١ - بَابُ وُجُوبِ الاسْتِئْذَانِ
• [٢٠٤٧٠]
حدثنا أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ
إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبَّادِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ
بْنُ هَمَّامٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: كَانَ ابْنُ
عَبَّاسٍ يَقُولُ: ثَلَاثُ آيَاتٍ مُحْكَمَاتٌ لَا يُعْمَلُ بِهِنَّ الْيَوْمَ،
تَرَكَهُنَّ النَّاسُ: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ
الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ (١) وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ
مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ﴾ [النور: ٥٨]،
وَهَذِهِ الْآيَةُ: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ
وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ
عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ [الحجرات: ١٣] فَأَبَيْتُمْ إِلَّا فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ،
وَفُلَانَ بْنَ فُلَانٍ (٢).
• [٢٠٤٧١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ:
الْمَمْلُوكُونَ، وَمَنْ لَمْ يَبْلُغِ الْحُلُمَ يَسْتَأْذِنُونَ فِي هَذِهِ
الثَّلَاثِ سَاعَاتٍ: قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ، وَنِصْفَ النَّهَارِ، وَبَعْدَ
الْعِشَاءِ، ﴿وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا
كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾ [النور: ٥٩].
(١) ملك اليمين: الإماء. (انظر: غريب القرآن
لابن قتيبة) (ص ١٢٤).
(٢)
كذا ورد الأثر في (ف)، (س) و«تفسير عبد الرزاق» (٣/ ٦٢)، وفي «التفسير لابن أبي
حاتم» (٨/ ٢٦٣٢) من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس زاد: «والآية التي في سورة
النساء ﴿وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى
وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ﴾ [النساء: ٨]».
• [٢٠٤٧٢] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَزِيدَ (١)
أَنَّ حُديْفَةَ سُئِل: أَيَسْتَأْذِنُ الرَّجُل عَلى وَالِدَتِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ،
إِنَّكَ إِنْ لمْ تَفْعَلْ رَأَيْتَ مِنْهَا مَا تَكْرَهُ.
٢
- بَابُ
الاِسْتِئْذَانِ ثَلَاثًا
• [٢٠٤٧٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَانُوا
يَقُولُونَ إِذَا سَلَّمْتَ ثَلَاثًا فَلَمْ تُجَبْ، فَانْصرِفْ.
° [٢٠٤٧٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَن سعِيدٍ
الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ (٢)، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ،
قَالَ: سَلَّمَ عَبْدُ اللهِ بْنُ قَيْسٍ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ عَلَى
عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمْ يُؤْذَنْ لَه، فَرَجَعَ،
فَأَرْسَلَ (٣) عُمَرُ فِي أَثَرِهِ (٤)، فَقَالَ: لِمَ رَجَعْتَ؟ فَقَالَ: إِنِّي
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «إِذَا سَلَّمَ أَحَدُكُمْ ثَلَاثًا (٥) فَلَمْ
يُجَبْ فَلْيَرْجِعْ»، فَقَالَ عُمَرُ: لَتَأْتِيَنِّي عَلَى مَا تَقُولُ
بِبَيِّنَةٍ، أَوْ لأَفْعَلَنَّ بِكَ كَذَا (٦)، غَيْرَ أَنَّهُ قَدْ أَوْعَدَه،
فَجَاءَنَا أَبُو مُوسَى مُنْتَقِعًا لَوْنُه، وَأَنَا فِي حَلْقَةٍ جَالِسٌ،
فَقُلْنَا: مَا شَأْنُكَ (٧)؟ فَقَالَ: سَلَّمْتُ عَلَى عُمَرَ، فَأَخْبَرَنَا
خَبَرَه، فَهَلْ سَمِعَ
• [٢٠٤٧٢] [شيبة: ١٧٨٩١].
(١)
كذا في (ف)، (س)، وعند المصنف في «تفسيره» (٢/ ٤٤٤)، وباقي مصادر التخريج: «نذير»،
والوجهان وردا في ترجمته. ينظر: «تهذيب الكمال» (٢٧/ ٥٤٦).
(٢)
تصحف في (س): «أبي بصرة»، والمثبت من (ف)، ينظر: «مسند أحمد» (١٩٥١٠) عن عبد
الرزاق، به.
(٣)
في (ف)، (س): «فأقبل»، وهو تصحيف، والتصويب من «مسند أحمد» (١٩٨١٩)، «السنن
الكبرى» للبيهقي (١٣٦٩١) من طريق المصنف، به.
(٤)
في أثره: في تتبع أثره. (انظر: اللسان، مادة: أثر).
(٥)
في (س): «ثلاث مرات»، والمثبت من (ف) موافق لما في «المسند».
(٦)
قوله: «بلى كذا» ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
(٧)
قوله:«: ما شأنك» ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
أَحَدٌ مِنْكُمْ مِن رَسُولِ اللهِ
ﷺ؟ قَائوا: كُلُّنَا قدْ سَمِعَه، فَأَرْسَلُوا مَعَة رَجُلًا مِنْهُمْ، حَتَّى
(*) أَتَى عُمَرَ فَأَخْبَرَهُ ذَلِكَ.
• [٢٠٤٧٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ
سَلَيمَانَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: سَلَّمْتُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ
الْخُدْرِيِّ ثَلَاثًا، فَلَمْ يُجِبْنِي أَحَدٌ، فَتَنَحَّيْتُ فِي نَاحِيَةِ
الدَّارِ، فَإِذَا رَسُولٌ قَدْ خَرَجَ إِلَيَّ، فَقَالَ: ادْخُلْ، فَلَمَّا
دَخَلْت، قَالَ لِي أَبُو سَعِيدٍ: أَمَا إِنَّكَ لَوْ زِدْتَ لَمْ آذَنْ لَكَ.
° [٢٠٤٧٦]
أخبرنا عَبْد الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَن ثَابِتٍ
الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، أَوْ غَيْرِهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ اسْتَأْذَنَ
عَلَى سَعدِ بْنِ عُبَادَةَ، فَقَالَ: «السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ»، فَقَالَ
سَعْدٌ: وَعَلَيْكَ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللهِ، وَلَمْ يَسْمَعِ النَّبِيُّ ﷺ،
حَتَّى سَلَّمَ ثَلَاثًا، وَرَدَّ عَلَيْهِ سَعْدٌ ثَلَاثًا، وَلَمْ يُسْمِعْه،
فَرَجَعَ، وَأَتَّبَعَهُ سَعْدٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، بِأَبِي أَنْتَ، مَا
سَلَّمْتَ تَسْلِيمَةً إِلَّا وَهِيَ بِأُذُنِي، وَلَقَدْ رَدَدْتُ عَلَيْكَ،
وَلَمْ أُسْمِعْكَ، أَحْبَبْتُ أَنْ أَسْتَكْثِرَ مِنْ سَلَامِكَ، وَمِنَ
الْبَرَكَةِ، ثُمَّ أَدْخَلَهُ الْبَيْتَ، فَقَرَّبَ إِلَيْهِ زَبِيبًا، فَأَكَلَ مِنْهُ
نَبِيُّ اللهِ ﷺ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: «أَكَلَ طَعَامَكُمُ الأَبْرَار،
وَصَلَّت عَلَيْكُمُ الْمَلَائِكَة، وَأَفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ».
° [٢٠٤٧٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَقِيلٍ قَالَ:
سَلَّمَ النَّبِيُّ ﷺ عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ ثَلَاثًا، فَلَمْ يَأْذَنْ لَه،
كَانَ عَلَى حَاجَةٍ، فَرَجَعَ النَّبِيُّ ﷺ (١)، فَقَامَ سَعْدٌ سَرِيعًا
فَاغتَسَلَ، ثُمَّ تَبِعَه، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي كُنْتُ عَلَى
حَاجَةٍ، فَقمْتُ فَاغْتَسَلْت، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «الْمَاءُ مِنَ الْمَاءِ».
(*) [ف/٩١ ب].
° [٢٠٤٧٦]
[الإتحاف: حم ٧٣٣].
(١)
قوله: «سلم النبي ﷺ على سعد بن عبادة ثلاثا، فلم يأذن له، كان على حاجة، فرجع
النبي ﷺ» ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
٣ - بَابُ الاِسْتِئْذَانِ بَعْدَ السَّلَامِ (١)
° [٢٠٤٧٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ
قَالَ: اسْتَأْذَنَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: أَدْخُلُ (٢)؟
فَدَخَلَ (٣) وَلَمْ يُسَلِّمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ لِبَعْضِ أَهْلِ
الْبَيْتِ: «مُرُوهُ فَلْيُسَلِّمْ»، فَسَمِعَهُ الْأَعْرَابِيُّ، فَسَلَّمَ،
فَأَذِنَ (٤) لَهُ.
• [٢٠٤٧٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ
ابْنِ عُمَرَ فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ لَهُ: أَدْخُلُ؟ فَقَالَ
ابْنُ عُمَرَ: لَا (*)، فَأَمَرَ بَعْضهُمُ الرَّجُلَ أَنْ يُسَلِّمَ، فَسَلَّمَ،
فَأَذِنَ لَهُ.
• [٢٠٤٨٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ قَوْمًا جَلَسُوا
إِلَى حُذَيْفَةَ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ اسْتَأْذَنَهُمْ.
• [٢٠٤٨١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: مَرَّ ابْنُ
عُمَرَ بِدَارٍ، فَإِذَا عَلَى بَابِهَا امْرَأَةٌ، وَأَرَادَ أَنْ يَدْخُلَ
الدَّارَ، فَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: أَدْخُلُ (٥)؟ فَقَا لَتِ: ادْخُلْ بِسَلَامٍ،
فَمَضى وَكَرِهَ أَنْ يَدْخُلَ (*).
٤
- بَابُ
الرَّجُلِ يطَّلِعُ فِي بَيْتِ الرَّجُلِ
° [٢٤٨٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عنْ سَهْلِ بْنِ
سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ
(١) قوله: «بعد السلام» وقع في (س): «بعده
سلام»، والمثبت من (ف).
(٢)
بعده في (ف)، (س): «فدخل»، وينظر: «شعب الإيمان» للبيهقي (١١/ ٢١٤).
(٣)
من (س).
(٤)
قوله: «فسلم، فأذن» وقع في (ف)، (س): «فلم يأذن»، وهو تصحيف، والتصويب من المصدر
السابق.
(*) [س/٢٦٥].
(٥)
تصحف في (س) إلى: «ادخلي»، والمثبت من (ف).
(*) [ف/٩٢ أ].
° [٢٠٤٨٢]
[الإتحاف: مي جا عه حب ش حم ٦٢٧٥].
أَنَّ رَجُلًا اطَّلَعَ عَلَى
النَّبِيِّ ﷺ مِنْ (١) سُتْرَةِ (٢) الْحُجْرَةِ، وَفِي يَدِ النَّبِيِّ ﷺ مِدْرَى
(٣)، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «لَوْ أَعْلَمُ أَنَّ أَحَدًا يُنْظِرُنِي حَتَّى
آتِيَه، لَطَعَنْتُ بِالْمِدْرَى (٤) فِي عَينِهِ، وَهَل جُعِلَ الاِسْتِئْذَانُ
إِلَّا مِنْ أَجْلِ النَّظَرِ!».
° [٢٠٤٨٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ
أَنَّ رَجُلًا اطَّلَعَ (٥) عَلَى النَّبِيِّ ﷺ فِي حُجْرَتِهِ، فَخَتَلَهُ (٦)
النَّبِيُّ ﷺ بِعُودٍ، فَأَخْطَأَهُ.
° [٢٠٤٨٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ
أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ
ﷺ: «مَنِ اطَّلَعَ عَلَى قَوْمٍ فِي (٧) بَيْتِهِمْ بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ فَقَدْ
حَلَّ لَهُمْ أَنْ يَفْقَئُوا عَيْنَهُ».
٥
- بَابٌ
كَيْفَ السَّلَامُ وَالرَّدُّ؟
° [٢٠٤٨٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سَعِيدٍ
الْجُرَيرِيِّ، عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ قَالَ: سَلَّمَ أَبُو جُرَيٍّ
عَلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ: عَلَيْكُمُ السَّلَام، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ:
«عَلَيْكُمُ السَّلَامُ تَحِيَّةُ الْمَوْتَى، وَلَكِنْ قُلْ: سَلَامٌ عَلَيْكُمْ».
(١) مكانه بياض في (ف)، وليس في (س) والمثبت
من «مسند أحمد» (٢٣٢٩٧) من طريق المصنف، به.
(٢)
الستر: الستار، وهو: ما يستر به، وما أسدل على نوافذ البيت وأبوابه حجبًا للنظر،
والجمع: أَسْتَار وستور وستر. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: ستر).
(٣)
في (ف)، (س): «مزرى» والمثبت من «المسند».
المدرى والمدراة: شيء يُصنع من خشب
أو حديد، على شكل سن من أسناد المشط، يسرح به لشعر المتلبد. (انظر: النهاية، مادة:
درى).
(٤)
في (ف)، (سر): «بالمزرى» والمثبت من «المسند».
(٥)
سقط من (س)، وأثبتناه من (ف).
(٦)
قال ابن فارس في «مقاييس اللغة» (٢/ ٢٤٥): «»ختل«الخاء والتاء واللام أصيل فيه
كلمة واحدة، وهي الختل، قال قوم: هو الخدع. وكان الخليل يقول: تخاتل عن غفلة».
الختل: الخداع والمراوغة. (انظر:
النهاية، مادة: ختل).
° [٢٠٤٨٤]
[الإتحاف: عه حم ١٨٣٥٨] [شيبة: ٢٦٧٥٩، ٣٧٤٠٩].
(٧)
ليس في (س)، والمثبت من (ف)، وينظر: «مسند أحمد» (٧٦١٦) عن المصنف، به.
° [٢٠٤٨٦] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ
رَسُول اللهِ ﷺ: «خَلَقَ اللهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ، طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا
(١)، فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ: اذْهَبْ فَسَلَمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ (٢)
وَهُمْ نَفَرٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ جُلُوسٌ، فَاسْتَمِعْ إِلَى مَا يجِيبُونَكَ
بِهِ (٣)، فَإِنَّهَا تَحِيتكَ، وَتَحِيَّةُ ذرِّيَّتِكَ، قَالَ: فَذَهَبَ،
فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالُوا: السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ
اللهِ، فَزَادُوهُ: وَرَحْمَةُ اللهِ، قَالَ: فَكُلُّ مَن يَدْخُلُ الجَنَّةَ
عَلَى صُورَةِ آدَمَ طُولُهُ (٤) سِتُّونَ ذِرَاعًا، فَلَمْ يَزَلِ الخَلْقُ
يَنْقُصُ حَتَّى الْآنَ».
° [٢٠٤٨٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَن قَتَادَةَ قَالَ: كَانَ إِذَا
سُلِّمَ عَلَيْهِ (٥) فَرَدَّ، قَالَ: وَعَلَيْكُمُ السَّلَامُ. وَذَكَرَ أَنَّ
عَمَّارَ بْنَ يَاسرٍ سَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَرَدَّ عَلَيْهِ رَسُولُ
اللهِ ﷺ السَّلَامَ، فَقَالَ: «وَعَلَيْكُمُ السَّلَامُ». قَالَ (٦): وَكَانَ
الْحَسَنُ إِذَا رَدَّ السَّلَامَ، قَالَ: سَلَامٌ عَلَيْكُمْ.
• [٢٠٤٨٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ
الحُصَيْنِ قَالَ: كُنَّا نَقُولُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ: أَنْعَمَ اللهُ بِكَ
عَيْنًا، وَأَنْعَمَ صَبَاحًا، فَلَمَّا كَانَ الْإِسْلَامُ نُهِينَا عَنْ ذَلِكَ.
قَالَ مَعْمَرٌ: فَيُكرَهُ (*) أَنْ
يَقُولَ (٧): أَنْعَمَ اللهُ بِكَ عَيْنًا (٨)، وَلَا بَأْسَ أَنْ يَقُولَ:
أَنْعَمَ اللهُ عَيْنَكَ (٩).
• [٢٠٤٨٦] [الإتحاف: خز حب حم ٢٠١٢٣].
(١)
الذراع: مقياس طوله: ٤٨ سنتيمترًا، والجمع: أذرع. (انظر: المقادير الشرعية) (ص
٢٦٠).
(٢)
النفر: الجماعة من ثلاثة إلى عشرة. (انظر: المعجم العربي الأساسي، مادة: نفر).
(٣)
من (س).
(٤)
ليس في (س)، والمثبت من (ف). وينظر: «صحيح مسلم» (٢٩٤٦) من طريق عبد الرزاق، به.
(٥)
ليس في (ف)، (س) وأثبتناه ليستقيم السياق.
(٦)
ليس في (س)، والمثبت من (ف).
(*) [ف/ ٩٢ ب].
(٧)
بعده في «سنن أبي داود»: «الرجل» (٥١٣٨) من طريق المصنف، به.
(٨)
من قوله: «وأنعم صباحًا» إلى قوله: «أنعم الله بك عينًا» ليس في (س)، والمثبت من
(ف).
(٩)
في (ف): «بك عينًا»، والتصويب من «سنن أبي داود» (٥٢٢٧).
٦ - بَابُ إِفْشَاءِ (١) السَّلَامِ
° [٢٠٤٨٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَن يَحْيَى بْنِ أَبِي
كَثِيرٍ، عَن يَعِيشَ بْنِ الْوَلِيدِ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «دَبَّ
(٢) إِلَيْكُمْ دَاءُ الأُمَمِ: الْحَسَد، وَالبَغضَاءُ وَهِيَ الْحَالِقَةُ (٣)،
لَا أَقُولُ: إِنَّهَا (٤) تَحْلِقُ الشَّعْرَ، وَلَكِنَّهَا تَحْلِقُ الدِّينَ،
وَالَّذِي نَفْسُ محَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى
تُؤْمِنُوا، وَلَا تَؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَفَلَا أُخْبِرُكمْ بِشَيْءٍ
إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ، أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ».
• [٢٠٤٩٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ أَبِي (٥)
إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَ: ثَلَاثٌ
مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: الْإِنْفَاقُ مِنَ
الْإِقْتَارِ، وَإِنْصَافُ النَّاسِ مِنْ نَفسِكَ، وَبَذْل السَّلَامِ لِلْعَالَمِ.
° [٢٠٤٩١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا معْمَرٌ عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ
أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا
تَدْخُلُوا الجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا،
أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا تَحَابُّونَ عَلَيْهِ، أَفْشُوا السَّلَامَ بَينَكُمْ».
• [٢٠٤٩٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ أَبَانٍ، يَرْويهِ
عَنْ بَعْضِهِمْ (٦) قَالَ: مَنْ سَلَّمَ عَلَى سَبْعَةِ فَهُوَ كَعِتْقِ رَقَبَةٍ.
(١) الإفشاء: نشر الشيء وإظهاره. (انظر:
المعجم الوسيط، مادة: فشا).
° [٢٠٤٨٩]
[الإتحاف: حم ٤٦٥٥] [شيبة: ٢٦٢٥٨].
(٢)
دب: سرى ومشى على هينته. (انظر: اللسان، مادة: دبب).
(٣)
الحالقة: التي تُهْلِك وتستأصل الدين. (انظهـ: النهاية، مادة: حلق).
(٤)
من (س).
• [٢٠٤٩٠]
[شيبة:٣١٠٨٠].
(٥)
سقط من (س)، وأثبتناه من (ف)، وينظر: «مسند البزار» (١٣٩٦) من طريق عبد الرزاق به.
(٦)
قوله: «يرويه عن بعضهم» ليس في (ف)، (س) والمثبت من «شعب الإيمان» للبيهقي (١١/
٢٠٦)، «سير أعلام النبلاء» (٦/ ٤٧٨) ص طريق المصنف، به.
• [٢٠٤٩٣] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ أَبِي عَمْرٍو النَّدَبِيِّ (١)، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ
ابْنِ عُمَرَ إِلَى السُّوقِ، فَمَا لَقِيَ صغِيرًا وَلَا كَبِيرًا إِلَّا سَلَّمَ
عَلَيْهِ، وَلَقَدْ مَرَّ بِعَبْدٍ أَعْمَى، فَجَعَلَ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ،
وَالْآخَرُ لَا يَرُدُّ عَلَيْهِ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ أَعْمَى.
٧
- بَابُ
سَلَامِ الْقَلِيلِ عَلَى الْكَثِيرِ
° [٢٠٤٩٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ
النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ عَلَى الْمَاشِي، وَالْمَاشِي عَلَى
الْقَاعِدِ، وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرٍ، وَالصَّغِيرُ عَلَى الْكَبِيرِ (٢)،
وَإِذَا مَرَّ الْقَوْمُ بِالْقَوْمِ فَسَلَّمَ مِنْهُمْ وَاحِدٌ أَجْزَأَ
عَنْهُمْ، وَإِذَا رَدَّ مِنَ الْآخِرِينَ وَاحِدٌ أَجْزَأَ عَنْهُمْ».
° [٢٠٤٩٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ
زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ: أَنْ عَلِّمِ النَّاسَ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ
ﷺ، فَجَمَعَهُمْ، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ (٣) يَقُولُ:
«تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ، فَإِذَا تَعَلَّمْتُمُوهُ فَلَا تَغْلُوا فِيهِ وَلَا
تَجْفُوا عَنْهُ (٤)، وَلَا تَأْكُلُوا بِهِ، وَلَا تَسْتَكثِرُوا بِهِ»، ثُمَّ
قَالَ: «إِنَّ التُّجَّارَ هُمُ الْفُجَّارُ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ،
أَلَيْسَ قَدْ أَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا؟ قَالَ: «بَلَى،
وَلَكِنَّهُمْ يَحْلِفُونَ وَيَأثَمُونَ»، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ الْفُسَّاقَ هُمْ
أَهْلُ النَّارِ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَنِ (*) الْفُسَّاقُ؟ قَالَ:
«النِّسَاءُ»، قَالُوا: أَوَ لَيْسَ بِأُمَّهَاتِنَا (*)
(١) تصحف في (ف)، (س): «النهدي»، والتصويب من
«شعب الإيمان» للبيهقي (١١/ ٢٠٦) من طريق المصنف، به، وينظر: «تهذيب الكمال» (٤/
١١٠).
(٢)
قوله: «والصغير على الكبير» سقط من (ف)، (س) والمثبت من «شعب الإيمان» للبيهقي
(١١/ ٢٦٨) من طريق المصنف، به.
° [٢٠٤٩٥]
[الإتحاف: طح حم ١٣٤٩٨، كم حم ١٣٤٩٩، كم حم ١٣٥٠٠] [شيبة: ٧٨٢٥].
(٣)
قوله: «فجمعهم، فقال: إني سمعت رسول الله ﷺ» سقط من (ف)، (س) واستدركناه من «مسند
أحمد» (١٥٩٠٦) من طريق المصنف، به.
(٤)
لا تجفوا عنه: لا تبعدوا عن تلاوته. (انظر: النهاية، مادة: جفا).
(*) [ف/ ٩٣ أ].
(*) [س/ ٢٦٦].
وَبَنَاتِنَا وَأَخَوَاتِنَا؟ قَالَ:
«بَلَى، وَلَكِنَّهُنَّ إِذَا أُعْطِينَ لَمْ يَشْكُرْنَ، وَإِذَا ابْتُلِينَ (١)
لَمْ يَصْبِرْنَ، ثُمَّ لِيُسَلِّمِ الرَّاكِبُ عَلَى الرَّاجِلِ (٢)،
وَالرَّاجِلُ عَلَى الْجَالِسِ، وَالْأَقَلُّ عَلَى الْأَكْثَرِ، فَمَنْ أَجَابَ
السَّلَامَ كَانَ لَه، وَمَنْ لَمْ يُجِبْ فَلَا شَيْء لَهُ».
° [٢٠٤٩٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ
سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُول: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لِيُسَلِّمِ الصَّغِيرُ
عَلَى الْكَبِيرِ، وَالْمَارُّ عَلَى الْقَاعِدِ، وَالقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ».
• [٢٠٤٩٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ كَانَ الرَّجُلَانِ مِنْ
أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ مُجْتَمِعَيْنِ، فَتُفَرِّقُ بَيْنَهُمَا شَجَرَةٌ، ثُمَّ
يَجْتَمِعَانِ، فَيُسَلِّمُ أَحَدُهُمَا عَلَى الْآخَرِ.
٨
- بَابُ
تَسْلِيمِ الرَّجُلِ عَلَى أَهْلِهِ
• [٢٠٤٩٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَقَتَادَةَ فِي
قَوْلِهِ: ﴿فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ﴾ [النور: ٦١]، قَالَا: بَيْتُكَ إِذَا دَخَلْتَهُ فَقُلْ:
سَلَامٌ عَلَيْكُمْ.
٩
- بَابُ
التَّسْلِيمِ عَلَى النِّسَاءِ
• [٢٠٤٩٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ
بَلَغَنِي أَنَّهُ يُكْرَهُ أَنْ يُسَلِّمَ الرِّجَالُ عَلَى النِّسَاءِ،
وَالنِّسَاءُ عَلَى الرِّجَالِ.
• [٢٠٥٠٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: أَمَّا امْرَأَةٌ
مِنَ الْقَوَاعِدِ، فَلَا بَأْسَ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيْهَا، وَأَمَّا الشَّابَّةُ
فَلَا.
١٠
- بَابُ
التَّسْلِيمِ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتٍ
° [٢٠٥٠١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ
النَّبِيُّ ﷺ: «إِذَا دَخَلْتُمْ بَيْتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهِ، وَإِذَا
خَرَجْتُمْ فَأَوْدِعُوا أَهْلَهُ السَّلَامَ».
(١) البلية والبلاء والابتلاء: الاختبار
والامتحان، ويكون في الخير والشر معا. (انظر: النهاية، مادة: بلا).
(٢)
الراجل: الماشي. (انظر: النهاية، مادة: رجل).
• [٢٠٥٠٢] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، وَعَنْ قَتَادَةَ قَالَا: إِذَا دَخَلْتَ
بَيْتًا لَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ، فَقُلِ: السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ
الصَّالِحِينَ، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تُرَدُّ عَلَيْكَ.
١١
- بَابُ
انْتِهَاءِ السَّلَامِ
° [٢٠٥٠٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَن أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ،
قالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: جَاءَ رَجُلٌ فَسَلَّمَ، فَقَالَ:
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ عليه السلام: «عَشَرَةٌ»، فَجَاءَ آخَر، فَقَالَ:
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ، فَقَالَ: «عِشرُونَ»، فَجَاءَ آخَر،
فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه، فَقَالَ:
«ثَلَاثُونَ»، يَقُولُ: ثَلَاثُونَ حَسَنَةً.
• [٢٠٥٠٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ
نَافِعٍ، أَو غَيْرِهِ، أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَلْقَى ابْنَ عُمَرَ (*)،
فَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ، فَيَقُولُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ
وَبَرَكَاتُهُ وَمَغْفِرَتُهُ وَمُعَافَاتُه، قَالَ: يُكْثِرُ مِنْ هَذَا، فَقَالَ
لَهُ ابْنُ عُمَرَ: وَعَلَيْكَ مِائَةَ مَرَّةٍ، لَئِنْ عُدْتَ إِلَى هَذَا
لأَسُوءنَّكَ.
١٢
- بَابُ
السَّلَامِ عَلَى الْأُمَرَاءِ
• [٢٠٥٠٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ
قَالَ: سَلَّمَ عُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفٍ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ: السَّلَامُ
عَلَيْكَ أَيُّهَا الْأَمِير، وَعِنْدَهُ رَهْطٌ (١) مِنْ أَهْلِ (٢) الشَّامِ،
فَقَالُوا: مَنْ هَذَا الْمُنَافِقُ الَّذِي قَصَّرَ فِي تَحِيَّةِ أَمِيرِ
الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفٍ لِمُعَاوِيَةَ: إِنَّ هَؤُلَاءِ
قَدْ عَابُوا عَلَيَّ شيْئًا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ، أَمَا إِنِّي قَدْ حَيَّيْتُ
بِهَا
• [٢٠٥٠٢] [شيبة: ٢٦٣٥٧].
(*) [ف/٩٣ ب].
(١)
الرهط: ما دون العشرة من الرجال. وقيل إلى الأربعين ولا تكون فيهم امرأة، ولا وأحد
له من لفظه، ويجمع على أرهط وأرهاط. (انظر: النهاية، مادة: رهط).
(٢)
ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ،
وَعُثْمَانَ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: إِنِّي لَا إِخَالُهُ (١) إِلَّا قَدْ كَانَ
بَعْضُ مَا يَقُول، وَلَكِنَّ أَهْلَ الشَّامِ حِينَ وَقَعَتِ الْفِتَن، قَالُوا:
وَاللهِ لَيُعْرَفَنَّ (٢) دِينُنَا وَلَا نَنْقُصُ تَحِيَّةَ خَلِيفَتِنَا، وَإِنِّي
لَا إِخَالُكُمْ (٣) يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ تَقُولُونَ لِعَامِلٍ الصَّدَقَةِ:
أَيُّهَا الْأَمِيرُ.
• [٢٠٥٠٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ
الْجَزِيرَةِ يُقَالُ لَهُ: ذَوَّادٌ (٤)، يُحَدِّثُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ
عَبْدِ اللهِ (٥) بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: وَدَخَلْنَا عَلَيهِ بِالرُّصَافَةِ،
فَقَالَ: دَخَلَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ:
السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ! فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: فَهَلَّا غَيْرَ
ذَلِكَ! أَنْتُمُ الْمُؤْمِنُونَ، وَأَنَا أَمِيرُكُمْ، فَقَالَ سَعْدٌ: نَعَمْ
إِنْ كُنَّا أَمَّرْنَاكَ، قَالَ (٦): فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: لَا يَبْلُغُنِي أَنَّ
أَحَدًا يَقُولُ: إِنَّ سَعْدًا لَيْسَ مِنَ قرَيشٍ إِلَّا فَعَلْتُ بِهِ،
وَفَعَلْت، فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ: لَعَمْرِي إِنَّ سَعْدًا لَفِي
السُّطَّةِ (٧) مِنْ قُرَيْشٍ، ثَابِتُ النَّسَبِ.
• [٢٠٥٠٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، أَنَّ ابْنَ سِيرِينَ
دَخَلَ عَلَى ابْنِ هُبَيْرَةَ فَلَمْ يُسَلِّمْ عَلَيهِ بِالْإِمَارَةِ قَالَ:
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ (٨) وَرَحْمَةُ اللهِ.
(١) قوله: «لا إخاله» وقع في (س): «إخالك
له»، والمثبت من (ف).
(٢)
في (س): «ليغرقن». والمثبت من (ف) موافق لما في «المعجم الكبير» للطبراني (٩/ ٢٩)
من طريق المصنف، به.
(٣)
قوله: «لا إخالكم» في (ف): «لإخالكم»، والمثبت من (س) وينظر: «المعجم الكبير».
(٤)
في (ف): «داود»، (س)، والمثبت من «تاريخ دمشق» لابن عساكر (١٧/ ٣٢٤) من طريق
المصنف، به. في ترجمة «ذواد العقيلي».
(٥)
قوله: «بن عبد الله» ليس في (ف)، (س) والمثبت من المصدر السابق.
(٦)
ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
(٧)
في (س): «السبطة»، وفي «تاريخ دمشق»: «الوسط»، وفي «مختصر تاريخ دمشق» (٨/ ٢١٠):
«لموسط»، والمثبت من (ف) موافق لما في «فضائل الصحابة» لأحمد (١٩٣٣) من طريق
المصنف، به. «السطة: مصدر من قولك: وسطهم». ينظر: «معجم ديوان الأدب» (٣/ ٢٢١).
(٨)
ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
١٣ - بَابُ السَّلَامِ عَلَى أَهْلِ
الشِّرْكِ وَالدُّعَاءَ لَهُمْ
° [٢٠٥٠٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ
أَبِي صالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ:
«لَا تَبْتَدِئُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى بِالسَّلَامِ، وَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ
فِي طَرِيقٍ فَاضْطَرُّوهُمْ إِلَى أَضْيَقِهَا».
• [٢٠٥٠٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ ابْنَ (١) عُمَرَ
سَلَّمَ عَلَى يَهُودِيٍّ لَمْ يَعْرِفْه، فَأُخْبِرَ، فَرَجَعَ، فَقَالَ: رُدَّ
عَلَيَّ سَلَامِي، فَقَالَ: قَدْ فَعَلْتُ.
• [٢٠٥١٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ:
التَّسْلِيمُ عَلَى أَهْلِ الْكِتَابِ إِذَا دَخَلْتَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمُ
السَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى.
° [٢٠٥١١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ (*)،
عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ رَهْطٌ مِنَ الْيَهُودِ عَلَى
رَسُولِ اللهِ ﷺ فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ:
فَفَهِمْتُهَا، فَقُلْتُ: عَلَيكُمُ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ (٢)، فَقَالَ
النَّبِيُّ ﷺ: «مَهْلًا (٣)، يَا عَائِشَة، إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي
الْأَمْرِ كُلِّهِ (*)»، قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَلَمْ تَسْمَعْ
مَا قَالُوا؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «فَقَدْ قُلْتُ: عَلَيْكُمْ».
• [٢٠٥١٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ:
إِذَا مَرَرْتَ بِمَجْلِسٍ فِيهِ مُسْلِمُونَ وَكُفَّار، فَسَلَّمْ عَلَيْهِمْ.
° [٢٠٥٠٨] [الإتحاف: عه طح حب حم ١٨٣٢٦].
(١)
سقط من (س)، وأثبتناه من (ف)، وينظر: «الأدب المفرد» للبخاري (١١١٥)، و«شرح السنة»
للبغوي (١٢/ ٢٦٩).
° [٢٠٥١١]
[الإتحاف: مي عه حب حم ٢٢١٥٠].
(*) [ف/٩٤ أ].
(٢)
اللعن: الطرد والإبعاد من رحمة الله، ومن الخَلْق: السّبّ والدعاء. (انظر:
النهاية، مادة: لعن).
(٣)
الإمهال: الانتظار والتأجيل. (انظر: اللسان، مادة: مهل).
(*) [س/٢٦٧].
° [٢٠٥١٣] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: حَلَبَ يَهُودِيٌّ لِلنَّبِيِّ ﷺ
نَعْجَةً، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ جَمِّلْهُ»، فَاسْوَدَّ شَعْرُهُ حَتَّى صَارَ
أَشَدَّ سَوَادًا مِنْ كَذَا وَكَذَا، قَالَ مَعْمَرٌ: وَسَمِعْتُ غَيْرَ
قَتَادَةَ يَذْكُرْ أَنَّهُ عَاشَ نَحْوًا مِنْ سَبْعِينَ سَنَةَ لَمْ يَشِبْ.
° [٢٠٥١٤]
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرِ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ
الزُّبَيْرِ، أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ أَخْبَرَه، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ مرَّ
بِمَجْلِسٍ فِيهِ أَخْلَاطٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَالْيَهُودِ، وَالْمُشْرِكِينَ،
وَعَبَدَةِ الْأَوْثَانِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ.
١٤
- بَابُ
رِسَالَةِ السَّلَامِ
° [٢٠٥١٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ
أَبِي قِلَابَةَ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ فَوَجَدَهُ
يَعْجِن، فَقَالَ: أَيْنَ الْخَادِمُ؟ فَقَالَ: أَرْسَلْتُهُ فِي حَاجَةٍ، فَلَمْ
يَكُنْ لِنَجْمَعَ عَلَيْهِ ثِنْتَيْنِ، أَنْ نُرْسِلَهُ وَلَا نَكْفِيَهُ
عَمَلَه، قَالَ: فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنَّ أَبَا الدَّرْدَاء يَقْرَأُ (١)
عَلَيْكَ السَّلَامَ، قَالَ: مَتَى قَدِمْتَ؟ قَالَ: مُنْذُ ثَلَاثٍ، قَالَ: أَمَا
إِنَّكَ لَوْ لَم تُؤَدِّهَا (٢) كَانَتْ أَمَانَةَ عَنْدَكَ. قَالَ: وَأَمَرَ
رَسُولُ اللهِ ﷺ بِلَالًا، فَأَذُّنَ يَوْمَ الْفَتْحِ فَوْقَ الْكَعْبَةِ،
فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشِ لِلْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ: أَلَا تَرَى إِلَى هَذَا
الْعَبْدِ كَيْفَ صَعِدَ؟ قَالَ: دَعْه، فَإِنْ يَكُنِ اللهُ يَكْرَهُهُ فَسَيُغَيِّرُهُ.
١٥
- بَابُ
الْخَاتَمِ
° [٢٠٥١٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ ثَابِتٍ
الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ صَنَعَ خَاتَمًا
مِنْ وَرِقٍ (٣)، فَنَقَشَ فِيهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، ثُمَّ قَالَ: «لَا
تَنْقُشُوا عَلَيْهِ».
° [٢٠٥١٣] [شيبة: ٢٦٣٤٠، ٣٠٤٥٣، ٣٢٤١٦].
° [٢٠٥١٥]
[شيبة: ٣٨٠٨٠].
(١)
في (ف)، (س): «يقول»، والمثبت من «شعب الإيمان» (١١/ ٢٦٧) من طريق المصنف، به.
(٢)
في (س): «تردها»، والمثبت من (ف)، وينظر: «شعب الإيمان».
° [٢٠٥١٦]
[الإتحاف: حم ٧٣٧].
(٣)
الورق: الفضة. (انظر: النهاية، مادة: ورق).
° [٢٠٥١٧] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: رَأَيْتُ خَاتَمَ
النَّبِيِّ ﷺ فِي يَدِهِ حِينَ اصطَنَعَهُ لَيْلَةً، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى
بِرِيقِهِ حِينَ صَلَّى، حَسِبْتُهُ قَالَ: الْعِشَاءَ، قَالَ مَعْمَرٌ: ثُمَّ
أُخْبِرْتُ أَنَّهُ وَضَعَهُ بَعْدَ ذَلِكَ.
• [٢٠٥١٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ ابْنِ طَاوُس، عَنْ
أَبِيهِ قَالَ: كَانَ لِأَبِي حَاتَمٌ، وَكَانَ نَقْشُهُ: لَا إِلَهَ إِلَّا الله،
وَكَانَ لَا يَلْبَسُهُ.
• [٢٠٥١٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ أَيُّوبَ *، عَنْ
نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ اصْطَنَعَ خَاتَمًا، ثُمَّ وَضَعَه، فَكَانَ لَا
يَلْبَسُهُ.
° [٢٠٥٢٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ أَنَّهُ أَخْرَجَ خَاتَمًا، فَزَعَمَ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ
كَانَ يَتَخَتَّمُ (١) بِهِ، فِيهِ تِمْثَالُ أَسَدٍ.
• [٢٠٥٢١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ أَوْ
أَبِي مُوسَى الْأَشعَرِيِّ، كَانَ نَقْشُ خَاتَمِهِ كُرْكِيٌّ لَهُ رَأْسَانِ.
• [٢٠٥٢٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الْجُعْفِيِّ، أَنَّ
نَقْشَ خَاتَمِ ابْنِ مَسْعُودٍ: إِمَّا شَجَرَةٌ، وإِمَّا شَيْءٌ بَيْنَ
ذُبَابَيْنِ (٢).
• [٢٠٥٢٣]
قال عبد الرزاق: وَرَأَيْتُ لِمَعْمَرٍ خَاتَمًا، وَكَانَ لَا يَلْبَسُه، فَإِذَا
أَرَادَ أَنْ يَخْتِمَ دَعَا بِهِ لَا يَدْرِي أَبُو بَكْرِ مَا كَانَ نَقْشُهُ.
١٦
- بَابُ
مَا يكرَهُ مِنَ الْخَوَاتِيمِ
• [٢٠٥٢٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ،
أَنَّ عُمَرَ بْنَ
* [ف/ ٩٤ ب].
(١)
في (س): "يختتم، والمثبت من (ف).
(٢)
الذبابان: مثنى: الذباب، وذباب السيف: طرفه الذي يُضرب به. (انظر: النهاية، مادة:
ذبب).
• [٢٠٥٢٤]
[شيبة:٢٥٦٥٩].
الْخَطَّابِ رَأَى عَلَى رَجُلٍ
خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُلْقِيَه، فَقَالَ زِيَادٌ (١): يَا
أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ خَاتَمِي مِنْ حَدِيدٍ، قَالَ: ذَلِكَ أَنْتَنُ
وَأَتتَنُ.
° [٢٠٥٢٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ
نَافِعٍ (٢)، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: اتَّخَذَ رَسُولُ اللهِ ﷺ خَاتَمًا مِنْ
ذَهَبٍ وَجَعَلَ فَصَّهُ مِنْ دَاخِلٍ، قَالَ: فَبَيْنَا هُوَ يَخْطُبُ ذَاتَ
يَوْمٍ، قَالَ: «إِنِّي صَنَعْتُ خَاتَمًا، وَكُنْتُ أَلْبَسُهُ»، قَالَ:
فَنَبَذَهُ (٣) وَنَبَذَ النَّاسُ خَوَاتِمَهُمْ.
° [٢٠٥٢٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَنَّهُ سَمِعَ نَافِعًا
يُحَدِّث، عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، مِثْلَهُ.
° [٢٠٥٢٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُنَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ
أَبِي طَالِبٍ قَالَ: نَهَانِي رَسُولُ اللهِ ﷺ عَنِ التَّخَتُّمِ بِالذَّهَبِ،
وَعَنْ لِبَاسِ الْقِسِّيِّ (٤)، وَعَنِ الْقِرَاءَةِ فِي الرُّكُوعِ
وَالسُّجُودِ، وَعَنْ لِبَاسِ الْمُعَصْفَرِ (٥).
(١) ليس في (س)، وفي «كنز العمال» (١٧٣٩٤)
معزوًّا للمصنف: «رجل»، وفي «إتحاف الخيرة» (٤٠٧٢)، و«المطالب العالية» (٢٢٦٨)
معزوًّا لمسدد: «قال أبو موسى»، والمثبت من (ف) هو الموافق لما في «شعب الإيمان»
(٥٩٣٧) من طريق المصنف، به.
° [٢٠٥٢٥]
[الإتحاف: عه حم ١٠٣٦٩].
(٢)
قوله: «عن نافع» ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من «مسند أحمد» (٦٠٠٧) من طريق عبد
الرزاق، به.
(٣)
النبذ: الرمي والإبعاد والإلقاء. (انظر: النهاية، مادة: نبذ).
° [٢٠٥٢٧]
[الإتحاف: عه حم حب ط ١٤٤٨٧].
(٤)
القسي والقسية: ثياب مضلعة، أي: بها خطوط عريضة كالأضلاع، تتخذ من الكتان المخلوط
بالحرير، نسبت إلى قرية مصرية قريبة من تنيس، يقال لها: القس. (انظر: معجم
الملابس) (ص ٣٩٠).
(٥)
المعصفر والمعصفرة: المصبوغ والمصبوغة بالعُصْفر من الثياب، وهو: نبات يُستخرج منه
صبغ أصفر. (انظر: معجم اللغة العربية المعاصرة، مادة: عصفر).
° [٢٠٥٢٨] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: رَأَى النَّبِيُّ ﷺ عَلَى رَجُلٍ خَاتَمًا
مِنْ ذَهَبٍ، فَضَرَبَ إِصْبَعَهُ حَتَّى رَمَى بِهِ. قَالَ: وَرَأَى ابْنُ عُمَرَ
عَلَى رَجُلٍ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، فَأَخَذَهُ فَخَذَفَ (١) بِهِ.
• [٢٠٥٢٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى نَقَشَ
خَاتَمِ الْحَسَنِ خُطُوطًا مَثَلَ خَاتَمِ سُلَيْمَانَ.
١٧
- الْقَوْلُ
إِذَا رَكِبْتَ
• [٢٠٥٣٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ،
عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا رَكِبَ، قَالَ: بِاسْمِ اللهِ، اللَّهُمَّ
إِنَّ هَذَا مِنْ مَنِّكَ وَفَضْلِكَ عَلَيْنَا، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّنَا،
ثُمَّ يَقُولُ: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا﴾ [الزخرف: ١٣] الْآيَةَ.
° [٢٠٥٣١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ *، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلِيِّ
بْنِ رَبِيعَةَ، أَنَّهُ شَهِدَ عَلِيًّا حِينَ رَكِبَ، فَلَمَّا وَضَعَ رِجْلَهُ
فِي الرّكَابِ (٢) *، قَالَ: بِاسْمِ اللهِ، فَلَمَّا اسْتَوَى قَالَ: الْحَمْدُ
لِلَّهِ ثُمَّ قَالَ: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا﴾ الْآيَةَ، حَتَّى:
﴿لَمُنْقَلِبُونَ﴾ [الزخرف: ١٣، ١٤]،
ثُمَّ حَمِدَ اللهَ ثَلَاثًا، وَكَبَّرَ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا
أَنْتَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذنُوبَ إِلَّا
أَنْتَ، ثُمَّ ضَحِكَ، فَقُلْنَا: مَا يُضْحِكُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟
قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ فَعَلَ مِثْلَ مَا فَعَلْت، وَقَالَ مِثْلَ مَا
قُلْت، ثُمَّ ضَحِكَ، فَقُلْنَا: مَا يُضْحِكُكَ يَا نَبِيَّ اللهِ؟ قَالَ:
«الْعَبْدُ»، أَوْ قَالَ: «عَجِبْتُ لِلْعَبْدِ إِذَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا
أَنْتَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، فَاغْفِرْ لي إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا
أَنْتَ، يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا هُوَ».
(١) الخذف: الرمي بحصاة أو نواة أو أي شيء.
(انظر: النهاية، مادة: خذف).
° [٢٠٥٣١]
[الإتحاف: حب كم حم ١٤٦٦٣].
* [ف/ ٩٥ أ].
(٢)
الركاب: حلقة من حديد جهتها السفلى مفلطحة معلقة بالسرج يجعل الفارس فيها رجله،
والجمع: رُكُبٌ. (انظر: العجم العربي الأساسي، مادة: ركب).
* [س/ ٢٦٨].
١٨ - بَابُ رُكُوبِ الثَّلَاثَةِ عَلَى
الدَّابَّةِ
• [٢٠٥٣٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ
مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: إِذَا رَكِبَ
الرَّجُلُ الدَّابَّةَ فَلَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللهِ رَدِفَهُ (١) الشَّيْطَان،
فَقَالَ لَهُ: تَغَنَّ فَإِنْ لَمْ يُحْسِنْ قَالَ لَهُ: تَمَنَّ!
° [٢٠٥٣٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: رَكِبَ
النَّبِيُّ ﷺ دَابَّةَ، وَحَمَلَ قُثَمَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَأَرْدَفَ (٢)
الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ خَلْفَهُ.
١٩
- بَابُ
التَّمَاثِيلِ وَمَا جَاءَ فِيهِ
° [٢٠٥٣٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ
ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا طَلْحَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ
اللهِ ﷺ يَقُولُ (٣): «لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلَا
صُورَةُ تَمَاثِيلَ».
° [٢٠٥٣٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ،
قَالَ: أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمُّدٍ، أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ
أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ دَخَلَ عَلَيْهَا وَهِيَ مُسْتَتِرَةٌ بِقِرَامٍ (٤) فِيهِ
صُورَةُ تَمَاثِيلَ، فَتَلَوَّنَ وَجْهُهُ ثُمَّ أَهْوَى إِلَى الْقِرَامِ
فَهَتَكَهُ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ
الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُشَبِّهُونَ بِخَلْقِ اللهِ».
(١) ردفه الشيطان: أتبعه. (انظر: اللسان،
مادة: ردف).
(٢)
الردف والرديف: الراكب خلف الراكب، ويحتمل أن يكونا على بعير واحد، أو يكونا على
بعيرين لكن أحدهما يتلو الآخر. (انظر: ذيل النهاية، مادة: ردف).
° [٢٠٥٣٤]
[الإتحاف: ط عه حب طح حم ٤٩٠٦] [شيبة: ٢٠٣١٧، ٢٥٧٠١].
(٣)
قوله: «سمعت أبا طلحة … يقول» سقط من (س)، وأثبتناه من (ف).
° [٢٠٥٣٥]
[الإتحاف: عه طح حم ٢٢٦٨٥] [شيبة: ٢٥٧١٨].
(٤)
القرام: الستر رقيق، وقيل: الصفيق من صوف ذي ألوان، وقيل: الستر الرقيق وراء الستر
الغليظ. (انظر: النهاية، مادة: قرم).
° [٢٠٥٣٦] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،
أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ لَمَّا رَأَى الصُّوَرَ فِي الْبَيْتِ، يَعْنِي: الْكَعْبَةَ،
لَمْ يَدْخُلْ حَتَّى أَمَرَ بِهَا فَمُحِيَتْ، وَرَأَى إِبْرَاهِيمَ،
وإسْمَاعِيلَ عليهما السلام بِأَيْدِيهِمَا الْأَزْلَامُ (١)، فَقَالَ النَّبِيُّ
ﷺ: «قَاتَلَهُمُ (٢) الله، وَاللَّهِ مَا اسْتَقْسَمَا (٣) بِالْأَزلَامِ قَطُّ».
• [٢٠٥٣٧]
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ،
عَنْ أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ حِينَ قَدِمَ الشَّامَ صنَعَ (٤) لَهُ
رَجُلٌ مِنَ * النَّصارَى طَعَامًا، فَقَالَ لِعُمَرَ: إِنِّي أُحِبُّ أَنْ
تَجِيئَنِي فَتُكْرِمَنِي أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ، وَهُو رَجُلٌ مِنْ عُظَمَاءِ
أَهْلِ (٥) الشَّامِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رضي الله عنه: إِنَّا لَا نَدْخُلُ كَنَائِسَكُمْ
مِنْ أَجْلِ الصُّوَرِ الَّتِي فِيهَا يَعْنِي: التَّمَاثِيلَ.
• [٢٠٥٣٨]
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ
بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ
عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ: إِمَامٌ مُضِلٌّ يُضِلُّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ،
أَوْ رَجُلٌ قَتَلَ نَبِيًّا، أَوْ رَجُلٌ قَتَلَهُ نَبِيٌّ، أَوْ رَجُلٌ
مُصَوِّرٌ، يُصَوِّرُ هَذِهِ التَّمَاثِيلَ.
° [٢٠٥٣٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ،
عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ جِبْرِيلَ، جَاءَ فَسَلَّمَ (٦)
عَلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَعَرَفَ النَّبِيُّ ﷺ صَوْتَه، فَقَالَ:
° [٢٠٥٣٦] [الإتحاف: حب كم حم ٨٣٣٦].
(١)
الأزلام: جمع: الزلم، وهي: قداح (خشب السهام) كانوا في الجاهلية، يكتوبون عليها
الأمر والنهي: افعل ولا تفعل. (انظر: النهاية، مادة: زلم).
(٢)
تصحف في (ف)، (س) إلى «قاتلهما»، والتصويب من «مسند أحمد» (٣٥٢٣) من طريق المصنف،
به.
(٣)
الاستقسام: نوع من الاقتراع. (انظر: النهاية، مادة: قسم).
(٤)
في (س): «اصطنع»، والمثبت من (ف).
* [ف/ ٩٥ ب].
(٥)
ليس في (سر).
° [٢٠٥٣٩]
[الإتحاف: طح حب حم ١٩٧٤١].
(٦)
طمس في (ف)، وليس في (س)، وينظر: «مسند أحمد» (٨١٩٤) من طريق المصنف، به.
«ادْخُلْ». فَقَالَ: إِنَّ فِي
الْبَيْتِ سِتْرًا فِي الْحَائِطِ فِيهِ تَمَاثِيل، فَاقْطَعُوا رُءُوسَهَا،
وَاجْعَلُوهُ بِسَاطًا أَوْ وَسَائِدَ (١) فَأَوْطِئُوهُ (٢)؛ فَإِنَّا لَا
نَدْخلُ بَيْتًا فِيهِ تَمَاثِيلُ.
• [٢٠٥٤٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ:
مَا عُفِّرَ فِي الْأَرْضِ فَلَا بَأْسَ بِهِ.
• [٢٠٥٤١]
قال مَعْمَرٌ: وَأَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ مُجَاهِدًا يَقُولُ مِثْلَ قَوْلِ
عِكْرِمَةَ.
° [٢٠٥٤٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ
ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «الْمُصَوِّرُونَ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ وَيُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقتُمْ».
° [٢٠٥٤٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ
عِكْرِمَةَ، قَالَ: لَا أَعْلَمُ إِلَّا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ
قَالَ: «مَنْ صَوَّرَ صُورَةً كُلِّفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يَنْفُخَ فِيهَا
الرُّوحَ، وَلَيْسَ بِنَافِخٍ فِيهَا أَبَدًا، وَمَنِ اسْتَمَعَ إِلَى حَدِيثِ
قَوْمٍ وَهُمْ كَارِهُونَ صُبَّ الْآنُكُ (٣) فِي سِمَاخِهِ (٤)، وَمَنْ كَذَبَ
فِي حُلْمِهِ كُلِّفَ أَنْ يَعْقِدَ شَعِيرَةً، أَوْ قَالَ: بَينَ شَعِيرَتَيْنِ،
وَيُعَذَّبُ عَلَى ذَلِكَ، وَلَيسَ بِفَاعِلٍ».
• [٢٠٥٤٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ كَعْبًا قَالَ:
يَطْلُعُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقُولُ: أُمِرْتُ أَنْ
آخُذَ ثَلَاثَةً: مَنْ دَعَا مَعَ اللهِ إِلَهًا، وَكُلَّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، قَالَ
مَعْمَرٌ: وَنَسِيتُ الثَّالِثَةَ، قَالَ: فَيَأْخُذُهُمْ، قَالَ: ثُمَّ يَطْلُعُ
عُنُقٌ آخَر، فَيَقُولُ: أُمِرْتُ أَنْ آخُذَ ثَلَاثَةً: مَنْ كَذَّبَ اللَّهَ،
وَمَنْ كَذَبَ عَلَى اللهِ، وَمَنْ آذَى اللَّهَ،
(١) الوسائد: جمع الوِسادة، وهي: المِخَدَّة.
(انظر: النهاية، مادة: وسد).
(٢)
ليس في (س)، والمثبت من (ف)، وينظر: «مسند أحمد».
الوطء والتوطؤ: الدوس بالقدم. (انظر:
النهاية، مادة: وطأ).
° [٢٠٥٤٢]
[الإتحاف: عه طح حم ١٠٤١٠] [شيبة: ٢٥٧٢٠].
(٣)
الأنك: الرصاص الأبيض. وقيل: الأسود. وقيل: هو الخالص منه. (انظر: النهاية، مادة:
أنك).
(٤)
في (س): «صماخه». والمثبت من (ف)، وينظر: «المعجم الكبير» للطبراني (١١٨٥٥) عن
الدبري، عن عبد الرزاق به.
فَأَمَّا مَنْ كَذَّبَ اللَّهَ (١):
فَمَنْ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَا يَبْعَثُه، وَأَمَّا مَنْ كَذَبَ عَلَى اللهِ:
فَمَنْ دَعَا لَهُ وَلَدًا، وَأَمَّا مَنْ آذَى اللهَ: فَالَّذِينَ يَعْمَلُونَ
الصُّوَرَ، فَيُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ، فَيَلْتَقِطُهُمْ كَمَا
يَلْتَقِطُ الطَّائِرُ الْحَبُّ.
• [٢٠٥٤٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: يُكْرَهُ مِنَ
التَّمَاثِيلِ مَا فِيهِ الرُّوح، فَأَمَّا الشَّجَرُ فَلَا بَأْسَ بِهِ.
• [٢٠٥٤٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ *، أَنَّ عُثْمَانَ
رَأَى أُتْرُنْجَةَ مِنْ جَصٍّ فِي الْمَسْجِدِ فَأَمَرَ بِهَا فَقُطِعَتْ.
• [٢٠٥٤٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ بَعْضِهِمْ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ
أَصْحَابِ * ابْنِ مَسْعُودٍ نَظَرَ إِلَى رَجُلٍ صَوَّرَ فِي الْأَرْضِ عُصفُورًا
فَضَرَبَ يَدَهُ.
• [٢٠٥٤٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّهُ كَانَ فِي
بَابِ صُفَّتِهِ تَمَاثِيل، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا الْخَطَّابِ، مَا هَذَا؟
فَقَالَ: هَذَا شَيْءٌ لَمْ آمُرْ بِهِ، وَلَمْ أَصْنَعْه، أَمَرَ بِهِ غَيْرِي،
وَشُنِّعْتُ بِهِ.
٢٠
- بَابٌ
كَمِ الشَّهْرُ؟
° [٢٠٥٤٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ،
أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَقْسَمَ أَلَّا يَدْخُلَ عَلَى أَزْوَاجِهِ شَهْرًا، قَالَ
الزُّهْرِيُّ: فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ، عَنْ، عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا مَضَتْ
تِسْعٌ وَعَشْرُونَ لَيْلَة أَعُدُّهُن، دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ ﷺ قَالَتْ:
بَدَأَ بِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ أَقْسَمْتَ أَلَّا تَدْخُلَ
عَلَيْنَا شَهْرًا، وإنَّكَ دَخَلْتَ مِنْ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ أَعُدُّهُنَّ،
قَالَ: «إِنَّ الشَّهْرَ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ».
(١) زاد بعده في (س): «فالذين يعملون الصور»،
والمثبت من (ف).
* [ف/ ٩٦ أ].
* [س/ ٢٦٩].
° [٢٠٥٤٩]
[الإتحاف: عه حم حب ٢٢٠٧٦].
° [٢٠٥٥٠] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ
قَالَ: «إِنَّمَا الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ».
٢١
- بَابُ
الطِّيَرَةِ (١)
• [٢٠٥٥١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِنَّا لَوَاقِفُونَ
مَعَ عُمَرَ عَلَى الْجَبَلِ بِعَرَفَةَ، إِذْ سَمِعْتُ رَجُلًا يَقُولُ: يَا
خَلِيفَة، فَقَالَ رَجُلٌ أَعْرَابِيٌّ خَلْفِي مِنْ لِهْبٍ: مَا لِهَذَا
الصَّوْتِ؟ قَطَعَ اللهُ لَهْجَتَه، وَاللَّهِ لَا يَقِفُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ
هَاهنَا بَعْدَ هَذَا الْعَامِ أَبَدًا، قَالَ: فَشَتَمْتُهُ وَآذَيْتُه، قَالَ:
فَلَمَّا رَمَيْنَا الْجَمْرَةَ مَعَ عُمَرَ، أَقْبَلَتْ حَصَاةٌ فَأَصَابَتْ
رَأْسَه، فَفَتَحَتْ عِرْقًا مِنْ رَأْسِهِ، فَقَالَ رَجُلٌ: أَشْعَرَ أَمِيرُ
الْمُؤْمِنِينَ، لَا وَاللهِ لَا يَقِفُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بَعْدَ هَذَا
الْعَامِ هَاهُنَا أَبَدا، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا هُوَ ذَلِكَ اللِّهْبِيُّ، قَالَ:
فَوَاللَّهِ مَا حَجَّ عُمَرُ بَعْدَهَا.
° [٢٠٥٥٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي
سَلَمَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ، أَنَّ أَصْحَابَ النَّبِيِّ ﷺ
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مِنَّا رِجَالٌ يَتَطَيَّرُونَ، قَالَ: «ذَاكَ شَيْءٌ
تَجِدُونَهُ فِي أَنْفُسِكُمْ، فَلَا يَصُدُّنَّكُمْ (٢)»، قَالَ: وَمِنَّا
رِجَالٌ يَأْتُونَ الْكُهَّانَ، قَالَ: «فَلَا تَأْتُوا كَاهِنًا».
° [٢٠٥٥٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ
هِلَالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارِ، قَالَ: حَدَّثَنَا
مُعَاوِيَةُ بْنُ الْحَكَمِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مِنا رِجَالٌ
يَتَطَيَّرُونَ قَالَ: «ذَاكَ شَيْءٌ تَجِدُونَهُ فِي أَنْفُسِكُمْ، فَلَا
° [٢٠٥٥٠] [شيبة: ٩٧٠١].
(١)
الطيرة والتطير: التشاؤم بالشيء. (انظر: النهاية، مادة: طير).
° [٢٠٥٥٢]
[الإتحاف: ط خز عه حم ١٦٧٨٧].
(٢)
في (ف)، (س):»يضرنكم«، وهو تصحيف، والتصويب من»مسند أحمد«(٢٤٢٦٩)»معرفة السنن
والآثار" للبيهقي (١٤/ ٧٢) من طريق المصنف، به.
° [٢٠٥٥٣]
[الإتحاف: ط خز عه حم ١٦٧٨٧] [شيبة: ٢٣٩٩٠].
يَضُرَّنَّكُمْ»، قَالَ: قُلْتُ *:
وَمِنَّا (١) رِجَال يَأْتُونَ الْكُهَّانَ، قَالَ: «فَلَا تَأْتُوهُمْ»، قَالَ:
قُلْتُ: وَمِنَّا رِجَالٌ يَخُطُّونَ (٢)، قَالَ: «خَطَّ نَبِيٌّ، فَمَنْ وَافَقَ
عِلْمهُ عَلِمَ».
° [٢٠٥٥٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَوْفٍ الْعَبْدِيِّ، عَنْ
حَيَّانَ، عَنْ قَطَنِ بْنِ قَبِيصَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ:
«الْعِيَافَةُ (٣)، وَالطَّرْقُ (٤)، وَالطِّيَرَةُ مِنَ الْجِبْتِ (٥)».
° [٢٠٥٥٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ
اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ
رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «لَا طِيَرَةَ، وَخَيْرُهَا الْفَألُ» قِيلَ: يَا
رَسُولَ اللهِ، وَمَا الْفَأْلُ؟ قَالَ: «الْكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُهَا
أَحَدُكُمْ».
° [٢٠٥٥٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ
قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «ثَلَاثٌ لَا يَعْجَزُهُنَّ ابْنُ آدَمَ: الطِّيَرَة،
وَسُوءُ الظَّنِّ، وَالْحَسَد، قَالَ: فَيُنْجِيكَ مِنَ الطِّيَرَةِ أَلَّا
تَعْمَلَ بِهَا، وَيُنْجِيكَ مِنْ سُوءِ الظَّنِّ أَلَّا تَتَكَلَّمَ بِهِ،
وَيُنْجِيكَ مِنَ الْحَسَدِ أَلَّا تَبْغِي أَخَاكَ سُوءًا».
* [ف/ ٩٦ ب].
(١)
في (ف): «ومثل»، والمثبت من (س)، وينظر: «المعجم الكبير» للطبراني (١٩/ ٣٩٩) من
طريق المصنف، به.
(٢)
تصحف في (س): «يتطيرون»، والمثبت من (ف).
الخط: أن يخط ثلاثة خطوط، ثم يضرب
عليهن بشعير أو نوى ويقول يكون كذا وكذا، وهو ضرب من الكهانة. (انظر: النهاية،
مادة: خطط).
° [٢٠٥٥٤]
[شيبة: ٢٦٩٣١].
(٣)
العيامة: زجر الطير والتفاؤل بأسمائها وأصواتها وممرها. (انظر: النهاية، مادة:
عيف).
(٤)
الطرق: الضَّرب بالحصا الذي يفعله النساء، وقيل هو: الخط في الرمل. (انظر:
النهاية، مادة: طرق).
(٥)
الجبت: كل ما يعبد من دون الله، وقيل: الكاهن والشيطان. (انظر: مجمع البحار، مادة:
جبت).
° [٢٠٥٥٥]
[الإتحاف: خز عه حب حم ١٩٤٠٠].
• [٢٠٥٥٧] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنْ مَضَيْتَ
فَمُتَوَكِّلٌ، وإِنْ نَكصْتَ (١) فَمُتَطَيِّرٌ.
• [٢٠٥٥٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ
كَانَ غَازِيًا، فبَيْنَا هُوَ يَسِير، إِذْ أَقْبَلَ فِي وُجُوهِهِمْ ظِبَاءٌ
يَسْعَيْنَ، فَلَمَّا اقْتَرَبْنَ مِنْهُمْ [وَلَّيْنَ مُدْبِرَاتٍ] (٢)، فَقَالَ
لَهُ رَجُلٌ: انْزِلْ أَصْلَحَكَ الله، فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: مِنْ مَاذَا
تَطَيَّرْتَ؟ أَمِنْ قُرُونِهَا حِينَ أَقْبَلَتْ؟ أَمْ مِنْ أَذْنَابِهَا حِينَ
أَدْبَرَتْ؟ إِنَّ هَذِهِ الطِّيَرَةَ لَبَابٌ (٣) مِنَ الشِّرْكِ، قَالَ: فَلَمْ
يَنْزِلْ سَعْدٌ، وَمَضَى.
٢٢
- بَابُ
الْمَجْذُومِ (٤) وَالْعَدْوَى
° [٢٠٥٥٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي
سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَا عَدْوَى (٥)
وَلَا صَفَرَ (٦) وَلَا هَامَةَ (٧)» قَالَ: فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ:
(١) في (س): «تلقيت»، والمثبت من (ف) موافق
لما في «شرح السنة» (١٢/ ١٧٠)، وبإسناده في «الترغيب والترهيب» لقوام السنة (ص:
٤١٧).
النكوص: الرجوع إلى الوراء، وهو
القهقرى. (انظر: النهاية، مادة: نكص).
• [٢٠٥٥٨]
[شيبة: ٢٦٩٢٧].
(٢)
ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
(٣)
في (س): «كتاب»، والمثبت من (ف). وينظر: «الترغيب والترهيب» (ص: ٤١٥) من طريق
المصنف، به.
(٤)
المجذوم: المصاب بالجذام، وهو: مرض تتآكل منه الأعضاء وتتساقط. (انظر: المعجم
الوسيط، مادة: جذم).
° [٢٠٥٥٩]
[الإتحاف: خز عه حب حم ٢٠٦٥٣].
(٥)
العدوى: أن يصيبه مثل ما بصاحب الداء. (انظر: النهاية، مادة: عدا).
(٦)
الصفر: اسم حيَّة تزعم العرب أنها في بطن الإنسان تصيبه إذا جاع وتؤذيه، وأنها
تُعدي، وقيل غير ذلك. (انظر: النهاية، مادة: صفر).
(٧)
الهامة: اسم طائر كانوا يتشاءمون بها، وهي من طير الليل، وقيل هي: البومة. (انظر:
النهاية، مادة: هوم).
فَمَا بَالُ (١) الْإِبِلِ تَكُونُ
فِي الرَّمْلِ، كَأَنَّهَا الظِّبَاءُ؟ فَيُخَالِطُهَا الْبَعِيرُ (٢) الْأَجْرَبُ
فَيُجْرِبُهَا، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «فَمَنْ أَعْدَى الْأَوَّلَ».
° [٢٠٥٦٠]
قال الزُّهْرِيُّ، وَحَدَّثَنِي رَجُلٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ
رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «لَا يُورِدَنَّ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحِّ» (٣) قَالَ:
فَرَاجَعَهُ الرَّجُلُ فَقَالَ: أَلَيْسَ قَدْ حَدَّثْتَنَا أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ
قَالَ: «لَا عَدْوَى وَلَا صَفَرَ وَلَا هَامَةَ»؟ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: لَمْ
أُحَدِّثْكُمُوه، قَالَ الزُّهْرِيُّ: قَالَ لِي أَبُو سَلَمَةَ: بَلَى قَدْ
حَدَّثَ بِهِ، وَمَا سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ * نَسِيَ حَدِيثًا قَطُّ غَيْرَهُ.
٢٣
- بَابُ
الْمَجْذُومِ
° [٢٠٥٦١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ وَخَالِدٍ، عَنْ (٤)
أَبِي قِلَابَةَ، أَن النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «فِرُّوا مِنَ الْمَجْذُومِ فِرَارَكُمْ
مِنَ الْأَسَدِ».
• [٢٠٥٦٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ أَنَّ أَبَا بَكْرِ كَانَ يَأْكُلُ مَعَ
الْأَجْذَمِ.
• [٢٠٥٦٣]
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي * الزِّنَادِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ
الْخَطَّابِ، قَالَ لِمُعَيْقِيبٍ الدَّوْسِيَّ: ادْنُ فَلَوْ كَانَ غَيْرُكَ مَا
قَعَدَ مِنِّي إِلَّا كَقِيدِ (٥) رُمْحٍ، وَكَانَ أَجْذَمَ (٦).
(١) البال: الحال والشأن. (انظر: النهاية،
مادة: بول).
(٢)
البعير: يقع على الذكر والأنثى من الإبل، وسمي بعيرا؛ لأنه يبعر، والجمع: أبعرة
وبُعران.
(انظر: حياة الحيوان للدميري) (١/ ١٩٣).
(٣)
في (ف)، (س): «صحيح»، وهو تصحيف، والتصويب من «سنن أبي داود» (٣٨٦٣) من طريق
المصنف، به. وقال الخطابي في «معالم السنن» (٤/ ٢٣٤): «الممرض: الذي مرضت ماشيته،
والمصح: هو صاحب الصحاح منها».
* [ف/ ٩٧ أ].
(٤)
تصحف في (ف)، (س) إلى: «بن»، والتصويب من «إمتاع الأسماع» (٨/ ٢٧) معزوا للمصنف.
* [س/ ٢٧٠].
(٥)
القيد: القَدْر. (انظر: النهاية، مادة: قيد).
(٦)
الأجذم: يقال: رجل أجذم ومجذوم إذا تهافتت أطرافه من الجذام، وهو الداء المعروف.
(انظر: النهاية، مادة: جذم).
° [٢٠٥٦٤] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ رَجُلًا أَجْذَمَ أَتَى النَّبِيِّ ﷺ كَأَنَّهُ
سَائِلٌ، فَلَمْ يُعْجِلْهُ النَّبِيُّ ﷺ وَجَهَّزَه، وَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «لَا
عَدْوَى».
• [٢٠٥٦٥]
قال مَعْمَرٌ: وَبَلَغَنِي: أَنَّ رَجُلًا أَجْذَمَ جَاءَ إِلَى ابْنِ عُمَرَ،
فَسَأَلَهُ فَقَامَ ابْنُ عُمَرَ فَأَعْطَاهُ دِرْهَمًا، فَوَضَعَهُ فِي يَدِهِ،
وَكَانَ رَجُلٌ قَدْ قَالَ لابْنِ عُمَرَ: أَنَا أُعْطِيهِ، فَأَبَى ابْنُ عُمَرَ
أَنْ يُنَاوِلَهُ الرَّجُلُ الدِّرْهَمَ.
٢٤
- بَابُ
الطِّيَرَةِ أيْضًا
° [٢٠٥٦٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ
ﷺ قَالَ: «أَصْدَقُ الطِّيَرَةِ الْفَأْلُ الْحَسَنُ (١)، وَلَا تَرُدُّ
مُسْلِمًا، فَمَنْ رَأَى مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ لَا يَأْتِي
بِالْحَسَنَاتِ إِلَّا أَنْتَ، وَلَا يَدْفَعُ السَّيَئَاتِ إِلَّا أَنْتَ، لَا
حَوْلَ (٢) وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، ثُمَّ يَمْضِي لِحَاجَتِهِ».
• [٢٠٥٦٧]
عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، أَوْ غَيْرِهِ، أَن رَجُلًا
كَانَ يَسِيرُ مَعَ طَاوُسٍ، فَسَمِعَ غُرَابًا نَعَبَ، فَقَالَ: خَيْرٌ، فَقَالَ
طَاوُسٌ: أَيُّ خَيْرٍ عِنْدَ هَذَا أَوْ شَرٍّ، لَا تَصْحَبْنِي، أَوْ لَا تَسِرْ
مَعِي.
٢٥
- بَابُ
الْكَيِّ (٣)
• [٢٠٥٦٨]
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: اكْتَوَى
عَمْرَانُ بْنُ الْحُصَيْنِ، فَقِيلَ لَهُ: اكْتَوَيْتَ يَا أَبَا نُجَيْدٍ؟
قَالَ: نَعَمْ، فَلَمْ يُفْلِحْنَ وَلَمْ يُنْجِحْنَ، قَالَ مَعْمَرٌ: وَسَمِعْتُ
قَتَادَةَ، أَوْ غَيْرَه، يَقُولُ: أُمْسِكَ عَنْ عِمْرَانَ التَّسْلِيمُ سَنَةً
حِينَ اكْتَوَى، ثُمَّ عَادَ إِلَيْهِ.
° [٢٠٥٦٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي
أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ
(١) من (س).
(٢)
الحول: الحركة، والمراد: لا حركة ولا قوة إلا بمشيئة الله تعالى، وقيل الحول:
الحيلة، والأول أشبه. (انظر: المصباح المنير، مادة: حول).
(٣)
الكي: إحراق الجلد في مواضع معينة بجسم حارق للتداوي. (انظر: معجم لغة الفقهاء) (ص
٣٨٦).
حُنَيْفٍ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ
اللهِ ﷺ علَى أَسْعَدَ (١) بْنِ زُرَارَةَ وَبِهِ وَجَعٌ، يُقَالُ لَهُ:
الشَّوْكَةُ (٢)، فَكَوَاهُ حَوْرَانَ (٣) عَلَى عُنُقِهِ فَمَاتَ، فَقَالَ
النَّبِيُّ ﷺ: «بِئْسَ الْمَيِّتُ لِلْيَهُودِ، يَقُولُونَ: قَدْ دَاوَاهُ
صَاحِبُه، أَفَلا نَفَعَهُ».
• [٢٠٥٧٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ
اكْتَوَى مِنَ اللَّقْوَةِ، وَكَوَى ابْنَهُ وَاقِدًا.
° [٢٠٥٧١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي
الْأَحْوَصِ، عَنِ * ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: جَاءَ نَفَرٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ،
فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ صَاحِبًا لَنَا اشْتَكَى أَفَنَكْوِيهِ؟
قَالَ: فَسَكَتَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: «إِنْ شِئْتُمْ فَاكْوُوه، وَإِنْ شِئْتُمْ
فَارْضِفُوهُ (٤)» يَعْنِي: بِالْحِجَارَةِ.
° [٢٠٥٧٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ
قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «الْكِمَادُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الْكَيِّ،
وَاللَّدُودُ (٥) أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ النَّفْخِ، وَالسَّعُوطُ (٦) أَحَبُّ
إِلَيَّ مِنَ الْعَلَقِ، وَالْفَأْلُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الطِّيَرَةِ».
(١) تصحف في (ف) إلى: «سعد»، والمثبت من (س)،
وهو الموافق لما في «المعجم الكبير» للطبراني (٦/ ٨٣) من طريق المصنف، به.
(٢)
الشوكة: الحمرة تعلو الوجه والجسد، وكذلك إذا دخل في جسمه شوكة. (انظر: النهاية،
مادة: شوك).
(٣)
كذا وقع في (ف)، (س) ولعل الصواب: «حوراء»، قال في «لسان العرب» (٤/ ٢٢٢): «والكية
يقال لها الحوراء، سميت بذلك؛ لأن موضعها يبيض، ويقال: حور عين بعيرك. أي: حجر
حولها بكي، وحور عين البعير: أدار حولها مِيسمًا، وفي الحديث:»أنه كوى أسعد بن
زرارة على عاتقه حوراء«، وفي رواية:»وجد وجعًا في رقبته فحوره رسول الله ﷺ
بحديدة«. وأخرج أحمد بنحوه في»المسند«(١٧٢٣٨) عن أسعد بن زرارة وفيه»كوي بخطين".
° [٢٠٥٧١]
[الإتحاف: حم ١٣١٠٨].
* [ف/ ٩٧ ب].
(٤)
الرضف: الحجارة المُحماة على النار، والمراد: عالجوه بالرضْف. (انظر: النهاية،
مادة: رضف).
(٥)
اللدود: من الأدوية ما يُسقاه المريض في أحد شِقَّي الفَم. ولَدِيدَا الفم:
جانباه. (انظر: النهاية، مادة: لدد).
(٦)
السعوط: ما يجعل من الدواء في الأنف. (انظر: النهاية، مادة: سعط).
° [٢٠٥٧٣] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنِ
ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: أَكْثَرْنَا الْحَدِيثَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ ﷺ ذَاتَ
لَيْلَةٍ، ثُمَّ غَدَوْنَا (١)، فَقَالَ: «عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأَنْبِيَاءُ
اللَّيْلَةَ بِأُمَمِهَا، فَجَعَلَ النَّبِيُّ ﷺ يَمُرُّ وَمَعَهُ الثَّلَاثَة،
وَالنَّبِيُّ وَمَعَهُ الْعِصَابَةُ (٢)، وَالنَّبِيُّ وَمَعَهُ النَّفَر،
وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ، حَتَّى مَرَّ عَلَيَّ مُوسَى وَمَعَهُ
كَبْكَبَةٌ (٣) مِنْ بَنِي إِسْرَائيلَ، فَأَعْجَبُونِي، فَقُلْتُ: مَنْ
هَؤُلَاءِ؟ فَقِيلَ: هَذَا أَخُوكَ مُوسَى وَمَعَهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ، قَالَ:
قُلْتُ: فَأَينَ أُمَّتِي؟ قَالَ: فَقِيلَ: انْظُرْ عَنْ يَمِينِكَ، فَنَظَرْتُ
فَإِذَا الظِّرَابُ (٤) قَدْ سُدَّ بِوُجُوهِ الرِّجَالِ، ثُمَّ قِيلَ لِي:
انْظُرْ عَنْ يَسَارِكَ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا الْأُفُقُ قَدْ سُدَّ بِوُجُوهِ
الرِّجَالِ، فَقِيلَ لِي: أَرَضِيتَ؟ فَقُلْتُ: رَضِيتُ يَا رَبِّ، رَضِيتُ يَا
رَبِّ! قَالَ: فَقِيلَ لِي: مَعَ هَؤُلَاءِ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ
الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ»، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «فِدَاكُمْ أَبِي وَأُمِّي!
إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَكُونُوا مِنَ السَّبْعِينَ أَلْفًا فَافْعَلُوا، فَإِنْ
قَصَّرْتُمْ فَكُونُوا مِنْ أَهْلِ الظِّرَابِ، فَإِنْ قَصَّرْتُمْ فَكُونُوا مِنْ
أَهْلِ الْأُفُقِ، فَإِنِّي رَأَيْتُ ثَمَّ نَاسًا يَتَهَاوَشُونَ (٥)»، قَالَ:
فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصنٍ الْأَسَدِيُّ فَقَالَ: ادْعُ اللَّهَ لِي يَا
رَسُولَ اللهِ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنَ السَّبْعِينَ، قَالَ: فَدَعَا لَه، قَالَ:
فَقَامَ رَجُل آخَر، فَقَالَ: ادْعُ اللَّهَ لِي يَا رَسُولَ اللهِ أَنْ
يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: «قَدْ سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ»، قَالَ: ثُمَّ
تَحَدَّثْنَا، فَقُلْنَا: مَنْ تَرَوْنَ هَؤُلَاءِ السَّبْعِينَ الْألفَ؟ قَالَ
(٦): قَوْمٌ وُلِدُوا فِي الْإِسْلَامِ لَمْ يُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا حَتَّى
مَاتُوا، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ ﷺ،
° [٢٠٥٧٣] [الإتحاف: حب كم حم ١٣٠٢١] [شيبة: ٢٤٠٩١].
(١)
الغدو: الذهاب غدوة (أول النهار) ثم كثر حتى استعمل في الذهاب والانطلاق أي وقت
كان. (انظر: التاج، مادة: غدو).
(٢)
العصابة والعصبة: الجماعة من الناس. (انظر: النهاية، مادة: عصب).
(٣)
الكبكبة: الجماعة. (انظر: اللسان، مادة: كبب).
(٤)
الظراب: جمع الظرب، وهو الجبل الصغير. (انظر: النهاية، مادة: ظرب).
(٥)
التهاوش والهوش: الاختلاط، أي يدخل بعضهم في بعض. (انظر: النهاية، مادة: هوش).
(٦)
من (س).
فَقَالَ: «هُمُ الَّذِينَ لَا
يَكْتَوُونَ، وَلَا يَسْتَرْقُونَ (١)، وَلَا يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ
يَتَوَكَّلُونَ».
٢٦
- بَابُ
الْغَيْرَةِ (٢)
° [٢٠٥٧٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ،
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّ عُمَرَ غَيُورٌ، وَأَنَا
أَغْيَرُ مِنْه، وَاللهُ أَغْيَرُ مِنَّا».
قَالَ مَعْمَرٌ: وَزَادَ قَتَادَةُ:
وَمِنْ غَيْرَتِهِ، حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا، وَمَا بَطَنَ.
° [٢٠٥٧٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ *: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ
أَسْلَمَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إِنَّ الْغَيْرَةَ مِنَ الْإِيمَانِ،
وَإِنَّ الْمَذَاءَ مِنَ النِّفَاقِ» وَالْمَذَاءُ: الدَّيُّوثُ.
° [٢٠٥٧٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ
زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ الْأَزْرَقِ، عَنْ عُقْبَةَ
بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «غَيْرَتَانِ: إِحْدَاهُمَا
يُحِبُّهَا (٣) الله، وَالْأُخْرَى يُبْغِضُهَا الله، وَمَخِيلَتَانِ (٤):
إِحْدَاهُمَا يُحِبُّهَا الله، وَالْأُخْرَى يُبْغِضُهَا الله، الْغَيْرَةُ فِي
الرِّيبَةِ (٥) يُحِبُّهَا الله، وَالْغَيْرَةُ فِي غَيْرِ الرِّيبَةِ يُبْغِضُهَا
الله، وَالْمَخِيلَةُ إِذَا تَصَدَّقَ الرَّجُلُ يُحِبُّهَا الله، وَالْمَخِيلَةُ
فِي الْكِبْرِ يُبْغِضُهَا اللهُ».
(١) الاسترقاء: طلب الرقية أو طلب من يرقي،
والرقية: العوذة التي يرقى بها صاحب الآفة كالحمى والصرع وغير ذلك من الآفات.
(انظر: النهاية، مادة: رقى).
(٢)
الغيرة: الحمية والأنفة. (انظر: اللسان، مادة: غير).
* [ف/
٩٨ أ] [س/ ٢٧١].
° [٢٠٥٧٦]
[الإتحاف: خز كم حم ١٣٨٩٢].
(٣)
في (ف)، (س): «أحب إلى»، وهو تصحيف، والتصويب من «شرح السنة» للبغوي (١٠/ ٣٨١) من
طريق المصنف، به.
(٤)
المخيلتان: مثنى المخيلة، والمخيلة والخيلاء: الكِبْر والعجب. (انظر: النهاية،
مادة: خيل).
(٥)
الريب والريبة: الشك. (انظر: النهاية، مادة: ريب).
° [٢٠٥٧٧] وقال: «ثَلَاثٌ تُسْتَجَابُ
دَعْوَتُهُمُ: الْوَالِد، وَالْمُسَافِر، وَالْمَظْلُومُ».
° [٢٠٥٧٨]
وقال: «إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ بِالسَّهْمِ الْوَاحِدِ الْجَنَّةَ ثَلَاثَةً:
صَانِعَه، وَالْمُمِدَّ بِهِ (١)، وَالرَّامِيَ بِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ».
° [٢٠٥٧٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ
أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ خَطَبَ، فَقَالَ: «يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، وَاللَّهِ
مَا أَحَدٌ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ أَنْ يَرَى عَبْدَهُ يُزَانِي أَمَتَه، وَلَوْ
تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا».
• [٢٠٥٨٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَمَّنْ سَمِعَ، الْحَسَنَ
يَقُولُ مَرَّ رَجُلٌ عَلَى رَجُلٍ مَعَهُ نِسْوَةٌ قَدْ أَلْقَيْنَ لَهُ
وِسَادَةً، فَهُنَّ يُحَدِّثْنَهُ وَهُوَ يَخْضَعُ لَهُنَّ بِالْقَوْلِ،
فَضَرَبَهُ بِعَصًا كَانَتْ مَعَهُ حَتَّى شَجَّه، فَذَهَبَ بِهِ إِلَى عُمَرَ
فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَرَّ عَلَيَّ هَذَا، وَأَنَا مَعَ نِسْوَةٍ
لِي أُحَدِّثُهُنَّ، فَضَرَبَنِي بِعَصًا حَتَّى شَجَّنِي، فَقَالَ عُمَرُ: لِمَ
ضَرَبْتَهُ؟ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَرَرْتُ عَلَيْهِ فَإِذَا هُوَ
مَعَ نِسْوَةٍ لَا أَعْرِفُهُنَّ يُحَدِّثْنَه، وَهُوَ يَخْضَعُ لَهُنَّ، فَلَمْ
أَمْلِكْ نَفْسِي، فَقَالَ عُمَرُ: أَمَّا أَنْتَ أَيُّهَا الضَّارِبُ
فَيَرْحَمُكَ الله، وَأَمَّا أَنْتَ أَيُهَا الْمَضْرُوبُ فَأَصَابَتْكَ عَيْنٌ مِنْ
عُيُونِ اللهِ.
° [٢٠٥٨١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنِ
ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «مَا أَحَدٌ أَحَبُّ إِلَيْهِ
الْمَدْحُ مِنَ اللهِ، وَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ مَدَحَ نَفْسَه، وَمَا أَحَدٌ
أَغْيَرُ مِنَ اللهِ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ».
٢٧
- بَابُ
الشُّؤْمِ (٢)
° [٢٠٥٨٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ
° [٢٠٥٧٧] [شيبة: ٣٠٤٤٩].
° [٢٠٥٧٨]
[شيبة: ١٩٨٩٨].
(١)
الممد به: الذي يقوم عند الرامي فيناوله سهمًا بعد سهم. (انظر: النهاية، مادة:
مدد).
(٢)
الشؤم والتشاؤم: كراهية الأمر وخوف عاقبته. (انظر: اللسان، مادة: شأم).
الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ
قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، سَكَنَّا (١) دَارَنَا، وَنَحْنُ كَثِيرٌ
فَهَلَكْنَا، وَحَسَنٌ ذَاتُ بَيْنِنَا، فَسَاءَتْ أَخْلَاقُنَا، وَكَثِيرَةٌ أَمْوَالُنَا
فَافْتَقَرْنَا، قَالَ: «أَفَلَا تَنْتَقِلُونَ عَنْهَا (٢) ذَمِيمَةً؟» قَالَتْ:
فَكَيْفَ نَصْنَعُ بِهَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «تَبِيعُونَهَا أَوْ
تَهَبُونَهَا».
° [٢٠٥٨٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، أَوْ
عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَوْ كِلَيهِمَا، شَكَّ مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ
عُمَرَ * قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «الشُّؤْمُ فِي ثَلَاثَةٍ: فِي الْفَرَسِ،
وَالْمَرْأَةِ، وَالدَّارِ»، قَالَ: وَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: «وَالسَّيفِ»،
قَالَ مَعْمَرٌ: وَسَمِعْتُ مَنْ يُفَسِّرُ هَذَا الْحَدِيثَ يَقُولُ: شُؤْمُ
الْمَرْأَةِ إِذَا كَانَتْ غَيْرَ وَلُودٍ، وَشُؤْمُ الْفَرَسِ إِذَا لَمْ يُغْزَ
عَلَيْهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَشُؤْمُ الدَّارِ جَارُ السُّوءِ.
• [٢٠٥٨٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، أَنَّ ابْنَ
مَسْعُودٍ قَالَ: إِنْ كَانَ الشُّؤْمُ فِي شَيءٍ فَهُوَ فِيمَا بَيْنَ
اللَّحْيَيْنِ، يَعْنِي اللِّسَانَ، وَمَا شَيءٌ أَحْوَجُ إِلَى سِجْنٍ طَوِيلٍ
مِنَ اللِّسَانِ.
٢٨
- بَابُ
اللَّعْنِ
• [٢٠٥٨٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ
قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: كَانُوا يَضْرِبُونَ رَقيقَهُمْ، وَلَا
يَلْعَنُونَهُمْ.
° [٢٠٥٨٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ:
كَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ يُرْسِلُ إِلَى أُمِّ الدَّرْدَاء،
فَتَبِيتُ عَنْدَ نِسَائِهِ، وَيُسَائِلُهَا عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: فَقَامَ
(١) قبله في (ف)، (س): «ما»، والصواب بدونها
كما عند البيهقي في «السنن الكبرى» (٨/ ٢٤٢)، «التمهيد» لابن عبد البر (٢٤/ ٦٩)،
كلاهما من طريق عبد الرزاق، به.
(٢)
ليس في (ف)، (س)، والمثبت من «السنن الكبرى»، وفي «التمهيد»: «منها».
* [ف/ ٩٨ ب].
° [٢٠٥٨٦]
[الإتحاف: عه حب كم حم ١٦٢٠٧].
لَيْلَةً فَدَعَا خَادِمَه،
فَأَبْطَأَتْ عَلَيْهِ فَلَعَنَهَا فَقَالَتْ: لَا تَلْعَنْ فَإِنَّ أَبَا
الدَّرْدَاءِ حَدَّثَنِي أَنَّهُ سَمِعَ (١) النَّبِيَّ ﷺ يَقُول: «إِنَّ
اللَّعَّانِينَ لا يَكُونُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ شُفعَاءَ وَلا شُهَدَاءَ».
° [٢٠٥٨٧]
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ
رَفَعَ الْحَدِيثَ، قَالَ: «لَا تَلَاعَنُوا بِلَعْنَةِ اللهِ، وَلَا بِغَضَبِ
اللهِ، وَلَا بِجَهَنَّمَ».
° [٢٠٥٨٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ،
عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: لَعَنَتِ امْرَأَةٌ
نَاقَةً لَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إِنَّهَا مَلْعُونَةٌ فَخَلُّوا عَنْهَا»،
قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهَا تَتْبَعُ الْمَنَازِلَ مَا يَعْرِضُ لَهَا أَحَدٌ،
نَاقَةٌ وَرْقَاءُ.
• [٢٠٥٨٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَرَادَ
ابْنُ عُمَرَ أَنْ يَلْعَنَ خَادِمَه، فَقَالَ: اللَّهُمَّ الْعَ! فَلَمْ
يُتِمَّهَا، فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ الْكَلِمَةَ مَا أُحِبُّ أَنْ أَقُولَهَا.
• [٢٠٥٩٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ
قَالَ: مَا لَعَنَ ابْنُ عُمَرَ خَادِمًا لَهُ قَطُّ إِلَّا وَاحِدًا،
فَأَعْتَقَهُ.
• [٢٠٥٩١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي
ظَبْيَانَ، أَنَّ حُذَيْفَةَ قَالَ: مَا تَلَاعَنَ قَوْمٌ قَطُّ إِلَّا حَقَّ
عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ.
٢٩
- بَابُ
الْمَيْتَةِ
• [٢٠٥٩٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي
الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: مَنِ اضْطُرَّ إِلَى الْمَيْتَةِ، وَالدَّمِ،
وَلَحْمِ الْخِنْزِيرِ، فَلَمْ يَأْكُلْ وَلَمْ يَشْرَبْ حَتَّى يَمُوتَ، دَخَلَ
النَّارَ.
(١) من قوله: «النبي ﷺ، قال: فقام» إلى هنا
سقط من (ف)، (س)، واستدركناه من «مسند أحمد» (٢٨١٧٦)، «مسند عبد بن حميد» (٢٠٣)،
من طريق المصنف، به.
° [٢٠٥٨٨]
[الإتحاف: مي عه حب حم ١٥٠٩٧].
• [٢٠٥٩١]
[شيبة: ٣٨٤٩٦].
• [٢٠٥٩٣] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: يَأْكُلُ مِنَ الْمَيْتَةِ مَا يُبَلِّغُه، وَلَا
يَتَضَلَّعْ مِنْهَا، قَالَ مَعْمَرٌ: لَيْسَ فِي الْخَمْرِ رُخْصَةٌ.
٣٠
- أَكْلُ
الشِّبَعِ فَوْقَ الشِّبَعِ
° [٢٠٥٩٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ،
أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ * قَالَ لِعَائشَةَ: «إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ بِقَوْمِ
خَيْرًا رَزَقَهُمُ الرِّفْقَ فِي مَعِيشَتِهِمْ، وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِهِمْ
سُوءًا * أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ، سَلَّطَ عَلَيْهِمُ الْخَرَقَ فِي مَعِيشَتِهِمْ».
• [٢٠٥٩٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ
لُقْمَانَ قَالَ لاِبْنِهِ: يَا بُنَيَّ، لَا تَأْكُلْ شِبَعًا فَوْقَ شِبَعٍ،
فَإِنَّكَ إِنْ تَنْبِذْهُ إِلَى الْكَلْبِ خَيْرٌ لَكَ، وَيَا بُنَيَّ لَا
تَكُونَنَّ أَعْجَزَ مَنْ هَذَا الذَيكِ الَّذِي يُصَوِّتُ بِالْأَسْحَارِ
وَأَنْتَ نَائِمٌ عَلَى فِرَاشِكَ.
• [٢٠٥٩٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَقَدْ كَانَ يَأْتي عَلَيْنَا الشَّهْرُ مَا
نُوقِدُ فِيهِ نَارًا، وَمَا هُوَ إِلَّا الْمَاءُ وَالتَّمْرُ، غَيْرَ أَنْ جَزَى
اللهُ نِسَاءً مِنَ الْأَنْصَارِ خَيْرًا، كُنَّ رُبَّمَا أَهْدَيْنَ لَنَا
الشَّيْءَ مِنَ اللَّبَنِ.
٣١
- الْأَكْلُ
بِيَمِينِهِ وَالْأكْلُ وَشِمَالُهُ فِي الْأرْضِ
° [٢٠٥٩٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ،
أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ
فَلْيَأْكُلْ بِيَمِينِهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ، وَيَشْرَبُ
بِشِمَالِهِ».
° [٢٠٥٩٨]
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ:
زَجَرَ النَّبِيُّ ﷺ أَنْ يَعْتَمِدَ الْإِنْسَانُ عَلَى يَدِهِ الْيُسْرَى إِذَا
كَانَ يَأْكُلُ.
* [س/ ٢٧٢].
* [ف/ ٩٩ أ].
° [٢٠٥٩٧]
[الإتحاف: حب حم ٩٦٧٠].
° [٢٠٥٩٩] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، أَنَّ النبِيَّ ﷺ كَانَ إِذَا أَكَلَ احْتَفَزَ (١)،
وَقَالَ: «آكُلُ كَمَا يَأْكُلُ الْعَبْد، وَأَجْلِسُ كَمَا يَجْلِسُ الْعَبْد،
فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ».
٣٢
- بَابُ
الْأَكْلِ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ
° [٢٠٦٠٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ وَهْبِ
بْنِ كَيْسَانَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ لِعُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ: «ادْنُ
يَا بُنَيَّ، فَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَسَمِّ اللهَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ».
° [٢٠٦٠١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ
النَّبِيَّ ﷺ قالَ: «إِذَا قُرِّبَ الثَّرِيدُ (٢) فَكُلُوا مِنْ نَوَاحِيهَا،
فَإِن الْبَرَكَةَ تَنْحَدِرُ مِنْ أَعْلَاهَا».
° [٢٠٦٠٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ وَغَيْرِهِ، أَنَّ
رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «إِذَا سَقَطَ مِنْ أَحَدِكُمْ لُقْمَتُهُ
فَلْيَأْخُذْهَا، أَوْ ليُمِطْ عَنْهَا الْأَذَى، وَلَا يَتْرُكْهَا لِلشَّيْطَانِ».
٣٣
- بَابُ
الْكِبْرِ
° [٢٠٦٠٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ عليه
السلام قَالَ: «الْكِبْرِيَاءُ رِدَاءُ (٣) اللهِ، فَمَنْ نَازَعَ اللهَ رِدَاءَهُ
قَصَمَهُ (٤)».
• [٢٠٦٠٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ
بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: دَخَلَ ابْنٌ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَلَيْهِ، وَقَدْ
تَرَجَّلَ (٥)، وَلَبِسَ ثِيَابًا حِسَانا، فَضَرَبَهُ عُمَرُ
(١) احتفز: استوى جالسا على وركيه. (انظر:
تهذيب اللغة، مادة: حفز).
(٢)
الثريد والثريدة: ما يهشم من الخبز ويبل بماء القدر وغيره وغالبا لا يكون إلا من
لحم. (انظر: اللسان، مادة: ثرد).
(٣)
الرداء: ما يُلبس فوق الثياب كالجبة والعباءة، والثوب الذي يستر الجزء الأعلى من
الجسم، واللباس أيضًا، والجمع: أردية. (انظر: معجم الملابس) (ص ١٩٤).
(٤)
القصم: كسر الشيء. (انظر: النهاية، مادة: قصم).
(٥)
الترجل والترجيل: تسريح الشعر وتنظيفه وتحسينه. (انظر: النهاية، مادة: رجل).
بِالدِّرَّةِ (١) حَتَّى أَبْكَاه،
فَقَالَتْ لَهُ حَفْصَةُ: لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا (٢)، لِمَ ضَرَبْتَهُ؟ فَقَالَ:
رَأَيْتُهُ قَدْ أَعْجَبَتْهُ نَفْسُه، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُصَغِّرَهَا إِلَيْهِ.
٣٤
- الْأَكْلُ
مُتَّكِئًا (٣)
• [٢٠٦٠٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: سَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ، عَنِ
الْأَكْلِ مُتَّكِئًا، فَقَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ.
• [٢٠٦٠٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ: كَانَ ابْنُ
سِيرِينَ لَا يَرَى بَأْسا بِالْأَكْلِ وَالرَّجُلُ مُتَّكِئٌ.
° [٢٠٦٠٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قالَ:
جَاءَ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ * وَسَلَّمَ مَلَكٌ لَمْ يَأْتِهِ
قَبْلَهَا وَلَا بَعْدَهَا، فَقَالَ: إِنَّ رَبَّكَ يُخَيِّرُكَ بَيْنَ أَنْ
تَكُونَ نَبِيًّا مَلِكًا أَوْ نَبِيًّا عَبْدًا، قَالَ: فَنَظَرَ النَّبِيُّ ﷺ
إلَى جِبْرِيلَ كَالْمُسْتَشِيرِ لَه، فَأَشَارَ إِلَيهِ: أَنْ تَوَاضَعْ، فَقَالَ
النَّبِيُّ ﷺ: «بَلْ نَبِيًّا عَبْدًا»، فَمَا رُئيَ النَّبِيُّ ﷺ بعْدَ ذَلِكَ
مُتَّكِئًا.
° [٢٠٦٠٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ
قَالَ: بُعِثَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ ملَكٌ لَمْ يَعْرِفْه، فَقَالَ: إِنَّ رَبَّكَ
يُخَيِّرُكَ بَيْنَ أَنْ تَكُونَ نَبِيًّا عَبْدًا، أَمْ نَبِيًّا مَلِكًا؟
فَأَشَارَ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ أَنْ تَوَاضَعْ، فَقَالَ: «بَلْ نَبِيًّا عَبْدًا».
• [٢٠٦٠٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ،
قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى ابْنَ عَبَّاسٍ يَأْكُلُ مُتَّكِئًا.
(١) الدِّرة: التي يُضرب بها. (انظر: اللسان،
مادة: درر).
(٢)
الفاحش: ذو الفحش (وهو كل ما يشتد قبحه من الذنوب والمعاصي) في كلامه وفعاله.
(انظر: النهاية، مادة: فحش).
(٣)
الاتكاء والتوكؤ: الاعتماد والتحامل على الشيء. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: وكأ).
* [ف/ ٩٩ ب].
• [٢٠٦٠٩]
[شيبة:٢٥٠٠٣].
° [٢٠٦١٠] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، أَن النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «آكُلُ (١)
كَمَا يَأْكُلُ الْعَبْد، وَأَجْلِسُ كَمَا يَجْلِسُ الْعَبْد، فَإِنَّا أَنَا
عَبْدٌ».
٣٥
- لَعْقُ
الْأصَابِعِ
° [٢٠٦١١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ
كَانَ يَقُولُ: «إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَمْسَحْ أَصَابِعَهُ حَتَّى
يَلْعَقَهَا، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي فِي أَيِّ طَعَامِهِ كَانَتِ الْبَرَكَةُ».
قَالَ: وَكَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كَانَ لَا يُغْلِقُ
دُونَهُ الْأَبْوَابَ، وَلَا يَقُومُ دُونَهُ الْحَجَبَةُ (٢)، وَلَا يُغْدَى
عَلَيْهِ بِالْجِفَانِ (٣)، وَلَا يُرَاحُ (٤) عَلَيْهِ بِهَا. كَانَ رَسُولُ
اللهِ ﷺ بَارِزًا، مَنْ أَرَادَ أَنْ يَلْقَى رَسُولَ اللهِ ﷺ لَقِيَه، كَانَ
يَجْلِسُ بِالْأَرْضِ، وَيُوضَعُ طَعَامُهُ بِالْأَرْضِ، وَيَلْبَسُ الْغَلِيظَ،
وَيَرْكَبُ الْحِمَارَ، وَيُرْدِفُ خَلْفَه، وَيَلْعَقُ وَاللَّهِ يَدَهُ ﷺ.
° [٢٠٦١٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ
أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ * كَانَ إِذَا أَكَلَ طَعَامًا يَلْعَقُ أَصَابِعَهُ
الثَّلَاثَ: الْإِبْهَامَ، وَاللَّتَيْنِ تَلِيَانِهَا، يُدْخِلُهُنَّ فِي فِيهِ،
وَاحِدَةً وَاحِدَةً.
٣٦
- طَعَامُ
الْوَاحِدِ يَكْفِي الاِثْنَيْنِ
° [٢٠٦١٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ
ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ
(١) في (ف): «كل»، وهو تصحيف، والتصويب من
(س)، «شعب الإيمان» للبيهقي (٥٥٧٢) من طريق المصنف، به.
(٢)
الحجبة: جمع الحاجب، والمراد: حَجَبة الكعبة الذين يتولون سدانتها وحفظها،
وبأيديهم مفتاحها. (انظر: النهاية، مادة: حجب).
(٣)
الجفان: جمع جفنة، وهي أعظم ما يكون من القصاع. (انظر: اللسان، مادة: جفن).
(٤)
الرواح: السير في أي وقت كان، وقيل: أصل الرواح أن يكون بعد الزوال (زوال الشمس
ظُهرًا). (انظر: النهاية، مادة: روح).
* [س/ ٢٧٣].
النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «طَعَامُ
الْوَاحِدِ يَكْفِي الاِثْنَيْنِ، وَطَعَامُ الاِثْنَيْنِ يَكْفِي الْأَرْبَعَةَ،
وَطَعَامُ الْأَرْبَعَةِ يَكْفِي الثَّمَانِيَةَ».
٣٧
- بَابُ
الْمُؤْمِنِ يَأْكُلُ فِي مِعًى (١) وَاحِدٍ
° [٢٠٦١٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ
سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّ الْكَافِرَ
يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ، وَالْمُؤْمِنَ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ».
° [٢٠٦١٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَن أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ
ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَأْكُلُ فِي
مِعًى وَاحِدٍ، وَإِنَّ الْكَافِرَ يَأكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ»
*.
٣٨
- بَابُ
اسْمِ اللهِ عَلَى الطَّعَامِ
• [٢٠٦١٦]
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ
أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: إِنَّ شَيْطَانَ الْمُؤْمِنِ
يَلْقَاهُ (٢) شَيْطَانُ الْكَافِرِ، فَيَرَى شَيْطَانَ الْمُؤْمِنِ شَاحِبًا،
أَغْبَرَ (٣) مَهْزُولًا، فَيَقُولُ لَهُ شَيْطَانُ الْكَافِرِ: مَا لَكَ؟
وَيْحَكَ (٤)! قَدْ هَلَكْتَ، فَيقُولُ شَيْطَانُ الْمُؤْمِنِ: لَا وَاللهِ مَا
أَصِلُ مَعَهُ إِلَى شَيءٍ، إِذَا طَعِمَ ذَكَرَ اسْمَ اللهِ، وَإِذَا شَرِبَ
ذَكَرَ اسْمَ اللهِ، وإِذَا نَامَ ذَكَرَ اسْمَ اللهِ، وَإِذَا دَخَلَ بَيتَهُ
ذَكَرَ اسْمَ اللهِ، فَيَقُولُ الْآخَرُ: لكنِّي آكُلُ مِنْ طَعَامِهِ، وَأَشْرَبُ
مِنْ شَرَابِهِ، وَأَنَامُ عَلَى فِرَاشِهِ، فَهَذَا سَاحٌّ، وَهَذَا مَهْزُولٌ.
° [٢٠٦١٧]
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ (٥)
جَابِرٍ، عَنْ
(١) المعى: واحد الأمعاء وهي المصارِين.
(انظر: النهاية، مادة: معا).
° [٢٠٦١٤]
[الإتحاف: عه حم ١٠٣٨٧] [شيبة: ٢٥٠٣٦].
° [٢٠٦١٥]
[الإتحاف: عه حم ١٠٣٨٧] [شيبة: ٢٥٠٣٤].
* [ف/ ١٠٠ أ].
(٢)
في (ف): «يلقى»، والمثبت من (س).
(٣)
الأغبر: الذي علاه الغبار. (انظر: اللسان، مادة: غبر).
(٤)
الويح: كلمة ترحم وتوجع، تقال لمن وقع في هلكة لا يستحقها، وقد تقال بمعنى المدح
والتعجب. (انظر: النهاية، مادة: ويح).
(٥)
كذا في (ف)، (س) على الإفراد، وقد تكرر هذا الإسناد عند المصنف في أكثر من موضع
على =
جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ
ﷺ: «إِذَا جِئْتَ بَابَ حُجْرَتِكَ فَاذْكُرِ اللهَ، يَرْجِعْ قَرِينُكَ، وَإِذَا
دَخَلْتَ بَيْتَكَ فَاذْكُرِ اللهَ، يَخْرُجْ سَاكنُه، وَإِذَا قُرِّبَ طَعَامُكَ
فَاذْكُرِ اللهَ، لَا يُشَارِكُوكُمْ فِي طَعَامِكُمْ»، قَالَ: وَحَسِبْتُهُ
قَالَ: «وَإِذَا اضْطَجَعَ أَحَدُكُمْ فَلْيَذْكُرِ اللَّهَ، لَا يَنَامُوا عَلَى
فُرُشِكُمْ».
• [٢٠٦١٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ
قَالَ: إِذَا غَدَا الْإِنْسَانُ تَبِعَهُ الشَّيْطَان، فَإِذَا دَخَلَ مَنْزِلَهُ
فَسَلَّمَ، قَامَ بِالْبَابِ، فَإِذَا أُتِيَ بِطَعَامِهِ فَذَكَرَ اللَّهَ، قَالَ
الشَّيْطَانُ: لَا مَقِيلَ وَلَا عَشَاءَ، فَإِنْ لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ حِينَ
يَدْخُلُ، وَلَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عَلَى طَعَامِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: مَقِيلٌ
وَغَدَاءٌ، وَكَذَلِكَ فِي الْعِشَاءِ.
° [٢٠٦١٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ
وَهْبٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كُنَّا إِذَا دُعِينَا إِلَى طَعَامٍ وَالنَّبِيُّ
ﷺ مَعَنَا، لَمْ نَضَعْ أَيْدِيَنَا حَتَّى يَضَعَ يَدَه، قَالَ: فَأُتِينَا
بِجَفْنَةٍ، فَكَفَّ يَدَه، فَكَفَفْنَا أَيْدِيَنَا، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ
كَأَنَّمَا يُطْرَدُ (١)، فَوَضَعَ يَدَهُ فِيهَا، فَأَخَذَ النَّبِي ﷺ بِيَدِهِ،
فَأَجْلَسَه، ثُمَّ جَاءَتْ جَارِيَةٌ فَوَقَعَتْ بِهَا، فَأَخَذَ النَّبِيُّ ﷺ
بِيَدِهَا (٢)، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ يَسْتَحِلُّ
طَعَامَ الْقَوْمِ إِذَا لَمْ يَذْكُرُوا عَلَيْهِ اسْمَ اللهِ، وَإِنَّ
الشَّيْطَانَ لَمَّا رَآنَا كَفَفْنَا أَيْدِيَنَا جَاءَ بِهَذَا الرَّجُلِ
وَهَذِهِ الْجَارِيَةِ ليَسْتَحِلَّ بِهِمَا طَعَامَنَا، وَالَّذِي لَا إِلَهَ
غَيْرُهُ إِنَّ يَدَهُ لَمَعَ أَيْدِعِمَا فِي يَدِي».
٣٩
- بَابُ
الْقَزَعِ (٣)
° [٢٠٦٢٠]
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ
عُمَرَ، أَنَّ
= التثنية، وعنده أيضًا برقم (٨٠٠٢)،
(١٤٨٢٧)، (١٧٠٨٠) تسميتهما بأنهما عبد الرحمن ومحمد ابني جابر.
(١)
يطرد: يسير بسرعة كأن أحدا يجري خلفه. (انظر: اللسان، مادة: طرد).
(٢)
ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من «أخلاق النبي» لأبي الشيخ (٥٩٦) من طريق معمر، به.
(٣)
القزع: أن يحلق رأس الصبي ويترك منه مواضع متفرقة غير محلوقة، تشبيها بقزع (قطع)
السحاب. (انظر: النهاية، مادة: قزع).
رَسُولَ اللهِ ﷺ رَأَى غُلَامًا قَدْ
حُلِقَ بَعْضُ رَأْسِهِ وَتُرِكَ بَعْضُه، فَنَهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ، وَقَالَ:
«احْلِقُوا كُلَّه، أَوْ ذَرُوا كُلَّهُ».
٤٠
- أَكْلُ
الْخَادِمِ
° [٢٠٦٢١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ * الزُّهْرِيِّ ومُحَمَّدِ بْنِ
زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «إِذَا أَتَى
أَحَدَكُمُ الْخَادِمُ بِطَعَامِهِ، قَدْ وَلِيَ حَرَّهُ وَمَشَقَّتَه،
وَدُخَانَهُ وَمَئُونَتَهُ (١) فَلْيُجْلِسْهُ مَعَه، فَإِنْ أَبَى
فَلْيُنَاوِلْهُ أَكْلَةً فِي يَدِهِ».
٤١
- بَابُ
الرَّجُلِ يَقْرُنُ (٢)، أوْ يَأْكُلُ وَهُوَ قَائِمٌ، أَوْ مَاشِي
° [٢٠٦٢٢]
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: نَهَى، يَعْنِي:
رَسُولَ اللهِ ﷺ عَنْ أَكْلَتَيْنِ: أَنْ يُقْرَنَ (٣) بَيْنَ تَمْرَتَيْنِ،
وَالْأُخْرَى أَنْ يَأْكُلَ وَهُوَ قَائِمٌ.
• [٢٠٦٢٣]
قال أبو بكر: وَسَأَلْتُ مَعْمَرًا، عَنِ الرَّجُلِ يَأْكُلُ وَهُوَ مَاشِي،
فَقَالَ: قَدْ كَانَ الْحَسَنُ يُرَخِّصُ فِيهِ لِلْمُسَافِرِ.
٤٢
- بَابُ
النَّفْخِ فِي الطَّعَامِ
• [٢٠٦٢٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ
ثَلَاثُ نَفَخَاتٍ يُكْرَهْنَ: نَفْخَةٌ فِي الطَّعَامِ، وَنَفْخَةٌ فِي
الشَّرَابِ، وَنَفْخَةٌ فِي السُّجُودِ.
٤٣
- فِي
الزَّيْتِ
° [٢٠٦٢٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ
أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «ائْتَدِمُوا (٤) بِالزَّيْتِ،
وَادَّهِنُوا بِهِ، فَإِنَّهُ يَخْرُجُ مِن شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ».
° [٢٠٦٢٠] [الإتحاف: عه حم عبد الرزاق ١٠٣٦٢].
° [٢٠٦٢١]
[الإتحاف: مي طح حب حم ١٩٧٧٢].
* [ف/ ١٠٠ ب].
(١)
مئونته: القيام عليه. (انظر: اللسان، مادة: مأن).
(٢)
القران: الجمع بين التمرتين في الأكل. (انظر: النهاية، مادة: قرن).
(٣)
كأنه في (ف)، (س): «يقرف»، والمثبت هو الموافق لترجمة الباب.
(٤)
الائتدام: أكل الخبز بأي شيء كان مما يصلحه ويطيبه. (انظر: النهاية، مادة: أدم).
٤٤ - بَابُ الْخَلِّ
° [٢٠٦٢٦]
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ
قَالَ: «نِعْمَ الْإِدَامُ (١) الْخَلُّ».
° [٢٠٦٢٧]
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ
* قَالَ: «لَيسَ بَيْتٌ مُفْقَرٌ مِنْ أُدْم (٢) فِيهِ خَلٌّ».
٤٥
- فِي
الثَّرِيدِ
° [٢٠٦٢٨]
مَعْمَرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ
عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: دَعَا رَسُولُ اللهِ ﷺ بِالْبَرَكَةِ فِي
السَّحُورِ وَالثَّرِيدِ.
° [٢٠٦٢٩]
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ وَأَبَانٍ قَالَا: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَثَلُ عَائِشَةَ فِي النِّسَاءِ مَثَلُ الثَّرِيدِ
وَاللَّحْمِ فِي الطَّعَامِ».
٤٦
- شُكْرُ
الطَّعَامِ
° [٢٠٦٣٠]
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ غِفَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ
سَعِيدًا الْمَقْبُرِيَّ يُحَدِّث، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللهِ ﷺ: «الطَّاعِمُ الشَّاكِرُ كَالصَّائِم الصَّابِرِ».
° [٢٠٦٣١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ
بْنَ عَمْرٍو (٣) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «الْحَمْدُ رَأْسُ الشُّكْرِ، مَا
شَكَرَ اللَّهَ عَبْدٌ لَا (٤) يَحْمَدُهُ».
(١) الإدام: ما يُؤكل مع الخبز أي شيء كان.
(انظر: النهاية، مادة: أدم).
* [س/ ٢٧٤].
(٢)
في (س): «إدام»، والمثبت من (ف).
° [٢٠٦٢٨]
[الإتحاف: عه حم ١٩٥٣٠].
° [٢٠٦٣٠]
[الإتحاف: خز حب كم حم ١٨٤٥٨].
(٣)
صحف في (ف)، (س) إلى «عمر»، والتصويب من «شعب الإيمان» للبيهقي (٦/ ٢٣٠) من طريق
المصنف، «شرح السنة» للبغوي (٥/ ٥٠) معزوا للمصنف.
(٤)
في (ف): «إلا»، وهو خطأ، والتصويب من (س)، المصادر السابقة.
• [٢٠٦٣٢] عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ،
عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: مَا أَنْعَمَ اللهُ عَلَى عَبْدِ نِعْمَةً،
فَحَمِدَ اللَّهَ عَلَيْهَا، إِلَّا كَانَ حَمْدُهُ أَعْظَمَ مِنْهَا، كَائِنَةً
مَا كَانَتْ.
• [٢٠٦٣٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ (١) وَالْحَسَنِ قَالَا
عُرِضَتْ عَلَى آدَمَ ذُرِّيَّتُه، فَرَأَى فَضْلَ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ،
فَقَالَ: أَيْ رَبِّ! أَفَهَلَّا سَوَّيْتَ * بَيْنَهُمْ؟ قَالَ: إِنِّي أُحِبُّ
أَنْ أُشْكَرَ.
• [٢٠٦٣٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ
قَالَ: شُكْرُ الطَّعَامِ أَنْ تُسَمِّيَ إِذَا أَكَلْتَ، وَتَحْمَدَ إِذَا
فَرَغْتَ.
• [٢٠٦٣٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ
التَّيْمِيِّ، قَالَ: كَانَ سَلْمَانُ إِذَا فَرَغَ مِنَ الطَّعَامِ، قَالَ:
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَفَانَا الْمَئُونَةَ (٢)، وَأَوْسَعَ لَنَا الرِّزْقَ.
° [٢٠٦٣٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، أَنَّ
النَّبِيَّ ﷺ كَانَ إِذَا أَكَلَ طَعَامًا قَالَ: «الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي
رَزَقَنَا وَجَعَلَنَا مُسْلِمِينَ، الْحَمْدُ لِلهِ غَيْرَ مُوَدَّعٍ (٣)، وَلَا
مَكْفُورٍ (٤)، وَلَا مُسْتَغْنًى عَنْهُ».
° [٢٠٦٣٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللهِ ﷺ: «مِنْ شُكْرِ النِّعْمَةِ إِفْشَاؤُهَا».
• [٢٠٦٣٣] [شيبة: ٣٦٣٧٥].
(١)
قوله: «عن قتادة» وقع في (ف)، (س): «وقتادة»، وهو خطأ، والتصويب من «الشعب»
للبيهقي (٦/ ٢٥٣) من طريق المصنف، به، و«شرح صحيح البخاري» لابن بطال (٩/ ٥٠٩) عن
معمر.
* [ف/ ١٠١ أ].
• [٢٠٦٣٥]
[شيبة:٢٤٩٩١، ٣٠١٧٨].
(٢)
المؤنة والمئونة: القوت، والجمع: مُؤَن. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: مأن).
(٣)
المودع: متروك الطلب إلى الله والرغبة فيما عنده. (انظر: النهاية، مادة: ودع).
(٤)
المكفور: المجحود نعمة الله فيه. (انظر: المشارق) (١/ ٣٤٥).
° [٢٠٦٣٨] قال مَعْمَرٌ وَقَالَ الْحَسَنُ لَا
أَعْلَمُهُ إِلَّا رَفَعَه، قَالَ: «مَنْ لَمْ يَشْكُرِ النَّاسَ، لَمْ يَشْكُرِ
اللَّهَ».
٤٧
- بَابُ
شُرْبِ الْأَيْمَنِ فَالْأَيْمَنِ
° [٢٠٦٣٩]
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ
بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ فِي دَارِنَا، فَحُلِبَ لَهُ دَاجِنٌ
(١)، فَشَابُوا (٢) لَبَنَهَا بِمَاءَ الدَّارِ، ثُمَّ نَاوَلُوهُ النَّبِيِّ ﷺ
فَشَرِبَ، قَالَ: وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ يَسَارِهِ، وَأَعْرَابِيٌّ عَنْ يَمِينِهِ،
فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَعْطِ أَبَا بَكْرٍ عَنْدَكَ، وَخَشِيَ
أَنْ يُعْطِيَهُ الْأَعْرَابِيَّ، فَأَبَى، فَأَعْطَاهُ الْأَعْرَابِيَّ، ثُمَّ
قَالَ: «الْأَيْمَنَ فَالْأَيْمَنَ».
٤٨
- بَابُ
أَيِّ الشَّرَابِ أَطْيَبُ
° [٢٠٦٤٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: سُئِلَ
رَسُولُ اللهِ ﷺ: أَيُّ الشُّرَابِ أَطْيَبُ؟ قَالَ: «الْحُلْوُ الْبَارِدُ».
٤٩
- بَابُ
النَّفَسِ فِي الْإِنَاءِ
° [٢٠٦٤١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ ﷺ
أَنْ يُتَنَفَّسَ فِي الْإِنَاءِ.
• [٢٠٦٤٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ خَالِدِ الْحَذَّاءِ، عَنْ
عِكْرِمَةَ قَالَ: لَا تَشْرَبُوا نَفَسًا وَاحِدًا، فَإِنَّهُ شَرَابُ
الشَّيْطَانِ.
° [٢٠٦٣٩] [الإتحاف: كم حم ١٧٦٥، مي عه حم حب
١٧٨٢].
(١)
الداجن والداجنة: الشاة يعلفها الناس في منازلهم، وقد يقع على غير الشاء من كل ما
يألف البيوت من الطير وغيرها. (انظر: النهاية، مادة: دجن).
(٢)
الشوب: الخلط. (انظر: النهاية، مادة: شوب).
° [٢٠٦٤١]
[شيبة: ٢٤٦٤٨، ٢٤٦٦٥].
• [٢٠٦٤٣] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ أَنَّهُ كَانَ يَسْتَحِبُّ فِي
الشَّرَابِ ثَلَاثَ نَفَسَاتٍ، قَالَ مَعْمَرٌ: وَسَمِعْتُ قَتَادَةَ أَيْضًا
يَسْتَحِبُّ ذَلِكَ.
• [٢٠٦٤٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ
أَنَّهُ لَمْ يَرَ بَأْسًا بِالنَّفَسِ الْوَاحِدِ.
٥٠
- بَابُ
الشَّرَابِ قَائِمًا
° [٢٠٦٤٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «لَوْ يَعْلَمُ الَّذِي يَشرَبُ
وَهُوَ قَائِمٌ مَا فِي بَطْنِهِ لَاسْتَقَاءَهُ».
° [٢٠٦٤٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ * مِثْلَه، قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ
عَلِيًّا فَدَعَا بِمَاءٍ فَشَرِبَ وَهُوَ قَائِمٌ.
• [٢٠٦٤٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ
أَنَسًا، عَنِ الشُّرْبِ قَائِمًا، فَكَرِهَه، قُلْتُ: فَالْأَكْلُ؟ قَالَ: هُوَ
أَشَدُّ مِنْهُ.
• [٢٠٦٤٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ سَعْدَ بْنَ
أَبِي وَقَّاصٍ، وَعَائِشَةَ كَانَا لَا يَرَيَانِ بِالشُّرْبِ بَأْسًا وَهُمَا
قَائِمَانِ.
٥١
- بَابُ
ثُلْمَةِ (١) الْقَدَحِ (٢) وَعُرْوَتِهِ
• [٢٠٦٤٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ جَعْفَرٍ الْجَزَرِيِّ، عَنْ
يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَشْرَبَ
الرَّجُلُ مِنْ كَسْرِ الْقَدَحِ، أَوْ يَتَوَضَّأَ مِنْهُ.
° [٢٠٦٤٥] [الإتحاف: حم ٢٠٨٣٨].
* [ف/ ١٠١ ب].
• [٢٠٦٤٧]
[شيبة: ٢٤٦٠١].
• [٢٠٦٤٨]
[شيبة: ٢٤٥٨٣].
(١)
الثلمة: موضع الكسر من الشيء. (انظر: النهاية، مادة: ثلم).
(٢)
القدح: إناء يشرب به الماء أو النبيذ أو نحوهما، والجمع: أقداح. (انظر: المعجم
الوسيط، مادة: قدح).
• [٢٠٦٥٠] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ سَمِعَ، عِكْرِمَةَ يُحَدِّث، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
أَنَّهُ كَرِهَ الشُّرْبَ مِنْ كَسْرِ الْقَدَحِ.
° [٢٠٦٥١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، أَنَّ
النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «إِذَا شَرِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَمُصَّ مَصًّا، وَلَا يَعُبَّ
(١) عَبًّا، فَإِنَّ الْكُبَادَ (٢) مِنَ الْعَبِّ».
• [٢٠٦٥٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ:
يُكْرَهُ أَنْ يُشْرَبَ مِنْ حَذْوِ عُرْوَةِ الْقَدَحِ، أَوْ مِنْ كَسْرِهِ.
٥٢
- الشُّرْبُ
مِنْ (٣) فِي السِّقَاءِ (٤)
° [٢٠٦٥٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ
رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ ﷺ بِغَدِيرٍ (٥)، فَقَالَ:
«اشْرَبُوا وَلَا تَكْرَعُوا، ليَغْسِلْ أَحَدُكُمْ يَدَيْهِ، ثُمَّ ليَشْرَبْ،
وَأَيُّ إِنَاءٍ أَنْقَى وَأَنْظَفُ مِنْ يَدَيْهِ إِذَا غَسَلَهُمَا
*».
• [٢٠٦٥٤]
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ سُئِلَ عَنِ الشُّرْبِ مِنْ فِي السِّقَاءِ، قَالَ: يُنْهَى عَنْه،
قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ لِعِكْرِمَةَ: فَمِنَ الرُّصَاصَةِ تُجْعَلُ فِي
السِّقَاءِ؟ قَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ، إِنَّمَا تُمَصُّ مِثْلَ الثَّدْيِ.
° [٢٠٦٥٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ
أَبِيهِ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ ﷺ أَنْ يُشْرَبَ مِنْ فِي السِّقَاءِ، قَالَ
هِشَامٌ: فَإِنَّهُ يُنْتِنُهُ ذَلِكَ.
(١) العب: الشرب بلا تنفس. (انظر: النهاية،
مادة: عبب).
(٢)
تصحف في (ف)، (س): «الكماد» وهو خطأ، والتصويب من «السنن الكبرى» للبيهقي (١٤٧٧٤)
من طريق المصنف، به. وينظر: «مختار الصحاح» لزين الدين الحنفي (٢٦٥).
(٣)
ليس في (ف)، (س)، والصواب إثباتها، وينظر الأحاديث والآثار الواقعة تحت هذه
الترجمة.
(٤)
السقاء: ظرف (وعاء) للماء من الجلد، والجمع: أسقية. (انظر: النهاية، مادة: سقا).
(٥)
الغدير: مستنقع ماء المطر صغيرا كان أو كبيرا. (انظر: اللسان، مادة: غدر).
* [س/ ٢٧٥].
° [٢٠٦٥٦] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَوْ عَنْ عَطَاءِ بْنِ
يَزِيدَ، مَعْمَرٌ شَكَّ، عَنْ أَبِي سَعِيدِ الْخُدْرِيِّ قَالَ: نَهَى رَسُولُ
اللهِ ﷺ عَنِ اخْتِنَاثِ الْأَسْقِيَةِ (١).
° [٢٠٦٥٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي
مَحْمُودُ بْنُ لَبِيدٍ، أَنَّهُ عَقَلَ رَسُولَ اللهِ ﷺ، وَعَقَلَ مَجَّةً (٢)
مَجَّهَا رَسُولُ اللهِ ﷺ مِنْ دَلْوٍ كَانَ فِي دَارِهِمْ.
٥٣
- الْأَكْلُ
رَاكِبًا
• [٢٠٦٥٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ،
قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِذَا بَعَثَ أُمَرَاءَ كَتَبَ إِلَيْهِمْ:
إِنِّي بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ فُلَانًا فَأَمَرْتُهُ بِكَذَا وَكَذَا، فَاسْمَعُوا
لَهُ وَأَطِيعُوا فَلَمَّا بَعَثَ حُذَيْفَةَ إِلَى الْمَدَائِنِ كَتَبَ
إِلَيْهِمْ *: إِنِّي بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ فُلَانًا فَأَطِيعُوه، فَقَالُوا: هَذَا
رَجُلٌ لَهُ شَأْن، فَرَكِبُوا إِلَيْهِ لِيتَلَقَّوْهُ (٣)، فَلَقَوْهُ عَلَى
بَغْلٍ تَحْتَهُ إِكَافٌ (٤)، وَهُوَ مُعْتَرِضٌ عَلَيْهِ، رِجْلَاهُ مِنْ جَانِبٍ
وَاحِدٍ، فَلَمْ يَعْرِفُوه، وَأَجَازُوه، فَلَقِيَهُمُ النَّاس، فَقَالُوا:
أَيْنَ الْأَمِيرُ؟ قَالُوا: هُوَ الَّذِي لَقِيتُمْ، قَالَ: فَجَعَلُوا
يَرْكُضُونَ فِي أَثَرِهِ، وَأَدْرَكُوهُ وَفِي يَدِهِ رَغِيفٌ، وَفِي يَدِهِ
الْأُخْرَى عِرْقٌ، وَهُوَ يَأْكُل، فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ، قَالَ: فَنَظَرَ إِلَى
عَظِيمِ مِنْهُمْ، فَنَاوَلَهُ الْعِرْقَ وَالرَّغِيفَ، قَالَ: فَلَمَّا غَفَلَ
حُذَيْفَةُ أَلْقَاه، أَوْ أَعْطَاهُ خَادِمَهُ.
° [٢٠٦٥٦] [الإتحاف: مي عه طح حب حم ٥٤٤٠] [شيبة: ٢٤٦٠٥].
(١)
اختناث الأسقية: ثني فم السقاء إلى الخارج والشرب منه، وإنما نهى عنه لأنه ينتنها.
(انظر: النهاية، مادة: خنث).
(٢)
المج: الأصل فيه إرسال الماء من الفم مع نفخ. (انظر: التاج، مادة: مجج).
* [ف/ ١٠٢ أ].
(٣)
تصحف في (ف)، (س): «لقوه»، والتصويب من «الزهد» لأبي داود (ص ٢٤٨)، «تاريخ دمشق»
(١٢/ ٢٨٦) من طريق المصنف، به.
(٤)
الإكاف: البرذعة ونحوها لذوات الحافر، والجمع: أكف. (انظر: المشارق) (١/ ٣٠).
٥٤ - بَابُ السِّوَاكِ
° [٢٠٦٥٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ
الْحَسَنِ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: «لَقَدْ أُمِرْتُ بِالسِّوَاكِ حَتَّى
خَشِيتُ أَنَّ يُحْفِيَنِي»، قَالَ: فَكَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِذَا اسْتَيْقَظَ
مِنَ اللَّيْلِ اسْتَنَّ (١) قَبْلَ الْوُضُوءِ.
• [٢٠٦٦٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ
عُمَيْرٍ قَالَ فِي السِّوَاكِ: مَطْيَبَةٌ لِلْفَمِ، مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ.
° [٢٠٦٦١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ
أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَتَسَوَّكُ وَعَنْدَهُ رَجُلَانِ،
فَأُوحِيَ إِلَيْهِ أَنْ كَبِّرْ، يَقُولُ: أَعْطِهِ أكبَرَهُمَا.
° [٢٠٦٦٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَوْلَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ لَمْ يُرِدْ يَشُقُّ عَلَى
أُمَّتِهِ، لأَمَرَهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ (٢).
٥٥
- الصَّحَابَةُ
فِي السَّفَرِ
• [٢٠٦٦٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: كَرِهَ عُمَرُ
بْنُ الْخَطَّابِ أَنْ يُسَافِرَ الرَّجُلُ وَحْدَهُ وَقَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ
مَاتَ مَنْ أَسْأَلُ عَنْهُ؟
• [٢٠٦٦٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ
وَغَيْرِهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: لَا يُسَافِرَنَّ رَجُلٌ
وَحْدَه، وَلَا يَنَامَنَّ فِي بَيْتٍ وَحْدَهُ.
° [٢٠٦٦٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ
الْحَسَنَ يَقُولُ: رَأَى رَسُولُ اللهِ ﷺ رَجُلًا فِي سَفَرٍ، فَقَالَ:
«شَيْطَانٌ»، ثُمَّ رَأَى رَجُلَيْنِ، فَقَالَ: «شَيْطَانَانِ»، ثُمَّ رَأَى
ثَلَاثَةً، فَصَمَتَ، وَقَالَ: «سَفَرٌ».
٥٦
- بَابُ
قَتْلِ الْكِلَابِ
° [٢٠٦٦٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ،
أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ أَمَرَ بِقَتْلِ الْكِلَابِ.
(١) الاستنان: استعمال السواك، وهو افتعال من
الأسنان، أي: يمره عليها. (انظر: النهاية، مادة: سنن).
(٢)
هذا الحديث تأخر في (ف)، (س) إلى آخر باب الصحابة في السفر.
° [٢٠٦٦٧] عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ،
عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَمَرَ
بِقَتْلِ الْكِلَابِ بِالْمَدِينَةِ، فَأُخْبِرَ بِامْرَأَةٍ لَهَا كَلْبٌ فِي
نَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَقُتِلَ.
° [٢٠٦٦٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ * أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ
ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «مَنِ اتخَذَ كَلْبًا إِلَّا كَلْبَ (١)
مَاشِيَةٍ، أَوْ صَيْدٍ انْتُقِصَ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطَانِ (٢)».
° [٢٠٦٦٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي
سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «مَنِ اتَّخَذَ
كَلْبًا إِلَّا كَلْبَ مَاشِيَةٍ، أَوْ صَيْدٍ، أَوْ زَرْعٍ، انْتُقِصَ مِنْ
أَجْرِهِ كُلَّ (٣) يَوْمٍ قِيرَاطٌ»، قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَذُكِرَ لاِبْنِ
عُمَرَ قَوْلُ أَبِي هُرَيْرةَ، قَالَ: يَرْحَمِ اللهُ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ
صَاحِبَ زَرْعٍ.
• [٢٠٦٧٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ،
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ دَارًا فِيهَا كَلْبٌ.
• [٢٠٦٧١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ
هُبَيْرَةَ (٤)
° [٢٠٦٦٨] [الإتحاف: طح حم ٩٦٧١، طح حم ١٠٣٥٩].
* [ف/ ١٠٢ ب].
(١)
قوله: «إلا كلب» مطموس في (ف)، وأثبتناه من (س)، «مستخرج أبي عوانة» (٥٣٢٢) من
طريق المصنف، به.
(٢)
القيراط: عبارة عن ثواب معلوم عند الله تعالى، والجمع: قراريط. (انظر: مجمع
البحار، مادة: قرط).
° [٢٠٦٦٩]
[شيبة: ٣٧٤١٣].
(٣)
قبله في (ف)، (س): «منه»، والمثبت من «صحيح مسلم» (١٦١٠/ ١)، «سنن الترمذي» (١٥٧٢)
وغيرهما، من طريق المصنف، به.
(٤)
قبله في (ف): «ابن»، وهو خطأ، وينظر الأسانيد السابقة بأرقام (٥٦٣٦، ٧٢٥٦).
يَقُولُ: جَاءَ نَفَرٌ مِنْ
أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ ﷺ إِلَى رَجُلٍ مِنْ خُزَاعَةَ (١) يَعُودُونَه، فَلَمَّا
فَتَحَ الْبَابَ ثَارَتْ فِي وُجُوهِهِمْ أَكْلُبٌ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ:
مَا يُبْقِيَنَّ هَؤُلَاءِ مِن عَمَلِ فُلَانٍ، كُلُّ كَلْبٍ مِنْهَا يُنْقِصُ
كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطًا.
° [٢٠٦٧٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَصْبَحَ
رَسُولُ اللهِ ﷺ ذَاتَ يَوْمٍ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ وَاجِمًا (٢)، فَقَالَتْ
مَيْمُونَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَأَنَّا اسْتَنْكَرْنَا هَيْئَتَكَ الْيَوْمَ؟
فَقَالَ: «إِنَّ جِبْرِيلَ وَعَدَنِي أَنْ يَأْتِيَنِي *، وَوَاللهِ مَا أَخْلَفَنِي»
قَالَتْ: فَوَقَعَ فِي نَفْسِهِ جِرْوُ (٣) كَلْبٍ لَهُمْ تَحْتَ نَضَدٍ (٤)
لَهُمْ، فَأَمَرَ بِهِ، فَأُخْرِجَ وَنَضَحَ (٥) مَكَانَه، فَجَاءَ جِبْرِيل،
فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: «إِنَّكَ وَعَدْتَنِي أَنْ تَأْتِيَنِي؟» فَقَالَ
جِبْرِيلُ: إِنَّ جِرْوَ كَلْبٍ كَانَ فِي الْبَيْتِ، وإِنَّا لَا نَدْخُلُ
بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ، قَالَ مَعْمَرٌ: وَحَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: ثُمَّ أَمَرَ
النَّبِيُّ ﷺ بِقَتْلِ الْكِلَابِ.
٥٧
- بَابُ
قَتْلِ الْحَيَّةِ وَالْعَقْرَبِ
° [٢٠٦٧٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ
ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «اقْتُلُوا الْحَيَّاتِ،
وَاقْتُلُوا ذَا الطُّفْيَتَيْنِ (٦)، وَالْأَبْتَرَ (٧)، فَإِنَّهُمَا
يُسْقِطَانِ الْحَبَلَ، وَيَطْمِسَانِ الْبَصَرَ».
(١) خزاعة: قبيلة من الأزد من القحطانية،
كانوا بأنحاء مكة في مر الظهران وما يليه. (انظر: العالم الأثيرة) (ص ١٠٨).
(٢)
الواجم: الساكت من الهم والكآبة. (انظر: النهاية، مادة: وجم).
* [س/٢٧٦].
(٣)
الجرو: الصغير من كل شيء. والجمع: أَجْرٍ، وجِراء. (انظر: اللسان، مادة: جرا).
(٤)
النضد: سرير تُنْضَد عليه الثياب، أي: يجعل بعضها فوق بعض. (انظر: النهاية، مادة:
نضد).
(٥)
النضح والانتضاح: الرش والبل. (انظر: المصباح المنير، مادة: نضح).
° [٢٠٦٧٣]
[الإتحاف: عه حب ٤٩٠١، عه حب حم ٩٦٦٨، عه حب ط حم ١٧٨٠٩].
(٦)
ذو الطفيتين: حية خبيثة. والطفية: خوصة المُقل (شجرة الدوم) في الأصل، فشبه الخطين
اللذين على ظهر الحية بخوصتين من خوص المقل. (انظر: حياة الحيوان للدميري) (٢/
١٣١).
(٧)
الأبتر: الثعبان القصير الذنب. (انظر: ذيل النهاية، مادة: بتر).
قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَرَآنِي أَبُو
لُبَابَةَ، أَوْ زَيْدُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَأَنَا أُطَارِدُ حَيَّةً
لِأَقْتُلَهَا، فَنَهَانِي، فَقُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَدْ أَمَرَ
بِقَتْلِهِنَّ، قَالَ: إِنَّهُ قَدْ نَهَى بَعْدَ ذَلِكَ عَنْ قَتْلِ ذَوَاتِ
الْبُيُوتِ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَهُنَّ الْعَوَامِرُ (١).
• [٢٠٦٧٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَكْرِمَةَ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا رَفَعَ الْحَدِيثَ، أَنَّهُ كَانَ
يَأْمُرُ بِقَتْلِ الْحَيَّاتِ، وَقَالَ: «مَنْ تَرَكَهُن خَشْيَةَ أَوْ مَخَافَةَ
ثَائِرٍ، فَلَيْسَ مِنَّا».
قَالَ: وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ:
إِنَّ الْحَيَّاتِ مَسِيخُ الْجِنِّ، كَمَا مُسِخَتِ الْقِرَدَةُ مِنْ بَنِي
إِسْرَائِيلَ.
• [٢٠٦٧٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ،
عَنْ أَبِي الْعَدَبَّسِ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: فَرِّقُوا عَنِ
الْمَنِيَّةِ، وَاجْعَلُوا (٢) الرَّأْسَ رَأْسَيْنِ، وَلَا تُلِثُّوا (٣) بِدَارِ
مَعْجَزَةٍ، وَأَصلِحُوا مَثَاوِيَكُمْ، وَأَخِيفُوا الْحَيَّاتِ قَبْلَ أَنْ
تُخِيفَكُمْ.
قَالَ مَعْمَرٌ: اجْعَلُوا الرَّأْسَ
رَأْسَيْنِ أَنْصَافَ عَبْدَيْنِ.
قال عبد الرزاق: وَالْمَثَاوِي:
الْبُيُوت، وَفَرِّقُوا عَنِ الْمَنِيَّةِ: فَرِّقُوا الضِّيَاعَ.
(١) العوامر والعمار: الحيات التي تكون في
البيوت وقيل: سميت عوامر لطول أعمارها. (انظر: اللسان، مادة: عمر).
• [٢٠٦٧٤]
[الإتحاف: حم ٨٦٢١، حم ٨٦٢٣] [شيبة: ٢٠٢٦٩].
• [٢٠٦٧٥]
[شيبة: ٢٦٨٥٤].
(٢)
[ف/ ١٠٣ أ]. غير واضح في (ف)، (س)، وأثبتناه من تعليق معمر في آخر الحديث، ومن
الحديث المتقدم برقم (٩٥٨٠).
(٣)
تصحف في (ف)، (س): «تلبثوا»، والتصويب من الحديث المتقدم برقم (٩٥٨٠)، ومن «مصنف
ابن أبي شيبة» (٢٦٨٥٤) من طريق عاصم، به.
° [٢٠٦٧٦] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ
اللهِ ﷺ عَنْ قَتْلِ الْجَانِّ (١).
° [٢٠٦٧٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: لَدَغَتِ
النَّبِيَّ ﷺ عَقْرَبٌ، فَنَفَضَ يَدَه، وَقَالَ: «لَعَنَكِ الله، إِنْ تُبَالنَ
نَبِيًّا، وَلَا غَيْرَهُ».
• [٢٠٦٧٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ بَعْضِ الْكُوفِيِّينَ، أَنَّ
ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: مَنْ قَتَلَ حَيَّةً فَكَأَنَّمَا قَتَلَ كَافِرًا، وَمَنْ
قَتَلَ عَقْرَبًا (٢) فَكَأَنَّمَا قَتَلَ كَافِرًا.
٥٨
- بَابُ
حُبِّ الْمَالِ
° [٢٠٦٧٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ
مُجَاهِدٍ، أَوْ غَيْرِهِ، عَنِ أَبِي صَالِحٍ (٣) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ:
«مَنْ سَأَلَكُمْ بِاللَّهِ فَأَعْطُوه، وَمَنْ دَعَاكُمْ إِلَى خَيْرٍ
فَأَجِيبُوه، وَمَنْ صَنَعَ لَكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوه، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا
فَادْعُوا لَه، حَتَّى يُرَى أَنْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ».
° [٢٠٦٨٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ،
أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «لَوْ كَانَ لاِبْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالِ،
تَمَنَّى إِلَيْهِمَا وَادِيًا ثَالِثًا، وَلَا يَمْلأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا
التُّرَاب، ثُمَّ يَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ».
° [٢٠٦٨١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ:
كَانَ فِيمَا أُنْزِلَ مِنَ
° [٢٠٦٧٦] [لإتحاف: حم ١٠٤٣٧].
(١)
في (س): «الحيات»، والمثبت من (ف)، والجان: واحد الجنان، وهي الحيات التي تكون في
البيوت. ينظر: «النهاية» (مادة: جنن).
(٢)
في (س): «عقرابا»، وهو أسم جنس للعقرب. ينظر: «تاج العروس» للزبيدي (مادة: عقرب)،
والمثبت من (ف).
(٣)
قوله: «أبي صالح» كذا وقع في (ف)، (س)، وهذا الحديث رواه الأعمش واختلف عليه فيه،
وينظر: «علل الدارقطني» برقم (٢٢١٢)، (٢٨٠١).
° [٢٠٦٨٠]
[الإتحاف: مي عه حب حم ١٦٠١].
° [٢٠٦٨١]
[الإتحاف: مي عه حب حم ١٦٠١].
الْوَحْيِ: لَوْ كَانَ لاِبْنِ آدَمَ
وَادِيَانِ مِنْ مَالِ، تَمَنَّى إِلَيْهِمَا وَادِيًا ثَالِثًا، وَلَا يَمْلأُ
جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا (١) التُّرَاب، ثُمَّ يَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ.
• [٢٠٦٨٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: قَالَ
عُمَرُ بْنُ الْخَطابِ: يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ، لَا تَتَّخِذُوا الْأَمْوَالَ
بِمَكَّةَ، وَاتَّخِذُوهَا بِالْمَدِينَةِ، فَإِنَّ قَلْبَ الرَّجُلِ مَعَ مَالِهِ.
٥٩
- الْعِتْقُ
أَفْضَلُ أَمْ صِلَةُ الرَّحِمِ؟
° [٢٠٦٨٣]
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
أَعْتَقَتْ مَيمُونَةُ أَمَةً لَهَا سَوْدَاءَ، فَذَكَرَتْهَا لِرَسُولِ اللهِ ﷺ
فَقَالَ: «أَلَا كُنْتِ أَعْطيْتِهَا أُخْتَكِ الْأَعْرَابِيَّةَ»، قَالَ:
حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: «فَتَرْعَى عَلَيْهَا».
° [٢٠٦٨٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «الصَّدَقَةُ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَهِيَ
عَلَى ذِي الرَّحِم ثِنْتَيْنِ: صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ».
° [٢٠٦٨٥]
أخبرنا عَبدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ ذَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ (٢) أَنَّهَا
قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ بَنِي أَبِي سَلَمَةَ فِي حَجْرِي (٣)،
وَلَيْسَ لَهُمْ إِلَّا مَا أَنْفَقْتُ عَلَيْهِمْ *، وَلَسْتُ بِتَارِكَتِهِمْ
كَذَا وَلَا كَذَا، أَفَلَا أُؤْجَرُ مَا أَنْفَقْتُ عَلَيْهِمْ؟ فَقَالَ
النَّبِيُّ ﷺ: «أَنْفِقِي عَلَيْهِمْ، فَإِنَّ لَكِ أَجْرَ مَا أَنْفَقْتِ
عَلَيْهِمْ».
