»، قال: قلت: أنت أعلم بديني مني؟ قال: «نعم، أنا أعلم بدينك منك»، قلت: أنت أعلم بديني مني؟ قال: «نعم»، (قال) (١٠): «ألست ركوسيا؟» قلت: بلى، قال: «أولست (ترأس) (١١) قومك؟» قلت: بلى، قال: «أو لست تأخذ المرباع»، قلت: بلى، قال: «ذلك لا يحل (لك) (١٢) في دينك»، قال: فتواضعت من نفسي، قال: «يا عدي بن حاتم أسلم تسلم، فإني ما أظن أو أحسب أنه يمنعك من أن تسلم إلا خَصَاصةُ من ترى حولي، وإنك ترى الناس علينا إلبا واحدا ويدا واحدة، فهل أتيت الحيرة»، قلت: لا، وقد علمتُ مكانَها، قال: «يوشك الظعينة أن (ترحل) (١٣) من الحيرة حتى تطوف بالبيت بغير جوار، (ولتفتحن) (١٤) عليكم كنوز كسرى بن هرمز (١٥)»، قالها ثلاثًا، يوشك أن يُهِمّ الرجل من يقبل صدقته، (فلقد) (١٦). رأيت الظعينة تخرج من الحيرة تطوف بالبيت بغير جوار، ولقد كنت في أول خيل أغارت على المدائن، (ولتجيء) (١٧) الثالثة إنه
٣٩٨
لقول رسول اللَّه ﷺ (قاله لي) (١٨) (١٩).


(١) سقط من: [جـ، ق، ي].
(٢) في [أ، ب]: (حسن).
(٣) في [أ، ب، ي]: (أنبأنا).
(٤) في [ق، هـ]: زيادة (عن).
(٥) في [أ، ب]: (قال).
(٦) في [أ، ب، جـ، ي]: ﷺ.
(٧) سقط من: [س].
(٨) في [هـ]: (يعلي).
(٩) في [ب]: (مكان).
(١٠) سقط من: [ق].
(١١) في [جـ، س]: (برأس).
(١٢) في [جـ]: (لي).
(١٣) في [جـ]: (ترتحل).
(١٤) في [ب]: (وليفتحن).
(١٥) في [أ، ب، س، ق]: زيادة (قال: كسرى. .).
(١٦) في [أ، ب]: (ولقد).
(١٧) في [أ، ب، س]: (وليجين)، وفي [جـ]: (ولتحين).
(١٨) سقط من: [س].
(١٩) حسن؛ أبو عبيدة بن حذيفة صدوق، أخرجه أحمد (١٩٣٨٩)، وابن حبان (٦٦٧٩)، والحاكم ٤/ ٥١٨، والبيهقي في الدلائل ٥/ ٣٤٣، وابن الأثير ٤/ ٨، والدارقطني ٢/ ٢٢١، وأصله عند البخاري (٣٥٩٥).

[١٩] إسلام جرير بن عبد اللَّه (١)


(١) في [أ، ب، ي]: زيادة رضي الله عنه.

٣٩٣٦٧ - (حدثنا أبو بكر قال) (١): حدثنا الفضل بن دكين قال: (حدثنا) (٢) يونس بن أبي إسحاق عن المغيرة بن (شبيل) (٣) بن عوف عن جرير بن عبد اللَّه قال: لما أن دنوت من المدينة أنخت راحلتي ثم حللت (عيبتي) (٤) ولبست حلتي، فدخلت ورسول اللَّه ﷺ يخطب (فسلمت على النبي ﷺ) (٥)، فرماني الناس بالحَدَق، قال: فقلت لجليس لي: يا عبد اللَّه هل ذكر رسول اللَّه ﷺ من أمري شيئا؟ قال: نعم، ذكرك بأحسن الذكر، قال: بينما رسول اللَّه ﷺ يخطب إذ عرض له في خطبته فقال: «إنه سيدخل عليكم من هذا الفج أو من هذا الباب من خير ذي يمن، إلا وإن على وجهه مسحة ملك»، قال جرير: فحمدت اللَّه على ما أبلاني (٦).


(١) سقط من: [ب، جـ، ي].
(٢) في [ي]: (أنبأنا).
(٣) في [ق، هـ]: (شبل).
(٤) في [ي]: (عيتمي).
(٥) سقط من: [ي]، وفي [ب]: تكرر، وزيادة: (يخطب).
(٦) صحيح؛ أخرجه أحمد (١٩١٨١)، والنسائي في الكبرى (٨٣٠٤)، وابن خزيمة (١٧٩٧)، وابن حبان (٧١٩٩)، والحاكم ١/ ٢٨٥، والبخاري في الأدب المفرد (٢٥٠)، والحميدي (٨٠٠)، وابن أبي عاصم في الآحاد (٢٥٢٣)، والطبراني (٢٤٨٣)، والبيهقي ٣/ ٢٢٢، وابن سعد ١/ ٣٤٧.

[٢٠] ما قالوا: في مهاجر النبي ﷺ (١) وأبي بكر وقدوم من قدم


(١) في [ط، هـ]: عليه السلام.

٣٩٣٦٨ - (حدثنا أبو بكر قال) (١): حدثنا أبو أسامة قال: حدثنا هشام بن عروة عن أبيه وفاطمة عن أسماء قالت: صنعت سفرة النبي ﷺ في بيت أبي بكر حين أراد أن يهاجر إلى المدينة، قالت: فلم نجد لسفرته ولا لسقائه ما نربطهما به، فقلت لأبي بكر: واللَّه ما أجد شيئا أربط به إلا نطاقي، (قالت: فقال) (٢): شقيه باثنين، فاربطي بواحد السقاء وبالآخر السفرة، فلذلك سُميتُ ذات النطاقين (٣).


(١) سقط من: [جـ، ق، ي].
(٢) في [ق]: (قال: فقال).
(٣) صحيح؛ أخرجه البخاري (٢٩٧٩)، ومسلم (٢٥٤٥).

٣٩٣٦٩ - حدثنا أبو أسامة عن بن عون عن عمير بن إسحاق قال: لما خرج رسول اللَّه ﷺ وأبو بكر -يعني إلى المدينة- تبعهما سراقة بن مالك فلما أتاهما قال: هذان فرا من قريش لو رددت على قريش فرها، قال: فعطف فرسه عليهما فساخت الفرس، فقال: ادعو اللَّه أن يخرجها ولا أقرُبكما، قال: (فخرجت) (١) (فعادت) (٢) حتى فعل ذلك مرتين أو ثلاثًا، قال: فكف، ثم قال: هلما إلى الزاد (والحملان) (٣) فقالا: لا نريد ولا حاجة لنا في ذلك (٤).


(١) في [أ، ب]: (فخرج).
(٢) سقط من: [أب، جـ، س].
(٣) في [أ]: (والمجلان).
(٤) مرسل؛ عمير تابعي، وأخرجه ابن سعد ١/ ٢٣٢.

٣٩٣٧٠ - حدثنا عبيد اللَّه بن موسى قال: أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال: اشترى أبو بكر من (عازب) (١) (رحلا) (٢) بثلاثة عشر
٤٠٠
درهما فقال أبو بكر لعازب: مر البراء فليحمله إلى رحلي، فقال له عازب: (لا) (٣)، حتى (تحدثنا) (٤) كيف صنعت أنت ورسول اللَّه ﷺ حيث خرجتما والمشركون يطلبونكما.

قال: رحلنا من مكة فاحيينا ليلتنا ويومنا حتى أظهرنا، وقام قائم الظهيرة فرميت ببصري هل أرى من ظل نأوي إليه، فإذا أنا بصخرة فانتهينا إليها، (فإذا) (٥) بقية ظل لها، فنظرت (بقية) (٦) ظل (لها) (٧) فسويته ثم فرشت لرسول اللَّه ﷺ (فيه) (٨) فروة، ثم قلت: اضطجع يا رسول اللَّه فاضطجع.

ثم ذهبت أنقض ما حولي هل أرى من الطلب أحدا، فإذا انا براعي غنم يسوق غنمه إلى الصخرة، يريد منها الذي أريد فسألته فقلت: لمن أنت يا غلام؟ فقال: لرجل من قريش، قال: فسماه فعرفته، فقلت: هل في غنمك من لبن؟ قال: نعم، قلت: هل أنت (٩) (حالب لي) (١٠) قال: نعم.

قال: فأمرته فاعتقل شاة من غنمه فأمرته أن ينفض ضرعها من الغبار، ثم أمرته أن ينفض كفيه، فقال: هكذا، فضرب إحدى يديه بالأخرى، فحلب كثبة من لبن، ومعي لرسول اللَّه ﷺ إداوة على فمها خرقة، فصببت على اللبن حتى برد أسفله.
٤٠١
فأتيت رسول اللَّه ﷺ فوافقته قد استيقظ فقلت: اشرب يا رسول اللَّه، فشرب رسول اللَّه ﷺ حتى رضيت.

ثم قلت: أنى الرحيل يا رسول اللَّه، فارتحلنا والقوم يطلبوننا، فلم يدركنا أحد منهم غير سراقة بن مالك بن (جعشم) (١١) على فرس له، فقلت: هذا الطلب قد لحقنا يا رسول اللَّه (١٢) وبكيت فقال: «ما يبكيك؟» فقلت: أما واللَّه ما على نفسي أبكي ولكني أبكي عليك، قال: فدعا عليه رسول اللَّه ﷺ فقال: «اللهم اكفناه بما شئت»، قال: فساخت به فرسه في الأرض إلى بطنها، فوثب عنها ثم قال: يا محمد قد علمت أن هذا عملك، فادع اللَّه أن ينجيني مما أنا فيه، فواللَّه لأُعَمِّينّ على من ورائي من الطلب، وهذه كنانتي فخذ سهما منهما فإنك ستمر على إبلي وغنمي بمكان كذا وكذا فخذ منها حاجتك، فقال رسول اللَّه ﷺ: «لا حاجة لنا في إبلك».

وانصرف عن رسول اللَّه ﷺ (ودعا له رسول اللَّه ﷺ) (١٣)، وانطلق راجعا إلى أصحابه، ومضى رسول اللَّه ﷺ وأنا معه حتى قدمنا المدينة ليلا، فتنازعه القوم: أيهم ينزل عليه، فقال رسول اللَّه ﷺ: «إني أنزل الليلة على بني النجار أخوال عبد المطلب، أكرمهم بذلك»، فخرج الناس حتى دخل المدينة، وفي الطريق وعلى البيوت الغلمان والخدم (١٤) جاء محمد (١٥) جاء رسول اللَّه، فلما أصبح انطلق فنزل حيث (أمره) (١٦) (اللَّه) (١٧).
٤٠٢ (١٨) وكان رسول اللَّه قد صلى نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا، وكان رسول اللَّه يحب أن يوجه نحو الكعبة فأنزل اللَّه: ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾ [البقرة: ١٤٤]، قال: فوُجّه نحو الكعبة، وقال السفهاء من الناس: ﴿مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [البقرة: ١٤٢].

قال: وصلى مع النبي عليه الصلاة والسلام (١٩) رجل ثم خرج بعد ما صلى، فمر على قوم من الأنصار وهم ركوع في صلاة العصر نحو بيت المقدس فقال: هو يشهد أنه صلى مع النبي ﷺ، وأنه قد وُجّه نحو الكعبة، قال: فانحرف القوم حتى وجهوا نحو الكعبة.

قال البراء: وكان نزل علينا من المهاجرين مصعب بن عمير أخو بني عبد الدار بن قصي، فقلنا له: ما فعل رسول اللَّه ﷺ؟ (فقال) (٢٠): هو ومكانه وأصحابه على أثري، ثم أتانا (بعده) (٢١) عمرو بن أم مكتوم أخو بني فهر الأعمى، فقلنا له: ما فعل من (وراءك) (٢٢) رسول اللَّه (٢٣) وأصحابه؟ فقال: هم على أثري.

ثم أتانا (بعده عمار بن ياسر وسعد بن أبي وقاص وعبد اللَّه بن مسعود وبلال، ثم أتانا) (٢٤) عمر بن الخطاب من بعدهم في عشربن راكبا، ثم أتانا بعدهم
٤٠٣
رسول اللَّه ﷺ وأبو بكر معه، فلم يقدم علينا حتى قرأتُ سورا من سور المفصل، ثم خرجنا حتى نتلقى العير فوجدناهم قد حَذِروا (٢٥).


(١) في [أ، ب]: (عارب).
(٢) في [جـ، س، ق]: (رجلًا).
(٣) سقط من: [أ].
(٤) في [ق]: (تحدثني).
(٥) في [ق]: (نظرت).
(٦) في [هـ]: (بقبة).
(٧) سقط من: [ط، هـ].
(٨) سقط من: [ق].
(٩) في [أ، ب]: زيادة (مأذون).
(١٠) في [أ، ب]: (بالحلب فتحلب لي).
(١١) في [ب، ي]: (جعثم).
(١٢) في [هـ]: زيادة (فقال: لا تحزن إن اللَّه معنا، حتى إذا دنا منا فكان بيننا وبينه قدر رمح أو رمحين أو ثلاثة، قال: قلت: يا رسول اللَّه هذا الطلب قد لحقنا).
(١٣) سقط من: [ع].
(١٤) في [ق]: زيادة (يقولون).
(١٥) في [أ، ب، جـ، ق]: زيادة ﷺ.
(١٦) في [س]: (أمر).
(١٧) سقط من: [أ، ب].
(١٨) في [أ، ب]: زيادة (قال: وقد)، وفي [جـ]: (قال).
(١٩) في [أ، ب، جـ]: ﷺ.
(٢٠) هكذا في: [ق، هـ]، وفي بقية النسخ: (فقلت).
(٢١) في [ق، هـ]: (بعد).
(٢٢) في [ي]: (وراك).
(٢٣) في [أ، ب، جـ، ي]: زيادة ﷺ.
(٢٤) سقط من: [هـ].
(٢٥) صحيح؛ أخرجه البخاري (٣٦١٥)، ومسلم (٢٠٠٩).

٣٩٣٧١ - حدثنا عفان قال: حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء يقول: أول من قدم علينا من أصحاب رسول اللَّه ﷺ مصعب بن عمير وابن أم مكتوم، فجعلا يقرئان الناس القرآن، ثم جاء عمار وبلال وسعد، ثم جاء عمر بن الخطاب في عشرين راكبا، ثم جاء رسول اللَّه ﷺ، (قال) (١): فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء قط فرحهم به، قال: فما قدم حتى قرأت: ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾ في (سور) (٢) من المفصل (٣).


(١) سقط من: [ب].
(٢) في [س]: (سورة).
(٣) صحيح؛ أخرجه البخاري (٤٩٤١)، وأحمد (١٨٥١٢).

٣٩٣٧٢ - حدثنا أسود بن عامر قال: حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن الحسن (أن) (١) سراقة بن مالك (المدلجي) (٢) حدثهم أن قريشا جعلت في رسول اللَّه ﷺ وأبي بكر أربعين أوقية، قال: فبينما أنا جالس إذ جاءني رجل فقال: إن الرجلين اللذين جعلت «قريش) (٣) فيهما) (٤) ما جعلتْ قريبٌ منك؛ بمكان كذا وكذا، فأتيت فرسي وهو في (الرعي) (٥) فنفرت به ثم أخذت رمحي، قال: فركبته، قال: فجعلت أجر الرمح مخافة أن يشركني فيهما أهل الماء قال: فلما رأيتهما قال أبو بكر: هذا باغ
٤٠٤
يبغينا، فالتفت إلي النبي ﷺ فقال: «اللهم اكفناه بما شئت»، قال: قال (فوحل) (٦) فرسي وإني لفي جلد من الأرض، فوقعت على حجر (فانقلبت) (٧)، فقلت: ادع الذي فعل بفرسي ما أرى أن (يخلصه) (٨)، وعاهده أن لا يعصيه، قال: فدعا له، فخُلّص الفرس، فقال رسول اللَّه ﷺ: «(أواهبه) (٩) أنت لي؟» فقلت: نعم، فقال: (فهاهنا) (١٠) قال (١١): (فعمّ) (١٢) عنا الناس، وأخذ رسول اللَّه ﷺ طريق الساحل مما يلي البحر، قال: فكنت أول النهار لهم طالبا وآخر النهار لهم مسلحة، وقال لي: «إذا استقررنا بالمدينة فإن رأيت أن تأتينا فأتنا»، قال: فلما قدم المدينة وظهر على أهل بدر وأحد وأسلم الناس ومن حولهم، قال (سراقة) (١٣): بلغني (أنه) (١٤) يريد أن يبعث خالد بن الوليد إلى بني مدلج، قال: فأتيته فقلت له: أنشدك النعمة، فقال القوم: مه، فقال رسول اللَّه ﷺ: «دعوه»، فقال رسول اللَّه ﷺ: «ما تريد؟» فقلت: بلغني أنك تريد أن تبعث خالد بن الوليد إلى قومي، فأنا أحب أن توادعهم، فإن أسلم قومهم أسلموا معهم، وإن لم يسلموا لم تخشن صدور قومهم عليهم، فأخذ رسول اللَّه ﷺ بيد خالد بن الوليد فقال له: «اذهب معه فاصنع ما أراد»، فذهب إلى بني مدلج، فأخذوا عليهم أن لا يعينوا على رسول اللَّه ﷺ، فإن أسلمت قريش أسلموا معهم فأنزل اللَّه: ﴿وَدُّوا
٤٠٥
لَوْ تَكْفُرُونَ (كَمَا كَفَرُوا) (١٥)﴾ حتى بلغ: ﴿إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ (١٦) وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ﴾ [النساء: ٨٩، ٩٠] (١٧).


(١) في [أ، س، ط، هـ]: (عن).
(٢) في [ي]: (المدلحي).
(٣) سقط من: [جـ].
(٤) في [أ، ب]: (فيهما قريش).
(٥) في [هـ]: (الوعي).
(٦) في [أ، ب، ط، هـ]: (فوجل)، وانظر: المطالب العالية (٤٢٤٢)، والنهاية ٥/ ١٦١.
(٧) في [أ، ط]: (فانفلت)، وفى [ح، هـ]: (فانقلب).
(٨) في [أ]: (يخلصها).
(٩) في [أ]: (أواهبنه).
(١٠) في [س]: (هاهنا)، وفي [أ]: (هذا).
(١١) في [ي]: زيادة (نعم).
(١٢) في [ط، هـ]: (فعمى).
(١٣) في [ي]: (مؤلفه).
(١٤) في [أ، ب]: (أنك).
(١٥) سقط من: [هـ].
(١٦) في [أ، ب، س، ي]: زيادة ﴿كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا﴾.
(١٧) ضعيف منقطع؛ علي بن زيد ضعيف، وأهل الحديث على أن الحسن لم يسمع من سراقة، وأخرجه البخاري (٣٩٠٦)، وأحمد (١٧٥٩١) من حديث عبد الرحمن بن مالك المدلجي عن أبيه عن أخيه سراقة.

٣٩٣٧٣ - قال الحسن: فالذين حصرت صدورهم بنو مدلج، فمن وصل إلى بني مدلج من غيرهم كان في مثل عهدهم.

٣٩٣٧٤ - حدثنا عفان قال: حدثنا همام قال: أخبرنا ثابت عن أنس أن أبا بكر حدثه قال: قلت للنبي ﷺ ونحن في الغار: لو أن أحدهم ينظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه قال: «يا أبا بكر، ما ظنك باثنين اللَّه ثالثهما» (١).


(١) صحيح؛ أخرجه البخاري (٣١٥٣)، ومسلم (٢٣٨١)، وأحمد (١١).

٣٩٣٧٥ - حدثنا أبو أسامة قال: حدثنا هشام عن أبيه أن عبد اللَّه بن أبي بكر كان الذي يختلف بالطعام إلى النبي ﷺ وأبي بكر وهما في الغار (١).


(١) مرسل؛ عروة تابعي، وأخرجه الحاكم ٣/ ٤٧٧، وابن سعد ٣/ ١٧٣.

٣٩٣٧٦ - حدثنا شبابة عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: ﴿إِلَّا (تَنْصُرُوهُ) (١)﴾ [التوبة: ٤٠]، ثم ذكر ما كان من أول شأنه حين بعث يقول. فاللَّه فاعل ذلك به ناصره كما نصره ثاني اثنين (٢).


(١) في [ي]: (ينصروه).
(٢) مرسل؛ مجاهد تابعي، أخرجه ابن أبي حاتم في التفسير ٦/ ١٧٩٨ (١٠٠٣٦)، وابن جرير ١٠/ ١٣٦.

٣٩٣٧٧ - حدثنا وكيع عن شريك عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد قال: مكث أبو بكر مع النبي ﷺ في الغار (ثلاثًا) (١) (٢).


(١) سقط من: [ي].
(٢) مرسل؛ مجاهد تابعي، وأخرجه ابن جرير ١٠/ ١٣٦.

٣٩٣٧٨ - حدثنا وكيع عن نافع بن عمر عن رجل عن أبي بكر أنهما لما انتهيا (إلى الغار) (١) قال: إذا (جحر) (٢) قال: فألقمه أبو بكر (٣) رجله فقال: يا رسول اللَّه إن كانت لدغة أو لسعة كانت بي (٤).


(١) سقط من: [أ، ب، ط، هـ].
(٢) في [ب، جـ]: (حجرًا).
(٣) في [جـ، ي]: زيادة رضي الله عنه.
(٤) مجهول؛ لإبهام راويه، أخرجه ابن عساكر ٣٠/ ٨١، واللالكائي (٢٤٢٥).

٣٩٣٧٩ - حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن إسرائيل عن (سماك) (١) عن (سعيد) (٢) بن جبير عن ابن عباس: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ [آل عمران: ١١٠] قال: هم الذين هاجروا مع محمد ﷺ إلى المدينة (٣).


(١) في [أ، ب، جـ، ي]: (سعيد).
(٢) سقط من: [أ، ب، ط، هـ].
(٣) حسن؛ سماك صدوق، أخرجه عبد الرزاق في التفسير ١/ ١٣٠، وأحمد (٤٦٣)، وابن جرير في التفسير ٤/ ٤٣، والنسائي (١١٠٧٢)، والحاكم ٢/ ٢٩٤، والضياء في المختارة ١٠/ (١٨٣)، والطبراني (١٢٣٠٣)، وابن أبي عاصم في الآحاد (٣٣٩)، والحارث (٧٠٧/ بغية)، والصيداوي في معجم الشيوخ (٨٤)، وابن عساكر ٢٥/ ٣٢٦، والخطيب في الموضح ٢/ ٤٤١.

٣٩٣٨٠ - حدثنا وكيع عن موسى بن عُليّ بن رباح عن أبيه قال: سمعت مسلمة بن مخلد يقول: ولدت حين قدم النبي ﷺ وقبض وأنا ابن (عشر) (١) (٢).


(١) في [س، ق]: (عشرة).
(٢) صحيح؛ أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد (٢٨٦٥)، والطبراني ١٩ (١٠٦٠)، وأبو يعلى في الكبير كما في المطالب (٤٠٩٣)، وابن عساكر ٥٨/ ٦٠، والخطيب في الكفاية ص ٥٧.

٣٩٣٨١ - حدثنا ابن عيينة عن الزهري سمع أنسا يقول قدم رسول اللَّه ﷺ المدينة وأنا ابن عشر، وقبض وأنا ابن عشرين، وكن أمهاتي يحتثنني على خدمته (١).


(١) صحيح؛ أخرجه مسلم (٢٠٢٩)، وأحمد ٣/ ١١٠، وبنحوه البخاري (٥١٦٦).

٣٩٣٨٢ - حدثنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه أن رسول اللَّه ﷺ لما هاجر إلى المدينة هو وأبو بكر وعامر بن فهيرة قال: استقبلتهم هدية طلحة إلى أبي بكر في الطريق فيها ثياب بيض فدخل رسول اللَّه ﷺ وأبو بكر فيها المدينة (١).


(١) مرسل؛ عروة تابعي.

٣٩٣٨٣ - حدثنا خالد بن مخلد عن علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء ابنة أبي بكر أنها هاجرت إلى رسول اللَّه ﷺ وهي حبلى بعبد اللَّه بن الزبير، فوضعته بقُباء فلم ترضعه حتى أتت به النبي ﷺ، فأخذه فوضعه في حجره فطلبوا تمرة ليحنكوه حتى وجدوها فحنكوه، فكان أولَ شيء دخل بطنه (ريقُ) (١) رسول اللَّه ﷺ وسماه عبد اللَّه (٢).


(١) في [ي]: (رين).
(٢) حسن؛ خالد صدوق، والخبر أخرجه البخاري (٣٩٠٩)، ومسلم (٢١٤٦).

٣٩٣٨٤ - حدثنا جعفر بن عون عن أبي العميس عن الحسن بن سعد عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه قال: قال عبد اللَّه: إن أول من هاجر من هذه الأمة (غلامان) (١) من قريش (٢).


(١) في [س]: (عثمان).
(٢) صحيح؛ سمع عبد الرحمن من أبيه على الصحيح.

٣٩٣٨٥ - حدثنا أبو أسامة عن أبي هلال عن قتادة عن سعيد بن المسيب قال: قلت له: ما فرق ما بين المهاجرين الأولين والآخرين؟ قال: فرق ما بينهما القبلتان، فمن صلى مع رسول اللَّه ﷺ القبلتين فهو من المهاجرين الأولين.

٣٩٣٨٦ - حدثنا عفان قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: أخبرنا ثابت عن أنس أن أبا بكر كان رديف النبي ﷺ من مكة إلى المدينة، وكان أبو بكر يختلف إلى الشام، فكان يعرف وكان النبي عليه الصلاة والسلام لا يعرف، فكانوا يقولون: يا أبا بكر من هذا الغلام بيهت يديك؟ قال: (هاد) (١) يهديني السبيل، قال: فلما دنوا من المدينة نزلا الحرة و(بعثا) (٢) إلى الأنصار فجاؤوا، قال: فشهدته يوم دخل المدينة فما رأيت يوما كان أحسن ولا أضوأ من يوم دخل علينا فيه، وشهدت يوم مات فما رأيت يوما كان أقبح ولا أظلم من يوم مات فيه ﷺ (٣).


(١) في [س]: (هذا).
(٢) في [س]: (بعثنا)، وفي [ح]: (بعث).
(٣) صحيح؛ أخرجه أحمد (١٤٠٦٣)، وأخرج بعضه ابن ماجه (١٦٣١)، والترمذي (٣٦١٨)، وابن حبان (٦٦٣٤)، والحاكم ٣/ ٥٧، والدارمي (٨٨)، وأبو يعلى (٣٢٩٦)، والبغوي (٣٨٣٤).

[٢١] ما ذُكر في كتب النبي ﷺ (١) وبعوثه


(١) في [ط، هـ]: عليه السلام.

٣٩٣٨٧ - (حدثنا أبو بكر قال) (١): حدثنا محمد بن فضيل عن حصين (عن) (٢) عبد اللَّه بن شداد قال: كتب كسرى إلى باذام أني نبئت أن رجلا يقول شيئا لا أدري ما هو، فأَرسل إليه فليقعد في بيته ولا يكن من الناس في شيء وإلا
٤٠٩
فليواعدني موعدا ألقاه به، قال: فأرسل باذام إلى رسول اللَّه ﷺ رجلين حالقي لحاهما مرسلي شواربهما، فقال رسول اللَّه ﷺ: «ما يحملكما على هذا؟» (قال) (٣): فقالا له: يأمرنا به (الذي) (٤) يزعمون أنه ربهم قال: فقال رسول اللَّه ﷺ: «لكنا نخالف سنتكم، نجز هذا، ونرسل هذا»، قال: فمر به رجل من قريش طويل الشارب فأمره رسول اللَّه ﷺ أن يجزَّهما، قال: (فتركهما) (٥) بضعا وعشرين يوما، ثم قال: «اذهبا إلى (الذي) (٦) يزعمون أنه ربكما، فأخبراه أن ربي قَتَل الذي يزعم أنه ربه»، قالا: متى؟ قال: «اليوم» قال: فذهبا إلى باذام فأخبراه الخبر، قال: فكتب إلى كسرى فوجدوا اليوم هو الذي قتل فيه كسرى (٧).


(١) سقط من: [جـ، ق].
(٢) في [س، ي]: (بن).
(٣) في [أ، ب]: زيادة (قال).
(٤) في [ط، ي]: (الذين).
(٥) في [ط، هـ]: (فتركها).
(٦) في [أ، ب، س]: (الذين).
(٧) مرسل؛ عبد اللَّه بن شداد تابعي.

٣٩٣٨٨ - حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول: كتب رسول اللَّه ﷺ إلى كسرى وقيصر والنجاشي: «أما بعد، تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا اللَّه، ولا نشرك به شيئا، ولا (يتخذ) (١) بعضنا بعضا أربابا من دون اللَّه، فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون»، قال سعيد بن المسيب: فمزق كسرى الكتاب ولم ينظر فيه، قال نبي اللَّه: «مزق ومزقت أمته»، فأما النجاشي فآمن (٢) من كان عنده، وأرسل إلى رسول اللَّه ﷺ بهدية حلة، فقال رسول اللَّه ﷺ: «اتركوه ما ترككم»، وأما قيصر فقرأ
٤١٠
كتاب رسول اللَّه ﷺ فقال: هذا كتاب لم أسمع به بعد سليمان النبي (٣) بسم اللَّه الرحمن الرحيم، ثم أرسل إلى (أبي) (٤) سفيان والمغيرة بن شعبة كانا تاجرين بأرضه، فسألهما عن بعض شأن رسول اللَّه ﷺ وسألهما: من تبعه؟ فقالا: تبعه النساء وضعفة الناس، فقال: أرأيتما الذين يدخلون معه ويرجعون؟ قالا: لا، قال: هو نبي، ليملكن ما تحت قدميّ، لو كنت عنده لقبلت قدميه (٥).


(١) في [ب، ي]: (تتخذ).
(٢) أي: من الأمان لمن عنده من الصحابة، وفي رواية أبي عبيد: (فآمن أو قال: فأسلم وآمن من كان عنده من أصحاب النبي ﷺ)، وفي [ق، هـ]: (فآمن وآمن).
(٣) في [جـ، ق، ي]: زيادة عليه السلام.
(٤) سقط من: [ب].
(٥) مرسل؛ سعيد بن المسيب تابعي، وأخرجه سعيد بن منصور ق/ ١ (٢٤٨٠)، والقزويني في التدوين ٣/ ٤١٨، وأبو عبيد في الأموال (٥٩)، وأشار له البخاري في الصحيح (٦٤).

٣٩٣٨٩ - حدثنا حاتم بن إسماعيل عن يعقوب عن جعفر بن عمرو قال: بعث رسول اللَّه ﷺ أربعة نفر إلى أربعة وجوه: رجلا إلى كسرى، ورجلا إلى قيصر، ورجلا إلى المقوقس، وبعث عمرو بن أمية إلى النجاشي، فأصبح كل رجل منهم يتكلم بلسان القوم الذين بعث إليهم، فلما أتى عمروُ بن أمية النجاشي وجد لهم بابا صغيرا يدخلون منه مكفرين (١)، فلما رأى عمرو ذلك ولى ظهره القهقري، قال: فشق ذلك على الحبشة في مجلسهم عند النجاشي حتى هموا به حتى قالوا للنجاشي: إن هذا لم يدخل كما دخلنا، قال: ما منعك أن تدخل كما دخلوا؟ قال: إنا لا نصنع هذا بنبينا (٢)، ولو صنعناه بأحد صنعناه به، قال: صدق، قال: دعوه، قالوا للنجاشي: هذا يزعم أن عيسى (٣) مملوك، قال: فما تقول في عيسى (٤)؟ قال: كلمة
٤١١
اللَّه وروحه، قال: (ما استطاع) (٥) عيسى أن يعدو ذلك (٦).


(١) أي: ذليلين.
(٢) في [ق، ي]: زيادة ﷺ.
(٣) في [ي]: زيادة عليه السلام.
(٤) في [ي]: زيادة عليه السلام.
(٥) في [أ]: (ما استطل).
(٦) مرسل؛ جعفر تابعي، ويعقوب مجهول، أخرجه الطبراني في الأوسط (٤٨٩)، وابن عساكر ٤٥/ ٤٢٩.

٣٩٣٩٠ - حدثنا أبو أسامة عن (مجالد) (١) قال: كتب رسول اللَّه ﷺ إلى جدي وهذا كتابه عندنا: «بسم اللَّه الرحمن الرحيم من محمد رسول اللَّه (٢) إلى عمير ذي مران وإلى من أسلم من همدان، سلام عليكم فإني أحمد إليكم اللَّه الذي لا إله إلا هو، أما بعد (ذلكم) (٣)، فإنه بلغنا إسلامكم مرجعنا من أرض الروم، فأبشروا فإن اللَّه قد هداكم بهداه، وإنكم إذا شهدتم أن لا إله إلا اللَّه وأن محمدا رسول اللَّه وأقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة فإن لكم ذمة اللَّه وذمة محمد رسول اللَّه (٤) على دمائكم وأموالكم وأرض البون التي أسلمتم عليها سهلها وجبلها و(غيولها) (٥) ومراعيها غير مظلومين ولا مضيق عليكم فإن الصدقة لا تحل لمحمد وأهل بيته، وإنما هي زكاة تزكون بها أموالكم لفقراء المسلمين، وإن مالك بن مرارة الرهاوي حفظ الغيب وبلغ الخبر وآمرك به يا ذامران خيرا، فإنه منظور إليه، وكتب علي بن أبي طالب والسلام عليكم وليحييكم ربكم» (٦).


(١) في [أ، ب، ط، هـ]: (مجاهد).
(٢) في [ي]: زيادة ﷺ.
(٣) سقط من: [أ، ب].
(٤) في [جـ، ق]: زيادة ﷺ.
(٥) غيولها: أنهارها ومجاري مياهما، وفي [ق، هـ]: (عيونها).
(٦) معضل؛ مجالد ضعيف، أخرجه ابن أبي عمر العدني في الإيمان (٧٨)، وورد من حديث مجالد بن سعيد بن عمير عن أبيه عن جده، أخرجه الطبراني ١٧/ (١٠٧)، وابن عدي ٦/ ٤٢٠، وورد من حديث مجالد عن الشعبي عن عامر بن شهر أخرجه أبو داود (٣٠٢٧)، وأبو يعلى (٦٨٦٤)، وابن الأثير في أسد الغابة ٣/ ١٢٢، وابن سعد ٦/ ٢٨.

٣٩٣٩١ - حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس ابن أبي حازم قال: بعث رسول اللَّه ﷺ إلى خثعم لقوم كانوا فيهم، فلما غشيهم المسلمون استعصموا بالسجود، قال: فسجدوا، قال: فقتل بعضهم فبلغ ذلك رسول اللَّه ﷺ فقال: «أعطوهم نصف العقل لصلاتهم»، ثم قال النبي ﷺ: «ألا إني بريء من كل مسلم مع مشرك» (١).


(١) مرسل؛ قيس تابعي، أخرجه الشافعي في المسند ص ٢٠٢ والأم ٦/ ٣٥، والبيهقي ٨/ ١٣٠، وأصله عند النسائي (٦٩٨٢) والترمذي (١٦٠٥)، وسعيد ١/ (٢٦٦٣)، وورد من حديث قيس عن جرير، أخرجه الطبراني (٢٢٦٥)، وبنحوه عند أبي داود (٢٦٤٥)، والترمذي (١٦٠٤)، وورد من حديث قيس عن خالد عند الطبراني (٣٨٣٦)، والطحاوي في شرح المشكل ٨/ ٢٧٤.

٣٩٣٩٢ - حدثنا أبو خالد الأحمر عن الأعمش عن أبي ظبيان عن أسامة قال: بعثنا رسول اللَّه ﷺ في سرية فصبحنا (الحرقات) (١) من جهينة، فأدركت رجلا فقال: لا إله إلا اللَّه، فطعنته فوقع في نفسي من ذلك، فذكرته للنبي ﷺ فقال النبي ﷺ: «قال: لا إله إلا اللَّه وقتلته»، قال: قلت: يا رسول اللَّه، إنما قالها فرقا من السلاح؟ قال: «هلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها فرقا من السلاح أم لا»، فما زال يكررها حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ (٢).


(١) في [أ، ي]: (الخرقات).
(٢) حسن؛ أبو خالد صدوق، والخبر أخرجه البخاري (٤٢٦٩)، ومسلم (٩٦).

٣٩٣٩٣ - حدثنا يزيد بن هارون (قال: أخبرنا) (١) محمد بن عمرو عن (عمر) (٢) ابن الحكم بن (ثوبان) (٣) عن أبي سعيد الخدري أن رسول اللَّه ﷺ بعث علقمة بن
٤١٣
(مجزز) (٤) على بعث أنا فيهم، فلما انتهى (إلى) (٥) رأس غزاته أو كان ببعض الطريق استأذنته طائفة من الجيش فاذن لهم، وأمر عليهم عبد اللَّه بن حذافة بن قيس السهمي، فكنت فيمن غزا معه، فلما كنا ببعض الطريق أوقد القوم نارا ليصطلوا أو (ليصطنعوا) (٦) عليها (صنيعًا) (٧) لهم، فقال عبد اللَّه وكانت فيه دعابة: أليس لي عليكم السمع والطاعة، قالوا: بلى، قال: فما أنا بآمركم (٨) شيئا إلا صنعتموه، قالوا: نعم، قال: فإني أعزم عليكم ألا تواثبتم في هذه النار، قال: فقام ناس (فتحجزوا) (٩)، فلما ظن أنهم واثبون قال: أمسكوا على أنفسكم، فإنما كنت أمزح معكم، فلما قدمنا ذكرنا ذلك لرسول اللَّه ﷺ فقال: «من أمركم منهم بمعصية فلا (تطيعوه) (١٠)» (١١).


(١) في [أ]: (قال: لنا).
(٢) في [أ، ب]: (الحكم).
(٣) في [أ، ب، جـ]: (نوفل).
(٤) انظر: الإصابة ٤/ ٥٥٩، وشرح مشكل الآثار ٤/ ٣٠٦، وهدي الساري ص ٢١٦، والإكمال ٧/ ١٦٨، وتوضيح المشتبه ٨/ ٧٧، وفي [أ، ب، هـ]: (محرز)، وفي [جـ]: (محرر).
(٥) في [أ، ب]: (على).
(٦) في [أ، ب]: (يسطتعوا).
(٧) في [هـ]: (عليه شيئًا).
(٨) في [أ، ب]: زيادة (بشيء).
(٩) في [أ، ب، ط، هـ]: (فتجهزوا).
(١٠) في [هـ]: (تطيعوهم).
(١١) حسن؛ محمد بن عمرو صدوق، أخرجه أحمد (١١٦٣٩)، وابن ماجه (٢٨٦٣)، وابن حبان (٤٥٥٨)، وأبو يعلى (١٣٤٩).

٣٩٣٩٤ - حدثنا علي بن مسهر عن الأجلح عن عبد اللَّه بن أبي الهذيل قال: بعث رسول اللَّه ﷺ خالد بن الوليد إلى العزى، (١) فجعل يضربها بسيفه ويقول: (٢) إني رأيت اللَّه قد أهانك (٣).


(١) في [أ، ب]: زيادة (أبا بردة).
(٢) في [ي]: زيادة (كفرانك لا سبحانك).
(٣) مرسل؛ عبد اللَّه بن أبي الهذيل تابعي، أخرجه خليفة بن خياط في التاريخ ص ٨٨.

٣٩٣٩٥ - حدثنا وكيع عن عمرو بن عثمان بن موهب قال: سمعت أبا بردة يقول: كتب رسول اللَّه ﷺ إلى رجل من أهل الكتاب: «أسلم أنت»، قال: فلم يفرغ النبي عليه الصلاة والسلام (١) (من كتابه حتى أتاه كتاب من ذلك الرجل أنه يقرأ على النبي ﷺ فيه السلام، فرد النبي ﷺ عليه السلام (٢) في أسفل كتابه) (٣) (٤).


(١) في [أ، ب، جـ]: ﷺ.
(٢) سقط من: [أ، هـ].
(٣) سقط من: [أ].
(٤) مرسل؛ أبو بردة بن أبي موسى تابعي.

٣٩٣٩٦ - حدثنا وكيع عن قرة بن خالد السدوسي عن يزيد بن عبد اللَّه بن الشخير قال: كنا جلوسا بهذا (المربد) (١) بالبصرة، فجاء أعرابي معه قطعة (من) (٢) أديم أو قطعة من جراب فقال: هذا كتاب كتبه لي النبي ﷺ، قال: فأخذته فقرأته على القوم، فإذا فيه: «بسم اللَّه الرحمن الرحيم من محمد رسول اللَّه ﷺ لبني زهير ابن (أقيش) (٣): إنكم (إن) (٤) أقمتم الصلاة وأتيتم الزكاة وأعطيتم من المغانم الخمس وسهم النبي والصفي فأنتم آمنون بأمان اللَّه وأمان رسوله (٥)»، قال: فما سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول شيئا، قال: سمعته يقول: «صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر يذهبن وحر الصدر» (٦).


(١) في [ي]: (المريد).
(٢) سقط من: [ط، هـ].
(٣) في [أ، ب]: (أقيس)، وفي [ق]: (أقتيش).
(٤) في [أ، ب]: (إذا).
(٥) في [جـ، س، ي]: زيادة ﷺ.
(٦) صحيح؛ أخرجه أحمد (٢٣٠٧٠)، والنسائي ٧/ ١٣٤، وابن سعد ١/ ٢٧٩، وأبو عبيد في الأموال (٣٠)، وابن زنجويه (٨٠)، والطحاوي ٣/ ٣٠٢، وابن قانع ٣/ ١٦٥، والطبراني في الأوسط (٤٩٣٧)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان ١/ ٣٠٦، والخطيب في الأسماء المبهمة ص ٣١٥، وابن الأثير ٥/ ٣٥٨.

٣٩٣٩٧ - حدثنا عبد اللَّه بن إدريس عن (ابن) (١) إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير أن رسول اللَّه ﷺ بعث عبد اللَّه بن أنيس إلى خالد بن سفيان قال: فلما دنوت منه، وذلك في وقت العصر، خفت أن يكون دونه محاولة أو مزاولة، فصليت وأنا أمشي (٢).


(١) في [أ، ب، س]: (إبي).
(٢) مرسل؛ محمد بن جعفر تابعي، أخرجه أحمد (١٦٠٤٨)، وابن خزيمة (٩٨٣)، وابن حبان (٧١٦٠)، وأبو يعلى (٩٠٥)، وأبو داود (١٢٤٩)، وأبو نعيم في الدلائل (٤٤٥)، والبيهقي ٣/ ٢٥٦، وابن هشام في السيرة ٢/ ٦١٩، وابن أبي عصام في الآحاد (٢٠٣١).

٣٩٣٩٨ - حدثنا أبو أسامة قال: حدثنا إسماعيل عن قيس قال: بعث رسول اللَّه ﷺ عمرا على جيش ذات السلاسل إلى لخم و(جذام) (١) ومسانف الشام، قال: وكان في أصحابه قلة، قال: فقال (لهم) (٢) عمرو: لا يوقدن أحد منكم نارا، فشق ذلك عليهم، فكلموا أبا بكر أن يكلم عمرًا فكلمه فقال: لا يوقد أحد نارا إلا ألقيته فيها، فقابل العدو فظهر عليهم واستباح عسكرهم، فقال (له) (٣) الناس: ألا نتبعهم؟ فقال: لا، إني أخشى أن يكون لهم وراء هذه الجبال مادة يقتطعون (بها) (٤) المسلمين (٥)، (فشكوه) (٦) (إلى) (٧) النبي ﷺ حين رجعوا فقال: «صدقوا يا عمرو»، (قال) (٨): كان
٤١٦
في أصحابي قلة فخشيت أن يرغب العدو في قتلهم، فلما أظهرني اللَّه عليهم قالوا: اتبعهم؟ قلت: أخشى أن (تكون) (٩) لهم وراء هذه الجبال مادة يقتطعون بها المسلمين، قال: (فكان) (١٠) النبي ﷺ حمد أمره (١١).


(١) في [أ]: (حذام).
(٢) في [أ]: (له).
(٣) سقط من: [ط، هـ].
(٤) سقط من: [أ، ب، جـ].
(٥) في [س، ي]: (المسلمون).
(٦) في [أ، ب، جـ، ي]: (فشكرره).
(٧) في [ي]: (آل).
(٨) في [ق]: (فقالوا)، وسقط من: [أ، ب].
(٩) في [ب، س، ي]: (يكون).
(١٠) في [أ، ب]: (وكان).
(١١) مرسل؛ قيس تابعي، وقد ورد الخبر من طريق قيس عن عمرو بن العاص، أخرجه ابن حبان (٤٥٤٠)، وابن أبي عاصم في الآحاد (٨٠٤)، وابن عساكر ٢/ ٢٧.

٣٩٣٩٩ - (حدثنا) (١) أبو أسامة قال: حدثنا إسماعيل عن (قيس) (٢) أن النبي ﷺ قال لبلال: «أجهزت الركب -أو الرهط- البجليين؟»، قال: لا، قال: «فجهزهم وابدأ بالأحمسيين قبل (القسريين) (٣)» (٤).


(١) في [ي]: (حدثني).
(٢) في [ي]: (أبي قيس).
(٣) في [ق]: (القسيين)، وفي [ط، هـ]: (القسيرين).
(٤) مرسل؛ قيس تابعي، وأخرجه أحمد في فضائل الصحابة (١٦٦٨)، وقد ورد بنحوه من حديث طارق بن شهاب أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد (٢٥٣٧)، والطبراني (٨٢١١)، والضياء في المختارة ٨/ (١٢٥)، وأحمد في المسند ٤/ ٣١٥ (١٨٨٥).

٣٩٤٠٠ - حدثنا عبيد اللَّه بن موسى قال: (أخبرنا) (١) إسرائيل عن أبي إسحاق عن الشعبي أن رسول اللَّه ﷺ كتب إلى رِعْية السحيمي بكتاب (٢)، فأخذ كتاب رسول اللَّه ﷺ فرقع به دلوه، فبعث رسول اللَّه ﷺ سرية فأخذوا أهله وماله، وأفلت رعية على فرس له عريانا ليس عليه شيء، فأتى ابنته وكانت متزوجة في بني هلال، قال: وكانوا أسلموا فأسلمت معهم، وكانوا دعوه إلى الإسلام قال: فأتى ابنته
٤١٧
وكان يجلس القوم بفناء بيتها، فأتى البيت من وراء ظهره، فلما رأته ابنته عريانا ألقت عليه ثوبا، قالت: مالك؟ قال: كل الشر، ما تُرك لي أهل ولا مال، قال: أين بعلك؟ قالت: في الإبل، قال: فأتاه فأخبره، قال: خذ راحلتي برحلها ونزودك من اللبن، قال: لا حاجة لي فيه، ولكن أعطني قعود الراعي وإداوة من ماء، فإني أبا در (٣) محمدا (٤) لا يقسم أهلي ومالي، فانطلق وعليه ثوب إذا غطى به رأسه خرجت إسته، وإذا غطى به إسته خرج رأسُه، فانطلق حتى دخل المدينة ليلا، فكان (بحذاء) (٥) رسول اللَّه ﷺ، (فلما صلى رسول اللَّه ﷺ) (٦) الفجر قال له: يا رسول اللَّه ابسط يدك فلأبايعك، فبسط رسول اللَّه ﷺ يده فلما ذهب رعية ليمسح عليها قبضها رسول اللَّه ﷺ، ثم قال (له رعية) (٧): يا رسول اللَّه ابسط يدك (فلأبايعك، قال: فبسط رسول اللَّه ﷺ يده، فلما ذهب ريعه ليمسح عليها) (٨)، قال: ومن أنت؟ قال: رعية السحيمي، قال: فأخذ رسول اللَّه ﷺ بعضده فرفعها، ثم قال: «أيها الناس هذا رعية السحيمي الذي (كتبت) (٩) إليه فأخذ كتابي فرقع به دلوه، فأسلم»، ثم قال: يا رسول اللَّه أهلي ومالي؟ (١٠) فقال رسول اللَّه ﷺ: «أما مالك فقد قُسم بين المسلمين، وأما أهلك فانظر من قدرت عليه منهم»، قال: فخرجت فإذا ابن لي قد عوف الراحلة وإذا هو قائم عندها، فأتيت رسول اللَّه ﷺ فقلت: هذا ابني فأرسل
٤١٨
معي بلالا، فقال: «انطلق معه فسله أبوك هو؟ فإن قال: نعم، فادفعه إليه»، قال: فأتاه بلال فقال: أبوك هو؟ فقال: نعم، فدفعه إليه، قال: فأتى بلال النبي ﷺ فقالوا: واللَّه ما رأيت (وأحدا) (١١) منهما مستعبرا إلى صاحبه فقال رسول اللَّه ﷺ ذلك جفاء (الأعراب) (١٢) (١٣).


(١) في [أ، ب، ي]: (أنبأنا).
(٢) في [ي]: زيادة لفظ الجلال.
(٣) في [أ]: زيادة (لا).
(٤) في [أ، ب، س]: زيادة ﷺ.
(٥) في [أ، ب، س، ي]: (يحدار).
(٦) سقط من: [ب].
(٧) في [أ]: (رعيته).
(٨) سقط من: [جـ، ط، هـ].
(٩) في [أ، ب]: (كتب).
(١٠) في [ي]: زيادة (ثم).
(١١) في [أ، ب، ط]: (أحدًا).
(١٢) في [ط، هـ]: (العرب).
(١٣) مرسل؛ الشعبي تابعي، أخرجه أحمد (٢٢٤٦٦)، وابن قانع ١/ ٢١٥، والطبراني (٤٦٣٥).

[٢٢] ما جاء في الحبشة وأمر النجاشي وقصة إسلامه

٣٩٤٠١ - (حدثنا أبو بكر قال) (١): حدثنا عبيد اللَّه بن موسى قال: أخبرنا إسرائيل عن أبي (إسحاق) (٢) عن أبي بردة عن أبي موسى قال: أمرنا رسول اللَّه ﷺ أن ننطلق مع جعفر بن أبي طالب إلى أرض النجاشي، قال: فبلغ ذلك قومنا، فبعثوا عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد، وجمعوا للنجاشي هدية فقدمنا وقدما على النجاشي، فأتوه بهديته فقبلها وسجدوا (له) (٣)، ثم قال له عمرو بن (العاص) (٤): إن قوما منا رغبوا عن ديننا وهم في أرضك، فقال لهم النجاشي: في أرضي؟ قالوا: نعم، فبعث إلينا، فقال لنا جعفر: لا يتكلم منكم أحد، (٥) أنا خطيبكم اليوم، قال: فانتهينا إلى النجاشي وهو جالس في مجلسه وعمرو بن العاص
٤١٩
عن يمينه وعمارة عن يساره، والقسيسون والرهبان جلوس (٦) (سماطين) (٧) وقد (قال) (٨) له عمرو بن العاص وعمارة: إنهم (لا) (٩) يسجدون لك، قال: فلما انتهينا إليه زَبَرنا مَنْ عنده من القسيسين والرهبان: اسجدوا للملك، فقال جعفر: لا نسجد إلا للَّه، فلما انتهينا إلى النجاشي قال: ما يمنعك أن تسجد؟ قال: لا نسجد إلا للَّه، قال له النجاشي: وما ذاك؟ قال: إن اللَّه بعث فينا رسوله، وهو الرسول الذي بشر به عيسى بن مريم (١٠)، ﴿بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ﴾ [الصف: ٦]، فأمرنا أن نعبد اللَّه ولا نشرك به شيئا، ونقيم الصلاة ونؤتي الزكاة، وأمرنا بالمعروف ونهانا عن المنكر، قال: فأعجب النجاشيَ قولُه، فلما رأى ذلك عمرو بن العاص قال: (أصلح) (١١) اللَّهُ الملكَ، إنهم يخالفونك في ابن مريم (١٢)؟ فقال النجاشي لجعفر: ما يقول صاحبك في ابن مريم؟ قال: يقول فيه قول اللَّه: (هو) (١٣) روح اللَّه وكلمته أخرجه من البتول العذراء التي لم يقربها بشر، قال: فتناول النجاشي عودا من الأرض فقال: يا معشر (القسيسين) (١٤) والرهبان ما يزيد ما يقول هؤلاء على ما تقولون في ابن مريم ما (يزن) (١٥) هذه، مرحبا بكم وبمن جئتم من عنده، فأنا أشهد
٤٢٠
أنه رسول اللَّه والذي بشر به عيسى بن مريم (١٦)، ولولا ما أنا فيه من الملك لأتيته حتى أحمل نعليه، امكثوا في أرضي ما شئتم، وأمر لنا بطعام وكسوة، وقال: ردوا على هذين هديتهما، قال: وكان عمرو بن العاص رجلا قصيرا، وكان عمارة بن الوليد رجل جميلا، قال: فاقبلا في البحر إلى النجاشي، قال: فشربوا، قال: ومع عمرو بن (العاص) (١٧) امرأته، فلما شربوا الخمر قال عمارة لعمرو: مر امرأتك (فلتقبلني) (١٨)، فقال له عمرو: ألا تستحي، فأخذه عمارة فرمى به (في البحر) (١٩) فجعل عمرو يناشده حتى أدخله السفينة، فحقد عليه عمرو ذلك، فقال عمرو للنجاشي: إنك إذا خرجت خلف عمارة في أهلك، قال: فدعا النجاشي بعمارة فنفخ في (إحليله) (٢٠) فصار مع الوحش (٢١).


(١) سقط من: [جـ، ق، ي].
(٢) في [جـ]: (إسرائيل).
(٣) سقط من: [أ، ب، س]، وفي [أ، ب]: (سجد له).
(٤) في [أ، ي]: (العاصي).
(٥) في [أ، ب]: زيادة (إلا).
(٦) في [ق]: زيادة (فيما بين سماعين).
(٧) في [أ، ب]: (شماطين).
(٨) في [أ، ب]: (قالوا).
(٩) سقط من: [س].
(١٠) في [س]: زيادة عليهما السلام.
(١١) سقط من: [س].
(١٢) في [س]: زيادة عليهما السلام.
(١٣) سقط من: [س].
(١٤) في [س]: (القسيسان).
(١٥) في [أ، ب، س]: (ترن).
(١٦) في [س]: زيادة عليهما السلام.
(١٧) في [أ، ب، ي]: (العاصي).
(١٨) في [أ، ب]: (لتقبلني).
(١٩) سقط من: [س].
(٢٠) في [أ]: (إجليله).
(٢١) صحيح؛ أخرجه عبد بن حميد (٥٥٠)، وابن أبي عاصم في الآحاد (٣٦٦)، والحاكم ٢/ ٣٠٩، والروياني (٥٠٢)، وأبو نعيم في الحلية ١/ ١١٤، وابن سعد في الطبقات ٤/ ١٠٦، والبيهقي في دلائل النبوة ٢/ ٢٩٩.

٣٩٤٠٢ - حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال: لما قدم جعفر من أرض الحبشة لقي عمرُ بن الخطاب أسماءَ بنت عميس فقال لها: سبقنا (كم) (١) بالهجرة، ونحن أفضل منكم، قالت: لا أرجع حتى آتي رسول اللَّه ﷺ، (قال) (٢): فدخلت عليه فقالت: يا رسول اللَّه (٣) لقيت عمر
٤٢١
فزعم أنه أفضل منا وأنهم سبقونا بالهجرة، قالت: قال: نبي اللَّه عليه الصلاة والسلام (٤): «بل أنتم هاجرتم مرتين» (٥).


(١) سقط من: [أ، ب].
(٢) في [أ]: (قالت).
(٣) في [س]: زيادة ﷺ.
(٤) في [أ، ب، جـ، ي]: ﷺ.
(٥) مرسل؛ الشعبي تابعي، أخرجه ابن سعد ٨/ ٢٨١، وورد من حديث الشعبي عن أسماء، أخرجه الطبراني ٢٤/ (٣٩٤).

٣٩٤٠٣ - قال إسماعيل: فحدثني سعيد بن أبي بردة قالت يومئذ لعمر: ما هو كذلك كنا (مطرودين) (١) بأرض البعداء البغضاء وأنتم عند رسول اللَّه ﷺ يعظ جاهلكم ويطعم جائعكم (٢).


(١) في [أ، ي]: (مطردين).
(٢) مرسل؛ سعيد بن أبي بردة تابعي، وورد من حديث أبي بردة عن أبي موسى، أخرجه البخاري (٤٢٣٠)، ومسلم (٢٥٠٢).

٣٩٤٠٤ - [حدثنا عبدة بن سليمان عن هشام عن أبيه في قوله: ﴿تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ﴾ [المائدة: ٨٣]، قال: نزل ذلك في النجاشي] (١) (٢).


(١) سقط الخبر في: [ب].
(٢) مرسل؛ عروة تابعي، وورد من حديث عروة عن عبد اللَّه بن الزبير، أخرجه النسائي (١١١٤٨)، والبزار (٢١٨٣)، وابن أبي حاتم في التفسير ٤/ ١١٨٥ (٦٦٨٠)، وابن جرير ٧/ ٥، والضياء في المختارة ٩/ (٢٨٤).

٣٩٤٠٥ - حدثنا علي بن مسهر عن الأجلح عن الشعبي قال: أتى رسول اللَّه ﷺ حين افتتح خيبر فقيل له: (١) قدم جعفر من عند النجاشي، قال: «ما أدري بأيهما أنا أفرح بقدوم جعفر أو بفتح خيبر»، ثم تلقاه
٤٢٢
فالتزمه وقبّل ما بين عينيه (٢).


(١) في [أ، ب، جـ، س]: زيادة (قد).
(٢) مرسل؛ الشعبي تابعي، وأخرجه ابن سعد ٤/ ٣٤، والطحاوي ٤/ ٢٨١، وابن أبي عاصم في الآحاد (٣٦٣)، والطبراني (١٤٦٩)، وورد من حديث الشعبي عن جابر، أخرجه الحاكم ٢/ ٦٨١، والبيهقي في الدلائل ٤/ ٢٤٦، كما ورد من حديث الشعبي عن عبد اللَّه بن جعفر عن أبيه، أخرجه الطبراني (١٤٧٨)، وابن قانع ١/ ١٥٢، والبيهقي في شعب الإيمان (٨٩٦٨).

٣٩٤٠٦ - حدثنا خالد بن مخلد قال: (حدثنا) (١) (عبد الرحمن) (٢) بن عبد العزيز قال: ثنا الزهري قال: حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي قال: دعا النجاشي جعفر بن أبي طالب وجمع له رؤوس النصارى (ثم) (٣) قال لجعفر: اقرأ عليهم ما معك من القرآن فقرأ عليهم: ﴿كهيعص﴾ [مريم: ١]، (ففاضت) (٤) أعينهم (فنزلت) (٥): ﴿تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ﴾ [المائدة: ٨٣] (٦).


(١) سقط من: [ب، س].
(٢) هكذا في [ق، هـ]، وفي بقية النسخ: (عبد الرحيم)، وقد سبق في عدد من المواطن رواية خالد بن مخلد عن عبد الرحمن بن عبد العزيز أولها برقم [٥٥٥].
(٣) سقط من: [جـ].
(٤) في [ي]: (فغاضب).
(٥) في [أ، ب]: (فنزل).
(٦) مرسل؛ أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث فقيه تابعي، وأخرجه أبو نعيم في الحلية ١/ ١١٧، وابن أبي حاتم في التفسير (٦٦٧٨).

٣٩٤٠٧ - حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن ابن سيرين أنه ذكر عنده عثمان بن عفان، قال (رجل) (١): إنهم يسبونه، قال: ويحهم يسبون رجلا دخل على النجاشي في نفر من أصحاب محمد ﷺ فكلهم أعطاه الفتنة غيره، قالوا: وما الفتنة
٤٢٣
التي أعطوها؟ قال: كان لا يدخل عليه أحد إلا أومأ إليه برأسه فأبى عثمان فقال: ما منعك أن تسجد كما سجد أصحابك؟ فقال: ما (كنت) (٢) لأسجد لأحد دون اللَّه (٣) (٤).


(١) سقط من: [س].
(٢) في [س]: (كتب).
(٣) في [أ، ب]: زيادة عز وجل.
(٤) مرسل؛ ابن سيرين تابعي، أخرجه ابن عساكر ٣٩/ ٣٣.

[٢٣] في غزوات النبي ﷺ (١) كم غزا


(١) في [ط، هـ]: عليه السلام.

٣٩٤٠٨ - (حدثنا أبو بكر قال) (١): حدثنا زيد بن (الحباب) (٢) قال: (حدثنا) (٣) (٤) حسين بن واقد قال: حدثنا عبد اللَّه بن بريدة عن أبيه أن رسول اللَّه ﷺ غزا تسع عشرة غزوة، قاتل في ثمان (٥).


(١) سقط من: [جـ، ق، ي].
(٢) في [أ، ب]: (الخباب).
(٣) سقط من: [ي].
(٤) في [ي]: زيادة (ابن).
(٥) حسن؛ حسين بن واقد صدوق، أخرجه مسلم (١٨١٤).

٣٩٤٠٩ - حدثنا زيد بن (الحباب) (١) قال: حدثني ليث بن سعد عن صفوان بن سليم الزهري عن أبي بسرة عن البراء بن عازب أن رسول اللَّه ﷺ غزا تسع (عشرة) (٢) غزوة (٣).


(١) في [أ، ب]: (الخباب).
(٢) في [أ، ب]: (عشر).
(٣) مجهول؛ لجهالة أبي بسرة، أخرجه أحمد ٤/ ٢٩٥ (١٨٦٠٥)، وابن سعد ٤/ ٣٦٨، وعبد الرزاق (٤٨١٧)، وورد بلفظ سفرة بدل غزوة عند أبي داود (١٢٢٢)، والترمذي (٥٥٠)، وابن خزيمة (١٢٥٣)، والبيهقي ٣/ ١٥٨.

٣٩٤١٠ - [حدثنا يحيى بن آدم قال: (حدثنا) (١) (زهير) (٢) عن أبي إسحاق عن زيد بن أرقم سمعه منه أن رسول اللَّه ﷺ غزا تسع عشرة (٣)، قال أبو إسحاق: فسألت زيد بن أرقم كم غزوت مع رسول اللَّه ﷺ؟ قال: سبع عشرة (٤).


(١) سقط من: [ي].
(٢) في [س، هـ، ي]: (وهيب).
(٣) سقط ما بين المعكوفين في: [س].
(٤) صحيح؛ أخرجه البخاري (٤٤٠٤)، ومسلم (١٢٥٤).

٣٩٤١١ - حدثنا عبيد اللَّه بن موسى قال: (أخبرنا) (١) إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء قال: غزوت مع النبي ﷺ خمس (عشرة) (٢) غزوة وأنا وعبد اللَّه بن عمر لِدة (٣).


(١) في [أ، ب، ي]: (أنبأنا).
(٢) في [أ، ب]: (عشر).
(٣) صحيح؛ أخرجه البخاري (٤٤٧٢)، وأحمد (١٨٥٨٦)، وقوله: (لدة) أي: في سن واحدة.

٣٩٤١٢ - حدثنا زيد بن حباب قال: حدثني حسين بن واقد قال: حدثني مطر الوراق عن قتادة أن رسول اللَّه ﷺ غزا تسع عشرة قاتل في ثمان: يوم بدر، ويوم أحد، ويوم الأحزاب، ويوم قديد، ويوم (خيبر) (١)، ويوم فتح مكة، ويوم ماء (لبني) (٢) المصطلق، ويوم حنين (٣).


(١) في [أ، ب]: (حنين).
(٢) في [هـ]: (بني).
(٣) مرسل؛ قتادة تابعي، أخرجه البيهقي في دلائل النبوة ٣/ ١٢٦.

[٢٤] غزوة بدر الأولى

٣٩٤١٣ - (حدثنا أبو بكر قال) (١): حدثنا أبو أسامة عن (مجالد) (٢) عن زياد بن علاقة عن سعد بن أبي وقاص (قال) (٣): لما قدم رسول اللَّه ﷺ المدينة جاءت (جهينة) (٤) فقالت: إنك قد نزلت بين أظهرنا فأوثق لنا حتى نأمنك و(تأمننا) (٥) فأوثق لهم، ولم يسلموا فبعثنا رسول اللَّه ﷺ في رجب ولا نكون مائة، وأمرنا أن نغير على حي من كنانة إلى جنب جهينة، قال: فأغرنا عليهم وكانوا كثيرا فلجأنا إلى جهينة (٦)، وقالوا: لم تقاتلون في الشهر الحرام؟ فقلنا: إنما نقاتل من أخرجنا من البلد الحرام في الشهر الحرام، (فقال) (٧) بعضنا لبعض: (ما ترون؟) (٨) (فقالوا) (٩): نأتي رسول اللَّه ﷺ فنخبره، وقال قوم: لا، بل نقيم هاهنا، وقلت أنا في أناس معي: لا، بل نأتي عير قريش هذه فنصيبها، فانطلقنا إلى العير، وكان الفيء إذ ذاك من أخذ شيئا فهو له، فانطلقنا إلى العير، وانطلق أصحابنا إلى النبي عليه الصلاة والسلام (١٠) فأخبروه الخبر، فقام غضبان محمرا لونه ووجهه، فقال: «ذهبتم من عندي جميعا وجئتم متفرقين، إنما أهلك من كان قبلكم الفرقة، لأبعثن عليكم
٤٢٦
رجلا ليس بخيركم، أصبركم على الجوع والعطش»، فبعث علينا عبد اللَّه بن جحش الأسدي فكان أول أمير في الإسلام (١١).


(١) سقط من: [جـ، ق، ي].
(٢) في [ب، س]: (مجاهد).
(٣) في [س]: تكررت.
(٤) في [س]: (الجهينة).
(٥) في [أ، ب]: (تأمنا).
(٦) في [ق، هـ]: زيادة (فمنعونا).
(٧) في [أ، ب]: (وقال).
(٨) سقط من: [أ، ب].
(٩) في [أ، ب]: (وقالوا).
(١٠) في [أ، ب، جـ، ي]: ﷺ.
(١١) ضعيف؛ لضعف مجالد، أخرجه البزار (١٢٤٠)، والبيهقي في دلائل النبوة ٣/ ١٤، والدورقي في مسند سعد (١٣١)، وعبد اللَّه وجادة في زيادات المسند (١٥٣٩).

٣٩٤١٤ - حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن سعيد عن قتادة في قوله: ﴿وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ﴾ [البقرة: ١٩١]، فأمر نبيه عليه الصلاة والسلام أن لا يقاتلوهم عند المسجد الحرام إلا أن يبدأوا فيه بقتال (ثم) (١) (نسختها) (٢): ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ﴾ [البقرة: ٢١٧]، (نسخها) (٣) هاتان الآيتان قوله: ﴿فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ﴾ [التوبة: ٥] (٤).


(١) سقط من: [هـ].
(٢) في [ي]: (نسخها).
(٣) في [أ، ب، جـ]: (نسختها).
(٤) ضعيف؛ سعيد اختلط، وأخرجه ابن جرير ٢/ ١٩٢، والنحاس في الناسخ ص ١١١.

[٢٥] غزوة بدر الكبرى (وما) (١) كانت، وأمرها


(١) في [ق، هـ]: (ومتى).

٣٩٤١٥ - (حدثنا أبو بكر قال) (١): حدثنا حاتم بن إسماعيل عن جعفر عن أبيه قال: (كانت) (٢) بدر لسبع عشرة من رمضان في يوم جمعة (٣).


(١) سقط من: [جـ، ق، ي].
(٢) في [ي]: (كاتب).
(٣) مرسل؛ أبو جعفر تابعي، أخرجه ابن سعد ٢/ ٢١، وأحمد في العلل ٣/ ٣٥٣.

٣٩٤١٦ - حدثنا عفان قال: حدثنا خالد بن عبد اللَّه قال: (أخبرنا) (١) عمرو بن يحيى عن (عمرو بن) (٢) عامر بن عبد اللَّه بن الزبير عن أبيه عن عامر بن ربيعة البدري قال: كانت بدر يوم الاثنين لسبع عشرة من رمضان (٣).


(١) في [أ، ي]: (أنبأنا).
(٢) سقط من: [ط، ق، هـ].
(٣) مضطرب؛ فقد ورد مرة: (عن عمرو بن يحيى عن عمرو بن عامر)، ومرة: (عن عامر)، ومرة: (عن عامر بن ربيعة)، ومرة: (عن عامر بن عبد اللَّه)، أخرجه من مسند عامر بن ربيعة مسدد كما في المطالب العالية (٤٢٤٤)، وابن سعد ٢/ ٢٠، والبيهقي في الدلائل ٣/ ١٢٨، وابن عساكر ٢٥/ ٣٢٤، وأخرجه من مسند عامر بن عبد اللَّه: ابن الأثير في أسد الغابة ٣/ ١٢٧، والضياء ٨/ (٢٢٢)، والطبراني كما في الإصابة ٢/ ٢٤٥.

٣٩٤١٧ - حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عبد اللَّه قال: قال: تحروها (لإحدى) (١) عشرة تبقى: صبيحة بدر (٢).


(١) في [أ]: (بإحدى).
(٢) صحيح؛ أخرجه الحاكم ٢/ ٢٣، والبيهقي في دلائل النبوة ٣/ ١٢٨، وبنحوه سعيد بن منصور ٢/ (٩٩٥).

٣٩٤١٨ - حدثنا (الفضل) (١) بن دكين قال: حدثنا (عمر) (٢) بن (شيبة) (٣) قال: سألت أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام: أي ليلة كانت ليلة بدر؟ فقال: هي ليلة (الجمعة) (٤) لسبع عشرة ليلة مضت من رمضان (٥).


(١) في [ط، هـ]: (الفضيل).
(٢) في [أ، ب، جـ، س، ط، هـ]: (عمرو).
(٣) في [ط، هـ]: (شبة)؛ وزاد بعدها من طبقات ابن سعد ٢/ ٢١: (عن الزهري)، وعمر بن شيبة بن قارض يحدث عن أبي بكر بن عبد الرحمن كما تقدم في كتاب الصلاة باب ليلة القدر برقم [٨٩١٨].
(٤) في [أ، ب]: (الجمع).
(٥) مرسل؛ أبو بكر تابعي، أخرجه ابن سعد ٢/ ٢١.

٣٩٤١٩ - حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن زكريا عن عامر قال: إن بدرا إنما كانت (بئرا) (١) لرجل (يدعى) (٢) بدرا.


(١) في [أ، ب]: (بين).
(٢) في [أ، ب، س]: (يرعى).

٣٩٤٢٠ - حدثنا وكيع عن (سفيان عن) (١) (ابن) (٢) (خثيم) (٣) عن مجاهد قال: لم تقاتل الملائكة إلا يوم بدر (٤).


(١) سقط من: [أ، ب].
(٢) سقط من: [أ، ب].
(٣) في [أ، ب، س]: (خيثم).
(٤) مرسل؛ مجاهد تابعي.

٣٩٤٢١ - حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن مسعر عن (أبي) (١) عون عن أبي صالح الحنفي عن علي قال: قيل لأبي بكر الصديق و(لي) (٢) يوم بدر: مع أحدكما جبريل ومع الآخر ميكائيل، وإسرافيل ملك عظيم يشهد القتال أو يقف في الصف (٣).


(١) في [أ]: (ابن).
(٢) في [ط، هـ]: (علي).
(٣) صحيح؛ أخرجه أحمد (١٢٥٧)، وابن سعد ٣/ ١٧٥، وأبو يعلى (٣٤٠)، والحاكم ٣/ ١٣٤، والبزار (٧٢٩)، وابن أبي عاصم في السنة (١٢١٧).

٣٩٤٢٢ - حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن محمد بن عمرو الليثي عن (١) جده قال: (خرج) (٢) رسول اللَّه ﷺ إلى بدر حتى إذا كان بالروحاء (خطب الناس) (٣)
٤٢٩
فقال: «كيف ترون؟» [قال أبو بكر: يا رسول اللَّه (بلغنا) (٤) أنهم بكذا وكذا، قال: ثم خطب الناس فقال: «كيف ترون؟»] (٥) فقال عمر مثل قول أبي بكر ثم خطب فقال: «ما ترون؟» فقال سعد بن معاذ: إيانا تريد، فوالذي أكرمك (٦) وأنزل عليك الكتاب ما سلكتُها قط ولا لي بها علم، (ولئن) (٧) سرت حتى تأتي برك الغماد من ذي يمن لنسيرنّ معك، ولا نكون (كالذين) (٨) قالوا لموسى من بني إسرائيل: ﴿(اذْهَبْ) أنت وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ﴾ [المائدة: ٢٤]، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما متبعون، ولعلك أن تكون خرجت لأمر وأحدث اللَّه (٩) غيره (فانظر) (١٠) (١١) الذي أحدث اللَّه إليك فامض له، (فحل) (١٢) (حبال) (١٣) من شئت، واقطع حبال من (شئت) (١٤)، وسالم من شئت، وعاد من شئت، وخذ من أموالنا ما شئت، فنزل القرآن على (قول) (١٥) سعد: ﴿كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ (وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (١٦)
٤٣٠
(لَكَارِهُونَ) (١٧)﴾ إلى قوله: ﴿(وَيَقْطَعَ) (١٨) دَابِرَ الْكَافِرِينَ﴾ [الأنفال: ٥ و٧]، وإنما خرج رسول اللَّه ﷺ يريد غنيمة (ما) (١٩) مع أبي سفيان فأحدث اللَّه (لنبيه) (٢٠) القتال (٢١).


(١) في الدر المنثور ٤/ ١٥، وتفسير ابن كثير ٢/ ٢٨٨، والبداية والنهاية ٣/ ٢٦٤ زيادة: (عن أبيه).
(٢) في [أ، ب]: (جزم).
(٣) سقط من: [أ، ب].
(٤) سقط من: [أ، ب].
(٥) سقط ما بين المعكوفين في: [جـ].
(٦) في [جـ]: زيادة (بالحق).
(٧) في [أ، ب]: (ولين).
(٨) في [س]: (كالذي).
(٩) في [هـ]: زيادة (إليك).
(١٠) في [ب]: (أنظر).
(١١) في [أ، ب]: زيادة (إلى).
(١٢) في [ق، هـ]: (فصل).
(١٣) في [ي]: (جبال).
(١٤) في [هـ]: (جئت).
(١٥) في [ق]: (قوله).
(١٦) سقط من: [أ، ب].
(١٧) سقط من: [أ، ب، ط، هـ].
(١٨) في [س]: (وليقطع).
(١٩) سقط من: [س].
(٢٠) في [هـ]: (إليه).
(٢١) مرسل؛ علقمة بن وقاص جد محمد تابعي.

٣٩٤٢٣ - حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن داود عن عكرمة عن ابن عباس قال: لما كان يوم بدر قال رسول اللَّه ﷺ: «من صنع كذا وكذا «فله) (١) كذا وكذا) (٢)»، قال: (فتسارع) (٣) (٤) (شبان) (٥) الرجال، وبقيت الشيوخ تحت الرايات، فلما كانت الغنائم جاؤوا يطلبون الذي جعل لهم، فقال الشيوخ: لا تستأثرون علينا فإنا كلنا (ردءكم) (٦) وكنا تحت الرايات، ولو انكشفتم انكشفتم إلينا، فتنازعوا فأنزل اللَّه: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ﴾ إلى قوله: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ (٧).


(١) في [أ، ب]: (وله).
(٢) سقط من: [س].
(٣) في [أ، ب، جـ، س، ي]: (تسارع).
(٤) في [هـ]: زيادة (في ذلك)، وفي [س، ع]: زيادة (في).
(٥) في [أ، ب]: (سنان).
(٦) في [أ، ب]: (ردائكم).
(٧) فيه ضعف؛ داود بن الحصين ثقة إلا في عكرمة، أخرجه أبو داود (٢٧٣٧)، والنسائي (١١١٩٧)، وابن حبان (٥٠٩٣)، والطحاوي ٣/ ٢٣٢، والحاكم ٢/ ١٣١، والبيهقي في دلائل النبوة ٣/ ١٣٥، وابن جرير ٩/ ١٧٢، وبنحوه عبد الرزاق (٩٤٨٣)، وأبو نعيم في الحلية ٧/ ١٠٢، وابن عساكر ٢٠/ ٢٥٠.

٣٩٤٢٤ - حدثنا عبد الأعلى عن داود (عن علي) (١) بن أبي طلحة عن ابن عباس: ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ﴾، قال: كان ذلك يوم بدر قالوا: ﴿نَحْنُ جَمِيعٌ (مُنْتَصِرٌ) (٢)﴾ [القمر: ٤٤، ٤٥]! فنزلت هذه الآية (٣).


(١) سقط من: [أ، ب].
(٢) في [س]: (منقر).
(٣) منقطع؛ علي بن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس، أخرجه ابن جرير ٢٧/ ١٠٩.

٣٩٤٢٥ - حدثنا وكيع عن أبي جعفر عن (١) الربيع عن أبي العالية: ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾، قال: يوم بدر.


(١) في [ص]: زيادة (أبي).

٣٩٤٢٦ - حدثنا عبد الأعلى عن داود عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: ﴿حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ﴾ [المؤمنون: ٧٧]، قال: (ذاك) (١) يوم بدر (٢).


(١) في [س]: (ذلك).
(٢) منقطع؛ ابن أبي طلحة لم يسمع ابن عباس، أخرجه ابن جرير ١٨/ ٤٥.

٣٩٤٢٧ - (حدثنا ابن علية عن أيوب عن عكرمة أن النبي ﷺ كان يثب في الدرع يوم بدر) (١)، ويقول: «هزم الجمع، هزم الجمع» (٢).


(١) سقط من: [س].
(٢) مرسل؛ عكرمة تابعي، وأخرجه ابن جرير ٢٧/ ١٠٩، وورد من حديث عكرمة عن ابن عباس، أخرجه البخاري (٢٩١٥ و٤٨٧٥)، وأحمد ١/ ٣٢٩.

٣٩٤٢٨ - حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن حارثة بن مُضَرِّب عن علي قال: لقد رأيتنا يوم بدر ونحن نلوذ برسول اللَّه ﷺ وهو أقربنا إلى (العدو) (١) (٢).


(١) في [أ، ب]: (العدس).
(٢) صحيح؛ أخرجه أحمد (٦٥٤)، وأبو يعلى (٤١٢)، والنسائي في الكبرى (٨٦٣٩).

٣٩٤٢٩ - حدثنا الثقفي عن خالد عن عكرمة أن رسول اللَّه ﷺ قال يوم بدر: «هذا جبريل آخذ برأس فرسه عليه أداة الحرب» (١).


(١) مرسل؛ عكرمة تابعي، وورد من حديث عكرمة عن ابن عباس، أخرجه البخاري (٣٩٩٥).

٣٩٤٣٠ - حدثنا أبو أسامة عن ابن عون عن عمير بن إسحاق قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «تسوموا فإن الملائكة (قد) (١) (تسومت) (٢)»، قال: فهو أول يوم وضع الصوف (٣).


(١) سقط من: [ب].
(٢) في [جـ]: (سومت).
(٣) مرسل؛ عمير تابعي، إخرجه ابن جرير ٤/ ٨٢.

٣٩٤٣١ - حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب العبدي عن علي قال: كان سيما أصحاب رسول اللَّه ﷺ (يوم بدر) (١) الصوف الأبيض (٢).


(١) سقط من: [أ، ب].
(٢) صحيح؛ أخرجه النسائي (٨٦٤٠)، والبيهقي في الشعب (٦١٥٨).

٣٩٤٣٢ - حدثنا محمد بن فضيل عن داود بن أبي هند عن عامر قال: لما كان يوم بدر تحدث المسلمون أن كُرْز بن جابر يمد المشركين، فشق ذلك على المسلمين فنزلت: ﴿(بَلَى) (١) إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ﴾ [آل عمران: ١٢٥]، يقول: إن أمدهم كرز أمددتكم بهؤلاء الملائكة فلم يمددهم كرز بشيء (٢).


(١) سقط من: [س، ي].
(٢) مرسل؛ عامر الشعبي تابعي، أخرجه ابن أبي حاتم في التفسير ٣/ ٧٥٢ (٤٠٥٩).

٣٩٤٣٣ - حدثنا محمد بن أبي عدي عن داود عن الشعبي وسعيد بن المسيب: ﴿وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ﴾ [الأنفال: ١١]، قالا: طش يوم بدر.

٣٩٤٣٤ - حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: كنت (أميح) (١) أصحابي الماء يوم بدر (٢).


(١) قيل: لم يجعل في سهم من الغنيمة كما في تصحيفات المحدثين ١/ ١٩٧، والروض الأنف ٣/ ١٦٧، والنهاية ٤/ ٣٦٥، وقيل معناه كنت أسقيهم كما في سنن البيهقي ٩/ ٣١، وفي [أ، ب، ط، هـ]: (أمنح).
(٢) معلول؛ قال الواقدي وابن عبد البر بأن جابر بن عبد اللَّه لم يشهد غزوة بدر منعه أبوه، وقال البخاري: حضر ولم يشارك في القتال، والحديث أخرجه أبو داود (٢٧٣١)، وأحمد في العلل ٢/ ٤١١، والبخاري في التاريخ الكبير ٢/ ٢٠٧، وسعيد بن منصور ١/ (٢٤٦٦)، والبيهقي ٩/ ٣١، وابن ماكولا في تهذيب مستمر الأوهام ص ٥٧، وابن عساكر ١١/ ٢١٦، وانظر: تهذيب الكمال ٤/ ٤٤٨، والإصابة ١/ ٤٣٤، والمعارف لابن قتيبة ص ٦٩٧.

٣٩٤٣٥ - حدثنا وكيع (قال) (١): حدثنا الأعمش عن أبي (الضحى) (٢) عن مسروق عن عبد اللَّه: ﴿يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى﴾ [الدخان: ١٦]، قال: يوم بدر (٣).


(١) سقط من: [جـ، ق].
(٢) في [أ، ب، جـ، س، ي]: (الضحا).
(٣) صحيح؛ أخرجه البخاري (١٠٠٧)، ومسلم (٢٧٩٨).

٣٩٤٣٦ - حدثنا يزيد بن هارون عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن عبد اللَّه بن ثعلبة بن (صُعَيْر) (١) (العذري) (٢) أن أبا جهل قال يوم بدر: اللهم أقطعنا للرحم وآتانا بما لا (يعرف) (٣) فأحنه الغداة، قال: فكان ذلك استفتاحا منه فنزلت
٤٣٤
هذه الآية: ﴿إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ﴾ الآية [الأنفال: ١٩] (٤).


(١) في [أ، ب]: (صغير).
(٢) في [ب]: (العبدي).
(٣) في [س]: (نعرف).
(٤) حسن؛ صرح ابن إسحاق وهو صدوق بالسماع عند أحمد، أخرجه أحمد (٢٣٦٦١)، والحاكم ٢/ ٣٢٨، والنسائي في الكبرى (١١٢٠١)، وابن أبي عاصم في الآحاد (٦٣١)، وابن هشام ٢/ ٢٨٠، والبيهقي في دلائل النبوة.

٣٩٤٣٧ - حدثنا أبو أسامة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن عبد اللَّه بن مسعود أنه أتى أبا جهل يوم بدر وبه رمق قال: (قد) (١) أخزاك (اللَّه) (٢)، قال: هل أعمد من رجل قتلتموه (٣).


(١) سقط من: [هـ].
(٢) سقط من: [أ، ب].
(٣) صحيح؛ أخرجه البخاري (٣٩٦١)، والبزار (١٨٩٥).

٣٩٤٣٨ - حدثنا يزيد بن هارون عن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن جده عن عبد الرحمن بن عوف قال: إني لفي الصف يوم بدر، فالتفت عن يميني وعن شمالي فإذا غلامان حديثا السن، فكرهت مكانهما فقال لي أحدهما سرا من صاحبه: أي عم، أرني أبا جهل، قال: قلت: ما تريد منه؟ قال: إني جعلت للَّه علي إن رأيته أن أقتله، قال: فقال الآخر أيضا سرا من صاحبه: أي عم أرني أبا جهل قال: قلت: وما تريد منه؟ قال: (١) جعلت للَّه علي إن رأيته أن أقتله، قال: فما سرني بمكانهما غيرهما، قال: قلت: هو ذاك، قال: (و) (٢) أشرت لهما إليه فابتدراه وإنهما صقران وهما -ابنا عفراء- حتى ضرباه (٣).


(١) في [ق]: زيادة (إني).
(٢) سقط من: [ق، هـ].
(٣) صحيح؛ أخرجه البخاري (٣١٤١)، ومسلم (١٧٥٢).

٣٩٤٣٩ - حدثنا جعفر بن عون عن سفيان عن أبي إسحاق عن عمرو (بن) (١) ميمون عن عبد اللَّه أن النبي ﷺ كان يقول: «اللهم عليك بقريش -ثلاثًا- بأبي جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وأمية بن خلف وعقبة بن أبي (معيط) (٢)»، قال: قال عبد اللَّه: فلقد رأيتهم قتلى في قليب بدر (٣) (٤).


(١) سقط من: [س].
(٢) في [أ، ب]: (مغيط).
(٣) في [أ، ب]: زيادة (في بير ما).
(٤) صحيح؛ جعفر ثقة، وأخرجه البخاري (٢٤٠)، ومسلم (١٧٩٤).

٣٩٤٤٠ - حدثنا يزيد بن هارون عن جرير بن حازم عن أخيه يزيد بن حازم عن عكرمة مولى ابن عباس قال: لا نزل المسلمون بدرا وأقبل المشركون (نظر) (١) رسول اللَّه ﷺ إلى عتبة بن ربيعة وهو على جمل له أحمر، فقال: «إن يك عند أحد من القوم خير فعند صاحب الجمل الأحمر، إن يطيعوه يرشدوا»، فقال عتبة: أطيعوني ولا تقاتلوا هؤلاء القوم، فإنكم إن فعلتم لم يزل (ذاك) (٢) في قلوبكم، ينظر الرجل إلى قاتل أخيه وقاتل أبيه، (فاجعلوا) (٣) (فيّ جبنها) (٤) وارجعوا، قال: (فبلغت) (٥) أبا جهل فقال: انتفخ واللَّه سَحْرُةُ حيث رأى محمدا (٦) وأصحابه، واللَّه ما ذاك به، وإنما ذاك لأن ابنه معهم، وقد علم أن محمدا وأصحابه أكْلَةُ جزور لو قد التقينا، قال:
٤٣٦
فقال عتبة: (سيعلم) (٧) مُصَفِّر اسْتِهِ (من) (٨) الجبان المفسد لقومه، أما واللَّه إني لأرى تحت القَشْع قوما لَيَضْرِبُنَّكُمْ ضربا (٩) يدعون لكم البقيع، أما ترون كأن رؤوسهم رؤوس الأفاعي، وكأن وجوههم السيوف، قال: ثم دعا أخاه وابنه ومشى بينهما حتى إذا (فصل (١٠) من الصف دعا إلى المبارزة (١١).


(١) في [أ، ب، ي]: (نزل).
(٢) في [س]: (ذلك).
(٣) في [أ، ب]: (فارجعوا).
(٤) في [ق، هـ]: (إلى جنبها).
(٥) في [أ، ب]: (فبلغ).
(٦) في [جـ، ي]: زيادة ﷺ.
(٧) سقط من: [س].
(٨) في [س]: (عن).
(٩) في [جـ، ق]: زيادة (ما).
(١٠) في [ي]: (نصل)، وفي [ب، م]: (اتصل)، وفي [أ]: (تصل).
(١١) مرسل؛ عكرمة تابعي.

٣٩٤٤١ - حدثنا عبيد اللَّه بن موسى قال: (أخبرنا) (١) إسرائيل عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب عن علي قال: لما قدمنا المدينة فأصبنا من ثمارها اجتويناها وأصابنا وعكٌ، وكان رسول اللَّه ﷺ يتخبر عن بدر.

قال: فلما بلغنا أن المشركين قد (أقبلوا) (٢) سار رسول اللَّه ﷺ إلى بدر، وبدر: بئر، فسبقنا المشركين إليها فوجدنا فيها رجلين منهم: رجل من قريش ومولى لعقبة بن أبي (معيط) (٣)، فأما القرشي فانفلت (٤)، وأما المولى فأخذناه، فجعلنا نقول له: كم القوم؟ فيقول: هم -واللَّه- كثير عددهم، شديد بأسهم، فجعل المسلمون إذا قال (ذاك) (٥) (ضربوه) (٦) حتى انتهوا به إلى رسول اللَّه ﷺ
٤٣٧
فقال له: «كم القوم؟» فقال: هم واللَّه كثير عددهم، شديد بأسهم، فجهد (القومُ) (٧) على أن يخبرهم كم هم؟ فأبى.

ثم إن رسول اللَّه ﷺ (سأله) (٨): «كم (ينحرون؟) (٩)» فقال: عشرا كل يوم، فقال رسول اللَّه ﷺ: «القوم ألف كل جزور لمائة وتبعها».

ثم إنه أصابنا من الليل طش من مطر، فانطلقنا تحت (الشجرة) (١٠) (الحجف) (١١) نستظل تحتها من المطر، قال: وبات رسول اللَّه ﷺ ليلتئذ يدعو ربه.

فلما طلع الفجرُ نادى: «الصلاة عباد اللَّه»، فجاء الناس من تحت الشجر و(الحجف) (١٢) فصلى بنا رسول اللَّه ﷺ وحرض (١٣) على القتال ثم قال: «إن جمع قريش عند هذه (الضلعة) (١٤) الحمراء من الجبل».

فلما أن دنا القوم منا وصاففناهم إذا رجل منهم على جمل أحمر يسير في القوم (فقال رسول اللَّه ﷺ: «يا علي ناد لي حمزة») (١٥)، وكان أقربهم إلى المشركين، «من صاحبُ الجمل الأحمر؟ وما (يقول) (١٦) لهم»، ثم قال (لهم) (١٧) رسول اللَّه ﷺ: «إن يك في القوم أحد فعسى أن يكون صاحب الجمل الأحمر».
٤٣٨
فجاء حمزة فقال: هو عتبة بن ربيعة وهو ينهى عن القتال ويقول لهم: يا قوم إني أرى قوما (مستميتين) (١٨) لا تصلون إليهم وفيكم (خير) (١٩)، يا قوم اعصبوا اللوم برأسي وقولوا: جبن عتبة، (وقد) (٢٠) علمتم أني لست بأجبنكم، فسمع ذلك أبو جهل فقال: أنت تقول هذا، لو غيرك قال هذا (أعضضته) (٢١) لقد (ملئت رئتك) (٢٢) وجوفك (رعبا) (٢٣)، فقال عتبة: إياي تعيريا مُصفِّرَ اسْتِهِ، ستعلم اليوم إيُنا أجبن.

