﴿لَمَّا دَعَا النَّبِيّ ﷺ قَوْمه وَقَالَ إِنِّي نَذِير لَكُمْ بَيْن يَدَيْ عَذَاب شَدِيد فَقَالَ عَمّه أَبُو لَهَب تَبًّا لك ألهذا دعوتنا نزل ﴿تَبَّتْ﴾ خَسِرَتْ ﴿يَدَا أَبِي لَهَب﴾ أَيْ جُمْلَته وَعَبَّرَ عَنْهَا بِالْيَدَيْنِ مَجَازًا لِأَنَّ أَكْثَر الْأَفْعَال تُزَاوَل بِهِمَا وَهَذِهِ الْجُمْلَة دُعَاء ﴿وَتَبَّ﴾ خَسِرَ هُوَ وَهَذِهِ خَبَر كَقَوْلِهِمْ أَهْلَكَهُ اللَّه وَقَدْ هَلَكَ وَلَمَّا خَوَّفَهُ النَّبِيّ بِالْعَذَابِ فَقَالَ إِنْ كان ما يقول بن أَخِي حَقًّا فَإِنِّي أَفْتَدِي مِنْهُ بِمَالِي وَوَلَدِي نزل
﴿مَا أَغْنَى عَنْهُ مَاله وَمَا كَسَبَ﴾ أَيْ وَكَسَبَهُ أَيْ وَلَده مَا أَغْنَى بِمَعْنَى يُغْنِي
﴿سَيَصْلَى نَارًا ذَات لَهَب﴾ أَيْ تُلَهَّب وَتُوقَد فَهِيَ مَآل تَكْنِيَته لِتَلَهُّبِ وَجْهه إِشْرَاقًا وَحُمْرَة
﴿وَامْرَأَته﴾ عَطْف عَلَى ضَمِير يَصْلَى سَوَّغَهُ الْفَصْل المفعول وَصِفَته وَهِيَ أُمّ جَمِيل ﴿حَمَّالَة﴾ بِالرَّفْعِ وَالنَّصْب ﴿الْحَطَب﴾ الشَّوْك وَالسَّعْدَان تُلْقِيه فِي طَرِيق النَّبِيّ ﷺ
﴿فِي جِيدهَا﴾ عُنُقهَا ﴿حَبْل مِنْ مَسَد﴾ أَيْ لِيف وَهَذِهِ الْجُمْلَة حَال مِنْ حَمَّالَة الْحَطَب الَّذِي هُوَ نَعْت لِامْرَأَتِهِ أَوْ خَبَر مُبْتَدَأ مقدر = ١١٢ سورة الإخلاص