(١) بعده في (س): «من»، والمثبت من (ف).
° [٢٠٦٨٥]
[الإتحاف: عه حب حم ٢٣٥٧١].
(٢)
قوله: «عن أم سلمة» سقط من (ف)، (س)، وأثبتناه من «مسند أحمد» (٢٧٢٨٤)، «المعجم
الكبير» للطبراني (٩١١)، «السنن الكبرى» للبيهقي (٧٨٣٦)، كلهم من طريق المصنف، به.
(٣)
الحجر: الحضانة والتربية. (انظر: المشارق) (١/ ١٨١).
* [ف/١٠٣ ب].
• [٢٠٦٨٦] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَمَّنْ سَمِعَ، عِكْرِمَةَ يُحَدِّث، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،
قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: لَيْسَ الْوَصْلُ أَنْ تَصِلَ مَنْ
وَصَلَكَ، ذَلِكَ الْقِصَاصُ (١)، وَلكنَّ الْوَصْلَ أَنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ.
٦٠
- بَابُ
الدُّعَاءِ
° [٢٠٦٨٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كانَ يَتَعَوَّذُ (٢) مِنَ
الْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ، قَالَ: فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا
أَكْثَرَ مَا تَعَوَّذُ مِنَ الْمَغْرَمِ، قَالَ: «إِنَّهُ مَنْ غَرِمَ وَعَدَ
فَأَخلَفَ، وَحَدَّثَ فَكَذَبَ».
° [٢٠٦٨٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ * كَانَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي
أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ النَّارِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ
(٣)، وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْفَقْرِ، وَشَرِّ
فِتْنَةِ الْغِنَى، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ (٤)،
اللَّهُمَّ نَقِّ قَلْبِي مِنْ خَطِيئَتِي كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الْأَبْيَضَ مِنَ
الدَّنَسِ، وَبَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطِيئَتِي كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ
الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ،
وَالْهَرَمِ (٥)، وَالْمَأْثَمِ، وَالْمَغْرَمِ».
(١) القصاص والاقتصاص: إذا مكنه الحاكم من
أخذ القصاص، وهو أن يفعل به مثل فعله؛ من قتل، أو قطع، أو ضرب، أو جرح. (انظر:
النهاية، مادة: قصص).
(٢)
التعوذ والاستعاذة: اللجوء والملاذ والاعتصام. (انظر: النهاية، مادة: عوذ).
° [٢٠٦٨٨]
[الإتحاف: عه كم خ م حم ٢٢٢٥٤] [شيبة: ٢٩٧٤١، ٢٩٧٤٥، ٢٩٨١٥].
* [س/ ٢٧٧].
(٣)
فتنة القبر: يريد مسألة منكر ونكير، من الفتنة: الامتحان والاختبار. (انظر:
النهاية، مادة: فتن).
(٤)
الدجال: الكذاب، قيل: سمي دجّالا لتلبيسه وتمويهه على الناس؛ من دَجَلَ: إذا لبَّس
ومَوَّه، وقيل: مأخوذ من الدَّجل، وهو طَلْيُ الجرب بالقَطِران وتغطيته به، فكأن
الرجل يغطِّي الحق ويستره. (انظر: جامع الأصول) (١٠/ ٣٣٨).
(٥)
الهرم: الكبر. (انظر: النهاية، مادة: هرم).
° [٢٠٦٨٩] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ
يَقُولُ: «اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى شُكْرِكَ، وَذِكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ،
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ يَغْلِبَنِي دَيْنٌ، أَوْ عَدُوٌّ، وَأَعُوذُ
بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الرِّجَالِ».
• [٢٠٦٩٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ
طَاوُسٍ كَانَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ غِنًى مُبْطِرٍ،
وَفَقْرٍ مُلِبٍّ، أَوْ مُرِبٍّ (١).
° [٢٠٦٩١]
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ
يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُنُونِ، وَالْبَرَصِ (٢)،
وَالْجُذَامِ، وَسَيِّئِ الْأَسْقَامِ (٣)».
° [٢٠٦٩٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَن
النَّبِيَّ ﷺ كانَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ قَلْبٍ لَا
يَخْشَع، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَع، وَمِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَع، وَمِنْ قَوْلٍ
لَا يُسْمَع، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَؤُلَاءِ الْأَرْبعِ».
° [٢٠٦٩٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بكَ
مِنَ الْجُوعِ، فَإِنَّهُ بِئْسَ الضَّجِيعُ (٤)، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ
الْخِيَانَةِ *، فَإِنَّهَا بِئْسَتِ الْبِطَانَةُ (٥)»، قَالَ: وَكَانَ يَكْرَهُ
أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ: إِنَّهُ كَسْلَان، أَوْ يَقُولَ لِصَاحِبِهِ: إِنَّكَ
لكسْلَانُ.
° [٢٠٦٨٩] [شيبة: ٣٠٤٤٤].
(١)
قوله: «ملب أو مرب» تصحف في (ف)، (س): «ملث أو مرث»، والمثبت هو الصواب، قال ابن
الأثير في «النهاية» (مادة: ربب) بعد أن ساق متن هذا الحديث: «مرب، أو قال: ملب،
أي: لازم غير مفارق، من أرب بالمكان وألب: إذا أقام به ولزمه».
(٢)
البرص: مرض جلدي خبيث يأتي على شكل بقع بيضاء في الجسد. (انظر: المعجم العربي
الأساسي، مادة: برص).
(٣)
الأسقام: جمع السقم، وهو: المرض. (انظر: النهاية، مادة: سقم).
° [٢٠٦٩٢]
[شيبة: ٢٩٧٣٨].
(٤)
الضجيع: الصاحب. (انظر: مجمع البحار، مادة: ضجع).
* [ف/١٠٤ أ].
(٥)
البطانة: السريرة وباطن الأمر. (انظر: اللسان، مادة: بطن).
• [٢٠٦٩٤] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ
الْخَطَّابِ كَانَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ شَهَادَةً فِي
سَبِيلِكَ، فِي مَدِينَةِ رَسُولِكَ.
° [٢٠٦٩٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ،
عَنْ وَرَّادٍ كَاتِبِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: كَتَبَ مُعَاوِيَةُ
إِلَى الْمُغِيرَةِ أَنِ اكْتُبْ إِلَيَّ بِشَيءٍ مِنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللهِ ﷺ،
فَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَتَعَوَّذُ مِنْ ثَلَاثٍ:
مِنْ عُقُوقِ (١) الأُمَّهَاتِ، وَمِنْ وَأْدِ الْبَنَاتِ، وَمِنْ مَنْعٍ وَهَاتِ
(٢). وَسَمِعْتُهُ يَنْهَى عَنْ ثَلَاثٍ: عَنْ قِيلَ وَقَالَ (٣)، وإضَاعَةِ
الْمَالِ، وَكَثْرَةِ السُّؤَالِ.
° [٢٠٦٩٦]
وسمعته يَقُولُ: «اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا رَادَّ لِمَا
قَضَيْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ (٤) مِنْكَ الْجَدُّ».
° [٢٠٦٩٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ
النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ (٥) الشِّقَاقِ
(٦)، وَالنِّفَاقِ، وَمِنْ سَيِّئِ الْأَخْلَاقِ».
° [٢٠٦٩٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَةَ، عَنْ
أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ مَتِّعْنِي بِسَمْعِي
وَبَصَرِي، وَاجْعَلْهُمَا الْوَارِثَ (٧) مِنِّي، اللَّهُمَّ لَا تُسَلِّطْ
عَلَيَّ عَدُوِّي، وَأَرَنِي مِنْهُ ثَأرَي».
° [٢٠٦٩٥] [الإتحاف: مي عه حب حم ١٦٩٨٧].
(١)
العقوق: عصيان الوالدين وأذيتهما، وهو ضد البر بهما. (انظر: النهاية، مادة: عقق).
(٢)
منع وهات: منع ما عليه إعطاؤه، وطلب ما ليس له. (انظر: النهاية، مادة: منع).
(٣)
القيل والقال: فضول ما يتحدث به المتجالسون، من قولهم: قيل كذا، وقال كذا. (انظر:
النهاية، مادة: قول).
° [٢٠٦٩٦]
[شيبة: ٢٩٨٧٠].
(٤)
الجد: الحظ والغنى. (انظر: اللسان، مادة: جدد).
(٥)
بعده في (س): «الشيطان و»، والمثبت من (ف).
(٦)
الشقاق: مخالفة الحق. (انظر: المرقاة) (٤/ ١٧١٠).
(٧)
الوارث: أي: أبقهما صحيحين سليمين إلى أن أموت، وقيل: أراد بقاءهما وقوتهما عند
الكبر وانحلال القوى النفسانية، فيكون السمع والبصر وارثي سائر القوى، والباقيين
بعدها. (انظر: النهاية، مادة: ورث).
° [٢٠٦٩٩] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ
يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَا يَقُولُ أَحَدُكُمُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي
إِنْ شِئْتَ، اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ، اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي إِنْ
شِئْتَ، وَلَكِنْ لِيَعْزِمْ مَسْأَلَتَه، إِنَّهُ يَفْعَلُ مَا شَاءَ، لَا
مُكْرِهَ لَهُ».
• [٢٠٧٠٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي
عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: إِذَا أَرَادَ
أَحَدُكُمْ أَنْ يَسْأَلَ فَلْيَبْدَأْ بِالْمِدْحَةِ وَالثَّنَاءِ عَلَى اللهِ
بِمَا هُوَ أَهْلُه، ثُمَّ لِيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ، ثُمَّ لِيُصَلِّ بَعْد،
فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ يَنْجَحَ.
° [٢٠٧٠١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ
يَعْجَلْ، فَيَقُولُ: إِنِّي قَدْ دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي».
• [٢٠٧٠٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَن
أَبَا الدَّرْدَاء قَالَ: مَنْ يُكْثِرُ قَرْعَ الْبَابِ، بَابِ الْمَلِكِ،
يُوشِكُ أَنْ يُفْتَحَ لَه، وَمَنْ يُكْثِرُ الدُّعَاءَ يُوشِكُ أَنْ يُسْتَجَابَ
لَهُ.
• [٢٠٧٠٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ
يَقُولُ: دَعْوَةٌ فِي السِّرِّ تَعْدِلُ سَبْعِينَ دَعْوَةً فِي الْعَلَانِيَةِ.
° [٢٠٧٠٤]
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ،
أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يَقُولُ: «يَا مُثَبِّتَ (١) الْقُلُوبِ *، ثَبِّتْ
قُلُوبَنَا عَلَى دِينِكَ» فَقَالَتْ لَهُ أُمُّ سَلَمَةَ: مَا أَكْثَرَ مَا
تَقُولُ: «يَا مُثَبِّتَ (٢) الْقُلُوبِ»، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إِنَّ
الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللهِ يُقَلِّبُهَا (٣)».
(١) كذا في (ف)، (س) وفي «التمهيد» لابن عبد
البر (٢٤/ ٤٠٥) من طريق المصنف، به: «مقلب».
* [ف/١٠٤ ب].
(٢)
في (ف): «مقلب»، ولم نقف من حديث أم سلمة على هذا اللفظ، وهو قوله: «يا مثبت
القلوب»، وإنما جاء من حديث عائشة والنواس بن سمعان، والذي جاء عن أم سلمة من
رواية عروة بن الزبير وشهر بن حوشب وغيرهما عنها «يا مقلب».
(٣)
في (س): «يقلبهما»، والمثبت من (ف).
° [٢٠٧٠٥] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرِ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا يُحَدِّث، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يَقُولُ:
«اللَّهُمَّ زَيِّنَّا (١) بِزِينَةِ الْإِيمَانِ، وَاجْعَلْنَا هُدَاةً
مُهْتَدِينَ، اللَّهُمَّ اهْدِنَا وَاهْدِ بِنَا، وَانْصُرْنَا وَانْصُرْ بِنَا،
اللَّهُمَّ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ، ثَبِّتْ قُلُوبَنَا عَلَى دِينِكَ،
اللَّهُمَّ وَأَسْألكَ نَعِيمًا لَا يَنْفَدُ، وَقُرَّةَ عَيْنِ (٢) لَا
تَنْقَطِع، وَأَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ، وَشَوْقًا إِلَى
لِقَائِكَ فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ، وَلَا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ، اللَّهُمَّ
إِنِّي أَسْأَلُكَ الرِّضَا بَعْدَ الْقَضَاءِ، وَبَرْدَ الْعَيْشِ (٣) بَعْدَ *
الْمَوْتِ».
° [٢٠٧٠٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ
أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّ رَبَّكُمْ حَيِيٌّ كَرِيمٌ،
يَسْتَحْيِي إِذَا رَفَعَ الْعَبْدُ إِلَيْهِ يَدَهُ أَنْ يَرُدَّهَا صِفْرًا (٤)،
حَتَّى يَجْعَلَ فِيهَا خَيْرًا».
° [٢٠٧٠٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ
مَعْمَرٌ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا رَفَعَه، قَالَ: «دُعَاءُ الْمُؤْمِنِ عَلَى
ثَلَاثٍ: خَيْرِ يُعَجَّل، أَوْ ذَنْبٍ يُغْفَر، أَوْ خَيْرٍ يُدَّخَرُ».
° [٢٠٧٠٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ أَنَسٍ عَنِ
النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «مَا مِنْ دَاعٍ يَدْعُو إِلَّا اسْتَجَابَ اللهُ لَهُ
دَعْوتَه، أَوْ صَرَفَ عَنْهُ مِثْلَهَا سُوءًا، أَوْ حَطَّ (٥) مِنْ ذُنُوبِهِ
بِقَدْرِهَا، مَا لَمْ يَدْع بِإِثْمٍ أَوْ قَطْعِ رَحمٍ».
• [٢٠٧٠٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ
عُتَيْبَةَ، أَنَّهُ كَانَ
(١) الزين: الجمال والحسن. (انظر: المعجم
الوسيط، مادة: زين).
(٢)
قرة العين: أي يسر بذلك ويفرح. وحقيقته أبرد الله دمعة عينيه؛ لأن دمعة الفرح
والسرور باردة، وقيل: معنى أقر الله عينك: بلغك أمنيتك حتى ترضى نفسك وتسكن عينك
فلا تستشرف إلى غيره. (انظر: النهاية، مادة: قرر).
(٣)
برد العيش: طيبه وحسنه. (انظر: المرقاة) (٥/ ٣٦٨).
* [س/٢٧٨].
(٤)
الصفر: الخالية. (انظر: النهاية، مادة: صفر).
(٥)
الحط: الإزالة والإسقاط. (انظر: المشارق) (١/ ١٩٢).
يَقُولُ: ثَلَاثٌ مَنْ يُرِدِ اللهُ
بِهِ الْخَيْرَ يَحْفَظْهُنَّ، ثُمَّ لَا يَنْسَهُنَّ: اللَّهُمَّ إِنِّي ضَعِيفٌ
فَقَوِّ فِي رِضَاكَ ضعْفِي، وَخُذْ إِلَى الْخَيْرِ بِنَاصِيَتِي، وَاجْعَلِ
الْإِسْلَامَ مُنْتَهَى رِضَائِي.
٦١
- بَابُ
مُنَادِي السَّحَرِ (١)
• [٢٠٧١٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ، عَنْ
مُجَاهِدٍ قَالَ: إِذَا خَفَقَتِ الطَّيْرُ بِأَجْنِحَتِهَا، يَعْنِي: السَّحَرَ،
نَادَى مُنَادِي: يَا بَاغِيَ (٢) الْخَيْرِ هَلُمَّ (٣)، وَيَا فَاعِلَ الشَّرِّ
انْتَهِ، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ يُغْفَرُ لَه، هَلْ مِنْ تَائِبٍ يُتَابُ
عَلَيْهِ، قَالَ: ثُمَّ يُنَادِي: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا (٤)،
وَأَعْطِ مُمْسِكًا (٥) تَلَفًا، حَتَّى الصُّبْحِ.
° [٢٠٧١١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَالْأَغَرُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ (٦)،
صَاحِبَا أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُمَا عَنْ رَسُولِ
اللهِ ﷺ قَالَ: «يَنْزِلُ رَبُّنَا تبارك وتعالى كُلَّ لَيْلَةٍ، حَتَّى يَبْقَى
ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: مَنْ
يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟ مَنْ
يَسْأَلُنِي (٧) فَأُعْطِيَهُ؟».
° [٢٠٧١٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَغَرِّ
أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي * هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ
رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ يُمْهِلُ حَتَّى إِذَا كَانَ
(١) السحر: آخر الليل، والجمع: الأسحار.
(انظر: مجمع البحار، مادة: سحر).
(٢)
في (س):»أهل«، والمثبت من (ف).
(٣)
هلم: أقبِل وتعال، أو: هات وقرب. (انظر: مجمع البحار، مادة: هلم).
(٤)
الخلف: العِوَض.
(انظر: النهاية، مادة: خلف).
(٥)
الممسك: البخيل. (انظر: اللسان، مادة: مسك).
° [٢٠٧١١]
[الإتحاف: مي خز حب حم ٢٠٤١٤].
(٦)
أخرجه الترمذي برقم (٣٨٢٥)، وقال:»وأبو عبد الله الأغر، اسمه: سلمان«.
(٧)
في (ف):»يسائلني«، والتصويب من (س)،»مسند أحمد" (٧٧٣٧) من طريق عبد الرزاق،
به.
° [٢٠٧١٢]
[شيبة: ٣٠١٧٢].
* [ف/ ١٠٥ أ].
ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرِ نَزَلَ
إِلَى هَذِهِ السَّمَاءِ، فَيُنَادِي فَيَقُولَ: هَلْ مِنْ مُذْنِبٍ (١)
فَيَتُوبَ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ؟ هَلْ مِنْ سَائِلٍ؟ إِلَى
الْفَجْرِ».
٦٢
- الْقَوْلُ
إِذَا رَأيْتَ الْمُبْتَلَى
• [٢٠٧١٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ
عَبْدِ اللهِ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: إِذَا اسْتَقْبَلَ الرَّجُلُ شَيْئًا مِنْ
هَذَا الْبَلَاءِ، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا
ابْتَلَاكَ بِهِ، وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا، لَمْ
يُصِبْهُ ذَلِكَ الْبَلَاءُ أَبَدًا، كَائِنًا مَا كَانَ، قَالَ مَعْمَرٌ:
وَسَمِعْتُ غَيْرَ أَيُّوبَ يَذْكُرُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، قَالَ: لَمْ يُصِبْهُ
ذَلِكَ الْبَلَاءُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
٦٣
- أسْمَاءُ
اللهِ تبارك وتعالى
° [٢٠٧١٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «لِلهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْمًا مِائَةٌ إِلَّا
وَاحِدٌ، مَنْ أَحْصَاهَا (٢) دَخَلَ الْجَنَّةَ». وَزَادَ هَمَّامُ بْنُ
مُنَبِّهٍ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: «إِنَّهُ وِتْرٌ يُحِبُّ
الْوِترَ».
٦٤
- أَسْمَاءُ
النَّبِيِّ ﷺ -
° [٢٠٧١٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ
اللهِ ﷺ يَقُولُ: «إِنَّ لِي أَسْمَاءَ: أَنَا أَحْمَد، وَأَنَا مُحَمَّدٌ،
وَأَنَا المَاحِي: الَّذِي يَمْحُو (٣) اللهُ بِهِ الْكُفْرَ، وَأَنَا الْحَاشِرُ:
الَّذِي يُحْشَرُ
(١) مطموس في (ف)، وفي (س):»تائب«، والمثبت
من»مسند أحمد" (١٢٠٧٣) من طريق المصنف، به.
° [٢٠٧١٤]
[الإتحاف: عه حب كم حم ١٩٨٣٧].
(٢)
الإحصاء: العدّ والحفظ. (انظر: النهاية، مادة: حصا).
° [٢٠٧١٥]
[الإتحاف: مي عه حب كم حم ٣٩٠٧] [شيبة: ٣٢٣٤٩].
(٣)
المحو: ذهاب أثر الشيء. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: محو).
النَّاسُ عَلَى قَدَمِي، وَأَنَا
الْعَاقِبُ»، قَالَ مَعْمَرٌ: قُلْتُ لِلزُّهْرِيِّ: وَمَا الْعَاقِبُ؟ قَالَ:
الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ شَيءٌ.
٦٥
- بَابُ
هَدِيَّةِ الْمُشْرِكِ
° [٢٠٧١٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: جَاءَ مُلَاعِبُ الْأَسِنَّةِ إِلَى
رَسُولِ اللهِ ﷺ بِهَدِيَّةٍ، فَعَرَضَ النَّبِيُّ ﷺ علَيْهِ الْإِسْلَامَ،
فَأَبَى أَنْ يُسْلِمَ، فَقَالَ النَّبِي ﷺ: «فَإِنِّي لَا أَقْبَلُ هَدِيَّةَ
مُشْرِكٍ».
° [٢٠٧١٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ
النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «لَا آخُذُ مِنْ رَجُلِ أَظُنُّهُ قَالَ: مُشرِكٍ زَبْدًا»
يَعْنِي: رِفْدًا.
قَالَ: وَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «لَا
حَاجَةَ لِي فِي زَبْدِ (١) الْمُشْرِكِينَ».
٦٦
- بَابُ
الْوَلِيمَةِ
° [٢٠٧١٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ فِي الْوَلِيمَةِ: «أَوَّلُ يَوْمٍ حَقٌّ، وَالثَّانِي
مَعْرُوفٌ، وَالثَّالِثُ رِيَاءٌ وَسُمْعَةٌ (٢)».
• [٢٠٧١٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: دُعِيَ ابْنُ
الْمُسَيَّبِ أَوَّلَ يَوْمٍ فَأَجَابَ، وَالْيَوْمَ الثَّانِي فَأَجَابَ،
وَدُعِيَ الْيَوْمَ الثَّالِثَ فَحَصبَهُمْ (٣) بِالْبَطْحَاءِ (٤)، وَقَالَ:
اذْهَبُوا أَهْلَ رِيَاءٍ وَسُمْعَةٍ.
• [٢٠٧٢٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ
الْمُسَيَّبِ وَالْأَعْرَجِ،
(١) الزبد: الرفد والعطاء. (انظر: النهاية،
مادة: زبد).
° [٢٠٧١٨]
[شيبة: ٣٧٠٦٤، ٣٧١٤٤].
(٢)
السمعة: أي ليسمعه الناس ويروه. (انظر: النهاية، مادة: سمع).
(٣)
الحصب: الرمي بالحصى الصغار. (انظر: النهاية، مادة: حصب).
(٤)
البطحاء: مسيل فيه دقاق الحصى، والقصود بطحاء مكة، ولم يبق اليوم بطحاء؛ لأن الأرض
كلها معبدة. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص ٤٩).
• [٢٠٧٢٠]
[الإتحاف: حب حم ١٨٦٥٤، مي حب حم ط ١٩١٥٩].
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ * قَالَ:
شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ (١)، يُدْعَى الْغَنِيُّ وَيُتْرَكُ
الْمِسْكِينُ وَالْفَقِيرُ (٢)، وَهِيَ حَقٌّ، مَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ عَصَى،
وَكَانَ مَعْمَرٌ رُبَّمَا قَالَ: وَمَنْ لَمْ يُجِبْ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ.
• [٢٠٧٢١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّ
ابْنَ عُمَرَ دُعِيَ يَوْمًا إِلَى طَعَامٍ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ:
أَمَّا أَنَا فَأَعْفِنِي مِنْ هَذَا، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: لَا عَافِيَةَ
لَكَ مِنْ هَذَا، فَقُمْ.
• [٢٠٧٢٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: دُعِيَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِلَى
طَعَامٍ *، وَهُوَ يُعَالِجُ مِنْ أَمْرِ السِّقَايَةِ (٣) شَيْئًا، فَقَالَ
لِلْقَوْمِ: قُومُوا إِلَى أَخِيكُمْ، أَوْ (٤) أَجِيبُوا أَخَاكُم، فَاقْرَءُوا عليه
السلام، وَأَخْبِرُوهُ أَنِّي مَشْغُولٌ.
• [٢٠٧٢٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ
قَالَ: تَزَوَّجَ أَبِي فَدَعَا النَّاسَ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ، فَدَعَا أُبَيَّ
بْنَ كَعْبٍ فِيمَنْ دَعَا، فَجَاءَ يَوْمَئِذٍ وَهُوَ صَائِمٌ فَصَلَّى، يَقُولُ:
دَعَا بِالْبَرَكَةِ، ثُمَّ خَرَجَ.
° [٢٠٧٢٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ
ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «إِذَا دَعَا أَحَدَكُمْ أَخُوهُ
فَلْيُجِبْ، عُرْسًا كَانَ أَوْ نَحْوَهُ».
* [ف/١٠٥ ب].
(١)
الوليمة: الطعام الذي يصنع عند العرس. (انظر: النهاية، مادة: ولم).
(٢)
من (س).
* [س/٢٧٩].
(٣)
سقاية الحاج: ما كانت قريش تسقيه الحجاج من الزبيب المنبوذ في الماء، وكان يليها
العباس بن عبد المطلب في الجاهلية والإسلام. (انظر: النهاية، مادة: سقي).
(٤)
في (ف)، (س): «و»، والمثبت من «سنن البيهقي الكبرى» (٧/ ٤٣١) من طريق المصنف، به.
° [٢٠٧٢٤]
[الإتحاف: حب حم ١٠٣٩٤].
٦٧ - بَابُ الدُّبَّاءِ (١)
° [٢٠٧٢٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ ثَابِتِ الْبُنَانِيِّ، وَعَنْ
عَاصِمٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَجُلًا خَيَّاطًا دَعَا رَسُولَ اللهِ
ﷺ، فَقَرَّبَ لَهُ ثَرِيدًا قَدْ صُبَّ عَلَئهِ لَحْمٌ فِيهِ دُبَّاءٌ، فَكَانَ
رَسُولُ اللهِ ﷺ يأْخُذُ الدُّبَّاءَ فَيَأْكُلُه، قَالَ: وَكَانَ يُحِبُّ
الدُّبَّاءَ، قَالَ ثَابِتٌ: فَسَمِعْتُ أَنَسًا، يَقُولُ: فَمَا صُنِعَ لِي
طَعَامٌ بَعْدُ أَقْدِرُ عَلَى أَنْ أَصْنَعَ فِيهِ دُبَّاءً إِلَّا صُنِعَ.
٦٨
- بَابُ
الْهَدِيَّةِ
° [٢٠٧٢٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ
النَّبِيَّ ﷺ قالَ: «لَوْ أُهْدِيَتْ لِي كُرَاعٌ (٢) لَقَبِلْتُهَا، وَلَوْ
دُعِيتُ إِلَيْهَا (٣) لأَجَبْتُ».
° [٢٠٧٢٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ
أَسْلَمَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «لَا تَحْقِرَنَّ امْرَأَةٌ لِجَارَتِهَا
وَلَوْ فِرْسِنَ (٤) شَاةٍ (٥)»، قَالَ زَيْدٌ: الظِّلْفُ (٦).
° [٢٠٧٢٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ
النَّبِيَّ ﷺ لَقِيَ امْرَأَةً تَخْرُجُ مِنْ عَنْدِ عَائِشَةَ، وَمَعَهَا شَيْءٌ
تَحْمِلُه، فَقَالَ لَهَا: «مَا هَذَا؟» قَالَتْ: أَهْدَيْتُهُ لِعَائِشَةَ
فَأَبَتْ أَنْ تَقْبَلَه، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ لعَائِشَةَ حِينَ دَخَلَ عَلَيهَا:
«هَلَّا قَبِلْتِيهِ مِنْهَا»،
(١) الدباء: القرع، واحدها: دباءة، كانوا
يجعلونها كالوعاء فينتبذون فيها فتسرع الشدة في الشراب. (انظر: النهاية، مادة:
دبب).
(٢)
الكراع: مستدق الساق العاري من اللحم. (انظر: اللسان، مادة: كرع).
(٣)
في (ف): «عليها»، والمثبت من (س).
(٤)
الفرسن: عظم قليل اللحم، وهو: خف البعير، كالحافر للدابة، وقد يستعار للشاة،
فيقال: فرسن شاة، والذي للشاة هو: الظلف. (انظر: النهاية، مادة: فرسن).
(٥)
الشاة: النعجة، أنثى الضأن، مذكّرها خروف. والجمع: شاء وشياهٌ. (انظر: معجم اللغة
العربية المعاصرة، مادة: شوه).
(٦)
الظلف: الظفر الشقوق، للبقرة والشّاة والظبي ونحوهم، وهو بمنزلة الحافر للفرس
والظفر للإنسان. والجمع: أظلاف. (انظر: معجم اللغة العربية المعاصرة، مادة: ظلف).
قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ،
إِنَّهَا مُحْتَاجَةٌ، وَهِيَ كَانَتْ أَحْوَجَ إِلَيْهِ مِنِّي، قَالَ: «فَهَلَّا
قَبِلْتِيهِ مِنْهَا، وَأَعْطَيْتِهَا خَيْرًا مِنْهُ».
° [٢٠٧٢٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
اشْتَهَى النَّبِيُّ ﷺ * لَحْمًا، فَأَرْسَلَ إِلَى امْرَأَةٍ، فَقَالَتْ: إِنَّهُ
لَمْ يَبْقَ عِنْدَنَا شَيءٌ إِلَّا عَنَاقًا (١)، فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ
أُهْدِيَهَا لَكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «وَلِمَ؟ أَوَلَيْسَتْ أَقْرَبَهَا إِلَى
الْخَيْرَاتِ وَأَبْعَدَهَا مِنَ الْأَذَى».
٦٩
- إِذَا
أحَبَّ اللهُ عَبْدًا أَثْنَى عَلَيْهِ النَّاسُ
° [٢٠٧٣٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ
أَنَسٍ قَالَ: مُرَّ بِجِنَازَةِ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ: «أَثْنُوا عَلَيْهِ»
فَقَالُوا: كَانَ مَا عَلِمْنَا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَه، وَأَثْنَوْا عَلَيْهِ
خَيْرًا، فَقَالَ: «وَجَبَتْ»، ثُمَّ مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ أُخْرَى،
فَقَالَ: «أَثْنُوا عَلَيْهِ» فَقَالُوا: بِئْسَ الْمَرْءُ كَانَ فِي دِينِ اللهِ،
فَقَالَ: «وَجَبَتْ، أَنْتُمْ شُهُودُ اللهِ فِي الْأَرْضِ».
° [٢٠٧٣١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إِذَا أَحَبَّ
اللهُ عَبْدًا، قَالَ لِجِبْرِيلَ: إِنِّي أُحِبُّ فُلَانًا فَأَحْبِبْه، قَالَ:
فَيَقُولُ جِبْرِيلُ لِأَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ رَبَّكُمْ يُحِبُّ فُلَانًا
فَأَحِبُّوهُ، قَالَ: فَيُحِبُّهُ (٢) أَهْلُ السَّمَاءِ، وَيُوضَعُ لَهُ
الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ، وَإِذَا أَبْغَضَ فَمِثْلُ ذَلِكَ».
* [ف/١٠٦ أ].
(١)
في (ف): «أعناقًا» وهو خطأ، والمثبت من (س) هو الصواب.
العناق: الأنثى من ولد المعز والجمع
أعنق وعنوق. (انظر: حياة الحيوان للدميري) (٢/ ٢١١).
° [٢٠٧٣٠]
[الإتحاف: حم ٧٤٤].
° [٢٠٧٣١]
[الإتحاف: عه حب ط حم ١٨٣٠٥].
(٢)
في (ف)، (س): «فيحبوه»، وهو وجه صحيح، على لغة (أكلوني البراغيث)، والمثبت من
«مسند أحمد» (٧٧٤٠)، «مسند أبي يعلى» (٦٦٨٥) من طريق المصنف، به.
• [٢٠٧٣٢] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: إِيَّاكُمْ وَفِرَاسَةَ (١)
الْمُؤْمِنِ، فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللهِ.
• [٢٠٧٣٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: كَتَبَ أَبُو
الدَّرْدَاءِ: إِلَى مَسْلَمَةَ بْنِ مَخْلَدٍ سَلَامٌ عَلَيْكَ أَمَّا بَعْد،
فَإِنّ الْعَبْدَ إِذَا عَمِلَ بِطَاعَةِ اللهِ أَحَبَّهُ (٢) الله، فَإِذَا
أَحَبَّهُ اللهُ حَبَّبَهُ إِلَى عَبَادِهِ، وإِنَّ (٣) الْعَبْدَ إِذَا عَمِلَ
بِمَعْصِيَةِ اللهِ أَبْغَضَ الله، فَإِذَا أَبْغَضَ بَغَّضَهُ إِلَى عِبَادِهِ.
• [٢٠٧٣٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، أَنَّ
كَعْبًا قَالَ: مَا اسْتَقَرَّ ثَنَاءٌ فِي الْأَرْضِ حَتَّى يَسْتَقِرَّ فِي
السَّمَاءِ.
٧٠
- بَابُ
الْعُطَاسِ
• [٢٠٧٣٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ بُدَيْلٍ الْعُقَيْلِيِّ، عَنْ
أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ شِخِّيرٍ، قَالَ: عَطَسَ رَجُلٌ عِنْدَ
عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ، فَقَالَ عُمَرَ:
وَعَلَيْكَ وَعَلَى أُمِّكَ، أَمَا يَعْلَمُ أَحَدُكُمْ مَا يَقُولُ إِذَا عَطَسَ؟
إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلْيَقُلِ الْقَوْمُ
يَرْحَمُكَ الله، وَلْيَقُلْ هُوَ: يَغْفِرُ اللهُ لكُمْ.
٧١
- وُجُوبُ
التَّشْمِيتِ (٤)
° [٢٠٧٣٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، أَنَّ
أَنَسًا قَالَ: عَطَسَ
(١) الفراسة: ما يوقعه الله - تعالى - في
قلوب أوليائه فيعلمون أحوال بعض الناس بنوع من الكرامات وإصابة الظن والحدس.
(انظر: النهاية، مادة: فرس).
• [٢٠٧٣٣]
[شيبة: ٢٦٣٧٩، ٣٥٧٤٧].
(٢)
في (ف): «أحب»، وهو خطأ، والتصويب من «الأسماء والصفات» للبيهقي (١٠٤١) من طريق
المصنف، به.
(٣)
قوله: «العبد إذا عمل بطاعة الله أحبه الله فإذا أحبه الله حببه إلى عباده وإن»
سقط من (س)، وأثبتناه من (ف).
• [٢٠٧٣٤]
[شيبة: ٣٦٤٤٢].
(٤)
التشميت والتسميت: الدعاء بالخير والبركة، والمعجمة أعلاهما. (انظر: النهاية،
مادة: شمت).
° [٢٠٧٣٦]
[شيبة: ٢٦٤٩٥].
عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ رَجُلَانِ،
فَشَمَّتَ أَحَدَهُمَا، وَلَمْ يُشَمِّتِ الْآخَرَ، فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا
رَسُولَ اللَّهِ، شَمَّتَّ فُلَانًا وَلَمْ تُشَمِّتْنِي؟! قَالَ: «إِنَّهُ حَمِدَ
اللَّهَ، وَإِنَّكَ لَمْ تَحْمَدْهُ».
° [٢٠٧٣٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «خَمْسٌ تَجِبُ لِلْمُسْلِمِ عَلَى أَخِيهِ: رَدُّ السَّلَامِ،
وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ، وَإجَابَةُ الدَّعْوَةِ، وَعِيَادَةُ (١) الْمَرِيضِ،
وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ».
• [٢٠٧٣٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ،
ذَكَرَهُ عَنْ بَعْضِهِمْ قَالَ: حَقٌّ عَلَى الرَّجُلِ إِذَا عَطَسَ أَنْ
يَحْمَدَ اللَّهَ، وَيَرْفَعَ بِذَلِكَ صَوْتَهُ فَيُسْمِعَ مَنْ عِنْدَه، وَحَقٌّ
عَلَيْهِمْ إِذَا حَمِدَ اللَّهَ * أَنْ يُشَمِّتُوهُ.
• [٢٠٧٣٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: شَمِّتِ
الْعَاطِسَ (٢) إِذَا تَتَابَعَ عَلَيْهِ ثَلَاثًا. وَقَالَ رَجُلٌ * لِمَعْمَرٍ:
هَلْ يُشَمِّتُ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ إِذَا عَطَسَتْ؟ قَالَ: نَعَمْ (٣)، لَا
بَأْسَ بِذَلِكَ.
° [٢٠٧٤٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي
بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ (٤) يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «شَمِّتْهُ
ثَلَاثًا، فَمَا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ فَهُوَ زُكَامٌ».
٧٢
- حَدِيتُ
النَّبِيِّ ﷺ -
° [٢٠٧٤١]
قرأنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ
ﷺ: «هَلْ
(١) عيادة المريض: زيارته. (انظر: معجم اللغة
العربية المعاصرة، مادة: عود).
* [س/ ٢٨٠].
(٢)
في (ف):»العطاس«، والمثبت من (س)، وفي»فتح الباري«لابن حجر (١٠/ ٦٠٤)،»كنز
العمال«(٢٥٧٩٨) منسوبًا فيهما للمصنف:»يشمت العاطس إذا تتابع عليه العطاس ثلاثًا«.
* [ف/ ١٠٦ ب].
(٣)
ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
(٤)
قوله:»عن أبيه«سقط من (ف)، (س)، واستدركناه من»فتح الباري«لابن حجر (١٠/ ٦٠٤)
معزوًا للمصنف، وكذا أخرجه البيهقي في»شعب الإيمان" (٨٩١٨) من طريق عبد
الرزاق، عن معمر، به.
عَسَى أَحَدُكُمْ أَنْ يُكَذِّبَنِي،
وَهُوَ مُرْتَفِقٌ»، قَالَ: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ (١): «يُحَدَّثُ عَنِّي
بِالْحَدِيثِ، فَيَقُولُ: مَا قَالَ هَذَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ».
° [٢٠٧٤٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ
قَالَ: «هَلْ عَسَى أَحَدُكُمْ أَنْ يُكَذِّبَنِي وَهُوَ مُتَّكئٌ عَلَى
حَشَايَاهُ (٢)، يُحَدَّثُ عَنِّي بِالْحَدِيثِ، فَيَقُولُ: مَا قَالَ هَذَا
رَسُولُ اللهِ ﷺ، وَمَنْ لَنَا بِذَلِكَ».
° [٢٠٧٤٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ،
عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ
أُمُورًا كُنْتُ أَتَحَنَّثُ (٣) بِهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ مِنْ عَتَاقَةٍ،
وَصِلَةِ رَحِمٍ، هَلْ لِيَ فِيهَا مِنْ أَجْرٍ؟ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ:
«أَسْلَمْتَ عَلَى مَا سَلَفَ لَكَ مِنْ خَيْرٍ (٤)».
° [٢٠٧٤٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ،
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ ﷺ: أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ
يُحْسِنُ فِي الْإِسْلَامِ، أَيُؤَاخَذُ بِمَا عَمِلَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ؟
فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «مَنْ أَحْسَنَ فِي الْإِسْلَامِ لَمْ يُؤَاخَذْ بِمَا
عَمِلَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَمَنْ أَسَاءَ فِي الْإِسْلَامِ أُخِذَ بِالْأَوَّلِ
وَالآخِرِ».
° [٢٠٧٤٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: جَاءَ
أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ،
(١) قوله: «إلا قال» ليس في (س)، وأثبتناه من
(ف).
(٢)
الحشايا: جمع الحشِّية، أي: الفراش. (انظر: النهاية، مادة: حثا).
° [٢٠٧٤٣]
[الإتحاف: عه حب حم كم ٤٢٣٦].
(٣)
تحرف في (س) إلى «أتبحث»، والمثبت من (ف).
التحنث: التقرب إلى الله. (انظر:
النهاية، مادة: حنث).
(٤)
في (ف): «الأجر»، وفي (س): «أجر»، والمثبت من «المعجم الكبير» للطبراني (٣/ ١٩١)
عن الدبري، عن عبد الرزاق، به، وهو موافق لما في «صحيح مسلم» (١١٥/ ٢)، و«مسند
أحمد» (١٥٥٥٢)، وغيرهم، من طريق عبد الرزاق، به.
° [٢٠٧٤٤]
[الإتحاف: مي حب حم ١٢٦٨٠].
فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّ
أَبِي كَانَ يَكْفُلُ (١) الْأَيْتَامَ، وَيَصِلُ الْأَرْحَامَ، وَيَفْعَلُ كَذَا،
فَأَيْنَ مُدْخَلُهُ؟ قَالَ: «هَلَكَ أَبُوكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ؟» قَالَ:
نَعَمْ، قَالَ: «فَمُدْخَلُهُ (٢) النَّارُ»، قَالَ: فَغَضِبَ الْأَعْرَابِيُّ،
وَقَالَ: فَأَيْنَ مُدْخَلُ أَبِيكَ؟ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: «حَيْثُمَا
مَرَرْتَ بِقَبْرِ كَافِرٍ فَبَشِّرْهُ بِالنِّارِ» فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ:
لَقَدْ كَلَّفَنِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لَغَبًا (٣)، مَا مَرَرْتُ بِقَبْرِ كَافِرٍ
إِلَّا بَشَّرْتُهُ بِالنَّارِ.
٧٣
- بَابُ
هَدِيَّةِ الْأعْرَابِ
° [٢٠٧٤٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ
رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ (٤) كَانَ اسْمُهُ زَاهِرَ بْنَ حَرَامٍ أَوْ
حِزَامٍ (٥)، وَكَانَ يُهْدِي لِلنَّبِيِّ ﷺ الْهَدِيَّةَ * مِنَ الْبَادِيَةِ،
فَيُجَهِّزُهُ (٦) رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ، فَقَالَ
النَّبِيُّ ﷺ: «إِنَّ زَاهِرًا بَادِينَا وَنَحْنُ حَاضِرُوهُ»، قَالَ: وَكَانَ
يُحِبُّهُ النَّبِيُّ ﷺ (٧)، وَكَانَ رَجُلًا دَمِيمًا (٨)، فَأَتَاهُ
(١) الكفل: الرعاية، والالتزام بالشيء.
(انظر: اللسان، مادة: كفل).
(٢)
في (س): «مدخله في»، والمثبت من (ف).
(٣)
في (س): «لهبًا» وهو تصحيف، والمثبت من (ف)، واللغوب: التعب والإعياء. لغَب
يَلْغُب، بالضم، لغويا ولغبا، ولغِب - بالكسر - لغة ضعيفة: أعيا أشد الإعياء،
وألغبته أنا، أي: أنصبته. ينظر: «اللسان» (١/ ٧٤٢، لغب).
° [٢٠٧٤٦]
[الإتحاف: حب حم ٧٣١].
(٤)
البادية: الصحراء والبرية. (انظر: مجمع البحار، مادة: بدا).
(٥)
قوله: «زاهر بن حرام أو حزام» وقع في (ف)، (س): «زاهر أو حرام بن حجال» وهو تحريف،
فالحديث قد أخرجه البزار في «مسنده» (٦٩٢٢) عن الحسين بن مهدي، والبغوي في «معجم
الصحابة» (٢/ ٥١٨) عن ابن زنجويه، والبيهقي في «الكبرى» (٢١٢١٤) من طريق أحمد بن
منصور، ثلاثتهم عن عبد الرزاق، به كما أثبتناه، وينظر: «الإصابة» لابن حجر (٤/ ٦،
٧)، والله أعلم.
* [ف/ ١٠٧ أ].
(٦)
في (س): «فجهزه»، والمثبت من (ف).
(٧)
قوله: «إذا أراد أن يخرج فقال النبي ﷺ إن زاهرا بادينا ونحن حاضروه قال وكان يحبه
النبي ﷺ» ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
(٨)
تصحف في (ف)، (س) إلى: «ذميما»، والمثبت من المصادر السابقة.
الدميم: قبيح المنظر كريه الصورة.
(انظر: المرقاة) (٨/ ٦٢٣).
النَّبِيُّ ﷺ يوْمًا وَهُوَ يَبِيعُ
(١) مَتَاعَه، فَاحْتَضَنَهُ مِنْ خَلْفِهِ، وَهُوَ لَا يُبْصِرُه، فَقَالَ:
أَرْسِلْنِي، مَنْ هَذَا؟ فَالْتَفَتَ فَعَرَفَ النَّبِيَّ ﷺ، فَجَعَلَ لَا
يَأْلُو (٢) مَا أَلْصَقَ ظَهْرَهُ بِصَدْرِ النَّبِيِّ ﷺ حِينَ عَرَفَه، وَجَعَلَ
النَّبِيُّ ﷺ يَقُولُ: «مَنْ يَشْتَرِي الْعَبْدَ؟»، فَقَالَ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، إِذَنْ وَاللَّهِ تَجِدُنِي كَاسِدًا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «لَكِنْ
عِنْدَ اللَّهِ لَسْتَ بِكَاسِدٍ»، أَوْ قَالَ: «لَكِنْ عِنْدَ اللَّهِ أَنْتَ
غَالٍ».
٧٤
- مَا
أُصِيبَ مِنْ أرْضِ الرَّجُلِ
° [٢٠٧٤٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ
قَالَ: «مَنْ أَحْيَا (٣) مِنَ الْأَرْضِ شَيْئًا، فَإِنَّهُ يُؤْجَرُ مَا أَكَلَ
مِنْهُ إِنْسَانٌ، أَوْ دَابَّةٌ، أَوْ طَائِرٌ، مَا قَامَ عَلَى أُصُولِهِ».
° [٢٠٧٤٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي
سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، أَن النَّبِيَّ ﷺ دَخَلَ عَلَى أُمِّ مُبَشِّرٍ، وَهِيَ
فِي نَخْلٍ، فَقَالَ: «مَنْ غَرَسَ هَذَا النَّخْلَ، مُسْلِمٌ أَوْ كَافِرٌ؟»،
قَالَتْ: بَلْ مُسْلِمٌ، قَالَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ نَخْلًا أَوْ
يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَائِرٌ، أَوْ دَابَّةٌ، أَوْ إِنْسَانٌ
إِلَّا كَانَ لَهُ صَدَقَةً».
٧٥
- بَابُ
سَقْيِ الْمَاءِ
° [٢٠٧٤٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي كُدَيْرٌ (٤) الضَّبِّيّ، أَنَّ رَجُلًا أَعْرَابِيًّا أَتَى
النَّبِيَّ ﷺ، فَقَالَ: أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُقَرِّبُنِي مِنَ (٥) الْجَنَّةِ،
وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «أَوَهُمَا أَعْمَلَتَاكَ؟»
قَالَ: نَعَمْ (٦)، قَالَ: «تَقُولُ
(١) تصحف في (ف) إلى:»يتبع«، والمثبت من (س)،
وهو موافق لما في المصادر السابقة.
(٢)
الألو: التقصير. (انظر: النهاية، مادة: ألى).
(٣)
(في (ف):»أجنا«، والمثبت من (س).
° [٢٠٧٤٨]
[الإتحاف: خز حم مي ٢٣٦٧٨].
(٤)
(في (س):»كرير«، والمثبت من (ف).
(٥)
(في (س):»إلى«، والمثبت من (ف).
(٦)
قوله:»قال نعم" ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
الْعَدْلَ، وَتُعْطِي الْفَضْلَ
(١)»، قَالَ: وَاللَّهِ مَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقُولَ الْعَدْلَ كُلَّ سَاعَةٍ،
وَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أُعْطِيَ فَضْلَ مَالِي، قَالَ: «فَتُطْعِمُ الطَّعَامَ،
وَتُفْشِي السَّلَامَ»، قَالَ: هَذِهِ أَيْضًا شَدِيدَةٌ، قَالَ: «فَهَلْ لَكَ
إبلٌ؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَانْظُرْ إِلَى بَعِيرٍ مِنْ إبلِكَ وَسِقَاءٍ،
ثُمَّ انْظُرْ إِلَى أَهْلِ بَيْتٍ لَا يَشْرَبُونَ الْمَاءَ إِلَّا غِبًّا (٢)
فَاسْقِهِمْ، فَلَعَلَّكَ ألَّا يَهْلِكَ (٣) بَعِيرُكَ، وَلَا يَنْخَرِقَ
سِقَاؤُكَ حَتَّى تَجِبَ لَكَ الْجَنَّةُ» قَالَ: فَانْطَلَقَ الْأَعْرَابِيُّ
يُكَبِّر، فَمَا انْخَرَقَ سِقَاؤُه، وَلَا هَلَكَ بَعِيرُه، حَتَّى قُتِلَ
شَهِيدًا.
° [٢٠٧٥٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ،
عَنْ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ جَاءَ النَّبِيَّ ﷺ فِي وَجَعِهِ، فَقَالَ:
أَرَأَيْتَ ضَالَّةً (٤) تَرِدُ عَلَى حَوْضِ إِبِلِي، فَهَلْ (٥) لِي أَجْرٌ إِنْ
سَقَيْتُهَا (٦)؟ فَقَالَ: «نَعَمْ، فِي الْكَبِدِ الْحَارَّةِ أَجْرٌ».
٧٦
- نَفَقَةُ
الرَّجُلِ عَلَى أَهْلِهِ
° [٢٠٧٥١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ،
(١) الفضل: مأخوذ من الفضلة وهي: بقية الشيء.
(انظر: التاج، مادة: فضل).
(٢)
في (س): «غما»، والمثبت من (ف).
الغب: أن تفعل الشيء يومًا وتدعه
أيامًا. (انظر: مجمع البحار، مادة: غبب).
(٣)
في (س): «يهنك»، والمثبت من (ف).
° [٢٠٧٥٠]
[الإتحاف: حم ٤٩٦٠].
(٤)
قوله: «أرأيت ضالة ترد» وقع في (س): «أرأيت يرد»، والمثبت من (ف).
الضالة: الضائع أو الضائعة من كل ما
يُقتنى من الحيوان وغيره، والجمع: الضوال. (انظر: النهاية، مادة: ضلل).
(٥)
غير واضح في (ف)، وأثبتناه من «المعجم الكبير» للطبراني (٧/ ١٢٨)، «شرح السنة»
للبغوي (٦/ ١٦٧) من طريق المصنف، به.
(٦)
قوله: «حوض إبلي فهل لي أجر إن سقيتها» مكانه في (س) بياض بمقدار خمس أو ست كلمات،
والمثبت من (ف).
° [٢٠٧٥١]
[الإتحاف: حم عه ٢١٩٩٤، حب حم ٢٢١٧٧].
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: جَاءَتِ
امْرَأَةٌ وَمَعَهَا ابْنَتَانِ لَهَا تَسْأَلُنِي *، فَلَمْ تَجِدْ عِنْدِي
شَيْئًا غَيْرَ تَمْرَةٍ وَاحِدَةٍ، فَأَعْطَيْتُهَا إِيَّاهَا، فَأَخَذَتْهَا
فَشَقَّتْهَا بَيْنَ بِنْتَيْهَا، وَلَمْ تَأْكُلْ مِنْهَا شَيْئًا، ثُمَّ قَامَتْ،
فَخَرَجَتْ هِيَ وَابْنَتَاهَا (١)، فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَلَى هَيْئَةِ
ذَلِكَ (٢)، فَحَدَّثْتُهُ حَدِيثَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنِ
ابْتُلِيَ مِنْ هَذِهِ الْبَنَاتِ بِشَيْءٍ فَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ، كُنَّ لَهُ
سِتْرًا (٣) مِنَ النَّارِ».
° [٢٠٧٥٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ،
عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا دِينَارٌ أَفْضَلَ مِنْ
دِينَارٍ أَنْفَقَهُ رَجَلٌ عَلَى عِيَالِهِ، أَوْ عَلَى دَابَّتِهِ، أَوْ عَلَى
أَصْحَابِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ».
• [٢٠٧٥٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ
الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: مَا أَنْفَقْتَ عَلَى نَفْسِكَ، أَوْ عَلَى
أَهْلِ بَيْتِكَ فِي غَيْرِ سَرَفٍ (٤)، وَلَا تَبْذِيرٍ فَلَكَ، وَمَا
تَصَدَّقْتَ فَلَكَ، وَمَا تَصَدَّقْتَ رِيَاءً وَسُمْعَةً، فَذَلِكَ حَظُّ
الشَّيْطَانِ.
° [٢٠٧٥٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ
أَبِيهِ، أَنَّ امْرَأَةَ عَبْدِ اللَّهِ (٥) كَانَتْ تَصْنَعُ الشَّيْءَ
تَصَدَّقُ بِهِ، فَقَالَتْ لابْنِ مَسْعُودٍ: لَقَدْ حُلْتَ أَنْتَ
* [س/ ٢٨١].
(١)
في (ف): «وابنتيها»، وفي (س): «وبنتيها»، والمثبت من «تحفة المودود» لابن القيم (ص
٢٦) نقلًا عن عبد الرزاق، به، وهو الموافق لما في «مسند أحمد» (٢٥٩٦٩)، «منتخب عبد
بن حميد» (١٤٧٣)، «مكارم الأخلاق» للخرائطي (١٨٦) وغيرهم، من طريق عبد الرزاق، به.
(٢)
قوله: «هيئة ذلك» وقع في (س): «منهه» كذا رسمه، والمثبت من (ف).
(٣)
الستر: الاختفاء والتغطي. (انظر: التاج، مادة: ستر).
° [٢٠٧٥٢]
[الإتحاف: عه حب حم ٢٥٠٢].
(٤)
السرف والإسراف: مجاوزة القصد، وقيل: وضع الشيء في غير موضعه. (انظر: التاج، مادة:
سرف).
(٥)
قوله: «عبد الله» ليس في (س)، والمثبت من (ف).
وَوَلَدُكَ بَيْنِي وَبَيْنَ
الصَّدَقَةِ، فَقَالَ لَهَا ابْنُ مَسْعُودٍ: مَا أُحِبُّ - إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكِ
فِي ذَلِكَ أَجْرٌ - أَنْ تَفْعَلِي، فَاذْهَبِي فَسَلِي رَسُولَ اللَّهِ ﷺ
قَالَتْ: فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ (١) ﷺ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: «أَنْفِقِي عَلَيْهِمْ
فَإِنَّ لَكِ أَجْرَ مَا أَنْفَقْتِ عَلَيْهِمْ».
° [٢٠٧٥٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، أَنَّ
النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «مَنْ كُنَّ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ، أَوْ ثَلَاثُ أَخَوَاتٍ
(٢)، فَكَفَلَهُنَّ وَآوَاهُنَّ وَرَحِمَهُنَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ»، قَالُوا: أَوِ
اثْنَتَيْنِ (٣)؟ قَالَ: «أَوِ اثْنَتَيْنِ (٤)»، قَالُوا: حَتَّى ظَنَنَّا
أَنَّهُمْ قَالُوا: أَوْ وَاحِدَةً (٥)؟
٧٧
- بَابُ
الْأَجْرَاسِ
° [٢٠٧٥٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ (٦)، عَنِ
الْجَرَّاحِ مَوْلَى أُمِّ حَبِيبَةَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ
رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَا تَصْحَبُ رُفْقَة فِيهَا
جَرَسٌ».
• [٢٠٧٥٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا يُحَدِّثُ
هِشَامَ بْنَ عُرْوَةَ قَالَ: دَخَلَتْ جَارِيَةٌ عَلَى عَائِشَةَ وَفِي رِجْلِهَا
جَلَاجِلُ فِي الْخَلْخَالِ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: أَخْرِجُوا عَنِّي مُفَرِّقَةَ
الْمَلَائِكَةِ.
° [٢٠٧٥٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
ﷺ نَهَى أَنْ تُجْعَلَ الْجَلَاجِلُ (٧) عَلَى الْخَيْلِ.
(١) في (س): «رسول الله»، والمثبت من (ف).
(٢)
في (س): «إخوة»، والمثبت من (ف).
(٣)
قوله: «أو اثنتين» وقع في (س): «وابنتين»، والمثبت من (ف).
(٤)
قوله: «أو اثنتين» وقع في (س): «أو ابنتين»، والمثبت من (ف).
(٥)
قوله: «أو واحدة» وقع في (س): «وواحدة»، والمثبت من (ف).
(٦)
قوله: «عن نافع» ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من «المعجم الكبير» للطبراني (٢٣/
٢٤٠) من طريق الدبري، عن عبد الرزاق، به.
(٧)
قوله: «تجعل الجلاجل» وقع في (س): «يجعل الخلاخل»، والمثبت من (ف).
=
٧٨ - باب الكبائر *
• [٢٠٧٥٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ،
عَنْ وَبَرَةَ، عَنْ عَامِرٍ أَبِي (١) الطُّفَيْلِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ:
أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَالْأَمْنُ مِنْ مَكْرِ اللَّهِ،
وَالْقُنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ، وَالْيَأْسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ.
• [٢٠٧٥٦٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ،
قِيلَ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: الْكَبَائِرُ سَبْعٌ؟ قَالَ: هِيَ إِلَى السَّبْعِينَ
أَقْرَبُ.
• [٢٠٧٦١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ،
عَنْ عَبِيدَةَ (٢) قَالَ: مَا عُصِيَ اللَّهُ بِهِ فَهُوَ كَبِيرَةٌ، وَقَدْ
ذَكَرَ الطَّرْفَةَ، فَقَالَ: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ
أَبْصَارِهِمْ﴾ [النور:
٣٠].
• [٢٠٧٦٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ:
الْكَبَائِرُ: الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَقَتْلُ
النَّفْسِ، وَأَكْلُ الرِّبا، وَقَذْفُ (٣) الْمُحْصَنَةِ (٤)، وَأَكْلُ مَالِ
الْيَتِيمِ، وَالْيَمِينُ الْفَاجِرَة، وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ.
= الجلاجل: جمع الجلجل، وهو: الجرس
الصغير يُعلق في رقاب الدواب وغيرها. (انظر: النهاية، مادة: جلجل).
* [ف/ ١٠٨ أ].
الكبائر: جمع كبيرة، وهي: الفعلة
القبيحة من الذنوب المنهي عنها شرعًا، العظيم أمرها؛ كالقتل والزنا والفرار من
الزحف. (انظر: النهاية، مادة: كبر).
(١)
في (ف): «بن»، والمثبت من (س) هو الصواب.
(٢)
في (ف): «عمرة»، وفي (س): «عمر» وكلاهما تحريف، والمثبت من «تفسير ابن كثير» (٦/
٤٢) نقلًا عن عبد الرزاق، به، وكذا أخرجه ابن المنذر في «تفسيره» (١٦٦٨) عن
الدبري، والبيهقي في «شعب الإيمان» (٢٨٩) من طريق أحمد بن منصور، كلاهما عن عبد
الرزاق، به.
(٣)
القذف: الرمي بالزنا، أو ما كان في معناه. (انظر: النهاية، مادة: قذف).
(٤)
الإحصان: الحصان بالفتح. المرأة العفيفة. (انظر: النهاية، مادة: حصن).
• [٢٠٧٦٣] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، أَن رَجُلًا جَاءَ ابْنَ عُمَرَ (١)
فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ أَكُونُ مَعَ النَّجَدَاتِ (٢)، وَقَالَ (٣): أَصَبْتُ (٤)
ذُنُوبًا، وَأُحِبُّ (٥) أَنْ تَعُدَّ عَلَيَّ الْكَبَائِرَ، قَالَ: فَعَدَّ
عَلَيْهِ (٦) سَبْعًا أَوْ ثَمَانِيًا: الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ
الْوَالِدَيْنِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ
الْيَتِيمِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَةِ، وَالْيَمِينُ الْفَاجِرَة، ثُمَّ قَالَ لَهُ
ابْنُ عُمَرَ: هَلْ لَكَ مِنْ وَالِدَةٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَأَطْعِمْهَا
مِنَ الطَّعَامِ، وَأَلِنْ لَهَا الْكَلَامَ، فَوَاللَّهِ لَتَدْخُلَنَّ
الْجَنَّةَ.
• [٢٠٧٦٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَطَاءٍ
الْخُرَاسَانِيِّ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْن سَلَامٍ قَالَ: الرِّبَا اثْنَانِ
وَسَبْعُونَ حُوبًا (٧)، أَصْغَرُهَا حُوبًا كَمَنْ أَتَى أُمَّهُ فِي
الْإِسْلَامِ، وَدِرْهَمٌ (٨) مِنَ الرِّبَا أَشَدُّ مِنْ بِضْعٍ وَثَلَاثِينَ
زَنْيَةً، قَالَ: وَيَأْذَنُ اللَّهُ بِالْقِيَامِ لِلْبَرِّ وَالْفَاجِرِ (٩)
يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلَّا لآِكِلِ الرِّبَا، فَإِنَّهُ لَا يَقُومُ إِلَّا
كَمَا (١٠) يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ.
° [٢٠٧٦٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ: «أَلَا
(١) قوله:»ابن عمر«سقط من (س)، وأثبتناه من
(ف).
(٢)
قوله:»كنت أكون مع النجدات«تحرف في (س) إلى:»كنت مع الحداث«،، والمثبت من (ف) وهو
الموافق لما في»شعب الإيمان«للبيهقي (٧٥٣٩) من طريق المصنف.
(٣)
في»شعب الإيمان«:»وقد«.
(٤)
في (س):»أصيب«، و، والمثبت من (ف)، وهو الموافق لما في»شعب الإيمان«.
(٥)
في (س):»أحب«، وفي»شعب الإيمان«:»فأحب«، والمثبت من (ف).
(٦)
في (س):»علي«، والمثبت من (ف)، وهو الموافق لما في»شعب الإيمان«.
(٧)
الحوب والحوبة: الإثم. (انظر: الفائق) (١/ ٣٢٩).
(٨)
قوله:»ودرهم«وقع في (س):»وزن درهم«، والمثبت من (ف) وهو الموا فق لما في»شعب
الإيمان«للبيهقي (٥١٢٦) من طريق المصنف.
(٩)
قوله:»ويأذن الله بالقيام للبر والفاجر«وقع في (س):»ويأذن الله بالقيام للبرة
الفاجرة«، وفي»شعب الإيمان«:»ويأذن الله لهم بالقيام للبر والفاجر"، والمثبت
من (ف).
(١٠)
سقط من (س)، وأثبتناه من (ف).
أُخْبِرُكُمْ بِأَكْبَرِ
الْكَبَائِرِ: الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ»، ثُمَّ قَالَ:
«أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ (١)، أَلَا وَقَوْلُ الزُّورَ».
° [٢٠٧٦٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ ﷺ عَنِ الْمُوجِبَتَيْنِ، فَقَالَ: «مَنْ
لَقِيَ اللهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ (٢) دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ لَقِيَ اللَّهَ
يُشْرِكُ بِهِ دَخَلَ النَّارَ»، وَسُئِلَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: هَلْ فِي
الْمُصَلَينَ مُشْرِكٌ؟ قَالَ: لَا.
° [٢٠٧٦٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ زَيْدٍ (٣)، أَنَّ أَبَا الزُّبَيْرِ
أَخْبَرَه، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُحَدِّثُ بِمِثْلِهِ.
٧٩
- بَابُ
مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ وَمَنْ قَتَلَ نَفْسًا
° [٢٠٧٦٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَر، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ الضحَّاكِ،
أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ* قَالَ: «مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عُذِّبَ بِهِ، وَمَنْ
شَهِدَ عَلَى مُسْلِمٍ - أَوْ قَالَ: عَلَى مُؤْمِنٍ - بِكُفْرٍ، فَهُوَ
كَقَتْلِهِ، وَمَنْ لَعَنَهُ فَهُوَ كَقَتْلِهِ، وَمَنْ حَلَفَ * عَلَى مِلَّةٍ
(٤) غَيْرِ الْإِسْلَامِ كَاذِبًا فَهُوَ كَمَا حَلَفَ».
• [٢٠٧٦٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ
قَالَ: مَنْ مَاتَ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ وَلَمْ يُصِبْ دَمًا فَارْجُ لَهُ.
° [٢٠٧٧٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَوْ غَيْرِهِ، عَنِ
الْحَسَنِ، عَنْ
(١) الزور: الكذب والباطل والتهمة. (انظر:
النهاية، مادة: زور).
(٢)
بعده في (س): «شيئًا»، والمثبت من (ف). وينظر: «التفسير» للمصنف (٢/ ٨٦).
(٣)
تحرف في (ف)، (س) إلى: «ذر»، والمثبت من «التفسير» للمصنف (٢/ ٨٦) وهو الصواب.
° [٢٠٧٦٨]
[الإتحاف: مي ش حم ٢٤٧٠].
* [ف/ ١٠٨ ب].
* [س/ ٢٨٢].
(٤)
الملة: الشريعة والدين، والجمع: الملل. (انظر: المعجم العربي الأساسي، مادة: ملل).
° [٢٠٧٧٠]
[الإتحاف: مي خز جا حب كم حم عم ١٧١٥٧] [شيبة: ٢٨٥٢٥].
أَبِي بَكْرَةَ (١) قَالَ: سَمِعْتُ
النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «إِنَّ رِيحَ الْجَنَّةِ لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ مِائَةِ
عَامٍ، وَمَا مِنْ عَبْدٍ يَقْتُلُ نَفْسًا مُعَاهَدَةً (٢) بِغَيْرِ حَقِّهَا،
إِلَّا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَرَائِحَتَهَا أَنْ يَجِدَهَا»، قَالَ
أَبُو بَكْرَةَ (٣): أَصَمَّ اللَّهُ أُذُنَيَّ إِنْ لَمْ أكُنْ سَمِعْتُ رَسُولَ
اللهِ ﷺ يَقُولُ هَذَا (٤).
• [٢٠٧٧١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: كَانَ يُقَالُ:
مَنْ قَتَلَ نَفْسًا، وَأَحْيَا (٥) نَفْسًا فَلَعَلَّهُ.
• [٢٠٧٧٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ،
أَخِي الزُّهْرِيِّ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
فِي نَفَرٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ رَجُلٌ: ضرَبَ الْأَمِيرُ آنِفًا
(٦) رَجُلًا أَسْوَاطًا فَمَاتَ، فَقَالَ سَالِمٌ: عَاتَبَ (٧) اللهُ عَلَى مُوسَى
فِي نَفْسٍ كَافِرَةٍ قَتَلَهَا.
(١) في (ف)، (س): «بكر» وهو تصحيف، والمثبت
هو الصواب؛ فالحديث أخرجه أحمد في «مسنده» (٢٠٧٩٩)، والبزار في «مسنده» (٣٦٤٠)،
والحاكم في «المستدرك» (٢٦١٥)، وأبو نعيم في «صفة الجنة» (١٩٣) كلهم من طرق عن عبد
الرزاق، به كالمثبت.
(٢)
المعاهد: من كان بينك وبينه عهد، وأكثر ما يطلق على اليهود والنصارى، وقد يطلق على
غيرهم إذا صولحوا على ترك الحرب مدة ما. (انظر: النهاية، مادة: عهد).
(٣)
في (ف)، (س): «بكر» وهو تصحيف.
(٤)
في (س): «هكذا»، والمثبت من (ف).
(٥)
في (س): «أو أحيا» وهو خطأ، والمثبت من (ف)، وهو الموافق لما في «شرح السنة»
للبغوي (١٠/ ١٤٩) عن الحسن معلقًا.
(٦)
الآنِف: الماضي القريب، يقال: فعله آنفا قريبا، أو أول هذه الساعة، أو أول وقت كنا
فيه. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: أنف).
(٧)
كذا في (ف)، (س)، وفي «شعب الإيمان» للبيهقي (٤٩٦٣) من طريق المصنف، به، «تاريخ
دمشق» (٢٠/ ٦٠) من طريق المصنف: «عاب»، وكذا هو عند البخاري في «تاريخه الكبير»
(٣/ ٢٠٩)، «تاريخه الأوسط» (٣/ ٨) من طريق معمر، به.
° [٢٠٧٧٣] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ ثَابِتِ
بْنِ الضَّحَّاكِ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «لَا نَذْرَ (١) فِيمَا لَا يَمْلِكُ
(٢). وَلَعْنُ الْمُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ. وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ (٣) بِشَيْءٍ فِي
الدُنْيَا عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَمَنْ حَلَفَ بِمِلَّةٍ غَيْرِ
الْإِسْلَامِ كَاذِبًا، فَهُوَ كَمَا قَالَ. وَمَنْ قَالَ لِمُؤْمِنٍ: يَا كَافِر،
فَهُوَ كَقَتْلِهِ».
° [٢٠٧٧٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ
بِحَدِيدَةٍ، فَحَدِيدَتُهُ يَجَأُ (٤) بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ
خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِتَرَدِّي فَهُوَ
يَتَرَدَّى (٥) فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ
قَتَلَ نَفْسَهُ بِسُمٍّ، فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ (٦) فِي نَارِ
جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا».
• [٢٠٧٧٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنِ
ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
فِي الدِّمَاءِ.
° [٢٠٧٧٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ مُرَّةَ، عَنْ
° [٢٠٧٧٣] [التحفة: ع ٢٠٦٢، خ م د ٢٠٦٣]
[الإتحاف: مي ش حم ٢٤٧٠] [شيبة: ١٢٢٨١].
(١)
النذر: التزام مسلم مكلف قربة ولو تعليقا. (انظر: معجم المصطلحات والألفاظ
الفقهية) (٣/ ٤٠٨).
(٢)
في (ف): «تملك»، والمثبت من (س).
(٣)
ليس في (س)، والمثبت من (ف).
° [٢٠٧٧٤]
[الإتحاف: مي عه حب حم ١٨١٧٤].
(٤)
الوجء: الضرب والطعن. (انظر: النهاية، مادة: وجأ).
(٥)
التردي: السقوط. (انظر: النهاية، مادة: ردا).
(٦)
الحسو: الشرب شيئا بعد شيء من نفس الشراب. (انظر: التاج، مادة: حسو).
• [٢٠٧٧٥]
[الإتحاف: عه حب حم ١٢٦٤٠] [شيبة: ٣٧٠١٧].
° [٢٠٧٧٦]
[الإتحاف: عه حب حم ١٢٦٤٤] [شيبة: ٢٨٣٣٤، ٣٧١٢٦].
مَسْرُوقٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا تَقْتُلُ (١) نَفْسًا نَفْسٌ ظُلْمًا إِلَّا
كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الْقَاتِلِ كِفْلٌ (٢) مِنْ إِثْمِهَا، لِأَنَّهُ أَوَّلُ
مَنْ سَنَّ (٣) الْقَتْلَ».
° [٢٠٧٧٧]
أخبرنا (٤) مَعْمَرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
شُرَحْبِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ (٥)، أَوْ قَالَهُ (٦) غَيْرِي، أَيُّ * الذُّنُوبِ أَعْظَمُ عِنْدَ
اللهِ؟ قَالَ: «أَنْ تَجْعَلَ لَهُ نِدًّا (٧) وَهُوَ خَلَقَكَ»، قَالَ: ثُمَّ
أَيٌّ؟ قَالَ: «ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ»،
قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «ثُمَّ أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ (٨) جَارِكَ»، قَالَ:
فَأَنْزَلَ اللهُ تَصْدِيقَ ذَلِكَ فِي كِتَابِهِ: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ
مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَر﴾ [الفرقان: ٦٨] الْآيَةَ.
° [٢٠٧٧٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، وَمَنْصُورٍ،
عَنْ أَبِي وَائِلٍ … مِثْلَهُ بِإِسْنَادِهِ.
(١) في (س): «يقتل»، والمثبت من (ف).
(٢)
ليس في (س)، والمثبت من (ف).
الكفل: الحظ والنصيب. (انظر:
النهاية، مادة: كفل).
(٣)
سن الشيء: عمله ليقتدى به فيه، وكل من ابتدأ أمرا عمل به قوم بعده قيل: هو الذي
سنه. (انظر: اللسان، مادة: سنن).
° [٢٠٧٧٧]
[الإتحاف: حب حم ١٣٠٢٧].
(٤)
كذا أول الحديث في (ف)، (س)، وقد أخرجه الخرائطي في «مساوئ الأخلاق» (٤٦١)،
و«اعتلال القلوب» (١٦٩)، وابن أبي حاتم في «تفسيره» (٨/ ٢٧٢٨)، والثعلبي في
«تفسيره» (٧/ ١٤٨)، والخطيب في «الفصل للوصل» (٢/ ٨٢٥) كلُهم من طرق عن عبد
الرزاق، عن معمرٍ به.
(٥)
بعده بياض في (س) بمقدار أربع كلمات، والمثبت من (ف).
(٦)
في (س): «قال»، والمثبت من (ف).
* [ف/ ١٠٩ أ].
(٧)
الند: مثل الشيء الذي يضاده في أموره. والراد: ما يُعبد من دون الله، والجمع:
أنداد. (انظر: النهاية، مادة: ندد).
(٨)
الحليلة: الزوجة. (انظر: النهاية، مادة: حلل).
٨٠ - بَابُ اللَّعِبِ
° [٢٠٧٧٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ
يَقُومُ عَلَى بَابِ حُجْرَتِي، وَالْحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ بِالْحِرَابِ فِي
الْمَسْجِدِ، وَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَسْتُرُنِي بِرِدَائِهِ، لِأَنْظُرَ إِلَى
لَعِبِهِمْ مِنْ بَيْنِ أُذُنِهِ (١) وَعَاتِقِهِ (٢)، ثُمَّ يَقُومُ مِنْ أَجْلِي
حَتَّى أكُونَ أَنَا الَّتِي (٣) أَنْصَرِف، فَاقْدُرُوا (٤) قَدْرَ الْجَارِيَةِ
الْحَدِيثَةِ السّنِّ، الْحَرِيصَةِ لِلُّهْوِ (٥).
° [٢٠٧٨٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ
أَبِيهِ، عَن عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ أَلْعَبُ بِاللُّعَبِ، فَيَأْتِينِي
صَوَاحِبِي، فَإِذَا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَرَرْنَ مِنْه، فَيَأْخُذُهُنَّ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَيَرْدُدُهُنَّ إِلَيَّ.
• [٢٠٧٨١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ:
لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ ﷺ الْمَدِينَةَ لَعِبَ الْحَبَشُ بِحِرَابِهِمْ
فَرَحًا بِقُدُومِهِ.
° [٢٠٧٨٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ
الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (٦) قَالَ: بَيْنَا الْحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ
عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بِحِرَابِهِمْ، إِذْ دَخَلَ عُمَرُ بْنُ
° [٢٠٧٧٩] [الإتحاف: عه حم ٢٢١٣١].
(١)
في (س): «أذنيه»، والمثبت من (ف).
(٢)
العاتق: ما بين المنكب والعنق. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: عتق).
(٣)
في (س): «الذي»، والمثبت من (ف).
(٤)
التقدير: النظر والتفكر. (انظر: النهاية، مادة: قدر).
(٥)
في (س): «اللهو»، والمثبت من (ف)، وهو الموافق لما عند الطبراني في «الكبير» (٢٣/
١٧٩) من طريق الدبري، عن عبد الرزاق، وقد رواه جمعٌ من طرقٍ عن عبد الرزاق، ومن
طرقٍ عن معمر: «على اللهو».
° [٢٠٧٨٠]
[الإتحاف: عه حب حم ٢٢٣٨٠].
• [٢٠٧٨١]
[الإتحاف: حم ٧٤٢].
° [٢٠٧٧٨]
[الإتحاف: عه حم ١٨٦٨٥].
(٦)
قوله: «عن ابن المسيب عن أبي هريرة» سقط من (س)، وأثبتناه من (ف).
الْخَطَّابِ، فَأَهْوَى (١) إِلَى
الْحَصْبَاءِ (٢) فَحَصَبَهُمْ بِهَا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «دَعْهُمْ
يَا عُمَرُ».
٨١
- بَابُ
الْقِمَارِ
• [٢٠٧٨٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ
ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَلْعَبَ أَحَدٌ (٣) مِنْ أَهْلِهِ بِهَذِهِ
الْجَهَارِدَةِ الَّتِي يَلْعَبُ بِهَا النُّاسُ.
• [٢٠٧٨٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: مَرَّ عَبْدُ
اللهِ بْنُ غَالِبٍ - رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ - بِقَوْمٍ يَلْعَبُونَ
بِالشِّطْرَنْجِ، فَقَالَ لِلْحَسَنِ: مَرَرْتُ بِقَوْمٍ قَدْ عَكَفُوا عَلَى
أَصْنَامٍ لَهُمْ.
• [٢٠٧٨٥]
قال مَعْمَرٌ: وَبَلَغَنِي أَنَّ الشَّعْبِيَّ كَانَ يَلْعَبُ بِالشِّطْرَنْجِ،
وَيَلْبَسُ مِلْحَفَةَ (٤) حَمْرَاءَ، وَيَرْمِي بِالْجَلَاهِقِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ
كَانَ (٣) مُتَوَارِيًا مِنَ الْحَجَّاجِ.
• [٢٠٧٨٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ
أَبِي الْأَحْوَصِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: إِيَّاكُمْ
وَدَحْوًا بِالْكَعْبَيْنِ، فَإِنَّهُمَا مِنَ الْمَيْسِرِ (٥).
• [٢٠٧٨٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ:
الْمَيْسِرُ الْقِمَارُ كُلُّه، حَتَّى الْجَوْزُ الَّذِي يَلْعَبُ (٦) بِهِ
الصِّبْيَانُ *.
• [٢٠٧٨٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ
بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ
(١) الإهواء: مد اليد إلى الشيء لأخذه.
(انظر: النهاية، مادة: هوا).
(٢)
الحصباء: الحَصى الصِّغار. (انظر: النهاية، مادة: حصب).
(٣)
ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
(٤)
الملحفة: كل ما يُلْتَحف ويُتغطى به. (انظر: اللسان، مادة: لحف).
(٥)
الميسر: القمار. (انظر: النهاية، مادة: يسر).
(٦)
في (س): «تلعب»، والمثبت من (ف).
* [س/ ٢٨٣].
قَالَ: مَنْ لَعِبَ بِالْكَعْبَيْنِ
عَلَى الْقِمَارِ، فَكَأَنَّمَا * أَكَلَ لَحْمَ خِنْزِيرٍ، وَمَنْ لَعِبَ بِهَا
عَلَى غَيْرِ قِمَارٍ، فَكَأَنَّمَا (١) ادَّهَنَ بِشَحْمِ خِنْزِيرٍ.
° [٢٠٧٨٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ (٢)، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، أَنَّ
النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «مَنْ لَعِبَ بِالْكِعَابِ (٣) فَقَدْ عَصَى اللَّهَ
وَرَسُولَهُ».
٨٢
- بَابُ
الْكِلَابِ وَالْحمَامِ
° [٢٠٧٩٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللهِ ﷺ
رَجُلًا أَطْلَقَ حَمَامًا مِنَ الْحِرَافِ، فَجَعَلَ يُتبِعُه (٤) بَصَرَه،
فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «شَيطَانٌ يَتْبَعُ (٥) شَيطَانًا».
° [٢٠٧٩١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ … مِثْلَهُ (٦).
• [٢٠٧٩٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ
عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ (٧) كَانَ يَأْمُرُ بِقَتْلِ الْكِلَابِ وَالْحَمَامِ.
* [ف/ ١٠٩ ب].
(١)
في (س): «كأنما»، والمثبت من (ف).
° [٢٠٧٨٩]
[الإتحاف: حب ط كم حم قط ١٢٢١٢] [شيبة:٢٦٦٦٥].
(٢)
قوله: «أيوب، عن نافع» كذا وقع في (ف)، (س)، ووقع الإسناد في «مسند أحمد» (١٩٧٣٠)،
و«مسند عبد بن حميد» (٥٤٨)، و«جامع المسانيد والسنن» لابن كثير (١٤/ ٦٨٣)، من طريق
عبد الرزاق بدونه.
(٣)
الكعاب: جمع كعب، وكعبة، وهو من أنواع القمار، وتعرف عند العامة بـ (الطاولة)، وهي
معرب من الفارسية (النردشير). (انظر: المعجم الوسيط، مادة: كعب).
(٤)
تصحف في (س) إلى: «يبيعه»، والمثبت من (ف).
(٥)
تصحف في (س) إلى: «يبيع»، والمثبت من (ف).
(٦)
هذا الإسناد ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
• [٢٠٧٩٢]
[شيبة: ٢٠٢٨٥].
(٧)
قوله: «بن عفان» ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
• [٢٠٧٩٣] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ قَالَ: يَا أَهْلَ
الْبَصْرَةِ، اكْفُونِي (١) الدَّجَاجَ وَالْكِلَابَ (٢)، لَا تَكُونُوا مِنْ
أَهْلِ الْقُرَى، يَعْنِي: أَهْلَ الْبَوَادِي.
٨٣
- بَابُ
الْغنَاءِ وَالدُّفِّ
° [٢٠٧٩٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ
وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى
النَّبِيِّ ﷺ، وَعِنْدَ عَائِشَةَ قَيْنَتَانِ (٣) تُغَنِّيَانِ فِي أَيَّامِ
مِنًى (٤)، وَالنَّبِيُّ ﷺ مُضْطَجِعٌ، مُسَجًّى (٥) ثَوْبُهُ عَلَى وَجْهِهِ،
فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَعِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يُصْنَعُ هَذَا؟ فَكَشَفَ
النَّبِيُّ ﷺ عَنْ (٦) وَجْهِهِ، ثُمَّ قَالَ: «دَعْهُنَّ يَا أَبَا بَكْرٍ،
فَإِنَّهَا أَيَّامُ عِيدٍ وَذِكرِ اللهِ».
° [٢٠٧٩٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي
مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ مِثْلَه، إِلَّا أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: «دَعْهَا
يَا أَبَا بَكرٍ، فَإِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا».
• [٢٠٧٩٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ
قَالَ: الْغِنَاءُ يُنْبِتُ (٧) النِّفَاقَ فِي الْقَلْبِ.
(١) تحرف في (س) إلى: «العون» كذا رسمه،
والمثبت من (ف).
(٢)
تحرف في (س) إلى: «والكلام»، والمثبت من (ف).
(٣)
في (س): «فتيتان» كذا، والمثبت من (ف).
(٤)
أيام منى: أيام التشريق، أضيفت إلى منى لإقامة الحاج بها لرمي الجمار. (انظر:
القاموس الفقهي) (ص ٣٤١).
(٥)
التسجية: التغطية. (انظر: معجم اللغة العربية المعاصرة، مادة: سجو).
(٦)
ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
• [٢٠٧٩٦]
[شيبة: ٢١٥٤٥].
(٧)
في (ف)، (س): «يثبت»، والمثبت من «شرح السنة» للبغوي (١٢/ ٣٨٢)، قال رحمه الله:
وقال معمر: عن المغيرة، عن إبراهيم،
قال: الغناء ينبت النفاق في القلب. ويروى عن ابن مسعود مثله.
• [٢٠٧٩٧] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ
كَانَ إِذَا سَمِعَ صَوْتًا، أَوْ دُفًّا قَالَ: مَا هَذَا؟ فَإِذَا قَالُوا:
عُرْسٌ أَوْ خِتَانٌ (١)، صَمَتَ.
• [٢٠٧٩٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ
عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ (٢) نَوْفَلٍ قَالَ:
رَأَيْتُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ، رَافِعًا (٣) إِحْدَى
رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى، رَافِعًا عَقِيرَتَهُ (٤)، قَالَ: حَسِبْتُ أَنَّهُ
قَالَ: يَتَغَنَّى (٥) النَّصْبَ (٦).
• [٢٠٧٩٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ، عَنْ
مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شِخِّيرٍ، قَالَ: صَحِبْتُ عِمْرَانَ بْنَ
الْحُصيْنِ مِنَ الْبَصْرَةِ إِلَى مَكَّةَ، فَكَانَ يُنْشِدُ فِي كُلِّ يَوْمٍ،
ثُمَّ قَالَ لِي: إِنَّ الشِّعْرَ كَلَامٌ (٧)، وإِنَّ مِنَ * الْكَلَامِ حَقًّا
وَبَاطِلًا (٨).
• [٢٠٧٩٧] [شيبة: ١٦٦٥٩].
(١)
الاختتان والختان: موضع القطع من ذكر الغلام وفرج الجارية، ويقال لقطعهما: الإعذار
والخفض. (انظر: النهاية، مادة: ختن).
• [٢٠٧٩٨]
[شيبة: ٢٦٠٢٠].
(٢)
في (ف)، (س): «عن» وهو تحريف، والمثبت من «سنن البيهقي الكبرى - ط هجر» (٢١٠٥٦) من
طريق عبد الرزاق، عن معمر، به، وهو من أوهام معمر كما قال الإمام مسلم رحمه الله نقله
عنه البيهقي (٢١٠٥٧)؛ فقد خالفه أصحاب الزهري فقالوا: محمد بن عبد الله بن نوفل.
(٣)
في (س): «رادفا»، والمثبت من (ف).
(٤)
العقيرة: الصوت. (انظر: النهاية، مادة: عقر).
(٥)
في (س): «يسعى»، والمثبت من (ف).
(٦)
قال الأزهري في «تهذيب اللغة» (١٢/ ١٤٨): «قال شمر: غناء النصب: هو غناء الركبان،
وهو العقيرة، يقال: رفع عقيرته إذا غنى النصب. وقال أبو عمرو: النصب: حداء يشبه
الغناء».
(٧)
قوله: «إن الشعر كلام» وقع في (س): «إن من الشعر لحكم»، والمثبت من (ف)، وهو
الموافق لما عند البيهقي في «الكبرى» (٢١١٦٢) من طريق عبد الرزاق.
* [ف/ ١١٠ أ].
(٨)
قوله: «حقا وباطلا» وقع في (س) على صورة المرفوع، والمثبت من (ف).
• [٢٠٨٠٠] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، أَنَّ عَبْدَ
اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ قَالَ: مَا أَعْلَمُ رَجُلًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ
إِلَّا قَدْ سَمِعْتُهُ يَتَرَنَّمُ.
• [٢٠٨٠١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ،
عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: اسْتَلْقَى الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ عَلَى ظَهْرِهِ، ثُمَّ
تَرَنَّمَ، فَقَالَ لَهُ أَنَسٌ: اذْكُرِ اللَّهَ أَيْ (١) أُخَيَّ! فَاسْتَوَى
جَالِسًا، وَقَالَ: أَيْ أَنَسُ! أَتُرَانِي أَمُوتُ عَلَى فِرَاشِي وَقَدْ
قَتَلْتُ مِائَةً مِنَ الْمُشْرِكِينَ مُبَارَزَةً، سِوَى مَنْ شَارَكْتُ فِي
قَتْلِهِ.
• [٢٠٨٠٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: إِنِّي لأُبْغِضُ الْغِنَاءَ، وَأُحِبُّ
الرَّجَزَ.
• [٢٠٨٠٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ
الْحَسَنِ قَالَ: صَوْتَانِ فَاجِرَانِ فَاحِشَانِ، قَالَ: حَسِبْتُهُ قَالَ (٢):
مَلْعُونَانِ (٣)، صَوْتٌ عِنْدَ نِعْمَةِ، وَصَوْتٌ عِنْدَ مُصِيبَةٍ، فَأَمَّا
الصَّوْتُ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ فَخَمْشُ الْوُجُوهِ، وَشَقُّ الْجُيُوبِ (٤)،
وَنَتْفُ الْأَشْعَارِ، وَرَنُّ شَيْطَانٍ، وَأَمَّا الصَّوْتُ عِنْدَ النِّعْمَةِ
فَلَهْوٌ وَبَاطِلٌ، وَمِزْمَارُ شَيْطَانٍ.
° [٢٠٨٠٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ
الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي
بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ».
° [٢٠٧٨٠٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي
سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ كَانَ
يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ (٥)، مَنْ كَانَ
(١) في (س):»يا«، والمثبت من (ف).
(٢)
ليس في (س)، والمثبت من (ف).
(٣)
في (س):»ملعونا«، والمثبت من (ف).
(٤)
الجيوب: جمع الجيب؛ وهو الفرجة أو الشق الذي يدخل الإنسان منه رأسه للبس الثوب أو
نحوه. (انظر: ذيل النهاية، مادة: جيب).
° [٢٠٧٨٠٥]
[الإتحاف: حب حم ٢٠٦٦٣] [شيبة: ٢٥٩٢٧].
(٥)
قوله:»من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه" ليس في (س)، والمثبت من
(ف).
يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ
الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِيَنَّ (١) جَارَه، مَنْ (٢) كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ
وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ».
° [٢٠٨٠٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ
الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا يَكُونُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا
حَتَّى يَأْمَنَ جَارُهُ بَوَائِقَهُ (٣)». قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ الْحَسَنُ:
وَكَيْفَ تَكُونُ مُؤْمِنًا وَلَا يَأْمَنُكَ جَارُكَ؟ وَكَيْفَ تَكُونُ مُؤْمِنًا
وَلَا يَأْمَنُكَ النَّاسُ؟
° [٢٠٨٠٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي
مَنْ لَا أَنَّهِمُ مِنَ الْأَنْصَارِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كَانَ إِذَا
تَوَضَّأَ أَوْ تَنَخَّمَ (٤) ابْتَدَرُوا (٥) نُخَامَتَه، وَوُضُوءَه، فَمَسَحُوا
(٦) بِهَا وُجُوهَهُمْ وَجُلُودَهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:«لِمَ
تَفْعَلُونَ هَذَا؟»، قَالُوا: نَلْتَمِسُ بِهِ الْبَرَكَةَ (٧)، فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُحِبَّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ فَلْيَصْدُقِ
الْحَدِيثَ، وَلْيُؤَدِّ الْأَمَانَةَ، وَلَا يُؤْذِي جَارَهُ رضي الله عنه».
° [٢٠٨٠٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مَنْصورٍ، عَنْ
أَبِي وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ ﷺ: يَا
رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ لِي أَنْ أَعْلَمَ * إِذَا أَحْسَنْتُ أَوْ إِذَا (٨)
أَسَأْت، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إِذَا سَمِعْتَ جِيرَانَكَ يَقُولُونَ: قَذ
أَحْسَنْتَ فقَدْ أَحْسَنْتَ، وَإِذَا سَمِعْتَهُمْ يَقُولُونَ: قَدْ أَسَأْتَ
فَقَدْ أَسَأْتَ».
(١) في (س): «يؤذي»، والمثبت من (ف).
(٢)
في (س): «ومن»، والمثبت من (ف).
(٣)
البوائق: الغوائل والشرور، واحدها بائقة، وهي: الداهية. (انظر: النهاية، مادة:
بوق).
(٤)
النخامة: البَزْقَة التي تخرج من أقصى الحلق. (انظر: النهاية، مادة: نخم).
(٥)
الابتدار: الإسراع إلى الشيء والتسابق إليه. (انظر: العجم العربي الأساسي، مادة:
بدر).
(٦)
قوله: «ووضوءه فمسحوا» وقع في (س): «ووضوء منه ومسحوا»، والمثبت من (ف).
(٧)
قوله: «فقال رسول الله ﷺ لم تفعلون هذا قالوا نلتمس به البركة» ليس في (س)،
وأثبتناه من (ف).
° [٢٠٨٠٨]
[الإتحاف: حب عه حم ١٢٧٠٠].
* [س/ ٢٨٤].
(٨)
قوله: «أو إذا» وقع في (س): «وإذا»، والمثبت من (ف).
٨٤ - بَابُ الحِمَى (١)
° [٢٠٨٠٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ *: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ،
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ
قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «لَا حِمَى إِلّا لِلَّهِ
وَرَسُولِهِ». قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَقَدْ كَانَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ حِمًى،
بَلَغَنِي أَنَّهُ كَانَ يَحْمِيهِ لإِبِلِ الصَّدَقَةِ.
• [٢٠٨١٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ عُمَرَ قَالَ
لِهَانِئِ بْنِ هُنَيٍّ مَوْلًى لَهُ كَانَ يَبْعَثُهُ عَلَى الْحِمَى: أَدْخِلْ
(٢) صاحِبَ الْغُنَيْمَةِ (٣) وَالصُّرَيْمَةِ (٤)، وإيَّايَ وَنَعَمَ (٥) ابْنِ
عَوْفٍ (٦)، وَنَعَمَ ابْنِ عَفَّانَ، فَإِنَّهُمَا إِنْ تَهْلِكْ نَعَمُهُمَا
يَرْجِعَانِ (٧) إِلَى أَهْلٍ وَمَالٍ، وإِنْ تَهْلِكْ نَعَمُ هَؤُلَاءِ
يَقُولُونَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ!؛ الْمَاءُ وَالْكَلأُ (٨) أَيْسَرُ
عَلَيَّ مِنَ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ.
(١) تصحف في (ف) إلى: «الحيا»، والمثبت من
(س).
الحمى: الشيء المحمي، أي: محظور لا
يقرب، وحميته حماية إذا دفعت عنه ومنعت منه من يقربه. (انظر: النهاية، مادة: حما).
° [٢٠٨٠٩]
[شيبة:٢٣٦٥١].
* [ف/ ١١٠ ب].
(٢)
في (س): «يدخل»، والمثبت من (ف).
(٣)
في (ف): «الصبية»، وفي (س): «العبية» وكلاهما تصحيف، والتصويب من «صحيح البخاري»
(٣٠٧٠) وغيره عن عمر رضي الله عنه.
الغنيمة: العدد القليل من الغنم.
(انظر: اللسان، مادة: غنم).
(٤)
في (س): «والصرمة»، والمثبت من (ف).
الصُّرَيْمَةِ: تصغير الصِّرمة، وهي
الإبل القليلة. (انظر: النهاية، مادة: صرم).
(٥)
النعم والأنعام: الإبل، والبقر، والغنم، وقيل: الأنعام للثلاثة، والنعم للإبل
خاصة. (انظر: ذيل النهاية، مادة: نعم).
(٦)
في (س): «عفا» كذا، والمثبت من (ف).
(٧)
في (س): «يزحفان»، والمثبت من (ف).
(٨)
الكلأ: النبات والعشب، رطبه ويابسه. (انظر: النهاية، مادة: كلأ).
٨٥ - بَابُ قَطْعِ الأَرْضِ
• [٢٠٨١١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ:
قَطَعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَاشْتَرَطَ الْعِمَارَةَ ثَلَاثَ سِنِينَ،
وَقَطَعَ عُثْمَانُ وَلَمْ يَشْتَرِطْ.
° [٢٠٨١٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَن مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
(١) رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَالَ: قَطَعَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الْعَقِيقَ
(٢) لِرَجُلٍ وَاحِدٍ، فَلَمَّا كَانَ عُمَرُ كَثُرَ عَلَيْهِ فَأَعْطَاهُ
بَعْضَه، وَقَطَعَ سَائِزَ لِلنَّاسِ.
٨٦
- سَرِقَةُ
الْأَرْضِ
• [٢٠٨١٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ
أَبِي صالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَنْ أَخَذَ مِنَ
الْأَرْضِ شِبْرًا طُوِّقَهُ (٣) مِنْ سَبْعِ أَرَضينَ.
° [٢٠٨١٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، أَنَّ
امْرَأَةً خَاصَمَتْ سَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ إِلَى
مَرْوَانَ فِي حُدُودِ أَرْضِهِ، فَقَالَ سَعِيدٌ: أَنَا أُغَيِّرُ حُدُودَهَا،
وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «مَنْ سَرَقَ مِنَ الْأَرْضِ (٤)
شِبْرًا طُوِّقَهُ مِنْ
(١) في (ف):»وعن«وهو خطأ، والمثبت من (س)،
وهو الموافق لما في»سنن البيهقي الكبرى - ط هجر«(١١٩٤٦) من طريق عبد الرزاق به،
وفي»الخراج«ليحيى بن آدم (ص ٧٤) عن ابن المبارك، عن معمر، عن ابن طاوس، عن رجل من
أهل المدينة: أن رسول الله ﷺ أقطع رجلًا أرضًا، فلما كان عمر، ترك في يديه منها ما
يُعمره، وأقطع بقيتها غيره» ومن طريقه أخرجه ابن شبة في «تاريخ المدينة» (١/ ١٥١)
وعنده: «أقطع بلالًا»، ويراد به بلال بن الحارث بن عكيم المزني، فهو الذي أقطعه
النبي ﷺ العقيق كما في ترجمته من «الإصابة»، و«أسد الغابة» وغيرهما.
(٢)
العقيق: من أشهر أودية المدينة المنورة، يأتيها من الشمال، على قرابة (١٤٠) كيلو
مترًا شمال المدينة. (انظر: العالم الجغرافية) (ص ٢١٣).
• [٢٠٨١٣]
[شيبة:٢٢٤٤٨].
(٣)
(في (س): «إلا طوقه الله»، والمثبت من (ف).
التطويق: أي: يخسف الله به الأرض؛
فتصير البقعة المغصوية منها في عنقه كالطوق، وقيل: يُطوق حملها يوم القيامة، أي:
يُكلَّف. (انظر: النهاية، مادة: طوق).
(٤)
قوله: «من الأرض» ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
سَبْعِ أَرَاضِينَ (١)»؟! قَالَ:
فَقَالَ مَرْوَانُ: فَذَلِكَ إِلَيْكَ إِذَنْ، فَقَالَ سَعِيدٌ: اللَّهُمَّ إِنْ
كَانَتْ كَاذِبَةً فَأَعْمِ بَصَرَهَا، وَاقْتُلْهَا فِي أَرْضِهَا، قَالَ:
فَعَمِيَتْ، ثُمَّ ذَهَبَتْ تَمْشِي فِي أَرْضِهَا، فَوَقَعَتْ فِي بِئْرٍ لَهَا،
فَمَاتَتْ، ثُمَّ جَاءَ السَّيْلُ بَعْدَ ذَلِكَ فَكَسَحَ الْأَرْضَ، فَخَرَجَتِ
الْأَعْلَامُ كَمَا قَالَ سَعِيدٌ.
٨٧
- بَابُ
قَطْعِ السِّدْرِ (٢)
° [٢٠٨١٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي
سُلَيْمَانَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ ثَقِيفٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ يَرْفَعُ
الْحَدِيثَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فِي الَّذِي يَقْطَعُ السِّدْرَ، قَالَ:
«يُصَبُّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ»، أَوْ قَالَ (٣): «يُكَوَّسُ (٤) رَأْسُهُ فِي
النَّارِ»، قَالَ: فَسَأَلتُ بَنِي عُرْوَةَ عَنْ ذَلِكَ، فَأَخْبَرُونِي (٥)
أَنَّ عُرْوَةَ قَطَعَ سِدْرَةً كَانَتْ فِي حَائِطِهِ (٦) فَجَعَلَ مِنْهَا
بَابًا لِلْحَائِطِ.
° [٢٠٨١٦]
قال عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وَسَمِعْتُ الْمُثَنَّى يُحَدِّثُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ
لعَلِيٍّ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: «اخْرُجْ يَا عَلِيُّ! فَقُلْ عَنِ
اللَّهِ، لَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ: لَعَنَ (٧) اللهُ مَنْ يَقْطَعُ (٨) السِّدْرَ».
(١) في (س): «أرضين»، والمثبت من (ف).
(٢)
السدر: شجر النَّبْق، واحدتها سِدْرَة، وورقه غسول. (انظر: اللسان، مادة: سدر).
(٣)
قوله: «أو قال» وقع في (س): «وقال»، والمثبت من (ف).
(٤)
في (س): «يكون»، والمثبت من (ف)، وفي «السنن الكبرى» للبيهقي (١١٨٧٨)، والبغوي في
«شرح السنة» (٨/ ٢٤٩) كلاهما من طريق عبد الرزاق، به: «يصوَّب»، قال الجوهري في
«الصحاح» (٣/ ٩٧٢، مادة: كوس): «كوّسته على رأسه تكويسًا، أي قلبته، وفي الحديث:
والله لو فعلت ذلك لكوسك الله في النار، أي: لجعل رأسك أسفلك».
(٥)
في (ف): «فأخبرني»، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما «الكبرى»، «شرح السنة».
(٦)
الحائط: البستان، وجمعه: حيطان وحوائط. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: حوط).
(٧)
اللعن: الطرد والإبعاد من رحمة الله، ومن الخَلْق: السّبّ والدعاء. (انظر:
النهاية، مادة: لعن).
(٨)
في (ف): «اقتطع»، وكان في (س): «قطع» ثم كأنه عُدل ليصير كالأصل، والمثبت من «سنن
البيهقي الكبرى» (١١٨٨٤) من طريق المصنف، به.
° [٢٠٨١٧] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ *، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
أَوْسٍ، قَالَ: أَدْرَكْتُ شَيْخًا مِنْ ثَقِيفٍ قَدْ أَفْسَدَ السِّدْرُ زَرْعَه،
فَقُلْتُ: أَلَا تَقْطَعُهُ؟ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَدْ قَالَ (١): «إِلَّا
مِنْ زَرْعٍ»، فَقَالَ: أَنَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «مَنْ قَطَعَ
سِدْرًا، إِلَّا مِنْ زَرْعٍ، صُبَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ صَبًّا، فَأَنَا أَكرَهُ
أَنْ أَقْتَلِعَهُ مِنَ الزَّرْعِ، أَوْ مِنْ غَيْرِهِ».
٨٨
- بَابُ
الْمَعَادِنِ
° [٢٠٨١٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
أُمَيَّةَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، قَالَ: أَحْسِبُهُ عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ النَّبِيَّ ﷺ بِقِطْعَةٍ مِنْ فِضَّةٍ، فَقَالَ:
خُذْ مِنِّي زَكَاتَهَا، فَقَالَ: «مِنْ أَيْنَ جِنتَ بِهَا؟»، فَقَالَ: مِنْ
مَعْدِنٍ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَمَا نُعْطِيكَ مِثْلُ مَا جِئْتَ
بِهِ، وَلَا تَرْجِعْ إِلَيْهِ».
° [٢٠٨١٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ
بْنِ مُحَمَدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ حَمَلَ (٢) عَنْ
رَجُلٍ بِحَمَالَةٍ (٣)، فَلَمَّا جَاءَ الْأَجَلُ جَاءَ بِقِطْعَةٍ مِنْ فِضَّةٍ،
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مِنْ أَيْنَ جِئْتَ بِهَا؟»، فَقَالَ: «مِنْ مَعْدِنٍ
اسْتَخْرَجَهُ (٤) قَوْمِي»، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «مَا قَضَيتَ وَمَا تَرَكْتَ،
فَارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَانْهَهُمْ».
• [٢٠٨٢٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ،
عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَتَظْهَرَنَّ (٥) مَعَادِنُ فِي آخِرِ
الزَّمَانِ يَخْرُجُ إِلَيْهِ شِرَارُ النَّاسِ.
* [ف/ ١١١ أ].
(١)
قوله: «قد قال» ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
(٢)
الحمل: الكفالة والضمان، والحميل: الكفيل والضامن. (انظر: النهاية، مادة: حمل).
(٣)
الحمالة: ما يتحمله الإنسان عن غيره من ديَة أو غرامة. (انظر: النهاية، مادة: حمل).
(٤)
في (س): «استخرجته»، والمثبت من (ف).
(٥)
في (س): «ليظهرن»، والمثبت من (ف).
٨٩ - بابُ النَّشْرِ ومَا جَاءَ فِيهِ
• [٢٠٨٢١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ أَخْبَرَنَا عَقِيلُ بْنُ مَعْقِلٍ، عَنْ
هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: سُئِلَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ
النَّشْرِ، فَقَالَ: مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ.
• [٢٠٨٢٢]
قال عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وَقَالَ (١) الشَّعْبِيُّ: لَا بَأْسَ بِالنُّشْرَةِ
الْعَرَبِيَّةِ الَّتِي لَا تَضُرُّ إِذَا وُطِئَتْ، وَالنُّشْرَةُ
الْعَرَبِيَّةُ: أَنْ يَخْرُجَ الْإِنْسَانُ فِي مَوْضِعِ عِضَاهٍ (٢)، فَيَأْخُذُ
عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ مِنْ كُلِّ ثَمَرٍ (٣)، يَدُقُّهُ وَيَقْرَأُ فِيهِ،
ثُمَّ يَغْتَسِلُ بِهِ.
وَفِي كُتُبِ وَهْبٍ: أَنْ تُؤْخَذَ
سَبْعُ وَرَقَاتٍ مِنْ سِدْرٍ أَخْضَرَ فَيَدُقُّهُ بَينَ حَجَرَيْنِ، ثُمَّ
يَضْرِبُهُ فِي الْمَاءِ، وَيَقْرَأُ فِيهِ (٤) آيَةَ الْكُرْسِيِّ، وَذَوَاتِ
قُلْ، ثُمَّ يَحْسُو (٥) مِنْهُ * ثَلَاثَ حَسَوَاتٍ (٦)، وَيَغْتَسِلُ بِهِ،
فَإِنَّهُ يَذْهَبُ عَنْهُ كُلُّ مَا بِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، وَهُوَ
جَيِّدٌ لِلرَّجُلِ إِذَا حُبِسَ عَنْ (٧) أَهْلِهِ.
قال عبد الرزاق: وَحُبِسَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ عَنْ (٨) عَائِشَةَ خَاصَّةً، حَتَّى أَنْكَرَ بَصَرَهُ.
° [٢٠٨٢٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ
الْمُسَيَّبِ وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ يَهُودَ بَنِي زُرَيْقٍ سَحَرُوا
رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، فَجَعَلُوهُ فِي بِئْرٍ، حَتَّى كَادَ النَّبِيُّ ﷺ
• [٢٠٨٢١] [الإتحاف: حم ٣٨٣١].
(١)
في (س): «قال» بغير واو، والمثبت من (ف).
(٢)
العضاه: جمع العضة، وهي: كل شجر عظيم له شوك. (انطر: النهاية، مادة: عضه).
(٣)
قوله: «كلِّ ثمرٍ» كذا في (ف)، (س)، والأثر نقله عن المصنِّف: ابنُ بطال في «شرح
صحيح البخاري» (٩/ ٤٤٦)، وابن حجر في «فتح الباري» (٢٣٣/ ١٠)، وابن طولون في «الطب
النبوي» (ص ٢٩٣) وعند ثلاثتهم: «كلِّ ثُم».
(٤)
ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
(٥)
في (س): «يحثو»، والمثبت من (ف).
* [س/ ٢٨٥].
(٦)
في (س): «حثوات»، والمثبت من (ف).
(٧)
في (ف)، (س): «من»، والمثبت من عند ابن بطال وابن حجر، وهو الأليق.
(٨)
في (ف)، (س): «من»، والمثبت من «الشفا بتعريف حقوق المصطفى» للقاضي عياض (٢/ ١٨٢)
نقلًا عن عبد الرزاق به، وهو الأليق.
يُغَضُّ بَصَرُه، ثُمَّ دَلَّهُ
اللَّهُ عَلَى مَا صَنَعُوا، فَأَرْسَلَ إِلَى الْبِئْرِ، فَانْتُزِعَتِ الْعُقَدُ
الَّتِي فِيهَا السِّحْرُ. قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَكَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَقُولُ
فِيمَا بَلَغَنَا: «سَحَرَنِي (١) يَهُودُ بَنِي زُرَيْقٍ».
° [٢٠٨٢٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ
يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ قَالَ: حُبِسَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَنْ عَائِشَةَ سَنَةً،
فَبَيْنَا هُوَ نَائِمٌ أَتَاهُ * مَلَكَانِ، فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عَنْدَ
رَأْسِهِ، وَالْآخَرُ عَنْدَ رِجْلَيْهِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: سُحِرَ
مُحَمَّدٌ؟ فَقَالَ الْآخَرُ: أَجَلْ، وَسِحْرُهُ فِي بِئْرِ آلِ فُلَانٍ،
فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّبِيُّ ﷺ أَمَرَ بِذَلِكَ السِّحْرِ فَأُخْرِجَ مِنْ تِلْكَ
الْبِئْرِ.
• [٢٠٨٢٥]
قال عَبْدُ الرَّزَّاقِ: قَالَ مَعْمَرٌ فِي الرَّجُلِ يَجْمَعُ الشَّجَرَ (٢):
يَغْتَسِلُ بِهِ، إِذَا قَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ فَلَا بَأْسَ بِهِ.
٩٠
- بَابُ
الرُّقَى وَالْعَيْنِ (٣) وَالنَّفْثِ (٤)
° [٢٠٨٢٤٦]
حدثنا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ قَالَ:
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ،
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ قَالَ: رَأَى عَامِرُ بْنُ
رَبِيعَةَ سَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ وَهُوَ يَغْتَسِل، فَعَجِبَ مِنْه، فَقَالَ:
تَاللَّهِ مَا (٥) رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ
(١) في (س): «سحرنا»، والمثبت من (ف).
* [ف/ ١١١ ب].
(٢)
في (ف): «السحر»، والمثبت من (س).
(٣)
العين: نظر الحسود أو العدو للشخص بما يؤثر فيه، فيمرض بسببها. (انظر: النهاية،
مادة: عين).
(٤)
في (س): «والغضب» وهو تحريف، والمثبت من (ف).
(٥)
في (ف): «إن» وكذا هو عند البيهقي في «شعب الإيمان» (١٠٧١٠) من طريق عبد الرزاق،
به.
والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في
«المعجم الكبير» للطبراني (٦/ ٧٩) عن الدبري، عن عبد الرزاق، به.
مُخَبَّأَةً (١) فِي خِدْرِهَا (٢)،
قَالَ: فَلُبِجَ (٣) بِهِ، حَتَّى (٤) مَا يَرْفَعُ رَأْسَه، قَالَ: فَذُكِرَ
ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: «هَلْ تَتَّهِمُونَ أَحَدًا؟»، فَقَالُوا:
لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِلَّا أَنَّ عَامِرَ بْنَ رَبِيعَةَ قَالَ لَهُ كَذَا
وَكَذَا، قَالَ: فَدَعَاهُ وَدَعَا عَامِرًا، فَقَالَ: «سُبْحَانَ اللهِ، عَلَامَ
يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ؟ إِذَا رَأَى مِنْهُ شَيْئًا يُعْجِبُهُ (٥)
فَلْيَدْعُ لَهُ بِالْبَرَكَةِ»، قَالَ (٦): ثُمَّ أَمَرَهُ يَغْسِلُ لَه،
فَغَسَلَ وَجْهَه، وَظَاهِرَ كَفَّيْهِ، وَمِرْفَقَيْهِ (٧)، وَغَسَلَ صَدْرَه،
وَدَاخِلَةَ (٨) إِزَارِهِ (٩)، وَرُكْبَتَيْهِ، وَأَطْرَافَ قَدَمَيْهِ،
ظَاهِرِهِمَا فِي الْإِنَاءِ، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَصُبَّ عَلَى رَأْسِهِ، وَكَفَأَ
الْإِنَاءَ مِنْ خَلْفِهِ، حَسِبْتُهُ قَالَ: وَأَمَرَهُ فَحَسَى مِنْهُ
حَسَوَاتٍ، فَقَامَ فَرَاحَ مَعَ الرَّاكِبِ (١٠)، فَقَالَ لَهُ جَعْفَرُ بْنُ
بُرْقَانَ: مَا كُنَّا نَعُدُّ هَذَا إِلَّا جَفَاءً (١١)، فَقَالَ الزُّهْرِيُّ:
بَلْ هِيَ السُّنَّةُ.
° [٢٠٨٢٤٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَدِمَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الْمَدِينَةَ وَهُمْ يَرْقُونَ بِرُقًى يُخَالِطُهَا الشِّرْك،
فَنَهَى عَنِ الرُّقَى، قَالَ: فَلُدِغَ (١٢) رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ
(١) المخبأة: الجارية التي في خدرها لم تتزوج
بعد؛ لأن صيانتها أبلغ ممن قد تزوجت. (انظر: النهاية، مادة: خبأ).
(٢)
الخدر: الستر، وهو الموضع الذي تُصان فيه المرأة. والجمع: خُدور. (انظر: جامع
الأصول) (٦/ ١٥٢).
(٣)
عند الطبراني: «فلبط»، وينظر: «غريب الحديث» لابن قتيبة (٢/ ١١١ - ١١٣، مادة: لبط).
(٤)
قوله: «به حتى» ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
(٥)
قوله: «منه شيئا يعجبه» وقع في (س): «منه ما يعجبه شيئا»، والمثبت من (ف)، وهو
الموافق لما عند البيهقي والطبراني.
(٦)
ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
(٧)
المرفقان: مثنى المرفق، وهو: موصل الذراع في العضد. (انظر: المعجم الوسيط، مادة:
رفق).
(٨)
في (س): «وداخل»، والمثبت من (ف).
(٩)
داخلة الإزار: طرفه وحاشيته من داخل. (انظر: النهاية، مادة: دخل).
(١٠)
كذا في (ف)، (س)، وهو موافق لما عند البيهقي، ووقع عند الطبراني: «الركب».
(١١)
الجفاء: غلظ الطبع. (انظر: النهاية، مادة: جفا).
(١٢)
في (س): «فلذع»، والمثبت من (ف).
لَدَغَتْهُ (١) الْحَيَّةُ، فَقَالَ
النَّبِيُّ ﷺ: «هَلْ مِنْ رَاقٍ يَرْقِيهِ؟»، فَقَالَ رَجُلٌ: إِنِّي كُنْتُ
أَرْقِي رُقْيَةً، فَلَمَّا نَهَيْتَ عَنِ الرُّقَى تَرَكْتُهَا، قَالَ:
«فَاعْرِضْهَا عَلَيَّ»، فَعَرَضْتُهَا عَلَيْهِ فَلَمْ يَرَ بِهَا بَأْسًا، فَأَمَرَهُ
فَرَقَاهُ (٢).
° [٢٠٨٢٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: بَلَغَنِي
أَن النَّبِيَّ ﷺ قَالَ لاِمْرَأَةٍ: «أَلَا تُعَلِّمِينَ هَذِهِ رُقْيَةَ
النَّمْلَةِ (٣) - يُريدُ حَفْصَةَ زَوجهُ (٤) - كمَا عَلَّمْتِهَا (٥)
الْكِتَابَةَ»؟
° [٢٠٨٢٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: رَأَى
النَّبِيُّ ﷺ جَارِيَةً بِهَا نَظْرَةٌ، فَقَالَ: «اسْتَرْقُوا لَهَا».
° [٢٠٨٣٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ (٦) طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ
قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «الْعَينُ حَقٌ، وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ يَسْبِقُ
الْقَدَرَ سَبَقَهُ (٧) الْعَيْن، وَإِذَا اسْتُغْسِلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَغتَسِلْ».
° [٢٠٨٣١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ أَبِي عُمَرَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
إِسْمَاعِيلَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ (٨)، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُعَلِّمُنَا مِنَ الْأَوْجَاعِ
(١) (في (س): «لذعته»، والمثبت من (ف).
(٢)
(في (س): «فرقا»، والمثبت من (ف).
(٣)
النملة: قروح تخرج في الجنب تُرقى وتبرأ بإذن الله. (انظر: مرقاة المفاتيح) (٧/
٢٨٨٤).
(٤)
(في (س): «فروحه» وهو تحريف، والمثبت من (ف).
(٥)
(في (ف)، (س): «علمها»، والمثبت من «الجامع» لابن وهب (٧١٢) عن يونس، عن الزهري
بلاغًا.
(٦)
سقط من (س)، وأثبتناه من (ف).
(٧)
في «شرح السنة» للبغوي (١٢/ ١٦٥) من طريق عبد الرزاق، به: «سبقته».
° [٢٠٨٣١]
[الإتحاف: كم حم ٨٤٦٩] [شيبة: ٢٤٠٤٥، ٣٠١١٥].
(٨)
تحرف في (س) إلى: «الحسين»، والمثبت من (ف)، وهو الموافق لما عند الطبراني في
«الدعاء» (١٠٩٨) عن الدبري، عن عبد الرزاق به. وينظر ما سيأتي عند المصنف برقم
(٢٠٨٤١).
كُلِّهَا، وَمِنَ الْحُمَّى هَذَا
الدُّعَاءَ: «بِاسْمِ اللَّهِ الْكَبِيرِ، أَعُوذُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ مِنْ
شَرِّ (١) كُلِّ عِرْقٍ نَعَّارٍ (٢)، وَمِنْ شَرِّ حَرِّ النَّارِ».
° [٢٠٨٣٢]
أخبرنا * عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ (٣) عَنْ أَبَانٍ، عَنِ
الْحَسَنِ يَرْفَعُ الْحَدِيثَ، قَالَ: «مَنْ عَقَدَ عُقْدَةً فِيهَا رُقْيَةٌ
فَقَدْ سَحَرَ، وَمَنْ سَحَرَ فَقَدْ كفَرَ، وَمَنْ عَلَّقَ عَلَقَة وُكِلَ
إِلَيْهَا».
• [٢٠٨٣٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ
قَالَ: نُهِيَ عَنِ الرُّقَى، إِلَّا أَنَّهُ أُرْخِصَ فِي ثَلَاثٍ: فِي رُقْيَةِ
النَّمْلَةِ، وَالْحُمَةِ (٤)، يَعْنِي الْعَقْرَبَ، وَالنَّفْس، يَعْنِي
الْعَيْنَ.
• [٢٠٨٣٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ:
اكْتَوَى ابْنُ عُمَرَ مِنَ اللَّقْوَةِ (٥)، وَرُقِيَ مِنَ الْعَقْرَبِ.
• [٢٠٨٣٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ الْفَضْلِ قَالَ:
أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى ابْنَ عُمَرَ وَرَجُلٌ بَرْبَرِيٌّ يَرْقِي عَلَى رِجْلِهِ
مِنْ حُمْرَةٍ بِهَا، أَوْ شِبْهِهِ.
° [٢٠٨٣٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أَقْرَبُ الرُّقَى إِلَى الشِّرْكِ رُقْيَةُ
الْحَيَّةِ وَالْجُنُونِ (٦)».
(١) قوله: «من شر» وقع في (س): «وشر»،
والمثبت من (ف)، وهو الموافق لما عند الطبراني.
(٢)
في (س): «يعاد» وهو تحريف، والمثبت من (ف)، وهو الموافق لما عند الطبراني.
نعر العرق بالدم: إذا ارتفع وعلا،
وجرح نعّار ونعُور، إذا صوّت دمُه عند خروجه. (انظر: النهاية، مادة: نعر).
* [ف/ ١١٢ أ].
(٣)
قوله: «قال: أخبرنا معمر» ليس في (ف، س)، واستدركناه من عند المصنف فيما سيأتي
برقم (٢١٤١٧).
(٤)
في (س): «والحية» وهو تحريف، والمثبت من (ف).
(٥)
قال القاضي عياض في «مشارق الأنوار» (١/ ٣٦٢، مادة: لقو): «بفتح اللام، هي الريح
التي تميل أحد جانبي الفم»، وقال الرازي في «مختار الصحاح» (ص ٢٨٤، مادة: لقي):
«داء في الوجه».
(٦)
في (ف): «والمجنون»، والمثبت من (س) أليق.
° [٢٠٨٣٧] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: قَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ ﷺ: يَا
رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ اتِّقَاءَ نَتَّقِيهِ، وَدَوَاءَ نَتَدَاوَى (١) بِهِ،
وَرُقًى نَسْتَرْقِي (٢) بِهَا، أَتُغْنِي (٣) مِنَ القَدَرِ؟ فَقَال النَّبِيُّ
ﷺ: «هِيَ (٤) مِنَ الْقَدَرِ».
° [٢٠٨٣٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «العَيْنُ حَقٌّ، وَنَهَى عَنِ
الْوَشْمِ (٥)».
• [٢٠٨٣٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ مَعْمَرٌ: الرُّقْيَةُ الَّتِي رَقَى بِهَا
جِبْرِيلُ النَّبِيَّ ﷺ: بِاسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ، وَاللَّهُ يَشْفِيكَ مِنْ
كُلِّ شَيْءِ يُؤْذِيكَ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ وَحَاسِدٍ، بِاسْمِ اللَّهِ
أَرْقِيكَ.
° [٢٠٨٤٠]
قال عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وَكَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَرْقِي (٦)، يَقُولُ: «أَعُودُ
بِعِزَّةِ اللهِ وَقُدْرَتِهِ عَلَى كُل مَا يَشَاءُ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ فِيكَ
*».
° [٢٠٨٤١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ وَأَسْنَدَهُ لَنَا،
قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَرْقِي فَيقُولُ: «بِاسْمِ اللهِ الْعَظِيمِ،
أَعُوذُ بِاللهِ الْكَبِيرِ مِنْ شَرِّ كُلِّ عِرْقٍ نَعَّارٍ (٦)، وَمِنْ شَرِّ
حَرِّ النَّارِ» (٧).
(١) في (س): «يتداوى»، والمثبت من (ف)، وهو
الموافق لما عند الخرائطي في «مكارم الأخلاق» (١٠٩٤) من طريق المصنف به، كالمثبت.
(٢)
في (س): «يسترقى»، والمثبت من (ف)، وهو الموافق لما عند الخرائطي.
(٣)
في (س): «أيغني»، والمثبت من (ف)، وهو الموافق لما عند الخرائطي.
(٤)
في (س): «هو»، والمثبت من (ف)، وهو الموافق لما عند الخرائطي.
(٥)
الوشم: غرز الجلد بإبرة ثم يحشى بكحل أو نيل فيزرق أثره أو يخضر، ومن تفعله هي
الواشمة، والمفعول بها هي الستوشمة. (انظر: النهاية، مادة: وشم).
(٦)
ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
* [س/ ٢٨٦].
(٧)
انظر ما سبق برقم (٢٠٨٣١).
° [٢٠٨٤٢] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يَنْفُثُ (١) بِالْقُرْآنِ
عَلَى كَفَّيْهِ، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ (٢).
° [٢٠٨٤٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ (٣)،
عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِذَا مَرِضَ
أَحَدٌ مِنْ أَهْلِهِ قَالَ: «أَذْهِبِ الْبَأْسَ (٤) رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ
أَنْتَ الشَّافِي، اشْفِ شِفَاءً لَا يُغَادِرُ (٥) سَقَمًا». قَالَتْ: فَلَمَّا
اشْتَكَى رَسُولُ اللهِ ﷺ وثَقُلَ (٦)، أَسْنَدْتُهُ إِلَى صَدْرِي، ثُمَّ
مَسَحْتُ بِيَدِي عَلَى وَجْهِهِ وَقُلْتُ: أَذْهِبِ الْبَأْسَ، كَمَا كَانَ
يَقُول، قَالَتْ: وَأَخَّرَ (٧) يَدِي عَنْه، وَقَالَ: «رَبِّ اغْفِرْ لِي،
وَاجْعَلْنِي فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى (٨)»، قَالَتْ: ثُمَّ ثَقُلَ عَلَيَّ،
وَقُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ.
° [٢٠٨٤٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانٍ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ
رَكِبَ بَغْلَةً، فَنَفَرَتْ بِهِ (٩)، فَقَالَ لِرَجُلٍ: «اقْرَأْ عَلَيْهَا
(١٠): ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾».
° [٢٠٨٤٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ
(١) النفث: شبيه بالنفخ، وهو أقل من التفل.
(انظر: النهاية، مادة: نفث).
(٢)
هذا الخبر وقع في (س) بعد الخبر التالي.
(٣)
قوله: «عن مسلم» ليس في (س)، (ف)، واستدركناه من «الدعاء» للطبراني (١١٠٠) من طريق
الدبري، عن عبد الرزاق، به.
(٤)
البأس: المرض. (انظر: ذيل النهاية، مادة: بأس).
(٥)
قوله: «يغادر سقما» وقع في (س): «يغادره سقما»، والمثبت من (ف).
(٦)
الثقل: اشتداد المرض. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: ثقل).
(٧)
تحرف في (س) إلى: «وإحدى»، والمثبت من (ف).
(٨)
الرفيق الأعلى: جماعة الأنبياء الذين يسكنون أعلى عليين، وهو اسم جاء على فعيل،
ومعناه: الجماعة، كالصديق والخليط، يقع على الواحد والجمع. (انظر: النهاية، مادة:
رفق).
(٩)
ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
(١٠)
بعده في (س): «واقرأ»، والمثبت من (ف)، وسيأتي عند المصنف برقم (٢٢٠٣٩)، ولفظه:
«امسحها واقرأ عليها».
قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ
ينْفُثُ عَلَى نَفْسِهِ فِي الْمَرَضِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ (١) بِالْمُعَوِّذَاتِ
(٢) قَالَ مَعْمَرٌ: فَسَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ: كَيْفَ كَانَ يَنْفُثُ عَلَى
نَفْسِهِ؟ فَقَالَ: كَانَ يَنْفُثُ عَلَى يَدَيْهِ، وَيَمْسَحُ بِهِمَا * وَجْهَه،
قَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَمَّا ثَقُلَ جَعَلْتُ أَتْفُلُ (٣) عَلَيْهِ بِهِنَّ،
وَأَمْسَحُهُ بِيَدِ (٤) نَفْسِهِ.
٩١
- بَابُ
مَجَالِسِ الطَّرِيقِ
° [٢٠٨٤٦]
قرأنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ
رَجُلٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «إِيَّاكُمْ
وَالْجُلُوسَ عَلَى الطَّرِيقِ - وَرُبَّمَا قَالَ: الصُّعُدَاتِ (٥)»، قَالُوا:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا بُدَّ مِنْ مَجَالِسِنَا، قَالَ: «فَأَدُّوا حَقَّهَا»
قَالُوا: وَمَا حَقُّهَا؟ قَالَ: «رَدُّ السَّلَامِ، وَغَضُّ الْبَصَرِ،
وَإرْشَادُ السَّائِلِ، وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ».
• [٢٠٨٤٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: كَانَ يُقَالُ:
قَلَّ مَا تَرَى الْمُسْلِمَ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ: فِي مَسْجِدٍ يَعْمُرُه، أَوْ
بَيْتٍ (٦) يُكِنُّه، أَوِ ابْتِغَاءِ رِزْقٍ مِنْ فَضْلِ رَبِّهِ.
° [٢٠٨٤٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ
رَفَعَ الْحَدِيثَ قَالَ: «مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ قَطُّ فَيَقُومُوا قَبْلَ أَنْ
يَذْكُرُوا (٧) اللَّهَ إِلَّا كَأَنَّمَا تَفَرَّقُوا عَنْ جِيفَةٍ (٨)».
(١) في (س): «منه»، والمثبت من (ف).
(٢)
المعوذات: سورتا الفلق والناس على أن أقل الجمع اثنان، وقد تدخل معهما سورة
الإخلاص.
(انظر: مجمع البحار، مادة: عوذ).
* [ف / ١١٢ ب].
(٣)
التفل: نفخ معه أدنى بزاق، وهو أكثر من النفث. (انظر: النهاية، مادة: تفل).
(٤)
في (س): «بيده»، والمثبت من (ف).
° [٢٠٨٤٦]
[الإتحاف: حم ٥٨٥٢].
(٥)
الصعدات: جمع الصعيد، وهو: الطريق. (انظر: النهاية، مادة: صعد).
(٦)
قوله: «أو بيت» وقع في (س): «وبيت»، والمثبت من (ف).
(٧)
في (س): «يذكر»، والمثبت من (ف).
(٨)
الجيفة: جثة الميت إذا أنتن. (انظر: النهاية، مادة: جيف).
• [٢٠٨٤٩] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: إِذَا حَدَّثْتَ بِاللَّيْلِ
فَاخْفِضْ صَوْتَكَ، وإِذَا حَدَّثْتَ بِالنَّهَارِ فَانْظُرْ مَنْ حَوْلَكَ.
• [٢٠٨٥٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا بِشْرُ (١) بْنُ رَافِعٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ صَنْعَاءَ يُقَالُ لَهُ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ،
قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهِ يَقُولُ: إِنِّي (٢) وَجَدْتُ فِي حِكْمَةِ
آلِ دَاوُدَ: عَلَى الْعَاقِلِ أَنْ (٣) لَا يَشْتَغِلَ عَنْ أَرْبَعِ سَاعَاتٍ:
سَاعَةٍ يُنَاجِي فِيهَا رَبَّه، وَسَاعَةٍ يُحَاسِبُ فِيهَا نَفْسَه، وَسَاعَةٍ
يُفْضِي (٤) فِيهَا إِلَى إِخْوَانِهِ الَّذِينَ يَصْدُقُونَهُ عُيُوبَه،
وَيَنْصَحُونَهُ فِي نَفْسِهِ، وَسَاعَةٍ يُخَلِّي فِيهَا بَينَ نَفْسِهِ وَبَيْنَ
لَذَّتِهَا مِمَّا يَحِلُّ وَيَجْمُلُ (٥)، فَإِنَّ هَذِهِ السَّاعَةَ عَوْنٌ
لِهَذِهِ السَّاعَاتِ، وَاسْتِجْمَامٌ لِلْقُلُوبِ، وَفَضْلٌ وَبُلْغَةٌ، وَعَلَى
الْعَاقِلِ أَلَّا يَكُونَ ظَاعِنًا إِلَّا فِي إِحْدَى ثَلَاثٍ: تَزَوُّدٍ
لِمَعَادٍ، أَوْ مَرَمَّةٍ لِمَعَاشٍ، أَوْ لَذَّةٍ فِي غَيْرِ مُحَرَّمٍ، وَعَلَى
الْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ عَالِمًا بِزَمَانِهِ، مُمْسِكًا لِلِسَانِهِ، مُقْبِلًا
عَلَى شَأْنِهِ.
٩٢
- بَابُ
الْمَجَالِسِ بِالْأمَانَةِ
° [٢٠٨٥١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَحْشِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَزْمٍ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّمَا يَتَجَالَسُ الْمُتَجَالِسَانِ (٦)
بِأَمَانَةِ اللَّهِ، فَلَا يَحِلُّ لِأَحَدِهِمَا أَنْ يُفْشِيَ عَنْ (٧)
صَاحِبِهِ مَا يَكْرَهُ».
(١) في (س): «بشير» وهو تصحيف، والمثبت من
(ف).
(٢)
في (ف): «لأبي»، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في «شعب الإيمان» للبيهقي (٤٣٥٣)
من طريق عبد الرزاق، به.
(٣)
ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من «شعب الإيمان».
(٤)
يفضي: يأوي. (انظر: التاج، مادة: فضو).
(٥)
في (ف): «ويجهل» وهو تصحيف، وفي (س) بالحاء المهملة، والتصويب من المصدر السابق.
(٦)
قوله: «يتجالس المتجالسان» وقع في (ف): «مجالس المتجالسون»، وفي (س): «يجالس
المتجالسون»، والمثبت من «شعب الإيمان» (١٠٦٧٧)، و«الآداب» كلاهما للبيهقي (١٠٦)
من طريق الدبري، عن عبد الرزاق، به، وكذا هو في «المقاصد الحسنة» للسخاوي (١/ ٥٩٣)
منسوبًا للمصنف.
(٧)
في «الشعب» و«الآداب» و«المقاصد»: «على».
٩٣ - بَابُ الرَّجُلِ أَحَقُّ بِوَجْهِهِ (١)
° [٢٠٨٥٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنْ
مَجْلِسِهِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ».
° [٢٠٨٥٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «لَا يُقِيمُ أَحَدُكُمْ
أَخَاهُ مِنْ مَجْلِسِهِ ثُمَّ يَجْلِسُ فِيهِ»، قَالَ: وَكَانَ الرَّجُلُ يَقُومُ
لاِبْنِ عُمَرَ مِنْ نِيَّةِ (٢) نَفْسِهِ، فَمَا يَجْلِسُ فِي مَجْلِسِهِ.
° [٢٠٨٥٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ وُهَيْبِ بْنِ في الْوَرْدِ (٣)، عَنْ أَبَانٍ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ اثْنَيْنِ فِي مَجْلِسٍ
تَكَبُّرًا عَلَيْهِمَا، فَلْيَتَبَوَّأْ (٤) مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ».
• [٢٠٨٥٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ سَمِعْتُ وُهَيْبًا (٥)، يَقُولُ: إِنَّ عُمَرَ
بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: مَنْ عَدَّ كَلَامَهُ مِنْ عَمَلِهِ قَلَّ
كَلَامُهُ.
٩٤
- كَفَّارَةُ
(٦) الْمَجَالِسِ
° [٢٠٨٥٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ،
عَنْ أَبِي عُثْمَانَ
(١) بعضه مطموس في (ف)، والمثبت من (س)، ولعل
صوابه: «بمجلسه».
° [٢٠٨٥٢]
[الإتحاف: مي خز عه حب حم ١٨١١٠].
° [٢٠٨٥٣]
[الإتحاف: عه حم ٩٦٥٨] [شيبة: ٢٦٠٨٩].
(٢)
في (س): «نيته»، والمثبت من (ف)، وهو الموافق لما عند الخرائطي في «مكارم الأخلاق»
(٢٦٠) من طريق المصنف.
* [ف/ ١١٣ أ].
(٣)
في (س): «المورد» وهو تحريف، والمثبت من (ف).
(٤)
التبوُّء: النزول، أي: لينزل منزله من النار. (انظر: النهاية، مادة: بوأ).
(٥)
في (س): «وهبًا» وهو خطأ، والمثبت من (ف).
(٦)
الكفارة: الفعلة والخصلة التي من شأنها أن تكفر الخطيئة، أي: تسترها وتمحوها، وهي
فعالة للمبالغة، والجمع: كفارات. (انظر: النهاية، مادة: كفر).
الْفَقِيرِ، أَنَّ جِبْرِيلَ عليه
السلام عَلَّمَ النَّبِيَّ ﷺ إِذَا قَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ أَنْ يَقُولَ:
«سُبحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ،
وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ». قَالَ مَعْمَرٌ:
وَسَمِعْتُ غَيْرَهُ يَقُولُ: هَذَا الْقَوْلُ كَفَّارَةُ الْمَجَالِسِ.
• [٢٠٨٥٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ
قَالَ: كَانَ يُقَالُ: ابْتَدِئُوا بِلَا إِلَهَ إِلَّا الله بَيْنَ الْكَلَامِ.
• [٢٠٨٥٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، أَوْ غَيْرِهِ، قَالَ:
كَانَ ابْنُ عُمَرَ جَالِسًا فِي نَفَرٍ، فَأَرَادُوا الْقِيَامَ، فَقَالَ رَجُلٌ:
قُومُوا عَلَى اسْمِ اللَّهِ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ ابْنُ عُمَرَ، وَقَالَ: قُومُوا
بِاسْمِ اللَّهِ.
٩٥
- بَابُ
الْجُلُوسِ فِي الظِّلِّ * وَالشَّمْسِ
• [٢٠٨٥٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرِةَ قَالَ إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي الْفَيءِ فَقَلَصَ (١)
عَنْه، فَلْيَقُمْ فَإِنَّهُ مَجْلِسُ الشَّيْطَانِ.
• [٢٠٨٦٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُهُ
يَقُولُ: يُكْرَهُ أَنْ يَجْلِسَ الْإِنْسَانُ بَعْضُهُ فِي الظِّلِّ، وَبَعْضُهُ
فِي الشَّمْسِ.
• [٢٠٨٦١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبَانٍ،
قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُنْكَدِرِ يُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ: وَكُنْتُ جَالِسًا فِي الظِّلِّ وَبَعْضِي فِي الشَّمْسِ،
قَالَ: فَقُمْتُ حِينَ سَمِعْتُه، فَقَالَ لِيَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ: اجْلِسْ، لَا
بَأْسَ عَلَيْكَ، إِنَّكَ هَكَذَا (٢) جَلَسْتَ (٣).
* [س/ ٢٨٧].
(١)
في (ف): «فغاض»، وفي (س): «فعاص»، والمثبت من «السنن الكبرى» للبيهقي (٥٩٨٩)، «شرح
السنة» للبغوي (١٢/ ٣٠١) كلاهما من طريق الدبري، عن عبد الرزاق، به.
القلوص والتقلص: أي: ارتفع وذهب.
(انظر: النهاية، مادة: قلص).
(٢)
في (س): «هنا»، والمثبت من (ف).
(٣)
هذا الأثر كذا موضعه في (ف)، (س)، والأليق أن يكون عقب حديث ابن المنكدر عن أبي
هريرة، =
٩٦ - بَابُ الضَّجْعَةِ (١) عَلَى
الْبَطْنِ
° [٢٠٨٦٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي
كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ
الصُّفَّةِ قَالَ: دَعَانِي النَّبِيُّ ﷺ إِلَى مَنْزِلِهِ، وَرَهْطٌ مَعَهُ مِنْ
أَهْلِ الصُّفَّةِ (٢)، فَدَخَلْنَا مَنْزِلَه، فَقَالَ: «أَطْعِمِينَا يَا
عَائِشَةُ»، فَأَتَتْ بِشَيءٍ فَأَكَلُوه، ثُمَّ قَالَ: «زِيدِينَا يَا
عَائِشَةُ»، فَزَادَتْهُمْ شَيْئًا يَسِيرًا أَقَلَّ مِنَ الْأَوَّلِ، ثُمَّ
قَالَ: «اسْقِينَا يَا عَائِشَةُ»، فَجَاءَتْ بِقَدَحٍ مِنْ لَبَنٍ، فَشَرِبُوا،
ثُمَّ قَالَ: «زِيدِينَا يَا عَائِشَةُ»، فَجَاءَتْ بِقَعْبٍ (٣) مِنْ لَبَنٍ،
ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنْ شِئْتُمْ رَقَدْتُمْ هَاهُنَا، وَإِنْ
شِئْتُمْ فِي الْمَسْجِدِ»، قَالُوا: بَلْ فِي الْمَسْجِدِ، قَالَ: فَخَرَجْنَا
فَنِمْنَا فِي الْمَسْجِدِ، حَتَّى إِذَا كَانَ السَّحَرُ كَظَّنِي بَطْنِي،
فَنِمْتُ عَلَى بَطْنِي (٤)، فَإِذَا رَجُلٌ يُحَرِّكُنِي بِرِجْلِهِ وَيَقُولُ:
«هَكَذَا، فَإِنَّ هَذِهِ ضِجْعَةٌ (٥) يُبْغِضُهَا اللَّهُ» قَالَ: فَرَفَعْتُ
(٦) رَأْسِي، فَإِذَا هُوَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ.
• [٢٠٨٦٣]
أخبرنا * عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ
قَالَ: يُكْرَهُ لِلرَّجُلِ أَنْ يَضْطَجِعَ عَلَى بَطْنِهِ، وَالْمَرْأَةِ عَلَى
قَفَاهَا.
= كما أوردهما البيهقي في «السنن
الكبرى» (٥٩٨٩، ٥٩٩٠) من طريق الدبري، عن عبد الرزاق، متعاقبين.
(١)
الاضطجاع: الاستلقاء ووضع الجَنْب على الأرض أو نحوها. (انظر: معجم اللغة العربية
المعاصرة، مادة: ضجع).
° [٢٠٨٦٢]
[شيبة:٢٧٢١٥].
(٢)
الصفة: موضع مظلل في مسجد المدينة كان يأوي إليه فقراء المهاجرين الذين لم يكن لهم
منزل يسكنونه. (انظر: النهاية، مادة: صفف).
(٣)
القعب والقعبة: إناء من خشب ضخم مدور مقعر. (انظر: المشارق) (٢/ ١٩٠).
(٤)
قوله: «على بطني» ليس في (س)، والمثبت من (ف).
(٥)
في (س): «الضجعة»، والمثبت من (ف).
(٦)
بعضه مطموس في (ف)، وأثبتناه من (س)، وهو موافق لما في «إكرام الضيف» للحربي (٦٣)
من طريق المصنف، به.
* [ف/ ١١٣ ب].
٩٧ - بَابٌ فِي (١) الشَّهَادَةِ
وَغَيْرِهَا وَالْفَخِذِ
• [٢٠٨٦٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَارُونَ بْنِ
رِئَابٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ فِي الرَّجُلِ يَجِيءُ مَعَ الْخَصْمِ يَرَى
أَنَّ عِنْدَهُ شَهَادَةً، وَلَيْسَتْ عِنْدَهُ شَهَادَةٌ، قَالَ: هُوَ (٢)
شَاهِدُ زُورٍ.
• [٢٠٨٦٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنَّ قَوْمًا يَحْسِبُونَ أَبَا جَادٍ، وَيَنْظُرُونَ
فِي النُّجُومِ، وَلَا أَرَى لِمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ مِنْ خَلَاقٍ (٣).
° [٢٠٨٦٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ
نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِذَا كُنْتُمْ
ثَلَاثَةً فَلَا يَتَنَاجَيَانِ (٤) اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ إِلَّا بِإِذْنِهِ،
فَإِنَّ ذَلِكَ يُحْزِنُهُ».
° [٢٠٨٦٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (٥) بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ،
عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ … مِثْلَهُ.
(١) ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
(٢)
في (س): «هذا»، والمثبت من (ف).
• [٢٠٨٦٥]
[شيبة: ٢٦١٦١].
(٣)
الخلاق: الحظ والنصيب. (انظر: النهاية، مادة: خلق).
° [٢٠٨٦٦]
[الإتحاف: حب حم ٩٤٤٢، حب ط حم ٩٨٧٤، حم ١٠٢١٨، عه حم ١٠٣٩٠، عه حم ١٠٩٥٠، عه حم
١٠٥٦٢، عه حم ١٠٩٤٧، عه حم ١١٠٨٦، عه ط ١١٢٤٥، حم ١١٢٧٧، حم ١١٥٣٤].
(٤)
كذا في (ف)، (س)، ويمكن توجيهه. ينظر: «تفسير أبي حيان الأندلسي» (١/ ٤٥٦ - ٤٥٧)
تفسير قوله تعالى: ﴿لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ﴾ [البقرة: ٨٣]. وعند البغوي في «شرح السنة» (١٣/ ٩٠)
من طريق الدبري، عن المصنف: «يتناجى»، والله أعلم.
° [٢٠٨٦٧]
[الإتحاف: حب حم ٩٤٤٢، حب ط حم ٩٨٧٤، حم ١٠٢١٨، عه حم ١٠٣٩٠، عه حم ١٠٤٥٠، عه حم
١٠٥٦٢، عه حم ١٠٩٤٧، عه حم ١١٠٨٦، عه ط ١١٢٤٥، حم ١١٢٧٧، حم ١١٥٣٤].
(٥)
قوله: «أخبرنا عبد الرزاق عن عبد الله» ليس في (س)، والمثبت من (ف)، والحديث جاء
من طريق عبد الله، وعبيد الله ابني عمر، عن نافع، به.
° [٢٠٨٦٨] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ جَرْهَدٍ،
عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ مَرَّ بِرَجُلٍ وَهُوَ كَاشِفٌ عَنْ
فَخِذِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «غَطِّ فَخِذَكَ؛ فَإِنُّهَا مِنَ الْعَوْرَةِ».
٩٨
- قَوْلُ
الرَّجُلِ مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ
• [٢٠٨٦٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ
غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي الْحَلَالِ الْعَتَكِيِّ (١) قَالَ:
انْطَلَقْتُ إِلَى عُثْمَانَ فَكَلَّمْتُهُ فِي حَاجَةٍ، فَقَالَ لِي حِينَ
كَلَّمْتُهُ: مَا شِئْتَ، ثُمَّ قَالَ: بَلِ اللَّهُ أَمْلَك، بَلِ اللَّهُ
أَمْلَكُ.
° [٢٠٨٧٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ
قَالَ: سَمِعَ النَّبِيُّ ﷺ رَجُلًا يَقُولُ: مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
فَقَدْ رَشَدَ، وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَقَدْ غَوَى (٢)، قَالَ: فَتَلَوَّنَ وَجْهُ
رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَالَ: يَعْنِي حَتَّى (٣) يَقُولَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ.
• [٢٠٨٧١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ،
أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَقُولَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ وَبِكَ، حَتَّى يَقُولَ:
ثُمَّ بِكَ.
• [٢٠٨٧٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ
كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا أَنْ يَقُولَ: مَاشَاءَ اللَّهُ ثُمَّ شِئْتَ.
° [٢٠٨٧٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ
(٤) أَنَّ رَجُلًا رَأَى فِي
(١) في (ف)، (س): «العتكلي» وهو تحريف،
والمثبت هو الصواب؛ إذ الحديث أخرجه ابن شبة في «تاريخ المدينة» (٣/ ٩٦٨)، والفسوي
في «المعرفة والتاريخ» (٣/ ٢١١) كلاهما من طريق غيلان بن جرير، عن أبي الحلال
العتكي، به، وهو: زرارة بن ربيعة أبو الحلال العتكي، ينظر: «التاريخ» للبخاري (٣/
٢٨٥)، «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (٣/ ٤٧٤).
° [٢٠٨٧٠]
[شيبة: ٣٠١٩١].
(٢)
الغراية: الضلال. (انظر: النهاية، مادة: غوا).