قال: فبرز عتبة وأخوه شيبة وابنه الوليد حمية فقالوا: من يبارز، فخرج فتية من الأنصار ستة، فقال عتبة: لا يزيد هؤلاء، ولكن يبارزنا من بني عمنا من بني عبد المطلب، قال: فقال رسول اللَّه ﷺ: «قم يا علي، قم يا حمزة، قم يا عبيدة بن الحارث»، فقتل (اللَّه) (٢٤) عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة، وجرح عبيدة بن الحارث، فقتلنا منهم سبعين وأسرنا (٢٥) سبعين.

(قال) (٢٦): فجاء رجل من الأنصار قصيرٌ بالعباس أسيرا، فقال العباس: إن هذا واللَّه ما أسرني، لقد (أسرني) (٢٧) رجل أجلح من أحسن الناس وجها على
٤٣٩
فرس أبلق، ما أراه في القوم فقال الأنصاري: أنا أسرته يا رسول اللَّه، فقال له: «اسكت لقد أيدك اللَّه بملك كريم»، (قال علي) (٢٨): فأسر من بني عبد المطلب: العباس، وعقيل، ونوفل بن الحارث (٢٩).


(١) في [أ، ب، ي]: (أنبأنا).
(٢) في [أ، ب]: (اقتتلوا).
(٣) في [أ، ب]: (مغيط).
(٤) في [ق، هـ]: زيادة (إليها).
(٥) في [س]: (ذلك).
(٦) في [جـ]: (ضربوا).
(٧) في [هـ]: (النبي ﷺ).
(٨) سقط من: [س].
(٩) في [س]: (ينجرون).
(١٠) في [أ، ب]: (الشجر).
(١١) في [س]: (الححف)، وفي [هـ]: (الجحف).
(١٢) في [س]: (الححف)، وفي [هـ]: (الجحف).
(١٣) في [أ، ب]: زيادة (نيا).
(١٤) في [أ، ب، ط]: (الصلعة).
(١٥) هكذا في [هـ]، وسقط في بقية النسخ.
(١٦) في [س]: (تقول).
(١٧) سقط من: [س].
(١٨) في [س]: (مستمينين).
(١٩) في [ي]: (خبر).
(٢٠) في [جـ]: بياض.
(٢١) في [س]: (أعضفته).
(٢٢) في [أ، ب]: (مليت رويتك)، وفي [س]: (روئتك).
(٢٣) في [جـ]: (رعبة).
(٢٤) في [س]: (إله).
(٢٥) في [أ، ب]: زيادة (منهم).
(٢٦) في [س]: (فقال).
(٢٧) سقط من: [س].
(٢٨) سقط من: [س].
(٢٩) صحيح؛ أخرجه أحمد (٩٤٨)، وأبو داود (٢٦٦٥)، والبزار (٧١٩)، والبيهقي ٣/ ٢٧٦، والطبري في تاريخه ٢/ ٤٢٤، وابن عساكر ٣٨/ ٢٤٨.

٣٩٤٤٢ - حدثنا وكيع قال: حدثنا إسرائيل عن سماك عن مصعب بن سعد عن أبيه قال: أصبت سيفا يوم بدر فأعجبني فقلت: يا رسول اللَّه هبه لي، فنزلت: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ﴾ الآية (١).


(١) حسن؛ سماك صدوق، أخرجه مسلم (١٧٤٨)، وأحمد (١٥٦٧)، وتقدم ١٢/ ٣٧٠ برقم [٣٥٢٩٦].

٣٩٤٤٣ - حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري أن أبا جهل هو الذي استفتح يوم بدر فقال: اللهم أينا كان أفجر بك وأقطع لرحمه فأحنه اليوم فأنزل اللَّه: ﴿إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ (الْفَتْحُ) (١)﴾ (٢).


(١) سقط من: [س].
(٢) مرسل؛ الزهري تابعي، وأخرجه عبد الرزاق (٩٧٢٥)، وابن جرير ٩/ ٢٠٧، وقد ورد من طريق الزهري عن عبد اللَّه بن ثعلبة بن صعير كما تقدم ١٤/ ٣٥٩ [٣٩٤٣٦].

٣٩٤٤٤ - حدثنا الفضل بن دكين قال: حدثنا يونس بن (أبي) (١) إسحاق عن العيزار بن حريث قال: نادى منادي رسول اللَّه ﷺ يوم بدر: ليس لأحد من القوم -يعني أمانا- إلا أبا البختري، فمن كان (أسره) (٢) فليخل سبيله، فإن رسول اللَّه ﷺ قد أمنه، فوجدوه قد قتل (٣).


(١) سقط من: [أ، ب].
(٢) في [جـ]: (أسيره).
(٣) مرسل؛ العيزار تابعي، وأخرجه ابن سعد ٢/ ٢٣.

٣٩٤٤٥ - حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي هاشم الواسطي عن أبي مجلز عن قيس بن عباد قال: سمعت أبا ذر يقسم لنزلت هؤلاء الآيات في هؤلاء الرهط الستة يوم بدر: علي وحمزة وعبيدة بن الحارث، وعتبة وشيبة (ابني) (١) ربيعة والوليد بن (عتبة) (٢) ﴿هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ﴾ [الحج: ١٩] (٣).


(١) في [ق]: (ابن).
(٢) في [أ، ب]: (عبيد).
(٣) صحيح؛ أخرجه البخاري (٣٩٦٨)، ومسلم (٣٠٣٣).

٣٩٤٤٦ - حدثنا قراد أبو نوح قال: حدثنا عكرمة بن عمار العجلي قال: حدثنا سماك الحنفي أبو زميل قال: حدثنا ابن عباس قال: حدثني عمر بن الخطاب قال: لما كان يوم بدر نظر رسول اللَّه ﷺ إلى أصحابه وهم ثلاثمائة ونيف، ونظر إلى المشركين فإذا هم ألف وزيادة، فاستقبل النبي ﷺ القبلة ثم مد يديه وعليه رداؤه وإزاره، ثم قال: «اللهم (أين) (١) ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض أبدا».

قال: فما زال يستغيث ربه ويدعوه حتى سقط رداؤه فأتاه أبو بكر قال: فأخذ رداءه فرداه ثم التزمه من ورائه ثم قال: يا نبي اللَّه كفاك مُناشدتُك ربَّك، فإنه سينجز لك ما وعدك، فأنزل اللَّه: ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ﴾ [الأنفال: ٩].

فلما كان يومئذ والتقوا، هزم اللَّه المشركين فقتل منهم سبعون رجلا، (وأسر منهم سبعون رجلا) (٢)، فاستشار رسول اللَّه ﷺ أبا بكر وعمر وعليا، فقال أبو بكر: يا نبي اللَّه، هؤلاء بنو العم والعشيرة والإخوان، فإني أرى أن تأخذ منهم الفدية، فيكون ما أخذنا منهم قوة على الكفار، وعسى اللَّه أن يهديهم فيكونوا لنا عضدا،
٤٤١
فقال رسول اللَّه ﷺ: «ما ترى يا ابن الخطاب؟» قلت: واللَّه ما أرى الذي رأى أبو بكر، ولكن أرى أن تمكنني من فلان -قريبا لعمر- فأضرب عنقه، وتمكن عليا من عقيل فيضرب عنقه، وتمكن حمزة من أخيه فلان فيضرب عنقه، حتى يعلم اللَّه أنه ليس في قلوبنا هوادةٌ للمشركين، هؤلاء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم، فهوى نبي اللَّه ﷺ ما قال أبو بكر، ولم يهو ما قلت فأخذ منهم الفداء.

فلما كان من الغد قال عمر: غدوت إلى النبي ﷺ فإذا هو (قاعد) (٣) وأبو بكر يبكيان، قال: قلت: (يا رسول) (٤) اللَّه (٥) أخبرني ماذا يبكيك أنت وصاحبك؟ فإن وجدت بكاء بكيت، وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما، فقال النبي ﷺ: «الذي عرض على أصحابكم من الفداء، لقد عرض عليّ عذابكم أدنى من هذه الشجرة» -لشجرة قريبة وأنزل اللَّه: ﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا. .﴾ إلى قوله: ﴿لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ (من الفداء) (٦) (عَذَابٌ) (٧) عَظِيمٌ﴾ [الأنفال: ٦٨، ٦٨]، ثم أحل لهم الغنائم، فلما كان يوم أحد من العام المقبل (عرفوا) (٨) بما صنعوا يوم بدر من أخذهم الفداء فقتل منهم سبعون، وفر أصحاب النبي ﷺ (٩) (عن النبي ﷺ) (١٠) وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه وسأل الدم على وجهه وأنزل اللَّه: ﴿أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [آل عمران: ١٦٥]
٤٤٢
بأخذكم الفداء (١١).


(١) في [ق، هـ]: (أنجز لي).
(٢) سقط من: [أ، ب].
(٣) في [أ]: (فلعد).
(٤) في [جـ]: (برسول اللَّه).
(٥) في [هـ]: زيادة ﷺ.
(٦) سقط من: [هـ].
(٧) سقط من: [ب].
(٨) في [ق، هـ]: (عوقبوا).
(٩) في [س]: عليه الصلاة والسلام.
(١٠) سقط من: [ق، هـ].
(١١) صحيح؛ أخرجه مسلم (١٧٦٣)، وأحمد (٢٠٨)، وسبق بعضه ١٠/ ٣٥٠ برقم [٣١٥٦٢].

٣٩٤٤٧ - حدثنا عبدة بن سليمان عن هشام عن أبيه أن رقية بنت رسول اللَّه ﷺ توفيت، (فخرج) (١) النبي عليه الصلاة والسلام (٢) إلى بدر وهي امرأة عثمان، فتخلف عثمان وأسامة بن زيد يومئذ، فبينما هم يدفنونها إذ سمع عثمان تكبيرا، فقال: يا أسامة، انظر ما هذا التكبير؟ فنظر فإذا هو زيد بن حارثة على ناقة رسول اللَّه ﷺ الجدعاء يبشر بقتل أهل بدر من المشركين، فقال المنافقون: لا واللَّه ما هذا بشيء، ما هذا إلا الباطل، حتى (جيء) (٣) بهم مصفدين مغللين (٤).


(١) في [س]: بياض.
(٢) في [أ، ب، جـ، ي]: ﷺ.
(٣) في [ق]: (أتي).
(٤) مرسل؛ عروة تابعي، وأخرجه الحاكم ٤/ ٤٧، والبخاري في التاريخ الأوسط ١/ ١٨، وابن شبه في تاريخ المدينة (٣٢١)، وأخرجه البيهقي ٩/ ١٧٤ من حديث عروة عن أسامة بن زيد.

٣٩٤٤٨ - حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن أشعث عن ابن سيرين عن عبيدة السلماني قال: أسر يوم بدر من المشركين سبعون رجلا، وقتل (منهم) (١) سبعون، فجمع رسول اللَّه ﷺ الأنصار فخيرهم فقال: «ما شئتم إن شئتم اقتلوهم، ويقتل منكم عدتهم، وإن شئتم أخذتم فداءهم فتقويتم به في سبيل اللَّه»، قالوا: يا رسول اللَّه نأخذ الفداء نتقوى به في سبيل اللَّه ويقتل منا عدتهم، (قال: فقتل منهم عدتهم) (٢) يوم أحد (٣).


(١) سقط من: [ق].
(٢) سقط من: [أ، ب].
(٣) مرسل ضعيف؛ عبيدة تابعي، وأشعث ضعيف، أخرجه عبد الرزاق (٩٤٠٢)، وابن سعد ٢/ ٢٢، وابن جرير في التفسير ٤٦/ ١٠ و٤/ ١٦٦.

٣٩٤٤٩ - حدثنا أبو داود (الحفري) (١) عن ابن أبي زائدة عن سفيان عن هشام عن بن سيرين عن (عبيدة) (٢) عن علي عن النبي عليه الصلاة والسلام (٣) بنحو حديث عبد الرحيم (٤).


(١) في [س]: (الحضري).
(٢) في [جـ]: (عبدة).
(٣) في [أ، ب، جـ، ي]: ﷺ.
(٤) صحيح؛ أخرجه الترمذي (١٥٦٧)، والنسائي (٨٦٦٢)، وابن حبان (٤٧٩٥)، وابن سعد ٢/ ٢٢، والدارقطني في العلل ٤/ ٣٢، والضياء في المختارة ٢/ (٦٢٣).

٣٩٤٥٠ - حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا الأعمش عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع قال: كان أبو بكر مع رسول اللَّه ﷺ يوم بدر على (العريش) (١)، قال: فجعل النبي عليه الصلاة والسلام (٢) يدعو يقول: «اللهم انصر هذه العصابة فإنك إن لم تفعل لم تعبد في الأرض»، فقال أبو بكر: (٣) بعض مناشدتك ربك فواللَّه لينجزن (لك) (٤) الذي وعدك (٥).


(١) في [أ، ط، هـ]: (العرش).
(٢) في [أ، ب، جـ، ي]: ﷺ.
(٣) في [ب، س]: زيادة (خل).
(٤) سقط من: [أ، ب].
(٥) مرسل؛ زيد تابعي، وأخرجه ابن جرير في التفسير ٩/ ١٩٠.

٣٩٤٥١ - حدثنا يزيد بن هارون قال: (أخبرنا) (١) محمد بن إسحاق عن عبد اللَّه ابن أبي بكر عن يحيى بن (عبد اللَّه بن عبد الرحمن) (٢) بن (أسعد) (٣) بن زرارة قال: قدم بأسارى بدر، وسودة بنت زمعة زوج النبي عليه الصلاة والسلام (٤)
٤٤٤
عند آل عفراء في (مناحتهم) (٥) على (عوف) (٦) ومعوذ ابني عفراء، وذلك قبل أن يضرب عليهنّ الحجاب، قالت: قدم بالأسارى فأتيت منزلي، فإذا أنا بسهيل بن عمرو في ناحية الحجوة، مجموعة يداه إلى عنقه، فلما رأيته ما ملكت نفسي (أن قلت:) (٧) أبا يزيد أعطيتم بأيديكم، ألا متم كراما؟ قالت: فواللَّه ما (نبهني) (٨) إلا قول رسول اللَّه ﷺ من داخل البيت: «أي سودة، أعلى اللَّه (وعلى) (٩) رسوله؟» قلت: يا رسول اللَّه واللَّه إن ملكت نفسي حيث رأيت أبا يزيد أن قلت ما قلت (١٠).


(١) في [أ، ب]: (أنبأنا)، وفي [ي]: (حدثنا).
(٢) في [أ، ب، جـ، س، ط]: (عباد عن عبد الرحيم).
(٣) في [ق، هـ، ي]: (سعد).
(٤) في [أ، ب، جـ، ي]: ﷺ.
(٥) في [أ، ب، جـ، س، ي]: (مناخهم).
(٦) في [جـ]: (غوف)، وفي [أ، ب، ط]: (عوذ).
(٧) في [س]: (حيث رأيت).
(٨) في [س]: (نهنني)، وفي [أ، ب]: (ينتهمني)، وفي [ي]: (تهنهني).
(٩) سقط من: [جـ].
(١٠) مرسل؛ يحيى تابعي، وأخرجه أبو داود (٢٦٧٩)، والحاكم ٣/ ٢٢، وابن هشام في السيرة ٣/ ١٩٤، وابن جرير في التاريخ ٢٠/ ٣٩، والطبرانى ٢٤/ (٩٢)، والبيهقي ٩/ ٨٩، واين الأثير في أسد الغابة ٣/ ٤٣٩، والمزي ٣٥/ ٢٠٢.

٣٩٤٥٢ - حدثنا أبو معاوية عن الأعمش (عن عمرو بن مرة) (١) عن أبي عبيدة عن عبد اللَّه قال: لما كان يوم بدر قال رسول اللَّه ﷺ: «ما تقولون (في) (٢) هؤلاء الأسارى؟» قال أبو بكر: يا رسول اللَّه قومك و(أصلك) (٣) (استبقهم) (٤) واستتبهم، لعل اللَّه أن يتوب عليهم، وقال عمر: يا رسول اللَّه، كذبوك وأخرجوك، قدمهم نضرب أعناقهم، وقال عبد اللَّه بن رواحة: يا رسول اللَّه
٤٤٥
[(أنت) (٥) في واد كثير الحطب فأضرم الوادي عليهم نارا ثم ألقهم فيه، فقال العباس: قطع اللَّه] (٦) رحمك، قال: فسكت رسول اللَّه ﷺ فلم يرد عليهم.

ثم قام (٧) فدخل، فقال أناس: يأخذ يقول أبي بكر، وقال أناس: يأخذ يقول عمر، وقال أناس: يأخذ يقول عبد اللَّه بن رواحة.

ثم خرج رسول اللَّه ﷺ فقال: «إن اللَّه ليلين قلوب رجال فيه حتى تكون ألين من اللبن، وإن اللَّه ليشدد قلوب رجال فيه حتى تكون أشد من الحجارة وإن مثلك يا أبا بكر مثل إبراهيم قال: ﴿فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [إبراهيم: ٣٦]، وإن مثلك يا أبا بكر كمثل عيسى قال: ﴿إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أنت الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [المائدة: ١١٨]، وإن مثلك يا عمر مثل موسى قال: ﴿رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ﴾ [يونس: ٨٨]، وإن مثلك يا عمر مثل نوح قال: ﴿رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا﴾ [نوح: ٢٦]، أنتم عالة، فلا ينفلتن أحد منهم إلا بفداء أو ضربة عنق».

فقال ابن مسعود: يا رسول اللَّه إلا (سهيل) (٨) بن بيضاء فإني قد سمعته يذكر الإسلام، قال: (فسكت) (٩) رسول اللَّه ﷺ، فما رأيتني في يوم أخوف أن تقع عليَّ حجارة من السماء مني في ذلك اليوم حتى قائل رسول اللَّه ﷺ إلا سهيل بن بيضاء، فأنزل اللَّه: ﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ﴾ [الأنفال: ٦٧]،
٤٤٦
إلى آخر الآية (١٠).


(١) في [س]: تكرر.
(٢) سقط من: [س].
(٣) في المسند: (أهلك).
(٤) في [هـ]: (استقبهم).
(٥) في [هـ]: (أنت).
(٦) هكذا في [ق، هـ]، وبنحوه مصادر التخريج، وسقط في باقي النسخ.
(٧) في [جـ، ي]: زيادة (رجل).
(٨) في المسند: (٣٦٣٤): (سهل)، وخطأ ابن سعد ٤/ ٢١٣ من قال سهيل، لأنه من المتقدمين بالإسلام المظهرين له وقد هاجر وشهد بدرًا مع المسلمين.
(٩) في [أ]: (فسألت).
(١٠) منقطع؛ أبو عبيدة لم يسمع من أبيه عبد اللَّه بن مسعود، أخرجه أحمد (٣٦٣٢)، والترمذي (١٧١٤)، والحاكم ٣/ ٢١، والبيهقي ٦/ ٣٢١، والطبري في التاريخ ٢/ ٤٧٦، والطبراني (١٠٢٥٩)، وأبو عبيد في الأموال (٣٠٦)، والواحدي في أسباب النزول ص ٢٣٦، وأبو يعلى (٥١٨٧)، وأبو نعيم في الحلية ٨/ ٢٠٤.

٣٩٤٥٣ - حدثنا عبدة عن شعبة عن الحكم قال: لم يقتل رسولُ اللَّه ﷺ يوم بدر صبرا إلا عقبة بن أبي (معيط) (١) (٢).


(١) في [أ، ب]: (مغيط).
(٢) مرسل؛ الحكم تابعي.

٣٩٤٥٤ - حدثنا أبو خالد الأحمر عن شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير أن النبي ﷺ (١) لم يقتل يوم بدر صبرا إلا ثلاثة: (عقبة) (٢) بن أبي (معيط) (٣) والنضر ابن الحارث وطعيمة بن عدي، وكان النضر أسره المقداد (٤).


(١) في [س، هـ]: عليه الصلاة والسلام.
(٢) في [ب]: (عتبة).
(٣) في [أ، ب]: (مغيط).
(٤) مرسل؛ سعيد بن جبير تابعي، أخرجه ابن جرير في التفسير ٩/ ٢٣١، وابن عساكر ٦٠/ ١٦٧، وأحمد في العلل ١/ ١٣٠، وأبو عبيد في الأموال (٣٤٥)، وأبو داود في المراسيل (٣٣٧)، وورد متصلًا من حديث سعيد عن ابن عباس، أخرجه الطبراني في الأوسط (٣٨٠١)، والضياء في المختارة ٧/ (٨٠).

٣٩٤٥٥ - حدثنا يحيى بن آدم (قال: حدثنا) (١) حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه أن رجلا أسر أمية بن خلف، فرآه بلال فقتله (٢).


(١) في [جـ]: تكرر.
(٢) مرسل؛ عروة تابعي.

٣٩٤٥٦ - حدثنا أحمد بن عبد اللَّه قال: حدثنا زهير قال: حدثنا سليمان التيمي أن أنسا حدثهم قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «من ينظر ما صنع أبو جهل؟» [قال: فانطلق ابن مسعود فوجده قد ضربه ابنا عفراء حتى (برد) (١)، قال: أنت أبو جهل؟] (٢)، فأخذ بلحيته، قال: وهل فوق رجل قتلتموه، أو رجل قتله قومه (٣).


(١) سقط من: [ق].
(٢) سقط من: [جـ].
(٣) صحيح؛ أخرجه البخاري (٣٩٦٢)، ومسلم (١٨٠٠).

٣٩٤٥٧ - حدثنا وكيع عن جرير بن حازم عن ابن سيرين قال: أقعص (١) أبا جهل ابنا عفراء (وذفف) (٢) عليه ابن مسعود (٣).


(١) أي: ضربه الضربة الميتة.
(٢) أي: أجهز عليه، وفي [أ، ب]: (دفق)، وفي [جـ]: (دقف).
(٣) مرسل؛ ابن سيرين تابعي، وأخرجه مسدد كما في المطالب العالية (٤٢٥٨)، وابن سعد في الطبقات ٣/ ٤٩٢، والشاشي (٢٤٩)، والخطابي في غريب الحديث ٢/ ٢٦٩.

٣٩٤٥٨ - حدثنا أبو أسامة عن سليمان بن المغيرة عن ثابت قال: قال: أصحاب أبي جهل (لأبي جهل) (١) وهو (يسير) (٢) إلى رسول اللَّه ﷺ يوم بدر: أرأيت مسيرك إلى محمد (٣)؟ أتعلم أنه نبي؟ قال: نعم، ولكن متى كنا تبعا لعبد مناف (٤).


(١) سقط من: [أ، ب، س، ط، هـ].
(٢) في [أ]: (يشير).
(٣) في [جـ، ي]: زيادة ﷺ.
(٤) مرسل؛ ثابت تابعي.

٣٩٤٥٩ - حدثنا وكيع قال: حدثنا (أبي) (١) (و) (٢) إسرائيل عن أبي إسحاق
٤٤٨
عن أبي عبيدة قال: قال عبد اللَّه: انتهيت إلى أبي جهل يوم بدر وقد ضربت رجله وهو صريع، وهو يذب الناس عنه بسيفه، فقلت: الحمد للَّه الذي أخزاك يا عدو اللَّه، قال: هل هو إلا رجل قتله قومه، قال: فجعلت أتناوله بسيف لي غير طائل فأصبت يده فندر سيفه فأخذته فضربته به حتى برد ثم خرجت حتى أتيت النبي ﷺ كأنما أُقَلُّ من الأرض -يعني (من السرعة) (٣)، (فأخبرته) (٤) فقال: «اللَّه الذي لا إله إلا هو»، (فرددها) (٥) علي ثلاثًا، فخرج يمشي معي حتى قام عليه فقال: «الحمد للَّه الذي أخزاك -يا عدو اللَّه- هذا كان فرعون هذه الأمة» (٦).


(١) في [ق]: (أبو).
(٢) في [أ]: زيادة (ابن).
(٣) سقط من: [س].
(٤) في [ب]: (أخذته).
(٥) في [س]: (فردوه)، وفي [أ]: (فوقها).
(٦) منقطع؛ أبو عبيدة لم يسمع من أبيه ابن مسعود، أخرجه أحمد (٤٢٤٦)، وأبو داود (٣٧٢٢)، وأبو يعلى (٥٢٣١)، والشاشي (٩٣٢)، والطبراني (٨٤٦٨)، والبيهقي ٩/ ٦٢، والطيالسي (٣٢٨)، والبزار (١٧٧٥/ كشف).

٣٩٤٦٠ - قال وكيع: زاد فيه أبي عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة قال: قال عبد اللَّه: فنفلني رسول اللَّه ﷺ سيفه (١).


(١) منقطع؛ أبو عبيدة لم يسمع من أبيه، أخرجه أحمد (٤٢٤٦)، والطبراني (٨٤٦٩)، وأبو نعيم في الحلية ٤/ ٢٠٨، وابن عبد البر في التمهيد ٢٣/ ٢٥٤.

٣٩٤٦١ - حدثنا عبيد اللَّه قال: أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن أبيه قال: لقد قللوا في أعيننا يوم بدر، حتى قلت لصاحب لي إلى جنبي: كم تراهم تراهم سبعين؟ قال: أراهم مائة، حتى أخذنا منهم رجلا فسألناه فقال: كنا ألفا (١).


(١) منقطع؛ أبو عبيدة لم يسمع من أبيه، وأخرجه ابن أبي حاتم في التفسير (٩١٢٧)، وابن جرير ٣/ ١٩٨ و١٠/ ١٣، والطبراني (١٠٢٦٩)، والبيهقي في دلائل النبوة ٣/ ٦٧.

٣٩٤٦٢ - حدثنا شاذان قال: حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد ابن المسيب قال: قتل يوم بدر خمسة (رجال) (١) من المهاجرين من قريش: مهجع (مولى عمر، يحمل يقول: أنا مهجع) (٢)، وإلى ربي (أجزع) (٣)، وقتل ذو الشمالين وابن بيضاء، وعبيدة بن الحارث، وعامر بن أبي وقاص (٤).


(١) سقط من: [جـ].
(٢) سقط من: [أ، ب].
(٣) في [ق، هـ]: (أرجع)، آخذًا من كنز العمال ١٠/ ١٨٦.
(٤) مرسل ضعيف؛ علي بن زيد ضعيف، وسعيد بن المسيب تابعي.

٣٩٤٦٣ - حدثنا أبو أسامة قال: حدثني سليمان بن المغيرة قال: حدثنا ثابت قال: إن مع عمر بن الخطاب الحربة يوم بدر، ولا يؤتى بأسير إلا أوجرها إياه، (قال) (١): فلما أخذ العباس قال لآخذه: أتدري من أنا؟ قال: لا، قال: أنا عم رسول اللَّه ﷺ (٢) [فلا تذهب بي إلى عمر، قال: فأمسكه، وأُخذ عقيل وقال لآخذه: تدري من أنا؟ قال: لا، قال: أنا ابن عم رسول اللَّه ﷺ (٣)] (٤) (قال): فأمسك الناس (٥).


(١) سقط من: [أ].
(٢) سقط من: [س].
(٣) سقط من: [أ، س].
(٤) سقط ما بين المعكوفين في: [جـ].
(٥) مرسل؛ ثابت تابعي.

٣٩٤٦٤ - حدثنا عيسى بن يونس (عن أبيه) (١) عن أبيه -يعني جده- عن ذي الجوشن الضبابي قال: أتيت رسول اللَّه ﷺ بعد أن فرغ من أهل بدر بابن فرس (لي) (٢)
٤٥٠
يقال لها القرحاء، فقلت: يا محمد، إني قد أتيتك بابن القرحاء لتتخذه، قال: «لا حاجة لي فيه، وإن أردت أن أقيضك به المختارة من دروع بدر فعلت»، قلت: ما كنت أقيضك اليوم «بغرة) (٣) لا حاجة في فيه) (٤)، ثم قال: «يا ذا الجوشن ألا تسلم فتكون من أول هذا الأمر»، قلت: لا، قال: «ولم؟» قلت: إني رأيت قومك ولعوا بك، قال: «فكيف ما بلغك عن مصارعهم؟» قلت: قد بلغني، قال: «فأنى يهدى بك»، قلت: إن تغلب على الكعبة وتقطنها، قال: «لعلك إن (عشت) (٥) أن ترى ذلك»، ثم قال: «يا بلال خذ حقيبة الرجل فزوده من العجوة»، فلما أدبرت قال: «أما إنه خير فرسان بني عامر».
قال: فواللَّه إني بأهلي بالعوذاء (إذ) (٦) أقبل راكب (فقلت) (٧): من أين أنت؟ قال: من مكة، قال: (قلت) (٨): ما فعل الناس؟ قال: قد (واللَّه غلب) (٩) عليها محمد (١٠) وقطنها، (فقلت) (١١): هبلتني أمي، لو أسلم يومئذ ثم أسأله (الحيرة) (١٢) لأقطعنيها قال: واللَّه لا أشرب الدهر (في) (١٣) كوز ولا (يضرط) (١٤)
٤٥١
الدهر تحتي برذون (١٥).


(١) سقط من: [أ، ب].
(٢) في [هـ]: (له).
(٣) في [س]: (بعزه).
(٤) في [ق]: (فرسًا بدرع).
(٥) في [هـ]: (عشيت).
(٦) في [أ، ب، س]: (إذا).
(٧) في [ب]: (قلت).
(٨) سقط من: [أ].
(٩) في [جـ]: (غلب واللَّه)
(١٠) في [جـ، ق، ي]: زيادة ﷺ.
(١١) في [أ، ب]: (قلت).
(١٢) في [أ، ب]: (الجيرة).
(١٣) في [ق]: (من)، وفي [هـ]: (مي).
(١٤) في [ب]: (يضر)، وفي [جـ]: (تفرط)، وفي [ي]: (تضرط)، وفي [ق]: (يغرط)، وفي [هـ]: (يضره).
(١٥) منقطع؛ أبو إسحاق لم يثبت سماعه من ذي الجوشن، أخرجه أحمد (١٥٩٦٥)، وأبو داود (٢٧٨٦)، والطبراني (٧٢١٦)، والبيهقي ٩/ ١٠٨، وابن أبي عاصم في الآحاد (١٥٠٦)، وابن سعد ٦/ ٤٧، وعبد اللَّه بن أحمد في زوائد المسند (١٦٦٣٥)، والمزي ٨/ ٥٢٧، وانظر: الخبر في مسند ابن أبي شيبة (٥٥٩).

٣٩٤٦٥ - حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال: قيل لرسول اللَّه ﷺ حين فرغ من بدر: عليك بالعير ليس دونها شيء، فناداه العباس وهو أسير في وثاقه: (لا يصلح) (١)، (فقال) (٢) رسول اللَّه ﷺ: (لمه؟) (٣) قال: إن اللَّه وعدك إحدى الطائفتين وقد أعطاك ما وعدك (٤).


(١) في [هـ]: (لا يصح).
(٢) في [أ، ب]: (قال).
(٣) في [أ، ب]: (لمدة).
(٤) مضطرب؛ لاضطراب رواية سماك عن عكرمة، أخرجه أحمد (٢٠٢٢)، والترمذي (٣٠٨٠)، والحاكم ٢/ ٣٢٧، وأبو يعلى (٢٣٧٣)، والطبراني (١١٧٣٣) وابن سعد ٢/ ٢٢.

٣٩٤٦٦ - حدثنا وكيع عن هشام عن عروة عن رجل من ولد الزبير قال: كان على الزبير يوم بدر عمامة صفراء معتجرا بها، فنزلت الملائكة عليهم عمائم صفر (١).


(١) مرسل؛ ورد تسمية الرجل يحيى بن عباد كما تقدم ١٢/ ٢٦١ [٣٤٩١٦]، وأخرجه ابن أبي حاتم في التفسير (٤١١٣)، والحاكم ٣/ ٤٠٧، وابن سعد ٣/ ١٠٣، ومرة قال: (هشام عن أبيه)، أخرجه أحمد في فضائل الصحابة (١٢٦٩)، وابن سعد ٣/ ١٠٣، ومرة قال: (عن عباد بن حمزة) كما سيأتي، ومرة رواه معضلًا.

٣٩٤٦٧ - حدثنا عبدة عن هشام (عن) (١) (عباد) (٢) بن حمزة عن الزبير
٤٥٢
بنحو منه (٣).


(١) في [ق، هـ]: (ابن).
(٢) في [أ، ق، هـ]: (عبادة).
(٣) منقطع؛ عباد لا يروي عن الزبير، وقد ورد من حديث عباد مرسلًا؛ أخرجه أحمد في الفضائل (١٢٦٨)، وابن سعد ٢/ ٢٦، وسعيد بن منصور ق/ ١ (٢٥٣٠)، وابن جرير في التفسير ٤/ ٨٣، والحاكم ٣/ ٤٠٧، وابن عساكر ١٨/ ٣٥٤.

٣٩٤٦٨ - حدثنا عبدة عن هشام عن أبيه عن ابن عمر أن النبي عليه الصلاة والسلام (١) وقف على قليب بدر فقال: «هل وجدتم ما وعد ربكم» -ثم قال-: «إنهم الآن (ليسمعون) (٢) ما أقول» (٣).


(١) في [أ، ب، جـ، ي]: ﷺ.
(٢) في [أ]: (يستمعون)، وفي [ب]: (يسمون)، وفي [هـ]: (ليستمعون).
(٣) صحيح؛ أخرجه البخاري (٣٩٨٠)، ومسلم (٩٣٢).

٣٩٤٦٩ - حدثنا أبو أسامة عن هشام قال: لم يكن مع النبي عليه الصلاة والسلام يوم بدر إلا فرسان كان على (أحدهما) (١) الزبير (٢).


(١) في [أ]: (أحدهم).
(٢) مرسل؛ هشام تابعي، وأخرجه ابن عساكر ١٨/ ٣٥٢، وابن سعد ٣/ ١٠٣.

٣٩٤٧٠ - حدثنا عبد اللَّه بن إدريس (عن مطرف عن أبي إسحاق عن البراء قال: عرضت أنا وابن عمر على رسول اللَّه ﷺ يوم بدر) (١) (فاستصغرنا) (٢) وشهدنا أحدا (٣).


(١) سقط من: [أ، ب].
(٢) في [أ، ب]: (واستصغرنا).
(٣) صحيح؛ أخرجه البخاري (٣٩٥٦)، وأحمد (١٨٦٣٣).

٣٩٤٧١ - حدثنا عفان قال: حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت (عن) (١) أنس أن رسول اللَّه ﷺ شاور حيث بلغه إقبال أبي سفيان، قال: فتكلم أبو بكر، فأعرض
٤٥٣
عنه ثم تكلم عمر: فأعرض عنه، فقال سعد بن عبادة: إيانا تريد يا رسول اللَّه والذي نفسي بيده لو أمرتنا أن نخيضها البحر لأخضناها، ولو أمرتنا أن (نضرب) (٢) أكبادها إلى برك الغماد لفعلنا، قال: فندب رسول اللَّه ﷺ الناس.
قال: فانطلقوا حتى نزلوا بدرا (٣) وردت عليهم (روايا) (٤) قريش، وفيهم غلام أسود لبني الحجاج، فأخذوه فكان أصحاب رسول اللَّه ﷺ يسألونه عن أبي سفيان وأصحابه فيقول: ما لي علم بأبي سفيان، ولكن هذا أبو جهل وعتبة وشيبة وأمية ابن خلف، فإذا قال ذلك ضربوه، (فإذا ضربوه) (٥) قال: نعم أنا أخبركم، هذا أبو سفيان، فإذا تركوه (٦) قال: مالي بأبي سفيان علم، ولكن هذا أبو جهل وعتبة وشيبة وأمية بن خلف في الناس، فإذا (قال) (٧) هذا أيضا ضربوه، ورسول اللَّه ﷺ قائم يصلي.
فلما رأى ذلك انصرف، قال: «والذي نفسي بيده إنكم لتضربونه إذا (صدقكم) (٨)، (وتتركونه) (٩) إذا كذبكم».
قال: وقال رسول اللَّه ﷺ: «هذا مصرع فلان»، يضع يده على الأرض هاهنا، وههنا فما ماط أحدهم عن موضع يد رسول اللَّه ﷺ (١٠).


(١) في [ب]: (ابن).
(٢) في [س]: (تضرب).
(٣) في [ق، هـ]: زيادة (و).
(٤) في [أ، ب]: (زوايا).
(٥) سقط من: [ب، س، هـ].
(٦) في [أ، ب، ط]: زيادة: (سألوه).
(٧) في [أ، ب]: (قالوا).
(٨) في [أ، ب]: (صدق).
(٩) في [ب]: (ويضربونه).
(١٠) صحيح؛ أخرجه مسلم (١٧٧٩)، وأحمد (١٣٢٩٧).

٣٩٤٧٢ - حدثنا شبابة بن سوار قال: حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت قال: حدثنا أنس قال: كنا مع عمر بين مكة والمدينة نترآى الهلال فرأيته وكنت حديد البصر فجعلت أقول لعمر: (ما) (١) تراه؟ وجعل عمر ينظر ولا يراه، (فقال عمر: سأراه) (٢) وأنا مستلق على فراشي.
ثم أنشأ يحدثنا عن أهل بدر، قال: إن رسول اللَّه ﷺ ليرى مصارع أهل بدر بالأمس، يقول: «هذا مصرع فلان غدا إن شاء اللَّه، وهذا مصرع فلان غدا إن شاء اللَّه»، قال: فوالذي بعثه بالحق ما أخطأوا (تلك) (٣) الحدود يصرعون عليها.
(ثم) (٤) (جعلوا) (٥) في بئر بعضهم على بعض فانطلق النبي ﷺ حتى انتهى (إليهم) (٦) فقال: «يا فلان بن فلان ويا فلان بن فلان: هل وجدتم ما (وعدكم) (٧) اللَّه ورسوله حقا؟» فقال (٨) عمر: «يا رسول) (٩) اللَّه، كيف) (١٠) تكلم أجسادا لا (أرواح) (١١) فيها؟ قال: «ما أنتم بأسمع لما أقول منهم (غير) (١٢) أنهم لا يستطيعون يردون علي شيئا» (١٣).


(١) في [ق، هـ]: (أما).
(٢) في [أ، ب]: (فقال: سأراها)، وفي [ق]: (قال عمر: ما أراه)، وسقط من: [هـ].
(٣) في [هـ]: (تيك).
(٤) سقط من: [أ، ب].
(٥) في [أ، ب]: (اجعلوا).
(٦) في [أ]: (إليها).
(٧) في [أ، ب]: (وعد).
(٨) في [س]: زيادة (يا).
(٩) في [جـ، ي]: (رسول اللَّه).
(١٠) في [س]: (كيف يا رسول اللَّه).
(١١) في [أ، ب]: (روح).
(١٢) في [س]: (خير).
(١٣) صحيح؛ أخرجه مسلم (٢٨٧٣)، وأحمد (١٨٢).

٣٩٤٧٣ - حدثنا يزيد بن هارون قال: (أخبرنا) (١) سليمان التيمي عن أبي مجلز عن قيس بن عباد قال: تبارز علي وحمزة وعبيدة بن الحارث، وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن (عتبة) (٢) فنزلت فيهم: ﴿هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ﴾ [الحج: ١٩] (٣).


(١) في [ب، ي]: (أنبأنا).
(٢) في [جـ]: (عقبة).
(٣) مرسل؛ قيس تابعي، أخرجه الطحاوي في شرح المشكل ٤/ ٣٦١، والبيهقي في الدلائل ٣/ ٧٣، وبنحوه أخرجه البخاري (٣٩٦٥)، وقد ورد متصلًا من حديث قيس عن علي، أخرجه البخاري (٣٩٦٧) كما ورد من حديث قيس عن أبي ذر، أخرجه البخاري (٣٩٦٦)، ومسلم (٣٠٣٣).

٣٩٤٧٤ - حدثنا الفضل بن دكين قال: (أخبرنا) (١) (يونس) (٢) عن أبي السفر قال: نادى منادي رسول اللَّه ﷺ (٣) يوم بدر: من أسر أم حكيم (بنت) (٤) (حزام) (٥) فليخل سبيلها، فإن رسول اللَّه ﷺ قد أمنها، فأسرها رجل من الأنصار و(كتفها) (٦) بذؤابتها، فلما سمع منادي رسول اللَّه ﷺ خلى سبيلها (٧).


(١) في [ب، ي]: (أنبأنا).
(٢) في [ب]: (يوسف).
(٣) سقط من: [أ].
(٤) في [ق]: (بن)، وانظر: أسد الغابة ٧/ ٣٤٨، والوافي ١٣/ ٨٢.
(٥) في [ط، هـ]: (حرام).
(٦) في [هـ]: (كنفها).
(٧) مرسل؛ أبو السفر تابعي، وأخرجه أبو داود في المراسيل (٣٤٥).

٣٩٤٧٥ - حدثنا عبد الأعلى عن داود عن أبي نضرة: ﴿وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ﴾ [الأنفال: ١٦]، (قال: نزلت) (١)
٤٥٦
يوم بدر، ولم يكن لهم أن ينحازوا، ولو انحازوا لم ينحازوا إلا إلى المشركين (٢).


(١) في [هـ]: (فأنزلت).
(٢) مرسل؛ أبو نضرة تابعي، أخرجه ابن جرير ٩/ ٢٠١، وورد عن أبي نضرة عن أبي سعيد، أخرجه أبو داود (٢٦٤٨)، والنسائي (٨٦٥٤)، والحاكم ٢/ ٣٢٧، وابن أبي حاتم في التفسير (٨٨٩١)، والطحاوي في شرح المشكل ٢/ ٣٥٩.

٣٩٤٧٦ - حدثنا شبابة بن سوار عن سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس قال: كان ابن عمتي حارثة انطلق مع النبي ﷺ يوم بدر، فانطلق غلاما نظارا، ما انطلق لقتال، فأصابه سهم فقتله، فجاءت عمتي أمه إلى رسول اللَّه ﷺ فقالت: يا رسول اللَّه، ابني حارثة إن يك في الجنة صبرت واحتسبت، وإلا فسترى ما أصنع؟ فقال: «يا أم حارثة، إنها جنان كثيرة، وإن حارثة في الفردوس الأعلى» (١).


(١) صحيح؛ أخرجه البخاري (٦٥٦٧)، وأحمد (١٣٢٥٠).

٣٩٤٧٧ - حدثنا أبو أسامة عن الوليد بن جميع قال: حدثنا أبو (الطفيل) (١) قال: حدثنا حذيفة بن اليمان قال: ما منعني أن أشهد بدرا إلا أني خرجت أنا وأبي حسيل، قال: فأخذنا كفار قريش فقالوا: إنكم تريدون محمدا (٢)؟ فقلنا: (ما نريده) (٣)، ما يزيد إلا المدينة، فأخذوا منا عهد اللَّه وميثاقه لننصرفن إلى المدينة ولا نقاتل معه، فأتينا رسول اللَّه ﷺ فأخبرناه الخبر فقال: «انصرفا، نفي لهم ونستعين اللَّه عليهم» (٤).


(١) في [ب]: (الفضل).
(٢) في [جـ، ي]: زيادة ﷺ.
(٣) سقط من: [ب].
(٤) حسن؛ الوليد بن جميع صدوق، أخرجه مسلم (١٧٨٧)، وأحمد (٢٣٣٥٤).

٣٩٤٧٨ - حدثنا الفضل بن دكين قال: حدثنا ابن الغسيل عن حمزة بن أبي أُسيد عن أبيه قال: قال رسول اللَّه ﷺ يوم بدر حين (صفنا) (١) لقريش وصفوا لنا: «إذا أكثبوكم فارموهم بالنبل» (٢).


(١) في [هـ]: (صففنا).
(٢) صحيح؛ أخرجه البخاري (٣٩٨٤)، وأحمد (١٦٠٦٠).

٣٩٤٧٩ - حدثنا عبد اللَّه بن نمير عن حجاج عن نافع عن ابن عمر قال: كان طلحةُ صاحبَ راية المشركين يوم بدر فقتله علي بن أبي طالب مبارزة (١).


(١) منقطع حكمًا؛ حجاج مدلس، وانظر: تاريخ دمشق ١٢/ ١١٠ و٤٢/ ٧٥، ومعجم البلدان ٢/ ١٢٥، والتفسير الكبير ٩/ ١٧، وتفسير الثعلبي ٣/ ١٧٥، والكامل لابن عدي ٥/ ٢٦٠، وطبقات ابن سعد ٢/ ١٥ و٤٠، والموضوعات ١/ ٢٨٦، والدلائل للبيهقي ٣/ ٢٢٦، وتاريخ الإسلام ٢/ ١٩٨.

٣٩٤٨٠ - حدثنا الثقفي عن خالد عن عكرمة أن النبي ﷺ قال يوم بدر: «من لقي منكم أحدا من بني هاشم فلا يقتله، فإنهم أخرجوا كرها» (١).


(١) مرسل؛ عكرمة تابعي، وأخرجه ابن جرير ١٤/ ٥٥، وابن بشكوال في غوامض الأسماء ١/ ٤٨٢، والفاكهي (٢٣٨٢).

٣٩٤٨١ - حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي الهيثم (عن) (١) إبراهيم التيمي أن النبي ﷺ قتل رجلا من المشركين من قريش يوم بدر، وصلبه إلى (شجرة) (٢) (٣).


(١) في [هـ]: (قال).
(٢) في [أ، ط، هـ]: (الشجرة).
(٣) مرسل؛ إبراهيم تابعي، أخرجه عبد الرزاق (٩٣٩٠)، وأبو داود في المراسيل (٢٩٧).

٣٩٤٨٢ - حدثنا عائذ بن حبيب عن حجاج عن الحكم عن (المقسم) (١) عن ابن عباس أن أهل بدر كانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر، المهاجرون منهم خمسة وسبعون،
٤٥٨
وكانت هزيمة بدر لسبع عشرة من رمضان ليلة جمعة (٢).


(١) في [جـ]: (مقسم).
(٢) منقطع حكمًا؛ حجاج مدلس، أخرجه أحمد (٢٢٣٢)، وابن سعد ٢/ ٢٠، والطبراني (١٢٠٨٣)، وابن عساكر ٢٠/ ٢٤٩، وابن الجوزي في المنتظم ٣/ ١٢٨.

٣٩٤٨٣ - حدثنا عائذ بن حبيب عن حجاج عن أبي إسحاق عن البراء قال: كان أهل بدر ثلاثمائة وبضعة عشر، المهاجرون منهم ستة وسبعون (١).


(١) منقطع حكمًا؛ حجاج مدلس، وانظر: ما بعده.

٣٩٤٨٤ - (حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن زكريا عن أبي إسحاق عن البراء ابن عازب قال: كان أصحاب رسول اللَّه يوم بدر بضعة عشر وثلاثمائة) (١)، [وكنا (نتحدث) (٢) أنهم على عدة أصحابا طالوت الذين جاوزوا معه النهر، وما جاوز معه إلا مؤمن (٣)] (٤) (٥).


(١) سقط من: [جـ].
(٢) في [أ، ب]: (يتحدث).
(٣) في [ب]: زيادة (به).
(٤) في [س]: تكرر ما بين المعكوفين، والحديث الذي قله.
(٥) صحيح؛ صرح أبو إسحاق بالسماع عند البخاري، أخرجه البخاري (٣٩٥٧)، وأحمد (١٨٥٥٥).

٣٩٤٨٥ - حدثنا عبد الرحيم (١) عن أشعث عن ابن سيرين عن عبيدة قال: عدة الذين شهدوا مع النبي ﷺ (بدرًا) (٢) كعدة الذين جاوزوا مع طالوت النهر عدتهم ثلاثمائة وثلاثة عشر (٣).


(١) في [أ، ب]: زيادة (ابن سليمان).
(٢) في [أ، ب، ط، هـ]: (بدر).
(٣) مرسل ضعيف؛ عبيدة تابعي، وأشعث ضعيف، أخرجه ابن سعد ٢/ ٢٠، وابن الجوزي في المنتظم ٣/ ١٢٨، وابن عبد البر في الاستيعاب ١/ ٦.

٣٩٤٨٦ - حدثنا وكيع عن ثابت (بن) (١) عمارة عن غنيم بن قيس عن أبي موسى قال: كان عدة أصحابا طالوت يوم جالوت ثلاثمائة وبضعة عشر (٢).


(١) في [جـ]: (عن).
(٢) حسن؛ ثابت صدوق، أخرجه ابن سعد ٢/ ١٩، والبزار (٣٠٣٦).

٣٩٤٨٧ - حدثنا وكيع قال: حدثنا سفيان وإسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء ابن عازب قال: كان عدة أصحاب النبي ﷺ ثلاثمائة وبضعة عشر، وكانوا يرون أنهم عدة أصحاب طالوت يوم جالوت الذين جاوزوا معه النهر، وما جاوز معه النهر إلا مؤمن (١).


(١) صحيح؛ صرح أبو إسحاق بالسماع عند البخاري (٣٩٥٧)، وأخرجه البخاري (٣٩٥٩)، وأحمد (١٨٥٥٥).

٣٩٤٨٨ - حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن يحيى بن سعيد عن معاذ بن رفاعة ابن رافع الأنصاري أن ملكا أتى رسول اللَّه ﷺ فقال: كيف أصحاب بدر (فيكم؟) (١) فقال: «أفضل الناس»، فقال الملك: وكذلك من شهد بدرا من الملائكة (٢).


(١) في [أ]: (فكم).
(٢) مرسل؛ معاذ تابعي، أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد (٣٣٨)، والبيهقي في دلائل النبوة ٣/ ١٥١، وورد من حديث يحيى عن معاذ بن رفاعة عن أبيه، أخرجه البخاري (٣٩٩٢).

٣٩٤٨٩ - حدثنا سفيان ابن عيينة عن عمرو عن الحسن بن محمد أن عبيد اللَّه بن أبي رافع كاتب علي أخبره أنه سمع عليا يقول: قال رسول اللَّه ﷺ: «إنه قد شهد بدرا -يعني (حاطب) (١) بن أبي بلتعة- وما يدريك لعل اللَّه قد اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم» (٢).


(١) في [ي]: (خاطب).
(٢) صحيح؛ أخرجه البخاري (٣٠٠٧)، ومسلم (٢٤٩٤).

٣٩٤٩٠ - حدثنا ابن فضيل عن حصين عن (سعد) (١) بن (٢) (عبيدة) (٣) عن أبي عبد الرحمن قال: سمعت عليا يقول: قال رسول اللَّه ﷺ: «أو ليس من أهل بدر؟ وما يدريك لعل اللَّه اطلع (إلى) (٤) أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة» (٥).


(١) في [ح]: (سعيد).
(٢) في [هـ]: زيادة (أبي).
(٣) في [س]: (عبيد).
(٤) في [ب]: (على).
(٥) صحيح؛ أخرجه البخاري (٣٠٨١)، ومسلم (٢٤٩٤).

٣٩٤٩١ - حدثنا أبو أسامة قال: أخبرنا عمر بن حمزة قال: أخبرني سالم قال: أخبرني ابن عمر أن رسول اللَّه ﷺ قال لعمر: «وما يدريك لعل اللَّه قد اطلع إلى أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم؟» (١).


(١) ضعيف؛ لضعف عمر بن حمزة، أخرجه أحمد (٥٨٧٨)، وأبو يعلى (٥٥٢٢).

٣٩٤٩٢ - حدثنا يزيد بن هارون قال: (أخبرنا) (١) حماد بن سلمة عن عاصم بن أبي النجود عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إن اللَّه تبارك وتعالى اطلع إلى أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم» (٢).


(١) في [ب، ي]: (أنبأنا).
(٢) صحيح؛ عاصم ثقة في غير زر وأبي وائل، أخرجه أحمد (٧٩٤٠)، وأبو داود (٤٦٥٤)، والحاكم ٤/ ٧٧، وبنحوه ابن حبان (٤٧٩٨)، وابن أبي عاصم في الآحاد (٣٣٢)، والطبراني في الأوسط (٦٦٢).

٣٩٤٩٣ - حدثنا شبابة بن (سوار) (١) قال: (أخبرنا) (٢) ليث عن أبي الزبير (عن
٤٦١
جابر) (٣) أن عبدًا لحاطب بن أبي بلتعة جاء رسول اللَّه ﷺ يشتكي حاطبا، فقال: يا رسول اللَّه ليدخلن حاطب النار، فقال رسول اللَّه ﷺ: «كذبت لا يدخلها إنه قد شهد بدرا والحديبية» (٤).


(١) في [أ]: (سواد).
(٢) في [ب، ي]: (أنبأنا).
(٣) سقط من: [ط، هـ].
(٤) صحيح؛ الليث هو ابن سعد، والحديث أخرجه مسلم (٢١٩٥)، وأحمد (١٤٧٧١).

٣٩٤٩٤ - حدثنا وكيع قال: حدثنا سفيان عن يحيى بن سعيد (عن) (١) (عباية) (٢) (ابن) (٣) رفاعة عن جده رافع بن خديج قال: جاء (جبريل) (٤) أو ملك إلى النبي ﷺ فقال: ما تعدون من شهد بدرا فيكم؟ قال: «خيارنا»، قال: كذلك هم عندنا خيار الملائكة (٥).


(١) سقط من: [ب].
(٢) في [ي]: (عبابة).
(٣) في [س]: (عن).
(٤) في [هـ]: (جبرئيل).
(٥) صحيح؛ أخرجه أحمد (١٥٨٢٠)، وابن ماجه (١٦٠)، وابن حبان (٧٢٢٤)، وعبد بن حميد (٤٢٥)، والطبراني (٤٤١٢)، وأصله عند البخاري (٣٩٩٣).

٣٩٤٩٥ - حدثنا وكيع عن سفيان عن رجل عن الضحاك: ﴿وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ﴾ قال: هذا يوم بدر خاصة.

٣٩٤٩٦ - حدثنا وكيع عن الربيع عن الحسن: ﴿وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ﴾ [الأنفال: ١٦] قال: هذا يوم بدر خاصة، ليس الفرار من الزحف من الكبائر.

٣٩٤٩٧ - حدثنا جرير عن مغيرة عن إبراهيم قال: جعل رسول اللَّه ﷺ فداء
٤٦٢
العربي يوم بدر أربعين أوقية، وجعل فداء المولى عشرين أوقية الأوقية أربعون درهما (١).


(١) مرسل؛ إبراهيم من تابعي التابعين.

٣٩٤٩٨ - حدثنا أبو خالد الأحمر عن أشعث عن أبي الزناد قال: كان الصفي يوم بدر سيف عاصم بن منبه بن الحجاج (١).


(١) مرسل ضعيف؛ أبو الزناد تابعي، وأشعث ضعيف.

٣٩٤٩٩ - حدثنا عبدة بن سليمان عن محمد بن عمرو عن الزهري عن محمد بن جبير عن جبير بن مطعم قال: قدمت على رسول اللَّه ﷺ في فداء أهل بدر (١).


(١) حسن؛ محمد بن عمرو صدوق، أخرجه أحمد ٤/ ٣٨ (١٦٨١١)، وابن حبان (١٨٣٤)، والطبراني (١٤٩٣)، والبزار (٣٤٠٩)، وأصله عند البخاري (٣٠٥٠).

٣٩٥٠٠ - حدثنا أبو (أسامة) (١) عن ابن عون عن أبي العالية قال: كنا نتحدث أن قوله: ﴿يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى﴾ [الدخان: ١٦]، يوم بدر، والدخان قد مضى.


(١) سقط من: [ي].

٣٩٥٠١ - حدثنا وكيع قال: حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد اللَّه قال: (كنا) (١) اشتركنا يوم بدر (أنا) (٢) وعمار وسعد فيما أصبنا يوم بدر، فأما أنا وعمار فلم نجئ بشيء، وجاء سعد بأسيرين (٣).


(١) سقط من: [أ، ب، ط، هـ].
(٢) في [أ، ب]: (وأنا).
(٣) منقطع؛ أبو عبيدة لم يسمع من أبيه، أخرجه أبو داود (٣٣٨٨)، والنسائي (٤٦٧١)، والدارقطني ٣/ ٣٤.

٣٩٥٠٢ - حدثنا عبد الرحيم عن (محمد بن إسحاق عن) (١) محمد بن عمرو (ابن) (٢) عطاء قال: كان سهيلُ بن عمرو رجلا أعلمَ من شفته السفلى، فقال عمر بن الخطاب لرسول اللَّه ﷺ يوم أسر ببدر: يا رسول اللَّه، أنزع ثنيتيه السفليين فيدلع لسانه فلا يقوم عليك خطيبا بموطن أبدا، فقال: «لا أمثل فيمثل اللَّه (بي) (٣)» (٤).


(١) سقط من: [ي].
(٢) في [أ، ب، جـ، س، ط، هـ]: (عن).
(٣) في [ب، جـ، ي]: (لي).
(٤) مرسل؛ محمد بن عمرو ليس صحابيًا، أخرجه ابن جرير في التاريخ ٢/ ٤١.

٣٩٥٠٣ - حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «لم تحل الغنائم لقوم سود الرءوس قبلكم، كانت نار تنزل من السماء فتأكلها، (فلما) (١) كان يوم بدر أسرع الناس في الغنائم فأنزل اللَّه: ﴿لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (٦٨) فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا﴾» [الأنفال: ٦٨ - ٦٩] (٢).


(١) في [هـ]: (فما).
(٢) صحيح؛ أخرجه أحمد (٧٤٣٣)، والترمذي (٣٠٨٥)، والنسائي في الكبرى (١١٢٠٩)، وابن الجارود (١٠٧١)، والطبري ١٠/ ٤٥، والبيهقي ٦/ ٢٩٠، وابن عبد البر في التمهيد ٦/ ٤٥٧، والطيالسي (٢٤٢٩)، والطحاوي في شرح المشكل (٣٣١٠)، وابن حبان (٤٨٠٦)، وبنحوه عند البخاري (٣١٢٤)، ومسلم (١٧٤٧).

٣٩٥٠٤ - حدثنا وكيع قال: حدثنا المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن قال: أول من استشهد من المسلمين يوم بدر (مهجع) (١) (٢).


(١) سقط من: [أ، ب].
(٢) مرسل؛ القاسم ليس صحابيًا.

[٢٦] هذا ما حفظ أبو بكر في أحد وما جاء فيها

٣٩٥٠٥ - (حدثنا أبو بكر قال) (١): حدثنا جرير بن عبد الحميد عن عطاء بن السائب عن الشعبي قال: مكر رسول اللَّه ﷺ بالمشركين يوم أحد وكان أول (يوم) (٢) مكر فيه بهم (٣).


(١) سقط من: [جـ، ق، ي].
(٢) سقط من: [ب].
(٣) مرسل؛ الشعبي تابعي، وعطاء اختلط.

٣٩٥٠٦ - حدثنا أبو أسامة قال: حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: لما كان يوم أحد هزم المشركون وصاح إبليس: أي عباد اللَّه، أخراكم، قال: فرجعت أولاهم فاجتلدت هي وأخراهم، قال: فنظر حذيفة فإذا هو بأبيه اليمان فقال: عباد اللَّه أبي أبي، قالت: فواللَّه ما (احتجزوا) (١) حتى (قتلوه) (٢) فقال حذيفة: غفر اللَّه لكم، قال عروة: فواللَّه ما زالت في حذيفة بقية خير حتى لحق باللَّه (٣).


(١) في [ب]: (احتجر)، وفي [أ]: (احتجز)، وفي [س]: (احتجبوا).
(٢) في [هـ]: (قتلوا).
(٣) صحيح؛ أخرجه البخاري (٣٢٩٠)، وابن سعد ٢/ ٤٥.

٣٩٥٠٧ - حدثنا عبد الأعلى عن داود بن أبي هند عن الشعبي قال: لما كان يوم أحد وانصرف المشركون، فرأى (المسلمون) (١) بإخوانهم مثلة سيئة جعلوا يقطعون آذانهم وآنافهم و(يشقون) (٢) بطونهم، فقال أصحاب رسول اللَّه ﷺ: لئن أنالنا اللَّه منهم لنفعلن (ولنفعلن) (٣) فأنزل اللَّه: ﴿وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ
٤٦٥
صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ﴾ فقال رسول اللَّه ﷺ (٤): «بل نصبر» (٥).


(١) في [جـ، ي]: (المسلمين)، وفي [ق]: (المملون).
(٢) في [ي]: (يشعون)، وفي [ب]: (يسقون).
(٣) سقط من: [هـ].
(٤) سقط من: [أ].
(٥) مرسل؛ الشعبي تابعي، أخرجه ابن جرير ١٤/ ١٩٥.

٣٩٥٠٨ - حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن (هاشم) (١) بن هاشم عن سعيد بن المسيب قال: سمعته يقول: كان سعد أشد المسلمين بأسا يوم أحد (٢).


(١) في [هـ]: (هشام).
(٢) مرسل؛ سعيد تابعي.

٣٩٥٠٩ - حدثنا أبو أسامة (١) عن ابن عون عن عمير بن إسحاق أن الناس انجفلوا عن النبي ﷺ، يوم أحد، وسعد بن مالك يرمي، وفتى (ينبل) (٢) له، فكلما فنيت نبلة، دفع إليه نبلة، ثم قال: ارمه أبا إسحاق، فلما كان بعد طلبوا الفتى فلم يقدروا عليه (٣).


(١) في [أ، ب]: زيادة (عن ابن أبي عمير).
(٢) في [هـ]: (ينشل).
(٣) مرسل؛ عمير بن إسحاق تابعي.

٣٩٥١٠ - حدثنا وكيع عن سفيان عن سعد بن إبراهيم عن عبد اللَّه بن شداد عن علي بن أبي طالب قال: ما سمعت رسول اللَّه ﷺ يفدِّي أحدا بأبويه إلا سعدا، فإني سمعته يقول يوم أحد: «إرم سعد فداك أبي وأمي» (١).


(١) صحيح؛ أخرجه البخاري (٢٩٠٥)، ومسلم (٢٤١١).

٣٩٥١١ - حدثنا عبد اللَّه بن نمير عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال: سمعت سعدا يقول: جمع لي رسول اللَّه ﷺ أبويه يوم أحد (١).


(١) صحيح؛ أخرجه البخاري (٣٧٢٥)، ومسلم (٢٤١٢).

٣٩٥١٢ - حدثنا محمد بن بشر وأبو أسامة عن مسعر عن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن سعد قال: رأيت عن يمين رسول اللَّه ﷺ وعن شماله يوم أحد رجلين عليهما
٤٦٦
ثيابُ بياضٍ، لم أرهما قبل ولا بعد (١).


(١) صحيح؛ أخرجه البخاري (٥٨٢٦)، ومسلم (٢٣٠٦).

٣٩٥١٣ - حدثنا أبو أسامة عن ابن عون عن (١) عمير بن إسحاق قال: كان حمزة يقاتل بين يدي رسول اللَّه ﷺ يوم أحد بسيفين ويقول: أنا أسد اللَّه، قال: فجعل يقبل ويدبر فعثر فوقع على قفاه مستلقيا وانكشط، وانكشفت الدرع عن بطنه فأبصره العبد الحبشي فزرقه برمح أو حربة (فنفذه) (٢) بها (٣).


(١) في [أ، ب]: زيادة (ابن).
(٢) في [هـ]: (فبقر)، وفي [ق]: (فبقره).
(٣) مرسل؛ عمير بن إسحاق تابعي فيه جهالة، وأخرجه الحاكم ٣/ ١٩٢، وابن سعد ٣/ ١٢، وأحمد في مسائل صالح ٢/ ٤١٥، والطبراني (٢٩٥٣)، والبيهقي في دلائل النبوة ٣/ ٢٤٣، وابن عبد البر في الاستيعاب ١/ ٣٧٣.

٣٩٥١٤ - حدثنا وكيع عن سفيان عن سالم عن سعيد بن جبير ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ [آل عمران: ١٦٩]، قال: لما أصيب حمزة بن عبد المطلب ومصعب بن عمير يوم أحد قالوا: ليت إخواننا يعلمون ما أصابنا من الخير كي يزدادوا رغبة فقال اللَّه: أنا أبلغ عنكم فنزلت: ﴿تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا﴾ إلى قوله: ﴿الْمُؤْمِنِينَ﴾ (١) (٢) [آل عمران: ٧١].


(١) في [أ، ب، جـ، س، ط، هـ]: (المحسنين)، وتقدم ١٢/ ١٠٧.
(٢) مرسل، سعيد بن جبير تابعي، أخرجه الطبراني (٢٩٤٦)، وورد من حديث سعيد عن ابن عباس أخرجه الحاكم ٢/ ٤١٩، والبيهقي في إثبات عذاب القبر (٢١٤).

٣٩٥١٥ - حدثنا زيد بن (الحباب) (١) عن أسامة بن زيد قال: حدثنا الزهري عن أنس بن مالك أن رسول اللَّه ﷺ مر بحمزة يوم أحد وقد مثل به، فوقف عليه
٤٦٧
فقال: «لو (لا) (٢) أني أخشى أن تجد صفية في نفسها لتركته حتى تأكله (العافية) (٣)، فيحشر من بطونها»، ثم دعا بنمرة، فكانت إذا مدت على رأسه بدت رجلاه، وإذا مدت على رجليه بدا رأسه، فقال رسول اللَّه ﷺ: «مدوها على رأسه، واجعلوا على رجليه الحرمل»، وقلت الثياب، وكثرت القتلى، فكان الرجل والرجلان (والثلاثة) (٤) يكفنون في الثوب، وكان (النبي) (٥) ﷺ يسأل: «أيهم أكثر قرآنا» فيقدمه (٦).


(١) في [أ، ب، س]: (الخباب).
(٢) سقط من: [أ].
(٣) في [ب، ق]: (العاديه).
(٤) سقط من: [أ، ب].
(٥) سقط من: [ق، هـ].
(٦) معلول؛ غلط فيه أسامة، صوابه أنه من حديث جابر، انظر: علل الترمذي ١/ ١٤٦، وحديث أنس، وأخرجه أحمد (١٢٣٠٠)، وأبو داود (٣١٣٦)، والترمذي (١٠١٦)، والحاكم ١/ ٣٦٥، وابن سعد ٣/ ١٤، والشافعي ١/ ٢٠٤، والطحاوي ١/ ٥٠٢، والدارقطني ٤/ ١١٦، وعبد بن حميد (١١٦٤)، وأبو يعلى (٣٥٦٨)، وأبو نعيم في الحلية ٩/ ٢٢٦، والطبراني (٢٩٣٨)، والبيهقي ٤/ ١٠.

٣٩٥١٦ - حدثنا شبابة قال: حدثنا ليث بن سعد عن ابن شهاب عن عبد الرحمن ابن كعب بن مالك أن جابر بن عبد اللَّه أخبره أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في الثوب الواحد، ثم يقول: «أيهم أكثر أخذا للقرآن»، فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد، وقال: «أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة»، وأمر بدفنهم بدمائهم، (ولم يصل عليهم) (١) ولم يغسلوا (٢).


(١) سقط من: [أ، ب].
(٢) صحيح؛ أخرجه البخاري (١٣٤٣)، وأبو داود (٣١٣٨).

٣٩٥١٧ - حدثنا عبيد اللَّه بن موسى قال: حدثنا أسامة بن زيد عن نافع عن ابن عمر قال: رجع رسول اللَّه ﷺ يوم أحد، فبينما نساء بني عبد الأشهل يبكين على هلكاهن (فقال) (١): «لكن حمزة لا بواكي له»، (فجئن) (٢) نساء الأنصار يبكين على حمزة (ورقد) (٣) فاستيقظ، فقال: «يا ويحهن إنهن لههنا حتى الآن، مروهن فليرجعن ولا يبكين على هالك بعد اليوم» (٤).


(١) سقط من: [ب].
(٢) في [ق]: (فجاء).
(٣) سقط من: [ق، هـ].
(٤) حسن؛ أسامة بن زيد الليثي صدوق، أخرجه أحمد (٥٥٦٣)، وابن ماجه (١٥٩١)، وابن سعد ٣/ ١٧، وأبو يعلى (٣٥٧٦)، والطحاوي ٤/ ٢٩٣، والطبراني (٢٩٤٤)، والحاكم ٣/ ١٩٤، والبيهقي ٤/ ٧٠.

٣٩٥١٨ - حدثنا أبو معاوية (عن الأعمش) (١) عن شقيق عن خباب قال: هاجرنا مع رسول اللَّه ﷺ نبتغي وجه اللَّه، فوجب أجرنا على اللَّه، فمنا من مضى لم يأكل من أجره شيئا، منهم مصعب بن عمير قتل يوم أحد، فلم يوجد له شيء يكفن فيه إلا نمرة، كانوا إذا وضعوها على رأسه خرجت رجلاه، وإذا وضعوها على رجليه خرج رأسه، فقال رسول اللَّه ﷺ: «اجعلوهما مما يلي رأسه، واجعلوا على رجليه من (الإذخر) (٢)»، ومنا من (أينعت) (٣) له ثمرته فهو (يهدبها) (٤) (٥).


(١) سقط من: [ط].
(٢) في [أ]: (الآخر).
(٣) في [أ، ب]: (إنبعث).
(٤) في [ق]: (يهديها).
(٥) صحيح؛ أخرجه البخاري (١٢٧٦)، ومسلم (٩٤٠).

٣٩٥١٩ - حدثنا زيد بن (الحباب) (١) قال: حدثني محمد بن صالح قال: حدثني يزيد بن (زيد) (٢) مولى أبي أسيد البدري عن أبي أُسيد قال: أنا مع رسول اللَّه ﷺ (على) (٣) قبر حمزة، فمدت النمرة على رأسه فانكشفت رجلاه، فجذبت على رجليه فانكشف رأسه، فقال رسول اللَّه ﷺ: «مدوها على رأسه، واجعلوا على رجليه شجر الحرمل» (٤).


(١) في [أ، ب]: (الخباب).
(٢) في [ق]: (زياد).
(٣) سقط من: [ي]، وفي [هـ]: (في).
(٤) مجهول؛ لجهالة يزيد بن زيد، أخرجه الطبراني (٢٩٤٠) و١٩/ (٥٨٧)، وابن سعد ٣/ ١٥، والبخاري في التاريخ ٨/ ٣٣٥، والشاشي (١٥٢٠).

٣٩٥٢٠ - حدثنا عيسى بن يونس عن محمد بن إسحاق (١) عن أبيه عن أشياخ من الأنصار قالوا: أتي رسول اللَّه ﷺ (يوم أحد) (٢) (بعبد اللَّه) (٣) بن عمرو بن (حرام) (٤) وعمرو بن جموح قتيلين، فقال: «ادفنوهما في قبر واحد، فإنهما كانا متصافيين في الدنيا» (٥).


(١) في [أ، ب]: زيادة (قال: أخبرني أبي عن رجال من بني سلمة).
(٢) سقط من: [هـ].
(٣) في [ب]: (لعبد اللَّه).
(٤) في [ب، ي]: (حزام).
(٥) مجهول؛ ابن إسحاق صدوق وصوح بالتحديث، وهولاء الأشياخ لم تثبت صحبتهم، وأخرجه ابن جرير في التاريخ ٢/ ٧٣، وابن هشام في السيرة ٤/ ٤٨، والبيهقي في الدلائل ٣/ ٢٩١.

٣٩٥٢١ - حدثنا عيسى بن يونس عن محمد بن إسحاق قال: أخبرني أبي عن رجال من بني سلمة قالوا: لما صرف معاوية عينه التي تمر على قبور الشهداء جرت عليهما فبرز قبرهما، فاستصرخ عليهما فأخرجناهما يتثنيان تثنيا كأنما ماتا
٤٧٠
بالأمس، عليهما بردتان قد غطوا بهما على وجوههما وعلى أرجلهما من نبات الإذخر (١).


(١) مجهول؛ لجهالة الرجال، وانظر: تاريخ المدينة لابن شبه (٣٧٠).

٣٩٥٢٢ - حدثنا وكيع عن سفيان (عن الأسود) (١) (بن) (٢) قيس عن (نُبيح) (٣) عن جابر قال: قال لي أبي عبد اللَّه: أي ابني لولا (نسيات) (٤) أخلفهن من بعدي من أخوات وبنات لأحببت أن أقدمك أمامي، ولكن كن في نظاري المدينة قال: فلم ألبث أن جاءت بهما عمتي قتيلين -يعني: أباه وعمه-، قد عرضتهما على بعير (٥).


(١) سقط من: [أ، ب].
(٢) في [أ، ب، جـ، س، ط، ع، هـ]: (عن).
(٣) في [س]: (بلبح).
(٤) في [جـ]: (نساء)، وفي [أ، ق، هـ]: (بنيات).
(٥) صحيح.

٣٩٥٢٣ - حدثنا علي بن هاشم عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال: قتل رجل من المشركين يوم أحد (فأراد) (١) المشركون أن يدوه فأبى فأعطوه حتى بلغ الدية فأبى (٢).


(١) في [ي]: (فلما).
(٢) ضعيف؛ لسوء حفظ ابن أبي ليلى.

٣٩٥٢٤ - حدثنا خالد بن مخلد قال: حدثنا إبراهيم بن إسماعيل قال: أخبرني عبد الرحمن بن ثابت وداود بن الحصين عن فارسي مولى بني معاوية أنه ضرب رجلا يوم أحد فقتله (وقال) (١): خذها وأنا الغلام الفارسي، فقال رسول اللَّه ﷺ:
٤٧١
«ما منعك أن تقول الأنصاري وأنت منهم، إن مولى القوم منهم» (٢).


(١) في [أ، ب]: (فقال).
(٢) مضطرب؛ ورد عن داود بأسانيد متعددة، انظرها: في الإصابة ٢/ ٤٨٥ و٤/ ٥٢٩ و٥/ ٢٤٧ و٥/ ٥٤٥ و٧/ ٢٧٨، وأخرجه أحمد (٢٢٥١٥)، وأبو داود (٥١٢٣)، وابن ماجه (٤٧٨٤)، والدولابي ١/ ٤٥، وأبو يعلى (٩١٠)، وابن أبي حاتم في الجرح ٩/ ٤١٦، والمزي ٣٤/ ٩٤، وابن قانع ٢/ ١٥٧.

٣٩٥٢٥ - حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا حميد عن أنس بن مالك أن عمه (١) غاب عن قتال بدر فقال: غبت عن أول قتال قاتله رسوله اللَّه ﷺ المشركين (لئن أراني اللَّه قتال المشركين) (٢)، ليرين اللَّه ما أصنع، فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون (فقال) (٣): اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء -يعني المسلمين، وأبرأ إليك مما «جاء) (٤) به) (٥) هؤلاء -يعني المشركين، وتقدم فلقيه سعد بأخراها ما دون أحد، فقال سعد: أنا معك، فلم أستطع أصنع ما صنع، ووجُد (فيه) (٦) بضع وثمانون (من) (٧) ضربة بسيف وطعنة (برمح) (٨) ورمية بسهم، (فكنا) (٩) نقول فيه وفي أصحابه نزلت: ﴿فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ﴾ [الأحزاب: ٢٣] (١٠).


(١) في [ق]: زيادة (أنس بن النضر).
(٢) سقط من: [هـ].
(٣) في [أ، ب]: (قال).
(٤) في [ب]: (جاز).
(٥) في [ي]: (صنع هؤلاء).
(٦) سقط من: [أ، ب].
(٧) سقط من: [أ، ب].
(٨) سقط من: [أ، ب].
(٩) في [أ، ب]: (وكنا).
(١٠) صحيح؛ أخرجه البخاري (٢٨٠٥)، ومسلم (١٩٠٣).

٣٩٥٢٦ - حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا همام عن قتادة عن الحسن و(سعيد) (١) بن المسيب أن قتلى أحد غسلوا (٢).


(١) في [ي]: (سعد).
(٢) مرسل؛ فيه شذوذ، الحسن وسعيد تابعيان، ونقل الكافة عن قتلى أحد أنهم لم يغسلوا.

٣٩٥٢٧ - حدثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: رأيت يد طلحة بن عبيد اللَّه شلاء، وقى بها النبي ﷺ يوم أحد (١).


(١) صحيح؛ أخرجه البخاري (٤٠٦٣)، وأحمد (١٣٨٦).

٣٩٥٢٨ - حدثنا عبد الوحيم بن (سليمان عن) (١) زكريا عن الشعبي قال: قتل حمزة بن عبد المطلب يوم أحد، وقتل حنظلة بن الواهب الذي طهرته الملائكة يوم أحد (٢).


(١) سقط من: [أ، ب].
(٢) مرسل؛ الشعبي تابعي، وأخرجه البيهقي ٤/ ١٥.

٣٩٥٢٩ - حدثنا عبد اللَّه بن إدريس عن عبيد اللَّه بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: عرضت على رسول اللَّه صلى اللَّه (١) عليه وسلم (٢) يوم أحد وأنا ابن أربع عشرة فاستصغرني، وعرضت عليه يوم الخندق وأنا ابن خمس عشرة فأجازني (٣).


(١) إلى هنا ينتهي سقط نسخة [ع] الذي بدأ من حديث رقم [٣٨٤٧٠] في آخر الزهد.
(٢) في [ع]: زيادة (عرضني).
(٣) صحيح؛ أخرجه البخارى (٢٦٦٤)، ومسلم (١٨٦٨).

٣٩٥٣٠ - قال نافع: فحدثت به عمر بن عبد العزيز فقال: هذا حد بين الصغير والكبير، فكتب إلى عماله أن يفرضوا لابن خمس عشرة في المقاتلة، ولابن أربع عشرة في الذرية.

٣٩٥٣١ - حدثنا يعلى بن عبيد قال: حدثنا محمد بن عمرو عن (سعد) (١) بن المنذر قال: خرج رسول اللَّه ﷺ إلى أحد، فلما خلف ثنية الوداع (نظر) (٢) خلفه فإذا كتيبة خشناء، (فقال: «من هؤلاء؟») (٣) (قالوا) (٤): عبد اللَّه بن أبي بن سلول ومواليه من اليهود، قال: «(أوقد) (٥) أسلموا؟»، قالوا: لا، بل (هم) (٦) على دينهم، قال: «مروهم فليرجعوا فإنا لا نستعين بالمشركين (على المشركين) (٧)» (٨).


(١) في [أ، ب، جـ، س، ط، هـ]: (سعيد).
(٢) في [هـ]: (فنظر).
(٣) سقط من: [أ، ب].
(٤) في [أ، ب]: (فقالوا).
(٥) في [أ، ط، ق، هـ]: (أقد).
(٦) سقط من: [هـ].
(٧) سقط من: [هـ].
(٨) مرسل؛ سعد بن المنذر تابعي، وقد ورد من حديث سعد بن المنذر عن أبي حميد الساعدي، أخرجه الحاكم ٢/ ١٢٢، وابن سعد ٢/ ٤٨، والبيهقي ٩/ ٣٧، وابن أبي عاصم في الآحاد (٢٠٦٨)، وإسحاق كما في المطالب العالية (٤٢٦٣)، والطحاوي في شرح المشكل ٦/ ٤١٧.

٣٩٥٣٢ - حدثنا عبد اللَّه بن إدريس عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة أن قتادة بن النعمان سقطت عينه على وجنته يوم أحد، فردها رسول اللَّه ﷺ، فكانت أحسن عين وأحدَّها (١).


(١) مرسل؛ عاصم بن عمر بن قتادة تابعي، وأخرجه ابن سعد ٣/ ٤٥٢، وابن الأثير في أسد الغابة ٤/ ٤١٢، وابن عساكر ٤٩/ ٢٨٢، والبيهقي في دلائل النبوة ٣/ ٢٥١، وورد الخبر من حديث عاصم عن أبيه عن جده، أخرجه أبو يعلى (١٥٤٩)، والطبراني ١٩/ (١٣)، وابن قانع ٢/ ٣٦٠، وابن عدي ٤/ ٢٨٣، وورد من حديث عاصم عن جده، أخرجه البيهقي في الدلائل ٣/ ٢٥١، وأبو نعيم في دلائل النبوة (١٢٦)، وابن عساكر ٤٩/ ٢٨٠، كما ورد من حديث عاصم عن جابر، أشار له ابن عبد البر في الاستيعاب ٣/ ١٢٧٥.

٣٩٥٣٣ - حدثنا معتمر بن سليمان عن معمر عن الزهري عن رجل عن جابر أن النبي ﷺ أمر بالقتلى يوم أحد (فزملوا) (١) بدمائهم وأن يقدم أكثرهم أخذا لقُرآنٍ وأن يدفن إثنان في قبر، قال: فدفنت أبي وعمي في قبر (٢).


(١) في [هـ]: (فزلوا).
(٢) مجهول؛ لإبهام الراوي عن جابر، وورد الحديث من طريق الزهري عن عبد الرحمن بن كعب ابن مالك عن جابر، أخرجه البخاري (١٣٤٣)، وأبو داود (٣١٣٨)، والترمذي (١٠٣٦)، والنسائي (٢٠٨٢)، وابن ماجه (١٥١٤)، وتقدم ٣/ ٣٢٥ برقم [١٢٠٠٩]، كما ورد من طريق الزهري عن ثعلبة بن عبد اللَّه بن صغير، وقيل: عبد اللَّه بن ثعلبة، أخرجه عبد الرزاق (٦٦٣٣)، وأحمد ٥/ ٤٣١ (٢٣٧٠٩)، وأبو يعلى (١٩٥١)، والبيهقي ٤/ ١١، والضياء ٩/ ١١٦ (١٠٥)، وورد من حديث أسامة عن الزهري عن أنس، أخرجه أحمد (١٢٣٠٠)، وأبو داود (٣١٣٦)، والترمذي (١٠١٦)، وتقدم ١٤/ ٣٩١ برقم [٣٩٥١٥]، ورقم [١٢٠١١]، ووهم أسامة فيه.

٣٩٥٣٤ - حدثنا زيد (بن حباب) (١) عن موسى بن عبيدة قال: حدثني محمد بن ثابت أن رسول اللَّه ﷺ قال يوم أحد: «أقدم مصعب» فقال له عبد الرحمن: يا رسول اللَّه ألم يقتل مصعب قال: «بلى، ولكن ملك قام مكانه وتسمى باسمه» (٢).


(١) سقط من: [أ، ب].
(٢) مرسل؛ محمد بن ثابت من تابعي التابعين، وموسى بن عبيدة ضعيف.

٣٩٥٣٥ - حدثنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن الشعبي عن عبد اللَّه قال: كن النساء يوم (أحد) (١) يجهزن على الجرحى ويسقين (الماء) (٢) ويداوين الجرحى (٣).


(١) في [جـ، ع، ي]: (بدر).
(٢) في [س]: (الدواء).
(٣) منقطع؛ الشعبي لم يسمع من ابن مسعود، أخرجه أحمد (٤٤١٤)، وابن سعد ٣/ ١٦، وعبد الرزاق (٦٦٥٣).

٣٩٥٣٦ - حدثنا عفان قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: (أخبرنا) (١) ثابت عن أنس أن رسول اللَّه ﷺ أخذ سيفا يوم (أحد) (٢) فقال: «من يأخذ (مني هذا؟) (٣)» فبسطوا أيديهم، فجعل كل إنسان منهم يقول: (أنا) (٤) أنا، فقال: (من يأخذه بحقه؟) (٥) قال: فأحجم القوم، فقال سماك أبو دجانة: أنا آخذه بحقه، قال: فأخذه، ففلق به هام المشركين (٦).


(١) في [أ، ب]: (أنبأنا)، وفي [ي]: (حدثنا).
(٢) سقط من: [جـ].
(٣) في [جـ]: (هذا مني).
(٤) سقط من: [أ، ب].
(٥) هكذا في: [ق، هـ]، وسقط من بقية النسخ، وقد أخرجه بها مسلم (٢٤٧٠)، والبيهقي في الدلائل ٣/ ٢٣٢.
(٦) صحيح؛ أخرجه مسلم (٢٤٧٠)، وأحمد (١٢٢٣٥).

٣٩٥٣٧ - حدثنا أبو معاوية عن هشام عن أبيه قال: كان رسول اللَّه ﷺ إذا رأى أحدا قال: «هذا جبل يحبنا ونحبه» (١).


(١) مرسل؛ عروة تابعي، أخرجه عبد الرزاق (١٧١٦٩)، ومالك في الموطأ (١٥٨٥)، والجندي في فضائل المدينة (١٠)، وابن شبه في أخبار المدينة (٢٦٨)، وورد من حديث هشام عن أبيه عن جده الزبير، أخرجه أبو نعيم في تاريخ أصبهان (٨١١).

٣٩٥٣٨ - حدثنا هاشم بن القاسم (١) قال: حدثنا شعبة عن الحكم قال: لم يصل عليهم ولم يغسلوا يعني قتلى أحد (٢).


(١) في [أ، ب، ط، هـ]: زيادة (عن أبيه).
(٢) مرسل؛ الحكم ليس صحابيًا.

٣٩٥٣٩ - حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن زكريا عن عامر قال: أصيب يوم أحد أنف النبي ﷺ ورباعيته، وزعم أن طلحة وقى رسول اللَّه ﷺ بيده
٤٧٦
فضرب فشلت (أصبعه) (١) (٢).


(١) في [هـ]: (أصابعه).
(٢) مرسل؛ الشعبي تابعي، أخرجه ابن سعد ٣/ ٢١٧، وابن عساكر ٢٥/ ٧٩.

٣٩٥٤٠ - حدثنا عبد اللَّه بن (بكر) (١) (التيمي) (٢) عن حميد عن أنس عن أبي طلحة قال: كنت فيمن أنزل عليه النعاس يوم أحد حتى (سقط) (٣) سيفي من يدي مرارا (٤).


(١) في [ب، ع]: (بكير).
(٢) كذا في النسخ، وصوابه السهمي، كما في طبقات ابن سعد ٣/ ٥٠٥، وكتب التراجم.
(٣) سقط من: [ع].
(٤) صحيح؛ أخرجه البخاري (٤٠٦٨)، والنسائي (١١١٩٩)، وأخرجه مسلم (١٠٨١١) من حديث أنس.

٣٩٥٤١ - حدثنا (أسود) (١) بن عامر قال: (حدثنا) (٢) حماد بن سلمة قال: (حدثنا) (٣) علي بن زيد وثابت عن أنس أن النبي ﷺ لما رهقه المشركون يوم أحد قال: «من يودهم عنا (وهو) (٤) في الجنة؟» فقام رجل من الأنصار فقاتل حتى قتل، ثم قام آخر يردهم حتى قتل (حتى قتل) (٥) سبعة فقال النبي ﷺ: «ما أنصفنا أصحابنا» (٦).


(١) في [ق]: (الأسود).
(٢) في [ع]: (أخبرنا).
(٣) في [ع]: (أخبرنا).
(٤) في [هـ]: (فهو).
(٥) سقط من: [أ، ب، ط، هـ]، والمعنى: أن الأول قتل فتقدم آخر فقتل، حتى قتل سبعة من الأنصار.
(٦) صحيح لغيره؛ أخرجه مسلم (١٧٨٩)، وأحمد (١٤٠٥٦).

٣٩٥٤٢ - حدثنا زيد بن الحباب قال: حدثنا موسى بن عبيدة قال: أخبرني عبد اللَّه بن عبيدة عن أبي صالح مولى أم هانئ أن الحارث بن سويد بايع رسول اللَّه ﷺ
٤٧٧
وآمن به، ثم لحق بأهل مكة وشهد (أحدا) (١) فقاتل المسلمين ثم (سقط) (٢) في يده فرجع إلى مكة، فكتب إلى أخيه (جلاس) (٣) بن سويد: يا أخي إني قد ندمت على ما كان مني فأتوب إلى اللَّه، وأرجع إلى الإسلام، فاذكر ذلك لرسول اللَّه ﷺ فإن طمعت (لي) (٤) في توبة فاكتب (إلي) (٥)، (فذكره) (٦) لرسول اللَّه ﷺ فأنزل اللَّه: ﴿كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ﴾، قال: (فقال) (٧) قوم من أصحابه ممن كان عليه: (يتمتع) (٨) ثم (يراجع) (٩) إلى الإسلام فأنزل اللَّه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ﴾ [آل عمران: ٨٦، ٩٠] (١٠).


(١) في [أ، ب، س]: (بدرًا).
(٢) في [ع]: (أسقط).
(٣) في [أ، ب، س، ع]: (قلاس)، وفي [ي]: (خلاس).
(٤) سقط من: [أ، ب، س، ق].
(٥) في [أ، ب]: (لي).
(٦) في [ق]: (فذكر ذلك).
(٧) في [أ، ب]: (فقام).
(٨) في [أ، ب، ق]: (يتمنع)، وفي [ي]: (نتمنع).
(٩) في [س]: (تراجع).
(١٠) مرسل ضعيف؛ أبو صالح تابعي ضعيف، وموسى ضعيف أيضًا.

٣٩٥٤٣ - حدثنا زيد بن حباب قال: أخبرنا موسى بن عبيدة قال: أخبرني محمد ابن كعب القرظي أن عليا لقي فاطمة يوم أحد فقال: خذي السيف غير مذموم، فقال رسول اللَّه ﷺ: «يا علي، إن كنت أحسنت القتال اليوم فقد أحسنه أبو دجانة (١) ومصعب بن عمير والحارث بن الصمة وسهل بن حنيف:
٤٧٨
(ثلاثة) (٢) من الأنصار، ورجل من قريش» (٣).


(١) في [أ، ب]: زيادة (الأنصاري).
(٢) سقط من: [ق].
(٣) مرسل ضعيف؛ محمد بن كعب تابعي، وموسى بن عبيدة ضعيف.

٣٩٥٤٤ - حدثنا سفيان ابن عيينة عن عمرو عن عكرمة قال: جاء علي بسيفه فقال: خذيه حميدا، فقال النبي ﷺ: («إن كنت أحسنت القتال اليوم فقد أحسنه سهل بن حنيف وعاصم بن ثابت والحارث بن الصمة وأبو دجانة»، فقال النبي ﷺ) (١): «من يأخذ هذا السيف بحقه؟» فقال أبو دجانة: أنا، وأخذ السيف فضرب به حتى جاء به قد حناه، فقال رسول اللَّه ﷺ: «أعطيته حقه؟» قال: نعم (٢).


(١) سقط من: [جـ].
(٢) مرسل؛ عكرمة تابعي، أخرجه سعيد بن منصور (٢٨٧٧)، وقد ورد الخبر من طريق عكرمة عن ابن عباس، أخرجه الحاكم ٣/ ٢٤، وأبو نعيم في الإمامة (٣٥)، وابن أبي عاصم في الجهاد (٢٩٣)، والطبراني (٦٥٠٧)، وورد آخره من حديث أنس عند مسلم (٢٤٧٠).

٣٩٥٤٥ - حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن يزيد بن أبي زياد عن عبد اللَّه بن الحارث بن نوفل أن النبي ﷺ استقبله رجل من المشركين يوم أحد مصلتا يمشي، فاستقبله رسول اللَّه ﷺ يمشي فقال:
أنا النبي غير الكذب … أنا ابن عبد المطلب
قال: فضربه رسول اللَّه ﷺ فقتله (١).


(١) مرسل ضعيف؛ عبد اللَّه بن الحارث ليس له رواية، ويزيد ضعيف.