(٣)
ليس في (س)، والمثبت من (ف).
(٤)
في (س): «عمر» وهو خطأ، والمثبت من (ف).
زَمَانِ النَّبِيِّ ﷺ فِي
الْمَنَامِ: أَنَّهُ مَرَّ بِقَوْمٍ مِنَ الْيَهُودِ فَأَعْجَبَتْهُ (١)
هَيْئَتُهُمْ، فَقَالَ: إِنَّكُمْ لَقَوْم لَوْلَا أَنَّكُمْ تَقُولُونَ: عُزَيْرٌ
ابْنُ اللَّهِ، قَالُوا: وَأَنْتُمْ لَقَوْمٌ لَوْلَا أَنَّكُمْ تَقُولُونَ: مَا شَاءَ
اللَّه، وَشَاءَ مُحَمَّدٌ، وَمَرَّ بِهِ قَوْمٌ مِنَ النَّصَارَى فَأَعْجَبَتْهُ
(١) هَيْئَتُهُمْ، فَقَالَ: إِنَّكُمْ لَقَوْمٌ لَوْلَا أَنَّكُمْ تَقُولُونَ:
الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ، فَقَالُوا: وَأَنْتُمْ إِنَّكُمْ لَقَوْمٌ لَوْلَا
أَنَّكُمْ تَقُولُونَ: مَا شَاءَ اللَّهُ وَشَاءَ مُحَمَّدٌ، فَغَدَا عَلَى
النَّبِيِّ ﷺ فَأَخْبَرَه، فَقَالَ: «قَدْ كنْتُ أَسْمَعُهَا مِنْكُمْ
فَتُؤْذِينِي، فَلَا تَقُولُوا: مَا شَاءَ اللَّهُ وَشَاءَ مُحَمَّدٌ، وَقُولُوا:
مَا شَاءَ اللَّهُ وَحْدَهُ».
٩٩
- بَابُ
الْحِجَامَةِ (٢) وَمَا جَاءَ فِيهِ (٣)
° [٢٠٨٧٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ امْرَأَةً يَهُودِيَّةَ أَهْدَتْ
لِلنَّبِيِّ ﷺ شَاةً مَصْلِيَّةً (٤) بِخَيْبَرَ، فَقَالَ: «مَا هَذِهِ؟» قَالَتْ:
هَدِيَّةٌ، وَحَذِرَتْ أَنْ تَقُولَ: هِيَ مِنَ الصَّدَقَةِ (٥)، فَلَا يَأْكُلْ،
قَالَ: فَأَكَلَ النَّبِيُّ ﷺ، وَأَكَلَ أَصْحَابُه، ثُمَّ قَالَ: «أَمْسِكُوا»،
فَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «هَلْ سَمَمْتِ هَذِهِ الشَّاةَ؟» قَالَتْ: مَنْ
أَخْبَرَكَ؟ قَالَ: «هَذَا الْعَظْمُ» لِسَاقِهَا وَهُوَ فِي يَدِهِ، قَالَتْ:
نَعَمْ، قَالَ: «لِمَ؟» قَالَتْ: أَرَدْتُ إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا أَنْ يَسْتَرِيحَ
مِنْكَ النَّاس، وإِنْ كنْتَ نَبِيًّا لَمْ يَضُرَّكَ، قَالَ: فَاحْتَجَمَ *
النَّبِيُّ ﷺ علَى الْكَاهِلِ (٦)، وَأَمَرَ أَصحَابَهُ
(١) في (س): «فأعجبه»، والمثبت من (ف).
(٢)
الحجامة والاحتجام: مصّ الدم من الجرح أو القيح بالفم أو بآلة كالكأس. (انظر: معجم
لغة الفقهاء) (ص ١٥٣).
(٣)
وقع هذا التبويب في (س) بلفظ: «باب ما جاء في الحجامة وما جاء فيه»، والمثبت من
(ف).
(٤)
في (س): «مصلتة» وهو تصحيف، والمثبت من (ف).
المصلية: المشوية. (انظر: النهاية،
مادة: صلا).
(٥)
قوله: «هي من الصدقة» وقع في (س): «هي صدقة»، والمثبت من (ف).
* [س/ ٢٨٨].
(٦)
الكاهل: ما بين كتفي الإنسان. وقيل: موصل العنق في الصلب. (انظر: المشارق) (١/
٣٤٨).
فَاحْتَجَمُوا، فَمَاتَ بَعْضُهُمْ،
قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَأَسْلَمَتْ فَتَرَكَهَا النَّبِيُّ ﷺ قَالَ مَعْمَرٌ:
وَأَمَّا النَّاسُ فَيَقُولُونَ: قَتَلَهَا النَّبِيُّ ﷺ.
° [٢٠٨٧٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ كَعْبِ بْنِ
مَالِكٍ، أَنَّ أُمَّ مُبَشِّرٍ (١)، قَالَتْ لِلنَّبِيِّ ﷺ فِي الْمَرَضِ الَّذِي
مَاتَ فِيهِ: مَا تَتَّهِمُ بِنَفْسِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنِّي لَا
أَتَّهِمُ بِابْنِي إِلَّا الشَّاةَ الْمَسْمُومَةَ (٢) الَّتِي أَكَلَ مَعَكَ
بِخَيْبَرَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «وَأَنَا لَا أَتَّهِمُ إِلَّا ذَلِكَ
بِنَفْسِي، هَذَا أَوَانُ قَطْعِ أَبْهَرِي» يَعْنِي: عِرْقَ الْوَرِيدِ.
° [٢٠٨٧٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ،
أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «مَنِ احْتَجَمَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ، وَيَوْمَ
السَّبْتِ فَأَصَابَهُ وَضَحٌ (٣)، فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ».
° [٢٠٨٧٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ
الْبَصْرَةِ يُقَالُ لَهُ:
(١) قوله: «عن كعب بن مالك أن أم مبشر» كذا
في (ف)، (س). والحديث أخرجه أبو داود (رواية ابن الأعرابي). ينظر: «السنن» (٤٤٥٥)،
رمن طريقه ابن حزم في «المحلى» (١١/ ٢٢٩)، عن مخلد بن خالد، عن عبد الرزاق، عن
معمر، عن الزهري، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه، أن أم مبشر … فذكره. قال أبو داود:
وربما حدث عبد الرزاق بهذا الحديث مرسلًا عن معمر، عن الزهري، عن النبي ﷺ، وربما
حدث به عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب. وذكر عبد الرزاق أن معمرًا كان يحدثهم
بالحديث مرة مرسلًا فيكتبونه، ويحدثهم مرة فيسنده فيكتبونه، فلما قدم عليه ابن المبارك
أسند له معمر أحاديث كان يوقفها. اهـ. وأخرجه أحمد في «مسنده» (٢٤٥٦٤)، ومن طريقه
الحاكم في «المستدرك» (٥٠٤١)، من طريق رباح، عن معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن
عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه، عن أم مبشر … فذكره. وأخرجه أبو داود (رواية
ابن الأعرابي، انظر الموضع السابق)، ومن طريقه ابن حزم في «المحلى»، كلاهما من
طريق معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أمه، أن أم
مبشر … فذكره. قال ابن الأعرابي: كذا قال: عن أمه. والصواب: عن أبيه، عن أم مبشر.
أهـ. فاللَّه أعلم، هل هو عند عبد الرزاق كذلك، أم في النسخ سقط؟!
(٢)
في (ف): «المشوية»، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في «المحلى».
(٣)
في (س): «مرض» وهو تحريف، والمثبت من (ف).
الْمُغِيرَةُ بْنُ حَبِيبٍ قَالَ:
أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ، فَوَجَدْتُ بِهَا شَيْخًا يَحْتَجِمُ فِي رَأْسِهِ،
فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ حَجْمَةٌ مُبَارَكَةٌ احْتَجَمَهَا رَسُولُ اللهِ ﷺ،
وَقَالَ: «إِنَّهَا تَنْفَعُ مِنَ الجُذَامِ وَالْبَرَصِ، وَوَجَعِ الْأَضْرَاسِ
(١)، وَوَجَعِ الْعَيْنَيْنِ، وَوَجَعِ الرَّأْسِ، وَمِنَ النُّعَاسِ، وَلَا
يَمُصُّ إِلَّا ثَلَاثَ مَصَّاتٍ، فَإِنْ كَثُرَ دَمُهَا وَضَعْتَ يَدَكَ
عَلَيْهَا» يَعْنِي: الْبَأسَ (٢)، قَالَ مَعْمَرٌ: احْتَجَمْتُهَا فَخُرِفَ
عَلَيَّ، فَقُمْتُ وَمَا أَقْدِرُ مِنَ الْقُرْآنِ عَلَى حَرْفٍ (٣)، حَتَّى
كُنْتُ لأُصَلِّي فَآمُرُ مَنْ يُلَقِّنُنِي، قَالَ: ثُمَّ أَذْهَبَ اللَّهُ
ذَلِكَ، فَلَمْ أَحْتَجِمْهَا بَعْدَ ذَلِكَ.
° [٢٠٨٧٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ
ابْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: احْتَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ،
وَأَعْطَى الْحَجَّامَ أَجْرَه، وَلَوْ كَانَ سُحْتًا (٤) لَمْ يُعْطِهِ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ.
° [٢٠٨٧٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ رَجُلٍ، لَا
أَعْلَمُهُ إِلَّا رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: «مَا تَدَاوَتِ الْعَرَبُ
بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِنْ مَصَّةِ حَجَّامٍ، أَوْ شَرْبَةِ (٥) عَسَلٍ».
١٠٠
- بَابُ
سَتْرِ الْبُيُوتِ
° [٢٠٨٨٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيوبَ، عَنْ
عِكْرِمَةَ وَخَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَا (٦): تَزَوَّجَ
صفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ، فَدَعَا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ إِلَى
(١) في (س): «الأمراض»، والمثبت من (ف).
(٢)
في (س): «الناس»، والمثبت من (ف).
(٣)
الحرف: أراد بالحرف اللغة من لغات العرب. (انظر: النهاية، مادة: حرف).
° [٢٠٨٧٨]
[شيبة: ٢١٣٨٥،٢١٣٨٢].
(٤)
السحت: الحرام الذي لا يحل كسبه؛ لأنه يسحت البركة، أي: يذهبها. (انظر: النهاية،
مادة: سحت).
(٥)
بعده في (س): «من»، والمثبت من (ف).
(٦)
في (ف)، (س): «قال»، والمثبت من «الشعب» للبيهقي (٦١٥٦) من طريق الدبري، عن
المصنف، به.
بَيْتِهِ، وَقَدْ سُتِرَ بِهَذِهِ
الْأُدُمِ (١) الْمَنْقُوشَةِ (٢)، فَقَالَ عُمَرُ: لَوْ كُنْتُمْ جَعَلْتُمْ
مَكَانَ هَذَا مُسُوحًا (٣) كَانَ أَحْمَلَ لِلْغُبَارِ مِنْ هَذَا.
° [٢٠٨٨١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ *، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَمَّنْ سَمِعَ
الْحَسَنَ، يَقُولُ: بَلَغَ عُمَرَ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ
يُقَالُ لَهَا: خُضَيْرَاءُ (٤) نَجَّدَتْ (٥) بَيْتَهَا، فَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى
أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ أَمَّا بَعْد، فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ
الْخُضَيْرَاءَ (٦) نَجَّدَتْ بَيْتَهَا، فَإِذَا جَاءَكَ كِتَابِي هَذَا
فَاهْتِكْه، هَتَكَهُ الله، قَالَ: فَذَهَبَ الْأَشْعَرِيُّ بِنَفَرٍ مَعَهُ (٧)
حَتَّى دَخَلُوا الْبَيْتَ، فَقَامُوا فِي نَوَاحِيهِ، فَقَالَ: لِيَهْتِكْ كُلُّ
امْرِئٍ مِنْكُمْ مَا يَلِيهِ، رَحِمَكُمُ اللَّه، قَالَ: فَهَتَكُوا، ثُمَّ
خَرَجُوا.
• [٢٠٨٨٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ:
بَلَغَ عُمَرَ، أَنَّ صَفِيَّةَ امْرَأَةَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ سَتَرَتْ
بُيُوتَهَا بِقِرَامٍ، أَوْ غَيْرِهِ أَهْدَاهُ لَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ،
فَذَهَبَ عُمَرُ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَهْتِكَه، فَبَلَغَهُمْ فَنَزَعُوهُ (٨)،
فَلَمَّا جَاءَ عُمَرُ لَمْ يَجِدْ شَيْئًا، فَقَالَ: مَا بَالُ أَقْوَامٍ
يَأْتُونَنَا بِالْكَذِبِ!.
• [٢٠٨٨٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ
قَالَ: لَمَّا دَخَلَ
(١) الأدم: جمع الأديم وهو الجلد. (انظر:
المعجم الوسيط، مادة: أدم).
(٢)
في (ف): «المنقرشة»، والمثبت من (س)، وهو موافق لما عند البيهقي.
(٣)
في (س): «منسوجًا»، والمثبت من (ف)، وهو الموافق لما عند البيهقي.
* [ف/ ١١٤ ب].
(٤)
رسمه في (س) بالحاء المهملة، وفي (ف): «خضراء»، والمثبت من «الشعب» للبيهقي (٨/
٥٠٧) من طريق الدبري، عن المصنف، به. وينظر: «كنز العمال» (٣٨٠٦٠) معزوًّا للمصنف.
(٥)
في (س): «سترت»، والمثبت من (ف).
(٦)
رسمه في (س) بالحاء المهملة، والمثبت من (ف).
(٧)
ليس في (س)، والمثبت من (ف).
(٨)
النزع: الجذب والقلع. (انظر: النهاية، مادة: نزع).
ابْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى امْرَأَتِهِ
بِنْتِ حُسَيْنٍ، وَجَدَ فِي الْبَيْتِ ثَلَاثَةَ فُرُشٍ (١)، فَقَالَ: هَذَا لِي،
وَهَذَا لَهَا، وَهَذَا لِلشَّيْطَانِ، أَخْرِجُوهُ عَنِّي.
° [٢٠٨٨٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ سَمَّاه، أَنَّ مُحَمَّدَ
بْنَ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ دعِيَ إِلَى
طَعَامٍ، فَإِذَا الْبَيْتُ مُظَلَّمٌ (٢) مُزَوَّقٌ، فَقَامَ بِالْبَابِ ثُمَّ
قَالَ: «أَخْضَر، وَأَحْمَرُ» فَعَدَّ أَلْوَانًا، ثُمَّ قَالَ: «لَوْ كَانَ
لَوْنًا وَاحِدًا!»، ثُمَّ انْصَرَفَ وَلَمْ يَدْخُلْ.
١٠١
- بَابُ
الْمِنْدِيلِ وَالْقُمَامِ (٣)
° [٢٠٨٨٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ (٤)
ابْنِ جَابِرٍ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ نَهَى أَنْ تُتْرَكَ
الْقُمَامَةُ (٥) فِي الْحُجْرَةِ، فَإِنَّهَا مَجْلِسُ الشَّيْطَانِ، وَأَنْ
يُتْرَكَ الْمِنْدِيلُ الَّذِي يُمْسَحُ بِهِ مِنَ الطَّعَامِ فِي الْبَيْتِ،
وَأَنْ ئجْلَسَ عَلَى الْوَلَايَا (٦)، أَوْ يُضْطَجَعَ عَلَيْهَا.
• [٢٠٨٨٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ، عَنْ
سَعِيدٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ عُمَرَ وَهُوَ جَالِسٌ أَوْ مُضْطَجِعٌ عَلَى
طِنْفِسَةِ (٧) رَحْلِهِ (٨).
(١) في (س): «فروش»، والمثبت من (ف).
(٢)
الحديث أخرجه الخطابي في «غريب الحديث» (١/ ٢٧٥) من طريق الدبري، عن عبد الرزاق
به، ثم قال: «مُظَلَّم معناهُ: مُمَوَّه مُزَوّق، مأْخوذ من الظَّلْم وهو مُوهَةُ
الذَّهب والفِضة».
(٣)
(في (س): «والعمائم» وهو تحريف، والمثبت من (ف).
(٤)
سقط من (س)، وأثبتناه من (ف).
(٥)
تحرف في (س) إلى: «العمامة»، والمثبت من (ف).
(٦)
تحرف في (ف)، (س) إلى: «اللوايا»، والتصويب من «مسند عبد بن حميد» (١١٠٦) من طريق
حرام به، مطولًا. قال الزمخشري في «الفائق» (٤/ ٨٠، مادة: الواو مع اللام): «نهى ﷺ
أن يُجلس على الولايا ويُضطجع عليها. هي البراذع؛ لأنها تلي ظهور الدواب، الواحدة:
وَلِيَّة»، وبنحوه في «شمس العلوم» للحميري (١١/ ٧٢٨٩).
(٧)
الطنفسة: بساط له أطراف رقيقة، وجمعه: طنافس. (انظر: النهاية، مادة: طنفس).
(٨)
الرحل: سرج يوضع على ظهر الدواب للحمل أو الركوب. (انظر: المعجم العربي الأساسي،
مادة: رحل).
١٠٢ - الْقَوْلُ إِذَا خَرَجْتَ مِنْ
بَيْتِكَ
• [٢٠٨٨٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مَنْصورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ
كَعْبٍ قَالَ: إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ فَقَالَ: بِاسْمِ اللَّهِ،
قَالَ لَهُ الْمَلَكُ: هُدِيتَ، وإِذَا قَالَ: تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، قَالَ
لَهُ الْمَلَكُ: كُفِيتَ، وإِذَا قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا
بِاللَّهِ، قَالَ الْمَلَكُ: وُقِيتَ، قَالَ: فَتَتَفَرَّقُ الشَّيَاطِين،
فَتَقُولُ: لَا سَبِيلَ لكُمْ إِلَيْهِ، إِنَّهُ قَدْ هُدِيَ، وَكُفِيَ، وَوُقِيَ.
١٠٣
- بَابُ
الْقَوْلِ حِينَ يُمْسِي وَحِينَ يُصْبِحُ
° [٢٠٨٨٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ،
قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ
اللَّهِ ﷺ أَتَتْهُ تَسْأَلُهُ خَادِمًا مِنْ سَبْي (١) أُتِيَ بِهِ، وَفِي
يَدِهَا أَثَرُ قُطْبِ * الرَّحَى (٢) مِنْ كَثْرَةِ الطَّحْنِ، فَقَالَ لَهَا
(٣): «سَأخبِرُكِ بِخَيْرٍ (٤) مِنْ ذَلِكَ، إِذَا * أَوَيْتِ إِلَى فِرَاشِكِ
فَسَبِّحِي (٥) اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَاحْمَدِي اللهَ ثَلَاثًا
وَثَلَاثِينَ، وَكَبِّرِي اللَّهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَقُولِي: لَا إِلَهَ
إِلَّا الله، تُتِمِّينَ بِهَا الْمِائَةَ»، فَرَجَعَهَا (٦) بِذَلِكَ، وَلَمْ
يُخْدِمْهَا شَيْئًا.
• [٢٠٨٨٧] [شيبة:٢٩٨١٤،٢٩٨١٣]
(١)
السَّبْي والسِّباء: الأسْر، والمراد ما وقع فيه من عبيد وإماء وغير ذلك. (انظر:
اللسان، مادة: سبي).
* [س/ ٢٨٩].
(٢)
الرحى: الأداة الَّتِي يطحن بهَا، وَهِي حجران مستديران يوضع أَحدهما على الآخر
ويدار الْأَعْلَى على قطب. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: رحى).
(٣)
ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
(٤)
سقط من (س)، وأثبتناه من (ف).
* [٥/
١١٥ أ].
(٥)
تصحف في (ف) إلى: «فسمي»، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في «مسند إسحاق بن
راهويه» (٢٠٩٠) عن المصنف، به.
(٦)
آخره مطموس في (ف)، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما عند ابن راهويه.
قَالَ مَعْمَرٌ: وَسَمِعْتُ
مَكْحُولًا يُحَدِّثُ نَحْوَه، وَزَادَ: قَالَ (١): قَالَ عَلِيٌّ: مَا
تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَاطِمَةَ بِهِنَّ وَلَا لَيْلَةَ
الْهَرِيرِ بِصِفِّينَ (٢).
° [٢٠٨٨٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ
الْبَرَاءَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يأْمُرُ رَجُلًا إِذَا أَخَذَ
مَضْجَعَهُ مِنَ اللَّيْلِ أَنْ يَقُولَ: «اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي
إِلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضتُ أَمْرِي إِلَيْكَ،
وَألْجَأْتُ ظَهْرِي (٣) إِلَيْكَ، رَهبَةً وَرَغْبَةً إِلَيكَ، لَا مَنْجَا وَلَا
مَلْجَأَ مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ،
وَبِرَسُولِكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، فَإِنْ مَاتَ مِنْ لَيْلَتِهِ مَاتَ عَلَى
الْفِطرَةِ (٤)، وَإِنْ أَصْبَحَ أَصْبَحَ وَهُوَ قَدْ أَصَابَ خَيْرًا».
° [٢٠٨٩٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ،
عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
ﷺ: «إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى فِرَاشِهِ
فَلْيَنْفُضْ فِرَاشَهُ بِدَاخِلَةِ إِزَارِهِ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا
خَلَفَهُ بَعْدَه، ثُمَّ لْيَقُلْ: بِاسْمِكَ رَبِّ وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِاسْمِكَ
أَرْفَعُه، اللَّهُمَّ إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَاغْفِرْ لَهَا، وَإِنْ
أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ (٥) الصَّالِحِينَ».
(١) ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
(٢)
صفين: موضع جنوب شرق بلدة الرقة (١٥ كم)، والمراد هنا الحرب التي كانت بين علي رضي
الله عنه ومعاوية رضي الله عنه. (انظر:
أطلس الحديث النبوي) (ص ٢٣٨).
° [٢٠٨٨٩]
[الإتحاف: مي عه حب حم ٢١٣٣] [شيبة: ٢٧٠٥١، ٢٧٠٥٧، ٢٧٠٦٣، ٢٩٩٠٦، ٢٩٩٠٨].
(٣)
ألجأت ظهري: أسندته إلى حفظك لما علمت أنه لا سند يتقوى به سواك ولا ينفع أحدا إلا
حماك. (انظر: المرقاة (٤/ ١٦٥٤).
(٤)
الفطرة: الدين الذي فطر الله عليه الخلق. (انظر: المشارق) (٢/ ١٥٦).
° [٢٠٨٩٠]
[الإتحاف: حم ١٨٥٣٦] [شيبة: ٢٧٠٥٦، ١٢٩٩١٥].
(٥)
بعده في (س): «عبادك»، ولم نثبتها وفقًا لـ (ف)؛ إذ الحديث أخرجه الطبراني في
«الدعاء» (٢٥٣) عن الدبري، وأحمد في «مسنده» (٧٩٢٦)، كلاهما عن عبد الرزاق، وليست
عندهما هذه اللفظة، والحديث مشهور بها، فكأن الناسخ جرى قلمُه بمحفوظِه، والله
أعلم.
° [٢٠٨٩١] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، أَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ
جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَشَكَا إِلَيْهِ وَحْشَةً يَجِدُهَا، فَقَالَ لَهُ:
«أَلَا أُعَلِّمُكَ مَا عَلَّمَنِي الرُّوحُ الْأَمِينُ جِبْرِيلُ؟» قَالَ لِي:
«إِنَّ عِفْرِيتًا مِنَ الْجِنِّ يَكِيدُكَ، فَإِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ
فَقُلْ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ (١) التَّامَّاتِ الَّتِي لَا يُجَاوِزُهُنَّ
بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ، مِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ، وَمِنْ شَرِّ مَا
يَعْرُجُ (٢) فِيهَا، وَمِنْ شَرِّ مَا ذَرَأَ (٣) فِي الْأَرْضِ، وَمِنْ شَرِّ
مَا يَخْرُجُ مِنْهَا (٤)، وَمِنْ شَرِّ طَوَارِقِ (٥) اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ،
وَمِنْ شَرِّ كلِّ طَارِقٍ يَطْرُقُ إِلَّا طَارِقًا (٦) يَطْرُقُ بِخَيْرٍ يَا
رَحْمَنُ».
° [٢٠٨٩٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا يُحَدِّثُ
عَطَاءً الْخُرَاسَانِيَّ، بِمَكَّةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي
سُفْيَانَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي شَيْئًا
أَسْتَقْبِلُ بِهِ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، فَقَالَ: «قُلِ: اللَّهُمَّ فَاطِرَ
(٧) السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، رَبَّ كُلِّ
شَيْءٍ وَمَلِيكَه، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ
شَرِّ نَفْسِي، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ (٨)»، قَالَ:
«وَقُلْهُنَّ إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ»، قَالَ: فَدَعَا عَطَاءٌ بِدَوَاةٍ
وَكَتِفٍ، فَكَتَبَهُنَّ *.
° [٢٠٨٩١] [شيبة:٣٠٢٣٦،٢٤٠٦٥].
(١)
كلمات الله: أسماء الله الحسنى وصفاته وكتبه المنزلة. (انظر: المرقاة) (٤/ ١٧).
(٢)
العروج: الصعود. (انظر: النهاية، مادة: عرج).
(٣)
ذرأ: خلق. (انظر: النهاية، مادة: ذرأ).
(٤)
في (س): «فيها»، والمثبت من (ف).
(٥)
الطوارق: جمع طارق، وهو: كل آت بالليل. (انظر: النهاية، مادة: طرق).
(٦)
في (س): «طارق» على صورة المرفوع، والمثبت من (ف).
° [٢٠٨٩٢]
[شيية: ٢٧٠٥٤، ٢٩٨٨٤].
(٧)
الفاطر: المبتدئ. (انظر: النهاية، مادة: فطر).
(٨)
الشرك: ما يدعو إليه الشيطان، ويوسوس به من الإشراك بالله تعالى. (انظر: النهاية،
مادة: شرك).
* [ف/ ١١٥ ب].
• [٢٠٨٩٣] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، أَنَّ كَعْبًا كَانَ يَقُولُ:
لَوْلَا كَلِمَاتٌ أَقُولُهُنَّ حِينَ أُصْبحُ وَحِينَ أُمْسِي لَتَرَكَنِي
الْيَهُودُ أَعْوِي مَعَ الْعَاوِيَاتِ (١)، وَأَنْبَحُ مَعَ النَّابِحَاتِ (٢):
أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ الله التَّامَّةِ، الَّتِي لَا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلَا
فَاجِرٌ، الَّذِي (٣) لَا يُخْفَرُ جَارُه، الَّذِي (٣) يُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ
تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ، مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، وَذَرَأَ،
وَبَرَأَ.
° [٢٠٨٩٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ قَالَ: لَدَغَتْ (٤) رَجُلًا عَقْرَبٌ،
فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ ﷺ فقَالَ: «لَوْ قَالَ حِينَ أَمْسَى: أَعُوذُ
بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ تَضْرُرْهُ (٥)».
قَالَ: فَقَالَتْهَا امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِي، فَلَدَغَتْهَا حَيَّةٌ فَلَمْ
تَضْرُرْهَا (٦).
• [٢٠٨٩٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: بَلَغَنِي
أَنَّهُ مَنْ قَالَ حِينَ يُمْسِي وَحِينَ يُصْبحُ: أَعُوذُ بِكَ اللَّهُمَّ مِنْ
شَرِّ السُّامَّةِ، وَالْهَامَّةِ، وَمِنْ شَرِّ مَا خَلَقْتَ، لَمْ تَضُرَّهُ
دَابَّةٌ.
• [٢٠٨٩٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، أَن
عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ،
(١) قوله: «أعوي مع العاويات» وقع في (س):
«أغوي من الغاويات»، والمثبت من (ف).
(٢)
قوله: «وأنبح مع النابحات» وقع في (ف): «وأنيح مع النايحات»، والمثبت من (س) هو
الصواب؛ فقد أخرجه أبو نعيم في «حلية الأولياء» (٥/ ٣٧٧) عن قزعة بن سويد، عن
إسماعيل بن أمية، عن كعب بلفظ: «لجعلتني اليهود مع الكلاب النابحة أو الحمر
الناهقة»، وأخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (٣٠٢١٧) عن تبيع، عن كعب بلفظ:
«لجعلتني اليهود أصيح مع الحمر الناهقة وأعوي مع الكلاب العاوية»، وأخرجه ابن أبي
الدنيا في «كتاب الدعاء» - كما في «إتحاف السادة المتقين» للزبيدي (٥/ ١٣٣) - من
طريق إبراهيم بن أبي بكر، عن كعب بلفظ: «لجعلتني اليهود من الحمر الناهقة والكلاب
النابحة والذئاب العاوية».
(٣)
في (س): «والذي»، والمثبت من (ف).
(٤)
في (س): «لذعت»، والمثبت من (ف).
(٥)
في (س): «يضره»، والمثبت من (ف).
(٦)
في (س): «تضرها»، والمثبت من (ف).
• [٢٠٨٩٦]
[شيبة:٢٩٩٩٩].
كَانَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي
أَصْبَحْتُ لَا أَسْتَطِيعُ دَفْعَ مَا أَكْرَه، وَلَا أَمْلِكُ نَفْعَ مَا
أَرْجُو، وَأَصْبَحَ الْأَمْرُ بِيَدِ غَيْرِي، وَأَصْبَحْتُ مُرْتَهَنًا
بِعَمَلِي، فَلَا فَقِيرٌ أَفْقَرُ مِنِّي، اللَّهُمَّ لا تُشْمِت بِي عَدوَي، وَلا
تسُؤ بِي (١) صَدِيقِي، وَلاتَجْعَل مُصِيبَتِي في دِينِي، وَلَا تُسَلِّطْ
عَلَيَّ مَنْ لَا يَرْحَمُنِي.
١٠٤
- بَابُ
الطُّهُورِ
• [٢٠٨٩٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ
أَبِي السَّلِيلِ، عَنْ أَبِي مُرَايَةَ (٢) الْعِجْلِيِّ قَالَ: مَنْ أَوَى إِلَى
فِرَاشِهِ طَاهِرًا، وَ(٣) نَامَ ذَاكِرًا، كَانَ فِرَاشهُ مَسْجِدًا، وَكَانَ فِي
صَلَاةٍ وَ(٤) ذِكْرٍ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَ(٥) مَنْ أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ
غَيْرَ طَاهِرٍ، وَنَامَ غَيْرَ ذَاكِرٍ، كَانَ فِرَاشُهُ قَبْرًا، وَكانَ جِيفَةً
حَتَّى يَسْتَيقِظَ.
° [٢٠٨٩٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ،
ذَكَرَهُ عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «إِنَّ فِي
الْإِنْسَانِ ثَلَاثَمِائَةٍ وَسِتِّينَ (٦) مَفْصِلًا، فَمَنْ كَبَّرَ اللَّهَ،
وَحَمِدَ اللَّهَ (٧)، وَهَلَّلَ (٨) اللهَ، عَدَدَهَا فِي يَوْمٍ، أَمْسَى وَقَدْ
زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ *».
(١) قوله: «تسؤ بي» وقع في (س): «يسؤني»،
والمثبت من (ف).
(٢)
في (ف): «مرية»، وفي (س): «يزيد»، والمثبت من «فتح الباري» لابن حجر (١١/ ١١٠)
نقلًا عن عبد الرزاق، به.
(٣)
في (ف): «أو»، والمثبت من «فتح الباري».
(٤)
في (ف): «أو»، والمثبت من (س)، وهو موافق لما في «فتح الباري».
(٥)
قوله: «من أوى إلى فراشه طاهرا ونام ذاكرا كان فراشه مسجدا وكان في صلاة وذكر حتى
يستيقظ و»ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
(٦)
قوله: «ثلاثمائة وستين» وقع في (س): «ثلاثا وثلاثين» وهو وهم من الناسخ، والمثبت
من (ف)، وهو الموافق لما عند ابن بطال في «شرح صحيح البخاري» (٥/ ٨٥) نقلًا عن عبد
الرزاق.
(٧)
قوله: «وحمد الله» وقع في (س): «وحمده»، والمثبت من (ف)، وهو الموافق لما عند ابن
بطال.
(٨)
التهليل: قول: لا إله إلا الله. (انظر: ذيل النهاية، مادة: هلل).
* [س/ ٢٩٠].
١٠٥ - ذِكْرُ الله فِي المضَاجِعِ (١)
• [٢٠٨٩٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَن
سَعِيدَ بْنَ (٢) الْعَاصِ نَكَحَ (٣) امْرَأَةَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ:
إِنِّي لَمْ أَنْكِحْكِ رَغْبَةً فِي النِّسَاءِ، وَلَكِنْ نَكَحْتُكِ
لِتُخْبِرِينِي عَنْ صَنِيع عُمَرَ، فَقَالَتْ: كَانَ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ
مِنَ اللَّيْلِ، وَضعَ عِنْدَهُ إِنَاءً فِيهِ مَاءٌ، فَإِذَا تَعَارَّ (٤) مِنَ
اللَّيْلِ أَخَذَ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ فَمَسَحَ يَدَهُ وَوَجْهَه، ثُمَّ ذَكَرَ
اللَّهَ.
° [٢٠٨٩٠٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ *،
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ رَفَعَهُ إِلَى
النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «مَنْ نَامَ وَفِي (٥) يَدِهِ أَثَرُ غَمْرٍ (٦) فَأَصَابَتهُ
بَلِيَّةٌ، فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ».
(١) المضاجع: جمع مضجع، وهو: ما يضطجع عليه
ويفترشه إذا نام. (انظر: مجمع البحار، مادة: ضجع).
(٢)
بعده في (ف)، (س): «أبي»، وهو خطأ، والتصويب من «شعب الإيمان» للبيهقي (٤٧١٢) من
طريق المصنف، به. وينظر ترجمته في «تهذيب الكمال» (١٠/ ٥٠١).
(٣)
هذا خلاف المعروف والوارد في كتب التواريخ والتراجم؛ فإن سعيدًا خطبها لكن لم
يتزوجها، والقصة مشهورة، وقد رواها ابن سعد في «الطبقات الكبرى» (٦/ ٤١٥) من طريق
عبد الله بن أبي بكر بن حزم قال: «خطب سعيد بن العاص أم كلثوم بنت علي، بعد عمر رضي
الله عنه، وبعث إليها بمائة ألف، فدخل عليها الحسين فشاورته، فقال: لا
تَزَوَّجِيه، فأرسلت إلى الحسن، فقال: أنا أُزوجه، فاتّعدوا لذلك، وحضر الحسن،
وأتاهم سعيد ومن معه، فقال سعيد: أين أبو عبد الله - يعني الحسين -؟ قال له الحسن:
أكفيك دونه، قال: فلعل أبا عبد الله كره هذا يا أبا محمد - يعني الحسن -؟ قال: قد
كان، وأكفيك، قال: إذًا لا أدخل في شيء يكرهه، ورجع ولم يعرض في المال، ولم يأخذ
منه شيئًا». وينظر: «تاريخ دمشق» لابن عساكر (٢١/ ١٣٠)، «تاريخ الإسلام» للذهبي
(٢/ ٤٩٧)، «البداية والنهاية» لابن كثير (١١/ ٣٢٢).
(٤)
تعار: هبّ من نومه واستيقظ. (انظر: النهاية، مادة: تعر).
* [ف/ ١١٦ أ].
(٥)
ليس في (ف)، واستدركناه من (س).
(٦)
الغَمَر: الدسم من اللحم. (انظر: النهاية، مادة: غمر).
° [٢٠٩٠١] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ قَالَ: وَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ
مِنْ رَجُلٍ رِيحَ غَمْرٍ، فَقَالَ: «هَلَّا غَسَلْتَ هَذَا الْغَمْرَ عَنْكَ!».
• [٢٠٩٠٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، سَأَلَ الْحَكَمَ بْنَ
عُتَيْبَةَ أَيَنَامُ الرَّجُلُ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ؟ فَقَالَ: يُكْرَهُ ذَلِكَ،
وإِنَّا لَنَفْعَلُهُ.
• [٢٠٩٠٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، أَنَّهُ بَالَ ثُمَّ
تَيَمَّمَ بِالْجَدْرِ فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: أَخَافُ أَنْ
يُدْرِكَنِي الْمَوْتُ قَبْلَ أَنْ أَتَوَضَّأَ.
• [٢٠٩٠٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
أَبُو يَحْيَى، أَنَّهُ سَمِعَ مُجَاهِدًا، يَقُولُ: قَالَ لِيَ ابْنُ عَبَّاسٍ:
لَا تَنَامَنَّ إِلَّا عَلَى وُضُوءٍ، فَإِنَّ الْأَرْوَاحَ تُبْعَثُ عَلَى مَا
قُبِضَتْ عَلَيْهِ.
١٠٦
- مَنْ
نَامَ حَتَّى يُصْبِحَ
° [٢٠٩٠٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ،
أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «إِنَّ الْإِنْسَانَ إِذَا نَامَ عُقِدَ عِنْدَ
رَأْسِهِ ثَلَاثُ عُقَدٍ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا اسْتَيْقَظَ وَذَكَرَ
اللَّهَ حُلَّتْ عُقْدَةٌ، وَإِذَا تَوَضَّأَ حُلَّتْ أخرَى، فَإِذَا صَلَّى
حُلَّتِ الثَّالِثَة، فَيُصْبحُ طَيِّبَ النَّفْسِ (١) يَتَمَنَّى أَنْ يَكُونَ
زَادَ (٢)»، قَالَ: «وَإِنَّ الْإِنْسَانَ لَيُوقَظُ (٣) مِنَ اللَّيْلِ ثَلَاثَ
مَرَّاتٍ، فَيُوقَظُ فِي الْمَرَّةِ الْأُولَى، فَيَجِيءُ الشَّيْطَانُ فَيَقُولُ
لَهُ: إِنَّ عَلَيْكَ لَيْلًا فَارْقُدْ، فَإِنْ أَطَاعَ الشَّيْطَانَ رَقَدَ،
ثُمَّ يُوقَظُ الثَّانِيَةَ فَيَقُولُ لَهُ الشَّيْطَانُ: إِنَّ عَلَيْكَ لَيْلًا
فَارْقُدْ، فَإِنْ أَطَاعَ الشَّيْطَانَ رَقَدَ، فَتُصْبحُ عُقَدُهُ كَمَا هِيَ،
وَيُصْبحُ خَبِيثَ النَّفْسِ - أَوْ قَالَ: ثَقِيلَ النَّفْسِ - نَادِمًا عَلَى
مَا فَرَّطَ مِنْه، فَذَلِكَ الَّذِي يَبُولُ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنَيْهِ».
(١) طيب النفس: انبساطها وانشراحها. (انظر:
المصباح المنير، مادة: طيب).
(٢)
ليس في (س)، والمثبت من (ف).
(٣)
في (ف): «يوقظ»، والمثبت من (س).
° [٢٥٩٠١] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «أَلَا
رَجُلٌ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ بِعَشْرِ آيَاتٍ، فَيُصْبحُ قَدْ كُتِبَتْ لَهُ
بِهَا مِائَةُ حَسَنَةٍ، أَلَا رَجُلٌ صَالِحٌ يُوقِظُ امْرَأَتَهُ مِنَ
اللَّيْلِ، فَإِنْ قَامَتْ وَإِلَّا نَضَحَ وَجْهَهَا بِالْمَاءِ، فَقَامَا
لِلَّهِ سَاعَةً مِنَ اللَّيْلِ».
• [٢٠٩٠٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: قُلْتُ لاِبْنِ طَاوُس: هَلْ
كَانَ أَبُوكَ رُبَّمَا نَامَ حَتَّى أَصْبَحَ؟ قَالَ: رُيَّمَا أَتَى عَلَيْهِ
ذَلِكَ.
• [٢٠٩٥٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ الْأَسَدَ
حَبَسَ النَّاسَ لَيْلَةً فِي طَرِيقِ الْحَجِّ، فَدَقَّ (١) النَّاسُ بَعْضُهُمْ
بَعْضًا، فَلَمَّا كَانَ فِي السَّحَرِ ذَهَبَ عَنْهُمْ، فَنَزَلَ النَّاسُ
يَمِينًا وَشِمَالًا، فَأَلْقَوْا أَنْفُسَهُمْ فَنَامُوا، وَقَامَ طَاوُسٌ
يُصَلِّي، فَقَالَ رَجُلٌ لِطَاوُسٍ: أَلَا تَنَامُ، فَإِنَّكَ قَدْ نَصَبْتَ (٢)
اللَّيْلَةَ، قَالَ: فَقَالَ طَاوُسٌ: وَهَلْ يُنَامُ السَّحَرُ؟
١٠٧
- بَابُ
الْأسْمَاءَ وَالْكُنَى *
° [٢٠٩٠٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ رَجُلًا
كَانَ اسْمُهُ الْحُبَابَ، فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عبْدَاللَّهِ، وَقَالَ
النَّبِيُّ ﷺ: «إِنَّ لْحُبَابَ اسْمُ الشَّيْطَانِ».
• [٢٠٩١٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: قُلْتُ لِحَمَّادِ بْنِ أَبِي
سُلَيْمَانَ: كَيْفَ تَقُولُ فِي رَجُلٍ يُسَمَّى بِجِبْرِيلَ، وَمِيكَائِيلَ؟
فَقَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ.
• [٢٠٩١١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ
الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِيهِ (٣)،
° [٢٠٩٠٦] [شيبة:٣٦٤٨٩].
(١)
في (ف)، (س): «فرق»، وهو تصحيف، والتصويب من «تهذيب الكمال» (١٣/ ٣٦٩) من طريق
الدبري، به، «سير أعلام النبلاء» (٥/ ٣٩)، «تاريخ الإسلام» (٣/ ٦٥) معلقًا عن عبد
الرزاق، به.
(٢)
النصب: التعب. (انظر: النهاية، مادة: نصب).
* [ف/١١٦ ب].
° [٢٠٩١١]
[الإتحاف: حب حم ١٦٥٧٣].
(٣)
كذا في (ف)، (س)، وفي البخاري (٦١٩٦)، و«الآحاد والمثاني» (٢/ ٤٠)، و«صحيح ابن
حبان» =
أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «مَا
اسْمُكَ؟» قَالَ: حَزْنٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «بَلْ أَنْتَ سَهْلٌ»، قَالَ: لَا
أُغَيِّرُ اسْمًا سَمَّانِيهِ أَبِي، قَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ: فَمَا زَالَتْ
فِينَا حُزُونَةٌ بَعْدُ.
° [٢٠٩١٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ
كنَّي صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ وَهُوَ مُشْرِكٌ، فَقَالَ: «انْزِلْ أَبَا وَهْبٍ».
• [٢٠٩١٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ،
أَنَّ عُثْمَانَ كَنَّى الْفُرَافِصةَ الْحَنَفِيَّ، وَهُوَ نَصْرَانِيٌّ،
فَقَالَ: نَحْنُ أَحَقُّ بِأَنْ نَتَّقِي ذَلِكَ أَبَا حَسَّانَ!
° [٢٠٩١٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَن سِمَاكِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ
عِكرِمَةَ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ عِنْدَ النَّبِيَّ ﷺ: قُمْ فَاحْلِبْ هَذِهِ
النَّاقَةَ يَا مُرَّة، فَقَالَ النَّبِيَّ ﷺ: «اجْلِسْ يَا مُرَّةُ» فَقَالَ
الْآخَرُ: قُمْ فَاحْلِبْهَا يَا مُرَّة، فَقَالَ النَّبِيَّ ﷺ: «اجْلِسْ يَا
مُرَّةُ»، كَأَنَّهُ كَرِهَ الاِسْمَ.
• [٢٠٩١٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ،
قَالَ: أَتَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كِتَابٌ مِنْ دِهْقَانٍ (١) يُقَالُ لَهُ
جُوَانَانْبَهْ، فَأَرَادَ عُمَرُ أَنْ يَكْتُبَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: تَرْجِمُوا
لِيَ اسْمَهُ؟ فَقَالُوا: هَذَا بِالْعَرَبِيَّةِ خَيْرُ الْفِتْيَانِ، فَقَالَ
عُمَرُ: إِنَّ مِنَ الْأَسْمَاءِ أَسْمَاءً لَا يَنْبَغِي أَنْ يُسَمَّى بِهَا *،
اكْتُبْ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عُمَرَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى شَرِّ
الْفِتْيَانِ.
• [٢٠٩١٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ ابْنًا
لِعُمَرَ تَكَنَّى أَبَا عِيسَي، فَنَهَاهُ عُمَرُ.
• [٢٠٩١٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَيوب، عَنْ نَافِعٍ
مِثْلَهٌ، وَزَادَ فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ عِيسَى لَا أَبَ لَهُ.
= (٥٨٥٨)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (٩/ ٥١٦)
وغيرهم من طريق المصنف، به: «عن أبيه، عن جده».
(١)
الدهقان: زعيم فلاحي الْعَجم ورئيس الإقليم (القرية)، سموا بذلك لترفهم وسعة عيشهم
من الدهقنة، وَهِي: تليين الطَّعَام. (انظر: المشارق) (١/ ٢٦٢).
* [س/١٢٩١].
° [٢٠٩١٨] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ (١) عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ
لِلنَّبِيِّ ﷺ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كُلُّ نِسَائِكَ لَهَا كُنْيَةٌ غَيْرِي،
فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ (٢): «اكْتَنِي أَنْتِ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ»،
فَكَانَ يُقَالُ لَهَا: أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ حَتَّى مَاتَتْ، وَلَمْ تَلِدْ قَطُّ.
• [٢٠٩١٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ لَيْثِ بْنِ (٣) أَبِي سُلَيْمٍ،
أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: لَا تُسَمُّوا الْحَكَمَ، وَلَا أَبَا
الْحَكَمِ، فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَكَم، وَلَا تُسَمُّوا الطَّرِيقَ السَّكَّةَ.
• [٢٥٩٢٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ
قَالَ: أَبْغَضُ الْأَسْمَاءَ إِلَي اللَّهِ: مَالِكٌ، وَأَبُو مَالِكٍ.
° [٢٠٩٢١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَرَادَ
رَجُلٌ أَنْ يُسَمِّيَ ابْنًا لَهُ الْوَلِيدَ، فَنَهَاهُ النَّبِيُّ ﷺ وَقَالَ:
«إِنَّهُ سَيَكُونُ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ الْوَلِيدُ يَعْمَلُ فِي أُمَّتِي كَمَا
فَعَلَ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ».
° [٢٠٩٢٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَن
أَبِيهِ، أَنَّ مَكَانًا كَانَ اسْمُهُ بَقِيَّةَ * الضَّلَالَةِ، فَسَمَّاهُ
النَّبِيُّ ﷺ بَقِيَّةَ الْهُدَى.
قَالَ: وَمَرَّ بِقَوْمٍ، فَقَالَ
لَهُمْ: «مَنْ أَنْتُمْ»؟ قَالُوا: بَنُو مُغْوِيَةَ (٤)، فَسَمَّاهُمْ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ بَنِي رِشْدَةَ.
° [٢٠٩١٨] [الإتحاف: عه حم ٢٢٣٤٧].
(١)
قوله: «عن معمر» ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من «المسند» (٢٥٨٢٠)، والبغوي في
«شرح السنة» (١٢/ ٣٤٨) من طريق المصنف، به.
(٢)
قوله: «يا رسول الله كل نسائك لها كنية غيري فقال لها رسول الله ﷺ» ليس في (س)،
وأثبتناه من (ف)
(٣)
تصحف في (ف) إلى: «عن»، والمثبت من (س).
* [ف / ١١٧ أ].
(٤)
في (ف)، (س): «معاوية»، والتصويب من «سنن أبي داود» (٤٨٧٠)، وقال بعدما ذكر عدة
أخبار مماثلة: «تركت أسانيدها للاختصار».
° [٢٠٩٢٣]، أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ (١) عَنِ ابْنِ سِيرِينَ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ
عَوْفٍ كَانَ اسْمُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَبْدَ الْكَعْبَةِ (٢)، فَسَمَّاهُ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَبْدَ الرَّحْمَنِ، قَالَ ابْنُ سِيرِينَ: وَكَانَ اسْمُ أَبِي
بَكْرٍ: عَتِيقَ بْنَ عُثْمَانَ.
• [٢٠٩٢٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ:
أَنَّ رَجُلًا أَتَى عُمَرَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: جَمْرَةُ
(٣)، فَقَالَ: ابْنُ مَنْ؟ قَالَ: ابْنُ شِهَابٍ، قَالَ: مَنْ أَيْنَ أَنْتَ؟
قَالَ: مِنَ الْحُرَقَةِ، قَالَ: أَيْنَ تَسْكُنُ؟ قَالَ: حَرَّةَ النَّارِ،
قَالَ: بِأَيِّهَا؟ قَالَ: بِذَاتِ اللَّظَى، فَقَالَ عُمَرُ: أَدْرِكْ بِالْحَيِّ
لَا يَحْتَرِقُوا.
• [٢٠٩٢٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ رَجُلٌ
مِنْ أَهْلِ الْجَزِيرَةِ، أَن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: يُصَفِّي
لِلْمَرْءَ وُدَّ أَخِيهِ، أَنْ يَدْعُوَهُ بِأَحَبِّ الْأَسْمَاءِ إِلَيْهِ،
وَأَنْ يُوَسِّعَ لَهُ فِي الْمَجْلِسِ، وَيُسَلَّمَ عَلَيْهِ إِذَا لَقِيَهُ.
١٠٨
- اسْمُ
النَّبِيِّ ﷺ وَكُنْيَتُهُ
° [٢٠٩٢٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ (٤)، عَنِ
ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «تَسَمَّوْا
بِاسْمِي، وَلَا تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ».
° [٢٠٩٢٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ
سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: وُلِدَ
لِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ غُلامٌ فَسَمَّاهُ الْقَاسِمَ،
(١) قوله: «عن أيوب» ليس في (ف)، (س)،
واستدركناه من الطبراني في «الكبير» (١/ ١٢٦) من طريق المصنف، به.
(٢)
قوله: «عبد الكعبة» ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من المصدر السابق.
(٣)
قوله: «قال: جمرة» ليس في (ف)، ومكانه بياض في (س)، واستدركناه من «مرقاة
المفاتيح» (٧/ ٢٩٠)، «عون المعبود» (١٠/ ٢٩٦) عن ابن المسيب، به، وهو عند مالك في
«الموطأ - رواية يحيى الليثي» (٣٥٧٠) عن يحيى بن سعيد، عن عمر، به.
° [٢٠٩٢٦]
[الإتحاف: عه طح حم ١٩٩٠٦].
(٤)
قوله: «عن أيوب» ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
° [٢٠٩٢٧]
[الإتحاف: حم ٢٦٥٢] [شيبة: ٢٦٤٤٥].
فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: وَاللَّهِ
لَا نُكَنِّيكَ بِهِ أَبَدًا، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، فَأَثْنَى عَلَى
الْأَنْصَارِ خَيْرًا، ثُمَّ قَالَ: «تَسَمَّوْا بِاسْمِي، وَلَا تَكَنَّوْا
بِكُنْيَتِي».
١٠٩
- بَابٌ
لَا يَقُولُ أحَدٌ رَبِّي وَلَا رَبَّتِي
• [٢٠٩٢٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ: عَبْدِي وَأَمَتِي،
وَلْيقُلْ: فَتَايَ وَفَتَاتي، وَلَا يَقُلِ الْعَبْدُ: رَبِّي، وَلَا رَبَّتِي،
وَلكِنْ لِيقُلْ: سَيِّدِي وَسَيِّدَتي.
° [٢٠٩٢٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ
سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: «لَا يَقُلْ
أَحَدُكُمْ: أَطْعِمْ رَبَّكَ، اسْقِ رَبَّكَ، وَضِّئْ رَبَّكَ، وَلْيَقُلْ:
سَيِّدِي وَمَوْلَايَ، وَلَا يَقُلْ أَحَدُكُم: عَبْدِي وَأَمَتِي، وَلْيَقُلْ:
فَتَايَ وَفَتَاتِي، وَغُلَامِي».
١١٠
- بَابُ
مَا يُتَّقَى مِنَ الْجِنِّ الْقَائِلَةَ (١) وَنَحْوِ ذَلِكَ
° [٢٥٩٣٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ
أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: جَاءَ أَبُو حُمَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ إِلَي
رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بِقَدَحٍ فِيهِ لَبَنٌ يَحْمِلُهُ مَكْشُوفًا، فَقَالَ لَهُ
النَّبِيُّ ﷺ: «أَلَا كنْتَ خَمُّرْتَهُ (٢) وَلَوْ بِعُودٍ تَعْرُضُهُ عَلَيْهِ».
° [٢٠٩٣١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ
ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا تَتْرُكُوا النَّارَ فِي
بُيُوتِكُمْ حِينَ تَنَامُونَ».
° [٢٠٩٣٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ
قَالَ: لَا أُرَاهُ إِلَّا
• [٢٠٩٢٨] [الإتحاف: حم حب ١٩٩٠٨].
(١)
القائلة: وقت القيلولة، وهي: الاستراحة نصف النهار، وإن لم يكن معها نوم. (انظر:
النهاية، مادة: قيل).
° [٢٠٩٣٠]
[الإتحاف: عه حم ٢٧٦٨].
(٢)
التخمير: التغطية. (انظر: النهاية، مادة: خمر).
° [٢٠٩٣١]
[الإتحاف: عه حم ٩٦٦٢] [شيبة: ٢٦٤٣٥].
رَفَعَه، قَالَ: «إِيَّاكُمْ
وَالْخُرُوجَ بَعْدَ هَدْأَةِ (١) اللَّيْلِ؛ فَإِنَّ لِلَّهِ دَوَابَّ *
يَبُثُّهَا (٢) فِي الْأَرْضِ، تَفْعَلُ مَا تُؤْمَرُ بِهِ، فَإِذَا سَمِعَ
أَحَدُكُمُ نُهَاقَ حِمَارِ، أَوْ نُبَاحَ كَلْبٍ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ
الشَّيْطَانِ، فَإِنَّهُمْ يَرَوْنَ مَا لَا تَرَوْنَ».
° [٢٠٩٣٣]
أخبرنا عَبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ (٣) قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِأَنْ تُجَافَ الْأَبْوَاب،
وَتُطْفَى الْمَصَابِيح، وَتُخَمَّرَ الآنِيَة، وَتُوكَى الْأَوْعَيَةُ، فَإِنَّ
الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ غَلَقًا، وَلَا يَحُلُّ وِكَاءَ (٤)، وَلَا يَكْشِفُ
غِطَاءً، وإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ (٥) تَأْتي الْمِصْبَاحَ فَتَأْخُذُ الْفَتِيلَةَ
فَتُحْرِقُ عَلَي أَهْلِ الْبَيْتِ.
• [٢٠٩٣٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
الْجَحْشِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنِ
السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَمُرَّ عَلَيْنَا
عِنْدَ نِصفِ النَّهَارِ أَوْ قُبَيْلَه، فَيَقُولُ: قُومُوا فَقِيلُوا، فَمَا
بَقِيَ فَهْوَ لِلشَّيْطَانِ.
• [٢٠٩٣٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ * أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ:
كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَسِيرُ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ أَرْبَعَ لَيَالٍ،
وَرَاحِلَتُهُ (٦) فِي عَقَبَةِ هَرْشَى (٧)، فَلَمَّا كَبِرَ سَارَ سِتًّا.
(١) هدأة: أي طائفة من الليل والهدأة السكون
عن الحركات. (انظر: النهاية، مادة: هدأ).
* [ف/١١٧ ب].
(٢)
في (ف): «بثها»، والمثبت من (س).
(٣)
تصحف في (س) إلي: «عبيد الله»، والمثبت من (ف).
(٤)
الوكاء: الخيط الذي تُشدّ به الصرة والكيس وغيرهما. (انظر: النهاية، مادة: وكا).
(٥)
الفويسقة: تصغير فاسقة، وهي الفأرة، سميت بذلك لخروجها من جحرها وإفسادها على
الناس. (انظر: النهاية، مادة فسق).
* [س/٢٩٢].
(٦)
الراحلة: البعير القوي على الأسفار والأحمال، ويقع على الذكر والأنثى. (انظر:
النهاية، مادة: رحل).
(٧)
هرشى: جبل من جبال تهامة علي طريق الشام والمدينة قرب الجحفة. (انظر: المشارق) (٢/
٢٧٥).
• [٢٥٩٣٦] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ قَالَ:
بَلَغَنَا أَنَّ الْأَرْضَ تَعُجُّ إِلَي اللَّهِ مِنْ نَوْمَةِ الْعَالِمِ بَعْدَ
صَلَاةِ الصُّبْحِ.
١١١
- بَابُ
الْقَبَائِلِ
° [٢٠٩٣٧]
قال: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ إِسحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ
سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أسْلم،
وَغِفَارٌ، وَشَيْءٌ مِن جُهَيْنَة (١)، وَمُزَيْنَة (٢)، خيْرٌ عِنْدَ اللهِ
يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ (٣) تَمِيمَ، وَأَسَدَ بْنِ خُزَيْمَةَ، وَهَوَازِنَ (٤)،
وَغَطَفَانَ (٥)».
° [٢٠٩٣٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي
كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي هَمُّامٍ الشَّعْبَانِيِّ (٦)، عَنْ رَجُلٍ مِنْ خَثْعَمَ
مِنْ أَصحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ فِي غَزْوَةِ
تَبُوكَ (٧)، فَوَقَفَ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ أَصْحَابُه، فَقَالَ:
«إِنَّ اللَّهَ
° [٢٠٩٣٧] [لإتحاف: عه حم ١٩٨٩٠].
(١)
جهينة: قبيلة حجازية كبيرة واسعة الانتشار في زمانها، ومن أشهر بلادهم ينبع.
(انظر: المعالم الأثيرة) (ص ٩٣).
(٢)
مزينة: قبيلة عربية، مساكنهم بين المدينة ووادي القرى. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص
٢٥٢).
(٣)
في (ف)، (س):»ومن«، والمثبت من»مسند أحمد«(٩٥٦٧ - ٩٥٩١) من طريق المصنف، به.
(٤)
هوازن: قبيلة عدنانية، كانت تقطن في نجد مما يلي اليمن. ومن أوديتهم: حنين؛ غزاه
رسول الله بعد فتح مكة. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص ٢٩٤).
(٥)
غطفان: قبيلة عدنانية، كانت منازلهم بنجد مما يلي وادي القرى وجبل طيء. (انظر:
المعالم الأثيرة) (ص ٢٠٩).
° [٢٠٩٣٨]
[الإتحاف: حم ٢١٢٢٣].
(٦)
تصحف في (ف)، (س) إلى:»الشامي«، والتصويب من مصادر الترجمة. وينظر:»الجرح
والتعديل«(٩/ ٤٥٥)،»تاريخ دمشق" (٦٨/ ٤).
(٧)
تبوك: مدينة من مدن الحجاز الرئيسية اليوم، وهي تبعد عن المدينة شمالًا (٧٧٨) كم.
(انظر: المعالم الجغرافية) (ص ٥٩).
أَعْطَانِي الْكَنْزَيْنِ، كَنْزَ
فَارِسَ وَالرُّومِ، وَأَيَّدَنِي بِالْمُلُوكِ، مُلُوكِ حِمْيَرَ، وَلَا مُلْكَ
إِلَّا لِلَّهِ، يَأْتُونَ فَيَأْخُذُونَ مَالَ اللَّهِ، وَيُقَاتِلُونَ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ».
• [٢٠٩٣٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ:
قَدِمَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ في ثَمَانِينَ رَجُلًا
مِنْ قَوْمِهٍ، وَلَمْ يَقْدَمْ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ عَشَرَةُ
رَهْطٍ، قَالَ قَتَادَةُ: وَمَا رَحَلَ (١) إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ مِنْ بَكْرِ
بْنِ وَائِلٍ أَحَدٌ.
• [٢٠٩٤٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ قَالَ: مَرَّ الشَّعْبِيُّ
بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، وَرَجُلٍ مِنْ قَيْسٍ، فَجَعَلَ الْأَسَدِيُّ
يَتَفَلَّتُ مِنْهُ وَلَا يَدَعُهُ الْآخَر، قَالَ: لَا وَاللَّهِ حَتَّى
أُعَرِّفَكَ قَوْمَكَ، وَتَعْرِفَ مِمَّنْ أَنْتَ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ
الشَّعْبِيُّ: دَعِ الرَّجُلَ، قَالَ: لَا، حَتَّى أُعَرِّفَهُ قَوْمَهُ
وَنَفْسَه، قَالَ: دَعْه، فَلَعَمْرِي إِنَّهُ لَيَجِدُ * مَفْخَرًا لَوْ كَانَ
يَعْلَم، قَالَ: فَأَبَى، قَالَ الشَعْبِيُّ: فَاجْلِسَا، وَجَلَسَ مَعَهُمَا
الشَّعْبِيُّ، فَقَالَ: يَا أَخَا قَيْسٍ، أَكَانَ فِيكُمْ أَوُّلُ رَايَةٍ
عُقِدَتْ فِي الْإِسْلَامِ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَإِنَّ ذَلِكَ قَدْ كَانَ فِي
بَنِي أَسَدٍ، قَالَ: فَهَلْ كَانَتْ فِيكُمْ أَوَّلُ غَنِيمَةِ كَانَتْ فِي
الْإِسْلَامِ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَإِنَّ ذَلِكَ قَدْ كَانَ فِي بَنِي أَسَدٍ،
قَالَ: فَهَلْ كَانَ فِيكُمْ سُبُعُ الْمُهَاجِرِينَ يَوْمَ بَدْرٍ؟ قَالَ: لَا،
قَالَ: فَإِنَّ ذَلِكَ قَدْ كَانَ فِي بَنِي أَسَدٍ، قَالَ: فَهَلْ كَانَ فِيكُمْ
رَجُلٌ بَشَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِالْجَنَّةِ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَإِنَّ
ذَلِكَ قَدْ كَانَ فِي بَنِي أَسَدٍ (٢)، قَالَ: فَهَلْ كَانَتْ مِنْكُمُ
امْرَأَةٌ زَوَّجَهَا اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ، كَانَ الْخَاطِبُ رَسُولُ اللَّهِ
ﷺ، وَالسَّفِيرُ جِبْرِيلُ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَقَدْ كَانَ ذَلِكَ فِي بَنِي
أَسَدٍ، خَلِّ عَنِ الرَّجُلِ، فَلَعَمْرِي إِنَّهُ لَيَجِدُ مَفْخَرًا، لَوْ
كَانَ يَعْلَم، قَالَ: فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ وَتَرَكَهُ.
(١) في (س): «توصل»، والمثبت من (ف).
* [ف/١١٨ أ].
(٢)
قوله: «قال فهل كان فيكم رجل بشره رسول الله ﷺ بالجنة قال لا قال فإن ذلك قد كان
في بني أسد» ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
° [٢٠٩٤١] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ قَالَ (١): عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ الَّذِي بَعَثَهُ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ في أَوَّلِ رَايَهٍ، وَعُكَاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ الَّذِي
بَشَّرَهُ النَّبِيُّ ﷺ بِالْجَنَّةِ.
° [٢٠٩٤٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
ابْنُ أَخِي أَبِي رُهْمٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا رُهْمٍ الْغِفَارِيَّ، وَكَانَ
مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ الَّذِينَ بَايَعُوهُ (٢) تَحْتَ الشَّجَرَةِ،
يَقُولُ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ غزْوَةَ تَبُوكَ، فَلَمَّا سَرَى
لَيْلَةً سِرْتُ قَرِيبًا مِنْهُ إِلَيْهِ، وَأُلْقِيَ عَلَيَّ النُّعَاس،
فَطَفِقْتُ (٣) أَسْتَيْقِظ، وَقَدْ دَنَتْ رَاحِلَتِي مِنْ رَاحِلَتِهِ،
فَيفْزِعُنِيَ دُنُوُّهَا، خَشْيَةَ أَنْ أُصِيبَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ (٤)،
فَأُؤَخِّرُ رَاحِلَتِي، حَتَّى غَلَبَتْنِي عَيْنِي بَعْضَ اللَّيْلِ، فَزَحَمَتْ
رَاحِلَتِي رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ (٥)، فَأَصَابَتْ رِجْلَه، فَلَمْ أَسْتَيْقِظْ
إِلَّا لِقَوْلِهِ: «حَسِّ (٦)»، فَقُلْتُ: اسْتَغْفِرْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ،
قَالَ: «سِرْ»، فَطَفِقَ النَّبِيُّ ﷺ يَسْتَخْبِرُنِي عَمَّنْ تَخَلَّفَ مِنْ
بَنِي غِفَارٍ، فَأَخْبَرْتُه، فَقَالَ إِذْ هُوَ يَسْأَلُنِي: «مَا فَعَلَ
الْحُمْرُ الطُّوَالُ الثِّطَاطُ (٧)»؟ فَحَدَّثْتُهُ بِتَخَلُّفِهِمْ، قَالَ:
«فَمَا فَعَلَ النَّفَرُ السُّودُ - أَوْ
(١) قوله:»معمر قال«ليس في (ف)، (س)،
واستدركناه من»فضائل الصحابة«للإمام أحمد (١٥٠٦) عن المصنف، به، وهو تعقيب من معمر
علي كلام الشعبي.
° [٢٠٩٤٢]
[الإتحاف: حب حم ١٧٧٣٥].
(٢)
المبايعة: المعاقدة والمعاهدة، كأن كل واحد منهما باع ما عنده من صاحبه وأعطاه
خالصة نفسه وطاعته. (انظر: النهاية، مادة: بيع).
(٣)
طفق: أخذ في الفعل، وهي من أفعال المقاربة. (انظر: النهاية، مادة: طفق).
(٤)
الغرز: ركاب كور (رحل) الجمل إذا كان من جلد أو خشب، وقيل: هو الكور مطلقا، مثل
الركاب للسرج. (انظر: النهاية، مادة: غرز).
(٥)
قوله:»خشية أن أصيب رجله في الغرز فأؤخر راحلتي حتى غلبتني عيني بعض الليل فزحمت
راحلتي رجله في الغرز«ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
(٦)
حس: كلمة يقولها الإنسان إذا أصابه ما مضه وأحرقه غفلة، كالجمرة والضربة ونحوهما.
(انظر: النهاية، مادة: حسس).
(٧)
تصحف في (ف)، (س) إلى:»القطاط«، والتصويب من ابن حبان في»صحيحه«(٧٢٩٩)، والطبراني
في»الكبير" (١٩/ ١٨٣) من طريق المصنف، به.
قَالَ: الْقِصَارُ الْجِعَادُ (١)
الْقِطَاطُ (٢) - الَّذِينَ لَهُمْ نَعَمٌ بِشَبَكَةِ (٣) شَرْخٍ»؟ فَتَذَكَّرْتُ
فِي بَنِي غِفَارٍ، فَلَمْ أَذْكُرْهُمْ حَتَّى ذَكَرْتُ رَهْطًا مِنْ أَسْلَمَ،
قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُولَئِكَ رَهْطٌ مِنْ أَسْلَمَ، وَقَدْ
تَخَلَّفُوا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «فَمَا يَمْنَعُ أَحَدَ أُولَئِكَ حِينَ
يَتَخَلَّف، أَنْ يَحْمِلَ عَلَى بَعِيرٍ مِنْ إِبِلِهِ امْرَأً نَشِيطًا فِي
سَبِيلِ اللَّهِ، فَإِنَّ أَعَزَّ أَهْلِي عَلَيَّ أَنْ يَتَخَلَّفَ عَنِّي
الْمُهَاجِرُونَ مِنْ قُرَيْشٍ، وَالْأَنْصَار، وَغِفَارٌ، وَأَسْلَمُ».
• [٢٠٩٤٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ
أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: خَرَجَ مِنْ هَمْدَانَ أَلفُ أَهْلِ بَيْتٍ عَلَي عَهْدِ
عُمَرَ فَلَمَّا قَدِمُوا الْمَدِينَةَ، قَالَ لَهُمْ عُمَرُ: أَيْنَ تُرِيدُونَ؟
قَالُوا *: الشَّامَ، قَالَ: بَلِ الْعِرَاقَ، قَالُوا: بَلِ الشَّامَ، فَإِنَّ
إِلَيْهَا مُهَاجَرَ أَوَّلِنَا، فَقَالَ عُمَرُ: بَلِ الْعِرَاقَ فَإِنَّ بِهَا
جِهَادًا حَسَنًا، وَبِهَا فَتى وَرِيفٌ، قَالَ: فَجَعَلَ يُرَدِّدُ رِكَابَهُمْ
نَحْوَ الْعِرَاقِ، وَهُمْ يَصْرِفُونَهَا نَحْوَ الشَّامِ، حَتَّى أَصابَهُ عُودٌ
مِنْ رِحَالِهِمْ، فَدَمَى رَأْسُه، فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ قَالُوا: فَحَيْثُ
شِئْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: فَالْعِرَاق، فَنَزَلُوا الْكُوفَةَ،
قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: فَإِنَّهُمْ لأَكْثَرُ أَهْلِهَا، وَأَعَزُّهُ إِلَى
الْيَوْمِ.
° [٢٠٩٤٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ * أَيُّوبَ، عَنْ
عِكْرِمَةَ قَالَ: جَاءَ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ:
أُسْلِمُ يَا مُحَمَّدُ وَأَكُونُ الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِكَ؟ قَالَ: «لَا»،
قَالَ: فَيَكُونُ لِيَ الْوَبَرُ وَلَكَ الْمَدَرُ (٤)؟ قَالَ: «لَا»، قَالَ:
فَمَا تُعْطِينِي؟ قَالَ: «أُعْطِيكَ أَعِنَّةَ (٥) الْخَيْلِ تُقَاتِلُ
عَلَيْهَا، فَإِنَّكَ امْرُؤٌ فَارِسٌ»، قَالَ: أَوَلَيْسَتْ أَعِنَّةُ الْخَيْلِ
(١) الجعاد: جمع الجعد، وهو: الذي في شعره
التواء وتقبض، وذلك خلاف المسترسل. (انظر: الصباح المنير، مادة: جعد).
(٢)
القطط: الشديد الجعودة، مثل: رءوس السودان. (انظر: المشارق) (١/ ١٥٨).
(٣)
تصحف في (ف) إلي: «بشيكة»، وفي (س) إلى: «بسكة»، والتصويب من المصدرين السابقين.
* [ف/١١٨ ب].
* [س/٢٩٣].
(٤)
المدر: المدن والحضر. (انظر: التاج، مادة: مدر).
(٥)
الأعنة: جمع العنان، وهو سير اللجام. (انظر: اللسان، مادة: عنن).
بِيَدِي؟ وَاللَّهِ لأَمْلأَنَّ
عَلَيْكَ بَنِي عَامِرٍ خَيْلًا، وَرَجَالًا، ثُمَّ وَلَّى، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ:
«اللَّهُمَّ أَهْلِكْ عَامِرًا»، قَالَ عِكْرِمَةُ: وَيَزْعُمُ قَوْمُهُ أَن
النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «وَأَهْلِكْ بَنِي عَامِرٍ»، قَالَ: فَقَالَ لَهُ أُسَيْدُ
بْنُ حُضَيْرٍ حِينَ قَالَ لِلنَّبِيِّ ﷺ: وَأكُونُ الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِكَ:
زَحْزِحْ قَدَمَيْكَ لَا أُنْفِذَ الرُّمْحَ حُضْنَيْكَ (١)، فَوَاللهِ لَوْ
سَأَلْتَنَا سَيَابَة مَا أُعْطِيتَهَا، يَعْنِي بِالسَّيَابَةِ: بُسْرَةً
خَضْرَاءَ لَا يُنْتَفَعُ بِهَا.
° [٢٠٩٤٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ
ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «الْفَخْرُ
(٢) وَالْخُيَلَاءُ فِي الْفَدَّادِينَ (٣) مِنْ أَهْلِ الْوَبَرِ (٤)،
وَالسَّكِينَةُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ (٥)، وَالْإِيمَانُ يَمَانٍ، وَالْحِكْمَةُ
يَمَانِيَةٌ».
• [٢٠٩٤٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: لَمَّا مَاتَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ارْتَدَّتِ الْعَرَبُ إِلَّا ثَلَاثَةَ مَسَاجِدَ: مَسْجِدَ
الْحَرَامِ، وَمَسْجِدَ الْمَدِينَةِ، وَمَسْجِدَ الْبَحْرَيْنِ.
° [٢٠٩٤٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ: «الْإِيمَانُ يَمَانٍ إِلَي هَاهُنَا» - وَأَشَارَ بِيَدِهِ حَذْوَ (٦)
جُذَامَ (٧) - «صَلَوَاتُ اللهِ عَلَى جُذَامَ».
(١) في (س): «خصيتيك»، والمثبت من (ف).
° [٢٠٩٤٥]
[الإتحاف: حم ١٨٧٥٧].
(٢)
تصحف في (ف) إلى: «اللجز»، والتصويب من (س).
(٣)
الفدادون: الذين تعلو أصواتهم في حروثهم ومواشيهم، وقيل: هم المكثرون من الإبل،
مفردها: فداد. (انظر: النهاية، مادة: فدد).
(٤)
بيت الوبر: البيت التخذ من صوف الإبل. (انظر: النهاية، مادة: وبر).
(٥)
أهل الغنم: أرادبهم أهل اليمن، لأن أكثرهم أهل غنم، بخلاف مضر وربيعة، لأنهم أصحاب
إبل. (انظر: النهاية، مادة: غنم).
(٦)
الحذو والحذاء: الإزاء والمقابل. (انظر: النهاية، مادة: حذا).
(٧)
في (ف)، (س) في الموضعين: «حرام»، والمثبت من «فضائل الصحابة» للإمام أحمد (١٦١٩)
عن المصنف، به.
° [٢٠٩٤٨] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ هُمْ أَرَقُّ
قُلُوبًا، الْإِيمَانُ يَمَانٍ، الْفِقْهُ يَمَانٍ، الْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ».
• [٢٠٩٤٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ
أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: خَرَجْتُ أَنَا وَعَمْرُو (١) بْنُ صلَيْعٍ
الْمُحَارِبِيُّ، حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى حُذَيْفَةَ فَإِذَا هُوَ مُحْتَبٍ (٢)
عَلَي فِرَاشِهِ يُحَدِّثُ النَّاسَ، قَالَ: فَغَلَبَنِي حَيَاءُ الشَّبَابِ،
فَقَعَدْتُ فِي أَدْنَاهُمْ، وَتَقَدَّمَ عَمْرٌو مُجْتَنِئًا عَلَي عُودِهِ
حَتَّى قَعَدَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: حَدِّثْنَا يَا حُذَيْفَة، فَقَالَ: عَمَّ
أُحَدِّثُكُمْ؟ فَقَالَ: لَوْ أَنِّي أُحَدِّثُكُمْ بِكُلِّ مَا أَعْلَمُ
قَتَلْتُمُونِي - أَوْ قَالَ: لَمْ تُصَدِّقُونِي، قَالُوا: وَحَقٌّ ذَلِكَ (٣)؟
قَالَ: نَعَمْ، قَالُوا: فَلَا حَاجَةَ لَنَا فِي حَقٍّ تُحَدِّثُنَاهُ
فَنَقْتُلُكَ عَلَيْهِ، وَلكِنْ حَدِّثْنَا بِمَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّكَ،
فَقَالَ: أَرَأَيْتُمْ لَوْ حَدَّثْتُكُمْ أَنَّ أُمَّكُمْ تَغْزُوكُمْ، إِذَنْ
صَدَّقْتُمُونِي (٤)؟ قَالُوا: وَحَقٌّ ذَلِكَ؟ وَمَعَهَا مُضرُ مَضَّرَهَا
اللَّهُ فِي النَّارِ، وَأَسَدُ عَمَّانَ، سَلَتَ اللَّهُ أَقْدَامَهُمْ، ثُمَّ
قَالَ: إِنَّ قَيْسًا لَا تَزَالُ تَبْغِي فِي دِينِ اللَّهِ شَرًّا، حَتَّى
يَرْكَبَهَا اللَّهُ بِمَلَائِكَةٍ، فَلَا يَمْنَعُوا ذَنَبَ تَلْعَةٍ، قَالَ
عَمْرٌو: أَذْهَلْتَ الْقَبَائِلَ إِلَّا قَيْسًا، فَقَالَ: أَمِنْ مُحَارِبِ
قَيْسِ؟ أَمْ مِنْ قَيْسِ مُحَارِبٍ، إِذَا رَأَيْتَ قَيْسًا تَوَالَتْ عَنِ (٥) الشَّامِ
فَخُذْ حِذْرَكَ.
° [٢٠٩٤٨] [لاتحاف: حب حم ١٩٨٥٧] [شيبة: ٢٣٠٩٩].
(١)
تصحف في (ف)، (س) إلى: «عمر»، والتصويب من مصادر ترجمته. ينظر: «تهذيب الكمال»
(٢٢/ ٧٦).
(٢)
الاحتباء والحبوة: ضمّ الإنسان رجليه إلى بطنه بثوب يجمعهما به مع ظهره، ويشده
عليها. وقد يكون الاحتباء باليدين عوض الثوب. (انظر: النهاية، مادة: حبا).
(٣)
بعده في (ف): «قالوا: نعم»، وضبب عليه.
* [ف/١٩ أ].
(٤)
قوله: «أن أمكم تغزوكم إذن صدقتموني» وقع في (س): «بعدوكم إذا ضل» وبعده بياض
بمقدار ثلاث كلمات، والمثبت من (ت).
(٥)
ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
° [٢٠٩٥٠] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: «أَسْلَمُ سَالَمَهَا
اللَّهُ، وَغِفَارٌ غَفَرَ اللَّهُ لَهَا، وَعُصَيَّةُ (١) عَصَتِ اللهَ
وَرَسُولَهُ»، وَعُصَيَّةُ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ.
° [٢٠٩٥١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ
النبِيَّ ﷺ كَانَ جَالِسًا فِي أَصْحَابِهِ يَوْمًا، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ أَنْجِ
أَصْحَابَ السَّفِينَةِ»، ثُمَّ مَكَثَ سَاعَةً (٢)، فَقَالَ: «قَدِ
اسْتَمَرَّتْ»، فَلَما دَنَوْا مِنَ الْمَدِينَةِ، قَالَ: «قَدْ جَاءُوا،
وَيَقُودُهُمْ رَجُلٌ صَالِحٌ»، قَالَ: وَالَّذِينَ جَاءُوا فِي السَّفِينَةِ
الْأَشْعَرِيُّونَ، وَالَّذِي (٣) قَادَهُمْ عَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ
الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ»؟ قَالُوا: مِنْ
زُبَيْدٍ، قَالَ النَّبِيُّ: «بَارَكَ اللهُ فِي زُبَيْدٍ»، قَالُوا: وَفِي
رِمَعٍ، قَالَ: «بَارَكَ اللَّهُ فِي زُبَيْدٍ»، قَالُوا: وَفِي رِمَعٍ يَا
رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ: «وَفِي رَمَعٍ».
° [٢٠٩٥٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ أَبِيهِ (٤)، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي بَكْرٍ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيٍّ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ
أنَّهَا سَأَلَتِ النَّبِيَّ ﷺ (٥) يَوْمَ الْأَحْزَابِ: كَيْفَ بِنَا يَا رَسُولَ
اللَّهِ، لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَيْنَا الْيَمَنُ مَعَ هَوَازِنَ، وَغَطَفَانَ؟
فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «كَلَّا! أُولَئِكَ قَوْمٌ لَيْسَ عَلَي أَهْلِ هَذَا
الذَينِ مِنْهُمْ (٦) بَأْسٌ».
(١) عصية: قبيلة من سُلَيم. (انظر: اللسان،
مادة: عصا).
(٢)
الساعة: تطلق بمعنيين: أحدهما: جزء من مجموع اليوم والليلة. والثاني: أن تكون
عبارة عن جزء قليل من النهار أو الليل. (انظر: النهاية، مادة: سوع).
(٣)
في (ف)، (س): «والذين»، والتصويب من «فضائل الصحابة» للإمام أحمد (١٦١٢) عن
المصنف، به.
(٤)
قوله: «عن أبيه» ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من «الضعفاء» للعقيلي (٣/ ١٢١) من
طريق المصنف، به.
(٥)
قوله: «أنها سألت النبي ﷺ» ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من المصدر السابق.
(٦)
فِي (س): «فيهم»، والمثبت من (ف).
١١٢ - فَضَائِلُ قُرَيْشٍ
° [٢٠٩٥٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
سُلَيْمَانَ بْنِ أبِي حَثمَةَ (١)، أنَّ رَسُول اللهِ ﷺ قَال: «لا تُعَلمُوا
قرَيْشًا، وَتَعَلَّمُوا مِنْهَا، وَلَا تَتَقدَّمُوا قُرَيْشًا، وَلَا
تَتَأَخَرُوا عَنْهَا، فَإِنْ لِلْقُرَشِيِّ قُوَّةَ الرَّجُلَيْنِ مِنْ
غَيْرِهِمْ» يَعْنِي (٢): فِي الرَّأْيِ.
° [٢٠٩٥٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «الْأَنْصَارُ أَعِفَّةٌ (٣) صُبُرٌ، وَالنَّاسُ تَبعٌ
لِقُرَيشٍ، مُؤْمِنُهُمْ تَبَعٌ لِمُؤْمِنِهِمْ، وَفَاجِرُهُمْ تَبَعٌ
لِفَاجِرِهِمْ».
° [٢٠٩٥٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ *، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ،
أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «النَّاسُ
تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ فِي هَذَا الشَّأنِ»، قَالَ: أُرَاهُ (٤) يَعْنِي الْإِمَارَةَ
«مُسْلِمُهُمْ تَبعٌ لِمُسْلِمِهِمْ، وَكَافِرُهُمْ تَبَعٌ لِكَافِرِهِمْ».
° [٢٠٩٥٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ * بْنِ أَسْلَمَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «صُلْبُ النَّاسِ قُرَيْشٌ، وَهَلْ يَمْشِي الرَّجُلُ
بِغَيْرِ صُلْبٍ»؟
° [٢٠٩٥٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ،
عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ
لِعُمَرَ: «اجْمَعْ لِي قَوْمَكَ» يَعْنِي: قُرَيْشًا،
° [٢٠٩٥٣] [شيبة:٣٣٠٥٣].
(١)
تصحف في (س) إلي: «خيثمة»، والمثبت من (ف).
(٢)
ليس في (س)، والمثبت من (ف).
(٣)
الأعفة: جمع العفيف، وهو: الذي يكف عن الحرام وسؤال الناس. (انظر: النهاية، مادة:
عفف).
* [س/٢٩٤].
(٤)
تصحف في (ف)، (س) إلي: «أراهم»، والتصويب من «المستخرج» لأبي عوانة (٦٩٦٩)،
و«الشعب» للبيهقي (٩/ ٤٦٤) من طريق المصنف، به.
* [ف/١١٩ ب].
فَجَمَعَهُمْ فِي الْمَسْجِدِ،
قَالَ: فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: «هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ مِنْ
غَيْرِكُمْ»؟ قَالُوا: لَا، إِلَّا ابْنُ أُخْتٍ، أَوْ حَلِيفٌ، أَوْ مَوْلَي،
فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «ابْنُ أُخْتِنَا مِنَّا، وَحُلَفَاؤُنَا مِنَّا،
وَمَوَالينَا مِنَّا»، ثُمَّ أَمَرَهُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَأَوْصَاهُمْ، ثُمَّ
قَالَ: «أَلَا إِنَّمَا أَوْليَائي مِنْكُمُ الْمُتَّقُونَ»، ثُمَّ رَفَعَ
يَدَيْهِ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ إِنَّ قُرَيْشًا أَهْلُ أَمَانَةٍ، فَمَنْ
أَرَادَهَا، أَوْ بَغَاهَا الْعَوَاثِرَ (١) كَبَّهُ (٢) اللَّهُ فِي النَّارِ
لِمِنْخَرِهِ (٣)».
• [٢٠٩٥٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ،
قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِعَلِيٍّ: أَخْبِرْنِي عَنْ قُرَيْشٍ فَقَالَ: أَرْزَنُنَا
(٤) أَحْلَامًا، إِخْوَانُنَا بَنُو أُمَيَّةَ، وَأَسْخَانَا أَنْفُسًا (٥) عِنْدَ
الْمَوْتِ، وَأَجْوَدُنَا بِمَا مَلَكَتْ يَمِينُهُ (٦)، فَنَحْنُ بَنُو هَاشِمٍ،
وَرَيْحَانَةُ قُرَيْشٍ الَّتِي تُشَمُّ بَيْنَهَا بَنُو الْمُغِيرَةِ، ثُمَّ
قَالَ لِلرَّجُلِ: إِلَيْكَ عَنِّي سَائِرَ الْيَوْمِ.
° [٢٠٩٥٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: رَأَى عُمَرُ
بْنُ الْخَطَّابِ امْرَأَةً فِي زِيِّهَا، فَقَالَ: تَرَيْنَ قَرَابَتَكِ مِنْ
رَسُولِ اللهِ ﷺ تُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا؟ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ
لِلنَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: «إِنَّهُ لَيَرْجُو شَفَاعَتِي صُدَاءٌ، أَو سَلْهَبٌ (٧)».
° [٢٠٩٦٠]
قال مَعْمَرٌ: وَأَخْبَرَنِي خَلَّادُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ عَنِ
النَّبِيِّ ﷺ مِثْلَه، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ تِلْكَ الْمَرْأَةَ أُمُّ
هَانِئٍ، وَقَالَ: «إِنَّهُ لَيَرْجُو شَفَاعَتِي حَاءٌ، وَحَكَمٌ» قَبِيلَتَانِ.
(١) العواثر: جمع عاثر، وهي: حبالة الصائد،
أو جمع عاثرة، وهي: الحادثة التي تعثر بصاحبها. (انظر: النهاية، مادة: عثر).
(٢)
الكب: الإلقاء. (انظر: مجمع البحار، مادة: كبب).
(٣)
المنخر: هو ثقب الأنف. (انظر: النهاية، مادة: نخر).
(٤)
رسمت في (ف): «أوننا»، وفي (س): «أومنا»، ولعل الصواب ما أثبتناه.
(٥)
سخاوة النفس: طيب النفس وتنزهها عن التشوف والحرص على الشيء. (انظر: الشارق) (٢/
٢١٠).
(٦)
ملك اليمين: ما تملكه الأيدي من العبيد والإماء والأموال. (انظر: النهاية، مادة:
ملك).
(٧)
قوله: «صداء أو سلهب» اضطرب في كتابته في (س)، والمثبت من (ف).
• [٢٠٩٦١] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا
هُرَيْرَةَ يَقُولُ حِينَ ذَكَرَ حَدِيثَ سَارَّةَ، وَهَاجَرَ: قَالَ: فَتِلْكَ
أُمُّكُمْ يَا بَنِي مَاءِ السَّمَاءِ، يَعْنِي: الْعَرَبَ، كَانَتْ أَمَةً
لِأُمِّ إِسْحَاقَ.
• [٢٠٩٦٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ
لِعَلِيٍّ: حَدِّثْنِي عَنْ قُرَيْشٍ قَالَ: أَمَّا نَحْنُ قُرَيْشٌ: أَنْجَادٌ
أَجْوَادٌ، وَأَمَّا بَنُو أُمَيَّةَ: فَقَادَةٌ أَدَبَةٌ ذَادَةٌ، وَرَيْحَانَةُ
قُرَيْشٍ الَّتِي تُشَمُّ بَيْنَهَا بَنُو الْمُغِيرَةِ.
° [٢٠٩٦٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ
بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
«إِنَّ لِي عَلَي قُرَيْشٍ (١) حَقًّا، وَإِنَّ لِقُرَيْشٍ عَلَيْكُمْ حَقًّا، مَا
حَكَمُوا فَعَدَلُوا، وَاؤْتُمِنُوا فَأَدَّوْا، وَاسْتُرْحِمُوا فَرَحِمُوا،
فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ مِنْهُمْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ».
° [٢٠٩٦٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ،
أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ مَرَّ بِنَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ، وَوُجُوهُهُمْ كَأَنَّهَا *
سَبَائِكُ الذهَبِ، فَجَعَلَ يُوصِيهِمْ، فَقَالَ: «إِنَّكُمْ لَنْ تَزَالُوا
بِخَيْرٍ مَا اتَّقَيْتُمُ اللَّهَ، وَحَفِظْتُمْ أَمْرَه، مَنْ تَرَكَ ذَلِكَ
مِنْكُمْ لَحَاهُ اللَّهُ كَمَا (٢) لَحَا هَذَا الْعُودَ»، وَجَعَلَ النَّبِيُّ ﷺ
يَلْحَي عُودًا كَانَ فِي يَدِهِ، لَمْ يَتْرُكْ فِيهِ شَيْئًا.
• [٢٠٩٦٥]:
وَقَالَ عَلِيٌّ الْأَئِمَّةُ مِنْ قُرَيْشٍ، فَمُؤْمِنُ النَّاسِ تَبَعٌ
لِمُؤْمِنِهِمْ، وَكَافِرُ (٣) النَّاسِ تَبَعٌ لِكَافِرِهِمْ.
° [٢٠٩٦٣] [الإتحاف: حب حم ١٨٥١٧].
(١)
قوله: «إن لي علي قريش» وقع في (ف) (س): «إن عليّ لقريش»، والمثبت من «مسند أحمد»
(٧٧٦٨)، «صحيح ابن حبان» (٤٦٠٩ - ٤٦١٢)، والطبراني في «الأوسط» (٢٩٨٨) من طريق
المصنف، به.
* [ف/١٢٠ أ].
(٢)
قوله: «لحاه الله كما» ليس في (س)، والمثبت من (ف).
(٣)
في (ف): «وتابع»، وفي (س): «ومانع»، ولعل المثبت أولى بالسياق.
° [٢٠٩٦٦] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ ثَقِيفٍ قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ،
فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «أَبْعَدَهُ الله، فَإِنَّهُ كَانَ يَبْغَضُ قُرَيْشًا».
° [٢٠٩٦٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ
سَعْدٍ، أَنَّ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله ﷺ يقُولُ: «مَنْ
يُهِنْ قُرَيْشًا يُهِنْهُ اللَّهُ».
١١٣
- بَابٌ
فِي فَضَائِلِ الْأنْصَارِ
° [٢٠٩٦٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ حَرَامِ بْنِ
عُثْمَانَ، عَنِ ابْنَي جَابِرٍ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ
جَاءَ النَّبِيَّ ﷺ فَقَالَ: بَايِعْنِي عَلَى الْهِجْرَةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ:
«إِنَّمَا الْهِجْرَةُ إِلَيْكُمْ، وَلَكِنِّي أُبَايِعُكَ عَلَى الْجِهَادِ».
° [٢٠٩٦٩]
وقال النَّبِيُّ ﷺ: «الْأَنْصَارُ مِحْنَةٌ، فَمَنْ أَحَبَّهُمْ فَبِحُبِّي
أَحَبَّهُمْ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ فَبِبُغْضِي أَبْغَضَهُمْ».
° [٢٠٩٧٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ
سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَوْلَا الْهِجْرَةُ
لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الْأَنْصَارِ، وَلَوْ يَنْدَفِعُ النَّاسُ فِي شِعْبَةٍ (١)
أَوْ وَادٍ، وَالْأَنْصَارُ فِي شِعْبَةٍ، انْدَفَعْتُ مَعَ الْأَنْصَارِ فِي
شِعْبتِهِمْ».
° [٢٠٩٧١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ نَاسًا مِنَ الْأَنْصَارِ قَالُوا يَوْمَ حُنَيْنِ،
حِينَ أَفَاءَ (٢) اللَّهُ عَلَي رَسُولِهِ أَمْوَالَ هَوَازِنَ، فَطَفِقَ
النبِيُّ ﷺ يُعْطِي رِجَالًا مِنْ قُرَيْشٍ الْمِائَةَ مِنَ الْإِبِلِ، كُلَّ
رَجُلٍ مِنْهُمْ، فَقَالُوا: يَغْفِرُ اللَّهُ لِرَسُولِ اللَّهِ، يُعْطِي
قُرَيْشًا وَيَتْرُكُنَا وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ، قَالَ أَنَسٌ:
فَحَدَّثْتُ *
° [٢٠٩٦٧] [الإتحاف: كم حم ٥٠٠٤].
(١)
الشعب: الفرجة النافذة بين الجبلين، وقيل: هو الطريق في الجبل، والجمع: شعاب.
(انظر: ذيل النهاية، مادة: شعب).
° [٢٠٩٧١]
[الإتحاف: عه حب حم ١٧٦١].
(٢)
الفيء: ما حصل للمسلمين من أموال الكفار من غير حرب ولا جهاد. (انظر: النهاية،
مادة: فيأ).
* [س/٢٩٥].
رَسُولَ اللَّهِ ﷺ بِمَقَالَتِهِمْ،
فَأَرْسَلَ إِلَى الْأَنْصَارِ فَجَمَعَهُمْ فِي قُبَّةٍ (١) مِنْ أَدَمٍ، لَمْ
يَدْعُ مَعَهُمْ أَحَدًا غَيْرَهُمْ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا جَاءَهُمْ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: «مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكُمْ؟» فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ:
أَمَّا ذَوُو رَأْيِنَا، فَلَمْ يَقُولُوا شَيْئًا، وَأَمَّا أُنَاسٌ حَدِيثَةٌ
أَسْنَانُهُمْ (٢)، فَقَالُوا: كَذَا وَكَذَا لِلَّذِي قَالُوا، فَقَالَ
النَّبِيُّ ﷺ: «إِنَّمَا أُعْطِي رِجَالًا حُدَثَاءَ عَهْدٍ بِكُفْرٍ،
أَتَأَلَّفُهُمْ (٣) - أَوْ قَالَ: أَسْتَأْلِفُهُمْ - أَوَلَا تَرْضَوْنَ أَنْ
يَذْهَبَ النَّاسُ بِالْأَمْوَالِ، وَتَذْهَبُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ إِلَي
رِحَالِكُمْ، فَوَاللهِ لَمَا * تَنْقَلِبُونَ بِهِ خَيْرٌ مِمَّا يَنْقَلِبُونَ
بِهِ»؟ قَالُوا: أَجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ رَضِينَا، فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ: «سَتَجِدُونَ بَعْدِي أَثَرَةً (٤) شَدِيدَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى
تَلْقَوُا اللَّهَ وَرَسُولَه، فَإِنِّي فَرَطُكُمْ (٥) عَلَى الْحَوْضِ»، قَالَ
أَنَسٌ: فَلَمْ يَصْبِرُوا.
° [٢٠٩٧٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ
لَقِيَهُ أَبُو قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ: تَلَقَّانِي النَّاسُ
كُلُّهُمْ غَيْرُكُمْ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ! فَمَا مَنَعَكُمْ أَنْ
تَلْقَوْنِي؟ قَالَ: لَمْ (٦) تَكنْ لَنَا دَوَابٌّ، قَالَ مُعَاوِيَةُ: فَأَيْنَ
النَّوَاضِحُ (٧)؟ قَالَ أَبُو قَتَادَةَ: عَقَرْنَاهَا (٨) فِي طَلَبِكَ،
وَطَلَبِ أَبِيكَ
(١) القبة: البيت الصغير المستدير، وهو من
بيوت العرب، والجمع: القباب. (انظر: النهاية، مادة: قبب).
(٢)
حداثة السن: كناية عن الشباب وأول العمر. (انظر: النهاية، مادة: حدث).
(٣)
التألف: المداراة والإيناس؛ لِتثْبُتوا على الإسلام رغبة فيما يصل إليهم من المال.
(انظر: النهاية، مادة: ألف).
* [ف/١٢٠ ب].
(٤)
الاستئثار: الانفراد والاختصاص بالشيء. (انظر: اللسان، مادة: أثر).
(٥)
الفرط: المتقدم والسابق. (انظر: النهاية، مادة: فرط).
(٦)
تصحف في (ف) إلى: «أولم»، والتصويب من (س).
(٧)
النواضح: جمع ناضح، وهي الإبل التي يُستقى عليها الماء. (انظر: النهاية، مادة:
نضح).
(٨)
العقر: ضرب قوائم البعير أو الشاة بالسيف وهو قائم، وقيل: كانوا إذا أرادوا نحر
البعير عقروه ثم نحروه. (انظر: النهاية، مادة: عقر).
يَوْمَ بَدْرٍ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ
أَبُو قَتَادَةَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ لَنَا: «إِنَّا لَنَرَى بَعْدَهُ
أَثَرَةً»، قَالَ مُعَاوِيَةُ: فَمَا أَمَرَكُمْ؟ قَالَ: أَمَرَنَا أَنْ نَصْبِرَ
حَتَّى نَلْقَاه، قَالَ: فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْهُ، قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانَ حِينَ بَلَغَهُ ذَلِكَ:
أَلَا أَبْلِغْ مُعَاوِيَةَ بْنَ
حَرْبٍ … أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَنَا كَلَامْ
فَإِنَّا صَابِرُونَ وَمُنْظِرُوكُمْ
… إِلَى يَوْمِ التَّغَابُنِ وَالْخِصَامْ
° [٢٠٩٧٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي
سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ
عُتْبَةَ، أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ:
«ألَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ دُورِ الْأَنْصَارِ»؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ
اللَّهِ، قَالَ: «بَنُو عَبْدِ الْأَشْهَلِ»، وَهُمْ رَهْطُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ،
قَالُوا: ثُمَّ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «ثُمَّ بَنُو النَّجَّارِ»، قَالُوا:
ثُمَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «ثُمَّ بَنُو الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ»،
قَالُوا: ثُمَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «ثُمَّ بَنُو سَاعِدَةَ»، قَالُوا:
ثُمَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «ثُمَّ فِي كُلِّ دُورِ الْأَنْصَارِ خَيْرٌ»،
فَقَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: ذَكَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ آخِرَ أَرْبَعَةِ
دُورٍ سَمَّاهُمُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، لأُكَلَّمَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فِي ذَلِكَ،
فَلَقِيَهُ رَجُلٌ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَه، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: أَوَمَا تَرْضَى
أَنْ يَذْكُرَكُمْ آخِرَ أَرْبَعَةِ (١) أَدْوُرٍ، فَوَاللَّهِ لَمَنْ تَرَكَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مِنَ الْأَنْصَارِ لَمْ يَذْكُرْهُ أَكْثَرُ مِمَّنْ ذَكَرَ،
فَرَجَعَ سَعْدٌ.
° [٢٠٩٧٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ
الْبُنَانِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
ﷺ: «إِنَّ الْأَنْصَارَ عَيْبَتِي (٢) الَّتِي أَوَيْتُ إِلَيْهَا، فَاقْبَلُوا
مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَاعْفُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ، فَإِنَّهُمْ قَدْ أَدَّوُا
الَّذِي عَلَيْهِمْ، وَبَقِيَ الَّذِي لَهُمْ».
° [٢٠٩٧٣] [الإتحاف: ١٩٤٠٦، عه حب حم ٢٠٥٦٧].
(١)
قوله: «دور سماهم رسول الله ﷺ لأكلمن رسول الله ﷺ في ذلك فلقيه رجل فذكر ذلك له
فقال له الرجل أوما ترضى أن يذكركم آخر أربعة» ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
° [٢٠٩٧٤]
[الإتحاف: حم ٧٤٦].
(٢)
العيبة: خاصة الرجل وموضع سره. (انظر: النهاية، مادة: عيب).
° [٢٠٩٧٥] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ يَوْمَ
الْخَنْدَقِ:
«اللَّهُمَّ لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ
الآخِرَهْ … فَارْحَمِ الْأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَهْ *
وَالْعَنْ عَضَلًا وَالْقَارَّهْ …
وَهُمْ كَلَّفُونَا نَنْقُلُ الْحِجَارَهْ»
° [٢٠٩٧٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ
أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «اللَّهُمَّ اغْفِر لِلْأَنْصَارِ،
وَلِأبْنَاءِ الْأَنْصَارِ، وَلِأَبْنَاءِ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ».
° [٢٠٩٧٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ
أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، مِثْلَهُ.
• [٢٠٩٧٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، قَالَ: كَانَ أَبِي
يَقُولَ: مَا بَقِيَ مِنْ أَهْلِ الدَّعْوَةِ غَيْرِي (١).
° [٢٠٩٧٩]
أخبرنا عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ ابْنَي (٢)
جَابِرٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أَتَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بَنِي سَلَمَةَ
يَزُورُهُمْ، فَلَمَّا رَجَعَ اجْتَمَعَ صِبْيَانٌ مِنْ صِبْيَانِهِمْ، وَنِسَاءٌ
مِنْ نِسَائِهِمْ، يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ وَيَتْبَعُونَه، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِمْ
فَقَالَ: «أَمَا وَاللَّهِ لَئِنْ أَجَبْتُمُونِي إِنَّكُمْ لأَحَبُّ النَّاسِ
إِلَيَّ».
° [٢٠٩٨٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
(٣)
* [ف/١٢١ أ].
° [٢٠٩٧٦]
[الإتحاف: عه حب ٣٢٦، ١٢٦٢، حب حم ١٥٨٦، كم حم ١٨٥٤، حم ١٨٧٨، حم ١٩٧٨].
° [٢٠٩٧٧]
[الإتحاف: عه حب ٣٢٦، ١٢٦٢، حب حم ١٥٨٦، كم حم ١٨٥٤، حم ١٨٧٨، حم ١٩٧٨].
(١)
قوله: «حزم قال كان أبي يقول ما بقي من أهل الدعوة غيري» ليس في (س)، وأثبتناه من
(ف).
(٢)
في (ف): «ابن»، والتصويب من (س).
° [٢٥٩٨٠]
[الإتحاف: حم ٢١٠٢٨].
(٣)
بعده في (ف)، (س): «عبد الله بن» والظاهر أنه خلط من النساخ؛ والزهري يختلف عليه
في اسم شيخه في هذا الحديث، فرواه شعيب بن أبي حمزة عنه وسماه: عبد الله بن كعب بن
مالك، ورواه =
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ كَعْبِ بْنِ
مَالِكٍ - عَنْ أَبِيهِ وَكَانَ أَبُوهُ أَحَدَ الثلَاثَةِ الَّذِينَ تِيبَ
عَلَيْهِمْ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَامَ
خَطِيبًا فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَاسْتَغْفَرَ لِلشُّهَدَاءِ
الَّذِينَ قُتِلُوا يَوْمَ أُحُدٍ. ثُمَّ قَالَ: «إِنكُمْ يَا مَعْشَرَ
الْمُهَاجِرِينَ تَزِيدُونَ، وَالْأَنْصَارُ لَا يَزِيدُونَ، وَإِنَّ الْأَنْصَارَ
عَيْبَتِي الَّتِي أَوَيْتُ إِلَيْهَا، فَأَكْرِمُوا كَرِيمَهُمْ، وَتَجَاوَزُوا
عَنْ مُسِيئِهِمْ».
° [٢٠٩٨١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ،
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: اجْتَمَعَ نَاسٌ مِنَ الْأَنْصَارِ
فَقَالُوا: يُؤْثِرُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَلَيْنَا غَيْرَنَا، فَبَلَغَ ذَلِكَ
رَسُولَ اللهِ ﷺ، فَخَطَبَهُمْ، ثُمَّ قَالَ: «يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، ألَمْ
تَكُونُوا أَذِلَّةً * فَأَعَزَّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ»؟ قَالُوا: صَدَقَ
اللَّهُ وَرَسُولُه، قَالَ: «ألَمْ تَكُونُوا ضُلَّالًا، فَهَدَاكُمُ اللَّهُ»؟
قَالُوا: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُه، قَالَ: «ألَمْ تَكُونُوا فُقَرَاءَ
فَأَغْنَاكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ»؟ قَالُوا: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُه، ثُمَّ
قَالَ: «أَلَا تُجِيبُونِي؟ أَلَا تَقُولُوا: أَتَيْتَنَا طَرِيدًا فَآوَيْنَاكَ،
وَأَتَيْتَنَا خَائِفًا فَأَمَّنَاكَ، أَلَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ
بِالشَّاءِ وَالْبَعِيرِ، وَتَذْهَبُونَ بِرَسُولِ اللهِ ﷺ، تَدْخُلُونَ بِهِ
دُورَكُمْ، لَوْ أَنَّكُمْ سَلَكْتُمْ (١) وَادِيًا (٢) أَوْ شِعْبًا، وَالنَّاسُ
وَادِيًا أَوْ شِعْبًا، لَسَلَكْتُ وَادِيَكُمْ أَوْ شِعْبَكُمْ، وَلَوْلَا
الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الْأَنْصَارِ، وَإنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي
أَثَرَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي».
• [٢٠٩٨٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ حَرَامِ بْنِ
عُثْمَانَ، عَنِ ابْنَيْ
= معمر وسماه: عبد الرحمن بن كعب بن
مالك، وتقدم عند المصنف برقم: (١٠٦٠٧) من غير هذه الزيادة.
° [٢٠٩٨١]
[الإتحاف: حم ٥٢٢٤] [شيبة: ٣٨١٥٢].
* [س/٢٩٦].
(١)
ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من «مسند عبد بن حميد» (٩١٣) عن المصنف، به.
(٢)
الوادي: منفرج بين جبال أو تلال يكون منفذًا للسيل. (انظر: المعجم العربي الأساسي،
مادة: ودي).
جَابِرٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ:
النُّقَبَاءُ (١) كُلُّهُمْ مِنَ الْأَنْصَارِ: سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ،
وَالْمُنْذِرُ بْنُ عَمْرٍو * مِنْ بَنِي سَاعِدَةَ، وَسَعْدُ بْنُ خَيْثَمَةَ
مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، وَسَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ، وَسَعْدُ بْنُ
زُرَارَةَ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ، وَأُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ، وَعُبَادَةُ بْنُ
الصَّامِتِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ، وَأَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ
التَّيْهَانِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو جَابِرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، وَالْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، وَرَافِعُ
بْنُ مَالِكٍ الزُّرَقِيُّ.
١١٤
- فَضَائِلُ
قُرَيْشٍ وَالْأنْصَارِ وَثَقِيفٍ
° [٢٠٩٨٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ،
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَهَبَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ ﷺ ناقَةً، فَأَثَابَهُ فَلَمْ
يَرْضَ، فَزَادَهُ فَلَمْ يَرْضَ، حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: ثَلَاثَ مَرَّاتٍ
فَلَمْ يَرْضَ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «لَقَدْ هَمَمْتُ ألا أَتَّهِبُ (٢) إِلَّا
مِنْ قُرَيْشِيٍّ، أَو أَنْصَارِيٍّ، أَوْ ثَقَفِيٍّ».
• [٢٠٩٨٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ،
عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «أَوْ دَوْسِيٍّ» (٣).
° [٢٠٩٨٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ
الْحُصَيْنِ (٤) قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ ﷺ رجُلَانِ مِنْ ثَقِيفٍ، فَقَالَ:
«مِمَّنْ أَنْتُمَا»؟ فَقَالَا: ثَقَفِيَّانِ، فَقَالَ: «ثَقِيفٌ مِن إِيَادِ،
وَإِيَادُ مِنْ ثَمُودَ»، فَكَأَنَّ ذَلِكَ شَقَّ عَلَى الرَّجُلَيْنِ، فَلَمَّا
رَأَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَنَّ
(١) النقباء: جمع نقيب، وهو المقدَّم على
القوم، الذي يَتعرَّف أخبارهم، وينقب عن أحوالهم. (انظر: النهاية، مادة: نقب).
* [ف/١٢١ ب].
(٢)
الاتهاب: قبول الهبة، والمراد: لا أقبل هدية إلا من هؤلاء، لأنهم أصحاب مدن وقرى،
وهم أعرف بمكارم الأخلاق. (انظر: النهاية، مادة: وهب).
• [٢٠٩٨٤]
[الإتحاف: كم حم ١٨٥٠٣].
(٣)
في (ف)، (س): «دوس»، والتصويب من «المجتبي» للنسائي (٣٧٩٢) من طريق المصنف، به.
(٤)
كذا الإسناد في (ف، س)، ووقع عند أحمد في «فضائل الصحابة» (١٦٦٩) من طريق عبد
الرزاق بزيادة رجل بين قتادة وعمران بن الحصين.
ذَلِكَ شَقَّ عَلَيْهِمَا، قَالَ:
«مَا يَشُقُّ عَلَيْكُمَا؟ إِنَّمَا نَجَّى (١) اللهُ (٢) مِنْ ثَمُودَ صَالِحًا
وَالَّذِينَ آمَنُوا (٣) مَعَه، فَأَنْتُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْم صَالِحِينَ».
١١٥
- بَابُ
قَبَائِلِ الْعَجَمِ
° [٢٠٩٨٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ جَعْفَرٍ الْجَزَرِيِّ، عَنْ
يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
«لَوْ كَانَ الدِّينُ عِنْدَ الثُّرَيَّا (٤)، لَذَهَبَ إِلَيْهِ رَجُلٌ»، أَوْ
قَالَ: «رِجَالٌ مِنْ أَبنَاءِ فَارِسَ حَتى يتَنَاوَلُوهُ».
° [٢٠٩٨٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ: «بَينَا أَنَا نَائِمٌ، رَأيْتُ كَأَنِّي أَنْعِقُ بِغَنَمٍ سُودٍ،
فَعَارَضَتهَا غَنَمٌ عُفْرٌ (٥)»، قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَ (٦) ذَلِكَ يَا
رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «الْعَرَبُ وَمَنْ لَحِقَ بِهِمْ مِنَ الْأَعَاجِمِ».
° [٢٠٩٨٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ صاحِبٍ لَه، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ
قَالَ: «أَسْعَدُ الْعَجَمِ بِالْإِسْلَامِ فَارِسُ، وَأَشْقَى الْعَجَمِ
بِالْإِسْلَامِ الرُّوم، وَأَشْقَى الْعَرَبِ بِالْإِسْلَامِ تَغْلِبُ
وَالْعِبَادُ (٧)».
(١) تصحف في (ف)، (س) إلي: «يحيي»، والتصويب
من «فضائل الصحابة» للإمام أحمد من طريق المصنف، به.
(٢)
لفظ الجلالة: «الله» ليس في (س)، والمثبت من (ف).
(٣)
ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
° [٢٠٩٨٦]
[الإتحاف: عه حم ٢٠٢٤٢].
(٤)
الثريا: النجم المعروف. (انظر: النهاية، مادة: ثرا).
(٥)
العُفر: جمع: العفرة، وهو: بياض ليس بالناصع، ولكن كلون عفر الأرض، وهو وجهها.
(انظر: النهاية، مادة: عفر).
(٦)
التأويل: التفسير وبيان المعنى. (انظر: اللسان، مادة: أول).
(٧)
قوله: «تغلب والعباد» كذا وقع في (ف)، وأخرج هذا الحديث أبو نعيم في «معرفة
الصحابة» (٣/ ١٥٥٤)، وفي «تاريخ أصبهان» (١/ ٢٩) من طريق إسماعيل بن محمد بن طلحة
الأنصاري عن أبيه عن جده مرفوعا فقال فيه: «هذا الحي من بهز أو تغلب».
١١٦ - بَابُ الْحَرِيرِ والدِّيبَاجِ (١)
وآنِيَةِ الذَّهَبِ والْفِضَّةِ
° [٢٠٩٨٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ
نَافِعٍ، عَنِ الْجَرَّاحِ، مَوْلَى أُمَّ حَبِيبَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ
قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «إِنَّ الَّذِي يَشْرَبُ فِي
آنِيَةِ الْفِضَّةِ، إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ (٢) نَارَ جَهَنَّمَ».
° [٢٠٩٩٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ *: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ
أَبِي شَيْخٍ الْهُنَائِيِّ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ قَالَ لِنَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ
النَّبِيِّ ﷺ: تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ نَهَى عَنْ جُلُودِ النُّمُورِ
(٣) أَنْ تُرْكَبَ عَلَيْهَا؟ قَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ، قَالَ: وَتَعْلَمُونَ
أَنَّهُ نَهَى عَنْ لِبَاسِ الذَّهَبِ إِلَّا مُقَطَّعًا (٤)؟ قَالُوا: اللَّهُمَّ
نَعَمْ، قَالَ: وَتَعْلَمُونَ أَنَّهُ نَهَى عَنِ الشُّرْبِ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ
وَالْفِضَّةِ؟ فَقَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ، قَالَ: وَتَعْلَمُونَ أَنَّهُ نَهَى
عَنِ الْمُتْعَةِ؟ يَعْنِي مُتْعَةَ الْحَجِّ، قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا، قَالَ:
بَلَى، إِنَّهُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، قَالُوا: لَا.
° [٢٠٩٩١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ حُذَيْفَةَ
اسْتَسْقَى، فَجَاءَهُ دِهْقَانٌ بِإِنَاءٍ مِنْ فِضَّةٍ، فَحَذَفَهُ (٥)، ثُمَّ
قَالَ: إِنِّي قَدْ كُنْتُ نَهَيْتُهُ قَبْلَ هَذِهِ الْمَرَّةِ، ثُمَّ أَتَانِي
بِهِ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ نهَانَا عَنْ لِبَاسِ الْحَرِيرِ، وَالدِّيبَاجِ،
وَعَنِ الشُّرْبِ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَقَالَ: «دَعُوهُنَّ
لَهُمْ فِي الدُّنْيَا، وَهُنَّ لَكُمْ فِي الآخِرَةِ».
(١) الديباج: الحرير، أو هو ثوب سداه ولحمته
حرير. والجمع دبابيج وديابيج. (انظر: معجم الملابس) (ص ١٨٣).
(٢)
الجرجرة: صوت وقوع الماء في الجوف، والمراد: أنه يحدر في بطنه نار جهنم. (انظر:
النهاية، مادة: جرجر).
° [٢٠٩٩٠]
[الإتحاف: طح حم ١٦٨٦٢، حم ١٦٨٧١].
* [ف/ ١٢٢ أ].
(٣)
النمور والنمار: السباع المعروفة، واحدها: نمر، ونهى عن استعمال جلودها لما فيها
من الزينة والخيلاء، ولأنه زي الأعاجم. (انظر: النهاية، مادة: نمر).
(٤)
المقطع: أراد الشيء اليسير منه، كالحلقة والشنف ونحو ذلك. (انظر: النهاية، مادة:
قطع).
(٥)
الحذف: الرمي والضرب. (انظر: النهاية، مادة: حذف).
° [٢٠٩٩٢] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:
رَأَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عُطَارِدًا يَبِيعُ حُلَّةً (١) مِنْ دِيبَاجٍ،
فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي رَأَيْتُ
عُطَارِدًا يَبِيعُ حُلَّةً مِنْ دِيبَاجٍ، فَلَوِ اشْتَرَيْتَهَا وَلَبِسْتَهَا
لِلْوَفْدِ، وَالْعِيدِ وَالْجُمُعَةِ، فَقَالَ: «يَلْبَسُ الْحَرِيرَ مَنْ لَا
خَلَاقَ لَهُ» حَسِبْتُهُ قَالَ: «فِي الْآخِرَةِ»، قَالَ: ثُمَّ أُهْدِيَ
لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ حُلَلٌ سِيَرَاءُ (٢) مِنْ حَرِيرٍ، فَأَعْطَى عَلِيَّ بْنَ
أَبِي طَالِبٍ حُلَّةً، وَأَعْطَى أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ حُلَّةً، وَبَعَثَ إِلَى
عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِحُلَّةٍ، وَقَالَ لِعَلِيٍّ: «شَقَقْهَا بَيْنَ
النِّسَاءِ خُمُرًا (٣)»، قَالَ: وَجَاءَ عُمَرُ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فقَالَ: يَا
رَسُولَ اللَّهِ، سَمِعْتُكَ قُلْتَ فِيهَا مَا قُلْتَ، وأَمَّا أَرْسَلْتَ
إِلَيَّ بِحُلَّةٍ، قَالَ: «إِنَّي لَمْ أُرْسِلْ بِهَا إِلَيْكَ لِتَلْبَسَهَا،
وَلَكِنْ لِتَبِيعَهَا»، قَالَ: وَأَمَّا أُسَامَةُ فَلَبِسَهَا، فَرَاحَ فِيهَا،
فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَنْظُرُ إِلَيهِ، فَلَمَّا رَاهُ أُسَامَةُ يُحَدُّ
إِلَيْهِ الطَّرْفَ (٤)، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَسَوْتَنِيهَا؟ قَالَ:
«شَقِّقْهَا بَيْنَ النِّسَاءِ خُمُرًا» أَوْ كَالَّذِي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ.
° [٢٠٩٩٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ
نَافِعٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ رَجُلٍ (٥)، عَنْ أَبِي مُوسَى
الْأَشْعَرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «أُحِلُّ الذَّهَبُ وَالْحَرِيرُ
لِلإِنَاثِ مِنْ أُمَّتِي، وَحُرِّمَ عَلَي ذُكُورهَا».
° [٢٠٩٩٢] [الإتحاف: عه طح حم ١٠٣٤٨] [شيبة: ٢٥١٤١].
(١)
الحلة: إزار ورداء برد أو غيره، ويقال لكل واحد منهما على انفراد: حلة، وقيل: رداء
وقميص وتمامها العمامة، والجمع: حُلَل وحِلَال. (انظر: معجم الملابس) (ص ١٣٦).
(٢)
السيراء: ضرب من البرود (الثياب) يخالطها حرير، وقيل: ثوب فيه خطوط يعمل من الحرير
كالسيور، وقيل غير ذلك. (انظر: معجم الملابس) (ص ٢٥٠).
(٣)
الخمر: جمع خمار، وهو: ما تغطي به المرأة رأسها. (انظر: معجم الملابس) (ص ١٥٩).
* [س/٢٩٧].
(٤)
الطرف: العين. (انظر: القاموس، مادة: طرف).
° [٢٠٩٩٣]
[الإتحاف: طح حم ١٢٢١٣] [شيبة: ٢٥٢٨٤].
(٥)
قوله: «عن رجل» ليس في (ف)، (س)، وأثبتناه من «مسند أحمد» (١٩٨١٢)، «التمهيد» لابن
عبد البر (١٤/ ٢٤٤)، كلاهما من طريق المصنف به، وكذا ذكره عبد الحق الإشبيلي في
هذا الإسناد =
° [٢٠٩٩٤] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
رَجُلٍ (١)، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: رَفَعَ النَّبِيُّ ﷺ حَرِيرًا بِيَمِينِهِ،
وَذَهَبًا بِشِمَالِهِ، وَقَالَ: «أُحِلُّ لإِنَاثِ * أُمَّتِي، وَحُرِّمَ عَلَى
ذُكُورِهِمْ».
• [٢٠٩٩٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ
نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُحَلِّي بَنَاتَهُ الذَّهَبَ، وَيَكْسُو
نِسَاءَهُ الْإِبْرَيْسَمَ، وَأَكْسِيَةَ الْخَزِّ.
• [٢٠٩٩٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيوبَ، عَنِ ابْنِ
سِيرِينَ، عَنْ بِنْتِ أَبِي عَمْرٍو، قَالَتْ: سَأَلْنَا عَائِشَةَ، عَنِ
الْحُلِيِّ وَالْأَقْدَاحِ الْمُفَضَّضَةِ فَنَهَتْنَا عَنْهُ قَالَتْ:
فَأَكْثَرْنَا عَلَيْهَا، فَرَخَّصَتْ لَنَا فِي شَيءٍ مِنَ الْحُلِيِّ، وَلَمْ
تُرَخِّصْ لَنَا فِي الْأَقْدَاحِ الْمُفَضَّضَةِ.
• [٢٠٩٩٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ
أَنَسٍ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ وَهُوَ يُعَاتِبُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ
فِي قَمِيصٍ مِنْ حَرِيرٍ تَحْتَ ثِيَابِهِ، وَمَعَهُ الزُبَيْر، وَعَلَيْهِ
أَيْضَا قَمِيصٌ مِنْ حَرِيرٍ، فَقَالَ: أَلْقِ عَنْكَ هَذَا، قَالَ: فَجَعَلَ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَضْحَكُ، وَيَقُولُ: لَوْ أَطَعْتَنَا لَبِسْتَ مِثْلَه،
قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَي قَمِيصِ عُمَرَ فَرَأَيْتُ بَيْنَ كتِفَيْهِ أَرْبَعَ
رِقَاعٍ مَا يُشْبِهُ بَعْضُهَا بَعْضًا.
= فيما حكاه عنه الحافظ ابن حجر في
«تهذيب التهذيب» (٤/ ٩٤)، ثم رده الحافظ بقوله: «وقوله:»عن رجل«زيادة ليست في كتاب
عبد الرزاق ولا غيره من حديث نافع»، وما ذكرنا من المصادر التي روته من طريق
المصنف ترد على ذلك، ونقله أيضحا ابن الملقن عن عبد الحق، ينظر: «البدر المنير»
(١/ ٦٤٢).
° [٢٠٩٩٤]
[الإتحاف: طح حم ١٢٢١٣، حم ١٢٤٠٩].
(١)
قوله: «قال: أخبرنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن أبيه، عن رجل» تصحف في (ف)
إلى: «قال: أخبرنا معمر، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند»، والتصويب من «مسند
أحمد» (١٩٨١١) من طريق المصنف، به، و«التمهيد» (١٤/ ٢٤٤) معزوا للمصنف.
* [ف/ ١٢٢ ب].
• [٢٠٩٩٧]
[شيبة: ٣٥٥٨٨].
• [٢٠٩٩٨] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ،
يَقُولُ لاِبْنَتِهِ: قُولِي: أَيَا أَبِي! إِنْ تحَلَّينِي الذَّهَبَ تَخْشَى
عَلَيَّ حَرَّ اللَّهَبِ.
• [٢٠٩٩٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ:
كَانَ يَكْرَهُ الْمُفَضضِ، وإِنْ سُقِيَ فِيهِ شَرِبَ (١) قَالَ: وَكَانَ ابْنُ
عُمَرَ إِذَا سُقِيَ فِيهِ كَسَرَهُ.
• [٢١٠٠٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: أَتَاهُ ابْنٌ لَه،
وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ مِنْ حَرِيرٍ، وَالْغُلَامُ مُعْجَبٌ بِقَمِيصهِ، فَلَمَّا
دَنَا مِنْ عَبْدِ اللَّهِ خَرَقَه، ثُمَّ قَالَ: اذْهَبْ إِلَى أُمِّكَ فَقلْ
لَهَا فَلْتُلْبِسْكَ قَمِيصًا غَيْرَ هَذَا.
• [٢١٠٠١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ،
أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَقُولُ لاِبْنَتِهِ: لَا تَلْبَسِي الذَّهَبَ،
فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكِ حَرَّ اللَّهَبِ.
° [٢١٠٠٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ،
عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: أُهْدِيَ لِلنَّبِيِّ ﷺ حلَّةٌ
مِنْ حَرِيرٍ فَكَرِهَ أَنْ يَلْبَسَهَا، وَبَعَثَ بِهَا إِلَيَّ، فَلَبِسْتُهَا،
فَرَآهَا عَلَيَّ، فَقَالَ: «مَا أَكْرَهُ لِنَفْسِي شَيْئًا إِلَّا أَنَا
أَكْرَهُهُ لَكَ، فَخَرِّقْهَا بَيْنَ النِّسَاءِ»، قَالَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ.
• [٢١٠٠٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرٍو،
أَنَّ عَلِيًّا أُتِيَ بِبِرْدَوْنٍ (٢) عَلَيْهِ صِفَةُ دِيبَاجٍ، فَلَمَّا
وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الرِّكَابِ، وَأَخَذَ بِالسَّرْجِ زَلَّتْ يَدُهُ عَنْه،
فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: دِيبَاجٌ، قَالَ: وَاللَّهِ لَا أَرْكَبُهُ.
° [٢١٠٠٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَو غَيْرِهِ، أَنَّ
عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ شَكَا إِلَى النَّبِيِّ ﷺ الْقَمْلَ، فَرَخَّصَ
لَهُ فِي قَمِيصٍ مِنْ حَرِيرٍ تَحْتَ الثِّيَابِ.
(١) في (ف): «وشرب»، والمثبت من «شعب
الإيمان» للبيهقي (٨/ ٣٨٣) من طريق المصنف، به.
(٢)
البرذون: دابة خاصة لا تكون إلا من الخيل، والمقصود منها غير العراب، وقيل غير
ذلك. (انظر: التاج، مادة: برذن)
• [٢١٠٠٥] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ *، قَالَ: رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ
يَلْبَسُ رَايَتَينِ مِنْ دِيبَاجٍ فِي فَزْعَةٍ فَزِعَهَا النَّاسُ.
• [٢١٠٠٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ
عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ قَبَاءٌ (١) مِنْ دِيبَاجٍ أَوْ سُنْدُسٍ (٢)
حَرِيرٍ يَلْبَسُهُ فِي الْحَرْبِ.
° [٢١٠٠٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: رَأَى
النَّبِيُّ ﷺ علَي أُمِّ سَلَمَةَ قُرْطَيْنِ (٣) مِنْ ذَهَبٍ، فَلَمْ يَنْظُر
إِلَيْهَا حَتَّى أَلْقَتْهُمَا.
° [٢١٠٠٨]
قال الزُّهْرِيُّ: وَرَأَى النَّبِيُّ ﷺ علَى عَائِشَةَ قُلَابَيْنِ (٤) مِنْ
فِضَّةٍ مُلَوَّنَيْنِ بِذَهَبٍ، فَأَمَرَهَا أَنْ تُلْقِيَهُمَا وَتَجْعَلَ
قُلَابَيْنِ مِنْ فِضَّةٍ وَتُصَفرَهُمَا بِزَعْفَرَانٍ (٥).
• [٢١٠٠٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنٍ الزُّهْرِيِّ،
قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّهُ رَأَى عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ
رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بُرْدَ سِيَرَاءَ مِنْ حَرِيرٍ أَوْ قَالَ: قَمِيصَ سِيَرَاءَ
مِنْ حَرِيرٍ.
* [ف/١٢٣ أ].
• [٢١٠٠٦]
[شيبة: ٢٥١٦١، ٣٣٢٦٨].
(١)
القباء: ثوب للرجال ذو لفقين يلبس فوق الثياب ويربط عليه حزام ثم تلبس فوقه الجبة.
(انظر: معجم الملابس) (ص ٣٧٨).
(٢)
السندس: رقيق الديباج (الحرير) ورفيعه، ضد الإستبرق، الذي يعني غليظ الديباج.
(انظر: معجم الملابس) (ص ٢٤٥).
(٣)
القرطان: مثنى قرط، وهو: نوع من حلي الأذن، والجمع: أقراط. (انظر: النهاية، مادة:
قرط).
(٤)
كذا هو في الموضعين في (ف)، (س)، «المحلى» لابن حزم (٩/ ٢٤١) من طريق المصنف به،
وقد أخرج هذ الحديث الطحاوي في «شرح مشكل الآثار» (١٢/ ٢٩٨)، وأبو محمد السرقسطي
في «الدلائل في غريب الحديث» (٣/ ١١٥١) من طريق معمر، عن الزهري، عن عروة، عن
عائشه، وجاء فيه: «قلبين» في الموضعين كليهما، و(القلب) بضم أوله، وسكون الثاني هو
السوار تلبسه المرأة.
(٥)
الزعفران: نبات بَصَليّ عطريّ، ونوع زراعيّ صبغيّ طبيّ، زهره أحمر يميل إلى
الصُّفرة أو أبيض، يُستعمل في الطعام أو الحلويات. (انظر: معجم اللغة العربية
المعاصرة، مادة: زعفر).
• [٢١٠٠٩]
[شيبة:٢٥٢٨٥،٢٥١٦٩].
• [٢١٠١٠] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ
أَنَّهَا كَرِهَتِ الشَّرَابَ فِي الْإِنَاءِ الْمُفَضَّضِ.
قَالَ أَيُّوبُ: وَرَأَيْتُ عَلَى
الْقَاسِمِ ثَوْيًا فِيهِ عَلَمٌ (١) يَعْنِي: حَرِيرًا.
• [٢١٠١١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَهْلَكَهُنَّ الْأَحْمَرَانِ: الذهَبُ وَالزَّعْفَرَانُ.
يَعْنِي: النِّسَاءَ.
• [٢١٠١٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ *، عَنْ إِسْمَاعَيلَ بْنِ شَرُوسٍ (٢)
عَنْ عَكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يَتَعَبَّد، فَجَاءَهُ
الشَّيْطَانُ لِيفْتِنَه، فَازْدَادَ عِبَادَةً، فَتَمَتَّلَ لَهُ بِرَجُلٍ،
فَقَالَ: أَصْحَبُكَ؟ فَقَالَ الْعَابِدُ: نَعَمْ، قَالَ: فَصَحِبَه، فَكَانَ
يَتَخَلَّفُ عَنْهُ وَيُطِيفُ بِهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ مَلَكًا، فَلَمَّا رَآهُ
الشَّيْطَانُ عَرَفَه، وَلَمْ يَعْرِفْهُ الْإِنْسَان، فَكَانَ إِذَا مَشَى
تَخَلَّفَ الشَّيْطَانُ، فَمَدَّ الْمَلَكُ يَدهُ نَحْوَ الشَّيْطَانِ فَقَتَلَه،
فَقَالَ الرَّجُلُ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ، قَتَلْتَهُ وَهُوَ مِنْ حَالِهِ،
ثُمَّ انْطَلَقَا حَتَّى نَزَلَا قَرْيَةً، فَأَنْزَلُوهُمَا وَضيَّفُوهُمَا،
فَأَخَذَ الْمَلَكُ مِنْهُمْ إِنَاءً مِنْ فِضَّةٍ، ثُمَّ انْطَلَقَا حَتَّى أَمْسَيَا،
فَنَزَلَا قَرْيَةً أُخْرَى فَلَمْ يُبَيِّتُوهُمَا، وَلَمْ يُضَيِّفُوهُمَا،
فَأَعْطَاهُمُ الْمَلَكُ الْإِنَاءَ، فَقَالَ لَهُ: أَمَّا مَنْ ضَافَنَا
فَأَخَذْتَ إِنَاءَهُمْ، وَأَمَّا مَنْ لَمْ يُضَيِّفْنَا فَأَعْطَيتَهُمْ إِنَاءَ
الآخَرِينَ، فَلَنْ تَصْحَبَنِي، فَقَالَ: أَمَّا الَّذِي قَتَلْتُ فَإِنَّهُ
شَيْطَانٌ أَرَادَ أَنْ يَفْتِنَكَ، وَأَمَّا الَّذِينَ أَخَذْتُ مِنْهُمُ
الْإِنَاءَ فَإِنَّهُمْ قَوْمٌ صَالِحُونَ، فَلَمْ يَكُنْ يَنْبَغِي لَهُمْ،
وَكَانَ هَؤُلَاءِ قَوْمًا فَاسِقِينَ، فَكَانُوا أَحَقَّ بِهِ، ثُمَّ عُرِجَ بِهِ
إِلَى السَّمَاءِ، وَالرَّجُلُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ.
° [٢١٠١٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي
كَثِيرٍ، عَنْ رَجُلٍ،
(١) العَلَم: الوشي أو الرسم في الثوب.
(انظر: ذيل النهاية، مادة: علم).
* [س/٢٩٨].
(٢)
تصحف في (ف)، (س) إلى: «سروس»، والتصويب من «شعب الإيمان» للبيهقي (١٣/ ٧١) من
طريق المصنف، به. وينظر: «التاريخ الكبير» للبخاري (١/ ٣٥٩)، «الجرح والتعديل»
لابن أبي حاتم (٢/ ١٧٧).
عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ،
عَنْ ثَوْبَانَ، أَنَّ فُلَانَةَ بِنْتَ الْقَاسِمِ، وَصَاحِبَةً لَهَا جَاءَتَا
إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، وَفِي أَيْدِيهِمَا خَوَاتِم، تَدْعُوهَا الْعَرَبُ:
الْفَتَخَ (١)، فَسَأَلَتَاهُ عَنْ شَيءٍ، فَأَخْرَجَتْ إِحْدَاهُمَا يَدَهَا،
فَرَأَى النَّبِيُّ * ﷺ بَعْضَ تِلْكَ الْخَوَاتِمِ، فَضَرَبَ يَدَهَا بِعَسِيبٍ
(٢) مَعَهُ مِنْ عِنْدِ الْخَاتَمِ إِلَى مَسْكَتِهَا، ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهُمَا،
فَقَالَتَا: مَا شَأْنُكَ تُعْرِضُ عَنَّا؟ فَقَالَ: «وَمَا لِي لَا أُعْرِضُ
عَنْكُمَا، وَقَدْ مَلأْتُمَا أَيْدِيَكُمَا جَمْرًا، ثُمَّ جِئْتُمَا تَجْلِسَانِ
أَمَامِي»، فَقَامَتَا فَدَخَلَتَا عَلَى فَاطِمَةَ، فَشَكَتَا إِلَيْهَا ضَرْبَةَ
النَّبِيِّ ﷺ، فَأَخْرَجَتْ إِلَيْهِمَا فَاطِمَةُ سِلْسِلَةً مِنْ ذَهَبٍ،
فَقَالَتْ: أَهْدَاهَا لِي أَبُو حَسَنٍ، فَأَقْبَلَ النَّبِيُّ ﷺ يَمْشِي وَأَنَا
مَعَه، وَلَمْ تَفْطِنْ فَاطِمَةُ لِذَلِكَ، فَسَلَّمَ مِنْ جَانِبِ الْبَابِ،
وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ يَأْتي الْبَابَ مِنْ قِبَلِ وَجْهِهِ (٣)، فَاسْتَأْذَنَ،
فَأُذِنَ لَه، وَأَلْقَتْ لَهُ فَاطِمَةُ ثَوْبًا، فَجَلَسَ عَلَيْهِ، وَفِي
يَدِهَا أَوْ عُنُقِهَا تِلْكَ السِّلْسِلَة، فَقَالَ: «أَيَغُرَّتَكِ أَنْ
يَقُولَ النَّاسُ: إِنَّكِ ابْنَةُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَفِي يَدِكِ أَوْ عُنُقِكِ
طَوْقٌ (٤) مِن نَارٍ»، وَعَذَمَهَا بِلِسَانِهِ، فَهَمَلَتْ عَيْنَاهَا، وَخَرَجَ
النَّبِيُّ ﷺ لَمْ يَجْلِسْ، فَأَرْسَلَتْ فَاطِمَةُ إِنْسَانًا مِنْ أَهْلِهَا،
فَقَالَتْ: بِعْهَا بِمَا أُعْطِيتَ، فَبَاعَهَا بِوَصِيفٍ، فَجَاءَ بِهِ
إِلَيْهَا، فَأَعْتَقَتْه، فَأَرْسَلُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَأَخْبَرُوهُ
خَبَرَ الطَّوْقِ، فَقَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْجَى فَاطِمَةَ مِنَ
النَّارِ».
١١٧
- بَابُ
عَلَمِ الثَّوْبِ
• [٢١٠١٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ
الْخَطَّابِ رَخَّصَ فِي مَوْضعِ إِصبَعٍ، وإصْبَعَيْنِ، وَثَلَاثٍ، وَأَرْبَعٍ،
مِنْ أَعْلَامِ الْحَرِيرِ.
(١) الفتخ: جمع فتخة، وهي خواتيم كبار تلبس
في الأيدي، وربما وضعت في أصابع الأرجل، وقيل: هي خواتيم لا فصوص لها. (انظر:
النهاية، مادة: فتخ).
* [ف/١٢٣ ب].
(٢)
العسيب: الجريدة من النخل، مما لا ينبت عليه الخوص، والجمع: عُسُب. (انظر:
النهاية، مادة: عسب).
(٣)
قبل وجهه: أمامه. (انظر: المشارق) (٢/ ١٦٩).
(٤)
في (ف): «طبق»، والمثبت من (س) وهو المشهور في الكتب.
• [٢١٠١٥] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ (١): لَوْلَا أَنَّ عُمَرَ كَرِهَ
التِّبْرَ لَمْ أَرَ بِهِ بَأْسًا، يَعْنِي: تِبْرَ الْحَرِيرِ فِي الثَّوْبِ.
° [٢١٠١٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَدِمَ عَلَى
النَّبِيِّ ﷺ وفْدٌ مِنْ كِنْدَةَ (٢)، وَعَلَيْهِمْ جِبَابٌ (٣) يَمَانِيَةٌ،
قَدْ كَفُّوا أَكْمَامَهَا وَجُيُوبَهَا بِالْحَرِيرِ، فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ،
فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «ألَسْتُمْ مُسْلِمِينَ»؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: «فَمَا
شَأْنُ هَذَا الْحَرِيرِ»؟ قَالَ: فَنَزَعُوهُ حِينَئِذٍ مِنْ أَكْمَامِهِمْ،
وَجُيُوبِهِمْ، ثُمَّ قَالُوا لِلنَّبِيِّ ﷺ: أَنْتُمْ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ
مِنَّا، أَنْتُمْ بَنِي آكِلِ الْمُرَارِ حَيٌّ مِنْ كِنْدَةَ، كَانَ بَيْنَهُمْ
وَبَيْنَ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ خُلْطَةٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ لَهُمُ
النَّبِيُّ ﷺ: «اذْهَبُوا إِلَى عَبَّاسٍ، وَأَبِي سُفْيَانَ يُنَاسِبُوكُمْ»،
قَالُوا: لَا، بَلْ أَنْتَ، قَالَ: «فَنَحْنُ بَنُو النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ، لَا
نَقفُوا أُمَّنَا، وَلَا نَدَّعِي لِغَيْرِ أَبِينَا».
• [٢١٠١٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ
كَانَ يَكْرَهُ أَعْلَامَ الْحَرِيرِ الَّتِي فِي الثِّيَابِ.
١١٨
- بَابُ
الْخَزِّ وَالْعُصْفُرِ *
• [٢١٠١٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ،
قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ثَوْبَيْنِ مُوَرَّدَيْنِ قَدْ
مَسَّهُمَا الْعُصْفُرُ.
• [٢١٠١٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ (٤) هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ،
قَالَ: كَانَ أَبِي يَلْبَسُ مِلْحَفَةً حَمْرَاءَ صُبِغَتْ بِالْعُصْفُرِ، حَتَّى
مَاتَ.
(١) كذا في (ف)، (س)، والذي يظهر أنه ابن
عمر، كذا هو في «جامع الأحاديث» للسيوطي (٣٦/ ٤١٩) عن ابن سيرين، عنه، معزوًّا
لابن جرير الطبري في «تهذيبه».
(٢)
كندة: دولة قامت شمال الربع الخالي في نجد، وهي الآن قرية تقع على الطريق التجاري
الذي كان يربط جنوبي الجزيرة العربية وشمالها الشرقي. (انظر: أطلس الحديث النبوي)
(ص ٣١٩).
(٣)
تصحف في (ف)، (س) إلى: «جواب»، والتصويب من «الطبقات» لابن سعد (١/ ٢٢) من طريق
معمر، به.
* [ف/ ١٢٤ أ].
(٤)
سقط من (ف)، وأثبتناه من (س).
• [٢١٠٢٠] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قالَ:
أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ قَالَتْ:
رَأَيْتُ سِتًّا مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ ﷺ يلْبَسْنَ الْمُعَصْفَرَ.
• [٢١٠٢١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ
ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ دِقْرَةَ، عَنْ أُمّ سَلَمَةَ * أَنَّهَا كَرِهَتِ
الثِّيَابَ الْمُصَلَّبَةَ، يَعْنِي: الَّتِي تُصَوَّرُ فِيهَا الصُّلُبُ.
قَالَ مَعْمَرٌ: وَأَخْبَرَنِي مَنْ
رَأَى عَلَى الْحَسَنِ كِسَاءً مُصَلَّبًا.
• [٢١٠٢٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ:
رَأَيْتُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ كِسَاءَ خَزٍّ (١) أَغْبَرَ، كَسَاهُ إِيَّاهُ
مَرْوَانُ.
• [٢١٠٢٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ
قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ جُبَّةَ (٢) خَزٍّ، وَكِسَاءَ خَزٍّ،
وَأَنَا أَطُوفُ مَعَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ بِالْبَيْتِ. فَقَالَ سَعِيدٌ: لَوْ
أَدْرَكَهُ السَّلَفُ لأَوْجَعُوهُ.
• [٢١٠٢٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَكَمُ بْنُ
عُتَيْبَةَ قال: رأيتُ عَلَى شُرَيْحٍ مِطْرَفًا (٣) مِنْ خَزٍّ أَخْضَرَ وَهُوَ
يَقْضِي.
• [٢١٠٢٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ:
قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ مِطْرَفًا مِنْ خَزٍّ
أَخْضَرَ، كَسَتْهُ إِيَّاهُ عَائِشَةُ.
* [س/٣٠٠].
• [٢١٠٢٢]
[شيبة: ٢٥١٣٠].
(١)
الخز: ثياب سَدَاها (ما يمد طولًا في النسيج) من حرير، ولَحْمَتُها (خيوط النسج
العرضية يلحم بها السدى) من غيره. (انظر: القاموس الفقهي) (ص ١١٦).
(٢)
الجبة: ثوبٌ للرجال مفتوح الأمام، يُلبس عادة فوق القفطان، وفي الشتاء تبطن
بالفرو. (انظر: معجم الملابس) (ص ١٠٥).
(٣)
المطرف: الثوب الذي في طرفيه علمان. (انظر: النهاية، مادة: طرف).
• [٢١٠٢٥]
[شيبة: ٢٥١٢٣].
• [٢١٠٢٦] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَرَى بَنِيهِ
يَلْبَسُونَ الْخَزَّ، فَلَا يَعِيبُ عَلَيْهِمْ.
• [٢١٠٢٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
وَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ، قَالَ: رَأَيْتُ سِتَّةً (١) مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ
يلْبَسُونَ الْخَزَّ: سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، وَابْنُ عُمَرَ، وَجَابِرُ بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ، وَأَبُو سَعِيدٍ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ، وَأَنَسٌ.
° [٢١٠٢٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي
طَالِبٍ قَالَ: نَهَانِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَنْ لِبَاسِ الْمُعَصْفَرِ.
° [٢١٠٢٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ
قَالَ: رَأَى النَّبِيُّ ﷺ عَلَي عَبْدِ اللَّهِ (٢) بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ
ثَوْبَيْنِ مُعَصْفَرَيْنِ، فَقَالَ: «أُمُّكَ ألبَسَتْكَ هَذَيْنِ؟!» فَقَالَ:
نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا أُلْقِيهِمَا (٣)؟ قَالَ: «بَلْ حَرِّقْهُمَا».
° [٢١٠٣٠]
قال مَعْمَر: وَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِير أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَحَدَّ
إِلَيْهِ النَّظَرَ حِينَ رَآهُمَا عَلَيْهِ، وَقَالَ: «إِنَّ الْحُمْرَةَ مِنْ
زِينَةِ الشَّيْطَانِ، وإنَّ الشَّيْطَانَ يُحِبُّ الْحُمْرَةَ».
• [٢١٠٣١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ،
أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ * يَلْبَسُ الْمُعَصْفَرَ بَيْنَ نِسَائِهِ.
• [٢١٠٢٦] [شيبة: ١٦٥٣٥].
(١)
في (ف)، (س): «خمسة»، وهو وهم، والمثبت من البيهقي في شعب الإيمان«(٨/ ٢٦٨) من
طريق الدبري، عن المصنف، به، وكذا أورده الزيلعي في»نصب الراية«(٤/ ٢٢٨) معزوًّا
للمصنف.
° [٢١٠٢٨]
[الإتحاف: عه حم حب ط ١١٤٤٨٧] [شيبة: ٣١٨٣].
(٢)
قوله:»عبد الله«وقع في (ف)، (س):»عبد الرحمن«، وهو وهم. والمثبت من الطبراني
في»الكبير«(١٣/ ٤٨٦) من طريق المصنف، به، نحوه، وهو في»صحيح مسلم«(٢١٣٧) من طريق
طاوس، به، نحوه.
(٣)
في (ف):»ألقمها"، والمثبت من (س).
* [ف/١٢٤ ب].
° [٢١٠٣٢] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ: آخِرُ
صَلَاةٍ صَلَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ في مِلْحَفَةٍ مُوَرَّسَةٍ (١).
• [٢١٠٣٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ
ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَأْمُرُ بِشَيءٍ مِنْ زَعْفَرَانٍ وَمِشْقٍ (٢)، فَيُضْبَغُ
بِهِ ثَوْبُه، فَيَلْبَسُهُ.