٣٩٥٤٦ - حدثنا عفان قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: (أخبرنا) (١) عطاء بن السائب عن الشعبي أن امرأة دفعت (إلى) (٢) ابنها يوم أحد السيف، فلم يطلق حمله
٤٧٩
فشدته على ساعده بنسعة، ثم أتت به النبي عليه الصلاة والسلام فقالت: يا رسول اللَّه هذا ابني يقاتل عنك، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: «أي بني احمل هاهنا أي بني احمل هاهنا»، فأصابته جراحة، فصرع فأتى النبي ﷺ فقال: «أي بني لعلك جزعت؟» قال: لا، يا رسول اللَّه (٣).


(١) في [أ، ب، ع]: (أنبأنا)، وفي [ي]: (حدثنا).
(٢) في [أ، ب]: (على).
(٣) مرسل؛ الشعبي تابعي، والأظهر أن رواية حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب قبل اختلاطه.

٣٩٥٤٧ - حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: (أخبرنا) (١) عطاء بن السائب، عن الشعبي، عن ابن مسعود أن النساء كن يوم أحد خلف المسلمين يجهزن على جرحى المشركين فلو حلفت يومئذ لرجوت أن أبر: أنه ليس أحد منا يريد الدنيا حتى أنزل اللَّه: ﴿مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ﴾ [آل عمران: ١٥٢] فلما خالف أصحاب النبي ﷺ وعصوا ما أمروا به، (أفرد) (٢) رسول اللَّه ﷺ في تسعة: سبعة من الأنصار ورجلين من قريش وهو عاشرهم، فلما رهقوه (قال) (٣): «رحم اللَّه رجلا ردهم عنا»، قال: فقام رجل من الأنصار فقاتل ساعة حتى قتل، فلما رهقوه أيضا قال: «يرحم (اللَّه رجلا ردهم) (٤) عنا»، فلم يزل يقول حتى قتل السبعة، فقال النبي ﷺ لصاحبيه: «ما أنصفنا أصحابنا».

فجاء أبو سفيان فقال: أعل هبل، فقال رسول اللَّه ﷺ: («قولوا: اللَّه أعلى وأجل»، فقال أبو سفيان: لنا عزى ولا عزى لكم، فقال رسول اللَّه ﷺ) (٥): قولوا:
٤٨٠
«اللَّه مولانا، والكافرون لا مولى لهم»، فقال أبو سفيان: يوم بيوم بدر، يوم لنا ويوم علينا، ويوما (نساء) (٦) ويوما نسر، حنظلة بحنظلة، وفلان بفلان، وفلان بفلان، فقال رسول اللَّه ﷺ: «لا سواء، أما قتلانا فأحياء يرزقون، وقتلاكم في النار يعذبون».

ثم قال أبو سفيان: قد كان في القوم مثلة، وإن كانت (٧) بغير ملاء مني، ما أمرت ولا نهيت، ولا أحببت ولا كرهت، ولا ساءني ولا (سرني) (٨).

قال: فنظروا فإذا حمزة قد بقر بطنه وأخذت هند كبده فلاكتها فلم تستطع إن تأكلها، فقال رسول اللَّه ﷺ: «أكلت منه شيئا؟»قالوا: لا، قال: «ما كان اللَّه ليدخل شيئا من حمزة النار»، فوضع رسول اللَّه ﷺ حمزة (فصلى) (٩) عليه، وجيء برجل من الأنصار فوضع إلي جنبه فصلى عليه، فرفع الأنصاري وترك حمزة، ثم جيء بآخر فوضعه إلى جنب حمزة فصلى عليه، ثم رفع وترك حمزة حتى صلى عليه يومئذ سبعين صلاة (١٠).


(١) في [أ، ب، ي]: (أنبأنا).
(٢) في [جـ]: (فرد).
(٣) في [أ، ب]: (فقال).
(٤) في [ي]: (يرحم).
(٥) سقط من: [جـ، ي].
(٦) في [أ، ب]: (مشا).
(٧) في [هـ]: زيادة (لعن).
(٨) في [أ، ب]: (يسر نحو).
(٩) في [ص، ي]: (فصل).
(١٠) منقطع؛ الشعبي لم يسمع من ابن مسعود، أخرجه أحمد (٤٤١٤)، وابن سعد ٣/ ١٦، وعبد الرزاق (٦٦٥٣).

٣٩٥٤٨ - حدثنا محمد بن مروان عن عمارة بن أبي حفصة عن عكرمة قال: شج النبي ﷺ (في وجهه يوم أحد) (١) وكسرت رباعيته، (وذلق) (٢) من العطش حتى
٤٨١
جعل (يقع) (٣) على ركبتيه، وتركه أصحابه فجاء أبي بن خلف يطلبه بدم أخيه أمية بن خلف، فقال: أين هذا الذي يزعم أنه نبي فليبرز (لي) (٤) فإنه إن كان نبيا قتلني، فقال رسول اللَّه ﷺ: «أعطوني الحرية»، فقالوا: يا رسول اللَّه وبك حراك فقال: «إني قد (استسقيت) (٥) (اللَّه) (٦) دمه»، فأخذ الحربة ثم مشى إليه فطعنه فصرعه عن دابته وحمله أصحابه فاستنقذوه، فقالوا (له) (٧): ما نرى بك بأسا، قال: «إنه قد (استسقى) (٨) اللَّه دمي، إني لأجد لها ما لو كانت على ربيعة ومضر لوسعتهم» (٩).


(١) في [ع]: (يوم أحد في وجهه).
(٢) في [أ، ب]: (وملق).
(٣) في [ي]: (تقع).
(٤) في [جـ، ق]: (إلي).
(٥) في [ق، هـ]: (استسعيت).
(٦) سقط من: [جـ].
(٧) سقط من: [جـ].
(٨) في [ق، هـ]: (استسعى).
(٩) مرسل؛ عكرمة تابعي، وورد أوله من حديث عكرمة عن ابن عباس، أخرجه ابن عدي في الكامل ٥/ ٢٩٨.

٣٩٥٤٩ - حدثنا عفان قال: حدثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن الزبير مثله (١).


(١) صحيح؛ أخرجه البيهقي في دلائل النبوة ٣/ ٢٥٨.

٣٩٥٥٠ - حدثنا أحمد بن عبد اللَّه قال: حدثنا أبو بكر (عن) (١) يزيد (عن) (٢) مقسم عن ابن عباس قال: لما قتل حمزة يوم أحد أقبلت صفية تطلبه لا تدري ما صنع، قال: فلقيت عليا والزبير، فقال علي للزبير: (اذكره) (٣) لأمك، وقال الزبير:
٤٨٢
لا، بل (٤) (اذكره) (٥) أنت لعمتك، قالت: ما فعل حمزة؟ قال: (فأرياها) (٦) أنهما لا يدريان، قال: فجاء النبي ﷺ فقال: «إني لأخاف على عقلها»، قال: فوضع (يده) (٧) على صدرها ودعا لها، قال: فاسترجعت وبكت، قال: ثم جاء فقام عليه وقد مثل به، فقال: «(لولا) (٨) جزع النساء لتركته حتى يحشر من حواصل الطير وبطون (السباع) (٩)»، قال: ثم أمر بالقتلى فجعل يصلي عليهم، قال: (فيضع) (١٠) تسعة وحمزة، فيكبر عليهم سبع تكبيرات، ثم يرفعون ويترك حمزة، ثم يجاء فيكبر عليهم سبعا حتى فرغ منهم (١١).


(١) في [جـ]: (ابن).
(٢) في [جـ]: (ابن).
(٣) في [أ، ب، ط، هـ]: (اذكر).
(٤) في [ع]: زيادة (قل).
(٥) في [أ، ب، ط، هـ]: (اذكر).
(٦) في [أ، ب]: (فأراهما).
(٧) في [أ، ب]: (يدها).
(٨) في [أ]: (لولى).
(٩) في [جـ]: بياض.
(١٠) في [ي]: (فنضع).
(١١) ضعيف؛ لضعف يزيد بن أبي زياد، أخرجه الحاكم ٣/ ١٩٧، وابن ماجه (١٥١٣)، وابن سعد ٣/ ١٤، والطحاوي ١/ ٥٠٣، والطبراني ٣/ (٢٩٣٥)، والبيهقي ٤/ ١٢.

٣٩٥٥١ - حدثنا خالد بن مخلد قال: (حدثنا) (١) (عبد الرحمن) (٢) بن عبد العزيز قال: حدثنا الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه أن رسول اللَّه ﷺ قال يوم أحد: «من رأى مقتل حمزة؟» فقال رجل (أعزل) (٣): أنا رأيت مقتله، قال: فانطلق (فأرناه) (٤)، فخرج حتى وقف على حمزة فرآه قد
٤٨٣
(بقر) (٥) بطنه وقد مثل به، فقال: يا رسول اللَّه مثل به (واللَّه) (٦)، فكره رسول اللَّه ﷺ أن ينظر إليه، ووقف بين ظهراني القتلى فقال: «(أنا) (٧) شهيد على هؤلاء القوم، لفوهم في دمائهم فإنه ليس جريح يجرح إلا جرحه يوم القيامة يدمى، لونه لون الدم، وريحه ريح المسك، قدموا أكثر القوم قرآنا (فاجعلوه) (٨) في اللحد» (٩).


(١) في [ق، ع]: (أخبرنا).
(٢) في [أ، ب]: (عبد العزيز).
(٣) في [جـ]: (أعزك).
(٤) في [ع]: (فأريناه).
(٥) في [ع]: (شرط).
(٦) سقط من: [أ، ب].
(٧) سقط من: [ي].
(٨) في [ي]: (واجعلوه).
(٩) شاذ؛ أخرجه الطبراني ١٩/ (١٦٧)، والبيهقي ٤/ ١١، وصوابه الزهري عن عبد الرحمن عن جابر، كما أخرجه البخاري (١٣٤٣)، وأبو داود (٣١٣٨)، وابن ماجه (١٥١٤)، والترمذي (١٠٣٦)، والنسائي ٤/ ٦٢، وابن حبان (٣١٩٧).

٣٩٥٥٢ - حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن حميد بن هلال عن سعد بن هشام بن عامر عن أبيه قال: اشتكى إلى رسول اللَّه ﷺ شدة الجراح يوم أحد فقال: «احفروا وأوسعوا وادفنوا في القبر الاثنين والثلاثة، وقدموا أكثرهم قرآنا»، فقدموا أبي بين يدي رجلين (١).


(١) صحيح؛ أخرجه أحمد ٤/ ٢٠ (١٦٣٠٠)، وأبو داود (٣٢٠١٥)، والترمذي (١٧١٣)، والنسائي (٢١٣٨)، وابن ماجه (١٥٦٠)، وسعيد بن منصور (٢٥٨٢)، والطبراني ٢٢/ (٤٤٤)، وعبد الرزاق (١٥٠١)، والبيهقي ٣/ ٤١٣، ويعقوب في المعرفة ٣/ ٢٢٠، وابن شبه (٣٧٩)، وابن حزم ٥/ ١١٦، وابن أبي عاصم في الآحاد (٢١٤٤)، وأبو يعلى (١٥٥٣).

٣٩٥٥٣ - حدثنا أبو أسامة عن شعبة عن عدي بن ثابت عن عبد اللَّه بن يزيد عن زيد بن ثابت قال: (لما خرج رسول اللَّه ﷺ إلى أحد خرج معه ناس فرجعوا،
٤٨٤
قال: فكان أصحاب رسول اللَّه ﷺ) (١) فيهم فرقتين: قالت فرقة: (نقتلهم) (٢)، وفرقة (قالت) (٣): لا نقتلهم، فنزلت: ﴿(فَمَا لَكُمْ) (٤) فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا﴾ [النساء: ٨٨]، قال: فقال رسول اللَّه ﷺ: «إنها طيبة، وإنها تنفي (الخبث) (٥) كما تنفي النار خبث (الفضة) (٦)» (٧).


(١) سقط من: [ق، ي].
(٢) في [أ، ب]: (تقتلهم).
(٣) في [ع]: (وقالت: فرقة).
(٤) في [ي]: (مالكم).
(٥) في [أ، ب]: (الخبيث).
(٦) في [س، ع]: (الحديد).
(٧) صحيح؛ أخرجه البخاري (١٨٨٤)، ومسلم (٢٧٧٦).

٣٩٥٥٤ - (حدثنا) (١) كثير بن هشام قال: حدثنا هشام الدستوائي عن أبي الزبير عن جابر قال: صرخ إلى قتلانا يوم أحد إذ أجرى معاوية العين (فاستخرجناهم) (٢) بعد أربعين سنة لينة أجسادهم تتثنى أطرافهم (٣).


(١) في [ع]: (أخبرنا).
(٢) في [أ، ب]: (فاستخرجنه).
(٣) صحيح؛ أخرجه ابن سعد ٣/ ٥٦٣، والطحاوي في شرح المشكل ٣/ ٤٩، والبيهقي في دلائل النبوة ٣/ ٢٩١، وابن شبه في أخبار المدينة (٣٨٦)، وابن عبد البر في التمهيد ١٩/ ٢٤١، وابن الأثير في أسد الغابة ٢/ ٧١.

٣٩٥٥٥ - حدثنا عفان قال: (حدثنا) (١) حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس عن أبي طلحة قال: رفعت رأسي يوم أحد فجعلت أنظر، فما أرى أحدا من القوم إلا يميد تحت حجفته من النعاس (٢).


(١) في [ع]: (أخبرنا).
(٢) صحيح؛ أخرجه البخاري (٤٠٦٨)، والترمذي (٣٠٠٧)، والحاكم ٢/ ٢٥٧.

٣٩٥٥٦ - حدثنا مالك قال: (حدثنا) (١) يعقوب (بن) (٢) عبد اللَّه (عن) (٣) جعفر ابن أبي المغيرة عن ابن أبزى قال: بارز علي يوم أحد من بني شيبة طلحة (ومسافعا) (٤)، قال: وسمى إنسانا آخر، قال: فقتلهم سوى من قتل من الناس فقال لفاطمة حيث نزل: خذي السيف غير ذميم فقال له رسول اللَّه ﷺ: «لئن كنت أبليت فقد أبلى (فلان الأنصاري) (٥) وفلان الأنصاري (وفلان الأنصاري) (٦) حتى انقطع نفسه أو كاد ينقطع نفسه» (٧).


(١) في [ع]: (أخبرنا).
(٢) في [س]: (عن).
(٣) في [ط]: (بن).
(٤) في [ع]: (مسافع).
(٥) في [أ، ب، ع]: (عتبة).
(٦) سقط من: [أ، ب، ط، هـ].
(٧) مرسل؛ ابن أبزى، هو سعيد بن عبد الرحمن تابعي.

٣٩٥٥٧ - حدثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي (غنية) (١) عن أبيه عن الحكم قال: لما كسرت (رباعية) (٢) رسول اللَّه يوم أحد قال رسول اللَّه ﷺ: (»اشتد غضب اللَّه على ثلاثة (٣): من زعم أنه ملك الأملاك) (٤) اشتد غضب اللَّه على (من) (٥) كسر رياعية رسول اللَّه ﷺ وأثر في وجهه، (اشتد) (٦) غضب اللَّه على من زعم
٤٨٦
أن للَّه (ولدا) (٧) " (٨).


(١) في [أ، ب، ع]: (عتبة).
(٢) في [جـ]: بياض.
(٣) في [أ، ب، س، ع]: زيادة (على).
(٤) سقط من: [جـ، ق، ي].
(٥) سقط من: [ي].
(٦) في [ي]: (أشد).
(٧) في [أ، ب]: (ولد).
(٨) مرسل؛ الحكم تابعي، وورد من حديث الحكم عن مقسم عن ابن عباس، أخرجه الطبراني (١٢١١٣).

٣٩٥٥٨ - حدثنا خالد بن مخلد قال: (حدثنا) (١) مالك بن أنس عن عبد اللَّه بن أبي بكر عن رجل قال: هشمت البيضة على (رأس) (٢) رسول اللَّه ﷺ يوم أحد، وكسرت رياعيته، وجرح في وجهه، ودووي بحصير محرق وكان علي بن أبي طالب ينقل إليه الماء في (الحجفة) (٣) (٤).


(١) في [ع]: (أخبرنا).
(٢) سقط من: [ع].
(٣) في [هـ]: (الجحفة).
(٤) مجهول؛ لإبهام الرجل.

٣٩٥٥٩ - حدثنا أبو أسامة قال: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب قال: قال عبد الرحمن بن أبي بكر لأبي بكر: رأيتك يوم أحد (فصغت) (١) عنك، قال: فقال أبو بكر: لكني لو رأيتك ما (صغت) (٢) عنك (٣) (٤).


(١) في [هـ]: (فصدفت)، وفي المستدرك: (فصفحت).
(٢) في [هـ]: (صدفت)، وفي المستدرك: (صفحت).
(٣) في [ع]: (هنا انتهى الجزء الأول من المغازي والحمد للَّه سيكون الثاني)، وتكررت الأربعة الأحاديث الأخيرة بعد ذلك.
(٤) مرسل؛ أيوب تابعي، وأخرجه الحاكم ٣/ ٥٣٩ (٦٠٠٥).

[٢٧] غزوة الخندق

٣٩٥٦٠ - (حدثنا أبو بكر قال) (١): حدثنا يزيد بن هارون قال:
٤٨٧
(أخبرنا) (٢) محمد ابن عمرو عن أبيه عن جده عن عائشة قالت: خرجتُ يوم (الخندق) (٣) أقفو آثار الناس، فسمعت وئيد الأرض (ورائي) (٤) فالتفتُ فإذا أنا بسعد بن معاذ ومعه ابن أخيه الحارث بن أوس، يحمل مجنه، فجلست إلى الأرض.

قالت: فمر سعد وعليه (درع) (٥) قد خرجت منها أطرافه، فأنا أتخوف على أطراف سعد، قالت: وكان من أعظم الناس وأطولهم، قالت: فمر يرتجز وهو يقول:
لَبّثَ قَلِيلا يُدْرِكْ الهَيْجَا حَمَلْ … مَا أَحْسَنَ المَوْتَ إِذَا حَانَ الأَجَلْ

(قالت) (٦): فقمت فاقتحمت حديقة، (فإذا) (٧) فيها نفر من المسلمين فيهم عمر بن الخطاب وفيهم (رجل) (٨) عليه تسبغة له -تعني: المغفر-، قال: فقال عمر: ويحك ما جاء بك؟ ويحك ما جاء بك؟ واللَّه إنك (لجريئة) (٩) ما يؤمنك أن يكون (تحوز) (١٠) وبلاء، قالت: فما زال يلومني حتى تمنيت أن الأرض انشقت فدخلت فيها، (قال) (١١): فرفع الرجل (التسبغة) (١٢) عن وجهه فإذا طلحة بن
٤٨٨
عبيد اللَّه، قال: فقال: يا عمر، ويحك قد أكثرت (منذ) (١٣) اليوم، وأين التحوز أو الفرار (إلا) (١٤) إلى اللَّه.

(قالت) (١٥): ويرمي سعدا رجلٌ من المشركين من قريش يقال له: حبان بن العرقة بسهم، فقال: خذها وأنا ابن العرقة، فأصاب أكحله فقطعه فدعا اللَّه فقال: اللهم لا تمتني حتى تقر عيني من قريظة -وكانوا حلفاءه ومواليه في الجاهلية- فرقأ كلمه، وبعث اللَّه الربح على المشركين ﴿(وَكَفَى) (١٦) اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا﴾ [الأحزاب: ٢٥]، فلحق أبو سفيان بتهامة، ولحق عيينة بن بدر بن (حصن) (١٧) ومن معه بنجد، ورجعت بنو قريظة فتحصنوا في صياصيهم.

ورجع رسول اللَّه ﷺ إلى المدينة فأمر بقبة فضربت على سعد في المسجد ووضع (السلاح) (١٨)، قالت: فأتاه جبريل فقال: أقد وضعت السلاح، واللَّه ما وضعت الملائكة السلاح، فأخرج إلى بني قريظة فقاتلهم.

فأمر رسول اللَّه ﷺ بالرحيل ولبس لامته، فخرج فمر على بني غَنْم، وكانوا جيران المسجد، (فقال) (١٩): «من مر بكم؟» فقالوا: مر بنا دحية الكلبي، وكان دحية تشبه لحيته (وسنة) (٢٠) وجهه بجبريل.
٤٨٩
فأتاهم رسول اللَّه ﷺ فحاصرهم خمسة وعشرين يوما، فلما اشتد حصرهم واشتد البلاء عليهم قيل لهم: انزلوا على حكم رسول اللَّه ﷺ، فاستشاروا أبا لبابة فأشار (إليهم) (٢١) بيده أنه الذبح، فقالوا: ننزل على حكم ابن معاذ، فقال رسول اللَّه ﷺ: «انزلوا على حكم سعد بن معاذ»، فنزلوا وبعث رسول اللَّه ﷺ إلى سعد.

(فحمل) (٢٢) على حمار له إكاف من ليف، وحف به قومه، فجعلوا يقولون: يا أبا عمرو، حلفاؤك ومواليك وأهل النكاية ومن قد علمت، لا يرجع إليهم قولا حتى إذا دنا من دارهم التفت إلى قومه فقال: قد (أنى) (٢٣) لسعد أن لا (يبالي) (٢٤) في اللَّه لومة لائم.

فلما طلع على رسول اللَّه ﷺ، قال أبو سعيد: قال رسول اللَّه ﷺ: «قوموا إلى سيدكم فأنزلوه»، قال عمر: سيدنا اللَّه، قال: «أنزلوه»، فأنزلوه قال له رسول اللَّه ﷺ: «احكم فيهم»، (قال: (فإني) (٢٥) أحكم فيهم أن) (٢٦) تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم وتقسم أموالهم، فقال رسول اللَّه ﷺ: «لقد حكمت فيهم بحكم اللَّه وحكم رسوله».

قال: ثم دعا (اللَّه) (٢٧) سعدٌ (فقال) (٢٨): اللهم إن كنت أبقيت على نبيك
٤٩٠
من (حرب) (٢٩) قريش شيئا فأبقني لها، وأن كانت قطعت الحرب بينه وبينهم فاقبضني إليك، (قال) (٣٠): فانفجر كلمه وكان قد برأ حتى ما بقي منه إلا مثل الخرص.

قالت: فرجع رسول اللَّه ﷺ، ورجع سعد إلى قبته التي كان ضرب عليه رسول اللَّه ﷺ، قالت: فحضره رسول اللَّه ﷺ وأبو بكر وعمر، قالت: فوالذي نفسي بيده إني لأعرف بكاء أبي بكر من بكاء عمر وأنا في حجرتي، وكانوا كما قال: اللَّه (٣١) ﴿رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾ [الفتح: ٢٩].

قال علقمة: فقلت: أي أمه (فكيف) (٣٢) كان رسول اللَّه ﷺ يصنع؟ قالت: كانت عينه لا تدمع على أحد، ولكنه كان إذا وجد فإنما هو آخذ بلحيته (٣٣).


(١) سقط من: [جـ، ق، ي].
(٢) في [أ، ب]: (أنبأنا)، وفي [ي]: (حدثنا).
(٣) في [أ، ب]: (الخميس).
(٤) في [أ، ب]: (وراء)، وفي [ي]: (وراي).
(٥) في [ع]: (ذرع).
(٦) في [أ، ب]: (قال).
(٧) سقط من: [أ، ب].
(٨) سقط من: [ب].
(٩) في [أ]: (لجرية).
(١٠) في [ع]: (تحوزًا).
(١١) في [أ]: (قالت).
(١٢) في [ب]: (السلعة).
(١٣) في [ب]: (أمن ذا).
(١٤) في [أ]: (لا).
(١٥) في [أ]: (قال).
(١٦) في [أ، ب، ق، ع]: (وكفى).
(١٧) في [س، ع، ي]: (حصين).
(١٨) في [جـ]: (السالح).
(١٩) في [أ، ب]: (فقالوا).
(٢٠) في [هـ]: (وسنته و).
(٢١) في [ع]: (عليهم).
(٢٢) في [أ، ب]: (وحمل).
(٢٣) في [ق]: (أن)، وفي [هـ]: (أتى)، وفي [س]: (آن).
(٢٤) في [ع]: (يخاف).
(٢٥) في [أ، ب]: (إني).
(٢٦) سقط من: [ع].
(٢٧) سقط من: [ع].
(٢٨) في [أ، ب]: (قال).
(٢٩) في [أ، ب]: (حرة).
(٣٠) في [هـ]: (فقال).
(٣١) في [جـ، ق]: زيادة (تعالى).
(٣٢) في [ب]: (كيف).
(٣٣) حسن؛ والد محمد بن عمرو هو عمرو بن علقمة الصواب أنه صدوق، أخرجه أحمد (٢٥٠٩٧)، وابن حبان (٧٠٢٨)، وابن سعد ٣/ ٤٢١، وإسحاق (١١٢٦)، والطبراني (٥٣٣٠)، وأبو نعيم في الدلائل (٤٣٣)، وبعضه عند البخاري (٤١٢١)، ومسلم (١٧٦٩).

٣٩٥٦١ - (حدثنا يزيد بن هارون) (١) قال: (أخبرنا) (٢) محمد بن عمرو قال: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة قال: لما نام رسول اللَّه ﷺ (٣) حين أمسى (أتاه) (٤)
٤٩١
جبريل (أو قال) (٥) (ملك) (٦)، فقال: (ما) (٧) رجل من أمتك مات الليلة، استبشر بموته أهل السماء، (فقال) (٨): «لا، إلا أن يكون (سعدا) (٩) فإنه أمسى (دنفا) (١٠)، ما فعل سعد؟» قالوا: يا رسول اللَّه قد قبض، وجاءه قومه فاحتملوه إلى دارهم، قال: فصلى رسول اللَّه ﷺ (الفجر) (١١) ثم خرج وخرج الناس، (فبت) (١٢) رسول اللَّه ﷺ الناس مشيا حتى إن (شسوع) (١٣) نعالهم (لتقطع) (١٤) من أرجلهم، وإن أرديتهم لتسقط عن (عواتقهم) (١٥)، فقال رجل: يا رسول اللَّه (بتت) (١٦) الناس فقال: «إني أخشى أن تسبقنا إليه الملائكة كما سبقتنا إلى حنظلة» (١٧).


(١) في [جـ]: تكرر.
(٢) في [ي]: (حدثنا)، وفي [أ، ب، ع]: (أنبأنا).
(٣) سقط من: [ع].
(٤) في [أ، ب]: (فأتاه).
(٥) في [ب]: (وقال).
(٦) في [ب]: (لك).
(٧) في [ط، هـ]: (من).
(٨) في [أ، ب]: (قال).
(٩) في [ق، هـ]: (سعد).
(١٠) في [ق]: (دفنا).
(١١) سقط من: [ب].
(١٢) في [ق]: (فشد)، وفي [أ، ب]: (قمت).
(١٣) في [أ، ب]: (استنزع)، وفي [ع]: (المشستدع).
(١٤) في [ب]: (ليقطع).
(١٥) في [ب]: (عواقبهم)، وفي [س]: (عواتفهم).
(١٦) في [أ، ب، س، ع، ي]: (ثبت)، وفي [ق]: (تعب).
(١٧) مرسل؛ عاصم تابعي، ومحمد بن عمرو صدوق، أخرجه أحمد في فضائل الصحابة (١٤٨٩)، وابن سعد ٣/ ٤٢٣، وإسحاق (١١٢٦)، وورد من حديث عاصم عن محمود بن لبيد، أخرجه البخاري في الأدب المفرد (١١٢٩)، والتاريخ الكبير ٧/ ٤٠٢، والتاريخ الأوسط (٦٦)، وابن سعد ٣/ ٤٢٧.

٣٩٥٦٢ - قال محمد: فأخبرني أشعث بن إسحاق قال: فحضره رسول اللَّه ﷺ وهو يغسل، قال: فقبض رسول اللَّه ﷺ (ركبتيه) (١) (فقال) (٢): «دخل ملك (ولم) (٣) يكن له مجلس فأوسعت له»، (وأمه) (٤) تبكي وهي تقول:
ويل أم سعد سعدا … براعة وجدا
(بعد (أيادي) (٥) له ومجدا) (٦) … مقدم (سُد) (٧) به (مسدا) (٨)
فقال رسول اللَّه ﷺ: «كل البواكي يكذبن إلا أم سعد»، قال محمد: وقال ناس من أصحابنا: إن رسول اللَّه ﷺ لما خرج (لجنازته) (٩) قال ناس من المنافقين: ما أخف سرير سعد أو جنازة (سعد) (١٠) (١١).


(١) هكذا في: [ق، هـ]، وفي بقية النسخ: (ركبته).
(٢) في [جـ]: (قال).
(٣) في [ع]: (فلم).
(٤) في [ب]: (وأنه).
(٥) في [أ، ب]: (أنادي).
(٦) سقط من: [س].
(٧) في [أ، ب]: (سكر)، وفي [ع]: (سر).
(٨) في [س]: (منسدا).
(٩) في [أ، ب]: (إلى جنازته).
(١٠) في [أ، ب]: (سعدا).
(١١) مرسل؛ أشعث بن إسحاق تابعي، أخرجه أحمد في الفضائل (٨٤٣)، وابن سعد ٣/ ٣٢٩، وهشام ابن عمار (٣٨)، وإسحاق (١١٢٦).

٣٩٥٦٣ - قال: فحدثني سعد بن إبراهيم أن رسول اللَّه ﷺ (قال) (١) يوم مات سعد: «لقد نزل سبعون ألف ملك شهدوا جنازة سعد ما وطئوا الأرض قبل يومئذ» (٢).


(١) سقط من: [أ، ب].
(٢) مرسل؛ سعد تابعي، وأخرجه أحمد في الفضائل (١٤٩١)، وابن سعد ٣/ ٤٢٩.

٣٩٥٦٤ - [قال محمد: فسمعت إسماعيل بن محمد بن سعد ودخل علينا (الفسطاط) (١) ونحن ندفن (واقد) (٢) (بن عمرو) (٣) بن سعد بن معاذ فقال: ألا أحدثكم بما سمعت أشياخنا؟ (سمعت أشياخنا) (٤) يحدثون أن رسول اللَّه ﷺ قال يوم مات سعد: «لقد نزل سبعون ألف ملك شهدوا جنازة سعد ما وطئوا الأرض قبل يومئذ»] (٥) (٦).


(١) في [أ]: (للفسطاط)، وفي [ب]: (فسطاط).
(٢) في [ع]: (وافد).
(٣) سقط من: [جـ].
(٤) في [أ، ب، س]: تكررت.
(٥) سقط من: [ب].
(٦) مجهول؛ لجهالة الأشياخ، وأخرجه أحمد في فضائل الصحابة (١٤٩٢).

٣٩٥٦٥ - قال محمد: فأخبرني أبي عن أبيه عن عائشة قالت: ما كان أحد أشد فقدا على المسلمين بعد رسول اللَّه ﷺ وصاحبيه أو أحدهما من سعد بن معاذ (١).


(١) حسن؛ محمد بن عمرو ووالده صدوقان، وأخرجه أحمد في الفضائل (١٤٩٣)، وابن سعد ٣/ ٤٣٣.

٣٩٥٦٦ - قال محمد: وحدثني محمد بن المنكدر عن محمد بن شرحبيل أن رجلا أخذ قبضة من تراب قبر سعد يومئذ ففتحها بعد فإذا (هو) (١) مسك.


(١) سقط من: [س].

٣٩٥٦٧ - قال محمد: وحدثني واقد بن (عمرو) (١) بن سعد قال: وكان واقد من أحسن الناس وأطولهم، قال: دخلت على أنس بن مالك قال: فقال لي: من أنت؟ قلت: أنا واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ، (قال) (٢): يرحم اللَّه سعدا، إنك
٤٩٤
بسعد لشبيه، ثم قال: يرحم اللَّه سعدا كان من أجمل الناس وأطولهم، قال: بعث رسول اللَّه ﷺ (إلى) (٣) أكيدر دومة فبعث إليه بجبة ديباج منسوج فيها ذهب، فلبسها رسول اللَّه ﷺ فقام على المنبر فجلس فلم يتكلم، (فجعل) (٤) (الناس) (٥) يلمسون (الجبة) (٦) ويتعجبون منها، فقال:»أتعجبون منها؟ قالوا: يا رسول اللَّه ما رأينا ثوبا أحسن منه، قال: «فوالذي نفسي بيده لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن مما ترون» (٧).


(١) في [أ، ب]: (عمر).
(٢) في [ع]: (قالت).
(٣) هكذا في [ق، هـ]، وسقط في باقي النسخ.
(٤) في [ع]: (مجلس).
(٥) سقط من: [أ، ب].
(٦) سقط من: [ب]، وفي [س]: (الجنة).
(٧) حسن؛ محمد بن عمرو صدوق، أخرجه أحمد (١٢٢٢٣)، وابن حبان (٧٠٣٧)، والترمذي (١٧٢٣)، والنسائي ٨/ ١٩٩، والبيهقي ٣/ ٢٧٣، وابن سعد ٣/ ٤٢٣، وأحمد في الفضائل (١٤٩٥)، وطرفه عند مسلم (٢٤٦٩)، وانظر: البخاري (٢٦١٦).

٣٩٥٦٨ - حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن البراء قال: أهدي للنبي ﷺ ثوب حرير، فجعلوا يتعجبون (١) من لينه، فقال النبي ﷺ: «لمناديل سعد في الجنة ألين مما ترون» (٢).


(١) في [أ، ب، س، ع]: زيادة (سنة).
(٢) صحيح؛ صرح أبو إسحاق بالسماع عند الشيخين، أخرجه البخاري (٣٨٠٢)، ومسلم (٢٤٦٨).

٣٩٥٦٩ - حدثنا يحيى بن آدم قال: ثنا زهير عن أبي إسحاق قال: (١) سمعت المهلب بن أبي صفرة يقول -وذكر الحرورية (و) (٢) تبييتهم- فقال: (قال) (٣) أصحاب محمد: قال رسول اللَّه ﷺ يوم حفر الخندق وهو يخاف أن يبيتهم
٤٩٥
أبو سفيان: «إن بُيِّتُّم فَإِنَّ دَعْوَاكُمْ: حم لا يُنصرون» (٤).


(١) في [ع]: زيادة (لما).
(٢) سقط من: [هـ].
(٣) سقط من: [س].
(٤) حسن؛ شريك صدوق، أخرجه أحمد (١٦٦١٥)، والنسائي (٨٨٦١)، وأبو داود (٢٥٩٧)، والترمذي (١٦٨٢)، والحاكم ٢/ ١٠٧، وعبد الرزاق (٩٤٦٧)، وابن الجارود (١٠٦٣)، والبيهقي ٦/ ٣٦١، وابن سعد ٢/ ٧٣، وأبو عبيد في الغريب ٤/ ٩٥.

٣٩٥٧٠ - حدثنا محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب عن مجاهد عن ابن عمر قال: لقد اهتز العرش لحب لقاء اللَّه سعدا، قال: (إنما يعني السرير) (١)، ورفع أبويه على العرش قالت: تفسخت أعواده، قال: دخل رسول اللَّه ﷺ قبره (فاحتبس) (٢) فلما قالوا: يا رسول اللَّه ما حبسك؟ قال: «ضم سعد في القبر ضمة (فدعوت) (٣) اللَّه أن يكشف عنه» (٤).


(١) سقط من: [ط، هـ].
(٢) في [أ، ب]: (احتسن).
(٣) في [أ، ب]: (دعوة).
(٤) ضعيف؛ رواية ابن فضيل عن عطاء بعد اختلاطه، أخرجه النسائي (٢١٨٢)، والحاكم ٣/ ٢٠٦، وابن أبي حاتم في التفسير (١٩٩٣)، والطبراني (١٣٥٥٥)، وابن سعد ٣/ ٤٣٣، والبزار كما في المطالب العالية (٤٠٢٧)، وابن حبان (٧٠٣٤).

٣٩٥٧١ - حدثنا عبد اللَّه بن إدريس عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «لقد اهتز العرش لموت سعد بن معاذ» (١).


(١) حسن؛ أبو سفيان صدوق، وأخرجه البخاري (٣٨٠٣)، ومسلم (٢٤٦٦).

٣٩٥٧٢ - حدثنا يزيد بن هارون قال: (أخبرنا) (١) إسماعيل بن أبي خالد عن (إسحاق) (٢) بن راشد عن امرأة من الأنصار يقال لها أسماء بنت (يزيد) (٣) بن سكن
٤٩٦
قالت: لما خُرج بجنازة سعد بن معاذ (صاحت) (٤) أمه فقال رسول اللَّه ﷺ لأم سعد: «(ألا) (٥) (٦) (يرقأ) (٧) دمعَك وُيذهب حزَنك: أن ابنك أول من ضحك اللَّه له واهتز له العرش» (٨).


(١) في [أ، ب]: (أخبرني)، وفي [ع]: (أنبأنا).
(٢) في [ع]: (إسماعيل).
(٣) في [هـ]: (زيد).
(٤) في [أ، ب]: (فصاحت).
(٥) في [ق، ع]: (لا).
(٦) في [أ، ب]: زيادة (تلكن).
(٧) في [أ، ب]: (برقى)، وفي [ي]: (يرقاه)، وفي [س]: (برقاد).
(٨) مجهول؛ لجهالة إسحاق بن راشد، أخرجه أحمد (٢٧٥٨١)، وابن سعد ٣/ ٤٣٤، وابن أبي عاصم في السنة (٥٥٩)، وابن خزيمة في التوحيد ص ٢٣٧، والطحاوي في شرح المشكل (٤١٧٠)، والطبراني ٢٤/ (٤٦٧)، والحاكم ٣/ ٢٠٦.

٣٩٥٧٣ - حدثنا (يزيد) (١) بن هارون قال: (أخبرنا) (٢) محمد بن عمرو عن أبيه عن جده عن عائشة قالت: قدمنا (في) (٣) حج أو عمرة فتلقينا بذي الحليفة، وكان غلمان الأنصار يتلقون أهاليهم، فلقوا أسيد بن حضير فنعوا له امرأته (فتقنع) (٤)، فجعل يبكي، فقلت: غفر اللَّه لك، أنت صاحب رسول اللَّه ﷺ ولك من السابقة والقدم ما لك، وأنت تبكي على امرأة، قالت: فكشف رأسه، (فقال) (٥): صدقت لعمري ليحقن (أن) (٦) لا أبكي على (أحد) (٧) بعد سعد بن معاذ، وقد
٤٩٧
قال له رسول اللَّه ﷺ (ما) (٨) (قال) (٩) (١٠)، (قلت) (١١): وما قال له رسول اللَّه ﷺ؟ قال: «لقد اهتز العرش (لوفاة) (١٢) سعد بن معاذ»، قالت: هو يسير بيني وبين رسول اللَّه ﷺ (١٣) (١٤).


(١) في [أ، ط، هـ]: (زيد).
(٢) في [أ، ب، ي]: (أنبأنا).
(٣) في [ق، هـ]: (من).
(٤) في [ي]: (فنقنع).
(٥) في [أ، ب]: (قال).
(٦) في [ق]: (أنا)، وفي [ع]: (ألا).
(٧) في [ي]: (لحيد).
(٨) سقط من: [أ].
(٩) في [ب]: (قلت).
(١٠) في [جـ، ي]: زيادة (له)، وفي [ع]: زيادة (قال).
(١١) في [ع]: (قالت).
(١٢) في [أ]: (بموت).
(١٣) سقط من: [ع].
(١٤) حسن؛ محمد بن عمرو وأبوه صدوقان، أخرجه أحمد (٩٠٩٥)، وابن حبان (٧٠٣٠)، والحاكم ٣/ ٢٠٧، وابن سعد ٣/ ٤٣٤، وابن أبي عاصم في الآحاد (١٩٢٦)، وإسحاق (١٧٢٣)، والطبراني ١/ (٥٥٣)، والطحاوي في شرح المشكل (٤١٧٢)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٨٧٨).

٣٩٥٧٤ - حدثنا هوذة بن خليفة عن عوف عن أبي نضرة عن أبي سعيد عن النبي ﷺ قال: «اهتز العرش لموت سعد بن معاذ» (١).


(١) حسن؛ هوذة بن خليفة صدوق، أخرجه أحمد (١١٨٤)، والنسائي في الكبرى (٨٢٢٥)، والحاكم ٣/ ٢٠٦، وابن سعد ٣/ ٤٣٤، وعبد بن حميد (٨٧١)، وأبو يعلى (١٢٦٠)، والطبراني (٥٣٣٤)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان ٢/ ٢٧٤، والبزار (٢٧٠١) / كشف).

٣٩٥٧٥ - حدثنا عبيد اللَّه بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن رجل حدثه (عن حذيفة) (١) قال: لما مات سعد بن معاذ (قال) (٢) رسول اللَّه ﷺ: «اهتز العرش لروح سعد بن معاذ» (٣).


(١) سقط من: [جـ].
(٢) في [ي]: (وقال).
(٣) مجهول؛ لإبهام راويه، أخرجه ابن سعد ٣/ ٤٣٥.

٣٩٥٧٦ - حدثنا عبدة بن سليمان قال: (حدثنا) (١) هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: (أصيب) (٢) أَكْحَل (سعد) (٣) يوم الخندق، رماه رجل يقال له ابن العرقة (قالت) (٤): فحوّله رسول اللَّه ﷺ إلى المسجد وضرب عليه خيمة ليعوده من قريب (٥).


(١) في [ع]: (أخبرنا).
(٢) في [ي]: (أصيبت).
(٣) في [أ، ب]: (سعدًا).
(٤) في [جـ]: (قالب).
(٥) صحيح؛ أخرجه البخاري (٤٦٣)، ومسلم (١٧٦٩).

٣٩٥٧٧ - حدثنا عبدة بن سليمان عن هشام بن (عروة) (١) عن أبيه عن عائشة في قوله: ﴿إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ﴾ [الأحزاب: ١٠]، قالت: كان (ذاك) (٢) يوم الخندق (٣).


(١) في [جـ]: (غروه).
(٢) في [س، ي]: (ذلك).
(٣) صحيح؛ أخرجه البخاري (٤١٠٣)، ومسلم (٣٨٧٧).

٣٩٥٧٨ - حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه أن رسول اللَّه ﷺ (صاف) (١) (المشركين) (٢) يوم الخندق قال: وكان (يوما) (٣) شديدا لم يلق المسلمون مثله قط، قال: ورسول اللَّه ﷺ جالس وأبو بكر معه جالس، وذلك زمان طلع النخل، قال: وكانوا يفرحون به (إذا رأوه) (٤) فرحا شديدا لأن عيشهم فيه، قال: فرفع أبو بكر
٤٩٩
رأسه فبصر (بطلعة) (٥) وكانت أول طلعة رئيت (٦)، فقال: هكذا، بيده طلعة يا رسول اللَّه -من الفرح-، قال: فنظر (إليه رسول اللَّه ﷺ) (٧) فتبسم (وقال) (٨): «اللهم لا تنزع منا (صالح) (٩) ما أعطيتنا أو صالحا (١٠) أعطيتنا» (١١).


(١) في [ي]: (ضاف).
(٢) في [جـ]: (المشركون).
(٣) في [ع]: (يوم).
(٤) سقط من: [ع].
(٥) في [ع]: (بطليعة).
(٦) في [ع]: زيادة (قال).
(٧) في [ع]: (رسول اللَّه ﷺ إليه).
(٨) في [أ، ب]: (فقال).
(٩) في [ع]: (طلح).
(١٠) في [أ، ب]: زيادة (ما).
(١١) مرسل؛ عروة تابعي.

٣٩٥٧٩ - حدثنا أبو أسامة عن شعبة عن أبي إسحاق عن عمرو بن شرحبيل قال: لما أصيب سعد بن معاذ بالرمية يوم الخندق، وجعل دمه يسيل على (النبي) (١) اللَّه ﷺ، [(فجاء أبو بكر فجعل يقول) (٢): وا انقطاع ظهراه، فقال (٣) النبي ﷺ] (٤): «(مه) (٥) يا أبا بكر»، فجاء عمر فقال: إنا للَّه وإنا إليه راجعون (٦).


(١) في [هـ]: (رسول).
(٢) سقط من: [أ، ب].
(٣) في [أ، ب، جـ، س، ع]: زيادة (له).
(٤) سقط ما بين المعكوفين من: [ي].
(٥) سقط من: [أ، ب].
(٦) مرسل؛ عمرو بن شرحبيل تابعي.

٣٩٥٨٠ - حدثنا يزيد بن هارون قال: (أخبرنا) (١) حماد بن سلمة عن هشام عن أبيه قال: كان في أصحاب رسول اللَّه ﷺ رجل يقال له: مسعود، وكان نماما،
٥٠٠
فلما كان يوم الخندق بعث أهلُ قريظة إلى أبي سفيان أن ابعث إلينا رجالا (٢) يكونون في آطامنا حتى نقاتل محمدا (٣) مما يلي المدينة، وتقاتل أنت مما يلي الخندق، (فشق) (٤) ذلك على النبي ﷺ أن يقاتل من وجهين، فقال لمسعود: «يا مسعود إنا نحن بعثنا إلى بني قريظة أن يرسلوا إلى أبي سفيان فيرسل إليهم (رجالا) (٥) فإذا أتوهم قتلوهم»، قال: فما عدا (أن سمع ذلك) (٦) من النبي ﷺ قال: فما تمالك حتى أتى أبا سفيان فأخبره، فقال: صدق -واللَّه- محمد ما كذب قط، فلم يبعث (إليهم) (٧) أحدا (٨).


(١) في [أ، ب]: (أنبأنا).
(٢) في [ي]: زيادة (لا).
(٣) في [جـ، ق، ي]: زيادة ﷺ.
(٤) في [ي]: (نسق).
(٥) سقط من: [أ، ب].
(٦) في [أ، ب]: (ذلك سمع).
(٧) في (ق): (إليه).
(٨) مرسل؛ عروة تابعي.

٣٩٥٨١ - حدثنا وكيع بن الجراح قال: (حدثنا) (١) عبد الواحد بن أيمن عن أبيه عن جابر بن عبد اللَّه قال: مكث النبي ﷺ وأصحابه يحفرون الخندق ثلاثًا ما ذاقوا طعاما، فقالوا: يا رسول اللَّه إن (ههنا) (٢) كُدية من الجبل - (يعني قطعة من الجبل) (٣)، فقال رسول اللَّه ﷺ: «رشوا (عليها) (٤) الماء»، فرشوها ثم جاء النبي ﷺ فأخذ المعول أو المسحاة ثم قال: «بسم اللَّه»، ثم ضرب ثلاثًا فصارت
٥٠١
ثلاثًا فصارت (كثيبا) (٥)، قال جابر: فحانت مني التفاتة، فرأيت رسول اللَّه ﷺ قد شدّ على بطنه حجرا (٦).


(١) في [ع]: (أخبرنا).
(٢) في [جـ]: (هبا).
(٣) سقط من: [ط، ق، هـ].
(٤) في [ق]: (عليه).
(٥) في [ي]: (كثب).
(٦) صحيح؛ أخرجه البخاري (٤١٠١)، وأحمد (٤٢١١).

٣٩٥٨٢ - حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن البراء قال: رأيت رسول اللَّه ﷺ يوم الخندق ينقل التراب حتى (وارى) (١) الترابُ شعرَ صدره، وهو يرتجز برجز عبد اللَّه بن رواحة يقول:
(لا هم) (٢) (لولا) (٣) أنت ما اهتدينا … ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا … وثبت الأقدام إن لاقينا
إن (الأولى) (٤) قد بغوا علينا … وإن أرادوا فتنة أبينا (٥)


(١) في [ع]: (رارا).
(٢) في [ع]: (اللهم).
(٣) في [أ، ب]: (لولى).
(٤) في [أ، ب]: (الألمن).
(٥) صحيح؛ أخرجه البخاري (٣٠٣٤)، ومسلم (١٨٠٣).

٣٩٥٨٣ - حدثنا أبو خالد الأحمر عن حميد عن أنس قال: خرج رسول اللَّه ﷺ غداة باردة -والمهاجرون والأنصار يحفرون الخندق- فلما نظر إليهم قال:
«إن (١) العيش عيش الآخرة … فاغفر للأنصار والمهاجرة»
فأجابوه:
نحن الذين بايعوا محمدا … على الجهاد ما بقينا أبدا (٢)


(١) في [ق، هـ]: زيادة (ألا).
(٢) حسن؛ أبو خالد صدوق، وأخرجه البخاري (٢٨٣٥)، ومسلم (١٨٠٥).

٣٩٥٨٤ - حدثنا يزيد بن هارون قال: (أخبرنا) (١) ابن (أبي) (٢) ذئب عن المقبري عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه قال: حبسنا يوم الخندق عن الظهر والعصر والمغرب والعشاء حتى (كفينا) (٣) ذلك، (و) (٤) ذلك قول اللَّه: ﴿(وَكَفَى) (٥) اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا﴾ [الأحزاب: ٢٥]، (فقام) (٦) رسول اللَّه ﷺ فأمر بلالًا، فأقام ثم صلى (الظهر) (٧) كما كان يصليها قبل ذلك، ثم (٨) أقام العصر فصلاها كما كان يصليها قبل ذلك، ثم أقام فصلى (المغرب) (٩) كما كان يصليها قبل ذلك، ثم (أقام) (١٠) فصلى العشاء كما كان يصليها قبل ذلك) (١١) وذلك قبل أن (ينزل) (١٢): ﴿خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا﴾ [البقرة: ٢٣٩] (١٣).


(١) في [أ، ب]: (أنبأنا).
(٢) سقط من: [ق، ع].
(٣) في [ب]: (كففنا)، وفي [أ]: (أكفننا).
(٤) سقط من: [س].
(٥) في [ع]: (كفا).
(٦) في [هـ]: (فقال).
(٧) في [أ]: (للظهر).
(٨) في [أ]: زيادة (ذلك قبل).
(٩) في [ي]: (العشاء).
(١٠) في [ب]: (قام).
(١١) سقط من: [س].
(١٢) في [أ، ب، ق]: (تنزل).
(١٣) صحيح؛ أخرجه أحمد (١١٦٤٤)، والنسائي ٢/ ١٧، وابن خزيمة (٩٩٦)، والطيالسي (٢٢٣١)، والشافعي ١/ ١٩٦، والدارمي ١/ ٣٥٨، وأبو يعلى (١٢٩٦)، والبيهقي ٣/ ٢٥١، وابن عبد البر في التمهيد ٥/ ٢٣٥.

٣٩٥٨٥ - حدثنا (أبو) (١) خالد الأحمر عن يحيى بن سعيد عن سعيد عن عمر بن الخطاب أن رسول اللَّه ﷺ لم يصل يوم الخندق الظهر والعصر حتى غابت الشمس (٢).


(١) سقط من: [هـ].
(٢) مرسل؛ سعيد بن المسيب تابعي.

٣٩٥٨٦ - حدثنا عبد اللَّه بن إدريس عن أبي معشر قال: جاء الحارث بن عوف (وعيينة) (١) بن حصن فقالا لرسول اللَّه ﷺ عام الخندق: نكف عنك غطفان على أن تعطينا ثمار المدينة، قال: فراوضوه حتى استقام الأمر على نصف ثمار المدينة، فقالوا: اكتب بيننا وبينك كتابا، فدعا بصحيفة، قال: (والسعدان) (٢) - (سعد) (٣) ابن معاذ وسعد بن عبادة- جالسان، فأقبلا على رسول اللَّه ﷺ (فقالا) (٤): أشيء أتاك عن اللَّه ليس لنا أن نعرض فيه، قال: «لا، ولكني أردت أن أصرف وجوه هؤلاء عني ويفرغ وجهي لهؤلاء»، قال: (قالا) (٥) له: ما نالت منا العرب في جاهليتنا (شيئا) (٦) إلا (بشراء) (٧) أو قرى (٨).


(١) في [ي]: (وعينة).
(٢) في [أ]: (والبعدان).
(٣) سقط من: [أ، ب].
(٤) سقط من: [ع].
(٥) في [جـ]: (قالها).
(٦) في [ع]: (بشيء).
(٧) في [أ، ط، ع، هـ]: (بشري).
(٨) معضل؛ أبو معشر ضعيف من تابعي التابعين.

٣٩٥٨٧ - حدثنا يزيد بن هارون قال: (أخبرنا) (١) هشام بن حسان عن محمد
٥٠٤
(عن) (٢) عبيدة عن علي أن رسول اللَّه ﷺ قال يوم الخندق: «حبسونا عن الصلاة الوسطى: صلاة العصر، ملأ اللَّه بيوتهم وقبورهم نارا» (٣).


(١) في [أ، ب، ع، ي]: (أنبأنا).
(٢) في [أ، ب، س، ق]: (ابن).
(٣) صحيح؛ أخرجه أحمد (١٢٢١)، والبخاري (٤٥٣٣)، ومسلم (١٤٠٧).

٣٩٥٨٨ - حدثنا عبد الرحيم بن سليمان وابن إدريس عن عبيد اللَّه ابن عمر عن نافع عن ابن عنر قال: عرضني رسول اللَّه ﷺ (يوم) (١) الخندق وأنا ابن خمس عشرة فأجازني، إلا أن ابن إدريس قال: عُرضتُ (٢).


(١) في [جـ]: (ابن).
(٢) صحيح؛ أخرجه البخاري (٢٦٦٤)، ومسلم (١٨٦٨).

٣٩٥٨٩ - حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن هشام عن أبيه أن رسول اللَّه ﷺ قال يوم الخندق: «من رجل يذهب فيأتينا بخبر بني قريظة»، فركب الزبير فجاءه بخبرهم، ثم عاد فقال ثلاث مرات: «من يجيئني بخبرهم؟» فقال الزبير: نعم، (قال: وجمع) (١) النبي ﷺ (٢) للزبير أبويه فقال: «(فداك) (٣) أبي وأمي»، وقال للزبير: «لكل نبي حواري، وحواري الزبير وابن عمتي» (٤).


(١) في [ع]: (وقال وجمع).
(٢) سقط من: [ع].
(٣) في [ي]: (فذاك).
(٤) مرسل؛ عروة تابعي، أخرجه ابن سعد ٣/ ١٠٥، وورد من طريق عروة عن عبد اللَّه بن الزبير، أخرجه الضياء (٢٩٤).

٣٩٥٩٠ - حدثنا (هوذة) (١) بن خليفة قال: حدثنا عوف عن ميمون قال: (حدثنا) (٢) البراء بن عازب قال: لما (كان) (٣) حيث أمرنا رسول اللَّه صلى اللَّه
٥٠٥
عليه وسلم أن نحفر الخندق، عرض لنا في بعض الجبل صخرة عظيمة شديدة، لا تدخل فيها المعاول، فاشتكينا ذلك إلى رسول اللَّه ﷺ، (فجاء رسول اللَّه ﷺ) (٤)، فلما رآها أخذ العول (وألقى) (٥) ثوبه، وقال: «باسم اللَّه»، ثم ضرب ضربة فكسر ثلثها، وقال: «(٦) اللَّه أكبر أعطيت (مفاتح) (٧) الشام، واللَّه إني لأبصر قصورها الحمر الساعة»، ثم ضرب الثانية فقطع ثلثا آخر فقال: «اللَّه أكبر، أعطيت (مفاتح) (٨) فارس، واللَّه إني لأبصر قصر المدائن الأبيض»، ثم ضرب الثالثة فقال: «باسم اللَّه»، فقطع بقية الحجر وقال: «اللَّه أكبر أعطيت (مفاتح) (٩) اليمن، واللَّه إني لأبصر أبواب صنعاء» (١٠).


(١) في [جـ]: (هود).
(٢) في [ع]: (أخبرنا).
(٣) سقط من: [أ، ب].
(٤) سقط من: [ع].
(٥) في [ع]: (وألقا).
(٦) في [أ، هـ]: زيادة (و).
(٧) في [ط، هـ]: (مفاتيح).
(٨) في [ط، هـ]: (مفاتيح).
(٩) في [ط، هـ]: (مفاتيح).
(١٠) ضعيف؛ لضعف ميمون الهزاني، أو تردده بين ثقة وضعيف، أخرجه أحمد (١٨٦٩٥)، والنسائي في الكبرى (٨٨٥٨)، وأبو يعلى (١٦٨٥)، وأبو نعيم في الدلائل (٤٣٠)، والبيهقي في الدلائل ٣/ ٤٢١، والخطيب في تاريخ بغداد ١/ ١٣١.

٣٩٥٩١ - حدثنا (هشيم) (١) قال: (أخبرنا) (٢) أبو الزبير (٣) عن نافع بن جبير عن أبي عبيدة عن عبد اللَّه أن المشركين شغلوا النبي ﷺ (٤) يوم الخندق، عن أربع
٥٠٦
صلوات حتى ذهب من الليل ما شاء اللَّه فأمر بلالا، فأذن وأقام (فصلى) (٥) (الظهر) (٦)، ثم أقام فصلى العصر، ثم أقام فصلى المغرب، ثم أقام فصلى العشاء (٧).


(١) في [س]: (مقسم).
(٢) في [أ، ب، ع، ي]: (أنبأنا).
(٣) في [أ، ب، ط، هـ]: زيادة (عن جابر)، وفي [ق]: (جرير)، وتقدم الخبر بدونها في ٢/ ٧٠ برقم [٤٨٥٧]، وفي ١٤/ ٢٧٢ برقم [٣٩٢٥٩].
(٤) سقط من: [ع].
(٥) سقط من: [هـ].
(٦) سقط من: [ع].
(٧) منقطع؛ أبو عبيدة لم يسمع من أبيه، أخرجه أحمد (٣٥٥٥)، والترمذي (١٧٩)، والنسائي ٢/ ١٧، وبنحوه أخرجه مسلم (٦٢٨).

٣٩٥٩٢ - [حدثنا وكيع عن سفيان عن عبد الكريم عن عكرمة أن صفية كانت مع النبي ﷺ يوم الخندق] (١) (٢).


(١) سقط الخبر في: [ع].
(٢) مرسل؛ عكرمة تابعي، وعبد الكريم هو الجزري ثقة، وأخرجه البيهقي ٦/ ٣٠٨، وابن عساكر ١٨/ ٣٨٠، وورد من حديث عكرمة عن ابن عباس، أخرجه الطبراني ٢٤/ ٨١٥، وابن الأثير في أسد الغابة ٧/ ١٨٩.

٣٩٥٩٣ - حدثنا وكيع عن سفيان عن عبد الكريم (عن عكرمة) (١) قال: لما كان يوم الخندق قام رجل من المشركين (٢) فقال: من يبارز؟ فقال رسول اللَّه ﷺ: «قم يا زبير»، فقالت صفية: يا رسول اللَّه (واحدي) (٣)، فقال: «قم يا زبير»، فقام الزبير فقال (رسول) (٤) اللَّه ﷺ: «أيهما علا (٥)
٥٠٧
صاحبَه (قتله) (٦)»، فعلاه الزبير (فقتله) (٧)، (ثم جاء) (٨) بسلبه فنفله النبي ﷺ (إياه) (٩) (١٠).


(١) سقط من: [ع].
(٢) في [أ، ب]: زيادة (فقام رجل).
(٣) في [ط، هـ]: (واجدي).
(٤) في [ع]: (يا رسول).
(٥) في [جـ، ي]: زيادة (على).
(٦) في [أ، ب]: (قتلاه).
(٧) في [جـ]: (قتله).
(٨) في [أ، ب]: (فجاء).
(٩) في [جـ]: (سلبه).
(١٠) مرسل؛ عكرمة تابعي، أخرجه البيهقي ٨/ ٣٠٦، وابن عساكر ١٨/ ٣٨٠، وورد مختصرًا عند عبد الرزاق (٩٤٧٠)، وسعيد بن منصور ١/ (٢٦٩٤)، وأبي عبيد في الأموال (٧٧٩).

٣٩٥٩٤ - حدثنا وكيع عن جرير بن حازم عن يعلى بن حكيم والزبير بن (الخريت) (١) وأيوب السختياني كلهم (عن عكرمة) (٢) أن نوفلا - (أو) (٣) ابن نوفل- (تردى) (٤) به فرسُه يوم الخندق فقتل، فبعث أبو سفيان إلى النبي ﷺ (بديته مائة من الإبل، فأبى النبي ﷺ) (٥) (وقال) (٦): «خذوه فإنه خبيث الدية، (خبيث (الجثة) (٧)» (٨) (٩).


(١) في [ط، هـ]: (الحريث).
(٢) سقط من: [س].
(٣) في [أ، ب]: (أر).
(٤) في [ع]: (تردا).
(٥) سقط من: [ي].
(٦) سقط من: [أ، ب].
(٧) سقط من: [أ، ب].
(٨) في [ع]: (الجيفة).
(٩) مرسل؛ عكرمة تابعي.

[٢٨] (ما حفظت) (١) في بني قريظة


(١) في [ع]: بياض.

٣٩٥٩٥ - (حدثنا أبو بكر قال) (١): (حدثنا) (٢) سفيان بن (عيينة) (٣) عن عمرو عن عكرمة أن النبي ﷺ بعث خوات (بن) (٤) (جبير) (٥) إلى بني قريظة على فرس يقال له جناح (٦).


(١) سقط من: [جـ، ق، ي].
(٢) في [ع]: (أخبرنا).
(٣) في [ي]: (عينة).
(٤) في [أ، ب]: (من).
(٥) في [ي]: (خبير).
(٦) مرسل؛ عكرمة تابعي وورد من حديث عكرمة عن ابن عباس، أخرجه الحاكم ٣/ ٤١٣.

٣٩٥٩٦ - حدثنا عبد اللَّه بن نمير وعبدة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: لما رجع رسول اللَّه ﷺ يوم الخندق، ووضع (السلاح) (١) واغتسل، (أتاه) (٢) جبريل وقد عصب رأسه الغبار، فقال: وضعتَ السلاح! فواللَّه ما وضعته، فقال رسول اللَّه ﷺ: «فأين؟» قال: ههنا، وأومأ إلى بني قريظة، قال: فخرج رسول اللَّه ﷺ إليهم (٣).


(١) في [جـ]: (الصلاة).
(٢) في [ع]: (فأتاه).
(٣) صحيح؛ أخرجه البخاري (٤١١٧)، ومسلم (١٧٦٩).

٣٩٥٩٧ - حدثنا أبو خالد الأحمر عن هشام عن أبيه قال: قال رسول اللَّه ﷺ يوم قريظة: «الحرب خدعة» (١).


(١) مرسل؛ عروة تابعي، وورد من حديث عروة عن عائشة عند الطبراني في الأوسط (٢٢١٦)، والصغير (٢٣)، وأبي يعلى (٤٥٥٩)، وابن عدي ٥/ ٢٠٦.

٣٩٥٩٨ - حدثنا يزيد بن هارون (أخبرنا) (١) هشام عن محمد قال: عاهد (٢) حيي (بن أخطب) (٣) رسول اللَّه ﷺ (أن لا) (٤) يظاهر عليه أحدا وجعل (اللَّه) (٥) عليه كفيلا، قال: فلما كان يوم قريظة أتي به وبابنه سلما، قال: فقال رسول اللَّه ﷺ: «أُوفي (الكفيل) (٦)»، فأمر به فضربت عنقه وعنق ابنه (٧).


(١) في [أ، ب، ع، ي]: (أنبأنا).
(٢) في [أ، ب، س، ع]: زيادة (اللَّه).
(٣) سقط من: [س].
(٤) في [ع]: (إلا).
(٥) سقط من: [أ، ب].
(٦) في [ق، هـ]: (الكيل).
(٧) مرسل؛ محمد بن سيرين تابعي، وورد الخبر عن يزيد عن هشام عن الحسن مرسلًا عند أبي عبيد في الأموال (٤٦١)، والبلاذري في فتوح البلدان ص ٣٥.

٣٩٥٩٩ - حدثنا عبدة بن سليمان عن هشام بن عروة عن عبد اللَّه بن عروة عن عبد اللَّه (بن الزبير) (١) عن الزبير قال: جمع لي رسول اللَّه ﷺ بين أبويه يوم قريظة فقال: «فداك أبي وأمي» (٢).


(١) سقط من: [س].
(٢) صحيح؛ أخرجه البخاري (٣٧٢٠)، ومسلم (٢٤١٦).

٣٩٦٠٠ - حدثنا غندر عن شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبي أمامة بن سهل سمعه يقول: سمعت أبا سعيد الخدري يقول: نزل أهل قريظة على حكم سعد بن معاذ قال: فأرسل رسول اللَّه ﷺ إلى سعد، قال: فأتاه على حمار، قال: فلما أن دنا قريبا من المسجد قال رسول اللَّه ﷺ: «قوموا إلى سيدكم أو (خيركم) (١)»، ثم
٥١٠
قال: «إن هولاء (٢) نزلوا على حكمك»، قال: (تقتل) (٣) مقاتلتهم (وتسبى) (٤) ذراريهم، قال: (فقال) (٥) رسول اللَّه ﷺ: «قضيت بحكم (٦)»، وربما قال: «قضيت بحكم اللَّه» (٧).


(١) في [ي]: (خبيركم).
(٢) في [ع]: زيادة (قد).
(٣) في [ب، ع]: (فتقتل).
(٤) في [ع]: (وتسبا).
(٥) في [جـ]: (قال).
(٦) الذي في بقية المصادر: (بحكم الملك).
(٧) صحيح؛ أخرجه البخاري (٤١٢١)، ومسلم (١٧٦٨).

٣٩٦٠١ - حدثنا عبدة بن سليمان عن هشام بن عروة قال: أخبرني أبي أنهم نزلوا على حكم رسول اللَّه ﷺ، فردوا الحكم إلى سعد بن معاذ فحكم فيهم سعد ابن معاذ أن تقتل مقاتلتهم وتسبى النساء والذرية، وتقسم أموالهم، قال هشام: قال أبي: فأخبرت أن رسول اللَّه ﷺ قال: «لقد حكمت فيهم بحكم اللَّه» (١).


(١) مرسل؛ عروة تابعي، أصله في البخاري (٤١٢٢)، ومسلم (١٧٦٩) من حديث عروة عن عائشة.

٣٩٦٠٢ - حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عطاء بن السائب عن عامر قال: رمى أهل قريظة سعد بن معاذ فأصابوا أكحله فقال: اللهم لا تمتني حتى تشفيني منهم، قال: فنزلوا على حكم سعد بن معاذ، فحكم أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم، قال: فقال رسول اللَّه ﷺ: «بحكم اللَّه حكمت» (١).


(١) مرسل؛ الشعبي تابعي.

٣٩٦٠٣ - حدثنا (وكيع) (١) عن إسماعيل (عن) (٢) ابن أبي أوفى يقول: دعا رسول اللَّه ﷺ على الأحزاب فقال: «اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، هازم
٥١١
الأحزاب، اهزمهم وزلزلهم» (٣).


(١) سقط من: [جـ].
(٢) سقط من: [هـ].
(٣) صحيح؛ أخرجه البخاري (٦٣٩٢)، ومسلم (١٧٤٢).

٣٩٦٠٤ - حدثنا كثير بن هشام عن جعفر قال: حدثنا يزيد بن الأصم قال: لما كشف اللَّه الأحزاب ورجع النبي ﷺ إلى بيته فأخذ يغسل رأسه أتاه جبريل، فقال: عفا اللَّه عنك، وضعت السلاح ولم تضعه ملائكة السماء، (ائتنا) (١) عند حصن بني قريظة، (فنادى رسول اللَّه ﷺ في الناس: «أن ائتوا حصن بني قريظة») (٢)، ثم اغتسل رسول اللَّه ﷺ فأتاهم عند (الحصن) (٣) (٤).


(١) في [أ، ط، هـ]: (أتينا).
(٢) سقط من: [ب، جـ].
(٣) في [جـ]: (الحسن).
(٤) مرسل، يزيد بن الأصم تابعي، وأخرجه ابن سعد ٢/ ٧٥.

[٢٩] ما حفظت في غزوة بني المصطلق

٣٩٦٠٥ - (حدثنا أبو بكر قال) (١): حدثنا عيسى بن يونس عن ابن عون قال: كتبت إلى نافع أسأله عن دعاء المشركين، فكتب إلي: أخبرني عبد اللَّه بن عمر أن رسول اللَّه ﷺ أغار على بني المصطلق وهم غارون، ونعمهم تُسْقَى على الماء، فكانت جويرية بنت الحارث مما أصاب، وكنت في الخيل (٢).


(١) سقط من: [جـ، ق، ع، ي].
(٢) صحيح؛ أخرجه البخاري (٢٥٤١)، ومسلم (١٧٣٠).

٣٩٦٠٦ - حدثنا يحيى بن إسحاق قال: (أخبرنا) (١) يحيى بن أيوب قال: حدثني ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن محمد بن يحيى بن حبان عن ابن محيريز قال: دخلت
٥١٢
أنا وأبو صرمة المازني على أبي سعيد الخدري (فسألناه) (٢) عن العزل (فقال) (٣): أسرنا كرائم العرب، أسرنا نساء بني (عبد) (٤) المصطلق فأردنا العزل، ورغبنا في الفداء [فقال بعضنا: (أتعزلون) (٥) ورسول اللَّه ﷺ بين أظهركم؟ فأتيناه فقلنا: يا رسول اللَّه ﷺ (٦) أسرنا كرائم العرب، أسرنا نساء بني المصطلق فأردنا العزل ورغبنا في الفداء، فقال (النبي) (٧) ﷺ] (٨): «(لا) (٩) عليكم أن لا تفعلوا، فإنه ليس من نسمة كتب اللَّه عليها أن تكون إلى يوم القيامة إلا وهي كائنة» (١٠).


(١) في [أ، ب، ع، ي]: (أنبأنا).
(٢) في [ع]: (فسألنا).
(٣) في [أ، ب]: (قال).
(٤) كذا في النسخ.
(٥) في [س]: (وتقزلون).
(٦) سقط من: [أ، ب].
(٧) في [ع]: (الرسول).
(٨) سقط ما بين المعكوفين في: [جـ].
(٩) في [أ، ب]: (ما).
(١٠) حسن؛ يحيى بن أيوب صدوق، وأخرجه البخاري (٤١٣٨)، ومسلم (١٤٣٨).

٣٩٦٠٧ - حدثنا أبو أسامة قال: حدثنا هشام عن أبيه أن (أصحاب) (١) رسول اللَّه ﷺ (في) (٢) غزوة بني المصطلق لما أتوا المنزل، وقد جلا أهله أجهضوهم، وقد بقي دجاج في المعدن فكان بين غلمان من المهاجرين وغلمان من الأنصار [قتال، (فقال غلمان) (٣) من المهاجرين: يا (للمهاجرين) (٤)، وقال غلمان من الأنصار] (٥):
٥١٣
(يا للأنصار) (٦)، فبلغ ذلك عبد اللَّه بن أُبيّ (بن) (٧) سلول فقال: أما واللَّه لو أنهم لم ينفقوا عليهم انفضوا من حوله، أما واللَّه لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فبلغ ذلك النبي ﷺ فأمرهم بالرحيل مكانه يشغلهم، فأدرك (ركبا) (٨) من بني عبد الأشهل في المسير فقال لهم: «ألم تعلموا ما قال المنافق عبد اللَّه بن أبي؟» قالوا: (و) (٩) ماذا قال يا رسول اللَّه؟ (قال) (١٠): «قال: (أما) (١١) واللَّه لو لم (ينفقوا) (١٢) عليهم (لانفضوا) (١٣) من حوله أما واللَّه لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل»، قالوا: صدق يا رسول اللَّه فأنت واللَّه العزيز وهو الذليل (١٤).


(١) سقط من: [أ، ب، س].
(٢) سقط من: [ع].
(٣) في [س]: تكررت.
(٤) في [ع]: (المهاجدين).
(٥) سقط ما بين المعكوفين في: [ي].
(٦) في [ع]: (لأنصار).
(٧) سقط من: [أ، ب، س].
(٨) هكذا في: [ق، هـ]، وفي بقية النسخ: (ركب).
(٩) سقط من: [هـ].
(١٠) سقط من: [ع].
(١١) في [أ، ب]: (أم).
(١٢) في [أ، ب، س، ع]: (ينفقوا).
(١٣) في [ع]: (أنفضوا).
(١٤) مرسل؛ عروة تابعي.

[٣٠] غزوة الحديبية

٣٩٦٠٨ - (حدثنا أبو بكر قال) (١): حدثنا غندر عن شعبة قال: سمعت قتادة يحدث عن أنس أنه قال: في هذه الآية: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا﴾ [الفتح: ١] قال: الحديبية (٢).


(١) سقط من: [جـ، ق، ي].
(٢) صحيح؛ أخرجه البخاري (٤٨٣٤)، ومسلم (١٧٨٦).

٣٩٦٠٩ - حدثنا أبو أسامة قال: حدثنا هشام عن أبيه قال: خرج رسول اللَّه ﷺ إلى الحديبية -وكانت الحديبية في شوال- قال: فخرج رسول اللَّه ﷺ حتى إذا كان بعسفان لقيه رجل من بني كعب فقال: يا رسول اللَّه، إنا تركنا (قريشا) (١) وقد جمعت (لك) (٢) أحابيشَها تطعمها الخزير، [يريدون أن يصدوك عن البيت، فخرج رسول اللَّه ﷺ حتى إذا تبرز (من) (٣) عسفان لقيهم خالد بن الوليد طليعة لقريش، فاستقبلهم على الطريق فقال رسول اللَّه ﷺ: «هلم ههنا»، فأخذ بين سروعتين -يعني شجرتين- ومال عن سنن الطريق حتى نزل الغميم، فلما نزل الغميم خطب الناس فحمد اللَّه وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: «أما بعد فإن قريشا قد جمعت لكم أحابيشها (تطعمها) (٤) الخزير] (٥) يريدون أن يصدونا عن البيت، فأشيروا علي بما ترون أن تعمدوا إلى الرأس، -يعني أهل مكة، أم ترون أن تعمدوا إلى الذين أعانوهم (فنخالفهم) (٦) إلى نسائهم وصبيانهم، فإن جلسوا جلسوا (موتورين) (٧) مهزومين، وإن طلبونا (طلبونا) (٨) (طلبا) (٩) (متداريا) (١٠) ضعيفا، (فأخزاهم) (١١) اللَّه»،
٥١٥
فقال: أبو بكر يا رسول اللَّه (١٢) أن (تعمد) (١٣) إلى الرأس (فإن) (١٤) اللَّه معينك، وإن اللَّه ناصرك، وإن اللَّه مظهرك، قال المقداد بن الأسود وهو في رحله: إنا (يا رسول اللَّه) (١٥) لا نقول لك كما قالت: بنو إسرائيل لنبيها: ﴿(اذْهَبْ) (١٦) أنت وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ﴾ [المائدة: ٢٤] ولكن اذهب أنت (وربك فقاتلا، إنا معكم مقاتلون، فخرج رسول اللَّه ﷺ حتى إذا غشي الحرم ودخل أنصابه بركت ناقته) (١٧) (الجدعاء) (١٨) فقالوا: خلأت، فقال: «واللَّه ما خلأت، وما الخلأ بعادتها، ولكن حبسها (١٩) حابس الفيل عن مكة، لا تدعوني قريش إلى تعظيم المحارم فيسبقوني إليه، هلم هاهنا» -لأصحابه فأخذ ذات اليمين في ثنية تدعى ذات الحنظل حتى هبط على الحديبية، فلما نزل استقى الناسُ من البئر، (فنزفت) (٢٠) ولم تقم بهم، فشكوا ذلك إليه فأعطاهم سهما من كنانته فقال: «اغرزوه في البئر»، فغرزوه في البئر فجاشت وطما ماؤها حتى ضرب الناس (بالعطن) (٢١)، فلما سمعت به قريش أرسلوا إليه أخا بني حليس وهو من قوم يعظمون الهدي، (فقال: «ابعثوا الهدي») (٢٢)، فلما رأى الهدي لم
٥١٦
يكلمهم كلمة، وانصرف من مكانه إلى قريش، فقال: (يا قوم) (٢٣) القلائد والبدن والهدي، فحذرهم وعظم عليهم، فسبوه وتجهموه وقالوا: إنما أنت أعرابي جلف لا نعجب منك، ولكنا نعجب من أنفسنا إذ أرسلناك، اجلس ثم قالوا لعروة بن مسعود: انطلق إلى محمد (٢٤) ولا نؤتين من ورائك، فخرج عروة حتى أتاه فقال: يا محمد، ما رأيت رجلا من العرب سار إلى مثل ما سرت (إليه) (٢٥) (سرت) (٢٦) (بأوباش) (٢٧) الناس (إلى) (٢٨) عترتك وبيضتك التي (تفلقت) (٢٩) عنك لتبيد (خضراءها) (٣٠)، تعلم أني جئتك من (٣١) كعب بن لؤي وعامر بن لؤي، قد لبسوا جلود النمور عند العوذ (المطافيل) (٣٢) يقسمون باللَّه: لا تعرض لهم خطبة إلا عرضوا لك (أمرّ) (٣٣) (منها) (٣٤)، فقال رسول اللَّه ﷺ: «إنا لم نأت لقتال (ولكنا) (٣٥) أردنا أن نقضي عمرتنا وننحر هدينا، فهل لك أن تأتي قومك، فإنهم أهل قتب، وإن الحرب قد (أخافتهم) (٣٦)، وإنه لا خير لهم أن تأكل الحرب منهم إلا ما قد أكلت،
٥١٧
فيخلون بيني ويين البيت، فنقضي عمرتنا وننحر هدينا، ويجعلون بيني وبينهم مدة، (نزيل) (٣٧) فيها (٣٨) (نساءهم) (٣٩) ويأمن فيها سريهم، ويخلون بيني وبين الناس، فإني -واللَّه- لأقاتلن على هذا الأمر الأحمر والأسود حتى يظهرني اللَّه (٤٠) أو (تنفرد) (٤١) سالفتي، فإن أصابني الناس فذاك الذي (يريدون) (٤٢)، وإن أظهرني اللَّه عليهم اختاروا، إما قاتلوا معدين، وإما دخلوا في السلم وافرين»، قال: فرجع (عروة إلى قريش) (٤٣) فقال: تعلمن -واللَّه- ما على الأرض قوم أحب (إلي) (٤٤) (منكم) (٤٥)، إنكم لأخواني وأحب الناس إلي، ولقد استنصرت لكم الناس في المجامع، فلما لم (ينصروكم) (٤٦) (أتيتكم) (٤٧) بأهلي حتى نزلت (معكم) (٤٨) إرادة أن (أواسيكم) (٤٩)، واللَّه ما أحب الحياة بعدكم، تعلمن أن الرجل قد عرض (نصفا) (٥٠) فاقبلوه، تعلمن أني قد قدمت على الملوك، ورأيت (العظماء) (٥١)
٥١٨
(فأقسم) (٥٢) باللَّه (إن) (٥٣) رأيت ملكا ولا عظيما أعظم في أصحابه منه، (إن) (٥٤) يتكلم منهم رجل حتى يستأذنه، فإن هو أذن له تكلم، وإن لم يأذن له سكت، ثم إنه (ليتوضأ) (٥٥) فيبتدرون وضوءه (يصبُّونه) (٥٦) على رؤوسهم، يتخذونه (حنانا) (٥٧)، فلما سمعوا مقالته أرسلوا إليه (سهيل بن عمرو) (٥٨) (ومكرز) (٥٩) بن حفص (فقالوا) (٦٠): انطلقوا إلى محمد فإن أعطاكم ما ذكر عروة فقاضياه على أن يرجع عامه (هذا) (٦١) عنا، ولا يخلص إلى البيت، حتى يسمعَ من يسمعُ (بمسيره) (٦٢) من العرب أنا قد صددناه، فخرج سهيل ومكرز حتى (أتياه) (٦٣) وذكرا ذلك له، (فأعطاهما) (٦٤) الذي سألا فقال: «اكتبوا: بسم اللَّه الرحمن الرحيم»، قالوا: واللَّه لا نكتب هذا أبدا، قال: «فكيف؟» قالوا: نكتب باسمك اللهم، قال: «وهذه فاكتبوها»، فكتبوها، ثم قال: «اكتب هذا ما (قاضى) (٦٥) عليه
٥١٩
محمد رسول اللَّه ﷺ (٦٦)»، فقالوا: واللَّه، ما نختلف (إلا) (٦٧) في هذا، فقال: «ما أكتب؟» فقالوا: (انتسب) (٦٨)، (فاكتب) (٦٩) محمد بن عبد اللَّه (قال) (٧٠): «(و) (٧١) هذه حسنة اكتبوها»، فكتبوها، وكان في شرطهم أن بيننا (للعيبة) (٧٢) المكفوفة، وأنه لا أغلا (ولا) (٧٣) (أسلال) (٧٤) -قال أبو أسامة: الأغلال: الدروع، والأسلال: السيوف، ويعني بالعيبة الكفوفة أصحابه يكفهم عنهم-، وأنه من أتاكم منا رددتموه علينا، ومن أتانا منكم لم نردده عليكم، فقال رسول اللَّه ﷺ: «ومن دخل معي فله مثل شرطي»، فقالت قريش: من دخل معنا فهو (منا له) (٧٥) مثل شرطنا، فقالت بنو كعب: نحن معك يا رسول اللَّه ﷺ (٧٦)، وقالت بنو بكر: نحن مع قريش، فبينما هم في الكتاب إذ جاء أبو جندل يرسف في القيود، فقال المسلمون: هذا أبو جندل، فقال رسول اللَّه ﷺ: «هو لي»، وقال سهيل: هو لي، وقال سهيل: اقرأ الكتاب، فإذا هو لسهيل، فقال أبو جندل: يا رسول اللَّه، يا معشر المسلمين، أرد إلى المشركين؟ فقال (عمر) (٧٧): (يا أبا) (٧٨) جندل هذا السيف فإنما هو رجل
٥٢٠
ورجل، فقال سهيل: أعنت علي -يا عمر- فقال رسول اللَّه ﷺ لسهيل: «هبه لي»، قال: لا، قال: «(فأجره) (٧٩) لي»، قال: لا، قال مكرز: قد أجرته لك يا محمد فلم (يُهج) (٨٠) (٨١).


(١) في [أ، ب]: (قريش).
(٢) سقط من: [ع].
(٣) سقط من: [ع].
(٤) سقط من: [أ، ب].
(٥) سقط ما بين المعكوفين في: [ي].
(٦) في [ق، هـ]: (فتخالفوهم).
(٧) في [أ، ب]: (موترين).
(٨) سقط من: [ب].
(٩) سقط من: [أ، ب].
(١٠) في [أ، ب]: (منذاريا)، وفي [س]: (معداريًا).
(١١) في [أ، ب]: (أقواهم).
(١٢) في [جـ، ي]: زيادة (نرى).
(١٣) في [ي]: (نعمد).
(١٤) في [أ، ب، جـ]: (وإن).
(١٥) في [هـ]: (واللَّه).
(١٦) في [ق]: (فاذهب).
(١٧) سقط من: [أ، ب].
(١٨) في [أ، ب]: (والجدعاء).
(١٩) هكذا في [ق، ع، هـ]، وفي بقية النسخ زيادة: (إلا).
(٢٠) في [ب]: (فنزلت).
(٢١) سقط من: [ي]، وفي [أ، ب]: (بالقطن).
(٢٢) سقط من: [س].
(٢٣) في [أ، ب]: (ما قوم).
(٢٤) في [جـ، ي]: زيادة ﷺ.
(٢٥) في [س]: (اللَّه).
(٢٦) سقط من: [أ، ب].
(٢٧) في [ع]: (بأدباش).
(٢٨) في [أ، ب]: (إلا).
(٢٩) في [أ، ب]: (نقلت)، وفي [ع]: (تعلقت).
(٣٠) في [أ، ب]: (عذاراها)، وفي [جـ، س، ي]: (غضراءها).
(٣١) في [أ، ب، جـ]: زيادة (عند).
(٣٢) في [أ، ب، س]: (المطافل).
(٣٣) في [هـ]: (أمرًا).
(٣٤) في [أ، ب]: (منهم).
(٣٥) في [أ، ب]: (ولكن).
(٣٦) في [ب]: (أخاقتهم).
(٣٧) في [ي]: (تذبل)، وفي [ق]: (تذيل).
(٣٨) في [أ، ب]: زيادة (ولا).
(٣٩) في [أ، ب، جـ، س، ي]: (نساؤهم).
(٤٠) في [أ، ب]: زيادة (عليهم).
(٤١) في [أ، ب]: (ننفرد).
(٤٢) في [ي]: (تريدون).
(٤٣) في [أ، ب]: (إلى قريش عروة).
(٤٤) في [أ، ب، س]: (إليكم).
(٤٥) سقط من: [أ، ب، س].
(٤٦) في [أ، ب]: (ينصرفوا).
(٤٧) في [أ، ب]: (أنبيكم).
(٤٨) في [أ، ب]: (حكم).
(٤٩) في [هـ]: (أواشيكم)، وفي [س]: (أواسبكم).
(٥٠) في [ع]: (نصف).
(٥١) في [ع]: (العلماء).
(٥٢) في [ع]: (وأقسما).
(٥٣) في [أ، ب]: (إني).
(٥٤) في [هـ]: (لن) وفي [ق]: (لا).
(٥٥) في [ع]: (ليتوضئ).
(٥٦) في [ق، هـ]: (ويصبونه).
(٥٧) في [أ، ب]: (أحيانًا).
(٥٨) في [أ، ب]: (سهل بن عامر).
(٥٩) في [س]: (وبكرز).
(٦٠) في [ع]: (فقال).
(٦١) سقط من: [أ، ب].
(٦٢) في [ب]: (مسيره).
(٦٣) في [أ، ب]: (أتيا)، وفي [س]: (أتاه).
(٦٤) في [ب]: (فأعطاها).
(٦٥) في [أ، ب]: (قضا).
(٦٦) سقط من: [أ، ب، س].
(٦٧) في [أ]: (إلى).
(٦٨) في [ع]: (فانشيت).
(٦٩) هكذا في [ق، هـ]، وفي بقية النسخ زيادة: (قال فاكتب).
(٧٠) في [أ، ب]: (قالوا).
(٧١) سقط من: [أ، ب].
(٧٢) في [أ، ب]: (اللعيبة)، في [جـ]: (الكعبة).
(٧٣) في [ب]: (إلا).
(٧٤) في [أ]: (وإسلال).
(٧٥) في [أ، ب]: (مناله).
(٧٦) هكذا في: [هـ]، وسقط في بقية النسخ.
(٧٧) سقط من: [س]، وفي [أ، ب]: (يا عمر).
(٧٨) في [ع]: (يابا).
(٧٩) في [أ، ب]: (فأجزه).
(٨٠) أي: لم يتعرض لأبي جندل أحد بالأذى حتى رجع إلى مكة، وفي [ق، ع، هـ]: (ينج).
(٨١) مرسل؛ عروة تابعي، وأخرجه يعقوب في المعرفة ٣/ ٢٨٦، والبيهقي في دلائل النبوة ٤/ ٩٢، وبنحوه مالك في الموطأ ١/ ٣٤٢ (٧٥٩).

٣٩٦١٠ - حدثنا عبد اللَّه بن إدريس عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن عروة ابن الزبير عن مروان أن (رسول) (١) اللَّه ﷺ خرج عام صدوه، فلما انتهى إلى الحديبية اضطرب في الحل، وكان مصلاه في الحرم، فلما كتبوا القضية وفرغوا منها دخل (على) (٢) (الناس) (٣) من ذلك أمر عظيم قال: فقال رسول اللَّه ﷺ: «يا أيها الناس انحروا، وأحلقوا، وأحلوا»، فما قام رجل من الناس، ثم أعادها فما قام أحد من الناس، فدخل على أم سلمة فقال: «ما رأيتِ ما دخل على الناس»، فقالت: يا رسول اللَّه اذهب فانحر هديك واحلق (وأحل) (٤)، فإن الناس سيحلون فنحر رسول اللَّه ﷺ وحلق وأحل (٥).


(١) في [أ، ب]: (النبي).
(٢) هكذا في [ق، هـ]، وسقط في بقية النسخ.
(٣) في [أ]: (الناسي).
(٤) في [جـ]: (وأهل).
(٥) حسن؛ ابن إسحاق صدوق وصرح بالسماع عند البيهقي في الدلائل ٤/ ١٩٧، وابن الأثير في أسد الغابة ٦/ ٥٩، وأخرجه أحمد (١٨٩٣٠) ٤/ ٣٤٣، والبيهقي ٥/ ٢١٥، وابن أبي عاصم (٥٥١) عن المؤلف، والخبر عندهم من طريق مروان والمسور بن مخرمة، وأصل الخبر عند البخاري (٢٥٨١).

٣٩٦١١ - حدثنا أبو أسامة عن زكريا عن أبي إسحاق عن البراء قال: لما (أحصر) (١) رسول اللَّه ﷺ عن البيت صالحه أهل مكة على أن يدخلها فيقيم بها ثلاثًا ولا يدخلها إلا بجلُبَّان السلاح: (السيف) (٢) وقرابه، ولا يخرج معه (أحد) (٣) من أهلها، ولا يمنع أحدا أن يمكث بها ممن كان معه، فقال لعلي:»اكتب الشرط بيننا بسم اللَّه الرحمن الرحيم هذا ما (قاضى) (٤) عليه محمد رسول اللَّه ﷺ، فقال المشركون (٥): لو نعلم أنك رسول اللَّه تابعناك، ولكن اكتب محمد بن عبد اللَّه قال: فأمر عليا أن (يمحوها) (٦)، فقال علي: لا واللَّه لا (أمحوها) (٧)، فقال رسول اللَّه ﷺ: «أرني مكانها»، فأراه مكانها فمحاها، وكتب: ابن عبد اللَّه، فأقام فيها ثلاثة أيام، فلما كان يوم الثالث قالوا لعلي: هذا آخر يوم من شرط صاحبك، فمره فليخرج، فحدثه بذلك، (فقال: «نعم») (٨)، فخرج (٩).


(١) هكذا في [هـ]، وفي بقية النسخ: (حصر).
(٢) في [ب]: (والسين).
(٣) هكذا في [ق، هـ]، وفي بقية النسخ: (بأحد).
(٤) في [أ، ب]: (قضى)، وفي [ع]: (قاضا).
(٥) في [جـ، ي]: ﷺ.
(٦) في [ع]: (أمحاها - يمحاها)
(٧) في [ع]: (أمحاها - يمحاها).
(٨) في [أ، ب]: (قال له: نعم)، وسقط من: [س].
(٩) صحيح؛ صرح أبو إسحاق بالسماع عند الشيخين، أخرجه البخاري (٣١٨٤)، ومسلم (١٧٨٣).

٣٩٦١٢ - حدثنا (أبو) (١) أسامة عن زكريا عن أبي إسحاق عن البراء قال: نزلنا يوم الحديبية فوجدنا ماءها قد شربه أوائل الناس، فجلس النبي ﷺ على البئر، ثم
٥٢٢
دعا بدلو منها، فأخذ منه بفية ثم مجه فيها ودعا اللَّه، (فكثر) (٢) ماؤها حتى تروى الناس منها (٣).