قال عبد الرزاق: وَرُبَّمَا رَأَيْتُ
مَعْمَرًا يَلْبَسُهُ.
° [٢١٠٣٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ،
عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «لَا
يَبِيتَنَّ الرَّجُلُ وَحْدَهُ فِي الْبَيْتِ وَعَلَيهِ مَجَاسِدُ (٣)، فَإِنَّ
إِبْلِيسَ أَسْرَعُ شَيْءٍ إِلَى الْحُمْرَةِ، وَإِنَّهُمْ يُحِبُّونَ الْحُمْرَةَ».
• [٢١٠٣٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ
الْخَطابِ رَأَى عَلَى رَجُلٍ ثَوْبًا مُعَصْفَرًا، فَقَالَ: دَعُوا هَذِهِ
الْبَرَّاقَاتِ لِلنِّسَاءِ.
• [٢١٠٣٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ أَنَّ
ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُعَصْفِرُ لِبَعْضِ نِسَائِهِ.
قَالَ الزُّهْرِيُّ، وَكَانَتْ
عَائِشَةُ تَلْبَسُ الْمُعَصْفَرَ.
• [٢١٠٣٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ بُدَيْلٍ
الْعُقَيْلِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ (٤) بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شِخِّيرٍ،
عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدَ الْخُزَاعِيِّ، قَالَ: رَأَى
(١) مورسة: مصبوغة بالورس، وهو: نبت أصفر
يُزرع باليمن ويصبغ به. (انظر: المصباح المنير، مادة: ورس).
(٢)
المشق: الطين الأحمر، ويستخدم في صبغ الثياب. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: مشق).
(٣)
المجاسد: جمع مجسد، وهو المصبوغ المشبع بالجسد، وهو الزعفران أو العُصْفر. (انظر:
النهاية، مادة: جسد).
(٤)
قوله: «أبي العلاء» تصحف في (ف) إلى: «أبي العلى»، والمثبت من
(س)، وهو الموافق لما في «المحلى»
لابن حزم (٢/ ٣٨٩) من طريق معمر، به. وينظر ترجمته في: «التاريخ الكبير» للبخاري
(٨/ ٣٤٥).
عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى
رَجُلٍ ثَوْبَيْنِ مُمَصَّرَيْنِ، فَقَالَ: أَلْقِ هَذَيْنِ عَنْكَ، فَقَالَ: يَا
أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَمَا إِنِّي لَمْ أَلْبَسْهُمَا قَبْلَ يَوْمِي هَذَا،
فَقَالَ عُمَرُ: قَدْ رَأَيْتُهُمَا عَلَيْكَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ
الرَّجُلُ: نَسِيتُ، أَسْتَغْفِرُ اللهَ، فَقَالَ عُمَرُ: لَعَلَّكَ أَنْ
تُوَهِّنَ مِنْ عَمَلِكَ مَا هُوَ أَشَدُّ عَلَيْكَ مِنْ هَذَا.
• [٢١٠٣٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ صَلَّى مَعَ
عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي خِلَافَتِهِ، قَالَ: وَكَانَ يُصلِّي بِنَا
عَلَيْهِ مُلَيَّةٌ (١) لَهُ صفْرَاءُ، يَعْنِي: رَيْطَةً (٢).
° [٢١٠٣٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ
جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ (٣)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو (٤)، أَنَّ
النَّبِيَّ ﷺ أَحَدَّ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو النَّظَرَ حِينَ رَآهُمَا
عَلَيْهِ، وَقَالَ لَهُ: «أَلْقِ هَذَيْنِ، فَإِنَّهُمَا مِنْ ثِيَابِ الْكُفَّارِ».
• [٢١٠٤٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ
النَّبِيَّ ﷺ قالَ: «الْحُمْرَةُ مِنْ زِينَةِ الشَّيْطَانِ، وَإِنَّ الشَّيْطَانَ
يُحِبُّ الْحُمْرَةَ».
١١٩
- بَابُ
شُهْرَةِ الثِّيَابِ
• [٢١٠٤١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ
شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ
(١) الملية: تصغير ملاءة، وهي: ثوب من قطعة
واحدة ذو شقين متضامين. (انظر: المعجم العرب الأساسي، مادة: ملأ).
(٢)
الريطة: كل ثوب رقيق لين، والجمع رَيْط ورِيَاط. (انظر: النهاية، مادة: ريط).
* [٢١٠٣٩]
[شيبة:٢٥٢٢٣].
(٣)
قوله: «عن جبير بن نفير» ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من «مستخرج أبي عوانة» (٥/
٢٣٧) من طريق الدبري عن المصنف، به. وينظر: «الإتحاف» (١١٦٣٩).
(٤)
قوله: «عبد الله بن عمرو» تصحف في (ف)، (س) إلى: «عبد الله بن عمر»، والتصويب من
المصدر السابق.
قَالَ: مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ
(١)، أَوْ رَكِبَ مَرْكَبَ شُهْرَةٍ، أَعْرَضَ اللَّهُ عَنْه، وإِنْ كَانَ
عَلَيْهِ كَرِيمًا.
• [٢١٠٤٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ،
أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ يَتَلأْلأ،
فَأَمَرَ بِهِ عُمَرُ فَمُزَّقَ عَلَيْهِ، فَتَطَايَرَ فِي أَيْدِي النَّاسِ.
قَالَ مَعْمَرٌ: أَحْسَبُهُ * حَرِيرًا.
• [٢١٠٤٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ فِي الَّذِي
يَلْوِي الْعِمَامَةَ عَلَي رَأْسِهِ وَلَا يَجْعَلُهَا تَحْتَ ذَقْنِهِ، قَالَ:
تِلْكَ عِمَّةُ الشَّيْطَانِ.
• [٢١٠٤٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ
عُمَرَ قَالَ: مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ فِي الدُّنْيَا، أَلْبَسَهُ اللهُ (٢)
ذُلًّا يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
١٢٠
- بَابُ
إِسْبَالِ (٣) الْإِزَارِ *
° [٢١٠٤٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ
أَسْلَمَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ
يقُولُ: «مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ مِنَ الْخُيَلَاءِ لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ (٤)
إِلَيْهِ».
(١) ثوب الشهرة: الثوب الذي إذا لبسه الإنسان
افتضح به، واشتهر بين الناس. (انظر: جامع الأصول) (١٠/ ٦٥٨).
* [ف/ ١٢٥ أ].
• [٢١٠٤٤]
[الإتحاف: حم ١٠٢٤١] [شيبة: ٢٥٧٧٥، ٢٥٧٧٨].
(٢)
لفظ الجلالة ليس في (ف)، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في «شعب الإيمان»
للبيهقي (٨/ ٢٧٤) من طريق الدبري، عن المصنف، به.
(٣)
الإسبال: إطالة الثوب وإرساله إلى الأرض. (انظر: النهاية، مادة: سبل).
* [س/٣٠١].
الإزار والمئزر: ثوب يحيط بالنصف
الأسفل من الجسد. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: أزر).
(٤)
اسم الجلالة ليس في (ف)، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في «شعب الإيمان»
للبيهقي (٨/ ٢١٢) من طريق الدبري، عن المصنف، به، وهو في «مسند أحمد» (٦٤٥١) من
طريق المصنف، به.
قَالَ زَيْدٌ: وَقَدْ كَانَ ابْنُ
عُمَرَ يُحَدِّثُ: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ رَآهُ وَعَلَيْهِ إِزَارٌ يَتَقَعْقَعُ،
يَعْنِي: جَدِيدًا (١)، قَالَ: «مَنْ هَذَا»؟ قُلْتُ: عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ:
«إِنْ كنْتَ عَبْدَ اللَّهِ فَارْفَعْ إِزَارَكَ»، قَالَ: فَرَفَعْتُه، قَالَ:
«زِدْ»، قَالَ: فَرَفَعْتُهُ حَتَّى بَلَغَ نِصْفَ السَّاقِ، ثُمَّ الْتَفَتَ
إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: «مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ مِنَ الْخُيَلَاءِ لَمْ
يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ
إِزَارِي يَسْتَرْخِي (٢) أَحْيَانًا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «لَسْتَ مِنْهُمْ».
° [٢١٠٤٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبَّهٍ، أَنَّهُ
سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ اللهَ لَا
يَنْظُرُ إِلَى الْمُسْبِلِ» يَعْنِي: إِزَارَهُ.
° [٢١٠٤٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَن مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي
تَمِيمَةَ التمِيمِيِّ (٣) قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ:
إِلَى مَا (٤) تَدْعُو؟ فَقَالَ: «أَدْعُوكَ إِلَى الَّذِي إِذَا يَبِسَتْ
أَرْضُكَ وَأَجْدَبَتْ دَعَوْتَهُ فَأَنْبَتَ لَكَ، وَأَدْعُوكَ إِلَى الَّذِي
إِذَا نَزَلَ بِكَ الضُّرُّ دَعَوْتَهُ فَكَشَفَ عَنْكَ، وَأَدْعُوكَ إِلَى
الَّذِي إِذَا أَضْلَلْتَ ضَالَّةً وَأَنْتَ بِأَرْضِ فَلَاةٍ دَعَوْتَهُ فَرَدَّ
عَلَيْكَ ضَالَّتَكَ»، قَالَ: فَبِمَ تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: «لَا تَسُبَّ أَحَدًا،
وَلَا تَحْقِرَنَّ شَيْئًا مِنَ الْمَعْرُوفِ، وَإِذَا كَلَّمَكَ أَخَاكَ
فَكَلِّمْهُ وَوَجْهُكَ مُنْبَسِطٌ إِلَيْهِ، وَإِذَا اسْتَسْقَاكَ مِنْ دَلْوِكَ
فَاصْبُبْ لَه، وإذَا اتَّزَرْتَ فَلْيَكُنْ إِزَارُكَ إِلَي نِصْفِ السَّاقِ إِلَى
الْكَعْبَيْنِ، وَإِيَّاكَ وَإسْبَالَ الإزَارِ، فَإِنَّ إِسْبَالَ الإزَارِ مِنَ
الْمَخِيلَةِ، وَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمَخِيلَةَ».
(١) تصحف في (ف)، (س) إلى: «حريرا»، والمثبت
من المصدرين السابقين.
(٢)
الاسترخاء: الانبساط والاتساع، والمراد: سقوط الثوب عن وسطه من نحافته، فيطول عن
الكعبين. (انظر: مجمع البحار، مادة: رخا).
° [٢١٠٤٦]
[الإتحاف: عه حم ٢٠١٩٤].
(٣)
في (ف)، (ت): «التيمي»، والمثبت هو الذي وقفنا عليه، فقد نسبه ابن سعد في
«الطبقات» (٩/ ١٥٢) لبني تميم، ونسبه الذهبي في «المقتنى» (١/ ١٣٤): «التميمي»،
والله أعلم.
(٤)
قوله: «إلى ما» وقع في (ف): «أما» وله وجه، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في
«الكني والأسماء» للدولابي (١/ ٥٥)، و«سيرة ابن إسحاق» (١/ ٢٨٩) من طريق أبي
إسحاق، به.
° [٢١٠٤٨] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ (١)، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ
يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «بَيْنَا رَجُلٌ يَتَبَخْتَرُ (٢) فِي حُلَّةٍ
مُعْجَبًا بِجُمَّتِهِ (٣)، قَدْ أَسْبَلَ إِزَارَه، خُسِفَتْ (٤) بِهِ الْأَرْض،
فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ (٥)»، أَوْ قَالَ: «يَهْوِي (٦) فِيهَا إِلَى يَوْمِ
الْقِيَامَةِ».
° [٢١٠٤٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ
نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ مِنَ
الْخُيَلَاءِ، لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»، فَقَالَتْ
أُمُّ سَلَمَةَ: فَكَيْفَ يَصْنَعُ النِّسَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ
بِذُيُولِهِنَّ؟ قَالَ: «يُرْخِينَ (٧) شِبْرًا»، قَالَتْ: إِذَنْ تَنْكَشِفُ
أَقْدَامُهُنَّ، قَالَ: «فَيُرْخِينَهُ ذِرَاعًا * لَا يَزِدْنَ عَلَيْهِ».
• [٢١٥٥٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنِ
الْحَسَنِ، أَنَّ
النَّبِيَّ ﷺ أزَّرَ فَاطِمَةَ
فَأَرْخَاهُ شِبْرًا. ثُمَّ قَالَ: «هَكَذَا».
° [٢١٠٥١]
قال مَعْمَرٌ: وَأَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَرْخَاهُ
شِبْرًا، ثُمَّ قَالَ: «هَذِهِ سُنَّةٌ لِلنِّسَاءِ فِي ذُيُولِهِنَّ».
° [٢١٠٤٨] [الإتحاف: حم ١٩٧٨٠].
(١)
قوله: «عن محمد بن زياد» كذا في (ف)، (س)، وكذا أخرجه الإمام أحمد (٧٧٤٥)، وابن
راهويه (١/ ١٤٥) في «مسنديهما» عن المصنف، به، والحديث أخرجه الإمام مسلم (٢١٤٨/
٣)، وأبو عوانة في «المسند» (٥/ ٢٤٣)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (٨/ ٢١٤) جميعا
من طريق المصنف، عن معمر، عن همام بن منبه، به.
(٢)
التبختر: مشية التكبر المعجب بنفسه. (انظر: التاج، مادة: بختر).
(٣)
الجمة: ما سقط على المنكبين من شعر الرأس. (انظر: النهاية، مادة: جمم).
(٤)
الخسف: سقوط الأرض بما عليها. (انظر: اللسان، مادة: خسف).
(٥)
يتجلجل: يغوص في الأرض حين يُخْسَفُ به. (انطر: النهاية، مادة: جلجل).
(٦)
الهوي: الهبوط. (انظر: النهاية، مادة: هوا).
° [٢١٠٤٩]
[شيبة:٢٥٣٠٥،٢٥٣٠٤].
(٧)
الإرخاء: الإطالة. (انظر: المعجم العربي الأساسي، مادة: رخو).
* [١٢٥/
ب].
° [٢١٠٥٢] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيةَ، عَنْ خُرَيْمٍ رَجُلٍ
مِنْ بَنِي أَسَدٍ (١)، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «لَوْلَا أَنَّ فِيكَ
اثْنَتَيْنِ كُنْتَ أَنْتَ أَنْتَ»، قَالَ: إِنَّ وَاحِدَةً لَتَكْفِينِي، قَالَ:
«تُسْبِلُ إِزَارَكَ، وَتُوَفِّرُ شَعَرَكَ»، قَالَ: لَا جَرَمَ (٢)، وَاللَّهِ
لَا أَفْعَلُ.
• [٢١٠٥٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ جُدْعَانَ، عَنْ أَبِي
رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَا تَحْتَ الْكَعْبَيْنِ مِنَ الْإِزَارِ
فِي النَّارِ.
• [٢١٠٥٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ
قَالَ: الْإِزَارُ فَوْقَ الْكَعْبَيْنِ، وَالْقَمِيصُ فَوْقَ الْإِزَارِ (٣)،
وَالرِّدَاءُ فَوْقَ الْقَمِيصِ.
• [٢١٠٥٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ
أَخِي الزُّهْرِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ إِزَارُهُ إِلَي أَنْصَافِ
سَاقَيْهِ، وَالْقَمِيصُ فَوْقَ الْإِزَارِ، وَالرِّدَاءُ فَوْقَ الْقَمِيصِ.
° [٢١٠٥٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ لِأَصْحَابِهِ: «ارْفَعُوا أُزُرَكُم، ارْفَعُوا، ارْفَعُوا»، قَالَ:
فَرَفَعُوهَا إِلَى رُكَبِهِمْ، ثُمَّ قَالَ: «اخْفِضُوا، اخْفِضُوا، اخْفِضُوا»،
فَخَفَضُوهَا إِلَى أَنْصافِ سُوقِهِمْ، ثمَّ قَالَ: «إِنِّي رَأَيْتُ
الْمَلَائِكَةَ وَلبَاسُهُمْ هَكَذَا، أَوْ أُزُرُهُمْ هَكَذَا».
° [٢١٠٥٢] [الإتحاف: حم كم ٤٤٨٧].
(١)
قوله: «عن خريم، رجل من بني أسد» تصحف في (ف)، (س) إلى: «عن جرير، عن رجل من بني
أسد»، والتصويب من «مسند أحمد» (١٩٢٠١) عن المصنف، به. وينظر «جامع المسانيد» لابن
كثير (٢/ ٦٣٧)، «غاية المقصد» للهيثمي (٤/ ١٧٢).
(٢)
لا جرم: كلمة كانت في الأصل بمنزلة لا بد ولا محالة، فكثر استعمالهم لها حتى صارت
بمنزلة حقا. (انظر: غريب ابن الجوزي، مادة: جرم).
• [٢١٠٥٤]
[شيبة: ٢٥٣٤٠].
(٣)
ليس في (ف)، (س)، والمثبت من «التمهيد» لابن عبد البر (٢٠/ ٢٢٨) عن طاوس، وهو عند
ابن أبي شيبة في «المصنف» (٢٥٣٤٠) من وجه آخر عنه بلفظ: «كان قميصه فوق الإزار،
والرداء فوق القميص».
° [٢١٠٥٧] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَيْضًا قَالَ: قُلْتُ لِنَافِعٍ: أَرَأَيْتَ قَوْلَ
النَّبِيِّ ﷺ: «مَا تَحْتَ الْكَعْبَيْنِ مِنَ الإزَارِ فِي النارِ»، أَمِنَ
الْإِزَارِ أَمْ مِنَ الْقَدَمِ؟ قَالَ: وَمَا ذَنْبُ الْإِزَارِ؟
• [٢١٠٥٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: كَانَتِ
الشُّهْرَةُ فِيمَا مَضَى فِي تَذْيِيلِهَا، وَالشُّهْرَةُ الْيَوْمَ فِي
تَقْصِيرِهَا.
١٢١
- التَّنَعُّمُ
وَالسِّمَنُ (١)
• [٢١٠٥٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ،
قَالَ: جَلَسَ إِلَيْنَا رَجُلٌ، وَنَحْنُ غِلْمَانٌ، فَقَالَ: كَتَبَ إِلَيْنَا
عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ زَمَنَ كَذَا وَكَذَا أَنِ اتَّزِرُوا، وَارْتَدُوا،
وَانْتَعِلُوا (٢)، وَقَابِلُوا النِّعَالَ، وَعَلَيْكُمْ بِعَيْشِ مَعَدٍّ،
وَذَرُوا التَّنَعُّمَ، وَزِيَّ الْأَعَاجِمِ. وَقَابِلُوا النِّعَالَ يَعْنِي:
زِمَامَيْنِ.
• [٢١٠٦٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ
الْخَطَّابِ، كَتَبَ إِلَى أَبِي مُوسَى أَمَّا بَعْد، فَاتَّزِرُوا، وَارْتَدُوا،
وَأَلْقُوا السَّرَاوِيلَاتِ (٣)، وَأَلْقُوا الْخِفَافَ (٤)، وَاحْتَفُوا،
وَانْتَعِلُوا، وَقَابِلُوا بَيْنَهُمَا، وَاخْشُنُوا، وَاخْشَوْشِنُوا،
وَاخْلَوْلِقُوا، وَتَمَعْدَدُوا، فَإِنَّكُمْ مَعَدٌّ، وَارْتَمُوا الْأَغْرَاضَ
(٥)، وَاقْطَعُوا الرُّكُبَ (٦)، وَانْزُوا عَلَى
(١) السِّمن والسمانة: أن يتكثر المرء بما
ليس عنده، ويدعي ما ليس له من الشرف، وقيل: أن يجمع الأموال، وقيل يحب التوسع في
المآكل والمشارب، وهي أسباب السِّمَن. (انظر: النهاية، مادة: سمن).
(٢)
التنعل والانتعال: لبس الحذاء. (انظر: معجم اللغة العربية المعاصرة، مادة: نعل).
(٣)
السراويل والسراويلات: جمع سروال، أو: سروالة، وهو: لباس يستر العورة إلى أسفل
الجسم. (انظر: معجم الملابس) (ص ٢٣٤).
(٤)
الخفاف: جمع الخف، وهو نوع من الأحذية الجلدية، يلبس فوقها حذاء آخر. (انظر: معجم
الملابس) (ص ١٥٢).
(٥)
الأغراض: جمع الغرض، وهو: الهدف الذي يرمى إليه. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: غرض).
(٦)
الركب: جمع ركاب، وهي: الرواحل من الإبل، وقيل: جمع ركوب، وهو: ما يركب من كل
دابة. (انظر: النهاية، مادة: ركب).
ظُهُورِ الْخَيْلِ نَزْوًا،
وَاسْتَقْبِلُوا بِوُجُوهِكُمُ الشَّمْسَ، فَإِنَّهَا حَمَّامَاتُ الْعَرَبِ،
وإيَّاكُمْ وَزِيَّ الْأَعَاجِمِ، وَتَنْعِيمَهُمْ، وَعَلَيْكُمْ بِلُبْسَةِ
أَبِيكُمْ * إِسْمَاعِيلَ.
• [٢١٠٦١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ،
قَالَ: رَأَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَزِيدَ (١) بْنَ أَبِي سُفْيَانَ كَاشِفًا
عَنْ بَطْنِهِ، فَرَأَى جِلْدَةً نَقِيَّةً، فَرَفَعَ عَلَيْهِ الدِّرَّةَ،
وَقَالَ: أَجِلْدَةُ كَافِرٍ؟ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ أَرْضَ الشَّامِ أَرْضٌ
طَيِّبَةُ الْعَيْشِ، فَسَكَتَ.
° [٢١٠٦٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ
النَّبِيُّ ﷺ: «خَيْرُ أُمَّتِي الْقَرْنُ (٢) الَّذِينَ بُعِثْتُ فِيهِمْ، ثُمَّ
الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَظْهَرُ الْكَذِبُ
فَيَحْلِفُونَ وَلَا يُسْتَحْلَفُونَ، وَيَشْهَدُونَ وَلَا يُسْتَشْهَدُونَ (٣)،
وَيَنْذِرُونَ وَلَا يُوفُونَ (٤)، وَيَفْشُو فِيهِمُ السِّمَنُ».
• [٢١٠٦٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ
مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: دُعِيَ ابْنُ مَسْعُودٍ فَقُرِّبَ لَهُ ثَرِيدٌ
فَأَكَلَ، ثُمَّ قُرِّبَ لَهُ شِوَاءٌ فَأَكَلَ، ثُمَّ قُرِّبَ لَهُ فَاكِهَةٌ
فَأَكَلَ، ثُمَّ قُرَّبَ لَهُ دالحرح (٥)، فَقَالَ: قَرَّبْتُمْ لَنَا ثَرِيدًا
فَأَكَلْنَا، ثُمَّ قَرَّبْتُمْ لَنَا شِوَاءً فَأَكَلْنَا، ثُمَّ قَرَّبْتُمْ
فَاكِهَةً فَأَكَلْنَا، ثُمَّ أَتَيْتُمْ بِهَذَا، أَهْلُ رِيَاءٍ! فَلَمْ
يَأْكُلْهُ.
* [ف/١٢٦ أ].
* [س/٣٠٢].
(١)
في (س): «شرحبيل»، والمثبت من (ف).
(٢)
القرن: أهل كل زمان، وهو مقدار التوسط في أعمار أهل كل زمان، مأخوذ من الاقتران،
والمراد: الصحابة ثم التابعون. (انظر: النهاية، مادة: قرن).
(٣)
الاستشهاد: أداء الشهادة قبل أن يطلبها صاحب الحق منهم، وقيل: الذين يشهدون
بالباطل.
(انظر: النهاية، مادة: شهد).
(٤)
في (ف): «يفون»، والمثبت من (س).
يفون: يُتمّون ما وعدوا به. (انظر:
اللسان، مادة: وفى).
(٥)
كذا رسمه في (ف)، وغير واضح في (س).
• [٢١٠٦٤] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، أَوْ غَيْرِهِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ:
دَخَلَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَلَى أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ، فَقَرَّبَ
لَهُ ثَرِيدًا عَلَيْهِ لَحْمٌ، فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: مَا أَنَا بِآكِلِهِ
حَتَّى تَجْعَلُوا فِيهِ سَمْنًا، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ
أَبَاكَ قَدْ نَهَى عَنْ ذَلِكَ؟! فَقَالَ الْقَوْمُ: أَطْعِمْ أَخَاكَ، قَالَ:
فَصَنَعَ فِيهِ سَمْنًا، فَبَيْنَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ دَخَلَ عُمَر، فَأَهْوَى
بِيَدِهِ، فَأَكَلَ لُقْمَةً، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَنَظَرَ فِي وُجُوهِ
الْقَوْمِ، ثُمَّ رَفَعَ الدِّرَّةَ فَضرَبَ عُبَيْدَ اللَّهِ، ثُمَّ أَرَادَ أَنْ
يَضْرِبَ الْجَارِيَةَ، فَقَالَتْ: مَا ذَنْبِي؟ أَنَا مَأْمُورَةٌ، فَخَرَجَ
وَلَمْ يَقُلْ لِعَبْدِ اللَّهِ شَيْئًا.
١٢٢
- بَابُ
الرِّيحِ وَالْغَيْثِ
° [٢١٠٦٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ
الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ إِذَا رَأَى
الْغَيْثَ قَالَ: «اللَّهُمَّ صَيِّبًا (١) هَنِيئًا».
° [٢١٠٦٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنِ
الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ إِذَا رَأَى الْغَيْثَ
قَالَ: «اللَّهُمَّ صَيِّبًا سَيْبًا (٢) هَنِيئًا».
° [٢١٠٦٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ،
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ إذَا رَأَى مَخِيلَةً (٣) تَغَيَّرَ
وَجْهُه، وَدَخَلَ وَخَرَجَ (٤)، وَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ،
° [٢١٠٦٥] [الإتحاف: حب حم ٢٢٦٥٩].
(١)
الصيب: المنهمر التدفق. (انظر: النهاية، مادة: صيب).
° [٢١٠٦٦]
[الإتحاف: حب حم ٢٢٦٥٩].
(٢)
السيب: المطر الجاري أو العطاء. (انظر: النهاية، مادة: سيب).
° [٢١٠٦٧]
[الإتحاف: حم ٢١٧٤٤].
(٣)
المخيلة: السحابة الخليقة بالمطر. (انظر: النهاية، مادة: خيل).
(٤)
ليس في (ف)، (س)، والمثبت من «الحلية» لأبي نعيم (٤/ ٢٣) من طريق الدبري، عن
المصنف، به، وهو في «التفسير» للمصنف (٢/ ٢٥٤)، ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد في
«المسند» (٢٥٩٧٩)، به.
فَإِذَا مَطَرَتْ سُرِّيَ عَنْهُ
(١)، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ كُلَّهُ لَه، فَقَالَ:»مَا أَمِنْتُ أَنْ تَكُونَ كَمَا
قَالَ اللَّهُ: ﴿فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ﴾ إِلَي
قَوْلِهِ ﴿فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [الأحقاف: ٢٤].
° [٢١٠٦٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ *، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ،
أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «نُصِرْتُ بِالصَّبَا (٢)، وَأُهْلِكَتْ عَادٌ
بِالدَّبُور (٣)».
• [٢١٠٦٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ حَيَّانَ بْنِ
عُمَيْرٍ الْقَيْسِيِّ (٤)، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: مَا رَاحَتْ جَنُوبٌ
قَطُّ إِلَّا سَالَ فِي وَادٍ مَاءٌ (٥) رَأَيْتُمُوهُ أَوْ لَمْ تَرَوْهُ.
° [٢١٠٧٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي
ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: أَخَذَتِ النَّاسَ رِيحٌ
بِطَرِيقِ مَكَّةَ، وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ حَاجٌّ، فَاشْتَدَّتْ عَلَيْهِمْ،
فَقَالَ عُمَرُ لِمَنْ حَوْلَهُ: مَنْ يُحَدِّثُنَا عَنِ الرِّيحِ؟ فَلَمْ
يَرْجِعُوا إِلَيْهِ شَيْئًا، قَالَ: فَبَلَغَنِي الَّذِي سَأَلَ عَنْهُ عُمَرُ
مِنْ ذَلِكَ، فَاسْتَحْثَثْتُ رَاحِلَتِي حَتَّى أَدْرَكْتُه، فَقُلْتُ: يَا
أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أُخْبِرْتُ (٦) أَنَّكَ سَأَلْتَ عَنِ الرِّيحِ، وإِنِّي
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «الرِّيحُ مِنْ رَوْحِ (٧) اللَّهِ، تَأْتِي
بِالرَّحْمَةِ، وَتَأْتِي بِالْعَذَابِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَلَا
تَسُبُّوهَا، وَسَلُوا اللَّهَ خَيْرَهَا، وَاسْتَعِيذُوا بِهِ مِنْ شَرِّهَا».
(١) التسرية: الكشف والإزالة. (انظر:
النهاية، مادة: سرى).
* [ف/١٢٦ ب].
(٢)
الصبا: الريح تهب من المشرق. (انظر: ذيل النهاية، مادة: صبا).
(٣)
الدبور: ريح تهب من المغرب وتقابل القبول، وهي ريح الصِّبَا، والجمع: دبر، ودبائر.
(انظر: المعجم الوسيط، مادة: دبر).
(٤)
تصحف في (ف)، (س) إلى: «العبسي»، والتصويب من مصادر ترجمته. وينظر: «الطبقات
الكبرى» لابن سعد (٩/ ١٨٨)، «تهذيب الكمال» للمزي (٧/ ٤٧٢).
(٥)
ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من «التفسير» للمصنف (٢/ ٢٥٤)، ومن طريقه أخرجه أبو
الشيخ في كتاب «العظمة» (٤/ ١٣٤٩) بلفظ: «في واد ما» بدل: «في واد ماء».
° [٢١٠٧٠]
[الإتحاف: عه حب كم حم ١٧٩١٩] [شيبة: ٢٦٨٣٦، ٢٩٨٢٨].
(٦)
ليس في (ف)، (س)، والمثبت من «الدعاء» للطبراني (٩٧١) عن إسحاق الدبري، عن المصنف،
به.
(٧)
روح: أي رحمة. (انظر: النهاية، مادة: روح).
١٢٣ - بَابُ مَا يُقَالُ إِذَا سُمِعَ
الرَّعْدُ
• [٢١٠٧٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ،
أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَمِعَ الرَّعْدَ، قَالَ: سُبْحَانَ مَنْ سَبَّحْتَ لَهُ.
• [٢١٠٧٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ جَعْفَرٍ الْجَزَرِيِّ، أَنَّهُ
بَلَغَه، عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنهُ كَانَ إِذَا سَمِعَ الرَّعْدَ قَالَ: اللَّهُمَّ
لَا تُسَلِّطْ عَلَيْنَا سَخَطَكَ (١)، وَلَا تُهْلِكْنَا بِعَذَابِكَ، وَعَافِنَا
قَبْلَ ذَلِكَ.
١٢٤
- بَابُ
اتِّبَاعِ الْبَصَرِ النَّجْمَ
° [٢١٠٧٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ،
قَالَ: تَعَشَّى أَبُو قَتَادَةَ فَوْقَ ظَهْرِ بَيْتٍ لَنَا، فَرُمِيَ بِنَجْمٍ
فَنَظَرْنَا إِلَيْهِ، فَقَالَ: لَا تُتْبِعُوهُ أَبْصَارَكُمْ، فَإِنَّا قَدْ
نُهِينَا عَنْ ذَلِكَ.
١٢٥
- بَابُ
مَسْأَلَةِ النَّاسِ
° [٢١٠٧٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَارُونَ بْنِ
رِئَابٍ، عَنْ كِنَانَةَ الْعَدَوِيِّ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ قَبِيصةَ
بْنِ مُخَارِقٍ إِذْ جَاءَهُ نَفَرٌ مِنْ قَوْمِهِ يَسْتَعِينُونَهُ فِي نِكَاحِ
رَجُلٍ مِنْهُمْ، فَأَبَى أَنْ يُعْطِيَهُمْ شَيْئًا، فَانْطَلَقُوا مِنْ
عِنْدِهِ، قَالَ كِنَانَةُ: فَقُلْتُ لَهُ: أَنْتَ سَيِّدُ قَوْمِكَ (٢)
وَأَتَوْكَ يَسْأَلُونَكَ، فَلَمْ تُعْطِهِمْ شَيْئًا، قَالَ: أَمَّا فِي هَذَا
فَلَا أُعْطِي شَيْئًا (٣)، وَسَأُخْبِرُكَ عَنْ ذَلِكَ: إِنِّي تَحَمَّلْتُ
بِحَمَالَةٍ فِي قَوْمِي، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ
• [٢١٠٧١] [شيبة:٢٩٨٢٢].
(١)
السخط: الكراهية للشيء، وعدم الرضا به. (انظر: النهاية، مادة: سخط).
(٢)
ليس في (ف)، (س)، والمثبت من الطبراني في «المعجم الكبير» (١٨/ ٣٧٠)، والبغوي في
«شرح السنة» (٦/ ١٢٢) من طريق الدبري، عن المصنف، به. وينظر «التفسير» للمصنف (٢/
١٥٥).
(٣)
قوله: «فلا أعطي شيئا» ليس في (ف)، (س) واستدركناه من المصادر السابقة، وزادوا
بعده: «ولو عصبه بقد حتى يقحل لكان خيرا له من أن يسأل في مثل هذا».
فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
إِنِّي تَحَمَّلْتُ بِحَمَالَةٍ فِي قَوْمِي، وَأَتَيْتُكَ لِتُعِينَنِي فِيهَا،
قَالَ: «بَلْ نَحْمِلُهُ عَنْكَ يَا قَبِيصَة، وَنُؤَدِّيهَا إِلَيْهِمْ مِنَ
الصَّدَقَةِ»، ثُمَّ قَالَ: «يَا قَبِيصَة، إِنَّ الْمَسْأَلَةَ حَرُمَتْ * إِلَّا
فِي إِحْدَى ثَلَاثِ: فِي رَجُلٍ أَصَابَتْهُ جَائِحَةٌ (١) فَاجْتَاحَتْ مَالَه،
فَيَسْأَلُ حَتَّى يُصِيبَ قِوَامًا (٢) مِنْ عَيْشِهِ ثُمَّ يُمْسِك، وَفِي
رَجُلٍ أَصَابَتْهُ حَاجَةٌ حَتَّى شَهِدَ لَهُ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ مِنْ ذَوِي
الْحِجَا (٣) مِنْ قَوْمِهِ أَنَّ الْمَسْأَلَةَ قَدْ حَلَّتْ لَه، فَيَسْأَلُ
حَتَّى يُصِيبَ * قِوَامًا مِنَ الْعَيْشِ ثُمَّ يُمْسِك، وَفيِ رَجُلٍ تَحَمَّلَ
بِحَمَالَةٍ فَيَسْأَلُ حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَمْسَكَ، وَمَا كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ
فَإِنَّهُ سُحْتٌ، يَأْكُلُهُ صَاحِبُهُ سُحْتًا».
° [٢١٠٧٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَاصمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ
أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ ثَوْبَانَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «مَنْ يَتَكَفَّلُ
لِي ألَّا يَسْأَلَ شَيْئًا، وَأَتَكَفُّلُ لَهُ بِالْجَنَّةِ»؟ قَالَ ثَوْبَانُ
مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ: أَنَا، قَالَ: فَكَانَ يَعْلَمُ أَن ثَوْبَانَ لَا
يَسْأَلُ أَحَدًا شَيْئًا.
• [٢١٠٧٦]
قال مَعْمَرٌ: وَبَلَغَنِي أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تَقُولُ: تَعَاهَدُوا
ثَوْبَانَ، فَإِنَّهُ لَا يَسْأَلُ أَجَدًا شَيْئًا، قَالَ: وَكَانَتْ تَسْقُطُ
مِنْهُ الْعَصَا، أَوِ السَّوْطُ فَمَا يَسْأَلُ أَحَدًا أَنْ يُنَاوِلَهُ
إِيَّاه، حَتَّى يَنْزِلَ فَيَأْخُذَهُ.
° [٢١٠٧٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ
أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «لأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ أَحْبُلَهُ
فَيَحْتَطِبَ عَلَى ظَهْرِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ
أَوْ مَنَعُوهُ».
* [ف/١٢٧ أ].
(١)
الجائحة: الآفة التي تهلك الثمار والأموال وتستأصلها، وهي أيضًا: كل مصيبة عظيمة
وفتنة مبيرة (مهلكة)، والجمع: جوائح. (انظر: النهاية، مادة: جوح).
(٢)
القوام: ما يقوم بحاجته الضرورية، وقوام الشيء: عماده الذي يقوم به. (انظر:
النهاية، مادة: قوم).
(٣)
الحجا: العقل. (انظر: النهاية، مادة: حجا).
* [س/٣٠٣].
° [٢١٠٧٧]
[شيبة: ١٠٧٨٠].
° [٢١٠٧٨] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «مَنْ كَانَتْ
لَهُ أَوْ عِنْدَهُ أُوقِيَّةٌ (١) أَوْ عَدْلُهَا (٢)، ثُمَّ سَأَلَ، فَقَدْ
سَأَلَهُمْ إِلْحَافًا (٣)».
° [٢١٠٧٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ
أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَمْزَةَ (٤) بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ
أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا تَزَالُ الْمَسْأَلَةُ بِأَحَدِكُمْ
حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وَلَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ (٥) لَحْمٍ».
° [٢١٠٨٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ،
أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: «لأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلًا فَيَحْطِبَ عَلَي
ظَهْرِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ، أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوه،
فَإِنَّ مَسْأَلَةَ الْغَنِيِّ خُدُوشٌ فِي وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
° [٢١٠٨١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءٍ بْنِ
يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: جَاءَ نَاسٌ مِنَ
الْأَنْصَارِ فَسَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فأَعْطَاهُمْ، قَالَ: فَجَعَلَ لَا
يَسْأَلُهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ إِلَّا أَعْطَاه، حَتَّى نَفِدَ مَا عِنْدَه، ثُمَّ
قَالَ لَهُمْ حِينَ أَنْفَقَ كُلَّ شَيْءٍ عِنْدَهُ: «مَا يَكُنْ عِنْدَنَا مِن
خَيْرٍ فَلَنْ نَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ، وإِنَّهُ مَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ
اللَّه، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّه، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ الله،
وَلَنْ تُعْطَوْا عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ».
(١) الأوقية والوقية: وزن مقداره أربعون
درهما، ما يساوي (١١٨.٨) جرامًا، والجمع: الأواقي. (انظر: المقادير الشرعية) (ص
١٣١).
(٢)
العدل: الِمثل، وقيل: هو بالفتح: ما عادله من جنسه، وبالكسر: ما ليس من جنسه، وقيل
بالعكس. (انظر: النهاية، مادة: عدل).
(٣)
الإتحاف: الإلحاح في المسألة ولزومها والمبالغة فيها. (انظر: النهاية، مادة: لحف).
° [٢١٠٧٩]
[شيبة: ١٠٧٧١].
(٤)
تصحف في (ف)، (س) إلى: «حضرة»، والتصويب من «مسند الإمام أحمد» (٥٧٢٠)، «المنتخب
من مسند عبد بن حميد» (٢/ ٤٩) عن المصنف، به. وينظر ترجمته في: «التاريخ الكبير»
للبخاري (٣/ ٤٧).
(٥)
المزعة: القطعة اليسيرة. (انظر: النهاية، مادة: مزع).
° [٢١٠٨١]
الإتحاف: مي عه حب ط حم ٥٤٥٦].
° [٢١٠٨٢] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ * ﷺ
فَأَعْطَاهُ، فَقِيلَ: إِنَّهُ غَنِيٌّ، فَقَالَ: «مَا أَخَذَ إِلَّا قِطْعَةً
مِنَ النَّارِ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَتَقْطَعُ لَنَا النَّارَ،
وَأَنْتَ تَعْلَمُ ذَلِكَ؟ قَالَ: «إِنَّ ذَلِكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ
أَعْصِيَ رَبِّي».
° [٢١٠٨٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَرْويهِ
قَالَ: «مَسْأَلَةُ الْغَنِيِّ شيْنٌ (١) فِي وَجْهِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ».
° [٢١٠٨٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ
النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «أَعْطُوا السَّائِلَ وَإِنْ جَاءَ عَلَي فَرَسٍ».
° [٢١٠٨٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نَتَسَاءَلُ
أَمْوَالَنَا بَيْنَنَا، فَقَالَ: «نَعَمْ، يَسْأَلُ الرَّجُلُ فِي الْفَتْقِ (٢)
يَكُونُ (٣) بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَوْمِهِ، فَإِذَا بَلَغَ أَوْ كَرَبَ (٤) أَمْسَكَ».
° [٢١٠٨٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ (٥) عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ
رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصارِ، عَنْ أُمِّهِ (٦) قَالَ: كَانَتْ لَا تَرُدُّ سَائِلًا
بِمَا كَانَ، فَكَانَتْ تُعْطِيهِ مِنْ سَوِيقِهَا، وَمِمَّا كَانَ
* [ف/١٢٧ ب].
(١)
الشين: العيب. (انظر: النهاية، مادة: شين).
° [٢١٠٨٥]
[الإتحاف: حم ١٦٨٠٧].
(٢)
في (ف): «الفتن»، وفي (س): «الغنى»، والمثبت من «شرح السنة» للبغوي (١٦٢٨)،
الخطابي في «غريب الحديث» (١/ ١٤٣، ١٤٤) من طريق الدبري، عن عبد الرزاق، به، وقال
الخطابي: «يريد بالفتق التشاجر والاختلاف بسبب الدماء، وأصل الفتق الشق، يريد: شق
العصا وتفرق الكلمة بعد اجتماعها»، ورواه الطبراني في الكبير (١٩/ ٤٠٦) من طريق
الدبري، بلفظ: «الفتن» كما في (ف).
(٣)
ليس في (س).
(٤)
كرب: دنا وقُرب. (انظر: النهاية، مادة: كرب).
(٥)
قوله: «عن معمر» ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من «التمهيد» لابن عبد البر (٤/ ٢٩٨).
(٦)
قوله: «عن زيد بن أسلم، عن رجل من الأنصار، عن أمه» كذا في (ف)، (س)، والحديث عند
=
مَعَهَا، فَقُلْتُ لَهَا: لِمَ
تَتَكَلَّفِينَ هَذَا إِذَا لَمْ تَكُنْ عَنْدَكِ؟ قَالَتْ: إِنِّي سَمِعْتُ
رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «لَا تَرُدُّوا السَّائِلَ، وَلَوْ بِظِلْفٍ مُحْرَقٍ».
° [٢١٠٨٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنِ
الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «لَا
تَرُدُّوا السَّائِلَ، وَلَوْ بِظِلْفٍ مُحْتَرِقَةٍ».
• [٢١٠٨٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: بَلَغَنِي، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ
إِلَي أَبِي ذرٍّ فَسَأَلَهُ فَأَعْطَاهُ شَيْئًا، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ غَنِيٌّ،
قَالَ: إِنَّهُ سَأَلَ، وَإِنَّ لِلسَّائِلِ وإِنْ يَكُنْ مَا تَقُولُونَ حَقًّا،
فَلْيَتَمَنَّيَنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَّ فِي يَدِهِ رَضْفَةً مَكَانَهَا.
• [٢١٠٨٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ
مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: أَخَبَرَنِي مَنْ كَانَ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ
الْخَطَّابِ فَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌ تَسْأَلُه، فَقَالَ لَهَا: إِنْ كَانَ عِنْدَكِ
عَدْلُ أُوقِيَّةٍ فَلَا تَحِلُّ لَكِ الصَّدَقَة، فَقَالَتْ: بَعِيرِي هَذَا
خَيْرٌ مِنْ أُوقِيَّةٍ، قَالَ: فَلَا أَدْرِي أَعْطَاهَا أَمْ لَا.
• [٢١٠٩٠]
أخبرنا عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانٍ، عَمَّنْ يسَمِعَ
عِكْرِمَةَ يَقُولُ: إِذَا جَاءَكَ سَائِلٌ، فَأَمَرْتَ لَهُ بِكِسْرَةٍ،
فَسَبَقَكَ فَذَهَبَ، فَاعْزِلْهَا لَا تَأْكُلْهَا، حَتَّى تَصدَّقَ بِهَا.
قَالَ مَعْمَرٌ: وَلَا أَعْلَمُ
ابْنَ طَاوُسٍ، إِلَّا قَدْ أَخْبَرَنِي عَنْ أَبِيهِ، مِثْلَ ذَلِكَ.
• [٢١٠٩١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: أَوْصَى قَيْسُ
بْنُ عَاصِمٍ بَنِيهِ فَقَالَ: عَلَيكُمْ بِجَمْعِ هَذَا الْمَالِ،
وَاصْطِنَاعِهِ، فَإِنَّهُ مَنْبَهَةٌ لِلْكَرِيمِ، وَيُسْتَغْنَى بِهِ عَنِ
اللَّئِيمِ، إِذَا أَنَا مِتُّ فَسَوِّدُوا أَكْبَرَكُمْ، فَإِنَّ الْقَوْمَ إِذَا
سَوَّدُوا أَكْبَرَهُمْ خَلَفُوا أَبَاهُمْ، وإِذَا سَوَّدُوا أَصْغَرَهُمْ
أَزْرَى ذَلِكَ بِأَحْسَابِهِمْ، وإيَّاكُمْ وَالْمَسْأَلَةَ، فَإِنَّهَا آخِرُ
كَسْبِ الْمَرْءِ، إِذَا
= الإمام مالك في «الموطأ - رواية أبي
مصعب» (١٤٢١)، ومن طريقه الإمام أحمد في «المسند» (٢٨٠٩٣)، والنسائي في «المجتبي»
(٢٥٨٤)، عن زيد بن أسلم، عن ابن بجيد الأنصاري، عن جدته.
أَنَا مِتُّ فَغَيِّبُوا * قَبْرِي
مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ، فَإِنِّي كُنْتُ أُهَاوِشُهُمْ (١)، أَوْ قَالَ:
أُنَاوِشُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ.
• [٢١٠٩٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خُلَيْدٍ
الْعَصَرِيِّ قَالَ: تَلْقَى الْمُؤْمِنَ عَفِيفًا سَؤُلًا، وَتَلْقَاهُ ذَلِيلًا
عَزِيزًا، أَحْسَنُ الناسِ مَعُونَةً، وَأَهْوَنُ النَّاسِ مَئُونَةً
*.
° [٢١٠٩٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يُحَدِّثُ
أَنَّ امْرَأَةً سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أَنْ يُعْطِيَهَا، فَقَالَ: «مَا
عِنْدَنَا شَيءٌ»، قَالَتْ: فَعِدْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ الْعِدَةَ عَطِيَّةٌ».
° [٢١٠٩٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ
النَّبِيُّ ﷺ: «لَيْسَ الْمِسْكِينُ الَّذِي تَرُدُّهُ التَّمْرَةُ
وَالتَّمْرَتَانِ (٢)، وَالْأُكْلَةُ وَالْأُكْلَتَانِ (٣)، وَلَكِنِ الْمِسْكِينُ
الَّذِي لَا يَسْأَلُ، وَلَا يُعْلَمُ مَكَانُه، فَيُتَصَدَّقُ عَلَيْهِ».
قَالَ مَعْمَرٌ: وَقَالَ
الزُّهْرِيُّ: فَذَلِكَ الْمَحْرُومُ.
١٢٦
- بَابُ
أصْحَابِ الْأمْوَالِ
° [٢١٠٩٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي
كَثِيرٍ، عَنْ
* [ف/١٢٨ أ].
(١)
تصحف في (ف) إلى: «أهاوسهم» بالسين الهملة، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في
«غريب الحديث» للخطابي (٢/ ٥٦٠) من طريق الدبري، عن المصنف، به.
وقال الخطابي: «وقوله:»أهاوشهم«،
الأصل في الهوش الفساد والاختلاط، ومنه هوشات السوق، وقال بعض أهل اللغة: في قول
العامة: شوشت على الرجل أمره، إنما هو: هوشت، أي: خلطت وأفسدت، والعرب تقول: جاءوا
بالهوش والبوش، أي: بالجمع الكثير المختلف». اهـ.
* [س/٣٠٤].
(٢)
في (ف)، (س): «والتمرتين» كذا بالنصب، والتصويب من «التفسير» للمصنف (٣/ ٢٣٧) عن
معمر، به.
(٣)
في (ف)، (س): «والأكلتين»، والتصويب من المصدر السابق.
هِلَالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ،
عَنْ عَطَاءٍ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: بَيْنَا
رَسُولُ اللهِ ﷺ يخْطُبُ إِذْ قَالَ: «إِنَّ مِمَّا أَتَخَوَّفُ عَلَيْكُمْ إِذَا
فُتِحَتْ لَكُمْ زَهَرَاتُ الدُّنْيَا، وَزِينَتُهَا، فَتَنَافَسْتُمُوهَا كمَا
تَنَافَسَهَا مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ»،
فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ كَالْأَعْرَابِيِّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَهَلْ
يَأْتي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ؟ فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ سَاعَةً، حَتَّى
ظَنَنَّا أَنَّهُ أُوحِيَ إِلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ وَهُوَ يَمْسَحُ الرُّحَضَاءَ (١)
عَنْ جَبِينِهِ: «أَيْنَ السَّائِلُ؟ إِنَّ الْخَيْرَ لَا يَأْتِي إِلَّا
بِالْخَيْرِ، وَإِنَّ مِمَّا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ يَقْتُلُ أَوْ يُلِمُّ (٢)،
إِلَّا آكِلَةَ الْخَضْرَاءِ، أَكَلَتْ حَتَّى انْتَفَخَتْ خَاصِرَتَاهَا (٣)،
ثُمَّ اسْتَقْبَلَتْ عَيْنَ الشَّمْسِ، فَبَالَتْ وَثَلَطَتْ (٤)، وَنِعْمَ
الصَّاحِبُ الْمَالُ، لِمَنْ أَعْطَى مِنْهُ الْمِسْكِينَ وَالْفَقِيرَ، وَذَا
الْقُرْبَى»، أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ.
° [٢١٠٩٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ صَاحِبٍ لَه، أَنَّ أَبَا
الدَّرْدَاءِ كَتَبَ إِلَى سَلْمَانَ: أَنْ يَا أَخِي، اغْتَنِمْ صِحَّتَكَ
وَفَرَاغَكَ، قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ بِكَ مِنَ الْبَلَاءِ مَا لَا يَسْتَطِيعُ
الْعِبَادُ رَدَّه، وَاغْتَنِمْ دَعْوَةَ الْمُبْتَلَى، وَيَا أَخِي، لِيَكُنِ
الْمَسْجِدُ بَيْتَك، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ: يَقُولُ: «إِنَّ
الْمَسْجِدَ بَيْتُ كُلِّ تَقِيٍّ، وَقَدْ ضَمِنَ اللَّهُ لِمَنْ كَانَتِ
الْمَسَاجِدُ بُيُوتَهُمْ بِالرَّوْحِ وَالرَّحْمَةِ، وَالْجَوَازِ عَلَى
الصِّرَاطِ إِلَى رِضْوَانِ اللَّهِ». وَيَا أَخِي، ارْحَمِ الْيَتِيمَ،
وَأَدْنِهِ مِنْكَ، وَامْسَحْ بِرَأْسِهِ، وَأَطْعِمْهُ مِنْ طَعَامِكَ، فَإِنِّي
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ وأَتَاهُ رَجُلٌ يَشْكُو قَسْوَةَ قَلْبِهِ، فَقَالَ
لَهُ * رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أَتُحِبُّ أَنْ يَلِينَ قَلْبُكَ»؟ قَالَ: نَعَمْ،
قَالَ: "فَأَدْنِ الْيَتِيمَ إِلَيْكَ، وَامْسَحْ بِرَأْسِهِ، وَأَطْعِمْهُ
مِنْ طَعَامِكَ، فَإِنَّ
(١) الرحضاء: عَرَق يغسل الجلد لكثرته،
وكثيرا ما يستعمل في عرق الحمى والمرض. (انظر: النهاية، مادة: رحض).
(٢)
يلم: يقرب القتل. (انظر: النهاية، مادة: لمم).
(٣)
الخاصرتان: مثنى الخاصرة، وهي: الجنب، ما بين عظم الحوض وأسفل الأضلاع. (انظر:
المعجم العربي الأساسي، مادة: خصر).
(٤)
الثلط: الرجيع الرقيق، وأكثر ما يقال للإبل والبقر والفيلة. (انظر: النهاية، مادة:
ثلط).
* [ف/ ١٢٨ ب].
ذَلِكَ يُلِينُ قَلْبَكَ، وَتَقْدِرُ
عَلَى حاجَتِكَ». وَيَا أَخِي، لَا تَجْمَعْ مَا لَا تَسْتَطِيعُ شُكْرَهُ،
فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «يُجَاءُ بِصَاحِبِ الدُّنْيَا
يَوْمَ الْقِيَامَةِ، الَّذِي أَطَاعَ اللَهَ فِيهَا وَهو (١) بَيْنَ يَدَيْ
مَالِهِ، وَمَالُهُ خَلْفَهُ، فَكُلَّمَا تَكَفَّأَ (٢) بهِ الصِّرَاطُ قَالَ
لَهُ: امْض، فَقَدْ أَدَّيْتَ الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْكَ»، قَالَ: «وَيُجَاءُ
بِالآخَرِ الَّذِي لَمْ يُطِعِ اللَّهَ فِيهِ، وَمَالُهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ،
فَيُعْثِرُهُ مَالُهُ، وَيَقُولُ: وَيْلَكَ، هَلَّا عَمِلْتَ بِطَاعَةِ اللَّهِ
فِي مَالِكَ؟ فَلَا يَزالُ كَذَلِكَ يَدْعُو بِالْوَيْلِ وَالثُّبُور (٣)».
وَيَا أَخِي، إنِّي حُدِّثْتُ
أَنَّكَ اشْتَرَيْتَ خَادِمًا، وإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «لَا
يَزَالُ الْعَبْدُ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مِنْهُ مَا لَمْ يُخْدَمْ، فَإِذَا خُدِمَ،
وَجَبَ عَلَيْهِ الحِسَابُ»، وإِنَّ أُمَّ الدَّرْدَاءِ سَأَلَتْنِي خَادِمًا،
وَأَنَا يَوْمَئِذٍ مُوسِرٌ، فَكَرِهْتُ ذَلِكَ لَهَا خَشْيَةً مِنَ الْحِسَابِ،
وَيَا أَخِي، مَنْ لِي وَلَكَ بِأَنْ نُوَافِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا
نَخَافُ حِسَابًا، وَيَا أَخِي، لَا تَغْتَرَّنَّ بِصَحَابَةِ رَسُولِ الله ﷺ،
فَإِنا قَدْ عِشْنَا بَعْدَهُ دَهْرًا طَوِيلًا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالَّذِي
أَصَبْنَا بَعْدَهُ.
° [٢١٠٩٧]
أَخْبَرَنَا عبد الرزاق، عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ،
عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ مَرَّ بِقَوْمٍ يَتَذَاكَرُونَ، فَقَالَ:
«مَا كُنْتُمْ تَذَاكَرُونَ»؟ قَالُوا: كُنَّا نَتَذَاكَرُ الدُّنْيَا
وَهُمُومَهَا، وَنَخْشَى الْفَقْرَ، فَقَالَ: «لأَنَا لِلْغِنَى أَخْوَفُ
عَلَيْكُمْ مِنِّي لِلْفَقْرِ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَهَلْ يَأْتي
الْخَيْرُ بِالشَّرِّ؟ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «أَوَخَيْرٌ هُوَ»؟
• [٢١٠٩٨]
أَخْبَرَنَا عبد الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ
قَالَ: يُجَاءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِالْمَالِ وَصَاحِبِهِ، فَيَتَحَاجَّانِ (٤)،
فَيَقُولُ صَاحِبُ الْمَالِ: أَلَيْسَ قَدْ جَمَعْتُكَ فِي
(١) في (ف)، (س): «هو»، والمثبت من «حلية
الأولياء» (١/ ٢١٤) من طريق الدبري، عن المصنف، به.
(٢)
التكفؤ: التمايل إلى قُدَّام. (انظر: النهاية، مادة: كفأ).
(٣)
الثبور: الهلاك. (انظر: النهاية، مادة: ثبر).
(٤)
التحاج: التخاصم. (انظر: اللسان، مادة: حجج).
يَوْمِ كَذَا، وَفِي سَاعَةِ كَذَا؟
فَيقُولُ لَهُ الْمَالُ: قَدْ قَضيتَ بِي حَاجَةَ كَذَا، وَأَنْفَقْتَنِي فِي
كَذَا، فَيَقُولُ صَاحِبُ الْمَالِ: إِن هَذَا الَّذِي تُعَدِّدُ عَلَيَّ حِبَالٌ
أُوثَقُ بِهَا، فَيقُولُ الْمَالُ: فَأَنَا حُلْتُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ أَنْ
تَصْنَعَ بِي مَا أَمَرَكَ اللَّهُ؟
° [٢١٠٩٩]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي
قِلَابَةَ رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «مَنْ أَعْطَى فَضْلَ
مَالِهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ، وَمَنْ مَنَعَ ذَلِكَ فَهُوَ شَرٌّ لَهُ، وَلَا
يَلُومُ اللهُ عَلَى الْكَفَافِ (١)».
١٢٧
- بَابُ
جَوَامِعِ الْكلَامِ وَغَيْرِهِ
° [٢١١٠٠]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ
الْمُسَيَّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ
ﷺ: «نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَأُعْطِيتُ جَوَامِعَ * الْكَلَامِ، وَبَيْنَا أَنَا
نَائِمٌ إِذْ جِيءَ بِمَفَاتِيحِ خَزَائِنِ الْأَرْضِ، فَوُضِعَتْ * فِي يَدَيَّ»،
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: لَقَدْ ذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَأَنْتُمْ
تَنْتَثِلُونَهَا (٢).
° [٢١١٠١]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَأُعْطِيتُ جَوَامِعَ
الْكَلَامِ، وَأُعْطِيتُ الْخَزَائِنَ، وَخُيِّرْتُ بَيْنَ أَنْ أَبْقَى حَتَّى
أَرَى مَا يُفْتَحُ عَلَى أُمَّتِي وَبَيْنَ التَّعْجِيلِ، فَاخْتَرْتُ
التَّعْجِيلَ».
° [٢١١٠٢]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ
قَالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:«لَوْ كَانَ عِنْدِي مِثْلُ أُحُدٍ ذَهَبًا
لأَحْبَبْتُ ألَّا يَمُرَّ بِي ثَلَاثٌ وَعِنْدِي مِنْهُ شَيْءٌ، إِلَّا شَيْءٌ
أُرْصِدُهُ لِدَيْنٍ».
(١) الكفاف: الذي يكون بقدر الحاجة، وتكفّ به
وجهك عن الناس. (انظر: النهاية، مادة: كفف).
° [٢١١٠٠]
[الإتحاف: عه حب حم ١٨٦٦٢، عنه ٢٠٨٠٠] [شيبة:٣٢٣٠١].
* [ف/١٢٩ أ].
* [س/٣٠٥].
(٢)
الانتثال: الاستخراج. (انظر: النهاية، مادة: نثل).
١٢٨ - بَابُ الدِّيوانِ (١)
• [٢١١٠٣]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: لَمَّا أُتِيَ عُمَرُ
بِكُنُوزِ كِسْرَى، قَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَرْقَمِ الزُّهْرِيُّ:
أَلَا تَجْعَلُهَا فِي بَيْتِ الْمَالِ حَتَّى تَقْسِمَهَا؟ قَالَ: لَا يُظِلُّهَا
سَقْفٌ حَتَّى أُمْضِيَهَا، فَأَمَرَ بِهَا، فَوُضِعَتْ فِي صَرْحِ الْمَسْجِدِ،
فَبَاتُوا يَحْرُسُونَهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَمَرَ بِهَا فَكُشِفَ عَنْهَا،
فَرَأَى فِيهَا مِنَ الْحَمْرَاءِ وَالْبَيْضَاءِ مَا يَكَادُ يَتَلأْلأُ مِنْهُ
الْبَصَرُ، قَالَ: فَبَكَى عُمَرُ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ:
مَا يُبْكِيكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَوَاللَّهِ إِنْ كَانَ هَذَا لَيَوْمُ
(٢) شُكْرٍ، وَيَوْمُ سُرُورٍ، وَيَوْمُ فَرَحٍ، فَقَالَ عُمَرُ: كَلَّا، إِنَّ
هَذَا لَمْ يُعْطَهُ قَوْمٌ إِلَّا أُلْقِيَ بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةُ
وَالْبَغْضَاءُ، ثُمَّ قَالَ: أَنَكِيلُ لَهُمْ بِالصَّاعِ (٣) أَمْ نَحْثُو (٤)؟
فَقَالَ عَلِيٌّ: بَلِ احْثُوا (٥) لَهُمْ، ثُمَّ دَعَا حَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ
أَوَّلَ الناسِ فَحَثَا لَهُ، ثُمَّ دَعَا حُسَيْنًا، ثُمَّ أَعْطَى النَّاسَ،
وَدَوَّنَ الدَّوَاوِينَ، وَفَرَضَ لِلْمُهَاجِرِينَ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ
خَمْسَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ فِي كُلِّ سَنَةٍ، وَلِلْأنْصارِ لِكُلِّ رَجُلٍ
مِنْهُمْ أَرْبَعَةَ آلَافِ دِرْهَمِ، وَفَرَضَ لِأَزْوَاجِ النَّبِيِّ ﷺ لِكُلِّ
امْرَأَةٍ مِنْهُن اثْنَي عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، إِلَّا صَفِيَّةَ
وَجُوَيْرِيَةَ، فَرَضَ لِكُلّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا سِتَّةَ آلَافِ دِرْهَمٍ.
• [٢١١٠٤]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ وَقَتَادَةَ
قَالَا: فَرَضَ عُمَرُ لِأَهْلِ بَدْرِ لِلْمُهَاجِرِينَ مِنْهُمْ لِكُلِّ رَجُلٍ
مِنْهُمْ سِتَّةَ آلَافِ دِرْهَمٍ.
(١) الديوان: الدفتر الذي يكتب فيه أسماء
الجيش وأهل العطاء. (انظر: النهاية، مادة: ديوان).
• [٢١١٠٤]
[شيبة: ٣٥٥٨٧].
(٢)
في (ف)، (س): «اليوم»، والتصويب من «شرح السنة» للبغوي (١١/ ١٤٦) من طريق الدبري،
عن المصنف، به.
(٣)
الصاع: مكيال يزن حاليا: ٢٠٣٦ جرامًا، والجمع: آصُع وأصْوُع وصُوعان وصِيعان.
(انظر: المقادير الشرعية) (ص ١٩٧).
(٤)
تصحف في (ف) إلى: «نحشو»، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في المصدر السابق.
الحثو والحثي: الغَرْف. (انظر:
النهاية، مادة: حثا).
(٥)
تصحف في (ف) إلى: «احشوا»، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في المصدر السابق.
• [٢١١٠٥] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ،
عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: انْكَسَرَتْ قَلُوصٌ مِنْ إِبِلِ
الصَّدَقَةِ، فَجَفَنَهَا عُمَرُ، وَدَعَا (١) النَّاسَ عَلَيْهَا، فَقَالَ لَهُ
الْعَبَّاسُ لَوْ كُنْتَ تَصْنَعُ بِنَا هَكَذَا، فَقَالَ عُمَرُ إِنَّا وَاللَّهِ
مَا وَجَدْنَا لِهَذَا الْمَالِ سَبِيلًا، إِلَّا أَنْ يُؤْخَذَ مِنْ حَقٍّ
وَيُوضَعَ فِي حَقٍّ، وَلَا يُمْنَعَ مِنْ حَقٍّ.
• [٢١١٠٦]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَالِكِ
بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ، أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ *
يَقُولُ: مَا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مُسْلِمٌ إِلَّا لَهُ فِي هَذَا الْفَيءِ
حَقٌّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ.
• [٢١١٠٧]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ
بْنِ خَالِدٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ قَالَ: قَرَأَ عُمَرُ:
﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ﴾ حَتَّى بَلَغَ ﴿عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [التوية: ٦٠]، ثُمَّ قَالَ: هَذِهِ لِهَؤُلَاءِ، ثُمَّ
قَرَأَ: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ﴾
حَتَّى بَلَغَ [الأنفال:
٤١]،
ثُمَّ قَالَ: هَذِهِ لِهَؤُلَاءِ، ثُمَّ قَرَأَ: ﴿مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى
رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى﴾ حَتَّى بَلَغَ ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ
بَعْدِهِمْ﴾ [الحشر: ٧
- ١٠]،
ثُمَّ قَالَ: هَذِهِ اسْتَوْعَبَتِ الْمُسْلِمِينَ عَامَّةً، فَلَئِنْ عِشْتُ
لَيَأْتِيَنَّ الرَّاعِيَ وَهُوَ بِسَرْوِ حِمْيَرَ (٢) نَصِيبُهُ مِنْهَا، لَمْ
يَعْرَقْ فِيهَا جَبِينُهُ.
° [٢١١٠٨]
أَخْبَرَنَا عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ
الزُّبَيْرِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، وَعَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ
النَّبِيَّ ﷺ أَعْطَى حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ دُونَ مَا أَعْطَى أَصْحَابَهُ،
فَقَالَ حَكِيمٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنْ تَقْصُرَ بِي
دُونَ أَحَدٍ، فَزَادَهُ
(١) قوله: «عمر ودعا» تصحف في (ف)، (س) إلى:
«عطرود على»، والمثبت من«الشعب» للبيهقي (١٣/ ١٧٠)، من طريق الدبري، عن المصنف، به.
* [ف/١٢٩ ب].
(٢)
قوله: «بسرو حمير» كذا في (ف)، (س)، و«التفسير» للمصنف (٣/ ٢٩٨)، ووقع في
«الإقناع» لابن المنذر (٢/ ٥٠٠، ٥٠١) عن الدبري عن المصنف به: «بسوق خيبر».
° [٢١١٠٨]
[شيبة: ١٠٧٩٠، ١٠٧٩١، ٣٥٥٢٤].
النَّبِيُّ ﷺ، ثُمَّ اسْتَزَادَهُ
فزَادَهُ، حَتَّى رَضيَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ (١) عَطِيتِكَ
خَيْرٌ؟ قَالَ: «الْأُولَى»، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «يَا حَكِيمَ بْنَ
حِزَامٍ، إِنَّ هَذَا (٢) الْمَالَ خَضِرَةٌ (٣) حُلْوَةٌ، فَمَنْ أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ
نَفْسٍ، وَحُسْنِ أُكلَةٍ؛ بُورِكَ لَهُ فِيهِ، وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نفسٍ
(٤)، وَسُوءِ أُكلَةٍ؛ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ، وَكانَ كَالَّذِي يَأْكُلُ
وَلَا يَشْبَعُ، وَالْيَدُ الْعُلْيَا (٥) خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى (٦)»،
قَالَ: وَمِنْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «وَمِنِّي»، قَالَ: وَالَّذِي
بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا أَرْزَأُ (٧) بَعْدَكَ أَحَدَا شَيْئًا. فَلَمْ يَقْبَلْ
عَطَاءً، وَلَا دِيوَانًا حَتَّى مَاتَ، فَكَانَ عُمَرُ يَدْعُوهُ بَعْدَ ذَلِكَ
لِيَأْخُذَ مِنْهُ فَيَأْبَى، فَيَقُولُ عُمَرُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ
عَلَى حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ أَنِّي أَدْعُوهُ إِلَى حَقِّهِ مِنْ هَذَا الْمَالِ
فَيَأْبَى، وَإِنِّي أَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ مِنْهُ، فَقَالَ حَكِيمٌ: وَاللَّهِ
لَا أَرْزَأُكَ وَلَا غَيْرَكَ شَيْئًا أَبَدًا، قَالَ: فَمَاتَ حِينَ مَاتَ،
وإِنَّهُ لَمِنْ أَكْثَرِ قُرَيْشٍ مَالًا.
• [٢١١٠٩]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ
بُرْقَانَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: دَعَانِي مُحَمَّدُ بْنُ
مَرْوَانَ إِلَى أَنْ يَكْتُبَنِي فِي الدِّيوَانِ، فَأَبَيْتُ، فَقَالَ لِي:
أَمَا تَكْرَهُ أَلَّا يَكُونَ لَكَ فِي الْمُسْلِمِينَ سَهْمٌ؟ قَالَ: قُلْتُ:
إِنَّ لِي فِي الْمُسْلِمِينَ سَهْمًا، وإِنْ لَمْ أَكُنْ فِي دِيوَانٍ، قَالَ:
فَهَلْ تَعْلَمُ أَحَدًا مِنَ السَّلَفِ لَمْ يَكُنْ فِي الدِّيوَانِ؟ قَالَ:
قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: مَنْ هُوَ؟ قُلْتُ: حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ.
(١) تصحف في (ف) إلى: «أني»، وفي (س): «أن»،
والتصويب من «المعجم الكبير» للطبراني (٣/ ١٨٨) عن الدبري، عن المصنف، به.
(٢)
ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من المصدر السابق.
(٣)
الخضرة: الغضة الناعمة الطرية. (انظر: النهاية، مادة: خضر).
(٤)
إشراف النفس: تطلعها إلى الشيء، والطمع فيه، والتعرض له. (انظر: النهاية، مادة:
شرف).
(٥)
اليد العليا: المعطية. وقيل: المتعففة. (انظر: النهاية، مادة: يد).
(٦)
اليد السفلى: السائلة. وقيل: المانعة. (انظر: النهاية، مادة: يد).
(٧)
الإرزاء: يقال: ما رزأته شيئًا، أي: ما أخذت منه شيئًا، ولا أصبت، وأصله من النقص.
(انظر: جامع الأصول) (١٠/ ١٥٠).
• [٢١١١٠] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ،
عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَحَا
الزُّبَيْرُ نَفْسَهُ مِنَ الدِّيوَانِ حِينَ قُتِلَ عُمَرُ*، وَمَحَا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ نَفْسَهُ حِينَ قُتِلَ عُثْمَانُ.
° [٢١١١١]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ
عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ النَّبِي ﷺ بَعَثَ إِلى عُمَرَ بِشَيءٍ فَرَدَّهُ
وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَيسَ قَدْ أَخْبَرْتَنَا أَنَّ خَيْرًا
لِأَحَدِنَا أَلَّا يَأْخُذَ مِنْ أَحَدٍ (١) شَيْئًا؟ فَقَالَ النَّبِيُّ* ﷺ:
«إِنَّمَا ذَلِكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ، وَأَمَّا مَا كَانَ عَنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ،
فَإِنَّمَا هُوَ رِزْق رَزَقَكَهُ اللَّهُ»، قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ
لَا أَسْأَلُ أَحَدَا شَيْئًا، وَلَا يَأْتِينِي مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ إِلَّا
أَخَذْتُهُ.
° [٢١١١٢]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ
السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: لَقِيَ عُمَرُ بْنُ الْخَطابِ عَبْدَ اللَّهِ
بْنَ السَّعْدِيِّ، فَقَالَ: أَلَمْ أُحَدَّثْ أَنَّكَ تَلِي الْعَمَلَ مِنْ
أَعْمَالِ الْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ تُعْطَى عِمَالَتَكَ فَلَا تَقْبَلُهَا؟ قَالَ:
إِنِّي بِخَيْرِ، وَلِي رَقِيقٌ وَأَفْرَاسٌ، وَأَنَا غَنِىٌ عَنْهَا، وَأُحِبُّ
أَنْ يَكُونَ عَمَلِي صَدَقَةً عَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ عُمَرُ: لَا
تَفْعَلْ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كانَ يُعْطِينِي الْعَطَاءَ، فَأَقُولُ: يَا
نَبِيَّ اللَّهِ، أَعْطِهِ غَيْرِي، حَتَّى أَعْطَانِي مَرَّةً، فَقُلْتُ: يَا
نَبِيَّ اللَّهِ، أَعْطِهِ غَيْرِي، فَقَالَ: «خُذْهُ يَا عُمَرُ، فَإِمَّا أَنْ
تَمَوَّلَهُ (٢)، وَاِمَّا أَنْ تَصَدَّقَ بِهِ، وَمَا آتَاكَ اللَّهُ مِنْ هَذَا
الْمَالِ وَأَنْتَ غَيْرُ مُشْرِفٍ، وَلَا سَائِلٍ فَخُذْهُ، وَمَا لَا فَلَا
تُتْبِعْهُ نَفْسَكَ (٣)».
* [س/٣٠٦].
(١)
قوله: «من أحد» تصحف في (ف)، (س) إلى: «لأحد»، والتصويب من «الموطأ - رواية أبي
مصعب» (١٥٩١) من طريق زيد بن أسلم، به.
* [ف/ ١٣٠ أ].
° [٢١١١٢]
[شيبة: ٢٢٤٠٦].
(٢)
تصحف في (ف)، (س) إلى: «تتوله»، والتصويب من«المسند» للإمام أحمد (٢٨٦)، «تاريخ
دمشق» لابن عساكر (١٥/ ٣٥٤) كلاهما من طريق المصنف، به.
تموله: اجعله لك مالًا. (انظر:
النهاية، مادة: مول).
(٣)
تتبعه نفسك: تتطلع إليه. (انظر: اللسان، مادة: تبع).
• [٢١١١٣] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ،
عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ
قَيْسٍ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ بَابِ عُمَرَ فَخَرَجَتْ عَلَيْنَا
جَارِيَةٌ، فَقُلْنَا: هَذِهِ سَرِيَّةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَتْ:
وَاللَّهِ مَا أَنَا بِسَرِيَّةٍ، وَمَا أَحِلُّ لَهُ، وإِنِّي لَمِنْ مَالِ
اللَّهِ، قَالَ: ثُمَّ دَخَلَتْ فَخَرَجَ عَلَيْنَا عُمَرُ، فَقَالَ: مَا
تَرَوْنَهُ يَحِلُّ لِي مِنْ مَالِ اللَّهِ؟ أَوْ قَالَ: مِنْ هَذَا الْمَالِ؟
قَالَ: قُلْنَا: أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَعْلَمُ بِذَلِكَ مِنَّا، قَالَ:
حَسِبْتُهُ قَالَ: ثُمَّ سَأَلَنَا فَقُلْنَا لَهُ مِثْلَ قَوْلِنَا الْأَوَّلِ،
فَقَالَ: إِنْ شِئْتُمْ أَخْبَرْتُكُمْ مَا أَسْتَحِلُّ مِنْهُ: مَا أَحُجُّ
وَأَعْتَمِرُ عَلَيْهِ مِنَ الظَّهْرِ (١)، وَحُلَّتِي فِي الشِّتَاءِ، وَحُلَّتِي
فِي الصَّيْفِ، وَقُوتَ (٢) عَيَالِي، وَشِبَعِي (٣)، وَسَهْمِي (٤) فِي
الْمُسْلِمِينَ، فَإِنَّمَا أَنَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ.
قَالَ مَعْمَرٌ: وإِنَّمَا كَانَ
الَّذِي يَحُجُّ عَلَيْهِ وَيَعْتَمِرُ بَعِيرًا وَاحِدًا.
• [٢١١١٤]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ
سِيرِينَ، قَالَ: لَقِيَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ذَا قَرَابَةٍ لَهُ، فَعَرَضَ
لِعُمَرَ أَنْ يُعْطِيَهُ مِنَ الْمَالِ، فَانْتَهَرَهُ (٥) عُمَرُ وَزَبَرَهُ،
فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ، ثُمَّ لَقِيَهُ عُمَرُ بَعْدُ، فَقَالَ لَهُ: أَجِئْتَنِي
لِأُعْطِيَكَ مَالَ اللَّهِ؟ مَاذَا أَقُولُ لِلَّهِ إِذَا لَقِيتُهُ مَلِكًا
خَائِنًا؟ أَفَلَا كُنْتَ سَأَلْتَنِي مِنْ مَالِي، فَأَعْطَاهُ مِنْ مَالِهِ
مَالًا كَثِيرًا، قَالَ: حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: عَشَرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ.
• [٢١١١٥]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: لَمَّا
اسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ
(١) الظهر: الدابة التي تستعمل للركوب أو حمل
الأثقال. (انظر: المعجم العربى الأساسي، مادة: ظهر).
(٢)
القوت: ما يقوم به بدن الإنسان من الطعام. (انظر: الصحاح، مادة: قوت).
(٣)
في (ف)، (س): «شبعهم»، والمثبت من«شرح السنة» للبغوي (١٠/ ٨٦) من طريق الدبري، عن
المصنف، وهو أولى بالسياق، ويؤيده ما روي من غير وجه عن ابن سيرين، عن الأحنف بن
قيس بلفظ: «وقوتي وقوت أهل بيتي»، وينظر: «حسن السلوك» لابن الموصلي (ص ١٤٥).
(٤)
السهم: النصيب، والجمع: أسهم وسِهام وسُهْمان. (انظر: المصباح المنير، مادة: سهم).
(٥)
النهر والانتهار: الزجر. (انظر: اللسان، مادة: نهر).
قَالَ: قَدْ عَلِمَ قَوْمِي أَنَّ
حِرْفَتِي لَمْ تَكُنْ لِتَعْجَزَ عَنْ مَئُونَةِ أَهْلِي، وَقَدْ شُغِلْتُ فِي
أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ، فَسَأَتَحَرَّفُ لِلْمُسْلِمِينَ فِي أُمُورِ،
وَسَيَأْكُلُ آلُ أَبِي بَكْرٍ مِنْ هَذَا الْمَالِ.
° [٢١١١٦]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ،
عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ
أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا قَفَلَ (١) رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مِنْ * غَزْوَةِ حُنَيْنٍ،
تَبِعَهُ الْأَعْرَابُ يَسْأَلُونَهُ، فَأَلْجَئُوهُ إِلَى سَمُرَةٍ، فَخَطِفَتْ
رِدَاءَهُ وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، فَقَالَ: «رُدُّوا عَلَيَّ رِدَائِي،
أَتَخشَوْنَ عَلَيَّ الْبُخْلَ؟ فَوَاللَّهِ لَوْ كَانَ لِي عَدَدُ هَذِهِ
الْعِضَاهِ نَعَمًا لَقَسَمْتُهُ بَينَكُمْ، ثُمَّ لَا تَجِدُونِي بَخِيلًا، وَلَا
جَبَانًا، وَلَا كَذَّابًا».
١٢٩
- بَابُ
الصَّدَقَةِ
° [٢١١١٧]
أَخْبَرَنَا عبد الرزاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ
الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
ﷺ: «إِنَّ الْعَبْدَ إذَا تَصَدَّقَ بِطَيِّبٍ تَقَبَّلَهَا اللَّهُ مِنْهُ،
وَأَخَذَهَا بِيَمِينِهِ، وَرَبَّاهَا كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ مُهْرَهُ (٢)،
أَو فَصِيلَهُ (٣)، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَصَدَّقُ بِاللُّقْمَةِ، فَتَرْبُو فِي
يَدِ اللهِ»، أَوْ قَالَ: «فِي كَفِّ اللهِ، حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ،
فَتَصَدَّقُوا».
° [٢١١١٨]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ
الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: جَاءَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ،
فَقَالَ أَحَدُهُمْ: كَانَتْ لِي مِائَةُ أُوقِيَّةٍ، فَأَنْفَقْتُ
° [٢١١١٦] [الإتحاف: حب حم ٣٩٠٨].
(١)
القفول والمقفل والإقفال: الرجوع. (انظر: النهاية، مادة: قفل).
* [ف/١٣٠ ب].
° [٢١١١٧]
[الإتحاف: خز كم حم ١٩٦٧٣].
(٢)
المهر: ولد الفرس، والجمع: أمهار. (انظر: مختار الصحاح، مادة: مهر).
(٣)
الفصيل: ما فُصِل عن أمه، أو فصل عن اللبن من أولاد الإبل، وقد يقال في البقر.
(انظر: النهاية، مادة: فصل).
° [٢١١١٨]
[الإتحاف: حم ١٤١٢٣].
مِنْهَا عَشْرَ أَوَاقٍ، وَقَالَ
الآخَرُ: كَانَتْ لِي مِائَةُ دِينَارٍ، فَتصَدَّقْتُ مِنْهَا بِعَشَرَةِ
دَنَانِيرَ، وَقَالَ الآخَرُ: كَانَتْ لِي عَشَرَةُ دَنَانِيرَ فَتَصَدَّقْتُ
مِنْهَا بِدِينَارٍ، فَقَالَى النَّبِيُّ ﷺ: «أَنْتُمْ فِي الْأَجْرِ سَوَاءٌ، كُلُّ
إِنْسَانٍ مِنْكُمْ تَصَدَّقَ بِعُشْرِ مَالِهِ».
١٣٠
- بَابُ
النَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
° [٢١١١٩]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَال رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
«مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَينِ (١) مِنْ مَالِهِ دُعِيَ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ،
وَالْجَنَّةُ أَبْوَابٌ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ
الصَّلَاةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ،
وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ»، قَالَ:
فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا عَلَى أَحَدٍ مِنْ
ضرُورَةٍ أَنْ يَدْخُلَ مِنْ أَيِّهَا دُعِيَ، فَهَلْ يُدْعَى مِنْهَا كُلِّهَا
أَحَدٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ، وإِنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُونَ
مِنْهُمْ».
• [٢١١٢٠]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَمَّنْ سَمِعَ الْحسَنَ يَقُولُ:
مَا شَيءٌ أَجْهَدَ عَلَى الرَّجُلِ مِنْ مَالٍ أَنْفَقَهُ فِي حَقٍّ، أَوْ
صَلَاةٍ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ.
° [٢١١٢١]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي
عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: جَاءَ
رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: إِنَّهُ أُبْدِعَ بِي (٢)، فَاحْمِلْنِي،
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا عِنْدِي شَيْءٌ، وَلَكِنِ ائْتِ فُلَانًا،
فَاسْأَلْهُ فَلَعَلَّهُ أَنْ يَحْمِلَكَ»، فَذَهَبَ إِلَيْهِ، فَحَمَلَهُ ثُمَّ
مَرَّ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ *، فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَدْ حَمَلَهُ، فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ: «مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ».
° [٢١١٢٢]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَن سِمَاكِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ
عُرْوَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ،
° [٢١١١٩] [الإتحاف: خز عنه حب ط حم ١٧٩٨٩] [شيبة: ٣٢٦٢٨].
(١)
الزوجان: مثنى زوج، وهو: المصنف والنوع من كل شيء. (انظر: النهاية، مادة: زوج).
(٢)
أبدع بفلان: إذا أعيَتْ راحلته. (انظر: جامع الأصول) (٩/ ٥٦٨).
* [س/٣٠٧].
° [٢١١٢٢]
[الإتحاف: كم حم ١٣٨٤٣].
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ:
سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: «الْيَدُ الْمُنْطِيَةُ (١) خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ
السُّفْلَى».
١٣١
- بَابُ
إِحْصَاء الصَّدَقَةِ
° [٢١١٢٣]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ،
عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: يَا
رَسُولَ اللَّهِ، مَا لِي شَيءٌ إِلَّا مَا يُدْخِلُ عَلَيَّ الزُّبَيْرُ،
أَفَأُنْفِقُ مِنْهُ؟ قَالَ: «أَنْفِقِي، وَلَا تُوكِي (٢) فَيُوكَى عَلَيْكِ».
١٣٢
- وَصِيَّةُ
عُمَرَ يْنِ الْخَطَّابِ رَحَمَة اللهُ
° [٢١١٢٤]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ:
جَاءَ رَجُلٌ، فَسَأَلَ النَّبِي ﷺ فَقَالَ: «مَا عِنْدَنَا شَيْءٌ، وَلَكِنِ
ابْتَعْ عَلَيْنَا»، فَقَالَ عُمَرُ: مَا كَلَّفَكَ اللَّهُ (٣) هَذَا، تُعْطِي
مَا عِنْدَكَ، وَلَا تَتَكَلَّفُ مَا لَيْسَ عَنْدَكَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ
الْأَنْصَارِ: أَنْفِقْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَا تَخَفْ مِنْ ذِي الْعَرْشِ
إِقْلَالًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «بِهَذَا أَمَرَنِي رَبِّي».
* [ف/١٣١ أ].
(١)
تصحف في (ف): «المسطية»، وفي (س): «البسيطة»، والتصويب من«منتخب عبد بن حميد» (١/
١٧٦)، «الآحاد والمثاني» لابن أبي عاصم (٢/ ٤٦٣)، «المعجم الكبير» للطبراني (١٧/
١٦٦)، «الأوسط» له (٢٩٩٢)، كلهم من طريق المصنف، به، وأخرجه أحمد في «المسند»
(١٨٢٦٦)، والبزار كما في «كشف الأستار» (١/ ٤٣٣)، كلاهما من طريق المصنف أيضًا
بلفظ: «المعطية» وهو اللغة المشهورة، والمثبت لغة حميرية يمنية قديمة. ينظر: «لسان
العرب» (مادة: نطا)، «النهاية» لابن الأثير (مادة: نطا).
° [٢١١٢٣]
[الإتحاف: عه حب حم ٢١٢٩٥]
(٢)
توكي: تدخري وتمنعي ما في يديك، فتنقطع مادة الرزق عنك. (انظر: النهاية، مادة:
وكا).
(٣)
قوله: «ما كلفك الله» ليس في (ف)، (س)، والسياق بدونه مضطرب، واستدركناه من:«مسند
البزار» (١/ ٣٩٦)، «تهذيب الآثار» للطبري (١/ ٨٨)، «مكارم الأخلاق» للخرائطي (١/
١٨٨) جميعا من طريق زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر، به.
• [٢١١٢٥] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ،
عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطابِ حِينَ طُعِنَ قَالَ:
أُوصِي الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِي خَيْرًا، وَأُوصِيهِ بِالْمُهَاجِرِينَ خَيْرًا،
أَنْ يَعْرِفَ حُقُوقَهُمْ، وَأَنْ يُنْزِلَهُمْ عَلَى مَنَازِلِهِمْ، وَأُوصِيهِ
بِالْأَنْصَارِ الَّذِينَ تَبَؤَّوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلُ خَيْرًا،
أَنْ يَقْبَلَ مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَيَتَجَاوَزَ عَنْ مُسِيئِهِمْ، وَأُوصِيهِ
بِأَهْلِ الْأَمْصارِ (١) خَيْرًا، فَإِنَّهُمْ رِدْءُ الْإِسْلَامِ، وَغَيْظُ الْعَدُوِّ،
وَبَيْتُ الْمَالِ (٢)، وَلَا يَرْفَعُ فَضْلَ صَدَقَاتِهِمْ إِلَّا بِطِيبِ
أَنْفُسِهِمْ، وَأُوصِيهِ بِأَعْرَابِ الْبَادِيَةِ، فَإِنهُمْ أَصْلُ الْعَرَبِ،
وَمَادَّةُ الْإِسْلَامِ، أَنْ تُؤْخَذَ صَدَقَاتُهُمْ مِنْ حَوَاشِي (٣)
أَمْوَالِهِمْ، وَتُرَدَّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، وَأُوصِيهِ بِأَهْلِ الذِّمَّةِ
خَيْرًا، أَلَّا يُكَلِّفَهُمْ إِلَّا طَاقَتَهُمْ، وَأَنْ يُقَاتِلَ مِنْ
وَرَائِهِمْ، وَأَنْ يَفِيَ لَهُمْ بِعَهْدِهِمْ.
١٣٣
- بَابُ
حَدِيثِ أهْلِ الْكتَابِ
° [٢١١٢٦]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ،
قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي نَمْلَةَ الْأَنْصَارِيُّ، أَنَّ أَبَاهُ أَبَا
نَمْلَةَ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ بَيْنَا هُوَ جَالِسٌ عَنْدَ النَّبِيِّ ﷺ جَاءَهُ
رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ، وَمَرَّ بِجِنَازَةٍ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، هَلْ
تَكَلَّمُ هَذِهِ الْجِنَازَةُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «اللَّهُ أَعْلَمُ»،
فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: إِنَّهَا تَكَلَّمُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا
حَدَّثَكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فَلَا تُصَدِّقُوهُمْ، وَلَا تُكَدِّبُوهُمْ،
وَقُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ (٤) وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ، فَإِنْ كَانَ بَاطِلًا
لَمْ تُصَدِّقُوهُ، وَإِنْ كَانَ حَقًّا لَمْ تُكَذبُوهُ».
• [٢١١٢٥] [شيبة: ٣٨٢١٤].
(١)
الأمصار: جمع المصر، وهو: البلد. (انظر: النهاية، مادة: مصر).
(٢)
قوله: «وبيت المال» كذا وقع في (ف)، (س)، والحديث أخرجه البخاري (٣٦٩١)، وابن أبي
شيبة في «المصنف» (٣٨٢١٤)، وابن حبان في «صحيحه» (٦٩٥٩) وغيرهم، جميعا عن عمرو بن
ميمون، بلفظ: «وجباة المال»، وهو الأظهر.
(٣)
الحواشي: جمع: حاشية، وهي جانب الشيء وطرفه، والمراد: صغار الإبل، كابن المخاض،
وابن اللبون. (انظر: النهاية، مادة: حشا).
° [٢١١٢٦]
[الإتحاف: حب ابن السكن د حم ١٧٨٥٢].
(٤)
من (س)، وبعده فيها: «إلى قوله»، ومكانه في (ف): «إلى»، وقد تقدم على الصواب
كالمثبت برقم: (٢٠٢٧٠).
° [٢١١٢٧] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ،
عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، قَالَ:
سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: كَيْفَ تَسْأَلُونَ أَهْلَ الْكِتَابِ عَنْ
شَيءٍ وَكِتَابُ اللَّهِ * بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ مَحْضٌ لَمْ يُشَبْ (١)، وَهُوَ
أَحْدَثُ الْأَخْبَارِ بِاللَهِ، وَقَدْ أَخْبَرَكُمُ اللَّهُ عَنْ أَهْلِ
الْكِتَابِ أَنَّهُمْ كَتَبُوا كِتَابًا بِأَيْدِيهِمْ؟ فَقَالُوا: هَذَا مِنْ
عِنْدِ اللهِ، وَبَدَّلُوهَا، وَحَرَّفُوهَا عَنْ مَوَاضِعِهَا، وَاشْتَرَوْا
بِهَا ثَمَنًا قَلِيلًا، أَفَمَا يَنْهَاكُمْ مَا جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ عَنْ
مَسْأَلَتِهِمْ؟ فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا أَحَدًا مِنْهُمْ يَسْأَلُكُمْ عَنِ
الدِّينِ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ.
° [٢١١٢٨]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ
حَفْصَةَ جَاءَتْ إِلَى النَّبِيّ ﷺ بِكِتَابٍ مِنْ قَصَصِ يُوسُفَ فِي كَتِفٍ،
فَجَعَلَتْ تَقْرَؤُهُ عَلَيْهِ، وَالنَّبِيُّ ﷺ يَتَلَوَّنُ وَجْهُهُ، فَقَالَ:
«وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ أَتَاكُمْ يُوسُفُ وَأَنَا بَيْنَكُمْ (٢)
فَاتَّبَعْتُمُوهُ وَتَرَكْتمُونِي لَضَلَلْتُمْ».
° [٢١١٢٩]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي
قِلَابَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ مَرَّ بِرَجُلٍ وَهُوَ يَقْرَأُ
كِتَابًا، فَاسْتَمَعَهُ سَاعَةً، فَاسْتَحْسَنَهُ، فَقَالَ لِلرَّجُلِ:
أَتَكْتُبُ لِي مِنْ هَذَا الْكِتَابِ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَاشْتَرَى أَدِيمًا
فَهَيَّأَهُ، ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَيْهِ فَنَسَخَهُ لَهُ فِي ظَهْرِهِ وَبَطْنِهِ،
ثُمَّ أَتَى بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَجَعَلَ يَقْرَؤُهُ عَلَيْهِ،
وَجَعَلَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يَتَلَوَّنُ، فَضرَبَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصارِ
بِيَدِهِ الْكِتَابَ، وَقَالَ: ثَكِلَتْكَ (٣) أُمُّكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ،
أَلَا تَرَى وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ مُنْذُ الْيَوْمِ وَأَنْتَ تَقْرَأُ
عَلَيْهِ هَذَا الْكِتَابَ؟
* [ف/ ١٣١ ب].
(١)
قوله: «محض لم يشب» وقع في (ف)، (س): «محقا لهم، وهو يثب»، والمثبت من «المستدرك»
للحاكم (٣٥٨٢)، «الشعب» للبيهقي (٧/ ١٧٢)، «الحجة في بيان المحجة» لأبي القاسم
الأصبهاني (٢/ ٢٤٢) كلهم من طريق المصنف، به، وكذا هو عند المصنف على الصواب وقد
سبق، ينظر: (١١٠٠٤).
(٢)
في (س): «نبيكم»، والمثبت من (ف). (١١٠١٠)
(٣)
الثكلى: المرأة التي فقدت ولدها ومن يعز عليها. (انظر: جامع الأصول) (١١/ ١٦١).
فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ عِنْدَ ذَلِكَ:
«إِنَّمَا بُعِثْتُ فَاتِحًا وَخَاتَمًا، وَأُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلَامِ،
وَفَوَاتِحَهُ، فَلَا يُهْلِكَنكُمُ الْمُشْرِكُونَ» (١).
١٣٤
- بَابُ
الْقَدَرِ
° [٢١١٣٠]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ،
عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: يَا نَبِيَّ
اللَّهِ، أَرَأَيْتَ مَا نَعْمَلُ، أَلِأَمْرٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ، أَمْ لِأَمْرٍ
نَسْتَقْبِلُهُ اسْتِقْبَالًا؟ قَالَ: «بَل لِأَمْير قَدْ فُرِغَ مِنْهُ»، فَقَالَ
عُمَرُ: فَفِيمَ الْعَمَلُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «كُلٌّ لَا يُنَالُ إِلَّا
بِالْعَمَلِ»، فَقَالَ عُمَرُ: إِذَنْ (٢) نَجْتَهِدُ.
° [٢١١٣١]
أخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ
قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَقِيلَ: فِيمَ الْعَمَلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟
أَفِي شَيْءٍ نَأْتَنِفُهُ (٣)؟ أَمْ فِيمَا قَدْ فُرِغَ مِنْهُ؟ قَالَ: «فِيمَا
قَدْ فُرِغَ مِنْهُ» (٤) قَالَ: فَفِيمَ الْعَمَلُ؟ قَالَ: «إِنهُ كُل مُيَسَّرٌ»
قَالُوا: الْآنَ نَجْتَهِدُ.
• [٢١١٣٢]
أَخْبَرَنَا عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ *
عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومٍ ابْنَةِ عُقْبَةَ، وَكَانَتْ
مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَلِ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ غُشِيَ
عَلَيْهِ غَشْيَةً، ظَنُّوا أَنَّ نَفْسَهُ فِيهَا، فَخَرَجَتْ إِلَى الْمَسْجِدِ
تَسْتَعِينُ بِمَا أُمِرَتْ أَنْ
(١) كذا في (ف)، (س)، والحديث أخرجه البيهقيّ
في «الشعب» (٧/ ١٧١)، والهروي في «ذم الكلام» (٣/ ٢٩٦) من طريق المصنف، بلفظ:
«المتهوكون»، وهو الأظهر.
(٢)
تصحف في (ف)، (س) إلى: «إنا»، والتصويب من «الإبانة» لابن بطة (٣/ ٣٠٣) من طريق
المصنف، به.
(٣)
المؤتنف والمستأنف: أن لا يكون سبق به سابق قضاء وتقدير، وإنما هو مقصور علي
اختيارك ودخولك فيه. (انظر: النهاية، مادة: أنف).
(٤)
قوله: «قال: فيما قد فرغ منه» ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من: «السنة» لابن أبي
عاصم (١/ ٧٣)، «المعجم الكبير» للطبراني (٧/ ١٣٠) من طريق طاوس، عن سراقة بن مالك،
به.
* [س/٣٠٨].
تَسْتَعِينَ بِهِ مِنَ الصَّبْرِ
وَالصَّلَاةِ، فَلَمَّا أَفَاقَ، قَالَ: أَغُشِيَ عَلَيَّ؟ قَالُوا: نَعَمْ،
قَالَ: صَدَقْتُمْ، إِنَّهُ أَتَانِي مَلَكَانِ فِي غَشْيَتِي هَذِهِ، فَقَالَا:
أَلَا تَنْطَلِقُ فَنُحَاكِمَكَ إِلَى الْعَزِيزِ الْأَمِينِ؟ فَقَالَ مَلَكٌ
آخَرُ: أَرْجِعَاهُ، فَإِنَّ هَذَا مِمَّنْ كُتِبَتْ لَهُ السَّعَادَةُ وَهُمْ فِي
بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ، وَسَيُمَتِّعُ اللهُ بِهِ بَنِيهِ مَا شَاءَ اللَّهُ،
قَالَ: فَعَاشَ * شَهْرًا ثُمَّ مَاتَ.
• [٢١١٣٣]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ:
حَدَّثَنِي ابْنُ هُنَيْدَةَ (١)، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: إِذَا
خَلَقَ اللَّهُ النَّسَمَةَ، قَالَ مَلَكُ الْأَرْحَامِ مُعْرِضًا: أَيْ رَبِّ!
أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى؟ فَيَقْضِي اللَّهُ إِلَيْهِ أَمْرَهُ فِي ذَلِكَ، ثُمَّ
يَقُولُ: أَيْ رَبِّ! أَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ؟ فَيَقْضِي اللَّهُ إِلَيْهِ
أَمْرَهُ فِي ذَلِكَ.
° [٢١١٣٤]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي
سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «احْتَجُّ آدَمُ
وَمُوسَى، فَقَالَ مُوسَى لآدَمَ: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي أَدْخَلْتَ ذُرِّيَّتَكَ
النُّارَ؟ فَقَالَ آدَمُ: يَا مُوسَى، اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ،
وَبِكَلَامِهِ، وَأَنْزَلَ عَلَيْكَ التوْرَاةَ، فَهَلْ وَجَدْتَ أَنِّي أَهْبِطُ؟
فَقَالَ: نَعَمْ»، قَالَ: «فَحَجَّهُ (٢) آدَمُ».
° [٢١١٣٥]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «تَحَاجَّ (٣) آدَمُ
وَمُوسَى، فَقَالَ مُوسَى: أَنْتَ الَّذِي أَغْوَيْتَ الناسَ وَأَخْرَجْتَهُمْ
مِنَ الْجَنَّةِ إِلَى الْأَرْضِ، فَقَالَ لَهُ آدَمُ: أَنْتَ الَّذِي أَعْطَاكَ
اللَّهُ عِلْمَ كُلِّ شَيْءٍ،
* [ف/١٣٢ أ].
(١)
تصحف في (ف)، (س) إلى:»هبيرة«، والتصويب من:»السنة«لابن أبي عاصم (١/
٨١)،»القدر«للفريابي (١/ ١١٨) من طريق المصنف، به، وابن هنيدة هذا هو: عبد الرحمن
بن هنيدة، مولى عمر بن الخطاب، وينظر:»التاريخ الكبير" للبخاري (٥/ ٣٦٠).
° [٢١١٣٤]
[الإتحاف: خز عنه حم ٢٠٥٧١].
(٢)
حج فلان فلانا: غلبه بالحجة. (انظر: النهاية، مادة: حجج).
° [٢١١٣٥]
[الإتحاف: خز عنه حم ١٩٨٤٤، عنه حم ٢٠١٧٠].
(٣)
تحاج: أي طلب كل منهما الحجة من صاحبه علي ما يقول. (انظر: المرقاة) (١/ ١٤٧).
وَاصْطَفَاكَ عَلَى النَّاسِ
بِرِسَالَتِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَفَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ كَانَ قَدْ
كُتِبَ عَلَيَّ (١) قَبْلَ أَنْ أَفْعَلَهُ؟!»، أَوْ قَالَ: «مِنْ قَبْلِ أَنْ
أُخْلَقَ»، قَالَ: «فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى».
° [٢١١٣٦]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ
سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ … نَحْوَهُ.
• [٢١١٣٧]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَعَنِ ابْنِ
طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَا: لَقِيَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ إِبْلِيسَ، فَقَالَ:
أمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ لَا يُصِيبُكَ إِلَّا مَا قُدِّرَ لَكَ؟ فَقَالَ إِبْلِيسُ:
فَأَوْفِ بِذِرْوَةِ (٢) هَذَا الْجَبَلِ، فَتَرَدَّ مِنْهُ، فَانْظُرْ أَتَعِيشُ
أَمْ لَا؟ قَالَ ابْنُ طَاوُسٍ: عَنْ أَبِيهِ، فَقَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ
اللَّهَ قَالَ: لَا يُجَرِّبُنِي عَبْدِي، فَإِنِّي أَفْعَلُ مَا شِئْتُ، قَالَ:
وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: قَالَ: إِن الْعَبْدَ لَا يَبْتَلِي رَبَّهُ، وَلكِنَّ
اللَّهَ يَبْتَلِي عَبْدَهُ، قَالَ: فَخَصَمَهُ.
• [٢١١٣٨]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ
قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهُمْ وَجَدُوا فِي مَقَامِ (٣) إِبْرَاهِيمَ ثَلَاثَةَ
صُفُوحٍ، فِي كُلِّ صفْحٍ مِنْهَا كِتَابٌ، وَفِي الصَّفْحِ الْأَوَّلِ: أَنَا
اللَّهُ (٤) ذُو بَكَّةَ، صُغْتُهَا يَوْمَ صُغْتُ (٥) الشَّمْسَ، وَحَففْتُهَا
بِسَبْعَةِ أَمْلَاكِ حُنَفَاءَ (٦)، وَبَارَكْتُ لِأَهْلِهَا فِي اللَّحْمِ
وَاللَّبَنِ، وَفِي الصَّفْحِ الثانِي: أَنَا اللَّهُ ذُو بَكَّةَ،
(١) من (س).
° [٢١١٣٦]
[الإتحاف: خز عنه حم ١٩٨٤٤، عنه حم ٢٠١٧٠].
(٢)
ذروة الشيء: أعلاه، والجمع: ذرى. (انظر: النهاية، مادة: ذرا).
(٣)
المقام: المراد: مقام إبراهيم، وهو: الحجر الذي كان يقف عليه إبراهيم عليه السلام أثناء
بناء الكعبة. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص ٢٧٧).
(٤)
قوله: «أنا الله» كرره في (س)، والمثبت من (ف).
(٥)
قوله «صغتها يوم صغت» وقع في (س): «صنعتها يوم صنعت»، والمثبت من (ف).
(٦)
تصحف في (ف)، (س) إلى: «حفا»، والتصويب من: «الإبانة» لابن بطة (٤/ ٢٧٧)، «شعب
الإيمان» للبيهقي (٥/ ٤٦٧) من طريق المصنف، به، وسبق سندا ومتنا (٩٥٤٨).
الحنفاء: طاهرو الأعضاء من المعاصي.
وقيل: أراد أنه خلَقهم حُنَفاءَ مؤمنين لما أخَذ عليهم الميثاق. (انظر: النهاية،
مادة: حنف).
خَلَقْتُ الرَّحِمَ، وَشَقَقْتُ
لَهَا اسْمًا مِنِ اسْمِي، فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا
بَتَتُّهُ (١) وَفِي الثَّالِثِ: أَنَا اللَّهُ ذُو بَكَّةَ، خَلَقْتُ الْخَيْرَ
وَالشَّرَّ، فَطُوبَى (٢) لِمَنْ كَانَ الْخَيْرُ عَلَى يَدَيْهِ، وَوَيْلٌ (٣)
لِمَنْ كَانَ الشَّرُّ عَلَى يَدَيْهِ.
• [٢١١٣٩]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ حَيانَ، عَنْ
يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ (٤)، قَالَ: قُلْتُ لاِبْنِ عُمَرَ: إِنَّ نَاسًا عَنْدَنَا
يَقُولُونَ *: إِنَّ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ بِقَدَرٍ، وَنَاسٌ يَقُولُونَ: إِنَّ
الْخَيْرَ وَالشَّرَّ لَيْسَ بِقَدَرٍ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: إِذَا رَجَعْتَ
إِلَيْهِمْ فَقُلْ لَهُمْ: إنَّ ابُنَ عُمَرَ يَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ مِنْكُمْ
بَرِيءٌ وَأَنْتُمْ مِنْهُ بُرَآءُ.
• [٢١١٤٠]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ
أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ نَاسَا يَقُولُونَ: إِنَّ
الشَّرَّ لَيْسَ بِقَدَرٍ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسِ: فَبَيْنَنَا وَبَيْنَ أَهْلِ
الْقَدَرِ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ
مَا أَشْرَكْنَا﴾ حَتَّى ﴿فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ﴾ الأنعام: ١٤٨ -
١٤٩].
° [٢١١٤١]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مَنْصورٍ،
عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ
عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: خَرَجْنَا عَلَى جِنَازَةٍ، فَبَيْنَا نَحْنُ
فِي الْبَقِيعِ (٥) إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، وَبِيَدِهِ
مِخْصَرَةٌ (٦)، فَجَاءَ فَجَلَسَ، ثُمَّ
(١) البت: القطع. (انظر: النهاية، مادة: بت).
(٢)
طوبى: اسم الجنة. وقيل هي شجرة فيها. (انظر: النهاية، مادة: طوب).
(٣)
الويل: الحزن والهلاك والمشقة من العذاب. (انظر: النهاية، مادة: ويل).
(٤)
قوله: «عن سعيد بن حيان، عن يحيى بن يعمر» كذا في (ف)، (س)، وكذا جاء في «السنة»
لعبد الله بن أحمد (٩٢٦)، «الإبانة الكبرى» لابن بطة (٢/ ١٥٥) من طريق المصنف، به.
* [ف/١٣٢ ب].
(٥)
البقيع: المكان المتسع. وبقيع الغرقد: موضع بظاهر المدينة فيه قبور أهلها، كان به
شجر الغرقد، فذهب وبقي اسمه. (انظر: النهاية، مادة: بقع).
(٦)
تصحف في (ف) إلى: «محصرة» بالحاء المهملة، والتصويب من (س)، «المنتخب من مسند عبد
بن حميد» (ص ٥٧)، «الإبانة الكبرى» لابن بطة (٣/ ٣٠٣) من طريق المصنف، به، قال ابن
الأثير في =
نَكَتَ (١) بِهَا فِي الْأَرْضِ
سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: «مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ (٢) إِلَّا قَدْ كُتِبَ
مَكَانُهَا مِنَ الْجَنَّةِ أَوِ النَّارِ، وإِلَّا قَدْ كُتِبَتْ شَقِيَّةً أَوْ
سَعِيدَةً» قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: أَلَا نَتَّكِلُ عَلَى كِتَابِهَا (٣) يَا
رَسُولَ اللَّهِ، وَنَدَعُ الْعَمَلَ؟ قَالَ: «لَا، وَلَكِنِ اعْمَلُوا، فَكُلٌّ
مُيَسَّرٌ، أَمَّا أَهْلُ الشَّقَاءِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاءِ،
وَأَمَّا أَهْلُ السَّعَادَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ»،
ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَ: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (٥) وَصَدَّقَ
بِالْحُسْنَى (٦) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (٧) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ
وَاسْتَغْنَى (٨) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (٩) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى﴾ [الليل: ٥ - ١٠].
• [٢١١٤٢]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ
قَالَ: اجْتَنِبُوا الْكَلَامَ فِي الْقَدَرِ، فَإِنَّ الْمُتَكَلِّمِينَ فِيهِ
يَقُولُونَ بِغَيْرِ عِلْمٍ.
° [٢١١٤٣]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: إِنَّمَا هُمَا
اثْنَتَانِ: الْهَدْيُ وَالْكَلَامُ، فَأَحْسَنُ الْكَلَامِ كَلَامُ اللَّهِ،
وَأَحْسَنُ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ ﷺ، أَلَا وإيَّاكُمْ (٤) وَالْمُحَرَّمَاتِ
وَالْبِدَعَ، فَإِنَّ شَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا (٥)، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ
ضَلَالَة، أَلَا لَا يَطُولَنَّ (٦) عَلَيْكُمُ
= «النهاية» (مادة: خصر): «المخصرة: ما
يختصره الإنسان بيده فيمسكه من عصا، أو عكازة، أو مقرعة، أو قضيب، وقد يتكئ عليه».
اهـ.
(١)
النكت: أن تضْرب الأرضَ بقضيب أو بشيء فتؤَثر بطرفه فيها. (انظر: النهاية، مادة:
نكت).
(٢)
المنفوسة: المولودة، من نفست المرأة، إذا ولدت. (انظر: النهاية، مادة: نفس).
(٣)
كذا في (ت)، (س)، وكذا أخرجه ابن بطة في «الإبانة» (٣/ ٣٠٣) من طريق المصنف،
وأخرجه عبد بن حميد في «المنتخب» (ص ٥٧)، والبغوي في «التفسير» (٢/ ٤٦٥)، «شرح
السنة» (١/ ١٣١) من طريق المصنف، بلفظ: «كتابنا»، وهو الأظهر.
° [٢١١٤٣]
[شيبة: ٢٦١١٢، ٢٦١٣٣].
(٤)
قوله: «ألا وإياكم» وقع في (ف)، (س): «ألا إياكم»، والمثبت من: «المعجم الكبير»
للطبراني (٩/ ٩٦)، «شعب الإيمان» للبيهقي (٦/ ٤٤١) من طريق المصنف، به.
(٥)
محدثات الأمور: جمع محدثة، وهي: ما لم يكن معروفًا في كتاب ولا سنة ولا إجماع.
(انظر: النهاية، مادة: حدث).
(٦)
في (ف)، (س): «يطول»، والمثبت من المصدرين السابقين.
الْأَمَدُ فَتَقْسُوَ قُلُوبُكُمْ،
أَلَا كُلُّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ، أَلَا إِنَّ الْبَعِيدَ مَا لَيْسَ آتٍ *،
أَلَا إِنَّ الشَّقِي مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، وإِنَّ السَّعِيدَ مَنْ
وُعَظَ بِغَيْرِهِ، أَلَا وإِنَّ شَرَّ الرَّوَايَا (١) رَوَايَا الْكَذِبِ، أَلَا
وإِنَّ الْكَذِبَ لَا يَصْلُحُ فِي جِدٍّ وَلَا هَزْلٍ، وَلَا أَنْ يَعِدَ
الرَّجُلُ صَبِيَّهُ ثُمَّ لَا يُنْجِزُ لَهُ، أَلَا وإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي
إِلَى الْفُجُور (٢)، وإن الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وإِنَّ الصِّدْقَ
يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ (٣)، وإن الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وإنهُ
يُقَالُ لِلصَّادِقِ: صَدَقَ وَبَرَّ، وَيُقَالُ لِلْكَاذِبِ: كَذَبَ وَفَجَرَ،
وإنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «إِن الْعَبْدَ لَيَكْذِبُ حَتَّى
يُكْتَبَ كَذَّابًا، وَيَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ صِدَّيقًا» ثُمَّ قَالَ:
«إِيَّاكُمْ وَالْعِضَةَ، أَتَدْرُونَ مَا الْعِضَةُ؟ النَّمِيمَةُ، وَنَقْلُ
الْأَحَادِيثِ».
° [٢١١٤٤]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ *، عَنْ
عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ
عَنْ أَطْفَالِ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ: «اللَهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا
عَامِلِينَ».
° [٢١١٤٣]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ
قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَنْ ذَرَارِيّ (٤) الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ:
«اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ».
• [٢١١٤٦]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ،
أَنَّ سَلْمَانَ قَالَ: أَوْلَادُ الْمُشْرِكِينَ خَدَمٌ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ،
ثُمَّ قَالَ الْحَسَنُ: مَا تَعْجَبُونَ أكرَمَهُمُ اللَّهُ، وَأَكْرَمَ بِهِمْ.
* [س/٣٠٩].
(١)
الروايا: جمع: رَوِيَّة، وهي: ما يُرَوِّي الإنسان في نفسه من القول والفعل، وقيل:
جمع راوية للرجل الكثير الرواية، وقيل غير ذلك. (انظر: النهاية، مادة: روى).
(٢)
الفجور: الميل والانحراف عن الصدق وأعمال الخير. (انظر: النهاية، مادة: فجر).
(٣)
البِرّ: اسم جامع للخير كله. (انظر: جامع الأصول) (١/ ٣٣٧).
° [٢١١٤٤]
[الإتحاف: عه حب حم ١٩٥٦٤].
* [ف/١٣٣ أ].
(٤)
الذراري: جمع ذرية، وهي: اسم يجمع نسل الإنسان من ذكر وأنثى. (انظر: النهاية،
مادة: ذرر).
• [٢١١٤٨]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ
الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَالَ: لَنْ يَجِدَ رَجُلٌ طَعْمَ
الْإِيمَانِ، وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى فِيهِ، حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ،
وَيَعْلَمَ أَنَّهُ مَيِّتٌ، وَأَنهُ مَبْعُوثٌ.
• [٢١١٤٩]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ ابْنَ
مَسْعُودٍ قَالَ: ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ يَجِدُ بِهِنَّ (٣) حَلَاوَةَ
الْإِيمَانِ: تَرْكُ الْمِرَاءَ (٤) فِي الْحَقِّ، وَالْكَذِبِ فِي الْمُزَاحَةِ،
وَيَعْلَمُ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ، وَأَن مَا أَخْطَأَهُ
لَمْ يَكُنْ لِيصِيبَهُ.
• [٢١١٥٠]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي
الْحَجَّاجِ (٥)، رَجُلٍ مِنَ الْأَسْدِ (٦)، قَالَ: سَأَلْتُ سَلْمَانَ كَيْفَ
الْإِيمَانُ (٧) بِالْقَدَرِ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ؟ قَالَ (٨): أَنْ
(١) العجز: أراد به: ترك ما يجب فعله
بالتسويف، وهو عام في أمور الدنيا والدين. (انظر: النهاية، مادة: عجز).
(٢)
الكيس، والكيسة: العقل، والحزم، والتيقظ والاحتياط مع حسن الأدب. (انظر: النهاية،
مادة: كيس).
(٣)
في (س): «لهن»، والمثبت من (ف).
(٤)
المراء والتماري والمماراة والامتراء: الجدال والمجادلة على مذهب الشك والريبة،
أو: المناظرة لإظهار الحق ليتبع، دون الغلبة والتعجيز. (انظر: النهاية، مادة: مرا).
(٥)
قوله: «أبي الحجاج» وقع في (ف): «الحجاج»، وفي (س): «الحجاج عن»، والمثبت من
«الإبانة» لابن بطة (٢/ ١٧٠) من طريق الدبري، عن المصنف، به، والحديث رواه أبو
نعيم في «أخبار أصبهان» (٢/ ٣٤٥) بنحوه في ترجمة: أبو الحجاج الأزدي، وقال:«كوفي،
قدم أصبهان»، وينظر ترجمته في «طبقات ابن سعد» (٨/ ٣٣٥).
(٦)
في «الإبانة»:«الأزد»، وكلاهما صحيح؛ فالأسد بسكون السين لغة في الأزد، وينظر:
«لسان العرب» (مادة: أسد)، «شمس العلوم» (١/ ٢٥٣).
(٧)
في (ف): «بالإيمان»، والتصويب من (ص)، «الإبانة».
(٨)
ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من المصدر السابق.
يَعْلَمَ الرَّجُلُ مِنْ قِبَلِ
نَفْسِهِ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَهُ
لَمْ يَكُنْ لِيصِيبَهُ، فَذَلِكَ الْإِيمَانُ بِالْقَدَرِ.
• [٢١١٥١]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ:
لَمَّا رُمِيَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ يَوْمَ الْجَمَلِ جَعَلَ يَمْسَحُ
الدَّمَ عَنْ صَدْرِهِ، وَهُوَ يَقُولُ: ﴿وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا
مَقْدُورًا﴾ [الأحزاب:
٣٨].
• [٢١١٥٢]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ
قَالَ: مَنْ كَذَّبَ بِالْقَدَرِ فَقَدْ كَذَّبَ بِالْقُرْآنِ.
• [٢١١٥٣]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ، عَنِ
الْحَسَنِ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: الآجَالُ، وَالْأَرْزَاقُ، وَالْبَلَاءُ،
وَالْمَصَائِبُ، وَالْحَسَنَاتُ بِقَدَرٍ مِنَ اللَّهِ، وَالسَّيِّئَاتُ مِنْ
أَنْفُسِنَا وَمِنَ الشَّيْطَانِ.
° [٢١١٥٤]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ
الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «كُلُّ
مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أَوْ
يُنَصِّرَانِهِ، أَو يُمَجِّسَانِهِ كَمَا تُنْتَجُ (١) الْبَهِيمَةُ، هَلْ
تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ (٢)»، قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ:
وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: ﴿فِطْرَتَ اللَّهِ (٣) الَّتِى فَطَرَ النَّاسَ
عَلَيهَا﴾ [الروم:
٣٠].
قَالَ مَعْمَرٌ: فَقُلْتُ
لِلزُّهْرِيِّ: كَيْفَ تُحَدِّثُ بِهَذَا وَأَنْتَ عَلَى غَيْرِهِ؟ قَالَ:
نُحَدِّثُ بِمَا سَمِعْنَا.
° [٢١١٥٤] [الإتحاف: عه حب حم ١٨٦٤٢].
(١)
النتاج: الولادة. (انظر: النهاية، مادة: نتج).
(٢)
الجدعاء: مقطوعة الأنف أو الأذن أو الشفة وهي بالأنف أخص. (انظر: النهاية، مادة:
جدع).
(٣)
فطرة الله: أي: خلقة الله التي خلق الناس عليها، وهي أن فطرهم جميعا على أن يعلموا
أن لهم خالقا ومدبرا. (انظر: غريب القرآن لابن قتيبة) (ص ٣٤١).
° [٢١١٥٥] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ الْمُجَاشِعِيِّ قَالَ *: قَالَ
رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مَا جَهِلْتُمْ
مِمَّا عَلَّمَنِي (١) يَوْمِي هَذَا»، وَأَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ كُلَّ مَالٍ
نَحَلْتُهُ (٢) عِبَادِي فَهُوَ (٣) لَهُمْ حَلَالٌ، وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي
(٤) حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، فَأَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاخْتَالَتْهُمْ (٥) عَنْ
دِينِهِمْ، وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ
يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا، وإِنَّ اللَّهَ نَظَرَ إِلَى
أَهْلِ الْأَرْضِ فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ (٦) إِلَّا بَقَايَا مِنْ
أَهْلِ الْكِتَابِ، وإِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أُحَرِّقَ قُرَيْشًا، فَقُلْتُ:
يَا رَبِّ، إِذَنْ يَثْلَغُوا (٧) رَأْسِي حَتَّى يَدَعُوهُ خُبْزَةً، فَقَالَ:
إِنَّمَا بَعَثْتُكَ لِأَبْتَلِيَكَ، وَأَبْتَلِيَ بِكَ، وَقَدْ أَنْزَلْتُ
عَلَيْكَ كِتَابًا
° [٢١١٥٥] [الإتحاف: عنه حم حب ١٦٢٢٨].
* [ف/ ١٣٣ ب].
(١)
قوله:»مما علمني«وقع في (ف)، (س):»أعلمني«، والتصويب من»المعجم الكبير«للطبراني
(١٧/ ٣٥٨)،»شرح السنة«للبغوي (١٤/ ٤٠٧) من طريق المصنف، به.
(٢)
النحل: العطية والهبة ابتداء من غير عوض ولا استحقاق. (انظر: النهاية، مادة: نحل).
(٣)
قوله:»نحلته عبادي فهو «تصحف في (ف)، (س) إلى:»نحت عيالي محو«، والتصويب من
المصدرين السابقين.
(٤)
زاد بعده في (ف)، (س):»كلهم«، والمثبت من المصدرين السابقين.
(٥)
غير منقوط في (س)، وكذا في (ف) بالخاء المعجمة، وكذا رواه الشجري في»الأمالي«(١/
١٧١) من طريق المصنف، ورواه الطَّبراني في»المعجم الكبير«، والبغوي في»التفسير«(٦/
١٣٣)،»شرح السنة«من طريق المصنف، بلفظ:»فاجتالتهم«بالجيم، قال القاضي عياض
في»المشارق«(١/ ١٦٦) تعليقا على رواية من رواه بالخاء المعجمة:»معناه خدعوهم،
والختل: الخديعة، وقد يكون معناه حبسوهم وصدوهم ولازموهم، قال الفراء: الخاتل
الراعي للشيء، الحافظ له«. اهـ.
وقال تعليقا على رواية من رواه
بالجيم (١/ ١٦٥):»ومنه قوله فاجتالتهم عن دينهم يعني الشياطين أي استخفتهم فذهبت
بهم وساقتهم إلى ما أرادوه منهم وجالوا معهم«.
(٦)
قوله:»فمقتهم عربهم وعجمهم«وقع في (ف)، (س):»جميعهم عربيهم وعجميهم«، والتصويب
من:»المعجم الكبير«،»شرح السنة".
(٧)
الثلغ: الشدخ، وقيل: هو ضربك الشيء الرطب بالشيء اليابس حتى ينشدخ. (انظر:
النهاية، مادة: ثلغ).
لَا يَغْسِلُهُ الْمَاءُ، تَقْرَؤُهُ
فِي الْمَنَامِ وَالْيَقَظَةِ، وَاغْزُهُمْ نُغْزِكَ (١)، وَأَنْفِقْ يُنْفَقْ
عَلَيْكَ، وَابْعَثْ جَيْشًا نُمْدِدْكَ بِخَمْسَةٍ أَمْثَالِهِمْ، وَقَاتِلْ
بِمَنْ أَطَاعَكَ مَنْ عَصَاكَ»، ثُمَّ قَالَ: «أَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلَاثَةٌ:
إِمَامٌ مُقْسِطٌ (٢)، وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقيقُ الْقَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى
وَمُسْلِمٍ، وَرَجُلٌ غَنِيٌّ عَفِيفٌ مُتَصَدِّقٌ، وَأَهْلُ النُّارِ خَمْسَةٌ:
الضَّعِيفُ الَّذِي لَا زَبْرَ لَهُ (٣)، الَّذِينَ هُمْ فِيكُمْ تَبَعٌ لَا
يَبْتَغُونَ بِذَلِكَ أَهْلًا وَلَا مَالًا، وَرَجُلٌ إِنْ أَصْبَحَ أَصْبَحَ
يُخَادِعُكَ عَنْ أَهْلِكَ وَمَالِكَ، وَرَجُلٌ لَا يَخْفَى (٤) لَهُ طَمَعٌ
وَإِنْ دَقَّ إِلَّا ذَهَبَ (٥) بِهِ، وَالشِّنْظِيرُ (٦) الْفَاحِشُ»، قَالَ:
وَذَكَرَ الْبُخْلَ وَالْكَذِبَ.
• [٢١١٥٦]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: إِن اللَّهَ لَمْ يَكِلِ النَّاسَ إِلَى الْقَدَرِ
وإلَيْهِ يَعُودُونَ.
° [٢١١٥٧]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ
يُحَدِّثُ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ ﷺ سَرِيَّةَ،
فَأَفْضى بِهِمُ الْقَتْلُ إِلَى الذُّرِّيَّةِ، فَقَالَ لَهُمُ النبِيُّ ﷺ *:
«مَا حَمَلَكُمْ عَلَى قَتْلِ الذُّرِّيَّةِ»؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
أَلَيْسُوا أَوْلَادَ الْمُشْرِكِينَ؟ ثُمَّ قَامَ النَّبِيّ ﷺ خَطِيبًا فَقَالَ:
«إِنَّ كُلَّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ حَتَّى يُعْرِبَ عَنْهُ (٧)
لِسَانُهُ».
(١) نغزك: نعينك. (انظر: مجمع البحار، مادة:
غزا).
(٢)
المقسط: العادل. (انظر: النهاية، مادة: قسط).
(٣)
لا زبر له: لا عقل له يزبره وينهاه عن الإقدام على ما لا ينبغي. (انظر: النهاية،
مادة: زبر).
(٤)
يخفى: يظهر، يقال: اختفيت الشيء إذا أظهرته، وأخفيته إذا سترته. (انظر: النهاية،
مادة: خفا).
(٥)
تصحف في (ف)، (س) إلى: «ذهبت»، والتصويب من المصدرين السابقين.
(٦)
الشنظير: السيئ الخلق. (انظر: النهاية، مادة: شنظر).
* [س/٣١٠].
(٧)
تصحف في (ف)، (س) إلى: «عنا»، والتصويب من «الإبانة» لابن بطة (٢/ ٧٠) من طريق
المصنف، به.
• [٢١١٥٨] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ،
عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى عَدِيِّ بْنِ
أَرْطَاةَ أَمَّا بَعْدُ، إِنَّ اسْتِعْمَالَكَ سَعْدَ بْنَ مَسْعُودٍ عَلَى
عَمَّانَ كَانَ مِنَ الْخَطَايَا الَّتِي قَدَّرَ اللَّهُ عَلَيْكَ، وَقَدَّرَ
أَنْ تُبْتَلَى بِهَا.
• [٢١١٥٩]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبِي، أَنَّ أَبَا
الْمِقْدَامِ قَالَ لِوَهْبٍ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، قَدْ جَالَسْتُكَ، وَقُلْتَ
فِي الْقَدِيمِ: جَالَسْتُ عَطَاءً وَمُجَاهِدًا فَخَالَفُوكَ، قَالَ: كُلٌّ
مُصِيبٌ، هَؤُلَاءِ نَزَّهُوا اللَّهَ، وَهَؤُلَاءَ غَضِبُوا لِلَّهِ،
وَأَخْطَئُوا فِي التَّفْسِيرِ.
° [٢١١٦٠]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَن زَيْدِ
بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ مَسْعُودٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا* رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ وَهُوَ الصُّادِقُ الْمَصْدُوقُ: «أَنَّ خَلْقَ أَحَدِكُمْ يُجْمَعُ فِي
بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً (١) مِثْلَ ذَلِكَ،
ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً (٢) مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ الْمَلَكَ
بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ فَيَقُولُ: اكتُبْ أَجَلَهُ وَعَمَلَهُ، وَشَقِيٌّ أَوْ
سَعِيدٌ، وَأَنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَكُونَ
وَمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَغْلِبُ عَلَيْهِ
الْكِتَابُ الَّذِي سَبَقَ، فَيُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، وَأَنَّ
الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى يَكُونَ وَمَا بَيْنَهُ
وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَغْلِبُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ الَّذِي سَبَقَ،
فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ».
• [٢١١٦١]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ فِطْرٍ، عَنِ (٣) ابْنِ
سَابِطٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَالَ: خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ،
وَكَانُوا قَبْضَتَيْنِ، فَقَالَ لِمَنْ فِي يَمِينِهِ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ
بِسَلَامٍ، وَقَالَ لِمَنْ فِي الْأُخْرَى: ادْخُلُوا النَّارَ وَلَا أُبَالِي،
فَذَهَبَتْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
° [٢١١٦٠] [الإتحاف: عه حب حم ١٢٥٩٧].
* [ف/١٣٤ أ].
(١)
العلقة: طور من أطوار الجنين، وهي قطعة الدم التي يتكون منها. (انظر: المعجم
الوسيط، مادة: علق).
(٢)
المضغة: قطعة من اللحم قدر ما يُمضغ، وجمعها: مُضَغ. (انظر: النهاية، مادة: مضغ).
(٣)
ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من «الإبانة» لابن بطة (٢/ ١٢٥) من طريق المصنف، به.
° [٢١١٦٢] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ،
عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَائِشَةَ ابْنَةِ طَلْحَةَ،
عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ: أُتيَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِصَبِيٍّ
مِنَ الْأَنْصَارِ فَصَلَّى عَلَيْهِ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
طُوبَى لِهَذَا، لَمْ يَعْمَلْ سُوءًا، وَلَمْ يَدْرِهِ، عُصفُورٌ مِنْ عَصَافِيرِ
الْجَنَّةِ، فَقَالَ: «أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ يَا عَائِشَةُ، إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ
الْجَنَّةَ وَخَلَقَ لَهَا أَهْلًا، وَخَلَقَ النَّارَ وَخَلَقَ لَهَا أَهْلًا، خَلَقَهُمْ
لَهَا وَهُمْ فِي أَصْلَابِ آبَائِهِمْ».
• [٢١١٦٣]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: اجْتَمَعْنَا
نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ عَلِيٍّ، فَقُلْتُ: لَوْ حَرَسْنَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّهُ مُحَارِبٌ، وَلَا نَأْمَنُ أَنْ يُغْتَالَ، قَالَ:
فَبَيْنَا نَحْنُ نَحْرُسُهُ عِنْدَ بَابِ حُجْرَتِهِ حَتَّى خَرَجَ لِصَلَاةِ
الصُّبْحِ، فَقَالَ: مَا شَأْنُكُمْ؟ قُلْنَا: حَرَسْنَاكَ يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّكَ مُحَارِبٌ، وَخَشِينَا أَنْ تُغْتَالَ فَحَرَسْنَاكَ،
فَقَالَ: أَمِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ تَحْرُسُونِي أَمْ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ؟
قُلْنَا: لَا، بَلْ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ، وَكَيْفَ نَسْتَطِيعُ أَنْ نَحْرُسَكَ
مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ؟! قَالَ: فَإِنَّهُ لَا يَكُونُ شَيءٌ فِي الْأَرْضِ
حَتَّى يُقَدَّرَ فِي السَّمَاءِ، وَلَيْسَ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا قَدْ وُكِّلَ بِهِ
مَلَكَانِ يَدْفَعَانِ عَنْهُ، وَيَكِلَانِهِ حَتَّى يَجِيءَ قَدَرُهُ، فَإِذَا
جَاءَ قَدَرُهُ خَلَّيَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَدَرِهِ.
• [٢١١٦٤]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: بَلَغَنِي: أَنَّ عَمْرَو
بْنَ الْعَاصِ قَالَ لِأَبِي مُوسَى: وَدِدْتُ أَنِّي أَجِدُ مَنْ أُخَاصِمُ
إِلَيْهِ رَبِّي، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: أَنَا، فَقَالَ عَمْرٌو: أَيُقَدِّرُ
عَلَي شَيْئًا وَيُعَذِّبُنِي عَلَيْهِ؟ فَقَالَ أَبُو مُوسَى: نَعَمْ، قَالَ:
لِمَ؟ قَالَ: لِأَنَّهُ لَا يَظْلِمُكَ (١)، فَقَالَ: صدَقَتْ.
• [٢١١٦٥]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ بُدَيْلٍ الْعُقَيْلِيِّ *،
عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، قَالَ: ابْنَ آدَمَ! لَمْ
تُوَكَّلْ إِلَى الْقَدَرِ وإلَيْهِ تَصِيرُ.
(١) تصحف في (ف)، (س) إلى: «يظلمه»، والتصويب
من «الإبانة» لابن بطة (٢/ ١٧٢)، «الاعتقاد» للبيهقي (ص ١٤٩) من طريق المصنف، به.
* [ف/١٣٤ ب].
• [٢١١٦٦] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ،
عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: كُنْتُ عَنْدَ ابْنِ طَاوُسٍ وَعِنْدَهُ ابْنٌ لَهُ، إِذْ
أَتَاهُ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: صَالِحٌ، يَتَكَلَّمُ فِي الْقَدَرِ فَتَكَلَّمَ
بِشَيءٍ مِنْهُ (١)، فَأَدْخَلَ ابْنُ طَاوُسٍ إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ،
وَقَالَ لابْنِهِ: أَدْخِلْ أَصَابِعَكَ فِي أُذُنَيْكَ وَاشْدُدْ، فَلَا تَسْمَعْ
مِنْ قَوْلِهِ شَيْئًا، فَإِنَّ الْقَلْبَ ضَعِيفٌ.
° [٢١١٦٧]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عِمْرَانَ صَاحِبٍ لَهُ
قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «مَا تَرَكْتُ شَيْئًا يُقَرِّبُكُمْ مِنَ
الْجَنَّةِ وَيُبَاعِدُكمْ عَنِ النَّارِ إِلَّا قَدْ بَيَّنْتُهُ لكُمْ، وَإِنَّ
رُوحَ الْقُدُسِ (٢) نَفَثَ فِي رُوعِي (٣)، وَأَخْبَرَنِي أَنَّهَا لَا تَمُوتُ
نَفْسٌ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ أَقْصَى رِزْقِهَا، وَإِنْ أَبْطَأَ عَنْهَا، فَيَا
أَيهَا النَّاسُ! اتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ (٤)، وَلَا
يَحْمِلَنَّ أَحَدَكُمُ اسْتِبْطَاءُ رِزْقِهِ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى مَا حَرَّمَ
اللَّهُ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ لَا يُدْرِكُ مَا عِنْدَ اللَّهِ إِلَّا بِطَاعَتِهِ».
• [٢١١٦٨]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ
سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ، عَنِ الْقَدَرِ، فَقَالَ: مَا قَدَّرَ اللَّهُ فَقَدْ
قَدَّرَهُ.
• [٢١١٦٩]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ
أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ
هَوَانَا عَلَى هَوَاكُمْ (٥)، فَقَالَ: إِنَّ الْهَوَى كُلَّهُ ضَلَالَةٌ.
• [٢١١٧٠]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ
الْعَزِيزِ قَالَ: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ عصِمَ (٦) مِنَ الهَوَى، وَالغَضَبِ،
وَالطَّمَعِ.
(١) رسمه في (ف)، (س): «قنبه»، والتصويب من
«الإبانة» لابن بطة (١٧٧٨) من طريق الدبري، به.
(٢)
روح القدس: جبريل عليه السلام. (انظر: النهاية، مادة: قدس).
(٣)
الروع: النفْس. (انظر: النهاية، مادة: روع).
(٤)
الإجمال في الطلب: الإحسان فيه بإتيانه من وجهه. (انظر: المشارق) (١/ ١٥٢).
(٥)
تصحف في (ف)، (س) إلى: «سواك»، والتصويب من «الشريعة» للآجري (١/ ٤٤٤)، «الإبانة»
لابن بطة (١/ ٣٥٥) من طريق معمر، به.
(٦)
العصمة: المنعة والحماية. (انظر: النهاية، مادة: عصم).
١٣٥ - بَابُ الْإِيمَانِ * وَالْإِسْلَامِ
° [٢١١٧١]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي
كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامِ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ
قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: مَا الْإِثمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «مَا حَاكَ (١)
فِي صَدْرِكَ فَدَعْهُ»، قَالَ: فَمَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: «مَنْ سَاءَتْهُ
سَيِّئَتُهُ، وَسَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ، فَهُوَ مُؤْمِنٌ».
° [٢١١٧٢]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي
صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ:
«الْاِيمَانُ بِضْعَةٌ وَسَبْعُونَ»، أَوْ قَالَ: «بِضْعَةٌ وَسِتُّونَ بَابًا،
أَفْضَلُهَا شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَصْغَرُهَا إِمَاطَةُ
الْأَذَى (٢) عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْاِيمَانِ».
• [٢١١٧٣]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ،
عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي سَفَرٍ، فَلَقِيَ رَكْبًا
(٣)، فَقُلْنَا: مَنِ الْقَوْمُ؟ قَالُوا: نَحْنُ الْمُؤْمِنُونَ، قَالَ ابْنُ
مَسْعُودٍ: فَهَلَّا قَالُوا: نَحْنُ أَهْلُ الْجَنَّةِ!
° [٢١١٧٤]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَن أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي
قِلَابَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
مَا الْإِسْلَامُ؟ قَالَ: «أَنْ يُسْلِمَ قَلْبُكَ لِلَّهِ *، وَأَنْ يَسْلَمَ
الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِكَ وَيَدِكَ»، قَالَ: فَأَيُّ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ؟
قَالَ: «الْإِيمَانُ»، قَالَ: وَمَا الْإِيمَانُ؟ قَالَى: «أَنْ تُؤْمِنَ
بِاللَّهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ»،
* [س/٣١١].
(١)
الحيك: التأثير في النفس. (انظر: النهاية، مادة: حيك).
° [٢١١٧٢]
[الإتحاف: حب حم ١٨١٦٩] [شيبة: ٢٥٨٤٨، ٢٥٨٥٠، ٢٦٨٧٠، ٣١٠٥٥].
(٢)
إماطة الشيء: تنحيته وإبعاده. (انظر: النهاية، مادة: ميط).
(٣)
الركب: جمع راكب، والراكب في الأصل: راكب الإبل خاصة، ثم اتسع فيه فأطلق على كل من
ركب دابة. (انظر: النهاية، مادة: ركب).
° [٢١١٧٤]
[شيبة: ١٩٦٧٠].
* [ف/ ١٣٥ أ].
قَالَ: فَأَيُّ الْإِيمَانِ
أَفْضَلُ؟ قَالَ: «الْهِجْرَةُ»، قَالَ: وَمَا الْهِجْرَةُ؟ قَالَ: «أَنْ تَهْجُرَ
السُّوءَ»، قَالَ: فَأَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «الْجِهَادُ»، قَالَ:
وَمَا الْجِهَادُ؟ قَالَ: «أَنْ تُقَاتِلَ الْكُفَّارَ إِذَا لَقِيتَهُمْ»، قَالَ:
فَأَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «مَنْ عُقِرَ جَوَادُهُ (١) وَأُهْرِيقَ (٢)
دَمُهُ»، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «ثُمَّ عَمَلَانِ هُمَا مِنْ أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ،
إِلَّا مَنْ عَمِلَ بِمِثْلِهِمَا: حَجَّةٌ مَبْرُورَةٌ (٣)، أوْ عُمْرَةٌ».
• [٢١١٧٥]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، قَالَ: كَانَ
أَبِي إِذَا قِيلَ لَهُ: أَمُؤْمِن أَنْتَ؟ قَالَ: آمَنْتُ بِاللَّهِ،
وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، لَا يَزِيدُ عَلَى ذَلِكَ.
• [٢١١٧٦]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، قَالَ: جَاءَ
إِلَى أَبِي رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنْتَ أَخِي، قَالَ:
أَمِنْ بَينِ عَبَادِ اللَّهِ! الْمُسْلِمُونَ كُلُّهُمْ أُخْوَةٌ (٤).
° [٢١١٧٧]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ
الْجَزَريِّ، عَنْ مُجَاهِدٍ: أَنَّ أَبَا ذَرٍّ سَأَلَ النَّبِيَّ عليه السلام عَنِ
الْإِيمَانِ: فَقَرَأَ عَلَيْهِ هَذِهِ الْآيَةَ: ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا
وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ﴾ [البقرة: ١٧٧]، حَتَّى خَتَمَ الْآيَةَ.
° [٢١١٧٨]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ
سُفْيَانَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيَّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ
(٥)، حَدِّثْنِي بِحَدِيثٍ أَنْتَفِعُ بِهِ؟ قَالَ: «قُلْ: آمَنْتُ
(١) الجواد: الفرس السابق الجيد، والجمع:
أجواد. (انظر: النهاية، مادة: جود).
(٢)
الإهراق والهراقة: الإسألة والصب. (انظر: الصحاح، مادة: هرق).
(٣)
الحج المبرور: الذي لا يخالطه شيء من المآثم، وقيل: المقبول. (انظر: النهاية،
مادة: برر).
(٤)
قوله:»كلهم أخوة«ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من:»التاريخ الكبير«لابن أبي خيثمة
(١/ ٣٠٩)،»حلية الأولياء«، لأبي نعيم (٤/ ١٣) من طريق المصنف، به.
° [٢١١٧٨]
[الإتحاف: مي حب كم عنه حم ٥٨٩٧].
(٥)
قوله:»يا رسول الله«ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من»شعب الإيمان" للبيهقي (٧/
١٠) من طريق المصنف، به.
بِاللَّهِ، ثُمَّ اسْتَقِمْ» قَالَ:
قُلْتُ: مَا أَخْوَفُ مَا تَتَخَوَّفُ عَلَيَّ؟ قَالَ: فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ،
ثُمَّ قَالَ: «هَذَا».
° [٢١١٧٩]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ رَجُلًا
مِنْ بَنِي سَلْمَانَ (١) جَاءَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
بَلَغَنِي أَنَّهُ مَنْ لَمْ يُهَاجِرْ فَقَدْ هَلَكَ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ:
«اقْضِ الصَّلَاةَ، وَآتِ الزَّكَاةَ، وَحُجَّ الْبَيْتَ، وَصُمْ شَهْرَ
رَمَضَانَ، وَانْزِلْ مِنْ قَوْمِكَ حَيْثُ أَحْبَبْتَ».
° [٢١١٨٠]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ،
أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: «مَنِ اسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا، وَأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا،
فَهُوَ الْمُسْلِمُ، لَهُ مَا لِلْمُسْلِمِ، وَعَلَيْهِ مَا عَلَى الْمُسْلِمِ،
وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ».
° [٢١١٨١]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ مِسْمَارٍ
وَجَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ لِلْحَارِثِ بْنِ مَالِكٍ:
«مَا أَنْتَ يَا حَارِثَ بْنَ مَالِكٍ»؟ قَالَ: مُؤْمِنٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ،
قَالَ: «مُؤْمِنٌ حَقًّا»؟ قَالَ: مُؤْمِنٌ حَقًّا، قَالَ: «فَإِنَّ لِكُلِّ حَقٍّ
حَقِيقَةً، فَمَا حَقِيقَةُ ذَلِكَ»؟ قَالَ: عَزَفَتْ نَفْسِي عَنِ (٢)
الدُّنْيَا، وَأَسْهَرْتُ لَيْلِي، وَأَظْمَأْتُ نَهَارِي، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ
إِلَى عَرْشِ رَبِّي حِينَ يُجَاءُ بِهِ، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَهْلِ
الْجَنَّةِ يَتَزَاوَرُونَ فِيهَا، وَكَأَنِّي أَسْمَعُ عُوَاءَ أَهْلِ النَّارِ،
فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «مُؤْمِنٌ نُوِّرَ قَلْبُهُ».
° [٢١١٨٢]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمِ * بْنِ
مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِيهِ،
(١) في (س): «سليمان»، والمثبت من (ف)، وهو
الموافق لما في «تاريخ دمشق» (٤٨/ ٢٤١) من طريق المصنف، به.
° [٢١١٨١]
[شيبة: ٣١٠٦٤].
(٢)
تصحف في (ف) إلى: «من»، والتصويب من (س)، وينظر: «التفسير» للمصنف (٣/ ٢٢٥)، «معجم
ابن الأعرابي» (١/ ١٣٠) من طريق المصنف، به.
° [٢١١٨٢]
[شيبة: ٣٥٥٦٩].
* [ف/١٣٥ ب].
عَنْ جَدِّهِ قَالَ: أَتَيْتُ
النَّبِيَّ ﷺ فَقُلْتُ: وَاللَّهِ مَا جِئْتُكَ حَتَّى حَلَفْتُ بِعَدَدِ
أَصَابِعِي هَذِهِ أَلَّا أَتَّبِعَكَ وَلَا أَتَّبعَ دِينَكَ، وإنِّي أَتَيْتُ
امْرَأً لَا أَعْقِلُ شَيْئًا إِلَّا مَا عَلَّمَنِي اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَإِنِّي
أَسْأَلُكَ بِاللَّهِ بِمَا بَعَثَكَ رَبُّكَ إِلَيْنَا؟ فَقَالَ: «اجْلِسْ» ثُمَّ
قَالَ: «بِالْإِسْلَامِ» (١)، فَقُلْتُ: مَا آيَةُ الْإِسْلَامِ؟ فَقَالَ:
«تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ
(٢)، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتُفَارِقُ الشِّرْكَ، وَأَنَّ
كُلَّ مُسْلِمٍ عَلَى (٣) مُسْلِمٍ مُحَرَّمٌ، أَخَوَانِ نَصِيرَانِ، لَا يَقْبَلُ
اللَّهُ مِنْ (٣) مُشْرِكٍ أَشْرَكَ بَعْدَ إِسْلَامِهِ عَمَلًا، إِن رَبِّي
دَاعِيَّ وَسَائِلِي: هَلْ بَلَّغْتُ عِبَادَهُ؟ فَلْيُبَلِّغِ شَاهِدُكُمْ
غَائِبَكُمْ، هاِنَّكُمْ تُدْعَوْنَ مُفَدَّمٌ (٤) عَلَى أَفْوَاهِكُمْ
بِالْفِدَامِ، فَأَوُّلُ مَا يُسْأَلُ - عَنْ أَحَدِكُمْ - فَخِذُهُ وَكَفُّهُ»
قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَهَذَا دِينُنَا (٥)؟ قَالَ: «نَعَمْ،
وَأَيْنَمَا تُحْسِنْ يَكْفِكَ، وَإنَّكُمْ تُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِكُمْ،
وَعَلَى أَقْدَامِكُمْ، وَرُكْبَانَا».
• [٢١١٨٣]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ
عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا أَحَدٌ أَقَرُّ عَيْنًا مِنْ مُؤْمِنٍ
مُتَبَيِّنِ الْإِيمَانِ.
° [٢١١٨٤]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ رَافِعٍ، عَنْ
يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ السَّلَامَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ،
فَأَفْشُوهُ بَيْنَكُمْ».
(١) بعده في (ف): «ثم بالإسلام»، والظاهر
أنها مقحمة، والحديث أخرجه الطَّبراني في «المعجم الكبير» (١٩/ ٤٠٧)، والبيهقي في
«شعب الإيمان» (١٢/ ١٢)، والبغوي في «شرح السنة» (١٥/ ١٥٠) جميعا من طريق المصنف،
دون ذكرها. ووقع عند الصالحي في «سبل الهدى والرشاد» (٩/ ٢٢٣) معزوًّا للمصنف:
«للإسلام، ثم بالإسلام» وفي العبارة غرابة.
(٢)
قوله: «رسول الله» وقع في (ف): «رسوله»، والمثبت من (س).
(٣)
تصحف في (ف)، (س) إلى: «عن»، والتصويب من المصادر السابقة.
(٤)
الفدام: قطعة قماش تُشد على فم الإبريق لتصفية الشَّراب الذي فيه. (انظر: النهاية،
مادة: فدم).
(٥)
تصحف في (ت)، (س) إلى: «باسا»، والتصويب من المصادر السابقة.
١٣٦ - بَابُ بِرِّ الْوَالِدَيْنِ
° [٢١١٨٥]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عُثْمَانَ
بْنِ زُفَرَ، عَنْ * بَعْضِ بَنِي رَافِعِ بْنِ مَكِيثٍ، عَنْ رَافِعِ بْنِ
مَكِيثٍ وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ:
«حُسْنُ الْمَلَكَةِ (١) نَمَاءٌ، وَسُوءُ الْخُلُقِ شُؤْمٌ، وَالْبِرُّ زِيَادَةٌ
فِي الْعُمُرِ، وَالصَّدَقَةُ تَمْنَعُ مِيتَةَ السُّوءِ».
° [٢١١٨٦]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمْرَةَ
(٢)، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «نِمْتُ فَرَأَيْتُنِي فِي
الْجَنَّةِ، فَسَمِعْتُ صوْتَ قَارِئٍ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا:
حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ»، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «كَذَلِكَ الْبِرُّ»،
قَالَ: وَكَانَ أَبَرَّ النَّاسِ بِأُمِّهِ.
• [٢١١٨٧]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ مُوسَى،
قَالَ: يَا رَبِّ، بِمَاذَا أَبَرُّكَ؟ قَالَ: بِرَّ وَالِدَيْكَ، حَتَّى قَالَهَا
ثَلَاثًا.
° [٢١١٨٨]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ
مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
مَنْ أَبَرُّ؟ قَالَ: «أُمَّكَ» حَتَّى قَالَهَا ثَلَاثًا، قَالَ: قُلْتُ: يَا
رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَبَرُّ؟ قَالَ: «أَبَاكَ»، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ الْأَقْرَبَ فَالْأَقْرَبَ».
° [٢١١٨٩]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ إِسْمَاعَيلَ بْنِ *
أُمَيَّةَ قَالَ رَجُلٌ: أَوْصِنِي
° [٢١١٨٥] [الإتحاف: حم ٤٥٧٢].
* [س / ٣١٢].
(١)
حسن الملكة: أي: حسن الصنيع إلى المماليك. (انظر: النهاية، مادة: ملك).
° [٢١١٨٦]
[الإتحاف: حب كم حم ٢٣١٩٨].
(٢)
تصحف في (ف)، (س) إلى: «عروة»، والتصويب من «مسند أحمد» (٢٥٩٧٤)، «صحيح ابن حبان»
(٧٠٥٧) من طريق المصنف، به.
° [٢١١٨٨]
[الإتحاف: كم حم ١٦٧٨٩].
* [ف / ١٣٦ أ].
يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «لَا
تُشْرِكْ بِاللهِ شَيْئًا وَإِنْ حُرِّقْتَ أَوْ نُصِّفْتَ»، قَالَ: زِدْنِي يَا
رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «بِرَّ وَالِدَيْكَ، وَلَا تَرْفَعْ عِنْدَهُمَا
صَوْتَكَ، وَإِنْ أَمَرَاكَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ دُنْيَاكَ فَاخْرُجْ لَهُمَا»،
قَالَ: زِدْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «لَا تَشْرَبِ الْخَمْرَ، فَإِنَّهَا
مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ»، قَالَ: زِدْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «أَدِّبْ
أَهْلَكَ، وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ مِنْ طَوْلِكَ (١)، وَلَا تَرْفَعْ عَنْهُمْ
عَصَاكَ، أَخِفْهُمْ في ذَاتِ اللهِ».
قَالَ مَعْمَرٌ: يَعْنِي بِالْعَصَا
اللِّسَانَ بِقَوْلِ بَعْضهِمْ.
° [٢١١٩٠]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ،
عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «عَلِّقُوا الشَوْطَ حَيْثُ يَرَاهَا
أَهْلُ الْبَيْتِ» (٢).
° [٢١١٩١]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ
قَالَ: لَمّا قَدِمَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، وَأَبُو عَامِرٍ عَلَى رَسُولِ
اللَّهِ ﷺ: فَبَايَعُوهُ وَأَسْلَمُوا، قَالَ: «مَا فَعَلَتِ امْرَأَةٌ مِنْكُمْ
تُدْعَى كَذَا وَكَذَا»؟ قَالُوا: تَرَكْنَاهَا فِي أَهْلِهَا، قَالَ: «فَإِنَّهُ
قَدْ غُفِرَ لَهَا»، قَالُوا: بِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «بِبِرِّهَا
وَالِدَتَهَا»، قَالَ: «كَانَتْ لَهَا أُمّ عَجُوزٌ كَبِيرَةٌ، فَجَاءَهُمُ
النَّذِيرُ أَن الْعَدُوَّ يُرِيدُونَ أَنْ يُغِيرُوا عَلَيْكُمُ اللَّيْلَةَ،
فَارْتَحَلُوا لِيَلْحَقُوا (٣) بِعَظِيمِ قَوْمِهِمْ، وَلَمْ يَكُنْ مَعَهَا مَا
تَحْتَمِلُ عَلَيْهِ، فَعَمَدَتْ إِلَى أُمِّهَا، فَجَعَلَتْ تَحْمِلُهَا عَلَى
ظَهْرِهَا، فَإِذَا أَعْيَتْ وَضَعَتْهَا، ثُمَّ ألْزَقَتْ بَطْنَهَا بِبَطْنِ
أُمَّهَا، وَجَعَلَتْ رِجْلَيْهَا تَحْتَ رِجْلَيْ أُمِّهَا مِنَ الرَّمْضَاءِ (٤)
حَتَّى نَجَتْ».
(١) الطول: الفضل والغنى واليسر. (انظر:
النهاية، مادة: طول).
(٢)
قوله: «أهل البيت» ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من «المعجم الكبير» للطبراني (١٠/
٢٨٤) من طريق المصنف، به، وينظر: (١٩٢٠٥).
(٣)
تصحف في (ف) إلى: «لتلحقوا»، والتصويب من (س)، وينظر: «شعب الإيمان» للبيهقي (١٠/
٣١١) من طريق المصنف، به.
(٤)
الرمضاء: الرمل شديد الحر والإحراق. (انظر: النهاية، مادة: رمض).
• [٢١١٩٢] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ،
عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ
الْخَطَّابِ رَدَّ رَجُلًا مِنَ الطَّرِيقِ أَرَادَ الْغَزْوَ بِغَيرِ إِذْنِ
أَبَوَيْهِ قَالَ: وَكَانَ أَبُوهُ حِينَ خَرَجَ قَدْ قَالَ قَوْلًا، فَبَلَغَ
ذَلِكَ عُمَرَ، قَالَ:
تَرَكْتَ أَبَاكَ مُرْعَشَةً يَدَاهُ
… وَأُمَّكَ مَا تُسِيغُ لَهَا شَرَابَا
أَتَاهُ مُهَاجِرَانِ تَكَنَّفَاهُ …
لِيَتْرُكَ شِيخَةً خَطِئَا وَخَابَا
إِذَا يَبكِي الْحَمَامُ بِبَطْنِ
وَجٍّ … عَلَى بَيضَاتِهِ دَعَيَا (١) كِلَابَا
• [٢١١٩٣]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ،
عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: سَمِعْتُهُ
يَقُولُ: وَجٌّ وَادٍ مُقَدَّسٌ هَذَا فِي حَدِيثِ عُمَرَ.
• [٢١١٩٤]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَمَّنْ سَمِعَ ابْنَ سِيرِينَ
يُحَدِّثُ، أَنَّ فَتًى يُقَالُ لَهُ: جُرَيْجٌ كَانَ في صَوْمَعَةٍ (٢)
يَتَرَهَّبُ فِيهَا، فَجَاءَتْهُ أُمُّهُ تُسَلِّمُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: الصَّلَاةُ
أَحَقُّ وَالصلَاةُ آثَرُ، فَلَمْ يُجِبْهَا، ثُمَّ جَاءَتْهُ الثَّانِيَةَ
فَكَذَلِكَ، ثُمَّ الثَّالِثَةَ فَغَضبَتْ، فَقَالَتْ: لَا أَمَاتَنِي اللَّهُ
حَتَّى أَرَاكَ مَعَ الْمُومِسَاتِ، تَعْنِي: مَعَ الزُّنَاةِ، فَمَكَثَ مَا شَاءَ
اللَّهُ، فَجَاءَ رَاعِي غَنَمٍ يَوْمًا فَاسْتَظَلَّ * فِي صَوْمَعَتِهِ، ثُمَّ
مَرَّتْ جَارِيَةٌ هِنْدِيَّةٌ فَقَامَ إِلَيْهَا الرَّاعِي فَوَطِئَهَا،
فَحَمَلَتْ، فَسَأَلُوهَا، فَقَالَتْ: مِنَ الرَّاهِبِ، فَذَهَبُوا إِلَيْهِ
فَكَلَّمُوهُ فَلَمْ يُكَلِّمْهُمْ، فَأَرَادُوا أَنْ يَهْدِمُوا صَوْمَعَتَهُ
فَكَلَّمَهُمْ، وَسَأَلَ اللَّهَ أَنْ يُفَرِّجَ عَنْهُ، فَقَالُوا: يَا مُرَائِي،
هَذِهِ الْجَارِيَةُ قَدْ حَمَلَتْ مِنْكَ، فَعَرَفَ أَنَّهَا دَعْوَةُ أُمِّهِ،
فَقَالَ: دَعُونِي أُصَلِّي سَجْدَتَيْنِ، قَالَ: فَصَلَّى سَجْدَتَيْنِ، فَسَأَلَ
اللَّهَ أَنْ يُفَرِّجَ عَنْهُ، فَقَامَ إِلَيْهَا، فَمَسَحَ بِيَدِهِ عَلَى
بَطْنِهَا، وإنَّهُمَا لَوَاقِفَانِ، فَقَالَ: مَنْ أَبُوكَ؟ قَالَ: رَاعِي آلِ
فُلَانٍ، قَالَ: فَنَجَا.
(١) في (س): «دعا»، ووقع في (ف) كالمثبت بضم
أوله، ولعل فتحه هو الأصوب؛ من«دعَيْت» لغة في «دعوْت». ينظر: «القاموس المحيط»
(ص: ٧٦٣).
(٢)
الصومعة: منارة الراهب ومتعبده، والجمع: صوامع. (انظر: ذيل النهاية، مادة: صمع).
* [ف/ ١٣٦ ب].
° [٢١١٩٥] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ،
عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَوْ غَيْرِهِ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا مِنْ أَحَدٍ يَكُونُ لَهُ
وَالِدَانِ أَوْ وَاحِدٌ فَيَبِيتَانِ عَلَيْهِ سَاخِطَيْنِ إِلَّا فُتِحَ لَهُ
بَابَانِ مِنَ النَّارِ، وَإِنْ كَانَ وَاحِدٌ فَوَاحِدٌ»، لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا
قَالَ: وإِنْ ظَلَمَاهُ؟ قَالَ: «وَإِنْ ظَلَمَاهُ» قَالَ: وإِنْ كَانَ صَبَاحًا
فَكَذَلِكَ.
١٣٧
- بَابُ
عُقُوقِ الْوَالِدَيْنِ
° [٢١١٩٦]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ
الْجَزرِيِّ، عَنْ مُجَاهِدٍ يَرْويهِ، قَالَ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَاقٌّ،
وَلَا مَنَّانٌ (١)، وَلَا مُدْمِنُ خَمْرٍ، وَلَا مَنْ أَتَى ذَاتَ مَحْرَمٍ،
وَلَا مُرْتَدٌّ أَعْرَابِيًّا بَعْدَ هِجْرَةٍ».
• [٢١١٩٧]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ *، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ،
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ: مَلْعُونٌ مَنْ سَبَّ أَبَاهُ،
مَلْعُونٌ مَنْ سَبَّ أُمَّهُ، مَلْعُونٌ مَنْ نَزَعَ تُخُومَ الْأَرْضِ (٢)،
مَلْعُون مَنْ صَدَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ، أَوْ ضَالَّ (٣) سَائِلًا.
• [٢١١٩٨]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ كَعْبًا، عَنِ الْعُقُوقِ، مَا
تَجِدُونَهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنْ عُقُوقِ الْوَالِدِ؟ قَالَ: إِذَا أَقْسَمَ
عَلَيْهِ لَمْ يَبَرَّهُ، وإِنْ سَأَلَهُ لَمْ يُعْطِهِ، وإِذَا ائْتَمَنَهُ
خَانَهُ، فَذَلِكَ الْعُقُوقُ.
° [٢١١٩٩]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْوَاسِطِيِّ
يَرْفَعُ الْحَدِيثَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «لَعَنَ اللَّهُ مَنْ ذَبَحَ
لِغَيْرِ اللَّهِ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ غَيَّرَ مَنَارَ الْأَرْضِ».
يَعْنِي: الْأَعْلَامَ.
(١) المنان: الذي يَمُنُّ بصنيعه وعطائه، أو
هو من النقص والبخس. (انظر: جامع الأصول) (١١/ ٧٠٦).
* [س/٣١٣].
(٢)
تخوم الأرض: معالمها وحدودها، واحدها تخم. (انظر: النهاية، ما دة: تخم).
(٣)
كذا في (ف)، (س).
١٣٨ - مَنْ يُوَقَّرُ وَمَا جَاءَ فِيهِ
• [٢١٢٠٠]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُس، عَنْ أَبِيهِ
قَالَ: مِنَ السُّنَّةِ أَنْ يُوَفرَ أَرْبَعَةٌ: الْعَالِمُ، وَذُو الشَّيْبَةِ،
وَالسُّلْطَانُ، وَالْوَالِدُ، قَالَ: وَيُقَالُ: إِنَّ مِنَ الْجَفَاءِ أَنْ
يَدْعُوَ الرَّجُلُ وَالِدَهُ بِاسْمِهِ.
• [٢١٢٠١]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ
رَجُلٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَأَى رَجُلًا يَمْشِي بَيْنَ يَدَيْ أَبِيهِ (١)،
فَقَالَ: مَا هَذَا مِنْكَ؟ قَالَ: أَبِي، قَالَ: فَلَا تَمْشِ بَينَ يَدَيْهِ،
وَلَا تَجْلِسْ حَتى يَجْلِسَ، وَلَا تَدْعُهُ بِاسْمِهِ، وَلَا تَشتَبَّ لَهُ.
• [٢١٢٠٢]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ * أَبِي عُثْمَانَ شَيْخٌ
(٢) مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، أَن لُقْمَانَ قَالَ لاِبْنِهِ: يَا بُنَيَّ، لَا
تَرْغَبْ فِي وُدِّ الْجَاهِلِ، فَيَرَى أَنَّكَ تَرْضَى عَمَلَهُ، وَلَا
تَتَهَاوَنْ بِمَقْتِ الْحَكِيمِ فَيَزْهَدَ فِيكَ.
° [٢١٢٠٣]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، - أَسْنَدَ الْحَدِيثَ - قَالَ: «مِنْ تَعْظِيمِ
جَلَالِ اللهِ أَنْ يُوَقَّرَ ذُو الشَّيْبَةِ فِي الْاِسْلَامِ».
١٣٩
- بَابُ
مَنْ مَاتَ لَهُ وَلَدٌ
° [٢١٢٠٤]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ،
عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتِ النَّبِيَّ ﷺ بِابْنٍ لَهَا شَاكٍ،
فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ لَهُ؛ فَإنَّهُ آخِرُ ثَلَاثَةٍ
دَفَنْتُهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «جُنَّةٌ (٣) حَصِينَةٌ».
(١) ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من «شعب
الإيمان» للبيهقي (١٠/ ٢٩٢) من طريق المصنف، به.
* [ف/١٣٧ أ].
(٢)
قبله في (ف)، (س): «عن» وهو خطأ، والتصويب من «الزهد» للإمام أحمد (١/ ٢١٠)، «شعب
الإيمان» للبيهقي (١٢/ ٣٩) من طريق المصنف، به.
(٣)
الجُنَّة: الوقاية. (انظر: النهاية، مادة: جنن).
° [٢١٢٠٥] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ،
عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: جَاءَ الزُّبَيْرُ
بِابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «مَا مِنْ
مُؤْمِنَيْنٍ يَمُوتُ لَهُمَا ثَلَاثَةٌ إِلَّا أَدْخَلَهُمُ اللَّهُ الْجَنَّةَ،
فَيَقُولُ لَهُمُ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ، فَيَقُولُونَ: وَآبَاؤُنَا؟ فَيُقَالُ
لَهُمْ فِي الثَّالِثَةِ: وَآبَاؤُكُمْ».
° [٢١٢٠٦]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ: «مَنْ مَاتَ لَهُ ثَلَاثَةٌ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ (١)، لَمْ
تَمَسَّهُ النَّارُ إِلَّا تَحِلَّةَ الْقَسَمِ (٢)».
° [٢١٢٠٧]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ:
كَانَ لِأُمِّ سُلَيْمٍ مِنْ أَبِي طَلْحَةَ ابْنٌ، فَمَرِضَ مَرَضَهُ الَّذِي
مَاتَ مِنْهُ، فَلَمَّا مَاتَ غَطَّتْهُ أُمُّهُ بِثَوْبِ، فَدَخَلَ أَبُو
طَلْحَةَ، فَقَالَ: كَيْفَ أَمْسَى ابْنِي الْيَوْمَ؟ قَالَتْ: أَمْسَى هَادِئًا،
فَتَعَشَّى، ثُمَّ قَالَتْ لَهُ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ: أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ
رَجُلًا أَعَارَكَ عَارِيَةً ثُمَّ أَخَذَهَا مِنْكَ، إِذَنْ جَزِعْتَ؟ قَالَ:
لَا، قَالَتْ: فَإنَّ اللَّهَ أَعَارَكَ عَارِيَةً فَأَخَذَهَا مِنْكَ، قَالَ:
فَغَدَا إِلَى النَّبِيّ ﷺ، فَأَخْبَرَهُ بِقَوْلِهَا، وَقَدْ كَانَ أَصَابَهَا
تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَقَالَ النَّبِيّ ﷺ: «بَارَكَ اللَّهُ لَكُمَا فِي
لَيْلَتِكُمَا».
قَالَ: فَوَلَدَتْ غُلَامًا كَانَ
اسْمُهُ عَبْدَ اللَّهِ، فَذَكَرَ أَنَّهُ كَانَ خَيْرَ أَهْلِ زَمَانِهِ.
• [٢١٢٠٨]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ:
مَاتَ ابْنٌ لِدَاوُدَ النَّبِيِّ ﷺ، فَجَرعَ عَلَيْهِ جَزَعًا شَدِيدًا، فَقِيلَ
لَهُ: مَا كَانَ يَعْدِلُ عَنْدَكَ (٣)؟ قَالَ: كَانَ
° [٢١٢٠٦] [الإتحاف: حم ١٨٦١٨، جا عنه حب ط
١٨٦٦٧] [شيبة:
١١٩٩٩].
(١)
الحنث: الإثم، وبلغ الصبي الحنث، أي: بلغ مبلغ الرجال وجرى عليه القلم، فيكتب عليه
الحنث. (انظر: النهاية، مادة: حنث).
(٢)
تحلة القسم: مثل في القليل المفرط في القلة، والمعنى: لا تمسه النار إِلَّا مسة
يسيرة مثل تحلة قسم الحالف. (انظر: النهاية، مادة: حلل).
(٣)
تصحف في (ف)، (س) إلى: «عنك»، والتصويب من«شعب الإيمان» (١٢/ ٢٢٣) من طريق المصنف،
به.
أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَهْلِ (١)
الْأَرْضِ ذَهَبًا، قِيلَ: فَإِنَّ لَكَ مِنَ الْأَجْرِ عَلَى قدْرِ ذَلِكَ، أَوْ
عَلَى حَسَبِ ذَلِكَ.
° [٢١٢٠٩]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَمَّنْ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ بْنَ
قُرَّةَ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ لِنَاسٍ مِنَ الْأَنْصَارِ: «مَا تَعُدُّونَ
الرَّقُوبَ (٢) فِيكُمْ؟» قَالُوا: الَّذِي لَا وَلَدَ لَهُ، قَالَ: «لَا،
وَلَكِنَّهُ الَّذِي لَا فَرَطَ (٣) لَهُ»، قَالَ: «فَمَا تَعُدُّونَ الْعَائِلَ
فِيكُمْ؟» قَالُوا: الَّذِي لَا مَالَ لَهُ، قَالَ: «لَا، وَلَكِنَّهُ الَّذِي
لَمْ يُقَدِّمْ لِنَفْسِهِ خَيْرًا».
° [٢١٢١٠]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ - يَرْويهِ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَخَذَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَوْمًا حَسَنًا وَحُسَيْنًا، فَجَعَلَ هَذَا عَلَى هَذَا
الْفَخِذِ، وَهَذَا عَلَى هَذَا الْفَخِذِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الْحَسَنِ
فَقَبَّلَهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الْحُسَيْنِ فَقَبَّلَهُ، ثُمَّ قَالَ *:
«اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا».
ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ الْوَلَدَ
مَجْبَنَةٌ، مَبْخَلَةٌ، مَجْهَلَةٌ».
١٤٠
- بَابُ
الْحَيَاءِ وَالْفُحْشِ
° [٢١٢١١]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ
الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَتَى رَجُلٌ
فَاسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «بِئْسَ أَخُو
الْقَوْمِ، وَابْنُ الْعَشِيرَةِ (٤) هَذَا!» وَقَالَتْ: فَلَمَّا دَخَلَ أَقْبَلَ
عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ وَحَدَّثَهُ، فَلَمَّا خَرَجَ قَالَتْ:
(١) كذا في (ف)، (س)، وفي المصدر السابق:
«ملء»، وهو الأظهر.
(٢)
الرقوب: الرجل والمرأة إذا لم يعش لهما ولد؛ لأنه يرقب موته ويرصده خوفًا عليه.
(انظر: النهاية، مادة: رقب).
(٣)
الفرط: الولد الصغير الذي يموت قبل أبيه، كأنه سبق أباه إلى الجنة. (انظر:
النهاية، مادة: فرط).
* [ف/١٣٧ ب].
° [٢١٢١١]
[شيبة: ٢٥٨٣٤].
(٤)
العشيرة: تكون للقبيلة ولمن هو أقرب إليه من العشيرة، ولمن دونهم. (انظر: تهذيب
اللغة، مادة: عشر).
قُلْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا
قُلْتَ، ثُمَّ أَقْبَلْتَ عَلَيْهِ بِوَجْهِكَ وَحَدِيثِكَ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
ﷺ *: «إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللِّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ
اتَّقَاهُ النَّاسُ لِشَرِّهِ»، أَوْ قَالَ: «لِفُحْشِهِ».
° [٢١٢١٢]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا كَانَ الفُحْشُ فِي
شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا شَانَهُ، وَلَا كَانَ الْحَيَاءُ فِي شَيءٍ قَطُّ إِلا
زَانَهُ».
قَالَ مَعْمَرٌ: وَبَلَغَنِي أَنَّ
اللَّهَ يُحِبُّ الْحَيِيَّ الْحَلِيمَ الْمُتَعَفِّفَ، وَيُبْغِضُ الْفَاحِشَ
الْبَذِيءَ (١) السَّائِلَ الْمُلْحِفَ.
° [٢١٢١٣]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ،
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ مَرَّ بِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ
وَهُوَ يَعِظُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «دَعْهُ
(٢)؟ فَإِنَّ الْحَيَاءَ مِنَ الْإِيمَانِ».
• [٢١٢١٤]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قُرَّةَ، عَنْ عَوْنِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: ثَلَاثٌ مِنَ الْإِيمَانِ: الْحَيَاءُ، وَالْعَفَافُ،
وَالْعِيُّ (٣): عِيُّ اللِّسَانِ لَا عِيُّ الْقَلْبِ، وَلَا عِيُّ الْعَمَلِ،
وَهُنَّ مِمَّا يَزِدْنَ فِي الْآخِرَةِ، وَيَنْقُصْنَ مِنَ الدُّنْيَا، وَمَا
يَزِدْنَ فِي الْآخِرَةِ أَكْثَرُ مِمَّا يَنْقُصْنَ مِنَ الدُّنْيَا، وَثَلَاثٌ
مِمَّا يَنْقُصْنَ مِنَ الْآخِرَةِ وَيَزِدْنَ فِي الدُّنْيَا: الْفُحْشُ،
وَالشُّحُّ (٤)، وَالْبَذَاءُ، وَمَا يَنْقُصْنَ مِنَ الْآخِرَةِ أَكْثَرُ مِمَّا
يَزِدْنَ فِي الدُّنْيَا.
* [س/٣١٤].
° [٢١٢١٢]
[الإتحاف: حم خد ٧٥٧].
(١)
البذيء: المتفحش في القول. (انظر: النهاية، مادة: بذأ).
° [٢١٢١٣]
[الإتحاف: حب ط حم عنه ١٩٦٦٦ [شيبة: ٢٥٨٤٩].
(٢)
ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من «مسند الإمام أحمد» (٦٤٥٢) من طريق المصنف، به.
• [٢١٢١٤]
[شيبة: ٣٦٧٢٤].
(٣)
العي والعيي: العاجز عن الكلام لا يطيق إحكامه. (انظر: اللسان، مادة: عيي).
(٤)
الشح: أشد البخل، وقيل: هو البخل مع الحرص. (انظر: النهاية، مادة: شحح).
• [٢١٢١٥] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ،
عَنْ مَعْمَرٍ عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ حَيِيًّا،
وَمَا فَتَاةٌ خِدْرِهَا بِأَشَدَّ حَيَاءً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِي بَعْضِ
الْأُمُورِ.
° [٢١٢١٦]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي
الضُّحَى، عَنْ مَشرُوقٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ
ﷺ قَالَ: «مَا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنَ النُّبُوَّةِ الْأُولَى إِلَّا قَوْلَ
الرَّجُلِ: إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ».
١٤١
- بَابُ
حُسْنِ الْخُلُقِ
° [٢١٢١٧]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي
حَازِمٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ كَرِيزٍ الْخُزَاعِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
ﷺ: «إِنَّ اللَّهَ كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ وَمَعَالِيَ الْأَخْلَاقِ،
وَيَكْرَهُ سَفْسَافَهَا (١)».
• [٢١٢١٨]
قال مَعْمَرٌ: وَبَلَغَنِي عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ
يُعْطِي بِحُسْنِ الْخُلُقِ دَرَجَةَ الْقَائِمِ الصَّائِمِ.
° [٢١٢١٩]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ مُزَيْنَةَ قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا *
أَفْضَلُ مَا أُوتيَ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ؟ قَالَ: «الْخُلُقُ الْحَسَنُ»، قَالَ:
فَمَا شَرُّ مَا أُوتيَ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ؟ قَالَ: «إِذَا كَرِهْتَ أَنْ يُرَى
عَلَيْكَ شَيْءٌ فِي نَادِي (٢) الْقَوْمِ فَلَا تَفْعَلْهُ إِذَا حَلَوْتَ».
• [٢١٢٢٠]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ عُمَرَ
بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: خَالِطُوا النَّاسَ بِمَا يُحِبُّونَ، وَزَايِلُوهُمْ (٣)
بِأَعْمَالِكُمْ، وَجِدُّوا مَعَ الْعَامَّةِ.
(١) السفساف: الأمر الحقير والرديء من كل
شيء، وهو ضد المعالي والمكارم. (انظر: النهاية، مادة: سفسف).
* [ف/١٣٨ أ].
(٢)
النادي: مجتمع القوم وأهل المجلس، فيقع على المجلس وأهله. (انظر: النهاية، مادة:
ندا).
(٣)
المزايلة: المفارقة. (انظر: اللسان، مادة: زيل).
° [٢١٢٢١] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ،
عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
«أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَحَبِّكُمْ إِلَى وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي»؟ قَالُوا: بَلَى
يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا الْمُوَطَّئُونَ
أكنَافُهُمُ، الَّذِينَ يَأْلَفُونَ وَيُؤْلَفُونَ»، ثُمَّ قَالَ: «أَلَا
أُخْبِرُكُمْ بِأَبْغَضِكُمْ إِليَّ وَأَبْعَدِكُمْ مِنِّي»؟ قَالُوا: بَلَى يَا
رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «الثَّرْثَارُونَ، الْمُتَشَدِّقُونَ (١)،
الْمُتَفَيْهِقُونَ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ عَرَفْنَا
الثَّرْثَارُونَ الْمُتَشَدِّقُونَ، فَمَا الْمُتَفَيْهِقُونَ؟ قَالَ:
«الْمُتَكَبِّرُونَ».
° [٢١٢٢٢]
أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ خَلَّادِ بْنِ عَبدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَحَبِّكُمْ إِلَيِّ»؟ حَتَّى
ظَنُّوا أَنَّهُ سَيُسَمِّي رَجُلًا، قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:
«أَحَبكُمْ إِلَيَّ أَحَبُّكُمْ إِلَى النَّاسِ، أَلَا أُخْبِرُكُمْ
بِأَبْغَضِكُمْ إِلَيَّ»؟ حَتَّى ظَنُّوا أَنَّهُ سَيُسَمِّي رَجُلًا، قَالُوا:
بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «أَبْغَضُكُمْ إِلَيَّ أَبْغَضُكُمْ إِلَى
النَّاسِ».
° [٢١٢٢٣]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو
بْنِ دِينَارٍ قَالَ: نَزَلَ النَّبِيُّ ﷺ بِرَجُلٍ ذِي عَكَرٍ مِنَ الْإِبِلِ،
وَهِيَ سِتُّونَ أَوْ سَبْعُونَ أَوْ تِسْعُونَ إِلَى مِائَةٍ مِنَ الْإِبِلِ
وَبَقَرٍ وَغَنَمٍ، فَلَمْ يُنْزِلْهُ، وَلَمْ يُضِفْهُ، وَمَرَّ عَلَى امْرَأَةٍ
بِشُوَيْهَاتٍ، فَأَنْزَلَتْهُ وَذَبَحَتْ لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «انْظُرُوا
إِلَى هَذَا الَّذِي لَهُ عَكَرٌ مِنْ إِبِلٍ وَبَقَرٍ وَغَنَمٍ، مَرَرْنَا بِهِ
فَلَمْ يُنْزِلْنَا وَلَمْ يُضِفْنَا، وَانْظُرُوا إِلَى هَذِهِ الْمَرْأَةِ
إِنَّمَا لَهَا شُوَيْهَاتٌ، أَنْزَلَتْنَا وَذَبَحَتْ لَنَا، إِنَّمَا هَذِهِ
الْأَخْلَاقُ بِيَدِ اللَّهِ، فَمَنْ شَاءَ أَنْ يَمْنَحَهُ مِنْهَا خُلُقًا
حَسَنًا مَنَحَهُ».
° [٢١٢٢٤]
قال: وَقَالَ عَمْرٌو: سَمِعْتُ طَاوُسًا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَهُوَ
عَلَى الْمِنْبَرِ، يَقُولُ: «إِنَّمَا يَهْدِي إِلَى أَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ
اللَّهُ، وَإِنَّمَا يَصْرِفُ عَنْ أَسْوَئِهَا هُوَ».
° [٢١٢٢٥]
قال: وَقَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ أَيْضَا: عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ
يَعْلَى بْنِ مَمْلَكٍ،
(١) المتشدقون: جمع متشدق، وهو المتوسع في
الكلام من غير احتياط واحتراز. وقيل: أراد بالمتشدق المستهزئ بالناس يلوى شدقه بهم
وعليهم. (انظر: النهاية، مادة: شدق).
عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي
الدَّرْدَاءِ (١) قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ أَثْقَلَ شَيْءٍ فِي
مِيزَانِ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُلُقٌ حَسَنٌ، وَإِنَّ اللَّهَ
يَبْغَضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيءَ».
١٤٢
- بَابُ
الوَبَاءِ وَالطَّاعُونِ (٢)
° [٢١٢٢٦]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ،
عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ هَذَا الْوَبَاءَ رِجْزٌ (٣) أَهْلَكَ اللّهُ بِهِ بَعْضَ
الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ، وَقَدْ بَقِي مِنْهُ فِي الْأَرْضِ شَيْءٌ يَجِيءُ
أَحْيَانَا * وَيَذْهَبُ أَحْيَانًا، فَإِذَا وَقَعَ وَأَنْتُمْ بِأَرْضٍ فَلَا
تَخْرُجُوا مِنْهَا، وَإِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ فِي أَرْضٍ فَلَا تَأْتُوهَا».
° [٢١٢٢٧]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ
الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ *، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسٍ، قَالَ: خَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يُرِيدُ
الشَّامَ حَتَّى إِذَا كَانَ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ لَقِيَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ
بْنُ الْجَرَّاحِ وَأَصْحَابُهُ، فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ الْوَبَاءَ (٤) قَدْ وَقَعَ
بِالشَّامِ، قَالَ: فَاسْتَشَارَ النَّاسَ، فَأَشَارَ عَلَيْهِ الْمُهَاجِرُونَ
وَالْأَنْصارُ أَنْ يَمْضيَ، وَقَالُوا: قَدْ خَرَجْنَا لِأَمْرٍ وَلَا نَرَى أَنْ
نَرْجِعَ عَنْهُ، وَقَالَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا يَوْمَ الْفَتْحِ: مَعَاذَ اللَّهِ
أَنْ نَرَى هَذَا الرَّأْيَ، أَنْ نَخْتَارَ دَارَ الْبَلَاءِ عَلَى دَارِ
الْعَافِيَةِ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ
(١) قوله: «عن أبي الدرداء» سقط من (ف)، (س)،
والتصويب من مصادر الحديث، من طريق سفيان بن عيينة، به، وينظر: «سنن الترمذي»
(٢١٣٢)، «مساوئ الأخلاق» (٤٩)، وغيرهما، وينظر أيضًا: «علل الدارقطني» (٦/ ٢٢١).
(٢)
الطاعون: المرض العام والوباء الذي يفسد له الهواء، فتفسد به الأمزجة والأبدان.
(انظر: النهاية، مادة: طعن).
° [٢١٢٢٧]
[الإتحاف: خز ط عنه طح حم حب ١٤٨].
(٣)
الرجز: العذاب، ويطلق أيضًا على الإثم والذنب. (انظر: النهاية، مادة: رجز).
* [س/٣١٥].
* [ف/١٣٨ ب].
(٤)
الوباء: الطاعون والمرض العام. (انظر: النهاية، مادة: وبأ).
غَائِبًا، فَجَاءَ فَقَالَ: إِنَّ
عِنْدِي مِنْ هَذَا عِلْمًا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «إِذَا
سَمِعْتُمْ بِهِ فِي أَرْضٍ فَلَا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ
وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ»، قَالَ: فَنَادَى عُمَرُ فِي
النَّاسِ، فَقَالَ: إِنِّي مُصَبِّحٌ عَلَى ظَهْرٍ، فَأَصْبِحُوا عَلَيْهِ،
فَقَالَ لَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! أَفِرَارًا مِنْ
قَدَرِ اللَّهِ؟ فَقَالَ عُمَرُ: لَوْ غَيْرُكَ قَالَهَا يَا أَبَا عُبَيْدَةَ!
نَعَمْ، نَفِرُّ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ إِلَى قَدَرِ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ لَوْ
كَانَتْ لَكَ إِبِلٌ فَهَبَطَتْ وَادِيَا لَهُ عُدْوَتَانِ (١)، إِحْدَاهُمَا
خَصْبَةٌ، وَالْأُخْرَى جَدْبَةٌ (٢)، أَلَيْسَ إِنْ رَعَيْتَ الْخَصْبَةَ
رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللَّهِ، وإِنْ رَعَيْتَ الْجَدْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ
اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَقَالَ لَهُ: أَرَأَيْتَ لَوْ رَعَى الْجَدْبَةَ
وَتَرَكَ الْخَصْبَةَ أكَانَتْ مُعْجِزَةً؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَسِرْ إِذَنْ،
قَالَ: فَسَارَ حَتَّى أَتَى الْمَدِينَةَ، فَقَالَ: هَذَا الْمَحِلُّ وَهَذَا الْمَنْزِلُ
إِنْ شَاءَ اللهُ.
قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَأَخْبَرَنِي
سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَجَعَ بِالنَّاسِ
يَوْمَئِذٍ مِنْ سَرْغٍ.
° [٢١٢٢٨]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ أَن رَجُلًا
مَاتَ فِي بَعْضِ الْأَرْيَافِ مِنَ الطَّاعُونِ، فَفَرعَ لَهُ النَّاسُ، فَقَالَ
النَّبِيُّ ﷺ حِينَ بَلَغَهُ ذَلِكَ: «فَإِنِّي أَرْجُو ألَّا تَطْلُعَ إِلَيْنَا
بَقَايَاهَا».
• [٢١٢٢٩]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ
أَبَا بَكْرٍ كَانَ إِذَا بَعَثَ جُيُوشًا إِلَى الشَّامِ قَالَ: اللَّهُمَّ
ارْزُقْهُمُ الشَّهَادَةَ طَعْنًا وَطَاعُونَا.
° [٢١٢٣٠]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ،
عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَيْسَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ
فَرْوَةَ بْنَ مُسَيْكٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَرْضًا
عِنْدَنَا يُقَالُ لَهَا:
(١) العدوتان: مثنى: عدوة، وهي الجانب.
(انظر: النهاية، مادة: عدا).
(٢)
الجدبة: أرض صلبة تمسك الماء فلا تشربه سريعًا. وقيل: أرض لا نبات بها، مأخوذ من
الجَدْب، وهو القحط. (انظر: النهاية، مادة: جدب).
° [٢١٢٣٠]
[الإتحاف: حم ١٦٢٤٩].
أَبْيَنُ، هِيَ أَرْضُ رِيفِنَا
وَمِيرَتِنَا (١)، وَهِيَ وَبِئَةٌ (٢)، أَوْ قَالَ: وَبَاؤُهَا شَدِيدٌ، فَقَالَ
النَّبِيُّ ﷺ: «دَعْهَا عَنْكَ، فَإِنَّ مِنَ الْقَرَفِ (٣) التَّلَفَ».
• [٢١٢٣١]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ،
أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: عَجِبْتُ لِتَاجِرِ هَجَرَ، وَرَاكِبِ
الْبَحْرِ.
• [٢١٢٣٢]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: وَقَعَ
طَاعُون بِالشَّامِ فِي عَهْدِ عُمَرَ، فَكَانَ الرَّجُلُ لَا يَرْفَعُ (٤)
إِلَيْهِ سَاقَيْهِ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، وَهُوَ أَمِيرُ الشَّامِ
يَوْمَئِذٍ: تَفَرَّقُوا مِنْ هَذَا الرِّجْزِ فِي هَذِهِ الْجِبَالِ وَهَذِهِ
الْأَوْدِيَةِ، وَقَالَ شُرَحْبِيلُ بْنُ حَسَنَةَ: بَلْ رَحْمَةُ رَبِّكُمْ،
وَدَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ، وَمَوْتَةُ الصَّالِحِينَ * قَبْلَكُمْ، لَقَدْ
أَسْلَمْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وإِنَّ هَذَا لأَضَلُّ مِنْ حِمَارِ أَهْلِهِ،
فَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَسَمِعَهُ يَقُولُ ذَلِكَ: اللَّهُمَّ أَدْخِلْ
عَلَى آلِ مُعَاذٍ نَصيبَهُمْ مِنْ هَذَا الْبَلَاءِ، قَالَ: فَطُعِنَتْ لَهُ
امْرَأَتَانِ فَمَاتَتَا، ثُمَّ طُعِنَ ابْنٌ لَهُ فَدَخَلَ عَلَيْهِ، فَقَالَ:
﴿الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (٥)﴾ [البقرة: ١٤٧]، فَقَالَ: ﴿سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ
مِنَ الصَّابِرِينَ﴾ [الصافات: ١٠٢] قَالَ: ثُمَّ مَاتَ ابْنُهُ ذَلِكَ، فَدَفَنَهُ،
ثُمَّ طُعِنَ مُعَاذٌ، فَجَعَلَ يُغْشَى (٦) عَلَيْهِ، فَإِذَا أَفَاقَ قَالَ:
رَبِّ غُمَّنِي غَمَّكَ، فَوَعِزَّتِكَ إِنكَ لَتَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ، قَالَ:
ثُمَّ يُغْشَى عَلَيْهِ، فَإِذَا أَفَاقَ قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، قَالَ: فَأَفَاقَ،
فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ يَبْكِي عَنْدَهُ، قَالَ: مَا يُبْكِيكَ؟
(١) الميرة: الطعام ونحوه مما يجلب للبيع.
(انظر: النهاية، مادة: مير).
(٢)
الوبئة والوبيئة: الأرض بها الطاعون والمرض العام. (انظر: النهاية، مادة: وبأ).
(٣)
القرف: ملابسة الداء ومداناة المرض. (انظر: النهاية، مادة: ترف).
• [٢١٢٣٢]
[شيبة: ١٩٧٥٦].
(٤)
تصحف في (ف)، (س) إلى: «يرجع»، والتصويب من «شعب الإيمان» للبيهقي (٩٦١٤)، «تاريخ
دمشق» لابن عساكر (٥٨/ ٤٤٣)، كلاهما من طريق المصنف، به.
* [ف/ ١٣٩ أ].
(٥)
الممترين: الشاكين. (انظر: التبيان في تفسير غريب القرآن) (ص ٩٧).
(٦)
الغشيان: الإغماء. (انظر: النهاية، مادة: غشا).
فَقَالَ: أَمَا وَاللهِ مَا أَبْكِي
عَلَى دُنْيَا أَطْمَعُ أَنْ أُصِيبَهَا مِنْكَ، وَلكنِّي أَبْكِي عَلَى الْعِلْمِ
الَّذِي أُصِيبُ مِنْكَ، قَالَ: فَلَا تَبْكِ، فَإِنَّ الْعِلْمَ لَا يَذْهَبُ،
وَالْتَمِسْهُ مِنْ حَيْثُ الْتَمَسَهُ خَلِيلُ (١) اللَّهِ إِبْرَاهِيمُ، فَإِذَا
أَنَا مُتُّ فَالْتَمِسِ الْعِلْمَ عِنْدَ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
سَلَامٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَسَلْمَانَ، وَعُوَيْمِرِ أَبِي
الدَّرْدَاءِ، فَإِنْ أَعْيَوْكَ فَالنَّاسُ أَعْيَا (٢)، قَالَ: ثُم مَاتَ.
• [٢١٢٣٣]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: مَرَّ
شُرَيْحٌ بِقَوْمٍ قَدْ خَرَجُوا مِنَ الْقَرْيَةِ، فَضَرَبُوا فَسَاطِيطَهُمْ،
فَقَالَ: مَا شَأْنُهُمْ؟ فَقَالُوا: فَرُّوا مِنَ الطَّاعُونِ، فَقَالَ: أَنَا
وإِيَّاهُمْ لَعَلَى بِسَاط وَاحِدٍ، وَأَنَا وإيَّاهُمْ مِنْ ذِي حَاجَةٍ
لَقَرِيبٌ.
• [٢١٢٣٤]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ عُمَرَ
بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: بَيْتٌ بِرُكْبَةَ (٣) أَحَبُّ إِلَيَّ (٤) مِنْ
خَمْسِينَ بَيْتًا بِالشَّامِ.
• [٢١٢٣٥]
قال مَعْمَرٌ: وَبَلَغَنِي أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ قَالَ * حِينَ وَقَعَ
الطَّاعُونُ بِالشَّامِ مَرَّةً، فَأَلَمَّ أَنْ يُفْنِيَهُمْ، حَتَّى قَالَ
النَّاسُ: هَذَا الطَّاعُونُ (٥)، فَأَذنَ مُعَاذٌ بِالنَّاسِ أَنَّ الصَّلَاةَ
جَامِعَةٌ، فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ، فَقَالَ: لَا تَجْعَلُوا رَحْمَةَ رَبِّكُمْ،
وَدَعْوَةَ نَبِيِّكُمْ كَعَذَابٍ عُذِّبَ بِهِ قَوْمٌ، أَمَا إِنِّي
سَأُخْبِرُكُمْ بِحَدِيثٍ لَوْ ظَنَنْتُ أَنِّي أَبْقَى فِيكُمْ مَا حَدَّثْتُكُمْ
بِهِ، وَلكِنْ
(١) الخلة: الصداقة والمحبة التي تخللت القلب
فصارت خلاله: أي في باطنه. والخليل: الصديق.
(انظر: النهاية، مادة: خلل).
(٢)
الإعياء: التعب والإجهاد. (انظر: معجم اللغة العربية المعاصرة، مادة: عيي).
(٣)
ركبة: موضع بالطائف، وقيل: على طريق الناس من مكة إلى الطائف. (انظر: المعالم
الأثيرة) (ص ١٢٩).
(٤)
قوله: «أحب إلي» وقع في (ف)، (س): «إنما»، والصواب ما أثبتناه كما في «موطأ مالك -
رواية يحيى بن يحيى» (٣٣٣٣).
* [س/٣١٦].
(٥)
قوله: «قال الناس: هذا الطاعون» كذا وقع في (ف)، (س)، والحديث عند الإمام أحمد في
«الزهد» (١/ ١٥٠)، ومن طريقه رواه أبو نعيم في «الحلية» (١/ ٢٣٩) بلفظ: «فقال
الناس: ما هذا إِلَّا الطوفان، إِلَّا أنه ليس ماء»، وهو الأظهر، وينظر: «تاريخ
دمشق» لابن عساكر (٢/ ١٧٢).
خَمْسٌ مَنْ أَدْرَكَهُنَّ مِنْكُمْ
وَاسْتَطَاعَ أَنْ يَمُوتَ فَلْيَمُتْ: أَنْ يَكْفُرَ امْرُؤٌ بَعْدِ إِيمَانِهِ،
أَوْ يَسْفِكَ دَمًا بِغَيْرِ حَقِّهِ، أَوْ يُعْطَى الْمَرْءُ مَالَ اللَّهِ
عَلَى أَنْ يَكْذِبَ وَيَفْجُرَ، وَأَنْ يَظْهَرَ الْمُلَاعِنُ، وَأَنْ يَقُولَ
الرَّجُلُ: لَا أَدْرِي مَا أَنَا إِنْ مُتُّ وإِنْ أَنَا حَيِيتُ. يَعْنِي:
الْمُلَاعِنَ أَنْ يُلَاعِنَ الرجُلُ أَخَاهُ.
١٤٣
- مَا
وُصِفَ مِنَ الدَّوَاءِ
° [٢١٢٣٦]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ،
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أُمِّ قَيْسٍ
ابْنَةِ مِحْصَنٍ الْأَسَدِيَّةِ أُخْتِ عُكَّاشَةَ بْنِ مِحْصنٍ الْأَسَدِيِّ
(١)، قَالَتْ: جَاءَتْ بِابْنٍ لَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَدْ أَعْلَقَتْ
عَلَيْهِ مِنَ الْعُذْرَةِ (٢)، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «عَلَامَ تَدْغَرْنَ (٣)
أَوْلَادَكُنَّ بِهَذِهِ الْعُلُقِ، عَلَيْكُنَّ بِهَذَا الْعُودِ الْهِنْدِيِّ»،
يَعْنِي: الْقُسْطَ، «فَإِن فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ، مِنْهَا ذَاتُ الْجَنْبِ
(٤)» ثُمَّ أَخَذَ النَّبِيُّ ﷺ صَبِيَّهَا، فَوَضَعَهُ فِي حِجْرِهِ، فَبَالَ
عَلَيْهِ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَنَضَحَ، وَلَمْ يَكُنِ الصّبِيُّ بَلَغَ أَنْ
يَأْكُلَ الطَّعَامَ.
قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَمَضتِ
السُّنَّةُ بِذَلِكَ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَيُسْعَطُ لِلْعُذْرَةِ، وَيُلَدُّ
لِذَاتِ الْجَنْبِ.
° [٢١٢٣٧]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ
° [٢١٢٣٦] [الإتحاف: مي خز جا طح حب حم ط عه
٢٣٦٥٨] [شيبة:
١٢٩٦، ٢٣٩٠٢، ٣٧٢٧٨].
(١)
في (ف): «الأسدية»، والمثبت من (س).
(٢)
العُذْرة: وجع في الحلق يهيج من الدم. وقيل: هي قرحة تخرج في الخرم الذي بين الأنف
والحلق تعرض للصبيان عند طلوع العذرة. (انظر: النهاية، مادة: عذر).
(٣)
الدغر: أن تغمز الحلق بالإصبع، وهو ما تفعله المرأة بابنها حينما يأتيه مرض
العُذرة، وهو: وجع يهيج في الحلق من الدم. (انظر: النهاية، مادة: دغر).
(٤)
ذات الجنب: الدبيلة والدمل الكبيرة التي تظهر في باطن الجنب وتنفجر إلى داخل،
وقلما يسلم صاحبها. (انظر: النهاية، مادة: جنب).
° [٢١٢٣٧]
[الإتحاف: عه حب حم ٢٠٦٢١] [شيبة: ٢٣٩٠٥].
عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ * يَقُولُ لِلشُّونِيزِ:
«عَلَيْكُمْ بِهَذِهِ الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ، فَإِنَّ فِيهَا شِفَاءً مِنْ كُلِّ
دَاءٍ إِلَّا السَّامَ» يُرِيدُ: الْمَوْتَ.
• [٢١٢٣٨]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ،
قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا قِلَابَةَ كَتَبَ كِتَابًا مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ غَسَلَهُ
بِمَاءٍ، وَسَقَاهُ رَجُلًا كَانَ بِهِ وَجَعٌ يَعْنِي: الْجُنُونَ.
° [٢١٢٣٩]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «الْعَجْوَةُ مِنَ
الْجَنَّةِ، وَفيهَا شِفَاءٌ مِنَ السُّمِّ، وَالْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ (١)،
وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ» وَالْكَمْأَةُ: شَحْمَةُ الْأَرْضِ.
• [٢١٢٤٠]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: سَأَلْتُ الزهْرِيِّ، عَنِ
التِّرْيَاقِ، فَقَالَ: لَا أَدْرِي مَا هُوَ.
° [٢١٢٤١]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: جَاءَ
رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ قَدْ كَانَ أَخُوهُ اشْتَكَى بَطْنَهُ، فَقَالَ لَهُ
رَسُولُ اللهِ ﷺ: «اسْقِ أَخَاكَ عَسَلًا» فَرَجَعَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: مَا
زَادَهُ (٢) إِلَّا شِدَّةً، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: «اسْقِ أَخَاكَ عَسَلًا»،
فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ الْأُولَى، حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ،
فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «صَدَقَ الْقُرْآنُ وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ»، قَالَ:
فَسَقَاهُ عَسَلًا فَكَأَنَّمَا نُشِطَ مِنْ عَقَالٍ (٣).
١٤٤
- صِبَاغُ
وَنَتْفُ الشَّعْرِ
° [٢١٢٤٢]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سَعِيدٍ
الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ
* [ف/١٣٩ ب].
(١)
المن: العسل الحلو الذي ينزل من السماء عفوا بلا علاج. (انظر: النهاية، مادة: منن).
(٢)
في (ف)، (س): «ما زاد»، والمثبت من «التفسير» للمصنف (٢/ ٣٥٨).
(٣)
أنشط من عقال ونشط: حل، يقال هذا للمريض إذا برئ وللمغشي عليه إذا أفاق، والعقال:
حبل يعقل (يربط) به البعير. (انظر: اللسان، مادة: نشط).
° [٢١٢٤٢]
[الإتحاف ت حم حب ١٧٥٢٦] [شيبة: ٢٥٥٠٣].
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ،
عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
«إِنَّ أَحْسَنَ مَا غَيَّرَ هَذَا الشَّعْرَ الْحِنَّاءُ وَالْكَتَمُ (١)».
° [٢١٢٤٣]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي
سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «إِنَّ
الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لَا تَصْبغٌ فَخَالِفُوهُمْ».
° [٢١٢٤٤]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَمَرَ
النَّبِيُّ ﷺ بِالْأَصْبَاغِ، فَأَحْلَكُهَا أَحَبُّ إِلَيْنَا يَعْنِي:
أَسْوَدَهَا.
• [٢١٢٤٥]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
عَائِشَةَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ.
• [٢١٢٤٦]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ،
وَقَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ خَضَبَ (٢) لِحْيَتَهُ
بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ، وَأَنَّ عُمَرَ خَضَبَ لِحْيَتَهُ بِالْحِنَّاءِ
فَرْدًا.
° [٢١٢٤٧]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ
أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أُتِيَ بِأَبِي قُحَافَةَ إِلَى رَسُولِ
اللَّهِ ﷺ يَوْمَ الْفَتْحِ، كَأَنَّ رَأْسَهُ ثَغَامَةٌ بَيْضَاءُ (٣)، فَقَالَ:
«غَيِّرُوهُ وَجَنِّبُوهُ السَّوَادَ».
• [٢١٢٤٨]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ،
قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يَقُولُ: يَعْمِدُ أَحَدُكُمْ إِلَى نُورٍ
جَعَلَهُ اللهُ فِي وَجْهِهِ فَيطْفِئُهُ.
قَالَ أَيُّوبُ: وَذَلِكَ أَنِّي
سَأَلْتُهُ عَنِ الْوَسْمَةِ.
(١) الكتم: نبات يصبغ به الشعر أسود. (انظر:
النهاية، مادة: كتم).
° [٢١٢٤٣]
[الإتحاف: عه حب حم ٢٠٦٣١].
(٢)
الاختضاب: استعمال الخضاب، وهو: ما يغير به لون الشيء من حناء وكتم ونحوهما.
(انظر: معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية) (١/ ٩٥).
° [٢١٢٤٧]
[الإتحاف: عه حم ٣٥٩٦] [شيبة: ٢٥٥٠٢].
(٣)
الثغامة: نبت أبيض الزهر والثمر يشَبَّه به الشيب. وقيل: هي شجرة تبيضّ كأنها
الثلج. (انظر: النهاية، مادة: ثغم).
• [٢١٢٤٩] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ،
عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، قَالَ: كَانَ أَبُو سَعِيدٍ
الْخُدْرِيِّ لَا يَخْضِبُ، كَانَتْ لِحْيَتُهُ بَيْضَاءَ خَضْلَاءَ.
• [٢١٢٥٠]
أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: رُخِّصَ فِي صِبَاغِ الشِّعْرِ
بِالسَّوَادِ لِلنِّسَاءِ *.
• [٢١٢٥١]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ خَلَّادِ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَنِ قَوْم
يَصْبُغُونَ بِالسَّوَادِ، لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ، أَوْ قَالَ: لَا
خَلَاقَ لَهُمْ.
° [٢١٢٥٢]
قال أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ، عَن أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ أَحْسَنَ مَا غُيِّرَ بِهِ الشَّعْرُ الْحِنَّاءُ
وَالْكَتَمُ» (١).
• [٢١٢٥٣]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: كَانَ
الْحُسَيْنُ (٢) بْنُ عَلِيٍّ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ.
قَالَ مَعْمَرٌ: رَأَيْتُ
الزُّهْرِيَّ يَغْلِفُ بِالسَّوَادِ، وَكَانَ قَصِيرًا.
• [٢١٢٥٤]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ
الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: مَا عَدَدْتُ فِي رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ
إِلَّا أَرْبَعَ عَشْرَة شَعَرَةً بَيْضَاءَ.
° [٢١٢٥٥]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، (٣)، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «لَا تَنْتِفُوا* الشَّيْبَ؛ فَإِنَّهُ نُورُ
الْمُسْلِمِ».
* [س/٣١٧].
° [٢١٢٥٢]
[الإتحاف: حم حب ١٧٥٢٦].
(١)
سبق هذا الحديث سندا ومتنا: (٢١٢٤٢).
(٢)
في (س): «الحسن»، والمثبت من (ف).
• [٢١٢٥٤]
[الإتحاف: حب حم ٧٦٣].
(٣)
قوله: «عبد الرزاق» وقع في (ت): «معمرو» وهو خطأ، والتصويب من (س).
* [ف/١٤٠ أ].
° [٢١٢٥٦] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ،
عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، أَنَّ حَجَّامًا أَخَذَ مِنْ
شَارِبِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَكَانَتْ شَعَرَةً بَيْضَاءَ، فَأَرَادَ أَنْ
يَأْخُذَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «دَعْهَا»، كَأَنَّهُ أَرَادَ أَنْ
يَسْتَأْصِلَهَا.
• [٢١٢٥٧]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ:
رَأَيْتُ عَلِيًّا عَلَى الْمِنْبَرِ أَبْيَضَ اللِّحْيَةِ وَالرَّأْسِ، عَلَيْهِ
إِزَارٌ وَرِدَاءٌ.
• [٢١٢٥٨]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ فَرْقَدًا
السَّبَخِيَّ، عَنِ الصِّبَاغِ بِالسَّوَادِ.
قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّهُ يَشْتَعِلُ
فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ نَارٌ يَعْنِي: يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
• [٢١٢٥٩]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: كَانَ
الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ.
١٤٥
- بَابُ
الْأَمَانَةِ وَمَا جَاءَ فِيهَا
° [٢١٢٦٠]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «ثَلَاثٌ فِي المُنَافِقِ وَإِنْ صَلَّى وَصَامَ
وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ: إِنْ حَدَّثَ كَذَبَ، وإِنِ اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِنْ
وَعَدَ أَخْلَفَ».
° [٢١٢٦١]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:«لَا تُغْرِي (١) صَلَاةُ امْرِئٍ، وَلَا
صِيَامُهُ، مَنْ شَاءَ صَامَ، وَمَنْ شَاءَ صَلَّى، وَلَكِنْ لَا دِينَ لِمَنْ لَا
أَمَانَةَ لَهُ».
• [٢١٢٥٧] [شيبة: ٢٥٥٦٦].
° [٢١٢٦١]
[شيبة: ٣٠٩٦٢].
(١)
كذا في (ف)، (س)، ووقع في «المعجم» لابن المقرئ (ص ٢٣٤)، «الشعب» (٧/ ٢١٨)،
«الكبرى» (٦/ ٢٨٨) للبيهقي من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن هشام بن عروة، عن
أبيه، قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «يغرنك».
• [٢١٢٦٢] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ،
عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ شُرَيْحٍ، قَالَ:
سَمِعْتُهُ يَقُولُ لِرَجُلٍ: يَا عَبْدَ اللَّهِ دع مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا
يَرِيبُكَ، فَوَاللَّهِ لَا يَدَعُ عَبْدٌ لِلَّهِ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَيَجِدُ
فَقْدَهُ (١).
° [٢١٢٦٣]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ
بْنِ وَهْبٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ الله ﷺ حدِيثَيْنِ،
قَالَ: رَأَيْتُ أَحَدَهُمَا وَأَنَا أَنْتَظِرُ الْآخَرَ، حَدَّثَنَا: «أَنَّ
الْأَمَانَةَ نَزَلَتْ فِي جَذْرِ (٢) قُلُوبِ الرِّجَالِ، وَنَزَلَ الْقُرْآنُ،
فَقَرَءُوا القُرْآنَ وَعَلِمُوا مِنَ السُّنَّةِ»، ثُمَّ حَدَّثَنَا عَنْ
رَفْعِهِمَا، فَقَالَ: «تُرْفَعُ الْأَمَانَةُ فَيَنَامُ الرَّجُلُ، ثُمَّ
يَسْتَيقِظُ وَقَدْ رُفعَتِ الْأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ، وَيَبْقَى أَثَرُهَا
كَالْوَكتِ»، أَوْ قَالَ: «كَالْمَجْلِ، كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ (٣) عَلَى رِجْلِكَ
فَهُوَ يَرَى أَنَّ فِيهِ شَيْئًا وَلَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ، وَتُرْفَعُ الْأَمَانَةُ
حَتَّى يُقَالَ: إِنَّ فِي بَنِي فُلَانٍ رَجُلًا أَمِينًا، وَإِنَّ فِي بَنِي
فُلَانٍ رَجُلًا أَمِينًا، لَقَدْ رَأَيْتَنِي (٤) حَدِيثًا وَمَا أُبَالِي
أَيُّكُمْ أُبَايِعُ، لَئِنْ كَانَ مُسْلِمًا لَيَرُدَّنَّهُ عَلَيَّ إِسْلَامُهُ،
وإِنْ كَانَ مُعَاهِدًا لَيَرُدَّنَّهُ عَلَيَّ سَاعِيهِ (٥)، وَأَمَّا الْيَوْمَ
فَإِنِّي لَمْ أكُنْ لِأُبَايِعَ مِنْكُمْ إِلَّا فُلَانًا وَفُلَانًا».
١٤٦
- بَابُ
الْكَذِبِ وَالصِّدْقِ وَخُطْبَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ
• [٢١٢٦٤]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ،
عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَوْ
(١) يأتى برقم (٢١٦٩٥).
° [٢١٢٦٣]
[الإتحاف: عه حب حم ٤٢٠٦].
(٢)
الجذر: الأصل. (انظر: النهاية، مادة: جذر).
(٣)
قوله: «كجمر دحرجته» وقع في (ف): «كجمو دحرجه»، وفي (س): «كجمر دحرجه»، والمثبت من
«شرح السنة» للبغوي (١٥/ ٥) من طريق عبد الرزاق، به.
(٤)
في (ف): «راسى» وفي (س): «رابني»، والمثبت من المصدر السابق.
(٥)
قوله: «ليردنه علي ساعيه» وقع في (ف): «ليرديه علي ساعته» وفي (س): «ليؤديه على
ساعته»، والمثبت من المصدر السابق.
الساعي: الرئيس الذي يُصدر عن رأيه
ولا يُمضى أمرٌ دونه، وكل من ولي أمر قوم فهو ساع عليهم. (انظر: النهاية، مادة:
سعى).
• [٢١٢٦٤]
[الإتحاف: حب حم ٢١٨٣٩].
غَيْرِهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:
مَا كَانَ خُلُقٌ أَبْغَضَ إِلَى (١) رَسُولِ اللهِ ﷺ مِنَ الْكَذِبِ، وَلَقَدْ
كَانَ الرَّجُلُ يَكْذِبُ (٢) عَنْدَ رَسُولِ اللهِ ﷺ الْكَذْبَةَ، فَمَا تَزَالُ
فِي نَفْسِهِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّهُ أَحْدَثَ مِنْهَا تَوْبَةً.
° [٢١٢٦٥]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومِ ابْنَةِ عُقْبَةَ
وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الْأوَلِ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ
يَقُولُ: «لَيْسَ بِالْكَاذِبِ مَنْ أَصْلَحَ بَيْنَ النَّاسِ، فَقَالَ خَيْرًا
أَوْ نَمَى (٣) خَيْرًا»؟.
° [٢١٢٦٦]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ
أَبِي شَيْبَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أَبْطَلَ شَهَادَةَ رَجُلٍ فِي كَذْبَةٍ.
قَالَ مَعْمَرٌ (٤): وَلَا أَدْرِي
مَا كَانَتْ تِلْكَ الْكَذْبَةُ، أكذَبَ عَلَى اللَّهِ أَمْ كَذَبَ عَلَى
رَسُولِهِ ﷺ.
• [٢١٢٦٧]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُزقَانَ،
قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: كُلُّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ، أَلَا إِنَّ
الْبَعِيدَ لَيْسَ بِآتٍ، لَا يَعْجَلُ اللَّهُ لِعَجَلَةِ أَحَدٍ، وَلَا يَخِفُّ
لِأَمْرِ النَّاسِ مَا شَاءَ اللَّهُ لِأَمَلِ النَّاسِ، يُرِيدُ اللَّهُ أَمْرًا،
وَيُرِيدُ النَّاسُ أَمْرًا، مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ
(١) بعده في (ف): «أصحاب»، والمثبت من (س)،
كذا أخرجه إسحاق بن راهويه في «المسند» (١٢٤٥)، المؤمل بن إيهاب في «جزئه» (ص ٩٦)،
الترمذي في «السنن» (١٩٧٣) طبعة بشار عواد، البزار في «المسند» (٢٠٣)، ابن حبان في
«الصحيح» (٥٧٧٢)، البيهقيّ في «الكبرى» (٢٠٨٢١)، وفي «شعب الإيمان» (٤٤٧٦)، البغوي
في «شرح السنة» (٣٥٧٦)، كلهم من طريق عبد الرزاق، به، كالمثبت على الصواب. وقد
أخرجه أحمد في «المسند» (٢٥٨٢٢) بهذه الزيادة، بينما هو في «إطراف المسند المعتلي»
(١١٦١٣)، «إتحاف الهرة» (٢١٨٣٩) بدونها.
(٢)
في (س): «يكون»، وهو تصحيف، والمثبت من (ف).
° [٢١٢٦٥]
[الإتحاف: عه حب حم ٢٣٦٧٢] [شيبة: ٢٧٠٩٦].
(٣)
نماء الحديث: تبليغه على وجه الإصلاح، وطلب الخير. (انظر: النهاية، مادة: نما).
* [ف/١٤٠ ب].
(٤)
قوله: «قال معمر» ليس في (س)، والمثبت من (ف).
وَلَوْ كَرِهَ النَّاسُ، لَا
مُقَرِّبَ لِمَا بَاعَدَ اللَّهُ، وَلَا مُبَعِّدَ لِمَا قَرَّبَ اللهُ، وَلَا
يَكُونُ شَيءٌ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ، أَصْدَقُ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ،
وَأَحْسَنُ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَشَرُّ الْأُمُورِ
مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ. قَالَ
مَعْمَرٌ: قَالَ غَيْرُ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: وَخَيْرُ مَا أُلْقِيَ
فِي * الْقَلْبِ الْيقِينُ، وَخَيْرُ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ، وَخَيرُ الْعِلْمِ
مَا نَفَعَ، وَخَيْرُ الْهُدَى مَا اتُّبِعَ، وَمَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا
كَثُرَ وَأَلْهَى، وإِنَّمَا يَصِيرُ أَحَدُكُمْ إِلَى مَوْضِعِ أَرْبَعِ
أَذْرُعٍ، فَلَا تُمِلُّوا النَّاسَ وَلَا تُسْئِمُوهُمْ، فَإِنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ
نَشَاطًا وإقْبَالًا، وإِنَّ لَهَا سَآمَةً وإدْبَارًا، أَلَا وَشَرُّ الرَّوَايَا
رَوَايَا الْكَذِبِ، أَلَا وَإِنَّ الْكَذِبَ يَعُودُ إِلَى الْفُجُورِ،
وَالْفُجُورُ يَعُودُ إِلَى النَّارِ، أَلَا وَعَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ
الصِّدْقَ يَعُودُ إِلَى الْبِرِّ، وإنَّ الْبِرَّ يَعُودُ إِلَى الْجَنَّةِ، وَاعْتَبِرُوا
فِي ذَلِكَ أَنَّهمَا إِلْفَانِ، يُقَالُ: الصَّادِقُ يَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ
صِدِّيقَا، وَلَا يَزَالُ يَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ كَاذِبًا، أَلَا وَإنَّ
الْكَذِبَ لَا يَحِلُّ فِي جِدٍّ وَلَا هَزْلٍ، وَلَا أَنْ يَعِدَ الرُّجُلُ
مِنْكُمْ صَبِيَّهُ، ثُمَّ لَا يُنْجِزَ لَهُ، أَلَا وَلَا تَسْأَلُوا أَهْلَ
الْكِتَابِ عَنْ شَيءٍ، فَإِنَّهُمْ قَدْ طَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ
قُلُوبُهُمْ، وَابْتَدَعُوا فِي دِينِهِمْ، فَإِنْ كُنْتُمْ لَا مَحَالَةَ
بِسَائِلِهِمْ (١) فَمَا وَافَقَ كِتَابَكُمْ فَخُذُوا، وَمَا خَالَفَهُ فَاهْدُوا
عَنْهُ وَاسْكُتُوا، أَلَا وإنَّ أَصْفَرَ (٢) الْبُيُوتِ الْبَيْتُ الَّذِي
لَيْسَ فِيهِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ شَيءٌ، خِرَبٌ كَخَرَابِ الْبَيْتِ الَّذِي لَا
عَامِرَ لَهُ، أَلَا وإنَّ الشيْطَانَ يَخْرُجُ مِنَ البَيْتِ الَّذِي يَسْمَعُ
فِيهِ سُورَةَ الْبَقَرَةِ تُقْرَأُ فِيهِ.
• [٢١٢٦٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا الْعَالِيَةِ يَقُولُ: أَنْتُمْ أَكثَرُ صَلَاةً وَصِيَامًا
مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، وَلكِنَّ الْكَذِبَ قَدْ جَرَى عَلَى أَلْسِنَتِكُمْ.
* [س/٣١٨].
(١)
في (س): «بسائليهم»، والمثبت من (ف)، وفي «المعجم الكبير» للطبراني (٩/ ٩٨) من
طريق الدبري: «سائليهم».
(٢)
في (س): «أصغر» وهو تصحيف، والمثبت من (ف).
° [٢١٢٦٩] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ:
«مَنْ ضَمِنَ لِي سِتًّا ضَمِنْتُ لَهُ الْجَنَّةَ»، قَالُوا: مَا هُنَّ يَا
رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «إِذَا حَدَّثَ صَدَقَ، وَإِذَا وَعَدَ أَنْجَزَ، وإذَا
اؤْتُمِنَ أَدَّى، وَمَنْ غَضَّ بَصَرَهُ، وَحَفِظَ فَرْجَهُ، وَكفَّ يَدَهُ»،
أَوْ قَالَ: «لِسَانَهُ».
• [٢١٢٧٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ لَيْثٍ، أَوْ عَنْ مُغِيرَةَ،
عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كُلُّ خُلُقٍ يَطْوِي عَلَيْهِ الْمُؤْمِنُ إِلَّا
الْخِيَانَةَ (١) وَالْكَذِبَ.
• [٢١٢٧١]
أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَثَلُ الْإِسْلَامِ *
كَمَثَلِ شجَرَةٍ، فَأَصلُهَا الشَّهَادَةُ، وَسَاقُهَا كَذَا، شَيْئًا سَمَّاهُ،
وَثَمَرُهَا الْوَرَعُ، وَلَا خَيْرَ فِي شَجَرَةٍ لَا ثَمَرَ لَهَا، وَلَا خَيْرَ
فِي إِنْسَانٍ لَا وَرَعَ لَهُ.
• [٢١٢٧٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ
أَبَا ذرٍّ قَالَ: يُصَدَّقُ الْمُسْلِمُ فِي كُلِّ شَيءٍ مَا خَلَا بِضَاعَتَهُ.
• [٢١٢٧٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ
وَغَيْرِهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ عُصِمَ مِنَ
الْهَوَى، وَالطَّمَعِ، وَالْغَضَبِ، وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ الصِّدْقِ مِنَ
الْحَدِيثِ خَيْرٌ.
• [٢١٢٧٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ
قَالَ: لَا يُرَخَّصُ فِي شَيءٍ مِمَّا يَقُولُ النَّاسُ إِنَّهُ كَذِبٌ إِلَّا
فِي ثَلَاثٍ: الزَّوْجُ لاِمْرَأَتِهِ، وَالْمَرْأَةُ لِزَوْجِهَا فِي
الْمَوَدَّةِ، وَالْإِصْلَاحُ بَيْنَ النَّاسِ، وَفِي الْحَربِ، فَإِنَّ الْحَربَ
خَدْعَةٌ (٢).
(١) في (س): «النميمة»، والمثبت من (ف)
استظهارا واسترشادا بمصادر التخريج.
* [ف/١٤١ أ].
(٢)
الحرب خدعة: الخدعة: فيها روايات، بفتح فسكون: أي أن الحرب ينقضي أمرها بخدعة
واحدة والمقاتل إذا خدع مرة واحدة لم تكن لها إقالة، وهي أفصح الروايات. وبضم
فسكون: وهي الاسم من الخداع. وبضم ففتح: أي أن الحرب تخدع الرجال وتمنيهم ولا تفي
لهم. (انظر: النهاية، مادة: خدع).
١٤٧ - بَابُ خُطْبَةِ الْحَاجَةِ
• [٢١٢٧٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي
الْأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: إِذَا أَرَادَ (١) أَحَدُكُمْ أَنْ
يَخْطُبَ خُطْبَةَ الْحَاجَةِ فَلْيَبْدَأْ وَلْيقُلِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ
نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ
أَنْفُسِنَا، مَنْ يَهْدِي اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا
هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ
لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ يَقْرَأُ هَذِهِ
الْآيَاتِ: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ
وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: ١٠٢]، ﴿اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ
بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: ١]، ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا
اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا﴾ [الأحزاب: ٧٠].
• [٢١٢٧٦]
أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ مِثْلَهُ.
١٤٨
- تَشْقِيقُ
الْكَلَامِ
° [٢١٢٧٧]
قال عبد الرزاق، قَالَ مَعْمَرٌ أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصارِ رَفَعَ
الْحَدِيثَ، قَالَ: «كُلُّ حَدِيثٍ ذِي بَالٍ لَا يُبْدَأُ فِيهِ بِذِكرِ اللَّهِ
فَهُوَ أَبْتَرُ (٢)».
° [٢١٢٧٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ بُدَيْلٍ الْعُقَيْلِيِّ، عَنْ
مُجَاهِدٍ قَالَ: خَطَبَ النَّبِيُّ ﷺ خطْبَةً فِي بَعْضِ الْأَمْرِ، ثُمَّ قَامَ
أَبُو بَكْرٍ فَخَطَبَ خُطْبَةً دُونَ خُطْبَةِ النَّبِيِّ ﷺ، ثُمَّ قَامَ عُمَرُ
فَخَطَبَ خُطْبَةً دُونَ خُطْبَةِ أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ قَامَ شَابٌّ فَتِيٌّ،
فَاسْتَأْذَنَ النَّبِيِّ عليه السلام فِي الْخُطْبَةِ، فَأَذِنَ لَهُ، فَطَوَّلَ
الْخُطْبَةَ، فَلَمْ يَزَلْ يَخْطُبُ حَتَّى قَالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: «هيهِ قَطِ
الآنَ» أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ لَمْ
يَبْعَثْ نَبِيًّا إِلَّا مُبَلِّغًا، وإنَّ تَشْقِيقَ الْكَلَامِ مِنَ
الشَّيْطَانِ، وإنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا»، أَوْ «مِن الْبَيَانِ سِحْرٌ».
• [٢١٢٧٥] [الإتحاف: مي كم حم ١٣٣٤٦] [شيبة: ١٧٧٩٨].
(١)
في (س): «رأى».
(٢)
الأبتر: الأقطع. (انظر: النهاية، مادة: بتر).
١٤٩ - بَابُ الاِسْتِخَارَةِ (١)
• [٢١٢٧٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ
كَانَ يَقُولُ فِي الاِسْتِخَارَةِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ،
وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ (٢)، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضلِكَ الْعَظِيمِ،
فَإِنَّكَ تَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَتَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ
الْغُيُوبِ، إِنْ كَانَ هَذَا الْأَمْرُ خَيْرًا * لِي فِي دُنْيَايَ، وَخَيْرًا
لِي فِي مَعِيشَتِي، وَخَيْرًا لِي فِي عَاقِبَةِ أَمْرِي، فَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ
بَارِكْ لِي فِيهِ، وإِنْ كَانَ غَيْرُ ذَلِكَ خَيْرًا لِي، فَاقْدِرْ لِيَ
الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ (٣)، وَرَضِّنِي (٤) بِهِ يَا رَحْمَانُ
*.
• [٢١٢٨٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: فَرِحَ صَاحِبَا
مُوسَى عليه السلام (٥) بِالْغُلَامِ حِينَ وُلِدَ لَهُمَا، وَجَزِعَا عَلَيْهِ
حِينَ مَاتَ، وَلَوْ عَاشَ كَانَ فِيهِ هَلَكَتُهُمَا (٦)، فَرَضِيَ امْرُؤٌ
بِقَضَاءَ اللَّهِ، فَإِنَّ خِيرَةَ اللَّهِ لِلْمُؤْمِنِ فِيمَا يَكْرَهُ
أَكْثَرُ مِنْ خِيرَتِهِ (٧) فِيمَا يُحِبُّ.
° [٢١٢٨١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ
رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ ﷺ: أَوْصِنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ لَهُ
النَّبِيُّ ﷺ: «خُذِ الْأَمْرَ بِالتَّدْبِيرِ، فَإِنْ رَأَيْتَ فِي عَاقِبَتِهِ
خَيْرًا فَأَمْضِ، وَإِنْ خِفْتَ غَيًّا (٨) فَأَمْسِكْ».
(١) الاستخارة: الطلب من الله أن يختار له
مما فيه الخير، بدعاء مخصوص يدعو به بعد صلاة ركعتين. (انظر: معجم لغة الفقهاء) (ص
٣٩).
• [٢١٢٧٩]
[شيبة: ٣٠٠١٥].
(٢)
أستقدرك بقدرتك: أطلب منك أن تجعل لي عليه قدرة. (انظر: النهاية، مادة: قدر).
* [ف/ ١٤١ ب].
(٣)
غير واضح في (ف)، والمثبت من (س).
(٤)
في (ف): «في رضني»، والمثبت من (س).
* [س/ ٣١٩].
(٥)
قوله: «صاحبا موسى عليه السلام» غير واضح في (ف)، والمثبت من «شعب الإيمان»
للبيهقي (١٢/ ٤٣٦) من طريق عبد الرزاق، به.
(٦)
في (ف): «هلكتها»، والمثبت من (س)، والمصدر السابق.
(٧)
مطموس في (ف)، والمثبت من (س)، والمصدر السابق.
(٨)
كأنه في (ف): «عيا»، وفي (س): «عناءً»، والمثبت من «شعب الإيمان» للبيهقي (٦/
٣٥٩)، =
° [٢١٢٨٢] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «مَا كَانَ الرِّفْقُ فِي قَوْمٍ قَطُّ إِلَّا
نَفَعَهُمْ، وَلَا كَانَ الْخَرَقُ فِي قَوْمٍ قَط إِلَّا ضَرَّهُمْ».
• [٢١٢٨٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: كَتَبَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِي
إِلَى مُعَاوِيَةَ فِي الْأَنَاةِ (١)، فَكَتَبَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ: أَمَّا
بَعْدُ! فَإِن التَّفَهُّمَ فِي الْخَيْرِ زِيَادَةٌ وَرَشَدٌ، وإِنَّ الرَّشِيدَ
مَنْ رَشَدَ عَنِ الْعَجَلَةِ، وإِنَّ الْخَائِبَ مَنْ خَابَ عَنِ الْأَنَاةِ،
وإِنَّ الْمُتَثَبِّتَ مُصِيبٌ، أَوْ كَادَ أَنْ يَكُونَ مُصِيبًا، وإِنَّ
الْمُعَجِّلَ مُخْطِيءٌ، أَوْ كَادَ أَنْ يَكُونَ مُخْطِئًا، وإنَّهُ مَنْ لَا
يَنْفَعُهُ الرِّفْقُ يَضُرُّهُ الْخَرَقُ، وَمَنْ لَا تَنْفَعُهُ التَّجَارِبُ
لَا يُدْرِكُ الْمَعَالِيَ، وَلَنْ (٢) يَبْلُغَ الرَّجُلُ مَبْلَغَ الرَّأْيِ
حَتَّى يَغْلِبَ حِلْمُهُ (٣) جَهْلَهُ، وَصَبْرُهُ (٤) شَهْوَتَهُ.
١٥٠
- بَابُ
الْمَاشِي فِي النَّعْلِ
° [٢١٢٨٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِذَا انْتَعَلَ
أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِالْيَمِينِ، وإذَا خَلَعَ فَلْيَبْدَأْ بِالْيُسْرَى،
وَلْيَنْعَلْهُمَا أَوْ ليَخْلَعْهُمَا جَمِيعًا».
° [٢١٢٨٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صالِحٍ،
عَنْ
= «شرح السنة» للبغوي (١٣/ ١٧٨) من طريق
عبد الرزاق، به، وكذا هو في «كنز العمال» (٧٠٤٥) معزوًّا للمصنف.
(١)
الأناة: التثبت وترك العجلة. (انظر: مجمع البحار، مادة: أني).
(٢)
في (ف): «وإن»، والتصويب من (س).
(٣)
الحلم: الأناة والتثبت في الأمور. (انظر: النهاية، مادة: حلم).
(٤)
في (ف): «وتفضله»، والمثبت من «الحلم» لابن أبي الدنيا (ص ٢٧)، «شرح أصول اعتقاد
أهل السنة والجماعة» للالكائي (٨/ ١٥٣٣)، «تاريخ دمشق» لابن عساكر (٥٩/ ١٨٩)، كلهم
من طريق معمر، عن جعفر بن برقان، عن معاوية.
° [٢١٢٨٤]
[الإتحاف: عه حب حم ١٩٧٧٨] [شيبة: ٢٥٤١٦].
° [٢١٢٨٥]
[الإتحاف: خز جا طح حب قط حم ١٨٠٥٣، عه حم ١٨٣١٤] [شيبة: ٢٥٤٢٥].
أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَا
أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «إِذَا انْقَطَعَ شِسْعُ (١)
أَحَدِكُم فَلَا يَمْشِ فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ حَتَّى يُصْلِحَهُمَا».
• [٢١٢٨٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى عَلِيًّا يَمْشِي فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ وَسْطَ (٢)
السِّمَاطَ (٣).
• [٢١٢٨٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ
قَالَ: إِنَّمَا يُكْرَهُ أَنْ يَنْتَعِلَ الرَّجُلُ قَائِمًا مِنْ أَجْلِ
الْعَنَتِ (٤).
• [٢١٢٨٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ
أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا أَنْ يَنْتَعِلَ الرَّجُلُ وَهُوَ قَائِمٌ.
• [٢١٢٨٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
دِينَارٍ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يَمْشِي فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ أَذْرُعًا.
• [٢١٢٩٠]
قال أبو بكر: وَرَأَيْتُ الثوْرِيَّ يَمْشِي فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ.
١٥١
- وَضْعُ
(٥) إِحْدَى الرِّجْلَيْنِ عَلَى الْأُخْرَى
• [٢١٢٩١]
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ (٦) عَبَّادِ بْنِ
تَمِيمٍ (٧)، عَنْ
(١) الشسع: أحد سيور النعل، وهو الذي يدخل
بين الإصبعين. (انظر: النهاية، مادة: شسع).
• [٢١٢٨٦]
[شيبة: ٢٥٤٢٧].
(٢)
في (س): «يعني»، والمثبت من (ف).
(٣)
قال الجوهري في «الصحاح» (٣/ ١١٣٥): «والسميط من النعل: الطاق الواحد لا رقعة فيها.
يقال: نعل أسماط، إذا كانت غير
مخصوفة».
(٤)
العنت: المشقة والهلاك والإثم. (انظر: النهاية، مادة: عنت).
(٥)
غير واضح في (ف)، والمثبت من (س).
• [٢١٢٩١]
[شيبة: ٢٦٠١٨].
(٦)
قوله: «الزهري عن» غير واضح في (ف)، والمثبت من (س)، «مسند أحمد» (٢٤٢٧٤)، «السنن
الكبرى» للبيهقي (٣٢٥٣) من طريق عبد الرزاق، به.
(٧)
قوله: «بن تميم» غير واضح في (ف)، والمثبت من (س)، والمصدرين السابقين.
عَمِّهِ (١) قالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ
اللَّهِ ﷺ مُسْتَلْقِيًا * فِي الْمَسْجِدِ رَافِعًا إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى
الْأُخْرَى.
قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَأَخْبَرَنِي
ابْنُ الْمُسَيَّبِ، قَالَ: كَانَ ذَلِكَ مِنْ عُمَرَ، وَعُثْمَانَ رَحْمَةُ
اللَّهِ عَلَيْهِمَا مَا لَا يُحْصى مِنْهُمَا، قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَجَاءَ
النَّاسُ بِأَمْرٍ عَظِيمٍ.
١٥٢
- الْمُهَاجَرَةُ
وَالْحَسَدُ
° [٢١٢٩٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا
تَدَابَرُوا (٢)، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا، وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ
أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ».
° [٢١٢٩٣]
أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ،
عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا رَفَعَ
الْحَدِيثَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ
أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّام، يَلْتَقِيَانِ فَيَصُدُّ هَذَا وَيَصُدُّ
هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ».
° [٢١٢٩٢]
أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «قَتْلُ
الْمُسْلِمِ كُفْرٌ، وَسِبَابُهُ فُسُوقٌ، وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ
أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ».
• [٢١٢٩٥]
أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي
قَوْلِهِ: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [المؤمنون: ٩٦]، قَالَ: هُوَ السَّلَامُ، تُسَلِّمُ
عَلَيْهِ إِذَا لَقِيتَهُ.
(١) غير واضح في (ف)، والمثبت من المصدرين
السابقين.
* [ف/١٤٢ أ].
° [٢١٢٩٢]
[الإتحاف: ط عه حب حم ١١٧٦٨].
(٢)
التدابر: أن يعطي كل واحد أخاه دبره وقفاه، فيُعرض عنه ويهجره. (انظر: النهاية،
مادة: دبر).
° [٢١٢٩٣]
[الإتحاف: عه حب ط حم ٤٣٩٨] [شيبة: ٢٥٨٧٧].
° [٢١٢٩٤]
[الإتحاف: مي ٥١١٨] [شيبة: ٢٥٨٧٨].
° [٢١٢٩٦] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ
فِي كلِّ إِثْنَيْنِ وَخَمِيسٍ»، وَقَالَ غَيْرُ سُهَيْلٍ: «تُعْرَضُ الْأَعْمَالُ
كُلَّ إِثْنَيْنِ وَخَمِيسٍ، فَيَغْفِرُ اللَّهُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِهِ
شيْئًا، إِلَّا الْمُتَشَاحِنَيْنِ (١)، يَقُولُ اللَّهُ لِلْمَلَائِكَةِ:
دَعُوهُمَا حَتَّى يَصْطَلِحَا».
° [٢١٢٩٧]
أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «أَعِنْ أَخَاكَ
ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا».
١٥٣
- بَابُ
الظَّنِّ
° [٢١٢٩٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِياكُم وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أكذَبُ
الْحَدِيثِ».
١٥٤
- بَابُ
صِلَةِ الرَّحِمِ
° [٢١٢٩٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي
أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ رَدَّادًا اللَّيْثِيَّ
أَخْبَرَهُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ ﷺ
يَقُولُ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعٌ».
° [٢١٣٠٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ الرَّحِمَ شُعْبَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ،
تَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَهَا أَجْنِحَةٌ تَحْتَ الْعَرْشِ، تَكَلَّمُ
بِلِسَانٍ طَلْقٍ ذَلْقٍ، تَقُولُ: اللَّهُمَّ صِلْ مَنْ وَصَلَنِي، وَاقْطَعْ
مَنْ قَطَعَنِي».
° [٢١٣٠١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ:
لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا رَفَعَهُ، قَالَ: "ثَلَاثٌ مَنْ كنَّ فِيهِ رَأَى
وَبَالَهُنَّ قَبْلَ مَوْتِهِ: مَنْ قَطَعَ رَحِمًا أَمَرَ اللَّهُ بِهَا أَنْ
° [٢١٢٩٦] [الإتحاف: ط خز عه حب حم ١٨١٦٢].
(١)
المتشاحنان: مثنى المتشاحن، والشحناء: العداوة. (انظر: النهاية، مادة: شحن).
° [٢١٢٩٨]
[الإتحاف: حب حم ١٨٠١٦].
* [س/ ٣٢٠].
تُوصَلَ، وَمَنْ حَلَفَ عَلَى
يَمِينٍ (١) فَاجِرَةٍ ليَقْطَعَ * بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، وَمَنْ دَعَا
دَعْوَةً يَتَكَثَّرُ بِهَا (٢) فَإِنَّهُ لَا يَزْدَادُ إِلَّا قِلَّةً، وَمَا
(٣) مِنْ طَاعَةِ اللهِ شَئٌ أَعْجَلُ ثَوَابًا مِنْ صِلَةِ الرَّحِمِ، وَمِنْ
مَعْصِيَةِ اللهِ شَيءٌ أَعْجَلُ عُقُوبَةً مِنْ قَطِيعَةِ الرَّحِمِ، وإِنَّ
الْقَوْمَ لَيَتَوَاصَلُونَ (٣) وَهُمْ فَجَرَةٌ، فَتَكْثُرُ أَمْوَالُهُمْ
وَيَكْثُرُ عَدَدُهُمْ، وإنَّهُمْ لَيَتَقَاطَعُونَ فَتَقِلُّ أَمْوَالُهُمْ
وَيَقِلُّ عَدَدُهُمْ، وَالْيَمِينُ الْفَاجِرَةُ تَدَعُ الدَّارَ بَلَاقِعَ».
• [٢١٣٠٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ:
قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: لَيْسَ الْوَصْلُ (٤) أَنْ تَصِلَ مَنْ وَصَلَكَ،
ذَلِكَ الْقِصاصُ، وَلكِن الْوَصْلَ أَنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ.
• [٢١٣٠٣]
أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
إِن الرَّحِمَ تُقْطَعُ، وإنَّ النِّعْمَةَ تُكْفَرُ، وَإِنَّ اللَّهَ عز وجل إِذَا
قَارَبَ بَيْنَ الْقُلُوبِ لَمْ يُزَحْزِحْهَا شَيءٌ أَبَدًا، قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ
ابْنُ عَبَّاسٍ: ﴿لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا﴾ [الأنفال: ٦٣] الْآيَةَ.
• [٢١٣٠٤]
أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ رَدَّادًا اللَّيثِيَّ أَخْبَرَهُ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يقُولُ: «قَالَ
اللَّهُ تبارك وتعالى: أَنَا اللَّهُ، وَأَنَا الرَّحْمَنُ، خَلَقْتُ
الرَّحِمَ وَشَقَقْتُ لَهَا مِنِ اسْمِي، فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ، وَمَنْ
قَطَعَهَا بَتَتُّهُ».
° [٢١٣٠٥]
أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِي قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله
ﷺ: «مَنْ سَرَّهُ النَّسْءُ فِي الْأَجَلِ، وَالزِّيَادَةُ فِي الرِّزْقِ
فَلْيَتَّقِ اللَّهَ، وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ».
(١) اليمين: القَسَم، والجمع: أيمُن وأيمان.
(انظر: مختار الصحاح، مادة: يمن).
* [ف/ ١٤٢ ب].
(٢)
غير واضح في (ف)، والمثبت من (س).
(٣)
غير واضح في (ف)، (س)، والمثبت استظهارا.
(٤)
في (ف): «الواصل»، والمثبت مما تقدم برقم (٢٠٦٨٦).
• [٢١٣٠٤]
[الإتحاف: حب كم حم ١٣٥٢٤] [شيبة: ٢٥٨٩٦].
° [٢١٣٠٥]
[شيبة: ٣٦٨٠٢].
° [٢١٣٠٦] قال مَعْمَرٌ: وَسَمِعْتُ عَطَاءً
الْخُرَاسَانِيَّ يَقُولُ عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ … مِثْلَهُ.
وَيَعْنِي بِالنَّسْءِ: يُوَفَّقُ
لَهُ فَيَقُومُ اللَّيْلَ فَهُوَ النَّسْءُ لَيْسَ الزِّيَادَةَ فِي الْأَجَلِ.
° [٢١٣٠٧]
أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي
حُسَيْنٍ (١) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى خَيْرِ
أَخْلَاقِ أَهْلِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ: أَنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ، وَتُعْطِيَ
مَنْ حَرَمَكَ، وَتَعْفُوَ عَمَنْ ظَلَمَكَ».
° [٢١٣٠٨]
أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ،
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَةَ
قَاطِعٌ».
° [٢١٣٠٩]
أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
ﷺ: «إِنَّ الرَّحِمَ شُعْبَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ تَجِيءُ يَوْمَ الْقِيامَةِ
تَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ طَلْقٍ ذَلْقٍ، فَمَنْ أَشَارَتْ إِلَيْهِ بِوَصْلٍ
وَصَلَهُ اللَّهُ، وَمَنْ أَشَارَتْ إِلَيْهِ بِقَطْعِ قَطَعَهُ اللَّهُ».
° [٢١٣١٠]
أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ (٢) يَروِيهِ، قَالَ: «تَجِيءُ الرَّحِمُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ لَهَا حُجْنَةٌ (٣) تَحْتَ الْعَرْشِ تَكَلَّمُ بِلِسَانٍ طَلْقٍ
ذَلْقِ (٤)، تَقُولُ: اللَّهُمَّ صِلْ (٤) مَنْ وَصَلَنِي (٤)، وَاقْطَعْ مَنْ
قَطَعَنِي».
° [٢١٣٠٧] [شيبة: ٣٦٨٠٢].
(١)
تصحف في (ف) إلى: «حسن»، (س)، والصواب ما أثبتناه، كما في رواية البيهقي في
«الشعب» (١٠/ ٥٣٤) من طريق المصنف، وقال: «هذا مرسل حسن، وقد ذكرنا في الجزء الأول
قبله فيه مسانيد».
° [٢١٣٠٨]
[الإتحاف: خز عه حب حم ٣٩١٤].
(٢)
غير واضح في (ف)، والمثبت من (س). وينظر: «شعب الإيمان» للبيهقي (١٠/ ٣٢١) من طريق
الدبري، به.
(٣)
قوله: «حُجْنَةٌ»، في (س): «أجنحة»، والمثبت من (ف).
الحجنة: اعوجاج في الرأس، يقال: حجنة
المغزل؛ الاعوجاج الذي في رأسه، وهو صنارته. (انظر: النهاية، مادة: حجن).
(٤)
غير واضح في (ف)، والمثبت من (س).
° [٢١٣١١] أخبرنا * مَعْمَرٌ، عَنْ رَجُلٍ،
عَنْ شهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ (١) قال: قَال رَسُول اللهِ ﷺ: «لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ
قاطِعُ رَحِمٍ (٢)، وَلَا مُدْمِنُ خَمرٍ».
• [٢١٣١٢]
أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ جَالِسًا بَعْدَ
(٣) الصُّبْحِ (٤) فِي حَلْقَةٍ، فَقَالَ: أَنْشُدُ اللَّهَ قَاطِعَ رَحِمِ إِلَّا
مَا قَامَ عَنَّا، فَإِنَّا نُرِيدُ أَنْ نَدْعُوَ رَبَّنَا، وإِنَّ أَبْوَابَ
السَّمَاءِ مُرتَجَةٌ دُونَ قَاطِعِ الرَّحِمِ.
١٥٥
- بَابُ
الْفِطْرَةِ وَالْخِتَانِ
° [٢١٣١٣]
أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «خَمْسٌ مِنَ الْفِطْرَةِ:
الاِسْتِحْدَادُ (٥)، وَالْخِتَانُ، وَقَصُّ الشَّارِبِ، وَنَتْفُ الْإِبْطِ
وَتَقْلِيمُ (٦) الْأَظْفَارِ».
• [٢١٣١٤]
أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ عَمْرٍو قَالَ فِي الْخِتَانِ: هُوَ لِلرِّجَالِ سُنَّةٌ،
وَلِلنِّسَاءِ طُهْرَةٌ.
• [٢١٣١٥]
أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ:
إِبْرَاهِيمُ أَوَّلُ مَنِ اخْتَتَنَ، وَأَوَّلُ مَنْ قَرَى الضَّيْفَ، وَأَوَّلُ
مَنْ رَأَى الشَّيْبَ (٧)، قَالَ: فَلَمَّا رَأَى الشَّيْبَ،
* [ف/١٤٣ أ].
(١)
قوله: «شهر بن حوشب» غير واضح في (ف)، والمثبت من (س).
(٢)
قوله: «قاطع رحم» غير واضح في (ف)، والمثبت من (س).
(٣)
قوله: «جالسا بعد» غير واضح في (ف)، ومكانه بياض في (س)، والمثبت من «المعجم
الكبير» للطبراني (٩/ ١٥٨) من طريق الدبري، به.
(٤)
مكانه بياض في (س).
° [٢١٣١٣]
الإتحاف: طح حب حم ١٨٥٩٩] [شيبة: ٢٠٥٩].
(٥)
الاستحداد: حلق العَانَة بالحديد. (انظر: النهاية، مادة: حدد).
(٦)
التقليم: القص. (انظر: النهاية، مادة: قلم).
• [٢١٣١٥]
[شيبة: ٣٢٤٩٢، ٣٦٨٨٩].
(٧)
في (ف): «المثيب»، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في «شعب الإيمان» للبيهقي (١١/
١٢٣) من طريق الدبري، به.
قَالَ: أَيْ رَبِّ مَا هَذَا؟ قَالَ:
هَذَا وَقَارٌ وَحِلْمٌ قَالَ: أَيْ رَبِّ، زِدْنِي وَقَارًا (١)، قَالَ:
وَاخْتَتَنَ وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ، وَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ مِائَتَي
سَنَةٍ.
قال عبد الرزاق: وَاخْتَتَنَ
بِالْقَدُّومِ اسْمُ قَرْيَةٍ (٢)، هَكَذَا أَخْبَرَنِي مَعْمَرٌ لَا شَكَّ.
• [٢١٣١٦]
أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ
كَرِهَ ذَبِيحَةَ الْأَرْغَلِ، وَقَالَ: لَا تُقْبَلُ صَلَاتُهُ وَلَا تَجُوزُ
شَهَادَتُهُ.
• [٢١٣١٧]
قال مَعْمَرٌ: وَسَأَلْتُ حَمَّادَ بْنَ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ ذَبِيحَتِهِ،
فَقَالَ: لَا بَأْسَ بِهَا.
• [٢١٣١٨]
أخبرنا ابْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَا تُقْبَلُ صَلَاةُ رَجُلٍ لَمْ يَخْتَتِنْ
*.
• [٢١٣١٩]
أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: إِذَا أَسْلَمَ الرَّجُلُ فَخَشِيَ عَلَى
نَفْسِهِ الْعَنَتَ إِنِ اخْتَتَنَ، لَمْ يَخْتَتِنْ، وَتُؤْكَلُ ذَبِيحَتُهُ،
وَتُقْبَلُ صَلَاتُهُ، وَتَجُوزُ شَهَادَتُهُ.
١٥٦
- بَابُ
الاِغْتِيَابِ وَالشَّتْمِ
° [٢١٣٢٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي مُوسَى
الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا أَحَدٌ أَصْبَرَ عَلَى
الْأَذَى مِنَ اللهِ عز وجل، يَدْعُونَ لَهُ وَلَدًا وَهُوَ يَعْفُوَ عَنْهُمْ،
وَيَدَّعُونَ لَهُ صَاحِبَةً وَشَرِيكًا وَهُوَ يَرْزُقُهُمْ وَيُدْفَعُ عَنْهُمْ»
(٣).
° [٢١٣٢١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبَانٍ
وَغَيْرِهِ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَامَ بَعْدَ صَلَاةِ الْعَصْرِ، فَرَفَعَ
صَوْتَهُ حَتَّى أَسْمَعَ الْعَوَاتِقَ فِي خُدُورِهِنَّ قَالَ: «يَا مَعْشَرَ
مَنْ
(١) الوقار: الحلم والرزانة. (انظر: النهاية،
مادة: وقر).
(٢)
لفظ:»قرية«ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من»شعب الإيمان".
• [٢١٣١٦]
[شيبة: ٢٣٧٩٩].
* [٣٢١/
س].
(٣)
تقدم برقم (٢١٣٤٤).
أَعْطَى الْإِسْلَامَ بِلِسَانِهِ،
وَلَمْ يَدْخُلِ الْاِيمَانُ قَلْبَهُ، لَا تُؤْذُوا الْمُؤْمِنِينَ وَلَا
تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَاتِ الْمُؤْمِنِينَ
تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ *
فِي بَيْتِهِ».
° [٢١٣٢٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ يَروِيهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ
قَالَ: «أَرْبَى الرِّبَا (١) شَتْمُ الأَعْرَاضِ (٢)، وَأَشَدُّ (٣) الشَّتْمِ
الْهِجَاءُ، وَالرَّاوِيَةُ أَحَدُ الشَّاتِمِينَ».
• [٢١٣٢٣]
أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: أَرْبَى
الرِّبَا اسْتِطَالَةُ الْمَرْءِ فِي عِرْضِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ.
• [٢١٣٢٤]
أخبرنا مَعْمَرٌ، عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَا
يَجْهَلُ، وإِنْ جُهِلَ عَلَيْهِ حَلُمَ، وإِنْ ظُلِمَ غَفَرَ، وإِنْ حُرِمَ
صَبَرَ.
• [٢١٣٢٥]
قال: وَقَالَ الْحَسَنُ الْغِيبَةُ أَنْ تَذْكُرَهُ بِمَا فِيهِ، فَإِذَا
ذَكَرْتَهُ بِمَا لَيْسَ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ (٤).
° [٢١٣٢٦]
أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أُثَيْعٍ، أَنَّ رَجُلًا
كَانَ يَشْتِمُ أَبَا بَكْرٍ، وَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ جالِسٌ، فَلَمَّا ذَهَبَ أَبُو
بَكْرٍ لِيَنْتَصِرَ (٥) مِنْهُ، قَامَ النَّبِيُّ ﷺ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ:
شَتَمَنِي، فَلَمَّا ذَهَبْتُ لِأَرُدَّ عَلَيْهِ قُمْتَ، قَالَ: «إِنَّ الْمَلَكَ
كَانَ مَعَكَ، فَلَمَّا ذَهَبْتَ لِتَرُدَّ عَلَيْهِ قَامَ فَقُمْتُ».
* [ف/١٤٣ ب].
(١)
أربى الربا: أكثر أنواعها وبالًا، وأزيد آثام أفرادها مآلًا. (انظر: المرقاة) (٨/
٧٧٦).
(٢)
الأعراض: جمع العِرض، وهو: موضع المدح والذم من الإنسان سواء كان في نفسه، أو في
سلفه، أو من يلزمه أمره. (انظر: النهاية، مادة: عرض).
(٣)
في (س): «أشتم»، والمثبت من (ف).
(٤)
بهت الرجل الرجل: كذب وافترى عليه. (انظر: النهاية، مادة: بهت).
(٥)
قوله: «لينتصر»، في (س): «ليقتص»، والمثبت من (ف).
° [٢١٣٢٧] أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ،
أَنَّ عِيَاضَ بْنَ حِمَارٍ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ
شَتَمَنِي رَجُلٌ هُوَ أَوْضَعُ (١) مِنِّي، هَلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ أَنْ أَنْتَصِرَ
مِنْهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ: «الْمُتَشَاتِمَانِ شَيْطَانَانِ يَتَهَاتَرَانِ
وَيَتَكاذَبَانِ».
قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
«الْمُتَشَاتِمَانِ مَا قَالَا عَلَى الْأَوَّلِ حَتَّى يَعْتَدِيَ الْمَظْلُومُ».
• [٢١٣٢٨]
أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ رَجُلًا هَجَا قَوْمًا فِي زَمَانِ عُمَرَ
بْنِ الْخَطَّابِ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْهُمْ، فَاسْتَأْدَى (٢) عَلَيْهِ عُمَرُ،
فَقَالَ عُمَرُ: لكمْ لِسَانُهُ، ثُمَّ دَعَا الرَّجُلَ، فَقَالَ: إِيَّاكُمْ أَنْ
تُعْرِضُوا لَهُ بِالَّذِي قُلْتُ، فَإِنِّي إِنَّمَا قُلْتُ ذَلِكَ عَنْدَ
النَّاسِ كَيْمَا لَا يَعُودُ.
° [٢١٣٢٩]
أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
«مَنِ اغْتِيبَ عِنْدَهُ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ فَنَصَرَهُ، نَصَرَهُ اللهُ فِي
الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وإِنْ لَمْ يَنْصُرهُ أَدْرَكَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا
وَالآخِرَةِ».
• [٢١٣٣٠]
أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: إِنَّمَا الْغِيبَةُ لِمَنْ
لَمْ (٣) يُعْلِنْ بِالْمَعَاصِي.
• [٢١٣٣١]
أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ بَعْضِ الْمَكِّيِّينَ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو
بْنِ الْعَاصِي قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ بَيْتُ اللَّهِ، وَأَنَّ اللَّهَ عَظَّمَ
حُرمَتَكَ، وَأَنَّ حُرمَةَ الْمُسْلِمِ أَعْظَمُ مِنْ حُرمَتِكَ.
• [٢١٣٣٢]
أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: مَا
شَأْنُكُمْ إِذَا سَمِعْتُمُ الرَّجُلَ يُمَزِّقُ عِرضَ أَخِيهِ لَمْ تَرُدُّوهُ؟
قَالُوا: نَخَافُ لِسَانَهُ، قَالَ: ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَكُونُوا شُهَدَاءَ.
(١) الوضيع: الدنيء. (انظر: اللسان، مادة:
وضع).
(٢)
في (ف): «فاستأذل»، والمثبت من (س)، وفي «شعب الإيمان» (٧/ ١٠٥): «فاستأذن»،
والمثبت هو الصحيح، وهو بمعنى: فاستعدى. وينظر: «تهذيب الآثار» (٢/ ٦٨٦)، «لسان
العرب» (أدى).
(٣)
ليس في (ف)، والمثبت من (س). وينظر: «شعب الإيمان» (٩/ ١٢٧) من طريق المصنف، به.
° [٢١٣٣٣] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَر، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
«الْبِرُّ لَا يَبْلَى، وَالْإِثْمُ * لَا يُنْسَى، وَالدَّيَّانُ لَا يَمُوتُ،
فَكُنْ كَمَا (١) شِئْتَ كَمَا تَدِينُ تُدَانُ (٢)».
• [٢١٣٣٤]
أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبَانٍ، أَنَّ عَيسَى بْنَ مَريَمَ مَا عَابَ (٣) شَيْئًا
قَطُّ، فَمَرَّ هُوَ وَأَصْحَابُهُ عَلَى كَلْبٍ مَيِّتٍ، فَقَالَ لَهُ
بَعْضُهُمْ: مَا أَنْتَنَ رِيحَهُ! فَقَالَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ: مَا أَبْيَضَ
أَسْنَانَهُ.
• [٢١٣٣٥]
أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: نِعِمَّا لِلْعَبْدِ أَنْ
تَكُونَ غَفْلَتُهُ (٤) فِيمَا أَحَلَّ اللَّهُ.
• [٢١٣٣٦]
أخبرنا ابْنُ جُرَيْجٍ وَابْنُ أَبِي سَبْرةَ (٥) قَالَا: تَشَاتَمَ رَجُلَانِ
عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ فَلَمْ يَقُلْ لَهُمَا شَيئًا، وَتَشَاتَمَ رَجُلَانِ عِنْدَ
عُمَرَ فَأَدَّبَهُمَا.
١٥٧
- بَابُ
سِبَابِ الْمُذْنِبِ
• [٢١٣٣٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي
عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: إِذَا رَأَيْتُمْ أَخَاكُمْ قَارَفَ (٦)
ذَنْبًا فَلَا تَكُونُوا أَعْوَانًا لِلشَّيْطَانِ عَلَيْهِ،
* [ف/ ١٤٤ أ].
(١)
قوله: «والديان لا يموت، فكن كما» مكانه طمس في (ف)، (س)، والمثبت من «الأسماء
والصفات» (١/ ١٩٧)، «الزهد الكبير» (ص ٢٧٧) للبيهقي، من طريق المصنف، به.
(٢)
كما تدين تدان: أي: كما تجازي تجازى، فتجازى بفعلك وبحسب ما عملت. (انظر: الصحاح،
مادة: دين).
(٣)
قوله: «ما عاب»، طمس في (س)، والمثبت من (ف).
(٤)
في (ف): «عفلته»، وفي (س): «عقله»، ولا معنى لهذا ولا ذاك هنا، والمثبت هو الأشبه
بالصواب، والغفلة هنا بمعنى اللهو، وسيأتي برقم (٢٢٠٢٧).
(٥)
سقط من (ف)، (س): «ابن أبي»، وأثبتناه من «السنن الكبرى» للبيهقي (١٧٦١٧) من طريق
ابن المصنف، به، و«كنز العمال» (١٣٩٦٣) معزوّا للمصنف.
(٦)
المقارفة: العمل والكسب، والمراد هنا: الزنا. (انظر: النهاية، مادة: قرف).
تَقُولُوا: اللَّهُمَّ اخْزِهِ،
اللَّهُمَّ الْعَنْهُ، وَلكنْ سَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ، فَإِنَّا أَصْحَابَ
مُحَمَّدٍ كُنَّا لَا نَقُولُ فِي أَحَدٍ شَيْئًا حَتَّى نَعْلَمَ عَلَى مَا
يَمُوتُ، فَإِنْ خُتِمَ لَهُ بِخَيْرٍ عَلِمْنَا أَنَّهُ قَدْ أَصَابَ خَيْرًا،
وإِنْ خُتِمَ لَهُ بِشَرٍّ خِفْنَا عَلَيْهِ عَمَلَهُ.
• [٢١٣٣٨]
أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاء
مَرَّ عَلَى رَجُلٍ قَدْ أَصَابَ ذَنْبًا، فَكَانُوا يَسُبُّونَهُ، فَقَالَ:
أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَجَدْتُمُوهُ فِي قَلِيبٍ (١) أَلَمْ تَكُونُوا
مُسْتَخْرِجِيهِ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: فَلَا تَسُبُّوا أَخَاكُمْ، وَاحْمَدُوا
اللَّهَ الَّذِي عَافَاكُمْ (٢)، قَالُوا: أَفَلَا تُبْغِضُهُ؟ قَالَ: إِنَّمَا
أَبْغَضُ عَمَلَهُ، فَإِذَا تَرَكَهُ فَهُوَ أَخِي.
قَالَ: وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاء *:
ادْعُ اللَّهَ فِي يَوْمِ سَرَّائِكَ (٣) لَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَجِيبَ فِي يَوْمِ
ضَرَّائِكَ (٤).
• [٢١٣٣٩]
أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: يسَبَّ الْحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ رَجُلٌ
عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ عُمَرُ: أَظَلَمَكَ بِشَيءٍ؟ قَالَ:
نَعَمْ، ظَلَمَنِي بِكَذَا وَكَذَا، قَالَ عُمَرُ: فَهَلَّا تَرَكْتَ مَظْلَمَتَكَ
حَتَّى تَقْدَمَ عَلَيْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهِيَ وَافِرَةٌ.
١٥٨
- بَابُ
الْحُبِّ وَالْبُغْضِ
• [٢١٣٤٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ
أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: يَا أَسْلَمُ لَا يَكُنْ
حُبُّكَ كَلَفًا، وَلَا يَكُنْ بُغْضُكَ تَلَفًا، قُلْتُ: وَكَيْفَ ذَلِكَ؟ قَالَ:
إِذَا أَحْبَبْتَ فَلَا تَكْلَفْ كَمَا يَكْلَفُ الصَّبِيُّ بِالشَّيءِ يُحِبُّهُ،
وإِذَا أَبْغَضتَ فَلَا تُبْغِضْ بُغْضًا تُحِبُّ أَنْ يَتْلَفَ صَاحِبُكَ
وَيَهْلِكَ.
(١) القليب: البئر. (انظر: النهاية، مادة:
قلب).
(٢)
قوله: «قال: فلا تسبوا أخاكم، واحمدوا الله الذي عافاكم»، ليس في (س)، وأثبتناه من
(ف).
* [س/ ٣٢٢].
(٣)
في (ف): «سراك»، وفي (س): «يسر لك»، والمثبت من «حلية الأولياء» لأبي نعيم (١/
٢٢٥) من طريق الدبري، به.
(٤)
في (ف): «ضراك»، وفي (س): «ضر لك»، والمثبت من المصدر السابق.
• [٢١٣٤١] أخبرنا مَعْمَرٌ عَمَّنْ سَمِعَ
الْحَسَنَ يَقُولُ: أَحِبُّوا هَوْنًا، وَأَبْغِضُوا هَوْنًا، فَقَدْ أَفْرَطَ
أَقْوَامٌ فِي حُبِّ أَقْوَامٍ فَهَلَكُوا، وَأَفْرَطَ أَقْوَامٌ فِي بُغْضِ
أَقْوَامٍ فَهَلَكُوا، لَا تُفْرِطْ فِي حُبِّكَ وَلَا تُفْرِط فِي بُغْضكَ، مَنْ
وَجَدَ دُونَ أَخِيهِ سِتْرًا فَلَا يَكْشِفْ، لَا تَجَسَّسْ أَخَاكَ فَقَدْ
نُهِيتَ أَنْ تَجَسَّسَهُ، لَا تَحْقِر عَلَيْهِ، وَلَا تَنْفِر عَنْهُ.
١٥٩
- بَابُ
الذُّنُوبِ
° [٢١٣٤٢]
قرأنا عَلَى عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ جَعْفَرٍ بْنِ بُرقَانَ،
عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ أَبِي (١) هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا (٢) لَذَهَبَ
اللَّهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ * بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ فَيَغْفِرُ
لَهُمْ».
• [٢١٣٤٣]
أخبرنا (٣) مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي ذَرٍ
قَالَ: قَالَ اللَّهُ: يَا عِبَادِي، إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي،
وَجَعَلْتُهُ عَلَيْكُمْ مُحَرَّمًا، فَلَا تَظْلِمُوا الْعِبَادَ، يَا عَبَادِي
إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، فَاسْتَغْفِرُونِي، فَإِني
أَغْفِرُ لكُمُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا وَلَا أُبَالِي، يَا عِبَادِي، لَوْ أَنَّ
أَوَّلكمْ وَآخِرَكُمْ، وَجِنكُمْ وإنْسَكُمْ، وَصَغِيرَكُمْ وَكَبِيرَكُمْ،
كَانُوا عَلَى قَلْبِ أَفْجَرِكُمْ لَمْ يُنْقِصْ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا، وَلَوْ
أَنَّ أَوَّلكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَجِنَّكُمْ وإنْسَكُمْ، وَصَغِيرَكُمْ
وَكَبِيرَكُمْ (٤)، سَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ مَسْأَلَتَهُ
لَمْ يُنْقِصْ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي شَيْئًا، كَرَأْسِ الْمِخْيطِ (٥) يُغْمَسُ فِي
الْبَحْرِ.
° [٢١٣٤٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،
° [٢١٣٤٢] [الإتحاف: عه حم ٢٠٢٥٤].
(١)
قوله: «بن الأصم، عن أبي»مكانه بياض في (ف)، (س)، والمثبت من «صحيح مسلم» (٢٨٥٠)
من طريق عبد الرزاق، به.
(٢)
قوله: «لم تذنبوا» مكانه بياض في (ف)، والمثبت من (س).
* [ف/ ١٤٤ ب].
(٣)
غير واضح في (ف)، وأثبتناه من (س).
(٤)
قوله: «كانوا على قلب أفجركم … وكبيركم» ليس في (س)، والمثبت من (ف).
(٥)
المخيط: الإبرة. (انظر: النهاية، مادة: خيط).
قَالَ: «مَا أَحَدٌ أَصْبَرَ عَلَى
الْأَذَى مِنَ اللَّهِ، يَدَّعُونَ لَهُ وَلَذا وَهُوَ يَعْفُو عَنْهُمْ،
وَيَدَّعُونَ لَهُ صَاحِبًا وَشَرِيكًا وَهُوَ يَرْزُقُهُمْ وَيَدْفَعُ عَنْهُمْ»،
قَالَ: قُلْتُ: مَنْ حَدَّثَكَ هَذَا؟ قَالَ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ،
عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ (١).
• [٢١٣٤٥]
أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ
قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذَا أَذْنَبَ ذَنْبًا أَصْبَحَ
عَلَى بَابِهِ مَكْتُوبٌ: أَذْنَبْتُ كَذَا وَكَذَا، وَكَفارَتُهُ كَذَا وَكَذَا
مِنَ الْعَمَلِ، فَلَعَلَّهُ أَنْ يَتَكَاثَرَ أَنْ يَعْمَلَهُ، قَالَ ابْنُ
مَسْعُودٍ: مَا أُحِبُّ أَنَّ اللَّهَ أَعْطَانَا ذَلِكَ مَكَانَ هَذِهِ الْآيَةِ:
﴿وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ
يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [النساء: ١١٠].
• [٢١٣٤٦]
أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي (٢) عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ
مَسْعُودٍ، أَنَّ رَجُلًا مَرَّ بِرَجُلٍ وَهُوَ سَاجِدٌ فَوَطِئ عَلَى
رَقَبَتِهِ، فَقَالَ: أَتَطَأُ عَلَى رَقَبَتِي وَأَنَا سَاجِدٌ، لَا وَاللَّهِ،
لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ هَذَا أَبَدَا، قَالَ: فَقَالَ اللَّهُ: أَتَتَأَلَّى
عَلَيَّ (٣) فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ.
• [٢١٣٤٠]
أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَوِ الْحَسَنِ أَوْ كِلَيْهِمَا، قَالَ:
الظُّلْمُ ثَلَاثَةٌ: ظُلْمٌ لَا يُغْفَرُ، وَظُلْمٌ لَا يُتْرَكُ، وَظُلْمٌ
يُغْفَرُ، فَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي لَا يُغْفَرُ: فَالشَرْكُ بِاللَّهِ،
وَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي لَا يُتْرَكُ: فَظُلْمُ الناسِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا،
وَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي يُغْفَرُ: فَظُلْمُ الْعَبْدِ نَفْسَهُ فِيمَا
بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ.
• [٢١٣٤٧]
أخبرنا مَعْمَرٌ قَالَ: فِي صَحِيفَةِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
«مُوجِبتَانِ، وَمُضْعِفَتَانِ، وَمِثْلًا بِمِثْلٍ، فَأَمَّا الْمُوجِبتَانِ (٤):
فَمَنْ لَقِيَ اللهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ،
(١) تقدم برقم (٢١٣٢٠).
(٢)
ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من»المعجم الكبير«للطبراني (٩/ ١٥٨) من طريق الدبري،
به.
(٣)
قوله:»أتتألى علي«، وقع في (س):»أنا الأعلى"، والمثبت من (ف).
(٤)
الموجبتان: مثنى الموجبة، وهي التي تُوجِب لصاحبها الجنة أو النار. (انظر: جامع
الأصول) (٢/ ٢٤٩).
وَمَنْ لَقِيَ اللَّهَ يُشْرِكُ بِهِ
دَخَلَ النَّارَ - قَالَ: وَأَمَّا الْمُضْعِفَتَانِ: فَمَنْ عَمِلَ حَسَنَةً
كُتِبَتْ لَهُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، وَأَمَّا مِثْلًا
بِمِثْلٍ فَمَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً كُتِبَتْ عَلَيْهِ مِثْلُهَا».
١٦٠
- بَابُ
مُحَقَّرَاتِ (١) الذُّنُوبِ *
• [٢١٣٤٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ (٢) أَبِي
إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ:
إِنَّ مَثَلَ مُحَقَّرَاتِ (٣) الذُّنُوبِ كَمَثَلِ قَوْمٍ سَفْرٍ نَزَلُوا
بِأَرْضٍ قَفْرٍ (٤) مَعَهُمْ طَعَامٌ لَا يُصْلِحُهُمْ إِلَّا النَّارُ (٥)،
فَتَفَرَّقُوا فَجَعَلَ هَذَا يَجِيءُ بِالرَّوْثَةِ، وَيَجِيءُ هَذَا
بِالْعَظْمِ، وَيَجِيءُ هَذَا بِالْعُودِ حَتَّى جَمَعُوا مِنْ ذَلِكَ مَا
أَصْلَحُوا بِهِ طَعَامَهُمْ، فَكَذَلِكَ صَاحِبُ الْمُحَقَّرَاتِ، يَكْذِبُ
الْكَذْبَةَ، وَيُذْنِبُ الذَّنْبَ، وَيَجْمَعُ منْ ذَلِكَ مَا لَعَلَّهُ أَنْ
يَكُبَّهُ اللَّهُ بِهِ عَلَى وَجْهِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ.
• [٢١٣٥٠]
أخبرنا مَعْمَرٌ عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ: لَيْسَ مِنْ أَحَدٍ يَلْقَى
اللَّهَ إِلَّا أَذْنَبَ إِلَّا يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا فَإِنَّهُ لَمْ يُذْنِبْ
وَلَمْ يَهُمَّ بِامْرَأَةٍ.
١٦١
- بَابُ
مَنْ يَضْحَكُ اللَّهُ إِلَيْهِ
° [٢١٣٥١]
أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ
يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:«يَضْحَكُ اللَّهُ لِرَجُلَيْنِ يَقْتُلُ
أَحَدُهُمَا * الْآخَرَ، كِلَاهُمَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ»، قَالُوا:
(١) المحقرات: الصغائر، والمفرد: محقرة.
(انظر: المعجم الوسيط، مادة: حقر).
* [ف/١٤٥ أ].
(٢)
قوله: «الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن»مكانه بياض في (ف)، وقوله: «أخبرنا معمر»،
مكانه بياض في (س)، واستدركناه من «المعجم الكبير» للطبراني (٩/ ١٥٩) من طريق
الدبري، به.
(٣)
قوله: «قال: إن مثل محقرات» مكانه بياض في (ف)، وقوله: «إن مثل»، مكانه بياض في
(س)، واستدركناه من المصدر السابق.
(٤)
القفر: الأرض الخالية التي لا ماء بها. (انظر: النهاية، مادة: قفر).
(٥)
قوله: «يصلحهم إلا النار» مكانه بياض في (ف)، (س)، واستدركناه من المصدر السابق.
° [٢١٣٥١]
[الإتحاف: خز عه حم ٢٠١٢٨] [شيبة: ١٩٦٨٢].
* [٣٢٣/
س].
وَكَيْفَ ذَلِكَ (١) يَا رَسُولَ
اللَّهِ؟ قَالَ: «يُقْتَلُ هَذَا فَيَلِجُ (٢) الْجَنَّةَ، ثُمَّ يَتُوبُ اللهُ
عَلَى الآخَرِ فَيَهْدِيهِ إِلَى الْإِسْلَامِ، ثُمَّ يُجَاهِدُ (٣) فِي بِيلِ
اللهِ فَيُسْتَشْهَدُ».
• [٢١٣٥٢]
أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ
مَسْعُودٍ قَالَ: رَجُلَانِ يَضْحَكُ اللَّهُ إِلَيْهِمَا: رَجُلٌ تَحْتَهُ فَرَسٌ
مِنْ أَمْثَلِ خَيْلِ أَصْحَابِهِ فَلَقُوا الْعَدُوَّ فَانْهَزَمُوا، وَثَبَتَ
إِلَى أَنْ قُتِلَ شَهِيدًا، فَذَلِكَ يَضْحَكُ اللَّهُ إِلَيْهِ (٤)، وَرَجُلٌ
قَامَ مِنَ اللَّيْلِ لَا يَعْلَمُ بِهِ أَحَدٌ فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ (٥)،
وَصَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ ﷺ، وَحَمِدَ اللَّهَ، وَاسْتَفْتَحَ الْقِرَاءَةَ
فَيضْحَكُ اللَّهُ إِلَيْهِ (٦)، فَيَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي لَا يَرَاهُ
أَحَدٌ غَيْرِي.
• [٢١٣٥٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سَعِيدٍ
الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ،
عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: ثَلَاثَةٌ يَتَبَشْبَشُ (٧) اللَّهُ إِلَيْهِمْ: رَجُلٌ
قَامَ مِنَ اللَّيْلِ وَتَرَكَ فِرَاشَهُ وَدِفَاءَهُ، ثُمَّ قَامَ يَتَوَضَّأُ
فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ، فَيَقُولُ اللَّهُ
لِلْمَلَائِكَةِ: مَا حَمَلَ عَبْدِي عَلَى هَذَا أَوْ عَلَى مَا صَنَعَ؟
فَيَقُولُونَ: أَنْتَ أَعْلَمُ، فَيَقُولُ: أَنَا أَعْلَمُ وَلكِنْ أَخْبِرُونِي،
فَيقُولُونَ: خَوَّفْتَهُ شَيْئًا فَخَافَهُ، وَرَجَّيْتَهُ شَيْئًا فَرَجَاهُ،
قَالَ: فَيقُولُ: فَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنّي قَدْ أَمَّنْتُهُ مِمَّا خَافَ،
وَأَعْطَيْتُهُ مَا رَجَا، وَرَجُلٌ كَانَ فِي سَرِيَّةٍ، فَلَقِيَ الْعَدُوَّ
فَانْهَزَمَ أَصحَابُهُ، وَثَبَتَ حَتَّى قُتِلَ أَوْ فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِمْ،
فَيقُولُ اللَّهُ لِلْمَلَائِكَةِ: مَا حَمَلَ عَبْدِي عَلَى هَذَا، أَوْ عَلَى
مَا صَنَعَ؟ فَيَقُولُونَ:
(١) قوله: «ذلك»، ليس في (س)، والمثبت من (ف).
(٢)
الولوج: الدخول. (انظر: النهاية، مادة: ولج).
(٣)
قوله: «ثم يجاهد» وقع في (س): «ويجاهد»، والمثبت من (ف).
(٤)
في (ف): «منه»، والمثبت من «المعجم الكبير» للطبراني (٩/ ١٥٩) من طريق الدبري، به.
(٥)
إسباغ الوضوء: الإتيان بسائر فرائضه وسننه، من الزيادة على القدر المطلوب غسله.
(انظر: ذيل النهاية، مادة: سبغ).
(٦)
من قوله: «ورجل قام من …» إلى قوله: «… فيضحك الله إليه» ليس في (ف)، (س)،
واستدركناه من المصدر السابق.
(٧)
غير واضح في (ف)، (س)، والمثبت من «الزهد والرقائق» لابن المبارك (١/ ٤٢٦) عن
معمر، به.
أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ، فَيَقُولُ:
أَنَا أَعْلَمُ بِهِ، وَلكنْ أَخْبِرُونِي، فَيقُولُونَ: خَوَّفْتَهُ شَيْئًا
فَخَافَهُ، وَرَجَّيْتَهُ شَيْئًا فَرَجَاهُ، قَالَ: فَيَقُولُ: أُشْهِدُكُمْ
أَنِّي قَدْ أَمَّنْتُهُ مِمَّا (١) خَافَ، وَأَعْطَيْتُهُ مَا رَجَا، وَرَجُلٌ
أَسْرَى لَيْلَةَ حَتَّى إِذَا كَانَ فِي آخِرِ اللَّيْلِ نَزَلَ هُوَ
وَأَصحَابُهُ (٢)، فَنَامَ أَصْحَابُهُ، فَقَامَ هُوَ يُصَلِّي، قَالَ: فَيَقُولُ
اللَّهُ عز وجل لِلْمَلَائِكَةِ: مَا حَمَلَ عَبْدِي (٣) عَلَى هَذَا *، أَوْ
عَلَى مَا صَنَعَ؟ فَيَقُولُونَ: رَبِّ أَنْتَ أَعْلَمُ، فَيَقُولُ: أَنَا
أَعْلَمُ وَلكِنْ أَخْبِرُونِي، قَالَ: فَيقُولُونَ: خَوَّفْتَهُ شَيْئًا
فَخَافَهُ، وَرَجَّيْتَهُ شَيْئا فَرَجَاهُ (٤)، قَالَ: فَيَقُولُ: فَإِنِّي
أُشْهِدُكُمْ أَنِّي أَمَّنْتُهُ مِمَّا خَافَ وَأَعْطَيْتُهُ مَا رَجَا.
° [٢١٣٥٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
أُمَيَّةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ اللَّهَ عز وجل لَيَضْحَكُ
مِنْكُمْ آزِلِينَ (٥) - يَقُولُ: يَائِسِينَ - بِقُرْبِ الْغَيْثِ مِنْكُم»،
قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَاهِلَةَ: إِنَّ اللَّهَ يَضْحَكُ؟ قَالَ النَّبِيُّ
ﷺ: «نَعَمْ»، قَالَ: فَوَاللَّهِ لَا عَدِمْنَا الْخَيْرَ مِنْ رَبٍّ يَضْحَكُ.
١٦٢
- بَابُ
مَنْ لَا يُعِبُّهُ اللهُ
• [٢١٣٥٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: ثَلَاثَةٌ
لَا يُحِبُّهُمُ اللهُ: شَيْخٌ زَانٍ، وَغَنِيٌّ ظَلُومٌ، وَفَقِيرٌ مُخْتَالٌ.
• [٢١٣٥٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ
أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: ثَلَاثَةٌ يَسْتَاءُ بِهِمُ اللَّهُ:
شَيْخٌ زَانٍ، وَفَقِيرٌ مُخْتَالٌ، وَذُو سُلْطَانٍ كَذَّابٌ، أَوْ غَنِيٌّ
ظَلُومٌ. شَكَّ مَعْمَرٌ.
(١) قوله: «أمنته مما» غير واضح في (ف)،
والمثبت من (س).
(٢)
قوله: «هو وأصحابه» مكانه بياض في (ف)، (س)، واستدركناه من المصدر السابق.
(٣)
قوله: «ما حمل عبدي» ليس في (س)، والمثبت من (ف).
* [ف/١٤٥ ب].
(٤)
قوله: «ورجيته شيئا فرجاه» ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من المصدر السابق.
(٥)
الآزلون: من الأزل، وهو: الشدة والضيق، أي: صاروا في ضيق وجدب. (انظر: النهاية،
مادة: أزل).
١٦٣ - الْغَضَبُ وَالْغَيظُ وَمَا جَاءَ
فِيهِ
° [٢١٣٥٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قالَ: قَالَ
رَجُلٌ: أَوْصنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «لَا تَغْضَبْ»، قَالَ الرَّجُلُ:
فَفَكَّرْتُ حِينَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مَا قَالَ، فَإِذَا الْغَضَبُ يَجْمَعُ
الشَّرَّ كُلَّهُ.
° [٢١٣٥٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
«لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ (١)»، قَالُوا: فَمَنِ الشِّدِيدُ يَا رَسُولَ
اللَّهِ؟ قَالَ: «الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ».
° [٢١٣٥٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ الْغَضَبَ طُغْيَانٌ فِي قَلْبِ ابْنِ آدَمَ،
ألَمْ تَرَوْا كَيْفَ تَدِرُّ أَوْدَاجُهُ (٢) وَتَحْمَرُّ عَيْنَاهُ».
° [٢١٣٦٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ الْغَضَبَ جَمْرَةٌ تُوقَدُ فِي قَلْبِ ابْنِ آدَمَ، أَلَمْ
تَرَوْا إِلَى انْتِفَاخِ أَوْدَاجِهِ وإِلَى احْمِرَارِ عَيْنَيْهِ، فَإِذَا
وَجَدَ أَحَدُكُمْ ذَلِكَ، فَإِنْ كَانَ قَائِمًا فَلْيَقعُدْ، وإِنْ كَانَ
قَاعِدًا فَلْيَتَّكِ».
قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ:
«مَا جُرْعَةٌ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ جُرعَةِ غَيْظِ كَتَمَهَا رَجُلٌ أَوْ
جُرْعَةِ صَبْرٍ عِنْدَ مُصِيبَةٍ، وَمَا قَطْرَة أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ
قَطْرَةِ دَمْعٍ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَقَطْرَةِ دَمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ».
• [٢١٣٦٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ:
سَبْعٌ مِنَ
° [٢١٣٥٧] [الإتحاف: حم ٢٠٩٢٣].
° [٢١٣٥٨]
[الإتحاف: عه حم ١٧٩٩٥] [شيبة: ٢٥٨٩٤].
(١)
الصرعة: المبالغ في الصراع الذي لا يغلب. (انظر: النهاية، مادة: صرع).
(٢)
الأوداج: العروق التي تحيط بالعنق، والمفرد: ودج. (انظر: النهاية، مادة: ودج).
° [٢١٣٦٠]
[شيبة: ٣٥٥٥٠].
• [٢١٣٦١]
[شيبة: ٨٠٦٨].
الشَّيْطَانِ: شِدَّةُ الْغَضَبِ،
وَشِدَّةُ الْعُطَاسِ، وَشِدَّةُ * التَّثَاؤُبِ، وَالْقَيءُ، وَالرُّعَافُ (١)
وَالنَّجْوَى (٢)، وَالنَّوْمُ عِنْدَ الذِّكْرِ.
• [٢١٣٦٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمُسَيَّبِ
بْنِ رَافِعٍ قَالَ: إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَنْ تُزِلُّهُ الشَّيَاطِينُ، كَمَا
يُزِلُّ أَحَدُكُمُ الْقَعُودَ مِنَ الْإِبِلِ تَكُونُ لَهُ.
° [٢١٣٦٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ،
عَنْ شَيْخٍ لَهُمْ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ *: «مَا اغْرَوْرَقَتْ عَيْنٌ بِمَائِهَا إِلَّا حَرَّمَ
اللهُ ذَلِكَ الْجَسَدَ عَلَى النَّارِ، وَلَا سَألَتْ عَلَى خَدِّهَا فَيُرْهِقُ
ذَلِكَ الوَجْهَ قَتَرٌ (٣) وَلَا ذِلَّةٌ، وَلَوْ أَنَّ بَاكِيًا بَكَى فِي
أُمَّةٍ مِنَ الْأُمَمِ لَرُحِمُوا، وَمَا مِنْ شَيْءٍ إِلَّا لَهُ مِقْدَارٌ
وَمِيزَانٌ إِلَّا الدَّمْعَةَ فَإِنَّهُ يُطْفَأُ بِهَا بِحَارٌ مِنْ نَارٍ».
١٦٤
- مَنْ
دَعَا علَيْهِ النَّبِيُّ ﷺ -
° [٢١٣٦٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ
سَمَّاهُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «اللَّهُمَّ
إِني اتَّخَذتُ عِنْدَكَ عَهْدًا لَنْ تُخْلِفَهُ وَلَا تُخْلِفُهُ، أَيُّمَا
عَبْدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ضَرَبْتُهُ أَوْ شَتَمْتُهُ»، قَالَ مَعْمَرٌ:
حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: «أَوْ لَعَنْتُهُ، فَاجْعَلْهُ قُرْبَةَ لَهُ إِلَيْكَ
يَوْمَ يَلْقَاكَ».
° [٢١٣٦٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ
سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «اللَّهُمَّ إِنِّي
اتخَذْتُ عِنْدَكَ عَهْدًا لَنْ تُخْلِفَهُ، إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، فَأَيُّ
* [ف/١٤٦ أ].
(١)
الرعاف: الدم يخرج من الأنف. (انظر: الصحاح، مادة: رعف).
(٢)
قوله:»والرعاف والنجوى" غير واضح في (ف)، ومكانه بياض في (س)، والمثبت مما
تقدم عند المصنف برقم (٣٤٣١).
المناجاة والتناجي: المحادثة سرًّا.
(انظر: النهاية، مادة: نجا).
* [س/ ٣٢٤].
(٣)
القتر: جمع قترة، وهي غبرة يعلوها سواد كالدخان. (انظر: اللسان، مادة: قتر).
الْمُؤْمِنِينَ آذَيْتُهُ أَوْ
شَتَمْتُهُ أَوْ جَلَدْتُهُ أَوْ لَعَنْتُهُ، فَاجْعَلْهَا لَهُ صَلَاةً
وَكَفَّارَةً وَقُربَةً (١) تُقَرِّبُهُ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
١٦٥
- أَيُّ
الْأعْمَالِ أفْضَلُ؟
° [٢١٣٦٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي
عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقُلْتُ:
أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ لِوَقْتِهِنَّ،
وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ، وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ».
° [٢١٣٦٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ
الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيُّ ﷺ، فَقَالَ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «الْإِيمَانُ
بِاللَّهِ»، قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «ثُمَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ»،
قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «ثُمَّ حَجٌّ مَبْرُورٌ أَوْ عُمْرَةٌ».
° [٢١٣٦٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ
رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ: أَيُّ الْمُسْلِمِينَ أَسْلَمُ؟
قَالَ: «مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ»، قَالَ: فَأَيُّ
الْمُؤْمِنِينَ أكمَلُ إِيمَانًا؟ قَالَ: «أَحْسَنُهُمْ أَخْلَاقًا»، قَالَ:
فَأَيُّ الْإِيمَانِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «الصَّبْرُ وَالسَّمَاحَةُ»، قَالَ: فَأَيُّ
الصَّلَاةِ أَفْضلُ؟ قَالَ: «طُولُ الْقُنُوتِ (٢)»، قَالَ: فَأَيُّ الصَّدَقَةِ
(٣) أَفْضَلُ؟ قَالَ: «جُهْدُ الْمُقلِّ (٤)»، قَالَ: فَأَيُّ الْجِهَادِ
أَفْضَلُ؟ قَالَ: «مَنْ أُهْرِيقَ دَمُهُ وَعُقِرَ جَوَادُهُ» (٥).
(١) قوله: «وكفارة وقربة» وقع في (س): «أو
كفارة أو قربة»، والمثبت من (ف).
° [٢١٣٦٦]
[الإتحاف: حم ١٣٣٥٨].
° [٢١٣٦٧]
[الإتحاف: س حب حم ١٨٦٦٦].
(٢)
القنوت: القيام. (انظر: النهاية، مادة: قنت).
(٣)
غير واضح في (ف)، والمثبت مما تقدم عند المصنف برقم (٤٩٨١).
(٤)
جهد المقل: قَدْر ما يحتمله حال القليل المال. (انظر: النهاية، مادة: جهد).
(٥)
غير واضح في (ف)، والمثبت من المصدر السابق.
° [٢١٣٦٠] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَبِيبٍ مَوْلَى عُرْوَةَ، عَنْ
عُرْوَةَ، وَعَنْ أَبِي (١) مُرَاوِحٍ الْغِفَارِيِّ *، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ:
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ
الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «إِيمَانٌ بِاللهِ وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ»،
قَالَ: فَأَيُّ الْعَتَاقَةِ (٢) أَفْضَلُ؟ قَالَ: «أَنْفَسُهَا»، قَالَ:
أَفَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَجِدْ؟ قَالَ: «فَيُعِينُ الصَّانِعَ، وَيَصْنَعُ
لِأَخْرَقَ (٣)»، قَالَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ؟ قَالَ: «فَدَعِ
النَّاسَ مِنْ شَرِّكَ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ تَصَّدَّقُ بِهَا عَلَى نَفْسِكَ»
يَعْنِي: أَخْرَقَ، أَحْمَقَ.
° [٢١٣٧٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ
عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مُرَاوِحٍ الْغِفَارِيّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ …
نَحْوَهُ.
١٦٦
- الْمَفْرُوضُ
مِنَ الْأَعْمَالِ وَالنَّوَافِلِ
• [٢١٣٧١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ غَيْرِ
وَاحِدٍ: أَنَّ سَعْدًا (٤) الضَّحَّاكَ مَرَّ بِهِ أَصْحَابُ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ:
أَوْصُونِي، فَجَعَلُوا يُوصُونَهُ، وَكَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ فِي آخِرِ
الْقَوْمِ، فَمَرَّ بِهِ، فَقَالَ: أَوْصِنِي يَرحَمُكَ اللَّهُ، قَالَ: إِنَّ
الْقَوْمَ قَدْ أَوْصَوْكَ وَلَمْ يُؤْلُوكَ، وَإِنِّي سَأَجْمَعُ لَكَ أَمْرَكَ
فِي كَلِمَاتٍ: اعْلَمْ أَنَّهُ لَا غِنًى بِكَ عَنْ نَصِيبِكَ مِنَ الدُّنْيَا
فَنَظِّمْهُ لَكَ انْتِظَامًا، ثُمَّ يَزُولُ مَعَكَ أَيْنَمَا زُلْتَ.
° [٢١٣٦٩] [الإتحاف: مي جا حب ط حم ١٧٦٦٩] [شيبة: ٢٧١٨١].
(١)
قوله: «عروة، عن عروة، وعن أبي» غير واضح في (ف)، (س)، والمثبت من «مسند أحمد»
(٢١٨٤٩) من طريق عبد الرزاق، به.
* [ف/١٤٦ ب].
(٢)
العتق والعتاقة: الخروج عن الرق، والتحرير من العبودية. (انظر: معجم اللغة العربية
المعاصرة، مادة: عتق).
(٣)
في (ف): «للآخر»، وفي (س): «للأخرة»، والمثبت من المصدر السابق.
الأخرق: الجاهل بما يجب أن يعمله ولم
يكن في يديه صنعة يكتسب بها. (انظر: النهاية، مادة: خرق).
° [٢١٣٧٠]
[شيبة: ٢٧١٨١].
(٤)
في (س): «سعيد»، والمثبت من (ف).
• [٢١٣٧٢] أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنِ الْحَسَنِ،
قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ: مَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِمِثْلِ مَا افْتَرَضْتُ
عَلَيهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى
أُحِبَّهُ، فَأَكُونُ عَيْنَيْهِ اللَّتَيْنِ (١) يُبْصِرُ بِهِمَا، وَأُذُنَيْهِ
اللَّتَيْنِ يَسْمَعُ بِهِمَا، وَيَدَيْهِ اللَّتَيْنِ يَبْطِشُ بِهِمَا،
وَرِجْلَيْهِ اللَّتَيْنِ يَمْشِي بِهِمَا، فَإِذَا دَعَانِي أَجَبْتُهُ، وَإِذَا
سَأَلَنِي أَعْطَيْتُهُ، وَإِنِ اسْتَغْفَرَنِي غَفَرْتُ لَهُ.
° [٢١٣٧٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ
(٢) بِقَوْمٍ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: إِنِّي لأَبْغَضُ هَذَا لِلَّهِ، فَقَالَ
الْقَومُ: وَاللَّهِ لَنُنَبِّئَنَّهُ (٣)، اذْهَبْ يَا فُلَانُ فَبَلِّغهُ،
قَالَ: فَقَالَ لَهُ الَّذِي قَالَ، فَذَهَبَ الرَّجُلُ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ،
فَقَالَ: إِنَّ فُلَانًا يَزْعُمُ أَنَّهُ يُبْغِضُنِي فِي اللهِ، فَأَرْسَلَ
إلَيهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: «عَلَامَ تَبْغَضُ هَذَا»؟ قَالَ: هُوَ لِي
جَارٌ وَأَنَا أَعْلَمُ شَيءٍ بِهِ (٤)، وَأَخْبَرُ شَيءٍ بِهِ، وَاللَّهِ مَا
رَأَيْتُهُ صَلَّى صَلَاةً قَطُّ إِلَّا هَذِهِ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ الَّتِي
يُصَلِّيهَا الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ، قَالَ: سَلْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ (٥)
رَآنِي أَخَّرتُهَا عَنْ وَقْتِهَا، أَوْ أَسَأْتُ فِي وَضُوئِهَا، أَوْ
رُكُوعَهَا أَوْ سُجُودَهَا؟ قَالَ: لَا، قَالَ: وَلَا رَأَيْتُهُ صَامَ يَوْمًا
قَطُّ إِلَّا هَذَا الشَّهْرَ الَّذِي يَصُومُهُ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ *، قَالَ:
سَلْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ رَآنِي أَفْطَرْتُ مِنْهُ يَوْمًا، أَوِ
اسْتَخْفَفْتُ بِحَقِّهِ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: وَلَا رَأَيْتُهُ تَصدَّقَ بِشَيءٍ
قَطُّ إِلَّا هَذِهِ الزَّكَاةَ الَّتِي يُؤَدِّيهَا الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ،
قَالَ: سَلْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ كَتَمْتُهَا، أَوْ أَخَّرْتُهَا، أَوْ
قَالَ *: مَنَعْتُهَا، قَالَ: لَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «دَعْهُ فَلَعَلَهُ
أَنْ يَكُونَ خَيْرًا مِنْكَ».