(١) في [أ]: (أبي).
(٢) في [ب]: (وكثر).
(٣) صحيح؛ صرح أبو إسحاق بالسماع عند البخاري (٤١٥١)، وأخرجه البخاري (٣٥٧٧)، وأحمد (١٨٥٦٣).

٣٩٦١٣ - حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن أشعث عن عطاء قال: خرج النبي ﷺ معتمرا (في ذي القعدة معه المهاجرين والأنصار) (١) حتى أتى الحديبية، (فخرجت) (٢) إليه قريش فردوه عن البيت، حتى كان بينهم كلام (وتنازع) (٣) حتى كاد يكون بينهم قتال، قال: فبايع النبي ﷺ أصحابَه (وعدُتهم) (٤) ألف (و) (٥) خمسمائة تحت الشجرة، وذلك يوم بيعة الرضوان، فقاضاهم النبي ﷺ فقالت قريش: نقاضيك على أن تنحر الهدي مكانه وتحلق وترجع، حتى إذا كان (العام المقبل) (٦) (نخلي) (٧) لك مكة ثلاثة أيام، ففعل، قال: (فخرجوا) (٨) إلى عكاظ فأقاموا فيها ثلاثًا، واشترطوا عليه أن لا (يدخلها) (٩) بسلاح إلا بالسيف، ولا (تخرج) (١٠) بأحد من أهل مكة إن خرج معك، فنحر الهدي مكانه وحلق
٥٢٣
ورجع، حتى إذا كان في قابل (في) (١١) تلك الأيام (دخل) (١٢) مكة، وجاء بالبدن معه، وجاء الناس معه، فدخل المسجد الحرام، فأنزل اللَّه عليه: ﴿لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ﴾ [الفتح: ٢٧]، قال: وأنزل عليه: ﴿الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ﴾ [البقرة: ١٩٤]، فإن قاتلوكم في المسجد الحرام فقاتلوهم، فأحل (١٣) لهم إن (قاتلوه) (١٤) في (المسجد الحرام أن يقاتُلوهم) (١٥)، فأتاه أبو جندل بن سهيل بن عمرو، وكان (موثقا) (١٦) (أوثقه) (١٧) أبوه، (فرده) (١٨) إلى أبيه (١٩).


(١) سقط من: [أ، ب، هـ].
(٢) في [أ، ب]: (وخرجت).
(٣) في [أ، ب]: (وتنازعوا).
(٤) في [أ، ب]: (وعددهم).
(٥) سقط من: [هـ].
(٦) في [أ، ب]: (في قابل).
(٧) في [أ، ب]: (تجلى).
(٨) في [أ، ب]: (وخرجوا).
(٩) في [أ، ب]: (يدخولها).
(١٠) في [أ، ب]: (يخرج).
(١١) سقط من: [هـ].
(١٢) في [أ]: (خل).
(١٣) في [ع]: زيادة (اللَّه).
(١٤) في [أ، ب]: (قاتلوا).
(١٥) في [أ، ب]: (في المسجد أن يقاتلهم).
(١٦) في [أ، ب]: (موثقه)، وفي [ع]: (موثوقًا).
(١٧) سقط من: [أ، ب].
(١٨) في [أ، ب]: (ورده).
(١٩) مرسل ضعيف؛ عطاء تابعي، وأشعث ضعيف.

٣٩٦١٤ - حدثنا علي بن هاشم عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال: قدم رسول اللَّه ﷺ وأصحابه في الهدنة التي كانت قبل الصلح الذي كان بينه وبينهم، قال: والمشركون عند باب الندوة مما يلي الحِجْر، وقد تحدثوا أن برسول اللَّه ﷺ وأصحابه جهدا وهزلا، فلما استلموا، [قال: قال لهم رسول اللَّه
٥٢٤
ﷺ: («إنهم قد تحدثوا أن بكم (جهدا وهُزلا» (١) (٢)] (٣) (فارملوا) (٤) ثلاثة أشواط حتى يروا أن بكم قوة»، قال: فلما استلموا الحجر رفعوا أرجلهم فرملوا، حتى قال بعضهم لبعض: أليس زعمتم أن بهم (هزلا) (٥)، وهم لا يرضون بالمشي حتى يسعوا سعيا (٦).


(١) في [جـ]: (هزلًا وجهدًا).
(٢) سقط من: [س].
(٣) سقط ما بين المعكوفين من: [ي].
(٤) في [ع]: (فارسلوا).
(٥) هكذا في [هـ]، وفي بقية النسخ زيادة: (وجهد)، وفي [ع]: (مزلٌ وجهدٌ).
(٦) ضعيف؛ ابن أبي ليلى سيء الحفظ، أخرجه أحمد (٣٣٤٧)، وعبد بن حميد (٦٥٥)، والطبراني (١٢٠٧٧)، وأصله في البخاري (١٦٠٢)، ومسلم (١٢٦٦).

٣٩٦١٥ - حدثنا يونس بن محمد قال: حدثنا مُجمّع بن يعقوب قال: حدثني أبي عن عمه عبد الرحمن بن يزيد عن مجمع بن (جارية) (١) قال: شهدت الحديبية مع رسول اللَّه ﷺ، فلما انصرفنا عنها إذا الناس يوجفون الأباعر، فقال بعض الناس لبعض: ما للناس؟ فقالوا: أوحي إلى رسول اللَّه ﷺ، قال: فخرجنا نوجف مع الناس حتى وجدنا رسول اللَّه ﷺ (٢) واقفا عند كُرَاع الغميم، فلما اجتمع إليه بعض ما يريد من الناس قرأ عليهم: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا﴾ فقال رجل من أصحابه: يا رسول اللَّه أو فتح هو؟ قال: «(أي) (٣) والذي نفسي بيده، (إنه) (٤) لفتح»، قال: فقسمت على أهل الحديبية على ثمانية عشر سهما، وكان الجيش ألفا
٥٢٥
وخمسمائة ثلاثمائة فارس فكان للفارس سهمان (٥).


(١) في [ع، ي]: (حارثة).
(٢) سقط من: [أ، ب].
(٣) سقط من: [أ، ب].
(٤) سقط من: [أ، ب].
(٥) حسن؛ فيه بعض المخالفة، يعقوب صدوق، أخرجه أحمد (١٥٤٧٠)، وأبو داود (٢٧٣٦)، والحاكم ٢/ ١٣١، والبيهقي ٦/ ٣٢٥، والدارقطني ٤/ ١٠٥، والطبري في التفسير (سورة الفتح) ٢٦/ ٧١، والطبراني ١٩/ (١٠٨٢)، والمزي ٣٢/ ٢٦٤.

٣٩٦١٦ - حدثنا عبيد اللَّه بن موسى عن موسى بن عبيدة عن إياس بن سلمة عن أبيه قال: خرجنا مع رسول اللَّه ﷺ في غزوة الحديبية فنحر مائة بدنة ونحن سبع عشرة (مائة) (١) ومعهم عدة السلاح والرجال والخيل، وكان في بدنه جمل، فنزل (بالحديبية) (٢) (فصالحته) (٣) قريش على أن هذا الهدي محله حيث حبسناه (٤).


(١) سقط من: [ع].
(٢) في [ح، ق، هـ]: (الحديبية).
(٣) في [ق، هـ]: (فصالحه).
(٤) ضعيف؛ لحال موسى بن عبيدة، أخرجه ابن ماجه (٣١٠١)، وابن سعد ٢/ ١٠٣، وابن جرير في التفسير ٢٦/ ٩٦، والفاكهي في أخبار مكة (٢٨٨٢)، والطبراني (٦٢٦٤)، وصالح ابن أحمد بن حنبل في مسائل والده ٢/ ٤٠٥ (١٠٨٤).

٣٩٦١٧ - حدثنا عبد اللَّه بن نمير قال: (حدثنا) (١) عبد العزيز بن سياه قال: حدثنا حبيب بن أبي ثابت عن أبي وائل عن (سهل) (٢) بن حنيف قال: لقد كنا مع رسول اللَّه ﷺ لو نرى قتالا لقاتلنا، وذلك في الصلح الذي كان بين رسول اللَّه ﷺ (٣) وبين المشركين، فجاء عمر بن الخطاب فأتى رسولَ اللَّه ﷺ فقال: (يا رسول اللَّه) (٤): ألسنا على حق وهم على باطل؟ قال: «بلى»، قال: أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال: «بلى»، قال: ففيم نعطي الدنية ونرجع ولما يحكم اللَّه بيننا
٥٢٦
وبينهم؟ قال: [«يا ابن الخطاب، إني رسول اللَّه ولن يضيعني اللَّه أبدًا»، قال: فانطلق عمر ولم يصبر متغيظًا حتى أتى أبا بكر، فقال: يا أبا بكر، ألسنا على حقٍّ وهم على باطلٍ؟ قال: بلى، قال: أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال: بلى، قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا ونرجع ولما يحكم اللَّه بيننا وبينهم قال: يا ابن الخطاب] (٥) إنه رسول اللَّه ولن يضيعه اللَّه أبدًا، قال: فنزل القرآن على رسول اللَّه ﷺ بالفتح، فأرسل إلى عمر فأقرأه إياه، فقال: يا رسول اللَّه، أو فتح هو؟ قال: «نعم»، (فطابت) (٦) نفسه ورجع (٧).


(١) في [ع]: (أخبرنا).
(٢) في [ع]: (سهيل).
(٣) سقط من: [أ، ب، ع].
(٤) في [س]: (رسول اللَّه).
(٥) سقط ما بين المعكوفين من: [أ، ب].
(٦) في [جـ]: (فعابت)، وفي [أ]: (فعاتب).
(٧) صحيح؛ أخرجه البخاري (٣١٨٢، ٤٨٤٤)، ومسلم (١٧٨٥).

٣٩٦١٨ - حدثنا عفان قال: حمَّاد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن قريشًا صالحوا النبي ﷺ فيهم سهيل بن عمرو، فقال النبي ﷺ لعلي: «اكتب: بسم اللَّه الرحمن الرحيم»، فقال سهيل: أما «بسم اللَّه الرحمن الرحيم»، (فما ندري) (١) ما «بسم اللَّه الرحمن الرحيم»، ولكن (اكتب) (٢) بما نعرف «باسمك اللهم» فقال: «اكتب: من محمد رسول اللَّه (٣)»، قالوا: لو علمنا أنك رسول اللَّه اتبعناك، ولكن اكتب اسمك واسم أبيك، فقال النبي ﷺ: «اكتب: من محمد بن عبد اللَّه»، فاشترطوا على النبي ﷺ أن من جاء منكم لم نرده عليكم، ومن جاءكم (منا) (٤) رددتموه علينا، فقالوا: يا رسول اللَّه أتكتب هذا؟ قال: «نعم، إنه من ذهب منا إليهم فأبعده
٥٢٧
اللَّه، ومن جاءنا منهم سيجعل اللَّه (له) (٥) فرجًا ومخرجًا» (٦).


(١) سقط من: [أ، ب].
(٢) سقط من: [س].
(٣) في [جـ]: زيادة (س).
(٤) في [ع]: (منكم).
(٥) سقط من: [أ، ب]، وفي [س، ع، ي]: (لهم).
(٦) صحيح؛ أخرجه مسلم (١٧٨٤)، وأحمد (١٣٨٢٧).

٣٩٦١٩ - حدثنا ابن عيينة عن عمرو سمع جابرا يقول: كنا يوم الحديبية ألفا وأربع مائة، فقال لنا: أنتم اليوم خير أهل الأرض (١). حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن عروة عن المسور ومروان أن رسول اللَّه ﷺ (عام الحديبية خرج) (٢) في بضع عشرة مائة من أصحابه، فلما كان بذي الحليفة قلد الهدي (وأشعر) (٣) وأحرم (٤).


(١) صحيح؛ أخرجه البخاري (٤١٥٤)، ومسلم (١٨٥٦).
(٢) في [ع]: (خرج عام الحديبية).
(٣) في [أ، ب]: (أو أشعر).
(٤) صحيح؛ رواية المسور لها حكم الاتصال، أخرجه البخاري (٤١٥٧)، وأحمد (١٨٩٠٩).

٣٩٦٢٠ - حدثنا عبيد اللَّه بن موسى عن موسى بن عبيدة عن إياس (بن سلمة) (١) عن أبيه قال: بعثت قريش سهيل بن عمرو وحويطب بن عبد العزى و(٢) حفص إلى النبي ﷺ ليصالحوه، فلما رآهم رسول اللَّه ﷺ فيهم سهيل، قال:»قد سهل من أمركم، القوم يأتون إليكم (بأرحامهم) (٣)، (وسائلوكم) (٤) الصلح فابعثوا الهدي، وأظهروا بالتلبية، (لعل ذلك يلين قلوبهم«، فلبوا من نواحي العسكر حتى ارتجت أصواتهم بالتلبية) (٥) [قال: فجاؤه فسألوا الصلح.
٥٢٨

قال: فبينما الناس قد توادعوا، وفي المسلمين ناس من المشركين، وفي المشركين ناس من المسلمين] (٦) (ففتك) (٧) أبو سفيان فإذا الوادي يسيل بالرجال والسلاح.

قال: قال: (إياس) (٨): قال (سلمة) (٩): (فجئت) (١٠) (بستة) (١١) من المشركين مسلحين أسوقهم، ما يملكون لأنفسهم نفعًا ولا ضرًا، فأتينا بهم النبي ﷺ فلم يسلب ولم يقتل وعفا، قال: فشددنا على ما في أيدي المشركين منا، فما تركنا فيهم رجلا منا إلا استنقذناه، قال: وغلِبنا على من في أيدينا منهم.

ثم إن قريشا أتت سهيل بن عمرو (وحويطب) (١٢) بن عبد العزى فولوا صلحهم، وبعث النبي ﷺ عليا وطلحة، فكتب علي بينهم:»بسم اللَّه الرحمن الرحيم هذا ما صالح عليه محمد رسول اللَّه (١٣) قريشا: صالحهم على أنه: لا إغلال ولا إسلال، (و) (١٤) على أنه: (من) (١٥) قدم مكة [من أصحاب محمد (١٦) حاجًّا أو
٥٢٩
معتمرًا أو يبتغي من فضل اللَّه فهو آمن (على) (١٧) دمه وماله، [ومن قدم المدينة من قريش مجتازًا إلى مصر (أو) (١٨) إلى الشام يبتغي من فضل اللَّه فهو آمن على دمه وماله] (١٩) وعلى أنه من جاء محمدًا (٢٠) من قريش فهو رد، ومن جاءهم] (٢١) من أصحاب محمد (٢٢) [فهو لهم.

فاشتد ذلك على المسلمين فقال رسول اللَّه ﷺ] (٢٣): «من جاءهم منا فأبعده اللَّه، ومن جاءنا منهم (رددناه) (٢٤) إليهم -يعلم اللَّه الإسلام من نفسه- يجعل اللَّه (له) (٢٥) مخرجا».

وصالحوه على (أنه) (٢٦) يعتمر عامًا قابلًا في مثل هذا الشهر، لا يدخل علينا بخيل ولا سلاح إلا ما يحمل المسافر في قرابه، فيمكث فيها ثلاث ليال، وعلى أن هذا الهدي حيث حبسناه فهو محله لا يُقدِمه علينا، فقال رسول اللَّه ﷺ: «نحن نسوقه وأنتم تردون وجهه» (٢٧).


(١) في [أ، ب]: (وسلمة).
(٢) كذا في النسخ؛ ولعله من أوهام موسى، وفي [ق، هـ]: زيادة (مكرز بن).
(٣) في [أ]: (بأرحامكم).
(٤) في [أ، ب، ع، ي]: (وسايلوكم)، وفي [ق]: (ويسألونكم).
(٥) سقط من: [س].
(٦) في [ع]: أخرها عن الجملة التي بعدها، ثم ذكر الجملة التي بعدها ثم ذكرها مرة أخرى.
(٧) في [ق]: (فأقبل)، وفي [جـ، ع]: (فقبل)، وفي تفسير ابن جرير ٢٦/ ٩٦: (فقيل به)، وفي تاريخه ٢/ ١٢٠: (ففتك به).
(٨) في [أ، ب، ع]: (أناس).
(٩) في [أ، ب]: (سلمت).
(١٠) في [أ، ب]: (بحيث).
(١١) في [ي]: (بسيه)، وفي [أ، ب]: (بسنه).
(١٢) في [س]: (وحوطب).
(١٣) في [جـ، ي]: زيادة ﷺ.
(١٤) سقط من: [أ].
(١٥) في [أ]: (أن).
(١٦) في [جـ، ي]: زيادة ﷺ.
(١٧) سقط من: [ي].
(١٨) في [س، ع، ي]: (وإلى).
(١٩) سقط ما بين المعكوفين من: [جـ].
(٢٠) في [جـ، ي]: زيادة ﷺ.
(٢١) سقط ما بين المعكوفين من: [أ، ب].
(٢٢) في [جـ، ي]: زيادة ﷺ.
(٢٣) سقط ما بين المعكوفين من: [ي].
(٢٤) في [جـ]: تكررت.
(٢٥) سقط من: [أ، ب].
(٢٦) في [أ، ب]: (أن).
(٢٧) ضعيف؛ لحال موسى بن عبيدة، وأخرجه الطبراني (١٤٤)، وابن جرير في التفسير ٢٦/ ٨٦ و٩٦، وفي التاريخ ٢/ ١٢٠.

٣٩٦٢١ - حدثنا عبيد اللَّه بن موسى عن موسى بن عبيدة قال: حدثني إياس ابن سلمة عن أبيه قال: بعثت قريش خارجة بن كُرز يطلع (لهم) (١) طليعة، فرجع حامدا (يحسن) (٢) الثناء، فقالوا له: إنك أعرابي قعقعوا لك السلاح فطار فؤادك فما دريت ما قيل لك وما قلت.

ثم (أرسلوا) (٣) عروة بن مسعود فجاءه فقال: يا محمد ما هذا الحديث؟ تدعو إلى ذات اللَّه، ثم جئت قومك بأوباش الناس، من (تعرف ومن لا تعرف) (٤)، لتقطع أرحامهم وتستحل حرمتهم ودماءهم وأموالهم، فقال: «إني لم آت قومي إلا لأصل أرحامهم، يبدلهم اللَّه بدين خير من دينهم، ومعائش خير من معائشهم»، فرجع حامدا يحسن الثناء.

قال: قال إياس عن أبيه: فاشتد البلاء على من (كان) (٥) في يد المشركين من المسلمين، قال: فدعا رسول اللَّه ﷺ عمر فقال: «يا عمر هل أنت مبلغ عني إخوانك من أسارى المسلمين؟» فقال: (لا) (٦) يا نبي اللَّه، واللَّه ما لي بمكة من عشيرة، غيري أكثر عشيرة مني.

فدعا عثمان فأرسله إليهم فخرج عثمان على راحلته حتى جاء عسكر المشركين، (فعيبوا) (٧) به (وأساءوا) (٨) (له) (٩) القول، ثم (أجاره) (١٠) أبان بن
٥٣١
(سعيد) (١١) بن العاص بن عمه وحمله على السرج وردفه، فلما قدم قال: يا ابن (أبي) (١٢) ما لي أراك (متحشفًا) (١٣) أسبل، قال: وكان إزاره إلى نصف ساقيه، فقال له عثمان: هكذا إزرة صاحبنا.

فلم يدع أحدا بمكة من أسارى المسلمين إلا أبلغهم ما قال رسول اللَّه ﷺ.

قال سلمة: فبينما نحن قائلون نادى منادي رسول اللَّه ﷺ: «أيُّها الناس، البيعةَ، البيعةَ، نزل روح القدس»، قال: (فسرنا) (١٤) إلى رسول اللَّه ﷺ، وهو تحت (الشجرة) (١٥) (سمرة) (١٦) فبايعناه، وذلك قول اللَّه: ﴿لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ﴾ [الفتح: ١٨].

قال: فبايع لعثمان إحدى يديه على الأخرى، فقال الناس: هنيئا لأبي عبد اللَّه يطوف بالبيت ونحن ها هنا، فقال رسول اللَّه ﷺ: «لو مكث كذا وكذا سنة ما (طاف) (١٧) حتى أطوف» (١٨).


(١) في [ق، هـ]: (عليهم).
(٢) في [س]: (بحسن).
(٣) في [أ، ب]: (فأرسلوا).
(٤) في [س]: (يعرف ومن لا يعرف).
(٥) سقط من: [س].
(٦) في [أ، ب، ق، هـ]: (بلى).
(٧) في [ق، هـ]: (فعتبوا).
(٨) في [أ، ب]: (أسلوا)، وفي [س]: (أشاؤا).
(٩) في [ي]: (إليه).
(١٠) في [أ، ب، ط]: (أجازه).
(١١) في [ع]: (سعد).
(١٢) في [ق، هـ]: (عم)، وفي [ع]: (لي).
(١٣) في [ق، هـ]: (متخشعًا)، وفي [س، ط]: (متحشنًا).
(١٤) في [ق، هـ]: (فثرنا).
(١٥) في [ق، هـ]: (شجرة).
(١٦) في [أ، ب]: (سهرة).
(١٧) في [أ، ب]: (طاق).
(١٨) ضعيف؛ لحال موسى بن عبيدة، أخرجه الترمذي في الشمائل (١٢٢)، وابن سعد ١/ ٤٦١، وابن أبي عاصم في الآحاد (١٤٥)، والبزار (٣٥٣)، والطبراني (١٤٤)، والروياني (١١٥٥)، وابن عساكر ٣٩/ ٧٤، وابن جرير في التفسير ٢٦/ ٨٦، وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير ٤/ ١٩٢، والحربي في غريب الحديث ١/ ٥٤.

٣٩٦٢٢ - حدثنا يحيى بن سعيد عن محمد بن أبي يحيى عن أبيه عن أبي سعيد قال: قال رسول اللَّه ﷺ يوم الحديبية: «لا توقدوا نارا بليل»، ثم قال:
٥٣٢
«(أوقدوا) (١) (واصطنعوا) (٢) فإنه لن يدرك قوم بعدكم مدكم ولا صاعكم» (٣).


(١) في [هـ]: (أقدوا).
(٢) في [أ، ب]: (واحطنعوا).
(٣) حسن؛ أبو يحيى سمعان صدوق، أخرجه أحمد (١١٢٠٨)، والنسائي (٨٨٥٤)، والحاكم ٣/ ٣٦، وأبو يعلى (٩٨٤)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان ٢/ ١٣٨، وأبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان ١/ ٣٩١، والفاكهي في أخبار مكة (٢٨٧٧).

٣٩٦٢٣ - حدثنا ابن إدريس عن حصين عن سالم عن جابر قال: أصاب الناس عطش يوم الحديبية، قال: فهش الناس إلى رسول اللَّه ﷺ، قال: فوضع يده في الركوة، فرأيت الماء مثل العيون، قال: قلت: كم كنتم؟ قال: لو كنا مائة ألف لكفانا، كنا (خمس عشرة مائة) (١) (٢).


(١) في [أ]: (خمسمائة عشر)، وفي [ب]: (خمسائة عشر).
(٢) صحيح؛ أخرجه البخاري (٤١٥٢)، ومسلم (١٨٥٦).

٣٩٦٢٤ - حدثنا خالد بن مخلد قال: (حدثنا) (١) عبد الرحمن بن عبد العزيز الأنصاري قال: (حدثني) (٢) ابن شهاب قال: حدثني عروة بن الزبير أن رسول اللَّه ﷺ خرج عام الحديبية في ألف وثمانمائة، وبعث بين يديه عينا له من خزاعة يدعى ناجية يأتيه بخبر القوم.

حتى نزل رسول اللَّه ﷺ غديرا بعسفان (يقال: له غدير الأشطاط، فلقيه) (٣) عينه بغدير (الأشطاط) (٤) فقال: يا محمد، تركت قومك كعب بن لؤي وعامر بن
٥٣٣
لؤي قد استنفروا لك الأحابيش ومن أطاعهم قد سمعوا بمسيرك، وتركت عبدانهم يطعمون الخزير في دورهم، وهذا خالد بن الوليد في (خيل) (٥) بعثوه.

(فقام) (٦) رسول اللَّه ﷺ فقال: «ماذا تقولون؟ ماذا (تأمرون؟) (٧) أشيروا علي، قد جاءكم خبر قريش مرتين وما صنعت، فهذا خالد بن الوليد بالغميم، قال لهم رسول اللَّه ﷺ:»أترون أن (نمضي) (٨) لوجهنا، ومن صدنا عن البيت (قاتلناه) (٩)، أم ترون أن نخالف هؤلاء إلى من تركوا وراءهم، فإن اتبعنا منهم عنق قطعه اللَّه«، قالوا: يا رسول اللَّه (الأمر) (١٠) أمرك والرأي رأيك.

فتيامنوا في هذا الفعل، فلم يشعر به خالد ولا الخيل التي معه حتى (جاوزهم) (١١) قترة الجيش وأوفت به ناقته على ثنية تهبط على غائط القوم يقال له: بلدح، فبركت فقال:»حل حل«، فلم تنبعث.

فقالوا: خلأت القصواء، قال:»إنها واللَّه ما خلأت، ولا هو لها بخلق، ولكن حبسها حابس الفيل، أما واللَّه، لا يدعوني اليوم إلى خطة يعظمون فيها حرمة ولا يدعوني فيها إلى صلة إلا أجبتهم إليها«، ثم زجرها فوثبت.

فرجع من حيث جاء عوده على (بدئه) (١٢) حتى نزل بالناس على ثمَدٍ من ثماد
٥٣٤
الحديبية ظنون قليل الماء يَتَبرّض (الناس) (١٣) (ماءها) (١٤) تبرُّضا، فشكوا إلى رسول اللَّه ﷺ قلة الماء، فانتزع سهما من (كنانته) (١٥)، فأمر رجلا فغرزه في جوف القليب، فجاش بالماء حتى ضرب الناس عنه بعطن.

فبينما هو (على) (١٦) ذلك إذ مرَّ به بُديل بن ورقاء الخزاعي في ركب من قومه من خزاعة، فقال: يا محمد هؤلاء قومك قد خرجوا (بالعُوذ) (١٧) المَطَافيل، يقسمون باللَّه ليحولن بينك وبين مكة حتى لا يبقى منهم أحد، قال:»يا بُديل! إني لم آت لقتال أحد، إنما جئت أقضي نسكي وأطوف بهذا البيت، وإلا فهل لقريش في غير ذلك، هل لهم إلي أن أمادهم مدة يأمنون فيها ويستجمون ويخلون (فيها) (١٨) بيني وبين الناس، فإن ظهر (١٩) أمري على الناس كانوا فيها بالخيار أن يدخلوا فيما دخل (فيه) (٢٠) الناس، وبين أن يقاتلوا وفد (جمّوا) (٢١) (وأعدوا) (٢٢) «، قال بديل: سأعرض هذا على قومك.

فركب بديل حتى مر بقريش فقالوا: من أين قال: جئتكم من عند رسول اللَّه ﷺ وإن شئتم أخبرتكم (ما) (٢٣) سمعت منه فعلت، فقال (ناس) (٢٤) من سفهائهم:
٥٣٥
لا تخبرنا عنه شيئا، وقال ناس من ذوي أسنانهم وحكمائهم: بل أخبرنا، ما الذي رأيت؟ وما الذي سمعت؟ فاقتص عليهم بديل قصة رسول اللَّه ﷺ وما عرض عليهم من المدة.

قال: وفي كفار قريش يومئذ عروة بن مسعود الثقفي فوثب فقال: يا معشر قريش هل تتهمونني في شيء؟ ألست بالولد ولستم بالوالد؟ (أو لست) (٢٥) قد استنفرت لكم أهل عكاظ، فلما (بلحوا) (٢٦) عليّ (نفرت) (٢٧) إليكم بنفسي وولدي ومن أطاعني، قالوا: بلى، قد فعلتَ، (قال) (٢٨): فاقبلوا من بديل ما جاءكم به وما عرض عليكم رسول اللَّه ﷺ (٢٩) وابعثوني حتى آتيكم (بمصادقها) (٣٠) من عنده، قالوا: فاذهب.

فخرج عروة حتى نزل برسول اللَّه ﷺ بالحديبية فقال: يا محمد هؤلاء قومك كعب بن لؤي وعامر بن لؤى قد خرجوا بالعوذ المطافيل، يقسمون لا يخلّون بينك وبين مكة حتى تبيد خضراءهم، وإنما أنت من قتالهم بين أحد أمرين: أن (تجتاح) (٣١) (قومك) (٣٢) فلم تسمع برجل قط (اجتاح) (٣٣) أصله قبلك وبين أن (يسلمك) (٣٤) من أرى معك، فإني لا أرى معك إلا أوباشا من الناس، لا أعرف
٥٣٦
أسماءهم ولا وجوههم، فقال: أبو بكر -وغضب: امصص بظر اللات، أنحن نخذله أو نسلمه، فقال عروة: أما واللَّه لولا يد لك عندي لم أجزك بها لأجبتك فيما قلت-، وكان عروة قد (تحمل) (٣٥) بدية فأعانه أبو بكر فيها بعون حسن.

والمغيرة بن شعبة قائم على رسول اللَّه ﷺ وعلى وجهه المغفر، فلم (يعرفه) (٣٦) عروة، وكان عروة يكلم رسول اللَّه ﷺ، (فكلما) (٣٧) مد يده يمس (لحية) (٣٨) رسول اللَّه ﷺ قرعها المغيرة بقدح كان في يده، حتى إذا (أحرجه) (٣٩) قال:»من هذا؟ «قالوا: هذا المغيرة بن شعبة، قال عروة: أنت بذاك يا غدر، (و) (٤٠) هل غسلت عنك غدرتك (إلا أمس) (٤١) بعكاظ.

فقال النبي ﷺ لعروة بن مسعود مثل ما قال لبديل، فقام عروة فخرج حتى جاء إلى قومه (فقال) (٤٢): يا معشر قريش، إني قد وفدت على الملوك على قيصر في ملكه بالشام، وعلى النجاشي بأرض الحبشة، وعلى كسرى بالعراق، وإني واللَّه ما رأيت ملكا هو أعظم (فيمن هو بين) (٤٣) ظهريه من محمد (٤٤) في أصحابه، واللَّه ما يشدون إليه النظر وما يرفعون عنده الصوت، وما (يتوضأ) (٤٥) من وضوء إلا
٥٣٧
ازدحموا عليه: أيهم (يظفر) (٤٦) منه بشيء، فاقبلوا الذي جاءكم به بديل، فإنها خطة رشد، قالوا: اجلس.

ودعوا رجلا من بني الحارث بن عبد (مناف) (٤٧) يقال له: (الحليس) (٤٨) [(فقالوا) (٤٩): انطلق فانظر ما (قبل) (٥٠) هذا الرجل وما يلقاك به، فخرج (الحليس) (٥١)] (٥٢) فلما رآه رسول اللَّه ﷺ مقبلا عرفه، قال:»هذا (الحليس) (٥٣) وهو من قوم يعظمون الهدي، فابعثوا الهدي في وجهه«، فبعثوا الهدي في وجهه.

قال ابن شهاب: فاختلف الحديث في (الحليس) (٥٤)، فمنهم من يقول: جاءه فقال له مثل ما قال لبديل وعروة، ومنهم من قال: لما (رأى) (٥٥) الهدي رجع إلى قريش.

فقال: لقد رأيت أمرا لئن (صددتموه) (٥٦) إني لخائف عليكم أن يصيبكم عنت فأبصروا بصركم، قالوا: اجلس.
٥٣٨

(ودعوا) (٥٧) رجلا (من قريش) (٥٨) يقال له: مكرز بن حفص بن الأحنف من بني عامر بن لؤي، فبعثوه فلما رآه النبي ﷺ قال:»هذا رجل فاجر ينظر بعين«، فقال له مثل ما قال لبديل ولأصحابه في المدة، فجاءهم فأخبرهم.

فبعثوا سهيل بن عمرو من بني عامر بن لؤي (يكاتب) (٥٩) رسول اللَّه ﷺ على الذي دعا إليه، فجاءه سهيل بن عمرو (فقال) (٦٠): قد (بعثتني) (٦١) قريش إليك أكاتبك على قضية نرتضي أنا وأنت، فقال النبي ﷺ:»نعم اكتب: «بسم اللَّه الرحمن الرحيم»، قال: ما أعرف اللَّه ولا أعرف الرحمن، ولكن اكتب كما كنا نكتب: «باسمك (اللهم) (٦٢)» فوجد الناس من ذلك وقالوا: لا نكاتبك على (خط) (٦٣) حتى تقر بالرحمن الرحيم، قال سهيل: إذا لا أكاتبه على (خط) (٦٤) حتى أرجع، قال رسول اللَّه ﷺ: «اكتب:»باسمك اللهم«، هذا ما (قاضى) (٦٥) عليه محمد رسول اللَّه (٦٦)»، قال: لا أقر لو أعلم أنك رسول اللَّه ما خالفتك ولا عصيتك، ولكن (٦٧) محمد بن عبد اللَّه، فوجد الناس منها أيضا، قال: «اكتب: محمد بن عبد اللَّه (سهيل) (٦٨) بن عمرو».
٥٣٩

(فقام) (٦٩) عمر بن الخطاب (٧٠) فقال: يا رسول اللَّه ألسنا على الحق؟ أو ليس عدونا على الباطل؟ قال: «بلى»، قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا؟ قال: «إني رسول اللَّه، ولن أعصيه، ولن يضيعنى»، وأبو بكر (متنح) (٧١) (ناحية) (٧٢) فأتاه عمر فقال: يا أبا بكر، فقال: نعم، قال: ألسنا على الحق؟ أو ليس عدونا على الباطل؟ قال: بلى، قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا؟ قال: دع عنك ما ترى يا عمر، فإنه رسول اللَّه ﷺ (٧٣) ولن يضيعه اللَّه ولن يعصيه.

وكان في شرط الكتاب (أنه) (٧٤) «من كان منا فأتاك فإن كان على دينك رددته إلينا ومن (جاءنا) (٧٥) من قبلك رددناه إليك»، قال: «أما من جاء من قبلي فلا حاجة لي برده، وأما التي اشترطت لنفسك (فتلك) (٧٦) بيني وبينك».

فبينما الناس على ذلك الحال (إذ) (٧٧) طلع عليهم أبو جندل بن سهيل بن عمرو (يرسف) (٧٨) في الحديد قد (خلا) (٧٩) له أسفل مكة متوشحا السيف، (فرفع) (٨٠) سهيل رأسه فإذا هو بابنه أبي جندل، فقال: (هذا) (٨١) أول من قاضيتك
٥٤٠
على رده، فقال النبي ﷺ: «يا سهيل! إنا لم نقض الكتاب بعد»، قال: ولا أكاتبك على (خط) (٨٢) حتى (ترده) (٨٣)، قال: «فشأنك به».

قال: (فبهش) (٨٤) أبو جندل (إلى) (٨٥) الناس فقال: يا معشر المسلمين أرد إلى المشركين يفتنونني في ديني، (فلصق) (٨٦) به عمر -وأبوه آخذ بيده يجتره- وعمر يقول: إنما هو رجل، ومعك السيف، فانطلق به أبوه، فكان النبي ﷺ يرد عنهم من جاء من (قبلهم) (٨٧) يدخل في دينه، فلما اجتمعوا نفر: منهم أبو بصير (و) (٨٨) ردهم (إليهم) (٨٩) وأقاموا ساحل البحر (فكأنهم) (٩٠) قطعوا على قريش متجرهم إلى الشام، فبعثوا إلى رسول اللَّه ﷺ: إنا نراها منك صلة: أن تردهم إليك وتجمعهم، فردهم إليه.

(وكان) (٩١) فيما أرادهم النبي ﷺ في الكتاب أن يَدَعوه يَدخلُ مكةَ فيقضي نُسُكَه وينحر هديه بين (ظهريهم) (٩٢)، فقالوا: لا تحدث العرب أنك أخذتنا ضغطة أبدا، ولكن ارجع عامك هذا، فإذا كان قابل أذنا لك فاعتمرت وأقمت ثلاثًا.

وقام رسول اللَّه ﷺ فقال للناس: «قوموا فانحروا هديكم واحلقوا وحلوا»، فما قام رجل ولا تحرك، فأمر رسول اللَّه ﷺ الناس بذلك ثلاث مرات، فما تحرك
٥٤١
(رجل) (٩٣) ولا قام من مجلسه، فلما رأى النبي ﷺ ذلك دخل على أم سلمة، وكان خرج بها في تلك الغزوة، فقال: «يا أم سلمة، ما بال الناس! أمرتهم ثلاث (مرار) (٩٤) أن ينحروا وأن يحلقوا وأن يحلوا (فما قام) (٩٥) (رجل) (٩٦) إلى ما أمرته به»، قالت: يا رسول اللَّه، اخرج أنت فاصنع ذلك.

فقام رسول اللَّه ﷺ (٩٧) حتى (يمم) (٩٨) هديه فنحره ودعا حلاقا فحلقه، فلما رأى الناس ما صنع رسول اللَّه ﷺ (وثبوا) (٩٩) إلى هديهم فنحروه، وأكب بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم أن يضم بعضا من الزحام (١٠٠).


(١) في [ع]: (أخبرنا).
(٢) في [س]: (حدثنا).
(٣) سقط من: [ع].
(٤) في [ع، هـ]: (الأسطاط).
(٥) في [أ، ب]: (خبيل).
(٦) في [ي]: (فقال).
(٧) في [ط، هـ]: (ترون).
(٨) في [أ، ب]: (مضى).
(٩) في [ع، ي]: (كابلناه).
(١٠) في [أ، ب]: (للأمر).
(١١) في [هـ]: (جاوز بهم).
(١٢) في [ع، ي]: (يديه).
(١٣) سقط من: [أ، ب، س].
(١٤) في [أ، ب]: (ما بها).
(١٥) في [س]: (كنانة).
(١٦) سقط من: [ي].
(١٧) في [أ، ب]: (بالفواذ).
(١٨) سقط من: [أ، ب].
(١٩) في [ق، هـ]: زيادة (فيها).
(٢٠) سقط من: [ي].
(٢١) في [ق، هـ]: (جمعوا).
(٢٢) في [أ، ب]: (وأغدرا).
(٢٣) في [ق، هـ]: (بما).
(٢٤) في [ق، هـ]: (أناس)، وفي [س]: (الناس).
(٢٥) في [س]: (ألست).
(٢٦) أي: امتنعوا، وفي [ق، هـ]: (يلجوا)، وفي (يلحوا).
(٢٧) في [أ، ب]: (لعرن).
(٢٨) سقط من: [أ، ب، س].
(٢٩) سقط من: [ع].
(٣٠) في [س]: (بمصافيها).
(٣١) في [هـ]: (يحتاج).
(٣٢) في [أ، ب]: (بقومك).
(٣٣) في [س]: (إجتاج).
(٣٤) في [أ، ب]: (سلمك).
(٣٥) في [ع]: (حمل).
(٣٦) في [أ، ب]: (يعفده).
(٣٧) في [ع]: (كلما).
(٣٨) في [أ، ب، جـ]: (لحيته).
(٣٩) في [أ، ب، س]: (أحرقه)، وفي [ق، هـ]: (أخرجه).
(٤٠) سقط من: [أ، ب].
(٤١) في [جـ، ي]: (لا أمس)، وفي [ط، هـ]: (الأمس).
(٤٢) في [أ، ب]: (قال).
(٤٣) في [ع]: (ممن)، وفي [أ، ب]: (فيما بين).
(٤٤) في [جـ، ي]: زيادة ﷺ.
(٤٥) في [أ، ب، ع]: (يتوضئ).
(٤٦) في [أ، ب]: (يفطر).
(٤٧) في [أ، ب]: (هناة)، وفي [جـ، س، ي]: (مناة).
(٤٨) في [أ، ب]: (الجليس).
(٤٩) في [ع]: (قالوا).
(٥٠) في [س]: (قيل).
(٥١) في [أ، ب]: (الجليس).
(٥٢) سقط ما بين المعكوفين من: [جـ].
(٥٣) في [أ، ب]: (الجليس).
(٥٤) في [أ، ب]: (الجليس).
(٥٥) سقط من: [أ، ب].
(٥٦) في [أ، ب]: (صدرتموه).
(٥٧) في [ق]: (وعدوا).
(٥٨) سقط من: [ع].
(٥٩) في [ب]: (وكاتب)، وفي [جـ]: (يكان).
(٦٠) في [أ، ب]: (وقال).
(٦١) في [هـ، ق]: (بعثني).
(٦٢) في [أ، ب]: (اللَّه).
(٦٣) في [ق، ع، هـ]: (خطة).
(٦٤) في [ق، ع، هـ]: (خطة).
(٦٥) في [أ، ب]: (قضى)، وفي [ع]: (قاضا).
(٦٦) في [جـ، ي]: زيادة ﷺ.
(٦٧) في [أ، ب]: زيادة (اكتب).
(٦٨) في [ق]: (وسهيل).
(٦٩) في [أ، ب]: (وقام).
(٧٠) في [س]: زيادة ﷺ.
(٧١) في [س]: (منح).
(٧٢) في [ق، ع، هـ]: (بناحية).
(٧٣) سقط من: [جـ، س، ع، ي].
(٧٤) سقط من: [ق].
(٧٥) في [س، ق]: (جاء).
(٧٦) في [أ، ق، هـ]: (قبلك).
(٧٧) في [س]: (إذا).
(٧٨) في [أ، ب، ع]: (ترسف).
(٧٩) في [أ، ب، هـ]: (خلي).
(٨٠) في [أ، ب]: (ترفع).
(٨١) سقط من: [س].
(٨٢) في [ق، هـ]: (خطة).
(٨٣) في [ق، هـ]: (نرده).
(٨٤) أي: أسرع، وفي [أ، ط، هـ]: (فهش)، وفي [س]: (فنهش)، وفي [ع]: (فهبش).
(٨٥) سقط من: [ق].
(٨٦) في [ق]: (فلحق).
(٨٧) في [ق]: (قومهم).
(٨٨) سقط من: [ق، هـ].
(٨٩) في [أ، ط، هـ]: (إليه).
(٩٠) في [أ، ي]: (فكانوا).
(٩١) في [ع]: (فكان).
(٩٢) في [ق]: (ظهرانيهم).
(٩٣) سقط من: [ع]، وفي [هـ]: (رجلًا).
(٩٤) في [س، ق]: (مرات).
(٩٥) في [أ]: (ما قام)، وفي [ب]: (ما قال).
(٩٦) في [ي]: (زجل).
(٩٧) في [أ، ب]: زيادة (وسبق إلى هديهم).
(٩٨) في [ع]: (تمم)، وفي [ي]: (يتمم)، وفي [س]: (تيمم).
(٩٩) في [أ، ب]: (وسبق).
(١٠٠) مرسل؛ عروة تابعي، وفيه بعض الخالفة فناجية سائق البدن، والعدد مختلف، وورد من حديث عروة عن المسور بن مخرمة ومروان، أخرجه البخاري (٢٧٣١).

٣٩٦٢٥ - قال ابن شهاب: وكان الهدي (الذي) (١) (ساق) (٢) رسول اللَّه ﷺ وأصحابه (سبعين) (٣) بدنة، قال ابن شهاب: فقسم رسول اللَّه ﷺ (خيبر) (٤) على أهل الحديبية على ثمانية عشر سهما، لكل مائة رجل سهم (٥).


(١) سقط من: [ق].
(٢) في [ق، هـ]: (ساقه).
(٣) سقط من: [ي].
(٤) في [س]: (الخيبر).
(٥) مرسل؛ ابن شهاب الزهري من تابعي التابعين.

٣٩٦٢٦ - حدثنا أبو أسامة عن أبي العميس عن عطاء قال: كان منزل النبي ﷺ يوم الحديبية في الحرم (١).


(١) مرسل؛ عطاء تابعي.

٣٩٦٢٧ - حدثنا الفضل عن شريك عن أبي إسحاق عن البراء قال: كنا يوم الحديبية ألفا وأربعمائة (١).


(١) حسن؛ شريك صدوق، أخرجه البخاري (٤١٥١)، وأحمد (١٨٥٦٣).

٣٩٦٢٨ - حدثنا عبيد اللَّه بن موسى قال: (أخبرنا) (١) موسى بن عبيدة قال: أخبرني أبو مرة مولى أم هانئ عن ابن عمر قال: لما كان الهدي دون الجبال التي تطلع على وادي الثنية عرض له المشركون، فردوا وجوه بدنه، فنحر رسول اللَّه ﷺ حيث حبسوه، وهي الحديبية، (وحلق) (٢) وائتسى به ناس فحلقوا، وتربص آخرون، قالوا: لعلنا نطوف بالبيت، فقال رسول اللَّه ﷺ: «رحم اللَّه المحلقين»، قيل: والمقصرين قال: «رحم اللَّه المحلقين» -ثلاثًا- (٣).


(١) في [أ، ب، ي]: (أنبأنا)، وفي [ع]: (أخبرني).
(٢) في [أ]: (وخلق).
(٣) ضعيف؛ لحال موسى بن عبيدة، وأخرجه ابن جرير في التفسير ٢/ ٢٢١، و٢٦/ ٩٧، وأصل الخبر أخرجه البخاري (١٦٤٠)، ومسلم (٢٦٣٨)، بذكر تفضيل المحلقين.

٣٩٦٢٩ - حدثنا يزيد بن هارون قال: (أخبرنا) (١) الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي إبراهيم الأنصاري عن أبي سعيد الخدري أن النبي ﷺ حلق يوم الحديبية هو وأصحابه إلا عثمان (وأبا) (٢) قتادة، فقال رسول اللَّه ﷺ: «يرحم اللَّه المحلقين»، قالوا: والمقصرين (يا رسول اللَّه؟) (٣)، قال: «يرحم اللَّه المحلقين»، قالوا: والمقصرين
٥٤٣
يا رسول اللَّه؟، قال: «يرحم اللَّه المحلقين»، قالوا: والمقصرين يا رسول اللَّه قال: «والمقصرين» (٤).


(١) في [أ، ب، ع]: (أنبأنا).
(٢) في [ع]: (وأبو).
(٣) سقط من: [هـ].
(٤) مجهول؛ لجهالة أبي إبراهيم الأنصاري، وأخرجه أحمد ٣/ ٨٩ (١١٨٦٥)، والطيالسي (٢٢٢٤)، وأبو يعلى (١٢٦٣)، والطحاوي ٢/ ٢٥٦، وابن حبان (١٦٩)، والبيهقي في دلائل النبوة ٤/ ١٥١، وابن عبد البر في الاستذكار ٤/ ٣١٣.

٣٩٦٣٠ - حدثنا عبيد اللَّه بن موسى قال: (أخبرنا) (١) موسى بن عبيدة عن عبد اللَّه بن عمرو بن أسلم عن ناجية بن جندب بن ناجية قال: لما (كنا) (٢) بالغميم لقي رسول اللَّه ﷺ (خبر) (٣) قريش: أنها بعثت خالد بن الوليد في (جريدة) (٤) خيل (تتلقى) (٥) رسول اللَّه ﷺ، (فكره رسول اللَّه ﷺ) (٦) أن يلقاه، وكان (بهم) (٧) رحيمًا، فقال: «مَنْ (رجلٌ) (٨) يعدلنا عن الطريق؟» فقلت: أنا بأبي أنت وأمي يا رسول اللَّه (٩)، قال: فأخذت بهم في طريق (قد) (١٠) كان مهاجري بها فدافد وعقاب (١١)، فاستوت (بي) (١٢) الأرض حتى أنزلته على الحديبية وهي نزح، قال: فألقى فيها
٥٤٤
سهما أو سهمين من كنانته ثم بصق فيها ثم دعا، (قال) (١٣): فعادت عيونها حتى أني لأقول -أو نقول: لو شئنا (لاغترفنا) (١٤) (بأقداحنا) (١٥) (١٦).


(١) في [أ، ب، ع]: (أنبأنا).
(٢) في [أ، ب، جـ]: (كان).
(٣) في [س]: (خير).
(٤) في [ق]: (جريد).
(٥) في [س]: (يتلقى).
(٦) سقط من: [ي].
(٧) في [جـ]: بياض.
(٨) في [أ، ب]: (دخل).
(٩) في [ق، هـ]: زيادة ﷺ.
(١٠) في [جـ]: بياض.
(١١) الفدافد: الأرض الصعبة، والعقاب: الطرق بين الجبال المرتفعة.
(١٢) في [أ، ب]: (في).
(١٣) سقط من: [ي].
(١٤) في: [ع، هـ]: (لاغترقنا).
(١٥) في [أ، ب]: (بأقدامنا).
(١٦) مجهول؛ لجهالة عبد اللَّه الأسلمي، وأخرجه الطبراني (١٧٢٧)، وأبو نعيم في دلائل النبوة (٣١٩)، والسمهمي في تاريخ جرجان ص ١٦٢، وورد حق من طريق آخر، أخرجه النسائي (٤١٣٥)، وابن جرير ٢/ ٢٢١.

٣٩٦٣١ - حدثنا يزيد بن هارون قال: (أخبرنا) (١) محمد بن إسحاق عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس أن رسول اللَّه ﷺ قال يوم الحديبية: «يرحم اللَّه المحلقين»، قالوا: يا رسول اللَّه، والمقصرين؟ قال: «(يرحم) (٢) اللَّه المحلقين» -ثلاثًا- قالوا: والمقصرين يا رسول اللَّه؟ قال: «والمقصرين»، قالوا: (يا رسول اللَّه) (٣) ما بال المحلقين ظاهرت لهم الترحم؟ قال: «إنهم لم يشكوا» (٤).


(١) في [أ، ب، ي]: (أنبأنا).
(٢) في [هـ]: (رحم).
(٣) سقط من: [ق، هـ].
(٤) حسن؛ ابن إسحاق صدوق، صرح ابن إسحاق بالتحديث عند أحمد وابن ماجه، أخرجه أحمد (٣٣١١)، وابن ماجه (٣٠٤٥)، والطحاوي ٢/ ٢٥٥، والطبري في التاريخ ٢/ ٦٣٧، والطبراني (١١١٥٠)، والبيهقي في دلائل النبوة ٤/ ١٥١، وأبو يعلى (٢٤٧٦).

٣٩٦٣٢ - حدثنا غندر عن شعبة عن جامع بن شداد قال: سمعت عبد الرحمن ابن أبي علقمة قال: سمعت عبد اللَّه بن مسعود قال: أقبلنا مع رسول اللَّه ﷺ من الحديبية، فذكروا أنهم نزلوا دهاسًا من الأرض -يعني بالدهاس: الرمل- قال: فقال رسول اللَّه ﷺ:»من يكلؤنا؟ «، قال: فقال بلال: أنا، قال: فقال رسول اللَّه ﷺ:»إذن (ننام) (١) «، قال: فناموا حتى طلعت الشمس، فاستيقظ أناس فيهم
٥٤٥
فلان وفلان، وفيهم عمر، قال: فقلنا: (اهضبوا) (٢)، [يعني تكلموا، قال: فاستيقظ النبي ﷺ (فقال) (٣):»افعلوا كما كنتم (تفعلون) (٤)] (٥)، (قال) (٦): ففعلنا، قال: «كذلك فافعلوا (لمن) (٧) نام أو نسي»، قال: (وضلت) (٨) ناقة رسول اللَّه ﷺ فطلبتها، (قال) (٩): فوجدت حبلها (قد) (١٠) تعلق بشجرة، فجئت إلى (النبي) (١١) ﷺ فركب فسرنا، قال (١٢): وكان النبي ﷺ إذا نزل عليه الوحي اشتد ذلك عليه، وعرفنا ذلك فيه، قال: فتنحى منتبذا خلفنا، قال: فجعل يغطي رأسه بثوبه ويشتد ذلك عليه حتى عرفنا أنه قد أنزل عليه فأتونا فأخبرونا أنه قد أنزل عليه: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا﴾ [الفتح: ١] (١٣).


(١) في [أ، ب، جـ]: (ننم)، وفي [س، ي]: (تنام)، وفي [ع]: (نم).
(٢) في [ب]: (أهصنيوا)، وفي [س]: (انمصبوا).
(٣) في [ب]: (قال).
(٤) في [س]: (تعقلون).
(٥) سقط ما بين المعكوفين من: [ي].
(٦) في [هـ]: (قالوا).
(٧) في [أ، ب]: (كمن).
(٨) في [س]: (دخلت).
(٩) سقط من: [أ، ب].
(١٠) في [أ، ب]: (قال).
(١١) في [هـ]: (رسول اللَّه).
(١٢) في [جـ، ي]: تكررت.
(١٣) حسن؛ عبد الرحمن بن أبي علقمة صدوق، أخرجه أحمد (٤٤٢١)، وأبو داود (٤٤٧)، والنسائي في الكبرى (٨٨٥٣)، وابن حبان (١٥٨٠)، والبزار (٤٠٠/ كشف)، وأبو يعلى (٥٠١٠)، والطبراني (١٠٣٤٩)، والطيالسي (٣٧٧)، والشاشي (٨٣٩)، والطحاوي ١/ ٤٦٥، والبيهقي ٢/ ٢١٨.

[٣١] (غزوة بني لحيان) (١)


(١) في [ع]: بياض.

٣٩٦٣٣ - (حدثنا أبو بكر قال) (١): حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن شيبان عن يحيى بن أبي كثير عن (سعيد بن) (٢) أبي سعيد مولى المَهْري أن أبا سعيد أخبره أن رسول اللَّه ﷺ قال لهم في غزوة غزاها بني لحيان: «لينبعث من كل رجلين رجل (والأجر) (٣) بينهما» (٤).


(١) سقط من: [جـ، ق، ي].
(٢) كذا في النسخ، والذي في كتب التخريج والرجال بحذفها.
(٣) في [أ، ب، جـ، س، ع]: (والآخر).
(٤) صحيح؛ أخرجه مسلم (١٨٩٦)، وأحمد (١١٣٠١).

٣٩٦٣٤ - حدثنا جعفر بن عون قال: أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل الأنصاري عن الزهري قال: أخبرني عمرو أو عمر بن أَسِيد عن أبي هريرة أن رسول اللَّه ﷺ بعث عشرة رهط سرية عينا، وأمر (عليهم) (١) عاصم بن (ثابت) (٢)، (فخرجوا) (٣) حتى إذا كانوا بالهدة ذكروا لحيٍّ من هذيل يقال لهم: بنو لحيان، فبعث إليهم مائة رجل راميًا، فوجدوا مأكلهم حيثما أكلوا التمر، (فقالوا) (٤): (هذا) (٥) نوى يثرب، ثم (اتبعوا) (٦) آثارهم حتى إذا (أحس) (٧) بهم عاصم (وأصحابه) (٨) لجاوا إلى
٦
جبل، فأحاط بهم الآخرون، فاستنزلوهم وأعطوهم العهد، فقال عاصم: واللَّه لا أنزل على عهد كافر، اللهم (أخبر) (٩) نبيك عنا، ونزل إليه ابن دثنة (البياضي) (١٠) (١١).


(١) في [جـ]: بياض.
(٢) في [ي]: (تابت).
(٣) في [س]: (فجرجوا).
(٤) في [أ، ب]: (وقالوا).
(٥) في [ق، هـ]: (هذه).
(٦) في [جـ]: بياض.
(٧) في [س]: (أحسن).
(٨) سقط من: [ي].
(٩) سقط من: [س].
(١٠) في [أ، ب]: (البياض).
(١١) صحيح؛ أخرجه البخاري (٣٠٤٥)، وأحمد ٢/ ٢٩٤ (٧٩١٥).

[٣٢] ما (ذكر) (١) في نجد، وما (نفّل) (٢) منها


(١) في [س، ي]: (ذكروا).
(٢) في [أ، ط، هـ]: (نقل)، وفي [جـ]: (بقل).

٣٩٦٣٥ - (حدثنا أبو بكر قال) (١): حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن محمد بن إسحاق (عن نافع) (٢) عن ابن عمر قال: بعثنا رسول اللَّه ﷺ في سرية إلى نجد قال: فأصبنا نعما كثيرة، قال: (فنفلنا) (٣) صاحبُنا الذي كان علينا بعيرًا بعيرًا، ثم قدمنا على رسول اللَّه ﷺ بما أصبنا، فكانت (سهماننا) (٤) بعد الخمس (اثني عشر بعيرًا (٥)، اثني عشر بعيرًا، فكان لكل رجل منا ثلاثة عشر بعيرًا، بالبعير الذي (نفلنا) (٦) صاحبنا، فما (عاب) (٧) رسول اللَّه ﷺ على صاحبنا ما حاسبنا (به) (٨)
٧
في سهماننا (٩).


(١) سقط من: [جـ، ق، ي].
(٢) سقط من: [هـ].
(٣) في [ب]: (تنفلنا).
(٤) في [أ، ب]: (سهاماننا)، وفي [س]: (سهمًا).
(٥) سقط من: [أ، ب، ق].
(٦) في [أ، ب]: (انفلنا).
(٧) في [أ، ب]: (غاب).
(٨) سقط من: [ق].
(٩) منقطع حكمًا؛ ابن إسحاق مدلس، والخبر ورد من طريق غيره، أخرجه البخاري (٤٣٣٨)، ومسلم (١٧٤٩)، وقد رواه أبو داود (٢٧٤٣)، والبيهقي ٦/ ٣١٢ من طريق ابن إسحاق لكن لم يصرح بالسماع عندهما.

٣٩٦٣٦ - حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن (عبيد اللَّه) (١) (عن) (٢) نافع عن ابن عمر قال: بعثنا رسول اللَّه ﷺ في سرية إلى نجد فبلغت سهماننا اثني عشر بعيرا، ونفلنا رسول اللَّه ﷺ بعيرًا بعيرًا (٣).


(١) في [ب]: (عبد اللَّه).
(٢) في [س]: (ابن).
(٣) صحيح؛ أخرجه البخاري (٤٣٣٨)، ومسلم (١٧٤٩).

٣٩٦٣٧ - حدثنا عبد الرحيم بن (سليمان) (١) عن حجاج بن أرطأة عن مكحول عن زيد بن (جارية) (٢) عن حبيب بن (مسلمة) (٣) قال: كان رسول اللَّه ﷺ ينفل من المغنم في (بدايته) (٤) (الربع) (٥)، وفي رجعته الثلث (٦).


(١) في [أ، ب، ي]: (سلمان).
(٢) هكذا في: [س، هـ]، وفي بقية النسخ: (حارثة).
(٣) في [س، ب]: (سلمة).
(٤) في [س]: (بداية).
(٥) في [أ، ب]: (الأربع).
(٦) حسن؛ حجاج مدلس صدوق توبع، أخرجه أحمد (١٧٤٦٥)، وأبو داود (٢٧٤٩)، والطحاوي ٣/ ٢٤٠، والطبراني (٣٥٢٧)، والبيهقي ٦/ ٣١٤، وابن زنجوية (١١٧٧)، وابن قانع في معجم الصحابة ١/ ١٩٠، والحاكم ٢/ ١٣٢، وابن حبان (٤٨٣٥)، وسعيد بن منصور (٢٧٠٢)، وابن ماجه (٢٨٥٣)، وسيأتي برقم: [٣٩٦٣٩] و[٣٩٦٤٠].

٣٩٦٣٨ - حدثنا وكيع قال: حدثنا (١) سفيان عن عبد الرحمن بن الحارث بن
٨
(عياش) (٢) بن أبي ربيعة (الزرقي) (٣) عن سليمان بن موسى عن مكحول الشامي عن أبي سلام الأعرج عن أبي أمامة الباهلي عن عبادة بن الصامت أن رسول اللَّه ﷺ (نفل) (٤) في البدأة الربع، وفي الرجعة الثلث (٥).


(١) في [أ، ب]: زيادة (سويد قال: حدثنا).
(٢) في [س]: (عباس).
(٣) كذا في الرواية وصوابه: (المخزومي)، انظر: تهذيب التهذيب ٦/ ١٤٣.
(٤) في [أ، ب]: (نقل).
(٥) ضعيف؛ لضعف عبد الرحمن بن الحارث، والحديث أخرجه أحمد (٢٢٧٢٦)، والترمذي (١٥٦١)، وابن حبان (٤٨٥٥)، والحاكم ٢/ ١٣٥، وابن ماجه (٢٨٥٢)، وعبد الرزاق (٩٣٣٤)، والدارمي (٢٤٨٢)، وأبو عبيد في الأموال (٨٠١)، وابن أبي عاصم في الآحاد (١٨٦٥)، وابن جرير في التفسير ٩/ ١٧٢، والشاشي (١١٧٦)، والطحاوي ٣/ ٢٢٨، والطحاوي في مسند الشاميين (٣٥٨٣)، والبيهقي ٦/ ٣١٣.

٣٩٦٣٩ - حدثنا وكيع قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز التنوخي عن مكحول عن زيد بن (جارية) (١) عن حبيب بن (مسلمة) (٢) قال: شهدت النبي ﷺ (نفل) (٣) الثلث (٤).


(١) هكذا في: [ق، هـ]، وفي بقية النسخ: (حارثة).
(٢) في [س]: (سلمة).
(٣) في [أ، ب]: (نقل).
(٤) صحيح؛ أخرجه أحمد (١٧٤٦٣)، وعبد الرزاق (٩٣٣١)، والطبراني (٣٥١٨)، وابن الجارود (١٠٧٨)، وتمام (٨٩١)، والبيهقي ٦/ ٣١٣، والطحاوي ٣/ ٢٤٠، وابن عدي ٤/ ١٥٩٢.

٣٩٦٤٠ - حدثنا وكيع قال: حدثنا سفيان عن يزيد بن (١) يزيد (بن) (٢) جابر عن مكحول عن (زيد) (٣) بن (جارية) (٤) عن حبيب بن
٩
(مسلمة) (٥) أن النبي ﷺ (نفل) (٦) الثلث بعد الخمس (٧).


(١) في [س]: زيادة (أبي).
(٢) في [أ، ب]: (عن).
(٣) في [جـ]: (يزيد).
(٤) هكذا في: [ق، هـ]، وفي بقية النسخ: (حارثة).
(٥) في [س]: (سلمة).
(٦) في [أ، ب]: (نقل).
(٧) صحيح؛ أخرجه أحمد (١٧٤٦٢)، وعبد الرزاق (٩٣٣٣)، وابن ماجه (٢٨٥١)، وأبو داود (٢٧٤٨)، والحاكم ٢/ ١٣٣، والطبراني (٣٥١٩)، والمزي ٩/ ٤٤١، وابن أبي عاصم في الآحاد (٨٥٢)، والدارمي (٢٤٨٣)، والطحاوي ٣/ ٢٤٠، وأبو عبيد في الأموال (٧٩٨).

٣٩٦٤١ - حدثنا عبدة بن سليمان عن محمد بن عمرو قال: تذاكر أبو سلمة ويحيى بن عبد الرحمن وعبد الملك بن المغيرة -وأنا معهم- (الأنفال) (١) فأرسلوا إلى سعيد بن المسيب يسألونه عن ذلك، فجاء الرسول فقال: أبي أن يخبرني شيئًا، قال: فأرسل سعيد غلامه (فقال) (٢): إن سعيدا يقول لكم: إنكم أرسلتم تسألونني عن الأنفال، وإنه لا نفل بعد رسول اللَّه ﷺ.


(١) في [أ، ب، جـ]: (أن لا يقال).
(٢) في [ق]: (قال).

٣٩٦٤٢ - [حدثنا أبو أسامة عن عبد الرحمن بن يزيد (بن) (١) جابر عن مكحول قال: حدثني الحجاج بن عبد اللَّه (النصري) (٢) قال: النفل (حق) (٣)، نفل رسول اللَّه ﷺ] (٤) (٥).


(١) في [جـ، هـ]: (عن).
(٢) في [أ، هـ]: (النضري)، وفي [س]: (النصيري).
(٣) في [أ، ب]: (حين).
(٤) سقط الخبر من: [ي].
(٥) معلول؛ الأكثر على أن أبا أسامة إنما روى عن ابن تميم الضعيف لا ابن جابر، وأخرجه الطبراني (٣١٩٨)، وسعيد بن منصور (٢٧٠٣)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (١٩٥٤)، وابن أبي عاصم في الآحاد (١٤٣٩)، والبغوي في العجم كما في المطالب العالية (٢٠٧٣)، وابن عساكر ١/ ٩٨٢، وابن الأثير في أسد الغابة ١/ ٥٥٨.

[٣٣] (غزوة خيبر) (١)


(١) في [ع]: بياض.

٣٩٦٤٣ - (حدثنا أبو بكر قال) (١): حدثنا وكيع عن أبي جعفر عن قتادة عن أنس: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا﴾ [الفتح: ١] قال: خيبر (٢).


(١) سقط من: [جـ، ق، ي].
(٢) أبو جعفر الرازي صدوق، وأخرجه الحاكم ٢/ ٤٥٩، والخطيب في النفل ١/ ٤٦٧، وفي صحيح البخاري (٤٥٥٤) قال: الحديبية، وفي صحيح مسلم (١٧٨٦) قال: مرجعه من الحديبية.

٣٩٦٤٤ - حدثنا هاشم بن القاسم قال: حدثنا عكرمة بن عمار قال: حدثني إياس بن سلمة قال: أخبرني أبي قال: بارز عمي يوم خيبر مرحبا اليهودي (١) (فقال مرحب) (٢):
قد علمت خيبر أني مرحب … شاكي السلاح بطل مجرب
(إذا الحروب) (٣) أقبلت تلهب
فقال: عمي عامر:
قد علمت خيبر أني عامر … شاكي السلاح بطل مغامر
فاختلفا ضربتين فوقع سيف مرحب في ترس عامر فرجع السيف على ساقه فقطع أكحله، فكانت فيها نفسه.

قال سلمة: فلقيت من صحابة النبي ﷺ فقالوا: بطل عمل عامر، قتل نفسه، قال سلمة: فجئت إلى نبي اللَّه ﷺ (أبكي) (٤) قلت: يا رسول اللَّه بطل عمل عامر، قال: «من قال ذلك؟» قلت: أناس من أصحابك، قال رسول اللَّه ﷺ:
١١
«كذب من قال ذلك، بل له أجره مرتين».

حين خرج إلى خيبر جعل يرجز بأصحاب (رسول اللَّه) (٥) ﷺ، وفيهم النبي عليه الصلاة والسلام، (يسوق) (٦) (الركاب) (٧) وهو يقول:
تاللَّه لولا اللَّه ما اهتدينا … ولا تصدقنا و(لا) (٨) صلينا
إن الذين قد بغوا علينا … إذا أرادوا فتنة أبينا
ونحن عن فضلك ما استغنينا … فثبت الأقدام إن لاقينا
(وأنزلن) (٩) سكينة علينا
فقال رسول اللَّه ﷺ: «من هذا؟» قال: عامر (يا رسول اللَّه) (١٠)، قال: «غفر لك ربك»، قال: «وما استغفر لإنسان قط يخصّه إلا استشهد»، فلما سمع ذلك عمر بن الخطاب قال: يا رسول اللَّه، لولا ما متعتنا بعامر فقام فاستشهد.

قال سلمة: ثم إن رسول اللَّه ﷺ أرسلني إلى (علي) (١١) فقال: «لأعطين الراية اليوم رجلًا يحب اللَّه ورسوله، أو يحبه اللَّه ورسوله»، قال: فجئت به (أقوده) (١٢) (١٣) أرمد قال: فبصق رسول اللَّه ﷺ في (عينيه) (١٤) ثم أعطاه الراية.
١٢

فخرج مرحب (يخطر) (١٥) بسيفه فقال:
قد علمت خيبر أني مرحب … شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب
فقال: علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
أنا الذي سمتني أمي حيدرة … (كليث) (١٦) (غابات) (١٧) (كريه) (١٨) المنظرة
أو فيهم بالصاع كيل السندرة
ففلق رأس مرحب بالسيف، وكان الفتح على يديه رحمه الله (١٩).


(١) في [أ، ب، ق]: زيادة (سحرًا).
(٢) في [أ، ب]: (قال: مرحبًا اليهودي).
(٣) في [أ، ب]: (إنا بحروب).
(٤) في [ب]: (أيكنى).
(٥) في [ع]: (النبي).
(٦) في [س]: (سيوف).
(٧) في [ق، هـ]: (الركب).
(٨) سقط من: [س].
(٩) في [أ، ب]: (وأنزل).
(١٠) سقط من: [س].
(١١) في [أ، ب، ق]: زيادة رضي الله عنه.
(١٢) في [ع]: (أقود).
(١٣) في [ق]: زيادة (وهو).
(١٤) في [س]: (عينه).
(١٥) في [س]: (يخطي).
(١٦) في [جـ]: (كليب).
(١٧) في [س]: (غايات).
(١٨) في [أ، ب]: (كره).
(١٩) صحيح؛ أخرجه البخاري (٤١٩٦، ٤٢٠٩)، ومسلم (١٨٠٧).

٣٩٦٤٥ - حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن (جبير) (١) بن مطعم قال: قسم رسول اللَّه ﷺ سهم (ذوي) (٢) القربى من خيبر علي بني هاشم وبني المطلب، قال: فمشيت أنا وعثمان بن عفان (حتى) (٣) (دخلنا) (٤) عليه فقلنا: يا رسول اللَّه هؤلاء أخوتك من بني هاشم، لا (ينكر) (٥) فضلهم لمكانك الذي وضعك اللَّه به منهم، أرأيت (إخوتنا) (٦) من بني المطلب أعطيتهم دوننا، وإنما نحن وهم بمنزلة واحدة في النسب، فقال: «إنهم لم
١٣
يفارقونا في الجاهلية والإسلام» (٧).


(١) في [ي]: (خبير).
(٢) في [أ، ب]: (ذي).
(٣) في [أ، ب]: (قال).
(٤) في [جـ]: بياض.
(٥) في [أ، ب]: (تنكر)، وفي [س]: (ننكر).
(٦) في [س]: (إخواننا).
(٧) حسن؛ ابن إسحاق صدوق، وصرح ابن إسحاق بالسماع عند البيهقي ٦/ ٣٤١، وأخرجه البخاري (٣١٤٠)، وأحمد (١٦٧٤١).

٣٩٦٤٦ - حدثنا يزيد بن هارون قال: (أخبرنا) (١) حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن النبي ﷺ كان لا (يُغير) (٢) حتى يصبح فيستمع، فإن سمع أذانا أمسك، وإن لم يسمع أذانا أغار، قال: فأتى خيبر، وقد خرجوا من حصونهم فتفرقوا في أرضيهم، معهم مكاتلهم وفؤوسهم (ومرورهم) (٣)، فلما رأوه قالوا: محمد والخميس، فقال رسول اللَّه ﷺ: «(اللَّه) (٤) أكبر خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة فساء صباح المنذرين»، فقاتلهم حتى فتح اللَّه عليه، فقسم الغنائم فوقعت صفية في سهم دحية الكلبي، فقيل لرسول اللَّه ﷺ: إنه قد وقعت جارية جميلة في سهم دحية الكلبي، فاشتراها رسول اللَّه ﷺ بسبعة أرؤس، فبعث بها إلى أم سليم تصلحها، قال: ولا أعلم (إلا) (٥) أنه قال: (وتعتد) (٦) عندها، فلما أراد الشخوص قال الناس: ما ندري: اتخذها سُريّة أم تزوجها؟ فلما ركب سترها وأردفها خلفه، فأقبلوا حتى إذا دنوا من (المدينة) (٧) (أوضعوا) (٨)، وكذلك كانوا يصنعون إذا رجعوا، فدنوا من المدينة، فعثرت ناقة رسول اللَّه ﷺ فسقط وسقطت، ونساء النبي ﷺ ينظرن مشرفات، فقلن: أبعد اللَّه اليهودية وأسحقها،
١٤
فسترها وحملها (٩).


(١) في [أ، ب، ي]: (أنبأنا).
(٢) في [أ، ب]: (يغبر).
(٣) أي: المجارف، وفي [ق]: (وصدرهم)، وسقط من: [هـ].
(٤) سقط من: [أ، ب].
(٥) سقط من: [أ، ب].
(٦) في [أ، ب]: (وتعد).
(٧) في [س]: (المدنية).
(٨) في [أ، ب]: (أو وضعوا)، وفي أي،: (وضعوا)، وفي [ق]: (وأوضعوا).
(٩) صحيح؛ أخرجه البخاري (٦١٠)، ومسلم (١٣٦٥ و٣٨٢)، وأحمد (١٢٢٤٠).

٣٩٦٤٧ - حدثنا يزيد بن هارون قال: (أخبرنا) (١) ابن عون عن عمرو بن سعيد عن أبي طلحة قال: كنت ردف النبي ﷺ يوم خيبر، فلما انتهينا وقد خرجوا بالمساحي، فلما رأونا قالوا: محمد واللَّه، محمد (٢) والخميس، (فقال) (٣) رسول اللَّه ﷺ (٤): «(اللَّه) (٥) أكبر انا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين» (٦).


(١) في [أ، ب، ي]: (أنبأنا).
(٢) في [أ]: زيادة (واللَّه).
(٣) في [ي]: (قالوا).
(٤) سقط من: [ع].
(٥) في [أ، ب]: (واللَّه).
(٦) منقطع؛ عمرو بن سعيد لا يروي عن أبي طلحة، أخرجه الشاشي (١٠٧٦)، وورد من حديث عمرو عن الحسن عن أبي طلحة، وأخرجه أحمد (١٦٣٤٧)، والطبراني (٤٧٠٤)، والشاشي (١٠٥٥)، وورد عن أنس عند البخاري (٣٧١)، ومسلم (١٣٦٥).

٣٩٦٤٨ - حدثنا يزيد بن هارون قال: (أخبرنا) (١) داود بن أبي هند عن عامر أن النبي ﷺ أكرى خيبر بالشطر، ثم بعث ابن رواحة عند القسمة (فخيرهم) (٢) (٣).


(١) في [أ، ب، ي]: (أنبأنا).
(٢) في [أ، ب]: (فحوهم)، وفي [خـ]: (يخرصهم).
(٣) مرسل؛ عامر هو الشعبي تابعي.

٣٩٦٤٩ - حدثنا هوذة بن خليفة قال: حدثنا عوف (عن) (١) ميمون أبي عبد اللَّه عن عبد اللَّه بن بريدة (٢) الأسلمي عن أبيه قال: لما نزل رسول اللَّه
١٥
بحضرة خيبر فزع أهل خيبر وقالوا: جاء محمد في أهل يثرب، قال: فبعث رسول اللَّه ﷺ عمر بن الخطاب بالناس فلقي أهل خيبر فردوه وكشفوه هو وأصحابَه، فرجعوا إلى رسول اللَّه ﷺ) (٣) يجبن أصحابه ويجبنه أصحابه، قال: فقال رسول اللَّه ﷺ: «لأعطين اللواء غدا رجلا يحب اللَّه ورسوله، (ويحبه اللَّه ورسوله) (٤)»، قال: فلما كان الغد تصادر لها أبو بكر وعمر، قال: فدعا عليا وهو يومئذ أرمد فتفل في عينه وأعطاه اللواء قال: فانطلق بالناس، قال: فلقي أهل خيبر ولقي مرحبا الخيبري، وإذا هو يرتجز (ويقول) (٥):
قد علمت (خيبر أني مرحب) (٦) … شاكي السلاح بطل مجرب
إذا (الليوث) (٧) أقبلت تلهب … أطعن أحيانا وحينا أضرب
قال: فالتقى هو وعلي (فضربه علي ضربة على هامته) (٨) بالسيف، عض السيف منها بالأضراس، وسمع صوت ضربته أهل العسكر، قال: فما تتام آخر الناس حتى فتح لأولهم (٩).


(١) في [س]: (ابن).
(٢) في [أ، ب، هـ]: زيادة (الأنصاري).
(٣) سقط من: [أ، ب].
(٤) سقط من: [س].
(٥) في [س]: (وهو يقول).
(٦) في [ي]: (مرحب أني خيبر).
(٧) في [ع]: (الليوت).
(٨) في [س]: (فضربه علي ضربته)، وفي [هـ]: (فضربه ضربة على هامته).
(٩) ضعيف؛ لضعف ميمون، وأخرجه أحمد ٥/ ٣٥٨ (٢٣٠٨١)، والنسائي (٨٤٠٣)، والحاكم ٣/ ٤٣٧، وابن أبي عاصم في السنة (١٣٧٩)، وابن سعد ٣/ ٢٧٣، وابن شبه في أخبار المدينة (١٠٨٥)، والثعلبي في التفسير ٩/ ٤٩، وابن جرير في التاريخ ٢/ ١٣٦، وابن عساكر ٤٢/ ٩٣، وابن عبد البر في الدرر في اختصار المغازي ص ١٩٩.

٣٩٦٥٠ - حدثنا محمد بن بشر قال: حدثنا سعيد بن أبي (عروبة) (١) عن قتادة
١٦
عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: خرجنا مع رسول اللَّه ﷺ من مكة إلى خيبر في ثنتي عشرة بقيت من رمضان، فصام (طائفة) (٢) من أصحاب رسول اللَّه ﷺ، وأفطر آخرون (٣) فلم يعب ذلك (٤).


(١) في [ق]: (عروة).
(٢) سقط من: [أ، ب].
(٣) في [ق]: زيادة ﷺ.
(٤) صحيح؛ محمد بن بشر روى عن سعيد بن أبي عروبة قبل اختلاطه، أخرجه مسلم (١١١٦)، وأحمد (١١٨٧٠)، وتقدم ٣/ ١٧ [٩٢٣٥] بلفظ: (حنين) بدل (خيبر).

٣٩٦٥١ - حدثنا وكيع عن المسعودي عن الحكم أن رسول اللَّه ﷺ قسم لجعفر وأصحابه يوم خيبر، ولم يشهدوا (الوقعة) (١) (٢).


(١) في [س]: (الوامقة).
(٢) مرسل؛ الحكم تابعي.

٣٩٦٥٢ - حدثنا شاذان قال: حدثنا حماد بن سلمة عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال عمر: إن (النبي) (١) ﷺ قال: «لأدفعن اللواء غدا إلي رجل يحب اللَّه ورسوله يفتح اللَّه به»، قال عمر: ما تمنيت (الإمرة) (٢) إلا يومئذ، فلما كان الغد تطاولت لها، قال: فقال: «يا علي قم اذهب فقاتل ولا (تلتفت) (٣) حتى يفتح اللَّه عليك»، فلما (قفى) (٤) كره أن يلتفت، فقال: يا رسول اللَّه (علام) (٥) أقاتلهم؟ قال: «حتى يقولوا: لا إله إلا اللَّه، فإذا (قالوها) (٦) حرمت دماؤهم وأموالهم إلا بحقها» (٧).


(١) في [هـ]: (رسول اللَّه).
(٢) في [أ، ب]: (الأمر).
(٣) في [هـ]: (تلفت).
(٤) في [أ، ب]: (بقي).
(٥) في [ع]: (علاما).
(٦) في [س]: (قالوا).
(٧) صحيح؛ أخرجه مسلم (٢٤٠٥)، وأحمد ٢/ ٣٨٤ (٨٩٧٨).

٣٩٦٥٣ - حدثنا علي بن هاشم قال: (حدثنا) (١) (٢) ابن أبي (ليلى) (٣) [عن المنهال والحكم وعيسى (عن) (٤) عبد الرحمن بن أبي (ليلى) (٥)] (٦) قال: قال علي: ما كنت معنا يا أبا (ليلى) (٧) بخيبر؟ قلت: بلى واللَّه، لقد كنت معكم، قال: فإن رسول اللَّه ﷺ بعث أبا بكر (فسار) (٨) بالناس فانهزم حتى رجع (٩)، وبعث عمر فانهزم بالناس حتى انتهى إليه، فقال رسول اللَّه ﷺ: «لأعطين الراية رجلا يحب اللَّه ورسوله ويحبه اللَّه ورسوله (يفتح اللَّه له) (١٠) ليس بفرار»، قال: فأرسل إلي فدعاني فأتيته -وأنا أرمد إلا أبصر (شيئًا) (١١) -[(فدفع) (١٢) إلي الراية فقلت: يا رسول اللَّه كيف وأنا أرمد لا أبصر (شيئا؟) (١٣)] (١٤) قال: فتفل في عيني، ثم قال: «اللهم اكفه الحر والبرد»، قال: فما آذاني بعد حر ولا برد (١٥).


(١) في [جـ، ي]: (عن).
(٢) في [س]: زيادة (المنهال عن).
(٣) في [جـ]: (ليلا).
(٤) في [جـ]: (ابن).
(٥) في [جـ]: (ليلا).
(٦) سقط ما بين المعكوفين من: [أ، ب].
(٧) في [جـ]: (ليلا).
(٨) في [ع]: (سار).
(٩) في [هـ]: زيادة (إليه).
(١٠) سقط من: [ب]، وفي [ي]: (يفتح له اللَّه).
(١١) في [جـ]: بياض.
(١٢) في [س]: (فدعا).
(١٣) سقط من: [س].
(١٤) سقط ما بين المعكوفين من: [أ، ب].
(١٥) ضعيف؛ لحال ابن أبي ليلى فهو سيئ الحفظ، أخرجه الحاكم ٣/ ٣٧، وأحمد (٧٧٨)، وابن ماجه (١١٧)، وسبق ١٢/ ٦٢ برقم [٣٤٢٥١].

٣٩٦٥٤ - حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي مرزوق (مولى) (١) تجيب قال: غزونا مع (رويفع) (٢) بن (ثابت) (٣) الأنصاري نحو المغرب، ففتحنا قرية يقال: لها جربة، قال: فقام (فينا) (٤) خطيبًا فقال: إني لا أقول فيكم إلا ما سمعت رسول اللَّه ﷺ قال فينا يوم خيبر: «من كان يؤمن باللَّه واليوم الآخر فلا يسقين ماءه زرع غيره، ولا يبيعن مغنما حتى يقسم، ولا يركبن دابة من فيء المسلمين، فإذا أعجفها ردها فيه، ولا (يلبس) (٥) ثوبًا (من فيء المسلمين) (٦) حتى إذا (أخلقه) (٧) رده (فيه) (٨)» (٩).


(١) في [أ، ب]: تكررت.
(٢) في [جـ]: (روفع).
(٣) سقط من: [ب].
(٤) سقط من: [جـ].
(٥) في [ي]: (تلبس).
(٦) سقط من: [هـ].
(٧) في [هـ]: (أخلفه).
(٨) سقط من: [هـ].
(٩) حسن؛ ابن إسحاق وأبو مرزوق صدوقان، صحر ابن إسحاق بالتحديث عند أبي داود (٢١٥٩)، والبيهقي ٩/ ١٢٤، أخرجه أحمد (١٦٩٩٠)، والدارمي (٢٤٨٨)، وابن أبي عاصم في الآحاد (٢١٩٣)، والطبراني (٤٤٨٢)، وابن سعد ٢/ ١١٥، وابن عساكر ١٢/ ٣٨، وابن قانع ١/ ٢١٧، وسبق ١٢/ ٢٢٢ برقم [٣٤٧٤٨].

٣٩٦٥٥ - حدثنا هاشم بن القاسم قال: حدثنا عكرمة بن عمار قال: حدثني سماك الحنفي أبو زميل قال: حدثني عبد اللَّه ابن عباس قال: (حدثني) (١) عمر بن الخطاب قال: لما كان يوم خيبر أقبل نفر من أصحاب (رسول اللَّه) (٢) ﷺ قالوا:
١٩
فلان شهيد، (فلان شهيد) (٣) حتى مروا على رجل فقالوا: فلان شهيد، فقال رسول اللَّه ﷺ: «كلا، إني رأيته في النار في بردة غلها، أو في عباءة غلها»، ثم قال رسول اللَّه ﷺ: «(يا ابن الخطاب) (٤) اذهب فناد في الناس: أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون»، (قال: فخرجت فناديت أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون) (٥) (٦).


(١) في [ق]: (حدثنا).
(٢) في [جـ، ع، ي]: (النبي).
(٣) سقط من: [هـ].
(٤) في [س]: (اذهب يا ابن الخطاب).
(٥) سقط من: [أ، ب، ط، هـ].
(٦) حسن؛ عكرمة صدوق، أخرجه مسلم (١١٤)، وأحمد (٢٠٣).

٣٩٦٥٦ - حدثنا زيد بن (الحباب) (١) قال: حدثنا رافع بن سلمة الأشجعي قال: حدثني حشرج بن زياد الأشجعي عن جدته أم أبيه أنها غزت مع رسول اللَّه ﷺ عام خيبر سادسة ست نسوة، فبلغ (٢) رسول اللَّه ﷺ فبعث إلينا، فقال: «بأمر من خرجتن؟» ورأينا فيه الغضب، فقلنا: يا رسول اللَّه خرجنا ومعنا دواء نداوي به، ونناول السهام، ونسقي السويق، ونغزل الشعر، نعين به في سبيل اللَّه، فقال لنا: «أقمن»، فلما أن فتح اللَّه عليه خيبر قسم لنا كما قسم للرجال (٣).


(١) في [أ، ب]: (الخباب).
(٢) في [ق]: زيادة (ذلك).
(٣) مجهول؛ لجهالة حشرج بن زياد، أخرجه أحمد (٢٢٣٣٢)، وأبو داود (٢٧٢٩)، والنسائي في الكبرى (٨٨٧٩)، والبيهقي ٦/ ٣٣٢.

٣٩٦٥٧ - حدثنا حفص بن غياث عن محمد بن (زيد) (١) قال: حدثني عمير مولى آبي اللحم قال: شهدت (خيبر) (٢) وأنا عبد مملوك، فلما فتحوها أعطاني رسول اللَّه ﷺ سيفا فقال: «تقلد هذا»، وأعطاني من (خُرْثيّ) (٣) المتاع، ولم
٢٠
يضرب لي بسهم (٤).


(١) هكذا في [هـ]، وفي بقية النسخ: (يزيد)، وتقدم الخبر على الصواب ١٢/ ٤٠٦ برقم [٣٥٤٢٢].
(٢) سقط من: [س].
(٣) أي: الأثات، وفي [أ]: (خربي)، وفي [ب]: (خرئ)، وفي [ق]: (خرئي)، وفي [جـ]: (خرتي).
(٤) صحيح؛ أخرجه أحمد (٢١٩٤٠)، وأبو داود (٢٧٣٠)، والترمذي (١٥٥٧)، وابن ماجه (٢٨٥٥)، والنسائي في الكبرى (٧٥٣٥)، وابن حبان (٤٨٣١)، والحاكم ١/ ٣٢٧، والطيالسي (١٢١٥)، وعبد الرزاق (٩٤٥٤)، وأبو عبيد في الأموال (٨٨٢)، وابن زنجوية (٨٨٩)، والدارمي (٢٤٧٥)، وابن أبي عاصم في الآحاد (٢٦٧١)، وابن الجارود (١٠٨٧)، والطحاوي في شرح المشكل (٥٢٩٤)، والطبراني ١٧/ (١٣١)، والبيهقي ٩/ ٣١، وابن الأثير في أسد الغابة ٤/ ٢٨٤.

٣٩٦٥٨ - حدثنا حفص بن غياث عن (بريد) (١) بن عبد اللَّه عن أبي بردة عن أبي موسى قال: قدمنا على (النبي) (٢) ﷺ بعد فتح خيبر بثلاث، فقسم لنا ولم يقسم لأحد لم يشهد الفتح غيرنا (٣).


(١) هكذا في: [هـ]، وفي بقية النسخ: (يزيد).
(٢) في [هـ]: (رسول اللَّه).
(٣) صحيح؛ أخرجه البخاري (٤٢٣٣)، ومسلم (٢٥٠٢).

٣٩٦٥٩ - حدثنا يزيد بن هارون قال: (أخبرنا) (١) هشام عن ابن سيرين عن أنس ابن مالك قال: لما كان يوم خيبر ذبح الناس الحمر فأغلوا بها القدور، فأمر رسول اللَّه ﷺ أبا طلحة فنادى: إن اللَّه (ورسوله) (٢) (ينهيانكم) (٣) عن لحوم الحمر الأهلية فإنها رجس، فكفئت القدور (٤).


(١) في [أ، ب، ي]: (أنبأنا).
(٢) في [س]: (رسول اللَّه).
(٣) في [س]: (ينهاكم)، وفي [ع]: (نهياكم).
(٤) صحيح؛ أخرجه البخاري (٢٩٩١)، ومسلم (١٩٤٠).

٣٩٦٦٠ - حدثنا أبو داود عن شعبة عن حميد بن هلال عن عبد اللَّه بن (مغفل) (١) قال: سمعته يقول: دلي جراب من شحم يوم خيبر، قال: (فالتزمته) (٢)
٢١
وقلت: هذا لا أعطي أحدا منه شيئا، قال: فالتفت فإذا النبي ﷺ يتبسم، فاستحييت (٣).


(١) في [س]: (معقل).
(٢) في [ق]: (فالتزمتها).
(٣) صحيح؛ أخرجه البخاري (٣١٥٣)، ومسلم (١٧٧٢).

٣٩٦٦١ - حدثنا عبد اللَّه بن نمير قال: حدثنا محمد بن إسحاق عن عبد اللَّه بن ضمرة الفزاري عن عبد اللَّه بن أبي سليط عن أبيه أبي سليط -وكان بدريا- قال: لقد (أتى) (١) نهي رسول اللَّه ﷺ عن أكل الحمر وإن القدور لتغلي بها، قال: فكفأناها على وجوهها (٢).


(١) في [أ، ب، هـ]: (أتانا).
(٢) مجهول؛ لجهالة عبد اللَّه بن عمرو الضمري وعبد اللَّه بن أبي السليط، وأخرجه أحمد (١٥٤٥٨)، وابن أبي عاصم في الآحاد (١٩٦٨)، والدولابي في الكنى ١/ ٣٦، والطبراني (٥٨٠).

٣٩٦٦٢ - حدثنا أبو أسامة عن عبد الرحمن بن يزيد (بن) (١) جابر قال: حدثنا القاسم ومكحول عن أبي أمامة أن رسول اللَّه ﷺ نهى يوم خيبر عن أكل الحمار الأهلي، وعن كل ذي ناب من السباع، (وأن توطأ) (٢) الحبالى حتى (يضعن) (٣) وعن أن (تباع) (٤) السهام حتى تقسم، وأن تباع الثمرة حتى يبدو صلاحها، ولعن يومئذ الواصلة والموصولة والواشمة والموشومة (والخامشة) (٥) وجهها والشاقة جيبها (٦).


(١) في [جـ]: (عن).
(٢) في [ع]: (لا توطأ).
(٣) في [أ، ب]: (تضعن).
(٤) في [س]: (إتباع).
(٥) في [س]: (والخاشة).
(٦) ضعيف؛ عبد الرحمن بن يزيد قال أهل الحديث: هو ابن تميم لا ابن جابر، وأخرجه الطبراني (٧٥٩٣)، والروياني (١٢٣٤).

٣٩٦٦٣ - حدثنا هاشم بن القاسم قال: حدثنا عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن جابر بن عبد اللَّه قال: لما كان يوم خيبر أصاب الناس مجاعة وأخذوا الحمر الأنسية فذبحوها وملأوا منها القدور، فبلغ ذلك نبي اللَّه ﷺ قال جابر: فأمرنا رسول اللَّه ﷺ (فكفأنا) (١) القدور، وقال: «إن اللَّه سيأتيكم برزق (هو (أحل) (٢) من ذا وأطيب) (٣)»، فكفأنا القدور يومئذ وهي تغلي، فحرم رسول اللَّه ﷺ يومئذ لحوم الحمر الأنسية ولحوم البغال، وكلَّ ذي ناب من السباع، وكل ذي مخلب من الطير، وحرم المجثمة والخلسة والنهبة (٤).


(١) في [جـ]: (وكفأنا).
(٢) في [أ، ب]: (أجل).
(٣) في [ع]: (أطيب من ذا وأحل).
(٤) مضطرب؛ رواية عكرمة عن يحيى بن أبي كثير مضطربة، أخرجه أحمد (١٤٤٦٣)، والترمذي (١٤٧٨) وفي العلل ١/ ٢٤٠، وفي الأوسط (٣٦٩١)، وابن المنذر في الأوسط ٢/ ٣٠٣.

٣٩٦٦٤ - حدثنا (عبيد اللَّه) (١) قال: حدثنا نعيم بن (حكيم) (٢) عن أبي مريم عن علي قال: سار رسول اللَّه ﷺ إلى خيبر، فلما أتاها بعث عمر ومعه الناس إلى (مدينتهم) (٣) (أو) (٤) إلى قصرهم، فقاتلوهم فلم يلبثوا أن انهزم عمر وأصحابه، (فجاء) (٥) (يجبنهم) (٦) ويجبنونه، فساء ذلك رسولَ اللَّه ﷺ فقال: «لأبعثن إليهم رجلًا يحب اللَّه ورسوله ويحبه اللَّه ورسوله، يقاتلهم حتى يفتح اللَّه له ليس بفرار»،
٢٣
فتطاول الناس لها، (ومدوا) (٧) أعناقهم يرونه أنفسهم رجاء ما قال، (٨) فمكث ساعة ثم قال: «أين علي؟» فقالوا: هو أرمد، فقال: «ادعوه لي»، فلما أتيته فتح عيني ثم تفل (فيهما) (٩)، ثم أعطاني اللواء فانطلقت به سعيا خشية أن يحدث رسول اللَّه ﷺ (١٠) فيهم حدثًا أو فِيّ، حتى أتيتهم (فقاتلتهم) (١١) فبرز مرحب يرتجز، وبرزت له أرتجز كما يرتجز حتى التقينا، فقتله اللَّه بيدي، وانهزم أصحابه فتحصنوا وأغلقوا الباب، (فأتينا الباب) (١٢) فلم أزل أعالجه حتى فتحه اللَّه (١٣).


(١) في [س]: (عبد اللَّه).
(٢) في [أ، جـ، ع]: (حكم).
(٣) في [جـ]: (مدينهم).
(٤) في [أ، ب]: (أما).
(٥) في [س]: (وجاء).
(٦) في [ب]: (بجيشهم).
(٧) في [س]: (ومدور).
(٨) في [أ، ب]: زيادة (قال).
(٩) في [ب]: (فيها).
(١٠) سقط من: [ع].
(١١) في [س]: (فقاتلهم).
(١٢) سقط من: [س].
(١٣) مجهول؛ لجهالة أبي مريم الثقفي، أخرجه الحاكم ٣/ ٣٧، والبزار (٧٧٠).

٣٩٦٦٥ - حدثنا يعلى بن عبيد قال: حدثنا أبو منين عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: قال نبي اللَّه ﷺ: «لأدفعن اليوم الراية التي رجل يحبه اللَّه ورسوله»، فتطاول (القوم) (١) فقال: «أين علي؟» فقالوا: يشتكي (عينه) (٢)، فدعاه فبزق في كفيه ومسح بهما عين علي، ثم دفع إليه الراية ففتح اللَّه عليه يومئذ (٣).


(١) في [جـ]: بياض.
(٢) في [ي]: (عنه).
(٣) صحيح؛ أخرجه النسائي (٨١٥١)، وابن حبان (٦٩٣٣)، وإسحاق (٢١٩)، والبيهقي في دلائل النبوة ٤/ ٢٥، وأصله عند مسلم (٢٤٠٥)، وورد من حديث أبي حازم عن سهل بن سعد، أخرجه البخاري (٢٨٤٧).

٣٩٦٦٦ - حدثنا ابن إدريس عن مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: سمعت عمر يقول: لولا أن يُترك آخر الناس لا شيء لهم ما افتتح المسلمون قرية من قرى الكفار إلا قسمتها بينهم سهمانا، كما قسم رسول اللَّه ﷺ خيبر سهمانا، ولكني أردت أن تكون (جرية) (١) تجري على المسلمين، وكرهت أن يترك آخر الناس لا شيء (لهم) (٢) (٣).


(١) هكذا في [هـ]، وفي [أ، ب، س، ط، ع]: (جزية).
(٢) في [أ، ب، س، ط، هـ]: (له).
(٣) صحيح؛ أخرجه البخاري (٢٣٣٤)، وأحمد (٢٨٤)، وتقدم ١٢/ ٣٤١ برقم [٣٥١٨٧].

٣٩٦٦٧ - حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن حجاج عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال: سبى رجل امرأة يوم خيبر، فحملها خلفه فنازعته قائمَ سيفه، فقتلها فأبصرها رسول اللَّه ﷺ فقال: «من قتل هذه؟» فأخبروه، فنهى عن قتل النساء (١).


(١) منقطع حكمًا؛ حجاج مدلس، أخرجه أحمد (٢٣١٦)، والطبراني (١٢٠٨٢).

٣٩٦٦٨ - حدثنا عبد الرحيم عن ابن إسحاق عن الزهري عن عبد اللَّه بن كعب ابن مالك أن رسول اللَّه ﷺ نهى النفر الذين (بعث) (١) إلى ابن أبي الحقيق بخيبر ليقتلوه، فنهاهم عن قتل النساء والولدان (٢).


(١) في [ق، هـ]: (بعثوا).
(٢) مرسل، منقطع حكمًا؛ عبد اللَّه بن كعب تابعي، وابن إسحاق مدلس، وأخرجه متصلًا عبد الرزاق (٩٣٨٥)، والطبراني ١٩/ (١٥٠)، والشافعي في المسند ٢/ ١١٨، والحميدي (٨٧٤)، وسعيد بن منصور (٢٦٢٧)، والبيهقي ٩/ ٧٨، والحازمي في الاعتبار ص ٢١٣، وأحمد (٢٤٠٠٩/ ٦٦)، وسبق ١٢/ ٣٨١ برقم [٣٥٣٢٧].

[٣٤] (حديث فتح مكة) (١)


(١) في [ع]: بياض.

٣٩٦٦٩ - (حدثنا أبو بكر قال) (١): حدثنا أبو أسامة قال: حدثنا سليمان بن المغيرة قال: حدثنا ثابت البناني عن عبد اللَّه بن رباح قال: وفدت وفود إلى معاوية وفينا أبو هريرة، وذلك في رمضان فجعل بعضنا يصنع لبعض الطعام، قال: فكان أبو هريرة ممن يصنع لنا فيكثر فيدعونا إلى رحله، قال: قلت (٢): (ألا) (٣) أصنع لأصحابنا فأدعوهم إلى رحلي؟ قال: فأمرت بطعام (فصنع) (٤) (ولقيت) (٥) أبا هريرة من العشي، فقلت: الدعوة عندي الليلة، قال: أسبقتني؟ قال: قلت: نعم، قال: فدعوتهم فهم عندي، قال: قال أبو هريرة: ألا أعللكم بحديث من حديثكم يا معشر الأنصار.

قال: ثم ذكر فتح مكة قال: أقبل رسول اللَّه ﷺ حتى دخل مكة، وبعث الزبير ابن العوام على إحدى المجنِّبتين، وبعث خالد بن الوليد على المجنبة الأخرى، وبعث أبا عبيدة على الحسر، فأخذوا بطن الوادي، قال: ورسول اللَّه ﷺ في كتيبة.

قال: فناداني، قال: «يا أبا هريرة»، قلت: لبيك يا رسول اللَّه، قال: «اهتف لى بالأنصار، ولا يأتيني إلا أنصاري»، قال: فهتفت بهم، قال: فجاؤوا
٢٦
حتى أطافوا به، قال: «وقد (وبّشت) (٦) قريش (أوباشا لها) (٧) وأتباعا»، قالوا: (تقدم) (٨) هؤلاء كان (لهم) (٩) (شيء) (١٠) كنا معهم، وإن أصيبوا أعطينا الذي سئلنا.

فقال رسول اللَّه ﷺ للأنصار حين أطافوا به: «(أترون) (١١) إلي أوباش قريش وأتباعهم»، ثم قال بيديه إحداهما على الأخرى: [(١٢) «احصدوهم» -ثم ضرب سليمان بحرف كفه اليمنى على بطن كفه اليسرى] (١٣) - حصدا حتى (توافوا) (١٤) بالصفا«.

قال: فانطلقنا فما أحد منا يشاء أن يقتل منهم أحدا إلا قتله، (وما) (١٥) أحد منهم يوجه إلينا شيئًا، فقال أبو سفيان: يا رسول اللَّه أبيحت خضراء قريش بعد هذا اليوم، قال: قال رسول اللَّه ﷺ:»من أغلق بابه فهو آمن، (ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن) (١٦) «قال: (فغلق) (١٧) الناس أبوابهم.

قال: فأقبل رسول اللَّه ﷺ حتى استلم الحجر وطاف بالبيت، فأتى على صنم إلى جنب البيت يعبدونه، وفي يده قوس وهو آخذ بسية القوس، فجعل
٢٧
يطعن بها في عينه ويقول: ﴿جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ﴾ (١٨) [الإسراء: ٨١]، حتى إذا فرغ من طوافه أتى الصفا فعلاها حيث ينظر إلى البيت فرفع يديه وجعل يحمد اللَّه ويذكره ويدعو بما شاء (اللَّه) (١٩) أن يدعو، قال: والأنصار (تحته) (٢٠) قال: (تقول) (٢١) الأنصار بعضها لبعض: أما الرجل فأدركته رغبة في قريته ورأفة بعشيرته.

[قال: قال أبو هريرة: وجاء الوحي، وكان إذا جاء الوحي لم يَخْفَ علينا، فليس أحدٌ من الناس يرفع طرفه إلى رسول اللَّه ﷺ حتى يُقضى، فلما قضي الوحي قال رسول اللَّه ﷺ:»يا معشر الأنصار«، قالوا: لبيك يا رسول اللَّه، قال:»قلتم، أما الرجل فأدركته رغبة في قريته ورأفة بعشيرته«] (٢٢)، قالوا: قد قلنا (ذلك) (٢٣) يا رسول اللَّه، قال:»فما أسمى إذن، كلا إني عبد اللَّه ورسوله، (هاجرت) (٢٤) إلي اللَّه وإليكم، (المحيا) (٢٥) محياكم والممات مماتكم«، (قال) (٢٦): فأقبلوا إليه يبكون يقولون: واللَّه -يا رسول اللَّه- ما قلنا الذي قلنا إلا للضن باللَّه (وبرسوله) (٢٧) قال:»فإن اللَّه ورسوله يعذرانكم ويصدقانكم" (٢٨).


(١) سقط من: [جـ، ق، ي].
(٢) في [ب]: زيادة (له).
(٣) في [ب، جـ]: (لا).
(٤) في [هـ]: (يصنع).
(٥) في [أ، ب]: (وكفيت).
(٦) في [أ، ب، ع]: (وبثت)، وفي [س]: (وثبت)، وفي [هـ]: (ولشت).
(٧) في [هـ]: (أوباشها).
(٨) في [أ، ب، جـ، ع، ي]: (يقدم)، وفي [هـ]: (فإن تقدم).
(٩) في [أ، ب]: (لنا).
(١٠) في [هـ]: (شر).
(١١) في [ع]: (ترون).
(١٢) من هنا بدأ سقط من: [أ، ب]، ومن هنا تكرر ما في [هـ].
(١٣) في [هـ]: تكرر ما بين المعكوفين
(١٤) في [س]: (تطافوا).
(١٥) في [هـ]: (وأما).
(١٦) سقط من: [أ، ب، هـ].
(١٧) في [ي]: (فأغلق فغلق).
(١٨) في [جـ]: زيادة: ﴿إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾.
(١٩) سقط من: [هـ].
(٢٠) سقط من: [أ، ب، ي].
(٢١) في [أ، ط، هـ]: (يقول).
(٢٢) سقط ما بين المعكوفين من: [جـ].
(٢٣) في [جـ، ي]: (ذاك).
(٢٤) في [أ، ب]: (صرت).
(٢٥) سقط من: [أ، ب].
(٢٦) سقط من: [ع].
(٢٧) في [أ، ب]: (ورسوله).
(٢٨) صحيح؛ أخرجه مسلم (١٧٨٠)، وأحمد (١٠٩٤٨).

٣٩٦٧٠ - حدثنا يزيد بن هارون قال: (أخبرنا) (١) محمد بن عمرو عن أبي سلمة ويحيى بن (عبد الرحمن) (٢) بن حاطب قالا: كانت بين رسول اللَّه ﷺ وبين المشركين هدنة، (فكان) (٣) بين بني كعب وبين بني بكر قتال بمكة.

فقدم صريخ بني كعب على رسول اللَّه ﷺ فقال:
اللهم (إني) (٤) ناشد محمدا … حلف أبينا وأبيه (الأتلدا) (٥)
(فانصر) (٦) هداك اللَّه نصرا (عتدا) (٧) … وادع عباد اللَّه يأتوا مددا
فمرت سحابة فرعدت فقال رسول اللَّه ﷺ: «إن هذه لترعد بنصر بني كعب».

ثم قال لعائشة: «جهزيني، ولا (تُعلِمنَّ) (٨) بذلك أحدًا»، فدخل عليها أبو بكر فأنكر بعض شأنها، فقال: ما هذا؟ قالت: أمرني رسول اللَّه ﷺ أن أجهزه، قال: إلى أين؟ (قالت) (٩): إلى مكة، قال: (فواللَّه) (١٠) ما انقضت الهدنة بيننا وبينهم بعد.

فجاء أبو بكر إلى رسول اللَّه ﷺ فذكر له فقال النبي ﷺ: «إنهم أول من غدر»، ثم أمر (بالطرق) (١١) فحبست، ثم خرج وخرج المسلمون معه، فغم لأهل مكة
٢٩
(لا) (١٢) يأتيهم خبر، فقال أبو سفيان لحكيم بن حزام: أي حكيم واللَّه لقد (غُمِمْنا) (١٣) و(اغتممنا) (١٤) فهل لك أن تركب ما بيننا وبين (مر) (١٥)، (لعلنا) (١٦) أن نلقى خبرا؟ فقال له بديل بن ورقاء الكعبي من خزاعة: وأنا معكم، قالا: وأنت إن شئت.

قال: فركبوا حتى إذا دنوا من ثنية مَر وأظلموا فأشرفوا على الثنية، فإذا النيران قد أخذت الوادي كله، قال أبو سفيان لحكيم: (أي حكيم) (١٧) ما هذه النيران؟ قال بديل ابن ورقاء: (هذه) (١٨) نيران بني عمرو، (جوعتها) (١٩) (الحرب) (٢٠)، قال: أبو سفيان: لا وأبيك (لبنو) (٢١) عمرو (أذل و) (٢٢) أقل من هؤلاء، فتكشف عنهم الأراك، فأخذهم حرس رسول اللَّه ﷺ نفر من الأنصار، وكان عمر بن الخطاب تلك الليلة على الحرس، فجاؤا بهم (إليه) (٢٣) (فقالوا) (٢٤): جئناك بنفر أخذناهم من أهل مكة، فقال عمر وهو يضحك إليهم: واللَّه لو جئتموني بأبي سفيان ما زدتم، قالوا: قد واللَّه أتيناك بأبي سفيان فقال: احبسوه.
٣٠

فحبسوه حتى أصبح، فغدى به على رسول اللَّه ﷺ فقيل له: بايع، فقال: لا أجد إلا ذاك أو شرا منه، فبايع، ثم قيل لحكيم بن حزام: بايع، فقال: أبايعك ولا أخر إلا قائمًا، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «أما من قبلنا فلن تخر إلا قائما».

فلما ولوا قال أبو بكر: أي رسول اللَّه (٢٥) إن أبا سفيان رجل يحب السماع -يعني الشرف- فقال رسول اللَّه ﷺ: «من دخل دار أبي سفيان فهو آمن إلا ابن خطل، ومِقْيَس بن صُبابة الليثي، وعبد اللَّه بن سعد بن أبي سرح، (والقينتين) (٢٦)، فإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة (فاقتلوهم) (٢٧)».

قال: فلما ولوا قال أبو بكر: يا رسول اللَّه (٢٨) لو أمرت بأبي سفيان (فحبس) (٢٩) على الطريق، وأذن في الناس بالرحيل، (فأدركه) (٣٠) العباس فقال: هل لك إلى أن تجلس حتى تنظر، قال: بلى، و(٣١) لم (يكن) (٣٢) ذلك (إلا) (٣٣) أن (يرى) (٣٤) ضعفه، (فيتناولهم) (٣٥).
٣١

فمرت جهينة [فقال: (أي) (٣٦) عباس من هؤلاء؟ قال: هذه جهينة] (٣٧) قال: (ما لي) (٣٨) ولجهينة، واللَّه (ما كانت) (٣٩) بيني وبينهم حرب قط، ثم مرت مزينة فقال: أي عباس من هؤلاء؟ قال: هذه مزينة، قال: ما لي ولمزينة، واللَّه ما كانت بيني وبينهم حرب قط، ثم مرت سليم فقال: أي عباس من هؤلاء؟ قال: هذه سليم قال: ثم جعلت تمر طوائف العرب (فمرت) (٤٠) عليه أسلم وغفار، (فيسأل) (٤١) عنها فيخبره العباس.

حتى مر رسول اللَّه ﷺ في أخريات الناس، في المهاجرين الأولين والأنصار في لامة تلتمع البصر، فقال: أي عباس من هؤلاء؟ قال: هذا رسول اللَّه ﷺ (٤٢) في المهاجرين الأولين والأنصار، قال: لقد أصبح ابن أخيك عظيم الملك، (قال) (٤٣): لا واللَّه، ما هو بمَلِكٍ، (ولكنها) (٤٤) النبوة، وكانوا عشرة آلاف أو اثني عشر ألفًا، قال: ودفع رسول اللَّه ﷺ (الراية) (٤٥) إلى سعد بن عبادة، فدفعها سعد إلى ابنه قيس بن سعد.

وركب أبو سفيان فسبق الناس حتى اطلع عليهم من الثنية، قال له أهل
٣٢
مكة: ما وراءك؟ قال: ورائي الدهم، ورائي ما (لا قبل) (٤٦) لكم به، ورائي من لم أر مثله، من دخل داري فهو آمن، فجعل الناس يقتحمون داره.

وقدم رسول اللَّه ﷺ فوقف بالحجون بأعلى مكة، وبعث الزبير بن العوام في الخيل في أعلى الوادي، وبعث خالد بن الوليد في الخيل في أسفل الوادي، وقال رسول اللَّه ﷺ: «إنك لخير (٤٧) أرض اللَّه وأحب أرض اللَّه إلي اللَّه، (وإني) (٤٨) واللَّه لو لم أخرج منك ما خرجت، وإنها لم تحل لأحد (كان) (٤٩) قبلي، ولا تحل لأحد بعدي، وإنما أحلت لي (ساعة من النهار) (٥٠)، وهي ساعتي هذه حرام، لا يعضد شجرها، ولا يحتش (جبلها) (٥١)، ولا يلتقط (ضالتها) (٥٢) إلا منشد»، فقال له رجل يقال له (شاء) (٥٣)، والناس يقولون: قال له العباس: يا رسول اللَّه إلا الإذخر، فإنه (لبيوتنا (وقبورنا» (٥٤) (٥٥) (وقيوننا) (٥٦) أو لقيوننا (وقبورنا) (٥٧).

فأما ابن خطل فوجد متعلقا بأستار الكعبة فقتل، وأما مقيس بن (صبابة) (٥٨)
٣٣
فوجدوه بين الصفا والمروة (فتبادروه) (٥٩) نفر من بني كعب ليقتلوه، فقال له ابن عمه (نميلة) (٦٠): خلوا عنه فواللَّه لا يدنوا منه رجل إلا ضربته بسيفي هذا حتى يبرد، فتأخروا عنه فحمل بسيفه ففلق به هامته وكره أن يفخر عليه (أحد) (٦١).

ثم طاف رسول اللَّه ﷺ بالبيت، ثم دخل عثمان بن طلحة فقال: أي عثمان، أين المفتاح؟ فقال: هو عند أمي (سلامة) (٦٢) ابنة سعد، فأرسل إليها رسول اللَّه ﷺ، فقالت: لا واللات والعزى، لا أدفعه إليه أبدا، (قال) (٦٣): إنه قد جاء أمر غير الأمر الذي كنا عليه، فإنك إن لم تفعلي قتلت أنا وأخي، قال: فدفعته إليه، قال: فأقبل به حتى إذا كان وجاه رسول اللَّه ﷺ (٦٤) عثر فسقط المفتاح منه، فقام إليه رسول اللَّه ﷺ فأحنى عليه ثوبه.

ثم فتح له عثمان فدخل رسول اللَّه ﷺ الكعبة فكبر في زواياها وأرجائها، وحمد اللَّه، ثم صلى بين الأسطوانتين ركعتين، ثم خرج فقام بين (البابين) (٦٥) (فقال) (٦٦) علي: فتطاولت لها ورجوت أن يدفع إلينا المفتاح، فتكون فينا السقاية
٣٤
والحجابة، فقال رسول اللَّه ﷺ (٦٧): «(أين) (٦٨) عثمان؟ هاكم ما أعطاكم اللَّه»، فدفع إليه المفتاح.

ثم رقى بلال على ظهر الكعبة فأذن، فقال خالد بن أَسِيد: ما هذا الصوت؟ قالوا: بلال بن رباح، قال: عبد أبي بكر الحبشي؟ قالوا: نعم، قال: أين؟ (قالوا) (٦٩): على ظهر الكعبة، قال: على (مرقبة) (٧٠) بني أبي طلحة؟ قالوا: نعم، قال: ما يقول؟ قالوا: (يقول) (٧١): أشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأشهد أن محمدا رسول اللَّه، قال: لقد أكرم اللَّه أبا خالد عن أن يسمع هذا الصوت -يعني أباه، وكان ممن قتل (يوم) (٧٢) (بدر) (٧٣) في المشركين.

وخرج رسول اللَّه ﷺ إلى حنين، وجمعت له هوازن (بحنين) (٧٤) فاقتتلوا، فهزم أصحاب رسول اللَّه ﷺ، قال اللَّه (٧٥): ﴿وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا﴾ [التوبة: ٢٥] الآية ثم أنزل اللَّه سكينته على رسوله وعلى المؤمنين، فنزل رسول اللَّه ﷺ (٧٦) عن دابته (فقال) (٧٧): «اللهم إنك إن شئت لم تعبد بعد اليوم، شاهت الوجوه»، ثم رماهم (بحصباء) (٧٨) كانت في يده فولوا مدبرين.
٣٥

فأخذ رسول اللَّه ﷺ السبي والأموال فقال لهم: «إن شئتم فالفداء وإن شئتم فالسبي»، قالوا: لن نؤثر اليوم على الحسب شيئًا، فقال رسول اللَّه ﷺ: «إذا خرجت فاسألوني فإني سأعطيكم الذي لي، ولن يتعذر عليَّ أحد من المسلمين»، فلما خرج رسول اللَّه ﷺ (صاحوا) (٧٩) إليه فقال: «أما الذي لي فقد أعطيتكموه»، وقال المسلمون مثل ذلك، إلا عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر فإنه قال: أما الذي لي فإني لا أعطيه، قال: «(أنت) (٨٠) على حقك من ذلك»، قال: فصارت له يومئذ عجوز عوراء.

ثم حاصر رسول اللَّه ﷺ أهل الطائف قريبًا من شهر، فقال عمر بن الخطاب: أي رسول اللَّه ﷺ (٨١)! دعني (فأدخل) (٨٢) عليهم فأدعوهم إلى اللَّه، قال: «إنهم إذن قاتلوك»، فدخل عليهم عروة فدعاهم إلى اللَّه فرماه رجل من بني مالك بسهم فقتله، فقال رسول اللَّه ﷺ: «مثله في (قومه) (٨٣) (مثل) (٨٤) صاحب ياسين»، وقال رسول اللَّه: [«خذوا مواشيهم وضيقوا عليهم».

ثم أقبل رسول اللَّه ﷺ] (٨٥) راجعا حتى إذا كان بنخلة جعل الناس يسألونه (٨٦).


(١) في [أ، ب، ع، ي]: (أنبأنا)، وفي [هـ]: (حدثنا).
(٢) في [جـ]: (عبد اللَّه).
(٣) في [أ، ب]: (فقال: كان).
(٤) في [أ، ب]: (وإني).
(٥) في [أ، ب]: (الأتلبا).
(٦) في [ب]: (فانظر)، وفي [ع]: (فانصره).
(٧) سقط من: [أ، ب]، وفي [جـ]: (اهتدا).
(٨) في [أ، ب، ع]: (تعلمين).
(٩) في [أ، ب]: (قال).
(١٠) في [أ، ب]: (واللَّه).
(١١) في [ق، هـ]: (بالطريق).
(١٢) في [أ، ب]: (ما).
(١٣) في [ق، هـ]: (غمنا).
(١٤) في [جـ]: (وأغممنا).
(١٥) في [أ، ب]: (ممنع).
(١٦) في [أ، ب]: (لنا).
(١٧) سقط من: [هـ].
(١٨) في [أ، ب]: تكررت.
(١٩) في [ي]: (وجوعتها).
(٢٠) في [أ، ب]: تكررت.
(٢١) في [ع]: (لبني).
(٢٢) سقط من: [أ، ب].
(٢٣) سقط من: [س].
(٢٤) في [أ، ب]: (قالوا).
(٢٥) في [ب]: زيادة ﷺ.
(٢٦) في [س]: (والقنبتين).
(٢٧) في [أ، ب]: (فاقبلوهم).
(٢٨) في [هـ]: زيادة ﷺ.
(٢٩) في [س، ي]: (فجلس).
(٣٠) في [أ، ب]: (فأدرك).
(٣١) في [جـ]: زيادة (لكن).
(٣٢) في [ع]: (يكره).
(٣٣) سقط من: [ع].
(٣٤) في [ع]: (فيرى).
(٣٥) أي: يتكلم عنهم، وفي [ي]: (فيناولهم).
(٣٦) في [أ، ب]: (ابن).
(٣٧) في [أ، ب]: مكرر ما بين المعكوفين.
(٣٨) سقط من: [جـ].
(٣٩) في [أ، ب]: (ما كتب).
(٤٠) في [ع]: (فمر).
(٤١) سقط من: [جـ].
(٤٢) في [جـ، ع، ي]: زيادة (وأصحابه).
(٤٣) في [ب]: (فقال).
(٤٤) في [أ، ب]: (وكان).
(٤٥) سقط من: [أ، ب].
(٤٦) في [أ، ب]: (قيل).
(٤٧) في [أ، ب]: زيادة (أهل).
(٤٨) في [ع]: (أنت)، وفي [س، ط، هـ]: (إني).
(٤٩) سقط من: [أ، ب].
(٥٠) في [ع]: (من النهار ساعة).
(٥١) في [س، ي]: (جلها)، وفي [هـ]: (حشيشها).
(٥٢) في [ع]: (لاقطتها).
(٥٣) في [أ، ب]: (ثبا)، وفي [ط، هـ]: (شاه).
(٥٤) في [ح]: تكرر ما بين المعكوفين.
(٥٥) سقط من: [ع].
(٥٦) في [ي]: (لقيوننا وقبورنا).
(٥٧) سقط من: [س].
(٥٨) في [أ، ب]: (صبارة).
(٥٩) في [ق، هـ]: (فبادره)، وفي [ع]: (فتبادروه).
(٦٠) في [أ، ب]: (نمييله).
(٦١) في [أ، ب]: (أحدًا).
(٦٢) كذا في النسخ، وهو الموافق لما في الثقات ٣/ ٢٦٠، وأسد الغابة ٧/ ١٦٠، ولباب المنقول ص ٨٣، ونبه الحافظ إلى أن الصواب (سلافة)، كما في الإصابة ٧/ ٧٢٤، وانظر: الإصابة ٧/ ٧٠٢، وغوامض الأسماء المبهمة ١/ ٤٧٩، وتهذيب الكمال ١٩/ ٣٩٦، والسيرة الحلبية ٢/ ٤٩٨، ومغازي الواقدي ١/ ٢٠٢.
(٦٣) سقط من: [جـ].
(٦٤) سقط من: [ع].
(٦٥) في [ع]: (الناس).
(٦٦) في [أ، ب]: (قال).
(٦٧) سقط من: [ع].
(٦٨) في [أ، ب]: (لين).
(٦٩) في [جـ]: (قال).
(٧٠) في [أ، ب]: (مزقعة).
(٧١) في [أ، ب، ع]: (قال).
(٧٢) سقط من: [أ، ب].
(٧٣) في [أ، ب]: (ببدر).
(٧٤) في [أ، ب]: (وحنين).
(٧٥) في [ع]: زيادة (تعالى).
(٧٦) سقط من: [أ].
(٧٧) في [أ، ب]: (وقال).
(٧٨) في [أ، هـ]: (حصاء)، وفي [ب]: (حصى).
(٧٩) في [جـ]: (هاجوا).
(٨٠) في [هـ]: (فأنت).
(٨١) سقط من: [أ، ب].
(٨٢) في [ق، ع، هـ]: (أدخل).
(٨٣) في [ب]: (يومه).
(٨٤) في [ع]: (كمثل).
(٨٥) سقط ما بين المعكوفين من: [ي].
(٨٦) مرسل؛ أبو سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب تابعيان، أخرج الأزرقي ٢/ ١٢٥ قطعة منه، وورد متصلًا من حديث أبي هريرة، أخرجه أبو يعلى (٥٩٥٤)، وابن أبي خيثمة في أخبار المكيين ص ٩٨ (٣).

٣٩٦٧١ - قال أنس: حتى انتزعوا رداءه عن ظهره، فابدوا عن (مثل) (١) فلقة القمر، فقال: «ردوا علي ردائي لا أبا لكم أتبخلونني فواللَّه أن لو كان لي ما لى بينهما إبلا وغنما لأعطيتكموه».

فأعطى المؤلفة يومئذ: مائة، مائة من الإبل، وأعطى الناس، فقالت الأنصار عند ذلك: فدعاهم رسول اللَّه ﷺ فقال: «قلتم كذا وكذا، ألم أجدكم ضلالا فهداكم اللَّه بي»، قالوا: بلى، (قال: «ألم أجدكم عالة فإغناكم اللَّه؟») (٢) قالوا: بلى، قال: «(ألم) (٣) أجدكم أعداء فألف اللَّه بين قلوبكم بي»، (قالوا: بلى) (٤)، قال: «أما إنكم لو شئتم قلتم: قد جئتنا مخذولا (فنصرناك) (٥)»، قالوا: اللَّه ورسوله أمنُّ، قال: «لو شئتم قلتم: جئتنا طريدا (فأويناك) (٦)»، قالوا: اللَّه ورسوله أمنُّ، (قال) (٧): «ولو شئتم لقلتهم جئتنا عائلا فآسيناك»، قالوا: اللَّه ورسوله أمنُّ، (قال) (٨): «أفلا ترضون أن ينقلب الناس بالشاء والبعير، وتنقلبون برسول اللَّه إلي دياركم؟» قالوا: بلى، فقال رسول اللَّه ﷺ: «الناس دثار، والأنصار شعار»، وجعل على المقاسم عباد بن (وقش) (٩) أخا بني عبد الأشهل، فجاء رجل من أسلم عاريا ليس عليه ثوب، فقال: اكسني من هذه البرود بردة، (قال: إنما هي مقاسم المسلمين، ولا يحل لي أن أعطيك منها شيئا، فقال قومه:
٣٧
اكسه منها بردة) (١٠)، فإن تكلم فيها أحد فهي من قسمنا (وأعطياتنا) (١١) فأعطاه بردة، فبلغ ذلك رسول اللَّه ﷺ فقال: «(من) (١٢) كنت أخشى هذا (عليه) (١٣)، ما كنت أخشاكم عليه»، فقال: يا رسول اللَّه ما (أعطيته) (١٤) إياها حتى قال قومه: إن تكلم فيها أحد فهي من قسمنا (وأعطياتنا) (١٥)، فقال: «جزاكم اللَّه خيرا، جزاكم اللَّه خيرًا» (١٦).


(١) في [هـ]: (مثله).
(٢) سقط من: [أ، ق، هـ].
(٣) في [جـ]: (أو لم).
(٤) سقط من: [أ، ب، ي].
(٥) في [أ، ب]: (فنصرناك).
(٦) في [هـ]: (آويناك).
(٧) سقط من: [هـ].
(٨) سقط من: [أ، ب، جـ، ع، م].
(٩) في [أ، ب]: (أوقس).
(١٠) سقط من: [ي].
(١١) في [أ، ب، ع]: (وأخطياتنا)، وفي [س]: (وأعطياننا).
(١٢) في [أ، ط، هـ]: (ما).
(١٣) في [أ، ب]: (عليك).
(١٤) في [ي]: (أعطيتهم).
(١٥) في [أ]: (وأخطياتنا)، وفي [ب]: (وأجطياتنا)، وفي [ع]: (وأحطاتنا)، وفي [جـ، ي]: (أحطياتنا)، وفي [س]: (وأعطياننا).
(١٦) حسن؛ محمد بن عمرو صدوق.

٣٩٦٧٢ - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن أبي (السوداء) (١) عن (ابن) (٢) (سابط) (٣) أن النبي ﷺ ناول عثمان بن طلحة المفتاح من وراء الثوب (٤).


(١) في [أ، ب، ع، هـ]: (السواد).
(٢) في [أ، ب، ع]: (أبي).
(٣) في [هـ]: (أسباط).
(٤) مرسل؛ عبد الرحمن بن سابط تابعي.

٣٩٦٧٣ - حدثنا سليمان بن حرب قال: (حدثنا) (١) حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة قال: لما (وادع) (٢) رسول اللَّه ﷺ أهل مكة، وكانت خزاعة حلفاء رسول اللَّه ﷺ في الجاهلية، وكانت بنو بكر حلفاء قريش، فدخلت خزاعة في صلح رسول اللَّه ﷺ، ودخلت بنو بكر في صلح قريش.
٣٨

فكان بين خزاعة وبين بني بكر قتال (فأمدتهم) (٣) قريش بسلاح وطعام، وظللوا عليهم، فظهرت بنو بكر على خزاعة وقتلوا (فيهم) (٤)، فخافت قريش أن يكونوا (قد) (٥) نقضوا، فقالوا لأبي سفيان: اذهب إلى محمد (فأجدّ) (٦) (الحلف) (٧) وأصلح بين الناس.

فانطلق أبو سفيان حتى قدم المدينة، فقال رسول اللَّه ﷺ: «قد جاءكم أبو سفيان وسيرجع راضيا بغير حاجته»، فأتى أبا بكر فقال: يا أبا بكر (أجدّ) (٨) الحلف وأصلح بين الناس، أو قال: بين قومك، قال: ليس الأمر لي الأمر إلى اللَّه وإلي رسوله، قال: وقد قال له فيما قال: ليس من قوم ظللوا على (قوم) (٩) وأمدوهم بسلاح وطعام أن يكونوا نقضوا، فقال أبو بكر: الأمر إلى اللَّه و(إلى) (١٠) رسوله.

ثم أتى عمر بن الخطاب فقال: له نحوا مما قال لأبي بكر، قال: فقال له عمر: أنقضتم فما كان منه جديدا فأبلاه اللَّه، وما كان منه شديدا أو (متينًا) (١١) فقطعه اللَّه، فقال أبو سفيان: ما رأيت كاليوم شاهد عشيرة.

ثم أتى فاطمة فقال: يا فاطمة هل لك في أمر تسودين فيه نساء قومك، ثم ذكر لها نحوا مما ذكر لأبي بكر فقالت: ليس الأمر إليَّ، الأمر إلى اللَّه وإلى رسوله، ثم أتى عليًّا فقال: فقال له: نحوا مما قال لأبي بكر، فقال له علي: ما رأيت كاليوم
٣٩
رجلا أضل، أنت (سيد) (١٢) الناس (فأجد) (١٣) الحلف وأصلح بين الناس، قال: فضرب إحدى يديه على الأخرى وقال: قد أجرت الناس بعضهم من بعض.

ثم ذهب حتى قدم على (أهل) (١٤) مكة فأخبرهم بما صنع، فقالوا: واللَّه ما رأينا اليوم وافد قوم، واللَّه ما (أتيتنا) (١٥) بحرب فنحذر، ولا (أتيتنا) (١٦) (بصلح) (١٧) فنأمن، ارجع.

قال: وقدم وافد خزاعة على رسول اللَّه ﷺ فأخبره بما صنع القوم (ودعا) (١٨) إلى النصرة وأنشده في ذلك شعرا:
(لا هم) (١٩) إني ناشد محمدا … حلف أبينا وأبيه (الأتلدا) (٢٠)
ووالدا (كنت وكنا) (٢١) ولدا … إن قريشا أخلفوك الموعدا
ونقضوا ميثاقك (المؤكدا) (٢٢) … وجعلوا لي (بكداء) (٢٣) (رصدا) (٢٤)
وزعمت أن لمست أدعو أحدا … فهم أذل وأقل عددا
٤٠
وهم أتونا بالوتير هجدا … (نتلوا) (٢٥) القرآن ركعا وسجدا
ثمت أسلمنا ولم (ننزع) (٢٦) يدا … فانصر رسول اللَّه نصرا (أعتدا) (٢٧)
وابعث جنود اللَّه (تأتي) (٢٨) مددا … في فيلق كالبحر يأتي مزبدا
فيهم رسول اللَّه قد تجردا … إن (سيم) (٢٩) (خسفا) (٣٠) وجهه تربدا
قال حماد: هذا الشعر بعضه (عن أيوب، وبعضه عن) (٣١) يزيد بن حازم وأكثره عن محمد بن إسحاق.

ثم رجع إلى حديث أيوب عن عكرمة قال: قال حسان بن ثابت (٣٢):
أتاني ولم أشهد ببطحاء مكة … (رجال) (٣٣) بني كعب تحز رقابها
وصفوان عود (خَرّ) (٣٤) مِن (وَدْق) (٣٥) استه … فذاك (أوان) (٣٦) الحرب شُدّ عصابها
٤١
فلا تجزعن يا ابن أم مجالد … فقد صرحت (صرفا) (٣٧) وعصل نابها
فياليت شعري هل ينالن مرة … سهيل بن عمرو حوبها وعقابها

قال: فأمر رسول اللَّه ﷺ بالرحيل فارتحلوا، فساروا حتى نزلوا مرا، قال: وجاء أبو سفيان حتى نزل مرا ليلًا، قال: فرأى العسكر والنيران فقال: (من) (٣٨) هؤلاء؟ فقيل: هذه تميم محلت بلادها (فانتجعت) (٣٩) بلادكم، قال: واللَّه لهؤلاء أكثر من أهل (منى) (٤٠)، (أو قال: مثل أهل منى) (٤١).

فلما علم أنه النبي ﷺ قال: دلوني على (العباس) (٤٢)، فأتى العباس فأخبره الخبر، وذهب به إلى رسول اللَّه ﷺ، ورسول اللَّه ﷺ (٤٣) في قبة (له) (٤٤) فقال له: «يا أبا سفيان أسلم تسلم»، فقال: كيف أصنع باللات والعزى؟.

قال أيوب: (فحدثني) (٤٥) أبو (الخليل) (٤٦) عن سعيد بن جبير، قال: قال له عمر بن الخطاب وهو خارج من القبة في عنقه السيف: اخْرَ عليها، أما واللَّه (أن) (٤٧) لو كنت خارجا من القبة ما قلتها أبدا، قال: قال أبو سفيان: من هذا؟ قالوا: عمر بن الخطاب (٤٨).
٤٢

ثم رجع إلى حديث أيوب عن عكرمة: فأسلم أبو سفيان وذهب به العباس إلى منزله، فلما أصبحوا ثار الناس لطهورهم، قال: فقال أبو سفيان: يا أبا الفضل ما للناس أمروا بشيء؟ قال: لا ولكنهم قاموا إلى الصلاة، قال: فأمره العباس فتوضأ ثم ذهب به إلى رسول اللَّه ﷺ، فلما دخل رسول اللَّه ﷺ (٤٩) الصلاةَ كبر، فكبر الناس، ثم ركع فركعوا ثم رفع فرفعوا، فقال أبو سفيان: (ما) (٥٠) رأيت كاليوم طاعة قوم جمعهم من هاهنا وههنا، ولا فارس (الأكارم) (٥١) ولا الروم (٥٢) ذات القرون بأطوع منهم له.

قال: حماد وزعم يزيد بن حازم عن عكرمة أن أبا سفيان قال: يا أبا الفضل أصبح بن أخيك -واللَّه- عظيم الملك، قال: (فقال له) (٥٣) العباس: إنه ليس بملك ولكنها (نبوة) (٥٤)، قال: أو ذاك؟ (أو ذاك) (٥٥) (٥٦).

(ثم) (٥٧) رجع إلى حديث أيوب عن عكرمة قال: قال أبو سفيان: واصباح قريش، قال: فقال العباس: يا رسول اللَّه، لو أذنت لي (فأتيتهم) (٥٨) فدعوتهم (فأمنتهم) (٥٩)، وجعلت لأبي سفيان شيئا يذكر به، فانطلق العباس فركب بغلة
٤٣
رسول اللَّه ﷺ (٦٠) الشهباء، وانطلق، فقال رسول اللَّه ﷺ: «ردوا عليَّ أبي، ردوا علي أبيَّ، فإن عم الرجل صنو أبيه، إني أخاف أن تفعل به قريش ما فعلت ثقيف بعروة بن مسعود، دعاهم إلى اللَّه فقتلوه، أما واللَّه لئن ركبوها منه لأضرمنها عليهم نارًا».

فانطلق العباس حتى قدم مكة، فقال: يا أهل مكة أسلموا تسلموا، قد استبطنتم بأشهب (بازل) (٦١)، وقد كان رسول اللَّه ﷺ بعث الزبير من قبل أعلى مكة، (وبعث) (٦٢) خالد (بن الوليد) (٦٣) من قبل أسفل مكة، فقال لهم العباس: هذا الزبير من قبل أعلى مكة، وهذا خالد من قبل أسفل مكة، وخالد (وما) (٦٤) خالد؟ وخزاعة (المجدعة) (٦٥) الأنوف، ثم قال: من ألقى سلاحه فهو آمن.

ثم قدم رسول اللَّه ﷺ فتراموا بشيء من النبل، ثم إن رسول اللَّه ﷺ ظهر عليهم فأمن الناس إلا خزاعة (من) (٦٦) بني بكر (فذكر) (٦٧) أربعة: مقيس بن صبابة، وعبد اللَّه بن أبي سرح، وابن (خطل) (٦٨)، وسارة (مولاة) (٦٩) بني هاشم، قال حمادة: سارة -في حديث أيوب، (أو) (٧٠) في حديث (غيره) (٧١).
٤٤

قال: فقتلهم خزاعة إلى نصف النهار، وأنزل اللَّه: ﴿أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١٣) قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ (٧٢) بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ (٧٣) وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ (٧٤) وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ﴾ (قال: خزاعة) (٧٥): ﴿وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ﴾ قال: خزاعة: ﴿وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ. .[التوبة: ١٣ - ١٥]، (قال: خزاعة) (٧٦) (٧٧).


(١) في [ع]: (أخبرنا).
(٢) في [أ، ب]: (ودع).
(٣) في [أ، ب]: (فأمتنهم).
(٤) في [ق، هـ]: (منهم).
(٥) سقط من: [ق، هـ].
(٦) في [ع]: (فأخر)، وفي [أ، جـ، ق، ع]: (فأحد)، وفي [ب]: (فأعد)، وفي [هـ]: (فأجر).
(٧) في [أ، ب]: (الخلف).
(٨) في [ع]: (فأخر)، وفي [أ، جـ، ق، ع]: (فأحد)، وفي [ب]: (فأعد)، وفي [هـ]: (فأجر).
(٩) في [أ، ب]: (يوم).
(١٠) سقط من: [أ، ب].
(١١) في [ب]: (متنًا)، وفي [ع]: (قال: مثبتًا).
(١٢) في [أ، ب]: (سل).
(١٣) في [أ، ب]: (فأخذ)، وفي [جـ، س، ي]: (فأجد)، وفي [هـ]: (فأجر).
(١٤) سقط من: [هـ].
(١٥) هكذا في: [ع، هـ]، وفي باقي النسخ: (أتينا).
(١٦) هكذا في: [ع، هـ]، وفي باقي النسخ: (أتينا).
(١٧) في [أ، ب]: (يصلح).
(١٨) في [أ، ب]: (فدعا).
(١٩) في [جـ، ع، ي]: (اللهم).
(٢٠) في [أ، ب]: (الأبلدا).
(٢١) في [ع]: (كنا وكنت).
(٢٢) في [ب]: (الموكداه).
(٢٣) في [ب]: (بكذا)، وفي [ع]: (بكراء).
(٢٤) في [ق، هـ]: (مرصدا).
(٢٥) في [هـ]: (تتلو)، وفي [أ، ب، ط]: (يتلوا).
(٢٦) في [أ، ب]: (تنزع).
(٢٧) في [ب]: (أعبدا)، وفي [ع]: (عتدا).
(٢٨) في [ب]: (تاني).
(٢٩) في [أ، ب]: (شتم)، وفي [جـ]: (شيم).
(٣٠) في [أ، ب]: (حسفًا)، وفي [جـ، ق]: (حسن)، وفي [ي]: (حسنًا).
(٣١) سقط من: [ع].
(٣٢) في [أ، ب]: زيادة (شعرًا).
(٣٣) في [هـ]: (رحال).
(٣٤) في [هـ]: (حز)، وهو الموافق لما في ديوان حسان ١/ ٢٢، وتاريخ ابن جرير ٢/ ١٥٥، والبداية والنهاية ٤/ ٢٨٣، وفي شرح معاني الآثار ١٣/ ٣١٣: (خرَّ).
(٣٥) في [أ، ب]: (درق)، وفي [ع]: (ورق).
(٣٦) في [ي]: (أواني).
(٣٧) في [أ، ب]: (صرحًا).
(٣٨) في [ع]: (ما).
(٣٩) في [هـ]: (وانتجعت).
(٤٠) في [ع]: (منا).
(٤١) سقط من: [ق، هـ].
(٤٢) في [أ، ب]: (عباس).
(٤٣) سقط من: [ع].
(٤٤) سقط من: [أ، ب].
(٤٥) في [أ، ب]: (حدثني).
(٤٦) في [ط، هـ]: (الخيل).
(٤٧) سقط من: [ع].
(٤٨) مرسل؛ سعيد بن جبير تابعي.
(٤٩) سقط من: [ع].
(٥٠) سقط من: [هـ].
(٥١) سقط من: [هـ].
(٥٢) في [هـ]: زيادة (و).
(٥٣) في [ب]: (فقاله).
(٥٤) في [هـ]: (النبوة).
(٥٥) في [جـ]: (أو ذا)، وفي [س]: (وأوذا).
(٥٦) مرسل؛ عكرمة تابعي.
(٥٧) في [جـ]: تكررت.
(٥٨) سقط من: [أ، ب].
(٥٩) في [س]: (وأمنتهم).
(٦٠) سقط من: [س].
(٦١) في [هـ]: (باذل)، والمراد: رميتم في باطن أمركم بأمر شديد صعب.
(٦٢) في [جـ]: (هذا).
(٦٣) سقط من: [جـ].
(٦٤) في [هـ]: (ما).
(٦٥) في [ب]: (المخدعة).
(٦٦) في [ع]: (عن).
(٦٧) في [أ، ب]: (وذكر).
(٦٨) في [ب]: (حنطل).
(٦٩) في [جـ، ي]: (مولى).
(٧٠) هكذا في [هـ]، وفي بقية النسخ: (و).
(٧١) في [ع]: (غره).
(٧٢) في [أ، ب]: زيادة (قال: خزاعة).
(٧٣) في [أ، ب]: زيادة (قال: خزاعة).
(٧٤) في [أ، ب]: زيادة (قال: خزاعة).
(٧٥) سقط من: [هـ].
(٧٦) سقط من: [هـ].
(٧٧) مرسل؛ عكرمة تابعي، أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (٥/ ٢٠٨، وابن أبي حاتم في التفسير (١٠٠٢٨)، والسمرقندي ٢/ ٤٢، والطحاوي ٣/ ٢٩١ و٣١٢، والبلاذري ص ٥٠، وورد بعضه من حديث عكرمة عن ابن عباس، أخرجه ابن جرير في التاريخ ٢/ ١٥٧، وابن عساكر ٢٣/ ٤٤٨.

٣٩٦٧٤ - حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن زكريا بن أبي زائدة قال: كنت مع أبي إسحاق فيما بين مكة والمدينة فسايرنا رجل من خزاعة، فقال له (أبو) (١) إسحاق: كيف (قال) (٢) رسول اللَّه ﷺ: لقد (رعدت) (٣) هذه السحابة بنصر بني كعب، [فقال (٤) الخزاعي: لقد (نصلت) (٥) بنصر بني كعب] (٦)، ثم أخرج إلينا رسالة رسول
٤٥
اللَّه ﷺ إلى خزاعة، (وكتبتها) (٧) يومئذ كان فيها:
«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
من محمد رسول اللَّه إلى بديل وبسر وسروات بني عمرو، فإني أحمد إليكم اللَّه الذي لا إله إلا هو، أما بعد ذلكم فإني لم (ثم) (٨) بإلِّكُم ولم (أضع) (٩) في جنبكم، وإن أكرم أهل تهامة عليَّ أنتم وأقربه رحما ومن (تبعكم) (١٠) (١١) من المطيبين، وإني قد أخذت لمن هاجر منكم مثل ما أخذت لنفسى، ولو هاجر بأرضه غير ساكن مكة إلا معتمرا أو حاجا، وإني لم أضع فيكم إن (أسلمتم) (١٢) وإنكم غير (خائفين) (١٣) من قبلي ولا محصرين، أما بعد فإنه قد أسلم علقمة بن علاثة (وابن) (١٤) هوذة (وبايعا) (١٥) وهاجرا على من اتبعهما من عكرمة، (وأخذ) (١٦) لمن تبعه مثل ما أخذ لنفسه، وإن (بعضنا) (١٧) من بعض في الحلال والحرام، وإني واللَّه ما كذبتكم وليحيكم ربكم» (١٨).


(١) سقط من: [ع].
(٢) في [ع]: (كان).
(٣) في [س]: (أعدت).
(٤) في [جـ، ق]: زيادة (له).
(٥) من نصل السهم، وفي [أ، ب، ع]: (نصلت)، وفي [جـ]: (خلت)، وفي [ي]: (نضرت)، وفي [ق، هـ]: (وصلت).
(٦) سقط ما بين المعكوفين من: [س].
(٧) في [ع]: (وأثبتها).
(٨) أي: لم أغدر في عهدكم، وفي [ع، ق]: (أثم).
(٩) في [ع]: (أصنع).
(١٠) في [أ، ب، جـ، س، ي]: (سبقكم).
(١١) في [هـ]: زيادة (و).
(١٢) في [جـ، ق]: (سلمتم).
(١٣) في [ق، هـ]: (خائبين)، وفي [ط]: (خائنين).
(١٤) في [هـ]: (ابنا).
(١٥) في [أ، ب، س، ي]: (وتابعا).
(١٦) في [هـ]: (أخذ).
(١٧) في [ط، هـ]: (بعضًا).
(١٨) مرسل؛ الخزاعي لم تثبت صحبته، وأخرجه ابن عساكر ٤١/ ١٤٣.

٣٩٦٧٥ - قال: (و) (١) بلغني عن الزهري قال: هؤلاء خزاعة وهم من أهلي، قال: فكتب إليهم النبي ﷺ وهم يومئذ نزول بين عرفات ومكة، لم يسلموا حيث
٤٦
كتب إليهم، وقد كانوا حلفاء النبي ﷺ (٢) (٣).


(١) سقط من: [أ، ب].
(٢) في [ق]: (زيادة يوم فتح مكة).
(٣) مرسل؛ الزهري تابعي.

٣٩٦٧٦ - حدثنا يزيد بن هارون قال: (حدثنا) (١) حسين المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي ﷺ قال يوم فتح مكة: «كفوا السلاح إلا خزاعة (عن) (٢) بني بكر»، فأذن لهم حتى صلوا العصر ثم قال لهم: «كفوا السلاح»، فلقي من الغد رجلٌ من خزاعة رجلا من بني بكر، فقتله بالمزدلفة فبلغ ذلك رسول اللَّه ﷺ فقام خطيبا فقال: «إن (أعدى) (٣) الناس على اللَّه من قتل في الحرم، ومن قتل غير قاتله، ومن قتل (بذحول) (٤) الجاهلية» (٥).


(١) في [ع]: (أخبرنا).
(٢) في [ق، هـ]: (هن).
(٣) في [ع]: (أعدا).
(٤) أي: عداوة الجاهلية، وفي [أ، ب، س، ط، ع]: (بدخول).
(٥) حسن؛ شعيب صدوق، أخرجه أحمد (٦٦٨١)، وأبو عبيد في الأموال ١/ ١٥٤.

٣٩٦٧٧ - حدثنا شبابة بن سوار قال: حدثنا (المغيرة) (١) بن مسلم عن أبي الزبير عن جابر قال: دخلنا مع النبي ﷺ مكة (وفي البيت) (٢) وحول البيت ثلاثمائة وستون صنما تعبد من دون اللَّه، قال: فأمر بها رسول اللَّه ﷺ (فكبت) (٣) كلها لوجوهها، ثم قال: ﴿جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾ [الإسراء: ٨١]، ثم دخل رسول اللَّه ﷺ (٤) البيت فصلى (فيه) (٥) ركعتين، فرأى فيه تمثال إبراهيم
٤٧
وإسماعيل وإسحاق (وقد جعلوا) (٦) في يد إبراهيم الأزلام يستقسم بها، فقال رسول اللَّه ﷺ: «قاتلهم اللَّه، ما كان إبراهيم يستقسم بالأزلام»، ثم دعا رسول اللَّه ﷺ بزعفران فلطخه بتلك التماثيل (٧).


(١) في [هـ]: (المغير).
(٢) سقط من: [أ، ب]، وفي [ط، هـ]: (في البيت).
(٣) في [ع]: (وكبت).
(٤) سقط من: [ع].
(٥) في [ي]: (في).
(٦) في [ع]: (قد جعلوا)، وفي [أ، ب]: (وجعلوا).
(٧) حسن؛ المغيرة بن مسلم صدوق، وأخرجه أبو يعلى كما في تفسير ابن كثير ٣/ ٦٠، وابن المنذر كما في الدرر المنثور ٥/ ٣٢٩، وحسنه الحافظ في المطالب العالية (٤٣٠٣).

٣٩٦٧٨ - حدثنا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح (عن مجاهد) (١) عن أبي معمر عن عبد اللَّه قال: دخل النبي ﷺ مكة وحول الكعبة ثلاثمائة وستون صنما فجعل يطعنها بعود كان في يده ويقول: ﴿وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾ [الإسراء: ٨١] ﴿جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ﴾ [سبأ: ٤٩] (٢).


(١) سقط من: [جـ].
(٢) صحيح؛ أخرجه البخاري (٢٤٧٨)، ومسلم (١٧٨١).

٣٩٦٧٩ - حدثنا شبابة بن سوار قال: (حدثنا) (١) نعيم بن حكيم قال: حدثني أبو مريم عن علي قال: انطلق بي رسول اللَّه ﷺ حتى أتى بي الكعبة فقال: «اجلس»، فجلست إلى جنب الكعبة وصعد رسول اللَّه ﷺ على منكبي، [ثم قال لي: «انهض بي»، فنهضت به، فلما رأى ضعفي تحته قال: «اجلس»، فجلست فنزل عني وجلس لي فقال: «يا علي اصعد على منكبى»] (٢)، فصعدت على (منكبه) (٣)، ثم نهض بي رسول اللَّه ﷺ (٤) [فلما (نهض) (٥) بي خيل إلي
٤٨
(أني) (٦) لو شئت نلت أفق السماء، فصعدت على الكعبة، وتنحى رسول اللَّه ﷺ] (٧) فقال لي: «(ألق) (٨) صنمهم الأكبر (صنم) (٩) قريش»، وكان من نحاس، وكان (موتودا) (١٠) بأوتاد من حديد في الأرض، فقال لي رسول اللَّه ﷺ: «عالجه»، فجعلت أعالجه ورسول اللَّه ﷺ يقول: «إيه»، (فلم) (١١) أزل أعالجه حتى استمكنت منه فقال: «اقذفه»، (فقذفته) (١٢) ونزلت (١٣).


(١) في [ع]: (أخبرنا).
(٢) سقط من: [أ، ب، ع].
(٣) في [ب]: (منكبيه).
(٤) سقط من: [س، ع].
(٥) في [جـ]: (نض).
(٦) سقط من: [ي]، وفي [ق]: (أن).
(٧) سقط ما بين المعكوفين من: [ب].
(٨) في [أ، ب]: (التي).
(٩) في [هـ]: (فصنم).
(١٠) في [أ، ب]: (موثودًا).
(١١) في [ب]: (ولم).
(١٢) سقط من: [ب].
(١٣) مجهول؛ لجهالة أبي مريم، أخرجه أحمد (٦٤٤)، والحاكم ٢/ ٢٦٦، وأبو يعلى (٢٩٢)، والنسائي (٨٥٠٧)، والضياء ٢ (٧٠٨)، وابن جرير في مسند علي من تهذيب الآثار ٣/ ٢٣٦ (٣١)، والبزار (٧١٩)، وإسحاق كما في المطالب (٤٢٢٤)، والخطيب ١٣/ ٣٠٢.

٣٩٦٨٠ - حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة أن النبي ﷺ قدم يوم الفتح وصورة إبراهيم وإسماعيل في البيت وفي أيديهما القداح فقال رسول اللَّه ﷺ: «ما لإبراهيم وللقداح واللَّه ما استقسم بها قط»، ثم أمر بثوب فبل ومحى به صورهما (١).


(١) مرسل؛ عكرمة تابعي، أخرجه الأزرقي ١/ ١٦٩، وقد ورد من حديث عكرمة عن ابن عباس مرفوعًا، أخرجه البخاري (١٦٠١).

٣٩٦٨١ - حدثنا سليمان بن حرب قال: (حدثنا) (١) حماد بن (زيد) (٢) عن
٤٩
أيوب عن أبي الخليل عن مجاهد أن النبي ﷺ قدم يوم الفتح والأنصاب بين الركن والمقام، فجعل يكفئها (لوجو) (٣) هها، ثم (قام) (٤) رسول اللَّه ﷺ خطيبا فقال: «ألا إن مكة حرام أبدا التي يوم القيامة، لم (تحل) (٥) لأحد قبلي، (ولا) (٦) (تحل) (٧) لأحد بعدي، غير أنها أحلت لي ساعة من النهار، لا يختلى خلاها، ولا ينفر صيدها، ولا يعضد شجرها، ولا يلتقط لقطتها، إلا أن تعرف»، (فقام) (٨) العباس فقال: يا رسول اللَّه (٩) إلا الإذخر (لصاغتنا) (١٠) (وبيوتنا وقبورنا) (١١)، فقال: «إلا الإذخر، إلا الإذخر» (١٢).


(١) في [ع]: (أخبرنا).
(٢) في [أ، ب]: (يزيد).
(٣) سقط من: [ب].
(٤) في [ي]: (قال).
(٥) في [ب]: (يحل).
(٦) في [أ]: (فلا).
(٧) في [ب]: (يحل).
(٨) في [ب]: (مقام).
(٩) في [هـ]: زيادة ﷺ.
(١٠) في [أ، ب]: (لصاعتنا)، وفي [هـ]: (لصناعتنا).
(١١) في [ع]: (وقبورنا وبيوتنا).
(١٢) مرسل، مجاهد تابعي، وأخرجه مرسلًا البخاري (٤٣١٣)، وعبد الرزاق (٩١٨٩)، والفاكهي ٢/ ٢٤٨ (١٤٤٥)، وورد من طريق مجاهد عن ابن عباس، أخرجه الطحاوي ٢/ ٢٦٠، والأزرقي ٢/ ١٢٦، وابن جرير ١/ ٥٤٢، كما ورد من حديث مجاهد عن طاووس عن ابن عباس، أخرجه البخاري (١٥٨٧)، ومسلم (١٣٥٣).

٣٩٦٨٢ - حدثنا شبابة بن سوار قال: (حدثنا) (١) ابن أبي ذئب عن عبد الرحمن ابن مهران عن (عمير) (٢) مولى ابن عباس عن أسامة بن زيد قال: دخلت مع النبي
٥٠
ﷺ الكعبة، فرأى في البيت صورة فأمرني فأتيته بدلو من ماء، فجعل يضرب تلك الصورة ويقول: «قاتل اللَّه قوما يصورون ما لا يخلقون» (٣).


(١) في [ع]: (أخبرنا).
(٢) في [ع]: (عمر).
(٣) حسن؛ عبد الرحمن بن مهران صدوق؛ أخرجه الطيالسي (٦٢٣)، والروياني (٣٩)، والضياء (١٣٣٦)، والطحاوي ٤/ ٢٨٣، والبغوي في الجعديات (٢٨٢٠)، والطبراني (٤٠٧).

٣٩٦٨٣ - حدثنا علي بن مسهر ووكيع عن زكريا عن الشعبي عن الحارث بن مالك بن برصاء قال: قال رسول اللَّه ﷺ يوم فتح مكة: «لا تغزى بعد اليوم (إلى) (١) يوم القيامة» (٢).


(١) في [أ، ب]: (إلا).
(٢) منقطع حكمًا؛ زكريا مدلس، أخرجه أحمد (١٥٤٠٤)، والترمذي (١٦١١)، والطبراني (٣٣٣٤)، والبيهقي ٩/ ٢١٤، وابن سعد ٥/ ١٤٢، وقد وصف الحديث بالاضطراب مع ما بعده.

٣٩٦٨٤ - حدثنا علي بن مسهر ووكيع عن زكريا عن الشعبي عن عبد اللَّه بن مطيع عن أبيه قال: قال رسول اللَّه ﷺ: "(لا يقتل) (١) (قرشي) (٢) صبرا (بعد هذا اليوم (أبدًا» (٣) (٤) (٥).


(١) سقط من: [أ، ب].
(٢) سقط من: [أ، ب].
(٣) سقط من: [أ، ب].
(٤) في [جـ]: (أبدًا بعد هذا اليوم).
(٥) صحيح؛ أخرجه مسلم (١٧٨٢)، وأحمد (١٥٤٠٧).

٣٩٦٨٥ - حدثنا أحمد بن مفضل قال: (حدثنا) (١) أسباط بن نصر قال: زعم السدي عن مصعب بن سعد عن أبيه قال: لما كان يوم فتح مكة أمن رسول اللَّه ﷺ الناس إلا أربعة نفر وامرأتين وقال: «اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة»، عكرمة بن أبي جهل، وعبد اللَّه بن خطل، ومقيس بن صبابة، وعبد اللَّه ابن سعد بن أبي سرح.
٥١

فأما عبد اللَّه بن خطل فأدرك وهو متعلق بأستار الكعبة (فاستبق) (٢) إليه سعيد ابن (حريث) (٣) وعمار، فسبق سعيد عمارا، وكان (أشب) (٤) الرجلين فقتله.

وأما مقيس بن صبابة فأدركه الناس في السوق فقتلوه.

وأما عكرمة فركب البحر فأصابتهم عاصف، فقال أصحاب (السفينة) (٥) لأهل السفينة: أخلصوا، فإن آلهتكم لا تغني عنكم شيئا هاهنا، فقال عكرمة: واللَّه لئن لم (ينجني) (٦) في البحر إلا الإخلاص ما ينجيني في البر [غيره اللهم (إن) (٧) لك عهدًا إن أنت عافيتني مما أنا فيه أني آتي محمدا حتى أضع يدي في يده فلأجدنه عفوا كريمًا، قال: فجاء وأسلم] (٨).

وأما عبد اللَّه بن سعد بن أبي سرح فإنه اختبأ عند عثمان، فلما (دعا) (٩) رسول اللَّه ﷺ (الناس) (١٠) (للبيعة) (١١) جاء به حتى أوقفه على النبي ﷺ فقال: يا رسول اللَّه بايع عبد اللَّه، قال: فرفع رأسه فنظر إليه ثلاثًا (كل) (١٢) ذلك يأبى فبايعه بعد الثلاث، ثم أقبل على أصحابه فقال: «(أما) (١٣) كان فيكم رجل رشيد
٥٢
(يقوم) (١٤) إلى هذا حيث رآني كففت يدي عن (بيعته) (١٥) فيقتله»، قالوا: وما يدرينا يا رسول اللَّه ما في نفسك ألا أومأت إلينا بعينك؟ قال: «إنه لا ينبغي لنبي أن (تكون) (١٦) له خائنة أعين» (١٧).


(١) في [ع]: (أخبرنا).
(٢) في [أ، ب]: (فاستيق).
(٣) في [ط]: (كريب).
(٤) في [أ، ب]: (أشبه).
(٥) في [س]: بياض.
(٦) في [أ، ق، هـ]: (ينجيني).
(٧) سقط من: [س].
(٨) سقط ما بين المعكوفين من: [أ، ب].
(٩) في [ب]: (رعا)، وفي [س]: (دعى).
(١٠) سقط من: [جـ، ي].
(١١) في [أ، ب، س، ع، ي]: (إلى البيعة).
(١٢) في [أ، ب]: (أكل).
(١٣) في [هـ]: (ما).
(١٤) في [ب]: (القوم).
(١٥) في [ق، هـ]: (بيعة).
(١٦) في [ب]: (يكون).
(١٧) حسن؛ أحمد بن مفضل صدوق، وكذلك أسباط والسدي، أخرجه أبو داود (٢٦٨٣)، والنسائي (٣٥٣٠)، والحاكم ٣/ ٤٥، والبزار (١١٥١)، والطحاوي ٣/ ٣٣٠، وأبو يعلى (٧٥٧)، والدارقطني ٣/ ٥٩، والبيهقي ٨/ ٢٠٢، والضياء ٣/ (١٠٥٤)، وابن عبد البر في التمهيد ٦/ ١٧٥، وابن بشكوال ١/ ١٢٩.

٣٩٦٨٦ - حدثنا شبابة (بن سوار) (١) قال: (حدثنا) (٢) مالك بن أنس عن الزهري عن أنس قال: دخل رسول اللَّه ﷺ مكة عام الفتح وعلى رأسه مغفر، فلما أن دخل نزعه فقيل له: يا رسول اللَّه هذا ابن خطل متعلق بأستار الكعبة فقال: «اقتلوه» (٣).


(١) سقط من: [هـ].
(٢) في [ع]: (أخبرنا).
(٣) صحيح؛ أخرجه البخاري (١٨٤٦)، ومسلم (١٣٥٧).

٣٩٦٨٧ - حدثنا معتمر بن سليمان عن سليمان التيمي عن أبي عثمان أن أبا (برزة) (١) قتل ابن خطل وهو متعلق بأستار الكعبة (٢).


(١) في [هـ]: (يرزة).
(٢) مجهول منقطع؛ أبو عثمان مجهول لم يثبت إدراكه للواقعة، أخرجه متصلًا أحمد (١٩٧٩٤)، وابن سعد ٤/ ٢٩٩.

٣٩٦٨٨ - حدثنا عفان قال: (حدثنا) (١) حماد بن سلمة (عن ثابت) (٢) عن
٥٣
أنس أن ثمانين من أهل مكة هبطوا على رسول اللَّه ﷺ من جبل التنعيم عند صلاة الفجر، فأخذهم رسول اللَّه ﷺ سلما، فعفا عنهم ونزل القرآن: ﴿وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ (بِبَطْنِ) (٣) (مَكَّةَ) (٤) مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ﴾ [الفتح: ٢٤] (٥).


(١) في [ع]: (أخبرنا).
(٢) سقط من: [أ، ب].
(٣) سقط من: [ع].
(٤) سقط من: [ع].
(٥) صحيح؛ أخرجه مسلم (١٨٠٨)، وأحمد ٣/ ١٢٤ (١٢٢٧٦).

٣٩٦٨٩ - حدثنا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: قالت أم هانئ: قدم النبي ﷺ مكة وله أربع غدائر تعني ضفائر (١).


(١) منقطع؛ مجاهد لم يدرك أم هاني، أخرجه أحمد (٢٦٨٩٠)، وأبو داود (٤١٩١)، والترمذي (١٧٨١)، وابن ماجه (٣٦٣١)، وابن سعد ١/ ٤٢٩، والفاكهي في أخبار مكة (١٩٢١)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان ٢/ ١٥، والطبراني ٢٤/ (١٠٤٩)، والخطيب في التاريخ ١٠/ ٤٣٩، والبيهقي في دلائل النبوة (٢٢٤٨).

٣٩٦٩٠ - حدثنا وكيع قال: (حدثنا) (١) حماد بن سلمة عن أبي الزبير عن جابر أن النبي ﷺ دخل مكة وعليه عمامة سوداء (٢).


(١) في [ع]: (أخبرنا).
(٢) صحيح؛ أخرجه مسلم (١٣٥٨)، وأحمد (١٤٩٠٤).

٣٩٦٩١ - حدثنا عبيد اللَّه بن موسى قال: (أخبرنا) (١) موسى بن عبيدة (عن عبد اللَّه بن دينار عن ابن عمر -وعن أخيه عبد اللَّه بن عبيدة-) (٢) أن رسول اللَّه ﷺ دخل مكة حين دخلها وهو (معتجر) (٣) بشقة برد أسود، فطاف على راحلته القصواء
٥٤
في يده محجن يستلم به الأركان، قال: قال ابن عمر: فما وجدنا لها مناخا (في) (٤) المسجد حتى نزل على أيدي الرجال، ثم خرج بها حتى (أنيخت) (٥) في الوادي، ثم خطب الناس على (رجليه) (٦) فحمد اللَّه وأثنى عليه بما هو (له) (٧) أهل، ثم قال: «أيها الناس إن اللَّه قد وضع عنكم عُبِّيَّةَ الجاهلية وتَعَظُّمَها (بآبائها) (٨) الناس [رجلان، (فبر) (٩) تقي كريم على اللَّه، وكافر شقي هين على اللَّه، أيها الناس] (١٠) إن اللَّه يقول: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ (أَتْقَاكُمْ) (١١) إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [الحجرات: ١٣] أقول هذا وأستغفر اللَّه لي ولكم»، قال: ثم عدل إلى جانب المسجد فأتي بدلو من ماء زمزم فغسل منها وجهه، (ما) (١٢) (تقع) (١٣) منه قطرة إلا في يد إنسان، إن كانت قدر ما يحسوها حساها، وإلا مسح بها، والمشركون ينظرون، فقالوا: ما رأينا ملكا قط أعظم من اليوم، ولا قوما أحمق من اليوم، ثم أمر بلالا فرقي على ظهر الكعبة، فأذن بالصلاة، وقام المسلمون (فتجردوا) (١٤) في الأزر، وأخذوا الدلاء وارتجزوا على زمزم يغسلون الكعبة ظهرها
٥٥
وبطنها، فلم يدعوا أثرا من المشركين إلا محوه أو غسلوه (١٥).


(١) في [أ، ب، ي]: (أنبأنا).
(٢) سقط من: [جـ].
(٣) في [أ، ب]: (معتمر).
(٤) هكذا في [هـ]، وفي بقية النسخ: (وفي).
(٥) في [ب]: (نيخت).
(٦) في [س]: (راحلته).
(٧) سقط من: [ب].
(٨) في [أ، ب]: (يا بالها).
(٩) في [أ، ب]: (فير).
(١٠) سقط ما بين المعكوفين من: [جـ].
(١١) في [ع]: (أثقاكم).
(١٢) في [أ، ب]: (ماءً).
(١٣) في [ب، ع، ي]: (يقع).
(١٤) في [أ، ب]: (وتجردوا).
(١٥) ضعيف؛ لضعف موسى بن عبيدة، أخرجه الترمذي (٣٢٧٠)، وابن ماجه (٣٥٨٦)، والخطيب ٦/ ٢٣، وعبد بن حميد (٧٩٥)، وابن جرير في مسند ابن عباس من تهذيب الآثار (٧٢)، والفاكهي (٤٥٩)، وابن أبي حاتم (١٨٦٢٢).

٣٩٦٩٢ - حدثنا عبيد اللَّه بن موسى قال: (أخبرنا) (١) موسى بن عبيدة عن يعقوب بن زيد بن طلحة التيمي ومحمد بن المنكدر قالا: (وكان) (٢) بها يومئذ ستون وثلاثمائة وثن على الصفا، وعلى المروة صنم، وما بينهما محفوف بالأوثان، والكعبة قد أحيطت بالأوثان؛ قال (٣) محمد بن المنكدر: فقام رسول اللَّه ﷺ ومعه قضيب يشير به إلى الأوثان، فما هو إلا أن يشير إلى شيء منها (فيتساقط) (٤) حتى أتى أسافا ونائلة وهما قدام المقام مستقبل باب الكعبة فقال: (عفروهما) (٥)، فألقاهما المسلمون، قال: «قولوا»، قالوا: ما نقول يا رسول اللَّه؟ قال: «قولوا: صدق اللَّه وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده» (٦).


(١) في [أ، ب، ي]: (أنبأنا).
(٢) في [ع]: (وكانا).
(٣) هكذا في [هـ]، وفي بقية النسخ زيادة: (قال).
(٤) في [أ، ب]: (فتساقط)، وفي [س، ي]: (فتتساقط).
(٥) في [ق]: (غفروهما).
(٦) مرسل ضعيف؛ يعقوب وابن المنكدر تابعيان، وموسى بن عبيدة ضعيف.

٣٩٦٩٣ - حدثنا الحسن بن موسى قال: (حدثنا) (١) شيبان عن يحيى قال: أخبرني أبو سلمة أن أبا هريرة أخبره أن خزاعة قتلوا رجلًا من بني ليث عام فتح مكة بقتيل منهم قتلوه، فأخبر بذلك رسول اللَّه ﷺ فركب راحلته فخطب فقال: «إن اللَّه حبس عن مكة الفيل، وسلط عليها رسوله (والمؤمنين) (٢) (ألا وإنها لم تحل لأحد
٥٦
كان قبلي ولا تحل لأحد كان بعدي) (٣)، ألا وإنها أحلت لي ساعة من النهار، ألا وإنها ساعتي هذه حرام، لا يختلى شوكها، ولا يعضد شجرها، ولا يَلتقط ساقطتَها، إلا منشد ومن قتل له قتيل فهو بخير النظرين: إما أن يقتل وإما أن يفادي أهل القتيل».
قال: فجاء رجل يقال له: أبو (شاه) (٤) فقال: اكتب لي يا رسول اللَّه، قال: «اكتبوا لأبي شاه»، فقال رجل من قريش: إلا الإذخر -يا رسول اللَّه- فإنا نجعله في بيوتنا وقبورنا فقال (رسول اللَّه ﷺ) (٥): «إلا الإذخر» (٦).


(١) في [ع]: (أخبرنا).
(٢) في [ع]: (والمؤمنون).
(٣) سقط من: [أ، ب، ط، ق، هـ].
(٤) في [ب]: (نسياه).
(٥) سقط من: [ع].
(٦) صحيح؛ أخرجه البخاري (١١٢)، ومسلم (١٣٥٥).

٣٩٦٩٤ - حدثنا أبو أسامة قال: (حدثنا) (١) مسعر عن (عمرو) (٢) بن مرة عن الزهري قال: قال رجل من بني (الديل) (٣) بن بكر: لوددت أني رأيت رسول اللَّه ﷺ وسمعت منه فقال (لرجل) (٤): انطلق معي، فقال: إني أخاف أن (تقتلني) (٥) خزاعة، فلم يزل به حتى انطلق، فلقيه رجل من خزاعة (فعرفه) (٦) فضرب بطنه بالسيف، قال: قد أخبرتك أنهم سيقتلونني، فبلغ ذلك رسول اللَّه ﷺ، فقام فحمد اللَّه وأثنى عليه، ثم قال: «إن اللَّه (هو) (٧) حرم مكة ليس الناس حرموها، وإنما
٥٧
أحلت لي ساعة من نهار وهي بعد حرم، وإن أعدى الناس على اللَّه ثلاثة: من قتل (فيها) (٨)، أو قتل غير (قاتل) (٩)، أو طلب (بذحول) (١٠) الجاهلية، فلأدين (هذا) (١١) الرجل» (١٢).


(١) في [ع]: (أخبرنا).
(٢) في [أ، ب]: (عامر)، وفي [ق، هـ]: (عمر).
(٣) في [ق]: (وائل)، وفي [هـ]: (الدئل).
(٤) في [ب]: (الرجل).
(٥) في [ب]: (يقتلني).
(٦) في [أ، ب]: (فعرف).
(٧) سقط من: [أ، ب].
(٨) في [ي]: (منها).
(٩) في [جـ، ع، ق، ي]: (قاتله).
(١٠) في [أ، ب، س، ط]: (بدخول).
(١١) في [أ، ب]: (فهذا).
(١٢) مرسل؛ الزهري تابعي، ومراسيله من أضعف المراسيل.

٣٩٦٩٥ - قال عمرو بن مرة: (فحدثت) (١) بهذا الحديث سعيد بن المسيب فقلت: أعدى اللَّه فقال: (أعدى) (٢).


(١) في [أ، ب]: (حدثت).
(٢) في [أ، ع]: (أعدا)، وفي [ب]: (أعد).

٣٩٦٩٦ - حدثنا يحيى بن آدم عن بن إدريس عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة عن ابن عباس أن رسول اللَّه ﷺ عام الفتح لما جاءه العباس بن عبد المطلب بأبي سفيان فأسلم بمر الظهران، فقال له العباس: يا رسول اللَّه، إن أبا سفيان (١) يحب هذا الفخر، فلو جعلت له شيئًا، قال: «نعم، من دخل دار أبي (سفيان) (٢) فهو آمن، ومن أغلق بابه فهوم آمن» (٣).


(١) في [هـ]: زيادة (رجل).
(٢) سقط من: [ي].
(٣) منقطع حكمًا؛ ابن إسحاق مدلس، أخرجه أبو داود (٣٠٢١)، م وابن أبي عاصم في الآحاد (٤٨٦)، والبيهقي ٩/ ١١٨، وابن عساكر ٢٣/ ٤٤٧، وابن عبد البر في الاستذكار ٥/ ١٥٢، وورد من طريق ابن إسحاق، قال: أخبرني حسين بن عبد اللَّه عن عكرمة عن ابن عباس، أخرجه البزار (١٢٩٢)، والبيهقي في الدلائل ٥/ ٣٢، وابن عساكر ٢٣/ ٤٤٨.

٣٩٦٩٧ - حدثنا محمد بن فضيل عن يزيد عن مجاهد عن (١) ابن عباس قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «هذه (٢) (حرم) (٣) - (يعني مكة) (٤) - حرمها اللَّه يوم خلق السماوات والأرض، ووضع هذين (الأخشبين) (٥)، (لم) (٦) تحل لأحد قبلي ولا تحل لأحد بعدي، ولم تحل لي إلا ساعة من (النهار) (٧)، لا (يعضد) (٨) شوكها، ولا ينفر صيدها، ولا (يختلى) (٩) (خلاها) (١٠)، ولا (يرفع) (١١) لقطتها إلا (منشد) (١٢)»، فقال العباس: يا رسول اللَّه إن أهل مكة لا صبر لهم عن الأذخر لقينهم ولبنيانهم، فقال رسول اللَّه ﷺ: «إلا الإذخر» (١٣).


(١) في [هـ]: زيادة (طاوس عن).
(٢) في [جـ، ي]: زيادة (مكة).
(٣) في [ع]: (حرام)، وسقط من: [جـ].
(٤) سقط من: [جـ].
(٥) في [ب]: (الأخشين).
(٦) في [هـ]: (لا).
(٧) في [أ، ب]: (نهار)، وفي [أ]: (نها).
(٨) هكذا في: [هـ]، وفي بقية النسخ: (يحصد).
(٩) في [ع]: (يختلا).
(١٠) في [ع]: (خلاوها).
(١١) في [أ، ب، ق]: (ترفع).
(١٢) في [ع]: (المنشذ).
(١٣) ضعيف؛ لضعف يزيد بن أبي زياد، أخرجه ابن جرير ١/ ٥٤٢، والدارقطني ٤/ ٢٣٥، والأزرقي ٢/ ١٢٦، والطحاوي ٢/ ٢٦٠، وورد من حديث مجاهد عن طاووس عن ابن عباس، أخرجه البخاري (١٥٨٧)، ومسلم (١٢٥٣).

٣٩٦٩٨ - حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن أيوب عن ابن أبي مليكة قال: لما فتحت مكة صعد بلال البيت فأذن، فقال صفوان بن أمية للحارث بن هشام: ألا ترى إلى هذا العبد؟ فقال الحارث: إنْ يكرهْه اللهُ يغيِّره (١).


(١) مرسل؛ ابن أبي ملكية تابعي، أخرجه الأزرقي ١/ ٢٧٤.

٣٩٦٩٩ - حدثنا أبو خالد الأحمر عن هشام بن عروة عن أبيه أن بلالا أذن يوم الفتح فوق الكعبة (١).


(١) مرسل؛ عروة تابعي، أخرجه ابن عساكر ١٠/ ٤٦٦، وأبو داود في المراسيل (٢٣).

٣٩٧٠٠ - حدثنا عبدة بن سليمان عن يحيى بن (سعيد) (١) (عن سعيد) (٢) بن المسيب قال: (خرج) (٣) النبي ﷺ عام الفتح من المدينة بثمانية آلاف أو عشرة آلاف (و) (٤) من أهل مكة بألفين (٥).


(١) في [جـ]: (سعد).
(٢) سقط من: [هـ].
(٣) في [س]: (خرق).
(٤) سقط من: [جـ].
(٥) مرسل؛ سعيد بن المسيب تابعي، وأخرجه ابن سعد ٢/ ١٣٩، والفاكهي ٥/ (١٨٩).

٣٩٧٠١ - حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن محمد بن إسحاق عن سعيد بن أبي هند عن أبي مرة مولى عقيل بن أبي طالب عن أم هانئ بنت أبي طالب قالت: لما افتتح رسول اللَّه ﷺ مكة (فر) (١) إلي رجلان من أحمائي من بني مخزوم، قالت: فخبأتهما في بيتي، فدخل علي أخي علي بن أبي طالب فقال: (لأقتلنهما) (٢)، قالت: فأغلقت الباب عليهما، ثم جئت رسول اللَّه ﷺ (بأعلى) (٣) مكة وهو يغتسل في (جفنة) (٤) إن فيها أثر العجين، وفاطمة ابنته تستره، فلما فرغ رسول اللَّه ﷺ من غسله أخذ ثوبا فتوشح به ثم صلى ثماني ركعات من الضحى، ثم أقبل فقال: «مرحبا وأهلا بأم هانئ، ما جاء بك؟» (قالت) (٥): قلت: يا نبي اللَّه فر إلي رجلان من أحمائي، فدخل علي علي بن أبي طالب فزعم أنه قاتلهما، فقال: «لا، قد
٦٠
(أجرنا من أجرت) (٦) يا أم هانئ، وأمنا من أمنت» (٧).


(١) في [أ، ب]: (فرا).
(٢) في [أ، ب]: (لأقبلتهما).
(٣) في [ب]: (على).
(٤) في [س]: (في جفنته).
(٥) في [أ، ب]: (قال).
(٦) في [أ، ب]: (أخرنا من أخرت).
(٧) حسن؛ ابن إسحاق صدوق، صرح بالسماع عند الطبراني ٢٤/ (١٠٢١)، والطحاوي ٣/ ٣٢٣، وابن بشكوال ١/ ٦٤٢، وأخرجه البخاري (٣٥٠)، ومسلم (٣٣٦)، وأحمد (٢٦٨٩٢).

٣٩٧٠٢ - حدثنا غندر عن شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن أبي سعيد الخدري عن رسول اللَّه ﷺ أنه قال: لما (نزلت) (١) هذه السورة: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾ [النصر: ١] قال: قرأها رسول اللَّه ﷺ (حتى ختمها) (٢) وقال: «الناس (حيز) (٣)، وأنا وأصحابى (حيز) (٤)»، وقال: «لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية»، فقال له مروان: كذبت وعنده زيد بن ثابت ورافع بن خديج وهما قاعدان (معه) (٥) على السرير، فقال أبو سعيد: لو شاء هذان لحدثاك، ولكن هذا يخاف أن تنزعه عن [(عرافة) (٦) قومه، وهذا (يخشى) (٧) أن تنزعه عن] (٨) الصدقة، فسكتا، فرفع مروان الدرة ليضربه، فلما رأيا ذلك قالا: صدق (٩).


(١) في [هـ]: (نزل)، وفي [ع]: (أنزلت).
(٢) سقط من: [أ، ب]، وفي [ق]: (في أتمها).
(٣) في [ب، س]: (خير).
(٤) أي: في ناحية من الفضل، وفي [ب، س]: (خير).
(٥) سقط من: [أ، ب، جـ].
(٦) في [ع]: (عراقة).
(٧) في [جـ، ع]: (يخشا).
(٨) سقط ما بين المعكوفين من: [ي].
(٩) منقطع؛ أبو البختري لا يروي عن أبي سعيد، أخرجه أحمد (١١١٦٧)، والطيالسي (٦٠٢)، والحاكم ٢/ ٢٥٧، والبيهقي في الدلائل ٥/ ١٠٩، والطبراني (٤٤٤٤)، والقضاعي في مسند الشهاب (٨٤٥)، والطحاوي في شرح المشكل (٢٦٢٩)، وأبو نعيم في الحلية ٤/ ٣٨٤.

٣٩٧٠٣ - حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية، وإذا استنفرتم فانفروا» (١).


(١) صحيح؛ أخرجه البخاري (١٥٨٧)، ومسلم (١٣٥٣).

٣٩٧٠٤ - حدثنا عبيد اللَّه بن موسى عن عبيد اللَّه بن أبي زياد عن أم يحيى بنت يعلى عن أبيها (قال) (١): جئت بأبي يوم فتح مكة فقلت: يا رسول اللَّه هذا يبايعك على الهجرة، فقال: «لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية» (٢).


(١) في [ب، ي]: (قالت).
(٢) مجهول؛ لجهالة أم يحيى، أخرجه أحمد (١٧٩٥٨)، وابن أبي عاصم في الآحاد (١١٧٣)، والطحاوي في شرح المشكل (٢٦٢١)، والنسائي ٧/ ١٤٥، وابن حبان (٤٨٦٤)، والحاكم ٣/ ٤٢٣، والبيهقي ٩/ ١٦، والطبراني ٢٢/ (٦٦٤)، وسيأتي ١٤/ ٥٠٤ برقم [٣٩٧٢٠].

٣٩٧٠٥ - [حدثنا ابن نمير عن عبد اللَّه (بن) (١) حبيب بن أبي ثابت عن ابن أبي حسين عن عطاء عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه ﷺ: «لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية»] (٢) (٣).


(١) في [أ، ب]: (عن).
(٢) سقط الحديث من: [س].
(٣) صحيح؛ أخرجه مسلم (١٨٦٤)، وأصله عند البخاري (٢٩١٤).

٣٩٧٠٦ - حدثنا محمد بن فضيل عن عاصم عن أبي عثمان عن مجاشع بن مسعود قال: أتيت النبي ﷺ أنا وأخي قال: فقلت: يا رسول اللَّه، (بايعنا) (١) على الهجرة، (فقال) (٢): «مضت الهجرة لأهلها»، (فقلت) (٣): (علام) (٤) نبايعك يا
٦٢
رسول اللَّه؟ قال: «على الإسلام والجهاد»، (قال) (٥): فلقيت أخاه فسألته، فقال: صدق مجاشع (٦).


(١) في [أ، ب، ق]: (بايعني).
(٢) في [ب]: (فقالت).
(٣) في [أ، ب]: (فقال).
(٤) في [س، ع]: (على ما).
(٥) سقط من: [أ، ب].
(٦) صحيح؛ أخرجه البخاري (٢٩٦٢)، ومسلم (١٨٦٣).

٣٩٧٠٧ - حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن عبيد اللَّه عن ابن عباس أن النبي ﷺ صام عام الفتح حتى بلغ الكديد ثم أفطر، (وإنما) (١) يؤخذ بالآخر من فعل رسول اللَّه ﷺ (٢).


(١) في [أ، ب]: (وأنا).
(٢) صحيح؛ أخرجه البخاري (٢٩٥٣)، ومسلم (١١١٣).

٣٩٧٠٨ - حدثنا ابن إدريس عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن عبيد اللَّه عن ابن عباس أن النبي ﷺ أقام حيث فتح مكة خمس (عشرة) (١) يقصر الصلاة حتى سار إلى حنين (٢).


(١) في [أ، ب]: (عشر).
(٢) منقطع حكمًا وفيه علة؛ ابن إسحاق مدلس، وقال أبو داود: «روى هذا الحديث عبدة بن سليمان وأحمد بن خالد الوهبي وسلمة بن الفضل عن ابن إسحاق ولم يذكروا فيه ابن عباس»، وقال البيهقي: «لا أراه محفوظا»، وأخرجه أبو داود (١٢٣١)، وابن ماجه (١٠٧٦)، والنسائي ٣/ ١٢١، والبيهقي ٣/ ١٥١، والطحاوي ٢/ ٤١٧، وابن سعد ٢/ ١٤٣، وابن عبد البر في الاستذكار ٢/ ٢٤٨، وأصله عند البخاري (٤٢٩٨).

٣٩٧٠٩ - حدثنا إسحاق بن منصور عن الحكم بن عبد الملك عن قتادة عن أنس قال: لما دخل رسول اللَّه ﷺ مكة يوم فتح مكة أمن الناس إلا أربعة (١).


(١) ضعيف؛ لحال الحكم بن عبد الملك، أخرجه الدارقطني ٤/ ١٦٧، والطبراني في الأوسط (٦٥٧٧)، والبيهقي في دلائل النبوة ٥/ ٦٠، وابن النحاس في الناسخ والمنسوخ ١/ ١١٢، وابن بشكوال ١/ ١٢٩، وابن عساكر ٢٩/ ٢٩.