(١) في (س): «اللتان»، وكذا في سائر المواضع،
والمثبت من (ف).
(٢)
ليس في (س)، والمثبت من (ف).
(٣)
تصحف في (ف)، (س) إلى كلمة غير مقروءة، والمثبت من «مسند أحمد» (٢٤٣٢٦)، «الأحاديث
المختارة» (٨/ ٢٣٢) من طريق الزهري، عن عامر بن واثلة، به.
(٤)
في (س): «منه»، والمثبت من (ف).
(٥)
في (ف)، (س): «قال»، والتصويب من المصدرين السابقين.
* [س/ ٣٢٥].
* [ف/ ١٤٧ أ].
° [٢١٣٧٠] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ،
عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِي سَفَرٍ،
فَأَصْبَحْتُ قَرِيبًا مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
أَلَا تُخْبِرُنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ، وَيُبَاعِدُنِي مِنَ
النَّارِ، قَالَ: «لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ عَظِيمٍ، وَإِنَّهُ لَيَسِير عَلَى مَنْ
يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ، تَعْبُدُ اللهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ
الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ شَهْرَ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ
الْبَيْتَ»، ثُمَّ قَالَ: «أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ: الصَّوْمُ
جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ، وَصَلَاةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ
اللَّيلِ»، ثُمَّ قَرَأَ: ﴿تَتَجَافَى (١) جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ﴾ حَتَّى
﴿جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [السجدة: ١٦، ١٧]،
ثُمَّ قَالَ: «أَلَا أُخْبِرُكَ (٢) بِرَأْسِ الْأَمْرِ وَعَمُودِهِ وَذِرْوَةِ
سَنَامِهِ (٣)»؟ فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «رَأْسُ الْأَمْرِ
الْإِسْلَامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ»، ثُمَّ
قَالَ: «أَلَا أُخبِرُكَ بِمِلَاكِ (٤) ذَلِكَ كُلِّهِ»؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلَى يَا
نَبِيَّ اللَّهِ، فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ قَالَ: «اكْفُفْ عَلَيكَ هَذَا»، فَقُلْتُ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوَإِنَّا لَمَأْخُوذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ؟ قَالَ:
«ثَكِلَتكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى
وُجُوهِهِمْ» (٥) أَوْ قَالَ: «عَلَى مَنَاخِرهِمْ (٦) إِلَّا حَصَائِدُ
أَلْسِنَتِهِمْ (٧)».
° [٢١٣٧٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
عُمَرَ بْنِ
(١) تتجافى: ترتفع. (انظر: غريب القرآن لابن
قتيبة) (ص ٣٤٥).
(٢)
في (س): «أخبركم»، والمثبت من (ف).
(٣)
السنام: أعلى الشيء، والجمع: أسنمة. (انظر: النهاية، مادة: سنم).
(٤)
الملاك: الخلاصة. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: ملك).
(٥)
قوله: «فقلت: يا رسول الله، أو إنا لمأخوذون … على وجوههم» ليس في (س)، وأثبتناه
من (ف).
(٦)
المناخر: جمع منخر، وهو: ثقب الأنف. (انظر: النهاية، مادة: نخر).
(٧)
حصائد الألسن: ما يقتطع من الكلام الذي لا خير فيه؛ تشبيهًا بما يحصد من الزرع،
والمفرد: حصيدة. (انظر: النهاية، مادة: حصد).
عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِيهِ،
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ سُئِلَ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ:
«الْحَنِيفِيَّةُ (١) السَّمْحَةُ».
• [٢١٣٧٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ لَيْثٍ يَرفَعُ
الْحَدِيثَ، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ قَالَ: يَا ابْنَ آدَمَ تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي
أَمْلأُ قَلْبَكَ غِنًى، وَأَسْدُدْ عَلَيْكَ فَقْرَكَ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ
مَلأْتُ قَلْبَكَ شُغُلًا وَلَمْ أَسْدُدْ عَلَيْكَ فَقْرَكَ، يَا ابْنَ آدَمَ
إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي، فَإِنِّي أَغفِرُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ،
وَحَقٌّ عَلَيَّ ألَّا أُضِلَّ عَبْدِي وَهُوَ يَسْأُلنِي الْهُدَى، وَأَنَا
الْحَكَمُ».
١٦٧
- الْمَرَضُ
وَمَا يُصِيبُ الرَّجُلَ
° [٢١٣٧٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ:
حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ الْخُزَاعَيَّةُ وَكَانَتْ قَدْ أَدْرَكَتْ عَامَّةَ
أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ عَادَ امْرَأَةً مِنَ
الْأَنْصارِ وَهِيَ وَجِعَةٌ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «كَيْفَ
تَجِدِينَكِ»؟ فَقَالَتْ: بِخَيرٍ (٢) يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَقَدْ بَرَّحَتْ بِي
(٣) أُمُّ مِلْدَمٍ تُرِيدُ الْحُمَّى، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
«اصْبِرِي (٤) فَإِنَّهَا تُذْهِبُ مِنْ خَبَثِ (٥) الْإِنْسَانِ كَمَا يُذْهِبُ
الْكِيرُ (٦) مِنْ خَبَثِ الْحَدِيدِ (٧)».
(١) الحنيفية: دين إبراهيم عليه السلام،
والحنيف: المائل إلى الإسلام الثابت عليه. (انظر: النهاية، مادة: حنف).
(٢)
غير واضح في (ف)، (س)، والمثبت من «المعجم الكبير» للطبراني (٢٤/ ٤٠٥) من طريق
الدبري، به.
(٣)
في (ف)، (س): «في»، والمثبت من المصدر السابق.
برحت لما: أصابني منها البُرَحاء،
وهو شدتها. (انظر: النهاية، مادة: برح).
(٤)
غير واضح في (ف)، ومكانه بياض في (س)، والمثبت من المصدر السابق.
(٥)
الخبث: ما تلقيه النار من وسخ الشيء إذا أذيب وهو الرديء من كل شيء. (انظر:
النهاية، مادة: خبث).
(٦)
الكير: جهاز من جلد أو نحوه يستخدمه الحداد وغيره للنفخ في النار لإشعالها،
والجمع: أكيار وكيرة. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: غير).
(٧)
غير واضح في (ف)، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في المصدر السابق.
° [٢١٣٧٨] أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنِ *
الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَثَلُ الْمُؤْمِنُ كمَثَلِ الزَّرْعِ، لَا تَزَالُ الرِّيحُ
تُفِيئُهُ (١)، وَلَا يَزَالُ المُؤْمِنُ يُصِيبُهُ بَلَاؤُهُ، وَمَثَلُ
الْمُنَافِقِ كَمَثَلِ شَجَرَةِ الْأَرْزِ (٢)، تُقِيمُ حَتَّى تَتَحَصَّدَ».
° [٢١٣٧٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي
النَّجُودِ، عَنْ خَيثَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِلَّا الْعَبْدَ إِذَا كَانَ عَلَى طَرِيقَةٍ حَسَنَةٍ مِنَ
الْعِبَادَةِ، ثُم مَرِضَ قِيلَ لِلْمَلَكِ الْمُوَكَّلِ بِهِ: كْتُبْ لَهُ مِثْلَ
عَمَلِهِ إِذْ كَانَ طَلِيقًا (٣) حَتى أُطْلِقَهُ أَوْ أكفِتَهُ (٤) إِلَيَّ».
° [٢١٣٨٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ:
دَخَلَ النَّبِيُّ ﷺ عَلَى رَجُلٍ يَعُودُهُ، فَقَالَ: «اصْبِرْ فَإِنَّهَا
طَهُورٌ (٥)»، يَعْنِي: الْحُمَّى، قَالَ: كَلَّا، بَلْ حُمَّى (٦) تَفُورُ (٧)،
عَلَى شَيخٍ (٨) كَبِيرٍ، تُزِيرُهُ الْقُبُورَ (٩)، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ:
«نَعَمْ، فَهُوَ كَذَلِكَ» فَمَاتَ الرَّجُلُ.
° [٢١٣٧٨] [الإتحاف: عه حب حم ١٨٧٢٦] [شيبة: ٣٠٩٨١، ٣٥٥٥٢].
* [ف/١٤٧ ب].
(١)
التفيئة: تحريك الريح للزرع وإمالته يمينًا وشمالًا. (انظر: النهاية، مادة: فيأ).
(٢)
الأرزة: مفرد: أرز، وهو شجر مُعَمَّر دائم الخضرة من فصيلة الصنوبريّات أفقي
الفروع، أوراقه متجمعة رقيقة، وثماره مخروطيّة الشكل، تُصنَع منه السفن. (انظر:
معجم اللغة العربية المعاصرة، مادة: أرز).
° [٢١٣٧٩]
[الإتحاف: حم ١١٦٦١].
(٣)
في (ف)، (س): «طلقا»، والمثبت من «مسند أحمد» (٧٠١٤) من طريق عبد الرزاق، به.
(٤)
قوله: «أو أكفته» وقع في (ف)، (س): «واكتب»، والمثبت من المصدر السابق.
الكفت: القبض. (انظر: المرقاة «٣/
١١٣٩).
(٥)
طهور: لا مشقة ولا تعب عليك من هذا المرض بالحقيقة؛ لأنه مطهرك من الذنوب. (انظر:
المرقاة) (٣/ ١١٢٣).
(٦)
زاد بعده في (س):»كبير«، والمثبت من (ف).
(٧)
فور الحمى: حرها. (انظر: النهاية، مادة: فور).
(٨)
في (س):»ريح"، والمثبت من (ف).
(٩)
تزيره القبور: تحمله على زيارة القبور، وتجعله من أصحاب القبور. (انظر: المرقاة)
(٤/ ١٢).
° [٢١٣٨١] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَاقِ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ،
عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «عَجِبْتُ
لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ حَمِدَ اللهَ وَشَكَرَ، وَإِنْ أَصَابَتهُ
مُصِيبَةٌ حَمِدَ اللَّهَ وَصَبَرَ، فَالْمُؤْمِنُ يُؤْجَرُ فِي أَمْرِهِ كُلِّهِ
حَتَّى يُؤْجَرَ فِي اللُقْمَةِ يَرْفَعُهَا إِلَى فِي امْرَأَتِهِ».
° [٢١٣٨٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ يَرْويهِ قَالَ: «إِنَّ
اللهَ تبارك وتعالى إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهمْ».
° [٢١٣٨٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُروَةَ، عَنْ
عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا مِنْ مَرَضٍ أَوْ وَجَعٍ
يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ إِلَّا كَانَ كَفَّارَةً لِذُنُوبِهِ، حَتَّى الشَّوْكَةِ
يُشَاكُهَا أَوِ النَّكْبَةِ (١) يُنكَبُهَا».
• [٢١٣٨٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ
ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي (٢) الرَّبَابِ الْقُشَيْرِيِّ، قَال: دَخَلْنَا عَلَى
أَبِي الدَّرْدَاءِ نَعُودُهُ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: مَا
لِأَمِيرِكُمْ؟ وَأَبُو الدَّرْدَاءِ يَوْمَئِذٍ أَمِيرٌ، قَالَ: قُلْنَا: هُوَ
شَاكٍ، قَالَ: وَاللَّهِ مَا اشْتَكَيْتُ قَطُّ، أَوْ قَالَ: وَاللهِ مَا صُدِعْتُ
(٣) قَطُّ، قَالَ: فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: أَخْرِجُوهُ عَنِّي * لِيَمُتْ
بِخَطَايَاهُ، مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِكُلِّ وَصبٍ (٤) وَصِبْتُهُ، حُمْرَ
النَّعَمِ (٥) إِنَّ وَصبَ الْمُؤْمِنِ يُكَفِّرُ خَطَايَاهُ.
° [٢١٣٨٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ
أَسْلَمَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ بَيْنَا
° [٢١٣٨٣] [الإتحاف: عه حب حم ٢٢١٧٤].
(١)
النكبة: ما يصيب الإنسان من الحوادث. (انظر: النهاية، مادة: نكب).
(٢)
ليس في (ف)، (س)، وأثبتناه من «شعب الإيمان» للبيهقي (٩٤٣٦) من طريق المصنف، به،
وينظر ترجمته في «المؤتلف والمختلف» (٢/ ١٠٤٩).
(٣)
الصداع: وجع الرأس. (انظر: المعجم العربى الأساسي، مادة: صدع).
* [س/ ٣٢٦].
(٤)
الوصب: دوام الوجع ولزومه، والجمع: الأوصاب. (انظر: النهاية، مادة: وصب).
(٥)
حمر النعم: النعم: الإبل، وحمرها: خيارها وأعلاها قيمة. (انظر: جامع الأصول) (٦/
٥٥).
هُوَ فِي الْمَسْجِدِ إِذْ دَخَلَ
عَلَيْهِ أَعْرَابِيٌّ مُصحَّحٌ أَوْ قَالَ: ظَاهِرُ الصِّحَّةِ، قَالَ: فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «هَلْ شَكَيْتَ قَطُّ»؟ قَالَ: لَا (١)، قَالَ: «هَلْ (٢)
ضُرِبَ عَلَيْكَ هَذَانِ قَط»؟ وَأَشَارَ إِلَى صُدْغَيْهِ (٣)، قَالَ: لَا،
فَلَمَّا وَلَّى قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ
مِنْ أَهْلِ النَّارِ * فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا».
• [٢١٣٨٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: إِن الْحُمَّى
مِنْ كِيرِ جَهَنَّمَ، فَأَمِيتُوهَا بِالْمَاءِ الْبَارِدِ.
° [٢١٣٨٧]
قال مَعْمَرٌ: وَبَلَغَنِي أَنَّ النَّبِيَّ عليه السلام أَمَرَ أَصْحَابَهُ
يَوْمَ خَيبَرَ أَنْ يَصُبُّوا عَلَيْهَا الْمَاءَ بِالسَّحَرِ فَلَمْ يَضرُّهُمْ،
وَقَدْ كَانُوا وَجَدُوا مِنْهَا شَيْئًا.
• [٢١٣٨٨]
أخبرنا مَعْمَرٌ قَالَ: بَلَغَنِي، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ اشْتَكَى، فَكَأَنَّهُ
جَزْعِ مِنْهَا، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: جَاءَ الْأَمْرُ إِنَّهُ
أَحْرَى (٤) وَأَقْرَبُ بِي مِنَ الْغَفْلَةِ.
١٦٨
- بَابٌ
الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أحَبَّ
° [٢١٣٨٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ،
قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَعْرَابِ أَتَى
رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَتَى السَّاعَةُ؟ فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «وَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا»؟ فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: مَا
أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ كَبِيرٍ أَحْمَدُ عَلَيْهِ نَفْسِي، إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ
اللَّهَ وَرَسُولَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ».
• [٢١٣٩٠]
أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ
مَسْعُودٍ قَالَ: ثَلَاث أَحْلِفُ عَلَيْهِنَّ، وَالرَّابِعَةُ لَوْ حَلَفْتُ
لَبَرَرْتُ: لَا يَجْعَلُ اللَّهُ مَنْ لَهُ سَهْمٌ فِي الْإِسْلَامِ كَمَنْ
(١) قوله: «قال: لا» غير واضح في (ف)،
والمثبت من (س).
(٢)
غير واضح في (ف)، وفي (س): «بل»، ولا يستقيم به السياق، والمثبت استظهارا.
(٣)
الصدغان: مثنى: الصدغ، وهو ما بين العين إلى شحمة الأذن. (انظر: النهاية، مادة:
صدغ).
* [ف/١٤٨ أ].
(٤)
أحرى: أولى وأجدر. (انظر: جامع الأصول) (١١/ ٤٣٩).
° [٢١٣٨٩]
[الإتحاف: عه حب حم ١٧٩٠] [شيبة: ٣٨٧١٦].
لَا سَهْمَ لَهُ، وَلَا يَتَوَلَّى
اللَّهُ عَبْدٌ فِي الدُّنْيَا فَوَلَّاهُ غَيْرَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا
يُحِبُّ رَجُلٌ قَوْمًا إِلَّا جَاءَ مَعَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ،
وَالرَّابِعَةُ الَّتِي لَوْ حَلَفْتُ عَلَيْهَا لَبَرَرْتُ: لَا يَسْتُرُ اللهُ
عَلَى عَبْدٍ فِي الدُّنْيَا إِلَّا سَتَرَ عَلَيْه فِي الْآخِرَةِ.
° [٢١٣٩١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ بِالنَّبِيِّ ﷺ
وَعِنْدَهُ نَاسٌ، فَقَالَ رَجُلٌ مِمَّنْ عِنْدَهُ: إِني لأُحِبُّ هَذَا لِلَّهِ،
فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «أَعْلَمْتَهُ»؟ قَالَ: لَا، قَالَ: «فَقُم إِلَيْهِ
فَأَعْلِمْهُ»، فَقَامَ إِلَيْهِ فَأَعْلَمَهُ، فَقَالَ: أَحَبَّكَ الَّذِي
أَحْبَبْتَنِي لَهُ، قَالَ: ثُمَّ رَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَأَخْبَرَهُ بِمَا
قَالَ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ، وَلَكَ مَا
احْتَسَبْتَ (١)».
° [٢١٣٩٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «ثلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ
حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: مَنْ يَكُنِ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا
سِوَاهُمَا، وَمَنْ يُحِبُّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَمَنْ
يَكْرَهُ أَنْ يَعُودَ إِلَى الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ بِهِ فِي
النَّارِ».
° [٢١٣٩٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ
وَلَدِهِ، وَوَالِدَيْهِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ».
١٦٩
- بَابٌ
فِي الْمُتَحَابِّينَ فِي اللهِ
• [٢١٣٩٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ
سَلْمَانَ قَالَ: التَّاجِرُ (٢) الصَّادِقُ مَعَ السَّبْعَةِ فِي ظِلِّ عَرْشِ
اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَالسَّبْعَةُ: إِمَامٌ مُقْسِطٌ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ
(١) الاحتساب: طلب ثواب الله تعالى في
الأعمال الصالحة. (انظر: النهاية، مادة: حسب).
° [٢١٣٩٢]
[الإتحاف: عه حب حم ٤٩١] [شيبة: ٣٠٩٩٧].
* [ف/١٤٨ ب].
(٢)
غير واضح في (ف)، والمثبت من (س). وينظر: «الأسماء والصفات» للبيهقي (٢/ ٢٢٧) من
طريق عبد الرزاق، به.
امْرَأَةٌ ذَاتُ حَسَبٍ وَمِيسَمٍ
(١) إِلَى نَفْسِهَا فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ،
وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ عَنْدَهُ فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ
مُعَلَّقٌ بِالْمَسَاجِدِ مِنْ حُبِّهِ إِيَّاهَا، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصدَقَةٍ
كَادَتْ يَمِينُهُ تُخْفِي مِنْ شِمَالِهِ، وَرَجُلٌ لَقِيَ أَخَاهُ فَقَالَ:
إِنِّي أُحِبُّكَ لِلَّهِ وَقَالَ الْآخَرُ: وَأَنَا أُحِبُّكَ لِلَّهِ حَتَّى
تَصَادَرَا عَلَى ذَلِكَ، وَرَجُلٌ نَشَأَ فِي الْخَيْرِ مُنْذُ هُوَ غُلَامٌ.
• [٢١٣٩٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ،
عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: إِنَّ مِنَ الْإِيمَانِ أَنْ
يُحِبَّ الرَّجُلُ أَخَاهُ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلهِ وَفِيهِ.
• [٢١٣٩٦]
أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ
أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَنَزَلَتْ
هَذِهِ الآيَةُ: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ
إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ﴾ [المائدة: ١٠١]،
قَالُوا: فَنَحْنُ نَسْأَلُهُ إِذَنْ، قَالَ: «إِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا لَيْسُوا
بِأَنْبِيَاءَ، وَلَا شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمُ (٢) النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ
بِقُرْبِهِمْ وَمَقْعَدِهِمْ مِنَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»، قَالَ: وَفِي
نَاحِيَةِ الْقَوْمِ أَعْرَابِيٌّ، فَقَامَ فَحَثَى عَلَى وَجْهِهِ وَرَمَى
بِيَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: حَدِّثْنَا يَا رَسُولِ اللَّهِ عَنْهُمْ مَنْ هُمْ؟
قَالَ: فَرَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَبْشَرَ، فَقَالَ النَّبِيُّ عليه
السلام *: «هُمْ
عِبَادٌ مِنْ عِبَادِ اللهِ، مَنْ بُلْدَانٍ شَتى، وَقَبَائِلَ شَتَّى مِنْ
شُعُوبِ الْقَبَائِلِ، لَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمْ أَرْحَامٌ يَتَوَاصَلُونَ بِهَا،
وَلَا دُنْيَا يَتَبَاذَلُونَ بِهَا، يَتَحَابُّونَ بِرُوحِ اللَّهِ، يَجْعَلُ
اللهُ وُجُوهَهُمْ نُورًا، وَيَجْعَلُ لَهُمْ مَنَابِرَ مِنْ لُؤْلُؤٍ قُدَّامَ
الرَّحْمَنِ، يَفْزَعُ النَّاسُ وَلَا يَفْزَعُونَ، وَيَخَافُ النَّاسُ وَلَا
يَخَافُونَ».
• [٢١٣٩٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ:
قِيلَ: مَنْ أَهْلُكَ
(١) الميسم: الحسن والجمال، من الوسامة.
(انظر: النهاية، مادة: وسم).
(٢)
الغبطة والاغتباط: تمني مثل نعمة الغير بدون زوالها عنه. (انظر: مجمع البحار،
مادة: غبط).
* [س/٢٩٩].
الَّذِينَ هُمْ أَهْلُكَ يَا ربِّ؟
قَالَ: الْمُتَحَابُّونَ فِيَّ، الَّذِينَ إِذَا ذُكِرتُ ذُكِرُوا بِي، وإِذَا
ذُكِرُوا ذُكِرْتُ بِهِمُ (١)، الَّذِينَ يُنِيبُونَ إِلَى طَاعَتِي كَمَا تُنِيبُ
السِّنَّوْرُ (٢) إِلَى وُكُورِهَا، الَّذِينَ إِذَا اسْتَحَلَّتْ مَحَارِمِي
غَضِبُوا كَمَا يَغْضَبُ النَّمِرُ إِذَا حُرِبَ.
° [٢١٣٩٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللهِ ﷺ - وَكَانَ مَعْمَرٌ (٣) لَا يَرْفَعُهُ يَقُولُ كَثِيرًا: يُقَالُ -: «مَا
تَحَابَّ اثنَانِ فِي اللَّهِ إِلَّا كَانَ أَعْظَمَهُمَا أَجْرًا أَشَدُّهُمَا
حُبًّا لِأَخِيهِ».
° [٢١٣٩٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَنْ زَارَ أَخَاهُ صُبَابَةً (٤) إِلَيْهِ،
وَحَدَاثَةِ عَهْدِ * بِهِ، بَعَثَ اللهُ مَلَكًا فَنَادَى: طِبْتَ وَطَابَتْ لَكَ
الْجَنَّةُ»، قَالَ: «ثُمَّ يَقُولُ اللهُ: بِرُوحِي زَارَ عَبْدِي، وَعَلَيَّ
قِرَاهُ (٥)».
• [٢١٤٠٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ:
خَرَجَ رَجُلٌ يَزُورُ أَخًا لَهُ، وَكَانَ نَائِيًا عَنْهُ، فَأَتَاهُ مَلَكٌ،
فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ فَقَالَ: أَخٌ لِي أَرَدْتُ (٦) أَنْ أَزُورَهُ،
فَقَالَ: أَبَيْنَكُمَا دُنْيَا تَعَاطَيَانِهَا؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَرَحِمٌ
تَصِلُهَا؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَنِعْمَةٌ تُؤَدِّيهَا؟ قَالَ: لَا، قَالَ:
فَمَاذَا؟ قَالَ: أَخٌ لِي أَحْبَبْتُهُ لِلَّهِ، قَالَ: فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ
إِلَيْكَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّكَ حِينَ أَحْبَبْتُهُ، قَالَ: ثُمَّ عَرَجَ إِلَى
السَّمَاءِ وَالرَّجُلُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ.
• [٢١٤٠١]
أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ رَفَعَ الْحَدِيثَ، قَالَ: «يَقُولُ
اللَّهُ تَبَارَكَ
(١) قوله:»ذكرت بهم«وقع في (س):»ذكرتهم«،
والمثبت من (ف).
(٢)
السنور: حيوان أليف من الفصيلة السنورية، ويُسمّى أيضا: قِط أو هِرّ. (انظر:
المعجم العربي الأساسي، مادة: سنر).
(٣)
في (ف)، (س):»عمر«، وهو خطأ، فلا ذكر لعمر في هذا الحديث.
(٤)
في (س):»هنأ به"، والمثبت من (ف).
الصبابة: الشوق. (انظر: القاموس،
مادة: صبب).
* [ف/١٤٩ أ].
(٥)
القرى: ما يُصنع للضيف من مأكول أو مشروب. (انظر: مجمع البحار، مادة: قرا).
(٦)
ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
وَتَعَالَى: إِنَّ أَحَبَّ عِبَادِي
إِلَيَّ الَّذِينَ يَتَحَابُّونَ فِيَّ، وَالَّذِينَ يُعَمِّرُونَ مَسَاجِدِى،
وَالَّذِينَ يَسْتَغْفِرُونَ بِالْأَسْحَارِ، فَأُولَئِكَ الَّذِينَ إِذَا
أَرَدْتُ بِخَلْقِي عَذَانبًا ذَكَرْتُهُمْ، فَصَرَفْتُ عَذَابِي عَنْ خَلْقِي».
١٧٠
- فِي
الْمَجْذُومِ
• [٢١٤٠٢]،
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يَأْكُلُ
مَعَ الْأَجْذَمِ.
° [٢١٤٠٣]
أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، أَنَّ النَّبِي
ﷺ قَالَ: «فِرُّوا مِنَ الْأَجْذَمِ كَمَا تَفِرُّونَ مِنَ الْأَسَدِ».
° [٢١٤٠٤]
عبد الرزاق أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، أَنَّ
النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «فِرُّوا مِنَ الْمَجْذُومِ كَمَا تَفِرُّونَ مِنَ الْأَسَدِ».
• [٢١٤٠٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، أَن عُمَرَ بْنَ
الْخَطَّابِ قَالَ لِمُعَيْقِيبٍ الدَّوْسِيِّ: ادْنُهْ فَلَوْ كَانَ غَيْرُكَ مَا
قَعَدَ مِنِّي إِلَّا كَقِيدِ الرُّمْحِ وَكَانَ أَجْذَمَ.
° [٢١٤٠٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: بَلَغَنِي (١) أَنَّ رَجُلًا
أَجْذَمَ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، وَكَأَنَّهُ جَاءَ سَائِلًا فَلَمْ يُعْجِلْهُ
النَّبِيُّ ﷺ وَلَا بَعَّدَهُ، وَقَالَ: «لَا عَدْوَى».
• [٢١٤٠٧]
قال مَعْمَرٌ وَبَلَغَنِي: أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى ابْنِ عُمَرَ فَسَأَلَهُ،
فَقَامَ ابْنُ عُمَرَ فَأَعْطَاهُ دِرْهَمًا، فَوَضَعَهُ فِي يَدِهِ، وَكَانَ
رَجُلٌ قَدْ قَالَ لاِبْنِ عُمَرَ حِينَ قَامَ يُعْطِيهِ (٢): أَنَا أُنَاوِلُهُ،
فَأَبَى ابْنُ عُمَرَ أَنْ يُنَاوَلَهُ الرَّجُلُ الدِّرْهَمَ.
١٧١
- بَابُ
ائْتِ اِلَى النَّاسِ مَا تُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْكَ
° [٢١٤٠٨]
حدثنا (٣) أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبَّادٍ قَالَ:
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ،
(١) في (ف)، (س): «الليثي»، وهو خطأ،
والتصويب من الموضع السابق برقم (٢٠٥٦٤).
(٢)
ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
(٣)
في (س): «أخبرنا»، والمثبت من (ف).
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى
رَجُلٍ يُحَدِّثُ قَوْمًا فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: وُصِفَ لِي رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ وَأَنَا بِمِنًى غَادِيًا إِلَى عَرَفَاتٍ، فَجَعَلْتُ أُشْرِفُ
بِالرِّكَابِ، كُلَّمَا رُفِعَتْ لِي جَمَاعَةٌ انْدَفَعْتُ إِلَيْهِمْ، حَتَّى
رَأَيْتُ جَمَاعَةً مِنْ رَكْبٍ فَانْطَلَقْتُ فَقَدَمْتُهُم، ثُمَّ تَذَكَّرتُ
(١) فَعَرَفْتُهُ بِالصِّفَةِ، ثُمَّ تَقَدَّمْتُ بَيْنَ يَدَيِ الرِّكَابِ،
فَلَمَّا دَنَوْتُ، قَالَ بَعْضُهُمْ: خَلِّ عَنْ وُجُوهِ الرِّكَابِ * يَا عَبْدَ
اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «دَعُوهُ فَأَرَبٌ (٢) مَالَهُ؟»، فَأَخَذْتُ
بِالزِّمَامِ، أَوْ قَالَ: بِالْخِطَامِ (٣)، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
حَدِّثْنِي بِعَمَلٍ يُقَرِّبُنِي إِلَى الْجَنَّةِ وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ،
قَالَ: «أَوَهُمَا عَمَلُكَ (٤)»؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «تُقِيمُ
الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ،
وَتُحِبُّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْكَ، وَتَكْرَهُ لَهُمْ مَا تَكْرَهُ
أَنْ يُؤْتَى إِلَيْكَ، خَلِّ عَنْ وُجُوهِ الرِّكَابِ».
• [٢١٤٠٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ: إِن
مُوسَى سَأَلَ رَبَّهُ جِمَاعًا مِنَ الْخَيْرِ، فَقَالَ لَهُ: اصْحَبِ النَّاسَ
بِمَا تُحِبُّ أَنْ أَصْحَبَكَ.
١٧٢
- الْقَوْلُ
عِنْدَ رُؤيَةِ الهِلَالِ
° [٢١٤١٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ:
كَانَ النَّبِيُّ ﷺ إِذَا - رَأَى الْهِلَالَ كَبَّرَ ثَلَاثًا، وَهَلَّلَ، ثُمَّ
قَالَ: «هِلَالُ خَيْرٌ وَ(٥) رُشْدٍ» ثَلَاثًا ثُمَّ قَالَ: «آمَنْتُ بِالَّذِي
خَلَقَكَ» ثَلَاثًا ثُمَّ يَقُولُ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي ذَهَبَ بِشَهْرِ كَذَا
وَجَاءَ بِشَهْرِ كَذَا».
(١) في (س): «نظرت»، والمثبت من (ف).
* [ف/١٤٩ ب].
(٢)
أرب ما له: أي حاجة له، وما زائدة للتقليل، أي له حاجة يسيرة. (انظر: النهاية،
مادة: أرب).
(٣)
الخطام: الحبل الذي يقاد به البعير. (انظر: النهاية، مادة: خطم).
(٤)
في (س): «عليك»، والمثبت من (ف).
° [٢١٤١٠]
[شيبة: ٩٨٣٠].
(٥)
ليس في (ف)، وأثبتناه من (س)، وهو الموافق لما تقدم عند المصنف برقم (٧٥٨٦).
° [٢١٤١١] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ *
إِذَا رَأَى الْهِلَالَ قَالَ: «آمَنْتُ بِالَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ».
• [٢١٤١٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ، أَنَّ
رَجُلًا أَخْبَرَهُ هُوَ نَفْسُهُ، قَالَ: بَيْنَا أَنَا أَسِيرُ رَأَيْتُ
الْهِلَالَ فَسَمِعْتُ قَائِلًا يَقُولُ وَلَا أَرَاهُ: اللَّهُمَّ أَطْلِعْهُ
عَلَيْنَا بِالسَّلَامَةِ وَالْإِسْلَامِ، وَالْأَمْنِ وَالْإِيمَانِ، وَالْبِرِّ
وَالتَّقْوَى كَمَا (١) تُحِبُّ وَتَرْضَى، فَمَا زَالَ يُرَدِّدُهَا حَتَّى
حَفِظْتُهَا (٢).
١٧٣
- الْأُخذَةُ
وَالتَّمَائِمُ (٣)
• [٢١٤١٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ
ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ، عَنِ الْأُخْذَةِ، فَقَالَ: مَا
أُرَاهُ إِلَّا سِحْرًا، قَالَ: فَقِيلَ: فَإِنَّهَا تَأْخُذُ الْغَائِطَ
وَالْبَوْلَ، قَالَ: لِفَافٌ.
° [٢١٤١٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ
قَالَ: قَطَعَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ التَّمِيمَةَ (٤) مِنْ قِلَادَةِ الصَّبِيِّ
يَعْنِي الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: وَهِيَ الَّتِي تُخْرَزُ فِي عُنُقِ
الصَّبِيِّ مِنَ الْعَيْنِ.
• [٢١٤١٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الكَرِيمِ (٥)
الْجَزَريِّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي مَريَمَ، أَوْ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، شَكَّ
مَعْمَرٌ، قَالَ: رَأَى ابْنُ مَسْعُودٍ فِي عُنُقِ امْرَأَتِهِ
° [٢١٤١١] [شيبة: ٣٠٣٦٤].
* [٣٢٧/
س].
(١)
في (س): «لما»، والمثبت من (ف).
(٢)
ينظر (٧٥٨٥).
(٣)
التمائم: جمع تميمة، وهي: خرزات كانت العرب تعلقها على أولادهم؛ يتقون بها العين -
في زعمهم، فأبطلها الإسلام. (انظر: النهاية، مادة: تمم).
(٤)
في (ف): «التمسه»، والمثبت من (س). وينظر: «القول في علم النجوم» للخطيب البغدادي
(١/ ١٧٣)، «أحكام النساء» لابن الجوزي (١/ ١٧٥).
(٥)
في (س): «عبد العزيز»، والمثبت من (ف).
خَرَزًا (١) قَدْ تَعَلَّقَتْهُ مِنَ
الْحُمْرَةِ فَقَطَعَهُ، وَقَالَ: إِنَّ آلَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ
لأَغْنِيَاءُ عَنِ الشِّرْكِ.
• [٢١٤١٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ (٢)، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ عَمْرَانَ
بْنَ الْحُصَيْنِ نَظَرَ إِلَى رَجُلٍ فِي يَدِهِ فَتَخٌ مِنْ صُفْرٍ (٣) فَقَالَ:
مَا هَذَا فِي يَدِكِ؟ قَالَ: صَنَعْتُهُ مِنَ الْوَاهِنَةِ (٤)، فَقَالَ
عَمْرَانُ: فَإِنَّهُ لَا يَزِيدُكَ إِلَّا وَهْنًا.
° [٢١٤١٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبَانٍ، عَنِ
الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ عَلَّقَ عَلَقَةً وُكِلَ
إِلَيْهَا».
١٧٤
- الْكَاهِنُ
*
• [٢١٤١٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ،
أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ نَزَلُوا بِأَهْلِ مَاءٍ، وَفِيهِمْ أَبُو
بَكْرٍ، فَانْطَلَقَ النُّعَيْمَانُ فَجَعَلَ يَخُطُّ لَهُمْ، أَوْ قَالَ:
يَتَكَهَّنُ لَهُمْ، وَيَقُولُ: يَكُونُ كَذَا وَكَذَا، وَجَعَلُوا يَأْتُونَهُ
بِالطَّعَامِ وَاللَّبَنِ، وَجَعَلَ يُرسِلُ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَقِيلَ لِأَبِي
بَكْرٍ: أَتَعْلَمُ مَا هَذَا؟ إِلَى مَا يُرسِلُ بِهِ النُّعَيْمَانُ (٥)
يَخُطُّ، أَوْ قَالَ: يَتَكَهَّنُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ (٦): أَلَا أُرَانِي
كُنْتُ آكُلُ كَهَانَةَ (٧) النُّعَيْمَانِ مُنْذُ (٨) الْيَوْمِ، ثُمَّ أَدْخَلَ
يَدَهُ فِي حَلْقِهِ فَاسْتَقَاءَهُ.
(١) الخرز: فصوص من جيد الجوهر ورديئه من
الحجارة ونحوه، والواحدة: خرزة. (انظر: اللسان، مادة: خرز).
(٢)
قوله: «عن معمر» ليس في (س)، والمثبت من (ف).
(٣)
الصفر: نحاس جيد. (انظر: اللسان، مادة: صفر).
(٤)
الواهنة: عرق يأخذ في المنكب وفي اليد كلها فيُرقى منها، وقيل: مرض يأخذ في العضد،
وهي تأخذ الرجال دون النساء. (انظر: النهاية، مادة: وهن).
* [ف/ ١٥٠ أ].
(٥)
قوله: «النعيمان»، في (س): «النعمان»، وكذا في الموضع الآتي.
(٦)
ليس في (س)، وفي (ف): «أبو بكرة»، وهو خطأ، والمثبت من «الإصابة» لابن حجر (٦/
٣٦٧) معزوًّا لعبد الرزاق، به.
(٧)
في (س): «الكهانة»، والمثبت من (ف).
(٨)
قوله: «النعيمان منذ» وقع في (ف)، (س): «النعمان منك»، والمثبت من المصدر السابق.
° [٢١٤١٩] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَةَ (١)، عَنْ
أبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالتْ: سُئِلَ النَّبِيُّ ﷺ عَنِ الكُهَّانِ، فَقَال:
«ليْسُوا بِشَئٍ (٢)»، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُمْ يُخْبِرُونَا (٣) بِأَشْيَاءَ
تَكُونُ حَقًّا؟ قَالَ: «تِلْكَ كَلِمَةُ حَقٍّ يَخْطَفُهَا الْجِنَيُّ
فَيَقْذِفُهَا (٤) فِي أُذُنِ وَليِّهِ، فَيَزِيدُ فِيهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ».
• [٢١٤٢٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ
قَالَ: مَنْ أَتَى كَاهِنًا فَسَأَلَهُ وَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ
بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ عليه السلام.
° [٢١٤٢١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ يَرْويهِ عَنْ
بَعْضِهِمْ قَالَ: «مَنْ أَتَى كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، لَمْ تُقْبَلْ
صَلَاتُهُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً».
• [٢١٤٢٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ كَعْبًا، قَالَ:
قَالَ اللَّهُ: لَيْسَ مِنْ عِبَادِي مَنْ سَحَرَ أَوْ سُحِرَ لَهُ، أَوْ كَهُنَ
أَوْ كُهِنَ لَهُ، أَوْ تَطَيَّرَ أَوْ تُطُيِّرَ لَهُ، وَلَكِنْ عِبَادِي مَنْ
آمَنَ بِي وَتَوَكَّلْ عَلَيَّ.
• [٢١٤٢٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ بَعْضِهِمْ قَالَ: دَخَلَتِ
امْرَأَةٌ عَلَى عَائِشَةَ، فَقَالَتْ: هَلْ عَلَيَّ أَنْ أُقَيِّدَ جَمَلِي؟
قَالَتْ: قَيِّدِي جَمَلَكِ، قَالَتْ: أَخْشَى عَلَى زَوْجِي، قَالَتْ عَائِشَةُ
(٥): أَخْرِجُوا عَنِّي السَّاحِرَةَ فَأَخْرَجُوهَا.
(١) كذا في (ف)، (س): «هشام بن عروة»،
والحديث أخرجه: مسلم (٥٨٧٤)، البيهقي في «السنن الكبرى» (٨/ ١٣٨)، البغوي في «شرح
السنة» (٣٢٥٨) من طريق عبد الرزاق، وفيه عندهم: يحيى بن عروة بدلا من هشام بن عروة.
(٢)
قوله: «ليسوا بشيء»، وقع في (ف): «ليس بشيء»، وفي (س): «ليس الشيء»، والمثبت من
«مسند أحمد» (٢٥٢٠٩) من طريق عروة، به.
(٣)
قوله: «إنهم يخبرونا»، في (س): «ليخبرونا»، وفي الحاشية: «فقيل له: إنهم»، ورقم
فوقها: طـ، والمثبت من (ف).
(٤)
في حاشية (س): «فيضعها»، وفوقه رمز غير واضح.
(٥)
قوله: «هل علي أن أقيد … قالت عائشة»، سقط من (س)، وأثبتناه من (ف).
١٧٥ - بَابُ الرُّؤْيَا
° [٢١٤٢٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ
ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «فِي آخِرِ
الزمَانِ لَا تَكَادُ رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ تَكْذِبُ، وَأَصْدَقُهُم رُؤْيَا
أَصْدَقُهُمْ حَدِيثًا، وَالرُّؤْيَا ثَلَاثٌ: الرُّؤْيَا الْحَسَنَةُ بُشْرَى
مِنَ اللهِ، وَالرُّؤْيَا يُحَدِّثُ بِهَا الرَّجُلُ نَفْسَهُ، وَالرُّؤْيَا
تَحْزِينٌ (١) مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا يَكْرَهُهَا
فَلَا يُحَدِّثْ بِهَا أَحَدًا وَلْيَقُمْ فَلْيُصَل»، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ:
يُعْجِبُنِي الْقَيْدُ وَأَكْرَهُ الْغُلَّ (٢)، الْقَيْدُ ثَبَاتٌ فِي الدِّينِ.
وَقَالَ النَّبِيُّ عليه السلام:
«رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ
سِتةِ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ».
° [٢١٤٢٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ أَبِي
سَلَمَةَ، قَالَ: كُنْتُ أَلْقَى مِنَ الرُّؤْيَا شِدَّةً غَيْرَ أَنِّي لَا
أُزَمَّلُ (٣)، حَتَّى حَدُّثَنِي * أَبُو قَتَادَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ
اللهِ ﷺ يَقُولُ: «الرُّؤْيَا مِنَ اللَّهِ، وَالْحُلْمُ مِنَ الشَّيْطَانِ،
فَإِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمْ شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَليَبْصُقْ عَنْ شِمَالِهِ ثَلَاثَ
نَفَثَاتٍ، وَلْيَسْتَعِذْ مِنَ الشيْطَانِ، فَإِنَّهُ لَا يَضُرُّهُ».
° [٢١٤٢٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «الرُّؤْيَا تَقَعُ عَلَى مَا يُعَبَّرُ،
وَمَثَلُ ذَلِكَ مَثَلُ رَجُلٍ رَفَعَ رِجْلَهُ فَهُوَ يَنْتَظِرُ مَتَى
يَضَعُهَا، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا فَلَا يُحَدِّثُ بِهَا إِلَّا
نَاصِحًا أَوْ عَالِمًا».
° [٢١٤٢٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ
الْمُسَيَّبِ، عَنْ
° [٢١٤٢٤] [الإتحاف: مي عه حم حب ١٩٨٥٢] [شيبة: ٣١١٥٢].
(١)
التحزين: الوسوسة، (انظر: اللسان، مادة: حزن).
(٢)
الغل: الحديدة التي تجمع يد الأسير إلى عنقه. (انظر: النهاية، مادة: غلل).
° [٢١٤٢٥]
[الإتحاف: ط س عه حم حب ٤٠٩٥].
(٣)
التزمل: التغطي بالثوب، والالتفاف فيه. (انظر: النهاية، مادة: زمل).
* ف/ ١٥٠ ب].
° [٢١٤٢٧]
[الإتحاف: عه حم ١٨٧١١] [شيبة: ٣١٠٩٠، ٣١٠٩١].
أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ * ﷺ: «رُؤْيَا الْمُؤْمِنُ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ
جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ».
• [٢١٤٢٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ
إِلَى أَبِي مُوسَى أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي كُنْتُ آمُرُكُمْ بِمَا أَمَرَكُمْ
بِهِ الْقُرْآنُ، وَأَنْهَاكُمْ عَمَّا نَهَاكُمْ عَنْهُ مُحَمَّدٌ ﷺ، وَآمُرُكُمْ
بِاتِّبَاعِ الْفِقْهِ وَالسُّنَّةِ، وَالتَّفَهُّمِ فِي الْعَرَبِيَّةِ، فَإِذَا
رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا فَقَصَّهَا عَلَى أَخِيهِ، فَلْيقُلْ: خَيْرٌ لَنَا
وَشَرٌّ لِأَعْدَائِنَا.
• [٢١٤٢٩]
أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ
مَسْعُودٍ قَالَ: رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنَ
النُّبُوَّةِ، وإنَّ نَارَكُمْ هَذِهِ لَجُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ
(١) جَهَنَّمَ، وإِنَّ السَّمُومَ الْحَارَّ الَّتِي خَلَقَ اللَّهُ مِنْهَا
الْجَانَّ لَجُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ.
• [٢١٤٣٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ
ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: رَأَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُدَيْلٍ رُؤْيَا فَقَصَّهَا
عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ: إِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكَ، فَإِنَّكَ سَتُقْتَلُ فِي
أَمْرٍ ذِي لَبْسٍ، فَقُتِلَ يَوْمَ صِفِّينَ.
• [٢١٤٣١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، سَمِعَ إِبْرَاهِيمَ
يَقُولُ: إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا فَكَرِهَهَا فَلْيقُلْ: أَعُوذُ بِمَا
عَاذَتْ بِهِ مَلَائِكَةُ اللَّهِ وَرُسُلِهِ مِنْ شَرِّ رُؤْيَايَ اللَّيْلَةَ،
أَنْ تَضُرَّنِي فِي دِينِي أَوْ دُنْيَايَ يَا رَحْمَانُ (٢).
° [٢١٤٣٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ
اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (٣)،
* [س/ ٣٢٨].
(١)
غير واضح في (س)، وفي (ف): «نأمر»، والمثبت من «شعب الإيمان» للبيهقي (١/ ٣٠٤) من
طريق المصنف، به.
(٢)
يأتي برقم (٢١٤٣٨).
(٣)
قوله: «عبيد الله بن عبد الله» وقع في (س): «عبد الله بن عبيد الله»، والمثبت من
(ف).
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَن رَجُلًا
أَتَى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فقَالَ: إِنِّي أَرَى اللَّيْلَةَ اللَّيْلَةَ ظُلَّةً
(١) يَنْطِفُ (٢) مِنْهَا (٣) السَّمْنُ (٤) وَالْعَسَلُ، فَأَرَى النَّاسَ
يَتَكَفَّفُونَ (٥) مِنْهَا بِأَيْدِيهِمْ، فَالْمُسْتَكْثِرُ وَالْمُسْتَقِلُّ،
وَأَرَى سَبَبًا وَاصِلًا مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ، فَأَرَاكَ يَا رَسُولَ
اللَّهِ أَخَذْتَ بِهِ فَعَلَوْتَ، ثُمَّ أَخَذَ بِهِ (٦) رَجُلٌ آخَرُ فَعَلَا،
ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُل آخَرُ فَعَلَا، ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ
فَانْقَطَعَ بِهِ (٧)، ثُمَّ وُصِلَ لَهُ فَعَلَا بِهِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا
رَسُولَ اللَّهِ *، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، وَاللَّهِ لَتَدَعَنِّي
فَلأَعْبُرَنَّهَا، فَقَالَ: «اعْبُرْهَا» فَقَالَ: أَمَّا الظُّلَّةُ فَظُلَّةُ
الْإِسْلَامِ، وَأَمَّا مَا (٨) يَنْطِفُ مِنَ السَّمْنِ وَالْعَسَلِ فَهُوَ
الْقُرْآنُ لِينُهُ وَحَلَاوَتُهُ، وَأَمَّا الْمُسْتَكْثِرُ وَالْمُسْتَقِلُّ
فَهُوَ الْمُسْتَكْثِرُ مِنَ الْقُرْآنِ، وَالْمُسْتَقِلُّ مِنْهُ، وَأَمَّا
السَّبَبُ الْوَاصِلُ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ فَهُوَ الْحَقُّ الَّذِي
أَنْتَ عَلَيْهِ، تَأْخُذُ بِهِ فَيُعْلِيكَ اللَّهُ، ثُمَّ يَأْخُذُ بِهِ رَجُلٌ
آخَرُ بَعْدِكَ فَيَعْلُو بِهِ، ثُمَّ يَأْخُذُ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ بَعْدَهُ
فَيَعْلُو بِهِ، ثُمَّ يَأْخُذُ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَيَنْقَطِعُ بِهِ، ثُمَّ
يُوصَلُ لَهُ فَيَعْلُو بِهِ، أَيْ رَسُولَ اللَّهِ، لَتُحَدِّثَنِّي أَصبْتُ أَمْ
أَخْطَأْتُ؟ قَالَ: «أَصَبْتَ بَعْضًا، وَأَخْطَأْتَ بَعْضًا» قَالَ: أَقْسَمْتُ
يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَتُخْبِرَنِّي بِالَّذِي أَخْطَأْتُ قَالَ: «لَا تُقْسِمْ».
(١) الظلة: السحابة. (انظر: المشارق) (١/
٣٢٨).
(٢)
قوله: «ظلة ينطف»، وقع في (س): «الظلة تنتطف»، والمثبت من (ف).
النطف: القطر. (انظر: النهاية، مادة:
نطف).
(٣)
في (س): «منها با»، والمثبت من (ف).
(٤)
قوله: «الليلة ظلة ينطف منها السمن» وقع في (ف): «الظلمة تنطف منها بالسمن»،
والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في «سنن أبي داود» (٤٥٦٠)، «سنن الترمذي» (٢٤٦٠)،
وغيرهما، من طريق عبد الرزاق، به.
(٥)
التكفف: مد الأيدي للأخذ، أي: يأخذون بأكفهم. (انظر: جامع الأصول) (٢/ ٥٤٦).
(٦)
ليس في (ف)، والمثبت من (س).
(٧)
قوله: «ثم أخذ به رجل آخر فانقطع به» كرره في (ف)، والتصويب من (س).
* [ف/ ١٥١ أ].
(٨)
ليس في (ت)، (س)، واستدركناه من المصادر السابقة.
• [٢١٤٣٣] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَحْشِيِّ، عَنْ
بَعْضِ عُلَمَائِهِمْ قَالَ: لَا تَقُصَّ رُؤْيَاكَ عَلَى امْرَأَةٍ، وَلَا
تُخْبِرْ بِهَا حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ.
• [٢١٤٣٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ
إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ كَأَنَّ الْأَرْضَ
أَعْشَبَتْ، ثُمَّ أَجْدَبَتْ، ثُمَّ أَعْشَبَتْ، ثُمَّ أَجْدَبَتْ، فَقَالَ
عُمَرُ: أَنْتَ رَجُلٌ تُؤْمِنُ ثُمَّ تَكْفُرُ، ثُمَّ تُؤْمِنُ ثُمَّ تَكْفُرُ،
ثُمَّ تَمُوتُ كَافِرًا، فَقَالَ الرَّجُلُ: لَمْ أَرَ شَيْئًا، فَقَالَ عُمَرُ:
﴿قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ﴾ [يوسف: ٤١]، قَدْ قُضِيَ لَكَ مَا قُضِيَ لِصَاحِبِ
يُوسُفَ.
° [٢١٤٣٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ،
أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَهُوَ الْحَقُّ».
° [٢١٤٣٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ عَنِ
النَّبِيِّ ﷺ مِثْلَهُ، قَالَ: وَزَادَ: «فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَسْتَطِيعُ
أَنْ يَتَمَثَّلَ (١) بِي».
° [٢١٤٣٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ: «رَأَيْتُ أَبَا جَهْلٍ فِي النوْمِ أَتَانِي فَبَايَعَنِي»، فَلَمَّا
أَسْلَمَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ قِيلَ لِلنَّبِيِّ عليه السلام:
هُوَ هَذَا الَّذِي رَأَيْتَ فِي
أَبِي جَهْلٍ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «لَا»، فَلَمَّا جَاءَ
عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ فَأَسْلَمَ قَالَ: «هُوَ هَذَا».
• [٢١٤٣٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يُونُسَ بْنِ
عُبَيْدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ قَالَ: إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا
يَكْرَهُهَا فَلْيقُلْ: أَعُوذُ بِمَا عَاذَتْ بِهِ مَلَائِكَةُ اللَّهِ
وَرُسُلِهِ مِنْ شَرِّ رُؤْيَايَ الَّتِي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ، أَنْ تَضُرَّنِي
فِي دِينِي وَدُنْيَايَ يَا رَحْمَانُ (٢).
(١) التمثيل: التصوير. (انظر: النهاية، مادة:
مثل).
• [٢١٤٣٨]
[شيبة: ٢٤٠٧٠].
(٢)
تقدم برقم (٢١٤٣١).
١٧٦ - بَابُ الْخُصُومَةِ فِي الْقُرْآنِ
° [٢١٤٣٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ قَالَ: سَمِعَ رَسُولُ * اللَّهِ ﷺ قوْمًا
يَتَدَارَءُونَ (١) فِي (٢) الْقُرآنِ، فَقَالَ: «إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ
قَبْلَكُمْ بِهَذَا، ضَرَبُوا كِتَابَ اللَّهِ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ، وَاِنَّمَا
نَزَلَ كتَابُ اللهِ يُصَدِّقُ بَعْضُهُ بَعْضًا، فَلَا تُكَذِّبُوا بَعْضَهُ
بِبَعْضٍ، فَمَا عَلِمْتُمْ مِنْهُ فَقُولُوهُ، وَمَا جَهِلْتُمْ مِنْهُ فَكِلُوهُ
إِلَى عَالِمِهِ».
• [٢١٤٤٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ
بَذِيمَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنِ * ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَدِمَ
عَلَى عُمَرَ رَجُلٌ، فَجَعَلَ عُمَرُ يَسْأَلُهُ عَنِ النَّاسِ، فَقَالَ: يَا
أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَدْ قَرَأَ مِنْهُمُ الْقُرآنَ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ (٣): فَقُلْتُ: وَاللَّهِ مَا أَحَبُّ أَنْ يَتَسَارَعُوا
يَوْمَهُمْ هَذَا فِي الْقُرْآنِ هَذِهِ الْمُسَارَعَةَ، قَالَ: فَزَبَرَنِي (٤)
عُمَرُ ثُمَّ قَالَ: مَهْ، قَالَ: فَانْطَلَقْتُ إِلَى أَهْلِي مُكْتَئِبًا (٥)
حَزِينًا، فَقُلْتُ: قَدْ كُنْتُ نَزَلْتُ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ مَنْزِلَةً، فَلَا
أُرَانِي إِلَّا قَدْ سَقَطْتُ مِنْ نَفْسِهِ، قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى مَنْزِلِي،
فَاضْطَجَعْتُ عَلَى فِرَاشِي حَتَّى عَادَنِي نِسْوَةٌ أَهْلِي وَمَا بِي وَجَعٌ،
وَمَا هُوَ إِلَّا الَّذِي تَقَبَّلَنِي بِهِ عُمَرُ، قَالَ: فَبَيْنَا أَنَا
عَلَى ذَلِكَ أَتَانِي رَجُلٌ، فَقَالَ: أَجِبْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ:
خَرَجْتُ فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ يَنْتَظِرُنِي، قَالَ: فَأَخَذَ بِيَدِي ثُمَّ
خَلَا بِي، فَقَالَ: مَا الَّذِي
° [٢١٤٣٩] [الإتحاف: حم ١١٨٢٥].
* [ف/ ١٥١ ب].
(١)
المدارأة: المخالفة والمدافعة. (انظر: اللسان، مادة: درأ).
(٢)
ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من «المدخل إلى السنن الكبرى» للبيهقي (ص ٤٢٩) من
طريق عبد الرزاق، به.
* [٣٢٩/
س].
(٣)
قوله: «قدم على عمر رجل … فقال ابن عباس» ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
(٤)
الزبر: النهر وغلظ القول والرد. (انظر: النهاية، مادة: زبر).
(٥)
في (س): «كئيبًا»، والمثبت من (ف).
كَرِهْتَ مِمَّا قَالَ الرَّجُلُ
آنِفًا؟ قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنْ كُنْتُ أَسَأْتُ،
فَإِنِّي أَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، وَأَنْزِلُ حَيْثُ أَحْبَبْتَ،
قَالَ: لَتُحَدِّثَنِّي بِالَّذِي كَرِهْتَ مِمَّا قَالَ الرُّجُلُ، فَقُلْتُ: يَا
أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَتَى مَا تَسَارَعُوا هَذِهِ الْمُسَارَعَةَ يَحِيفُوا،
وَمَتَى مَا يَحِيفُوا يَخْتَصِمُوا، وَمَتَى مَا يَخْتَصِمُوا يَخْتَلِفُوا،
وَمَتَى مَا يَخْتَلِفُوا يَقْتَتِلُوا، فَقَالَ عُمَرُ: لِلَّهِ أَبُوكَ، لَقَدْ
كُنْتُ أُكَاتِمُهَا النَّاسَ حَتَّى جِئْتَ بِهَا.
١٧٧
- بَابُ
عَلَى كَمْ أُنْزِلَ الْقُرْآنُ مِنْ حَرْفٍ
° [٢١٤٤١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ
الزُّبَيْرِ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ
الْقَارِيِّ، أَنَّهُمَا سَمِعَا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: مَرَرْتُ
بِهِشَامِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ فِي حَيَاةِ
رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَاسْتَمَعْتُ قِرَاءَتَهُ، فَإِذَا هُوَ يَقْرَأُ عَلَى
حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ لَمْ يُقْرِئْنِيهَا رَسُولُ اللهِ ﷺ، فَكِدْتُ أَنْ
أُسَاوِرَهُ (١) فِي الصَّلَاةِ، فَنَظَرتُهُ حَتَّى سَلَّمَ، فَلَمَّا سَلَّمَ
لَبَّبْتُهُ بِرِدَائِهِ (٢)، فَقُلْتُ: مَنْ أَقْرَأَكَ هَذِهِ السُّورَةَ
الَّتِي أَسْمَعُكَ (٣) تَقْرَؤُهَا؟ قَالَ: أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ
قَالَ: قُلْتُ لَهُ: كَذَبْتَ، فَوَاللَّهِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ لَهُوَ أَقْرَأَنِي
هَذِهِ السُّورَةَ الَّتِي تَقْرَؤُهَا *، قَالَ: فَانْطَلَقْتُ أَقُودُهُ إِلَى
النَّبِيِّ ﷺ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ
سُورَةَ الْفُرْقَانِ (٤) عَلَى حُرُوفٍ لَمْ تُقْرِئْنِيهَا، وَأَنْتَ
أَقْرَأْتَنِي سُورَةَ الْفُرْقَانِ فَقَالَ: رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أَرْسِلْهُ يَا
عُمَرُ، اقْرَأْ يَا هِشَامُ»، فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةَ الَّتِي سَمِعْتُ،
فَقَالَ النَّبِيّ ﷺ: «هَكَذَا أُنْزِلَتْ»، ثُمَّ قَالَ: «اقْرَأْ يَا عُمَرُ»،
فَقَرَأْتُ الْقِرَاءَةَ الَّتِي أَقْرَأَنِي النَّبِيُّ ﷺ، ثُمَّ قَالَ:
° [٢١٤٤٠] [الإتحاف: عه حب حم ط ش ١٥٦٤٣، حم
١٥٧٩٥] [شيبة:
٣٠٧٥١].
(١)
في (ف)، (س): «أثاوره»، والمثبت من «سنن الترمذي» (٣١٨٩) من طريق عبد الرزاق، به.
المساورة: المواثبة والمقاتلة.
(انظر: النهاية، مادة: سور).
(٢)
لبَّبته بالرداء: إذا جعلت في عنقه ثوبًا أو غيره، وجررته به. (انظر: النهاية،
مادة: لبب).
(٣)
في (س): «نسمعك»، والمثبت من (ف).
* [ف/ ١٥٢ أ].
(٤)
ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
«هَكَذَا أُنْزِلَتْ» ثُمَّ قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ هَذَا (١) الْقُرآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ،
فَاقْرَءُوا مِنْهُ مَا تَيَسَّرَ».
° [٢١٤٤٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ
اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ رَسُولِ
اللَّهِ ﷺ قَالَ: «أَقْرَأَنِي جِبْرِيلُ عَلَى حَرْفٍ فَرَاجَعْتُهُ، فَلَمْ
أَزَلْ أَسْتَزِيدُهُ وَيَزِيدُنِي (٢) حَتى انْتَهَى إِلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ».
قَالَ الزُّهْرِيُّ: وإنَّمَا هَذِهِ
الْأَحْرُفُ فِي الْأَمْرِ الْوَاحِدِ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ حَلَالٌ وَلَا حَرَامٌ.
° [٢١٤٤٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ لِي (٣)
أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: اخْتَلَفْتُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِي فِي آيَةٍ،
فَتَرَافَعْنَا فِيهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: «اقْرَأْ يَا أُبَيُّ»،
فَقَرَأْتُ، ثُمَّ قَالَ لِلْآخَرِ: «اقْرَأْ»، فَقَرَأَ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ:
«كِلَاكُمَا مُحْسِنٌ مُجْمِلٌ»، فَقُلْتُ: مَا كِلَانَا مُحْسِنٌ مُجْمِلٌ،
قَالَ: فَدَفَعَ النَّبِيُّ ﷺ فِي صَدْرِي، فَقَالَ لِي: «إِنَّ الْقُرآنَ
أُنْزِلَ عَلَيَّ، فَقِيلَ لِي: عَلَى حَرْفٍ أَوْ عَلَى حَرْفَيْنِ؟ قُلْتُ (٤):
بَلْ عَلَى حَرْفَيْنِ، ثُمَّ قِيلَ لِي: عَلَى حَرْفَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ؟
فَقُلْتُ: بَلْ عَلَى ثَلَاثَةٍ حَتَّى انْتَهَى إِلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ،
كُلُّهَا شَافٍ كَافٍ، مَا لَمْ تَخْلِطْ آيَةَ رَحْمَةِ بِآيَةِ عَذَابٍ، أَوْ آيَةَ
عَذَابٍ بِآيَةِ رَحْمَةٍ، فَإِذَا كَانَتْ (عَزِيزٌ حَكِيمٌ) فَقُلْتَ: (سَمِيعٌ
عَلِيمٌ)، فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ».
١٧٨
- بَابُ
مَسْأَلَةِ النَّاسِ
° [٢١٤٤٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «اتْرُكُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ،
فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثرَةِ مَسَائِلِهِمْ،
(١) ليس في (ف)، والمثبت من (س).
° [٢١٤٤٢]
[الإتحاف: عه حم ٨٠٤١].
(٢)
في (س):»ويزيد«، والمثبت من (ف).
(٣)
في (س):»أبي«، والمثبت من (ف).
(٤)
زاد قبله في (س):»ثم"، والمثبت من (ف).
° [٢١٤٤٤]
الإتحاف: حم ش حب ١٩٤٤٨].
وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى
أَنْبِيَائِهِمْ، فَمَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَاجْتَنِبُوهُ، وَمَا أَمَرتُكُمْ
بِهِ فَاعْمَلُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ».
° [٢١٤٤٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ،
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: «اتْرُكُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ،
فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ مَسَائِلِهِمْ،
وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَمَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ
فَاجْتَنِبُوهُ، وَمَا أَمَرتُكُمْ بِهِ * فَاعْمَلُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ».
° [٢١٤٤٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ … مِثْلَهُ.
١٧٩
- بَابُ
الْقَلْبِ
• [٢١٤٤٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي
النجُودِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: الْقَلْبُ مَلِكٌ
وَلَهُ جُنُودٌ، فَإِذَا صَلُحَ الْمَلِكُ صَلُحَتْ جُنُودُهُ، وإِذَا فَسَدَ
الْمَلِكُ فَسَدَتْ جُنُودُهُ (١)، الْأُذُنَانِ قَمْعٌ، وَالْعَيْنَانِ
مَسْلَحَةٌ (٢)، وَاللِّسَانُ تُرجُمَانٌ، وَالْيَدَانِ جَنَاحَانِ،
وَالرِّجْلَانِ بَرِيدَانِ، وَالْكَبِدُ رَحْمَةٌ، وَالطُّحَالُ وَالْكُلْيَتَانِ
مَكْرٌ، وَالرِّئَةُ نَفَسٌ، فَإِذَا صَلُحَ الْمَلِكُ صَلُحَتْ جُنُودُهُ، وإِذَا
فَسَدَ الْمَلِكُ فَسَدَتْ جُنُودُهُ.
° [٢١٤٤٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ
خَيْثَمَةَ *، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «فِي
الْإِنْسَانِ مُضْغَةٌ إِذَا صَحَّتْ صَحَّ سَائِرُ جَسَدِهِ (٣)، وإذَا فَسَدَتْ
فَسَدَ سَائِرُ جَسَدِهِ (٤)»، يَعْنِي الْقَلْبَ.
* [ف/ ١٥٢ ب].
(١)
هنا انتهى الحديث في (س).
(٢)
المسلحة: القوم الذين يحفظون الثغور من العدو. (انظر: النهاية، مادة: سلح).
* [س/ ٣٣٠].
(٣)
في (س): «الجسد»، والمثبت من (ف).
(٤)
قوله: «وإذا فسدت فسد سائر جسده»، ليس في (س)، ولعله من انتقال نظر الناسخ،
والمثبت من (ف).
١٨٠ - بَابُ أصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ -
° [٢١٤٤٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَثَلُ أَصْحَابِي فِي النَّاسِ كمَثَلِ الْمِلْحِ فِي
الطَّعَامِ».
قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ الْحَسَنُ (١):
هَيْهَاتَ! ذَهَبَ مِلْحُ الْقَوْمِ.
• [٢١٤٥٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
الْخُدْرِيِّ قَالَ: أَوْشَكَ أَنْ يَخْرُجَ الْبَعْثُ، فَيقَالُ: هَلْ فِيهِمْ
مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَحَدٌ؟ فَيُوجَدُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلَانِ
وَالثَّلَاثَةُ فَيُسْتَنْصَرُ بِهِمْ، ثُمَّ يَخْرُجُ الْجَيْشُ (٢)، فَيقَالُ:
هَلْ فِيهِمْ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ ﷺ أَحَدٌ؟ فَلَا يُوجَدُ، فَيقَالُ:
هَلْ فِيهِمْ مَنْ صحِبَ صَحَابَةَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ؟ فَيُوجَدُ الرَّجُلُ
وَالرَّجُلَانِ، حَتَّى لَوْ كَانَ أَحَدُهُمْ مِنْ وَرَاءِ الْبَحْرِ لَرَكِبُوا
إِلَيْهِ يَتَفَقَّهُونَ مِنْهُ.
• [٢١٤٥١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ بَعْضِ بَنِي
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ:
كُنْتُ مَعَ عُمَرَ فِي سَفَرٍ بِطَرِيقِ مَكَّةَ، فَنَزَلْنَا فِي الْقَائِلَةِ
فَنِمْنَا، فَرَأَيْتُ كَأَنَّ عُمَرَ مَرَّ بِي، فَرَكَضَ أُمَّ كُلْثُومٍ
ابْنَةَ عُقْبَةَ بِرِجْلِهِ، ثُمَّ مَضَى، فَشَدَدْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي، ثُمَّ
اتَّبَعْتُهُ (٣) فَأَدْرَكْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا
أَدْرَكْتُكَ حَتَّى حُسِرْتُ، وَمَا أَرَى النَّاسَ يُدْرِكُونَكَ (٤) حَتَّى
يُحْسِرُوا، فَقَالَ عُمَرُ: مَا أَحْسَبُنِي أَسْرَعْتُ، قَالَ عَبْدُ
الرَّحْمَنِ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لأَرَاهُ عَمَلَهُ - أَوْ (٥):
إِنَّهُ لَيَعْمَلُهُ.
° [٢١٤٤٩] [شيبة: ٣٦٣٧٣].
(١)
ليس في (س)، والمثبت من (ف).
(٢)
في (س): «بجيش»، والمثبت من (ف).
(٣)
في (س): «تبعته»، والمثبت من (ف).
(٤)
في (ف): «يدركوك»، والمثبت من (س).
(٥)
في (س): «و»، والمثبت من (ف).
• [٢١٤٥٢] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَلِيٍّ
قَالَ: مَا كُنَّا نُبْعِدُ أَنَّ السَّكِينَةَ (١) تَنْطِقُ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ.
• [٢١٤٥٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ *، عَنْ عَكْرِمَةَ
بْنِ خَالِدٍ، أَنَّ حَفْصَةَ، وَابْنَ مُطِيعٍ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ (٢)
كَلَّمُوا عُمَرَ بْنَ الْخَطابِ فَقَالُوا: لَوْ (٣) أَكَلْتَ طَعَامًا طَيِّبًا،
كَانَ أَقْوَى لَكَ عَلَى الْحَقِّ! قَالَ: أكُلُّكُمْ عَلَى هَذَا الرَّأْيِ؟
قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْكُمْ إِلَّا نَاصحٌ،
وَلكنِّي تَرَكْتُ صَاحِبَيَّ عَلَى الْجَادَّةِ، فَإِنْ تَرَكْتُ جَادَّتَهُمْ
لَمْ أُدْرِكْهُمَا فِي الْمَنْزِلِ. قَالَ: وَأَصَابَ النَّاسَ سَنَةٌ، فَمَا
أكَلَ عَامَئِذٍ سَمْنَا وَلَا سَمِينًا حَتَّى أُحْيِيَ النَّاسُ.
° [٢١٤٥٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ
ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ رَأَى عَلَى عُمَرَ قَمِيصًا أَبْيَضَ، فَقَالَ:
«أَجَدِيدٌ قَمِيصُكَ هَذَا أَمْ غَسِيلٌ؟» قَالَ: بَلْ غَسِيلٌ، فَقَالَ:
«الْبَسْ جَدِيدًا، وَعِشْ حَمِيدًا، وَمُتْ شَهِيدًا، وَيَززُقُكَ اللَّهُ
قُرَّةَ عَيْنٍ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ»، قَالَ: وإيَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ.
° [٢١٤٥٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ
الْمُسَيَّبِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ أَنِّي
(٤) فِي الْجَنَّةِ، فَإِذَا أَنَا بِامْرَأَةٍ تَوَضَّأُ فِي قَصْرِهَا،
فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: لِعُمَرَ، فَذَكَرْتُ غَيْرَتَهُ، فَوَلَّيْتُ
مُدْبِرًا»، فَبَكَى عُمَرُ حِينَ سَمِعَ ذَلِكَ، وَقَالَ: أَوَعَلَيْكَ أَغَارُ
يَا رَسُولَ اللَّهِ!
(١) السكينة: الوقار والتأني في الحركة
والسير. (انظر: النهاية، مادة: سكن).
* [ف/١٥٣ أ].
(٢)
مكانه بياض في (س) بقدر كلمتين، والمثبت من (ف).
(٣)
ليس في (ف)، والمثبت من (س)، ويوافقه ما في «السنن الكبرى» للبيهقي (١٧٩٦٧)، من
طريق عبد الرزاق، به،
° [٢١٤٥٤]
[الإتحاف: حب حم ابن راهويه الطبراني، ابن أبى شيبة ٩٦٠٧].
(٤)
قوله: «رأيت أني» ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
° [٢١٤٥٦] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا نُحَدَّثُ
(١) أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ حَدَّثَ: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي أُتِيتُ
بِقَدَحٍ، فَشَرِبْتُ مِنْهُ حَتَّى إِنِّي (٢) أَرَى الرَّيَّ (٣) يَخْرُجُ فِي
أَظْفَارِي، ثُمَّ أَعْطَيْتُ فَضْلِي عُمَرَ»، قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَ ذَلِكَ
يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «الْعِلْمُ».
° [٢١٤٥٧]
قال مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ
حُنَيْفٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ:
«بَينَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ النَّاسَ يُعْرَضُونَ عَلَيَّ وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ
مِنْهَا مَا يَبْلُغُ الثَّدْيَ، وَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ،
فَعُرِضَ عَلَيَّ عُمَرُ وَعَلَيهِ قَمِيصٌ يَجُرُّهُ»، قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَ
ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «الدِّينُ».
• [٢١٤٥٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ
الْمُسَيَّبِ، قَالَ: لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ رضي الله عنه، قَالَ كَعْبٌ: لَوْ
دَعَا عُمَرُ لأُخِّرَ فِي أَجَلِهِ، فَقَالَ النَّاسُ: سُبْحَانَ اللَّهِ!
أَلَيسَ قَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا
يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ﴾ [الأعراف: ٣٤]، قَالَ: وَقَدْ قَالَ: ﴿وَمَا يُعَمَّرُ
مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ﴾ [فاطر: ١١].
قَالَ الزُّهْرِيُّ: يَرَوْنَ
أَنَّهُ إِذَا حَضَرَ أَجَلُهُ فَلَا يَستَأْخِرُ سَاعَةً وَلَا يَتَقَدَّمُ،
فَمَا لَمْ يَضُرْ أَجَلُهُ فَإِنَّ اللَّهَ يُؤَخِّرُ مَا يَشَاءُ وَيُقَدِّمُ
مَا يَشَاءُ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَلَيْسَ أَحَدٌ إِلَّا لَهُ أَجَلٌ وَعُمْرٌ
مَكْتُوبٌ.
° [٢١٤٥٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ
أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ
° [٢١٤٥٦] [الإتحاف: مي عه حب حم ٩٤٢٥].
(١)
في (س): «نتحدث»، والمثبت من (ف).
(٢)
ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
(٣)
الري: الشبع من الشرب. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: روي).
° [٢١٤٥٧]
[الإتحاف: مي عه حب حم ٥١٢٦].
° [٢١٤٥٩]
[شيبة: ٣٢٦٩١،٣٢٥٩٤].
مَعْمَرٌ: وَسَمِعْتُ قَتَادَةَ
يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ *: «أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ،
وَأَقْوَاهُمْ فِي أَمْرِ اللهِ عُمَر، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَان،
وَأَمِينُ أُمَّتِي أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَأَعْلَمُ أُمَّتِي
بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذٌ، وَأَقْرَؤُهُمْ أُبَيٌّ، وَأَفْرَضُهُمْ (١)
زَيْدٌ».
قَالَ قَتَادَةُ فِي حَدِيثِهِ:
«وَأَقْضَاهُمْ (٢) عَلِيٌّ».
° [٢١٤٦٠]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ
قَالَ: لَمَّا بَعَثَ النَّبِيُّ ﷺ علِيًّا إِلَى الْيَمَنِ، خَرَجَ بُرَيْدَةُ
الْأَسْلَمِيُّ مَعَه، فَعَتَبَ * عَلَى عَلِيٍّ فِي بَعْضِ الشَّيءِ، فَشَكَاهُ
بُرَيْدَةُ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ
فَإِنَّ عَلِيًّا مَوْلَاهُ».
° [٢١٤٦١]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيه،
عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ لِوَفْدِ ثَقِيفٍ حِينَ جَاءُوا: «لَتُسْلِمُنَّ أَوْ لَنَبْعَثَنَّ
رَجُلا مِنِّي»، أَوْ قَالَ: «مِثْلُ نَفْسِي، فَلَيَضْرِبَنَّ أَعْنَاقَكُمْ،
وَلَيَسْبِيَنَّ ذَرَارِيَّكُمْ، وَلَيَأْخُذَنَّ أَمْوَالَكُمْ»، فَقَالَ عُمَرُ:
فَوَاللَّهِ مَا تَمَنَّيْتُ الْإِمَارَةَ إِلَّا يَوْمَئِذ، جَعَلْتُ أَنْصبُ
صَدْرِي رَجَاءَ أَنْ يَقُولَ هُوَ هَذَا، قَالَ: فَالْتَفَتَ إِلَى عَلِيٍّ
فَأَخَذَ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ: «هُوَ هَذَا، هُوَ هَذَا».
° [٢١٤٦٢]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ وَعَلِيِّ بْنِ
زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنٌ
لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، حَدِيثًا عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: فَدَخَلْتُ عَلَى
سَعْدٍ، فَقُلْتُ: حَدِّثْنَا حَدِيثًا عَنْكَ، حَدَّثْتَهُ حِينَ اسْتَخْلَفَ
النَّبِيُّ ﷺ عَلِيًّا عَلَى الْمَدِينَةِ، قَالَ: فَغَضِبَ سَعْدٌ فَقَالَ: مَنْ
حَدَّثَكَ بِهِ؟ فَكَرِهْتُ أَنْ أُخْبِرَ بِابْنِهِ، فَيَغْضَبَ
* [ف / ١٥٣ ب].
(١)
الفرائض: جمع فريضة، وهي: الحصص المقدرة للورثة من التركة، وعلم الفرائض: علم يعرف
به كيفية قسمة التركة على مستحقيها. (انظر: معجم لغة الفقهاء) (ص ٣٤١).
(٢)
تصحف في (س) إلى: «وأفضلهم»، والمثبت من (ف).
° [٢١٤٦٢]
[الإتحاف: عه حب كم حم ٥٠٣٥] [شيبة: ٣٢٧٣٨، ٣٨١٦٣].
عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِن رَسُولَ
اللَّهِ ﷺ خَرَجَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ فَاسْتَخْلَفَ عَلِيًّا عَلَى
الْمَدِينَةِ، فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ
تَخْرُجَ مَخْرَجًا إِلَّا وَأَنَا مَعَكَ فِيهِ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ
ﷺ: «أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، غَيْرَ
أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي».
• [٢١٤٦٣]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ
وَغَيْرِهِ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ بَعْدَ خَدِيجَةَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي
طَالِبٍ، وَهُوَ ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ، أَوْ سِتَّ عَشْرَةَ.
• [٢١٤٦٤]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عُثْمَانَ الْجَزَرِيِّ،
عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ عَلِيٌّ.
• [٢١٤٦٥]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيّ قَالَ: مَا
عَلِمْنَا أَحَدًا أَسْلَمَ قَبْلَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ.
قال عبد الرزاق: وَلَا أَعْلَمُ
أَحَدَا ذَكَرَهُ.
° [٢١٤٦٦]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: اخْتَصَمَ
فِي بِنْتِ حَمْزَةَ عَلِيٌّ، وَجَعْفَرٌ، وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ إِلَى
النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ عَلِيٌّ: أَنَا أَخْرَجْتُهَا مِنْ مَكَّةَ مِنَ
الْمُشْرِكِينَ، وَأَنَا ابْنُ عَمِّهَا، وَقَالَ * جَعْفَرٍ: أَنَا ابْنُ
عَمِّهَا وَخَالَتُهَا عِنْدِي (١)، وَقَالَ زَيْدٌ: أَنَا عَمُّهَا، فَآخَى
بَيْنَهُمُ النَّبِيُّ ﷺ، فَقَالَ لِعَلِيٍّ: «أَنْتَ مِنِّي وَأَنَا مِنْكَ»،
وَقَالَ لِجَعْفَرٍ: «أَشْبَهَ خَلْقُكَ خَلْقِي، وَخُلُقُكَ خُلُقِي»، وَقَالَ
لِزَيْدٍ: «أَنْتَ (٢) مَوْلَايَ، وَأَحَبُّ الْقَوْمِ إِلَيَّ، ادْفَعُوهَا إِلَى
خَالَتِهَا»، فُدُفِعَتْ إِلَى جَعْفَرٍ.
° [٢١٤٦٧]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ
الْمُسَيَّبِ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ
* [ف / ١٥٤ ب].
(١)
قوله: «وخالتها عندي» ليس في (ف)، (س)، والسياق بعده يقتضيه، وهو الذي في روايات
الحديث عند غير عبد الرزاق.
(٢)
بعده في (ف)، (س): «وخالتها»، وهو خطأ ظاهر.
° [٢١٤٦٧]
[شيبة: ٣٢٧٦١].
قَالَ يَوْمَ خَيْبَرَ:
«لَأَدْفَعَنَّ الرَّايَةَ إِلَى رَجُلٍ يُحبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ»، أَوْ
«يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ»، فَدَفَعَهَا إِلَى عَلِيٍّ، وإِنَّهُ
لَأَرْمَدُ، مَا يُبْصِرُ مَوْضِعَ قَدَمَيْهِ، فَبَصَقَ فِي عَيْنِهِ وَكَانَ
الْفَتْحُ (١).
° [٢١٤٦٨]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ
قَالَ: لَمَّا زَوَّج النَّبِيُّ ﷺ فَاطِمَةَ قَالَ: «مَا ألَوْتُ أَنْ أُنْكِحَكَ
أَحَبَّ أَهْلِي إِلَيَّ».
° [٢١٤٦٩]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ
الْمُسَيَّبِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا مَالُ رَجُلٌ مِنَ
الْمُسْلِمِينَ أَنْفَعُ لِي مِنْ مَالِ أَبِي بَكْرٍ»، قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ يَقْضِي فِي مَالِ أَبِي بَكْرٍ كَمَا يَقْضِي فِي مَالِ نَفْسِهِ.
° [٢١٤٧٠]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مسْعُودٍ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا أَحَدًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ
ابْنَ أَبِي قُحَافَةَ خَلِيلًا».
° [٢١٤٧١]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ
سِيرِينَ، قَالَ: اسْتَعْمَلَ النَّبِيُّ ﷺ عَمْرَو بْنَ الْعَاصي عَلَى جَيْشٍ،
وَكَانَ يُقَالُ لَهَا: غَزْوَةُ ذَاتِ السَّلَاسِلِ (٢)، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا
رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: «عَائِشَةُ»، قَالَ:
قُلْتُ: لَسْتُ أَعْنِي النِّسَاءَ، قَالَ: «فَأَبُوهَا إِذَنْ».
° [٢١٤٧٢]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: كَانَتْ
بُقْعَةٌ إِلَى جَنْبِ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «مَنْ يَشْتَرِيهَا
وَيُوَسِّعُهَا فِي الْمَسْجِدِ وَلَهُ مِثْلُهَا فِي الْجَنةِ»؟ فَاشْتَرَاهَا
عُثْمَانُ فَوَسَّعَهَا فِي الْمَسْجِدِ.
(١) تقدم برقم: (١٠٤٧٢).
° [٢١٤٧٠]
[الإتحاف: عه حب حم ١٣٠٨٤] [شيبة: ٣٢٥٨٦].
(٢)
ذات السلاسل: هي اليوم شمال غرب المملكة العربية السعودية، شرق ميناءي الوجه وضبا،
وكانت غزوة ذات السلاسل في جمادى الآخرة سنة ٨ هجرية. (انظر: أطلس الحديث النبوي)
(ص ١٨٠).
° [٢١٤٧٣] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ،
عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: نَاشَدَ
عُثْمَانُ النَّاسَ يَوْمًا، فَقَالَ: أَتَعْلَمُونَ أَنَّ النَّبِيَّ عليه السلام
صَعِدَ أُحُدًا وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ وَأَنَا، فَارْتَجَّ أُحُدٌ وَعَلَيْهِ
النَّبِيُّ عليه السلام، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَان، فَقَالَ رَسولُ
اللَّهِ ﷺ: «اثْبُتْ أُحُدُ! مَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ، وَصِدِّيقٌ،
وَشَهِيدَانِ».
° [٢١٤٧٤]
قال مَعْمَرٌ: وَسَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ بِمِثْلِهِ.
° [٢١٤٧٥]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي
عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ
النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: حَسِبْتُهُ قَالَ: فِي * الْحَائِطِ، فَجَاءَ رَجُلٌ
فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «اذْهَبْ! فَأذَنْ له، وَبَشِّرْهُ
بِالْجَنَّةِ»، قالَ: فَذَهَبْتُ فَإِذَا هُوَ أَبُو بَكْرٍ*، قُلْتُ: ادْخُلْ
وَأَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ، فَمَا زَالَ يَحْمَدُ اللَّهَ حَتَّى جَلَسَ، ثُمَّ
جَاءَ آخَرُ فَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِي ﷺ: «اذْهَبْ فَأْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ
بِالْجَنةِ» فَانْطَلَقْتُ فَإِذَا هُوَ عُمَر، فَقُلْتُ: ادْخُلْ وَأَبْشِرْ
بِالْجَنَّةِ، فَمَا زَالَ يَحْمَدُ اللَّهَ حَتَّى جَلَسَ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ
فَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِي عليه السلام: «اذْهَبْ فَأْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ
بِالْجَنَّةِ بَعْدَ بَلْوَى شَدِيدَةٍ»، قَالَ: فَانْطَلَقْتُ فَإِذَا هُوَ
عُثْمَان، فَقُلْتُ: ادْخُلْ وَأَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى شَدِيدَةٍ،
فَجَعَلَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ صَبْرًا حَتَّى جَلَسَ.
° [٢١٤٧٦]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللهِ ﷺ: «بَيْنَا رَجُلٌ يَسُوقُ (١) بَقَرَةً قَدْ حَمَلَ عَلَيْهَا،
الْتَفَتَتْ إِلَيْهِ الْبَقَرَةُ، فَقَالَتْ: إِنِّي لَمْ أُخْلَقْ لِهَذَا،
وَلَكِنِّي خُلِقْتُ لِلْحَرْثِ (٢)»، فَقَالَ النَّاسُ: سُبْحَانَ اللَّهِ،
فَقَالَ النَّبِي عليه السلام: «فَإِنِّي أُؤْمِنُ بِذَلِكَ، وَأَبُو بَكْرٍ،
وَعُمَرُ».
° [٢١٤٧٥] [الإتحاف: عه حب حم ١٢٢٤٠].
* [ف / ١٥٤ ب].
* [س / ٣٣٢].
(١)
تصحف في (ف) إلى: «يسرق»، وفي (س) إلى: «سرق»، والتصويب من «صحيح البخاري» (٣٦٥٦)،
من طريق الزُّهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، به، موصولا.
(٢)
الحرث والحراثة: العَمل في الأرض زَرْعًا كان أَو غَرْسًا. (انظر: اللسان، مادة:
حرث).
° [٢١٤٧٧] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ،
عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «بَيْنَا
رَاعِي يَرْعَى غَنَمًا لَه، فَجَاءَ الذِّئْبُ فَأَخَذَ شَاةً، فَتَبِعَهُ
الرَّاعِي حَتَّى اسْتَنْقَذَ الشَّاةَ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ الذئْبُ فَقَالَ:
مَنْ لَهَا يَوْمَ السَّبُعِ (١)»، يَعْنِي مَكَانًا «لَيْسَ لَهُ بِهَا رَاعٍ
غَيْرِي»، فَقَالَ النَّاسُ: سُبْحَانَ اللهِ يَتَكَلَّمُ الذِّئْب، فَقَالَ
النَّبِيُّ ﷺ: «فَإِنِّي أُؤْمِنُ بِذَلِكَ كُلِّهِ وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ».
• [٢١٤٧٨]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ
سِيرِينَ، قَالَ: سُئِلَ حُذَيْفَة، عَنْ شَيْءٍ فَقَالَ: إِنَّمَا يُفْتِي أَحَدُ
ثَلَاثَةٍ: مَنْ عَرَفَ النَّاسِخَ وَالْمَنْسُوخَ، قَالُوا: وَمَنْ يَعْرِفُ
ذَلِكَ؟ قَالَ: عُمَر، أَوْ رَجُل وَلِيَ سُلْطَانًا فَلَا يَجِدُ بُدًّا مِنْ
ذَلِكَ، أَوْ مُتَكَلِّفٌ.
• [٢١٤٧٩]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ
الْجَزَرِيِّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ سَعِيدَ بْنَ
زَيْدٍ قَالَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَدْ قُبِضَ رَسُولُ الله ﷺ
فَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فِي الْجَنَّةِ هُوَ، قَالَ: تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ
فَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: ذَاكَ الْأَوَّاهُ عِنْدَ كُلِّ خَيْرٍ يُبْغَى، قَالَ:
تُوُفِّيَ عُمَرُ فَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: إِذَا ذُكِرَ الصَّالِحُونَ فَحَيَّ
أَهْلًا (٢) بِعُمَرَ.
• [٢١٤٨٠]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ وَحَمَّادٍ
سَمِعَهُمَا، يَقُولَانِ كَانَ
(١) يوم السبع: أراد من لها عند الفتن حين
يتركها الناس هملا لا راعي لها، نهبة للذئاب والسباع، فجعل السبع لها راعيا إذ هو
منفرد بها، ويكون حينئذ بضم الباء. وهذا إنذار بما يكون من الشدائد والفتن التي
يهمل الناس فيها مواشيهم فتستمكن منها السباع بلا مانع. (انظر: النهاية، مادة:
سبع).
• [٢١٤٧٩]
[شيبة: ٣٢٦٣٨].
(٢)
قوله: «فحي أهلا»، كذا في (ف)، (س)، بزيادة ألف، وهو ما جاءت به رواية القابسي لـ
«صحيح البخاري»، والصواب: «فحيهلا» بحذفها، كما في الحديث بعده. وينظر: «فتح
الباري» لابن حجر (٧/ ٣٩٩).
حيهلا: أي ابدأ به واعجل بذكره، وهما
كلمتان جُعلتا كلمة واحدة. وفيها لغات. وهلا: حث واستعجال. (انظر: النهاية، مادة:
حيا).
ابْنُ مَسْعُودٍ يَقُولُ: إِنَّ
عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ حِصْنًا حَصِينًا لِلْإِسْلَامِ، يَدْخُلُ فِي
الْإِسْلَامِ فَلَا يَخْرُجُ مِنْه، فَلَمَّا مَاتَ عُمَرُ انْثَلَمَ مِنَ
الْحِصْنِ ثُلْمَةٌ، فَهُوَ يَخْرُجَ مِنْهُ وَلَا يَدْخُلُ فِيهِ، وَكَانَ إِذَا
سَلَكَ طَرِيقًا وَجَدْنَاهُ سَهْلًا، وإذَا ذُكِرَ الصَّالِحُونَ فَحَيَّهَلَا *
بِعُمَرَ، فَصْلًا مَا بَيْنَ الزِّيَادَةِ وَالئقْصَانِ، وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ
أَنِّي أَخْدُمُ (١) مِثْلَهُ حَتَّى أَمُوتَ.
• [٢١٤٨١]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ
الْعَلَاءِ بْنِ عِرَارٍ (٢)، أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ، عَنْ عَلِيٍّ
وَعُثْمَانَ قَالَ: أَمَّا عَلِيٌّ فَهَذَا مَنْزِلُهُ لَا أُحَدِّثُكَ عَنْهُ
بِغَيْرِهِ، وَأَمَّا عُثْمَانُ فَأَذْنَبَ يَوْمَ أُحُدٍ ذَنْبًا عَظِيمًا،
فَعَفَا اللهُ عَنْه، وَأَذْنَبَ فِيكُمْ ذَنْبًا صَغِيرًا، فَقَتَلْتُمُوهُ.
° [٢١٤٨٢]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ يَحْيَى
بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِي، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتِ: اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ
عَلَى النَّبِيِّ ﷺ وَأَنَا مَعَهُ فِي مرْطٍ (٣) وَاحِدٍ، قَالَتْ: فَأَذِنَ لَه،
فَقَضَىى إِلَيْهِ حَاجَتَهُ وَهُوَ مَعِي فِي الْمِرْطِ، ثُمَّ خَرَجَ، ثُمَّ
اسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ عُمَر، فَأَذِنَ لَه، فَقَضَى إِلَيْهِ حَاجَتَهُ وَهُوَ
مَعِي فِي الْمِرْطِ، ثُمَّ خَرَجَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَان، فَأَصْلَحَ
عَلَيْهِ ثِيَابَهُ وَجَلَسَ، فَقَضَى إِلَيْهِ حَاجَتَه، ثُمَّ خَرَجَ، قَالَتْ
عَائِشَةُ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اسْتَأْذَنَ عَلَيْكَ أَبُو بَكْرٍ
فَقَضَى إِلَيْكَ حَاجَتَهُ عَلَى
* [ف / ١٥٥ أ].
(١)
طمس في (ف)، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في «المعجم الكبير» للطبراني (٩/
١٧٩، ٨٨٠٧)، عن الدبري، عن عبد الرزاق، به.
(٢)
تصحف في (ف)، (س) إلى: «عراك»، والتصويب من «فضائل الصحابة» لأحمد بن حنبل (٢/
٥٩٥) عن المصنف، به. وينظر: «تهذيب الكمال» (٢٢/ ٥٢٨)، «الإكمال» لابن ماكولا (٦/
١٨٨).
° [٢١٤٨٢]
[الإتحاف: حم ٢١٦٩٠].
(٣)
المرط: كل ثوب غير مخيط يشتمل به كالملحفة، ويكون من خزّ أو صوف أو كتان. والجمع:
المروط. (انظر: معجم الملابس) (ص ٤٦٤).
حَالِكَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ
فَقَضَى إِلَيْكَ حَاجَتَهُ عَلَى حَالِكَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ
فَكَأَنَّكَ احْتَفَظْتَ، فَقَالَ: «إِنَّ عُثْمَانَ رَجُلٌ حَيِيٌّ، وَلَوْ أَنَي
أَذِنْتُ لَهُ فِي تِلْكَ الْحَالِ خَشِيتُ ألا يَقْضِيَ حَاجَتَهُ إِلَيَّ».
قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَلَيْسَ كَمَا
يَقُولُ الْكَذَّابُونَ: «ألَا أَسْتَحْيِ مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحْيِي مِنْهُ
الْمَلَائِكَةُ».
° [٢١٤٨٣]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ:
حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ (١)، أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ ﷺ رَهْطًا فِيهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَلَمْ يُعْطِهِ مَعَهُمْ
شَيْئًا، فَخَرَجَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَبْكِي، فَلَقِيَهُ عُمَر، قَالَ: مَا
يُبْكِيكَ؟ قَالَ: أَعْطَى النَّبِيُّ عليه السلام رَهْطًا وَلَم يُعْطِنِي
مَعَهُمْ، فَأَخْشَى أَنْ يَكُونَ إِنَّمَا مَنَعَهُ مِنْ جَرِيمَةٍ وَجَدَهَا
عَلَيَّ، قَالَ: فَدَخَلَ عُمَرَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَأَخْبَرَهُ خَبَرَ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَيْسَ بِي سَخْطَةٌ عَلَيْهِ، وَلَكِنِّي
وَكَلْتُهُ إِلَى إِيمَانِهِ».
° [٢١٤٨٤]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ وَأَبَانٍ، عَنْ
أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيّ ﷺ قَالَ لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: «أَمَرَنِي رَبِّي أَنْ
أَقْرَأَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ»، فَقَالَ أُبَيٌّ: وَسَمَّانِي لَكَ؟ قَالَ:
«وَسَمَّاكَ لِي»، قَالَ: فَبَكَى أُبَيٌّ.
وَأَمَّا أَبَانُ بْنُ أَبِي
عَيَّاشٍ فَأَخْبَرَنِي، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: أَوَذُكِرْتُ فِيمَا هُنَالِكَ؟
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «نَعَمْ»، قَالَ: فَبَكَى أُبَيٌّ.
° [٢١٤٨٥]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ،
قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ فَذَكَرَ بِلَالًا، فَقَالَ:
كَانَ شَحِيحًا عَلَى دِينِهِ، وَكَانَ يُعَذَّبُ فِي اللَّهِ عز وجل، وَكَانَ
يُعَذَّبُ عَلَى دِينِهِ، فَإِذَا أَرَادَ الْمُشْرِكُونَ * أَنْ يُقَارِبَهُمْ *
قَالَ: اللَّهَ اللَّهَ، قَالَ:
(١) تصحف في (ف)، (س) إلى: «عبيد»، والتصويب
من «فضائل الصحابة» لأحمد بن حنبل (٢/ ٧٢٨)، عن المصنف، به، «تاريخ دمشق» (٣٥/
٢٨١)، من طريق الزُّهري، به.
* [س / ٣٣٣].
* [ف / ١٥٥ ب].
فَلَقِيَ النَّبِيُّ ﷺ أبَا بَكْرٍ،
فَقَالَ: «لَوْ كَانَ عِنْدَنَا شَيْءٌ اشْتَرَيْنَا بِلَالًا»، فَلَقِيَ أَبُو
بَكْرٍ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ: اشْتَرِ بِلَالًا، قَالَ:
فَانْطَلَقَ الْعَبَّاسُ، فَقَالَ لِسَيِّدِهِ: هَلْ لَكَ أَنْ تَبِيعَنِي
عَبْدَكَ هَذَا قَبْلَ أَنْ يَفُوتَكَ خَيْرُهُ وَتُحْرَمَ ثَمَنَهُ؟ قَالَ: وَمَا
تَصْنَعُ بِهِ؟ إِنَّهُ خَبِيثٌ، إِنَّه، إِنَّهُ (١)! قَالَ: فَقَالَ لَهُ مِثْلَ
مَقَالَتِهِ، فَاشْتَرَاهُ الْعَبَّاس، فَبَعَثَ بِهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ،
فَأَعْتَقَه، فَكَانَ يُؤَذِّنُ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَلَمَّا مَاتَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الشَّامِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: بَلْ
عِنْدِي، فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ أَعْتَقْتَنِي لِنَفْسِكَ فَاحْبِسْنِي، وإِنْ
كُنْتَ أَعْتَقْتَنِي لِلَّهِ فَذَرْنِي أَذْهَبُ إِلَى اللَّهِ، فَقَالَ:
اذْهَبْ، فَذَهَبَ إِلَى الشَّامِ، فَكَانَ بِهَا حَتَّى مَاتَ.
° [٢١٤٨٦]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ
أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ خَطَبَ فَقَالَ: «يَلُومُنِي النَّاسُ فِي تَأْمِيرِي
أُسَامَةَ، كَمَا لَامُونِي فِي تَأْمِيرِ أَبِيهِ قَبْلَه، وإنَّ أَبَاهُ كَانَ
أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ، وَإِنَّهُ لَمِنَ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ بَعْدَهُ».
° [٢١٤٨٧]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ،
عَنْ أَنَس قَالَ: لَمَّا حُمِلَتْ جِنَازَةُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، قَالَ
الْمُنَافِقُونَ: مَا أَخَفَّ جِنَازَتَه، لِحُكْمِهِ فِي قُرَيْظَةَ، فَبَلَغَ
ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: «لَا، وَلَكِنَّ الْمَلَائِكَةَ كَانَت
تَحْمِلُهُ».
° [٢١٤٨٨]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَمَّنْ سَمِعَ أَنَسًا يَقُولُ:
أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ حلَّةٌ مِنْ سُنْدُسٍ، فَجَعَلَ أَصْحَابُهُ
يَعْجَبُونَ (٢) مِنْهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا يُعْجِبُكُمْ مِنْهَا؟
فَوَاللهِ لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ أَحْسَنُ مِنْهَا».
° [٢١٤٨٩]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: لَمَّا كَتَبْنَا
الْمَصَاحِفَ، فَقَدْتُ آيَةً كُنْتُ أَسْمَعُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ،
(١) قوله: «إنه إنه» ليس في (س)، والمثبت من
(ف).
(٢)
في (س): «يتعجبون»، والمثبت من (ف).
° [٢١٤٨٩]
[الإتحاف: حم حب ٤٧٦١].
فَوَجَدْتُهَا عِنْدَ خُزَيْمَةَ
بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا
عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ﴾ حَتَّى: ﴿وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾ [الأحزاب: ٢٣]، قَالَ: فَكَانَ خُزَيْمَةُ يُدْعَى ذُو
الشَّهَادَتَيْنِ، فَأَجَازَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ شَهَادَتَهُ بِشَهَادَةِ
رَجُلَيْنِ، قَالَ: وَقُتِلَ يَوْمَ صِفِّينَ مَعَ عَلِيٍّ.
° [٢١٤٩٠]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَوْ
قَتَادَةَ، أَوْ كِلَيْهِمَا، أَنَّ يَهُودِيًّا جَاءَ يَتَقَاضَى رَسُولَ اللَّهِ
عز وجل، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: «قَدْ قَضَيْتُكَ»، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ:
بَيِّنَتَكَ، قَالَ: فَجَاءَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ الْأَنْصارِيُّ فَقَالَ:
أَنَا أَشْهَدُ أَنَّهُ قَدْ (١) قَضاكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «وَمَا
يُدْرِيكَ؟» قَالَ: إِنِّي أُصدِّقُكَ بِأَعْظَمَ مِنْ ذَلِكَ، أُصَدِّقُكَ
بِخَبَرِ السَّمَاءِ، فَأَجَازَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ شَهَادَتَهُ بِشَهَادَةِ
رَجُلَيْنِ.
° [٢١٤٩١]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ * قَتَادَةَ، عَمَّنْ سَمِعَ
الْحَسَنَ يَقُولُ: جَاءَ غُلَام لِحَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى
النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ حَاطِبًا صَكَّ (٢) وَجْهِي،
وَاللَّهِ إِنِّي لأَرَاهُ سَيَدْخُلُ بِهَا النَّارَ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ:
«كَذَبْتَ، كَلَّا إِنهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا، وَالْحُدَيْبِيَةَ (٣)».
• [٢١٤٩٢]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيوبَ، عَنْ عَائِشَةَ
ابْنَةِ سَعْدٍ قَالَتْ: أَنَا ابْنَةُ الْمُهَاجِرِ الَّذِي فَدَاهُ رَسُولَ
اللَّهِ ﷺ يَوْمَ أُحُدٍ بِالْأَبَوَيْنِ.
° [٢١٤٩٣]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ،
أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ لِسَعْدٍ يَوْمَ أُحُدٍ: «فِدَاكَ أَبِي»، ثُمَّ قَالَ:
«فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي».
(١) ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
* [ف / ١٥٦ أ].
(٢)
الصك: الضرب. (انظر: النهاية، مادة: صكك).
(٣)
الحديبية: تقع على مسافة اثنين وعشرين كيلو مترا غرب مكة على طريق جدة، ولا تزال
تعرف بهذا الاسم. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص ٩٧).
• [٢١٤٩٤] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ،
عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: كَانَتْ عَائِشَةُ تَقُولُ: لَا تَقُولُوا
لِحَسَّانَ إِلَّا خَيْرًا؟ فَإِنَّهُ كَانَ يُهَاجِي عَنِ النَّبِيِّ ﷺ،
وَيَهْجُو الْمُشْرِكِينَ. قَالَ: وَكَانَ حَسَّانُ إِذَا دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ
أَلْقَتْ لَهُ وِسَادَةً فَجَلَسَ عَلَيْهَا.
° [٢١٤٩٥]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: كَانَتْ أُمُّ الْعَلَاءِ الْأَنْصَارِيَّةُ
تَقُولُ: لَمَّا قَدِمَ الْمُهَاجِرُونَ الْمَدِينَةَ، اقْتَرَعَتِ الْأَنْصَارُ
عَلَى سُكْنَتِهِمْ، قَالَتْ: فَصَارَ لَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ فِي
السُّكْنَى، فَمَرِضَ، فَمَرَّضْنَاه، ثُمَّ تُوُفِّيَ، فَجَاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ
ﷺ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ، فَشَهَادَتِي
أَنْ قَدْ أَكْرَمَكَ اللَّه، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّ
اللَّهَ أَكْرَمَهُ؟» فَقَالَتْ: لَا أَدْرِي وَاللَّهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ:
«أَمَّا هُوَ فَقَدْ أَتَاهُ الْيَقِين مِنْ رَبِّهِ، وَإنِّي لأَرْجُو لَهُ
الْخَيْرَ، وَاللَّهِ مَا أَدْرِي، وَأَنَا رَسُولُ اللهِ (١)، مَا يُفْعَلُ بِي
وَلَا بِكُمْ»، قَالَتْ: فَوَاللَّهِ لَا أُزَكِّي (٢) بَعْدَهُ أَحَدًا أَبَدًا،
قَالَتْ: ثُمَّ رَأَيْتُ بَعْدُ لِعُثْمَانَ فِي النَّوْمِ عَيْنًا (٣) تَجْرِي،
فَقَصَصْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ ﷺ فقَالَ: «ذَلِكَ عَمَلُهُ».
° [٢١٤٩٦]
قال مَعْمَرٌ: وَسَمِعْتُ عَنِ الزُّهْرِيِّ يَقُولُ: كَرِهَ الْمُسْلِمُونَ مَا
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ لِعُثْمَانَ حِينَ تُوُفِّيَتِ ابْنَةُ * النَّبِيِّ ﷺ:
«الْحَقِي بِفَرَطِنَا عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ».
° [٢١٤٩٧]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ صَاحِبٍ لَه، أَنَّ
النَّبِيَّ ﷺ قَالَ لِسَعْدِ بْنِ مُعَاذِ: «اللَّهُمَّ سَدِّدْ رَمْيَتَه،
وَأَجِبْ دَعْوَتَهُ».
° [٢١٤٩٨]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ:
سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ كَانَ أَحَدَ بَنِي عَبْسٍ،
وَكَانَ أَنْصَارِيًّا، وإنَّهُ قَاتَلَ مَعَ أَبِيهِ الْيَمَانِ يَوْمَ
(١) لفظ الجلالة ليس في (ف)، (س)، واستدرك
من: «مسند أحمد» (٢٨١٠١)، «المنتخب من مسند عبد بن حميد» (١٥٩٣)، كلاهما عن عبد
الرزاق، به.
(٢)
التزكية: المدح. (انظر: النهاية، مادة: زكا).
(٣)
العين: ينبوع الماء ينبع من الأرض ويجري. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: عين).
* [س/ ٣٣٤].
أُحُدٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ
قِتَالًا شَدِيدًا، وإِنَّ الْمُسْلِمِينَ أَحَاطُوا بِالْيَمَانِ يَضْرِبُونَهُ
بِأَسْيَافِهِمْ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: يَغْفِرُ اللَّهُ لكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ
الرَّاحِمِينَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ ﷺ، فَزَادَتْهُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ
ﷺ خَيْرًا، وَوَدَى (١) النَّبِيُّ ﷺ الْيَمَانَ، قَالَ: فَبَيْنَا النَّبِيُّ ﷺ
سَائِرٌ إِلَى تَبُوكَ، نَزَلَ * عَنْ رَاحِلَتِهِ لَيُوحَى إِلَيْهِ،
وَأَنَاخَهَا النَّبِيُّ ﷺ، فَنَهَضَتِ النَّاقَةُ تَجُرُّ زِمَامَهَا مُطْلَقَةً،
فَتَلَقَّاهَا حُذَيْفَة، فَأَخَذَ بِزِمَامِهَا يَقُودُهَا حَتَّى أَنَاخَهَا
وَقَعَدَ عِنْدَهَا، ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ ﷺ قامَ، فَأَقْبَلَ يُرِيدُ نَاقَتَه،
فَقَالَ: «مَنْ هَذَا»؟ فَقَالَ: حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ، فَقَالَ النَّبِيُّ
ﷺ: «فَإِنِّي أُسِرُّ إِلَيْكَ سِرًّا لَا تُحَدِّثْ بِهِ أَحَدًا أَبَدًا، إِنِّي
نُهِيتُ أَنْ أُصَلِّيَ عَلَى فُلَانٍ وَفُلَانٍ»، رَهْطٍ ذَوِي (٢) عَدَدٍ مِنَ
الْمُنَافِقِينَ، قَالَ: فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، وَاسْتُخْلِفَ
عُمَر، فَكَانَ إِذَا مَاتَ الرَّجُلُ مِنْ أَصحَابِ النَّبِيِّ ﷺ مِمَّنْ يَظُنُّ
عُمَرُ أَنَّهُ مِنْ أُولَئِكَ الرَّهْطِ؛ أَخَذَ بِيَدِ حُذَيْفَةَ، فَقَادَه،
فَإِنْ مَشَى مَعَهُ صَلَّى عَلَيْهِ، وَإِنِ انْتَزَعَ مِنْهُ لَمْ يُصَلِّ
عَلَيْهِ (٣)، وَأَمَرَ مَن يُصَلِّي عَلَيْهِ.
° [٢١٤٩٩]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ ثَابِتَ
بْنَ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ
أَكُونَ هَلَكْت، نَهَى (٤) اللَّهُ الْمَرْءَ أَنْ يُحِبَّ أَنْ يُحْمَدَ بِمَا
لَمْ يَفْعَلْ، وَأَجِدُنِى أُحِبُّ أَنْ أُحْمَدَ، وَنَهَى اللَّهُ عَنِ
الْخُيَلَاءِ، وَأَجِدُنِي أُحِبُّ الْجَمَالَ (٥)، وَنَهَى اللَّهُ أَنْ نَرْفَعَ
أَصْوَاتَنَا فَوْقَ صَوْتِكَ، وَأَنَا امْرُؤٌ جَهِيرُ الصَّوْتِ،
(١) الدية: المال الواجب في إتلاف نفوس
الآدميين، والجمع ديات. (انظر: معجم لغة الفقهاء) (ص ١٨٨).
* [ف/ ١٥٦ ب].
(٢)
قوله: «رهط ذوي»، وقع في (س): «ورهط من ذوي»، والمثبت من (ف).
(٣)
ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
(٤)
في (ف)، (س): «يمهل»، والتصويب مما يأتي في سياق هذا الحديث، وهو الموافق لما في:
«تفسير عبد الرزاق» (٣/ ٢١٩)، «دلائل النبوة» للبيهقي (٦/ ٣٥٥)، من طريق عبد
الرزاق، به، «إمتاع الأسماع» للمقريزي (١٤/ ٢١٦)، معزوًّا لعبد الرزاق.
(٥)
في (ف)، (س): «الخيال»، والتصويب من المصادر السابقة.
فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «يَا ثَابِتُ،
أَمَا تَرْضَى أَنْ تَعِيشَ حَمِيدًا، وَتُقْتَلَ شَهِيدًا، وَتَدْخُلَ
الْجَنَّةَ»، قَالَ: فَعَاشَ حَمِيدًا، وَقُتِلَ (١) شَهِيدًا يَوْمَ مُسَيْلِمَةَ
(٢).
° [٢١٥٠٠]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ،
يُحَدِّثُ عَنْ أُمِّهِ (٣)، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: لَمَّا كَانَ النَّبِي
ﷺ وَأَصْحَابُهُ يَبْنُونَ الْمَسْجِدَ، جَعَلَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ ﷺ يَحْمِلُ
كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ لَبِنَةً، وَعَمَّارٌ يَحْمِلُ لَبِنَتَيْنِ؟ عَنْهُ
لَبِنَةً، وَعَنِ النَّبِيِّ ﷺ لَبِنَةً، فَقَامَ النَّبِيُّ ﷺ إِلَيْهِ، فَمَسَحَ
(٤) ظَهْرَه، وَقَالَ: «يَا ابْنَ سُمَيَّةَ، لِلنَّاسِ أَجْرٌ، وَلَكَ أَجْرَانِ،
وَآخِرُ زَادِكَ شَرْبَةٌ (٥) مِنْ لَبَنٍ، وَتَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ».
° [٢١٥٠١]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِي
بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبِيهِ أَخْبَرَهُ قَالَ:
لَمَّا قُتِلَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ دَخَلَ عَمْرُو بْنُ حَزْمٍ عَلَى عَمْرِو
بْنِ الْعَاصِي، فَقَالَ: قُتِلَ عَمَّارٌ، وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ
يَقُولُ: «تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ»، فَقَامَ عَمْرٌ ويُرَجِّعُ فَزِعًا
حَتَّى دَخَلَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: مَا شَأْنُكَ؟
فَقَالَ: قُتِلَ عَمَّارٌ! فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: قُتِلَ عَمَّارٌ، فَمَاذَا؟!
قَالَ عَمْرٌو: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ (٦): «تَقتُلُهُ الْفِئَةُ
الْبَاغِيَةُ»، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: دُحِضْتَ (٧) فِي بَوْلِكَ (٨)،
أَنَحْنُ
(١) في (س): «ومات».
(٢)
في (ف): «مسلمة»، والتصويب من (س).
(٣)
في (ف)، (س): «أبيه»، والتصويب من: «دلائل النبوة» (٢/ ٥٥٠) للبيهقي، من طريق عبد
الرزاق، به، «البداية والنهاية» لابن كثير (٤/ ٥٣٥)، معزوًّا لعبد الرزاق.
(٤)
قوله: «إليه فمسح»، وقع في (س): «يمسح»، والمثبت من (ف). وينظر: «دلائل النبوة».
(٥)
بعده في (س): «فيه»، والمثبت من (ف)، وهو الموافق لما في المصدر السابق.
° [٢١٥٠١]
[الإتحاف: كم حم ١٥٩٣٦، كم حم ١٥٩٧٠].
(٦)
ليس في (ف)، والمثبت من (س)، ويوافقه ما في: «مسند أحمد» (١٨٠٥٦)، «مسند أبي يعلى»
(١٣/ ١٢٣)، كلاهما من طريق عبد الرزاق، به.
(٧)
الدحض: الزَّلَق. (انظر: النهاية، مادة: دحض).
(٨)
في (ف)، (س): «قولك»، والتصويب من المصدرين السابقين.
قَتَلْنَاهُ؟! إِنَّمَا قَتَلَة
عَلِيٌّ وَأَصْحَابُه، جَاءُوا بِهِ حَتَّى أَلْقَوْهُ تَحْتَ رِمَاحِنَا، أَوْ
قَالَ *: بَيْنَ سُيُوفِنَا.
• [٢١٥٠٢]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ
الْمُهَاجِرُونَ لِعُمَرَ: أَلَا تَدْعُو أَبْنَاءَنَا كَمَا تَدْعُو ابْنَ
عَبَّاسٍ؟ قَالَ: ذَلِكُمُ فَتَى الْكُهُولِ؛ فَإِنَّ لَهُ لِسَانًا سَئُولًا،
وَقَلْبًا عَقُولًا.
° [٢١٥٠٣]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ
أَبِيهِ قَالَ: أَوَّلُ سَيْفٍ سُلَّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ سَيْفُ الزُبَيْرِ،
نُفِحَتْ نَفْحَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أُخِذَ بِأَعْلَى مَكَّة،
فَخَرَجَ الزُّبَيْرُ بِسَيْفِهِ يَشُقُّ (١) النَّاسَ، فَلَقِيَهُ النَّبِيُّ ﷺ
فَقَالَ: «مَا لَكَ يَا زُبَيْرُ؟!» قَالَ: أُخْبِرْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ
أَنَّكَ أُخِذْتَ، قَالَ: فَدَعَا لَهُ النَّبِيُّ ﷺ وَلِسَيْفِهِ.
° [٢١٥٠٤]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: لَمَّا
وَلَّى الزُّبَيْرُ يَوْمَ الْجَمَلِ، بَلَغَ عَلِيًّا، فَقَالَ: لَوْ كَانَ ابْنُ
صفِيَّةَ يَعْلَمُ أَنَّهُ عَلَى حَقِّ مَا وَلَّى، قَالَ: وَذَلكَ أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ ﷺ لَقِيهمَا فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ، فَقَالَ: «أَتُحِبُّهُ يَا
زُبَيْرُ؟» فَقَالَ: وَمَا يَمْنَعُنِي؟! فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «فَكَيْفَ أَنْتَ
إِذَا قَاتَلْتَهُ وَأَنْتَ ظَالِمٌ لَهُ؟!» قَالَ: فَيَرَوْنَ أَنَّهُ إِنَّمَا
وَلَّى لِذَلِكَ.
° [٢١٥٠٥]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ * إِسْمَاعَيلَ بْنِ
أُمَيَّةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «فَتَيَانِ أَرْغَبُ بِهِمَا عَنِ
النَّارِ: عَتَّابُ بْنُ أَسِيدٍ، وَأَبَانُ بْنُ سَعِيدٍ - أَوْ: جُبَيرُ بْنُ
مُطْعِمٍ»، يَشُكُّ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَا.
* [ف/ ١٥٧ أ].
° [٢١٥٠٣]
[شيبة: ١٩٨٦٩، ٣٧٠٩١].
(١)
في (س): «فشق»، والمثبت من (ف).
* [س/ ٣٣٥].
° [٢١٥٠٦] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ،
عَنْ مَعْمَرٍ، عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
«أَنَا سَابِقُ الْعَرَبِ، وَبِلَالٌ سَابِقُ الْحَبَشَةِ، وَصُهَيْبٌ سَابِقُ
الرُّومِ، وَسَلْمَانُ سَابِقُ فَارِسَ».
١٨١
- بَابُ
الْمُخَنَّثِينَ (١) مِنَ الرِّجَالِ (٢) وَالْمُذَكَّرَاتِ
° [٢١٥٠٧]
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ
أَبِي كَثِيرٍ وَأَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَعَنَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الْمُخَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَالِ، وَالْمُتَرَجِّلَاتِ (٣) مِنَ
النِّسَاءِ.
° [٢١٥٠٨]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ
أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ
قَالَ: «أَخْرِجُوا الْمُخَنَّثِينَ مِنْ بُيُوتِكُمْ».
قَالَ: وَأَخْرَجَ النَّبِيُّ ﷺ
مخَنَّثًا، وَأَخْرَجَ عُمَرُ مُخَنَّثًا.
° [٢١٥٠٩]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ
قَالَ: أَمَرَ النَّبِيُّ ﷺ بِرَجُلٍ مِنَ الْمُخَنَّثِينَ فَأُخْرِجَ مِنَ
الْمَدِينَةِ، وَأَمَرَ أَبُو بَكْرٍ بِرَجُلٍ مِنْهُمْ فَأُخْرِجَ أَيْضًا.
• [٢١٥١٠]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَوَّلُ مَنِ اتُّهِمَ بِالْأَمْرِ الْقَبِيحِ
* - يَعْنِي: عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ - عَلَى عَهْدِ عُمَرَ، فَأَمَرَ عُمَرُ بَعْضَ
شَبَابِ قُرَيْشٍ أَلَّا يُجَالِسُوهُ.
° [٢١٥٠٦] [شيبة: ٣٢٩٩٥].
(١)
المخنَّثون: جمع المخنَّث، وهو: التشبه بالمرأة في سلوكه لبسًا وحركةً وكلامًا.
(انظر: معجم اللغة العربية المعاصرة، مادة: خنث).
(٢)
قوله: «من الرجال» ليس في (ف)، وأثبتناه من (س).
° [٢١٥٠٧]
[الإتحاف: مي حب حم ٨٦٢٠] [شيبة: ٢٧٠٢٠].
(٣)
المترجلات: المتشبِّهات بالرجال في الزِّيِّ والهيئة. (انظر: النهاية، مادة: رجل).
* [ف/ ١٥٧ ب].
° [٢١٥١١] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ،
عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ رَفَعَهُ قَالَ: «لَا يَدْخُلُ
الْجَنَّةَ دَيُّوثٌ، وَلَا مُدْمِنُ خَمْرِ، وَلَا رَجُلَةُ نِسَاءٍ».
١٨٢
- بَابُ
مُبَاشَرَةِ (١) الرَّجُلِ الرَّجُلَ
° [٢١٥١٢]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ:
نَهَى النَّبِيُّ ﷺ أَنْ يَنْظُرَ الرَّجُلُ إِلَى عَوْرَةِ الرَّجُلِ،
وَالْمَرْأَةُ إِلَى عَوْرَةِ الْمَرْأَةِ، وَأَنْ يُبَاشِرَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ،
وَأَنْ تُبَاشِرَ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ.
١٨٣
- بَابُ
الْيَقِينِ وَالْوَسْوَسَةِ (٢)
° [٢١٥١٣]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: جَاءَ
رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ (٣) إِلَى النَّبِيِّ ﷺ،
فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ أَشْيَاءَ يُوَسْوِسُ بِهَا
الشَّيْطَانُ فِي صُدُورِنَا، لأَنْ يَخِرَّ (٤) أَحَدُنَا مِنَ الثُّرَيَّا
أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَبُوحَ بِهِ، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «أَوَقَدْ
وَجَدْتُمْ ذَلِكَ؟! إِنَّ الشيْطَانَ يُرِيدُ الْعَبْدَ فِيمَا دُونَ ذَلِكَ،
فَإِذَا عُصِمَ (٥) مِنْهُ أَلْقَاهُ فِيمَا هُنَالِكَ، وَذَلِكَ صَرِيحُ (٦)
الْإِيمَانِ».
° [٢١٥١٤]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ
أَبِيهِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إِن قَوْمًا سَيَقُولُونَ: خَلَقَ اللَّهُ
الْخَلْقَ، فَمَنْ خَلَقَهُ؟ فَإِذَا سَمِعْتُمْ ذَلِكَ فَقُولُوا: آمَنَّا
بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ».
° [٢١٥١٥]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَشَانَ، عَنِ
ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: كنْتُ عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ
فَسَأَلَهُ عَنْ أَمْرٍ لَمْ أَفْهَمْه، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: اللَّهُ
أَكْبَرُ!
(١) المباشرة: الملامسة. وأصله من لمس بشرة
الرجل بشرة المرأة. (انظر: النهاية، مادة: بشر).
° [٢١٥١٢]
[شيبة: ١١٤٢].
(٢)
الوسوسة: حديث النفس والأفكار. (انظر: النهاية، مادة: وسوس).
(٣)
قوله: «من أصحاب النَّبِيّ ﷺ» ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
(٤)
الخرور: السقوط من علو. (انظر: النهاية، مادة: خرر).
(٥)
في (س): «اعتصم»، والمثبت من (ف).
(٦)
الصريح: الخالص من كل شيء. (انظر: النهاية، مادة: صرح).
سَأَلَ عَنْهَا رَجُلَانِ، وَهَذَا
الثَّالِث، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «إِنَّ رِجَالًا سَتُرْفَعُ
بِهِمُ الْمَسْأَلَةُ حَتَّى يَقُولُوا: اللَّهُ خَلَقَ الْخَلْقَ، فَمَنْ
خَلَقَهُ؟».
فَكَانَ مَعْمَرٌ يَصِلُ فِي هَذَا
الْحَدِيثِ فَيَقُولُ: «اللَّهُ خَلَقَ كُل شَيْءٍ، وَهُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ،
وَهُوَ كَائِنٌ بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ».
١٨٤
- بَابُ
خِدْمَةِ الرَّجُلِ صَاحِبَهُ
° [٢١٥١٦]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي
قِلَابَةَ قَالَ: ذُكِرَ عَنْدَ النَّبِي ﷺ رَجُلٌ، فَقَالَ لَهُ: فِيهِ خَيْرٌ،
قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، خَرَجَ مَعَنَا حَاجًّا، فَإِذَا نَزَلْنَا لَمْ
يَزَلْ يُصَلِّي حَتَّى نَرْتَحِلَ، وَإِذَا ارْتَحَلْنَا لَمْ يَزَلْ يَقْرَأ،
وَيَذْكُرُ حَتَّى نَنْزِلَ، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «فَمَنْ كَانَ يَكْفِيهِ عَلْفَ
نَاقَتِهِ، وَصُنْعَ طَعَامِهِ؟» قَالُوا: كُلُّنَا، قَالَ: «كُلُّكُمْ خَيْرٌ
مِنْهُ».
١٨٥
- بَابٌ
فِيمَنْ عَذَّبَ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا *
° [٢١٥١٧]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ
عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلَ هِشَامُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ عَلَى
عُمَيْرِ بْنِ سَعْدٍ الْأَنْصَارِيِّ بِالشَّامِ، وَكَانَ عَامِلًا لِعُمَرَ بْنِ
الْخَطَّابِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ، فَوَجَدَ عَنْدَهُ نَاسًا مِنَ النَّبَطِ (١)
مُشَمَّسِينَ، فَقَالَ: مَا بَالُ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: حَبَسْتُهُمْ فِي الْجِزْيَةِ
(٢)، فَقَالَ هِشَامٌ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «إِنَّ الَّذِي
يُعَذِّبُ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا يُعَذَبُهُ اللَّهُ فِي الْآخِرَةِ»، قَالَ:
فَخَلَّى عُمَيْرٌ عَنْهُمْ وَتَرَكَهُمْ.
* [ف/ ١٥٨ أ].
(١)
النبط والأنباط والنبيط: فلاحو المعجم، وهم قوم من العرب دخلوا في المعجم والروم
واختلطت أنسابهم، وفسدت ألسنتهم، وسموا بذلك لمعرفتهم بإنباط الماء؛ أي: استخراجه.
(انظر: مجمع البحار، مادة: نبط).
(٢)
الجزية: المال الذي يعقد للكتابب عليه الذمة، وهي فعلة من الجزاء، كأنها جزت عن
قتله. (انظر: النهاية، مادة: جزا).
• [٢١٥١٨] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَاءَ
بَحِيرُ بْنُ رَيْسَانَ (١) إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى ابْنِ
الزُّبَيْرِ، وَكَانَ عَامِلًا لَه، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنْتَ امْرُؤٌ
ظَلُومٌ، لَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يَشْفَعَ لَكَ (٢)، وَلَا يَدْفَعَ عَنْكَ.
• [٢١٥١٩]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ
أَبِي رَافِعٍ * قَالَ: وَتَّدَ (٣) فِرْعَوْنُ لاِمْرَأَتِهِ أَوْتَادًا
أَرْبَعَةَ، أَوْ أَرْبَعَةَ أَوْتَادٍ، ثُمَّ جَعَلَ (٤) عَلَى بَطْنِهَا رَحًى
عَظِيمَةً (٣) حَتَّى مَاتَتْ.
١٨٦
- بَابُ
نَقْصِ الْإِسْلَامِ وَنَقْصِ النَّاسِ
• [٢١٥٢٠]
قال: قَرَأْنَا عَلَى عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ وَهْبِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: لَا يَزَالُ
النَّاسُ صَالِحِينَ مُتَمَاسِكِينَ مَا أَتَاهُمُ (٥) الْعِلْمُ عَنْ أَصْحَابِ
مُحَمَّدٍ ﷺ، وَمِنْ أَكَابِرِهِمْ، فَإِذَا أَتَاهُمُ الْعِلْمُ (٦) مِنْ
أَصَاغِرِهِمْ هَلَكُوا.
° [٢١٥٢١]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ،
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «النَّاسُ كَإِبِلٍ مِائَةٍ
لَا يَجِدُ الرَّجُلُ فِيهَا رَاحِلَةً (٧)».
(١) تصحف في (ف)، (س) إلى: «وسنان»، والتصويب
من «شعب الإيمان» للبيهقي (١٠/ ١٢٦)، من طريق عبد الرزاق، به، «لسان الميزان» (٢/
٢٦٤)، معزوًّا لعبد الرزاق.
(٢)
ليس في (س)، وفي المصدرين السابقين: «فيك»، والمثبت من (ف).
* [س/ ٣٣٦]
(٣)
وتد: ثبّت. (انظر: القاموس، مادة: وتد).
(٤)
قوله: «ثم جعل»، وقع في (س): «وجعل»، والمثبت من (ف).
(٥)
قوله: «ما أتاهم» ليس في (س)، والمثبت من (ف).
(٦)
ليس في (ف)، والمثبت من (س).
° [٢١٥٢١]
[الإتحاف: عه حب حم ٩٦٧٢].
(٧)
تصحف في (ف) إلى: «راحلته»، والتصويب من «صحيح مسلم» (٢٦٢٩)، «سنن الترمذي»
(٣١٠٤)، «مسند أحمد» (٥٧٢٣)، كلهم من طريق عبد الرزاق، به. وهذا الحديث ليس في (س).
• [٢١٥٢٢] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ،
عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ
لَبِيدٌ:
ذَهَبَ الَّذِينَ يُعَاشُ فِي
أَكْنَافِهِمْ … وَبَقِيتُ فِي خَلْفٍ كَجِلْدِ الْأَجْرَبِ
يَتَحَدَّثُونَ مَخَانَةً
وَمَلَامَةً … وَيُعَابُ قَائِلُهُمْ وَإِنْ لَمْ يَشْغَبِ
قَالَ: ثُمَّ تَقُولُ عَائِشَةُ:
فَكَيْفَ لَوْ أَدْرَكَ لَبِيدٌ مَنْ نَحْنُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ؟!
قَالَ: وَيَقُولُ الزُّهْرِيُّ:
كَيْفَ لَوْ أَدْرَكَتْ عَائِشَةُ مَنْ نَحْنُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ (١)؟!
قَالَ مَعْمَرٌ: فَكَيْفَ لَوْ
أَدْرَكَ الزُّهْرِيُّ مَنْ نَحْنُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ؟!
١٨٧
- بَابُ
الآبِقِ (٢) مِنْ سَيِّدِهِ
° [٢١٥٢٣]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، يَرْويهِ قَالَ:
«ثَلَاثَةٌ لَا تُجَاوِزُ صَلَاتُهُمْ آذَانَهُمُ: عَبْدٌ أَبَقَ مِنْ سَيِّدِهِ
حَتَّى يَأْتِيَ فَيَضعَ يَدَهُ فِي يَدِهِ، وَامْرَأَةٌ بَاتَتْ وَزَوْجُهَا
عَلَيْهَا غَضْبَانُ فِي حَقِّهِ عَلَيْهَا، وَرَجُلٌ أَمَّ قَوْمًا وَهُمْ لَهُ
كَارِهُونَ».
° [٢١٥٢٤]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ
مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «نِعِمَّا
لِلْعَبْدِ أَنْ يَتَوَفَّاهُ اللَّهُ (٣) يُحْسِنُ عِبَادَةَ رَبِّهِ وَطَاعَةَ *
سَيِّدِهِ، نِعِمَّا لَه، نِعِمَّا لَهُ». قَالَ: وَكَانَ عُمَرُ إِذَا مَرَّ
عَلَيْهِ عَبْدٌ قَالَ: يَا فُلَان، أَبْشِرْ بِالْأَجْرِ مَرَّتَيْنِ.
• [٢١٥٢٢] [شيبة:٢٦٥٦٣].
(١)
قوله: «قال: ويقول الزُّهري: كيف لو أدركت عائشة من نحن بين ظهرانيه؟!» ليس في
(ف)، (س)، والسياق يقتضيه؛ فأثبتناه من «الزهد الكبير» للبيهقي (٢١٤) من طريق عبد
الرزاق، به.
(٢)
الأبق: الهارب. (انظر: النهاية، مادة: أبق).
(٣)
لفظ الجلالة مكانه بياض في (ف)، (س)، والمثبت من «مسند أحمد» (٧٧٧٠)، «السنن
الكبرى» للبيهقي (١٥٩٠٧)، كلاهما من طريق عبد الرزاق، به.
* [ف/ ١٥٨ ب].
• [٢١٥٢٥] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ،
عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهُ اشْتَدَّ
غَضَبُ اللَّهِ عَلَى مَنْ يَقُولُ: مَنْ يَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ؟ فَيَقُولُ:
أَنَا أَحُولُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ.
١٨٨
- بَابُ
الْمُتَشَبِّعِ (١) بِمَا لَمْ يُعْطَ
° [٢١٥٢٦]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ
عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتِ النَّبِيَّ ﷺ،
فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي زَوْجًا، وَلِي ضَرَّةٌ، وإِنِّي
أَتَشَبَّعُ مِنْ زَوْجِي؛ أَقُولُ: أَعْطَانِي كَذَا وَكَذَا، وَكَسَانِي كَذَا،
وَهُوَ كَذِبٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ
كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ».
١٨٩
- بَابُ
ذِي الْوَجْهَيْنِ
° [٢١٥٢٧]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ
النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «خِيَارُكُمْ مَنْ كَانَ لِهَذَا الْأَمْرِ كَارِهًا قَبْلَ
أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ - يَعْنِي الْاِسْلَامَ - وَشِرَارُكُمْ مَنْ يَلْقى
هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ، وَهَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ».
• [٢١٥٢٨]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ مَعْمَرٌ:
وَكَتَبَ بِهِ إِلَيَّ أَيُوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، أَنَّ أَبَا مَسْعُودٍ
الْأَنْصارِيَّ دَخَلَ عَلَى حُذَيْفَةَ، فَقَالَ: أَوْصِنَا يَا أَبَا عَبْدِ
اللهِ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: أَمَا جَاءَكَ الْيكِينُ؟! قَالَ: بَلَى وَرَبِّي،
قَالَ: فَإِنَّ الضَّلَالَةَ حَقَّ الضَّلَالَةِ أَنْ تَعْرِفَ الْيَوْمَ مَا
كُنْتَ تُنْكِرُ قَبْلَ الْيَوْمِ، وَأَنْ تُنْكِرَ الْيَوْمَ مَا كُنْتَ تَعْرِفُ
قَبْلَ الْيَوْمِ، وإيَّاكَ وَالتَّلَوُّنَ، فَإِن دِينَ اللهِ وَاحِدٌ.
١٩٠
- بَابُ
الشَّامِ
• [٢١٥٢٩]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ، قَالَ:
(١) المتشبع: المتكثر بأكثر مما عنده يتجمل
بذلك، كالذي يرى أنه شبعان، وليس كذلك. (انظر: النهاية، مادة: شبع).
قَالَ رَجُلٌ يَوْمَ صِفِّينَ:
اللَّهُمَّ الْعَنْ أَهْلَ الشَّامِ، قَالَ: فَقَال عَلِيٌّ: لَا تَسُبَّ أَهْلَ
الشَّامِ جَمًّا (١) غَفِيرًا؛ فَإِنَّ بِهَا الْأَبْدَالَ (٢)، فَإِنَّ بِهَا
الْأَبْدَالَ، فَإِنَّ بِهَا الْأَبْدَالَ.
° [٢١٥٣٠]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي
قِلَابَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يَكُونُ بِالشَّامِ جُنْدٌ،
وَبِالْعِرَاقِ جُنْدٌ، وَبِالْيَمَنِ جُنْدٌ»، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ (٣): خِرْ
لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «عَلَيْكَ بِالشَّامِ، فَمَنْ أَبَى (٤)
فَلْيَلْحَقْ بِيَمَنِهِ (٥)، وَلْيَسْتَقِ بِغُدُرِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ
تَكَفَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ».
قَالَ مَعْمَرٌ: قَالَ قَتَادَةُ فِي
هَذَا الْحَدِيثِ: «فَلْيَلْحَقْ بِيَمِينِهِ (٦)».
° [٢١٥٣١]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي
قِلَابَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «لَا يَزَالُ فِي أُمَّتِي سَبْعَةٌ لَا
يَدْعُونَ اللهَ فِي شَيْءٍ إِلَّا اسْتَجَابَ لَهُمْ، بِهِمْ تُنْصَرُونَ،
وَبِهِمْ تُمْطَرُونَ»، قَالَ: وَحَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: «وَبِهِمْ يُدْفَعُ
عَنْكُمْ».
° [٢١٥٣٢]
قال مَعْمَرٌ: وَبَلَغَنِي أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ نَظَرَ * إِلَى الشَّامِ فَقَالَ:
«اللَّهُمَّ اعْطِفْ بِقُلُوبِهِمْ إِلَى طَاعَتِكَ، وَأَحِطْ مِنْ وَرَائِهِمْ
إِلَى رَحْمَتِكَ»، قَالَ: ثُمَّ نَظَرَ إِلَى الْيَمَنِ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ،
ثُمَّ نَظَرَ إِلَى الْعِرَاقِ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ.
• [٢١٥٣٣]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ عُمَرَ
بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ لِكَعْبٍ:
(١) الجم: الكثير. (انظر: النهاية، مادة:
جمم).
(٢)
الأبدال: الأولياء والعباد، والمفرد: بدَل. (انظر: النهاية، مادة: بدل).
(٣)
قوله: «قال: فقال رجل» وقع في (ف)، (س): «فقال»، وهو خطأ، والتصويب من «فضائل
الصحابة» للإمام أحمد (١٧٢٥)، عن عبد الرزاق، به.
(٤)
الإباء: أشد الامتناع. (انظر: النهاية، مادة: أبا).
(٥)
في (ف)، (س): «بيمينه»، والتصويب من المصدر السابق.
(٦)
في (س): «بيمينه»، والمثبت من (ف) أشبه بالصواب، بدلالة ما سبق في هذا الحرف من
طريق أيوب.
* [ف/ ١٥٩ أ].
أَلَا تَتَحَوَّلُ إِلَى
الْمَدِينَةِ؟! فِيهَا مُهَاجَرُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَقَبْرُه، قَالَ كَعْبٌ:
إِنِّي وَجَدْتُ فِي كِتَابِ اللَّهِ الْمُنَزَّلِ أَنَّ الشَّامَ كَنْزُ اللَّهِ
مِنْ أَرْضِهِ، وَبِهَا كَنْزُهُ مِنْ خَلْقِهِ.
١٩١
- بَابُ
الْعِرَاقِ
• [٢١٥٣٤]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي قَالَ: مَوْضِعُ قَدَمِ
إِبْلِيسَ بِالْبَصرَةِ، وَفَرَّخَ بِمِصْرَ.
• [٢١٥٣٥]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ *، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ
أَبِيهِ قَالَ: أَرَادَ عُمَرُ أَنْ يَسْكُنَ الْعِرَاقَ، فَقَالَ لَهُ كَعْبٌ:
لَا تَفْعَلْ؟ فَإِنَّ فِيهَا الدَّجَّالَ، وَبِهَا مَرَدَةُ الْجِنِّ، وَبِهَا
تِسْعَةُ أَعْشَارِ السِّحْرِ، وَبِهَا كُلُّ دَاءٍ عُضَالٍ - يَعْنِي
الْأَهْوَاءَ.
• [٢١٥٣٦]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ أَصْحَابِهِ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ قَالُوا: كُلُّ مَا قِيلَ قَدْ
رَأَيْنَا إِلَّا سِبَاءَ الْكُوفَةِ. يَعْنِي: أَهْلُهَا يُسْبَوْنَ.
• [٢١٥٣٧]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ عَلِيًّا
قَالَ: تَخْرُبُ الْبَصْرَةُ إِمَّا بِحَرِيقٍ، وإِمَّا بِغَرَقِ، كَأَنَي
أَنْظُرُ إِلَى مَسْجِدِهَا كَأَنَّهُ جُؤْجُؤُ سَفِينَةٍ.
• [٢١٥٣٨]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ عَبْدَ
اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو قَالَ: الْبَصرَةُ أَخْبَثُ الْأَرْضِ تُرَابًا،
وَأَسْرَعُهُ خَرَابًا، قَالَ: وَيَكُونُ فِي الْبَصْرَةِ خَسْفٌ؛ فَعَلَيْكَ
بِضَوَاحِيهَا (١)، وإيَّاكَ وَسِبَاخَهَا.
١٩٢
- بَابُ
الْعِلْمِ
• [٢١٥٣٩]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي
قِلَابَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: عَلَيْكُمْ بِالْعِلْمِ قَبْلَ أَنْ
يُقْبَضَ، وَقَبْضُهُ ذَهَابُ أَهْلِهِ، وَعَلَيْكُمْ بِالْعِلْمِ؟ فَإِنَّ
أَحَدَكُمْ لَا يَدْرِي مَتَى يَفْتَقِرُ إِلَيْهِ، أَوْ يُفْتَقَرُ إِلَى مَا
عِنْدَه، وَعَلَيْكُمْ بِالْعِلْمِ، وإيَّاكُمْ وَالتَّنَطُّعَ
* [س/ ٣٣٧].
(١)
ضواحي البلدة: ظواهرها، وهو: ما ظهر منها للشمس. (انظر: جامع الأصول) (٤/ ٥١٣).
وَالتَّعَمُّقَ (١)، وَعَلَيْكُمْ
بِالْعَتِيقِ (٢)، فَإِنَّهُ سَيَجِيءُ قَوْمٌ يَتْلُونَ الْكِتَابَ يَنْبِذُونَهُ
وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ.
° [٢١٥٤٠]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي هَارُونَ، قَالَ:
كُنَّا نَدْخُلُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، فَيقُولُ: مَرْحَبًا
بِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ حَدَّثَنَا قَالَ:
«إِنَّهُ سَيَأْتِيكُمْ قَوْمٌ مِنَ الْآفَاقِ يَتَفَقَّهُونَ؟ فَاسْتَوْصُوا
بِهِمْ خَيْرًا».
• [٢١٥٤١]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ
أَبُو الدَّرْدَاءِ: إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَتَخَوَّفُ عَلَيْكُمْ أَنْ يُقَالَ لِي
يَوْمَ الْقِيَامَةِ: قَدْ عَلِمْتَ، فَمَا عَمِلْتَ فِيمَا * عَلِمْتَ؟
• [٢١٥٤٢]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ،
عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَ: حَظٌّ مِنْ عَلْمٍ
أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حَظِّ مِنْ عِبَادَةٍ، وَلأَنْ أُعَافَى فَأَشْكُرَ أَحَبُّ
إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُبْتَلَى فَأَصْبِرَ، قَالَ: وَنَظَرْتُ فِي الْخَيْرِ الَّذِي
لَا شَرَّ فِيهِ فَلَمْ أَرَ مِثْلَ الْمُعَافَاةِ وَالشُّكْرِ.
• [٢١٥٤٣]
قال: وَقَالَ (٣) قَتَادَةُ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: تَذَاكُرُ (٤) الْعِلْمِ
بَعْضَ لَيْلَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ إِحْيَائِهَا.
• [٢١٥٤٤]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي
قِلَابَةَ قَالَ: قِيلَ لِلُقْمَانَ: أَيُّ النَّاسِ أَصْبَرُ - أَوْ قَالَ:
خَيْرٌ؟ قَالَ: صَبْرٌ لَا يَتْبَعُهُ أَذًى، قَالَ: قِيلَ: فَأَيُّ النَّاسِ
أَعْلَمُ؟ قَالَ: مَنِ ازْدَادَ مِنْ عِلْمِ النَّاسِ إِلَى عِلْمِهِ، قَالَ:
فَأَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟ قَالَ: الْغَنِيُّ،
(١) التعمق: المبالغة في الأمر والتشدد فيه.
(انظر: النهاية، مادة: عمق).
(٢)
العتيق: القديم الأول. (انظر: النهاية، مادة: عتق).
• [٢١٥٤١]
[شيبة: ٣٥٧٤١، ٣٧١٩١].
* [ف/ ١٥٩ ب].
(٣)
مكانه في (ف) علامة تخريج، ولا شيء في الحاشية، والمثبت من (س)، ويوافقه ما في
«المدخل إلى السنن الكبرى» للبيهقي (ص ٣٠٤)، من طريق عبد الرزاق، به.
(٤)
في (س): «من تذكر»، والمثبت من (ف) هو الموافق لما في المصدر السابق.
قِيلَ: الْغَنَاءُ (١) مِنَ
الْمَالِ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنَّ الْغَنِيَّ الَّذِي إِذَا الْتُمِسَ عِنْدَهُ
خَيْرٌ وُجِدَ، وإِلَّا أَعْفَى النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ.
° [٢١٥٤٥]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
عُرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
«إِلَّا اللَّهَ لَا يَنْزعُ الْعِلْمَ مِنَ النَّاسِ بَعْدَ أَنْ يُعْطِيَهُ
إِيَّاهُمْ، وَلَكِنْ يَذْهَبُ بِالْعُلَمَاءِ، كُلَّمَا ذَهَبَ عَالِمٌ ذَهَبَ
بِمَا مَعَهُ مِنَ الْعِلْمِ، حَتَّى يَبْقَى مَنْ لَا يَعْلَم، فَيَضِلُّوا
وَيُضِلُّوا».
• [٢١٥٤٦]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ،
عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: الْعُلَمَاءُ ثَلَاثَةٌ: رَجُلٌ عَاشَ بِعِلْمِهِ
وَلَمْ يَعِشِ النَّاسُ مَعَه، وَرَجُلٌ عَاشَ النَّاسُ بِعِلْمِهِ وَلَمْ يَعِشْ
هُوَ فِيهِ، وَرَجُلٌ عَاشَ بِعِلْمِهِ وَعَاشَ النَّاسُ بِعِلْمِهِ.