٣٩٧١٠ - حدثنا عفان قال: (حدثنا) (١) همام قال: (حدثنا) (٢) قتادة عن أنس قال: أنزلت على النبي ﷺ: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا﴾ [الفتح: ١] (إلى) (٣) (آخر) (٤) الآية مرجعه من الحديبية، وأصحابه مخالطو الحزن (والكآبة) (٥)، (قال) (٦): «نزلت (علي) (٧) (آية) (٨) هي أحب إلي من الدنيا وما فيها جميعا»، فلما تلاها رسول اللَّه ﷺ قال رجل من القوم: هنيئا مريئا قد بين اللَّه ما يفعل بك، فماذا يفعل بنا؟ فأنزل اللَّه الآية التي بعدها: ﴿لِيُدْخِلَ (٩) الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ﴾ [الفتح: ٥] حتى ختم الآية (١٠).


(١) في [ع]: (أخبرنا).
(٢) في [ع]: (أخبرنا).
(٣) سقط من: [س].
(٤) سقط من: [س].
(٥) في [س]: (والكاتبة).
(٦) في [ع]: (فقال).
(٧) في [أ، ب]: (عليه).
(٨) في [س]: (أتيه).
(٩) في [أ، ب]: زيادة (اللَّه).
(١٠) صحيح؛ أخرجه البخاري (٤٨٣٤)، ومسلم (١٨٠٨).

٣٩٧١١ - حدثنا أبو أسامة عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: (حدثنا) (١) مكحول أن رسول اللَّه ﷺ لما دخل مكة تلقته الجن (٢) (بالشرر يرمونه) (٣) فقال جبرائيل: تعوذ يا محمد، فتعوذ بهؤلاء الكلمات فدحروا عنه،
٦٤
فقال: «أعوذ بكلمات اللَّه التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما نزل من السماء وما يعرج فيها، ومن شر ما بث في الأرض وما يخرج منها، ومن شر (٤) (الليل) (٥) والنهار، ومن شر كل طارق إلا طارق يطرق بخير يا رحمن» (٦).


(١) في [ع]: (أخبرنا).
(٢) في [أ، ب]: زيادة (يرمنه).
(٣) في [جـ]: (بالشرور)، وفي [ع]: (يرمونه بالشرر).
(٤) في [أ، ب]: زيادة (ما يخرج).
(٥) في [أ، ب]: (بالليل).
(٦) مرسل؛ مكحول تابعي، والأكثر على أن الصواب أن عبد الرحمن هو ابن تميم لا ابن جابر.

٣٩٧١٢ - حدثنا أبو أسامة عن زكريا عن أبي إسحاق عن (عبد اللَّه) (١) بن حبيب قال: مر خالد بن الوليد على اللات فقال:
كفرانك لا سبحانك … إني رأيت اللَّه قد أهانك (٢)


(١) في [أ، ب]: (عبيد اللَّه).
(٢) مرسل؛ عبد اللَّه بن حبيب أبو عبد الرحمن السلمي تابعي، أخرجه الطبراني (٣٨١١).

٣٩٧١٣ - حدثنا الفضل بن دكين قال: (حدثنا) (١) يونس بن (أبي) (٢) إسحاق عن أبي السفر قال: لما دخل رسول اللَّه ﷺ مكة دعا شيبة بن عثمان بالمفتاح مفتاح الكعبة، فتلكأ فقال لعمر: قم فاذهب معه، فإن جاء بها وإلا فاجلد رأسه، قال: فجاء بها، قال: فأجالها في حجره وشيبة قائم، قال: فبكى شيبة، فقال (له) (٣) رسول اللَّه ﷺ: «هاك فخذها، فإن اللَّه قد رضي لكم بها في الجاهلية والإسلام» (٤).


(١) في [ع]: (أخبرنا).
(٢) سقط من: [ع].
(٣) سقط من: [ق، هـ].
(٤) مرسل؛ أبو السفر سعيد بن يحمد تابعي.

٣٩٧١٤ - حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن أبي السوداء عن ابن سابط أن النبي ﷺ ناول عثمان بن طلحة المفتاح من وراء الثوب (١).


(١) مرسل؛ ابن سابط تابعي.

٣٩٧١٥ - حدثنا يعلى بن عبيد قال: (حدثنا) (١) محمد بن إسحاق عن الزهري عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن (عتبة) (٢) عن ابن عباس قال: خرج رسول اللَّه ﷺ عام الفتح لعشر مضت من رمضان (٣).


(١) في [ع]: (أخبرنا).
(٢) في [ب]: (عقبة).
(٣) حسن؛ صرح ابن إسحاق بالتحديث عند أحمد، وأخرجه أحمد (٢٨٨٢)، وأصله عند البخاري (٢٩٥٣)، ومسلم (١١١٣).

٣٩٧١٦ - حدثنا حفص عن جعفر عن أبيه أن النبي ﷺ أمر أن تطمس التماثيل التي حول الكعبة يوم فتح مكة (١).


(١) مرسل؛ أبو جعفر تابعي.

٣٩٧١٧ - حدثنا عبدة بن (سليمان) (١) عن هشام عن أبيه أن النبي ﷺ اعتمر عام الفتح من الجعرانة، فلما فرغ من عمرته استخلف أبا بكر على مكة وأمره أن يعلم الناس المناسك، وأن يؤذن في الناس: «من حج العام فهو آمن، ولا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت (عريان) (٢)» (٣).


(١) في [ي]: (سلمان).
(٢) في [أ، ب]: (عريانًا).
(٣) مرسل؛ عروة تابعي.

٣٩٧١٨ - حدثنا أبو أسامة (قال: حدثني) (١) (عبد) (٢) الحميد بن جعفر عن
٦٦
يزيد بن أبي حبيب عن عطاء عن جابر بن عبد اللَّه قال: سمعت رسول اللَّه ﷺ عام الفتح يقول: «إن اللَّه ورسوله حرما بيع الخمر والخنازير والميتة والأصنام»، قال: فقال رجل: يا رسول اللَّه ما ترى في شحوم الميتة فإنها تدهن بها السفن والجلود (ويستصبح) (٣) بها؟ قال: «قاتل اللَّه اليهود إن اللَّه لما حرم عليهم شحومها أخذوها فجملوها ثم باعوها وأكلوا أثمانها» (٤).


(١) في [هـ]: (عن).
(٢) في [ع]: (بعد).
(٣) في [أ، ب]: (ونصطبح).
(٤) صحيح؛ أخرجه البخاري (٢٢٣٦)، ومسلم (١٥٨١).

٣٩٧١٩ - حدثنا عبيد اللَّه بن موسى قال: (أخبرنا) (١) أسامة بن زيد عن الزهري عن عبد الرحمن بن الأزهر قال: رأيت رسول اللَّه ﷺ عام الفتح وأنا غلام (شاب) (٢) يسأل عن منزل خالد بن الوليد، (وأتي) (٣) بشارب فضربوه بما في أيديهم، فمنهم من ضرب بالسوط وبالنعل وبالعصى، (وحثا) (٤) عليه النبي ﷺ التراب، فلما كان أبو بكر أتي بشارب فسأل أصحابه: كم ضرب رسول اللَّه ﷺ الذي ضرب؟ (فحزره) (٥) أربعين فضرب أبو بكر أربعين (٦).


(١) في [أ، ب، ع، ي]: (أنبأنا).
(٢) في [هـ]: (مثاب).
(٣) في [هـ]: (فأتي).
(٤) في [أ، ب، جـ، ي]: (وحثى)، وفي [ع]: (وحصا)، وفي [س]: (وجثي).
(٥) في [جـ، س، ي]: (فحزره)، وفي [ق]: (فجدره)، وفي [هـ]: (فحرز)، وفي [ع]: (فحرر).
(٦) منقطع؛ الزهري لا يروي عن عبد الرحمن بن الأزهر، أخرجه أحمد (١٦٨٠٩)، وأبو داود (٤٤٨٩)، والنسائي في الكبرى (٥٢٨٣)، والبيهقي ٨/ ٣٢٠، ويعقوب في المعرفة ١/ ٢٨٣، وابن أبي عاصم في الآحاد (٦٣٨)، والحاكم ٤/ ٣٧٤.

٣٩٧٢٠ - حدثنا يونس بن محمد قال: (حدثنا) (١) ليث بن سعد عن عقيل عن
٦٧
ابن شهاب عن عمرو بن عبد الرحمن بن أمية بن يعلى بن (منية) (٢) أن أباه أخبره أن يعلى قال: جئت رسول اللَّه ﷺ (بأبي) (٣) أمية يوم الفتح، فقلت: يا رسول اللَّه بايع أبي على الهجرة، فقال رسول اللَّه ﷺ: «بل أبايعه على الجهاد فقد انقطعت الهجرة» (٤).


(١) في [ع]: (أخبرنا).
(٢) في [هـ]: (أمية).
(٣) في [ع]: (في أمية).
(٤) مجهول؛ لجهالة عبد الرحمن بن أمية وابنه، أخرجه أحمد (١٧٩٥٨)، والنسائي ٧/ ١٤٥، وابن حبان (٤٨٦٤)، والحاكم ٣/ ٤٢٣، وابن أبي عاصم في الآحاد (١١٧١)، والبيهقي ٩/ ١٦، والزي ١٦/ ٥٣٩، والطبراني ٢٢/ (٦٦٥)، والطحاوي في شرح المشكل (٢٦٢٢)، والفسوي في المعرفة ١/ ٤٠٠.

٣٩٧٢١ - حدثنا عفان قال: (حدثنا) (١) وهيب قال: (حدثنا) (٢) عبد اللَّه بن عثمان بن خثيم عن مجاهد عن السائب أنه كان يشارك رسول اللَّه ﷺ قبل الإسلام في التجارة، فلما كان يوم الفتح أتاه فقال: «مرحبا بأخي وشريكي، كان لا يداري ولا يماري، يا سائب قد كنت تعمل أعمالا في الجاهلية لا تتقبل منك، وهي اليوم تتقبل منك»، وكان ذا سلف وصلة (٣).


(١) في [ع]: (أخبرنا).
(٢) في [ع]: (أخبرنا).
(٣) صحيح؛ مجاهد مولى السائب، وقد لقيه وروى عنه ولا يصح أن يطعن في ذلك، بما رواه إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن قائد السائب؛ لأن ابن مجاهد ضعيف، والحديث أخرجه أحمد (١٥٥٠٥)، وأبو داود (٤٨٣٦)، والنسائي في الكبرى (١٠١٤٤)، وإبن ماجه (٢٢٨٧)، والحاكم ٢/ ٦١، والبيهقي ٦/ ٧٨، والطبراني (٦٦٢٠).

٣٩٧٢٢ - حدثنا حسين بن علي عن حمزة الزيات قال: لما كان يوم فتح مكة دخل رسول اللَّه ﷺ من (أعلى) (١) مكة، ودخل خالد بن الوليد من أسفل مكة،
٦٨
قال: [فقال (رسول) (٢) اللَّه ﷺ: «لا تقتلن»، فوضع يده في القتل، فقال رسول اللَّه ﷺ: «لا تقتلن»، فوضع يده في القتل] (٣)، فقال: «ما حملك على ما صنعت؟» فقال: يا رسول اللَّه ما قدرت على أن لا أصنع إلا الذي (صنعت) (٤) (٥).


(١) في [جـ، ع]: (أعلا).
(٢) في [س]: (يا رسول).
(٣) في [هـ]: تكرر ما بين المعكوفين.
(٤) في [س]: (صنعته).
(٥) مرسل؛ حمزة الزيات من تابعي التابعين.

٣٩٧٢٣ - حدثنا هوذة بن خليفة قال: (حدثنا) (١) ابن جريج قال (٢): محمد بن جعفر حدثني حديثا رفعه إلى أبي سلمة بن سفيان وعبد اللَّه بن عمرو عن عبد اللَّه ابن السائب قال: حضرت رسول اللَّه ﷺ يوم الفتح فصلى في قبل الكعبة، فخلع نعليه فوضعهما عن يساره، ثم استفتح سورة المؤمنين فلما جاء ذكر (عيسى أو موسى) (٣) أخذته سعلة فركع (٤).


(١) في [ع]: (أخبرنا).
(٢) في [س]: زيادة (أخبرنا).
(٣) في [ع]: (موسى أو عيسى).
(٤) صحيح؛ أخرجه مسلم (٤٥٥)، وأحمد ٣/ ٤١١ (١٥٤٣٤).

٣٩٧٢٤ - حدثنا يزيد بن هارون قال: (أخبرنا) (١) أبو (مالك) (٢) الأشجعي قال: حدثنا سالم بن أبي الجعد عن محمد بن الحنفية قال: خرج رسول اللَّه ﷺ من بعض حجره فجلس عند بابها، وكان إذا جلس وحده لم يأته أحد حتى يدعوه، قال: «ادع لي (أبا بكر) (٣)»، قال: فجاء فجلس (٤) بين يديه فناجاه طويلا، ثم أمره فجلس عن يمينه أو عن يساره، ثم قال: «ادع لي عمر»، فجاء فجلس
٦٩
(مجلس) (٥) أبي بكر فناجاه طويلا، فرفع عمر صوته فقال: يا رسول اللَّه هم رأس الكفر، هم الذين زعموا أنك ساحر، وأنك كاهن، وأنك كذاب، وأنك مفتر، ولم يدع شيئًا مما كان أهل مكة يقولونه إلا ذكره، فأمره أن يجلس من الجانب الآخر فجلس أحدهما عن يمينه والآخر عن يساره، ثم دعا الناس فقال: «ألا أحدثكم بمثل صاحبيكم هذين؟» قالوا: نعم يا رسول اللَّه، فأقبل بوجهه إلى أبي بكر فقال: «إن إبراهيم كان ألين في اللَّه من الدهن (باللبن) (٦)»، ثم أقبل على عمر فقال: «إن نوحا كان أشد في اللَّه من الحجر، وإن الأمر أمر عمر فتجهزوا»، فقاموا فتبعوا أبا بكر فقالوا: يا أبا بكر إنا كرهنا أن نسأل عمر ما هذا الذي (ناجاك) (٧) به رسول اللَّه ﷺ (٨)؟ قال: قال لي: «كيف (تأمرني) (٩) في (غزو) (١٠) مكة؟»، قال: قلت: يا رسول اللَّه هم قومك، قال: حتى رأيت أنه (سيطيعني) (١١)، قال: ثم دعا عمر، فقال عمر: إنهم رأس الكفر حتى ذكر كل سوء كانوا (يقولونه) (١٢)، «وأيم اللَّه لا تذل العرب حتى يذل أهل مكة فآمركم (بالجهاز) (١٣) (لتغزوا) (١٤) مكة» (١٥).


(١) في [أ، ب، ع، ي]: (أنبأنا).
(٢) في [هـ]: (ملك).
(٣) في [أ، ب]: (عمر).
(٤) في [أ، ب]: زيادة (مجلس).
(٥) في [ع]: (إلى).
(٦) في [ع]: (بالليل)، وفي [هـ]: (في اللبن).
(٧) في [أ، ب]: (ناجاه).
(٨) سقط من: [ع].
(٩) في [ق، هـ]: (تأمروني).
(١٠) في [هـ]: (غزوة).
(١١) في [س]: (سيطيني).
(١٢) في [هـ]: (يذكرونه).
(١٣) في [أ، ب، ط، ق، هـ]: (بالجهاد).
(١٤) في [هـ]: (ولتغزوا).
(١٥) مرسل؛ محمد بن الحنفية تابعي.

[٣٥] ما (ذكر) (١) في الطائف (٢)


(١) في [س، ط، هـ]: (ذكروا).
(٢) في [ع]: غير واضحة.

٣٩٧٢٥ - (حدثنا أبو بكر قال) (١): (حدثنا) (٢) سفيان بن عيينة عن عمرو عن أبي العباس عن عبد اللَّه بن عمرو (و) (٣) قال مرة: عن ابن عمر قال: حاصر رسول اللَّه ﷺ أهل الطائف فلم ينل منهم شيئًا، فقال: «إنا قافلون غدا»، فقال المسلمون: (نرجع) (٤) ولم نفتتحه، فقال رسول اللَّه ﷺ: «اغدوا على القتال»، فغدوا، (فأصابتهم) (٥) جراح فقال رسول اللَّه ﷺ: «إنا قافلون غدا»، فأعجبهم ذلك، فضحك رسول اللَّه ﷺ (٦) (٧).


(١) سقط من: [جـ، ق، ي].
(٢) في [ع]: (أخبرنا).
(٣) سقط من: [أ، ب].
(٤) في [س]: (ترجع).
(٥) في [ع]: (فأصابهم).
(٦) سقط من: [ع].
(٧) صحيح؛ أخرجه البخاري (٤٣٢٥)، ومسلم (١٨٧٨)، وقد رواه أحمد (٤٥٨٨)، وقال: (قيل لسفيان: ابن عمرو؟ قال: لا، ابن عمر).

٣٩٧٢٦ - حدثنا عبيد اللَّه بن موسى عن طلحة بن (جبر) (١) عن المطلب بن عبد اللَّه عن مصعب بن عبد الرحمن (عن عبد الرحمن) (٢) بن عوف قال: لما افتتح رسول اللَّه ﷺ مكة انصرف إلى الطائف، فحاصرهم تسع عشرة أو ثماني عشرة فلم
٧١
يفتتحها، ثم (أوغل) (٣) روحة أو غدوة، (فنزل) (٤) (ثم هجّر) (٥)، ثم قال: «أيها الناس، إني فرط لكم فأوصيكم بعترتي خيرا، (وإن) (٦) موعدكم الحوض، والذي نفسي بيده (ليقيمن) (٧) الصلاة (وليؤتن) (٨) الزكاة أو لأبعثن إليهم رجلا مني أو كنفسي (فليضربن) (٩) أعناق مقاتلتهم وليسبين ذراريهم»، (قال) (١٠): (فرأى) (١١) الناس أنه أبو بكر (أو عمر) (١٢)، فأخذ بيد علي (١٣) فقال: «هذا» (١٤).


(١) في [أ، ب]: (جابر)، وفي [س]: (جبير).
(٢) سقط من: [ع، ي].
(٣) في [ق، هـ]: (ارتحل).
(٤) في [أ، ب]: (ثم نزل).
(٥) في [ع]: (ثم هجز)، وسقط من: [هـ].
(٦) في [ي]: (أو أن).
(٧) في [س]: (لتقيمن).
(٨) في [س]: (ولتؤتن).
(٩) في [س]: (فلتضربن).
(١٠) في [أ، ب، جـ، س، ي]: (قالوا).
(١١) في [ع]: (فرا).
(١٢) في [ب]: (وعمر).
(١٣) في [أ، ب]: زيادة رضي الله عنه.
(١٤) ضعيف جدًّا؛ طلحة بن جبر متروك، أخرجه أبو يعلى (٨٥٩)، والحاكم ٢/ ١٢٠، وابن عساكر ٤٢/ ٣٤٣، والبزار (١٠٥٠)، والمروزي في تعظيم الصلاة (٩٦٨)، وخليفة بن خياط في التاريخ ص ٨٩، والفاكهي (١٩٦٢)، وابن جرير في الجزء المفقود من تهذيب الآثار (٢١٦).

٣٩٧٢٧ - حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن عبد اللَّه بن عثمان بن (خثيم) (١) عن أبي الزبير أن رسول اللَّه ﷺ حاصر (أهل) (٢) الطائف، (٣) (فجاءه) (٤) أصحابه
٧٢
(فقالوا) (٥): يا رسول اللَّه (أحرقتنا) (٦) نبال ثقيف، فادع اللَّه عليهم، فقال: «اللهم اهد ثقيفا» -مرتين، قال: وجاءته خولة فقال: إني نبئت أن بنت خزاعة ذات حُلي، فنفلني حليها (إن) (٧) (فتح) (٨) اللَّه عليك الطائف غدا، قال: «إن لم يكن أذن لنا في قتالهم؟» [فقال رجل - (نراه) (٩) عمر-: يا رسول اللَّه ما مقامك على قوم لم (يؤذن) (١٠) لك في قتالهم؟] (١١) قال: «فأذن في الناس بالرحيل»، فنزل الجعرانة، فقسم بها غنائم حنين، ثم دخل منها بعمرة، ثم انصرف إلى المدينة (١٢).


(١) في [أ، ب]: (خيثم).
(٢) سقط من: [جـ].
(٣) في [ع]: زيادة (قال).
(٤) في [جـ، س، ق]: (فجاء).
(٥) في [أ، ب]: (فقال).
(٦) في [س]: (أهرقتنا).
(٧) سقط من: [أ، ب].
(٨) في [أ، ب]: (ففتح).
(٩) في [ي]: (تراه).
(١٠) في [أ، ب]: (تؤذن).
(١١) سقط ما بين المعكوفين من: [جـ].
(١٢) مرسل؛ أبو الزبير تابعي، وورد بنحوه من حديث أبي الزبير عن جابر أخرجه أحمد وابنه (١٤٧٠٢)، والترمذي (٣٩٤٢)، وابن عدي ١/ ٣١٢.

٣٩٧٢٨ - حدثنا أبو معاوية عن الحجاج عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال: [أعتق رسول اللَّه ﷺ يوم الطائف كل من خرج إليه من رقيق المشركين (١).


(١) منقطع حكمًا؛ حجاج بن أرطأة مدلس، أخرجه أحمد ١/ ٢٤٨ (٢٢٢٩)، والشافعي في الأم، ومحمد بن الحسن في السير (١٨)، وأبو يعلى (٢٥٦٤)، وابن سعد ٢/ ١٦٠، والطحاوي ٣/ ٢٧٨، والدارمي (٢٥٠٨)، والطبراني (١٢٠٧٩)، والبيهقي ٩/ ٢٢٩، والخطيب ٧/ ١٢٧، وابن عساكر ٦٢/ ٢٠٩، وخليفة في التاريخ ص ٨٩.

٣٩٧٢٩ - حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن الحجاج عن الحكم عن مقسم (عن ابن عباس) (١) قال] (٢): خرج غلامان (إلى النبي) (٣) ﷺ يوم الطائف فأعتقهما، أحدهما أبو بكرة (فكانا مولييه) (٤) (٥).


(١) سقط من: [جـ].
(٢) سقط ما بين المعكوفين من: [ي].
(٣) في [أ، ب]: (للنبي).
(٤) في [أ، ب]: (فكانا موالييه)، وفي [جـ]: (وكانا موالييه).
(٥) منقطع حكمًا؛ الحجاج مدلس، وانظر: ما قبله.

٣٩٧٣٠ - حدثنا أبو أسامة عن كهمس عن عبد اللَّه بن شقيق قال: كان النبي ﷺ (١) محاصر وادي القرى (٢).


(١) سقط من: [ع].
(٢) مرسل؛ عبد اللَّه بن شقيق تابعي، أخرجه ابن جرير ١/ ٨٠، وقد ورد عن ابن شقيق عن رجل من بلقين، ومرة عن رجل عن ابن عم له، أخرجه سعيد بن منصور ١/ (٢٦٨٠)، وأحمد ٥/ ٣٢ (٢٠٣٦٦)، وعبد الرزاق (٩٤٩٦)، وأبو يعلى (٧١٧٩)، والطحاوي ٣/ ٢٢٩، والثعلبي في التفسير ١/ ١٢٤، والبيهقي ٦/ ٣٢٤، وأحمد بن منيع كما في المطالب العالية (٢٠٦٥)، وأبو عبيد في الأموال (٧٦٥)، والمروزي في تعظيم الصلاة (١١)، وابن الأثير في أسد الغابة ٦/ ٤٢٦.

٣٩٧٣١ - حدثنا يزيد بن هارون قال: (أخبرنا) (١) قيس عن أبي حصين عن عبد اللَّه بن سنان أن النبي ﷺ حاصر أهل الطائف خمسة وعشرين يوما يدعو عليهم في دبر كل صلاة (٢).


(١) في [أ، ب، جـ، ي]: (أنبأنا).
(٢) مرسل؛ عبد اللَّه بن سنان الكوفي الأسدي تابعي.

٣٩٧٣٢ - حدثنا وكيع عن سعيد بن السائب قال: سمعت شيخا من بني عامر أحد بني سواءة يقال له: عبيد اللَّه بن مُعَيَّة قال: أصيب رجلان يوم الطائف، قال:
٧٤
فحملا إلى النبي ﷺ قال: فأخبر بهما، (فأمر) (١) بهما (أن) (٢) (يدفنا) (٣) حيث أصيبا ولقيا (٤).


(١) في [أ، ب]: (وأمر).
(٢) سقط من: [ع].
(٣) في [ع]: (يدفنان).
(٤) مرسل؛ عبيد اللَّه بن معية وقيل: عبد اللَّه حديثه مرسل كما في تقريب التهذيب (٣٦٣٧)، والكاشف (٣٠٠٠)، وتحفة التحصيل ص ١٨٨، والحديث أخرجه النسائي ٤/ ٧٩، وابن أبي شيبة في المسند (٥٥٦)، وابن سعد ٥/ ٥١٧، وابن قانع ٢/ ١٧٩، وصالح بن أحمد بن حنبل في مسائل أبيه ٢/ ٩٦ (٦٤٩)، وابن أبي عاصم في الآحاد (١٤٦١)، وابن أبي عمر كما في المطالب العالية (٨٣١)، وابن عساكر ٥٣/ ٣٤٥.

٣٩٧٣٣ - حدثنا يزيد بن هارون قال: (أخبرنا) (١) نافع بن عمر عن أمية بن صفوان عن أبي بكر بن أبي زهير الثقفي عن أبيه أنه سمع النبي ﷺ يقول في خطبته (بالنبأ) (٢) أو (بالنباوة) (٣) (و) (٤) -النباوة (٥) من الطائف-: «توشكون أن تعرفوا أهل الجنة من أهل النار وخياركم من شراركم»، قالوا: بم يا رسول اللَّه؟ قال: «بالثناء الحسن والثناء السيء، أنتم شهداء اللَّه في الأرض» (٦).


(١) في [أ، ب، ع، ي]: (أنبأنا).
(٢) في [ق، هـ]: (بالنباواة).
(٣) في [ق، هـ]: (بالنباواة).
(٤) في [س]: (أو).
(٥) في [جـ]: (البنيلاوة)، وفي [أ، ب، ط]: (البناوة)، وصوابه: (النباوة) كما في لسان العرب ومعجم البلدان والقاموس وغيرها.
(٦) مجهول؛ لجهالة أبي بكر بن أبي زهير الثقفي؛ أخرجه أحمد (١٥٤٣٩)، وابن ماجه (٤٢٢١)، والحاكم ١/ ١٢٠، والدولابي ١/ ٣٢، والطبراني ٢٠/ ٣٨٢، والبيهقي ١٠/ ١٢٣، وابن حبان (٧٣٨٤)، والفاكهي (٢٩٠٨)، وابن أبي عاصم في الآحاد (١٦٠٢)، والطحاوي في شرح المشكل (٣٣٠٦)، والمزي ٣٣/ ٩١، وعبد بن حميد (٤٤٢).

٣٩٧٣٤ - حدثنا حسين بن علي عن زائدة قال: قال: عبد الملك قال: النبي ﷺ (وهو) (١) محاصر ثقيفا ما رأيت الملك منذ نزلت منزلي هذا، قال: فانطلقت خولة بنت حكيم (السلمية) (٢) فحدثت ذلك عمر فأتى عمر النبي ﷺ فذكر له قولها فقال: «صدقت»، فأشار عمر على النبي ﷺ بالرحيل، فارتحل النبي ﷺ (٣).


(١) في [جـ]: (هو).
(٢) في [ع]: (السليمة).
(٣) مرسل؛ عبد الملك هو ابن عمير اللخمي تابعي.

٣٩٧٣٥ - (حدثنا أبو خالد الأحمر عن يحيى بن سعيد عن عمرو بن شعيب قال: لما انصرف رسول اللَّه ﷺ) (١) من حنين بعد الطائف قال: «أدوا الخياط والمخيط»، فإن الغلول نار (وعار) (٢) وشنار على أهله يوم القيامة إلا (الخمس) (٣) «، ثم تناول شعرة من بعير فقال:»ما لي من مالكم هذا إلا الخمس، «والخمس) (٤) مردود) (٥) عليكم" (٦).


(١) سقط من: [أ، ب].
(٢) في [ب]: (وبحار).
(٣) في [أ، ب]: (الخميس)، وفي [ق]: (خمس).
(٤) سقط من: [س].
(٥) (والخمس مردود) ذكره (مرة في النسخة)، ومرة أخرى في الحاشية من النسخة [أ، ب].
(٦) مرسل؛ عمرو بن شعيب تابعي، أخرجه مالك في الموطأ ٢/ ٤٥٧ (٩٧٧)، وعبد الرزاق (٩٤٩٨)، وورد من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، أخرجه أحمد ٢/ ١٨٤ (٦٧٢٨)، وأبو داود (٢٦٩٤)، والنسائي (٦٥١٥)، والطبراني في الأوسط (١٨٦٤)، والبيهقي ٦/ ٣٣٦.

٣٩٧٣٦ - حدثنا محمد بن الحسن الأسدي قال: (حدثنا) (١) إبراهيم بن (طهمان) (٢) عن أبي الزبير عن عتبة مولى ابن عباس عن ابن عباس قال: لما قدم
٧٦
رسول اللَّه ﷺ من الطائف نزل الجعرانة فقسم بها الغنائم ثم اعتمر منها، (و) (٣) ذلك لليلتين بقيتا من شوال (٤).


(١) في [ع]: (أخبرنا).
(٢) في [جـ]: (طهما).
(٣) سقط من: [ب].
(٤) مجهول؛ لجهالة عتبة، أخرجه أبو يعلى (٢٣٧٤)، وابن سعد ٢/ ١٧١، وابن حبان في أحاديث ابن الزبير (٨٦)، والطبراني (١٢٢٢٢)، وفيه عمير بدل عتبة، والخبر فيه نكارة، انظر: البداية والنهاية ٤/ ٣٦٧، والبدر المنير ٦/ ١٠٠.

٣٩٧٣٧ - حدثنا أبو معاوية عن حجاج عن محمد بن عبد الرحمن بن زرارة عن أشياخه عن الزبير أنه ملك يوم الطائف خالات له فأعتقن بملكه إياهن (١).


(١) مجهول؛ لإبهام الأشياخ.

[٣٦] (ما حفظت) (١) في (بعث) (٢) مؤتة


(١) سقط من: [ع].
(٢) في [أ، ب، هـ]: (غزوة).

٣٩٧٣٨ - (حدثنا أبو بكر قال) (١): (حدثنا) (٢) أبو خالد الأحمر عن حجاج عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس أن رسول اللَّه ﷺ بعث إلى مؤتة فاستعمل زيدا فإن قتل زيد فجعفر، فإن قتل جعفر فابن رواحة، فتخلف ابن رواحة (يجمع) (٣) مع النبي ﷺ، فرآه النبي ﷺ فقال: «ما خلفك؟» قال: أجمع معك، قال: «لغدوة أو روحة في سبيل اللَّه خير من الدنيا وما فيها» (٤).


(١) سقط من: [جـ، ق، ي].
(٢) في [ع]: (أخبرنا).
(٣) أي: يصلي الجمعة، وفي [جـ]: (مجمع)، وفي [س]: (يجتمع).
(٤) منقطع حكمًا؛ حجاج مدلس، أخرجه أحمد (١٩٦٧)، والترمذي (١٦٤٩)، وأبو يعلى (٢٥٠٦)، والطبراني (١٢٠٨١)، والطيالسي (٢٦٩٩)، والبيهقي ٣/ ١٨٧، وعبد بن حميد (٦٥٤)، وابن أبي عاصم في الجهاد (٦٦).

٣٩٧٣٩ - حدثنا سليمان بن حرب قال: (حدثنا) (١) الأسود بن شيبان عن خالد ابن سُمَيْر قال: قدم علينا (عبد اللَّه) (٢) بن رباح الأنصاري، قال: وكانت الأنصار تفقهه، قال: (حدثنا) (٣) أبو قتادة فارس رسول اللَّه ﷺ قال: بعث رسول اللَّه ﷺ جيش الأمراء وقال: «عليكم زيد بن حارثة، فإن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب، فإن أصيب جعفر فعبد اللَّه بن رواحة»، فوثب جعفر فقال: يا رسول اللَّه ما كنت أرهب أن تستعمل علي زيدا فقال: «امض، فإنك لا تدري أي ذلك خير»، فانطلقوا فلبثوا ما شاء اللَّه.

ثم أن رسول اللَّه ﷺ صعد المنبر وأمر فنودي الصلاة جامعة، فاجتمع الناس إلى رسول اللَّه ﷺ فقال: «ثاب خير، ثاب خير -ثلاثًا- أخبركم عن جيشكم هذا الغازي، (انطلقوا) (٤) فلقوا العدو (فقتل) (٥) زيد شهيدًا، فاستغفروا له، ثم أخذ اللواء جعفر بن أبي طالب فشد على القوم حتى قتل شهيدًا، اشهدوا له بالشهادة واستغفروا له، ثم أخذ اللواء (عبد اللَّه بن رواحة فأثبت قدميه حتى قتل شهيدًا، فاستغفروا له، ثم أخذ اللواء) (٦) خالد بن الوليد ولم يكن من الأمراء، هو أمَّرَ نفسه»، ثم قال رسول اللَّه ﷺ (٧): «[اللهم إنه سيف (٨) من سيوفك (فأنت) (٩)
٧٨
تنصره»، فمن يومئذ سمي سيف اللَّه (١٠)، وقال رسول اللَّه ﷺ] (١١): «انفروا (فأمدوا) (١٢) إخوانكم ولا (١٣) (يتخلفن) (١٤) منكم أحد»، فنفروا مشاة وركبانا، وذلك في حر شديد.

فبينما هم ليلة (مما يلين) (١٥) (عن) (١٦) الطريق (إذ) (١٧) نعس رسول اللَّه ﷺ حتى مال عن (الرحل) (١٨)، فأتيته فدعمته بيدي، فلما وجد مس يد رجل اعتدل فقال: «من هذا؟» فقلت: أبو قتادة، (فسار أيضًا، ثم نعس حتى مال عن (الرحل) (١٩) فأتيته فدعمته بيدي، فلما وجد مس يد رجل اعتدل فقال: «من هذا؟» فقلت: أبو قتادة) (٢٠)، قال: «في الثانية أو الثالثة»، قال: «ما أراني إلا قد شققت عليك منذ الليلة»، قال: قلت كلا بأبي أنت وأمي، ولكن أرى الكرى والنعاس قد شق عليك، فلو عدلت (فنزلت) (٢١) حتى يذهب كراك، قال: «إني أخاف أن (يخذل) (٢٢) الناس»، قال: (قلت) (٢٣): كلا بأبي (أنت) (٢٤) وأمي، قال: فابغنا مكانا
٧٩
(خمرًا) (٢٥)، قال: فعدلت عن الطريق، فإذا (أنا) (٢٦) بعقدة من شجر، فجئت فقلت: يا رسول اللَّه هذه عقدة من شجر قد أصبتها.

قال: فعدل رسول اللَّه ﷺ وعدل معه من يليه من أهل الطريق، (فنزلوا) (٢٧) واستتروا بالعقدة من الطريق، فما استيقظنا إلا بالشمس طالعة علينا فقمنا (ونحن) (٢٨) (وهلين) (٢٩)، فقال رسول اللَّه ﷺ: «رويدا رويدا»، حتى تعالت الشمس.

ثم قال: «من كان يصلي هاتين الركعتين قبل صلاة الغداة فليصلهما»، فصلاهما من كان يصليهما (ومن كان لا يصليهما) (٣٠)، ثم أمر فنودي بالصلاة، ثم تقدم رسول اللَّه ﷺ فصلى بنا، فلما سلم قال: «إنا نحمد اللَّه، (أنا) (٣١) لم نكن في شيء من أمر الدنيا، يشغلنا عن صلاتنا، ولكن أرواحنا كانت بيد اللَّه، أرسلها أنى شاء، ألا فمن أدركته هذه الصلاة من عبد صالح فليقض معها مثلها».

قالوا: يا رسول اللَّه العطش، قال: «لا عطش يا أبا قتادة، أرني الميضأة»، قال: فأتيته بها (فجعلها) (٣٢) في (ضِبْنِهِ) (٣٣)، ثم التقم فمها، فاللَّه أعلم أنفث فيها أم لا، ثم قال: «يا أبا قتادة أرني (الغمر) (٣٤) على الراحلة»، فأتيته بقدح بين القدحين
٨٠
فصب فيه، فقال: «اسق القوم»، ونادى رسول اللَّه ﷺ ورفع صوته: «ألا من أتاه (إناؤه) (٣٥) فليشربه»، فأتيت رجلا فسقيته.

ثم رجعت إلى رسول اللَّه ﷺ بفضلة القدح، (فذهبت) (٣٦) فسقيت الذي يليه حتى سقيت أهل تلك الحلقة، ثم رجعت إلي رسول اللَّه ﷺ (٣٧) بفضلة القدح فذهبت فسقيت حلقة أخرى حتى سقيت (سبع) (٣٨) رفق، وجعلت أتطاول (أنظر) (٣٩) هل بقي فيها شيء؟ فصب رسول اللَّه ﷺ في القدح فقال لي: «اشرب»، قال: قلت: بأبي (أنت) (٤٠) وأمي، إني (لا أجد) (٤١) (بي) (٤٢) كثير عطش، قال: إليك عني، فإني ساقي القوم منذ اليوم، قال: فصب رسول اللَّه ﷺ في القدح فشرب، ثم صب في القدح فشرب، (ثم صب (في) (٤٣) القدح فشرب) (٤٤) (ثم) (٤٥) ركب وركبنا.

ثم قال: «كيف ترى القوم صنعوا حين [فقدوا نبيهم (وأرهقتهم) (٤٦) صلاتهم؟» قلنا: اللَّه ورسوله أعلم، قال: «أليس فيهم أبو بكر وعمر إن يطيعوهما
٨١
فقد رشدوا ورشدت] (٤٧) (أمهم) (٤٨)، وإن يعصوهما فقد غووا وغوت (أمهم) (٤٩)»، -قالها ثلاثًا-.

ثم سار وسرنا حتى إذا كنا في نحر الظهيرة إذا ناس يتبعون ظلال الشجرة فأتيناهم فإذا ناس من المهاجرين فيهم عمر بن الخطاب، قال: فقلنا لهم: كيف صنعتم (حين) (٥٠) فقدتم نبيكم وأرهقتكم صلاتكم؟ قالوا: نحن واللَّه نخبركم وثب عمر فقال لأبي بكر: إن اللَّه قال في كتابه: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ (مَيِّتُونَ) (٥١)﴾ [الزمر: ٣٠] وإني (واللَّه) (٥٢) ما أدري لعل اللَّه قد توفى نبيه (٥٣) (فقم) (٥٤) فصل وانطلق، إني ناظر بعدك (ومتلوم) (٥٥)، فإن رأيت شيئا وإلا لحقت بك، قال: (وأقيمت) (٥٦) الصلاة، وانقطع الحديث (٥٧).


(١) في [ع]: (أخبرنا).
(٢) في [أ، ب، س]: (عبد الرحمن).
(٣) في [ع]: (أخبرنا).
(٤) في [هـ]: (فانطلقوا)، وفي [ع]: (ثم انطلقوا).
(٥) في [س]: (فقيل).
(٦) سقط من: [ب].
(٧) سقط من: [ع].
(٨) في [ع]: زيادة (المسلول).
(٩) في [ق]: (وأنت).
(١٠) في [ع]: زيادة (المسلول).
(١١) سقط من ما بين المعكوفين من: [ع].
(١٢) في [ع]: (فأمروا).
(١٣) في [ي]: زيادة كلمة غير واضحة.
(١٤) في [س]: (يخلفن).
(١٥) في [أ، ب، جـ، س، ي]: (ممائلين).
(١٦) في [ق]: (من).
(١٧) في [أ، ب]: (أن).
(١٨) في [س]: (الرجل).
(١٩) في [س]: (الرجل).
(٢٠) سقط من: [أ، ب، هـ].
(٢١) في [أ]: (كنزلت).
(٢٢) في [أ، ب]: (ينزل).
(٢٣) سقط من: [ع].
(٢٤) سقط من: [هـ].
(٢٥) أي: ساترًا، وفي [هـ]: (خميرًا).
(٢٦) سقط من: [ي].
(٢٧) في [أ، ب]: (فعدلوا).
(٢٨) في [أ، ب]: (فنحن).
(٢٩) في [ع]: (ذهلين).
(٣٠) سقط من: [أ، ب، جـ، س، ط، هـ، ي].
(٣١) سقط من: [أ، ب، جـ، س، هـ].
(٣٢) سقط من: [ي].
(٣٣) في [ي]: (خبنة).
(٣٤) في [أ، ب]: (الغمز)، وفي [ع]: (العمد).
(٣٥) في [جـ، ع]: (إناء).
(٣٦) في [أ، ب]: (فذهب).
(٣٧) سقط من: [س].
(٣٨) في [ق، هـ]: (سبعة).
(٣٩) سقط من: [ع].
(٤٠) سقط من: [أ، ب، جـ، س، ي].
(٤١) في [جـ، ي]: (لأجد).
(٤٢) في [ع]: نقاط، وفي [ي]: (ني).
(٤٣) سقط من: [أ].
(٤٤) سقط من: [ع].
(٤٥) سقط من: [جـ].
(٤٦) في [جـ]: (وأهقهم)، وفي [ع]: (وأرهفتهم)، وفي [س]: (وأرهقهم)، وفي [ق]: (وأهمتهم).
(٤٧) سقط ما بين المعكوفين من: [أ، ب].
(٤٨) في [ق]: (أمتهم).
(٤٩) في [ق]: (أمتهم).
(٥٠) في [س]: (جين).
(٥١) في [ب]: (ميت).
(٥٢) سقط من: [ع].
(٥٣) في [جـ، ق، ي]: زيادة ﷺ.
(٥٤) في [أ، ب، جـ، س]: (قم).
(٥٥) أي: منتظر، وفي [هـ]: (مقاوم).
(٥٦) في [أ، ب]: (فأقيمت).
(٥٧) صحيح؛ خالد بن سمير ثقة، أجره أحمد (٢٢٥٥١)، والنسائي في الكبرى (٨١٥٩)، وابن حبان (٧٠٤٨)، وابن سعد ٣/ ٤٦، وابن جرير في التاريخ ٣٠/ ٤١، والدارمي (٥١٧٠)، والبيهقي في دلائل النبوة ٤/ ٣٦٧، وأصله عند مسلم (٦٨١).

٣٩٧٤٠ - حدثنا عبد اللَّه بن نمير عن يحيى بن سعيد عن عمرة أنها سمعت
٨٢
عائشة (تقول) (١): لما (جاء) (٢) (نعي) (٣) جعفر بن أبي طالب وزيد بن حارثة وعبد اللَّه بن رواحة جلس رسول اللَّه ﷺ (يعرف) (٤) في وجهه الحزن، فقالت عائشة: وأنا أطلع من شق الباب، فأتاه رجل فقال: يا رسول اللَّه إن نساء جعفر -فذكر (من) (٥) (بكائهن) (٦) فأمره رسول اللَّه ﷺ (أن) (٧) ينهاهن (٨).


(١) في [أ، ب]: (يقول).
(٢) في [ع]: (جاءه).
(٣) في [جـ، س]: (في).
(٤) في [ق، هـ]: (ويعرف).
(٥) سقط من: [ق، هـ].
(٦) في [أ، ب]: (بكائهم).
(٧) في [ي]: (لن).
(٨) صحيح؛ أخرجه البخاري (١٢٩٩)، ومسلم (٩٣٥).

٣٩٧٤١ - حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن زكريا عن الشعبي زعم أن جعفر ابن أبي طالب قتل (يوم) (١) مؤتة بالبلقاء فقال رسول اللَّه ﷺ: «اللهم اخلف جعفرًا في أهله بأفضل ما خلفت عبدا من عبادك الصالحين» (٢).


(١) في [أ، ب]: (قبل).
(٢) مرسل؛ الشعبي تابعي.

٣٩٧٤٢ - حدثنا (عبد اللَّه) (١) بن إدريس ووكيع عن إسماعيل عن قيس قال: سمعت خالد بن الوليد يقول: لقد أندق في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف، فما صبرت في يدي إلا صفيحة (لي) (٢) (يمانية) (٣) (٤).


(١) في [هـ]: (عبدة و)، وفي [أ، ب]: (عبدة).
(٢) سقط من: [جـ، ق].
(٣) في [أ، ب، ع]: (ثمانية).
(٤) صحيح؛ أخرجه البخاري (٤٢٦٥)، وابن حبان (٧٠٨٩).

٣٩٧٤٣ - حدثنا جعفر بن عون عن ابن جريج عن عطاء أن النبي ﷺ نعى الثلاثة الذين قتلوا بمؤتة ثم (صلى) (١) عليهم (٢).


(١) في [ع]: (صلا).
(٢) مرسل؛ عطاء تابعي.

٣٩٧٤٤ - حدثنا عيسى بن يونس عن صفوان بن (عمرو) (١) السكسكي عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير قال: لما اشتد حزن أصحاب رسول اللَّه ﷺ على من أصيب منهم مع زيد يوم مؤتة، قال رسول اللَّه ﷺ: «ليدركن المسيحَ من هذه الأمة أقوامٌ إنهم (لمثلكم) (٢) أو خير -ثلاث مرات- ولن يخزي اللَّه أمة أنا أولها والمسيح آخرها» (٣).


(١) في [س]: (عمر).
(٢) في [س]: (مثلكم).
(٣) مرسل؛ عبد الرحمن بن جبير تابعي، أخرجه نعيم بن حماد في الفتن (١٢١٧).

٣٩٧٤٥ - حدثنا (عبد اللَّه) (١) (بن نمير) (٢) قال: (حدثنا) (٣) محمد بن إسحاق عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت: لما أتت (وفاة) (٤) جعفر عرفنا في وجه رسول اللَّه ﷺ الحزن، قالت: فدخل عليه رجل فقال: يا رسول اللَّه إن النساء يبكين، قال: فارجع إليهن فأسكتهن، فإن (أبين) (٥) فاحث (في) (٦) وجوههن التراب، (قال) (٧): قالت عائشة: قلت في نفسي: واللَّه ما تركت نفسك
٨٤
ولا أنت مطيع رسول اللَّه (٨) (٩).


(١) في [ي]: (عبيد اللَّه).
(٢) سقط من: [أ، ب].
(٣) في [ع]: (أخبرنا).
(٤) في [س]: (وقاة).
(٥) في [ع]: (أبو).
(٦) في [أ، ب]: (على).
(٧) في [ي]: (فإن).
(٨) في [أ، ب، جـ، ي]: زيادة ﷺ.
(٩) حسن؛ ابن إسحاق صدوق، صرح بالسماع عند الحاكم ٣/ ٤٣ (٤٣٤٩)، وأحمد ٦/ ٢٧٦ (٢٣٦٣)، والحديث أخرجه البخاري (١٢٩٩)، ومسلم (٩٣٥).

٣٩٧٤٦ - حدثنا عبد اللَّه بن إدريس عن محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد (بن عبد اللَّه) (١) بن الزبير عن أبيه عن جده قال: أخبرني الذي أرضعني من بني مرة، قال: كأني أنظر إلى جعفر يوم مؤتة: نزل عن فرس له شقراء فعرقبها، ثم مضى فقاتل حتى قتل (٢).


(١) سقط من: [ع].
(٢) حسن؛ ابن إسحاق صدوق، صرح بالتحدث عند البيهقي ٩/ ٨٧، والطبراني (١٤٦٢)، وأبي نعيم في الحلية ١/ ١٨، وابن عساكر ٦٨/ ٨٨، وأخرجه أبو داود (٢٥٧٣)، وابن سعد ٤/ ٣٧، والحاكم ٣/ ٢٠٩، وابن الأثير في أسد الغابة ١/ ٤٢٢، والطحاوي في شرح المشكل ١٢/ ١٠٧، وابن جرير في التاريخ ٢/ ١٥١.

٣٩٧٤٧ - حدثنا أبو أسامة عن مهدي بن ميمون عن محمد بن عبد اللَّه بن أبي يعقوب عن الحسن (١) بن سعد قال: لما جاء النبي ﷺ (٢) خبرُ قتل زيد وجعفر وعبد اللَّه بن رواحة نعاهم إلى الناس وترك أسماء حتى أفاضت من عبرتها، ثم أتاها (فعزاها) (٣) (وقال) (٤): «ادعي لي بني أخي»، قال: فجاءت بثلاثة بنين كأنهم (أفراخ) (٥)، (قالت) (٦): فدعا الحلاق فحلق رؤوسهم، فقال: «أما محمد فشبيه
٨٥
عمنا «أبي) (٧) طالب) (٨)، وأما عون (اللَّه) (٩) فشبيه خلقى وخلقى، وأما عبد اللَّه -فأخذ بيده (فشالها) (١٠)، ثم قال-: اللهم بارك (لعبد اللَّه) (١١) في صفقة (يمينه) (١٢)»، قال: فجعلت (أمهم) (١٣) (تفرح) (١٤) لهم، فقال لها رسول اللَّه ﷺ: «أتخشين عليهم الضيعة، وأنا وليهم في الدنيا والآخرة» (١٥).


(١) في [ط]: زيادة (عن).
(٢) سقط من: [ع].
(٣) في [أ، ب]: (فقرأها).
(٤) في [أ، ب]: (فقال).
(٥) في [جـ، ع]: (أفرخ)، وفي [س]: (أقزح).
(٦) في [ق، هـ]: (وقالت).
(٧) في [ع]: (أبو).
(٨) سقط من: [أ، ب].
(٩) سقط من: [ب، س].
(١٠) في [ب]: (فسألها).
(١١) سقط من: [ق، هـ].
(١٢) في [س]: (يمينية)، وفي [ب]: (المنية).
(١٣) في [ب]: (فيه).
(١٤) في [ب]: (يفرح).
(١٥) مرسل؛ الحسن بن سعد تابعي، أخرجه الطيالسي (٩٨٦)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٦٥٠)، وأخرجه متصلًا من حديث عبد اللَّه بن جعفر أحمد (١٧٥٠)، وأبو داود (٤١٩٢)، والنسائي ٨/ ١٨٢، وابن سعد ٤/ ٣٦، وابن أبي عاصم في الآحاد (٤٣٤)، والطبراني (١٤٦١)، والحاكم ١/ ٣٧٢.

٣٩٧٤٨ - حدثنا يحيى بن آدم قال: (حدثنا) (١) قطبة عن الأعمش عن عدي بن ثابت عن سالم بن أبي الجعد قال: أريهم النبي ﷺ في النوم فرأى جعفرا ملكا ذا جناحين مضرجا بالدماء، وزيد مقابله على السرير، قال: وابن رواحة جالس معهم كأنهم (معرضون) (٢) عنه (٣).


(١) في [ع]: (أخبرنا).
(٢) في [ع]: (معرضين).
(٣) مرسل؛ سالم تابعي، أخرجه الطبراني (١٤٦٨)، وابن أبي عاصم في الآحاد (٣٦١)، وورد متصلًا من حديث أبي اليسر، أخرجه الطبراني ١٩/ ٣٧٨، وابن أبي عاصم في الجهاد (٢١٨)، وابن سعد ٢/ ١٣٠، وابن عساكر ٣٨/ ٢١٥.

٣٩٧٤٩ - حدثنا (عبد الرحيم) (١) بن سليمان عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة أنه لما أتى النبي ﷺ قتلُ (جعفر وزيد) (٢) وعبد اللَّه بن رواحة (ذكر) (٣) أمرهم فقال: «(اللهم اغفر لزيد) (٤)، (اللهم اغفر لجعفر) (٥) وعبد اللَّه بن رواحة» (٦).


(١) في [ي]: (عبد الرحمن).
(٢) في [أ، ب]: (زيد وجعفر).
(٣) في [أ، ب]: (فذكر).
(٤) في [ع]: تكررت ثلاث مرات.
(٥) سقط من: [ع].
(٦) مرسل؛ أبو ميسرة عمرو بن شرحبيل تابعي، أخرجه أحمد في فضائل الصحابة (١٥٣٢)، وابن سعد ٣/ ٤٦، وابن عساكر ١٩/ ٣٦٩.

٣٩٧٥٠ - حدثنا يزيد بن هارون قال: (أخبرنا) (١) إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: جاء أسامة بن زيد بعد قتل أبيه، فقام بين يدي النبي ﷺ فدمعت عيناه، فلما كان من الغد جاء فقام مقامه ذلك، فقال النبي ﷺ: «(ألاقي) (٢) منك اليوم ما لقيت منك أمس» (٣).


(١) في [أ، ب، ع، ي]: (أنبأنا).
(٢) في [هـ]: (ألقى)، وفي [أ، ب]: (ألافي).
(٣) مرسل؛ قيس تابعي، أخرجه ابن سعد ٤/ ٦٣، والضياء في المختارة (١٣٤٢)، وورد من حديث قيس عن أسامة، أخرجه ابن عساكر ١٩/ ٣٧٠.

٣٩٧٥١ - حدثنا محمد بن عبيد قال: (حدثنا) (١) وائل بن داود قال: سمعت (البهي) (٢) يحدث أن عائشة كانت تقول: ما بعث رسولُ اللَّه ﷺ زيدَ بن حارثة (في
٨٧
جيش قط) (٣) إلا أمره عليهم ولو بقي بعده لاستخلفه (٤).


(١) في [س]: (أخبرنا).
(٢) في [أ، ب]: (الهني).
(٣) سقط من: [أ، ب].
(٤) حسن؛ البهي صدوق، أخرجه أحمد (٢٥٨٩٨)، والنسائي في الكبرى (٨١٨٢)، والحاكم ٣/ ٢١٥، وابن سعد ٣/ ٤٦، والحميدي (٢٦٧).

٣٩٧٥٢ - حدثنا محمد بن عبيد قال: (حدثنا) (١) إسماعيل عن (مجالد) (٢) (ابن) (٣) سعيد عن عامر أن عائشة كانت تقول: لو أن زيدًا حي لاستخلفه رسول اللَّه ﷺ (٤).


(١) في [ع]: (أخبرنا).
(٢) في [س]: (مجاهد).
(٣) في [ي]: (عن).
(٤) ضعيف؛ مجالد بن سعيد ضعيف، وانظر: ما قبله.

٣٩٧٥٣ - حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه أن رسول اللَّه ﷺ كان قطع بعثا قبل مؤتة وأمر عليهم أسامة بن زيد، وفي ذلك (البعث) (١) أبو بكر وعمر قال: [فكان أناس من الناس يطعنون في ذلك لتأمير رسول اللَّه ﷺ أسامة عليهم (قال) (٢)] (٣): فقام رسول اللَّه ﷺ فخطب الناس ثم قال: «إن أناسا منكم قد طعنوا علي في تأمير أسامة، وإنما طعنوا في تأمير (أسامة) (٤) كما طعنوا في تأمير أبيه من قبله، وأيم اللَّه إن كان (لحقيقًا) (٥) للإمارة، وإن كان (لمن) (٦) أحب الناس إلي، وإن ابنه من أحب الناس إلي من بعده، وإني أرجو أن يكون من صالحيكم، فاستوصوا به خيرًا» (٧).


(١) في [ي]: (اليعث).
(٢) سقط من: [ع].
(٣) سقط ما بين المعكوفين من: [س].
(٤) في [ع]: (أنا به).
(٥) في [ع]: (لحقيق).
(٦) في [ع]: (من).
(٧) مرسل؛ عروة تابعي، وأخرجه ابن سعد ٤/ ٦٧، وابن عساكر ٨/ ٦٢.

٣٩٧٥٤ - حدثنا علي بن مسهر عن (الأجلح) (١) عن الشعبي قال: لما أتى رسول اللَّه ﷺ (٢) قتل جعفر بن أبي طالب ترك رسول اللَّه ﷺ امرأته أسماء بنت عميس حتى أفاضت (عبرتها) (٣)، (وذهب) (٤) بعض حزنها، ثم أتاها فعزاها ودعا بني جعفر فدعا لهم، ودعا لعبد اللَّه بن جعفر أن يبارك له (في) (٥) صفقة (يده) (٦)، فكان لا يشتري (شيئًا) (٧) إلا ربح (فيه) (٨)، فقالت له أسماء: يا رسول اللَّه إن هؤلاء يزعمون أنا لسنا من المهاجرين؟ فقال: «كذبوا، لكم الهجرة مرتين، هاجرتم إلى النجاشي وهاجرتم إلي» (٩) (١٠).


(١) في [س]: (الأحلج).
(٢) سقط من: [ع].
(٣) في [ع]: (غبرتها).
(٤) في [هـ]: (فذهب).
(٥) سقط من: [ع].
(٦) في [س]: (يدي).
(٧) سقط من: [ق، هـ].
(٨) سقط من: [ب].
(٩) مرسل؛ الشعبي تابعي، وأخرجه ابن سعد ٨/ ٢٨١.
(١٠) مكتوب في نسخة [ع]: (تم الجزء الثاني من المغازي) وفي [ط]: (تم الجزء الثاني من المغازي ويتلوه الثالث بحول اللَّه تعالى، بسم اللَّه الرحمن الرحيم).

٣٩٧٥٥ - حدثنا (أبو) (١) إسحاق الأزدي قال: حدثني أبو أويس عن (عبيد اللَّه) (٢) بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: (كنت) (٣) بمؤتة، فلما فقدنا جعفر ابن أبي طالب طلبناه في القتلى فوجدنا فيه بين طعنة (ورمية) (٤)، ووجدنا
٨٩
(ذلك) (٥) فيما أقبل من جسده (٦).


(١) في [جـ]: (ابن).
(٢) في [أ، ب، جـ، س]: (عبد اللَّه).
(٣) في [أ، ب]: (كانت).
(٤) سقط من: [جـ، س، ي]، وفي [هـ]: زيادة (بضعًا وتسعين).
(٥) سقط من: [ق، هـ].
(٦) صحيح؛ أبو إسحاق الأزدي هو إسماعيل بن أبان الوراق، وأخرجه من طريقه الحاكم ٣/ ٢٣٤ (٤٩٤٤)، وابن سعد ٤/ ٣٨، والطبراني (١٤٦٤)، وأبو عوانة ٤/ ٥١٤ (٧٥٤٤)، لكن قال أبو حاتم كما في العلل ١/ ٣٣٥: «هذا حديث منكر من حديث عبد اللَّه»، وأصل الخبر عند البخاري (٤٢٦٠).

[٣٧] غزوة حنين وما جاء فيها

٣٩٧٥٦ - [حدثنا أبو عبد الرحمن، (حدثنا) (١) أبو بكر (حدثنا) (٢)] (٣) أبو أسامة عن زكريا عن أبي إسحاق قال: قال رجل للبراء: هل كنتم وليتم يوم حنين (يا أبا) (٤) عمارة؟ (فقال) (٥): أشهد على النبي ﷺ (٦) ما ولى، ولكن انطلق (أخفّاءُ) (٧) من الناس (وحسر) (٨) إلى هذا الحي (من) (٩) هوازن، وهم قوم رماة فرموهم برشق من نبل كأنها رجل من جراد، قال: (فانكشفوا) (١٠) فأقبل القوم
٩٠
(هنالك) (١١) إلى رسول اللَّه ﷺ، وأبو سفيان بن (الحارث) (١٢) يقود بغلته، فنزل رسول اللَّه ﷺ فاستنصر وهو يقول:
«أنا النبي لا كذب … أنا ابن عبد المطلب
اللهم (نزل) (١٣) نصرك»، قال: (كنا) (١٤) واللَّه إذا احمر (البأس) (١٥) نتقي به، وإن الشجاع الذي يحاذي به (١٦).


(١) في [ع]: (أخبرنا).
(٢) في [ع]: (أخبرنا).
(٣) سقط ما بين المعكوفين من: [جـ، ق، ي].
(٤) في [ع]: (يابا).
(٥) في [ع]: (قال).
(٦) في [هـ]: زيادة (أنه).
(٧) في [جـ، ع، ي]: (جفا)، وفي [أ]: (جتا)، وفي [ب]: (حيا).
(٨) في [أ، ب]: (وحشر).
(٩) سقط من: [جـ].
(١٠) في [ق]: (نانكشفنا).
(١١) في [ق]: (هناك)، وسقط من: [ع].
(١٢) في [ع]: (حرب).
(١٣) سقط من: [هـ].
(١٤) في [أ، ب]: (وكان).
(١٥) في [ب]: (الناس).
(١٦) صحيح؛ أخرجه البخاري (٢٩٣٠)، ومسلم (١٧٧٦).

٣٩٧٥٧ - حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن البراء قال: لا واللَّه ما ولى رسول اللَّه ﷺ (١) يوم حنين دبره، قال: والعباس وأبو سفيان (آخذان) (٢) بلجام بغلته وهو يقول:
«أنا النبي لا كذب … أنا ابن عبد المطلب» (٣)


(١) سقط من: [ع].
(٢) في [ع]: (آخذين).
(٣) حسن؛ شريك صدوق، وقوله والعباس شاذ، وأصل الحديث أخرجه البخاري (٢٨٦٤)، ومسلم (١٧٧٦).

٣٩٧٥٨ - حدثنا يزيد بن هارون عن حميد عن أنس قال: كان من دعاء النبي ﷺ يوم حنين: «اللهم إنك إن تشأ لا تعبد بعد هذا اليوم» (١).


(١) صحيح؛ أخرجه أحمد (١٤٢٢٠)، والخطيب ٣/ ٣٩٤، وبنحوه مسلم (١٧٤٣).

٣٩٧٥٩ - حدثنا عفان حدثنا سليم بن أخضر حدثني ابن عون حدثني هشام بن زيد عن أنس قال: لما كان يوم حنين جمعت هوازن وغطفان للنبي ﷺ جمعا كثيرا، والنبي ﷺ يومئذ في عشرة آلاف أو أكثر من عشرة آلاف، «قال) (١): ومعه الطلقاء) (٢)، قال: فجاؤوا (بالنفر) (٣) والذرية، (فجعلوا) (٤) خلف ظهورهم، قال: فلما التقوا ولى الناس، والنبي ﷺ يومئذ على بغلة بيضاء، قال: فنزل فقال: «إني عبد اللَّه ورسوله»، قال: ونادى يومئذ (نداءين لم يخلط) (٥) بينهما (كلاما) (٦)، فالتفت عن يمينه فقال: «أي معشر الأنصار»، فقالوا: لبيك يا رسول اللَّه، نحن معك، (ثم التفت عن يساره فقال: «أي معشر الأنصار»، فقالوا: لبيك يا رسول اللَّه نحن معك) (٧)، ثم نزل إلى الأرض، فالتقوا فهزَموا وأصابوا من الغنائم، فأعطى النبي ﷺ الطلقاء وقسم فيها، فقالت الأنصار: ندعى عند الشدة وتقسم الغنيمة لغيرنا، فبلغ ذلك النبي ﷺ فجمعهم وقعد في قبة فقال: «أي معشر الأنصار (ما حديث) (٨) بلغني عنكم؟» فسكتوا، (فقال) (٩): «يا معشر الأنصار! لو أن الناس (سلكوا) (١٠) (واديًا) (١١) (وسلكت) (١٢) الأنصار شعبا
٩٢
لأخذت شعب الأنصار»، ثم (قال) (١٣): «أما ترضون أن يذهب الناس بالدنيا (وتذهبون) (١٤) برسول اللَّه تحوزونه إلى بيوتكم»، فقالوا: رضينا (رضينا) (١٥) (يا رسول) (١٦) اللَّه، قال: ابن عون قال هشام بن زيد: قلت: لأنس وأنت شاهد ذلك؟ قال: وأين أغيب عن ذلك (١٧).


(١) في [أ، ب]: (قالوا).
(٢) سقط من: [جـ].
(٣) في [أ، ب]: (والبقر).
(٤) في [أ، ب]: (فجعلوه).
(٥) في [ب]: (نداء من لم يخطط).
(٦) في [ع]: (كلام).
(٧) سقط من: [أ، ب].
(٨) سقط من: [ب].
(٩) سقط من: [ع].
(١٠) سقط من: [أ، ب].
(١١) سقط من: [ع].
(١٢) في [ع]: (أرسكت).
(١٣) في [ي]: (قالوا).
(١٤) في [ط، ق، هـ]: (وتذهبوا).
(١٥) سقط من: [هـ].
(١٦) في [ب]: (برسول).
(١٧) صحيح؛ أخرجه البخاري (٤٣٣٣)، ومسلم (١٠٥٩).

٣٩٧٦٠ - حدثنا أبو أسامة عن سليمان (بن) (١) المغيرة (عن ثابت) (٢) عن أنس قال: جاء أبو طلحة يوم حنين يضحك رسول اللَّه ﷺ فقال: يا رسول اللَّه، ألم تر إلى أم سليم معها خنجر؟ فقال لها رسول اللَّه ﷺ: «(يا) (٣) أم سليم ما أردت إليه؟» قالت: أردت إن (دنا) (٤) إلي أحد منهم طعنته به (٥).


(١) في [أ، ب]: (عن).
(٢) سقط من: [س].
(٣) سقط من: [ق].
(٤) في [أ، ب]: (إليك).
(٥) صحيح؛ أخرجه مسلم (١٨٠٩)، وأحمد (١٢١٠٨).

٣٩٧٦١ - حدثنا يزيد بن هارون قال: (أخبرنا) (١) حماد بن سلمة عن إسحاق ابن عبد اللَّه بن أبي طلحة عن أنس أن النبي ﷺ قال يوم حنين: «من قتل قتيلا فله سلبه»، فقتل (يومئذ أبو طلحة) (٢) عشرين رجلًا؛ فأخذ أسلابهم (٣).


(١) في [أ، ب، ع، ي]: (أنبأنا).
(٢) في [أ، ب، ع]: (طلحة يومئذ).
(٣) صحيح؛ أخرجه أحمد (١٢٢٣٦)، والحاكم ٣/ ٣٥٣، وابن حبان (٤٨٤١)، وأبو داود (٢٧١٨)، والبيهقي ٦/ ٣٠٧، والدارمي (٢٤٨٤)، والطحاوي ٣/ ٢٢٧، والضياء (١٥٢٣)، والطيالسي (٢٠٧٩).

٣٩٧٦٢ - حدثنا وكيع عن مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف قال: انهزم المسلمون يوم حنين (فنودوا) (١): يا أصحاب سورة البقرة، قال: فرجعوا ولهم حنين -يعني: بكاء- (٢).


(١) في [أ، ب، جـ، س، ط]: (فردوا).
(٢) مرسل؛ طلحة بن مصرف تابعي.

٣٩٧٦٣ - حدثنا الفضل بن دكين قال: (حدثنا) (١) يوسف بن صهيب عن عبد اللَّه ابن (بريدة) (٢) أن رسول اللَّه ﷺ يوم حنين انكشف الناس عنه، فلم يبق معه إلا رجل يقال: له زيد، آخذ بعنان بغلته الشهباء، وهي التي أهداها له النجاشي، فقال (٣) رسول اللَّه ﷺ: «ويحك [يا زيد ادع الناس»، فنادى: أيها الناس هذا رسول اللَّه (٤) (يدعوكم) (٥)، فلم يجب أحد عند ذلك، فقال: «ويحك] (٦) (خُصَّ) (٧) الأوس والخزرج»، فقال: يا معشر الأوس والخزرج، هذا رسول اللَّه يدعوكم، فلم يجبه أحد عند ذلك، فقال: «ويحك ادع المهاجرين، فإن للَّه في أعناقهم بيعة» (٨).


(١) في [ع]: (أخبرنا).
(٢) في [هـ]: (بردة).
(٣) في [ع]: زيادة (له).
(٤) في [ب، ق]: زيادة ﷺ.
(٥) في [س]: (يدعوهم).
(٦) سقط ما بين المعكوفين من: [ع].
(٧) في [أ، ق، هـ]: (حض)، وفي [ط]: (حصر).
(٨) مرسل؛ عبد اللَّه بن بريدة تابعي، وقد أشار للمرسل الحافظ ابن حجر في الإصابة ٢/ ٦٢٧، وقد رواه المؤلف في المسند بهذا السند عن ابن بريدة عن أبيه، وهذا إسناد متصل كما في المطالب العالية (٤٣٠٧)، وهكذا رواه البزار كما في كشف الأستار (١٨٢٨)، والروياني (٣١).

٣٩٧٦٤ - قال: فحدثني بريدة أنه أقبل منهم ألف قد طرحوا الجفون وكسروها ثم أتوا رسول اللَّه ﷺ حتى فتح عليهم (١).


(١) صحيح؛ أخرجه البزار (١٨٢٨/ كشف)، والروياني (٣١).

٣٩٧٦٥ - حدثنا عبيد اللَّه بن موسى عن موسى بن عبيدة قال: أخبرني عمر مولى (غفرة) (١) قال: نزل النبي ﷺ عن بغلة كان عليها فجعل يصرخ بالناس: «يا أهل سورة البقرة، يا أهل بيعة الشجرة، أنا رسول اللَّه (٢) ونبيه، (فتولوا) (٣) مدبرين» (٤).


(١) في [س، ط]: (عفرة)، وفي [أ، هـ]: (عمرة).
(٢) في [جـ، ي]: زيادة ﷺ.
(٣) في [ع]: (وتولوا).
(٤) مرسل ضعيف؛ عمر تابعي ضعيف، وموسى ضعيف.

٣٩٧٦٦ - حدثنا يزيد بن هارون قال: (أخبرنا) (١) إسماعيل بن أبي خالد قال: رأيت عبد اللَّه بن (أبي) (٢) أوفى بيده ضربة فقلت: ما هذا؟ فقال: ضُربتُها يوم حنين، قال: قلت له: وشهدت مع رسول اللَّه ﷺ حنينا؟ قال: نعم (٣).


(١) في [أ، ب، ع، ي]: (أنبأنا).
(٢) سقط من: [أ، س، ق، هـ].
(٣) صحيح؛ أخرجه البخاري (٤٣١٤)، والحاكم (٦٤٣٣)، وأحمد ٤/ ٣٥٥ (١٩١٥٤).

٣٩٧٦٧ - حدثنا عبيد اللَّه بن موسى قال: أخبرنا موسى عن أخيه عبد اللَّه بن عبيدة أن نفرا من هوازن جاؤا بعد الوقعة فقالوا: يا رسول اللَّه إنا نرغب في رسول اللَّه (١)، قال: «في أي ذلك ترغبون أفي الحسب أم في المال»، قالوا: (بل) (٢) في الحسب
٩٥
(والأمهات) (٣) والبنات، وأما المال فسيرزقنا اللَّه، قال: «أما أنا فأرد ما في يدي وأيدي بني هاشم من عورتكم، وأما الناس (فسأشفع) (٤) لكم إليهم إذا صليت إن شاء اللَّه، (فقوموا) (٥) فقولوا: كذا وكذا»، فعلمهم ما يقولون، (ففعلوا) (٦) (ما) (٧) أمرهم به، وشفع لهم، فلم يلق أحد من (المسلمين) (٨) إلا رد ما في يديه من عورتهم غير الأقرع ابن حابس وعيينة بن حصن، أمسكا امرأتين كانتا في أيديهما (٩).


(١) في [جـ]: زيادة ﷺ.
(٢) في [ي]: (بلى).
(٣) في [ع]: (للأمهات).
(٤) في [أ، ب، ط، هـ]: (فأشفع).
(٥) في [أ]: (فقوا).
(٦) في [أ، ب]: (ففعا).
(٧) في [أ، ب]: (وما).
(٨) في [ع]: (الناس).
(٩) مرسل ضعيف؛ عبد اللَّه تابعي، وأخوه موسى ضعيف.

٣٩٧٦٨ - حدثنا محمد بن فضيل عن أشعث عن الحكم بن (عتيبة) (١) قال: لما فر الناس عن النبي ﷺ يوم حنين جعل النبي ﷺ يقول:
«أنا النبي لا كذب … أنا ابن عبد المطلب»
قال: فلم يبق معه إلا أربعة: ثلاثة من بني هاشم، ورجل من غيرهم: علي ابن أبي طالب والعباس وهما بين يديه، وأبو سفيان بن (الحارث) (٢) آخذ بالعنان، وابن مسعود من جانبه الأيسر، قال: فليس يقبل نحوه أحد إلا قتل، والمشركون حوله صرعى بحساب الاكليل (٣).


(١) في [أ، ع، هـ]: (عيينة).
(٢) في [هـ]: (الحرث).
(٣) مرسل؛ الحكم من تابعي التابعين، وأشعث بن سوار ضعيف.

٣٩٧٦٩ - حدثنا يزيد بن هارون قال: (أخبرنا) (١) حميد عن أنس بن مالك
٩٦
قال: أعطى رسول اللَّه ﷺ من غنائم (حنين) (٢)؛ الأقرع بن (حابس) (٣) مائة من الإبل وعيينة بن حصن مائة من الإبل؛ فقال ناس من الأنصار: يعطي رسول اللَّه غنائمنا ناسا تقطر سيوفنا من دمائهم أو سيوفهم من دمائنا، فبلغ ذلك النبي ﷺ، فأرسل إليهم فجاءوا فقال (لهم) (٤): «(٥) فيكم غيركم؟» قالوا: لا إلا ابن أختنا، قال: «ابن اخت القوم منهم»، فقال: «قلتم كذا وكذا، أما ترضون أن يذهب الناس بالشاء والبعير، وتذهبون بمحمد (٦) إلى دياركم»، قالوا: بلى يا رسول اللَّه، فقال رسول اللَّه ﷺ: «الناس دثار والأنصار شعار، الأنصار كرشي وعيبتي، ولولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار» (٧).


(١) في [أ، ب، ع، ي]: (أنبأنا).
(٢) في [ع]: (خمس).
(٣) في [أ]: (جابس).
(٤) سقط من: [ع].
(٥) في [هـ]: زيادة (هل).
(٦) في [جـ، ي]: ﷺ.
(٧) صحيح؛ أخرجه البخاري (٤٣٣١)، ومسلم (١٠٥٩).

٣٩٧٧٠ - حدثنا عبيد اللَّه بن موسى قال: (أخبرنا) (١) موسى بن عبيدة عن عبد اللَّه بن عبيدة أن أبا سفيان وحكيم بن حزام وصفوان بن أمية خرجوا يوم حنين ينظرون على من تكون (الدَّبْرَة) (٢)، فمر بهم أعرابي فقالوا: يا عبد اللَّه ما فعل الناس؟ قال: (لا) (٣) (يستقبلها) (٤) محمد أبدا، قال: و(ذلك) (٥) حين تفرق عنه
٩٧
أصحابه، فقال بعضهم لبعض: لربٌ من قريش أحب إلينا من رب (من) (٦) الأعراب، يا فلان اذهب فأتنا بالخبر -لصاحب لهم-، قال: فذهب حتى كان بين ظهراني القوم، فسمعهم يقولون: يا للأوس، يا للخزرج وقد (علوا) (٧) القوم، وكان شعار النبي ﷺ (٨).


(١) في [أ، ب، ع، ي]: (أنبأنا).
(٢) في [ع، ي]: (الدايرة)، وفي [أ]: (الدبزة).
(٣) سقط من: [هـ].
(٤) أي: لا ينتصر بعدها، وفي [جـ]: (يستقيلها).
(٥) في [هـ]: (كذلك).
(٦) سقط من: [هـ].
(٧) في [أ، ب]: (علقوا).
(٨) مرسل ضعيف؛ موسى ضعيف وأخوه عبد اللَّه تابعي.

٣٩٧٧١ - حدثنا ابن إدريس عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن أبي سعيد الخدري قال: لما قسم رسول اللَّه ﷺ السبي بالجعرانة أعطى عطايا قريشا وغيرها من (العرب) (١)، ولم يكن في الأنصار منها شيء، (فكثرت) (٢) (القالة) (٣) وفشت حتى قال قائلهم: أما رسول اللَّه (فقد) (٤) لقي قومه.

قال: فأرسل إلى سعد بن عبادة فقال: «ما مقالة بلغتني عن قومك أكثروا فيها؟» قال: فقال له سعد: فقد كان ما بلغك. قال: «فأين أنت من (ذاك؟) (٥)» قال: ما أنا إلا رجل من قومي، قال: فاشتد غضبه، وقال: «اجمع قومك، ولا يكن معهم غيرهم».

قال: فجمعهم في حظيرة من حظائر (السبي) (٦)، وقام على بابها وجعل لا
٩٨
يترك إلا من كان من قومه، وقد ترك رجالا من المهاجرين، (ورد) (٧) أناسًا.

قال: ثم جاء النبي ﷺ (٨) يعرف في وجهه الغضب (فقال) (٩): «يا معشر الأنصار، [ألم أجدكم ضلالا فهداكم اللَّه»، فجعلوا يقولون: نعوذ باللَّه من غضب اللَّه و(من) (١٠) غضب رسوله: «يا معشر الأنصار [ألم أجدكم عالة فأغناكم اللَّه؟»، فجعلوا يقولون: نعوذ باللَّه من غضب اللَّه وغضب رسوله، «يا معشر الأنصار] (١١) [ألم أجدكم أعداء فألف اللَّه بين قلوبكم»، فيقولون: نعوذ باللَّه من غضب اللَّه (١٢) وغضب رسوله] (١٣)، (فقال) (١٤): «ألا تجيبون؟» قالوا: اللَّه ورسوله أمنُّ وأفضل، فلما سري عنه قال: «ولو شئتم لقلتم فصدقتم (وصدقتم) (١٥): ألم نجدك طريدا فآويناك، ومكذبا فصدقناك، وعائلا فآسيناك، ومخذولا فنصرناك»، فجعلوا يبكون ويقولون: اللَّه ورسوله أمن وأفضل، (١٦) «أوجدتم من شيء من دنيا أعطيتها قومًا أتألفهم على الإسلام، (و) (١٧) وكلتكم إلى اسلامكم، لو سلك الناس واديًا أو شعبًا وسلكتم واديًا أو شعبًا لسلكت واديكم (أو) (١٨) شعبكم، أنتم شعار، والناس دثار، ولولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار».
٩٩

ثم رفع يديه حتى إني لأرى ما تحت منكبيه فقال: «اللهم اغفر للأنصار (ولأبناء الأنصار) (١٩) ولأبناء أبناء الأنصار، أما ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وتذهبون برسول اللَّه (٢٠) إلى بيوتكم»، فبكى القوم حتى (أخضلوا) (٢١) لحاهم وانصرفوا وهم يقولون: رضينا باللَّه ربا، وبرسوله (٢٢) حظا ونصيبا (٢٣).


(١) في [ع]: (الغرب).
(٢) في [جـ، ق، ي]: (وكثرت).
(٣) سقط من: [ب].
(٤) في [ع]: (قد).
(٥) في [ق، هـ]: (ذلك).
(٦) في [هـ]: (النبي ﷺ).
(٧) في [هـ]: (زاد).
(٨) سقط من: [ع].
(٩) في [أ، ب]: (قال).
(١٠) سقط من: [ق، هـ].
(١١) سقط ما بين المعكوفين من: [جـ].
(١٢) في [أ، ب، ي]: زيادة (قال).
(١٣) سقط ما بين المعكوفين من: [ق].
(١٤) في [ع]: (قال).
(١٥) سقط من: [هـ].
(١٦) في [ق، هـ]: زيادة (قال).
(١٧) سقط من: [ق، هـ].
(١٨) في [ع]: (و).
(١٩) سقط من: [هـ].
(٢٠) في [أ، ب، جـ، ي]: زيادة ﷺ.
(٢١) في [ع]: (أخلصوا).
(٢٢) في [جـ، ق، ي]: زيادة ﷺ.
(٢٣) حسن؛ ابن إسحاق صدوق صرح بالسماع عند أحمد، أخرجه أحمد (١١٧٣٠)، وأبو يعلى (١٠٩٢)، والبيهقي في الدلائل ٥/ ١٧٦، وعبد الرزاق (١٩٩١٨)، وعبد بن حميد (٩١٥)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان ٢/ ٧٢، وابن أبي عاصم في الآحاد (١٧٢٠)، وابن سعد ٢/ ٢٥١.

٣٩٧٧٢ - حدثنا عفان قال: (حدثنا) (١) حماد بن سلمة قال: (أخبرنا) (٢) يعلى ابن عطاء عن أبي همام عبد اللَّه بن يسار عن أبي عبد الرحمن الفهري قال: كنت مع رسول اللَّه ﷺ في غزوة حنين، فسرنا في يوم قائظ شديد الحر، فنزلنا تحت ظلال الشجر، فلما زالت الشمس لبست لامتي وركبت (٣) فرسي، فانطلقت إلى رسول اللَّه ﷺ وهو في فسطاطه فقلت: السلام عليك يا رسول اللَّه ورحمة اللَّه، الرواح حان الرواح، فقال: «أجل»، فقال: «يا بلال»، فثار من تحت (سمرة) (٤) كأن ظله ظل طائر، فقال: لبيك وسعديك وأنا فداؤك، فقال: «اسرج لي فرسي»، فأخرج سرجا دفتاه من ليف، ليس فيهما أشر ولا بطر، قال: فأسرج، (قال) (٥): فركب
١٠٠
وركبنا (وصاففناهم) (٦) عشيتنا وليلتنا، فتشامت الخيلان، فولى المسلمون مدبرين كما قال اللَّه (٧)، فقال رسول اللَّه ﷺ: «يا عباد اللَّه أنا عبد اللَّه ورسوله»، (ثم قال: «يا معشر المهاجرين أنا عبد اللَّه ورسوله») (٨)، ثم اقتحم رسول اللَّه ﷺ عن فرسه فأخذ كفا من تراب، فأخبرني الذي كان أدنى إليه مني أنه ضرب به وجوههم، وقال: «شاهت الوجوه»، (قال) (٩): فهزمهم اللَّه (١٠).


(١) في [ع]: (أخبرنا).
(٢) في [أ، ب، ع، ي]: (أنبأنا).
(٣) في [س]: زيادة (سمرة).
(٤) في [ع]: (الشجرة)، وفي [س]: (شجرة).
(٥) سقط من: [جـ].
(٦) في [ق، هـ]: (فصاففناهم).
(٧) في [أ، ب]: زيادة (تعالى).
(٨) في [ب]: تكررت.
(٩) سقط من: [ع].
(١٠) مجهول؛ لجهالة أبي همام عبد اللَّه بن يسار، أخرجه أحمد (٢٢٤٦٧)، وأبو داود (٥٢٣٣)، والدارمي (٢٤٥٢)، وابن سعد ٢/ ١٥٦، والطبراني ٢٢/ (٧٤١)، والدولابي ١/ ٤٢، والطيالسي (١٣٧١)، والمزي ١٦/ ٣٢٨، وابن الأثير في أسد الغابة ٦/ ٢٠٠.

٣٩٧٧٣ - قال يعلى بن عطاء: فحدثني (أبناؤهم) (١) عن آبائهم أنهم قالوا: لم يبق منا أحد إلا امتلأت عيناه وفمه ترابًا، وسمعنا صلصلة بين السماء والأرض كإمرار الحديد على (الطست) (٢) (الجديد) (٣) (٤).


(١) في [أ، ب، جـ، ي]: (آباؤهم).
(٢) في [أ، ب، ع، ي]: (المست).
(٣) في [أ، ب، ش، ع]: (الحديد).
(٤) مجهول؛ لجهالة الأبناء، أخرجه أحمد ٥/ ٢٨٦ (٢٢٤٦٧)، وابن سعد ٢/ ١٥٦، وابن أبي عاصم في الآحاد (٨٦٣)، والطيالسي (١٣٧١)، وأبو نعيم في الدلائل (٣٢٩)، والبيهقي في الدلائل ٥/ ١٤١، والدولابي ١/ ١٢٥، وابن الجوزي في المنتظم ٣/ ٣٣٥، والمزي ١٦/ ٣٢٨.

٣٩٧٧٤ - حدثنا عفان قال: (حدثنا) (١) حماد بن سلمة عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة عن أنس بن مالك أن هوازن (جاءت يوم حنين بالصبيان) (٢)
١٠١
والنساء والإبل والغنم، فجعلوها صفوفا يكثِّرون على رسول اللَّه ﷺ فلما التقوا ولى المسلمون كما قال اللَّه، فقال رسول اللَّه ﷺ: «يا عباد اللَّه! أنا عبد اللَّه ورسوله»، ثم قال: «يا معشر المهاجرين! أنا عبد اللَّه ورسوله»، قال: فهزم اللَّه المشركين ولم يضرب بسيف (ولم) (٣) يطعن برمح، قال: وقال رسول اللَّه ﷺ يومئذ: «من قتل كافرا فله سلبه»، قال: فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين رجلًا، فأخذ أسلابهم، وقال أبو قتادة: يا رسول اللَّه إني ضربت رجلا على (حبل العاتق) (٤) وعليه درع له (فاتخفضت) (٥) عنه، وقد قال حماد: فأعجلت عنه، قال: «فانظر من أخذها؟» قال: فقام رجل فقال: أنا أخذتها فارضه منها وأعطنيها، وكان رسول اللَّه ﷺ لا يسأل شيئا إلا أعطاه أو سكت، فسكت رسول اللَّه ﷺ، قال: فقال عمر: لا واللَّه لا (يفيئها) (٦) اللَّه على أسد من أسده ويعطيكها، قال: فضحك رسول اللَّه ﷺ، (و) (٧) قال: «صدق عمر»، ولقي أبو طلحة أم سليم ومعها خنجر فقال أبو طلحة: يا أم سليم (ما) (٨) هذا معك؟ قالت: أردت إن دنا مني بعض المشركين أن أبعج به بطنه، فقال أبو طلحة: يا رسول اللَّه! ألا تسمع ما تقول أم سليم؟ قالت: يارسول اللَّه (قتل) (٩) (من) (١٠) بعدنا من الطلقاء، انهزموا بك يا رسول اللَّه فقال: «إن اللَّه قد كفى وأحسن» (١١).


(١) في [ع، ي]: (أخبرنا).
(٢) في [ع]: (جاءت بالصبيان يوم حنين).
(٣) في [ع]: (فلم).
(٤) في [س]: (جبل العانق).
(٥) في [أ، جـ، ي]: (فانخفضت)، وفي [ع]: (قد انخفصت)، وفي [ب]: (فانخفنت)، وفي [ق، هـ]: (فأجهضت).
(٦) في [س]: (يغنيها).
(٧) سقط من: [هـ].
(٨) في [ب]: (جا).
(٩) في [ق]: (أقتل).
(١٠) سقط من: [ع].
(١١) صحيح؛ أخرجه أحمد (١٣٩٧٥)، ومسلم (١٨٠٩).

٣٩٧٧٥ - حدثنا هاشم بن القاسم قال: (حدثنا) (١) عكرمة بن عمار قال: حدثنا إياس بن سلمة قال: حدثني أبي قال: غزوت مع رسول اللَّه ﷺ هوازن فبينما نحن نتضحى، وعامتنا مشاة فينا ضعفة، إذ جاء رجل على جمل أحمر، فانتزع طلقا من (حقبه) (٢) فقيد به جمله رجل شاب، ثم جاء يتغدى مع القوم، فلما رأى ضعفهم وقلة (ظهرهم) (٣) خرج يعدو إلى جمله فأطلقه ثم أناخه فقعد عليه ثم خرج يركضه، واتبعه رجل من أسلم من صحابة النبي ﷺ على ناقة ورقاء هي أمثل ظهر القوم، فقعد فاتبعه، فخرجت (أعدو) (٤) فأدركته ورأس الناقة عند ورك الجمل وكنت عند ورك الناقة، (ثم) (٥) تقدمت حتى أخذت بخطام الجمل فأنخته، فلما وضع ركبتيه بالأرض اخترطت سيفي فأضرب رأسه، فندر فجئت (براحلته) (٦) وما عليها (أقوده) (٧) فاستقبل رسول اللَّه ﷺ مقبلا فقال: «من قتل الرجل؟» فقالوا: ابن الأكوع، فنفله سلبه (٨).


(١) في [ع، ي]: (أخبرنا).
(٢) في [أ، ب]: (جفنة).
(٣) في [س]: (سهرهم).
(٤) في [أ، ب]: (أغذو)، وفي [ع]: (أعذوا)، وفي [هـ]: (أعد).
(٥) في [ق، هـ]: (وكنت).
(٦) في [ع]: (براحلتها).
(٧) في [ق]: (أقودها).
(٨) صحيح؛ أخرجه مسلم (١٧٥٤)، وأحمد (١٦٥٢٣)، وأصله عند البخاري (٣٠٥١).

٣٩٧٧٦ - حدثنا عفان (حدثنا) (١) وهيب (حدثنا) (٢) عمرو بن يحيى عن عباد بن تميم عن عبد اللَّه بن زيد قال: لما أفاء اللَّه على رسوله يوم حنين ما أفاء قسم في
١٠٣
الناس في المؤلفة قلوبهم، ولم يقسم ولم يعط الأنصار شيئًا، فكأنهم وجدوا إذ لم يصيبهم ما أصاب الناس، فخطبهم فقال: «يا معشر الأنصار! ألم أجدكم ضلالا فهداكم اللَّه بي، وكنتم متفرقين فجمعكم اللَّه بي، وعالة فأغناكم اللَّه بي»، قال: كلما قال شيئا قالوا: اللَّه ورسوله أمنُّ، قال: «فما يمنعكم أن تجيبوا؟» قالوا: اللَّه ورسوله أمنُّ، قال: «لو شئتم قلتم: جئتنا كذا وكذا، أما ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وتذهبون برسول (٣) اللَّه إلى رحالكم، (لولا) (٤) الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، لو سلك الناس واديا أو شعبا لسلكت وادي الأنصار وشعبهم، الأنصار شعار والناس دثار، وإنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض» (٥).


(١) في [ي]: (أخبرنا).
(٢) في [أ، ب]: (أخبرنا).
(٣) في [جـ، ي]: زيادة ﷺ.
(٤) في [أ]: (لولى).
(٥) صحيح؛ أخرجه البخاري (٤٣٣٠)، ومسلم (١٠٦١).

[٣٨] (ما جاء) (١) في غزوة (ذى) (٢) قرد


(١) في [ع]: بياض.
(٢) سقط من: [ع].

٣٩٧٧٧ - (حدثنا أبو بكر قال) (١): (حدثنا) (٢) هاشم بن القاسم (أبو) (٣) (النضر) (٤) قال: (حدثنا) (٥) عكرمة بن عمار قال: حدثني إياس بن سلمة
١٠٤
عن أبيه قال: قدمت المدينة (من) (٦) الحديبية مع النبي ﷺ، فخرجت أنا ورباح غلام (رسول اللَّه ﷺ، بعثه رسول اللَّه ﷺ مع الإبل وخرجت معه بفرس طلحة) (٧) (أبديه) (٨) مع الإبل.

فلما كان بغلس أغار عبد الرحمن بن عيينة على أبل رسول اللَّه ﷺ فقتل (راعيها) (٩) وخرج يطرد بها هو وأناس معه في خيل، فقلت: يا رباح، أقعد على هذا الفرس فألحقه بطلحة وأخبر رسول اللَّه ﷺ أنه قد أغير على سرحه، قال: فقمت على تل وجعلت وجهي من قبل المدينة ثم ناديت ثلاث مرات: يا صباحاه.

ثم اتبعت القوم معي سيفي ونبلي فجعلت أرميهم وأعقر بهم، وذاك حين يكثر (الشجر) (١٠)، قال: فإذا رجع إليَّ فارس جلست له في أصل شجرة ثم رميت فلا يقبل علي فارس إلا عقرت به، فجعلت أرميهم وأقول:
أنا ابن الأكوع … (واليوم) (١١) يوم الرضع
(فألحق برجل فأرميه وهو على رحله فيقع سهمي في الرجل، حتى انتظمت كتفه قلت: خذها) (١٢):
(أنا ابن الأكوع … واليوم يوم الرضع) (١٣)
١٠٥
فإذا كنت في الشجرة أحرقتهم بالنبل، وإذا (تضايقت) (١٤) الثنايا علوت الجبل (فرديتهم) (١٥) بالحجارة.

فما زال ذلك شأني وشأنهم: أتبعهم وأرتجز حتى ما خلق اللَّه شيئا من ظهر النبي ﷺ إلا خلفته وراء ظهري، واستنقذته من أيديهم، قال: ثم لم أزل أرميهم حتى ألقوا أكثر من ثلاثين رمحا وأكثر من ثلاثين بردة، يستخفون منها، ولا يلقون من ذلك شيئا إلا جعلت عليه (١٦) (الحجارة) (١٧) وجمعته على طريق رسول اللَّه ﷺ.

حتى إذا امتد الضحى أتاهم عيينة بن بدر الفزاري ممدًا لهم وهم في ثنية ضيقة، ثم علوت الجبل فأنا فوقهم، قال عيينة: ما هذا الذي أرى؟ قالوا: لقينا من هذا البَرَح، ما (فارقنا) (١٨) (بسحر) (١٩) حتى الآن، وأخذ كل شيء في أيدينا وجعله وراء ظهره، فقال عيينة: لولا أن هذا يرى أن وراءه طلبا لقد ترككم، قال: ليقم إليه نفر منكم.

فقام إليَّ نفر منهم أربعة فصعدوا في الجبل، فلما أسمعتهم الصوت قلت لهم: أتعرفوني؟ قالوا: ومن أنت؟ قلت: أنا ابن الأكوع، والذي كرم وجه محمد (٢٠) لا يطلبني رجل منكم فيدركني، ولا أطلبه فيفوتني، قال رجل منهم: أظن.
١٠٦

قال: فما برحت مقعدي ذاك حتى نظرت إلى فوارس رسول اللَّه ﷺ يتخللون الشجر، وإذا أولهم الأخرم الأسدي، وعلى أثره أبو قتادة فارس رسول اللَّه ﷺ، وعلى أثر أبي قتادة: المقداد الكندي، قال: فولوا المشركين مدبرين، وأنزل من الجبل فأعرض للأخرم فآخذ عنان فرسه، قلت: يا أخرم! أنذر بالقوم -يعني أحذرهم، فإني لا آمن أن يقطعوك، فاتئد حتى يلحق (رسول اللَّه) (٢١) ﷺ (٢٢) وأصحابه، قال: يا سلمة! إن كنت تؤمن باللَّه واليوم الآخر، وتعلم أن الجنة حق والنار حق فلا تحل بيني وبين الشهادة.

قال: فخليت عنان فرسه فيلحق بعبد الرحمن بن عيينة ويعطف عليه عبد الرحمن فاختلفا طعنتين فعقر الأخرم بعبد الرحمن، وطعنه عبد الرحمن فقتله، وتحول عبد الرحمن على فرس الأخرم، (فيلحق) (٢٣) أبو قتادة بعبد الرحمن واختلفا طعنتين فعقر بأبي قتادة، وقتله أبو قتادة، وتحول أبو قتادة على فرس الأخرم.

ثم إني خرجت أعدو في أثر القوم حتى ما أرى من غبار صحابة النبي ﷺ شيئًا، ويعرضون قبل غيبوبة الشمس إلى شعب فيه ماء يقال له: ذو قرد، فأرادوا أن يشربوا منه فأبصروني أعدو وراءهم، فعطفوا عنه وشدوا في الثنية ثنية ذي (ثبير) (٢٤) وغربت الشمس فألحق (بهم) (٢٥) رجلًا فأرميه، فقلت: خذها:
وأنا ابن الأكوع … (اليوم) (٢٦) يوم الرضع
١٠٧
فقال: يا ثكلتني أمي أكوعي بكرة، قلت: نعم أي عدو نفسه، وكان الذي رميته بكرة فأتبعته بسهم آخر، فعلق فيه سهمان (وتخلفوا) (٢٧) فرسين.

فجئت بهما أسوقهما إلى رسول اللَّه ﷺ وهو على الماء الذي (خلأتهم) (٢٨) عنه (ذي) (٢٩) قرد، فإذا نبي اللَّه ﷺ في (خمسمائة) (٣٠)، وإذا بلال قد نحر جزورا مما خلفت، فهو (يشوي) (٣١) لرسول اللَّه ﷺ من كبدها وسنامها.

فأتيت رسول اللَّه ﷺ فقلت: يا رسول اللَّه خلني، فأنتخب من أصحابك مائة رجل فآخذ على الكفار بالعشوة فلا يبقى منهم مخبر إلا قتلته، قال: «أكنت فاعلا ذاك يا سلمة؟» قال: نعم، والذي أكرم وجهك، فضحك رسول اللَّه ﷺ حتى رأيت نواجذه في ضوء (النار) (٣٢)، قال: ثم قال: «يقرون الآن بأرض غطفان»، فجاء رجل من غطفان قال: مروا على فلان الغطفاني، (فنحر) (٣٣) لهم جزورًا، فلما أخذوا يكشطون جلدها رأوا غبرة فتركوها وخرجوا هرابا.

فلما أصبحنا قال رسول اللَّه ﷺ: «خير فرساننا اليوم أبو قتادة، وخير رجالتنا سلمة»، فأعطاني رسول اللَّه ﷺ سهم الفارس والراجل جميعًا، ثم أردفني وراءه على العضباء راجعين إلى المدينة، فلما كان بيننا وبينها قريب من ضحوة وفي القوم رجل من الأنصار، كان لا يسبق فجعل ينادي: (هل من مسابق) (٣٤)، ألا رجل
١٠٨
يسابق إلى المدينة، فعل ذلك مرارا، وأنا وراء رسول اللَّه ﷺ مردفًا، قلت له: (أما) (٣٥) تكرم كريما ولا تهاب شريفًا، قال: لا، إلا رسول اللَّه (٣٦)، قلت: يا رسول (اللَّه) (٣٧) -بأبي أنت وأمي- خلني، (فلأسابق) (٣٨) الرجل، قال: «إن شئت قلت: أذهب إليك»، (فطفر) (٣٩) عن راحلته وثنيت رجلي فطفرت عن الناقة، (ثم) (٤٠) إني ربطت (عليه) (٤١) شرفًا أو شرفين، يعني استبقيت نفسي، ثم إني (عدوت) (٤٢) حتى ألحقه فأصك بين كتفيه بيدي، فقلت: سبقتك واللَّه أو كلمة نحوها، قال: فضحك (وقال: (إن) (٤٣) أظن) (٤٤) حتى قدمنا المدينة (٤٥).


(١) سقط من: [جـ، ق، ي].
(٢) في [ع]: (أخبرنا).
(٣) في [ب]: (ابن).
(٤) في [أ، ب، ق، ع، هـ]: (النصر).
(٥) في [ع]: (أخبرنا).
(٦) في [هـ]: (زمن).
(٧) سقط من: [أ، ب، جـ، ع، ي].
(٨) أي: أخرج به للبادية، وفي [س، ع]: (أنديه)، وفي [ي]: (أبذيه).
(٩) في [جـ]: (اعيها).
(١٠) في [أ، ب]: (السخر).
(١١) هكذا في: [ق، هـ]، وفي بقية النسخ: (اليوم).
(١٢) سقط من: [ع].
(١٣) سقط من: [ع].
(١٤) سقط من: [أ، ب].
(١٥) في [جـ]: (فرداتهم).
(١٦) في [هـ]: زيادة (آرامًا من).
(١٧) سقط من: [أ، ب، جـ، س، ي].
(١٨) في [أ، ب]: (فارقت).
(١٩) في [أ، ب]: (السجر)، وفي [جـ]: (بشجر).
(٢٠) في [جـ]: زيادة ﷺ.
(٢١) في [ع]: (برسول اللَّه).
(٢٢) سقط من: [ق، هـ].
(٢٣) في [جـ، ع]: (فلحق).
(٢٤) في [ط، ع]: (تبير)، وفي [هـ]: (بئر).
(٢٥) في [ع]: (منهم).
(٢٦) في [هـ]: (واليوم).
(٢٧) في [ع]: (ويخلفوا).
(٢٨) في [س، ق، ع، ي]: (جلاتهم)، وفي [هـ]: (جلينهم).
(٢٩) في [ع]: (ذو).
(٣٠) في [س]: (خمس ماية).
(٣١) في [أ، ب]: (نشوي).
(٣٢) في [ب، س]: (النيار)، وفي [هـ]: (النهار).
(٣٣) في [جـ]: (نحر).
(٣٤) في [أ، ب]: (هل يسابق).
(٣٥) في [ع]: (الماء).
(٣٦) في [أ، ب، س، ي]: زيادة ﷺ.
(٣٧) سقط من: [ط، ق، هـ].
(٣٨) في [ب]: (فلأسايق).
(٣٩) في [ي]: (فظفر).
(٤٠) سقط من: [ع].
(٤١) في [ق، هـ]: (عليها).
(٤٢) في [أ، ب]: (غدوت).
(٤٣) في [ع]: (أني).
(٤٤) في [أ، ب، جـ، ع، ي]: (إن أظن وقال).
(٤٥) صحيح؛ أخرجه مسلم (١٨٠٧)، وابن حبان (٧١٧٥) من طريق المؤلف، وأخرجه أحمد ٤/ ٥٢ (١٦٥٣٩).

٣٩٧٧٨ - حدثنا وكيع (حدثنا) (١) سفيان عن أبي بكر بن أبي الجهم بن (صخير) (٢) العدوي عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن (عتبة) (٣) عن ابن عباس قال:
١٠٩
صلى رسول اللَّه ﷺ صلاة الخوف بذي قرد أرض من (أرض) (٤) بني سليم، فصف الناس خلفه صفين: صف خلفه، وصف (موازي) (٥) العدو، فصلى بالصف الذي يليه ركعة، ثم نهض هؤلاء إلى مصاف هؤلاء، وهؤلاء إلى مصاف هؤلاء، فصلى بهم ركعة (٦).


(١) في [ع]: (أخبرنا).
(٢) في [ع]: (صخيرة).
(٣) في [ع]: (عبتة).
(٤) في [ع]: (أرضًا).
(٥) في [ع]: (يوازي).
(٦) صحيح؛ أخرجه أحمد (٢٠٦٣)، وابن حبان (٢٨٧١)، والحاكم ١/ ٣٣٥، والنسائي ٣/ ١٦٩، وعبد الرزاق (٤٢٥١)، وابن خزيمة (١٣٤٤)، والطحاوي ١/ ٣٠٩، والطبري ٥/ ٢٤٨، والبيهقي ٣/ ٢٦٢.

٣٩٧٧٩ - حدثنا وكيع (حدثنا) (١) سفيان عن الركين (الفزاري) (٢) عن القاسم بن حسان عن زيد بن ثابت أن رسول اللَّه ﷺ صلى صلاة الخوف -فذكر مثل حديث ابن عباس (٣).


(١) في [ع]: (أخبرنا).
(٢) في [ع]: (الفزازي).
(٣) حسن؛ القاسم بن حسان صدوق، أخرجه أحمد (٢١٥٩٣)، وابن خزيمة (١٣٤٥)، وابن حبان (٢٨٧٠)، وعبد الرزاق (٤٢٥٠)، والطحاوي ١/ ٣١٠، والطبراني (٤٩١٩)، والبيهقي ٣/ ٢٦٢.

[٣٩] ما (حفظ) (١) أبو بكر في غزوة تبوك


(١) في [ع]: بياض.

٣٩٧٨٠ - حدثنا عبد اللَّه بن المبارك عن معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب (بن مالك) (١) عن أبيه قال: كان رسول اللَّه ﷺ إذا أراد غزوة (ورّى) (٢) بغيرها
١١٠
حتى كان غزوة تبوك، سافر رسول اللَّه ﷺ في حر شديد واستقبل سفرا بعيدا، فجلى للمسلمين عن أمرهم وأخبرهم بذلك ليتأهبوا أهبة (عدوهم) (٣) وأخبرهم بالوجه الذي يريد (٤).


(١) سقط من: [أ، هـ].
(٢) في [أ، ب]: (وسمى).
(٣) في [ع]: (غدوهم).
(٤) صحيح؛ أخرجه البخاري (٢٩٤٩)، ومسلم (٢٧٦٩).

٣٩٧٨١ - حدثنا عفان (حدثنا) (١) وهيب (حدثنا) (٢) عمرو بن يحيى عن العباس ابن سهل بن سعد الساعدي عن أبي حميد الساعدي قال: خرجنا مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه أوسلم عام تبوك حتى (جئنا) (٣) وادي القرى، وإذا امرأة في حديقة لها، (فقال) (٤) رسول اللَّه ﷺ (٥): «اخرصوا»، (قال) (٦): (فخرص) (٧) القوم، (وخرص) (٨) رسول اللَّه ﷺ عشرة أوسق، وقال للمرأة: «أحصي ما يخرج منها حتى أرجع إليك إن شاء اللَّه».

(قال) (٩): فخرج رسول اللَّه ﷺ حتى قدم تبوك، فقال: «إنها ستهب عليكم الليلة ريح شديدة، فلا يقومن (رجل فيها) (١٠)، فمن كان له بعير فليوثق عقاله»، قال: قال أبو حميد: فعقلناها، فلما كان من الليل هبت ريح شديدة، فقام
١١١
فيها رجل فألقته في (جبلي) (١١) طيء.

ثم جاء رسول اللَّه ﷺ إلى ملك أيلة، فأهدى إلى رسول اللَّه ﷺ بغلة بيضاء، فكساه رسول اللَّه ﷺ بردا، (وكتب) (١٢) له رسول اللَّه ﷺ (١٣) ببحرهم، قال: ثم أقبل وأقبلنا معه حتى جئنا وادي القرى، فقال (للمرأة) (١٤): «كم حديقتك؟» قالت: عشرة أوسق، خرص رسول اللَّه ﷺ.

(قال) (١٥) (رسول اللَّه) (١٦) ﷺ (١٧): «إني متعجل فمن أحب منكم أن يتعجل فليفعل»، قال: فخرج رسول اللَّه ﷺ وخرجنا معه، حتى إذا (أوفى) (١٨) على المدينة قال: «هذه طابة»، فلما رأى أحدا قال: «هذا جبل يحبنا ونحبه» (١٩).


(١) في [ع]: (أخبرنا).
(٢) في [ع]: (أخبرنا).
(٣) في [س]: (جاء)، وفي [ط]: (أتى).
(٤) في [ب، جـ، ع، ي]: (قال).
(٥) سقط ما بين المعكوفين من: [أ].
(٦) سقط من: [ع].
(٧) في [أ]: (فحرض).
(٨) في [أ، ب]: (وحرض).
(٩) سقط من: [س].
(١٠) في [جـ، ع، ي]: (فيها رجل).
(١١) في [ق، هـ]: (جبل).
(١٢) في [ع]: (فكتب).
(١٣) سقط من: [ع].
(١٤) سقط من: [ع].
(١٥) في [ع]: (فقال).
(١٦) في [أ، ب]: (يا رسول اللَّه).
(١٧) سقط من: [ع].
(١٨) في [ع]: (وافا).
(١٩) صحيح؛ أخرجه البخاري (١٤٨١)، ومسلم (١٣٩٢).

٣٩٧٨٢ - حدثنا خالد بن مخلد (حدثنا) (١) عبد الرحمن بن عبد العزيز الأنصاري قال: حدثني ابن شهاب قال: حدثني عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن كعب بن مالك (٢) عن أبيه كعب قال: إن رسول اللَّه ﷺ لما همّ ببني الأصفر أن (يغزوهم) (٣) (جلّى) (٤)
١١٢
للناس أمرهم؟ وكان قل ما أراد غزوة إلا ورّى عنها بغيرها، حتى كانت (تلك) (٥) الغزوة، فاستقبل حرا شديدا وسفرا (بعيدًا) (٦) وعدوا (حديدًا) (٧)، فكشف للناس الوجه الذي (خرج) (٨) بهم إليه ليتأهبوا أهبة (عدوهم) (٩).

فتجهز رسول اللَّه ﷺ وتجهز الناس معه، (وطفقت) (١٠) أغدو لأتجهز فأرجع ولم أقض شيئًا؛ حتى فرغ الناس وقيل: إن رسول اللَّه ﷺ غادٍ وخارج إلى وجهه، فقلت: (أتجهز) (١١) بعده (بيوم) (١٢) أو (يومين) (١٣) ثم أدركهم، وعندي راحلتان، ما اجتمعت عندي راحلتان (قط قبلهما) (١٤) فأنا قادر في نفسي، قوي بعدتي.

فما زلت أغدو بعده وأرجع ولم أقض شيئا حتى أمعن القوم وأسرعوا، وطفقت أغدو للحديث، (وشغلني) (١٥) (الرجال) (١٦)، فأجمعت القعود حتى سبقني القوم، وطفقت أغدو فلا أرى «الأسي) (١٧)، لا أرى) (١٨) إلا رجلًا ممن عذر اللَّه أو رجلا مغموصًا عليه في النفاق، فيحزنني ذلك، فطفقت أعد العذر
١١٣
لرسول اللَّه ﷺ إذا (جاء) (١٩) وأهيئ الكلام.

وقدّر (برسول) (٢٠) اللَّه ﷺ أن لا يذكرني حتى نزل تبوك، فقال في الناس بتبوك وهو جالس: «ما فعل كعب بن مالك؟» فقام إليه رجل من قومي فقال: شغله برداه والنظر في عطفيه، (قال) (٢١): فتكلم رجل آخر فقال: واللَّه -يا رسول اللَّه- إن علمنا (٢٢) إلا خيرًا، (فصمت) (٢٣) رسول اللَّه ﷺ.

فلما قيل: إن رسول اللَّه ﷺ (قد أظل) (٢٤) قادمًا (زاغ) (٢٥) عني الباطل وما كنت أجمع من الكذب والعذر، وعرفت أنه لن ينجيني منه إلا الصدق، فأجمعت صدقه.

وصبح رسول اللَّه ﷺ المدينة فقدم، فغدوت إليه فإذا هو في الناس جالس في المسجد، وكان إذا قدم من سفر دخل المسجد [(فركع) (٢٦) فيه ركعتين، ثم دخل على أهله فوجدته جالسًا في المسجد] (٢٧)، فلما نظر إلي دعاني فقال: «هلمَ يا كعبَ ما خلفك عني؟» وتبسم تبسم المغضب قال: قلت: يا رسول اللَّه لا عذر لي، ما كنت قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنك، وقد (جاءه) (٢٨) المتخلفون يحلفون فيقبل منهم ويستغفر لهم ويكل سرائرهم في ذلك إلى اللَّه عز وجل، فلما صدقته قال: «أما هذا فقد صدق، فقم حتى يقضى اللَّه فيك ما هو قاض».
١١٤

فقمت فقام إليَّ رجال من بني سلمة فقالوا: واللَّه ما صنعت شيئًا، واللَّه (٢٩) (إن) (٣٠) كان (لكافيك) (٣١) من ذنبك الذي أذنبت استغفار رسول اللَّه ﷺ لك كما صنع (٣٢) ذلك (لغيرك) (٣٣)، (فقد) (٣٤) قبل منهم عذرهم واستغفر لهم، فما زالوا يلومونني حتى هممت أن أرجع فأكذب نفسي، ثم قلت لهم: هل قال هذه المقالةَ (أحدٌ) (٣٥) أو (اعتذر) (٣٦) بمثل ما اعتذرت به؟ قالوا: نعم، قلت: من؟ قالوا: هلال بن أمية الواقفي، (وربيعة بن مرارة العمري) (٣٧)، (وذكروا) (٣٨) لي رجلين صالحين قد شهدا بدرا قد اعتذرا بمثل الذي اعتذرت به، (وقيل) (٣٩) لهما مثل الذي قيل لك.

قال: ونهى رسول اللَّه ﷺ عن كلامنا فطفقنا نغدو في الناس، لا يكلمنا أحد ولا يسلم علينا أحد ولا يرد علينا سلامًا، حتى إذا (وفت) (٤٠) أربعون ليلة جاءنا
١١٥
(رسول) (٤١) رسول اللَّه ﷺ أن اعتزلوا نساءكم، فأما هلال بن أمية فجاءت امرأته إلى رسول اللَّه فقالت له: إنه شيخ قد ضعف بصره فهل تكره أن أصنع له طعامه؟ قال: «لا، ولكن لا يقربنّك»، قالت: إنه واللَّه ما به حركة إلى شيء، واللَّه ما زال يبكي منذ كان من أمره ما كان إلى (يومه) (٤٢) هذا.

قال: فقال لي بعض أهلي: لو استأذنتَ رسول اللَّه ﷺ في امرأتك كما استأذنت امرأة هلال بن أمية فقد أذن لها أن تخدمه، قال: (فقلت) (٤٣): (واللَّه) (٤٤) لا أستأذنه فيها، وما أدري ما يقول (٤٥) رسول اللَّه ﷺ إن استأذنته، وهو شيخ كبير وأنا رجل شاب، فقلت لامرأتي: الحقي بأهلك حتى يقضي اللَّه ما هو قاض.

وطفقنا نمشي في الناس ولا يكلمنا أحد ولا يرد علينا سلامًا، قال: فأقبلت حتى تسورت جدارا لابن عم لي في حائطه، فسلمت فما حرك شفتيه يرد علي السلام، فقلت: أنشدك (باللَّه) (٤٦) أتعلم أني أحب اللَّه ورسوله؟ فما كلمني كلمة، ثم (عدت) (٤٧) فلم يكلمني حتى إذا كان في الثالثة أو الرابعة قال: اللَّه ورسوله أعلم، فخرجت.

فإني لأمشي في السوق إذا الناس يشيرون (إلي) (٤٨) بأيديهم، وإذا نبطي من نبط الشام يسأل عني، فطفقوا يشيرون له إلي حتى جاءني فدفع إلي كتابا من بعض
١١٦
قومي بالشام: أنه قد بلغنا ما صنع بك صاحبُك وجفوتُه عنك فالحق بنا، فإن اللَّه لم يجعلك بدار هوان ولا دار مضيعة، (نواسك) (٤٩) في أموالنا، قال: قلت: إنا للَّه (٥٠)، قد طمع فيّ أهل الكفر، فيممت به تنورا فسجرته (به) (٥١).

فواللَّه (إني) (٥٢) لعلى تلك الحال التي قد ذكر اللَّه، قد ضاقت علينا الأرض بما رحبت، وضاقت علينا أنفسنا، (صباحية) (٥٣) خمسين ليلة (منذ) (٥٤) نهي عن كلامنا، أنزلت التوبة على رسول اللَّه ﷺ، (ثم آذن رسول اللَّه ﷺ) (٥٥) بتوبة اللَّه علينا حين صلى الفجر.

فذهب الناس يبشروننا، وركض رجل إليَّ فرسًا وسعى ساع من أسلم (فأوفى) (٥٦) على الجبل، وكان الصوت أسرع من الفرس، فنادى: يا كعب بن مالك أبشر، فخررت ساجدا وعرفت أن قد جاء الفرج، فلما جاءني الذي سمعت صوته (خففت) (٥٧) له ثوبين ببشراه، واللَّه ما أملك يومئذ ثوبين غيرهما واستعرت ثوبين.

فخرجت قبل رسول اللَّه ﷺ (فلقيني) (٥٨) الناس فوجا فوجا (يهنئونني) (٥٩) بتوبة اللَّه علي حتى دخلت المسجد، فقام إليّ طلحة بن عبيد اللَّه يهرول حتى
١١٧
(صافحني) (٦٠) وهنأني، ما قام إلي من المهاجرين غيره، فكان كعب لا ينساها لطلحة.

ثم أقبلت حتى وقفت على رسول اللَّه ﷺ كأن وجهه قطعة قمر، (و) (٦١) كان إذا سر (استنار) (٦٢) وجهه كذلك، فناداني: «هلم يا كعب أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك»، قال: (فقلت) (٦٣): أمن عند اللَّه (أم) (٦٤) من عندك؟ قال: «لا، بل من عند اللَّه، إنكم صدقتم اللَّه (فصدقكم) (٦٥) (٦٦)»، قال: (قلت) (٦٧): إن من توبتي اليوم أن أخرج من مالي صدقة إلى اللَّه (وإلى رسوله) (٦٨)، قال (رسول اللَّه ﷺ) (٦٩): «أمسك عليك بعض مالك»، قلت: أمسك سهمي بخيبر، قال كعب: فواللَّه ما أبلى اللَّه رجلا في صدق الحديث ما أبلاني (٧٠).


(١) في [ع]: (أخبرنا).
(٢) في [هـ]: زيادة (حدثني عبد اللَّه بن كعب بن مالك).
(٣) في [أ، ب]: (يقروهم).
(٤) في [ع]: (حكى).
(٥) سقط من: [هـ].
(٦) سقط من: [هـ].
(٧) في [هـ]: (جديدًا).
(٨) في [أ، ب]: (جرى)، وفي [ط، ق، هـ]: (يخرج).
(٩) في [ع]: (غزوهم).
(١٠) في [س]: (وطننت).
(١١) في [ع]: (تجهز).
(١٢) في [ع]: (يومًا).
(١٣) في [جـ]: (بيومين).
(١٤) في [ع]: (قلبهما قط).
(١٥) في [س، ي]: (ويشغلني)، وفي [ع]: (تشغلني).
(١٦) في [س، ط، هـ]: (الرحال).
(١٧) في [جـ]: (شيء)، وفي [ق]: (شيئًا)، وفي [ي]: (الأسى).
(١٨) سقط من: [س].
(١٩) في [ع]: (جاه).
(٢٠) في [ب، ط، هـ]: (رسول).
(٢١) سقط من: [ع].
(٢٢) في [ق، هـ]: زيادة (عليه).
(٢٣) في [أ، ب]: (وصمت).
(٢٤) سقط من: [ع].
(٢٥) في [ق، هـ]: (زاح).
(٢٦) في [ي]: (ركع).
(٢٧) ما بين المعكوفين سقط من: [جـ، ق].
(٢٨) في [جـ]: (جا).
(٢٩) في [ق]: زيادة (قال).
(٣٠) في [ع]: (لئن).
(٣١) في [ع]: (كافيك).
(٣٢) في [أ، ب]: زيادة (لك).
(٣٣) في [جـ]: (بغيرك).
(٣٤) في [أ، ب]: (وقد).
(٣٥) في [أ، ب، جـ، ي]: (أحدًا).
(٣٦) في [أ، جـ]: (واعتذر).
(٣٧) في [أ، ب]: (ربيعة بن بدار العمري)، وفي [هـ]: (سرارة بن ربيعة العامري)، وفي [جـ]: (ربيعة بن مرارة اليعمري)، وفي [ق]: (مرارة بن الربيع العامري)، وفي [ع]: (ربعية بن مرار العمري)، والذي في البخاري: (مرارة بن الربيع العمري)، وعند مسلم: (العامري)، والمثبت موافق لما في المعجم الكبير ١٩/ (٩٥).
(٣٨) في [أ، ب]: (فذكروا).
(٣٩) في [أ، ب]: (فقيل).
(٤٠) في [ق، هـ]: (مضت).
(٤١) سقط من: [أ، ط، هـ]، وفي [ق]: زيادة (أمر).
(٤٢) في [هـ]: (يوم).
(٤٣) في [ع]: (قلت).
(٤٤) في [ع]: (فواللَّه).
(٤٥) في [ي]: زيادة (فيها).
(٤٦) في [ع]: (اللَّه).
(٤٧) في [أ، ب، ق]: (عددت).
(٤٨) سقط من: [ع].
(٤٩) في [ع]: (نواسيك).
(٥٠) في [هـ]: زيادة (وإنا إليه راجعون).
(٥١) في [س، ع]: (بها).
(٥٢) في [جـ]: (إنه).
(٥٣) في [ق]: (صباح)، وفي [س]: (صباحته)، وفي [أ، هـ]: (صاحبته).
(٥٤) في [أ، ب، س، ي]: (مذ)، وفي [ق، هـ]: (من).
(٥٥) سقط من: [ي].
(٥٦) في [ع]: (فأوفى).
(٥٧) في [ي]: (خفضت)، وفي [س]: (خصصت)، وفي [هـ]: (خصضت).
(٥٨) في [ع]: (فلقاني).
(٥٩) في [ع]: (يهنئوني).
(٦٠) في [ع]: (صالحني).
(٦١) سقط من: [هـ].
(٦٢) في [ع]: (استنات).
(٦٣) في [ع]: (قلت).
(٦٤) في [ع]: (أو).
(٦٥) في [أ، ب]: (وصدقكم).
(٦٦) في [ع]: زيادة (اللَّه).
(٦٧) في [ق، هـ]: (فقلت).
(٦٨) في [ع]: (ورسوله).
(٦٩) سقط من: [ع].
(٧٠) حسن؛ خالد بن مخلد صدوق، وعبد الرحمن سمع من جده، والحديث أخرجه البخاري (٤٦٧٦)، ومسلم (٢٧٦٩).

٣٩٧٨٣ - حدثنا غندر عن شعبة عن الحكم عن مصعب بن سعد (عن سعد) (١) قال: لما خرج رسول اللَّه ﷺ في غزوة تبوك خلف عليا في النساء والصبيان، فقال: يا رسول اللَّه تخلفني في النساء والصبيان، فقال: «أما ترضى أن
١١٨
تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه (لا) (٢) (٣) نبي بعدي» (٤).


(١) سقط من: [س].
(٢) سقط من: [ع].
(٣) في [أ، ب]: زيادة (منه).
(٤) صحيح؛ أخرجه البخاري (٤٤١٦)، ومسلم (٢٤٠٤).

٣٩٧٨٤ - حدثنا يزيد بن هارون (أخبرنا) (١) سعيد بن أبي عروبة عن موسى عن (الحسن) (٢) (أن) (٣) عثمان أتى رسول اللَّه ﷺ بدنانير في غزوة تبوك، فجعل رسول اللَّه ﷺ (يقلبها) (٤) في حجره (ويقول) (٥): «ما على عثمان بن عفان ما (عمل) (٦) بعد هذا» (٧).


(١) في [أ، ب، ع]: (أنبأنا).
(٢) كذا في النسخ، وفي فضائل الصحابة لأحمد: (يونس) هو ابن عبيد.
(٣) في [أ، ب]: (عن).
(٤) في [أ، ب، ع]: (يقبلها).
(٥) في [ب]: (يقول).
(٦) سقط من: [أ، ب].
(٧) مرسل؛ الحسن تابعي، أخرجه أحمد في فضائل الصحابة (٧٨٧)، وابن عساكر ٣٩/ ٦٩، والخلال في السنة (٤١٧)، وأخرجه الطبراني في الأوسط (٢٠١٣): عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس.

٣٩٧٨٥ - حدثنا يزيد بن هارون (أخبرنا) (١) حميد عن أنس أن رسول اللَّه ﷺ لما رجع من غزوة تبوك ودنا من المدينة قال: «إن بالمدينة لأقواما ما سرتم مسيرا، ولا قطعتم من واد إلا كانوا معكم فيه» قالوا: يا رسول اللَّه وهم بالمدينة؟ [قال: «(نعم) (٢)] (٣) (وهم بالمدينة) (٤) حبسهم العذر» (٥).


(١) في [أ، ع]: (أنبأنا)، وفي [ي]: (حدثنا).
(٢) سقط من: [س].
(٣) سقط ما بين المعكوفين من: [أ، ب].
(٤) سقط من: [أ، ب، ط، هـ].
(٥) صحيح؛ أخرجه البخاري (٢٨٣٨)، وأحمد (١٢٠٢٨).

٣٩٧٨٦ - حدثنا (هشيم) (١) (أخبرنا) (٢) داود بن (عمرو) (٣) عن (بسر) (٤) بن عبيد اللَّه الحضرمي عن أبي إدريس الخولاني (حدثنا) (٥) عوف بن مالك الأشجعي أن رسول اللَّه ﷺ أمر بالمسح على الخفين في غزوة تبوك ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر، ويوما وليلة للمقيم (٦).


(١) في [ع]: (هشام).
(٢) في [أ، ب، ع، ي]: (أنبأنا).
(٣) في [ع]: (عمر).
(٤) في [أ، ب، ع، هـ]: (بشر).
(٥) في [ع]: (أخبرنا).
(٦) حسن؛ داود صدوق، أخرجه أحمد (٢٣٩٩٥)، والبزار (٢٧٥٧)، والطحاوي ١/ ٨٢، والطبراني ١٨/ (٦٩)، والدارقطني ١/ ١٩٧، والبيهقي ١/ ٢٧٥.

٣٩٧٨٧ - حدثنا جعفر بن عون (أخبرنا) (١) المسعودي عن إسماعيل بن أوسط عن محمد بن أبي كبشة الأنماري عن أبيه قال: لما كان في غزوة تبوك سارع (ناس إلى) (٢) أصحاب الحجر، فدخلوا عليهم، فبلغ ذلك رسولَ اللَّه ﷺ، فأمر فنودي: إن الصلاة جامعة، قال: فأتيته وهو ممسك ببعيره وهو يقول: «علام تدخلون على قوم غضب اللَّه عليهم؟» (قال) (٣): فناداه رجل تعجبا (منهم) (٤): يا رسول اللَّه، فقال رسول اللَّه ﷺ: «أفلا أنبئكم بما هو أعجب من ذلك؟ رجل من أنفسكم يحدثكم بما كان قبلكم وبما يكون بعدكم، (استقيموا) (٥) (و) (٦) سددوا فإن اللَّه لا يعبأ بعذابكم
١٢٠
شيئا، وسيأتي اللَّه بقوم لا يدفعون عن أنفسهم (بشيء) (٧)» (٨).


(١) في [أ، ب، ع، ي]: (أنبأنا).
(٢) في [أ، ب]: (ناسل أفي).
(٣) سقط من: [ع].
(٤) في [أ، ب]: (منها).
(٥) في [س]: (تميقوا).
(٦) في [ي]: (أو).
(٧) في [جـ]: (بشيء).
(٨) مجهول؛ محمد بن أبي كبشة مجهول، أخرجه أحمد (١٨٠٢٩)، والطبراني ٢٢/ (٨٥٢)، والدولابي في الكنى ١/ ٥٠، والطحاوي في شرح المشكل (٢٧٤١)، والبيهقي في دلائل النبوة ٥/ ٢٣٥.

[٤٠] حديث عبد اللَّه بن أبى (حدرد) (١) الأسلمي


(١) في [أ، ب]: (حذرد).

٣٩٧٨٨ - حدثنا أبو خالد الأحمر عن (ابن) (١) إسحاق عن يزيد بن عبد اللَّه بن قسيط عن القعقاع بن عبد اللَّه بن أبي حدرد الأسلمي عن أبيه عبد اللَّه بن (أبي) (٢) حدرد قال: بعثنا رسول اللَّه ﷺ في سرية «إلى) (٣) إضم) (٤) قال: فلقينا عامر بن الأضبط، قال: فحيا بتحية الإسلام، فنزعنا عنه، وحمل عليه محلّم بن جثّامة فقتله، فلما قتله سلبه بعيرا له (وأهبًا) (٥)، (ومتيعا) (٦) كان له، فلما قدمنا جئنا بشأنه إلى رسول اللَّه ﷺ فأخبرناه بأمره فنزلت هذه الآية: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا (وَلَا) (٧) (تَقُولُوا) (٨). . .[النساء: ٩٤] الآية (٩).


(١) في [أ، ب، ع]: (أبي).
(٢) هكذا في [ق، هـ]، وسقط من باقي النسخ.
(٣) في [هـ]: (أن).
(٤) في [ع]: (إلى أنعم)، وفي [س]: (إلى أختم).
(٥) في [ع]: (واهب)، وسقط من: [أ، ب، ط، ق، هـ].
(٦) في [ع]: (ومتبع).
(٧) سقط من: [س].
(٨) في [ع]: زيادة ﴿لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ﴾.
(٩) مجهول؛ لجهالة القعقاع بن عبد اللَّه، أخرجه أحمد (٢٣٨٨١)، وابن هشام ٤/ ٢٧٥، وابن الجارود (٧٧٧)، وابن سعد ٤/ ٢٨٢، وابن جرير في التفسير ٥/ ٢٢٢، والبيهقي في دلائل النبوة ٤/ ٣٠٥.

٣٩٧٨٩ - قال ابن إسحاق: فأخبرني محمد بن جعفر، عن زيد بن ضميرة، قال: حدثني أبي وعمي - (وكانا) (١) شهدا حنينا مع رسول اللَّه ﷺ، قالا: صلى رسول اللَّه ﷺ الظهر، ثم جلس تحت شجرة فقام (إليه) (٢) (الأقرع) (٣) بن حابس وهو سيد خندف، يرد (عن) (٤) (دم) (٥) محلم، وقام عيينة بن حصن يطلب بدم عامر بن الأضبط القيسي وكان (أشجعيا) (٦)، قال: فسمعت عيينة بن حصن يقول: لأذيقن نساءه من الحزن مثل ما (ذاق) (٧) نسائي (٨)، فقال النبي ﷺ: «تقبلون الدية؟» فأبوا فقام رجل من بني ليث يقال له: (مكيتل) (٩) (١٠): واللَّه يا رسول اللَّه (١١) ما شبهت (هذا) (١٢) (القتيل) (١٣) في (غُرَّة) (١٤) الإسلام إلا (كغنم) (١٥) وردت فرميت فنفر
١٢٢
آخرها، (اسلل) (١٦) (اليوم) (١٧) (وغير) (١٨) غدا، قال: فقال النبي ﷺ بيديه: «لكم خمسون في سفرنا هذا، وخمسون إذا رجعنا»، قال: فقبلوا الدية، قال: فقالوا: ائتوا بصاحبكم يستغفر له رسول اللَّه ﷺ (١٩) قال: فجيء به (فوصف) (٢٠) حليته، وعليه (حلة) (٢١) قد تهيأ فيها للقتل حتى أجلس بين يدي النبي ﷺ فقال: «ما اسمك؟» (قال) (٢٢): محلم بن جثامة، فقال النبي ﷺ (بيديه ووصف أنه رفعهما) (٢٣): «اللهم لا تغفر لمحلم بن جثامة»، قال: فتحدثنا بيننا أنه إنما أظهر هذا وقد استغفر له في السر (٢٤).


(١) في [أ، ب]: (وكانوا).
(٢) في [ق]: (إليهم).
(٣) في [س]: (الأفذع).
(٤) في [أ، ب]: (على).
(٥) في [ط، هـ]: (أم).
(٦) في [ع]: (أشجعنا).
(٧) في [ق، هـ]: (أذاق).
(٨) في [ع]: زيادة (قال).
(٩) في [أ، ب]: (مكيبل)، وفي [جـ، ق]: (مكتبل)، وفي [س]: (مكيتل).
(١٠) في [ق، هـ]: زيادة (فقال).
(١١) في [ع]: زيادة (واللَّه).
(١٢) في [ع]: (بهذا).
(١٣) في [أ، ب]: (القيل).
(١٤) في [أ]: (عزره)، وفي [ب]: (غزوة)، وفي [ط، هـ]: (عزة).
(١٥) في [س]: (كغم)، وفي [ع]: (لغنم).
(١٦) في [أ، ب]: (أسي)، وفي [ق، هـ]: (أسير).
(١٧) في [أ، ب]: (القوم).
(١٨) في [جـ، س، ع]: (وغد).
(١٩) سقط من: [ع].
(٢٠) في [ق، هـ]: (فوصلت).
(٢١) في [أ، ب]: (جلت).
(٢٢) في [س، ع]: (فقال).
(٢٣) سقط من: [أ، ب].
(٢٤) مجهول؛ لجهالة زيد بن ضميرة، أخرجه أحمد (٢٣٨٧٩)، وابنه (٢١٠٨١)، وأبو داود (٤٥٠٣)، وابن ماجه (٢٦٢٥)، وابن أبي عاصم في الآحاد (٩٧٨)، وابن الجارود (٧٧٧)، والبيهقي ٩/ ١١٦، والطبراني (٥٤٥٧).

٣٩٧٩٠ - قال ابن إسحاق: فأخبرني عمرو بن عبيد عن الحسن قال: قال له رسول اللَّه ﷺ: «أمنته باللَّه ثم قتلته، فواللَّه ما مكث إلا سبعا حتى مات محلم»، قال: فسمعت الحسن (يحلف) (١) باللَّه: لدفن ثلاث مرات كل ذلك (تلفظه) (٢)
١٢٣
الأرض، قال: فجعلوه بين (صدى) (٣) جبل (وضموا) (٤) عليه من الحجارة، فأكلته السباع فذكروا أمره لرسول اللَّه ﷺ (٥) فقال: «أما واللَّه إن الأرض (لتطبق) (٦) على من هو (شر) (٧) منه، ولكن اللَّه أراد أن (يخبركم) (٨) (بحرمتكم) (٩) فيما بينكم» (١٠).


(١) في [س]: (يخلف).
(٢) في [ي]: بياض.
(٣) في: [ق، هـ]: (سدي).
(٤) في [هـ]: (ورصوا)، وفي [ص]: (وهموا).
(٥) سقط من: [ع].
(٦) في [ب]: (ليطبق)، وفي [س]: (التطبين).
(٧) في [ع]: (أشر).
(٨) في [ع]: بياض.
(٩) في [أ]: (لحرمتكم).
(١٠) مرسل؛ الحسن تابعي.

[٤١] ما (ذكروا) (١) في أهل نجران وما أراد النبي ﷺ (بهم) (٢)


(١) في [ع]: بياض.
(٢) سقط من: [هـ].

٣٩٧٩١ - حدثنا جرير عن مغيرة عن الشعبي قال: لما أراد رسول اللَّه ﷺ أن يلاعن أهل نجران قبلوا الجزية أن يعطوها، فقال رسول اللَّه ﷺ: «لقد أتاني البشير بهلكة أهل نجران لو تموا على الملاعنة حتى الطير على الشجر أو العصفور على الشجر»، ولما غدا إليهم رسول اللَّه ﷺ أخذ بيد حسن وحسين وكانت فاطمة تمشي خلفه (١).


(١) مرسل؛ الشعبي تابعي، أخرجه سعيد بن منصور ٢/ (٥٠٠)، وابن جرير في التفسير ٣/ ٣٠٠.

٣٩٧٩٢ - حدثنا عفان (حدثنا) (١) عبد الواحد بن زياد (حدثنا) (٢) (مجالد) (٣) بن سعيد عن الشعبي قال: كتب رسول اللَّه ﷺ إلى أهل نجران وهم نصارى: «أن من (بايع) (٤) منكم بالربا فلا ذمة له» (٥).


(١) في [ع]: (أخبرنا).
(٢) في [ع]: (أخبرنا).
(٣) في [س]: (مجاهد).
(٤) في [ع]: (باع).
(٥) مرسل ضعيف؛ الشعبي تابعي، ومجالد ضعيف.

٣٩٧٩٣ - حدثنا أبو خالد الأحمر عن يحيى بن سعيد أن عمر أجلى أهل نجران اليهود والنصارى، واشترى بياض أرضهم وكرومهم، فعامل عمر الناس إن هم جاءوا بالبقر والحديد من عندهم (١) فلهم الثلثان ولعمر الثلث، وإن جاء عمر بالبذر من عنده (فله الشطر) (٢)، وعاملهم النخل على أن لهم الخمس ولعمر أربعة أخماس، وعاملهم الكرم على أن لهم الثلث ولعمر الثلثان (٣).


(١) في [أ، ب، س]: زيادة (منهم).
(٢) سقط من: [أ، ب].
(٣) منقطع؛ يحيى بن سعيد لم يدرك عمر.

٣٩٧٩٤ - حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن سالم قال: كان أهل نجران قد بلغوا أربعين ألفًا، قال: وكان عمر يخافهم أن يميلوا على المسلمين فتحاسدوا بينهم، قال: فأتوا عمر، فقالوا: إنا قد تحاسدنا بيننا فأَجْلنا، قال: وكان رسول اللَّه ﷺ قد كتب لهم كتابا أن لا يجلوا، قال: فاغتنمها عمر فأجلاهم فندموا فأتوه، فقالوا: أقلنا، فأبى أن يقيلهم، فلما قدم علي أتوه فقالوا: إنا نسألك بخط يمينك وشفاعتك عند نبيك (١) ألا أقلتنا، فأبى وقال: ويحكم، إن عمر كان رشيد الأمر، قال سالم:
١٢٥
فكانوا يرون أن عليًا لو كان طاعنا على عمر في شيء من أمره طعن عليه في أهل نجران (٢).


(١) في [جـ، ي]: زيادة ﷺ.
(٢) منقطع؛ سالم بن أبي الجعد لم يدرك عمر، أخرجه مسدد كما في المطالب (٣٨٨٥)، وأبو عبيد في الأموال (٢٧٣)، ومقاتل في التفسير ١/ ٢١٢، والآجري في الشريعة (١٢٣٥)، والبيهقي ١٠/ ١٢٠، وابن عساكر ٤٤/ ٣٦٤، والفاكهي في أخبار مكة (٢٩١٩)، والبلاذري في فتوح البلدان ص ٧٨.

٣٩٧٩٥ - حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن زكريا عن أبي إسحاق عن صلة بن زفر عن حذيفة قال: أتى النبيَ ﷺ أسقفا نجران: العاقب والسيد، فقالا: ابعث معنا رجلا أمينا حق أمين، حق أمين، فقال: «لأبعثن معكم رجلا حق أمين»، فاستشرف لها أصحاب محمد (١)، قال: «قم يا أبا عبيدة بن الجراح»، فأرسله معهم (٢).


(١) في [جـ، ي]: زيادة ﷺ.
(٢) صحيح؛ أخرجه البخاري (٣٧٤٥)، ومسلم (٢٤٢٠).

٣٩٧٩٦ - حدثنا ابن إدريس عن أبيه عن سماك عن علقمة بن وائل عن المغيرة ابن شعبة قال: بعثني رسول اللَّه ﷺ إلى نجران فقالوا (لي) (١): إنكم (تقرأون) (٢): ﴿يَاأُخْتَ هَارُونَ﴾ [مريم: ١٢٨] وبين (موسى وعيسى) (٣) ما شاء اللَّه من السنين؟ فلم أدر ما (أجيبهم) (٤) به، حتى رجعت إلى النبي ﷺ (فسألته) (٥) فقال: «ألا أخبرتهم أنهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين من قبلهم» (٦).


(١) في [أ، ب]: (إلا)، وفي [س]: (إلى).
(٢) في [ع]: (تقرون).
(٣) في [ع]: (عيسى وموسى).
(٤) في [س]: (أخيمهم).
(٥) سقط من: [أ، ب].
(٦) حسن؛ سماك وعلقمة صدوقان، أخرجه مسلم (٢١٣٥)، وأحمد (١٨٢٠١).

٣٩٧٩٧ - حدثنا (معتمر) (١) عن أبيه عن قتادة قال: قال رسول اللَّه ﷺ (لأسقف) (٢) نجران: «يا أبا الحارث أسلم»، فقال: إني مسلم، قال: «يا أبا الحارث أسلم»، قال: قد أسلمت قبلك، قال نبي اللَّه ﷺ (٣): «كذبت منعك من الإسلام ثلاثة: ادعاؤك للَّه ولدا، وأكللك الخنزير، وشربك الخمر» (٤).


(١) في [ق، هـ]: (معمر).
(٢) في [أ، ب]: (أشلق).
(٣) سقط من: [ع].
(٤) مرسل؛ قتادة تابعي.

[٤٢] ما جاء في (وفاة) (١) النبي ﷺ-


(١) في [ع]: (رسول اللَّه).

٣٩٧٩٨ - حدثنا ابن فضيل عن أبيه عن نافع عن ابن عمر قال: لما قبض رسول اللَّه ﷺ كان أبو بكر في ناحية المدينة، فجاء فدخل على رسول اللَّه ﷺ وهو مسجى، فوضع فاه على جبين رسول اللَّه ﷺ فجعل يقبله ويبكي ويقول: بأبي (١) وأمي (طبت) (٢) حيا و(طبت) (٣) ميتا، فلما خرج مر بعمر بن الخطاب وهو يقول: ما مات رسول اللَّه ﷺ (٤) ولا يموت حتى (يقتل) (٥) اللَّه المنافقين، (وحتى يخزي اللَّه المنافقين) (٦)، قال: وكانوا قد استبشروا بموت رسول اللَّه ﷺ، فرفعوا رؤوسهم،
١٢٧
فقال: أيها الرجل أربع على نفسك، فإن رسول اللَّه ﷺ (٧) قد مات، ألم تسمع اللَّه يقول: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ [الزمر: ٣٠] وقال (٨): ﴿(وَمَا) (٩) جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ﴾ [الأنبياء: ٣٤]، قال: ثم أتى المنبر فصعده فحمد اللَّه وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس، إن كان (محمدٌ) (١٠) (١١) إلهكَم الذي تعبدون فإن (إلهكم) (١٢) (١٣) قد مات، وإن كان إلهكم الذي في السماء فإنّ إلهكم لم يمت، ثم تلا: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ (الرُّسُلُ) (١٤) أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ﴾ [آل عمران: ١٤٤] حتى ختم الآية، ثم نزل (وقد استبشر المسلمون بذلك) (١٥) واشتد فرحهم، (وأخذت) (١٦) (المنافقين) (١٧) الكآبة قال عبد اللَّه بن (عمر) (١٨): فو الذي نفسي بيده لكأنما كانت على وجوهنا أغطية فكشفت (١٩).


(١) في [ع]: زيادة (أنت).
(٢) في [ع]: (طيب).
(٣) في [ع]: (طيب).
(٤) سقط من: [ع].
(٥) في [س]: (يقبل).
(٦) سقط من: [ق، هـ].
(٧) سقط من: [هـ].
(٨) في [س]: زيادة (تعالى).
(٩) سقط من: [س].
(١٠) في [أ، ب]: (محمدًا).
(١١) في [جـ، ي]: زيادة ﷺ.
(١٢) سقط من: [س].
(١٣) في [هـ]: في [جـ، س، ع، ي]: زيادة (محمدًا).
(١٤) في [هـ]: (الرجل).
(١٥) في [جـ]: تكررت.
(١٦) في [ع]: (وأخذ).
(١٧) في [ع]: (المنافقون).
(١٨) في [أ]: (عمره).
(١٩) صحيح؛ أخرجه البزار (١٠٣)، والبخاري في التاريخ ١/ ٢٠١، والذهبي في العلو (١٦٦).

٣٩٧٩٩ - حدثنا عيسى بن يونس عن ابن جريج عن أبيه أنهم شكوا في قبر النبي ﷺ أين يدفنونه؟ فقال أبو بكر: سمعت النبي ﷺ يقول: «إن النبي لا يحول عن مكانه يدفن حيث يموت»، فنحوا فراشه فحفروا له موضع فراشه (١).


(١) منقطع؛ عبد العزيز بن جريج لم يدرك أبا بكر، أخرجه أحمد (٢٧)، وعبد الرزاق (٦٥٣٤)، والمروزي في مسند أبي بكر (١٠٥).

٣٩٨٠٠ - حدثنا ابن إدريس عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس (بن) (١) أبي حازم عن جرير قال: كنت باليمن فلقيت رجلين من أهل اليمن ذا كلاع وذا عمرو، فجعلت (أحدثهما) (٢) عن رسول اللَّه ﷺ (فقالا) (٣): إن كان حقًا ما تقول فقد مر صاحبك على أجله منذ ثلاث، فأقبلت وأقبلا معي حتى إذا كنا في بعض الطريق (رُفع) (٤) لنا ركب من قبل المدينة، فسألناهم فقالوا: قبض رسول اللَّه ﷺ واستخلف أبو بكر والناس صالحون، قال: فقالا لي: أخبر صاحبك أنا قد جئنا، ولعلنا سنعود إن شاء اللَّه، ورجعا إلى اليمن، (قال) (٥): فأخبرت أبا بكر بحديثهم، قال: أفلا جئت بهم! قال: فلما كان بعد قال لي ذو عمرو: يا جرير إن بك علي كرامة، وإني مخبرك خبرا، إنكم معشر العرب (لن) (٦) (تزالوا) (٧) (بخير) (٨) ما كنتم إذا هلك أمير
١٢٩
تأمرتم في آخر، فإذا (كانت) (٩) بالسيف كانوا ملوكا يغضبون غضب الملوك ويرضون رضى الملوك (١٠).


(١) في [س]: (عن).
(٢) في [ع]: (أحدثهم)، وفي [س]: (أخبرهما).
(٣) في [ع]: (فقال).
(٤) في [ق، هـ]: (وقع).
(٥) سقط من: [ع].
(٦) سقط من: [ع].
(٧) في [ب]: (تنالوا).
(٨) في [أ، ب]: (الخير).
(٩) في [ع]: (كانوا).
(١٠) صحيح؛ أخرجه عن طريق المؤلف: البخاري (٤٣٥٩)، وأحمد وابنه عبد اللَّه (١٩٢٤٤)، ويعقوب بن سفيان في المعرفة ٣/ ٢٩٠، وابن عساكر ١٧/ ٣٨٣، وابن البخاري في مشيخته ١/ ٣٦٠.

٣٩٨٠١ - حدثنا جعفر بن عون عن ابن جريج عن عطاء قال: بلغنا أن رسول اللَّه ﷺ حين مات، قال: أقبل الناس يدخلون فيصلون عليه ثم يخرجون ويدخل آخرون كذلك، قال: قلت لعطاء: يصلون ويدعون، قال: يصلون ويستغفرون (١).


(١) مرسل؛ عطاء تابعي.

٣٩٨٠٢ - حدثنا حفص عن جعفر عن أبيه قال: لم يؤم على النبي ﷺ إمام وكانوا يدخلون أفواجا يصلون (١) ويخرجون (٢).


(١) في [أ، ب]: زيادة (عليه).
(٢) مرسل؛ أبو جعفر ليس صحابيًا، أخرجه ابن سعد ٢/ ٢٩١، وابن الجوزي في المنتظم ٤/ ٤٧.

٣٩٨٠٣ - حدثنا أبو أسامة عن سفيان عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال: لما قبض النبي ﷺ جعلت أم أيمن تبكي؛ فقيل لها: لم (تبكين) (١) يا أم أيمن؟ قالت: أبكي على خبر السماء انقطع عنا (٢).


(١) في [جـ]: (تبكي).
(٢) صحيح؛ أخرجه الطبراني ٢٥/ (٢٢٧)، وأبو نعيم في الحلية ٢/ ٦٨ وابن عساكر ٤/ ٣٠٣، وابن سعد ٨/ ٢٢٦.

٣٩٨٠٤ - حدثنا أبو أسامة عن سليمان بن المغيرة عن ثابت (١) قال: لما قبض النبي ﷺ قال أبو بكر لعمر أو عمر لأبي بكر: انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها،
١٣٠
(فانطلقا) (٢) إليها فجعلت تبكي، فقالا لها: يا أم أيمن! إن ما عند اللَّه خير لرسول اللَّه ﷺ (٣)، فقالت: قد علمت أن ما عند اللَّه خير لرسول اللَّه ﷺ (٤)، (ولكني) (٥) أبكي على خبر السماء، انقطع عنا، فهيجتهما على البكاء؛ فجعلا يبكيان معها (٦).


(١) في [ق، هـ]: زيارة (عن أنس).
(٢) في [أ، ب، جـ، ي]: (فانطلقنا).
(٣) سقط من: [ع].
(٤) سقط من: [ع].
(٥) في [ع]: (ولكن).
(٦) مرسل؛ ثابت تابعي، وقد ورد متصلًا من حديث عمرو بن عاصم عن سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس، أخرجه مسلم (٢٤٥٤)، وابن ماجه (١٦٣٥)، وأبو يعلى (٦٩)، والبخاري في التاريخ الأوسط (٢٤١)، والمروزي في مسند أبي بكر (٧٦)، وأبو نعيم في الحلية ٢/ ٦٨ والبيهقي ٧/ ٩٣، وابن عساكر ٤/ ٣٠٢.

٣٩٨٠٥ - حدثنا حفص عن جعفر عن أبيه قال: خرجت صفية وقد قبض (النبي) (١) -صلي اللَّه عليه وسلم- وهي تلمع بثوبها -يعني تشير (به) (٢) - وهي تقول:
قد كان بعدك (هنباء) (٣) و(هنبثة) (٤) … لو كنت شاهدها لم (تكثر) (٥) الخطب (٦)


(١) في [ع]: (رسول اللَّه).
(٢) سقط من: [ع].
(٣) أي: بلاهة النساء، وفي [ق، هـ]: (أنباء).
(٤) أي: شدة تخلط الأمور، وفي [ق، هـ]: (هنبئة).
(٥) في [س]: (نكثر).
(٦) مرسل؛ أبو جعفر تابعي، وأخرجه الطبراني ٢٤/ (٨٠٧).

٣٩٨٠٦ - حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب أن الذي ولي دفن رسول اللَّه ﷺ وإجنانه أربعة نفر دون الناس: علي
١٣١
(والعباس) (١) والفضل وصالح مولى (النبى) (٢) ﷺ لحدوا (له) (٣) ونصبوا عليه اللبن نصبا (٤).


(١) في [هـ]: (عباس).
(٢) في [س، ع]: (للنبي).
(٣) في [أ، ب]: (عليه).
(٤) مرسل؛ سعيد بن المسيب تابعي، وأخرجه مسدد كما في المطالب العالية (٤٣٢٥).

٣٩٨٠٧ - حدثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن عامر قال: دخل قبر النبي ﷺ عليٌ والفضل وأسامة (١).


(١) مرسل؛ الشعبي تابعي، أخرجه ابن سعد ٢/ ٣٠٠، وأبو داود (٣٢٠٩)، والبيهقي ٤/ ٥٣.

٣٩٨٠٨ - قال الشعبي: وحدثني مرحب أو ابن أبي مرحب أن عبد الرحمن بن عوف دخل معهم القبر (١).


(١) صحيح؛ أخرجه أبو داود (٣٢٠٩)، وعبد الرزاق (٦٤٥٥)، والبخاري في التاريخ ٨/ ٥٦، وابن سعد ٢/ ٣٠٠، وابن أبي عاصم في الآحاد (١٧٢٦)، وأبو يعلى (٢٣٦٧)، والدولابي ١/ ١٥٩، والطبراني ٢٠/ (٨٦٣٦)، والبيهقي ٤/ ٥٣.

٣٩٨٠٩ - حدثنا ابن إدريس عن (إسماعيل) (١) عن الشعبي قال: غسل النبي ﷺ عليٌ والفضل وأسامة (٢).


(١) سقط من: [أ، ب].
(٢) مرسل؛ الشعبي تابعي.

٣٩٨١٠ - قال: وحدثني ابن أبي مرحب أن عبد الرحمن بن عوف دخل معهم القبر (١).


(١) صحيح؛ وانظر: ما قبله.

٣٩٨١١ - قال: وقال الشعبي: من يلي الميت إلا أهله.

٣٩٨١٢ - وفي حديث ابن إدريس عن (ابن) (١) [أبي خالد وجعل علي يقول: بأبي وأمي (طبت) (٢) حيا وميتا (٣).


(١) سقط من: [أ، هـ].
(٢) في [ع]: (طيب).
(٣) منقطع؛ إسماعيل بن أبي خالد لم يدرك ذلك.

٣٩٨١٣ - حدثنا (١) ابن إدريس عن ابن جريج عن محمد بن علي قال: غسل النبي ﷺ في قميص، فولي علي سفلته، والفضل محتضنه، والعباس يصب الماء، قال: والفضل يقول: أرحني قطعت وتيني، إني لأجد شيئا ينزل علي، قال: وغسل من بئر سعد بن خيثمة بقباء، وهي البئر التي يقال لها: بئر (أريس) (٢) قال: وقد واللَّه شربت منها واغتسلت (٣).


(١) سقط ما بين المعكوفين من: [أ، ب].
(٢) في [أ، ب]: (أدرس)، وفي بعض المصادر: (بئر الغرس).
(٣) مرسل؛ محمد بن علي الباقر تابعي، وأخرجه عبد الرزاق (٦٠٧٧)، وابن سعد ٢/ ٢٨٠، وابن شبه في تاريخ المدينة (٤٧٧)، والبيهقي ٣/ ٣٩٥.

٣٩٨١٤ - حدثنا عبد الأعلى وابن مبارك عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب أن عليا التمس من النبي ﷺ (١) -كرمه اللَّه- ما يلتمس من الميت، فلم يجد شيئا فقال: بأبي وأمي (طبت) (٢) حيا و(طبت) (٣) ميتا (٤).


(١) في [جـ، ي]: زيادة ﷺ.
(٢) في [ع]: (طيب).
(٣) في [ع]: (طيب).
(٤) مرسل؛ سعيد بن المسيب تابعي، أخرجه عبد الرزاق (٦٠٩٤)، وابن سعد ٢/ ٢٨٠، وأبو داود في المراسيل (٤١٥).

٣٩٨١٥ - حدثنا يحيى بن سعيد عن جعفر عن أبيه قال: لما أرادوا أن
١٣٣
(يغسلوا) (١) النبي ﷺ كان عليه قميص، فأرادوا أن ينزعوه، فسمعوا نداء من البيت (أن) (٢) لا تنزعوا القميص (٣).


(١) في [س]: (يغتسلوا).
(٢) سقط من: [ع].
(٣) مرسل؛ أبو جعفر محمد بن علي تابعي.

٣٩٨١٦ - حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن موسى بن أبي عائشة عن (عبيد اللَّه) (١) بن عبد اللَّه بن عتبة عن عائشة وابن عباس أن أبا بكر قبل النبي ﷺ بعد ما مات (٢).


(١) في [جـ]: (عبد اللَّه).
(٢) صحيح؛ أخرجه البخاري (٤٤٥٥) من طريق المؤلف.

٣٩٨١٧ - حدثنا عبد العزيز بن أبان (عن سفيان) (١) عن معمر عن الزهري عن أنس (قال) (٢): لما قبض (رسول) (٣) اللَّه ﷺ بكى الناس، فقام عمر في المسجد خطيبًا، فقال: لا أسمع أحدا يزعم أن محمدًا قد مات، ولكن أرسل إليه ربُّه كما أرسل إلى موسى ربه، فقد أرسل اللَّه إلى موسى فلبث عن قومه أربعين ليلة، واللَّه إني لأرجو أن تقطع أيدي رجال وأرجلهم يزعمون أنه مات (٤).


(١) في [أ، ب، جـ، ط، ع، هـ]: (بن عثمان).
(٢) سقط من: [س].
(٣) في [ع]: (النبي).
(٤) ضعيف جدًا؛ عبد العزيز بن أبان متروك، والحديث أخرجه البخاري (٣٦٥٤)، وابن ماجه (١٦٢٧)، وابن حبان (٦٨٧٥)، وأحمد ٣/ ١٩٦ (١٣٠٥١).

٣٩٨١٨ - حدثنا حاتم بن إسماعيل عن (أنيس) (١) بن أبي يحيى عن أبيه عن أبي سعيد الخدري قال: خرج علينا رسول اللَّه ﷺ يومًا ونحن في المسجد وهو عاصب
١٣٤
رأسه بخرقة في المرض الذي مات فيه، فأهوى قبل المنبر حتى استوى عليه فاتبعناه، (فقال) (٢): «والذي نفسي بيده إني لقائم على (الحوض) (٣) الساعة»، وقال: «إن عبدًا عرضت عليه الدنيا وزينتها فاختار الآخرة»، فلم يفطن (لها) (٤) أحد إلا أبو بكر، (فذرفت) (٥) عيناه فبكى (وقال) (٦): بأبي (٧) وأمي بل (نفديك) (٨) بآبائنا وأمهاتنا (وأنفسنا) (٩) وأموالنا، قال: (ثم هبط فما قام عليه حتى) (١٠) الساعة ﷺ (١١).


(١) في [ع]: (أنس).
(٢) في [ع]: (وقال).
(٣) سقط من: [ي].
(٤) في [أ، ب، ق، هـ]: (بها).
(٥) في [س]: (قد رقت).
(٦) في [جـ، ع]: (قال).
(٧) في [هـ]: زيادة (أنت).
(٨) في [هـ]: (نفد بك).
(٩) سقط من: [ي].
(١٠) في [ي]: بياض.
(١١) حسن؛ أبو يحيى صدوق، أخرجه أحمد (١١٨٨٢)، وابن حبان (٦٥٩٣)، والحاكم ٤/ ٢٨٢، وابن سعد ٢/ ٢٣٠، وعبد بن حميد (٩٦٤)، وأبو يعلى (١١٥٥)، وابن عساكر ٣٠/ ٢٤٧.

٣٩٨١٩ - حدثنا حاتم عن جعفر عن أبيه قال: لما ثقل النبي ﷺ قال: «أين أكون غدا؟» قالوا: عند فلانة، قال: «أين أكون بعد غد؟» قالوا: عند فلانة، فعرفن أزواجه أنه إنما يزيد عائشة، فقلن: يا رسول اللَّه قد وهبنا أيامنا لأختنا عائشة (١).


(١) مرسل؛ أبو جعفر محمد بن علي الباقر تابعي.

٣٩٨٢٠ - حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن موسى بن أبي عائشة قال:
١٣٥
حدثني (عبيد اللَّه) (١) بن عبد اللَّه بن عتبة قال: أتيت عائشة فقلت: حدثيني عن مرض رسول اللَّه ﷺ (٢)، قالت: نعم، مرض رسول اللَّه ﷺ فثقل فأغمي عليه (٣) (فأفاق) (٤) (فقال) (٥): «ضعوا لي ماء في المخضب»، ففعلنا، قالت: فاغتسل (فذهب) (٦) (لينوء) (٧)، فأغمي عليه، (قالت) (٨): (ثم أفاق) (٩) فقال: «ضعوا لي ماء في المخضب (١٠)»، ففعلنا، قالت: فاغتسل (ثم ذهب) (١١) لينوء، فأغمي عليه، [(قالت) (١٢): ثم أفاق] (١٣) فقال: [«ضعوا لي ماء في المخضب»، قالت: (قلت: قد) (١٤) (فعلنا) (١٥)، قالت: فاغتسل ثم ذهب لينوء فأغمي عليه، ثم أفاق، فقال] (١٦): «أصلى الناس بعد؟» فقلنا: لا يا رسول اللَّه هم ينتظرونك، قالت:
١٣٦
والناس عكوف ينتظرون رسول اللَّه ﷺ ليصلي بهم عشاء الآخرة، قالت: فاغتسل (رسول اللَّه ﷺ) (١٧)، ثم ذهب لينوء فأغمي عليه ثم أفاق فقال: «أصلى الناس بعد؟» قلت: لا، فأرسل رسول اللَّه ﷺ إلى أبي بكر أن يصلي بالناس، قالت: فأتاه الرسول فقال (١٨): إن رسول اللَّه ﷺ (١٩) يأمرك أن تصلي بالناس، فقال: يا عمر صل بالناس، (قال) (٢٠): فقال: أنت أحق، إنما أرسل إليك رسول اللَّه ﷺ، قالت: فصلى بهم أبو بكر تلك (الأيام) (٢١)، ثم إن رسول اللَّه ﷺ (٢٢) وجد خفة من نفسه، فخرج لصلاة الظهر بين العباس ورجل آخر، فقال لهما: «أجلساني (عن يمينه) (٢٣)»، فلما سمع أبو بكر حسه ذهب يتأخر، فأمره أن يثبت مكانه، قالت: فأجلساه عن يمينه، فكان أبو بكر يصلي بصلاة رسول اللَّه ﷺ وهو جالس، والناس يصلون بصلاة أبي بكر (٢٤).


(١) في [ع]: (عبد اللَّه).
(٢) سقط من: [ع].
(٣) في [جـ، ق، ي]: زيادة (قالت).
(٤) في [ع]: (فاتاق).
(٥) في [ي]: (قال).
(٦) في [أ، ب]: (فذهبت)، وفي [هـ]: (ثم ذهبت).
(٧) في [ع]: (لتبوء).
(٨) سقط من: [هـ].
(٩) سقط من: [ب، ع].
(١٠) في [أ، ب]: زيادة (قالت: قد)، وفي [س]: (قالت: قلت)، وفي [جـ]: (قال: قلت: قد).
(١١) في [ق، هـ]: (فذهب).
(١٢) سقط من: [جـ، س، ع، ي].
(١٣) سقط ما بين المعكوفين من: [أ، ب].
(١٤) سقط من: [أ، ب].
(١٥) في [أ، ب]: (ففعلنا).
(١٦) سقط ما بين المعكوفين من: [جـ، س، ع، ي].
(١٧) سقط من: [ع].
(١٨) في [ع]: زيادة (إن اللَّه يأمرك أن تصلي بالناس قالت).
(١٩) سقط من: [س].
(٢٠) سقط من: [ق، هـ].
(٢١) في [ع]: (الصلاة).
(٢٢) سقط من: [ع].
(٢٣) كذا، وفي بقية المصادر: (عن يساره) أو (جنبه).
(٢٤) صحيح؛ أخرجه البخاري (٦٨٧)، ومسلم (٤١٨).

٣٩٨٢١ - قال: فأتيت ابن عباس فقلت: ألا أعرض عليك ما حدثتني عائشة؟ قال: هات، فعرضت عليه هذا، فلم ينكر منه شيئا إلا أنه قال: أخبرتك من الرجل الآخر؟ قال: (قلت) (١): لا، فقال: هو عليٌّ رحمه الله (٢).


(١) هكذا في: [هـ]، وفي بقية النسخ: (فقلت).
(٢) صحيح؛ أخرجه البخاري (١٩٥)، ومسلم (٤١٨).

٣٩٨٢٢ - حدثنا عفان (حدثنا) (١) وهيب (٢) (حدثنا) (٣) داود عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: لما توفي رسول اللَّه ﷺ (٤) قام خطباء الأنصار، فجعل الرجل منهم يقول: يا معشر المهاجرين! إن رسول اللَّه ﷺ كان إذا استعمل رجلا منكم قرن معه رجلا منا، فنرى أن (يلي) (٥) هذا الأمر رجلان أحدهما منكم والآخر منا، قال: (فتتابعت) (٦) خطباء الأنصار على ذلك، فقام زيد بن ثابت فقال: إن رسول اللَّه ﷺ (٧) كان من المهاجرين (٨)، ونحن أنصاره كما كنا أنصار رسول اللَّه ﷺ (٩)، فقام أبو بكر فقال: جزاكم اللَّه خيرا يا معشر الأنصار وثبت قائلكم، ثم قال: واللَّه لو فعلتم غير ذلك لما صالحتكم (١٠).


(١) في [ع]: (أخبرنا).
(٢) في [أ، ب]: زيادة (حدثنا عفان).
(٣) في [ع]: (أخبرنا).
(٤) سقط من: [ب، ع].
(٥) في [ع]: (يل).
(٦) في [أ، ب، س]: (فتباينت).
(٧) سقط من: [ع].
(٨) في [هـ]: زيارة (وإن الإمام إنما يكون من المهاجرين) من مصادر التخريج.
(٩) سقط من: [هـ].
(١٠) صحيح؛ أخرجه أحمد ٥/ ١٨٥ (٢١٦٥٧)، وابن سعد ٣/ ٢١٢، والحاكم ٣/ ٨٦، والطبراني (٤٧٨٥)، والطيالسي (٦١٢)، والبيهقي ٨/ ١٤٣، وابن عساكر ١٩/ ٣١٤.

٣٩٨٢٣ - حدثنا خالد بن مخلد (حدثنا) (١) سليمان بن بلال قال: حدثني عبد الرحمن بن حرملة قال: سمعت سعيد بن المسيب قال: لما توفي رسول اللَّه ﷺ وضع على سريره، فكان الناس يدخلون (عليه) (٢) زمرا (زمرا) (٣) يصلون
١٣٨
عليه ويخرجون ولم يؤمهم أحد، وتوفي يوم (الاثنين) (٤) ودفن يوم الثلاثاء ﷺ (٥) (٦).


(١) في [ع]: (أخبرنا).
(٢) سقط من: [هـ].
(٣) سقط من: [ع].
(٤) في [ع]: (الثلاثاء).
(٥) سقط من: [ع].
(٦) مرسل؛ سعيد بن المسيب تابعي، أخرجه ابن سعد ٢/ ٢٨٨.

[٤٣] ما جاء في خلافة أبي بكر (وسيرته) (١) في الردة


(١) في [ع]: (وسرته).

٣٩٨٢٤ - حدثنا (١) غندر عن شعبة عن سعد بن إبراهيم قال: سمعت عبيد اللَّه ابن عبد (اللَّه) (٢) بن عتبة يحدث عن ابن عباس عن عبد الرحمن بن عوف (قال: حج عمر فأراد أن يخطب الناس خطبة، فقال عبد الرحمن بن عوف) (٣): إنه قد اجتمع عندك رعاع الناس وسفلتهم، فأخر ذلك حتى تأتي المدينة، قال: فلما قدمت المدينة دنوت قريبا من المنبر، فسمعته يقول: إني قد عرفت أناسًا يقولون: إن خلافة أبي بكر (فلتة) (٤) وإنما كانت (فلتة) (٥)، ولكن اللَّه وقى شرها، إنه لا خلافة إلا عن مشورة (٦).


(١) في [أ]: زيادة (أبو بكر عن).
(٢) سقط من: [ع].
(٣) سقط من: [ع].
(٤) في [ع]: (فلت).
(٥) في [ع]: (قلته).
(٦) صحيح؛ أخرجه أحمد (٣٥٢)، وأصله في البخاري (٦٨٢٩)، ومسلم (١٦٩١).

٣٩٨٢٥ - حدثنا عبد (الأعلى) (١) عن ابن إسحاق عن (عبد اللَّه) (٢) بن أبي بكر
١٣٩
عن (الزهري) (٣) عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه (بن عتبة) (٤) عن ابن عباس قال: كنت (أختلف إلى عبد الرحمن) (٥) بن عوف (ونحن بمنى) (٦) مع عمر (بن الخطاب) (٧)، أعلم عبد الرحمن بن عوف القرآن، فأتيته في المنزل فلم أجده فقيل: هو عند أمير المؤمنين، فانتظرته حتى جاء فقال لي: قد (غضب) (٨) هذا اليوم غضبًا (٩) ما رأيته (غضب) (١٠) مثله منذ كان، قال: قلت: لم ذاك؟ قال: بلغه أن رجلين من الأنصار ذكرا بيعة أبي بكر فقالا: واللَّه ما كانت إلا فلتة، فما يمنع امرءا إن هلك هذا أن يقوم إلى من (يحب) (١١) فيضرب على يده فتكون كما كانت.

قال: فهم عمر أن يكلم الناس، قال: فقلت: لا تفعل يا أمير المؤمنين، فإنك ببلد قد اجتمعت إليه (أفناء) (١٢) العرب كلها، وإنك إن قلت مقالة حملت عنك وانتشرت في الأرض كلها، فلم تدر ما يكون في ذلك، وإنما يعينك من قد عرفت أنه سيصير إلى المدينة.

فلما قدمنا المدينة رحت (مهجرا) (١٣) حتى أخذت (عضادة) (١٤) المنبر اليمنى،
١٤٠
وراح إلي سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل حتى جلس معي، (فقلت) (١٥): ليقولن هذا اليوم مقالة (ما قالها) (١٦) منذ استخلف، قال: وما عسى أن يقول؟ قلت: ستسمع (ذاك) (١٧).

قال: فلما اجتمع الناس خرج عمر حتى جلس على المنبر ثم حمد اللَّه وأثنى عليه ثم ذكر رسول اللَّه ﷺ فصلى عليه ثم قال: إن اللَّه أبقى رسوله بين أظهرنا ينزل عليه الوحي من اللَّه يحل به ويحرم، ثم قبض اللَّه رسوله فرفع (معه) (١٨) ما شاء أن يرفع، وأبقى منه ما شاء أن يبقى، فتشبثنا ببعض، وفاتنا بعض.

فكان مما كنا نقرأ (في) (١٩) القرآن: ﴿لا ترغبوا عن آبائكم، فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم﴾ ونزلت آية الرجم، فرجم النبي ﷺ ورجمنا معه، والذي نفس محمد بيده لقد حفظتها (وعلمتها) (٢٠) وعقلتها لولا أن يقال: كتب عمر في المصحف ما ليس فيه، لكتبتها بيدي كتابًا، والرجم على ثلاثة منازل: حمل بيّنٌ، أو اعتراف (من) (٢١) صاحبه، أو شهود عدل، كما أمر اللَّه.

وقد بلغني أن رجالا يقولون في خلافة أبي بكر: إنها كانت فلتة ولعمري إن كانت كذلك، ولكن اللَّه أعطى خيرها (ووقى) (٢٢) شرها؛ (وأيكم) (٢٣) هذا الذي تنقطع إليه الأعناق كانقطاعها إلى أبي بكر.
١٤١

إنه كان من شأن الناس أن رسول اللَّه ﷺ توفي فأتينا فقيل لنا: إن الأنصار قد اجتمعت في بني ساعدة مع سعد بن عبادة يبايعونه، فقمت وقام أبو بكر وأبو عبيدة ابن الجراح نحوهم فزعين أن يحدثوا في الإسلام (فتقا) (٢٤)، فلقينا رجلان من الأنصار، (رجلا) (٢٥) صدقٍ: عويم بن ساعدة ومعن بن عدي، فقالا: أين تريدون؟ فقلنا: قومكم لما بلغنا من أمرهم، (فقالا) (٢٦): ارجعوا فإنكم لن تخالفوا، ولن يؤت شيء تكرهونه، فأبينا إلا أن نمضي، وأنا (أزوي) (٢٧) كلاما أريد أن أتكلم به.

حتى انتهينا إلى القوم وإذا هم (عكر) (٢٨) هناك على سعد بن عبادة، وهو على سرير له مريض، فلما غشيناهم تكلموا فقالوا: يا معشر قريش! منا أمير ومنكم أمير، فقام (الحباب) (٢٩) بن المنذر فقال: أنا (جذيلها) (٣٠) المحكك وعذيقها (المرجب) (٣١)، إن شئتم واللَّه رددناها جذعة.

فقال أبو بكر: على رسلكم، فذهبت لأتكلم فقال: (أنصت) (٣٢) يا عمر، فحمد اللَّه وأثنى عليه ثم قال: يا معشر الأنصار إنا واللَّه ما ننكر فضلكم ولا بلاءكم في الإسلام ولا حقكم الواجب علينا، (ولكنكم) (٣٣) قد عرفتم أن هذا الحي من قريش بمنزلة من العرب ليس بها غيرهم، وإن العرب لن تجتمع إلا على رجل منهم،
١٤٢
فنحن الأمراء وأنتم الوزراء، فاتقوا اللَّه ولا تصدعوا الإسلام، ولا تكونوا أول من أحدث في الإسلام، ألا وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين لي ولأبي عبيدة بن الجراح، فأيهما بايعتم فهو لكم ثقة.

قال: فو اللَّه ما بقي شيء كنت أحب أن أقوله إلا وقد قاله يومئذ غير هذه الكلمة، فواللَّه لأن أُقتل ثم أحيا (ثم أقتل ثم أحيا) (٣٤) في غير معصية أحب إلي من أن أكون أميرا على قوم فيهم أبو بكر.

قال: ثم قلت: يا معشر الأنصار! يا معشر المسلمين! إن أولى الناس بأمر رسول اللَّه ﷺ-من بعده ثاني اثنين إذ هما في الغار، أبو بكر السباق (المتين) (٣٥)، ثم أخذت بيده وبادرني (رجل من الأنصار) (٣٦) فضرب على (يده) (٣٧) قبل أن أضرب على يده، (ثم ضربت) (٣٨) على يده، [(وتتابع) (٣٩) الناس.

وميل على سعد بن عبادة فقال: الناس] (٤٠) قتل سعد، فقلت: (اقتلوه) (٤١) قتله اللَّه، ثم انصرفنا وقد جمع اللَّه أمر المسلمين بأبي بكر، (فكانت) (٤٢) (لَعَمْرُ) (٤٣) اللَّه (فلتة) (٤٤) كما (قلتم) (٤٥) أعطى اللَّه خيرها ووقى شرها، فمن دعا إلى مثلها فهو
١٤٣
(الذي) (٤٦) لا بيعة له ولا لمن بايعه (٤٧).


(١) في [أ]: (الأعلا).
(٢) في [أ، ب، س، ق، هـ]: (عبيد اللَّه).
(٣) في [ب]: بياض.
(٤) في [ب]: بياض.
(٥) في [ب]: بياض.
(٦) في [ب]: بياض.
(٧) في [ب]: بياض.
(٨) في [أ، ب]: (غضبت).
(٩) في [أ، ب]: زيادة (شديدًا).
(١٠) في [ع]: (غضبت).
(١١) في [س]: (يحبب).
(١٢) في [ع]: (أقياء).
(١٣) في [ع]: (سحرًا).
(١٤) في [أ، ب]: (عصارة)، وفي [جـ]: (عضارة)، وفي [ع]: (عضاءتي).
(١٥) في [أ، ب]: (فقالت).
(١٦) سقط من: [ع].
(١٧) في [ق، هـ]: (ذلك).
(١٨) في [هـ]: (منه).
(١٩) في [ق، هـ]: (من).
(٢٠) في [س، ع]: (ففعلتها).
(٢١) هكذا في: [ق، هـ]، وفي باقي النسخ: (عن).
(٢٢) في [ب]: (وقى).
(٢٣) في [هـ]: (إياكم).
(٢٤) سقط من: [ع].
(٢٥) في [هـ]: (رجل).
(٢٦) في [أ، ب، جـ ع، ي]: (فقال)، وفي [س]: (قال).
(٢٧) في [أ، ب، س، ط]: (أروي).
(٢٨) أي: مجتمعون، وفي [ق، هـ]: (عكوف).
(٢٩) في [أ، ب]: (الخباب).
(٣٠) في [ع]: (جديعها).
(٣١) في [أ، ب]: (الوجب)، وفي [ع]: (المرحب).
(٣٢) في [س]: (ألفت).
(٣٣) في [س]: (للكنم).
(٣٤) سقط من: [ب].
(٣٥) في [أ، ب، س، ط]: (المبين)، وسقط من: [ي].
(٣٦) في [ي]: بياض.
(٣٧) في [أ، ب]: (يديه).
(٣٨) في [ع]: (فضربت).
(٣٩) في [ب، ع]: (وتبايع).
(٤٠) في [ي]: ما بين المعكوفين بياض.
(٤١) في [جـ]: (اقتلوا).
(٤٢) في [أ، ب]: (وكانت).
(٤٣) في [ع]: (لعمرو).
(٤٤) سقط من: [أ، ب، ط، هـ].
(٤٥) في [هـ]: (قتلتم).
(٤٦) في [أ، هـ]: (للذي).
(٤٧) حسن؛ ابن إسحاق صدوق، أخرجه البخاري (٦٨٣٠)، ومسلم (١٦٩١).

٣٩٨٢٦ - حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عاصم عن زر عن عبد اللَّه قال: لما قبض رسول اللَّه ﷺ قالت الأنصار: منا أمير ومنكم أمير، قال: فأتاهم عمر فقال: يا (معاشر) (١) الأنصار! ألستم تعلمون أن رسول اللَّه ﷺ أمر أبا بكر أن (يصلي) (٢) بالناس؟ قالوا: بلى، قال: فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر، (قالوا) (٣): نعوذ باللَّه أن نتقدم أبا بكر (٤).


(١) في [أ، ب، جـ، ع]: (معشر).
(٢) في [س]: (تصلي).
(٣) في [هـ]: (فقالوا).
(٤) ضعيف؛ رواية عاصم عن زر ضعيفة، أخرجه أحمد (٣٧٦٥)، والحاكم ٣/ ٦٧، والنسائي ٢/ ٧٤، وابن سعد ٣/ ١٧٨، والفسوي ١/ ٤٥٤، والبيهقي ٨/ ١٥٢، وابن أبي عاصم في السنة (١١٥٩)، والضياء (٢٢٩)، وابن عبد البر في التمهيد ٢٢/ ١٢٨، والخطابي في الغريب ٢/ ١٢٤.

٣٩٨٢٧ - حدثنا محمد بن بشر (حدثنا) (١) عبيد اللَّه بن عمر (حدثنا) (٢) زيد بن أسلم عن أبيه أسلم أنه حين بويع لأبي بكر بعد رسول اللَّه ﷺ كان علي والزبير (يدخلان) (٣) على فاطمة بنت رسول اللَّه ﷺ فيشاورونها ويرتجعون في أمرهم، فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب خرج حتى دخل على فاطمة فقال: يا بنت رسول اللَّه ﷺ (٤) واللَّه ما من (الخلق) (٥) (أحد) (٦) أحب إلينا من أبيك، وما من أحد
١٤٤
(أحب) (٧) إلينا بعد أبيك منك، وأيم اللَّه ما ذاك (بمانعي) (٨) أن أجتمع هؤلاء النفر عندك؛ أن أمرتهم أن يحرق عليهم (البيت) (٩)، قال: فلما خرج عمر جاؤوها (فقالت) (١٠): تعلمون أن عمر قد جاءني وقد حلف (باللَّه) (١١) لئن عدتم ليحرقن عليكم البيت، وأيم اللَّه (ليمضين) (١٢) لما حلف عليه، فانصرفوا راشدين، فرءوا رأيكم ولا ترجعوا إليَّ، فانصرفوا عنها (فلم) (١٣) (يرجعوا) (١٤) إليها حتى بايعوا لأبي بكر (١٥).


(١) في [ع، هـ]: (نا).
(٢) في [ع]: (أخبرنا).
(٣) في [ع]: (يدقون).
(٤) سقط من: [أ، ب، ع].
(٥) سقط من: [هـ].
(٦) في [أ، ب]: (أحدًا).
(٧) في [ب]: (رعب).
(٨) في [ع]: (بما نعني).
(٩) في [ع]: (الباب).
(١٠) في [ع]: (قالت).
(١١) في [أ]: (للَّه).
(١٢) في [ع]: (لتمضين).
(١٣) في [ع]: (ولم).
(١٤) في [جـ]: (رجعوا).
(١٥) صحيح؛ أخرجه أحمد في فضائل الصحابة (٥٣٢)، وابن عبد البر في الاستذكار ٣/ ٩٧٥، وابن أبي عاصم في الآحاد (٢٩٥٢)،

٣٩٨٢٨ - حدثنا ابن نمير عن هشام بن عروة عن أبيه أن أبا بكر وعمر لم (يشهدا) (١) دفن النبي ﷺ، (كانا) (٢) في الأنصار (فبويعا) (٣) قبل أن يرجعا (٤).


(١) في [جـ، ع]: (يشهدوا).
(٢) في [ع]: (فكانا).
(٣) في [ي]: (فبايعوا)، وفي [ب]: (فبايعا)، وفي [ق]: (فبويع)، وفي [هـ]: (فدفن).
(٤) مرسل؛ عروة لم يدرك وفاة النبي ﷺ.

٣٩٨٢٩ - حدثنا ابن إدريس عن ابن عجلان عن زيد بن أسلم عن أبيه قال:
١٤٥
دخل عمر على أبي بكر وهو آخذ بلسانه (ينضنضه) (١) فقال له عمر: اللَّه، اللَّه، يا خليفة رسول اللَّه (٢) وهو يقول: هاه، إن هذا (أوردني) (٣) الموارد (٤).


(١) في [ع]: (لنضضه)، وفي [س]: (يتصفته).
(٢) في [جـ]: زيادة ﷺ.
(٣) في [ب]: (وردني).
(٤) حسن؛ ابن عجلان صدوق، أخرجه أحمد في الزهد ص ١١٢ وابن سعد ٥/ ١٠، ومالك في الموطأ (١٧٨٨)، وابن وهب في الجامع (٣٠٧)، وأبو يعلى (٥)، والبزار (٨٤)، وأبو نعيم في الحلية ١/ ٣٣، والضياء (٣)، والبيهقي في شعب الإيمان (٤٩٤٧)، وهناد في الزهد (١٠٩٣)، وابن المبارك في الزهد (٣٦٩)، والخطيب في الفصل ١/ ٢٠٢ وابن أبي الدنيا في الورع (٦٢).

٣٩٨٣٠ - حدثنا وكيع عن نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة قال: قال رجل لأبي بكر: يا خليفة اللَّه، قال: لست بخليفة اللَّه، ولكني خليفة رسول اللَّه ﷺ، أنا راض بذلك (١).


(١) منقطع؛ ابن أبي ملكية لم يدرك أبا بكر، أخرجه أحمد ١/ ١٠ (٥٩)، وأحمد بن منيع في المطالب (٣٨٧٢)، وابن سعد ٣/ ١٨٣، والخلال في السنة (٣٣٤)، وابن عساكر ٣٠/ ٢٩٤، وابن عبد البر في الاستيعاب ٣/ ٩٧٢، والآجري في الشريعة (١١٨٥).

٣٩٨٣١ - (١) (حدثنا) (٢) وكيع عن سفيان عن عبد الملك بن عمير عن مولى لربعي بن (حراش) (٣) عن ريعي عن حذيفة قال: كنا جلوسا عند النبي ﷺ فقال: «(إني) (٤) لا أدري ما قدر (بقائي) (٥) فيكم؟ فاقتدوا بالذين من بعدي -وأشار إلى أبي بكر وعمر-
١٤٦
واهتدوا بهدي عمار وما حدثكم ابن مسعود من شيء فصدقوه» (٦).


(١) في [أ، ب، ط]: زيادة (حدثنا أبو بكر قال).
(٢) في [ع]: (أخبرنا).
(٣) في [أ، ب]: (خراشي).
(٤) في [س، ط]: (لي).
(٥) في [ع]: (مقامي).
(٦) مجهول؛ لإبهام المولى، أخرجه أحمد (٢٣٢٧٦)، والترمذي (٣٧٩٩)، وابن ماجه (٩٧)، وابن حبان (٦٩٠٢)، والحاكم ٣/ ٧٥، والبخاري في الكنى ص ٥٠، وابن سعد ٢/ ٣٣٤، وابن أبي عاصم في السنة (١١٤٨)، ويعقوب في المعرفة ١/ ٤٨٠، والحميدي (٤٤٩)، والبزار (٢٨٢٩)، والطبراني في الأوسط (٥٤٩٩)، والطحاوي في شرح المشكل (١٢٢٤)، والبغوي (٣٨٩٤).