• [٢١٥٤٧]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي
قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: لَا تَفْقَهُ كُلَّ الْفِقْهِ حَتَّى
تَرَى لِلْقُرْآنِ وُجُوهًا كَثِيرَةً، وَلَنْ تَفقَهَ كُلَّ الْفِقْهِ حَتَّى
تَمْقُتَ النَّاسَ فِي ذَاتِ اللَّهِ، ثُمَّ تُقْبِلَ عَلَى نَفْسِكَ فَتَكُونَ
لَهَا أَشَدَّ مَقْتًا مِنْ مَقْتِكَ النَّاسَ.
• [٢١٥٤٨]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ
جُدْعَانَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، أَوْ غَيْرِهِ، قَالَ: كُنَّا عَنْدَ عَمْرَانَ
بْنِ الْحُصَيْنِ، فَكُنَّا نَتَذَاكَرُ الْعِلْمَ، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: لَا
تَتَحَدَّثُوا إِلَّا بِمَا فِي الْقُرْآنِ، فَقَالَ لَهُ عَمْرَانُ بْنُ
الْحُصَيْنِ: إِنَّكَ لأَحْمَقُ، أَوَجَدْتَ فِي الْقُرْآنِ صَلَاةَ الظُّهْرِ
أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، وَالْعَصْرَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ لَا تَجْهَرُ فِي شَيْء
مِنْهَا، وَالْمَغْرِبَ ثَلَاثًا (٢) تَجْهَرُ بِالْقِرَاءَةِ فِي رَكْعَتَيْنِ،
وَلَا تَجْهَرْ بِالْقِرَاءَةِ فِي رَكْعَةٍ، وَالْعِشَاءَ
(١) في (س): «الغنى»، والمثبت من (ف).
° [٢١٥٤٥]
[الإتحاف: مي عه حب ط حم ١١٩٩٣].
• [٢١٥٤٦]
[شيبة: ٣٦٨٤٨].
• [٢١٥٤٧]
[شيبة: ٣٠٧٨٩، ٣٥٧٢٦].
(٢)
في (ف): «ثلاث»، وفي (س): «ثلاثة»، والتصويب من «الإبانة الكبرى» لابن بطة (١/
٢٣٢)، من طريق عبد الرزاق، به.
أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَجْهَرُ
بِالْقِرَاءَةِ فِي رَكْعَتَيْنِ، وَلَا تَجْهَرُ بِالْقِرَاءَةِ فِي
رَكْعَتَيْنِ، وَالْفَجْرَ رَكْعَتَيْنِ تَجْهَرُ فِيهِمَا بِالْقِرَاءَةِ؟!
قَالَ عَلِيٌّ: وَلَمْ يَكُنِ
الرَّجُلُ الَّذِي قَالَ هَذَا صَاحِبَ بِدْعَةٍ، وَلكنَّهُ كَانَتْ مِنْهُ
زَلَّةً (١)، قَالَ: قَالَ عِمْرَانُ: لَمَا نَحْنُ فِيهِ يَعْدِلُ الْقُرْآنَ،
أَوْ نَحْوَهُ مِنَ الْكَلَامِ (٢).
• [٢١٥٤٩]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ قَالَ *: كَانَ
يُقَالُ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَطْلُبُ الْعِلْمَ لِغَيْرِ اللَّهِ، فَيَأْبَى (٣)
عَلَيْهِ الْعِلْمُ حَتَّى يَكُونَ لِلَّهِ.
• [٢١٥٥٠]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ وَالثَّوْرِيُّ،
عَنِ ابْنِ أَبْجَرَ، قَالَ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: مَا حَدَّثُوكَ عَنْ أَصْحَابِ
رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَخُذْ بِهِ، وَمَا قَالُوا بِرَأْيِهِمْ فَبُلْ عَلَيْهِ.
قَالَ ابْنُ أَبْجَرَ: وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ: احْتِجَ إِلَيَّ
فَعَجِبْتُ. وَكَانَ يُسْأَلُ كَثِيرًا، فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي.
° [٢١٥٥١]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ
أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ * بْنِ
عَمْرٍو قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ لَا
يَرْفَعُ الْعِلْمَ بِقَبْضٍ يَقْبِضُهُ (٤)، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعُلَمَاءَ
بِعِلْمِهِمْ، حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ عَالِمٌ اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤَسَاءَ
جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَحَدَّثُوا، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا».
(١) ليس في (ف)، (س)، والسياق يقتضيه،
والمثبت من المصدر السابق.
(٢)
مكانه بياض في (ف)، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في المصدر السابق.
* [ف/ ١٦٠ أ].
(٣)
تصحف في (ف) إلى: «فيأتي»، والتصويب من (س)، ويوافقه ما في: «جامع بيان العلم
وفضله» لابن عبد البر (١/ ٧٤٨)، «الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع» للخطيب (١/
٣٣٩)، كلاهما من طريق عبد الرزاق، به.
° [٢١٥٥١]
[شيبة: ٣٨٧٤٥].
* [س/ ٣٣٨].
(٤)
في (س): «بعضه»، والمثبت من (ف) هو الموافق لما في «جامع بيان العلم وفضله» لابن
عبد البر (١/ ٥٨٨)، من طريق الدبري، عن عبد الرزاق به.
• [٢١٥٥٢] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ،
عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَوْ غَيْرِهِ، قَالَ: مَنْهُومَانِ (١) لَا
يَشْبَعَانِ: طَالِبُ الْعِلْمِ، وَطَالِبُ الدُّنْيَا (٢).
• [٢١٥٥٣]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ
قَالَ: مَا عُبِدَ اللَّهُ بِمِثْلِ الْفِقْهِ.
• [٢١٥٥٤]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ
عُمَيْرٍ، عَنْ رَجُلٍ نَسِيَ اسْمَهُ قَالَ: مِنْ إِضَاعَةِ الْعِلْمِ أَنْ
يُحَدَّثَ بِهِ غَيرُ أَهْلِهِ.
° [٢١٥٥٥]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ
أَبِيهِ. وَعَنْ (٣) قَتَادَةَ جَمِيعًا، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ
النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْزِعُ الْعِلْمَ مِن صُدُورِ
النَّاسِ بَعْدَ أَنْ يُعْطِيَهُمْ، وَلَكِنْ ذَهَابُهُ قَبْضُ الْعُلَمَاءِ،
فَيَتَّخِذُ النَّاسُ رُؤَسَاءَ جُهَّالًا، فَيُسْأَلُونَ، فَيَقُولُونَ بِغَيْرِ
عِلْمٍ، فَيَضِلُّونَ وَيُضِلُّونَ».
• [٢١٥٥٦]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ
قَالَ: قَالَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ ﷺ: لَا تَطْرَحِ اللُّؤْلُؤَ إِلَى
الْخِنْزِيرِ، فَإِنَّ الْخِنْزِيرَ لَا يَصْنَعُ بِاللُّؤْلُؤِ شَيْئًا، وَلَا
تُعْطِ الْحِكْمَةَ مَنْ لَا يُرِيدُهَا، فَإِنَّ الْحِكْمَةَ خَيْرٌ مِنَ
اللُّؤْلُؤِ، وَمَنْ لَمْ يُرِدْهَا شَرٌّ مِنَ الْخِنْزِيرِ.
• [٢١٥٥٧]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ
مَسْعُودٍ يَقُولُ: لَا يَزَالُ النَّاسُ صَالِحِينَ مُتَمَاسِكِينَ مَا أَتَاهُمُ
الْعِلْمُ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ ﷺ، وَمِنْ أَكَابِرِهِمْ، فَإِذَا أَتَاهُمْ
مِنْ أَصَاغِرِهِمْ هَلَكُوا.
(١) المنهومان: مثنى منهوم، وهو المولع
بالشيء. (انظر: اللسان، مادة: نهم).
(٢)
هذا الأثر ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
(٣)
في (ف)، (س): «عن» بغير واو، والتصويب من «المعجم الكبير» للطبراني (١٣/ ٣٩٦)، عن
الدبري، عن عبد الرزاق، به.
١٩٣ - بَابُ كِتَابِ الْعِلْمِ
• [٢١٥٥٨]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
عُرْوَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ السُّنَنَ،
فَاسْتَشَارَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِي ذَلِكَ، فَأَشَارُوا عَلَيْهِ أَنْ
يَكْتُبَهَا، فَطَفِقَ يَسْتَخِيرُ اللَّهَ فِيهَا شَهْرًا، ثُمَّ أَصْبَحَ
يَوْمًا وَقَدْ عَزَمَ (١) اللَّهُ لَهُ (٢)، فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ أُرِيدُ *
أَنْ أَكْتُبَ السُّنَنَ، وَإِنِّي ذَكَرْتُ قَوْمًا كَانُوا قَبْلَكُمْ كَتَبُوا
كُتُبًا، فَأَكَبُّوا عَلَيْهَا وَتَرَكُوا كِتَابَ اللَّهِ، وإِنِّي وَاللَّهِ
لَا أَلْبِسُ كِتَابَ اللهِ بِشَيْءٍ أَبَدًا.
• [٢١٥٥٩]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ
أَبِيهِ، قَالَ: سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ نَجْرَانَ (٣)،
فَأَعْجَبَ ابْنَ عَبَّاسٍ حُسْنُ مَسْأَلَتِهِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: اكْتُبْ لِي،
فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّا لَا نَكْتُبُ الْعِلْمَ.
• [٢١٥٦٠]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كُنَّا
نَكْرَهُ كِتَابَ الْعِلْمِ، حَتَّى أَكْرَهَنَا عَلَيْهِ هَؤُلَاءِ الْأُمَرَاء،
فَرَأَيْنَا أَلَّا نَمْنَعَهُ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ.
• [٢١٥٦١]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ
قَالَ: اجْتَمَعْتُ أَنَا وَابْنُ شِهَابٍ وَنَحْن نَطْلُبُ الْعِلْمَ،
فَاجْتَمَعْنَا عَلَى أَنْ نَكْتُبَ السُّنَنَ، فَكَتَبْنَا كُلَّ شَيْءٍ
سَمِعْنَاهُ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، ثُمَّ كَتَبْنَا أَيْضًا مَا جَاءَ عَنْ
أَصْحَابِهِ، فَقُلْتُ: لَا، لَيْسَ بِسُنَّةٍ، وَقَالَ هُوَ: بَلَى، هُوَ
سُنَّةٌ، فَكَتَبَ (٤) وَلَمْ أكتُبْ، فَأَنْجَحَ وَضَيَّعْتُ.
(١) العزم: القسم. وعزمت عليك: أي: أمرتك
أمرا جدا. (انظر: اللسان، مادة: عزم).
(٢)
ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من «المدخل إلى السنن الكبرى» للبيهقي (ص ٤٠٧)،
«تقييد العلم» للخطيب (ص ٤٩)، كلاهما من طريق عبد الرزاق، به.
* [ف/ ١٦٠ ب].
(٣)
نجران: تقع جنوب المملكة العربية بمسافة (٩١٠) كيلو مترات جنوب شرقي مكة في الجهة
الشرقية من السراة. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص ٢٨٦).
(٤)
في (ف)، (س): «فكتبت»، والتصويب من «حلية الأولياء» لأبي نعيم (٣/ ٣٦٠)، من طريق
عبد الرزاق، به.
• [٢١٥٦٢] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ،
عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: حَدَّثْتُ يَحْيَى بْنَ أَبِي كَثِيرٍ بأَحَادِيثَ، فَقَالَ
لِيَ: اكْتُبْ لِي حَدِيثَ كَذَا وَحَدِيثَ كَذَا، فَقُلْتُ: إِنَّا نَكْرَهُ أَنْ
نَكْتُبَ (١) الْعِلْمَ، قَالَ: اكْتُبْ، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تَكُنْ كَتَبْتَ،
فَقَدْ ضَيَّعْتَ، أَوْ قَالَ: عَجَزْتَ.
• [٢١٥٦٣]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ،
أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: لَمْ يَكُنْ مِنْ أصْحَابِ مُحَمَّدٍ ﷺ
أَحَدٌ أَكْثَرَ حَدِيثًا مِنِّي، إِلَّا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو؟ فَإِنَّهُ
كَتَبَ وَلَمْ أَكْتُبْ.
١٩٤
- بَابُ
صِفَةِ النبِيِّ ﷺ -
° [٢١٥٦٤]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: سُئِلَ
أَبُو هُرَيْرَةَ عَنْ صفَةِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: أَحْسَنُ الصِّفَةِ
وَأَجْمَلُهَا، كَانَ رَبْعَةً (٢) إِلَى الطُّولِ مَا هُوَ، بَعِيدَ مَا بَيْنَ
الْمَنْكِبَيْنِ، أَسِيلَ الْجَبِينِ، شَدِيدَ سَوَادِ الشَّعْرِ، أَكْحَلَ (٣)
الْعَيْنِ، أَهْدَبَ (٤)، إِذَا وَطِئَ بِقَدَمِهِ وَطِئَ (٥) بِكُلِّهَا، لَيْسَ
لَهَا أَخْمَصٌ (٦)، إِذَا وَضَعَ رِدَاءَهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ فَكَأَنَّهُ
سَبِيكَةُ فِضَّةٍ، وإِذَا ضَحِكَ كَادَ يَتَلأْلأُ فِي الْجُدُرِ، لَمْ أَرَ
قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ ﷺ.
° [٢١٥٦٥]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَانَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَبْيَضَ اللَّوْنِ. قَالَ مَعْمَرٌ: وَسَمِعْتُ غَيْرَ
الزُّهْرِيِّ يَقُولُ: كَانَ أَسْمَرَ.
١٩٥
- بَابُ
عَمَلِ النَّبِيِّ ﷺ -
° [٢١٥٦٦]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ وَهِشَامِ بْنِ
عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ
(١) قوله: «إنا نكره أن نكتب» وقع في (س):
«أما تكره أن تكتب»، والمثبت من (ف).
(٢)
رجل ربعة أو مربوع: بين الطويل والقصير. (انظر: النهاية، مادة: ربع).
(٣)
الأكحل: الذي في أجفان عينه سواد خِلْقة. (انظر: النهاية، مادة: كحل).
(٤)
الأهدب: طويل شعر الأجفان. (انظر: النهاية، مادة: هدب).
(٥)
بعده في (ف): «بها» وضبب عليه، والمثبت بدونه من (س)، ويوافقه ما في «دلائل
النبوة» للبيهقي (١/ ٢٧٤) من طريق عبد الرزاق به، «إمتاع الأسماع» للمقريزي (٢/
١٧٦) معزوًّا للمصنف.
(٦)
الأخمص من القدم: الموضع الذي لا يلصق بالأرض منها عند الوطء. (انظر: النهاية،
مادة: خص).
° [٢١٥٦٦]
[الإتحاف: حب حم ٢٢١٣٩، حب حم ٢٢٣٣٤].
قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ عَائِشَةَ:
أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ *: نَعَمْ، كَانَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَخْصِفُ (١) نَعْلَه، وَيَخِيطُ ثَوْبَه، وَيَعْمَلُ فِي
بَيْتِهِ كَمَا يَعْمَلُ أَحَدُكُمْ فِي بَيْتِهِ.
١٩٦
- بَابُ
الْكذِبِ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ -
° [٢١٥٦٧]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي هَارُونَ
الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ:
«مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ بَيْتًا فِي (٢) النَّارِ».
° [٢١٥٦٨]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ النَّبِيَّ
ﷺ * قَالَ: «حَدِّثُوا عَنِّي وَلَا حَرَجَ، وَلَكِنْ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ
مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ».
° [٢١٥٦٩]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى قَرْيَةٍ مِنْ قُرَى الْأَنْصَارِ فَقَالَ:
إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ، وَأَمَرَكُمْ أَنْ تُزَوَّجُونِي
فُلَانَةَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِهَا: جَاءَنَا هَذَا بِشَيْءٍ مَا
نَعْرِفُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، أَنْزِلُوا الرَّجُلَ وَأَكْرِمُوهُ حَتَّى
آتِيَكُمْ بِخَبَرِ ذَلِكَ، فَأَتَى النَّبِيَّ ﷺ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَه،
فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ ﷺ عَلِيًّا وَالزُّبَيْرَ، فَقَالَ: «اذْهَبَا، فَإِنْ
أَدْرَكْتُمَاهُ فَاقْتُلَاه، وَلَا أُرَاكُمَا تُدْرِكَاهُ»، قَالَ: فَذَهَبَا،
فَوَجَدَاهُ قَدْ لَدَغَتْهُ حَيَّةٌ فَقَتَلَتْه، فَرَجَعَا إِلَى النَّبِيِّ ﷺ،
فَأَخْبَرَاه، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ
مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ».
• [٢١٥٧٠]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: قَالَ
أَبُو هُرَيْرَةَ: لَمَّا وَلِيَ عُمَرُ قَالَ: أَقِلُّوا الرِّوَايَةَ عَنْ
رَسُولِ اللهِ ﷺ إلَّا فِيمَا يُعْمَلُ بِهِ. قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ أَبُو
هُرَيْرَةَ:
* [ف/ ١٦١ أ].
(١)
الخصف: الضم والجمع، وخصف النعل: خرزها، والمراد بخاصف النعل: علي بن أبي طالب رضي
الله عنه. (انظر:
النهاية، مادة: خصف).
° [٢١٥٦٧]
[شيبة: ٢٦٧٧١].
(٢)
في (س): «من»، والمثبت من (ف).
* [س/ ٣٣٩].
أَفَإِنْ كُنْتُ مُحَدِّثَكُمْ
بِهَذِهِ الْأَحَادِيثِ وَعُمَرُ حَيٌّ، أَمَا وَاللَّهِ إِذَنْ لأَلْفَيْتُ (١)
الْمِخْفَقَةَ سَتُبَاشِرُ ظَهْرِي.
١٩٧
- بَابُ
الْحَذْفِ (٢)
° [٢١٥٧١]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ (٣) عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
مُغَفَّلٍ، فَخَذَفَ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ، فَقَالَ: لَا تَخْذِفْ؟ فَإِنَّ
رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَدْ نَهَى عَنْه، وَقَالَ: «إِنَّكَ لَا تَصْطَادُ بِهَا
صَيْدًا، وَلَا تَقْتُلُ بِهَا عَدُوًّا، وَلَكِنَّهَا تَكْسِرُ السِّنَّ،
وَتَفْقَأُ الْعَيْنَ»، قَالَ: فَلَمْ يَنْتَهِ الرَّجُل، فَقَالَ: أُحَدِّثُكَ
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَنَّهُ نَهَى عَنْهَا وَلَا تَنْتَهِي! لَا أُكُلِّمُكَ
كَلِمَةً أَبَدًا.
١٩٨
- بَابُ
الدِّيكِ
° [٢١٥٧٢]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ صالِحِ بْنِ
كَيْسَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ * عُتْبَةَ، عَنْ
زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: لَعَنَ رَجُلٌ دِيكًا صَاحَ عِنْدَ
رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ: «لَا تَلْعَنْهُ؟ فَإِنَّهُ يَدْعُو لِلصَّلَاةِ».
١٩٩
- بَابُ
الشِّعْرِ والرَّجَزِ
° [٢١٥٧٣]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
عُرْوَةَ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ
(١) في (س): «لاقيت»، المثبت من (ف).
(٢)
في (ف): «الحذف» بالمهملة، والمثبت بالمعجمة من (س)، وهو الأنسب؛ إذ إن الحذف
والخذف - بالحاء والخاء - معناه: الضرب والرمي، إِلَّا أنه بالخاء المعجمة يختص
بالرمي، يقال: خذفه بالحصا والحجارة، وبالحاء المهملة يستعمل في الضرب والرمي معا،
والمراد به هنا الرمي. وينظر: «المجموع المغيث» لأبي موسى المديني (مادة: حذف،
خذف).
(٣)
قوله: «كنت عند» وقع في (ف)، (س): «كتب»، والتصويب من «شعب الإيمان» للبيهقي (٣/
١١٢)، من طريق عبد الرزاق، به.
° [٢١٥٧٢]
[الإتحاف: حب حم ٤٨٩٠].
* [ف / ١٦١ ب].
° [٢١٥٧٣]
[الإتحاف: مي طح حم عم ش خد ٨٩] [شيبة: ٢٦٥٢٨].
الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ
يَقُولُ: «إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةً (١)».
° [٢١٥٧٤]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ
ﷺ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَنْزَلَ فِي الشِّعْرِ مَا أَنْزَلَ! قَالَ: «إِنَّ
الْمُؤْمِنَ يُجَاهِدُ بِنَفْسِهِ وَلسَانِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ،
لَكَأَنَّمَا تَرْمُونَ فِيهِمْ (٢) بِهِ نَضْحَ (٣) النَّبْلِ (٤)».
° [٢١٥٧٥]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ
سِيرِينَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ! وهُوَ مُحَاصِرٌ أَهْلَ الطَّائِفِ (٥)
لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ وَهُوَ إِلَى جَنْبِهِ: «هِيهِ (٦)»، لِيُنْشِدَه،
فَأَنْشَدَهُ قَصِيدَةً فِيهِمْ، قَالَ (٧):
قَضَينَا مِنْ تِهَامَةَ (٨) كُلَّ
رَيْبٍ … وَخَيْبَرَ ثُمَّ أَجْمَعْنَا السُّيُوفَا
نُخَيِّرُهَا وَلَوْ نَطَقَتْ
لَقَالَتْ … قَوَاطِعُهُنَّ دَوْسًا أَوْ ثَقِيفَا
(١) في (س): «لحكمة»، والمثبت من (ف).
° [٢١٥٧٤]
[الإتحاف: حب حم ١٦٤٢٢].
(٢)
في (س): «يرون فيهم»، والمثبت من (ف)، وقدم الطَّبراني في «الكبير» (١٩/ ٧٥) من
طريق الدبري، عن عبد الرزاق كالمثبت وليس فيه كلمة: «به»، وراه أحمد في «المسند»
(٢٧٧١٦)، وابن حبان في «الصحيح» (٥٧٨٦) من طريق عبد الرزاق بلفظ: «ترمونهم به».
(٣)
النضح: الرمي. (انظر: النهاية، مادة: نضح).
(٤)
النبل: السهام العربية، ولا واحد لها من لفظها. (انظر: النهاية، مادة: نبل).
(٥)
الطائف: مدينة تقع شرق مكة مع مَيْل قليل إلى الجنوب، على مسافة تسعة وتسعين
كيلومترا، وترتفع عن سطح البحر ١٦٣٠ مترا. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص ١٧٠).
(٦)
ليس في (س)، والمثبت من (ف) هو الموافق لما في «إمتاع الأسماع» للمقريزي (٢/ ٢٦٤)،
معزوًّا لعبد الرزاق، به.
(٧)
في (ف): «يقول»، والمثبت من (س).
(٨)
تهامة: الأرض المنكفئة إلى البحر الأحمر، من الشرق من العقبة في الأردن إلى المخا
في اليمن. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص ٧٣).
فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «لَهُنَّ
أَسْرَعُ فِيهِمْ مِنْ وَقْعِ النَّبْلِ».
° [٢١٥٧٦]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ
سِيرِينَ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ وَكَعْبَ بْنَ مَالِكٍ وَحَسَّانَ
بْنَ ثَابِتٍ أَتَوُا النَّبِيَّ ﷺ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ
أَمَرْتَ عَلِيًّا يُجِيبُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَهْجُونَكَ، وَهُمْ يَعْنُونَ
أَبَا سُفْيَانَ بْنَ الْحَارِثِ، وَابْنَ الزِّبَعْرَى، وَالْعَاصِيَ بْنَ
وَائِلٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إِنَّ عَلِيًّا لَيْسَ هُنَالِكَ، وَلَكِن
الْقَوْمَ إِذَا نَصَرُوا نَبِيَّهُمْ بِأَسْيَافِهِمْ، فَبِأَلْسِنَتِهِمْ
أَحَقُّ أَنْ يَنْصُرُوهُ»، فَقَالَ حَسَّانُ: مَا كُنْتُ أَنْتَظِرُ مِنْكَ
إِلَّا هَذَا، وَاللَّهِ مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهَا مَقُولًا مَا بَيْنَ بُصْرَى
(١) إِلَى صَنْعَاءَ، ثُمَّ قَالَ:
لِسَانِي صَارِمٌ لَا عَيْبَ فِيهِ …
وَبَحْرِي مَا تُكَدِّرُهُ الدِّلَاءُ
° [٢١٥٧٧]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ
أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ
قَيْحًا (٢)، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا، فَإِذَا سَمِعْتُمُوهُ
يُنْشِدُ فَاحْثُوا فِي وَجْهِهِ التُّرَابَ».
قَالَ مَعْمَرٌ: وَسَمِعْتُ
الزُّهْرِيَّ، وَقَتَادَةَ يُنْشِدَانِ الشِّعْرَ، قَالَ: وَكَانَ الْحَسَنُ لَا
يَفْعَلُ.
• [٢١٥٧٨]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ ابْنَ
مَسْعُودٍ كَانَ رُبَّمَا يَتَمَثَّلُ (٣) بِالْبَيْتِ مِنَ الشِّعْرِ مِمَّا
كَانَ فِي وَقَائِعِ * الْحَرَبِ.
(١) بصرى: مدينة في منتصف المسافة بين عمان
ودمشق، وهي اليوم آثار قرب مدينة «دَرعة»، وهما داخل حدود سورية. (انظر: المعالم
الجغرافية) (ص ٤٣).
(٢)
القيح: الْمِدَّة. (انظر: النهاية، مادة: قيح).
(٣)
في (ف): «يمثل»، وفي (س): «تمثل»، والمثبت من «المعجم الكبير» للطبراني (٩/ ١٩٠،
ح: ٨٨٤٨)، عن إسحاق، عن عبد الرزاق، به.
* [ف/١٦٢ أ].
° [٢١٥٧٩] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ،
عَنْ مَعْمَر، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ فِي سَفَرٍ، فَنَزَلَ رَجُلٌ مِنٌ الْمُهَاجِرِينَ، فَرَجَزَ بِهِمْ،
فَقَالَ:
لَمْ يَغْذُهَا مُدٌّ وَلَا نَصِيفُ
… وَلَا تُمَيرَاتٌ (١) وَلَا تَعْجِيفُ
لَكِنْ غَذَاهَا اللَّبَنُ
الْخَرِيفُ … المَحْضُ (٢) وَالقَارِصُ وَالصَّرِيفُ
فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: انْزِلْ يَا
كَعْبُ، فَإِنَّهُ إِنَّمَا يُعَرِّضُ بِنَا، فَنَزَلَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ،
فَقَالَ: وَلَا تُمَيْرَاتٌ.
لَمْ يَغْذُهَا مُدٌّ وَلَا نَصِيفْ
… وَلَا تُمَيرَاتٌ (٣) وَلَا تَعْجِيفُ
لَكِنْ غَذَاهَا الْحَنْظَلُ (٤)
النَّقِيفُ … وَمَذْقَةٌ كطُرَّةِ الْخَنِيفِ *
تَبِيتُ بَيْنَ الزَّرْبِ
وَالْكَنِيفِ
قَالَ: فَخَافَ النَّبِيُّ ﷺ أنْ
يَكُونَ بَيْنَهُمَا شَرٌّ، فَأَمَرَهُمَا فَرَكِبَا.
° [٢١٥٨٠]
قال مَعْمَرٌ: وَحَدَّثَنِي أَبُو حَمْزَةَ الثُّمَالِيُّ بِنَحْوِ حَدِيثِ
هِشَامٍ، وَزَادَ فِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ عطَفَ نَاقَتَهُ وَأَمَرَهُمَا
فَرَكِبَا.
• [٢١٥٨١]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ
ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: إِنِّي لأُبْغِضُ الْغِنَاءَ وَأُحِبُّ الرَّجَزَ.
(١) في (ف)، (س): «بميزاب»، والتصويب من
«إمتاع الأسماع» (٢/ ٢٦٧) لتقي الدين المقريزي، معزوًّا للمصنف. وينظر: «غريب
الحديث» (٢/ ١٦٦) للقاسم بن سلام، «لسان العرب» (مادة: نصف).
(٢)
ينظر: «الجراثيم» لابن قتيبة (١/ ٣٣٥).
المحض: اللبن الخالص، غير مشوب بشيء.
(انظر «النهاية، مادة: محض).
(٣)
في (ف):»بميزاب«، وفي (س):»عيذاق"، والتصويب من المصادر السابقة.
(٤)
الحنظل: جمع الحنظلة، وهو نبت مفترش ثمرته فِي حجم البرتقالة ولونها، فيها لُبّ
شديد المرارة.
(انظر: المعجم الوسيط، مادة: حنظل).
* [س/ ٣٤٠].
• [٢١٥٨٢] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ،
عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ
تَدْعُو كُلَّ مَنْ كَانَ يَقُولُ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ يَقُولُ (١) الشِّعْرَ؛
فَوَاللَّهِ مَا قَالَ بَيْتَ شِعْرٍ فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلَا إِسْلَامٍ، وَلَقَدْ
تَرَكَ هُوَ وَعُثْمَانُ الْخَمْرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، أَفَهُوَ يَشْرَبُ
الْخَمْرَ فِي الْإِسْلَامِ؟ أَوَ هُوَ يَقُولُ؟
• [٢١٥٨٣]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ الْجَحْشِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ
بَعْضِ أَشْيَاخِهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قِيلَ لَهُ: هَذَا غُلَامُ
بَنِي فُلَانٍ شَاعِرٌ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ: كَيْفَ تَقُولُ؟ قَالَ:
أُوَدِّعُ سَلْمَى إِنْ تَجَهَّزْتُ
غَازِيًا … كَفَى الشَّيْبُ وَالْإِسْلَامُ لِلْمَرْءِ نَاهِيًا
قَالَ عُمَرُ: صَدَقْتَ.
° [٢١٥٨٤]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ
الْمُسَيَّبِ، أَنَّ حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ كَانَ فِي حَلْقَةٍ فِيهِمْ أَبُو
هُرَيْرَةَ فَقَالَ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، أَسَمِعْتَ رَسُولَ
اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «أَجِبْ عَنِّي، أَيَّدَكَ اللهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ»؟ فَقَالَ:
اللَّهُمَّ نَعَمْ.
• [٢١٥٨٥]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ
الْمُسَيَّبِ قَالَ: أَنْشَدَ حَسَّانُ فِي الْمَسْجِدِ، قَالَ: فَمَرَّ بِهِ
عُمَرُ فَلَحَظَهُ (٢)، فَقَالَ: أَفِي الْمَسْجِدِ؟ أَفِي الْمَسْجِدِ؟ قَالَ:
وَاللَّهِ لَقَدْ أَنْشَدْتُ فِيهِ مَعَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ، قَالَ: فَخَشِيَ
أَنْ يَرْمِيَهُ بِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَأَجَازَ وَتَرَكَهُ.
• [٢١٥٨٦]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: لَمَّا
أُهْبِطَ إِبلِيسُ قَالَ: أَيْ رَبِّ! قَدْ لَعَنْتَهُ فَمَا عَمَلُهُ؟ قَالَ:
السِّحْر، قَالَ: فَمَا قِرَاءَتُهُ؟ قَالَ: الشِّعْر، قَالَ: فَمَا
(١) مطموس في (ف)، وأثبتناه من (س).
° [٢١٥٨٤]
[الإتحاف: خز عه طح حب حم ٤٢٧٠، طح حم ١٨٦٧٢].
• [٢١٥٨٥]
[الإتحاف: خز عه طح حب حم ٤٢٧٠].
(٢)
اللحظ: النظر بمؤخر العين. (انظر: المصباح المنير، مادة: لحظ).
كِتَابُهُ؟ قَالَ: الْوَشْم، قَالَ:
فَمَا طَعَامُهُ؟ قَالَ: كُلُّ مَيْتَةٍ * وَمَا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ
عَلَيْهِ، قَالَ: فَمَا شَرَابُهُ؟ قَالَ: كُلُّ مُسْكِرٍ، قَالَ: فَأَيْنَ
مَسْكَنُهُ؟ قَالَ: الْحَمَّام، قَالَ: فَأَيْنَ مَجْلِسُهُ؟ قَالَ: الْأَسْوَاقُ،
قَالَ: فَمَا صَوْتُهُ؟ قَالَ: الْمِزْمَار، قَالَ: فَمَا مَصَايِدُهُ؟ قَالَ:
النِّسَاءُ.
٢٠٠
- بَابُ
الْكبْرِ وَالْحِلْيَةِ (١) الْحَسَنَةِ
° [٢١٥٨٧]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ رَجُلًا
قَالَ لِلنَّبِيِّ ﷺ: إِنِّي لأُحِبُّ الْجَمَالَ حَتَّى إِنِّي لأُحِبُّهُ فِي
شِرَاكِ (٢) نَعْلِي وَعَلَاقَةِ سَوْطِي، فَهَلْ يُخْشَى عَلَيَّ الْكِبْرُ؟
فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «فَكَيْفَ تَجِدُ قَلْبَكَ»؟ قَالَ: عَارِفًا لِلْحَقِّ
مُطْمَئِنًّا إِلَيْهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «لَيْسَ الْكِبْرُ هُنَالِكَ،
وَلَكِنَّ الْكِبْرَ أَنْ تَغْمِطَ النَّاسَ، وَتَبْطَرَ الْحَقَّ (٣)».
° [٢١٥٨٨]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي
الْأَحْوَصِ الْجُشَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَلَيَّ
أَطْمَارٌ (٤)، فَقَالَ: «هَلْ لَكَ مَالٌ»؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «مِنْ أَيِّ
الْمَالِ»؟ قَالَ: مِنْ كُلٍّ قَدْ آتانِيَ اللَّه، مِنَ الشَّاءِ وَالْإِبِلِ،
قَالَ: «فَتُرَى (٥) نِعْمَةُ اللَّهِ وَكَرَامَتُهُ عَلَيْكَ»، ثُمَّ قَالَ لَهُ
النَّبِيُّ ﷺ: «هَلْ تُنْتَجُ إِبلُكَ وَافِيَةً آذَانُهَا»؟ قَالَ: وَهَلْ
تُنْتَجُ إِلَّا كَذَلِكَ؟ وَلَمْ يَكُنْ أَسْلَمَ يَوْمَئِذٍ، قَالَ:
«فَلَعَلَّكَ تَأْخُذُ
* [ف/١٦٢ ب].
(١)
الحلية: اسم لكل ما يتزين به من مصاغ الذهب والفضة، والجمع: الحُلِي. (انظر:
النهاية، مادة: حلا).
(٢)
الشراك: أحد سيور النعل التي تكون على وجهها. (انظر: النهاية، مادة: شرك).
(٣)
بطر الحق: أن يتكبر عن الحق فلا يقبله. (انظر: النهاية، مادة: بطر).
(٤)
الأطمار: جمع الطِّمر، وهو الثوب الخلَق، أو الكساء البالي من غير الصوف. (انظر:
القاموس، مادة: طمر).
(٥)
كذا في (ف)، (س)، وفي»مسند أحمد«(١٦١٣٢)،»السنن الكبرى«للبيهقي (١٩٧٤٢) من طريق
المصنف:»فلتر".
مُوسَاكَ فَتَقْطَعَ أُذُنَ
بَعْضِهَا، تَقُولُ هَذِهِ بُحُرٌ، وَتَشُقَّ أُذُنَ أُخْرَى فَتَقُولَ هَذِهِ
صُرُمٌ (١)» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَلَا تَفْعَلْ، فَإِنَّ كُلَّ مَالٍ آتَاكَ
اللهُ لَكَ حِلٌّ، وَإِنَّ مُوسَى اللهِ أَحَدُّ، وَسَاعِدَ اللهِ أَشَدُّ»،
قَالَ: فَقَالَ: يَا مُحَمَّد، أَرَأَيْتَ إِنْ مَرَرْتُ بِرَجُلٍ فَلَمْ
يَقْرِنِي وَلَمْ يُضِفْنِي، ثُمَّ مَرَّ بِي بَعْدَ ذَلِكَ أَقْرِيهِ أَمْ
أُخْزِيهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «بَلِ اقْرِهِ».
° [٢١٥٨٩]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: رَأَى
النَّبِيُّ ﷺ رَجُلًا وَعَلَيْهِ أَطْمَارٌ قَالَ: فَدَعَاهُ النَّبِيُّ ﷺ
فَقَالَ: «هَلْ لَكَ مَالٌ»؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَكُلْ وَاشْرَبْ،
وَتَصَدَّقْ وَالْبَسْ، فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ تُرَى نِعْمَتُهُ عَلَى
عَبْدِهِ».
• [٢١٥٩٠]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَحَلَّ اللَّهُ الْأَكلَ وَالشُّرْبَ مَا
لَمْ يَكُنْ سَرَفًا أَوْ مَخِيلَةً.
٢٠١
- بَابُ
الشَّعَرِ
° [٢١٥٩١]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ الْجَحْشِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ لِأَبِي قَتَادَةَ: «إِنِ
اتَّخَذْتَ شَعَرًا فَأَكْرِمْهُ»، قَالَ: وَكَانَ أَبُو قَتَادَةَ حَسِبْتُ
يُرَجِّلُهُ كُلَّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ.
° [٢١٥٩٢]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ
سِيرِينَ قَالَ: فَزِعَ النَّاسُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ ﷺ، فَأَبْطَأَ أَبُو
قَتَادَةَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: «مَا حَبَسَكَ؟» قَالَ: رَأْسِي كُنْتُ
أُرَجِّلُه، قَالَ: فَأَمَرَ * بِرَأْسِهِ أَنْ يُحْلَقَ (٢)، فَقَالَ: يَا
رَسُولَ اللَّهِ، دَعْهُ لِي أَوْ هَبْهُ لِي فَوَاللَّهِ لأُعْتِبَنَّكَ، قَالَ:
فَتَرَكَه، فَلَمَّا لَقُوا الْعَدُوَّ كَانَ أَوَّلَ النَّاسِ، حَمَلَ فَقَتَلَ
مَسْعَدَةَ، قَالَ: وَلَا أَعْلَمُهُ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ كَانَ أَشَدَّ
عَلَى الْمُسْلِمِينَ مِنْهُ.
(١) الصرم: جمع الصريم، وهو الذي صرمت أذنه:
أي قطعت. والصرم: القطع. (انظر: النهاية، مادة: صرم).
* [ف/١٦٣ أ].
(٢)
مطموس في (ف)، والمثبت من (س).
° [٢١٥٩٣] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ،
عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ
عُتْبَةَ قالَ: لَمَّا قَدِمَ * النَّبِيُّ ﷺ الْمَدِينَةَ وَجَدَ أَهْلَ
الْكِتَابِ يَسْدِلُونَ (١) الشَّعَرَ، وَوَجَدَ الْمُشْرِكِينَ يَفْرُقُونَ (٢)،
وَكَانَ إِذَا شَكَّ فِي أَمْرٍ لَمْ يُؤْمَرْ فِيهِ بِشَيْءٍ صَنَعَ مَا يَصْنَعُ
أَهْلُ الْكِتَابِ، فَسَدَلَ، ثمَّ أُمِرَ بِالْفَرْقِ، فَفَرَقَ فَكَانَ
الْفَرْقُ آخِرَ الْأَمْرَيْنِ.
° [٢١٥٩٤]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ
الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ شَعَرُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إِلَى
أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ.
° [٢١٥٩٥]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمِنَ
الْكِبْرِ أَنْ أَسْتَتْبعَ أَصْحَابِي إِلَى بَيْتِي فَأُطْعِمَهُمْ؟ قَالَ:
«لَا»، قَالَ: أَفَمِنَ الْكِبْرِ أَنْ يَكُونَ لِأَحَدِنَا رَاحِلَةٌ
يَرْكَبُهَا؟ قَالَ: «لَا»، قَالَ: أَفَمِنَ الْكِبْرِ أَنْ يَكُونَ لِأَحَدِنَا
حُلَّةٌ يَلْبَسُهَا؟ قَالَ: «لَا، وَلَكِنِ الْكِبْرُ يَا عَبدَ اللَّهِ بْنَ
عَمْرٍو أَنْ تُسَفِّهَ الحَقَّ، وَتَغْمِطَ النَّاسَ».
٢٠٢
- بَابُ
الْمَدْحِ
° [٢١٥٩٦]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي أَيُّوب، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ رَجُلًا أَثْنَى عَلَى رَجُلٍ عِنْدَ
النَّبِيِّ ﷺ خَيْرًا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: «قَطَعْتَ عُنُقَه، لَوْ
سَمِعَكَ تَقولُ هَذَا مَا أَفْلَحَ».
° [٢١٥٩٧]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ رَجُلًا
قَالَ لِلنَّبِيِّ ﷺ: يَا خَيْرَ النَّاسِ وَابْنَ سَيِّدِنَا، فَقَالَ: «يَا
أَيُّهَا النَّاسُ قُولُوا كَقَوْلِكُمْ، وَلَا تَسْتَهْوِيكُمُ الشَّيَاطِينُ».
* [٣٤١/ س].
(١)
السدل: إرسال شعر الناصية على الجبهة ولا يضم جوانبه، وإرساله كالقصة. (انظر: مجمع
البحار، مادة: سدل).
(٢)
فرق الرأس: تفريق شعر الرأس بعضه عن بعض، وكشفه عن الجبين. (انظر: المرقاة) (٨/
٢١٤).
° [٢١٥٩٤]
[الإتحاف: حم ٣٥٦] [شيبة: ٢٥٥٨٣].
• [٢١٥٩٨] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ،
عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، أَوْ غَيْرِهِ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ
لاِبْنِ عُمَرَ: يَا خَيْرَ النَّاسِ وَابْنَ خَيْرِ النَّاسِ، فَقَالَ ابْنُ
عُمَرَ: مَا أَنَا بِخَيْرِ النَّاسِ، وَلَا ابْنِ خَيْرِ النَّاسِ (١)، وَلكنِّي
مِنْ عَبَادِ اللَّهِ، أَرْجُو اللَّهَ وَأَخَافُه، وَاللَّهِ لَنْ تَزَالُوا
بِالرَّجُلِ حَتَّى تُهْلِكُوهُ.
° [٢١٥٩٩]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ
اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «لَا تُطْرُونِي (٢) كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى
عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُه، فَقُولُوا: عَبْدُ اللَّهِ
وَرَسُولُهُ».
• [٢١٦٠٠]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ (٣)،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَا أَحَدٌ أُزَكِّيهِ إِلَّا النَّبِيَّ ﷺ.
• [٢١٦٠١]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ (٤) رَبِيعَةَ
الصَّنْعَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ يَقُولُ: ﴿وَكَانَ
فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ﴾ *
[النمل: ٤٨]، قَالَ: كَانُوا يُقْرِضُونَ الدَّرَاهِمَ.
(١) قوله: «فقال ابن عمر: ما أنا بخير الناس،
ولا ابن خير الناس» ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من «حلية الأولياء» (١/ ٣٠٧)،
«تاريخ دمشق» (٣١/ ١٣٠ - ١٥٦) من طريق المصنف به، ووقع في «المدخل إلى السنن
الكبرى» للبيهقي (ص ٣٣٤) من طريق المصنف بلفظ: «ما أنا بخير الناس، ولا أبي خير
الناس».
° [٢١٥٩٩]
[الإتحاف: مي ط حب حم ١٥٥٠١، حم ١٥٥٢٢].
(٢)
الإطراء: مجاوزة الحد في المدح، والكذب فيه. (انظر: النهاية، مادة: طرا).
(٣)
في (س): «ابن طاوس»، والمثبت من (ف)، وهو موافق لما عند الطَّبراني في «المعجم
الكبير» (١١/ ٥٤) من طريق زائدة عن ليث به.
(٤)
بعده في (ف)، (س): «أب»، وهو خطأ، والتصويب من «تفسير عبد الرزاق» (٣/ ٨٣)، «تفسير
ابن أبي حاتم» (٩/ ٢٩٠١)، «حلية الأولياء» (٣/ ٣١٥) من طريق عبد الرزاق، وينظر
ترجمته في «التاريخ الكبير» (٨/ ٢٧٣)، «الجرح والتعديل» (٩/ ١٤٤).
* [ف/١٦٣ ب].
٢٠٣ - بَابُ الضِّيَافَةِ
° [٢١٦٠٢]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ
اللهِ ﷺ قَالَ: «حَقُّ الضِّيَافَةِ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ، فَمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ
فَهُوَ صَدَقَةٌ».
° [٢١٦٠٣]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سَعِيدٍ
الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «حَقُّ الضِّيَافَةِ ثَلَاثَةٌ، وَمَا سِوَى ذَلِكَ
صَدَقَةٌ».
• [٢١٦٠٤]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ
الْعَيْزَارِ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَتَاهُ الْأَعْرَاب، فَقَالُوا: إِنَّا
نُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَنُؤْتي الزَّكَاةَ، وَنَحُجُّ الْبَيْتَ، وَنَصُومُ
رَمَضَانَ، وإِنَّ نَاسًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، يَقُولُونَ: لَسْنَا عَلَى شَيءٍ،
فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَنْ أَقَامَ الصَّلَاةَ، وَآتى الزَّكَاةَ، وَحَجَّ
الْبَيْتَ، وَصَامَ رَمَضَانَ، وَقَرَى الضَّيْفَ، دَخَلَ الْجَنَّةَ.
٢٠٤
- بَابُ
مُوسَى وَمَلَكِ الْمَوْتِ
° [٢١٦٠٥]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «أُرْسِلَ مَلَكُ
الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى، فَلَمَّا جَاءَهُ صَكَّهُ فَفَقَأَ عَيْنَه، فَرَجَعَ
إِلَى رَبِّهِ، فَقَالَ: أَرْسَلْتَنِي إِلَى عَبْدٍ لَا يُرِيدُ الْمَوْتَ»،
قَالَ: "فَرَدَّ اللهُ عَيْنَه، فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَيْهِ فَقُلْ لَهُ:
يَضَعُ يَدَهُ عَلَى مَتْنِ (١) ثَوْرٍ فَلَهُ مَا غَطَّتْ يَدُهُ بِكُلِّ
شَعْرَةٍ سَنَةٌ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، ثُمَّ مَهْ؟ قَالَ: ثُمَّ الْمَوْت، قَالَ:
فَالْآنَ، فَسَأَلَ اللهَ أَنْ يُدْنِيَهُ مِنَ الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ (٢)
رَمْيَةً
° [٢١٦٠٣] [الإتحاف: حم حب كم ٥٧٤٥] [شيبة: ٣٤١٦١].
° [٢١٦٠٥]
[الإتحاف: عه حب حم ١٨٩٦٢].
(١)
المتن: الظهر. (انظر: مجمع البحار، مادة: متن).
(٢)
المقدسة: المطهرة. (انظر: الصحاح، مادة: طهر).
بِحَجَرٍ»، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ
ﷺ: «لَوْ كُنْتُ ثَمَّ لأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ إِلَى جَنْبِ الطَّرِيقِ تَحْتَ
الْكَثِيبِ الْأَحْمَرِ (١)».
° [٢١٦٠٦]
قال مَعْمَرٌ: وَأَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ … مِثْلَهُ.
° [٢١٦٠٧]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ
يُحَدِّثُ مِثْلَه، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ.
٢٠٥
- بَابُ
حَدِيثِ آدَمَ وَإِبْلِيسَ
• [٢١٦٠٨]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي
قِلَابَةَ قَالَ: إِنَّ اللَّهُ لَمَّا لَعَنَ إِبْلِيسَ سَأَلَهُ النَّظْرَةَ،
فَأَنْظَرَه، فَقَالَ: وَعِزَّتِكَ لَا أَخْرُجُ مِنْ صَدْرِ عَبْدِكَ حَتَّى
تَخْرُجَ نَفْسُه، فَقَالَ: وَعِزَّتي لَا أَحْجُبُ تَوْبَتِي مِنْ عَبْدِي حَتَّى
تَخْرُجَ نَفْسُه، أَوْ قَالَ: رُوحُهُ.
٢٠٦
- بَابُ
مِائَةِ سَنَةٍ
° [٢١٦٠٩]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبُو بَكْرِ * بْنُ سُلَيْمَانَ،
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ذَاتَ
لَيْلَةٍ صَلَاةَ الْعِشَاءِ فِي آخِرِ حَيَاتِهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ:
فَقَالَ: «أَرَأَيْتَكُمْ لَيْلَتَكُمْ، فَإِنَّ عَلَى رَأْسِ مِائَةِ سَنَةٍ
مِنْهَا لَا يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَحَدٌ» قَالَ: ابْنُ
عُمَرَ: فَوَهَلَ (٢) النَّاسُ فِي مَقَالَةِ رَسُولِ * اللَّهِ ﷺ فِيمَا
يَتَحَدَّثُونَ مِنْ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ عَنْ مِائَةِ
(١) الكثيب الأحمر: موضع بِمديَن. وقيل:
بأريحاء، ويروى أنه دفن في جبل «نبا» على مسيرة عشرة كيلومترات للشمال الغربي من
«مأدبا» في شرقي الأردن. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص ٢٣٠).
• [٢١٦٠٨]
[شيبة: ٣٥٣٥٨، ٣٦٣٢٨].
° [٢١٦٠٩]
[الإتحاف: ٩٦٦٧، عه حب ١١٥٦٠].
* [ف / ١٦٤ أ].
(٢)
تصحف في (ف)، (س) إلى: «فأهل»، والتصويب من «صحيح البخاري» (٦٠٩)، «مسلم» (٢٦١٧)،
«سنن أبي داود» (٤٣٠٠)، جميعا من طريق المصنف، به.
الوهل: السهو والغلط والوهم. (انظر:
النهاية، مادة: وهل).
* [س/٣٤٢].
سَنَةٍ، وإِنَّمَا قَالَ النَّبِيُّ
ﷺ: «لَا يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ الْيَوْمَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَحَدٌ»، يُرِيدُ
بِذَلِكَ أَنْ يَنْحَرِمَ (١) ذَلِكَ الْقَرْنُ.
٢٠٧
- بَابُ
النُّبُوَّةِ
° [٢١٦١٠]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ
وَقَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: نَظَرَ بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ وَضوءًا
فَلَمْ يَجِدْه، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «هَاهُنَا مَاءٌ»؟ فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ
وضَعَ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ الَّذِي فِيهِ الْمَاء، ثُمَّ قَالَ: «تَوَضَّئُوا
بِاسْمِ اللَّهِ»، فَرَأَيْتُ الْمَاءَ يَفُورُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ ﷺ،
وَالْقَوْمُ يَتَوَضئُونَ، حَتَّى تَوَضَّئُوا مِنْ عِنْدِ (٢) آخِرِهِمْ، قَالَ
ثَابِتٌ: فَقُلْتُ لِأَنَسٍ كَمْ تُرَاهُمْ كَانُوا؟ قَالَ: نَحْوًا مِنْ
سَبْعِينَ رَجُلًا.
° [٢١٦١١]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمِ
(٣) بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ … مِثْلَهُ.
° [٢١٦١٢]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَوْفٍ (٤)،
عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِي سَفَرٍ هُوَ وَأَصحَابُهُ فَأَصَابَهُمْ عَطَشٌ
شَدِيدٌ، فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ ﷺ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ عَلِيًّا
وَالزُّبَيْرَ أَوْ غَيْرَهُمَا، فَقَالَ: «إِنَّكُمَا سَتَجِدَانِ امْرَأَةً فِي
مَكَانِ (٥) كَذَا وَكَذَا مَعَهَا بَعِيرٌ عَلَيْهِ مَزَادَتَانِ (٦)،
فَأْتِيَانِي
(١) ينخرم: يذهب وينقضي. (انظر: النهاية،
مادة: خرم).
° [٢١٦١٠]
[الإتحاف: حم ٧٦١، خز عه حب قط حم ١٦١٤].
(٢)
ليس في (س)، وضبب عليه في (ف)، وصحح على ما بعده، وقد رواه ابن منده
في»التوحيد«(٢/ ٣٧)، وإسماعيل الأصبهاني في»دلائل النبوة«(ص ٢١١) كلاهما من طريق
المصنف به، كالمثبت.
(٣)
في (ف)، (س):»هشيم«، ولعل الصواب ما أثبتناه، فليس في الرواة من اسمه هشيم بن
صبيح، ومسلم بن صبيح أبو الضحى، روى عنه الأعمش. ينظر:»تهذيب الكمال«(٢٧/ ٥٢٠) وما
بعدها.
(٤)
قوله:»عن عوف«ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
(٥)
في (س):»صك"، والمثبت من (ف).
(٦)
المزادتان: مثنى مزادة: وهي ما يحمل فيه الماء، كالقربة. (انظر: النهاية، مادة:
مزد).
بِهَا»، فَأَتَيَا الْمَرْأَةَ،
فَوَجَدَاهَا قَدْ رَكِبَتْ بَيْنَ مَزَادَتَيْهَا عَلَى الْبَعِيرِ، فَقَالَا
لَهَا: أَجِيبِي رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَتْ: مَنْ رَسُولُ اللهِ؟ أَهَذَا
الصَّابِئُ (١)؟ قَالَا: هَذَا الَّذِي تَعْنِينَ وَهُوَ رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا،
فَجَاءَا بِهَا، فَأَمَرَ النَّبِيُّ ﷺ فَجُعِلَ فِي إِنَاءٍ مِنْ مَزَادَتَيْهَا
شَيْءٌ، ثُمَّ قَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ، ثُمَّ أَعَادَ الْمَاءَ فِي
الْمَزَادَتَيْنِ، ثُمَّ أَمَرَ بِعَزْلَاءِ (٢) الْمَزَادَتَيْنِ فَفُتِحَتْ،
ثُمَّ أَمَرَ النَّاسَ فَمَلَئُوا آنِيَتَهُمْ وَأَسْقِيَتَهُمْ (٣)، فَلَمْ
يَدَعُوا إِنَاءً وَلَا سِقَاءً إِلَّا مَلَئُوه، فَقَالَ عِمْرَانُ: فَكَانَ
يُخَيَّلُ إِلَيَّ أَنَّهُمَا لَمْ يَزْدَادَا إِلَّا امْتِلَاءً، قَالَ: فَأَمَرَ
النَّبِيُّ ﷺ بِثَوْبِهَا فَبُسِطَ، ثُمَّ أَمَرَ (٤) أَصحَابَه، فَجَاءُوا مَنْ
أَزْوَادِهِمْ حَتَّى مَلأَ لَهَا ثَوْبَهَا، ثُمَّ قَالَ: «اذْهَبِي فَإِنا لَمْ
نَأْخُذْ مِنْ مَائِكِ شَيْئًا، وَلَكِنَّ اللَّهَ سَقَانَا»، فَجَاءَتْ
أَهْلَهَا، فَأَخْبَرَتْهُمْ، فَقَالَتْ: جِئْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَسْحَرِ النَّاسِ،
أَوْ (٥) إِنَّهُ لَرَسُولُ اللَّهِ * حَقًّا، قَالَ: فَجَاءَ أَهْلُ ذَلِكَ
الْحِوَاءِ (٦) فَأَسْلَمُوا كُلُّهُمْ.
° [٢١٦١٣]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَن أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: كُنَّا مَعَ
النَّبِيِّ ﷺ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ إِذْ مَالَ أَوْ قَالَ: مَادَ (٧) عَنِ
الرَّاحِلَةِ، قَالَ: فَدَعَمْتُهُ (٨) بِيَدِي حَتَّى اسْتَيْقَظَ، ثُمَّ مَالَ
فَدَعَمْتُهُ بِيَدِي حَتَّى استَيْقَظَ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ احْفَظْ أَبَا
قَتَادَةَ كَمَا حَفِظَنِي هَذِهِ اللَّيْلَةَ، مَا أُرَانَا إِلَّا قَدْ
شَقَقْنَا عَلَيْكَ، تَنَحَّ
(١) الصابئ: الخارج من دينه إلى دين غيره،
والجمع: صُباة. (انظر: النهاية، مادة: صبأ).
(٢)
تصحف في (ف) إلى:»بعرا«، وفي (س):»بعر«، والتصويب من»السنن الكبرى«للبيهقي (١٢٧)،
و»الأنوار في شمائل النَّبِيّ المختار«للبغوي (ص ١٠٦)، كلاهما من طريق المصنف، به.
(٣)
الأسقية: جمع السقاء، وهو: ظرف (وعاء) للماء من الجلد. (انظر: النهاية، مادة: سقا).
(٤)
ليس في (ف)، وأثبتناه من (س)، وهو ثابت في المصدرين السابقين.
(٥)
ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من المصدرين السابقين.
* [ف/١٦٤ ب].
(٦)
تصحف في (ف) إلى:»الجو«، وفي (س):»الحر"، والتصويب من المصدرين السابقين.
الحواء: بيوت مجتمعة من الناس على
ماء، والجمع: أحوية. (انظر: النهاية، مادة: حوا).
(٧)
ماد: مال وتحرك. (انظر: النهاية، مادة: ميد).
(٨)
الدعم: الإسناد. (انظر: النهاية، مادة: دعم).
عَنِ الطَّرِيقِ» قَالَ: فَتَنَحَّى
(١) عَنِ الطَّرِيقِ، فَأَنَاخَ (٢) رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، وَأَنَخْنَا مَعَه،
فَتَوَسَّدَ (٣) كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا ذِرَاعَ رَاحِلَتِهِ، فَمَا اسْتَيْقَظْنَا
حَتَّى أَشْرَقَتِ الشَّمْس، وَمَا اسْتَيْقَظْنَا إِلَّا بِصَوْتِ الصُّرَدِ (٤)،
فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكْنَا، فَقَالَ: «لَمْ تَهْلِكُوا، إِنَّ
الصَّلَاةَ لَا تَفُوتُ النَّائِمَ، إِنَّمَا تَفُوتُ الْيَقْظَانَ»، ثُمَّ قَالَ:
«هَلْ مِنْ مَاءٍ» فَأَتَيْتُهُ بِمِيضَأَةٍ (٥) وَهِيَ الْإِدَاوَةُ (٦)، قَالَ
أَبُو قَتَادَةَ: فَقَضَى حَاجَتَه، ثُمَّ جَاءَنِي فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ دَفَعَهَا
إِلَيَّ، ثُمَّ قَالَ لِي: «احْفَظْهَا لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ لِبَقِيَّتِهَا
نَبَأٌ» قَالَ: فَأَمَرَ بِلَالًا، فَنَادَى وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ
تَحَوَّلَ مِنْ مَكَانِهِ ذَلِكَ، فَأَمَرَهُ فَأَقَامَ الصَّلَاةَ (٧) فَصَلَّى
بِنَا الصُّبْحَ، قَالَ: ثُمَّ سَارَ الْجَيْشُ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إِنْ
يُطِيعُوا أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ يَرْفُقُوا بِأَنْفُسِهِمْ، وَإِنْ يَعْصُوهُمَا
يَشُقُّوا (٨) عَلَى أَنْفُسِهِمْ»، قَالَ: وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ
أَشَارُوا عَلَيْهِمْ أَلَّا يَنْزِلُوا حَتَّى يَبْلُغُوا الْمَاءَ، وَقَالَ
بَقِيَّةُ النَّاسِ: بَلْ نَنْزِلُ حَتَّى يَأْتيَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَنَزَلُوا
فَجِئْنَاهُمْ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ (٩) وَقَدْ هَلَكُوا مِنَ الْعَطَشِ،
قَالَ: فَدَعَانِي بِالْمِيضَأَةِ، فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَاسْتَأْبَطَهَا، ثُمَّ
جَعَلَ يَصُبُّ لَهُمْ، ثُمَّ قَالَ: «اشْرَبُوا وَتَوَضَّئُوا»، فَفَعَلُوا،
وَمَلَئُوا كُلَّ إِنَاءٍ كَانَ مَعَهُمْ، حَتَّى جَعَلَ يَقُولُ: «هَلْ مِنْ
عَالٍّ (١٠)» ثُمَّ رَدَّهَا إِلَيَّ، فَيُخَيَّلُ إِلَيَّ أَنَّهَا كمَا
أَخَذَهَا مِنِّي، وَكَانُوا اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ رَجُلًا.
(١) التنحي: الاجتناب، والابتعاد. (انظر:
النهاية، مادة: نحا).
(٢)
الإناخة: إبراك البعير وإنزاله على الأرض. (انظر: اللسان، مادة: نوخ).
(٣)
التوسد: جعل الشيء تحت الرأس. (انظر: النهاية، مادة: وسد).
(٤)
الصرد: طائر ضخم الرأس والمنقار، له ريش عظيم نصفه أبيض ونصفه أسود. (انظر:
النهاية، مادة: صرد).
(٥)
الميضأة: الإناء الذي يتوضأ منه كالإداوة ونحوها. (انظر: جامع الأصول) (٧/ ١٤٠).
(٦)
الإداوة: إناء صغير من جلد يتخذ للماء. (انظر: النهاية، مادة: أدا).
(٧)
ليس في (ف)، وأثبتناه من (س).
(٨)
كأنها في (س): «يقسو»، والمثبت من (ف).
(٩)
نحر الظهيرة: حين تبلغ الشمسُ مُنتهاها من الارتفاع، كأنها وصَلَت إلى النحر، وهو
أعلى الصَّدْر. (انظر: النهاية، مادة: نحر).
(١٠)
العلّ: الذي يشرب الشربة الثانية. (انظر: اللسان، مادة: علل).
° [٢١٦١٤] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَحْشِيِّ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَشْيَاخُنَا: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَحْشٍ جَاءَ إِلَى
النَّبِيِّ ﷺ يوْمَ أُحُدٍ وَقَدْ ذَهَبَ سَيْفُه، فَأَعْطَاهُ النَّبِيُّ ﷺ
عسِيبًا مِنْ نَخْلٍ، فَرَجَعَ فِي يَدِهِ سَيْفًا.
° [٢١٦١٥]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمٍ
الْأَحْوَلِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ (١) قَالَ: تَرَوْنَ هَذَا
الشَّيْخَ يَعْنِي نَفْسَه، فَإِنِّي كَلَّمْتُ رَسُولَ * اللَّهِ ﷺ، وَأَكَلْتُ
مَعَه، وَرَأَيْتُ الْعَلَامَةَ الَّتِي بَيْنَ كَتِفَيْهِ، وَهِيَ إِلَى نُغْضِ
(٢) كَتِفِهِ (٣) الْيُسْرَى، كَأَنَّهُ جُمْعٌ يَعْنِي الْكَفَّ الْمُجْتَمِعَ
عَلَيْهَا خِيلَان (٤) كَهَيْئَةِ الثَّآلِيلِ (٥).
٢٠٨
- بَابُ
مَا يُعَجَّلُ (٦) لِأهْلِ الْيَقِينِ مِنَ الْآيَاتِ (٧)
• [٢١٦١٦]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ
أَنَسٍ، أَنَّ أُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرٍ وَرَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ تَحَدَّثَا
عَنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِي حَاجَةٍ لَهُمَا، حَتَّى ذَهَبَ مِنَ
° [٢١٦١٥] [الإتحاف: حم ٧١٧٣].
(١)
كأنها في (س): «شرحبيل»، وكتب فوقه: «جبير»، والمثبت من (ف)، وهو الموافق لما عند
أحمد في «مسنده» (٢١١٠٢)، والبيهقي في «دلائل النبوة» (١/ ٢٦٤).
* [س/٣٤٣].
(٢)
النغض: أعلى الكتف، وقيل: هو العظم الرقيق الذي على طرفه. (انظر: النهاية، مادة:
نغض).
(٣)
قوله: «وهي إلى نغض كتفه» ليس في (س)، ووقع في (ف): «بعض كتفيه»، والتصويب من
«مسند أحمد» (٢١١٠٢)، «دلائل النبوة» للبيهقي (١/ ٢٦٤) من طريق المصنف، به.
(٤)
الخيلان: جمع الخال، وهو الشامة في الجسد. (انظر: النهاية، مادة: خيل).
(٥)
[ف/ ١٦٥ أ]. في (ف)، (س): «الثواليل» هكذا بالتسهيل، والمثبت من المصدرين السابقين.
وينظر: «لسان العرب» (مادة: ثأل).
الثآليل: جمع ثؤلول، وهو هذه الحبة
التي تظهر في الجلد كالحِمَّصة فما دونها. (انظر: النهاية، مادة: ثأل).
(٦)
في (س): «يحصل»، والمثبت من (ف).
(٧)
الآيات: جمع آية، وهي المعجزة والكرامة، وسميت آية لأنها علامة النبوة. (انظر:
المرقاة) (١٠/ ٢٤٤).
• [٢١٦١٦]
[الإتحاف: حب حم ٧٣٢].
اللَّيلِ سَاعَةٌ، وَلَيْلَةٌ
شَدِيدَةُ الظُّلْمَةِ، ثُمَّ خَرَجَا مَنْ عِنْدِهِ يَنْقَلِبَانِ، وَبِيَدِ
كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عُصَيَّةٌ، فَأَضَاءَتْ عَصَا أَحَدِهِمَا لَهُمَا،
حَتَّى مَشَيَا فِي ضَوْئِهَا، حَتَّى إِذَا افْتَرَقَ بِهِمَا الطَّرِيقُ أَضَاءَتْ
لِلآخَرِ عَصَاهُ، فَسَارَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فِي ضَوْءِ عَصَاهُ حَتَّى
بَلَغَ أَهْلَهُ.
• [٢١٦١٧]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ،
عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَخِي (١)
عَامِرِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ، أَنَّ عَامِرًا كَانَ يَأْخُذُ عَطَاءَه،
فَيَجْعَلُهُ فِي طَرَفِ رِدَائِهِ، فَلَا يَلْقَى أَحَدًا مِنَ الْمَسَاكِينِ
يَسْأَلُهُ إِلَّا أَعْطَاهُ، فَإِذَا دَخَلَ عَلَى أَهْلِهِ رَمَى بِهَا
إِلَيْهِمْ، فَيَعُدُّونَهَا (٢) فَيَجِدُونَهَا (٣) سَوَاءً كَمَا أُعْطِيَهَا.
• [٢١٦١٨]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ،
قَالَ: كَانَ مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شِخِّيرٍ وَصَاحِبٍ لَه، سَرِيَا
فِي لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ، فَإِذَا طَرَفُ سَوْطٍ أَحَدُهُمَا عِنْدَهُ ضَوْءٌ،
فَقَالَ لِصَاحِبِهِ: أَمَا إِنَّا لَوْ حَدَّثْنَا النَّاسَ بِهَذَا كَذَّبُونَا،
فَقَالَ مُطَرِّفٌ: الْمُكَذِّبُ أَكْذَب، يَقُولُ: الْمُكَذِّبُ بِنِعْمَةِ
اللَّهِ أَكْذَبُ.
• [٢١٦١٩]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ الْجَحْشِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، أَنَّ سَفِينَةَ مَوْلَى
رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَخْطَأَ الْجَيْشَ بِأَرْضِ الرُّومِ، أَوْ أُسِرَ فَانْطَلَقَ
هَارِبًا يَلْتَمِسُ الْجَيْشَ، فَإِذَا بِالْأَسَدِ، فَقَالَ لَهُ: أَبَا
الْحَارِثِ، أَنَا مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَإِنَّ مِنْ أَمْرِي كَيْتَ
وَكَيْتَ (٤)، فَأَقْبَلَ الْأَسَدُ لَهُ بَصْبَصَةٌ (٥) حَتَّى قَامَ إِلَى
(١) قوله: «ابن أخي»، في (س): «أخو»، والمثبت
من (ف)، وهو الموافق لما عند أحمد في «الزهد» (١٢٥٥)، والمستغفري في «دلائل
النبوة» (٢/ ٦٥٨)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (٢٦/ ٣٠) من طريق المصنف، به.
(٢)
في (ف): «فيعيدونها»، والتصويب من (س)، وهو موافق لما في «الزهد» لأحمد بن حنبل
و«دلائل النبوة» للمستغفري.
(٣)
ليس في (س)، والمثبت من (ف).
(٤)
كيت وكيت: كناية عن الأمر، نحو: كذا وكذا. (انظر: النهاية، مادة: كيت).
(٥)
في (ف): «بصيعة»، وفي (س): «نصعه»، والمثبت من «كرامات الأولياء» للالكائي (٩/
١٧٢)، «شرح السنة» للبغوي (١٣/ ٣١٣) من طريق المصنف، به.
جَنْبِهِ، كُلَّمَا سَمِعَ صَوْتًا
أَتَى إِلَيْهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ يَمْشِي إِلَى جَنْبِهِ، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ
حَتَّى بَلَغَ الْجَيْشَ، ثُمَّ رَجَعَ الْأَسَدُ.
° [٢١٦٢٠]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي عَبْدُ (١) اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ
النُّعْمَانِ قَالَ: مَرَرْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَمَعَهُ جِبْرِيلُ جَالِسٌ
فِي الْمَقَاعِدِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَجَزْت، فَلَمَّا رَجَعْتُ
وَانْصرَفَ النَّبِيُّ ﷺ قالَ لِي: «هَلْ رَأَيْتَ الَّذِي كَانَ مَعِي»؟ قُلْتُ:
نَعَمْ، قَالَ: «فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ وَقَدْ رَدَّ عَلَيْكَ السَّلَامَ».
٢٠٩
- بَابُ
الرُّخَصِ وَالشَّدَائِدِ
° [٢١٦٢١]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: كُنْتُ
رِدْفَ النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ: «هَلْ تَدْرِي يَا مُعَاذُ * مَا حَقُّ اللَّهِ
عَلَى النَّاسِ»؟ قَالَ: قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَم، قَالَ: «حَقُّهُ
عَلَيْهِمْ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، تَدْرِي يَا مُعَاذُ
مَا حَقُّ النَّاسِ عَلَى اللهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ»؟ قَالَ: قُلْتُ: اللَّهُ
وَرَسُولُهُ أَعْلَم، قَالَ: «فَإِنَّ حَقَّ النَّاسِ عَلَى اللهِ أَلَّا
يُعَذَبَهُمُ» قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا أُبَشِّرُ النَّاسَ؟
قَالَ: «دَعْهُمْ يَعْمَلُونَ».
° [٢١٦٢٢]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ، عَنْ كُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كُنْتُ
أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِي حَقٍّ لِبَعْضِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ:
«يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، هَلَكَ الْمُكْثِرُونَ إِلَّا مَنْ قَالَ: كَذَا وَكَذَا،
وَهَكَذَا وَهَكَذَا، وَقَلِيلٌ
° [٢١٦٢٠] [الإتحاف: حم ٤١١٧].
(١)
تصحف في (ف) إلى:»عبيد«، والتصويب من (س)، و»مسند أحمد«(٢٤١٦٧)، و»المنتخب من مسند
عبد بن حميد«(٤٤٦)، كلاهما عن المصنف، به. وينظر:»تهذيب الكمال" (١٥/ ١٤٠).
° [٢١٦٢١]
[الإتحاف: حب حم ١٦٧١٢].
* [ف/١٦٥ ب].
° [٢١٦٢٢]
[الإتحاف: كم حم ١٩٦٩٤] [شيبة: ٣٦٤١٢].
مَا هُمْ»، ثُمَّ مَشَى سَاعَةً،
ثُمَّ قَالَ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ
الْجَنَّةِ»؟ فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «تَقُولُ: لَا حَوْلَ
وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ، وَلَا مَلْجَأَ مِنَ
اللَّهِ إِلَّا إِلَيهِ»، قَالَ: ثُمَّ مَشَى سَاعَةً، فَقَالَ: «يَا أَبَا
هُرَيْرَةَ، هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى النَّاسِ، وَمَا حَقُّ النَّاسِ
عَلَى اللَّهِ»؟ قَالَ: قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَم، قَالَ: «حَقُّ اللهِ
عَلَى النَّاسِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، فَإِذَا فَعَلُوا
ذَلِكَ فَحَقُّ عَلَى اللَّهِ ألَّا يُعَذِّبَهُمُ».
° [٢١٦٢٣]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: قَالَ
لِي: أَلَا أُحَدِّثُكَ حَدِيثَيْنِ عَجِيبَيْنِ أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ (١) بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَالَ:
«أَسْرَفَ رَجُلٌ عَلَى نَفْسِهِ، فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ أَوْصَى بَنِيهِ،
فَقَالَ: إِذَا أَنَا مِتُّ فَاحْرِقونِي، ثمَّ اسْحَقونِي (٢)، ثمَّ اذرُونِي (٣)
فِي الرِّيحِ فِي البَحْرِ، فَوَاللهِ لئِنْ قدَرَ عَليَّ رَبِّي لَيُعَذِّبَنَّي
عَذَابًا مَا عَذَّبَهُ أَحَدًا، قَالَ فَفَعَلُوا ذَلِكَ بِهِ فَقَالَ اللَّهُ
لِلْأَرْضِ أَدِّي مَا أَخَذْتِ فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ، فَقَالَ لَهُ: مَا حَمَلَكَ
عَلَى مَا صَنَعْتَ (٤)، قَالَ: خَشْيَتُكَ»، أَوْ قَالَ: «عِقَابُكَ (٥) يَا
رَبِّ، فَغَفَرَ لَهُ بِذَلِكَ».
° [٢١٦٢٣] [الإتحاف: عه حم ١٧٩٩٧].
(١)
في (ف)، (س): «عبيد»، والتصويب من «صحيح مسلم» (٢٨٥٧/ ١)، «مسند أحمد» (٧٧٦٢)،
«سنن ابن ماجة» (٤٢٨٩)، كلهم من طريق المصنف، به. وينظر: «تهذيب الكمال» (٧/ ٣٧٨)
وما بعدها.
(٢)
السحق: الدَّقُّ والطحن. (انظر: مجمع البحار، مادة: سحق).
(٣)
الذرو: التفرقة والتبديد، وذرت الريح التراب: أطارته وفرقته. (انظر: المعجم العربي
الأساسي، مادة: ذرو).
(٤)
من قوله: «ففعلوا ذلك به» إلى هنا ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من المصادر السابقة.
(٥)
كذا في (ف)، (س)، وهو في المصادر السابقة، وعند البيهقيّ في «الآداب» (ص ٣٤٣)،
و«الأسماء والصفات» (٢/ ٤٩٢)، و«شعب الإيمان» (٢/ ٣٣٨)، وعند البغوي في «شرح
السنة» (١٤/ ٣٨١)، وابن أخي ميمي الدقاق في «فوائده» (ص ٢١٨) بلفظ: «مخافتك».
° [٢١٦٢٤] قال الزُّهْرِيُّ: وَحَدَّثَنِي
حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ
قَالَ: «دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا، فَلَا هِيَ
أَطْعَمَتْهَا، وَلَا هِيَ أَرْسَلَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ (١)،
حَتَّى مَاتَتْ».
قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَذَلِكَ
لِئَلَّا يَتَّكِلَ وَلَا يَيْأَسَ (٢) رَجُلٌ.
• [٢١٦٢٥]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كَانَ
قَرْيَتَانِ إِحْدَاهُمَا صَالِحَةٌ، وَالْأُخْرَى ظَالِمَةٌ *، فَخَرَجَ رَجُلٌ
مِنَ الْقَرْيَةِ الظَّالِمَةِ يُرِيدُ الْقَرْيَةَ الصَّالِحَةَ، فَأَتَاهُ
الْمَوْتُ حَيْثُ شَاءَ اللَّه، فَاخْتَصَمَ فِيهِ الْمَلَكُ وَالشَّيْطَان،
فَقَالَ الشَّيْطَانُ: وَاللَّهِ مَا عَصَانِي قَطُّ، فَقَالَ الْمَلَكُ: إِنَّهُ
قَدْ خَرَجَ يُرِيدُ التَّوْبَةَ، فَقُضِيَ بَيْنَهُمَا أَنْ يُنْظَرَ إِلَى
أَيِّهِمَا أَقْرَب، فَوَجَدُوهُ أَقْرَبُ إِلَى الْقَرْيَةِ الصالِحَةِ بِشِبْرٍ
فَغُفِرَ لَه، قَالَ مَعْمَرٌ: وَسَمِعْتُ مَنْ يَقُولُ *: قَرَّبَ اللَّهُ
إِلَيْهِ الْقَرْيَةَ الصَّالِحَةَ.
° [٢١٦٢٦]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ، أَنَّهُ سَمِعَ
أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: «دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ
فِي هِرَّةٍ لَهَا، أَوْ هِرٍّ، رَبَطَتْهَا فَلَا هِيَ أَطْعَمَتْهَا، وَلَا هِيَ
أَرْسَلَتْهَا تُقَمِّمُ (٣) مِنْ خَشَاضِ الْأَرْضِ حَتَّى مَاتَتْ هُزْلًا (٤)».
• [٢١٦٢٧]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ،
عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ
° [٢١٦٢٤] [الإتحاف: عه حب حم ١٧٩٩٦، عه ١٨٤٣٠،
ط حم ١٩٢٨٤، حم عم ١٩٥٠٥، حم ١٩٦٢٥، حم ١٩٧٩٤، عه حم ١٩٨٧١، عه حم ٢٠١٩٧].
(١)
خشاش الأرض: هوامها وحشراتها، الواحدة خشاشة. (انظر: النهاية، مادة: خش).
(٢)
في (ف): «يأيس»، والمثبت من (س)، «صحيح مسلم» (١/ ٢٨٥٧)، «سنن ابن ماجة» (٤٢٩٠) من
طريق المصنف، به.
* [س/٣٤٤].
* [ف/١٦٦ أ].
(٣)
التقمم: تتبع القمامة. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: قمم).
(٤)
الهزال: الضعف. (انظر: النهاية، مادة: هزل).
أَبِي الدَّيْلَمِ، عَنْ مُعَاذِ
بْنِ جَبَلٍ قَالَ: حَضَرَهُ الْمَوْت، فَقُلْنَا لَهُ: لَا نَرَاكَ إِلَّا قَدْ
حُضِرْتَ، فَأَوْصِنَا، قَالَ: فَأَنَا لَا أُرَانِي إِلَّا قَدْ حُضِرْتُ وَسَاءَ
حِينٌ الْكَذِبُ هَذَا، اعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ مَاتَ وَهُوَ يُوقِنُ بِثَلَاثٍ:
بِأَنَّ اللَّهَ رَبُّهُ، وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا، وَأَنَّ
اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ، قَالَ ابْنُ سِيرِينَ: فَإِمَّا قَالَ:
يَدْخُلُ الْجَنَّةَ، وإِمَّا قَالَ: يَنْجُو مِنَ النَّارِ.
• [٢١٦٢٨]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سُئِلَ
ابْنُ عُمَرَ عَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه، هَلْ يَضُرُّ مَعَهَا عَمَلٌ كَمَا
لَا يَنْفَعُ مَعَ تَرْكِهَا عَمَلٌ؟ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: عَشِّ وَلَا تَغْتَرَّ.
° [٢١٦٢٩]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: لَمَّا
قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ كَادَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ أَنْ يُوَسْوَسَ، فَكَانَ
عُثْمَانُ مِمَّنْ كَانَ كَذَلِكَ، فَمَرَّ بِهِ عُمَرُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَلَمْ
يُجِبْه، فَأَتَى عُمَرُ أَبَا بَكْرٍ فَقَالَ: أَلَا تَرَى عُثْمَانَ مَرَرْتُ
بِهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ، قَالَ: انْطَلِقْ بِنَا
إِلَيْهِ، فَمَرَّا بِهِ، فَسَلَّمَا عَلَيْهِ، فَرَدَّ عَلَيْهِمَا، فَقَالَ لَهُ
أَبُو بَكْرٍ: مَا شَأْنُكَ؟ مَرَّ بِكَ أَخُوكَ آنِفًا فَسَلَّمَ عَلَيْكَ فَلَمْ
تَرُدَّ عَلَيْهِ؟ فَقَالَ: مَا فَعَلَ، فَقَالَ عُمَرُ: بَلَى فَعَلْت،
وَلَكِنَّهَا نَخْوَتُكُمْ يَا بَنِي أُمَيَّةَ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَجَلْ، قَدْ
فَعَلَ وَلَكِنْ أَمْرٌ مَا شَغَلَكَ عَنْه، فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ أَذْكُرُ
رَسُولَ اللَّهُ ﷺ، وَأَذْكُرُ أَنَّ اللَّهَ قَبَضَهُ قَبْلَ أَنْ نَسْأَلَهُ
عَنْ نَجَاةِ هَذَا الْأَمْرِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَإِنِّي قَدْ سَأَلْتُهُ
عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ عُثْمَانُ: فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، فَأَنْتَ أَحَقُّ
بِذَلِكَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا نَجَاةُ هَذَا
الْأَمْرِ الَّذِي نَحْنُ فِيهِ؟ قَالَ: «مَنْ قَبِلَ الْكَلِمَةَ الَّتِي
عُرِضَتْ عَلَى عَمِّي فَرَدَّهَا عَلَيَّ فَهِيَ لَهُ نَجَاةٌ».
• [٢١٦٣٠]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ
اللهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: إِنَّ الرَّجُلَ
لَيُحَدِّثُ بِالْحَدِيثِ، فَيَسْمَعُهُ مَنْ لَا يَبْلُغُ عَقْلُهُ فَهْمَ ذَلِكَ
الْحَدِيثِ، فَيَكُونُ عَلَيْهِ فِتْنَةٌ.
° [٢١٦٣١] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ (١)، عَنْ أَنَسٍ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ اللَّهَ وَعَدَنِي أَنْ يُدْخِلَ
الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي أَرْبَعَمِائَةِ ألفٍ»، قَالَ: فَقَالَ (٢) أَبُو بَكْرٍ
*: زِدْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «وَهَكَذَا»، وَجَمَعَ
كَفَّيْهِ، قَالَ: زِدْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «وَهَكَذَا»، وَجَمَعَ
كَفَّيْهِ، فَقَالَ عُمَرُ: حَسْبُكَ (٣) يَا أَبَا بَكْرٍ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ:
دَعْنِي يَا عُمَرُ مَا عَلَيْكَ أَنْ يُدْخِلَنَا اللَّهُ الْجَنَّةَ كُلَّنَا،
فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ اللَّهَ إِنْ شَاءَ أَدْخَلَ خَلْقَهُ الْجَنَّةَ بِكَفٍّ
وَاحِدَةٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «صَدَقَ عُمَرُ».
• [٢١٦٣٢]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يَقُولُ اللَّهُ: إِذَا
هَمَّ عَبْدِي بِالْحَسَنَةِ فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا
فَاكْتُبُوهَا عَشَرَةَ أَمْثَالِهَا، فَإِنْ هَمَّ بِالسَّيِّئَةِ فَعَمِلَهَا
فَاكْتُبُوهَا وَاحِدَةً، وَإِنْ تَرَكَهَا فَاكْتُبُوهَا حَسَنَةً».
• [٢١٦٣٣]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، أَنَّ ابْنَ
مَسْعُودٍ مَرَّ بِرَجُلٍ يَذْكُرُ قَوْمًا فَقَالَ: يَا مُذَّكِر، لَا تُقَنِّطُ
النَّاسَ.
° [٢١٦٣٤]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ،
قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: كُنَّا يَوْمًا جُلُوسًا عِنْدَ
رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: «يَطْلُعُ عَلَيْكُمُ الْآنَ مِنْ هَذَا
° [٢١٦٣١] [الإتحاف: حم ١٦٩٨].
(١)
قبله في (ف)، (س):»أبي«، وهو مزيد خطأ، وينظر:»الأوسط«للطبراني (٣٤٠٠)،»الأسماء
والصفات«للبيهقي (٢/ ١٥٣) كلاهما من طريق المصنف، به، وينظر أيضًا:»تهذيب
الكمال" (٢٩/ ٣٧٥) وما بعدها.
(٢)
مطموس في (ف)، والمثبت من (س)، والمصادر السابقة.
* [ف/١٦٦ ب].
(٣)
الحسب: الكفاية. (انظر: النهاية، مادة: حسب).
° [٢١٦٣٤]
[الإتحاف: حم ١٧٩٤].
الْفَجِّ (١) رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ
الْجَنَّةِ»، قَالَ: فَاطَّلَعَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْأَنْصَارِ تَنْطِفُ
لِحْيَتُهُ مِنْ وَضُوئِهِ، قَدْ عَلَّقَ نَعْلَيهِ فِي يَدِهِ الشِّمَالِ
فَسَلَّمَ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ مِثْلَ ذَلِكَ، فَطَلَعَ ذَلِكَ
الرَّجُلُ عَلَى مِثْلِ الْمَرَّةِ الْأُولَى، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ
الثَّالِث، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ مِثْلَ مَقَالَتِهِ أَيْضًا، فَطَلَعَ ذَلِكَ
الرَّجُلُ عَلَى مِثْلِ حَالِهِ الْأَوَّلِ، فَلَمَّا قَامَ النَّبِيُّ ﷺ تَبِعَهُ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، فَقَالَ: إِنِّي لَاحَيْتُ (٢)
أَبَتِي، فَأَقْسَمَتْ أَلَّا أَدْخُلَ عَلَيْهِ ثَلَاثًا، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ
تُؤْوِيَنِي (٣) إِلَيْكَ حَتَّى تَمْضيَ الثَّلَاثُ فَعَلْتَ، قَالَ: نَعَمْ،
قَالَ أَنَسٌ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُحَدِّثُ أَنَّهُ بَاتَ مَعَهُ ثَلَاثَ
لَيَالٍ، فَلَمْ يَرَهُ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ شَيْئًا، غَيْرَ أَنَّهُ إِذَا
تَعَارَّ انْقَلَبَ عَلَى فِرَاشِهِ، ذَكَرَ اللَّهَ وَكَبَّرَ، حَتَّى يَقُومَ
لِصَلَاةِ الْفَجْرِ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: غَيْرَ أَنِّي لَمْ أَسْمَعْهُ
يَقُولُ إِلَّا خَيْرًا، فَلَمَّا مَضَتِ الثَّلَاثُ، وَكِدْتُ أَحْتَقِرَ
عَمَلَه، قُلْتُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَ وَالِدِي
هِجْرَةٌ وَلَا غَضَبٌ، وَلكنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ ثَلَاثَ
مَرَّاتٍ: «يَطْلُعُ الآنَ عَلَيْكُمْ * رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ»،
فَاطَّلَعْتُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَأَرَدْتُ (٤) أَنْ آوِيَ إِلَيْكَ لِأَنْظُرَ
مَا عَمَلُكَ، فَأَقْتَدِيَ بِكَ، فَلَمْ أَرَكَ تَعْمَلُ كَبِيرَ عَمَلٍ، فَمَا
الَّذِي بَلَغَ بِكَ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ عز وجل *؟ قَالَ: مَا هُوَ إِلَّا مَا رَأَيْتَ،
قَالَ: فَانْصَرَفْتُ عَنْه، فَلَمَّا وَلَّيْتُ دَعَانِي، فَقَالَ: مَا هُوَ
إِلَّا مَا رَأَيْتَ، غَيْرَ أَنِّي لَا أَجِدُ فِي نَفْسِي عَلَى أَحَدٍ مِنَ
الْمُسْلِمِينَ غِشًّا، وَلَا أَحْسُدُهُ عَلَى مَا أَعْطَاهُ اللهُ إِيَّاهُ (٥)،
فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: هَذِهِ الَّتِي بَلَغَتْ بِكَ، وَهِيَ الَّتِي لَا
نُطِيقُ.
(١) الفج: الطريق الواسع، والجمع: فجاج.
(انظر: النهاية، مادة: فجج).
(٢)
تصحف في (ف) إلى: «لأحب»، والتصويب من (س)، «مسند أحمد» (١٢٨٩٤)، «المنتخب من مسند
عبد بن حميد» (١١٥٩)، كلاهما عن المصنف، به.
الملاحاة، والتلاحي: الخصومة،
والجدال، والمنازعة. (انظر: النهاية، مادة: لحا).
(٣)
الإيواء: ضم الغير إلى منزل أحدهم كمأوى له. (انظر: النهاية، مادة: أوي).
* [س/٣٤٥].
(٤)
تصحف في (ف) إلى: «فما زدت»، والتصويب من المصدرين السابقين.
* [ف/١٦٧ أ].
(٥)
بعده في (ف): «إليه»، وفي (س): «أعطاه الله إليه»، والمثبت كما في المصدرين
السابقين.
٢١٠ - بَابُ الإِقْنَاطِ
• [٢١٦٣٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ،
عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ دَخَلَ عَلَى
عَائِشَةَ، فَقَالَتْ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ، فَقَالَتْ:
عُمَيْرُ بْنُ قَتَادَةَ؟ فَقَالُوا: نَعَمْ، قَالَتْ: أَلَمْ أُحَدَّثْ أَنَّكَ
تَجْلِسُ وَيُجْلَسُ إِلَيْكَ؟ قَالَ: بَلَى يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ:
فَإِيَّاكَ وَإِهْلَاكَ النَّاسِ وَتَقْنِيطَهُمْ (١).
• [٢١٦٣٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ
رَجُلًا كَانَ فِي الْأُمَمِ الْمَاضِيَةِ يَجْتَهِدُ فِي الْعِبَادَةِ،
وَيُشَدِّدُ عَلَى نَفْسِهِ، وَيُقَنِّطُ النَّاسَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ، ثُمَّ
مَاتَ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ مَا لِي عِنْدَكَ؟ قَالَ: النَّار، قَالَ: يَا رَبِّ،
فَأَيْنَ عَبَادَتِي وَاجْتِهَادِي؟ فَقِيلَ لَهُ: كُنْتَ تُقَنِّطُ النَّاسَ مَنْ
رَحْمَتِي فِي الدُّنْيَا، وَأَنَا أُقَنِّطُكَ الْيَوْمَ مَنْ رَحْمَتِي.
٢١١
- بَابُ
دُخُولِ الْجَنَّةِ
° [٢١٦٧٣]
قال: قَرَأْنَا عَلَى عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ
مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ:
«لَيْسَ وَاحِدٌ مِنْكُم بِمُنَجِّيهِ عَمَلُه، وَلَكِنْ سَدَّدُوا (٢)
وَقَارِبُوا (٣)»، قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «وَلَا
أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِيَ (٤) اللهُ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ».
° [٢١٦٣٨]
أخبرنا عَبدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ وَابْنَ
سِيرِينَ يُحَدِّثَانِ مِثْلَه، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: وَوَضعَ
يَدَهُ عَلَى رَأسِهِ.
• [٢١٦٣٩]
أخبرنا عَبدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ
قَالَ: دَخَلَ
(١) في (ف)، (س): «تقنطهم»، والمثبت من «شعب
الإيمان» (٢/ ٣٤١) من طريق المصنف.
(٢)
السداد: القصد في الأمر والعدل فيه فلا يغلو ولا يسرف. (انظر: النهاية، مادة: سدد).
(٣)
المقاربة: الاقتصاد في الأمور كلها، وترك الغلو فيها والتقصير. (انظر: النهاية،
مادة: قرب).
(٤)
يتغمدني: يلبسني ويتغشاني ويسترني. (انظر: اللسان، مادة: غمد).
خَالِدُ بْنُ الْوَاشِمَةِ عَلَى
عَائِشَةَ بَعْدَ الْجَمَلِ، فَقَالَتْ: مَا فَعَلَ فُلَانٌ؟ تَعْنِي: طَلْحَةَ،
قَالَ: قُتِلَ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: إِنَّا لِلَّهِ وإِنَّا
إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، يَرْحَمُهُ الله، مَا فَعَلَ فُلَانٌ؟ قَالَ: قُتِلَ، قَالَ:
فَرَجَّعَتْ أَيْضًا، وَقَالَتْ: يَرْحَمُهُ الله، قَالَ: قُلْتُ: يَا أُمَّ
الْمُؤْمِنِينَ (١)، بَلْ نَحْنُ لِلَّهِ، وإِنَّا لِلهِ عَلَى زَيْدِ وَأَصْحَابِ
زَيْدٍ، يَعْنِي: زَيْدَ بْنَ صُوحَانَ، قَالَتْ: وَقُتِلَ زَيْدٌ؟ قَالَ: قُلْتُ:
نَعَمْ، قَالَتْ: إِنَّا لِلَّهِ وإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، يَرحَمُهُ الله،
قَالَ: قُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، هَذَا مِنْ جُنْدٍ وَهَذَا مِنْ جُنْدٍ،
تَرَحَّمِينَ عَلَيْهِمْ جَمِيعًا، وَاللَّهِ لَا يَجْتَمِعُونَ أَبَدًا، قَالَتْ:
أَوَلَا تَدْرِي؟ رَحْمَةُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
° [٢١٦٤٠]
أخبرنا عَبدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَن أَيُّوبَ، عَنْ
نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَثَلُكُم *
وَمَثَلُ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى كَمَثَلِ رَجُلٍ، قَالَ: مَنْ أَستَأْجِرُهُ
يَعْمَلُ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ بِقِيرَاطٍ (٢)، فَعَمِلَتِ الْيَهُود، ثُمَّ
قَالَ: مَنْ أَسْتَأْجِرُهُ يَعْمَلُ إِلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ بِقِيرَاطٍ،
فَعَمِلَتِ النَّصَارَى، ثُمَّ قَالَ: مَن أَستَأْجِرُهُ يَعْمَلُ إِلَى اللَّيْلِ
بِقِيرَاطَيْنِ، فَعَمِلتُمْ أَنْتُمْ، فَلَكُمُ الْأَجْرُ مَرَّتَيْنِ، فَقَالَتِ
الْيَهُودُ: نَحْنُ أَكْثَرُ أَعْمَالًا وَأَقَلُّ أُجُورًا، فَقَالَ اللَّهُ:
أَظُلِمْتُمْ مِنْ أُجُورِكُمْ شَيْئًا؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: فَإِنَّهُ فَضْلِي
أُوتِيهِ مَنْ أَشَاءُ».
٢١٢
- بَابُ
الرُّخَصِ فِي الْأعْمَالِ وَالْقَصْدِ
° [٢١٦٤١]
أخبرنا عَبدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَعِنْدِي
امْرَأَةٌ حَسَنَةُ الْهَيْئَةِ، فَقَالَ: «مَنْ هَذِهِ»؟
(١) قوله: «يا أم المؤمنين» ليس في (ف)،
وأثبتناه من (س).
* [ف/١٦٧ ب].
(٢)
القيراط: معيار في الوزن وفي المقياس اختلفت مقاديره باختلاف الأزمنة. (انظر:
المعجم الوسيط، مادة: قرط).
° [٢١٦٤١]
[الإتحاف: خزط حم عه ٢٢٤٥٠].
فَقُلْتُ: فُلَانَةُ بِنْتُ فُلَانٍ
(١)، وَهِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا تَنَامُ اللَّيْلَ، فَقَالَ: «مَهْ (٢)
خُذُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ اللهَ لَا يَمَلُّ (٣) حَتَّى
تَمَلُّوا، وَأَحَبُّ الْعَمَلِ إِلَى اللهِ مَا دَامَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ وَإِنْ
قَلَّ».
° [٢١٦٤٢]
أخبرنا عَبدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لِيَأْخُذْ أَحَدُكُمْ مِنَ الْعَمَلِ مَا يُطِيق،
فَإِنهُ لَا يَدْرِي مَا قُدِّرَ أَجَلُه، وَإنَّ أَحَبَّ الْعِبَادَةِ إِلَى
اللَّهِ مَا دِيمَ عَلَيْهَا وَإِنْ قَلَّتْ».
° [٢١٦٤٣]
أخبرنا عَبدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «عَمَلٌ قَلِيلٌ فِي سُنَّةٍ، خَيْرٌ مَنْ عَمَلٍ كَثيرٍ
فِي بِدْعَةٍ، وَمَنِ اسْتَنَّ بِي فَهُوَ مِنِّي، وَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي
فَلَيْسَ مِنِّي».
• [٢١٦٤٤]
أخبرنا عَبدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرٍ
الشَّعْبِيِّ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ يُعْمَلَ بِرُخَصِهِ، كَمَا
يُحِبُّ أَنْ يُعْمَلَ بِعَزَائِمِهِ.
° [٢١٦٤٥]
أخبرنا عَبدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي
قِلَابَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ فَقَدَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ، فَأَقَامَ
عَلَيْهِ ثَلَاثًا، ثُمَّ إِنَّ الرَّجُلَ جَاءَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ:
«أَيْنَ كُنْتَ»؟ قَالَ: رَأَيْتُ عُيَيْنَةَ، يَعْنِي عَيْنًا، فَتَبَتَّلْتُ
عِنْدَهَا هَذِهِ الثلَاثَ، فَقَالَ * النَّبِيُّ ﷺ: «مَنْ تَبتَّلَ فَلَيْسَ
مِنَّا».
° [٢١٦٤٦]
أخبرنا عَبدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ
قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ ليُصَلِّي عَلَى أُمِّهِ، وَكَانَتْ
صَامَتْ حَتَّى مَاتَتْ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «لَا صَامَتْ وَلَا أَفْطَرَتْ»
وَأَبَى أَنْ يُصلِّيَ عَلَيْهَا.
(١) في (س): «فلانة»، والمثبت من (ف).
(٢)
مه: كلمة بمعنى: ماذا للاستفهام. (انظر: النهاية، مادة: مهه).
(٣)
لا يمل: لا يقطع عنكم فضله. (انظر: النهاية، مادة: ملل).
* [٣٤٦/
س].
• [٢١٦٤٨]
أخبرنا عَبدُ الرَّزَّاقِ، عن مَعمَرٍ، عَنْ أَبِي (٢) إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ * مَسْعُودٍ قَالَ: إِنَّ مُحَرِّمَ
الْحَلَالِ كَمُسْتَحِلِّ الْحَرَامِ.
° [٢١٦٤٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ
عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: سُئِلَ النَّبيُّ ﷺ: أَيُّ الدِّينِ أَفْضَلُ؟ قَالَ:
«الحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ».
٢١٣
- بَابُ
ذِكْرِ اللَّهِ
• [٢١٦٥٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ
أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «قَالَ اللهُ عز وجل (٣): يَا ابْنَ آدَمَ
اذْكُرنِي فِي نَفْسِكَ أَذْكُرُكَ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلأ (٤)
ذَكَرْتُهُ فِي مَلأ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، أَوْ قَالَ: فِي مَلأ خَيْرٍ مِنْهُمْ،
وَإِنْ دَنَوْتَ مِنِّي شِبْرًا دَنَوْتُ مِنْكَ ذِرَاعًا، وإنْ دَنَوْتَ ذِرَاعًا
دَنَوْتُ بَاعًا، وَلَوْ أَتَيْتَنِي تَمْشِي أَتَيْتُكَ أُهَرْوِلُ»، قَالَ
مَعْمَرٌ: قَالَ قَتَادَةُ: وَاللهُ أَسْرَعُ بِالْمَغْفِرَةِ.
• [٢١٦٥١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزهْرِيِّ، عَنْ أُمِّ
عِكْرِمَةَ بِنْتِ خَالِدٍ أَنَّهَا أَرْسَلَتْ أَخًا لَهَا إِلَى أَبِي
هُرَيْرَةَ تَسْأَلُهُ عَنِ الرَّجُلِ، يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا الله، وَحْدَهُ
لَا شَرِيكَ لَه، لَهُ الْمُلْك، وَلَهُ الْحَمْد، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ
قَدِيرٌ، قَالَ: فَسَأَلْتُه، فَقَالَ
(١) الزمام: أراد ما كان عباد بني إسرائيل
يفعلونه من زم الأنوف، وهو أن يخرق الأنف ويعمل فيه زمام كزمام الناقة؛ ليقاد به.
(انظر: النهاية، مادة: زمم).
(٢)
من قوله: «طاوس عن طاوس» إلى هنا سقط من (س)، وأثبتناه من (ف).
* [ف/١٦٨ أ].
• [٢١٦٥٠]
[الإتحاف: حم ١٦٥٩].
(٣)
قوله: «قال الله عز وجل» ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من «التوحيد» لابن
خزيمة (١/ ١٦)، و«الدعاء» للطبراني (ص ٥٢٣) كلاهما من طريق المصنف، به.
(٤)
الملأ: الجماعة، والجمع: أملاء. (انظر: مختار الصحاح، مادة: ملأ).
أَبُو هُرَيْرَةَ: مَنْ قَالَهَا
عَشْرَ مَرَّاتٍ فَهُوَ عَدْلُ رَقَبَةٍ (١)، قَالَ: أَبُو هُرَيْرةَ:
فَاسْتَكْثِرُوا مِنَ الرِّقَابِ (٢).
° [٢١٦٥٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ،
عَنِ الْأَغَرِّ أَبِي (٣) مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ
الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ
اللَّهَ إِلَّا حَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَة، وَتَغَشَّتْهُمُ (٤) الرَّحْمَة،
وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَة، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ».
° [٢١٦٥٣]،
وقال: «إِنَّ اللَّهَ يُمْهِلُ، حَتى إِذَا ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلُ
نَزَلَ إِلَى هَذِهِ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَنَادَى: هَلْ مِنْ مُذْنِبٍ
يَتُوبُ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ؟ هَلْ مِنْ سَائِلٍ؟ إِلَى
الْفَجْرِ».
• [٢١٦٥٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ، عَنِ الْحَسَنِ
قَالَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ: سَيَعْلَمُ الْجَمْعُ
مَنْ أَوْلَى بِالْكَرَمِ، أَيْنَ الذِينَ كَانَتْ ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ
الْمَضَاجِعِ﴾ [السجدة:
١٦]،
حَتَّى: ﴿وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾ [السجدة: ١٦]، قَالَ:
(١) الرقبة: العنق، ثم جعلت كناية عن
الإنسان، وتجمع على رقاب. (انظر: النهاية، مادة: رقب).
(٢)
الحديث أخرجه الفسوي في «المعرفة والتاريخ» (١/ ٣٦١) حدثنا أبو اليمان، أخبرني
شعيب.
وحدثنا حجاج، عن جده، عن الزهري،
أخبرني عكرمة بن محمد الدؤلي، أن أخته أرسلته إلى أبي هريرة تسأله … فذكره، وقال
الحافظ في «الفتح» (١١/ ٢٠٢): «وأخرج جعفر الفريابي في الذكر من طريق الزهري
أخبرني عكرمة بن محمد الدؤلي أن أبا هريرة قال من قالها فله عدل رقبة ولا تعجزوا
أن تستكثروا من الرقاب».
° [٢١٦٥٢]
الإتحاف: حب حم ٥١٢٩، عه حب حم ١٧٨٧٣] [شيبة: ٣٠٠٨٩، ٣٠١٧٢].
(٣)
تصحف في (ف) إلى: «بن»، والتصويب من (س)، ويوافقه ما في «مسند أحمد» (١٢٠٧٢)،
«المنتخب من مسند عبد بن حميد» (ص ٢٧٢)، كلاهما عن عبد الرزاق، به، وينظر: «تهذيب
الكمال» (٣/ ٣١٧).
(٤)
في (س): «غشيتهم»، والمثبت من (ف).
الغشيان: تغطية الشيء والعلو عليه.
(انظر: النهاية، مادة: غشا).
فَيقُومُونَ فَيَتَخَطَّوْنَ رِقَابَ
النَّاسِ قَالَ (١)، ثُمَّ يُنَادِي أَيْضًا فَيقُولُ: سَيَعْلَمُ الْجَمْعُ مَنْ
أَوْلَى بِالْكَرَمِ، أَيْنَ الَّذِينَ كَانُوا: ﴿لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا
بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ﴾ [النور: ٣٧]،
فَيقُومُونَ يَتَخَطَّوْنَ رِقَابَ النَّاسِ، قَالَ: ثُمَّ يُنَادِي أَيْضًا:
سَيَعْلَمُ الْجَمْعُ مَنْ أَوْلَى بِالْكَرَمِ: أَيْنَ الْحَمَّادُونَ لِلَّهِ
عَلَى كُلِّ حَالٍ؟ قَالَ: فَيقُومُونَ وَهُمْ كَثِيرٌ (٢)، ثُمَّ تَكُونُ
التَّبَعَة، وَالْحِسَابُ فِيمَنْ بَقِيَ.
• [٢١٦٥٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ
بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا قَالَ: لَا إِلَهَ
إِلَّا اللَّهُ: فَهِيَ كَلِمَةُ الْإِخْلَاصِ الَّتِي لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْ
أَحَدٍ * عَمَلًا حَتَّى يَقُولَهَا، فَإِذَا قَالَ: الْحَمْدُ لِلهِ، فَهِيَ
الْكَلِمَةُ الَّتِي لَمْ يَشْكُرِ (٣) اللَّهَ عَبْدٌ قَطُّ حَتَّى يَقُولَهَا،
وإِذَا قَالَ: اللَّهُ أَكْبَر، فَهِيَ تَمْلأُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ
وَالْأَرْضِ، وإِذَا قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، فَهِيَ صَلَاةُ الْخَلَائِقِ،
وإِذَا قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، قَالَ: أَسْلَمَ
وَاسْتَسْلَمَ.
° [٢١٦٥٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ،
عَنْ أُمِّ هَانِئٍ أَنَّهَا شَكَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ ضعْفًا، فَقَالَ
لَهَا: «سَبِّحِي مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ، فَإِنَّهَا خَيْرٌ مِنْ مِائَةِ رَقَبَةٍ
تُعْتِقِيهَا، وَاحْمَدِي مِائَةَ مَرَّةٍ، فَإِنَّهَا خَيْرٌ مِنْ مِائَةِ فَرَس
تَحْمِلِينَ عَلَيْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَكَبِّرِي مِائَةَ تَكْبِيرَةٍ
فَإِنَّهَا خَيْرٌ مِنْ مِائَةِ بَدَنَةٍ تُهْدِينَهَا إِلَى بَيْتِ اللَّهِ،
وَقُولِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَه، لَهُ الْمُلْك،
وَلَهُ الْحَمْد، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَئٍ
(١) بعده في (ف) مضببا عليه:»فيقومون«،
والصواب بدونها كما في (س)،»شعب الإيمان«للبيهقي (٢/ ١٧٦)،»الأربعين في إرشاد
السائرين«لأبي الفتوح الطائي (ص ٢١٥)، كلاهما من طريق المصنف، به.
(٢)
في (س):»كثر«، والمثبت من (ف).
* [ف/١٦٨ ب].
(٣)
مطموس في (ف) لم يظهر منها سوى آخرها»ـــر«، ومكانها بياض في (س)، والمثبت من»حلية
الأولياء" لأبي نعيم (٩/ ١٧) من وجه آخر، عن عبد الله بن عمرو.
قَدِيرٌ، مِائَةَ مَرَّةٍ،
فَإِنَّهَا خَيْرٌ مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَلَنْ يُرفَعَ لِأحَدٍ
عَمَل أَفْضَلُ مِنْه، إِلَّا مَنْ قَالَ مِثلَ مَا قُلْتَ أَوْ زَادَ».
• [٢١٦٥٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ
أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، قَالَ: كَانَ سَلْمَانُ يُعَلِّمُنَا التَّكْبِيرَ،
يَقُولُ: كَبِّرُوا اللَّهَ: اللَّهُ أكبَرُ اللَّهُ أكبَر، مِرَارًا، اللَّهُمَّ
أَنْتَ أَعْلَى وَأَجَلُّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ صَاحِبَةٌ، أَوْ يَكُونَ لَكَ
وَلَدٌ، أَوْ يَكُونَ لَكَ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ، أَوْ يَكُونَ لَكَ وَلِيٌّ مِنَ
الذُّلِّ، وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا، اللَّهُ أَكْبَرُ تَكْبِيرًا، اللَّهُمَّ
اغْفِرْ لَنَا، اللَّهُمَّ ارْحَمْنَا، ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ لَتُكْتَبَنَّ
هَذِهِ، وَلَا تُتْرَكُ هَاتَانِ، وَلَيَكُونَنَّ هَذَا شُفَعَاءَ صِدْقٍ
لِهَاتَيْنِ.
° [٢١٦٥٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ جُرَيِّ
النَّهْدِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَالَ:
«التَّسْبِيحُ نِصْفُ الْمِيزَانِ، وَالحَمْدُ يَمْلَؤُه، وَالتكبِيرُ * يَمْلأُ
مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَالصَّوْمُ نِصْفُ الصَّبْرِ، وَالطُّهُورُ
(١) نِصْفُ الْإِيمَانِ».
• [٢١٦٥٩]
قال: وَحَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبَانٍ قَالَ: لَمْ يُعْطَ التَّكْبِيرَ أَحَدٌ
إِلَّا هَذِهِ الْأُمَّةُ.
٢١٤
- بَابُ
فَضْلِ الْمَسَاجِدِ
• [٢١٦٦٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو
بْنِ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ
أنَّ الْمَسَاجِدَ بُيُوتُ اللهِ فِي الْأَرْضِ، وإِنَّهُ لَحَقٌّ عَلَى اللَّهِ
أَنْ يُكْرِمَ مَنْ زَارَهُ فِيهَا.
° [٢١٦٦١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ رَفَعَ
الْحَدِيثَ، قَالَ:
° [٢١٦٥٨] الإتحاف: مي ت حم ٢٠٩٠٨].
* [س/٣٤٧].
(١)
الطهور: الوضوء. (انظر: النهاية، مادة: طهر).
«إِنَّ لِلْمَسَاجِدِ أَوْتَادًا
جُلَسَاؤُهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَتَفَقدُونَهُمْ، فَإِنْ كَانُوا فِي حَاجَةٍ
أَعَانُوهُمْ، وإنْ مَرِضُوا عَادُوهُمْ، وإنْ خُلِّفُوا افْتَقَدُوهُمْ، وإنْ
حَضَرُوا، قالُوا: اذْكُرُوا * ذَكَرَكُمُ اللَّهُ».
٢١٥
- بَابٌ
لله أرْحَمُ بِعَبْدِهِ
° [٢١٦٦٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ:
كَانَ النَّبِيُّ ﷺ في بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَأَخَذَ رَجُلٌ فَرْخَ طَائِرٍ،
فَجَاءَ الطَائِرُ فَأَلْقَى نَفْسَهُ فِي حِجْرِ (١) الرَّجُلِ مَعَ فَرخِهِ،
فَأَخَذَهُ الرَّجُل، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «عَجَبًا لِهَذَا الطَّائِرِ! جَاءَ
وَألقَى نَفْسَهُ فِي أَيْدِيكُمْ رَحْمَةً لِوَلَدِهِ، فَوَاللهِ لَلَّهُ
أَرْحَمُ بِعَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ مِنْ هَذَا الطَّائِرِ بِفَرْخِهِ».
° [٢١٦٦٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَا أَدْرِي أَرْفَعُهُ أَمْ لَا، قَالَ: «إِن اللهَ
لَيَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ كَمَا يَفْرَحُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَجِدَ ضَالَّتَهُ
بِوَادٍ، فَخَافَ أَنْ يَقتُلَهُ فِيهِ الْعَطَشُ».
° [٢١٦٦٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنِ
الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «تُجُوِّزَ لِأُمَّتِي النِّسْيَانُ
وَالْخَطَأ، وَمَا استُكْرِهُوا عَلَيْهِ».
قال أبو بكر: وَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ
هِشَامٍ.
٢١٦
- بَابُ
رَحْمَةِ النَّاسِ
° [٢١٦٦٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ،
قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ
قَبَّلَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، وَالْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ
جَالِسٌ، فَقَالَ الْأَقْرَعُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي لَعَشَرَةً مِنَ
الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ إِنْسَانًا قَطُّ، قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيْهِ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: «إِنَّ مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرحَمُ».
* [ف/١٦٩ أ].
(١)
الحجر: الثوب والحضن. (انظر: النهاية، مادة: حجر).
° [٢١٦٦٤]
[شيبة: ١٨٣٤٠].
° [٢١٦٦٥]
الإتحاف: عه حب حم ٢٠٦٢٣].
• [٢١٦٦٦] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، أَنَّ عُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ
قَالَ لِعُمَرَ وَرَآهُ يُقَبِّلُ بَعْضَ وَلَدِهِ، فَقَالَ: أَتُقَبِّلُ وَأَنْتَ
أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لَوْ كُنْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا قَبَّلْتُ لِي
وَلَدًا، فَقَالَ عُمَرُ: اللَّهَ اللَّهَ؟ حَتَّى اسْتَحْلَفَهُ ثَلَاثًا (١)،
فَقَالَ عُمَرُ: فَمَا أَصْنَعُ إِنْ كَانَ اللَّهُ نَزَعَ الرَّحْمَةَ مِنْ
قَلْبِكَ، إِن اللَّهَ إِنَّمَا يَرْحَمُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ.
٢١٧
- بَابُ
كَفَالَةِ الْيَتِيمِ
° [٢١٦٦٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ: «أَنَا وَسَفْعَاءُ (٢) الْخَدَّيْنِ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ»،
وَأَشَارَ بِإِصْبَعَيْهِ الْوُسْطَى وَالسَّبَّابَةِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، وَمَا سَفْعَاءُ الْخَدَّيْنِ؟ قَالَ: «امْرَأَةٌ تُوُفِّيَ زَوْجُهَا
فَقَعَدَتْ عَلَى عِيَالِهَا».
° [٢١٦٦٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ *،
عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «السَّاعِي
عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوْ
كَالْقَائِمِ لَيْلَهُ الصَّائِم نَهَارَه، وَأَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ
الْمُصْلِحُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الْجَنَّةِ كهَاتَيْنِ»، وَأَشَارَ
بِإِصْبَعَيْهِ الْوُسْطَى وَالسَّبَّابَةِ.
٢١٨
- حَقُّ
الرَّجُلِ عَلَى امْرَأتِهِ
• [٢١٦٦٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيلَى، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ عليه السلام قَالَ:
كُنْ لِلْيَتِيمِ كَالْأَبِ الرَّحِيمِ، وَاعْلَم أَنَّكَ كَمَا تَزْرَعُ تَحْصُد،
وَاعْلَمْ أَنَّ الْمَرْأَةَ الصَّالِحَةَ لِبَعْلِهَا فِي الْجَمَالِ،
كَالْمَلِكِ الْمُتَوَّجِ بِالتَّاجِ الْمُخَوَّصِ بِالذَّهَبِ، وَاعْلَمْ أَنَّ
الْمَرْأَةَ السُّوءَ لِبَعْلِهَا كَالْحِمْلِ الثَّقِيلِ عَلَى ظَهْرِ الشَّيْخِ
الْكَبِيرِ، وَأَنَّ خِطْبَةَ الْأَحْمَقِ فِي نَادِي الْقَوْمِ كَالْمُغَنِّي
عِنْدَ رَأْسِ الْمَيِّتِ، وَلَا تَعِدْ أَخَاكَ،
(١) في (ف): «فلانا»، والصواب ما أثبتناه كما
في (س).
(٢)
السفعاء: التي تركت الزينة حتى شحب لونها واسود. (انظر: النهاية، مادة: سفع).
* [ف/١٦٩ ب].
• [٢١٦٦٩]
[شيبة: ١٧٤٢٨، ٣٥٤٠٢].
ثُمَّ لَا تُنْجِزُ لَه، فَإِنَّهُ
يُورثُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةً، مَا أَحْسَنَ الْعِلْمَ بَعْدَ الْجَهْلِ،
وَمَا أَقْبَحَ الْفَقْرَ بَعْدَ الْغِنَى، وَمَا أَقْبَحَ الضَّلَالَةَ بَعْدَ
الْهُدَى.
° [٢١٦٧٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: أَتَتْ بِنْت
لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ تَشْكُو زَوْجَهَا، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ ﷺ: «ارْجِعِي
يَا بُنَيَّة، لَا امْرَأَةٌ بِامْرَأَةٍ حَتى تَأْتِيَ مَا يُحِبُّ زَوْجُهَا
وَهُوَ وَازعٌ (١)، وَلَوْ كُنْتُ آمُرُ شَيْئًا أَنْ يَسْجُدَ لِشَيءٍ لأَمَرْتُ
الْمَرأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِبَعْلِهَا مِنْ عِظَمِ حَقَهِ عَلَيْهَا، وإنَّ خَيْرَ
النِّسَاءِ التِي إِنْ أُعْطِيَتْ شَكَرَتْ، وَإِنْ أَمْسَكَ عَنْهَا صَبَرَتْ»،
قَالَ الْحَسَنُ: وَلَوْ أَقْسَمْتُ مَا هِيَ بِالْبَصْرَةِ لَصَدَقْتُ *،
هَاهُنَا خَمْشُ وُجُوهٍ، وَشَقُّ جُيُوبٍ، وَنَتْفُ أَشْعَارٍ، وَرَنُّ شَيْطَانٍ.
• [٢١٦٧١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، أَنَّ
عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: ثَلَاث هُنَّ فَوَاقِرُ: جَارُ سُوءٍ فِي دَارِ
مُقَامَةٍ، وَزَوْجُ سُوءٍ إنْ دَخَلْتَ عَلَيْهَا لَسَنَتْكَ، وإِنْ غِبْتَ
عَنْهَا لَمْ تَأْمَنْهَا، وَسُلْطَانٌ إِنْ أَحْسَنْتَ لَمْ يَقْبَلْ مِنْكَ،
وإِنْ أَسَأْتَ لَمْ يُقِلْكَ.
° [٢١٦٧٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَوْفِ بْنِ
الْقَاسِمِ، أَوِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ لَمَّا
قَدِمَ الشَّامَ رَأَى النَّصَارَى تَسْجُدُ لِبَطَارِقَتِهَا، وَأَسَاقِفَتِهَا،
فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ لِلنَّبِيِّ ﷺ: إِنِّي رَأَيْتُ النَّصَارَى تَسْجُدُ
لِبَطَارِقَتِهَا، وَأَسَاقِفَتِهَا، وَأَنْتَ كُنْتَ أَحَقَّ أَنْ نَسْجُدَ لَكَ،
فَقَالَ: «لَوْ كُنْتُ آمِرًا شَيْئًا أَنْ يَسْجُدَ لِشَيءٍ دُونَ اللَّهِ،
لأَمَرْتُ الْمَرأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا، وَلَنْ تُؤَدِّي امْرَأَة حَقَّ
زَوْجِهَا، حَتى لَوْ سَأَلَهَا نَفْسَهَا وَهِي عَلَى قَتَبٍ (٢) لَمْ تَمْنَعْهُ
نَفْسَهَا».
• [٢١٦٧٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ *: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ
شِهَابٍ، قَالَ:
(١) كأنها في (س): «فادع» أو «فارع»، والمثبت
من (ف).
* [س/٣٤٨].
(٢)
القتب: الرحل الصغير على قدر سنام البعير، والجمع: أقتاب. (انظر: المعجم الوسيط،
مادة: قتب).
* [ف/١٧٠ أ].
أَخْبَرَتْنِي امْرَأَةٌ، أَنَّهَا
سَمِعَتْ عَائِشَةَ تَقُولُ: كَانَتِ الْمَرْأَةُ إِذَا نُفِسَتْ وُضِعَتْ عَلَى
قَتَبٍ لِيَكُونَ أَهْوَنَ لِوِلَادِهَا.
• [٢١٦٧٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ،
أَنَّهُ قَالَ: الْمَرْأَةُ شَطْرُ (١) دينِ الرَّجُلِ (٢).
• [٢١٦٧٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ،
عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ أَتَتْ إِلَى أَبِيهَا
تَشْكُو الزُّبَيْرِ، فَقَالَ: ارْجِعِي يَا بُنَيَّةُ، فَإِنَّكِ إِنْ صبَرْتِ
وَأَحْسَنْتِ صُحْبَتَه، ثُمَّ مَاتَ وَلَمْ تَنْكِحِي بَعْدَه، ثُمَّ دَخَلْتُمَا
الْجَنَّةَ كُنْتِ زَوْجَتَهُ فِيهَا.
• [٢١٦٦٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: كَانَ يُقَالُ:
مَثَلُ الْمَرْأَةِ السَّيِّئَةِ الْخُلُقِ كَالسِّقَاءِ الْوَاهِي فِي
الْمَعْطَشَةِ، وَمَثَلُ الْمَرْأَةِ الْجَمِيلَةِ الْفَاجِرَةِ كَمَثَلِ
خِنْزِيرٍ فِي عُنُقِهِ طَوْقٌ مِنْ ذَهَبٍ.
• [٢١٦٧٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ شِهَابِ بْنِ عَبْدِ
الْمَلِكِ، عَنِ امْرَأَةٍ، سَمِعَتْ عَائِشَةَ تَقُولُ: لَا تُؤَدِّي الْمَرْأَةُ
حَقَّ زَوْجِهَا حَتَّى لَا تَمْنَعَهُ نَفْسَهَا وإِنْ كَانَتْ عَلَى قَتَبٍ.
° [٢١٦٧٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ
قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ بِابْنٍ لَهَا إِلَى النَّبِيِّ ﷺ ليَدْعُوَ لَه،
فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: إِنَّهُ أَجَل قَدْ حَضَرَ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ،
إِنَّهُ لَآخِرُ ثَلَاثَةٍ دَفَنْتُهُمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «حَامِلَاتٌ،
وَالِدَاتٌ، رَحِيمَاتٌ بِأَوْلَادِهِنَّ، لَوْلَا مَا يَأْتِينَ إِلَى
أَزْوَاجِهِنَّ دَخَلَ مُصَلِّيَاتُهُنَّ الْجَنَّةَ».
° [٢١٦٧٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ
الْمُسَيَّبِ، عَنْ
(١) الشطر: النصف، والجمع: أشطر وشطور.
(انظر: النهاية، مادة: شطر).
(٢)
ليس هذا الأثر في (س)، وأثبتناه من (ف).
° [٢١٦٧٩]
[الإتحاف: عه حب حم ١٨٦٣٣].
أَبِي هُرَيْرةَ، وَعَنِ ابْنِ
طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ خَطَبَ أُمَّ هَانِئٍ بِنْتَ أَبِي
طَالِبٍ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي قَدْ كَبِرْتُ وَلِي عَيَالٌ،
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «خَيْرُ نِسَاءٍ رَكبْنَ الْإِبِلَ نِسَاءُ قُرَيْشٍ،
أَحْنَاهُ (١) عَلَى وَلَدِ فِي صِغَرِهِ، وَأَرْعَاهُ (٢) عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ
يَدِهِ (٣)»، قالَ الزُّهْرِيُّ فِي حَدِيثِهِ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ: وَلَمْ
تَركَبْ مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ بعيرًا.
° [٢١٦٨٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ
الْاِبِلَ صَالِحُ نِسَاءِ قُرَيْشٍ أَحْنَاهُ (٤) عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرِهِ،
وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ».
° [٢١٦٨١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَريِّ،
عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا فَائِدَةٌ أَفَادَهَا
اللَّهُ عَلَى امْرِئٍ مُسْلِمٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ زَوْجَةٍ صَالِحَةٍ، إِذَا
نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَّتْه، وإذَا غَابَ عَنْهَا حَفِظَتْهُ فِي نَفْسِهَا *، وإنْ
أَمَرَهَا أَطَاعَتْه، تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأرْبعٍ: لِدِينِهَا، وَجَمَالِهَا،
وَمَالِهَا، وَحَسَبِهَا، فَعَلَيْكَ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ (٥) يَدَاكَ».
• [٢١٦٨٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ دَاوُدَ
النبِيَّ ﷺ قَالَ: ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ أَعْجَبْنَنِي: الْقَصْدُ فِي
الْفَقْرِ وَالْغِنَى، وَالْعَدْلُ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا، وَالْخَشْيَةُ فِي
السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ، وَثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ أَهْلَكْنَهُ: شُحٌّ
مُطَاعٌ، وَهَوًى مُتُّبَع، وإعْجَابُ
(١) في (س): «أحباه»، والمثبت من (ف).
أحناه: أعطفه. (انظر: اللسان، مادة:
حنا).
(٢)
المراعاة: الحفظ والرفق وتخفيف الكلف والأثقال عنه. (انظر: النهاية، مادة: رعى).
(٣)
ذات اليد: كناية عما يملك الإنسان من مال وغيره. (انظر: النهاية، مادة: رعى).
° [٢١٦٨٠]
[الإتحاف: ١٩٢٥٤] [شيبة: ٣٣٠٦٨].
(٤)
في (س): «أحباه»، والمثبت من (ف).
* [ف/١٧٠ ب].
(٥)
تربت: افتقرت ولصقت بالتراب، وهي كلمة جارية لا يريدون به الادعاء على الخاطب ولا
وقوع الأمر به، وقيل غير ذلك. (انظر: النهاية، مادة: ترب).
الْمَرْءَ بِنَفْسِهِ، وَأَرْبَعٌ
مَنْ أُعْطِيَهُنَّ فَقَدْ أُعْطِيَ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ: لِسَانٌ
ذَاكِرٌ، وَقَلْبٌ شَاكِرٌ، وَبَدَنٌ صَابِرٌ، وَزَوْجَةٌ مُوَافِقَةٌ، أَوْ
قَالَ: مُوَاتِيَةٌ.
• [٢١٦٨٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ كَعْبًا قَالَ:
أَوَّلُ مَا تُسْأَلُ عَنْهُ الْمَرْأَةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَنْ صَلَاتِهَا،
وَعَنْ حَقِّ زَوْجِهَا.
٢١٩
- بَابُ
فِتْنَةِ النِّسَاءِ
° [٢١٦٨٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُلَيْمَانَ
التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أُسَامَةَ (١) بْنِ زَيْدٍ
قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يقُولُ: «مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ
عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ».
• [٢١٦٨٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ
الْجَزَيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنَّمَا هَلَكَتْ نِسَاءُ بَنِي
إِسْرَائِيلَ مِنْ قِبَلِ أَرْجُلِهِنَّ، وَتَهْلِكُ نِسَاءُ هَذِهِ الْأُمَّةِ
مِنْ قِبَلِ رُءُوسِهِنَّ.
٢٢٠
- بَابُ
أكْثَرِ أهْلِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ
° [٢١٦٨٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ *
أَبِي رَجَاءٍ، قَالَ: جَاءَ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ إِلَى امْرَأَتِهِ مِنْ
عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَتْ: حَدِّثْنَا مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ
ﷺ قَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ حِينَ حَدِيثٍ، فَلَمْ تَدَعْهُ أَوْ قَالَ:
فَأَغْضَبَتْه، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «نَظَرْتُ فِي
الْجَنَّةِ، فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ، ثُمَّ نَظَرْتُ فِي
النَّارِ، فَرَأَيْتُ أكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ».
° [٢١٦٨٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُلَيْمَانَ
التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ
° [٢١٦٨٤] [الإتحاف: حب حم ١٥٨] [شيبة: ١٧٩٣٧، ٢١٥٤١، ٣٨٤٣٧].
(١)
في (ف)، (س): «ثمامة»، وهو تصحيف، والتصويب من «المعجم الكبير» للطبراني (١/ ١٦٩)
من طريق المصنف.
° [٢١٦٨٦]
[الإتحاف: حب حم ١٥٠٨٤].
* [٣٤٩/
س].
النَّهْدِيِّ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ
زَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «وَقَفْتُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ،
فَرَأَيْتُ أكثَرَ أَهْلِهَا الْمَسَاكِينَ، وَوَقَفْتُ عَلَى بَابِ النَّارِ،
فَرَأَيْتُ أكثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ، وَإِذَا أَهْلُ الْجَدِّ مَحْبُوسُونَ،
إِلَّا مَنْ كَانَ مِنْهُمْ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَقَدْ أُمِرَ بِهِ إِلَى
النَّارِ».
° [٢١٦٨٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ»؟ فَقَالُوا: بَلَى يَا
رَسُولَ * اللَّهِ، قَالَ: «كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعِّفٍ ذِي طِمْرَيْنِ (١) لَا
يُؤْبَهُ لَه، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ (٢)».
° [٢١٦٨٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ
بِنَحْوِ هَذَا الْحَدِيثِ، وَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ
النَّارِ: كُل جَعْظَرِيٍّ (٣)، جَوَّاظٍ (٤)، مُسْتَكْبِرٍ، جَمَّاعٍ مَنَّاعٍ».
° [٢١٦٩٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي عَمْرَانَ
الْجَوْنِيِّ قَالَ: مَا أَدْرِي أَرَفَعَهُ أَمْ لَا، فَقَالَ: «مَنْ رَكِبَ
الْبَحْرَ بَعْدَ أَنْ تَرَجَّجَ، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ (٥)، وَمَنْ
نَامَ عَلَى إِجَّارٍ - يَعْنِي ظَهْرَ بَيْتٍ - وَلَيْسَتْ عَلَيْهِ سُتْرَةٌ،
فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ».
• [٢١٦٩١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ:
قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ: وَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ كَبْشًا
فَيَذْبَحُنِي أَهْلِي فَيَأْكُلُونَ لَحْمِي وَيَحْسُونَ مَرَقَتِي.
* [ف/ ١٧١ أ].
(١)
الطمران: مثنى طمر، وهو: الثوب الخَلِق (البالي). (انظر: النهاية، مادة: طمر).
(٢)
إبرار القسم: القسم: اليمين، والمقسم: الحالف، وإبراره: تصديقه وألا يحنثه. (انظر:
جامع الأصول) (٦/ ٥٢٩).
(٣)
الجعظري: الفظ الغليظ المتكبر، وقيل: هو الذي ينتفخ بما ليس عنده وفيه قصر. (انظر:
النهاية، مادة: جعظر).
(٤)
الجواظ: الجموع المنوع. وقيل: الكثير اللحم المختال في مشيته. وقيل: القصير
البطين. (انظر: النهاية، مادة: جوظ).
(٥)
برئت منه الذمة: أي إن لكل أحد من الله عهدا بالحفظ والكلاءة، فإذا ألقى بيده إلى
التهلكة، أو فعل ما حُرِّم عليه، أو خالف ما أُمِر به خذلته ذمة الله تعالى.
(انظر: النهاية، مادة: برأ).
قَالَ: وَقَالَ عِمْرَانُ بْنُ
الْحُصَيْنِ وَدِدْتُ أَنِّي رَمَادٌ عَلَى أَكَمَةٍ (١) تَسْفِينِي الرِّيَاحُ
فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ.
• [٢١٦٩٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
عُرْوَةَ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا لَيْتَنِي كُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا،
أَيْ: حَيْضَةً.
٢٢١
- بَابُ
تَرْكِ الْمَرْءِ، مَا لَا يَعْنِيهِ
° [٢١٦٩٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ
حُسَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ مِن حُسنِ إِسْلَامِ الْمَرءِ
تَركَهُ مَا لَا يَعْنِيهِ».
• [٢١٦٩٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ جَعْفَرٍ
الْجَزَرِيِّ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: لَا تَعْرِضْ مَا لَا
يَعْنِيكَ، وَاحْذَرْ عَدُوَّكَ، وَاعْتَزِلْ صَدِيقَكَ، وَلَا تَأْمَنْ خَلِيلَكَ
إِلَّا الْأَمِين، وَلَا أَمِينَ إِلَّا مَنْ خَشِيَ اللَّهَ، وَ﴿إِنَّمَا يَخْشَى
اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ [فاطر: ٢٨].
• [٢١٦٩٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ،
قَالَ: سَمِعْتُ شرَيْحَا، يَقُولُ لِرَجُلٍ: يَا عَبْدَ (٢) اللَّهِ دع مَا
يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ، فَوَاللَّهِ لَا تَجِدُ (٣) فَقْدَ شَيءٍ
تَرَكْتَهُ للهِ (٤).
٢٢٢
- بَابُ
زُهْدِ الأنْبِيَاءِ عليه السلام
• [٢١٦٨٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ،
عَنْ
(١) الأكمة: الرابية (المرتفع عن الأرض)،
والجمع: آكام. (انظر: النهاية، مادة: أكم).
(٢)
في (س): «عدو»، والمثبت من (ف) موافق لما في «الزهد الكبير» للبيهقي (ص ٣٢٥) من
طريق عبد الرزاق به.
(٣)
قوله: «لا تجد» مكانه بياض في (س)، والمثبت من (ف).
(٤)
تقدم برقم (٢١٢٦٢).
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ
بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا شَبعَ آلُ مُحَمَّدٍ مِنْ غَدَاءٍ
وَعَشَاءٍ حَتَّى مَضَى، كَأَنَّهَا تَقُولُ حَتَّى قُبِضَ.
• [٢١٦٩٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ
أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ: مَا تَرَكَ عِيسَى بْنُ مَريَمَ حِينَ رُفِعَ إِلَّا
مِدْرَعَةَ صُوفٍ وَخُفَّيْ رَاعِي، وَقُرَافَةً يَقْرِفُ بِهَا الطَّيْرَ.
• [٢١٦٩٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ ثَابِتٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
أَبُو رَافِعٍ، أَنَّ زَكَرِيَّاءَ، كَانَ نَجَّارًا، قَالَ لَهُ أَبُو عَاصِمٍ:
وَمَا عِلْمُكَ *؟ قَالَ أَبُو رَافِعٍ: قَدْ عَلِمْتُ ذَلِكَ إِذْ أَنْتَ
تَلْعَبُ بِالْحَمَامِ.
• [٢١٦٩٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ
لُقْمَانَ كَانَ عَبْدًا (١) حَبَشِيًّا.
• [٢١٧٠٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ
حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي بُردَةَ (٢)، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عَائِشَةَ
فَأَخْرَجَتْ إِلَيْنَا كِسَاءً مُلَبَّدًا (٣)، وإزَارًا غَلِيظًا، فَقَالَتْ:
فِي هَذَا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ.
• [٢١٧٠١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ
عُروَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَقَدْ كَانَ يَأْتي عَلَيْنَا
الشَّهْرُ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ ﷺ مَا نُوقِدُ فِيهِ نَارًا، وَمَا هُوَ إِلَّا
الْمَاءُ وَالتَّمْرُ، غَيْرَ أَنْ جَزَى اللهُ نِسَاءً مِنَ الْأَنْصَارِ
خَيْرًا، كُنَّ رُبَّمَا أَهْدَيْنَ لَنَا الشَّيءَ مِنَ اللَّبَنِ.
* [ف/١٧١ ب].
(١)
ليس في (ف)، وأثبتناه من (س).
(٢)
في (ف)، (س): «عن أبي هريرة»، والتصويب من «صحيح مسلم» (٢١٤٠/ ٢) من طريق عبد
الرزاق، به.
(٣)
الملبَّد واللبد: هي التي كثفت ومشطت وصفقت بالعمل حتى صارت مثل: اللبد، وقيل:
معناه مرقعا، يقال لبدت الثوب: أي رقعته، والأول أصح. (انظر: المشارق) (١/ ٣٥٤).
٢٢٣ - بَابُ بَلَاءِ الْأنبِيَاءِ
° [٢١٧٠٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ
رَجُلٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: وَضَعَ رَجُلٌ يَدَهُ عَلَى
النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: وَاللهِ مَا أُطِيقُ أَنْ أَضَعَ يَدِي عَلَيْكَ مِنْ
شِدَّةِ حُمَّاكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إِنا مَعْشَرَ الْأَنْبِيَاءِ يُضَاعَفُ
لَنَا الْبَلَاءُ (١)، كمَا يُضَاعَفُ لَنَا الْأَجْر، إِنْ كَانَ النَّبِيُّ ﷺ
مِنَ الْأَنْبِيَاءِ لَيُبْتَلَى بِالْقُمَّلِ حَتى يَقْتُلَه، وإنْ كَانَ
النَّبِيُّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ لَيُبْتَلَى (٢) بِالْفَقْرِ حَتَّى تَأْخُذَهُ
الْعَبَاءَةُ (٣) فَيَجُوبَهَا (٤)، وَإِنْ كَانُوا لَيَفْرَحُونَ بِالْبَلَاءِ
كَمَا تَفْرَحُونَ بِالرَّخَاءِ».
٢٢٤
- بَابُ
زُهْدِ الصَّحَابَةِ
• [٢١٧٠٣]
أخبرنا * عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَةَ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي عَامِلُ أَذْرُعَاتٍ، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا عُمَرُ بْنُ
الْخَطَّابِ وإِذَا عَلَيْهِ قَمِيصٌ مِنْ كَرَابِيسَ (٥) فَأَعْطَانِيهِ،
وَقَالَ: اغْسِلْهُ وَارْقَعْهُ (٦)، قَالَ: فَغَسَلْتُهُ وَرَقَعْتُهُ (٧)، ثُمَّ
قَطَّعْتُ عَلَيْهِ قَمِيصًا
° [٢١٧٠٢] الإتحاف: حم ٥٨٥١].
(١)
تصحف في (ف) إلى: «الأنبيا»، والتصويب من (س)، «مسند أحمد» (١٢٠٧٤)، «المنتخب من
مسند عبد بن حميد» (٩٦٠) من طريق المصنف، به.
(٢)
قوله: «بالقمل حتى يقتله، وإن كان النبي من الأنبياء ليبتلى» ليس في (ف)،
واستدركناه من المصدرين السابقين.
(٣)
العباء والعباءة: ضرب من الأكسية، فيه خطوط، وقيل: هو الجبة من الصوف، أو: هو
ملحفة قصيرة مفتوحة من الجهة الأمامية، لا أكمام لها، ولكن تستحدث فيها تقويرات
لإمرار الذراعين.
(انظر:
معجم الملابس) (ص ٣١٦).
(٤)
الجوب: الخرق والقطع. (انظر: القاموس، مادة: جوب).
* [س/٣٥٠].
(٥)
في (س): «كراريس»، وهو تصحيف، والمثبت من (ف) هو الموافق لما في «الزهد» لابن
المبارك (٥٨٧) من طريق معمر، به.
الكرابيس: جمع كرباس، وهو: القطن.
(انظر: النهاية، مادة: كربس).
(٦)
في (س): «وارفعه»، والمثبت من (ف)، وينظر المصدر السابق.
(٧)
في (س): «ورفعته»، والمثبت من (ف)، وينظر المصدر السابق.
قِبْطِيًّا (١)، فَأَتَيْتُهُ
بِهِمَا جَمِيعًا، فَقُلْتُ: هَذَا قَمِيصكَ، وَهَذَا قَمِيصٌ قَطَعْتُهُ عَلَيْهِ
(٢) لِتَلْبَسَه، فَمَسَّهُ بِيَدِهِ فَوَجَدَهُ لَيِّنًا، فَقَالَ: لَا حَاجَةَ
لَنَا فِيهِ، هَذَا أَنْشَفُ لِلْعَرَقِ مِنْهُ.
• [٢١٧٠٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَةَ، عَنْ
أَبِيهِ قَالَ: قَدِمَ عُمَرُ الشَّامَ، فَتَلَقَّاهُ عُظَمَاءُ أَهْلِ الْأَرْضِ،
وَأُمَرَاءُ الْأَجْنَادِ، فَقَالَ عُمَرُ: أَيْنَ أَخِي؟ قَالُوا: مَنْ؟ قَالَ:
أَبُو عُبَيْدَةَ، قَالُوا: أَتَاكَ الْآنَ، قَالَ: فَجَاءَ عَلَى نَاقَةٍ
مَخْطُومَةٍ بِحَبْلٍ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَسَاءَلَه، ثُمَّ قَالَ لِلنَّاسِ:
انْصرِفُوا عَنَّا، قَالَ: فَسَارَ مَعَهُ حَتَّى أَتَى مَنْزِلَه، فَنَزَلَ
عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرَ فِي بَيْتِهِ إِلَّا سَيْفَهُ وَقَوْسَهُ وَرَحْلَه،
فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: لَوِ اتَّخَذْتَ مَتَاعًا، أَوْ قَالَ: شَيْئًا، فَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِن هَذَا * سَيُبَلِّغُنَا
الْمَقِيلَ.
• [٢١٧٠٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي
كَثِيرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَبِي ذَرٍّ
وَهُوَ يُوقِدُ تَحْتَ قِدْرٍ مِنْ حَطَبٍ، قَدْ أَصَابَهُ مَطَرٌ، وَدُمُوعُهُ
تَسِيل، فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ: قَدْ كَانَ لَكَ عَنْ هَذَا مَنْدُوحَةٌ (٣)، لَوْ
شِئْتَ لَكُفِيتَ، فَقَالَ أَبُو ذرٍّ: وَهَذَا عَيْشِي، فَإِنْ رَضِيتِ وإِلَّا
فَتَحْتِ كَنَفَ اللَّهِ، قَالَ: فَكَأَنَّمَا أَلْقَمَهَا حَجَرًا، حَتَّى إِذَا
نَضِجَ مَا فِي قِدْرِهِ، جَاءَ بِصَحْفَةٍ (٤) لَه، فَكَسَرَ فِيهَا خُبْزَةً
لَهُ غَلِيظَةً، ثُمَّ جَاءَ بِالَّذِي فِي الْقِدْرِ فَكَدَرَهُ عَلَيْهَا (٥)،
ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى امْرَأَتِهِ، ثُمَّ قَالَ لِيَ: ادْنُ فَأَكَلْنَا، ثُمَّ
أَمَرَ جَارِيَتَهُ أَنْ تَسْقِيَنَا فَسَقَتْنَا مَذْقَةً مِنْ لَبَنِ مَعْزٍ
لَهُ (٦)، فَقُلْتُ: يَا أَبَا ذرٍّ، لَوِ اتَّخَذْتَ فِي بَيْتِكَ شَيْئًا،
فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، أَتُرِيدُ لِي مِنَ الْحِسَابِ أَكْثَرَ مِنْ هَذَا؟
أَلَيْسَ هَذَا
(١) في (س): «قطنا»، والمثبت من (ف)، وينظر
المصدر السابق.
(٢)
ليس في (س)، والمثبت من (ف)، وينظر المصدر السابق.
* [ف/ ١٧٢ أ].
(٣)
المندوحة: السعة والفسحة. (انظر: المصباح المنير، مادة: ندح).
(٤)
الصحفة: إناء كالقصعة المبسوطة ونحوها، وجمعها صحاف. (انظر: النهاية، مادة: صحف).
(٥)
في (ف): «عليه»، والمثبت من (س) هو الأليق بالسياق.
(٦)
قوله: «مذقة من لبن معز له» تصحف في (سر) إلى: «مرقة من لبن معد له»، والمثبت من
(ف).
ينظر: «الزهد» لابن المبارك (٥٨٩) من
طريق معمر، به.
مِثَالًا (١) نَفْتَرِشُه،
وَعَبَاءَةً نَبْتَسِطُهَا، وَكِسَاءَ نَلْبَسُه، وَبُرْمَةً (٢) نَطْبُخُ فِيهَا،
وَصَحْفَةً نَأْكُلُ فِيهَا، وَنَغْسِلُ فِيهَا رُءُوسَنَا، وَقَدَحٌ (٣) نَشْرَبُ
فِيهِ، وَعُكَّةٌ فِيهَا زَيْتٌ أَوْ سَمْنٌ، وَغِرَارَةٌ (٤) فِيهَا دَقِيقٌ؟
فَتُرِيدُ لِي مِنَ الْحِسَابِ أكثَرَ مِنْ هَذَا؟ قُلْتُ: فَأَيْنَ عَطَاؤُكَ
أَرْبَعُمِائَةِ دِينَارٍ؟ وَأَنْتَ فِي شَرَفٍ (٥) مِنَ الْعَطَاءٍ، فَأَيْنَ
يَذْهَبُ؟ فَقَالَ: أَمَا إِنِّي لَنْ أُعَمِّيَ عَلَيْكَ، لِي فِي هَذِهِ
الْقَرْيَةِ ثَلَاثُونَ فَرَسًا، فَإِذَا خَرَجَ عَطَائِيَ اشْتَرَيْتُ لَهَا
عَلَفًا، وَأَرْزَاقًا لِمَنْ يَقُومُ عَلَيْهَا، وَنَفَقَةً لِأَهْلِي، فَإِنْ
بَقِيَ مِنْهُ شَيءٌ اشْتَرَيْتُ بِهِ (٦) فُلُوسًا، فَجَعَلْتُهُ عِنْدَ
نَبَطِيٍّ هَاهُنَا، فَإِنِ احْتَاجَ أَهْلِي إِلَى لَحْمٍ أَخَذُوا مِنْه، وإِنِ
احْتَاجُوا إِلَى شَيءٍ أَخَذُوا مِنْه، ثُمَّ أَحْمِلُ عَلَيْهَا فِي سَبِيلِ
اللَّهِ، فَهَذَا سَبِيلُ عَطَائِي، لَيْسَ عِنْدَ أَبِي ذرٍّ دِينَارٌ وَلَا
دِرْهَمٌ.