٣٩٨٣٢ - حدثنا وكيع عن سالم المرادي أبي العلاء عن عمرو بن (مرة) (١) عن ربعي بن حراش وأبي عبد اللَّه رجل من أصحاب حذيفة عن حذيفة قال: كنا جلوسا عند النبي ﷺ فذكر مثل حديث عبد الملك بن عمير إلا أنه قالت: «تمسكوا بعهد ابن أم (عبد) (٢)» (٣).


(١) كذا في النسخ، وهو وهم من أحد الرواة، لعله: (وكيع)، وصوابه: (عمرو بن هرم)، وقد عدلها في [هـ] مصوبًا ذلك مخالفًا ما في النسخ، قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ١/ ٤٧٨: «ورواه سالم المرادي عن عمرو بن هرم عن ربعي عن حذيفة»، وقال وكيع: «عن سالم المراوي فقال: عن عمرو بن مرة»، والأول أشبه، وانظر: موارد الظمآن (٢١٩٣)، وتاريخ دمشق ٣٣/ ١١٨، والبدر المنير ٩/ ٥٨٠، والتلخيص الحبير ٤/ ١٩٠.
(٢) في [ع]: (معبد).
(٣) ضعيف؛ سالم ضعيف، وأبو عبد اللَّه مجهول، أخرجه أحمد (٢٣٣٨٦)، والترمذي (٣٦٦٣)، وابن حبان (٦٩٠٢)، والبخاري في الكنى ص ٥٠، وابن سعد ٢/ ٣٣٤، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ٩/ ٤٠٢، وعبد اللَّه بن أحمد في زوائد فضائل الصحابة (١٩٨)، والطحاوي في شرح المشكل (١٢٣٣)، وابن عدي ٢/ ٦٦٦.

٣٩٨٣٣ - حدثنا أبو أسامة عن ابن عون عن محمد عن رجل من بني (زريق) (١) قال: لما كان ذلك اليوم خرج أبو بكر وعمر حتى (أتيا) (٢) الأنصار، فقال أبو بكر: يا معشر الأنصار إنا لا ننكر حقكم؛ ولا ينكر حقكم مؤمن، وإنا واللَّه ما أصبنا خيرا إلا
١٤٧
ما شاركتمونا فيه، ولكن لا ترضى العرب ولا تقر إلا على رجل من قريش لأنهم أفصح الناس ألسنة، وأحسن الناس وجوها، وأوسط العرب دارا، وأكثر الناس (شجنة) (٣) في العرب، فهلموا إلى عمر فبايعوه، قال: فقالوا: (لا) (٤)، فقال عمر: لم؟ فقالوا: نخاف الأثرة، قال عمر: أما ما عشت فلا، قال: فبايعوا أبا بكر، فقال أبو بكر لعمر: أنت أقوى مني، فقال عمر: أنت أفضل مني، فقالاها الثانية، فلما كانت الثالثة قال له عمر: إن قوتي (لك) (٥) مع فضلك، قال: فبايعوا أبا بكر (٦).


(١) في [ع]: (رزيق).
(٢) في [ع]: (أتوا).
(٣) في [ع]: (شجمة)، وفي [ي]: (شجنة)، وفي [س]: (سجنته)، وفي [هـ]: (سجية).
(٤) سقط من: [أ، ب].
(٥) سقط من: [أ، ب].
(٦) مجهول، لإبهام الرجل شيخ ابن سيرين، أخرجه ابن سعد ٣/ ٢١١ وابن عساكر ٣٠/ ٢٧٤.

٣٩٨٣٤ - قال محمد: وأتى الناس عند بيعة أبي بكر أبا (عبيدة) (١) بن الجراح فقال: (أتأتوني) (٢) وفيكم ثالث ثلاثة -يعني أبا بكر، قال ابن عون: فقلت لمحمد: من ثالث ثلاثة؟ قال: قول اللَّه: ﴿ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ﴾ [التوبة: ٤٠] (٣).


(١) في [س]: بياض.
(٢) في [أ، ب، جـ، س]: (تأتوني).
(٣) منقطع، ابن سيرين لم يدرك أبا بكر، أخرجه ابن سعد ٣/ ١٨١.

٣٩٨٣٥ - حدثنا جعفر بن عون عن أبي (العميس) (١) عن ابن أبي مليكة قال: سمعت (عائشة) (٢) وسئلت: يا أم المؤمنين (من كان) (٣) رسول اللَّه ﷺ (٤)
١٤٨
[يستخلف) (٥) (لو) (٦)] (٧) استخلف؟ قالت: أبو بكر، [قال: ثم قيل لها: (ثم) (٨) من] (٩) (١٠) قالت: (ثم) (١١) عمر، قيل: من بعد عمر؟ قالت: أبو عبيدة بن الجراح، (ثم انتهت إلى ذلك) (١٢) (١٣).


(١) في [أ، ب، جـ، ح، ط، ع، هـ]: (العنبس).
(٢) في [س]: بياض.
(٣) في [س]: بياض.
(٤) سقط من: [ع].
(٥) في [ي]: بياض.
(٦) في [هـ]: (أو).
(٧) ما بين المعكوفين سقط من: [أ، ب].
(٨) سقط من: [ع].
(٩) في [ي]: ما بين المعكوفين بياض.
(١٠) في [ع]: زيادة (كانت).
(١١) سقط من: [جـ].
(١٢) سقط من: [هـ].
(١٣) صحيح؛ أخرجه مسلم (٢٣٨٥)، وأحمد في الفضائل (٢٠٤)، وابن سعد ١/ ١٨٠، والنسائي في فضائل الصحابة (٩٨)، والدولابي ٢/ ٧٦٤، وابن عساكر ٢٥/ ٤٧٢.

٣٩٨٣٦ - حدثنا ابن نمير عن عبد الملك بن (سلع) (١) عن عبد خير قال: سمعت عليا يقول: قبض رسول اللَّه ﷺ على خير ما قبض عليه نبي من الأنبياء، (وأثنى عليه ﷺ) (٢)، قال: ثم استخلف أبو بكر فعمل بعمل رسول اللَّه ﷺ (٣) (وبسنته) (٤)، ثم قبض أبو بكر على خير ما قبض عليه أحد، وكان خير هذه الأمة بعد (نبيها) (٥) ﷺ (٦)، ثم استخلف عمر فعمل بعملهما وسنتهما ثم
١٤٩
قبض على خير ما قبض عليه أحد، وكان خير هذه الأمة بعد (نبيها) (٧) ﷺ (٨) وبعد أبي بكر (٩).


(١) في [ق، هـ]: (سبع).
(٢) سقط من: [ق، هـ].
(٣) سقط من: [ع].
(٤) في [أ، ب، ع]: (وسنته).
(٥) في [ع]: (نبينا).
(٦) سقط من: [هـ].
(٧) في [س]: (نبينا).
(٨) سقط من: [هـ].
(٩) حسن؛ عبد الملك صدوق، أخرجه عبد اللَّه بن أحمد في زوائد السند (١٠٥٥)، والآجري في الشريعة (١٨٠٤)، والضياء (٦٧٠)، وابن عساكر ٣٠/ ٢٩٢.

٣٩٨٣٧ - حدثنا يزيد بن هارون عن سفيان (بن) (١) حسين عن الزهري عن (عبيد اللَّه بن عبد اللَّه) (٢) بن عتبة قال: لما ارتد (من ارتد) (٣) على عهد أبي بكر (أراد) (٤) أبو بكر أن يجاهدهم، فقال عمر (له) (٥): (أتقاتلهم) (٦) وقد سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: "من شهد أن لا إله إلا اللَّه وأن محمدا رسول اللَّه حرم ماله ودمه إلا بحقه وحسابه على اللَّه)، فقال (له) (٧) أبو بكر: أنا لا أقاتل من فرق بين الصلاة والزكاة؟ واللَّه لأقاتلن من فرق بينهما حتى أجمعهما، قال عمر: فقاتلنا معه، فكان واللَّه رشدًا، فلما ظفر بمن ظفر (به) (٨) منهم (قال) (٩): اختاروا بين خطتين: إما حرب مجلية؛ وإما الخطة المخزية، قالوا: هذه الحرب المجلية قد عرفناها، فما الخطة المخزية؟ قال: تشهدون على قتلانا أنهم في الجنة وعلى قتلاكم أنهم في
١٥٠
النار ففعلوا (١٠).


(١) في [س]: (عن).
(٢) في [جـ]: (عبد اللَّه بن عبد اللَّه).
(٣) سقط من: [هـ].
(٤) في [أ، ب]: (وأراد).
(٥) سقط من: [هـ].
(٦) في [ع]: (أتقاتلوهم).
(٧) سقط من: [هـ].
(٨) في [جـ]: تكرر.
(٩) في [ي]: (قالوا)، وسقط من: [س].
(١٠) مرسل ضعيف؛ عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة تابعي، ورواية سفيان عن حسين عن الزهري ضعيفة، وقد ورد الحديث بنحوه من طريق عبيد اللَّه عن أبي هريرة، أخرجه البخاري (١٣٩٩)، ومسلم (٢٠).

٣٩٨٣٨ - حدثنا يزيد بن هارون عن عبد العزيز بن عبد اللَّه بن أبي سلمة عن عبد (الواحد) (١) بن أبي (عون) (٢) عن القاسم بن محمد عن عائشة أنها كانت تقول: توفي رسول اللَّه ﷺ فنزل بأبي بكر ما لو نزل بالجبال لهاضها، (اشرأب) (٣) (النفاق بالمدينة) (٤) وارتدت العرب، فو اللَّه ما اختلفوا في نقطة إلا طار (أبي) (٥) بحظها و(عنائها) (٦) في الإسلام، وكانت تقول مع هذا: ومن رأى عمر بن الخطاب عرف أنه (خلق غناء) (٧) للإسلام، كان واللَّه (أحوذيا) (٨) (نسيج) (٩) وحده قد أعد للأمور (أقرانها) (١٠) (١١).


(١) في [أ، ب، جـ، س، ط، ق، ع، هـ]: (الرحمن)، وانظر: مصادر التخريج.
(٢) في [ي]: (عرز).
(٣) في [أ، ب]: (شراب).
(٤) في [ي]: بياض.
(٥) في [أ، ب]: (أني)، وفي [ي]: بياض.
(٦) أي: مكانتها، وفي [س]: (غنائها)، وفي [هـ]: (فنائها).
(٧) في [ي]: بياض.
(٨) في [ب، ع]: (أحوزيًا)، وفي [ق]: (أجود).
(٩) في [أ]: (يسبح)، وفي [س]: (النسيج)، وفي [ي]: بياض.
(١٠) في [س]: (اقترابها).
(١١) صحيح؛ الصواب أن عبد الواحد بن أبي عوف ثقة، أخرجه أحمد في الفضائل (٦٨)، والحارث (٩٦٦/ بغية)، والطبراني في الأوسط (٤٣١٨) وفي الصغير (١٠٥١)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (١٨٥)، والبيهقي ٨/ ٢٠٠ والمحاملي في الآمالي (١٠٤)، وابن عساكر ٣٠/ ٣١٢ والعسكري في تصحيفات المحدثين ١/ ٢٠٦، والبلاذري في فتوح البلدان ١/ ١٠٤.

[٤٤] ما جاء في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه (١)


(١) سقط من: [ق، هـ].

٣٩٨٣٩ - حدثنا وكيع وابن إدريس عن إسماعيل بن أبي خالد عن (زييد) (١) بن الحارث (أن) (٢) أبا بكر حين حضره الموت أرسل إلى عمر يستخلفه، فقال الناس: تستخلف علينا فظًا غليظًا، (ولو) (٣) قد ولينا كان أفظ وأغلظ، فما تقول لربك إذا لقيته وقد استخلفت علينا عمر، قال أبو بكر: أبربي تخوفونني، أقول: اللهم استخلفت عليهم خير (خلقك) (٤)، ثم أرسل إلى عمر فقال: إني موصيك بوصية إن أنت حفظتها: إن للَّه حقا بالنهار لا يقبله بالليل، وإن للَّه حقا بالليل لا يقبله بالنهار، وأنه لا يقبل نافلة حتى تؤدى الفريضة؛ وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم (في الدنيا الحق وثقله عليهم، وحق لميزان لا يوضع فيه إلا الحق أن يكون ثقيلًا، وإنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة باتباعهم) (٥) الباطل وخفته عليهم، وحق لميزان لا يوضع فيه إلا الباطل أن يكون خفيفًا، وأن اللَّه ذكر أهل الجنة (وصالح) (٦) ما عملوا، (وأنه) (٧) تجاوز عن سيئاتهم، فيقول القائل: (لا) (٨) أبلغ هؤلاء، وذكر أهل النار باسوء ما عملوا، (وأنه) (٩) رد عليهم صالح ما عملوا،
١٥٢
فيقول قائل: أنا خير من هؤلاء، وذكر آية الرحمة وآية العذاب؛ ليكون المؤمن راغبا (راهبًا) (١٠)، لا يتمنى على اللَّه غير الحق ولا يلقي بيده إلى التهلكة، (فإن) (١١) أنت حفظت وصيتي لم يكن غائب أحب إليك من الموت، كان أنت ضيعت وصيتي لم يكن غائب أبغض إليك من الموت، (ولن) (١٢) تعجزه (١٣).


(١) في [ي]: (زيد)، وفي [ق]: (زنيد).
(٢) سقط من: [ي].
(٣) في [ع]: (فلو).
(٤) في [ع]: (أهلك).
(٥) سقط من: [أ، ب].
(٦) في [هـ]: (بصالح).
(٧) في [ي]: (به).
(٨) في [ق، هـ]: (ألا).
(٩) في [ب]: (فإنه).
(١٠) في [ق، هـ]: (وراهبًا).
(١١) في [ي]: (قال).
(١٢) في [أ، ب، جـ، س، ع]: (ولم).
(١٣) منقطع؛ زييد لا يروي عن أبي بكر، أخرجه هناد في الزهد (٤٩٦)، وابن شبه في تاريخ المدينة (١٠٩٨)، والآجري في الشريعة (١٢٠٢)، والخلال في السنة (٣٣٧)، وابن عساكر ٣٠/ ٤١٣.

٣٩٨٤٠ - حدثنا وكيع عن إسماعيل عن قيس بن أبي حازم قال: رأيت عمر بن الخطاب وبيده عسيب تحل وهو يُجلِس الناس ويقول: اسمعوا (لقول) (١) خليفة رسول اللَّه ﷺ (٢)، قال: فجاء مولى لأبي بكر يقال (له) (٣) شديد (٤) بصحيفة، فقرأها على الناس فقال: يقول أبو بكر: اسمعوا وأطيعوا (لمن) (٥) في هذه الصحيفة، فو اللَّه ما (ألوتكم) (٦)، قال قيس: فرأيت عمر بن الخطاب بعد ذلك على المنبر (٧).


(١) في [جـ]: (القول).
(٢) في [أ، ب، جـ، ي]: زيادة ﷺ.
(٣) سقط من: [ي].
(٤) في [جـ]: زيادة (معه).
(٥) في [جـ]: (من).
(٦) في [س]: (ألوبكم).
(٧) صحيح؛ أخرجه أحمد ١/ ٣٧ (٢٥٩)، وابن شبه (١٠٩٤)، وابن عساكر ٤٤/ ٢٥٧، واللالكائي (٢٥٢٣)، والخلال في السنة (٣٣٩).

٣٩٨٤١ - حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي (الأحوص) (١) عن
١٥٣
عبد اللَّه قال: أفرس الناس ثلاثة: أبو بكر حين تفرس في عمر فاستخلفه، والتي قالت: ﴿اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ (الْأَمِينُ) (٢)﴾ [القصص: ٢٦] والعزيز حين قال: لامرأته: ﴿أَكْرِمِي مَثْوَاهُ﴾ [يوسف: ٢١] (٣).


(١) في [ع]: (الأخوص).
(٢) في [ي]: بياض.
(٣) صحيح؛ أخرجه ابن جرير في التفسير ١/ ١٧٥، والحاكم ٢/ ٣٤٥، وابن أبي حاتم في التفسير (١٦٨٣٨)، والخلال في السنة (٣٤٠)، والبيهقي في الاعتقاد ١/ ٣٥٩، وابن عساكر ٤٤/ ٢٥٥.

٣٩٨٤٢ - حدثنا ابن فضيل عن (حصين) (١) عن عمرو بن ميمون قال: جئت وإذا عمر واقف على حذيفة (٢) وعثمان بن حنيف، فقال: تخافان أن تكونا حملتما الأرض ما لا تطيق، فقال حذيفة: لو شئت لأضعفت أرضي، وقال عثمان: لقد حملت أرضي أمرا هي له مطيقة، وما فيها (كثير) (٣) فضل، فقال: انظرا ما لديكما أن تكونا حملتما الأرض ما لا تطيق، ثم قال: واللَّه لئن سلمني اللَّه لأدعن أرامل (أهل) (٤) العراق لا يحتجن بعدي إلى أح أبدًا، قال: فما أتت عليه إلا أربعة حتى أصيب.

(قال) (٥): وكان إذا دخل المسجد قام بين الصفوف (فقال) (٦): استووا، فإذا استووا تقدم فكبر، قال: فلما كبر طعن مكانه، قال: فسمعته يقول: قتلني الكلب -أو (أكلني) (٧) الكلب، قال عمرو: (ما) (٨) أدري أيهما قال: قال: وما بيني وبينه
١٥٤
(غير) (٩) ابن عباس، فأخذ عمر بيد عبد الرحمن (بن عوف) (١٠) فقدمه (وطار) (١١) (العلج) (١٢) وبيده سكين ذات طرفين، ما يمر (برجل) (١٣) يمينًا ولا شمالًا إلا طعنه حتى أصاب منهم ثلائة عشر رجلا، فمات منهم تسعة، قال: فلما رأى ذلك رجل من المسلمين طرح عليه برنسا ليأخذه، فلما ظن أنه مأخوذ (١٤) نحر نفسه، قال: فصلينا الفجر صلاة خفيفة، قال: فأما نواحي المسجد فلا يدرون ما الأمر، إلا أنهم حيث فقدوا صوت عمر جعلوا يقولون: سبحان اللَّه -مرتين.

فلما انصرفوا كان أول من دخل عليه ابن عباس فقال: انظر من قتلني؟ (قال) (١٥): (فجال) (١٦) ساعة ثم جاء فقال: غلام المغيرة الصناع، وكان نجارا، (قال) (١٧): فقال عمر: الحمد للَّه الذي لم يجعل منيتي بيد رجل يدعي الإسلام، قاتله اللَّه، لقد أمرت به معروفًا، قال: ثم قال لابن عباس: لقد كنت أنت وأبوك تحبان أن (تكثر) (١٨) العلوج بالمدينة، قال: فقال (ابن عباس) (١٩): إن شئت فعلنا، فقال: بعد ما تكلموا بكلامكم، وصلوا (صلاتكم) (٢٠)، ونسكوا (نسككم) (٢١)،
١٥٥
قال: فقال (له) (٢٢) الناس: ليس عليك بأس.

قال: فدعا بنبيذ فشرب فخرج من جرحه، (ثم دعا) (٢٣) (بلبن) (٢٤) فشربه فخرج من جرحه، فظن أنه الموت فقال لعبد اللَّه بن عمر: (انظر ما عليَّ من الدين) (٢٥) (فاحسبه) (٢٦) فقال: (ستة) (٢٧) وثمانين (ألفًا) (٢٨)، فقال: إن (وفى بها) (٢٩) مال (آل) (٣٠) عمر فأدها عني من أموالهم، وإلا فسل بني عدي بن كعب، فإن (تف) (٣١) من أموالهم وإلا فسل قريشًا، ولا تَعْدُهم إلى غيرهم، (فأدها) (٣٢) عني.
٠٥ اذهب إلى عائشة أم المؤمنين فسلم وقل: يستأذن عمر بن الخطاب -ولا (تقل) (٣٣): أمير المؤمنين، فإني لست لهم اليوم بأمير- أن يدفن مع صاحبيه.

قال: فأتاها عبد اللَّه بن عمر فوجدها قاعدة تبكي، فسلم ثم قال: يستأذن عمر بن الخطاب أن يدفن مع صاحبيه، قالت: قد -واللَّه- كنت أريده لنفسي، ولأوثرنه اليوم على نفسي.

فلما جاء قيل: هذا عبد اللَّه بن عمر، قال: فقال: ارفعاني، فأسنده رجل إليه فقال: ما لديك؟ قال: أذنت لك، قال: فقال عمر: ما كان شيءٌ أهمَّ عندي من
١٥٦
ذلك، ثم قال: إذا أنا مت فاحملوني على سريري (٣٤)، ثم استأذن فقل: يستأذن عمر ابن الخطاب، فإن أذنت لك فأدخلني، وإن لم تأذن فردني إلى مقابر المسلمين.

قال: فلما حمل (كأن) (٣٥) الناس لم تصبهم مصيبة إلا يومئذ، قال: فسلم عبد اللَّه بن عمر (وقال) (٣٦): (يستأذن) (٣٧) عمر بن الخطاب، فأذنت له حيث أكرمه اللَّه مع (رسول) (٣٨) اللَّه ﷺ (٣٩) ومع أبي بكر.

فقالوا له حين حضره الموت: استخلف، فقال: لا أجد أحدا أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر الذين توفي رسول اللَّه ﷺ وهو عنهم راض، (فأيهم) (٤٠) استخلفوا فهو الخليفة بعدي، فسمى عليا وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعدا، فإن أصابت سعدا فذلك، وإلا فأيهم استخلف فليَستعن به، فإني لم أنزعه عن عجز ولا خيانة، قال: وجعل عبد اللَّه (بن عمر) (٤١) (يشاور معهم) (٤٢) وليس له له من الأمر شيء.

قال: فلما اجتمعوا قال عبد الرحمن بن عوف: اجعلوا أمركم إلى ثلاثة نفر، قال: فجعل الزبير أمره إلى علي، وجعل طلحة أمره إلى عثمان، وجعل سعد أمره إلى عبد الرحمن، قال: فأتمروا أولئك الثلاثة حين جعل الأمر (إليهم) (٤٣)،
١٥٧
قال: فقال عبد الرحمن: أيكم (يتبرأ) (٤٤) من الأمر؟ ويجعل الأمر إليَّ، ولكم اللَّه عليَّ أن لا آلو عن أفضلكم (وخيركم) (٤٥) للمسلمين (٤٦)، (قالوا: نعم) (٤٧).

فخلا لجي فقال: إن لك من القرابة من رسول اللَّه ﷺ (٤٨) والقدم، ولي اللَّه عليك لئن استخلفت لتعدلن، ولئن استخلف عثمان لتسمعن ولتطيعن، قال: فقال: نعم، قال: وخلا بعثمان فقال مثل ذلك، فقال له عثمان: نعم، ثم قال: يا عثمان ابسط يدك، فبسط يده فبايعه وبايعه علي والناس.

ثم قال عمر: أوصي الخليفة من بعدي بتقوى اللَّه والمهاجرين الأولين أن يعرف (لهم) (٤٩) حقهم، ويعرف (لهم) (٥٠) حرمتهم، وأوصيه بأهل الأمصار (خيرًا) (٥١) فإنهم ردء الإسلام وغيظ العدو وجباة الأموال: أن لا يؤخذ منهم فيئهم إلا عن رضا منهم، وأوصيه بالأنصار خيرًا: الذين تبوؤا الدار والإيمان أن يقبل من محسنهم (٥٢)، وأوصيه بالأعراب خيرا فإنهم أصل العرب ومادة الإسلام، أن يؤخذ من حواشي أموالهم فترد على فقرائهم، وأوصيه بذمة اللَّه وذمة رسوله أن يوفى لهم بعهدهم وأن لا يكلفوا إلا طاقتهم (٥٣) (٥٤).


(١) في [ب]: (حسين).
(٢) في [أ، ب]: زيادة (إذا).
(٣) في [أ، ب]: (كبير).
(٤) سقط من: [ي].
(٥) سقط من: [هـ].
(٦) في [ع]: (قال).
(٧) في [ع]: (كلمني).
(٨) في [ع]: (فما).
(٩) في [ع]: (إلا غير).
(١٠) سقط من: [ع].
(١١) في [أ، ب، س، ط]: (وكان).
(١٢) في [أ، ب]: (الصبح).
(١٣) سقط من: [أ، ب].
(١٤) في [أ، ب]: زيادة (طرح).
(١٥) سقط من: [ع].
(١٦) في [ب]: (جال).
(١٧) سقط من: [أ، ب].
(١٨) في [س، ق]: (يكثر).
(١٩) في [ي]: بياض.
(٢٠) في [ع]: (بصلاتكم)، وفي [ي]: بياض.
(٢١) في [ي]: بياض.
(٢٢) سقط من: [أ، ب].
(٢٣) في [ي]: بياض.
(٢٤) في [ب]: (بلب).
(٢٥) في [ي]: بياض.
(٢٦) في [أ]: (فاحسبيه).
(٢٧) في [س]: (سنة).
(٢٨) في [ع]: (ألف).
(٢٩) في [ع]: (أوفاتها)، وفي [جـ]: (وفا بها).
(٣٠) سقط من: [أ، ب].
(٣١) في [س]: (بقي)، وفي [أ، ط، هـ]: (تفي).
(٣٢) في [ع]: (قودها).
(٣٣) في [هـ]: (تقتل).
(٣٤) في [ق، هـ]: زيادة (ثم قف بي على الباب).
(٣٥) سقط من: [س].
(٣٦) في [ع]: (فقال).
(٣٧) في [أ، ب]: (إستأذن).
(٣٨) في [ع]: (رسوله).
(٣٩) سقط من: [ع].
(٤٠) في [ع]: (بأيهم).
(٤١) سقط من: [ع].
(٤٢) في [أ، ب، س]: (يشاورونه)، وفي [ق، ي]: (يشاور).
(٤٣) في [ع]: (لهم).
(٤٤) في [س]: بياض.
(٤٥) في [ع]: (وأخيركم).
(٤٦) في [هـ]: زيادة (فاسكت الشيخان علي وعثمان، فقال عبد الرحمن: تجعلانه إليّ، وأنا أخرج منها، فواللَّه لا ألو عن أفضلكم وخيركم للمسلمين).
(٤٧) في [ع]: تكررت.
(٤٨) سقط من: [ع].
(٤٩) في [ع]: (هم).
(٥٠) في [ع]: (هم).
(٥١) في [ع]: (خير).
(٥٢) في [ق، هـ]: زيادة (ويتجاوز عن مسيئهم).
(٥٣) في [ق، هـ]: زيادة (وأن يقاتل من وارءهم).
(٥٤) صحيح؛ أخرجه البخاري (٣٧٠٠)، وابن حبان (٦٩١٧).

٣٩٨٤٣ - حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون الأودي أن عمر بن الخطاب لما حضر قال: ادعوا لي عليا وطلحة والزبير (وعثمان) (١) وعبد الرحمن بن عوف وسعدًا، قال: فلم يكلم (أحدًا منهم) (٢) إلا (عليا) (٣) وعثمان، فقال: يا علي! لعل هؤلاء القوم يعرفون (لك) (٤) قرابتك وما آتاك اللَّه من العلم والفقه، (فاتق) (٥) (اللَّه) (٦)، وإن وليت هذا الأمر فلا ترفعن بني فلان على رقاب الناس، وقال لعثمان: يا عثمان إن هؤلاء القوم لعلهم يعرفون لك صهرك من رسول اللَّه ﷺ (وسنك) (٧) وشرفك، فإن أنت وليت هذا (الأمر) (٨) فاتق اللَّه، (و) (٩) لا ترفع بني فلان على رقاب الناس، فقال: ادعوا لي صهيبا، فقال: صل بالناس (ثلاثًا) (١٠)، وليجتمع هؤلاء الرهط (فليخلوا) (١١) فإن أجمعوا على رجل فاضربوا رأس (من) (١٢) خالفهم (١٣).


(١) سقط من: [أ، ب].
(٢) في [ب]: (منهم أحدًا)، وفي [ع]: (أحد).
(٣) في [ع]: (علي).
(٤) سقط من: [هـ].
(٥) في [هـ]: (واتق).
(٦) في [ع]: (للَّه).
(٧) في [أ، ب]: (دينك).
(٨) في [ع]: (لأمر).
(٩) سقط من: [ب].
(١٠) في [ع]: (ثلاث).
(١١) في [ي]: بياض.
(١٢) سقط من: [أ، ب].
(١٣) منقطع؛ عمرو بن ميمون لا يروي عن عمر، أخرجه ابن سعد ٣/ ٣٤٠، والخلال في السنة (٣٤٢).

٣٩٨٤٤ - حدثنا ابن إدريس عن (طلحة) (١) بن يحيى عن (عميه) (٢) عيسى بن طلحة وعروة بن الزبير (قالا) (٣): قال (٤) (عمر: ليصل) (٥) لكم (صهيب) (٦) (ثلاثًا) (٧)، وانظروا (فإن) (٨) كان ذلك وإلا فإن أمر (أمة) (٩) محمد لا يترك فوق (ثلاث) (١٠) سدى (١١).


(١) في [ي]: بياض.
(٢) كذا في النسخ، وفي [س]: بياض.
(٣) هكذا في [ق، هـ]: وفي باقي النسخ: (قال).
(٤) في [ي]: زيادة (جاء).
(٥) في [ي]: بياض.
(٦) في [ع]: (صهيبًا).
(٧) في [ي]: بياض.
(٨) في [أ، ب]: (فإذا).
(٩) سقط من: [أ، ب، ص، ط، هـ].
(١٠) في [ي]: بياض.
(١١) منقطع؛ عروة وعيسى لا يرويان عن عمر، وأخرجه ابن شبه في تاريخ المدينة (١٥٧٤).

٣٩٨٤٥ - حدثنا ابن [علية عن (سعيد) (١)] (٢) عن قتادة عن سالم (بن أبي الجعد الغطفاني عن معدان بن أبي طلحة اليعمري) (٣) أن عمر بن الخطاب (قام) (٤) خطيبًا يوم جمعة -أو خطب يوم جمعة- فحمد اللَّه وأثنى عليه، ثم ذكر نبي اللَّه ﷺ وأبا بكر.

ثم قال: أيها الناس! إني قد رأيت رؤيا كأن ديكا أحمر نقرني نقرتين، ولا أرى
١٦٠
ذلك (إلا لحضور) (٥) (أجلي) (٦)، وإن الناس (يأمرونني) (٧) أن أستخلف، وإن اللَّه لم يكن ليضيع دينه وخلافته، والذي بعث (به) (٨) نبيه (٩)، فإن عجل (بي) (١٠) أمر فالخلافة شورى بين هؤلاء الرهط (الستة) (١١) (الذين) (١٢) توفي رسول اللَّه ﷺ وهو عنهم راض، فأيهم بايعتم له فاسمعوا له وأطيعوا.

وقد عرفت أن رجالًا (سيطعنون) (١٣) في هذا الأمر، وإني قاتلتهم بيدي هذه على الإسلام، فإن فعلوا ذلك فأولئك أعداء اللَّه الكفرة الضلال، إني واللَّه ما أدع بعدي أهم إلي من أمر الكلالة، وقد سألت رسول اللَّه ﷺ (١٤) فما أغلظ لي في شيء ما أغلظ لي فيها (حتى) (١٥) طعن بإصبعه في (جنبي) (١٦) أو (في) (١٧) صدري، ثم قال: «يا عمر! (تكفيك) (١٨) آية الصيف التي أنزلت في آخر النساء»، وإن أعش فسأقضي فيها قضية لا يختلف فيها أحد يقرأ القرآن (أو لا يقرأ القرآن) (١٩).
١٦١

ثم قال: اللهم إني أشهدك على أمراء الأمصار، فإني إنما بعثتهم ليعلموا الناس دينهم وسنة نبيهم (٢٠)، ويقسموا فيهم فيئهم، ويعدلوا فيهم، فمن أشكل عليه شيء رفعه إليّ.

ثم قال: أيها الناس! إنكم (٢١) تأكلون شجرتين لا أراهما إلا خبيثتين: هذا الثوم وهذا البصل، لقد كنت أرى الرجل على عهد رسول اللَّه ﷺ يوجد ريحه منه فيؤخذ بيده حتى (يخرج به) (٢٢) إلى البقيع، (فمن) (٢٣) كان آكلهما (لا بد) (٢٤) (فليمتهما) (٢٥) (طبخا) (٢٦).

قال: فخطب بها عمر يوم الجمعة وأصيب يوم الأربعاء لأربع بقين لذي الحجة (٢٧).


(١) في [هـ]: (شعبة).
(٢) ما بين المعكوفين في [ي]: بياض.
(٣) في [ي]: بياض.
(٤) في [ب]: (قال).
(٥) في [ع]: (لا حضور).
(٦) في [ع]: (جلي).
(٧) في [ع]: (يأمروني).
(٨) سقط من: [ب].
(٩) في [جـ، ق، ي]: زيادة ﷺ.
(١٠) في [ب]: (لي).
(١١) في [ع]: (ستة).
(١٢) في [ع]: (الذي).
(١٣) هكذا في: [ق، هـ]، وفي [جـ]: (يطيعون)، وفي الباقي: (سيطيعون).
(١٤) سقط من: [ع].
(١٥) في [ي]: (حين).
(١٦) في [أ، ب]: (جبيني).
(١٧) سقط من: [هـ].
(١٨) في [ع، ي]: (يكفيك).
(١٩) سقط من: [جـ، ي].
(٢٠) في [جـ، ق، ي]: زيادة ﷺ.
(٢١) في [أ، ب]: زيادة (إلا).
(٢٢) في [أ، ب]: (يخرجه).
(٢٣) في [أ، ب]: (فإن).
(٢٤) في [س]: (فلا بد).
(٢٥) في [جـ]: (فليمتهما).
(٢٦) في [هـ]: (طنجًا).
(٢٧) صحيح؛ أخرجه مسلم (٥٦٧)، وأحمد (٨٩).

٣٩٨٤٦ - حدثنا ابن إدريس عن شعبة عن أبي (جمرة) (١) عن (جارية) (٢) ابن قدامة السعدي قال: حججت العام الذي أصيب فيه عمر، قال: فخطب (٣) فقال: إني رأيت (أن) (٤) (ديكًا) (٥) نقرني نقرتين أو ثلاثًا، ثم لم
١٦٢
(تكن) (٦) إلا جمعة أو نحوها حتى أصيب، قال: فأذن لأصحاب رسول اللَّه ﷺ، ثم أذن لأهل المدينة، ثم أذن لأهل الشام، ثم أذن لأهل العراق، فكنا آخر من دخل عليه وبطنه معصوب ببرد أسود والدماء تسيل، كلما دخل قوم بكوا وأثنوا عليه، فقلنا له: أوصنا -وما سأله الوصية أحد غيرنا- فقال: عليكم بكتاب اللَّه، فإنكم لن تضلوا ما اتبعتموه، وأوصيكم بالمهاجرين فإن الناس يكثرون ويقلون، وأوصيكم بالأنصار فإنهم شعب (الإسلام) (٧) الذي لجأ إليه، وأوصيكم بالأعراب فإنها أصلكم ومادتكم، وأوصيكم بذمتكم فإنها ذمة نبيكم (٨)، ورزق عيالكم، قوموا عني، فما (زادنا) (٩) على هؤلاء الكلمات (١٠).


(١) في [ق، هـ]: (حمزة).
(٢) في [ع]: (حارثة).
(٣) في [ع]: زيادة (عمر).
(٤) سقط من: [ب].
(٥) في [ي]: بياض.
(٦) في [ع]: (يك).
(٧) في [أ، ب، هـ]: (الإيمان).
(٨) في [جـ، ق، ي]: زيادة ﷺ.
(٩) في [ع]: (زاذنا).
(١٠) صحيح؛ أخرج بعضه البخاري (٣١٦٢)، وأخرجه أحمد (٣٦٢)، والطيالسي (٦٦)، وابن سعد ٣/ ٣٣٦، وابن شبه في تاريخ المدينة ٣/ ٩٣٦، والبغوي في الجعديات (١٢٩٠)، وأبو عبيد في الأموال (٥٦٩)، وابن زنجوية (٥١٩)، والبيهقي ٩/ ٢٠٦.

٣٩٨٤٧ - حدثنا أبو (الأحوص) (١) عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون قال: لما طعن عمر ماج الناس بعضهم في بعض، حتى كادت الشمس أن تطلع، فنادى مناد الصلاة، فقدموا عبد الرحمن بن عوف فصلى بهم، فقرأ بأقصر سورتين في القرآن ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ﴾ [الكوثر: ١] ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (٢)﴾ [النصر: ١]، فلما أصبح دخل عليه الطبيب، وجرحه يسيل دمًا، فقال: أي الشراب أحب إليك؟ قال: النبيذ، فدعا بنبيذ فشربه فخرج من جرحه، (فقال: هذا صديد، ائتوني بلبن
١٦٣
(فأتي بلبن) (٣) فشرب فخرج من جرحه) (٤)، فقال له الطبيب: أوصه فإني لا أظنك إلا ميتا من يومك أو من غد (٥).


(١) في [ع]: (الأخوص).
(٢) في [أ، ب]: زيادة ﴿وَالْفَتْحُ﴾.
(٣) سقط من: [جـ، ق].
(٤) سقط من: [ب، هـ].
(٥) منقطع؛ رواية عمرو بن ميمون عن عمر مرسلة؛ والحديث أخرجه ابن سعد ٣/ ٣٤٠، والطحاوي ٤/ ١٨، واللالكائي (٢٦٥٣)، وابن أبي داود في المصاحف (٥٥٩)، والبيهقي ٢/ ٣٩٠، وابن عبد البر في الاستيعاب ٣/ ١٥٣، والحارث (٥٩٤/ بغية)، وابن النحاس في الناسخ ١/ ١٧٥، والخطيب ٦/ ٥٦، وأبو نعيم ٤/ ١٥٦، وابن شبه (١٥١٧).

٣٩٨٤٨ - حدثنا إسحاق الرازي عن أبي سنان عن عطاء بن السائب عن (عامر) (١) قال: [(حلف) (٢) باللَّه] (٣) لقد طعن عمر وإنه لفي النحل يقرؤها (٤).


(١) في [أ]: (عامره).
(٢) في [أ، ق، هـ]: (أخلف).
(٣) سقط ما بين المعكوفين من: [ع].
(٤) ضعيف؛ عطاء اختلط.

٣٩٨٤٩ - حدثنا ابن إدريس عن شعبة عن سعد بن إبراهيم عن ابن (ميناء) (١) عن (المسور) (٢) بن مخرمة قال: سمعت عمر وإن (إحدى) (٣) أصابعي في جرحه هذه أو هذه أو هذه، وهو يقول: يا معشر قريش! إني لا أخاف الناس عليكم، إنما أخافكم على الناس، إني قد تركت فيكم ثنتين (لن) (٤) تبرحوا بخير ما (لزمتموهما) (٥): العدل في الحكم، والعدل في القسم، وإني قد تركتكم (على
١٦٤
مثل) (٦) (مخرفة) (٧) النعم إلا أن يتعوج (قوم فيعوج) (٨) بهم (٩).


(١) في [ع]: (أمينًا).
(٢) في [أ، ب]: (المستور).
(٣) في [ع]: (أحد).
(٤) في [ع]: (لم).
(٥) في [ع]: (مالزمتموها).
(٦) في [ي]: بياض.
(٧) في [أ، ب، س، هـ]: (محرقة)، وفي [جـ]: (محرفة)، وفي [ع]: (مخرقة).
(٨) سقط من: [ب].
(٩) صحيح؛ أخرجه البيهقي ١٠/ ١٣٤.

٣٩٨٥٠ - حدثنا أبو أسامة عن هشام بن (عروة) (١) عن أبيه عن سليمان بن يسار عن المسور بن مخرمة قال: دخلت أنا وابن عباس على عمر بعد ما طعن وقد أغمي عليه، فقلنا لا ينتبه [(لشيء) (٢) (أفزع) (٣) له من الصلاة، فقلنا: الصلاة يا أمير المؤمنين] (٤)، فانتبه وقال: (الصلاة) (٥)، ولا حظ في الإسلام لامرئ قرك الصلاة، فصلى و(إن) (٦) جرحه ليثعب (٧) دما (٨).


(١) في [ي]: بياض.
(٢) في [س]: (بشيء).
(٣) في [أ، هـ]: (أفرغ).
(٤) في [ب]: ما بين المعكوفين بياض.
(٥) سقط من: [هـ].
(٦) سقط من: [هـ].
(٧) في [ي]: زيادة (لينبعث).
(٨) صحيح؛ أخرجه مالك في الموطأ ١/ ٣٩ (٨٢)، وابن سعد ٣/ ٣٥١، والطبراني في الأوسط (٨١٨١)، والبيهقي ١/ ٣٥٧، وابن عساكر ٤٤/ ٤١٩، والمروزي في تعظيم الصلاة (٩٢٣)، واللالكائي (١٥٢٨)، وابن أبي عمر في الإيمان (٣٢)، والآجري (٢٧١).

٣٩٨٥١ - حدثنا وكيع عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن عمرو بن ميمون قال: كنت أدع الصف الأول هيبة لعمر، وكنت في الصف الثاني يوم أصيب؛ فجاء فقال: الصلاة (عباد) (١) اللَّه، استووا، قال: فصلى بنا فطعنه أبو لؤلؤة طعنتين أو
١٦٥
(ثلاثًا) (٢)، قال: وعلى عمر ثوب (أصفر) (٣)، قال: (فجمعه) (٤) على صدره ثم أهوى وهو يقول: ﴿وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا﴾ [الأحزاب: ٣٨]، فقتل وطعن اثني عشر أو ثلاثة عشر، قال: (ومال) (٥) الناس عليه فاتكأ على خنجره فقتل نفسه (٦).


(١) في [ب]: (يا عباد).
(٢) في [ع]: (ثلاث).
(٣) في [ع]: (الصفر).
(٤) في [ع]: (جمعه)، وفي [أ، ب، هـ]: (فجعله).
(٥) في [هـ]: (وما).
(٦) صحيح؛ أخرجه ابن سعد ٣/ ٣٤٨، وابن شبه (١٥٢١).

٣٩٨٥٢ - حدثنا ابن نمير عن سفيان عن الأسود بن قيس عن عبد اللَّه بن الحارث الخزاعي قال: سمعت عمم يقول في خطبته: إني رأيت البارحة ديكا نقرني، ورأيته (يجليه) (١) الناس عني، وإني أقسم باللَّه لئن بقيت لأجعلن سفلة المهاجرين في العطاء على ألفين ألفين، فلم يمكث إلا ثلاثًا حتى قتله غلام المغيرة: أبو لؤلؤة (٢).


(١) في [س]: (يخليه).
(٢) صحيح.

٣٩٨٥٣ - حدثنا جعفر بن عون عن محمد بت شريك عن ابن أبي مليكة قال: ما خص عمر أحدا من أهل الشورى دون أحد إلا أنه خلا بعلي وعثمان، كل واحد منهما على حدة، فقال: يا فلان! (اتق) (١) اللَّه فإن ابتلاك اللَّه بهذا الأمر فلا ترفع بني فلان على رقاب الناس، وقال: للآخر مثل ذلك (٢).


(١) في [ي]: (أين).
(٢) منقطع؛ ابن أبي مليكة لا يروي عن عمر، أخرجه ابن عساكر ٣٩/ ١٩١.

٣٩٨٥٤ - حدثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن حسن (بن) (١) محمد قال: قال عمر لعثمان: اتق اللَّه! وإن وليت شيئا من أمور الناس فلا (تحمل) (٢) (بني أبي معيط على رقاب الناس، وقال لعلي: اتق اللَّه وإن وليت شيئا من أمور الناس فلا تحمل بني هاشم) (٣) على رقاب الناس (٤).


(١) في [ع]: (عن).
(٢) في [س]: (تحتمل).
(٣) سقط من: [أ، ب].
(٤) منقطع؛ حسن بن محمد لم يدرك عمر.

٣٩٨٥٥ - حدثنا ابن إدريس عن عبد العزيز بن عمر عن إبراهيم بن زرعة عالم من علماء أهل الشام قال: قلت له: من صلى على عمر؟ قال: صهيب (١).


(١) مجهول؛ إبراهيم بن زرعة لا يعرف.

٣٩٨٥٦ - حدثنا ابن نمير عن يحيى (بن سعيد) (١) عن القاسم أن عمر حيث طعن جاء الناس يثنون عليه ويدعون له، فقال عمر رحمه الله: (أبالإمارة) (٢) (تزكونني؟) (٣) لقد صحبت رسول اللَّه ﷺ فقبض وهو عني راض، (وصحبت) (٤) أبا بكر فسمعت وأطعت، فتوفي أبو بكر وأنا سامع مطيع، وما أصبحت أخاف على نفسي إلا إمارتكم (٥) (٦).


(١) في [جـ]: بياض.
(٢) في [ب]: (أبا إمارة).
(٣) في [ع]: (تذكوني).
(٤) سقط من: [أ، ب].
(٥) في [ق، هـ]: زيادة (هذه).
(٦) منقطع؛ القاسم لم يدرك عمر، أخرجه ابن سعد ٣/ ٣٥٥.

٣٩٨٥٧ - حدثنا محمد بن بشر، (حدثنا) (١) محمد بن عمرو، (حدثنا) (٢) أبو سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب وأشياخ، قالوا: رأى عمر بن الخطاب في المنام (فقال) (٣): رأيت ديكا أحمر نقرني ثلاث نقرات بين (الثنة) (٤) والسرة، قالت أسماء بنت (عميس) (٥) أم عبد اللَّه بن جعفر: قولوا له: فليوص، وكانت تعبر الرؤيا، فلا أدري أبلغه (ذلك) (٦) أم لا.

فجاءه أبو لؤلؤة الكافر المجوسي (عبد) (٧) المغيرة بن شعبة، فقال: إن المغيرة قد جعل عليَّ من الخراج (مالًا) (٨) (٩)، قال: كم جعل عليك؟ قال: كذا وكذا، قال: وما عملك؛ قال: (أجوب) (١٠) الأرحاء، قال: وما ذاك (عليك) (١١) (بكثير) (١٢)، ليس بأرضنا أحد يعملها غيرك، ألا تصنع لي (رحى؟) (١٣) قال: بلى واللَّه، لأجعلن لك (رحى) (١٤) (يسمع) (١٥) بها أهل الآفاق.
١٦٨

فخرج عمر إلى الحج فلما صدر اضطجع (بالمحصب) (١٦)، وجعل رداءه تحت رأسه، فنظر إلى القمر فأعجبه استواؤه وحسنه، فقال: بدأ (ضعيفا) (١٧) ثم لم يزل اللَّه يزيده وينميه حتى استوى، فكان أحسن ما كان، ثم هو ينقص حتى يرجع كما كان، وكذلك الخلق كله، ثم رفع يديه فقال: اللهم رعيتي قد كثرت وانتشرت فاقبضني إليك غير عاجز ولا مضيع.

فصدر إلى المدينة فذكر له أن امرأة من المسلمين ماتت بالبيداء مطروحة على الأرض يمر بها الناس لا يكفنها أحد، ولا يواريها أحد، حتى مر بها كليب بن البكير الليثي، فأقام عليها حتى كفنها وواراها فذكر ذلك لعمر، فقال: من مر عليها من المسلمين؟ فقالوا: لقد مر عليها عبد اللَّه بن عمر فيمن مر عليها من (المسلمين) (١٨) فدعاه، وقال: ويحك مررت على امرأة من المسلمين مطروحة على ظهر الطريق، فلم توارها ولم تكفنها؟ قال: (واللَّه) (١٩) (ما شعرت) (٢٠) بها ولا ذكرها لي أحد، فقال: لقد خشيت أن لا يكون فيك خير، فقال: من (واراها وكفنها؟ قالوا: كليب ابن بكير الليثي) (٢١) قال: واللَّه (لحري) (٢٢) أن يصيب كليب خيرًا.

فخرج عمر (يوقظ الناس بدرته) (٢٣) لصلاة الصبح، فلقيه الكافر أبو لؤلؤة فطعنه (ثلاث طعنات بين الثنة والسرة، وطعن كليب بن بكير فأجهز عليه) (٢٤)،
١٦٩
(وتصايح) (٢٥) الناس، فرمى رجل على رأسه ببرنس ثم (اصطعنه) (٢٦) إليه.

وحمل عمر إلى الدار فصلى عبد الرحمن بن عوف بالناس، وقيل لعمر: الصلاة، (فصلى) (٢٧) (وجرحه) (٢٨) (يثعب) (٢٩)، (وقال) (٣٠): لا حظ (في الإسلام) (٣١) لمن لا صلاة له، فصلى ودمه (يثعب) (٣٢).

ثم انصرف الناس عليه فقالوا: يا أمير المؤمنين، إنه ليس بك بأس، وإنا لنرجو أن (ينسي) (٣٣) اللَّه في أثرك ويؤخرك إلى حين، أو إلى خير، فدخل عليه ابن عباس وكان يعجب به، فقال: اخرج فانظر من صاحبي ثم خرج فجاء، فقال: أبشر يا أمير المؤمنين! صاحبك أبو لؤلؤة المجوسي (عبد) (٣٤) المغيرة بن شعبة، فكبر حتى خرج صوته من الباب، ثم قال: الحمد للَّه الذي لم يجعله رجلا من المسلمين (يحاجني) (٣٥) (سجد سجدة) (٣٦) للَّه يوم القيامة.

ثم أقبل على القوم فقال: (أكان) (٣٧) هذا عن ملأ منكم؟ فقالوا: معاذ اللَّه؛
١٧٠
واللَّه لوددنا أنا فديناك بآبائنا، (وزدنا) (٣٨) في عمرك من أعمارنا، إنه ليس بك بأس.

قال: أي يرفأ؛ (ويحك) (٣٩)، اسقني، فجاءه بقدح فيه نبيذ حلو فشربه، فألصق رداءه ببطنه، قال: فلما وقع الشراب في بطنه خرج من الطعنات، قالوا: الحمد للَّه، هذا دم استكن في جوفك، فأخرجه اللَّه من جوفك، قال: أي يرفأ، (ويحك) (٤٠) (اسقني) (٤١) لبنًا، فجاء بلبن فشربه فلما (٤٢) وقع في جوفه خرج (من) (٤٣) الطعنات.

فلما (رأوا) (٤٤) ذلك علموا أنه هالك، قالوا: جزاك اللَّه خيرًا (قد) (٤٥) كنت تعمل فينا بكتاب اللَّه وتتبع سنة (صاحبيك) (٤٦)؛ لا تعدل عنها إلى غيرها، جزاك اللَّه أحسن الجزاء، قال: بالإمارة (تغبطونني) (٤٧)، فواللَّه لوددت (أني) (٤٨) أنجو منها كفافا لا عليَّ ولا ليَّ، قوموا فتشاوروا في أمركم، أمروا عليكم رجلا منكم، فمن خالفه فاضربوا رأسه.
١٧١

قال: فقاموا وعبد اللَّه بن عمر مسنده إلى صدره، فقال عبد اللَّه: (أتؤمّرون) (٤٩) وأمير المؤمنين حي؟ فقال عمر: (لا) (٥٠)، وليصل صهيب ثلاثًا، وانتظروا طلحة، وتشاوروا في أمركم، فأمروا عليكم رجلا منكم، فإن خالفكم فاضربوا رأسه.

قال: اذهب إلى (عائشة) (٥١) فاقرأ عليها مني السلام، وقل: إن عمر يقول: إن كان ذلك ولا يضر بك ولا يضيق عليك فإني أحب أن أدفن مع صاحبي، وإن كان يضرُّ بك ويضيق عليك، فلعمري لقد دفن في هذا البقيع من أصحاب رسول اللَّه ﷺ وأمهات المؤمنين من هو خير من عمر، فجاءها الرسول فقالت: إن ذلك لا يضر (بي) (٥٢) ولا يضيق علي، قال: فادفنوني معهما.

قال عبد اللَّه بن عمر: فجعل الموت يغشاه وأنا أمسكه إلى صدري، قال: ويحك ضع رأسي بالأرض، قال: فأخذته غشية فوجدت من ذلك، فأفاق فقال: (ويحك) (٥٣) ضع رأسي بالأرض، فوضعت رأسه بالأرض فعفره بالتراب فقال: ويل عمر، وويل أمه: إن لم يغفر اللَّه له.

قال محمد بن عمرو: وأهل الشورى: علي وعثمان وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف (٥٤).


(١) في [ع]: (أخبرنا).
(٢) في [ع]: (أخبرنا).
(٣) في [ع]: (قال).
(٤) في [أ، ب]: (الثنية).
(٥) في [ع]: (عميش).
(٦) في [س، ع]: (ذاك)، وسقط من: [هـ].
(٧) في [أ، ب]: (عند).
(٨) في [أ، ط، هـ]: (ما لا).
(٩) في [هـ]: زيادة (أطيق) أخذًا من كنز العمال ١٢/ ٣٠٧، وفي المحن ص ٦٨: (ما لا أطيق حمله).
(١٠) في [ع]: (أجرب)، أي: أقطع الحصى ليكون رمحًا لطحن الدقيق.
(١١) سقط من: [أ، ب].
(١٢) في [أ، ب، س]: (بكبير).
(١٣) في [ع]: (رحا).
(١٤) في [ع]: (رحا).
(١٥) في [ع]: (تسمع).
(١٦) في [س]: (الحصب).
(١٧) في [ب]: (ضعفًا).
(١٨) هكذا في: [ق، هـ]، وفي باقي النسخ: (الناس).
(١٩) سقط من: [هـ].
(٢٠) في [ي]: بياض.
(٢١) سقط من: [ي].
(٢٢) في [أ]: (مجرى)، وفي [ب]: (لجري).
(٢٣) في [ي]: بياض.
(٢٤) في [ى]: بياض.
(٢٥) في [جـ، س، ي]: (تصالح)، وفي [ب]: (ولصالح).
(٢٦) في [ف]: (اصلعنه)، وفي [ق، هـ]: (اضطبعه)، وفي المحسن: (اضغطه).
(٢٧) سقط من: [ع].
(٢٨) في [جـ]: (جرحه).
(٢٩) في [س]: (ينشعب).
(٣٠) في [ع]: (قال).
(٣١) سقط من: [ع].
(٣٢) في [ع]: (ينبعث).
(٣٣) في [س]: (ينبي).
(٣٤) في [س، ع]: (غلام).
(٣٥) في [ع]: (فجاء حتى).
(٣٦) في [ق، هـ]: (بسجدة سجدها).
(٣٧) في [جـ، ي]: (لقد كان).
(٣٨) في [ع]: (وزودناك).
(٣٩) سقط من: [ع].
(٤٠) سقط من: [ع].
(٤١) سقط من: [أ، ب، جـ، ي].
(٤٢) في [ي]: زيادة (خرج).
(٤٣) في [هـ]: (منه).
(٤٤) في [هـ]: (رأوه).
(٤٥) في [جـ]: (لقد).
(٤٦) في [أ، ب، ط]: (صاحبك).
(٤٧) في [ع]: (تغبطوني).
(٤٨) في [جـ]: (أن).
(٤٩) في [أ، جـ، س، ع]: (أبومرون) وفي [ي]: (أيومرون)، وفي [ب]: (أبومروان).
(٥٠) سقط من: [أ، ب]، والمعنى: أن عمر لم يعد أميرًا.
(٥١) في [ي]: بياض.
(٥٢) سقط من: [هـ].
(٥٣) سقط من: [هـ].
(٥٤) منقطع؛ أبو سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب لا يرويان عن عمر، أخرجه أبو العرب ابن تميم في كتاب المحن ص ٦٧.

[٤٥] (ما جاء في) (١) خلافة عثمان وقتله رضي الله عنه (٢)


(١) في [ع]: بياض.
(٢) سقط من: [هـ].

٣٩٨٥٨ - حدثنا ابن إدريس عن شعبة عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب قال: حججت في إمارة عمر فلم يكونوا (يشكون) (١) (أن) (٢) الخلافة من بعده لعثمان (٣).


(١) في [ي]: (يشكوا).
(٢) في [أ، ب]: (لأن).
(٣) منقطع حكمًا؛ أبو إسحاق لم يصرح بالسماع، وأخرجه أبو نعيم في الإمامة (١٠٨)، واللالكائي (٢٥٥٤)، وابن عساكر ٣٩/ ١٨٧.

٣٩٨٥٩ - حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عبد اللَّه بن سنان قال: قال (عبد اللَّه) (١) حين استخلف عثمان: ما ألونا عن (أعلانا) (٢) ذا فوق (٣).


(١) في [ع]: (عبيد اللَّه).
(٢) في [أ، ب، جـ، س، ع]: (أعلاها)، وفي [ق]: (أعلاء).
(٣) صحيح؛ أخرجه الحاكم ٣/ ٩٧، وأحمد في فضائل الصحابة (٧٣١)، ويعقوب في المعرفة ٣/ ٨٢ (٤٥٣٥)، وابن أبي عاصم في الآحاد (١٤٦)، والطبراني (١٤٠)، وابن عساكر ٣٩/ ٢١١، والخلال (٥٤٤)، والعسكري في جمهرة الأمثال ١/ ١٧٦.

٣٩٨٦٠ - حدثنا محمد بن بشر عن إسماعيل بن أبي خالد عن حكيم بن جابر قال: سمعت ابن مسعود يقول حين بويع عثمان: ما ألونا عن (إعلانا) (١) (٢) (ذا) (٣) فوق (٤).


(١) في [أ، ب، جـ، س، ع]: (أعلاها)، وفي [ق]: (أعلاء).
(٢) في [ع]: زيادة (وأعلاها).
(٣) سقط من: [ع].
(٤) صحيح؛ أخرجه الطبراني (١٤١)، والخلال في السنة (٥٥٧)، وابن جرير في مسند عمر من تهذيب الآثار (١٣٢٣)، وابن أبي عاصم في الآحاد (١٤٧)، وأبو نعيم في الإمامة (١١٣).

٣٩٨٦١ - حدثنا أبو أسامة عن كهمس عن عبد اللَّه بن شقيق قال: حدثني هرم بن الحارث وأسامة بن (خريم) (١) قال: (وكانا) (٢) (يغازيان) (٣) فحدثاني (جميعا) (٤) ولا يشعر كل واحد منهما أن صاحبه حدثنيه، عن مرة (البهزي) (٥)، قال: بينما نحن مع رسول اللَّه ﷺ ذات يوم في طربق من طرق المدينة فقال: «كيف تصنعون في فتنة تثور في أقطار الأرض كأنها صياصي بقر؟» قالوا: فنصنع ماذا يا نبي اللَّه؟ قال: «عليكم بهذا وأصحابه»، قال: فأسرعت حتى عطفت على الرجل، فقلت: هذا (يا) (٦) نبي اللَّه؟ قال: "هذا؟، فإذا هو عثمان (٧).


(١) في [أ، ب]: (حرث)، وفي [هـ]: (حريم).
(٢) في [ع]: (فكانا).
(٣) في [س]: (يناديان).
(٤) سقط من: [أ، ب].
(٥) في [ع]: (الهدي).
(٦) سقط من: [ب].
(٧) مجهول؛ لجهالة هرم وأسامة بن خريم، وأخرجه أحمد (٢٠٣٥٣)، وابن أبي عاصم في السنة (١٢٩٦)، والترمذي (٣٧٠٤)، والحاكم ٣/ ١٠٢، وابن قانع ٣/ ٥٧، والخلال في السنة (٤٢٥)، والطبراني ٢٠/ (٧٥٢)، وابن عساكر ٣٩/ ٢٧١.

٣٩٨٦٢ - حدثنا إسماعيل بن علية عن ابن عون عن الحسن قال: أنبأني وثاب (وكان) (١) ممن أدركه عتق أمير المؤمنين عمر، وكان (يكون) (٢) بعد بين يدي عثمان، قال: فرأيت في حلقه (٣) طعنتين، كأنهما كيتان طعنهما يوم الدار دار عثمان، قال: بعثني أمير المؤمنين عثمان، قال: ادع لي الأشتر فجاء، قال ابن عون: أظنه قال: فطرحت لأمير المؤمنين وسادة (٤).
١٧٤

فقال: يا أشتر! ما يريد الناس مني؟ قال: ثلاثًا ليس (٥) من إحداهن بد، يخيرونك بين أن تخلع لهم أمرهم وتقول: هذا أمركم، اختاروا له من شئتم، وبين أن تقص من نفسك، فإن أبيت (هاذين) (٦) فإن القوم (قاتلوك، قال: ما من إحداهن بد؟ قال: ما من إحداهن بد، قال: أما) (٧) أن أخلع لهم أمرهم فما كنت أخلع سربالا (سربلنيه) (٨) اللَّه عز وجل أبدا.

قال ابن عون: وقال غير الحسن: لأن أقدم فيضرب عنقي أحب إلي من أن اخلع أمر أمة محمد (٩) بعضها عن بعض، قال ابن عون: (وهذا أشبه) (١٠) بكلامه.

(ولأن) (١١) أقص لهم من نفسي، فواللَّه لقد علمت، أن صاحبي بين يدي كانا يقصان من (أنفسهما) (١٢)، وما يقوم بدني بالقصاص، وأما أن يقتلوني، فواللَّه لو قتلوني لا يتحابون بعدي أبدا، ولا يقاتلون بعدي عدوا جميعا أبدا، قال: فقام الأشتر وانطلق، فمكثنا فقلنا: لعل الناس.

ثم جاء (رويجل) (١٣) كأنه (ذئب) (١٤) (فاطلع) (١٥) من الباب، ثم رجع
١٧٥
(وقام) (١٦) محمد بن أبي بكر في ثلاثة عشر حتى انتهى إلى عثمان، فأخذ بلحيته فقال: بها حتى سمعت وقع أضراسه، وقال: ما أغنى عنك معاوية، ما أغنى عنك ابن عامر، ما (أغنت) (١٧) عنك كتبك، فقال: أرسل لي لحيتي ابن أخي، أرسل لي لحيتي ابن أخي، قال: فأنا رأيته (١٨) استعدى رجلا من القوم (يُعينه) (١٩)، فقام إليه بمشقص حتى وجأ به في رأسه (فاثبته) (٢٠)، (قال) (٢١): ثُمّ (مَهْ؟) (٢٢) (قال) (٢٣): ثم دخلوا عليه حتى قتلوه (٢٤).


(١) في [أ، ب]: (فكان).
(٢) سقط من: [جـ].
(٣) في [هـ]: زيادة (أثر).
(٤) في [هـ]: زيادة (وله وسادة).
(٥) في [هـ]: زيادة (لك).
(٦) في [ق، هـ]: (هاتين).
(٧) في [هـ]: تكرر.
(٨) في [أ، ب]: (ستبنيه).
(٩) في [جـ]: زيادة ﷺ.
(١٠) سقط من: [هـ].
(١١) في [ع]: (ولين)، وفي [هـ]: (ولا اْن).
(١٢) في [ع]: (أنفسهم).
(١٣) في [أ، ب]: (ويجل).
(١٤) في [أ، ب]: (قلد).
(١٥) في [أ، ب]: (واطلع).
(١٦) في [جـ، ع]: (وقال).
(١٧) في [ع]: (أغنى).
(١٨) في [أ، ب]: زيادة (واللَّه).
(١٩) في [س]: (بعينه).
(٢٠) في [ع]: (فأثبت).
(٢١) سقط من: [ع].
(٢٢) في [أ، ب، جـ، س، ع]: (مر).
(٢٣) سقط من: [أ، ب، جـ، س].
(٢٤) مجهول؛ لجهالة وثاب، أخرجه ابن سعد ٣/ ٧٢، وابن شبه (٢٣٥٩)، وخليفة بن خياط في التاريخ ص ١٧٤، والطبراني (١١٦)، وابن عساكر ٣٩/ ٤٠٤، وابن جرير في التاريخ ٢/ ٦٦٤.

٣٩٨٦٣ - حدثنا أبو أسامة عن عبد الملك بن أبي سليمان قال: سمعت أبا ليلى الكندي قال: رأيت عثمان اطلع إلى الناس وهو محصور فقال: أيها الناس! لا تقتلوني (واستعتبوني) (١)، (فواللَّه) (٢) لئن قتلتموني لا (تقاتلون) (٣) جميعا أبدا، ولا تجاهدون عدوا أبدا، ولتختلفن حتى تصيروا هكذا -وشبك بين أصابعه، ﴿وَيَاقَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ (قَوْمَ) (٤) هُودٍ أَوْ قَوْمَ
١٧٦
صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ﴾ [هود: ٨٩]، قال: وأرسل إلى عبد اللَّه بن سلام فسأله فقال: الكف الكف، فإنه أبلغ لك في الحجة، فدخلوا عليه فقتلوه (٥).


(١) في [هـ]: (واستعتبوا).
(٢) في [أ، ب]: (واللَّه).
(٣) في [هـ]: (تصلون).
(٤) سقط من: [جـ].
(٥) ضعيف؛ لضعف أبي ليلى، أخرجه ابن سعد ٣/ ٧١، وابن شبه (٢٠٧٤)، والدولابي ٣/ ٩٤٣، وأحمد بن منيع كما في المطالب العالية (٣٩١٠ و٤٣٧٩)، وابن عساكر ٣٩/ ٣٤٨.

٣٩٨٦٤ - حدثنا ابن إدريس عن يحيى بن سعيد عن عبد اللَّه بن عامر قال: سمعت عثمان يقول: إن أعظمكم عندي غنا من كف سلاحه ويده (١).


(١) صحيح؛ أخرجه سعيد بن منصور (٣٢٠٣٨).

٣٩٨٦٥ - حدثنا ابن إدريس عن هشام عن ابن سيرين قال: جاء زيد بن ثابت إلى عثمان فقال: هذه الأنصار بالباب، قالوا: إن شئت أن (نكون) (١) أنصار اللَّه مرتين، فقال: أما القتال فلا (٢).


(١) في [س، ع]: (تكون).
(٢) منقطع، ابن سيرين كان ابن سنتين عند وفاة عثمان، أخزجه ابن شبه في أخبار المدينة (٢١١٠)، ونعيم بن حماد (٤٥٦)، والخلال (٤٣١)، وابن تميم في المحن ص ٨٢.

٣٩٨٦٦ - حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد اللَّه بن الزبير [قال: قلت لعثمان يوم الدار: اخرج فقاتلهم فإن معك من قد نصر اللَّه بأقل منه، واللَّه (إن قتالهم) (١) لحلال، قال: فأبى وقال: من كان لي عليه سمع وطاعة فليطع عبد (اللَّه) (٢) بن الزبير] (٣)، وكان أمره يومئذ على الدار، وكان يومئذ صائمًا (٤).


(١) في [ق، هـ]: (أنه).
(٢) سقط من: [س].
(٣) سقط ما بين المعكوفين من: [جـ].
(٤) صحيح.

٣٩٨٦٧ - حدثنا عبد اللَّه بن إدريس عن (عبيد اللَّه) (١) بن عمر عن نافع أن رجلا يقال له: جهجاه، تناول محصاكانت في يد عثمان فكسرها بركبته، فرمى في ذلك الموضع بأكلة (٢).


(١) في [أ، ب، جـ]: (عبد اللَّه).
(٢) منقطع؛ نافع لم يدرك عثمان، أخرجه ابن عساكر ٣٩/ ٣٣٠، وابن شبه (١٩٣٧)، والآجري في الشريعة (١٤٦٩)، وابن جرير في التاريخ ٢/ ٦٦٢.

٣٩٨٦٨ - حدثنا إسحاق الرازي عن أبي جعفر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر أن عثمان أصبح يحدث الناس قال: رأيت النبي ﷺ الليلة في المنام فقال: «يا عثمان! أفطر عندنا»، فأصبح صائما وقتل من يومه (١).


(١) حسن؛ أبو جعفر صدوق، أخرجه الحاكم ٣/ ١٠٣، والبزار (٧٤٧)، وأبو يعلى كما في المطالب (٤٣٨٥)، وابن عساكر ٣٩/ ٣٨٤، وأبو نعيم تاريخ أصبهان ١/ ٢٦١، وأبو الشيخ في طبقات أصبهان ٢/ ٢٩٨، واللالكائي (٢٥٧٧).

٣٩٨٦٩ - حدثنا ابن إدريس عن إسماعيل عن قيس عن سعيد بن زيد قال: لقد رأيتني موثقي عمر وأخته على الإسلام (ولو) (١) أرفضَّ أحد مما صنعتم بعثمان كان حقيقًا (٢).


(١) في [ع]: (ولم)، وفي [هـ]: (لو).
(٢) صحيح؛ أخرجه البخاري (٦٩٤٢).

٣٩٨٧٠ - حدثنا أبو أسامة عن الأعمش (حدثنا) (١) أبو صالح قال: قال عبد اللَّه ابن سلام: لما حُصر عثمان في الدار قال: لا تقتلوه فإنه لم يبق من أجله إلا قليل؛ واللَّه لئن قتلتموه لا تصلون جميعا أبدا (٢).


(١) في [ع]: (أخبرنا).
(٢) صحيح؛ أخرجه ابن شبه (٢٠٥٣).

٣٩٨٧١ - حدثنا أبو أسامة عن صدقة بن أبي عمران قال: (حدثنا) (١) أبو اليعفور عن أبي سعيد مولى عبد اللَّه بن مسعود قال: قال عبد اللَّه بن مسعود: (واللَّه) (٢) لئن (قتلتم) (٣) عثمان لا تصيبون منه خلفا (٤).


(١) في [ع]: (أخبرنا).
(٢) سقط من: [س].
(٣) في [ع]: (قلتم).
(٤) مجهول؛ لجهالة أبي سعيد.

٣٩٨٧٢ - حدثنا ابن علية عن أيوب عن أبي قلابة أن رجلا من قريش يقال له ثمامةكان على صنعاء، فلما جاء قتل عثمان بكى فأطال البكاء، فلما أفاق قال: اليوم انتزعت النبوة - (أو (قال) (١) -: الخلافة من أمة محمد (٢)، وصارت ملكا (وجبرية) (٣)، فمن غلب على شيء أكله (٤).


(١) سقط من: [ع].
(٢) في [جـ، ق]: زيادة ﷺ.
(٣) في [ع]: (وحرية).
(٤) منقطع؛ أبو قلابة لم يدرك عثمان، أخرجه عبد الرزاق (٢٠٩٦٨)، وابن سعد ٣/ ٨٠، والطبراني (١٤٠٤)، وابن أبي عمر كما في المطالب العالية (٤٣٨٩)، وابن قانع ١/ ١٣١، والخلال في السنة ٢/ ٣٣٤، وابن شبه (٢٢٩٧)، ورواه ابن الأثير في أسد الغابة ١/ ٣٦٦ عن أبي قلابة عن أبي الأشعث.

٣٩٨٧٣ - حدثنا ابن علية عن أيوب عن أبي قلابة قال: لما قتل عثمان قام خطباء إيلياء؛ فقام من (آخرهم رجل من) (١) أصحاب النبي ﷺ يقال له: مرة بن كعب فقال: لولا حديث سمعته من رسول اللَّه ﷺ (ما قمت، إن رسول اللَّه
١٧٩
ﷺ) (٢) (٣) ذكر فتنة -أحسبه قال: فقربها، فمر رجل مقنع بردائه فقال رسول اللَّه ﷺ: «هذا (يومئذ وأصحابه) (٤) على الحق»، فانطلقت فأخذت (٥) بوجهه إلى رسول اللَّه ﷺ فقلت: هذا؟ فقال: «نعم» (٦)، فإذا هو عثمان (٧).


(١) في [ع]: (قام رجل من أحدهم).
(٢) سقط من: [ع].
(٣) سقط من: [ق].
(٤) في [ع]: (وأصحابه يومئذ).
(٥) في [هـ]: زيادة (بمنكبيه فأقبلت).
(٦) في [ق]: (هذا).
(٧) منقطع؛ أبو قلابة لم يدرك عثمان، أخرجه أحمد (١٨٦٠١)، والخلال في السنة (٤٢٥)، وابن قانع ٣/ ٥٧، والحاكم ٣/ ١٠٢، وبنحوه الترمذي (٣٧٠٤)، والطبراني ٢٠/ (٧٥٢) وابن أبي عاصم (١٢٩٦).

٣٩٨٧٤ - حدثنا ابن إدريس عن ليث عن (زياد) (١) بن أبي (المليح) (٢) عن أبيه عن ابن عباس قال: لو أن الناس (اجتمعوا) (٣) على قتل عثمان (لرجموا) (٤) بالحجارة كما رجم قوم لوط (٥).


(١) في [أ، ب]: (زيد).
(٢) في [أ]: (الملح).
(٣) في [جـ، س، ع]: (أجمعوا).
(٤) في [ط، ق، هـ]: (رجموا)، وفي [أ، ب]: (الرجم).
(٥) ضعيف؛ زياد قال عنه أبو حاتم: «ليس بالقوي»، وليث ضعيف، أخرجه أحمد في فضائل الصحابة (٧٤٦)، وابن سعد ٣/ ٨٠، وابن عساكر ٣٩/ ٤٤٨، وابن معين في تاريخه ٣/ ٣٤٥، واللالكائي (٢٥٨٦)، والآجري (١٤٤٦).

٣٩٨٧٥ - حدثنا يزيد بن هارون عن ابن عون عن محمد بن سيرين قال: أشرف عليهم عثمان من القصر فقال: ائتوني برجل أتاليه كتاب اللَّه، فأتوه
١٨٠
بمصعصعة بن صوحان وكان شابًا، فقال: أما وجدتم أحدا (تأتونى) (١) به غير هذا الشاب؟ قال: فتكلم صعصعة بكلام، فقال له عثمان: اتل (فقال) (٢): ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا (وَإِنَّ) (٣) اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾، فقال: كذبت، ليست لك ولا لأصحابك، ولكنها لي ولأصحابي ثم تلا عثمان: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾ حتى بلغ ﴿(وَلِلَّهِ) (٤) عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾ [الحج: ٣٩ - ٤١] (٥).


(١) في [ع]: (يأتوني).
(٢) سقط من: [جـ].
(٣) في [جـ]: (وإن).
(٤) سقط من: [ق].
(٥) منقطع؛ ابن سيرين لم يدرك ذلك.

[٤٦] ما جاء في خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه (١)


(١) سقط من: [س، ق، ع].

٣٩٨٧٦ - حدثنا وكيع عن الأعمش عن آبي صالح قال: كان الحادي (يحدو) (١) بعثمان وهو يقول:
إن الأمير بعده علي … وفي الزبير خلف رضي
قال: فقال كعب: ولكنه صاحب البغلة الشهباء -يعني معاوية، فقيل لمعاوية: إن (كعبًا) (٢) يسخر بك ويزعم أنك تلي هذا الأمر، قال: فأتاه (فقال) (٣):
١٨١
يا أبا إسحاق! وكيف وههنا علي والزبير وأصحاب محمد (٤)؟ قال: أنت صاحبها (٥).


(١) في [ع]: (تحدوا).
(٢) في [ع]: (كعب).
(٣) سقط من: [س].
(٤) في [جـ، ق]: زيادة ﷺ.
(٥) صحيح؛ أخرجه وكيع في نسخته (٣٥)، والخلال (٣٤٨).

٣٩٨٧٧ - حدثنا هشيم عن العوام عن إبراهيم التيمي قال: لما بويع أبو بكر (قال) (١): قال سلمان: أخطاتم وأصبتم، أما لو جعلتموها في أهل بيت نبيكم (٢) (لأكلتموها) (٣) رغدا (٤).


(١) سقط من: [ع].
(٢) في [جـ، ق]: زيادة ﷺ.
(٣) في [جـ]: (كلتموها).
(٤) منقطع؛ إبراهيم لم يدرك ذلك، وهشيم مدلس.

٣٩٨٧٨ - حدثنا يزيد بن هارون عن عيينة بن عبد الرحمن بن جوشن عن أبيه عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال: ما (رزأ) (١) علي من بيت مالنا حتى فارقنا إلا جبة محشوة وخميصة (درا) (٢) (بجردية) (٣) (٤).


(١) في [أ، ب، جـ]: (زرأ).
(٢) سقط من: [جـ].
(٣) في [أ، ب]: (مجردة)، وفي [س]: (الجروبة).
(٤) صحيح؛ أخرجه أبو عبيد في الأموال (٦٧٠).

٣٩٨٧٩ - حدثنا غندر عن شعبة عن سعد بن إبراهيم قال: سمعت عبيد اللَّه بن أبي رافع قال: رأيت (عليًا) (١) حين ازدحموا عليه حتى أدموا رجله، فقال: اللهم إني قد كرهتهم وكرهوني فأرحني منهم وأرحهم مني (٢).


(١) في [أ، ب، جـ، س، ع]: (حتى).
(٢) صحيح.

٣٩٨٨٠ - حدثنا علي بن مسهر عن الأجلح عن الشعبي قال: اكتنف عبد الرحمن بن ملجم وشبيب الأشجعي عليا حين خرج إلى الفجر، فأما شبيب فضربه فأخطأه (وثبت) (١) سيفه في الحائط ثم (أحصر) (٢) نحو أبواب (كندة) (٣)، وقال الناس: عليكم صاحب السيف؛ فلما خشي أن يؤخذ رمى بالسيف ودخل في (عرض) (٤) الناس، وأما عبد الرحمن فضربه (بالسيف) (٥) على قرنه، (ثم) (٦) (احصر) (٧) نحو باب الفيل؛ فأدركه عريض أو عويض الحضرمي فأخذه فأدخله على علي، فقال علي: إن أنا مت فاقتلوه، (٨) إن شئتم أودعوه، وإن أنا نجوت كان القصاص (٩).


(١) في [ع]: (فثبت).
(٢) في [أ، ب، جـ، س]: (أحضر).
(٣) في [أ، ب]: (كنك)
(٤) في [ع]: (عوض).
(٥) في [ب]: (السيف).
(٦) سقط من: [ب].
(٧) في [ع]: (أحضر).
(٨) في [هـ]: زيادة (و).
(٩) حسن؛ الأجلح بن عبد اللَّه بن حجية صدوق.

٣٩٨٨١ - حدثنا وكيع عن الأعمش عن (سالم) (١) عن (عبد) (٢) اللَّه بن سبيع قال: سمعت عليًا يقول: لتخضبن هذه من هذا -فما ينتظر بالأشقى، (قالوا) (٣):
١٨٣
(فأخبرنا) (٤) به (نبير عترته) (٥)، قال: إذا تاللَّه تقتلون غير قاتلي، قالوا: أفلا تستخلف، قال: لا، ولكني أترككم إلى ما ترككم إليه رسول اللَّه ﷺ، قالوا: فما (تقول) (٦) لربك إذا لقيته؟ قال: أقول: اللهم تركتني فيهم ثم قبضتني إليك وأنت فيهم، فإن شئت أصلحتهم، وإن (شئت) (٧) أفسدتهم (٨).


(١) في [جـ]: (وسلم).
(٢) في [هـ]: (عبيد).
(٣) في [أ، ب]: (قال).
(٤) في [ع]: (فأخذنا).
(٥) أي: نقتله وجماعته، وفي [هـ]: (بنين عثرته)، وفي [ع]: (بزعرته).
(٦) في [ب]: (يقول).
(٧) في [ع]: (شيت).
(٨) مجهول؛ لجهالة عبد اللَّه بن سبيع، أخرجه أحمد (١٠٧٨)، وأبو يعلى (٣٤١)، والمزي ١٥/ ٦، والبزار (٨٧١)، وابن سعد ٣/ ٢٤.

٣٩٨٨٢ - حدثنا (هشيم) (١) عن أبي حمزة عن أبيه قال: سمعت عليا يقول: يا للدماء لتخضبن هذه من (هذا) (٢) -يعني لحيته من دم رأسه (٣).


(١) في [ع]: (هشام).
(٢) في [ع]: (هذه).
(٣) مجهول؛ لجهالة والد أبي حمزة وهو: أبو عطاء الواسطي.

٣٩٨٨٣ - حدثنا يزيد بن هارون عن هشام بن حسان عن محمد عن عبيدة قال: قال علي: ما يحبس (أشقاها) (١) أن يجيء فيقتلني، اللهم إني قد سئمتهم وسئموني فأرحني منهم وأرحهم (مني) (٢) (٣).


(١) في [أ، ب]: (بأشقاها).
(٢) سقط من: [ق].
(٣) صحيح؛ أخرجه ابن سعد ٣/ ٣٤، وعبد الرزاق (٢٠٦٣٧)، والخطابي في العزلة (٧٧).

[٤٧] ما جاء في ليلة العقبة

٣٩٨٨٤ - حدثنا ابن إدريس عن محمد بن إسحاق عن عبد اللَّه بن أبي بكر قال: قال رسول اللَّه ﷺ ليلة العقبة: "أخرجوا إلى اثني عشر منكم يكونوا (كفلاء على قومهم) (١) (ككفالة) (٢) الحواريين لعيسى بن مريم،، فكان نقيب بني النجار - (قال: ابن إدريس) (٣): وهم أخوال رسول اللَّه ﷺ: أسعد بن زرارة أبو أمامة، وكان (نقيبي) (٤) بني الحارث بن الخزرج: عبد اللَّه بن رواحة وسعد بن ربيع، وكان (نقيبي) (٥) بني سلمة: عبد اللَّه بن عمرو بن (حرام) (٦) والبراء بن معرور، وكان (نقيبي) (٧) بني ساعدة: سعد بن عبادة والمنذر بن عمرو، وكان (نقيب) (٨) بني زريق رافع بن مالك، وكان نقيب بني عوف بن الخزرج، وهم القوافل، عبادة بن الصامت، وكان (نقيبي) (٩) بني عبد الأشهل: (أسيد بن الحضير) (١٠) وأبو الهيثم بن التيهان، وكان نقيب بني عمرو بن عوف: سعد بن خيثمة (١١).


(١) سقط من: [أ، ق].
(٢) في [أ، ب]: (كلتلاء).
(٣) سقط من: [ع].
(٤) في [ق]: (نقيب).
(٥) في [ق]: (نقيب).
(٦) في [ع]: (حزام).
(٧) في [ق]: (نقيب).
(٨) في [أ، ب، ع]: (نقيبي)، وفي [ق]: (نقيبًا).
(٩) في [ق]: (نقيبًا).
(١٠) سقط من: [أ، ب].
(١١) مرسل؛ ابن أبي بكر تابعي، أخرجه ابن إسحاق في السيرة ٢/ ٢٩٤، وابن سعد ٣/ ٦٠٢.

٣٩٨٨٥ - حدثنا عبد الرحيم عن (مجالد) (١) عن الشعبي عن عقبة بن عمرو الأنصاري قال: وعدنا رسول اللَّه ﷺ (أصل) (٢) العقبة يوم (الأضحى) (٣) ونحن سبعون رجلًا، قال (عقبة) (٤): إني من أصغرهم، (فأتانا) (٥) رسول اللَّه ﷺ فقال: «أوجزوا في الخطبة، فإني أخاف عليكم كفار قريش»، قال: قلنا: يا رسول اللَّه سلنا لربك، وسلنا لنفسك، وسلنا لأصحابك، وأخبرنا ما الثواب على اللَّه وعليك؟ فقال: «(أسألكم) (٦) لربي: أن تؤمنوا به ولا تشركوا به شيئًا، (وأسألكم) (٧) (لنفسي) (٨): أن تطيعوني (اهدكم) (٩) سبيل الرشاد، (وأسألكم) (١٠) لي ولأصحابي: أن تواسونا في ذات أيديكم، وأن (تمنعونا) (١١) مما (منعتم) (١٢) منه أنفسكم، مإذا فعلتم ذلك فلكم على اللَّه الجنة (وعليّ) (١٣)»، قال: فمددنا أيدينا (فبايعناه) (١٤) (١٥).


(١) في [س]: (مجاهد).
(٢) في [أ، ب]: غير واضحة.
(٣) في [ع]: (الأضحا).
(٤) في [ق]: (أبو عقبة).
(٥) في [ق]: (فخطبنا).
(٦) في [ع]: (أسلكم).
(٧) في [ع]: (أسلكم).
(٨) سقط من: [أ، ب، ب، س، ع].
(٩) في [ق، ع]: (أهدكم).
(١٠) في [ع]: (أسلكم).
(١١) في [ع] (تمتعونا).
(١٢) في [ع]: (متعتكم).
(١٣) سقط من: [ق].
(١٤) في [ع]: (فبايعنا).
(١٥) ضعيف؛ لضعف مجالد، أخرجه عبد بن حميد (٢٣٨)، وأحمد ٤/ ١٢٠ (١٧١٢٠)، وابن أبي عاصم في الآحاد (١٨١٨)، والطبراني ١٧/ (٧١٠)، والبيهقي في دلائل النبوة ٢/ ٤٥١، وابن عساكر ٤٠/ ٥٢٠.

٣٩٨٨٦ - حدثنا ابن نمير عن إسماعيل عن الشعبي قال: انطلق العباس مع النبي ﷺ إلى الأنصار فقال: تكلموا ولا (تطيلوا) (١) (الخطبة، إن) (٢) عليكم عيونا (وإني) (٣) أخشى عليكم كفار قريش، فتكلم رجل منهم يكنى أبا أمامة، وكان خطيبهم يومئذ وهو أسعد بن زرارة، فقال للنبي ﷺ: سلنا لربك وسلنا لنفسك وسلنا لأصحابك، وما الثواب على ذلك؟ فقال النبي ﷺ: «(أسألكم) (٤) لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، ولنفسي أن تؤمنوا بي وتمنعوني مما (تمنعون) (٥) منه أنفسكم وأبناءكم، ولأصحابي المواساة في ذات أيديكم»، قالوا: فما لنا إذا فعلنا ذلك؟ قال: «لكم على اللَّه الجنة» (٦).


(١) في [س]: (تطيعوا).
(٢) في [ع]: (الخطبتان).
(٣) في [س]: (وإلى).
(٤) في [ع]: (أسلكم)، وفي [س]: (أسليكم).
(٥) في [ع]: (تمتعون).
(٦) مرسل؛ الشعبي تابعي، أخرجه أحمد ٤/ ١١٩ (١٧١١٩)، وابن سعد ٤/ ١١٩، والبيهقي في الدلائل ٢/ ٤٥٠.

٣٩٨٨٧ - حدثنا الفضل بن دكين عن الوليد بن جميع عن أبي الطفيل قال: كان بين (١) حذيفة وبين رجل منهم من أهل العقبة (٢) بعض ما يكون بين الناس، (فقال) (٣): أنشدك باللَّه، كم كان أصحاب العقبة؟ فقال القوم: فأخبره فقد سالك، فقال أبو موسى الأشعري: قد كنا نخبر أنهم أربعة عشر، فقال حذيفة: وإن كنت
١٨٧
فيهم فقد كانوا خمسة عشر، أشهد باللَّه أن إثني عشر منهم (حرب) (٤) (للَّه) (٥) ورسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد، وعذر ثلاثة، قالوا: ما سمعنا منادي رسول اللَّه ﷺ (٦) ولا علمنا ما يريد القوم (٧).


(١) في [أ، ب]: زيادة (أبي).
(٢) عقبة شمال المدينة على طريق تبوك، انظر: شرح مسلم ١٢٥/ ١٧، وقد كان النبي ﷺ طلب من أصحابه أن لا يشربوا من ماء أحد الآبار حتى يسبقهم ليقرأ عليه فيبارك اللَّه فيه، فسبق خمسة عشر رجلًا فشربوا قبل ورود النبي ﷺ.
(٣) في [ع]: (قال).
(٤) في [س، هـ]: (حزب).
(٥) سقط من: [هـ].
(٦) سقط من: [ع].
(٧) حسن؛ الوليد صدوق، أخرجه مسلم (٢٧٧٩)، وأحمد (٢٣٣٢١).

٣٩٨٨٨ - حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن إسماعيل بن أبي خالد قال: سمعت عبد اللَّه بن أبي أوفى، وكان ممن بايع تحت الشجرة، يقول: دعا رسول اللَّه ﷺ على الأحزاب فقال: «اللهم (١) منزل الكتاب، سريع الحساب، هازم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم» (٢).


(١) في [أ، ب، س]: زيادة (هازم الأحزاب و).
(٢) صحيح؛ أخرجه البخاري (٤١١٥)، ومسلم (١٧٤٢).

٣٩٨٨٩ - حدثنا يحيى بن أبي بكير (حدثنا) (١) شعبة عن عمرو بن مرة قال: سمعت بن أبي أوفى يقول: كان أصحاب النبي ﷺ الذين (بايعوا) (٢) تحت الشجرة (ألفا) (٣) وأربعـ (ــمائة) (٤) أو (ألفا) (٥) وثلاثمائة، وكانت أسلم (من) (٦) المهاجرين (٧).


(١) في [ع]: (أخبرنا).
(٢) في [جـ]: (إذا).
(٣) في [ع]: (ألف).
(٤) سقط من: [أ، هـ].
(٥) في [ع]: (ألف).
(٦) في [ع]: (ممن).
(٧) صحيح؛ أخرجه مسلم (١٨٥٧)، وابن حبان (٤٨٠٣).

٣٩٨٩٠ - حدثنا عبدة بن سليمان عن (مجالد) (١) عن عامر قال: أول من بايع تحت الشجرة أبو سنان الأسدي وهب، أتى النبي ﷺ فقال (٢): أبايعك، (قال) (٣): «علام تبايعني؟» قال: على ما في نفسك، قال: فبايعه، قال: وأتاه رجل آخر فقال: أبايعك على ما بايعك عليه أبو سنان فبايعه، ثم بايعه الناس (٤).


(١) في [س]: (مجاهد).
(٢) في [س]: زيادة (له).
(٣) سقط من: [ع].
(٤) ضعيف مرسل؛ عامر الشعبي تابعي، ومجالد ضعيف، وأخرجه أحمد في الفضائل (١٦٨٩)، والعلل ٢/ ٣٣٦، وابن سعد ٢/ ١٠٠، والخلال في السنة (٣٦)، وابن جرير في التفسير ٢/ ٨٦٦، وأبو نعيم في الحلية ٤/ ٣١٥، وأبو عروبة في الأوائل (٦٥)، والدولابي في الكنى ١/ ١١١، والفاكهي في أخبار مكة (٢٨٧)، والبيهقي في دلائل النبوة ٤/ ١٣٧، وأبو أحمد الحاكم في معرفة علوم الحديث ص ١٨٣، وابن عساكر ١٠/ ٤٢.

٣٩٨٩١ - حدثنا محمد بن بشر (حدثنا) (١) إسماعيل عن عامر قال: السابقون الأولون: من أدرك بيعة الرضوان (٢).


(١) في [ع]: (أخبرنا).
(٢) في [ع]: (تم الجزء الثالث)، وفي [جـ، ق]: (آخر المغازي)، وفي [هـ]: (تم بحمد اللَّه سبحانه وتعالى الجزء الرابع عشر ويليه إن شاء اللَّه الجزء الخامس عشر، وأوله باب «من كره الخروج في الفتنة وتعوذ عنها من كتاب الفتن»)، وفي [س]: (تم الجزء الثالث وهوآخر المغازي والحمد للَّه وحده يتلوه كتاب الفتن).

 


google-playkhamsatmostaqltradent