• [٢١٧٠٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: لَوْ أَنَّ (٧) طَعَامًا كَثِيرًا كَانَ عِنْدَ
عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ مَا شَبعَ مِنْهُ بَعْدَ أَنْ يَجِدَ لَهُ آكِلًا،
قَالَ: فَدَخَلَ عَلَيْهِ ابْنُ مُطِيعٍ يَعُودُه، فَرَآهُ قَدْ نَحَلَ (٨)
جِسْمُه، فَقَالَ لِصَفِيَّةَ: أَلَا تُلَطِّفِيهِ لَعَلَّهُ أَنْ يَرتَدَّ
إِلَيْهِ جِسْمُه، تَصْنَعِينَ (٩) لَهُ طَعَامًا، قَالَتْ: إِنَّا لَنَفْعَلُ
ذَلِكَ، وَلَكِنَّهُ لَا يَدَعُ
(١) في (س): «مثال»، وهو خلاف الجادة،
والمثبت من (ف).
(٢)
البرمة: نوع من القدور يصنع من الفخار، والجمع: برام. (انظر: المعجم العربي
الأساسي، مادة: برم).
(٣)
كذا في (ف)، (س) على صورة المرفوع، ويمكن توجيهه على أنه خبر لمبتدأ محذوف،
والتقدير: وهذا قدح.
(٤)
الغرارة: الكيس الكبير من الصوف أو الشعر. والجمع: غرائر. (انظر: معجم لغة
الفقهاء) (ص ٢٩٨).
(٥)
الشرف: القدر والقيمة. (انظر: النهاية، مادة: شرف).
(٦)
في (س): «بها»، والمثبت من (ف).
(٧)
سقط من (س)، والمثبت من (ف).
(٨)
النُّحْل: الهزال. (انظر: النهاية، مادة: نحل).
(٩)
في (ف)، (س): «تطعمين»، وهو تصحيف، والتصويب من «الزهد» لأبي داود السجستاني
(٣٠٤)، «شعب الإيمان» للبيهقي (١٠١٤٤)، كلاهما من طريق المصنف، به.
أَحَدًا مِنْ أَهْلِهِ، وَلَا مَنْ
يَحْضُرُهُ إِلَّا دَعَاهُ عَلَيْهِ، فَكَلِّمْهُ أَنْتَ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ
ابْنُ مُطِيعٍ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، لَوِ اتَّخَذْتَ طَعَامًا يُرجِع
إِلَيْكَ جَسَدَكَ، فَقَالَ إِنَّهُ لَيَأْتِى عَلَيَّ ثَمَانِ سِنِينَ مَا
أَشْبَعُ فِيهَا شَبْعَةً وَاحِدَةً، أَوْ قَالَ: لَا أَشْبَعُ فِيهَا (١) إِلَّا
شَبْعَةً وَاحِدَةً، فَالْآنَ تُرِيدُ أَنْ أَشْبَعَ حِينَ لَمْ يَبْقَ (٢) مِنْ
عُمُرِي إِلَّا ظَمَأُ حِمَارٍ.
• [٢١٧٠٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ *،
قَالَ: سَأَلَ حُذَيْفَةُ سَلْمَانَ أَلَا نَبْنِي لَكَ مَسْكَنًا يَا أَبَا
عَبْدِ اللَّهِ؟ فَقَالَ: لِمَ؟ لِتَجْعَلَنِي (٣) مَلِكًا، أَمْ تَبْنِي لِي
مِثْلَ دَارِكَ الَّتِي بِالْمَدَائِنِ؟ قَالَ: لَا، وَلكنْ نَبْنِي لَكَ بَيْتًا
مِنْ قَصَبٍ وَنَسْقُفُهُ بِالْبُوري (٤)، إِذَا قُمْتَ كَادَ أَنْ يُصِيبَ
رَأْسَكَ، وإِذَا نِمْتَ كَادَ أَنْ يُصِيبَ طَرَفَيْكَ، قَالَ: كَأَنَّكَ كُنْتَ
فِي نَفْسِي.
° [٢١٧٠٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعمَرٍ عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ، يَقُولُ:
بَكَى سَلْمَانُ عِنْدَ مَوْتِهِ، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا عَبْدِ
اللَّهِ؟ قَالَ: عَهِدَ إِلَيْنَا النَّبِيُّ ﷺ عهْدًا وَقَالَ لَنَا: «إِنَّمَا
يَكْفِي أَحَدَكُمْ فِي الدُّنْيَا مِثلُ زَادِ الرَّاكِبِ»، فَأَنَا أَخْشَى أَنْ
أكُونَ قَدْ فَرَّطْتُ.
• [٢١٧٠٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ جَعْفَرٍ الْجَزَريِّ (٥)، عَنْ
مَيْمُونٍ قَالَ: كُسِرَتْ قَلُوصٌ لاِبْنِ عُمَرَ، فَأَمَرَ بِهَا فَنُحِرَتْ،
ثُمَّ قَالَ (٦): ادْعُ النَّاسَ قَالَ: فَقَالَ نَافِعٌ أَوْ غَيْرُهُ: لَيْسَ
عِنْدَنَا خُبْزٌ، فَقَالَ: مَا عَلَيْكَ، يَأْكُلُونَ مِنْ هَذَا الْعُرَاقِ (٧)،
وَيَحْسُونَ مِنْ هَذَا الْمَرَقِ.
(١) ليس في (س)، والمثبت من (ف).
(٢)
قوله: «لم يبق» وقع في (س): «لا يبقى»، والمثبت من (ف) هو الموافق لما في المصدرين
السابقين.
* [ف/١٧٢ ب].
(٣)
في (ف): «أيتعجلني»، وكذا رسمه في (س) ولكن بغير نقط، والمثبت من «قصر الأمل» لابن
أبي الدنيا (٣٠٦)، «شعب الإيمان» للبيهقي (١٠٢٥٨)، كلاهما من طريق المصنف، به.
(٤)
البوري: الحصير المعمول من القصب. (انظر: النهاية، مادة: بور).
(٥)
في (س): «الحريري»، وهو تصحيف، والمثبت من (ف). ينظر ترجمته في «تهذيب الكمال» (٥/
١١).
(٦)
قوله: «ثم قال» وقع في (س): «فقال»، والمثبت من (ف).
(٧)
العراق: جمع العرق وهو العظم إذا أخذ عنه معظم اللحم. (انظر: النهاية، مادة: عرق).
٢٢٥ - بَابُ تَمَنِّي الْمَوْتِ
° [٢١٧١٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ * الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي
عُبَيْدٍ (١) مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا يَتَمَنَّى (٢) أَحَدٌ الْمَوْتَ، إِمَّا مُحْسِنٌ
فَيَزْدَادُ إِحْسَانًا، وَإمَّا مُسِيءٌ فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعْتِبَ (٣)».
° [٢١٧١١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ
بْنِ مُضرِّبٍ (٤)، قَالَ: غَدَوْتُ عَلَى خَبَّابٍ أَعُودُهُ وَهُوَ مَرِيضٌ،
فَقَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ ﷺ مَا لِي دِرْهَمٌ، وإِنَّ
فِي (٥) جَانِبِ الْبَيْتِ لأَرْبَعِينَ أَلْفًا، وَلَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ
رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «لَا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ لَتَمَنَّيْتُه،
لَقَدْ طَالَ وَجَعِي هَذَا».
° [٢١٧١٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا يَتَمَنَّ أَحَدُكُمُ
الْمَوْتَ، وَلَا يَدْعُ (٦) بِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَه، فَإِنَّهُ إِذَا
(٧) مَاتَ أَحَدُكُمُ انْقَطَعَ أَمَلُهُ وَعَمَلُه، وَإِنَّهُ لَا يَزِيدُ
الْمُؤْمِنَ عُمُرُهُ إِلَّا خَيْرًا».
° [٢١٧١٠] [الإتحاف: مي ١٨٤١٣].
* [س / ٣٥١].
(١)
وقع في (ف)، (س): «عبيدة»، وهو تصحيف، والتصويب من «مسند أحمد» (٨٢٠١)، «شرح
السنة» للبغوي (١٤٤٥) من طريق عبد الرزاق، «صحيح البخاري» (٥٦٧٤) من طريق الزهري،
به.
(٢)
كذا في (ف)، (س)، وهو الموافق لما في «صحيح البخاري» ويمكن تخريجه لغويا بأن
المراد هنا النفي، وهو أبلغ في النهي، وينظر: «فتح الباري» (١٠/ ١٣٠)، وينظر نظير
ذلك عند النووي في «شرح مسلم» (٩/ ١٩٢).
(٣)
في (س): «يستغيث»، وهو تصحيف، والمثبت من (ف)، وينظر المصادر السابقة.
يستعتب: طلب أن يرضى عنه، بعد
الإساءة إليه. (انظر: النهاية، مادة: عتب).
(٤)
في (س): «مطرف» وهو تصحيف ظاهر، والمثبت من (ف).
(٥)
في (س): «لي»، والمثبت من (ف).
° [٢١٧١٢]
[الإتحاف: حب حم ٢٠١٠٥، عه حم ٢٠١٨٦].
(٦)
قوله: «لا يتمن أحدكم الموت ولا يدع» وقع في (س): «لا يتمنى أحدكم الموت ولا يدعو»
بالرفع في الفعلين، وهو صحيح على النفي، وينظر «فتح الباري» (١٠/ ١٣٠)، والمثبت من
(ف).
(٧)
قوله: «فإنه إذا» وقع في (س): «فإذا»، والمثبت من (ف).
• [٢١٧١٣] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَبِيدَةَ،
قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَخْطُبُ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي قَدْ سَئِمْتُهُمْ
وَسَئِمُونِي، وَمَلِلْتُهُمْ وَمَلُّونِي، فَأَرِحْنِي مِنْهُمْ وَأَرِحْهُمْ
مِنِّي، مَا يَمْنَعُ أَشْقَاكُمْ أَنْ يَخْضِبَهَا بِدَمٍ وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى
لِحْيَتِهِ.
• [٢١٧١٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ
زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ (١) الْعَاصِ قَالَ:
رَصدْتُ عُمَرَ لَيْلَةً فَخَرَجَ إِلَى الْبَقِيعِ - وَذَلِكَ فِي السَّحَرِ -
فَاتَّبَعْتُه، فَأَسْرَعَ فَأَسْرَعْت، حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْبَقِيعِ *
فَصَلَّى، ثمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ كَبِرَتْ سِنِّي، وَضَعُفَتْ
قُوَّتِي، وَخَشِيتُ الاِنْتِشَارَ مِنْ رَعَيَّتِي، فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ غَيْرَ
عَاجِزٍ وَلَا مَلُومٍ، فَمَا يَزَالُ يَقُولُهَا حَتَّى أَصْبَحَ.
• [٢١٧١٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ
ابْنِ الْمُسَيَّبِ، أَوْ غَيْرِهِ قَالَ: لَمَّا نَزَلَ عُمَرُ بِالْبَطْحَاءِ
جَمَعَ كَوْمَةً مِنْ بَطْحَاءَ، ثُمَّ بَسَطَ عَلَيْهَا إِزَارَه، ثُمَّ
اضْطَجَعَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ، فَقَالَ (٢): اللَّهُمَّ، كَبِرَتْ سِنِّي، وَرَقَّ
عَظْمِي، وَضعُفَتْ قُوَّتِي، وَخَشِيتُ الاِنْتِشَارَ مِنْ رَعِيَّتِي،
فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ غَيْرَ عَاجِزٍ وَلَا مُضَيِّعٍ، قَالَ: ثُمَّ قَدِمَ
الْمَدِينَةَ، حَسِبْتُهُ قَالَ: فَمَا انْسَلَخَ الشَّهْرُ حَتَّى مَاتَ.
° [٢١٧١٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ
أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ
لِضُرٍّ أَصَابَهُ».
(١) بعده في (ف): «أبي»، وكتبه في (س) فوق
السطر، وصحح عليه، وهو خطأ، والتصويب من «شرح صحيح البخاري» لابن بطال (٩/ ٣٨٨) من
طريق معمر، به، وينظر: «مختصر قيام الليل» للمروزي (ص ٩٧)، وينظر: ترجمته في
«تهذيب الكمال» (١٠/ ١٠١).
* [ف/١٧٣ أ].
(٢)
قوله: «لما نزل عمر بالبطحاء جمع كومة من بطحاء، ثم بسط عليها إزاره، ثم اضطجع
ورفع يديه، فقال»ليس في (س)، والمثبت من (ف)، وينظر: «الاستذكار» (٢٤/ ٦٧).
° [٢١٧١٦]
الإتحاف: حم ٧٤٥] [شيبة:
٣٠٤٧٧].
٢٢٦ - بَابُ الْكَرَم وَالْحَسَبِ (١)
° [٢١٧١٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُهْرِيِّ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: قَالُوا: يَا (٢) رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّنَا
أَكرَمُ؟ قَالَ: «أَتْقَاكُمْ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا هُوَ فِي
الدُّنْيَا؟ قَالَ: «يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ»،
قَالُوا: إِنَّمَا نَعْنِي فِيمَا بَيْنَنَا، قَالَ: «النَّاسُ مَعَادِنُ (٣)،
خِيَارُكُمْ فِي الجَاهِلِيَّةِ خِيَارُكُمْ فِي الْإِسْلَامِ، إِذَا فَقُهُوا».
° [٢١٧١٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ
قُرَيْشٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يُوشِكُ أَنْ يَغْلِبَ عَلَى النَّاسِ،
أَوْ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ لُكَعُ (٤) بنُ لُكَعَ، وَأَفْضَلُ النَّاسِ مُؤْمِنٌ
بَيْنَ كَرِيمَيْنِ»، قَالَ مَعْمَرٌ: فَقَالَ رَجُلٌ لِلزُّهْرِيِّ: مَا
كَرِيمَيْنِ؟ قَالَ: شَرِيفَيْنِ مُوسِرَيْنِ، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ
الْعِرَاقِ: كَذَبَ (٥)، كَرِيمَيْنِ تَقِيَّيْنِ صَالِحَيْنِ.
٢٢٧
- بَابُ
أَبْوَابِ السُّلْطَانِ
• [٢١٧١٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ،
عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: إِيَّاكُمْ
وَمَوَاقِفَ الْفِتَنِ، قِيلَ: وَمَا مَوَاقِفُ الْفِتَنِ يَا أَبَا عَبْدِ
اللَّهِ؟ قَالَ: أَبْوَابُ الْأُمَرَاءِ يَدْخُلُ أَحَدُكُمْ عَلَى الْأَمِيرِ،
فَيصَدِّقُهُ بِالْكَذِبِ، وَ(٦) يَقُولُ لَهُ مَا لَيْسَ فِيهِ.
• [٢١٧٢٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ
قَالَ: إِنَّ عَلَى
(١) الحسب: الشرف بالآباء وما يعده الناس من
مفاخرهم. (انظر: النهاية، مادة: حسب).
(٢)
قوله: «قالوا يا» وقع في (س): «قال»، وهو خطأ، والمثبت من (ف).
(٣)
المعادن: جمع المعدن، وهو الأصل الذي ينسب إليه الناس. (انظر: النهاية، مادة: عدن).
(٤)
اللكاع، واللكع: لفظ يُستعمل في الحمق والذم، ويطلق على الصغير، ولو أطلق على
الكبير أريد به صغير العلم والعقل. (انظر: النهاية، مادة: لكع).
(٥)
في (س): «كذلك»، ولا يستقيم به السياق، والمثبت من (ف).
(٦)
الواو ليست في (س)، وأثبتناها من (ف)، وهو الموافق لما في «شعب الإيمان» للبيهقي
(٨٩٦٥)، «التمهيد» (١٣/ ٥٧) لابن عبد البر كلاهما من طريق المصنف، به.
أَبْوَابِ السُّلْطَانِ فِتَنًا
كَمَبَارِكِ الْإِبِلِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا تُصِيبُونَ مِنْ
دُنْيَاهُمْ إِلَّا أَصَابُوا مِنْ دِينِكُمْ مِثْلَهُ.
• [٢١٧٢١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ
أُسْقُفًّا مِنْ أَهْلِ نَجْرَانَ يُكَلِّمُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، يَقُولُ:
يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، احْذَرْ * قَاتِلَ الثَّلَاثَةِ، قَالَ عُمَرُ:
وَيْلَكَ، وَمَا قَاتِلُ الثَّلَاثَةِ؟ قَالَ: الرَّجُلُ يَأْتي إِلَى الْإِمَامِ
بِالْكَذِبِ فَيَقْتُلُ الْإِمَامُ ذَلِكَ الرُّجُلَ، بِحَدِيثِ هَذَا الْكَذَّابِ
(١) فَيَكُونُ قَدْ قَتَلَ نَفْسَهُ وَصَاحِبَهُ وإمَامَهُ.
٢٢٨
- بَابٌ
فِي ذِكْرِ عَلِيِّ بْنِ أبِي طَالِبٍ
° [٢١٧٢١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مِينَاءَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
مَسْعُودٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ لَيْلَةَ وَفْدِ الْجِنِّ، قَالَ:
فَتَنَفَّسَ فَقُلْتُ: مَا شَأْنُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «نُعِيَتْ إِلَى
نَفْسِي يَا ابْنَ مَسْعُودٍ» قُلْتُ: فَاسْتَخْلِفْ، قَالَ: «مَنْ»؟ قُلْتُ:
أَبُو بَكْرٍ؟ قَالَ: فَسَكَتَ، ثُمَّ مَضَى سَاعَةً، ثُمَّ تَنَفَّسَ، قَالَ:
فَقُلْتُ: مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: «نُعِيَتْ إِلَيَّ نَفْسِي يَا ابْنَ مَسْعُودٍ
(٢)»، قَالَ: قُلْتُ: فَاسْتَخْلِفْ، قَالَ: «مَنْ»؟ قُلْتُ: عُمَر، قَالَ:
فَسَكَتَ، ثُمَّ مَضى سَاعَةً ثُمَّ تَنَفَّسَ، قَالَ: فَقُلْتُ: مَا شَأْنُكَ؟
قَالَ: «نُعِيَتْ إِلَيَّ نَفْسِي يَا ابْنَ مَسْعُودٍ»، قَالَ: قُلْتُ:
فَاسْتَخْلِفْ، قَالَ: «مَنْ»؟ قُلْتُ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: «أَمَا
وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَئِنْ أَطَاعُوهُ لَيَدْخُلُنَّ * الْجَنُّةَ
أَجْمَعِينَ أكتَعِينَ (٣)».
* [ف/١٧٣ ب].
(١)
قوله: «الرجل بحديث هذا الكذاب» وقع في (ف): «الرجل يحدث هذا الكذب»، وفي (س):
«بحدوث هذا الكذب» والتصويب من «مساوئ الأخلاق» للخرائطي (٢١١)، «السنن الكبرى»
للبيهقي (١٦٧٥٥)، كلاهما من طريق المصنف، به.
(٢)
قوله: «يا ابن مسعود» ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
* [س/٣٥٢].
(٣)
ليس في (س)، وأثبتناه من (ف)، وينظر: «المعجم الكبير» للطبراني (٩٩٧٠) من طريق
الدبري، عن المصنف، به.
• [٢١٧٢٣] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ (١)، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ عَلِيًّا قَالَ:
يَهْلَكُ فِيَّ اثْنَانِ (٢): مُحِبٌّ مُطْرٍ (٣)، وَمُبْغِضٌ مُفْتَرٍ (٤).
٢٢٩
- بَابُ
تَمَنِّي الرَّجُلِ مَوْتَ أهْلِهِ
• [٢١٧٢٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي
الْأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ قَالَ: مَا أَهْلُ بَيْتٍ وَلَا
أَهْلُ بَيْتٍ مِنَ الْجِعْلَانِ (٥)، بِأَحَبَّ إِلَيَّ مَوْتًا مِنْ أَهْلِ
بَيْتِي، وإِنِّي لأُحِبُّهُمْ كَمَا يُحِبُّ الرَّجُلُ وَلَدَه، وَمَا أَتْرُكُ
بَعْدِي شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ إِبِلٍ وَأَسْقِيَهٍ.
٢٣٠
- بَابُ
الْإِمَامِ رَاعِي
° [٢١٧٢٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ
عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «كُلُّكُمْ رَاعٍ (٦) وَمَسْئُولٌ عَنْ
رَعِيَّتهِ، فَالإمَامُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ
رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْهُمْ،
وَالْمَرأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى مَالِ زَوْجِهَا، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ
سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْه، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعِ وَمَسْئُولٌ».
• [٢١٧٢٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ
قَالَ: إِنَّ اللَّهَ سَائِلٌ
(١) قوله: «عن أيوب» سقط من (س)، وأثبتناه من
(ف).
(٢)
في (س): «الباب»، وهو تصحيف ظاهر، والمثبت من (ف).
(٣)
في (س): «مطري»، وهو خلاف الجادة، والمثبت من (ف).
مطر: الإطراء مجاوزة الحد في المدح
والكذب فيه. (انظر: النهاية، مادة: طرو).
(٤)
في (س): «مفتري»، وهو خلاف الجادة، والمثبت من (ف).
(٥)
الجعلان: جمع: جُعَل، وهو: أكبر من الخنفساء شديد السواد، في بطنه لون حمرة، للذكر
قرنان، يوجد كثيرًا في مراح البقر والجواميس ومواضع الروث. (انظر: حياة الحيوان
للدميري) (١/ ٢٨١).
° [٢١٧٥٢]
[الإتحاف: جا عه عم ١٠٩٨٧].
(٦)
الراعي: الحافظ والمؤتمن. (انظر: المشارق) (١/ ٢٩٤).
كُلَّ ذِي رَعِيَّةٍ فِيمَا
اسْتَرعَاه، أَقَامَ أَمْرَ اللَّهِ فِيهِمْ أَمْ أَضَاعَه، حَتَّى إِنَّ
الرَّجُلَ لَيُسْأَلُ عَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ.
° [٢١٧٢٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ، عَنِ الْحَسَنِ،
قَالَ: دَخَلَ عُبَيْدُ اللَّهِ (١) بْنُ زِيَادٍ، عَلَى * مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ
وَهُوَ مَرِيضٌ، فَقَالَ لَهُ مَعْقِل: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «مَنِ
اسْتَرْعَاهُ اللَّهُ رَعِيَّةً فَلَمْ يَحُطْ مِن وَرَائِهَا بِالنَّصِيحَةِ،
وَمَاتَ وَهُوَ لَهَا غَاشٌّ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ النَّارَ»، قَالَ: فَقَالَ لَهُ
عُبَيْدُ اللَّهِ: فَهَلَّا قَبْلَ الْيَوْمِ، قَالَ: لَا، وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ
أَنِّي أَقُومُ مِنْ مَرَضِي هَذَا مَا حَدَّثْتُكَ بِهِ.
° [٢١٧٢٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللهِ ﷺ: «مَنْ أُكْرِهَ عَلَى عَمَلٍ أُعِينَ عَلَيْهِ، وَمَن طَلَبَ عَمَلًا
وُكِلَ إِلَيهِ».
° [٢١٧٢٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ
الْحَسَنِ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى بِلَالِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ وَهُوَ مَرِيضٌ
فَحَدَّثَهُ الْحَسَن، قَالَ: دَعَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ رَجُلًا يَسْتَعْمِلُهُ
فَقَالَ: خِر لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «اجْلِس».
° [٢١٧٣٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ وَغَيْرُه،
عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ النَّبِي ﷺ قَالَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرةَ: «لَا
تَسْأَلِ الْإِمَارَةَ، فَإِنَّكَ إِنْ تُعطَهَا عَنْ مَسأَلَةٍ تُوكَلْ
إِلَيْهَا، وإنْ تُعْطَهَا عَنْ غَيْرِ مَسأَلَةٍ تُعَنْ عَلَيهَا».
° [٢١٧٣١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ حَرَامِ
بْنِ مُعَاوِيَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «مَن وَلِيَ مِنْ أَمْرِ
السُّلْطَانِ شَيْئًا، فَفَتَحَ بَابَهُ لِذِي الْحَاجَةِ، وَالْفَاقَةِ،
وَالْفَقْرِ، يَفْتَحُ اللَّهُ أَبوَابَ السَّمَاءِ لِحَاجَتِهِ وَفَاقَتِهِ،
وَفَقْرِهِ (٢)، وَمَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ
(١) في (س) في الموضعين:»عبد الله«، وهو
تصحيف، والمثبت من (ف)، وينظر:»المعجم الكبير«للطبراني (٢٠/ ٢٠٩) من طريق الحسن،
به.
* [ف/١٧٤ أ].
(٢)
قوله:»وفاقته وفقره«وقع في (س):»وفقره وفاقته"، والمثبت من (ف).
دُونَ ذَوِي الْحَاجَةِ،
وَالْفَاقَةِ، وَالْفَقْرِ، أَغْلَقَ اللَّهُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ دُونَ
حَاجَتِهِ، وَفَاقَتِهِ، وَفَقْرِهِ (١)».
• [٢١٧٣٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ (٢)، عَنْ بَعْضِ الطَّائِيِّينَ، عَنْ رَافِعِ (٣)
الْخَيْرِ الطَّائِيِّ، قَالَ: صَحِبْتُ أَبَا بَكْرٍ فِي غَزَاةٍ، فَلَمَّا
قَفَلْنَا وَحَانَ مِنَ النَّاسِ تَفَرُّقٌ، قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا بَكْرٍ،
إِنَّ رَجُلًا صَحِبَكَ مَا صَحِبَكَ، ثُمَّ فَارَقَكَ لَمْ يُصبْ مِنْكَ خَيْرًا،
لَقَدْ خَسِرَ فِي نَفْسِهِ، فَأَوْصِنِي وَلَا تُطَوِّلْ عَلَيَّ فَأَنْسَى،
قَالَ: يَرْحَمُكَ اللَّه، يَرْحَمُكَ الله، بَارَكَ اللَّهُ عَلَيْكَ، بَارَكَ
اللَّهُ عَلَيْكَ، أَقِمِ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ لِوَقْتِهَا، وَأَدِّ زَكَاةَ
مَالِكَ طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُكَ، وَصُمْ رَمَضَانَ، وَحُجَّ الْبَيْتَ،
وَاعْلَمْ أَن الْهِجْرَةَ فِي الْإِسْلَامِ حَسَنٌ، وَأَنَّ الْجِهَادَ فِي
الْهِجْرَةِ حَسَنٌ، وَلَا تَكُونَنَّ أَمِيرًا (٤) قُلْتُ: أَمَّا قَوْلُكَ يَا
أَبَا بَكْرٍ فِي الصَّلَاةِ، وَالصِّيَامِ، وَالزكَاةِ، وَالْحَجِّ،
وَالْهِجْرَةِ، وَالْجِهَادِ فَهَذَا كُلُّهُ حَسَنٌ قَدْ عَرَفْتُه، وَأَمَّا
قَوْلُكَ لَا أَكُونُ أَمِيرًا، فَوَاللهِ إِنَّهُ لَيُخَيَّلُ (٥) إِلَيَّ أَنَّ
خِيَارَكُمُ الْيَوْمَ أُمَرَاؤُكُمْ *، قَالَ: إِنَّكَ قُلْتَ لِي: لَا تُطَوِّلْ
(١) قوله: «ومن أغلق بابه دون ذوي الحاجة،
والفاقة، والفقر، أغلق الله أبواب السماء دون حاجته، وفاقته، وفقره» سقط من (س)،
ولعله بسبب انتقال نظر الناسخ، والمثبت من (ف).
(٢)
كذا في (ف)، (س)، وكذا هو في «شعب الإيمان» للبيهقي (٧٠٦٨) من طريق المصنف، به،
وكذا هو عند ابن المبارك في «الزهد» (٦٧٤)، ومن طريقه الخطيب في «موضح الأوهام» (٢/ ٨٨)، وابن عساكر
في «تاريخ دمشق» (١٨/ ١١)، عن معمر به، إلا أن ابن عساكر قال: «وفي نسخة: شعيب»،
والظاهر أن: عمرو بن شعيب هو الصواب، فهو الذي يروي عنه مطر، لكن اتفاق هذه
المصادر على المثبت يدل على أحد أمرين؛ إما أنه اسم راوٍ، لكن لم يترجم له أحد، أو
أنه خطأ قديم من معمر أو مطر، والله أعلم.
(٣)
زاد قبله في (ف)، (س): «أبي» وهو خطأ، وينظر: المصادر السابقة، وينظر ترحمه في
«الإصابة» (٢/ ٣٦٦).
(٤)
في (ف): «أسيرا» وهو تصحيف، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في «شعب الإيمان»،
«موضح أوهام الجمع والتفريق».
(٥)
مكانه بياض في (س)، والمثبت من (ف).
* [ف/ ١٧٤ ب].
عَلَيَّ، وَهَذَا حِينَ أُطَوِّلُ
عَلَيْكَ، إِنَّ هَذِهِ الْإِمَارَةَ الَّتِي تَرَى الْيَوْمَ يَسِيرَةٌ (١)، قَدْ
أَوْشَكَتْ أَنْ تَفْشُوَ وَتَفْسُدَ حَتَّى يَنَالَهَا مَنْ لَيْسَ لَهَا
بِأَهْلٍ، وإنَّهُ مَنْ يَكُنْ أَمِيرًا (٢)، فَإِنَّهُ مِنْ أَطْوَلِ النَّاسِ
حِسَابًا، وَأَغْلَظِهِ عَذَابًا، وَمَنْ لَا يَكُنْ أَمِيرًا، فَإِنَّهُ مِنْ
أَيْسَرِ (٣) النَّاسِ حِسَابًا، وَأَهْوَنِهِ (٤) عَذَابًا، لِأَنَّ الْأُمَرَاءَ
أَقْرَبُ النَّاسِ مِنْ ظُلْمِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَظْلِمِ الْمُؤْمِنِينَ (٥)
فَإِنَّمَا يَخْفِرُ اللَّهَ، إِنَّمَا هُمْ جِيرَانُ اللَّهِ (٦) وَعُوَّادُ
اللَّهِ، وَاللَّهِ إِنَّ أَحَدَكُمْ لَتُصَابُ شَاةُ جَارِهِ، أَوْ بَعِيرُ
جَارِهِ، فَيَبِيتُ وَارِمَ الْعَضَلِ (٧)، فَيَقُولُ: شَاةُ جَارِي، وَبَعِيرُ
جَارِي، فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ يَغْضَبَ لِجِيرَانِهِ.
• [٢١٧٣٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ، قَالَ: قَالَ
حُذَيْفَةُ: هَلَكَ أَصْحَابُ الْعُقَدِ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، وَاللَّهِ مَا
عَلَيْهِمْ آسَى (٨)، وَلكِنْ عَلَى مَنْ يَهْلِكُونَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ ﷺ،
وَسَيَعْلَمُ الْغَالِبُونَ الْعُقَدَ حَظَّ (٩) مَنْ يَنْقُصُونَ.
° [٢١٧٣٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ الْحَسَنِ
وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ حِينَ بَعَثَ عَمْرَو بْنَ
الْعَاصِي أَمِيرًا عَلَى الْجَيْشِ قَالَ: «إِنِّي لأَبْعَثُ الرَّجُلَ
(١) في (س):»سيرة«، وهو الموافق لما في»شعب
الإيمان«، والمثبت من (ف)، وهو الموافق لما في»موضح أوهام الجمع والتفريق«.
(٢)
في (ف):»أسيرا«، وهو تصحيف، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في»شعب
الإيمان«،»موضح أوهام الجمع والتفريق«.
(٣)
في (س):»أشر«، وهو تصحيف واضح، والمثبت من (ف).
(٤)
في (س):»وأهونهم«، والمثبت من (ف).
(٥)
قوله:»ومن يظلم المؤمنين«سقط من (ف)، (س)، ولا يستقيم السياق بدونه، وأثبتناه
من»شعب الإيمان«،»موضح أوهام الجمع والتفريق«.
(٦)
لفظ الجلالة ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
(٧)
في (ف):»العطل«، وفي (س):»العظل«، وكلاهما تصحيف، والمثبت من»شعب الإيمان«،»موضح
أوهام الجمع والتفريق«.
(٨)
الأسى: الحزن. (انظر: النهاية، مادة: أسا).
(٩)
كذا في (ف)، (س)، ولعل صوابه:»خط".
وَأَدَعُ مَنْ هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ
مِنْه، وَلَكِنَّهُ لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ أَيْقَظَ عَيْنًا (١)، وَأَشَدَّ *
سَفَرًا (٢)»، أَوْ قَالَ: «مَكِيدَةً».
• [٢١٧٣٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ،
أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ اسْتَعْمَلَ أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَى الْبَحْرَيْنِ،
فَقَدِمَ بِعَشَرة آلَافٍ، فَقَالَ لَهُ (٣) عُمَرُ: اسْتَأْثَرتَ بِهَذِهِ
الْأَمْوَالِ يَا عَدُوَّ اللَّهِ، وَعَدُوَّ كِتَابِهِ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ:
لَسْتُ عَدُوُّ اللَّهِ، وَلَا عَدُوَّ كِتَابِهِ، وَلَكِنِّي عَدُوُّ مَنْ
عَادَاهُمَا، قَالَ: فَمِنْ أَيْنَ هِيَ لَكَ؟ قَالَ: خَيْلٌ لِي تَنَاتَجَتْ،
وَغَلَّةُ رَقِيقٍ لِي، وَأَعْطِيَةٌ تَتَابَعَتْ (٤) عَلَيَّ، فَنَظَرُوه،
فَوَجَدُوهُ كَمَا قَالَ، قَالَ: فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ، دَعَاهُ عُمَرُ
لِيَسْتَعْمِلَه، فَأَبَى أَنْ يَعْمَلَ لَه، فَقَالَ: أَتَكْرَهُ الْعَمَلَ
وَقَدْ طَلَبَ الْعَمَلَ مَنْ كَانَ خَيْرًا مِنْكَ يُوسُفُ؟ قَالَ: إِنَّ يُوسُفَ
نَبِيٌّ ابْنُ نَبِيٍّ ابْنِ نَبِيٍّ، وَأَنَا أَبُو هُرَيْرة (٥) بْنُ أُمَيْمَةَ
أَخْشَى ثَلَاثًا وَاثْنَيْنِ، قَالَ لَهُ عُمَرُ: أَفَلَا قُلْتَ: خَمْسًا؟
قَالَ: لَا، أَخْشَى أَنْ أَقُولَ بِغَيْرِ عِلْمٍ، وَأَقْضِيَ بِغَيْرِ حُكْمٍ،
وَيُضْرَبَ ظَهْرِي، وَيُنْتَزَعَ مَالِي، وَيُشْتَمَ عِرضي.
• [٢١٧٣٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ صَاحِبٍ لَه، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ
قَالَ: وَيْل لِلأمَنَاءِ، وَيْلٌ لِلْعُرَفَاءِ (٦)، لَيَتَمَنَّيَنَّ أَقْوَامٌ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَّهُمْ كَانُوا مُعَلَّقِينَ بِذَوَائِبِهِمْ مِنَ
الثُّرَيَّا، وَأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا وُلُّوا شَيْئًا قَطُّ.
• [٢١٧٣٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، أَوْ غَيْرِهِ *،
عَنْ طَاوُسٍ قَالَ:
(١) قوله: «أيقظ عينا» وقع في (س): «أغلظ
علينا»، وهو تصحيف واضح، والمثبت من (ف).
* [٣٥٣/
س].
(٢)
في (س): «سفر»، وهو خلاف الجادة، والمثبت من (ف).
(٣)
ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
(٤)
في (س): «فبايعته»، وهو تصحيف، والمثبت من (ف).
(٥)
قوله: «وأنا أبو هريرة» وقع في (س): «وأبو هريرة»، والمثبت من (ف) هو الموافق لما
في «تاريخ دمشق» (٦٧/ ٣٧٠) من طريق المصنف، به.
(٦)
العرفاء: جمع العريف، وهو: القيم بأمور القبيلة أو الجماعة من الناس؛ يلي أمورهم
ويتعرف الأمير منه أحوالهم. (انظر: النهاية، مادة: عرف).
* [ف/١٧٥ أ].
لَمْ يُجْهِدِ (١) الْبَلَاءُ مَنْ
لَمْ يَتَوَلَّ يَتَامَى، أَوْ يَكُونُ قَاضِيًا بَيْنَ النَّاسِ فِي
أَمْوَالِهِمْ، أَوْ أَمِيرًا عَلَى رِقَابِهِمْ.
• [٢١٧٣٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ،
أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ إِذَا بَعَثَ عُمَّالَهُ (٢) اشْتَرَطَ (٣)
عَلَيْهِمْ: أَلَّا تَركَبُوا بِرذَوْنًا، وَلَا تَأْكُلُوا نَقِيًّا، وَلَا
تَلْبَسُوا رَقِيقًا، وَلَا تُغْلِقُوا أَبْوَابَكُمْ دُونَ حَوَائِجِ النَّاسِ،
فَإِنْ فَعَلْتُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَقَدْ حَلَّت بِكُمُ الْعُقُوبَة، قَالَ:
ثُمَّ شَيَّعَهُمْ (٤)، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرجِعَ، قَالَ: إِني لَمْ
أُسَلِّطْكُمْ عَلَى دِمَاءِ الْمُسْلِمِينَ، وَلَا عَلَى أَعْرَاضِهِمْ، وَلَا
عَلَى أَمْوَالِهِمْ، وَلكِنِّي بَعَثْتُكُمْ لِتُقِيمُوا بِهِمُ الصُّلَاةَ،
وتَقْسِمُوا فَيْئَهُمْ (٥)، وَتَحْكُمُوا بَيْنَهُمْ بِالْعَدْلِ، فَإِنْ
أَشْكَلَ (٦) عَلَيْكُمْ شَيءٌ، فَارْفَعُوهُ إِلَيَّ، أَلَا فَلَا تَضْرِبُوا الْعَرَبَ
فَتُذِلُّوهَا، وَلَا تُجَمِّرُوهَا (٧) فَتَفْتِنُوهَا، وَلَا تَعْتَلُّوا (٨)
عَلَيْهَا فَتَحْرِمُوهَا، جَرِّدُوا (٩) الْقُرْآنَ (١٠)، وَأَقِلُّوا (١١)
الرِّوَايَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ، انْطَلِقُوا (١٢) وَأَنَا شَرِيكُكُمْ.
(١) في (س): «يحمد»، وهو تصحيف، والمثبت من
(ف)، وينظر: «حلية الأولياء» لأبي نعيم (٤/ ١٣)، «تهذيب الكمال» (١٣/ ٣٧٠)، كلاهما
من طريق ابن طاوس، به.
(٢)
سقط من (س)، وأثبتناه من (ف)، وينظر: «شعب الإيمان» للبيهقي (٧٠٠٩) من طريق
الدبري، عن المصنف، به، ومن طريقه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (٤٤/ ٢٧٦).
(٣)
في (ف)، (س): «شرطوا»، ولا يستقيم به السياق، والمثبت من «شعب الإيمان»، «تاريخ
دمشق».
(٤)
كأنه في (س): «ستغيبهم»، وهو تصحيف، والمثبت من (ف) هو الموافق لما في «شعب
الإيمان».
(٥)
ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من «شعب الإيمان»، و«تاريخ دمشق».
(٦)
في (ف): «شكل»، وهو خطأ، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في «شعب الإيمان».
(٧)
في (س): «تجبروها»، والمثبت من (ف) هو الموافق لما في «شعب الإيمان»، «تاريخ دمشق».
(٨)
في (س): «تقبلوا»، والمثبت من (ف) هو الموافق لما في «شعب الإيمان»، «تاريخ دمشق».
(٩)
في (س): «جودوا»، والمثبت من (ف) هو الموافق لما في «شعب الإيمان».
(١٠)
جردوا القرآن: لا تقْرنوا به شيئًا من الأحاديث ليكون وحده مُفْرَدًا، وقيل: أراد
ألا يتعلَّموا من كتب الله شيئًا سِوَاه. (انظر: النهاية، مادة: جرد).
(١١)
في (س): «واقبلوا»، وهو تصحيف، والمثبت من (ف)، وينظر: «ذم الكلام» للهروي (٥٩٩).
(١٢)
ليس في (س)، والمثبت من (ف).
° [٢١٧٣٩] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ زُفَرَ الشَّامِيِّ يَرْفَعُهُ قَالَ: «خَيْرُ
أُمَرَائِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَتَدْعُونَ لَهُمْ
وَيَدْعُونَ لَكُمْ، وَشَرُّ أُمَرَائِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ
وَيُبْغِضُونَكُمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ (١)».
° [٢١٧٤٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ
الْمُسَيَّبِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (٢) بْنِ عَمْرٍو قَالَ مَعْمَرٌ: لَا
أَعْلَمُهُ (٣) إِلَّا رَفَعَه، قَالَ: «الْمُقْسِطُونَ فِي الدُّنْيَا عَلَى
مَنَابِرَ مِنْ لُؤْلُؤٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، بَيْنَ يَدَيِ الرَّحْمَنِ بِمَا
أَقْسَطُوا فِي الدُّنْيَا».
• [٢١٧٤١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ
عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: أَرَأَيْتُمْ إِنِ اسْتَعْمَلْتُ عَلَيْكُمْ
خَيْرَ مَنْ أَعْلَم، وَأَمَرْتُهُ بِالْعَدْلِ، أَقَضَيْتُ مَا عَلَيَّ؟ قَالُوا:
نَعَمْ، قَالَ: لَا، حَتَّى أَنْظُرَ فِي عَمَلِهِ، أَعَمِلَ مَا أَمَرْتُهُ أَمْ
لَا.
• [٢١٧٤٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، أَوْ غَيْرِهِ، عَنْ
حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، قَالَ: لَمَّا دَفَنَ عُمَرُ أَبَا بَكْرٍ قَامَ عَلَى
الْمِنْبَرِ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاس، إِنَّ اللهَ قَدِ (٤) ابْتَلَانِي
بِكُمْ، وَابْتَلَاكُمْ بِي، وَخَلَفْتُ بَعْدَ صَاحِبِي، وإِنَّهُ وَاللَّهِ لَا
يَحْضُرُنِي شَيءٌ مِنْ أمُوركُمْ، وَلَا يَغِيبُ عَنِّي مِنْهَا شَيءٌ، فَآلُوا
فِيهَا عَنْ أَهْلِ الْأَمَانَةِ وَالْإِجْزَاءِ، قَالَ: فَمَا زَالَ عَلَى ذَلِكَ
حَتَّى مَضى.
• [٢١٧٤٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ: لَا
تُمَكِّنْ أُذُنَيْكَ صَاحِبَ هَوًى، فَيُمْرِضَ قَلْبَكَ، وَلَا تُجِيبَنَّ
أَمِيرًا، وإِنْ دَعَاكَ لِتَقْرَأَ عِنْدَهُ سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ، فَإِنَّكَ
لَا تَخْرُجُ مِنْ عِنْدِهِ إِلَّا شَرًّا مِمَّا دَخَلْتَ عَلَيْهِ.
(١) قوله: «وشر أمرائكم الذين تبغضونهم
ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم» سقط من (س)، وأثبتناه من (ف).
° [٢١٧٤٠]
الإتحاف: خز كم حم ١١٦٩٠] [شيبة: ٣٥١٧٠].
(٢)
قوله: «عبد الله» غير واضح في (ف)، وأثبتناه من (س).
(٣)
في (س): «علمت»، والمثبت من (ف).
(٤)
ليس في (س)، والمثبت من (ف).
• [٢١٧٤٤] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ لِرَجُلٍ:
لَا تَكُونَنَّ شُرَطِيًّا، وَلَا عَرِيفًا (١).
• [٢١٧٤٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، قَالَ *: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ،
أَنَّ يَهُودِيًّا جَاءَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ، فَقَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ:
إِنَّ ابْنَ هُرمُزَ (٢) ظَلَمَنِي، فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهِ، ثُمَّ
الثَّانِيَةَ، ثُمَّ الثَّالِثَةَ، فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ:
إِنَّا نَجِدُ فِي كِتَابِ اللهِ فِي التَّوْرَاةِ: أَنَّ الْإِمَامَ لَا يَشْرِكُ
فِي ظُلْمٍ، وَلَا جَوْرٍ (٣) حَتَّى يُرفَعَ إِلَيْهِ، فَإِذَا رُفِعَ إِلَيْهِ
فَلَمْ يُغَيِّرْ شَرِكَ (٤) فِي الْجَوْرِ وَالظُّلْمِ، قَالَ: فَفَزِعَ لَهَا
عَبْدُ الْمَلِكِ وَأَرْسَلَ إِلَى (٥) ابْنِ هُرمُزَ فَنَزَعَهُ.
• [٢١٧٤٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ،
عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ: مَثَلُ الْإِمَامِ كَمَثَلِ عَيْنٍ
عَظِيمَةٍ، صَافِيَةٍ، طَيِّبَةِ الْمَاءِ، يَجْرِي مِنْهَا إِلَى نَهَرٍ عَظِيمٍ،
فَيَخُوضُ النَّاسُ النَّهَرَ، فَيُكَدِّرُونَهُ وَيَعُودُ عَلَيْهِ صَفْوُ
الْعَيْنِ، قَالَ (٦): فَإِذَا كَانَ الْكَدَرُ مِنْ قِبَلِ الْعَيْنِ فَسَدَ
النَّهَر، قَالَ: وَمَثَلُ الْإِمَامِ وَالنَّاسِ كَمَثَلِ فُسْطَاطٍ (٧)، لَا
يَسْتَقِلُّ إِلَّا بِعَمُودٍ، وَلَا يَقُومُ الْعَمُودُ إِلَّا بِأَطْنَابٍ -
أَوْ قَالَ: بِأَوْتَادٍ (٨) - فَكُلَّمَا نُزِعَ وَتَدٌ ازْدَادَ الْعَمُودُ
وَهْنًا، وَلَا يَصْلُحُ النَّاسُ إِلَّا بِالْإِمَامِ، وَلَا يَصلُحُ الْإِمَامُ
إِلَّا بِالنَّاسِ.
(١) في (س): «عرافا»، والمثبت من (ف) هو
الأنسب للسياق.
* [ف/ ١٧٥ ب].
(٢)
في (ف): «هرم»، وهو تصحيف، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في «شعب الإيمان»
(٧٠١٢) من طريق المصنف، به.
(٣)
الجور: الميل والضلال والظلم. (انظر: النهاية، مادة: جور).
(٤)
قوله: «فلم يغير شرك» وقع في (س): «لم يعزله» والمثبت من (ف)، وهو تصحيف، وينظر:
«شعب الإيمان».
(٥)
ليس في (ف)، وأثبتناه من (س)، وهو الموافق لما في «شعب الإيمان».
(٦)
ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
(٧)
الفسطاط: الخيمة الكبيرة. (انظر: جامع الأصول) (٨/ ١٢٢).
(٨)
في (ف): «أوتاد»، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في «شعب الإيمان» للبيهقي
(٧٠١٣) من طريق الدبري، عن المصنف، به.
• [٢١٧٤٧] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ هَلْ كَانَ أَصْحَابُ
النَّبِيِّ ﷺ * يَضْحَكُونَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَالْإِيمَانُ فِي قُلُوبِهِمْ
أَعْظَمُ مِنَ الْجِبَالِ.
• [٢١٧٤٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ
قَالَ: كُنْتُ أَسْمَعُ الْحَدِيثَ مِنْ عَشَرَةٍ، اللَّفْظُ مُخْتَلِفٌ
وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ.
٢٣١
- بَابُ
الْقُضَاةِ
• [٢١٧٤٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: كَانَ قُضَاةُ
أَصحَابِ مُحَمَّدٍ ﷺ سِتَّةٌ: عُمَر، وَعَلِيٌّ، وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَعَبْدُ
اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَأَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ،
فَكَانَ قَضَاءُ عُمَرَ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَالْأَشْعَرِيِّ يُوَافِقُ (١)
بَعْضُهُ (٢) بَعْضًا، وَكَانَ يَأْخُدُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ، وَكَانَ قَضَاءُ
عَلِيٍّ، وَأُبَيٍّ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ يُشْبِهُ بَعْضُهُ (٣) بَعْضًا،
وَكَانَ بَعْضهُمْ يَأْخُذُ مِنْ بَعْضٍ، قَالَ: وَكَانَ زَيْد يَأْخُذُ مِنْ
عَلِيٍّ، وَأُبَيٍّ مَا بَدَا لَهُ.
° [٢١٧٥٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ رَجُلٍ
مِنْ آلِ أَبِي رَبِيعَةَ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَن أَبَا بَكْرٍ حِينَ اسْتُخْلِفَ
قَعَدَ فِي بَيْتِهِ حَزِينًا، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عُمَر، فَأَقْبَلَ عَلَى عُمَرَ
يَلُومُه، وَقَالَ: أَنْتَ كَلَّفْتَنِي هَذَا، وَشَكَا إِلَيْهِ الْحُكْمَ بَيْنَ
النَّاسِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ أَمَا (٤) عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ:
«إِنَّ الْوَالِي إِذَا اجْتَهَدَ
• [٢١٧٤٧] [شيبة: ٣٥٧٧٧].
* [س / ٣٥٤].
• [٢١٧٤٩]
[شيبة: ٢٢٢٢٨].
(١)
في (س):»يوافي«، والمثبت من (ف) هو الموافق لما في»شرح السنة«للبغوي (١٠/ ١٢٢) من
طريق معمر، به.
(٢)
في (ف)، (س):»بعضهم«، وما أثبتناه من»شرح السنة«هو الأليق بالسياق.
(٣)
في (س):»بعضهم«، والمثبت من (ف)، وينظر المصدر السابق.
(٤)
في (س):»ما"، والمثبت من (ف).
فَأَصَابَ الْحُكْمَ فَلَهُ
أَجْرَانِ، وَإِذَا اجْتَهَدَ فَأَخْطَأَ فَلَهُ * أَجْرٌ وَاحِدٌ»، قَالَ:
فَكَأَنَّهُ سَهَّلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ حَدِيثُ عُمَرَ.
• [٢١٧٥١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ عَلِيًّا قَالَ
الْقُضَاةُ ثَلَاثَةٌ: قَاضٍ اجْتَهَدَ فَأَخْطَأَ فَهُوَ (١) فِي النَّارِ (٢)،
وَقَاضٍ رَأَى الْحَقَّ فَقَضَى بِغَيْرِهِ فَهُوَ فِي النَّارِ، وَقَاضٍ
اجْتَهَدَ فَأَصَابَ فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ.
• [٢١٧٥٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ
إِلَى أَبِي مُوسَى إِيَّاكَ وَالضَّجْرَةَ، وَالْغَضَبَ، وَالْقَلَقَ،
وَالتَّأَذِّي بِالنَّاسِ عِنْدَ الْخُصُومَةِ (٣)، قَالَ: وَكَتَبَ إِلَيْهِ:
أَلَّا يَقْضِيَ إِلَّا (٤) أَمِيرٌ، فَإِنَّهُ أَهْيَبُ لِلظَّالِمِ، وَلِشَاهِدِ
الزُّورِ، وإِذَا جَلَسَ عِنْدَكَ الْخَصْمَانِ، فَرَأَيْتَ أَحَدَهُمَا
يَتَعَمَّدُ الظُّلْمَ، فَأَوْجِعْ رَأْسَهُ.
• [٢١٧٥٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ (٥)، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ،
أَنَّ عَلِيًّا قَالَ اقْضُوا كَمَا كُنْتُمْ تَقْضونَ (٦) حَتَّى تَكُونُوا
جَمَاعَةً (٧)، فَإِنِّي أَخْشَى الاِخْتِلَافَ.
• [٢١٧٥٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ،
قَالَ عُمَرُ (٨)
* [ف/ ١٧٦ أ].
(١)
ليس في (س) في المواضع الثلاثة، والمثبت من (ف).
(٢)
قد جاء هذا الأثر من طريق قتادة، عن أبي العالية، عن علي في «الجعديات» (٨٩٨)، وفي
آخره: «قال قتادة: فقلت لأبي العالية: ما ذنب هذا الذي اجتهد فأخطأ؟ قال: ذنبه ألا
يكون قاضيا إذا لم يعلم».
(٣)
في (س): «الخصومات»، والمثبت من (ف).
(٤)
قوله: «يقضي إلا» وقع في (س): «تقضي إلى»، ولا يستقيم به السياق، والمثبت من (ف).
ينظر: «شرح السنة» للبغوي (١٠/ ٩٤).
(٥)
قوله: «عن معمر» سقط من (س)، وأنبتناه من (ف).
(٦)
المراد: اقضوا كما كنتم تقضون في أم الولد من عدم جواز بيعها؛ فقد كان علي رضي
الله عنه يخالف جمهور الصحابة في ذلك ويرى جواز بيعها، ولكنه لم يحمل الناس على
رأيه، وينظر: «الأوسط» لابن المنذر (١١/ ٦٠٦)، و«شرح السنة» للبغوي (٩/ ٣٧٠)، «نيل
الأوطار» (٦/ ١١٧).
(٧)
أي: حتى يجتمع الناس على رأي واحد في هذه المسألة. أو: حتى يجتمعوا على إمام واحد،
وينظر المصادر السابقة.
(٨)
ليس في (ف)، (س) والحديث تقدم برقم (١٦٢٤٣) على ما أثبتنا.
لاِبْنِ مَسْعُودٍ: أَمَا بَلَغَنِي
أَنَّكَ تَقْضِي وَلَسْتَ بِأَمِيرٍ، قَالَ: بَلَى، قَالَ: فَوَلِّ حَارَّهَا مَنْ
تَوَلَّى قَارَّهَا.
٢٣٢
- بَابُ
السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ (١)
° [٢١٧٥٥]
قال: قَرَأْنَا عَلَى عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ
أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ، وَمَنْ
أَطَاعَ أَمِيرِي فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ عَصَى أَمِيرِي فَقَدْ عَصَانِي».
° [٢١٧٥٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ
النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «إِنَّهَا سَتَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ يَتْرُكُونَ بَعْضَ
مَا أُمِرُوا بِهِ، فَمَنْ نَاوَأَهُمْ (٢) نَجَا، وَمَنْ كَرِهَ سلِمَ، أَوْ
كَادَ يَسْلَم، وَمَنْ خَالَطَهُمْ فِي ذَلِكَ هَلَكَ، أَوْ كَادَ يَهلِكُ».
° [٢١٧٥٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ
النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «سَتَكُونُ (٣) عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ بَعْدِي فَيَعْمَلُونَ
أَعْمَالًا تَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ (٤)، فَمَنْ أَنْكَرَ فَقَدْ بَرِئَ، وَمَنْ
كَرِهَ فَقَدْ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِي وَشَايَعَ»، قَالُوا: أَفَلَا
نُقَاتِلُهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «لَا، مَا صَلَّوْا».
• [٢١٧٥٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي
رَجَاءٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ
شِبْرًا فَمَاتَ، فَمِيتَتُهُ جَاهِلِيَّةٌ (٥).
(١) ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
° [٢١٧٥٥]
[الإتحاف: عه حم ٢٠٦٦٩] [شيبة: ٢٣١٩٦، ٣٣١٩٧].
(٢)
النواء والمناوأة: المعاداة. (انظر: النهاية، مادة: نوأ).
(٣)
في (س): «سيكون»، والمثبت من (ف).
(٤)
تعرفون وتنكرون: هما صفتان للأمراء أو الأئمة، والراجع فيها محذوف، أي: تعرفون بعض
أفعالهم وتنكرون بعضها، يريد: أن أفعالهم يكون بعضها حسنا وبعضها قبيحا. (انظر:
المرقاة) (٧/ ٢٥٣).
• [٢١٧٥٨]
[شيبة: ٣٨٣١٣].
(٥)
ميتة الجاهلية: مثل موتة أهل الجاهلية على الضلال والفرقة. (انظر: النهاية، مادة:
موت).
• [٢١٧٥٩] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ
وَعُمَرُ يَأْخُذَانِ عَلَى مَنْ دَخَلَ فِي الْإِسْلَامِ، فَيَقُولَانِ: تُؤْمِنُ
بِاللهِ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُصَلِّي الصَّلَاةَ الَّتِي افْتَرَضَ
اللَّهُ عَلَيْكَ لِوَقْتِهَا، فَإِنَّ فِي تَفْرِيطِهَا * الْهَلَكَةَ،
وَتُؤَدِّي زَكَاةَ مَالِكَ طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُكَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ،
وَتَحُجُّ الْبَيْتَ، وَتَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِمَنْ وَلَّى اللَّهُ الْأَمْرَ،
قَالَ: وَقَالَا لِرَجُلٍ (١) مَرَّةً: تَعْمَلُ لِلهِ وَلَا تَعْمَلُ لِلنَّاسِ.
° [٢١٧٦٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ
أَخَذَ عَلَى رَجُلٍ دَخَلَ فِي الْإِسْلَامِ فَقَالَ: «تُقِيمُ الصَّلَاةَ،
وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَأَنَّكَ لَا
تَرَى نَارَ مُشْرِكٍ إِلَّا وَأَنْتَ لَهُ حَرْبٌ».
° [٢١٧٦١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَن
النَّبِيَّ ﷺ حِينَ بَايَعَ النَّاسُ قَالَ: «إِنِّي لَا أُصَافِحُ النِّسَاءَ».
فَلَمْ تَمَسَّ يَدُهُ يَدَ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ إِلَّا امْرَأَةٌ يَمْلِكُهَا.
• [٢١٧٦٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مَنْصورٍ، عَنْ
مُجَاهِدٍ، عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ
قَالَ لَهُ: ادْنُ حَتَّى أُخْبِرَكَ بِمَا لَكَ وَمَا عَلَيْكَ (٢)، إِنَّ
عَلَيْكَ السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ، وَمَكْرَهِكَ (٣)
وَمَنْشَطِكَ (٤)، وَالْأَثَرَةِ عَلَيْكَ، وَأَلَّا تُنَازَعَ الْأَمْرَ أَهْلَه،
إِلَّا (٥) أَنْ تُؤْمَرَ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ بَرَاحًا، فَإِنْ أُمِرْتَ
بِخِلَافِ مَا فِي كِتَابِ اللَّهِ فَاتَّبعْ كِتَابَ اللَّهِ.
* [ف/١٧٦ ب].
(١)
قوله: «وقالا لرجل» وقع في (ف)، (س): «وزاد رجلا»، ولا يستقيم به السياق، والمثبت
من «الإيمان» للعدني (١/ ١١٥) عن محمد بن سيرين، به.
(٢)
قوله: «وما عليك» وقع في (س): «وعليك»، والمثبت من (ف).
(٣)
المكره: ما يكرهه الإنسان ويشق عليه، والجمع: المكاره. (انظر: النهاية، مادة: كره).
(٤)
المنشط: مفعل من النشاط، وهو الأمر الذي تنشط له وتخف إليه، وتؤثر فعله، وهو مصدر
بمعنى النشاط. (انظر: النهاية، مادة: نشط).
(٥)
سقط من (س)، وأثبتناه من (ف).
• [٢١٧٦٣] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ
مَعْمَر، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: قَالَ عُبَادَةُ بْنُ
الصَّامِتِ، لِجُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ: يَا جُنَادَة، أَلَا أُخْبِرُكَ
بِالَّذِي لَكَ وَالَّذِي عَلَيْكَ (١)؟ إِنَّ عَلَيْكَ السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ
فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ، وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ، وَفِي الْأَثَرةِ (٢)
عَلَيْكَ، وَأَنْ تَدَعَ لِسَانَكَ بِالْقَوْلِ، وَأَلَّا تُنَازِعَ الْأَمْرَ
أَهْلَه، إِلَّا أَنْ تُؤْمَرَ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ بَرَاحًا، فَإِنْ * أُمِرْتَ
بِخِلَافِ مَا فِي كِتَابِ اللَّهِ فَاتَّبعْ كِتَابَ اللهِ.
• [٢١٧٦٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ
لَيْثٍ (٣)، عَنْ ثَابِتِ بْنِ (٤) الْحَجَّاجِ، عَنِ ابْنِ عَفِيفٍ، أَنَّهُ
قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَهُوَ يُبَايعُ النَّاسَ، فَقَالَ: أَنَا
أُبَايِعُكُم عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ، ثُمَّ
لِلْأمِيرِ، قَالَ: فَتَعَلَّمْتُ (٥) ذَلِكَ، قَالَ: فَجِئْتُهُ فَقُلْتُ:
أُبَايِعُكَ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ، ثُمَّ
لِلْأَمِيرِ، قَالَ: فَصَعَّدَ (٦) فِيَّ الْبَصرَ وَصَوَّبَ (٧) كَأَنِّي
أَعْجَبْتُه، ثُمَّ بَايَعَنِي.
• [٢١٧٦٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ،
قَالَ عُمَرُ: مَا قِوَامُ
• [٢١٧٦٣] [شيبة: ٣٨٤١٣].
(١)
قوله: «والذي عليك» وقع في (س): «وعليك»، والمثبت من (ف).
(٢)
الأثرة: التفضيل. (انظر: اللسان، مادة: أثر).
* [س/ ٣٥٥].
(٣)
قوله: «عن ليث» كذا في (ف)، (س)، وفيه نظر؛ فجعفر بن برقان يروي عن ثابت بن الحجاج
بدون واسطة. ينظر ترجمته في «تهذيب الكمال» (٥/ ١١)، كما أن الحديث في «مسند
الحارث» (٦٠١)، «السنة» للخلال (٤٣)، «معرفة الصحابة» لأبي نعيم (٧٠٨٥)، «السنن
الكبرى» للبيهقي (١٦٦٤٠)، جميعهم من طريق جعفر بن برقان، عن ثابت بن الحجاج بنحوه،
ولم يقولوا فيه: «عن ليث». ينظر أيضا: «أسد الغابة» (٦/ ٣٣٨).
(٤)
في (ف)، (س): «أبي»، وهو خطأ. ينظر جميع المصادر السابقة. وينظر أيضا، ترجمته في
«التاريخ الكبير» (٢/ ١٦٢)، «الثقات» لابن حبان (٤/ ٩٣)، «تهذيب الكمال» (٤/ ٣٥١).
(٥)
تصحف في (س) إلى كلمة عسرة القراءة، والمثبت من (ت). ينظر: «معرفة الصحابة»، «سنن
البيهقي».
(٦)
صعّد النظر وصوبه: نظر إلى أعلى وأسفل نظر المتأمل. (انظر: النهاية، مادة: صعد).
(٧)
التصويب: التنكيس والخفص. (انظر: النهاية، مادة: صوب).
هَذَا الْأَمْرِ يَا مُعَاذُ؟ قَالَ:
الْإِسْلَام، وَهِيَ الْفِطْرَةُ، وَالْإِخْلَاصُ، وَهِيَ الْمِلَّةُ،
وَالطَّاعَةُ، وَهِيَ الْعِصْمَةُ، ثُمَّ سَيَكُونُ بَعْدَكَ اخْتِلَافٌ، قَالَ:
ثُمَّ قَفَّا (١) عُمَرُ مُدْبِرًا، فَقَالَ: أَمَا إِنَّ سِنِيكَ خَيْرٌ مِنْ
سِنِيهِمْ (٢).
• [٢١٧٦٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، أَوْ (٣)
غَيْرِهِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَامِتٍ، قَالَ:
لَمَّا قَدِمَ أَبُو ذرٍّ عَلَى عُثْمَانَ، قَالَ: أَخَفْتَنِي، فَوَاللَّهِ لَوْ
أَمَرْتَنِي أَنْ أَتَعَلَّقَ بِعُرْوَةِ قَتَبٍ حَتَّى أَمُوتَ لَفَعَلْتُ.
• [٢١٧٦٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي
نَوْفَلُ بْنُ مُسَاحِقٍ قَالَ: بَيْنَا عُثْمَانُ بْن حُنَيْفٍ يُكَلِّمُ عُمَرَ
بْنَ الْخَطَّابِ، وَكَانَ عَامِلًا لَه، قَالَ: فَأَغْضَبَهُ فَأَخَذَ عُمَرُ
مِنَ الْبَطْحَاءِ قَبْضَةً فَرَجَمَهُ بِهَا، فَأَصَابَ حَجَرٌ مِنْهَا جَبِينَهُ
فَشَجَّه، فَسَالَ الدَّمُ عَلَى لِحْيَتِهِ، فَكَأَنَّهُ نَدِمَ، فَقَالَ:
امْسَحِ الدَّمَ عَنْ لِحْيَتِكَ، فَقَالَ: لَا يَهْلِكُ هَذَا يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ، فَوَاللَّهِ لَمَا انْتَهَكْتُ مِمَّنْ وَلَّيْتَنِي أَمْرَهُ
أَشَدُّ مِمَّا انْتَهَكْتَ مِنِّي، قَالَ: فَكَأَنَّهُ أَعْجَبَ عُمَرَ ذَلِكَ
مِنْهُ وَزَادَهُ عِنْدَهُ خَيْرًا (٤).
• [٢١٧٦٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلًا كَلَّمَ
أَبَا بَكْرٍ فِي بَعْضِ وِلَايَتِهِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ إِنَّكَ لأَحَبُّ
النَّاسِ إِلَيَّ رُشْدًا بَعْدَ نَفْسِي (٥)، قَالَ: وَمِنْ نَفْسِكَ فِي بَعْضِ
الْأُمُورِ.
(١) القفو: الذهاب موليا، وكأنه من القفا،
أي: أعطاه قفاه وظهره. (انظر: النهاية، مادة: قفا).
(٢)
قوله: «سنيك خير من سنيهم» وقع في (س): «سنتك خير من سنتهم»، والمثبت من (ف) هو
الأليق سياقا والموافق لما في «شعب الإيمان» (٦٤٥٠) من طريق الدبري، عن المصنف.
[ف/ ١٧٧ أ].
• [٢١٧٦٦]
[شيبة: ٣٨٨٥٣].
(٣)
في (س): «و»، والمثبت من (ف).
(٤)
سقط من (س)، والمثبت من (ف). ينظر: «المعجم الكبير» للطبراني (٩/ ٢٩) من طريق
الدبري، عن المصنف، به.
(٥)
قوله: «رشدا بعد نفسي» وقع في (س): «رشده أبعد لنفسي» وهو تصحيف، والمثبت من (ف)
يؤيده ما في «مسند الشاميين» للطبراني (٣٢٠٤) من طريق الزهري؛ حيث جاء فيه: «نفسا
بعد نفسي».
• [٢١٧٦٩] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ
لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: لَا أَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ خَيْرٌ لِي
أَمْ أُقْبِلُ عَلَى نَفْسِي؟ فَقَالَ: أَمَّا مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ
الْمُسْلِمِينَ شَيْئًا، فَلَا يَخَفْ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، وَمَنْ كَانَ
خِلْوًا (١) فَلْيُقبِلْ عَلَى نَفْسِهِ، وَلْيَنْصَحْ لِوَلِيِّ أَمْرِهِ.
• [٢١٧٧٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ،
قَالَ: قَالَ أَبُو (٢) مَسْعُودٍ الْأَنْصارِيُّ: كُنْتُ رَجُلًا حَمِيَّ
الْأَنْفِ، عَزِيزَ النَّفْسِ، لَا يَسْتَقِلُّ مِني سُلْطَانٌ، وَلَا غَيْرُهُ
شَيْئًا، فَأَصْبَحْتُ يُخَيِّرُنِي أُمَرَائِي (٣) بَيْنَ أَنْ أَقِرَّ عَلَى
رَغْمِ (٤) أَنْفِي وَقُبْحِ وَجْهِي، وَبَيْنَ أَنْ آخُذَ سَيْفِي، فَأَضْرِبُ
بِهِ فَأَدْخُلَ النَّارَ، فَاخْتَرتُ عَلَى أَنْ أَقِرَّ عَلَى مَا قَبُحَ
وَجْهِي وَرَغِمَ أَنْفِي.
• [٢١٧٧١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ:
أَنَّ رَجُلًا مِنْ حِمْصَ، يُقَالُ لَهُ: كُرَيْبُ (٥) بْنُ سَيْفٍ أَوْ سَيْفُ
بْنُ كُرَيْبٍ جَاءَ إِلَى عُثْمَانَ، فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكَ، أَبِإِذْنٍ جِئْتَ
أَمْ عَاصٍ؟ قَالَ: بَلْ نَصِيحَةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: وَمَا
نَصِيحَتُكَ؟ قَالَ: لَا تَكِلِ الْمُؤْمِنَ إِلَى إِيمَانِهِ حَتَّى تُعْطِيَهُ
مِنَ الْمَالِ مَا يُصلِحُه، أَوْ قَالَ: مَا يُعَيِّشُه، وَلَا تَكِلْ ذَا
الْأَمَانَةِ إِلَى أَمَانَتِهِ حَتَّى تُطَالِعَهُ فِي عَمَلِكَ، وَلَا تُرسِلِ
(١) الخِلْو: الفارغ البال من الهموم، ويقال:
فلان خِلْوٌ من هذا الأمر: خالي. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: خلا).
• [٢١٧٧٠]
[شيبة: ٣٨٧٦٩].
(٢)
في (ف)، (س): «ابن»، وهو تصحيف، والتصويب من «مصنف ابن أبي شيبة» (٣٧٦١٤)، «معجم
ابن الأعرابي» (٢٢٧٠) من طريق ابن سيرين، به.
(٣)
قوله: «يخيرني أمرائي» تصحف في (ف)، (س) إلى: «تخيرني امرأتي»، والتصويب من
المصدرين السابقين.
(٤)
رغم وإرغام الأنف: إلصاقه بالرغام، وهو: التراب، والمراد: الخضوع والانقياد على
كُرْه. (انظر: النهاية، مادة: رغم).
(٥)
في (س) في الموضعين: «كرب»، والمثبت من (ف)، وينظر: «تاريخ أبي زرعة» (٢٢٧، ٦٩١).
السَّقِيمَ إِلَى الْبَرِيءَ
لِيُبْرِئَه، فَإِنَّ اللَّهَ يُبْرِئُ السَّقِيمَ، وَقَدْ يُسْقِمُ السَّقِيمُ
الْبَرِيءَ، قَالَ: مَا أَرَدْتَ إِلَّا الْخَيْرَ قَالَ: فَرَدَّهُمْ * وَهُمْ
زَيْدُ بْنُ صُوحَانَ وَأَصحَابُهُ.
• [٢١٧٧٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ
قَالَ: إِقْرَارٌ بِبَعْضِ (١) الظُّلْمِ خَيْرٌ مِنَ الْقِيَامِ فِيه.
° [٢١٧٧٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: لَقِيَ
النَّبِيُّ ﷺ أَبَا ذرٍّ وَهُوَ يُحَرِّكُ رَأْسَه، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
أَتَعْجَبُ مِنِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «لَا، وَلَكِنْ مِمَّا تَلْقَوْنَ
مِنْ أُمَرَائِكُمْ بَعْدِي» قَالَ: أَفَلَا آخُذُ سَيْفِي فَأَضْرِبُ بِهِ،
قَالَ: «لَا، وَلَكِنِ اسْمَعْ وَأَطِعْ وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا
مُجَدَّعًا، فَانْقَدْ حَيْثُ مَا قَادَكَ، وَانْسَقْ حَيْثُ مَا سَاقَكَ،
وَاعْلَمْ أَنَّ أَسْرَعَ أَرْضِ الْعَرَبِ خَرَابًا الْجَنَاحَانِ: مِصْرُ
وَالْعِرَاقُ».
• [٢١٧٧٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ
لِعَامِرِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ وَهُوَ يُمَرِّضُهُ: أَوْصِ، قَالَ: بِمَا أُوصي؟
مَا لِي مَالٌ فَأُوصِي مِنْه، وَلَا يَدٌ عِنْدَ سُلْطَانٍ فَأُوصِيهِ، وَلكنْ
أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَأَنْ تَسْمَعَ وَتُطِيعَ مَنْ وَلَّى اللَّهُ
أَمْرَ الْمُسْلِمِينَ.
٢٣٣
- بَابُ
لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةٍ
° [٢١٧٧٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير، أَنَّ
النَّبِيَّ ﷺ بَعَثَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حُذَافَةَ عَلَى سَرِيَّةٍ (٢)، فَأَمَرَ
أَصحَابَه، فَأَوْقَدُوا نَارًا، ثُمَّ أَمَرَهُمْ أَنْ يَثِبُوهَا (٣) فَجَعَلُوا
يَثِبُونَهَا، فَجَاءَ شَيْخٌ لِيثِبَهَا فَوَقَعَ فِيهَا، فَاحْتَرَقَ مِنْهُ
بَعْضُ مَا احْتَرَقَ، فَذُكِرَ شَأْنُهُ لِرَسُولِ اللهِ ﷺ فَقَالَ: «مَا
حَمَلَكُمْ عَلَى ذَلِكَ»؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَانَ أَمِيرًا،
* [ف/١٧٧ ب].
(١)
في (س): «بعض»، والمثبت من (ف) هو الموافق لما في «جزء الحسن بن شاذان» (٤٢)،
«حلية الأولياء» (٤/ ١٤) كلاهما من طريق المصنف، به.
(٢)
السرية: الطائفة من الجيش يبلغ أقصاها أربعمائة، تُبعث إلى العدو، وجمعها: سرايا.
(انظر: النهاية، مادة: سرى).
(٣)
في (س): «يثبونها»، وهو خلاف الجادة، والمثبت من (ف).
وَكَانَتْ لَهُ طَاعَةٌ، قَالَ:
«أَيُّمَا أَمِيرٍ أَمَّرْتُهُ عَلَيْكُم، فَأَمَرَكم بِغَيرِ طَاعَةِ اللهِ فَلَا
تُطِيعُوه، فَإِنَّهُ لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ».
° [٢١٧٧٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ
مِنْهُمْ أَيُّوبُ (١)، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ زِيَادَا اسْتَعْمَلَ
الْحَكَمَ الْغِفَارِيَّ، فَقَالَ عِمْرَانُ بْنُ الْحُصَيْنِ وَدِدْتُ أَنِّي
أَلْقَاهُ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ، قَالَ: فَلَقِيَهُ فَقَالَ لَهُ عِمْرَانُ: أَمَا
عَلِمْتَ، أَوْ قَالَ: أَمَا سَمِعْتَ أَن رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «لَا
طَاعَةَ لِأَحَدٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ»؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: فَذَاكَ الذِي
أَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ لَكَ.
• [٢١٧٧٧]
أخبرنا * عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ
أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ خَطَبَ فَقَالَ: أَمَا وَاللَّهِ مَا أَنَا
بِخَيْرِكُمْ، وَلَقَدْ كُنْتُ لِمَقَامِي هَذَا كَارِهًا، وَلَوَدِدْتُ لَوْ
أَنَّ فِيكُمْ مَنْ يَكْفِينِي، فَتَظُنُّونَ أَنِّي أُعْمِلُ فِيكُمْ سُنَّةَ
رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، إِذَنْ لَا أَقُومُ لَهَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ * كَانَ
يُعْصمُ بِالْوَحْيِ، وَكَانَ مَعَهُ مَلَكٌ، وإِنَّ لِي شَيْطَانًا يَعْتَرينِي
(٢)، فإِذَا غَضبتُ فَاجْتَنِبُونِي، لَا أُوثِرُ فِي أَشْعَارِكُمْ، وَلَا
أَبْشَارِكُمْ (٣) أَلَا فَرَاعُونِي، فَإِنِ اسْتَقَمْتُ فَأَعِينُونِي، وإِنْ
زُغْتُ فَقَوِّمُونِي، قَالَ الْحَسَنُ: خُطْبَةٌ وَاللَّهِ مَا خُطِبَ بِهَا
بَعْدَهُ.
• [٢١٧٧٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: وَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَهْلِ
الْمَدِينَةِ، قَالَ: خَطَبَنَا أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ
إِنِّي قَدْ وُلِّيتُ عَلَيْكُمْ، وَلَسْتُ بِخَيْرِكُمْ، فَإِنْ ضَعُفْتُ
فَقَوِّمُونِي، وإِنْ أَحْسَنْتُ فَأَعِينُونِي، الصِّدْقُ أَمَانَةٌ، وَالْكَذِبُ
خِيَانَةٌ، الضَّعِيفُ
° [٢١٧٧٦] [الإتحاف: خز حم كم ٤٣٢٢، حم ١٥٠٤٨].
(١)
وقع الإسناد في (ف)، (س): «معمر، عن أيوب، عن غير واحد منهم، عن»، والتصويب من
«مسند أحمد» (٢٠٩٩٢) من طريق عبد الرزاق به.
* [س/ ٣٥٦].
* [ف/١٧٨ أ].
(٢)
في (س): «ما يغير مني»، وهو تصحيف واضح، والمثبت من (ف).
(٣)
الأبشار: جمع بشرة، وهي: ظاهر الجلد. (انظر: النهاية، مادة: بشر).
فِيكُمُ الْقَوِيُّ عِنْدِي، حَتَّى
أُرِيحَ (١) عَلَيْهِ حَقَّهُ إِنْ شَاءَ اللَّه، وَالْقَوِيُّ فِيكُمُ الضَّعِيفُ
عِنْدِي، حَتَّى آخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ إِنْ شَاءَ اللَّه، لَا يَدَعُ قَوْم
الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا ضَرَبَهُمُ اللَّهُ بِالْفَقْرِ، وَلَا
ظَهَرَتْ، أَوْ قَالَ: شَاعَتِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ إِلَّا عَمَّهُمُ
الْبَلَاءُ، أَطِيعُونِي مَا أَطَعْتُ اللَّهَ وَرَسُولَه، فَإِذَا عَصيتُ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ فَلَا طَاعَةَ لِي عَلَيْكُمْ، قُومُوا إِلَى صَلَاتِكُمْ
يَرْحَمُكُمُ اللَّهُ.
قَالَ مَعْمَرٌ: وَأَخْبَرَنِيهِ
بَعْضُ أَصحَابِي.
° [٢١٧٧٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ
قَالَ: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ كَأَنِّي عَلَى قَلِيبٍ، فَنَزَعْتُ مَا
شَاءَ اللَّه، ثمَّ قَامَ (٢) ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ فَنَزَعَ ذَنُوبًا (٣)، أَوْ
ذَنُوبَيْنِ، وَفي نَزْعِهِ - وَليَغْفِرَ اللَّهُ لَهُ - ضَعْفٌ، ثُمَّ
اسْتَحَالَتِ الرِّشَاءُ (٤) غَرْبًا (٥)، فَلَمْ أَرَ عَبْقرِيًّا (٦) مِنَ
النَّاسِ يَنْزعُ نَزْعَ ابْنِ الخَطابِ حَتى صَدرَ (٧) النّاسُ عَنه (٨) بِعَطنٍ
(٩)».
• [٢١٧٨٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ
لَقِيَ مُعَاوِيَةَ، أَوْ قَالَ: وَفَدَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ:
حَاجَتُكَ؟ فَقَالَ: حَاجَتِي أَلَّا يُسْفَكَ دَمٌ دُونَكَ (١٠)،
(١) في (ف): «أزيح»، والمثبت من (س)، قال
الجوهري في «الصحاح» (١/ ٣٦٨ - مادة روح): «وأَرَحْتُ على الرجل حَقَّهُ، إذا
رددته عليه».
(٢)
سقط من (س)، والمثبت من (ت).
(٣)
الذَّنوب: الدَّلو العظيمة، وقيل: لا تسمَّى ذَنوبًا إلا إذا كان فيها ماء. (انظر:
النهاية، مادة: ذنب).
(٤)
الرشاء: حبل الدلو. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: رشا).
(٥)
الغرب: الدلو العظيمة التي تتخذ من جلد ثور. (انظر: النهاية، مادة: غرب).
(٦)
العبقرى: سيد القوم وكبيرهم وقويهم. (انظر: النهاية، مادة: عبقر).
(٧)
الصدر والصدور: الرجوع والانصراف. (انظر: اللسان، مادة: صدر).
(٨)
في (س): «منه»، والمثبت من (ف) هو الأنسب للسياق.
(٩)
العطن: مبرك الإبل حول الماء، والمعنى: رَوِيت إبلُهُم حتى بَرَكت وأقامت مكانها؛
ضرب ذلك مثلا لاتساع الناس في زمن عمر. (انظر: النهاية، مادة: عطن).
(١٠)
قوله: «يسفك دم دونك» وقع في (س): «تسفك دم ذويك»، والمثبت من (ف).
فَإِنَّهُمْ كَذَلِكَ كَانُوا
يَفْعَلُونَ، وَلَا يَجْلِسَ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ غَيْرُكَ، وَأَنْ تُمْضِيَ
الْأَعْطِيَةَ لِلْمُحَرَّرينَ (١)، فَإِنَّ عُمَرَ قَدْ أَمْضَاهَا لَهُمْ.
٢٣٤
- بَابُ
الْبُخلِ وَالسَّمَاحَةِ
° [٢١٧٨١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ لِبَنِي
سَاعِدَةَ: «مَنْ سَيِّدُكُمْ»؟ قَالُوا: الْجَدُّ (٢) بْنُ قَيْسٍ، قَالَ: «لِمَ
سَوَّدْتُمُوهُ»؟ قَالُوا: إِنَّهُ أَكْثَرُنَا مَالًا، وإِنَّا عَلَى ذَلِكَ
لَنَزُنُّهُ (٣) بِالْبُخْلِ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ «وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَأُ (٤)
مِنَ الْبُخْلِ»! قَالُوا: فَمَنْ سَيِّدُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «بِشْرُ
بنُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ».
قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَالْبَرَاءُ
بْنُ مَعْرُورٍ * أَوَّلُ مَنِ اسْتَقْبَلَ الْكَعْبَةَ (٥) حَيًّا وَمَيِّتًا،
كَانَ يُصلِّي إِلَى الْكَعْبَةِ وَالنَّبِيُّ ﷺ بِمَكَّةَ يُصَلِّي إِلَى بَيْتِ
الْمَقْدِسِ، فَأُخْبِرَ بِهِ النَّبِيُّ ﷺ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَنْ يُصَلِّيَ
نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَأَطَاعَ النَّبِيَّ ﷺ، فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْت،
قَالَ لِأَهْلِهِ: اسْتَقْبِلُوا بِيَ الْكَعْبَةَ.
° [٢١٧٨٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ
اللَّهِ (٦) بْنِ عَبْدِ اللَّهِ،
(١) تصحف في (ف)، (س) إلى: «المحرومين»،
والتصويب من: «السنن الكبرى» للبيهقي (١٣١٢٣)، «المنتقى» (١١١٤)؛ حيث جاء فيهما من
قول ابن عمر: «حاجتي عطاء المحررين».
(٢)
في (س): «الحر»، وهو تصحيف، والمثبت من (ف)، وينظر: «مكارم الأخلاق» للخرائطي
(٥٩٣) من طريق المصنف، به.
(٣)
في (س): «لنرميه»، والمثبت من (ف) هو الموافق لما في «مكارم الأخلاق».
(٤)
أدْوَأ: أقبح. (انظر: النهاية، مادة: دوا).
* [ف/١٧٨ ب].
(٥)
في (س): «القبلة»، والمثبت من (ف) هو الموافق لما في «مكارم الأخلاق».
° [٢١٤٨٢]
[الإتحاف: خز عه حب ابن عساكر حم ٨٠٢٤] [شيبة: ٢٧١٥٥].
(٦)
في (س): «عبد الله»، وهو تصحيف، والمثبت من (ف) هو الموافق لما في «مسند أحمد»
(٣٥٣٨) من طريق المصنف، به.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَجْوَدَ الْبَشَرِ فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ يَدْخُلَ شَهْرُ
رَمَضَانَ فَيُدَارِسَهُ جِبْرِيلُ الْقُرْآنَ فَلَهُوَ أَجْوَدُ مِنَ الرِّيحِ.
٢٣٥
- بَابُ
لُزُومِ الْجَمَاعَةِ
° [٢١٧٨٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ
غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرةَ قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يقُولُ: «مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ، وَخَرَجَ مِنَ
الطَّاعَةِ فَمَاتَ فَمِيتَتُهُ (١) جَاهِلِيَّةٌ، وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي
بِسَيْفِهِ فَيَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا، لَا يَتَحَاشَى (٢) مُؤْمِنًا
لإِيمَانِهِ، وَلَا يَفِي لِذِي عَهْدٍ بِعَهْدِهِ، فَلَيْسَ مِنْ أُمَّتِي،
وَمَنْ قُتِلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ (٣) يَغْضَبُ لِلْعَصَبِيُّةِ (٤)، أَوْ
يُقَاتِلُ لِلْعَصَبِيَّةِ، أَوْ يَدْعُو إِلَى الْعَصَبِيَّةِ، فَقِتْلَتُهُ
جَاهِلِيةٌ».
• [٢١٧٨٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ
أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: مَنْ
خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ شِبْرًا فَمَاتَ فَمِيتَتُهُ (٥) جَاهِلِيَّةٌ.
° [٢١٧٨٣] الإتحاف: عه حب حم ١٨٣٧٩].
(١)
في (س): «فميتة»، والمثبت من (ف) هو الموافق لما في «مسند أحمد» (٨١٧٦)، «والإبانة
الكبرى» لابن بطة (١١٢)، كلاهما من طريق المصنف، به، ووقع في «مسند إسحاق بن
راهويه» (١٤٥)، «مستخرج أبي عوانة» (٧١٧١) من طريق المصنف، به: «ميتة».
(٢)
في (ف): «يحاشي»، وهو الموافق لما في «الإبانة الكبرى»، والمثبت من (س)، وهو
الموافق لما في «مسند أحمد»، «مسند إسحاق».
يتحاشى: يتنحى ويتورع ويبالي. (انظر:
المشارق) (١/ ٢١٤).
(٣)
العمية: من العماء، وهو: الضلالة، كالقتال في العصبية والأهواء. (انظر: النهاية،
مادة: عما).
(٤)
في (ف) هنا وفي الموضعين التالين: «للعصبة»، وهو الموافق لما في «مستخرج أبي
عوانة»، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في «مسند أحمد»، «مسند إسحاق»، «الإبانة
الكبرى».
• [٢١٧٨٤]
[شيبة: ٣٨٣١٣].
(٥)
في (س): «فميتة»، والمثبت من (ف) هو الموافق لما تقدم عند المصنف بنفس الإسناد
والمتن برقم (٢١٧٥٨).
° [٢١٧٨٥] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «أُمِرَ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَنْ
(١) يُبَلِّغَهُن وَيُعَلِّمَهُنَّ بَنِي إِسْرَائيلَ، وَيَعْمَلَ بِهِنَّ،
وَيَأْمُرَ بَنِي إِسْرَائيلَ أَنْ يَعْمَلُوا بِهِنَّ، فَكَأَنَّهُ أَبْطَأَ،
فَقِيلَ لِعِيسَى: مُرْ يَحْيَى أَنْ يَأْمُرَ بِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ وَإلَّا
فَأْمُر بِهِنَّ أَنْتَ، فَقَالَ عِيسَى لِيَحْيَى ذَلِكَ، فَقَالَ يَحْيَى: لَا
تَفْعَلْ، فَإِنِّي أَخَافُ إِنْ أَمَرتَ بِهِنَّ أَنْ أُعَذَّبَ أَوْ يَخْسِفَ
اللَّهُ ثُمَّ الْأَرْضَ»، قَالَ: «فَجَمَعَ يَحْيَى بَنِي إِسْرَائيل فِي بَيْتِ
الْمَقْدِسِ حَتَّى امْتَلأَ الْمَسْجِد، ثُمَّ جَلَسُوا عَلَى شُرَفِهِ، فَقَالَ:
إِنَّ اللهَ أَمَرَنِي بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَنْ (١) أُعَلِّمَكُمُوهُنَّ،
وَآمُرَكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا بِهِنَّ، ثُمَّ قَالَ: أَوَّلُهُنَّ: ألَّا
تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا، فَإِن مَثَلَ مَنْ يُشْرِكُ بِاللَّهِ كَمَثَلِ
رَجُلٍ اشْتَرَى عَبْدًا، فَجَعَلَهُ فِي دَارِهِ، فَقَالَ: هَذِهِ دَارِي وَهَذَا
عَمَلِي، فَأَدِّ إِلَيَّ عَمَلَكَ، فَجَعَلَ يَعْمَلُ وَيُؤَدِّي عَمَلَهُ إِلَى
غَيْرِ سَيِّدِهِ، فَأَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ لَهُ * عَبْدٌ (٢) كَذَلِكَ،
وإنَّ اللَّهَ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَرَزَقَكُمْ فَلَا تُشْرِكوا بِهِ
شَيْئًا، وَآمُرُكُمْ * بِالصَّلَاةِ، فَإِذَا صَلَّيْتُمْ فَلَا تَلْتَفِتُوا فِي
صَلَاتِكُم، فَإِنَّ اللَّهَ يَنْصِبُ»، حَسِبْتُهُ قَالَ: «وَجْهَهُ لِعَبْدِهِ
فِي صَلَاتِهِ مَا لَمْ يَلْتَفِتْ»، قَالَ: «وَآمُرُكُمْ بِالصَّدَقَةِ، فَإِنَّ
مَثَلَ الصَّدَقَةِ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَخَذَهُ الْعَدُوُّ، فَقَدَّمُوهُ لِيضَربُوا
عُنُقَه، فَقَالَ: مَا تَصْنَعُونَ بِضَربِ عُنُقِي، أَلَا أَفْتَدِي نَفْسِي
مِنْكُمْ بِكَذَا وَكَذَا؟ قَالُوا: بَلَى، فَافْتَدَى نَفْسَهُ (٣) مِنْهُمْ،
فَكَذَلِكَ الصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ»، قَالَ: «وَآمُرُكُمْ
بِالصِّيَامِ، فَإِنَّ مَثَلَ الصَّائِمِ كَمَثَلِ رَجُلٍ فِي قَوْمٍ مَعَهُ
صُرَّةُ مِسْكٍ، لَيس مَعَ أَحَدٍ مِنَ الْقَوْمِ مِسْكٌ غَيْرَه، فَكُلُّهُمْ
يُحِبُّ أَنْ يَجِدَ رِيحَه، فَكَذَلِكَ الصَّائِمُ عِنْدَ اللهِ أَطْيَبُ مِنْ
رِيحِ الْمِسْكِ، وَآمُرُكُمْ بِذِكْرِ اللهِ، فَإِنَّ مَثَلَ ذِكْرِ اللَّهِ
كَمَثَلِ رَجُلٍ انْطَلَقَ فَارًّا مِنَ الْعَدُوِّ وَهُمْ
(١) ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
* [س/٣٥٧].
(٢)
في (س):»عبدا«، وهو خلاف الجادة، والمثبت من (ف).
* [ف/ ١٧٩ أ].
(٣)
في (س):»نفسك"، وهو سبق قلم من الناسخ، والمثبت من (ف).
يَطْلُبُونَه، حَتَّى لَجَأَ إِلَى
حِصْنٍ حَصِينٍ، فَأَفْلَتَ مِنْهُمْ، وَكَذَلِكَ الشَّيْطَانُ لَا يُحْرِزُ (١)
مِنْهُ إِلَّا ذِكْرُ اللَّهِ».
° [٢١٧٨٦]
قال يَحْيَى: عَنِ (٢) الْحَارِثِ الْأَشْعَرِيِّ، أَن النَّبِيَّ ﷺ قَالَ:
«وَأَنَا آمُرُكُم بِخَمْسٍ: بِالسَّمْعِ، وَالطَّاعَةِ، وَالْجَمَاعَةِ،
وَالْهِجْرَةِ، وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَمَنْ خَرَجَ مِنَ الْجَمَاعَةِ
قِيدَ شِبرٍ فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الْإِسْلَامِ (٣) مِنْ رَأْسِهِ حَتَّى
يُرَاجِعَ (٤)، وَمَنْ دَعَا دَعْوَةَ جَاهِلِيَّةٍ فَإِنَّهُ مِنْ جُثَا (٥)
جَهَنَّمَ»، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، وإنْ صَلَّى وَصَامَ؟ قَالَ:
«نَعَم، وإنْ صَلَّى وَصَامَ، وَلَكِن تَسَمُّوا بِاسْمِ اللَّهِ الَّذِي
سَمَّاكُمْ عِبَادَ اللَّهِ الْمُسْلِمِينَ الْمُؤمِنِينَ».
° [٢١٧٨٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَامَ
بِالْجَابِيَةِ خَطِيبًا، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قامَ فِينَا مُقَامِي
فِيكُمْ، فَقَالَ: «أَكْرِمُوا أَصْحَابِي، فَإِنَّهُمْ خِيَارُكُمْ، ثُمَّ
الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَظْهَرُ الْكَذِب،
حَتَّى يَحْلِفَ الْإِنْسَانُ عَلَى الْيَمِينِ لَا يُسْأَلُهَا، وَيَشْهَدُ عَلَى
الشَّهَادَةِ لَا يُسْأَلُهَا، فَمَنْ سَرَّهُ بُحْبُوحَةُ (٦) الْجَنَّةِ
فَعَلَيْهِ بِالْجَمَاعَةِ، فَإِنَّ
(١) في (س):»يجوز«، وهو تصحيف، والمثبت من
(ف).
الحرز والإحراز: الحفظ والصون.
(انظر: النهاية، مادة: حرز).
(٢)
في (ف)، (س):»فأخبرني«وهو خطأ؛ والتصويب من»الإبانة«لابن بطة (١٢٥) من طريق
الدبري، به؛ إذ إن يحيى بن أبي كثير من الطبقة الخامسة وهي طبقة صغار التابعين
التي لا إدراك لها لمثل الحارث الأشعري، والحديث مدار إسناده على يحيى بن أبي
كثير، عن زيد بن سلام، عن جده أبي سلام، عن الحارث الأشعري رضي الله عنه كما في
مصادر التخريج.
(٣)
ربقة الإسلام: ما يشد به المسلم نفسه من عُرى الإسلام، أي: حدوده وأحكامه وأوامره
ونواهيه. (انظر: النهاية، مادة: ربق).
(٤)
في (س):»يرجع«، والمثبت من (ف) هو الموافق لما في»الإبانة".
(٥)
الجثا: جمع جُثوة، وهو: الشيء المجموع. (انظر: النهاية، مادة: جثا).
(٦)
البحبوحة: الوسط، يقال: تبحبح إذا تمكن وتوسط المنزل والمقام. (انظر: النهاية،
مادة: بحبح).
الشَّيْطَانَ مَعَ الْفذِّ (١)
وَهُوَ مِنَ الاِثْنَيْنِ أَبْعَد، وَلَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ، فَإِنَّ
الشَّيْطَانَ ثَالِثُهُمْ (٢)، وَمَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ
سَيِّئَتُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ».
° [٢١٧٨٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ
نَصْرِ بْنِ عَاصمٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ خَالِدٍ الْيَشْكُرِيِّ،
قَالَ: خَرَجْتُ زَمَنَ فُتِحَتْ تُسْتَرُ (٣) حَتَّى قَدِمْتُ الْكُوفَةَ،
فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا أَنَا بحَلْقَةٍ فِيهَا رَجُلٌ صَدْعٌ مِنَ
الرِّجَالِ، حَسَنُ الثَّغْرِ، تَعْرِفُ فِيهِ أَنَّهُ مِنْ رِجَالِ الْحِجَازِ،
قَالَ: فَقُلْتُ: مَنِ الرَّجُلُ؟ قَالَ الْقَوْمُ: أَوَمَا تَعْرِفُهُ؟ قَالَ:
قُلْتُ: لَا، قَالُوا: هَذَا حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ
ﷺ * قَالَ: فَقَعَدْت، وَحَدَّثَ الْقَوْمُ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا يَسْأَلُونَ
رَسُولَ اللَّهِ ﷺ عَنِ الْخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَرِّ، فَأَنْكَرَ
ذَلِكَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُمْ: إِنِّي سَأُحَدِّثُكُمْ مَا
أَنْكَرْتُمْ مِنْ ذَلِكَ، جَاءَ الْإِسْلَامُ حِينَ جَاءَ، فَجَاءَ أَمْرٌ لَيْسَ
كَأَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ، وَكُنْتُ قَدْ أُعْطِيتُ فِي الْقُرآنِ فَهْمًا،
فَكَانَ رِجَالٌ يَجِيئُونَ فَيَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ عَنِ الْخَيْرِ،
وَأَنَا أَسأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيَكُونُ
بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ كَمَا كَانَ قَبْلَهُ؟ قَالَ: «نَعَمْ»، قَالَ:
قُلْتُ: فَمَا الْعِصْمَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «السَّيْف»، قُلْتُ:
وَهَلْ بَعْدَ السَّيْفِ بَقِيَّةٌ؟ قَالَ: «نَعَم،
(١) في (س):»العبد«، والمثبت من (ف) هو
الموافق لما في»مسند عبد بن حميد«(٢٣) عن المصنف، به، و»تفسير البغوي«(٢/ ٨٦) من
طريق المصنف، به.
الفذ: المنفرد المصلي وحده. (انظر:
المشارق) (٢/ ١٥٠).
(٢)
كذا في (ف)، (س) بالجمع، ووقع في»مسند عبد بن حميد«:»ثالثهما«، وما في النسختين
الخطيتين صحيح؛ قال النووي في»شرح مسلم«(١٦/ ١٤ - ١٥):»… لأن الاثنين يجوز جمعهما
الاتفاق لكن الجمهور يقولون أقل الجمع ثلاثة فجمع الاثنين مجاز وقالت طائفة: أقله
اثنان". اهـ.
° [٢١٧٨٨]
[الإتحاف: عه كم حم ٤٢٠١] [شيبة: ١٣٨٢٦٨].
(٣)
تستر: مدينة بالأهواز - خوزستان اليوم - فتحها أبو موسى الأشعري رضي الله عنه.
(انظر:
الروض المعطار) (ص ١٤٠).
* [ف/١٧٩ ب].
تَكُونُ إِمَارَةٌ (١) عَلَى
أَقْذَاءٍ (٢) وَهُدْنَةٌ (٣) عَلَى دَخَنٍ (٤)»، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ مَاذَا؟
قَالَ: «ثُمَّ يَنْشَأُ (٥) دُعَاةُ الضَّلَالَةِ (٦)، فَإِنْ كَانَ لِلَّهِ فِي
الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ خَلِيفَةٌ جَلَدَ ظَهْرَكَ وَأَخَذَ مَالَكَ، فَالْزَمْه،
وإِلَّا فَمُتْ (٧) وَأَنْتَ عَاضٌّ عَلَى جِذْلِ (٨) شَجَرَة»، قَالَ: قُلْتُ:
ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «ثُمَّ يَخْرُجُ الدَّجَالُ بَعْدَ ذَلِكَ مَعَهُ نَهْرٌ
وَنَارٌ، مَنْ وَقَعَ فِي نَارهِ وَجَبَ أَجْرُهُ وَحُطَّ وِزْرُه، وَمَنْ وَقَعَ
فِي نَهْرِهِ وَجَبَ وِزْرُهُ وَحُطَّ أَجْرُهُ»، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ مَاذَا؟
قَالَ: «يُنْتَجُ الْمُهْرُ فَلَا يُرْكَبُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ».
قَالَ قَتَادَةُ: الصَّدْعُ مِنَ
الرِّجَالِ: الضَّرْب، وَقَوْلَهُ: فَمَا (٩) الْعِصْمَةُ مِنْه، قَالَ: السَّيْفُ.
قَالَ مَعْمَرٌ: قَالَ (١٠)
قَتَادَةُ: يَضَعُهُ (١١) عَلَى أَهْلِ الرِّدَّةِ الَّتِي كَانَتْ فِي زَمَنِ
أَبِي بَكْرٍ.
(١) في (س): «إمرة»، والمثبت من (ف)، وهو
الموافق لما في «مسند أحمد» (٢٣٩١١)، عن المصنف، به، و«شرح السنة» للبغوي (٤٢١٩)،
من طريق الدبري، عن المصنف، به.
(٢)
أقذاء: جمع قَذًى، والقذى جمع قَذاة، وهو: ما يقع في العين والماء من تراب أو
تِبْن، والمراد أن اجتماعهم يكون على فساد. (انظر: النهاية، مادة: قذا).
(٣)
الهدنة: الصلح الذي ينعقد بين الكفار والمسلمين. وقد يكون بين كل طائفتين اقتتلتا
إذا تركتا القتال عن صلح. (انظر: جامع الأصول) (١٠/ ٢٦).
(٤)
الدخن: الفساد والاختلاف. (انظر: المشارق) (١/ ٢٥٥).
(٥)
في (س): «يفشوا»، والمثبت من (ف)، هو الموافق لما في «مسند أحمد»، «شرح السنة».
(٦)
في (ف)، (س): «الصلاة»، وهو تصحيف لا يستقيم به السياق، والتصويب من «مسند أحمد»،
«شرح السنة».
(٧)
في (س): «قمت»، وهو الموافق لما في «شرح السنة»، والمثبت من (ف)، وهو الموافق لما
في «مسند أحمد»، «سنن أبي داود»، وهو الأنسب للسياق.
(٨)
الجذل: أصل الشجرة يقطع، وقد يُجعل العود جِذْلا. (انظر: النهاية، مادة: جذل).
(٩)
ليس في (ف)، (س)، ولا بد منه لاستقامة السياق، وأثبتناه من «مسند أحمد».
(١٠)
كذا في (ف)، (س)، وفي «مسند أحمد»، و«سنن أبي داود» (٤١٩٦)، من طريق المصنف: «كان».
(١١)
في (ف): «نضعه»، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في المصدرين السابقين.
وَأَمَّا قَوْلُهُ: إِمَارَةٌ عَلَى
أَقْذَاءٍ وَهُدْنَةٌ يَقُولُ: صُلْحٌ. وَقَوْلُهُ: عَلَى دَخَنٍ: يَقُولُ (١)
عَلَى ضَغَائِنَ.
• [٢١٧٨٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ زَيْدِ
بْنِ أُثَيْعٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، أَنَّهُ قَالَ: أَيُّ قَوْمٍ
أَنْتُمْ إِذَا سُئِلْتُمُ الْحَقَّ فَأَعْطَيْتُمُوه، ثُمَّ مُنِعْتُمْ
حَقَّكُمْ؟ قُلْنَا: مَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنَّا صَبَرَ، قَالَ حُذَيْفَةُ:
دَخَلْتُمُوهَا إِذَنْ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ. يَعْنِي الْجَنَّةَ.
• [٢١٧٩٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ
أَبِيهِ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِذَا نَهَى النَّاسَ عَنْ شَيءٍ
دَخَلَ إِلَى أَهْلِهِ - أَوْ قَالَ: جَمَعَ - فَقَالَ: إِنِّي نَهَيْتُ عَنْ
كَذَا وَكَذَا، وَالنَّاسُ إِنَّمَا يَنْظُرُونَ إِلَيْكُمْ نَظَرَ الطَّيْرِ (٢)
إِلَى اللَّحْمِ، فَإِنْ وَقَعْتُمْ وَقَعُوا (٣)، وإِنْ هِبْتُمْ * هَابُوا،
وإِنِّي وَاللَّهِ لَا أُوتَى بِرَجُلٍ مِنْكُمْ وَقَعَ فِي شَيءٍ مِمَّا نَهَيْتُ
عَنْهُ النَّاسَ، إِلَّا أَضْعَفْتُ لَهُ الْعُقُوبَةَ لِمَكَانِهِ مِنِّي، فَمَنْ
شَاءَ فَلْيَتَقَدَّمْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَتَأَخَّر.
° [٢١٧٩١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ
عَرفَجَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: «مَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي وَهُمْ
مُجْتَمِعُونَ يُرِيدُ * أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَهُمْ فَاقْتُلُوهُ كَائِنًا مَنْ
كَانَ».
(١) ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
• [٢١٧٨٩]
[شيبة: ٣٨٣١٤].
• [٢١٧٩٠]
[شيبة: ٣١٢٨٥].
(٢)
في (س): «العين»، والمثبت من (ف) هو الموافق لما في «شرح صحيح البخاري» لابن بطال
(٤// ٤٠٨) معزوًّا للمصنف، به، و«تاريخ دمشق» لابن عساكر (٤٤/ ٢٦٨) من طريق
المصنف، به.
(٣)
قوله: «وقعتم وقعوا» جاء في (س): «وقفتم وقفوا»، والمثبت من (ف) هو الموافق لما في
«شرح صحيح البخاري» لابن بطال، «تاريخ دمشق».
* [٣٥٨/
س].
* [ف/١٨٠ أ].
٢٣٦ - بَابُ مَنْ أَذَلَّ الْسُّلْطَانَ
• [٢١٧٩٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ زَيْدِ
بْنِ أُثَيْعٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: مَا مَشَى قَوْمٌ إِلَى سُلْطَانِ اللَّهِ
فِي الْأَرْضِ لِيُذِلُّوه، إِلَّا أَذَلَّهُمُ اللَّهُ قَبْلَ أَنْ يَمُوتُوا.
• [٢١٧٩٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ،
أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ قَالَ: كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا لَعَنَتْكُمْ (١)
أُمَرَاؤُكُمْ عَلَانِيَةً، وَلَعَنْتُمُوهُمْ (٢) سِرًّا، فَهُنَا لِكَ
تَهْلِكُونَ.
• [٢١٧٩٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ
أَنَّهُ وَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، قَالَ: فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَيْهِ - حَسِبْتُ
أَنَّهُ قَالَ: سَلَّمْتُ عَلَيْهِ - ثُمَّ قَالَ: مَا فَعَلَ طَعْنُكَ عَلَى
الْأَئِمَّةِ يَا مِسْوَرُ؟ قَالَ (٣): قُلْتُ: ارْفُضْنَا مِنْ هَذَا، وَأَحْسِنْ
فِيمَا قَدِمْنَا لَه، قَالَ: لَتُكَلِّمَنَّ بِذَاتِ نَفْسِكَ، قَالَ: فَلَمْ
أَدَعْ شَيْئًا أَعِيبُهُ (٤) بِهِ إِلَّا أَخْبَرتُهُ بِهِ، قَالَ: لَا بَرَاءَ
(٥) مِنَ الذُّنُوبِ، فَهَلْ لَكَ ذُنُوبٌ تَخَافُ أَنْ تُهْلِكَكَ (٦) إِنْ لَمْ
يَغْفِرْهَا اللَّهُ لَكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَمَا يَجْعَلُكَ
أَحَقَّ بِأَنْ تَرْجُوَ الْمَغْفِرَةَ مِنِّي؟ فَوَاللَّهِ لَمَا أَلِي مِنَ
الْإِصلَاحِ بَيْنَ النَّاسِ،
(١) في (س): «لقيتم»، وهو تصحيف، والمثبت من
(ف).
(٢)
في (س): «ولقيتموهم»، وهو تصحيف، والمثبت من (ف).
(٣)
ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
(٤)
في (س): «أغتمه»، والمثبت من (ف) هو الأليق بالسياق، والموافق لما في «تاريخ دمشق»
لابن عساكر (٥٩/ ١٦١)، من طريق المصنف، به، و«البداية والنهاية» لابن كثير (١١/
٤٣٦)، معزوًّا للمصنف.
(٥)
قوله: «لا براء»، وقع في (س): «لا بد»، والمثبت من (ف) هو الموافق لما في «البداية
والنهاية»، ووقع في «تاريخ دمشق»: «تبرأ».
(٦)
في (س): «تهلك»، والمثبت من (ف) موافق لما في المصدرين السابقين.
وَإِقَامَةِ الْحُدُودِ (١)،
وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَالْأُمُورِ الْعِظَامِ الَّتِي نُحْصِيهَا
وَالَّتِي لَا نُحْصِيهَا (٢) أَكْثَرُ مِمَّا تَلِي، وإِنِّي لَعَلَى دِينٍ
يَقْبَلُ اللهُ فِيهِ الْحَسَنَاتِ، وَيَعْفُو فِيهِ عَنِ السَّيِّئَاتِ، وَاللهِ
مَعَ ذَلِكَ مَا كُنْتُ لِأُخَيَّرَ بَيْنَ اللهِ وَغَيْرِهِ، إِلَّا اخْتَرْتُ
اللهَ عَلَى مَا سِوَاه، قَالَ: فَفَكَّرْتُ حِينَ قَالَ لِي مَا قَالَ،
فَوَجَدْتُهُ قَدْ خَصَمَنِي، فَكَانَ إِذَا ذَكَرَهُ بَعْدَ ذَلِكَ دَعَا لَهُ
بِخَيْرٍ.
• [٢١٧٩٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ
الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ قَالَ: إِنَّ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ مَنْ تُزِلُّهُ
الشَّيَاطِينُ كَمَا يُزِلُّ (٣)، أَحَدَكُمُ الْقُعُودُ مِنَ الْإِبِلِ تَكُونُ
لَهُ.
٢٣٧
- بَابُ
الْأُمَرَاءِ
° [٢١٧٩٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ،
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَنَّ
النَّبِيَّ ﷺ قَالَ لِكَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ: «أَعَاذَكَ اللهُ يَا كَعْبَ بْنَ
عُجْرَةَ مِنْ إِمَارَةِ السُّفَهَاءِ»، قَالَ: وَمَا إِمَارَةُ السُّفَهَاءِ؟
قَالَ: «أُمَرَاءُ يَكُونُونَ بَعْدِي، لَا يَهْدُونَ بِهُدَايَ، وَلَا
يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، فَمَنْ صَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَأَعَانَهُمْ عَلَى
ظُلْمِهِمْ، فَأُولَئِكَ لَيْسُوا مِنِّي وَلَسْتَ مِنْهُمْ، وَلَا يَرِدُونَ
عَلَيَّ حَوْضِي، وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ عَلَى كَذِبِهِمْ، وَلَمْ يُعِنْهُمْ
عَلَى ظُلْمِهِمْ (*)، فَأُولَئِكَ مِنِّي، وَأَنَا مِنْهُمْ، وَسَيَرِدُونَ
عَلَيَّ حَوْضِي، يَا كَعْبَ بْنَ عُجْرَةَ، الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ
الْخَطِيئَةَ، وَالصَّلَاةُ قُرْبَانٌ»، أَوْ قَالَ: «بُرْهَانٌ يَا كَعْبَ بْنَ
عُجْرَةَ، إِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ أَبَدًا،
النَّارُ أَوْلَى
(١) الحدود: جمع الحد، وهو: العقوبة المقدرة
حقًّا لله تعالى. (انظر: معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية) (١/ ٥٥٤).
(٢)
قوله:»والتي لا نحصيها«ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من المصدرين السابقين.
(٣)
قوله:»تزله الشياطين كما يزل«وقع في (س):»تذله الشياطين كما يذل"، والمثبت من
(ف) هو الموافق لما سبق عند المصنف بنفس الإسناد والمتن برقم (٢١٣٦٢).
° [٢١٩٧٥]
[الإتحاف: مي حب كم حم ٢٨٩٢].
(*) [ف/ ١٨٠ ب].
بِهِ، يَا كَعْبَ بْنَ عُجْرَةَ،
النَّاسُ غَادِيَانِ (١)، فَمُبْتَاعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا، أَوْ بَائِعُهَا
فَمُوبِقُهَا (٢)».
° [٢١٧٩٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ
زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ
قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ ذَاتَ يَوْمٍ صَلَاةَ الْعَصْرِ بِنَهَارٍ،
ثُمَّ قَامَ فَخَطَبَنَا إِلَى أَنْ غَابَتِ الشَّمْس، فَلَمْ يَدَعْ شَيْئًا
مِمَّا يَكُونُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلَّا حَدَّثَنَاه، حَفِظَ ذَلِكَ مَنْ
حَفِظَه، وَنَسِيَ ذَلِكَ مَنْ نَسِيَه، وَكَانَ مِمَّا قَالَ: «يَا (٣) أَيُّهَا
النَّاس، الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، وَإِنَّ اللهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا،
فَنَاظِرٌ كَيْفَ تَعْمَلُونَ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ،
أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءً (٤) يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقَدْرِ
غَدْرَتهِ، يُنْصَبُ عِنْدَ اسْتِهِ بِحِذَائِهِ، وَلَا غَادِرَ أَعْظَمُ لِوَاءً
مِنْ أَمِيرِ عَامَّةٍ».
قَالَ: ثُمَّ ذَكَرَ الْأَخْلَاقَ
فَقَالَ: «يَكُونُ الرَّجُلُ سَرِيعَ الْغَضَبِ، سَرِيعَ الْفَيْئَةِ (٥)،
فَهَذِهِ بِهَذِهِ، وَيَكُونُ بَطِيءَ الْغَضَبِ بَطِيءَ الْفَيْئَةِ، فَهَذِهِ
بِهَذِهِ، فَخَيْرُهُمْ بَطِيءُ الْغَضَبِ سَرِيعُ الْفَيْئَةِ، وَشَرُّهُمْ
سَرِيعُ الْغَضَبِ بَطِيءُ الْفَيْئَةِ، وَإِنَّ الْغَضَبَ جَمْرَةٌ فِي قَلْبِ
ابْنِ آدَمَ تُوقَدُ (٦)، ألَمْ تَرَوْا (٧) إِلَى حُمْرَةِ عَيْنَيْهِ،
وَانْتِفَاخِ أَوْدَاجِهِ، فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ ذَلِكَ فَلْيَجْلِسْ»، أَوْ
قَالَ: «لِيَلْصَقْ (٨) بِالْأَرْضِ».
(١) الغاديان: مثنى الغادي، وهو: من يسعى
ويعمل فيبيع نفسه من الله أو من الشيطان؛ فالأول أعتقها، والثاني أوبقها. (انظر:
مجمع البحار، مادة: غدا).
(٢)
الموبق: المهلك. (انظر: النهاية، مادة: وبق).
° [٢١٧٩٧]
[التحفة: س ٣٩٩٥، م ٤٣١٢، م س ٤٣٤٥، ت ق ٤٣٦٦، ق ٤٣٦٨، م ٤٣٨٢] [الإتحاف: حم ٥٦٨٨]
[شيبة:
٣٤٠٩٥، ٣٤٠٩٦].
(٣)
ليس في (س)، والمثبت من (ف) هو الموافق لما في «مسند أحمد» (١١٧٦٥).
(٤)
سقط من (س)، وأثبتناه من (ف).
اللواء: علامة يشهر بها في الناس،
والجمع: ألوية. (انظر: النهاية، مادة: لوا).
(٥)
الفيء والفيئة: الرجوع. (انظر: النهاية، مادة: فيأ).
(٦)
ليس في (س)، والمثبت من (ف)، وينظر: «مسند أحمد».
(٧)
في (س): «تر»، والمثبت من (ف) موافق لما في «مسند أحمد».
(٨)
في (س): «فليلتصق»، والمثبت من (ف) موافق لما في «مسند أحمد».
قَالَ: ثُمَّ ذَكَرَ الْمُطَالَبَةَ،
فَقَالَ: «يَكُونُ الرَّجُلُ حَسَنَ الطَّلَبِ سَيِّئَ الْقَضَاءِ، فَهَذِهِ
بِهَذِهِ، أَوْ يَكُونُ حَسَنَ الْقَضَاءِ، سَيِّئَ الطَّلَبِ، فَهَذِهِ بِهَذِهِ،
فَخَيْرُهُمُ الْحَسَنُ الطَّلَبِ الْحَسَنُ الْقَضَاءِ، وَشَرُّهُمُ السَّيِّئُ
الطَّلَبِ السَّيِّئُ الْقَضَاءِ».
ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ النَّاسَ
خُلِقُوا عَلَى طَبَقَاتٍ، فَيُولَدُ الرُّجُلُ مُؤْمِنًا، وَيَعِيشَ مُؤْمِنًا،
وَيَمُوتُ مُؤْمِنًا، وَيُولَدُ الرَّجُلُ كَافِرًا، وَيَعِيشُ كَافِرًا،
وَيَمُوتُ كَافِرًا، وَيُولَدُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا، وَيَعِيشُ مُؤْمِنًا، وَيَمُوتُ
كَافِرًا، وَيُولَدُ الرَّجُلُ كَافِرًا، وَيَعِيشُ كَافِرًا، وَيَمُوتُ مُؤْمِنًا».
ثُمَّ قَالَ فِي حَدِيثِهِ: «وَمَا
شَيْءٌ أَفْضَلَ مِنْ كَلِمَةِ (*) عَدْلٍ تُقَالُ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ،
فَلَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمُ اتِّقَاءُ النَّاسِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِالْحَقِّ
إِذَا رَاهُ أَوْ شَهِدَهُ»، ثُمَّ بَكَى أَبُو سَعِيدٍ، فَقَالَ: قَدْ وَاللهِ
مَنَعَنَا ذَلِكَ.
ثُمَّ قَالَ: «وَإِنَّكُمْ
تُتِمُّونَ سَبْعِينَ (١) أُمَّةً، أَنْتُمْ (٢) خَيْرُهَا وَأَكْرَمُهَا عَلَى
اللهِ» ثُمَّ دَنَتِ الشَّمْسُ أَنْ تَغْرُبَ، فَقَالَ: «وَإِنَّمَا مَا بَقِيَ
مِنَ الدُّنْيَا فِيمَا مَضَى مِنْهَا مِثْلُ مَا بَقِيَ مِنْ يَوْمِكُمْ هَذَا
فِيمَا مَضَى مِنْهُ».
° [٢١٧٩٨]
أخبرنا * عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الْحَسَنِ
وَقَتَادَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «لَا يَنْبَغِي لِمُؤْمِنٍ أَنْ يُذِلَّ
نَفْسَهُ»، قَالَ: وَكَيْفَ يُذِلُّ نَفْسَهُ؟ قَالَ: «يَتَعَرَّضُ مِنَ
الْبَلَاءِ بِمَا (٣) لَا يُطِيقُ».
• [٢١٧٩٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ،
قَالَ: أَتَى رَجُلٌ
(*) [س/٣٥٩].
(١)
في (س): «سبعة»، وهو تصحيف واضح، والمثبت من (ف)، وينظر: «مسند أحمد».
(٢)
ليس في (ف)، (س)، ولا يستقيم السياق بدونه، واستدركناه من «مسند أحمد» (١١٧٦٥)، من
طريق المصنف، به.
(*) [ف/١٨١ أ].
(٣)
كذا في (ف)، (س)، وقد روي من غير وجه عن النبي ﷺ بلفظ: «لما».
ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ: أَلَا
أَقْدَمُ عَلَى هَذَا السُّلْطَانِ فَآمُرُهُ وَأَنْهَاهُ؟ قَالَ: لَا، يَكُونَ
لَكَ فِتْنَةً، قَالَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ أَمَرَنِي بِمَعْصِيَةِ اللهِ؟ قَالَ:
فَذَلِكَ الَّذِي تُرِيد، فَكُنْ حِينَئِذٍ رَجُلًا.
° [٢١٨٠٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ،
عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (١) بْنِ جَرِيرٍ الْبَجَلِيِّ، عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ
ﷺ قالَ: «مَا مِنْ قَوْم يَكُونُ (٢) بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ رَجُلٌ يَعْمَلُ (٣)
بِالْمَعَاصِي هُمْ أَمْنَعُ مِنْهُ وَأَعَزُّ، لَا يُغَيِّرُونَ عَلَيْهِ، إِلَّا
أَصَابَهُمُ اللهُ بِعِقَابٍ (٤)».
• [٢١٨٠١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ قَالَ:
أَرْسَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى سَعِيدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ حِذْيَمٍ
الْجُمَحِيِّ يَسْتَعْمِلُهُ عَلَى بَعْضِ الشَّامِ، فَأَبَى عَلَيْهِ وَنَاصَ
عَنْهُ (٥)، فَقَالَ عُمَرُ: كَلَّا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا
تَجْعَلُونَهَا فِي عُنُقِي وَتَجْلِسُونَ فِي بُيُوتِكُمْ، فَلَمَّا رَأَى
الْجِدَّ مِنْ عُمَرَ، وَأَن عُمَرَ لَنْ يَتْرُكَهُ أَوْصَاه، فَقَالَ لَهُ:
اتَّقِ اللهَ يَا عُمَر، وَأَقِمْ وَجْهَكَ وَقَضَاءَكَ لِمَنِ اسْتَرْعَاكَ مِنْ
قَرِيبِ الْمُسْلِمِينَ وَبَعِيدِهِمْ، وَأَحْبِبْ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ
لِنَفْسِكَ وَأَهْلِ بَيْتِكَ، وَاكْرَهْ لَهُمْ مَا تَكْرَهُ لِنَفْسِكَ وَأَهْلِ
بَيْتِكَ، وَلَا تَقْضِ بِقَضَاءَيْنِ فِي أَمْرٍ وَاحِدٍ، فَيَتَشَتَّتَ (٦)
عَلَيْكَ رَأْيُكَ، وَتَزِيغَ (٧) عَنِ الْحَقِّ،
(١) في (س): «عبد الله»، وهو تصحيف، والمثبت
من (ف) هو الموافق لما في «المعجم الكبير» للطبراني (٢/ ٣٣١) من طريق إسحاق
الدبري، عن المصنف، به، وينظر ترجمته في «تهذيب الكمال» (١٩/ ١٦).
(٢)
ليس في (س)، وينظر: «المعجم الكبير».
(٣)
سقط من (س)، وأثبتناه من (ف)، وينظر: «المعجم الكبير».
(٤)
في (س): «بعقابه»، والمثبت من (ف) هو الموافق لما في «المعجم الكبير».
(٥)
قوله: «وناص عنه» كذا وقع في (ف)، (س)، ووقع في «النهاية»، مادة (بوص): «ومنه حديث
عمر رضي الله عنه:»أنه أراد
أن يستعمل سعيد بن العاص فباص منه«أي: هرب واستتر وفاته». اهـ.
وكذا وقع أيضا في «الفائق»، مادة
(بوص)، وغيرها. وكلاهما - أي: «ناص عنه»، «باص منه» - بمعنى؛ قال ابن الجوزي في:
«غريب الحديث» (١/ ٩٠): «وأراد عمر أن يستعمل سعيد بن العاص فباص منه، أي: هرب،
ومثله: ناص»، وينظر: «تاج العروس»، مادة (نوص).
(٦)
كأنه في (س): «فيشت»، والمثبت من (ف).
(٧)
الإزاغة: الإمالة. (انظر: اللسان، مادة: زيغ).
وَخُضِ (١) الْغَمَرَاتِ فِي
الْحَقِّ، وَلَا تَخَفْ فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، قَالَ عُمَرُ: وَمَنْ يُطِيقُ
ذَلِكَ يَا سَعِيدُ؟ قَالَ: مَنْ قَطَعَ اللهُ فِي عُنُقِهِ مِثْلَ الَّذِي قَطَعَ
فِي عُنُقِكَ، إِنَّمَا هُوَ أَمْرُكَ أَنْ تَأْمُرَ فَتُطَاعَ، أَوْ تُعْصَى
فَتَكُونَ لَكَ الْحُجَّةُ.
• [٢١٨٠٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: جَاءَ
أَبُو ذَرٍ إِلَى عُثْمَانَ فَعَابَ عَلَيْهِ شَيْئًا، ثُمَّ قَامَ فَجَاءَ
عَلِيٌّ مُعْتَمِدًا عَلَى عَصًا، حَتَّى وَقَفَ عَلَى عُثْمَانَ، فَقَالَ لَهُ
(٢) عُثْمَانُ: مَا تَأْمُرُنَا فِي هَذَا الْكَذَّابِ (٣) عَلَى اللهِ وَعَلَى
رَسُولِهِ؟ فَقَالَ (٤) عَلِيٌّ: أنْزِلهُ مَنْزِلَةَ مُؤْمِنِ آلِ فِرْعَوْنَ
﴿وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ
بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ﴾ [غافر: ٢٨]،
فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: اسْكُتْ، فِي فِيكَ التُّرَاب، فَقَالَ عَلِيٌّ: بَلْ فِي
فِيكَ التُّرَاب، اسْتَأْمَرْتَنَا فَأَمَّرْنَاكَ.
٢٣٨
- بَابُ
الْفِتَنِ
• [٢١٨٠٣]
أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ
قَالَ: ثَارَتِ الْفِتْنَةُ وَدُهَاةُ النَّاسِ خَمْسَةٌ، يُعَدُّ مِنْ قُرَيْشٍ
(*): مُعَاوِيَة، وَعَمْرٌو، وَيُعَدُّ مِنَ الْأَنْصارِ: قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ (٥)،
وَيُعَدُّ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ بُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ
الْخُزَاعِيّ، وَيُعَدُّ مِنْ ثَقِيفٍ: الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ.
(١) كأنه في (س): «واضفي» كذا، وهو تصحيف،
والمثبت من (ف)، وينظر: «تاريخ دمشق» (٢١/ ١٥٨).
(٢)
ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
(٣)
في (ف)، (س): «الكتاب» وهو تصحيف، والمثبت أشبه.
(٤)
بعده في (س): «له»، والمثبت من (ف).
(*) [ف/ ١٨١ ب].
(٥)
في (ف)، (س): «سعيد»، وهو تصحيف، والتصويب من «المنتقى من كتاب الطبقات» لأبي
عروبة الحراني (ص ٢٥)، من طريق عبد الرزاق، به، «إكمال تهذيب الكمال» (٧/ ٢٥٥)،
معزوًّا لجامع معمر، «الإصابة في تمييز الصحابة» (٤/ ١٩)، معزوًّا لعبد الرزاق.
° [٢١٨٠٤] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ وَابِصَةَ
الْأَسَدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِنِّي لَبِالْكُوفَةِ فِي دَارِي إِذْ
سَمِعْتُ عَلَى بَابِ الدَّارِ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَأَلِجُ (١)؟ قُلْتُ:
وَعَلَيْكَ السَّلَامُ فَلِجْ، فَلَمَّا دَخَلَ إِذَا هُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ
مَسْعُودٍ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَيَّةُ سَاعَةِ
زِيَارَةٍ هَذِهِ؟ وَذَلِكَ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ، قَالَ: طَالَ عَلَيَّ
النَّهَار، فَتَذَكَّرْتُ مَنْ أَتَحَدَّثُ إِلَيْهِ، قَالَ: فَجَعَلَ يُحَدِّثُ
عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ وَأُحَدِّثُه، قَالَ: ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُنِي، فَقَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «تَكُونُ فِتْنَةٌ النَّائِمُ فِيهَا خَيْرٌ
مِنَ الْمُضْطَجعِ، وَالْمُضْطَجعُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَاعِدِ (٢)،
وَالْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا (٣) خَيْرٌ مِنَ
الْمَاشِي، وَالْمَاشِي خَيْرٌ مِنَ الرَّاكِبِ، وَالرَّاكِبُ خَيْرٌ مِنَ
الْمُجْرِي، قَتْلَاهَا كُلُّهَا فِي النَّارِ»، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ،
وَمَتى (٤) ذَلِك؟ قَالَ: «ذَلِكَ أَيَّامُ الْهَرْجِ» (٥)، قُلْتُ: وَمَتَى (٦)
أَيَّامُ الْهَرْجِ؟ قَالَ: «حِينَ لَا يَأْمَنُ الرَّجُلُ جَلِيسَهُ» قَالَ:
فَبِمَ تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ الزَّمَانَ؟ قًالَ: «اكْفُفْ نَفْسَكَ
وَيَدَكَ وَادْخُلْ دَارَكَ (٧)»، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ
إِنْ دَخَلَ عَلَيَّ دَارِي؟ قَالَ: «فَادْخُلْ بَيْتَكَ»، قَالَ: قُلْتُ: يَا
رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ دَخَلَ عَلَيَّ
° [٢١٨٠٤] [الإتحاف: كم حم ١٣٢٩٤] [شيبة: ٣٨٥٨٤].
(١)
في (س): «ألج»، وهو الموافق لما في «مسند البزار» (١٤٤٤)، من طريق المصنف، به،
والمثبت من (ف) موافق لما في «المعجم الكبير» للطبراني (١٠/ ٨)، «المستدرك على
الصحيحين» (٥٣٩٧)، كلاهما من طريق الدبري، عن عبد الرزاق، به، ولما في «تاريخ
دمشق» (٦٢/ ٣٣٦).
(٢)
قوله: «والمضطجع فيها خير من القاعد» وقع في (س): «والمضطجع خير من القاعد فيها»،
والمثبت من (ف) هو الموافق لجميع المصادر السابقة.
(٣)
من (س)، وهو الموافق لما في «المعجم الكبير»، «المستدرك».
(٤)
بعده في (س): «يكون»، واخترنا عدم إثباتها وفقا لـ (ف)، وهو الموافق لما في جميع
المصادر السابقة.
(٥)
الهرج: القتال والاختلاط. (انظر: النهاية، مادة: هرج).
(٦)
في (س): «وما»، وهو الموافق لما في «مسند البزار»، والمثبت من (ف) موافق لما في
«المعجم الكبير» للطبراني، «المستدرك على الصحيحين»، «تاريخ دمشق».
(٧)
ليس في (ف)، (س)، ولا بد منه لتمام السياق، واستدركناه من جميع المصادر السابقة.
بَيْتِي؟ قَالَ: «فَادْخُلْ
مَسْجِدَكَ، وَاصْنَعْ هَكَذَا - وَقَبَضَ بِيَمِينِهِ عَلَى الْكُوعِ - وَقُلْ:
رَبِّيَ الله، حَتَّى تَمُوتَ عَلَى ذَلِكَ».
° [٢١٨٠٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ
الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ (١) ﷺ: «إِذَا تَوَجَّهَ
الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَقَتَلَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَه، فَالْقَاتِلُ
وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا الْقَاتِلُ
فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ؟ قَالَ: «إِنَّهُ كَانَ (٢) يُرِيدُ قَتْلَ أَخِيهِ».
° [٢١٨٠٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، وَهُوَ ابْنُ أَخِي أَبِي ذَرٍّ، عَنْ أَبِي
ذَرٍّ (٣) قَالَ: كُنْتُ رَدِيفًا (*) خَلْفَ رَسُولِ اللهِ ﷺ يَوْمًا عَلَى
حِمَارٍ، فَلَمَّا جَاوَزْنَا بُيُوتَ الْمَدِينَةِ، قَالَ: «كَيْفَ بِكَ يَا
أَبَا ذَرٍّ، إِذَا كَانَ بِالْمَدِينَةِ جُوعٌ، تَقُومُ عَنْ فِرَاشِكَ لَا
تَبْلُغُ مَسْجِدَكَ حَتَّى يَجْهَدَكَ الْجُوعُ»؟ قَالَ: قُلْتُ: اللهُ
وَرَسُولُهُ أَعْلَم، قَالَ: «تَعَفَّفْ يَا أَبَا ذَرٍّ».
قَالَ: «كَيْفَ بِكَ يَا أَبَا ذَرٍّ
إِذَا كَانَ بِالْمَدِينَةِ مَوْتٌ يَبْلُغُ الْبَيْتُ الْعَبْدَ»، يَعْنِي
أَنَّهُ يُبَاعُ الْقَبْرُ بِالْعَبْدِ، قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَم، قَالَ
(*): «تَصَبَّرْ».
قَالَ: «كَيْفَ بِكَ يَا أَبَا ذَرٍّ
إِذَا كَانَ بِالْمَدِينَةِ قَتْلٌ تَغْمُرُ الدِّمَاءُ حِجَارَةَ الزَّيْتِ»؟
قَالَ: قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَم، قَالَ: «تَأْتِي مَنْ أَنْتَ مِنْهُ»
قَالَ: قُلْتُ: وَأَلْبَسُ السِّلَاحَ؟ قَالَ: «شَارَكْتَ الْقَوْمَ إِذَنْ»،
قُلْتُ: وَكَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «إِنْ خَشِيتَ أَنْ
يَبْهَرَكَ شُعَاعُ السَّيْفِ فَأَلْقِ نَاحِيَةَ ثَوْبِكَ عَلَى وَجْهِكَ
لِيَبُوءَ بِإِثْمِكَ وَإِثْمِهِ».
° [٢١٨٠٥] [الإتحاف: عه حب حم ١٧١٦١].
(١)
في (س): «رسول الله»، والمثبت من (ف).
(٢)
سقط من (س)، وأثبتناه من (ف).
° [٢١٨٠٦]
[الإتحاف: حب كم حم ١٧٥٥٤] [شيبة: ٣٨٢٧٨].
(٣)
قوله: «عن أبي ذر» سقط من (س)، وأثبتناه من (ف).
(*) [س/ ٣٦٠].
(*) [ف/ ١٨٢ أ].
• [٢١٨٠٧] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنْ طَارِقٍ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْريِّ قَالَ: وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ
شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، الْأَجْنِحَةُ وَمَا الْأَجْنِحَةُ؟ الْوَيْلُ الطَّوِيلُ
فِي الْأَجْنِحَةِ، رِيحٌ فِيهَا هُبُوبُهَا، وَرِيحٌ تُهَيِّجُ هُبُوبَهَا،
وَرِيحٌ تُوَاحِي هُبُوبَهَا، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ بَعْدَ الْخَمْسِ وَالْعِشْرِينَ
وَالْمِائَةِ مِنْ قَتْلٍ ذَرِيعٍ، وَمَوْتٍ سَرِيعٍ، وَجُوعٍ فَظِيعٍ، يُصَبُّ
عَلَيْهَا الْبَلَاءُ صَبًّا، فَتَكْفُرَ صُدُورُهَا، وَتُغَيِّرُ سُرُورُهَا،
وَتَهْتِكَ سُتُورَهَا، أَلَا وَبِذُنُوبِهَا يَظْهَرُ مُرَّاقُهَا وَتُنْزَعُ
أَوْتَادُهَا، وَتُقْطَعُ أَطْنَابُهَا، وَيْلٌ لِقُرَيْشٍ مِنْ زِنْدِيقِهَا (١)
يُحْدِثُ أَحْدَاثًا (٢)، يَكْذِبُ بِدِينِهَا (٣)، أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا،
وَيَنْزِعُ مِنْهَا هَيْبَتَهَا، وَيَهْدِمُ (٤) عَلَيْهَا جُدُرُهَا، وَيَغْلِبُ
عَلَيْهَا جُنُودُهَا، فَعِنْدَ ذَلِكَ تَقُومُ النَّائِحَاتُ الْبَاكِيَات،
فَبَاكِيَةٌ تَبْكِي عَلَى دِينِهَا، وَبَاكِيَةٌ تَبْكِي عَلَى دُنْيَاهَا،
وَبَاكِيَةٌ تَبْكِي مِنْ ذُلِّهَا بَعْدَ عِزِّهَا، وَبَاكِيَةٌ تَبْكِي مِنْ
جُوعِ أَوْلَادِهَا، وَبَاكِيَةٌ تَبْكِي مِنْ قَتْلِ وِلْدَانِهَا فِي
بُطُونِهَا، وَبَاكِيَةٌ تَبْكِي مِنِ اسْتِذْلَالِ رِقَابِهَا، وَبَاكِيَةٌ
تَبْكِي مِنِ اسْتِحْلَالِ فُرُوجِهَا، وَبَاكِيَةٌ تَبْكِي مِنْ سَفْكِ
دِمَائِهَا، وَبَاكِيَةٌ تَبْكِي خَوْفًا مِنْ جُنُودِهَا، وَبَاكِيَةٌ تَبْكِي
شَوْقًا إِلَى قُبُورهَا.
• [٢١٨٠٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ
(٥)، عَنْ نَافِعِ بْنِ سَرْجِسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: يَا أَيُّهَا
النَّاسُ أَظْلَلَتْكُمْ فِتَنٌ كَأَنَّهَا قِطَعُ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، أَنْجَى
النَّاسِ فِيهَا - أَوْ قَالَ: مِنْهَا - صَاحِبُ شَاءٍ يَأْكُلُ مِنْ رِسْلِ (٦)
غَنَمِهِ، أَوْ رَجُلٌ مِنْ وَرَاءَ الدَّرْبِ آخِذٌ بِعِنَانِ فَرَسِهِ يَأْكُلُ
مِنْ سَيْفِهِ.
(١) في (س): «زيد فيها»، والمثبت من (ف).
(٢)
في (س): «أجداثا»، والمثبت من (ف).
(٣)
قوله «يكذب بدينها» في (س): «بكذب قيل بها»، والمثبت من (ف).
(٤)
في (ف)، (س): «تقدم» والظاهر أنه تصحيف، والمثبت أليق للسياق.
• [٢١٨٠٨]
[شيبة: ٣٨٤١٨].
(٥)
في (س): «أبي خيثم»، والمثبت من (ف).
(٦)
الرسل: اللبَن. (انظر: النهاية، مادة: رسل).
• [٢١٨٠٩] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ جِيلٍ (١)، عَنْ أَبِي كَعْبٍ الْحَارِثِيِّ وَهُوَ
ذُو الْإِدَاوَةِ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: خَرَجْتُ فِي طَلَبِ إِبِلٍ لِي
ضَوَالَّ، فَتَزَوَّدْتُ لَبَنًا فِي إِدَاوَةٍ، قَالَ: ثُمَّ قُلْتُ فِي نَفْسِي:
مَا أَنْصَفْت، فَأَيْنَ الْوَضُوء، فَأَهْرَقْتُ اللَّبَنَ وَمَلأْتُهَا مَاءً،
فَقُلْتُ: هَذَا وَضُوءٌ وَهَذَا شَرَابٌ، قَالَ: فَلَبِثْتُ أَبْغِي إِبِلِي،
فَإِذَا أَرَدْتُ أَنْ أَتَوَضَّأَ اصْطَبَبْتُ مِنَ الْإِدَاوَةِ مَاءً
فَتَوَضَّأْت، وإِذَا أَرَدْتُ أَنْ أَشْرَبَ (*) اصْطَبَبْتُ لَبَنًا
فَشَرِبْتُه، فَمَكَثْتُ بِذَلِكَ ثَلَاثًا، قَالَ: فَقَالَتْ لَهُ أَسْمَاءُ
النَّجْرَانِيَّةُ: يَا أَبَا كَعْبٍ، أَحَقِينًا كَانَ أَمْ حَلِيبًا؟ قَالَ:
قُلْتُ: إِنَّكِ لَبَطَّالَةٌ، كَانَ يَعْصِمُ مِنَ الْجُوعِ وَيَرْوي مِنَ
الظَّمَأِ، أَمَا إِنِّي حَدَّثْتُ بِهَذَا نَفَرًا مِنْ قَوْمِي فِيهِمْ عَلِيُّ
بْنُ الْحَارِثِ سَيِّدُ بَنِي فَنَّانٍ، فَقَالَ: مَا أَظُنُّ الَّذِي تَقُولُ
كَمَا تَقُول، قَالَ: قُلْتُ: اللهُ أَعْلَمُ بِذَلِكَ، قَالَ: فَرَجَحْتُ إِلَى مَنْزِلِي
فَبِتُّ لَيْلَتِي تِلْكَ، قَالَ: فَإِذَا أَنَا بِهِ صَلَاةَ الصُّبْحِ إِلَى
بَابِي فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ الله، لِمَ تَعَنَّيْتَ
إِلَيَّ، أَلَا أَرْسَلْتَ إِلَيَّ فَآتِيَكَ؟ قَالَ: لَا، أَنَا أَحَقُّ بِذَلِكَ
أَنْ آتِيَكَ، مَا نِمْتُ اللَّيْلَةَ إِلَّا أَتَانِي آتٍ، فَقَالَ: أَنْتَ
الَّذِي تُكَذِّبُ مَنْ يُحَدِّثُ بِأَنْعُمِ اللهِ، قَالَ: ثُمَّ خَرَجْتُ حَتَّى
أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَأَتَيْتُ عُثْمَانَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ شَيءٍ مِنْ أَمْرِ
دِينِي، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ
الْيَمَنِ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ وإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ أَشْيَاءَ،
فَأْمُز حَاجِبَكَ أَلَّا يَحْجُبَنِي، قَالَ: يَا وَثَّاب، إِذَا جَاءَكَ هَذَا
الْحَارِثيُّ فَأْذَنْ لَه، قَالَ: فَكُنْتُ إِذَا جِئْتُ فَقَرَعْتُ الْبَابَ،
قَالَ: مَنْ ذَا؟ قَالَ: الْحَارِثِيُّ فَيَأْذَنُ لِي، قَالَ: ادْخُلْ، قَالَ:
فَدَخَلْتُ فَإِذَا عُثْمَانُ جَالِسٌ وَحَوْلَهُ نَفَرٌ سُكُوتٌ لَا
يَتَكَلَّمُونَ، كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِهِمُ الطَّيْرَ (٢)، قَالَ: فَسَلَّمْت،
ثُمَّ جَلَسْتُ وَلَمْ أَسْأَلْهُ عَنْ شَيْءٍ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حَالِهِمْ،
قَالَ: فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ جَاءَ نَفَرٌ، فَقَالُوا: أَبَى أَنْ
يَجِيءَ،
(١) في (س): «جبل»، والمثبت من (ف).
(*) [ف/ ١٨٢ ب].
(٢)
على رءوسهم الطير: وصفهم بالسكون والوقار، وأنهم لم يكن فيهم طيش ولا خفة، لأن
الطير لا تكاد تقع إلا على شيء ساكن. (انظر: النهاية، مادة: طير).
قَالَ: فَغَضِبَ وَقَالَ: أَبَى أَنْ
يَجِيءَ؟ اذْهَبُوا فَجِيئُوا بِهِ! فَإِنْ أَبَى فَجُرُّوهُ جَرًّا، فَمَكَثْتُ
قَلِيلًا، فَجَاءُوا فَجَاءَ مَعَهُمْ رَجُلٌ آدَمُ طِوَالٌ، أَصْلَعُ فِي
مُقَدَّمِ رَأْسِهِ شَعَرَاتٌ، وَفِي قَفَائِهِ شَعَرَاتٌ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟
قَالُوا: عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، فَقَالَ: أَنْتَ الَّذِي يَأْتِيكَ رُسُلُنَا
فَتَأْبَى أَنْ تَأْتِيَنِي؟ قَالَ: فَكَلَّمَهُ بِشَيْءٍ لَا أَدْرِي مَا هُوَ،
قَالَ: ثُمَّ خَرَجَ فَمَا زَالُوا يَنْقَضُونَ مِنْ عَنْدِهِ حَتَّى مَا بَقِيَ
غَيْرِي، قَالَ: فَقَامَ، قَالَ: فَقُلْتُ: وَاللهِ لَا أَسْأَلُ عَنْ هَذَا
أَحَدًا، أَقُولُ: حَدَّثَنِي فُلَانٌ حَتَّى أَرَى مَا يَصْنَع، قَالَ:
فَتَبِعْتُهُ حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ جَالِسٌ
إِلَى سَارِيَةٍ (١) وَحَوْلَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ يَبْكُونَ،
قَالَ: فَقَالَ عُثْمَانُ: يَا وَثَّاب، عَلَيَّ بِالشُّرَطِ، قَالَ: فَجَاءَ
الشُّرَطُ (٢)، فَقَالَ: فَرِّقُوا بَيْنَ هَؤُلَاءِ، قَالَ: فَفَرَّقُوا
بَيْنَهُمْ، قَالَ: ثُمَّ أُقِيمَتِ الصَّلَاة، فَتَقَدَّمَ عُثْمَانُ فَصَلَّى، فَلَمَّا
كَبَّرَ قَامَتِ امْرَأَةٌ مِنْ حُجْرَتِهَا، فَقَالَتْ: أَيُّهَا النَّاسُ
اسْمَعُوا، قَالَ: ثُمَّ تَكَلَّمَتْ فَذَكَرَتْ رَسُولَ اللهِ ﷺ (*) وَمَا
بَعَثَهُ اللهُ بِهِ، ثُمَّ قَالَتْ: تَرَكْتُمْ أَمْرَ اللهِ وَخَالَفْتُمْ
رَسُولَه، أَوْ نَحْوَ هَذَا، ثُمَّ صَمَتَتْ، فَتَكَلَّمَتْ أُخْرَى * مِثْلَ
ذَلِكَ، فَإِذَا هِيَ عَائِشَة، وَحَفْصَة، قَالَ: فَلَمَّا سَلَّمَ عُثْمَانُ
أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: إِنَّ هَاتَيْنِ الْفَتَّانَتَيْنِ فَتَنَتَا
النَّاسَ فِي صَلَاتِهِمْ، وَإِلَّا تَنْتَهِيَانِ أَوْ لأَسُبَّنَّكُمَا مَا
حَلَّ لِيَ السِّبَاب، وإِنِّي لِأَصْلِكُمَا لَعَالِمٌ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ
سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ: أَتَقُولُ هَذَا لِحَبَائِبِ رَسُولِ اللهِ ﷺ؟ قَالَ:
وَفِيمَا أَنْتَ وَمَا هَاهُنَا، قَالَ: ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى سَعْدٍ عَامِدًا
إِلَيْهِ، قَالَ: وَانْسَلَّ (٣) سَعْدٌ، فَخَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَلَقِيَ
عَلِيًّا بِبَابِ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ:
أُرِيدُ هَذَا الَّذِي كَذَا وَكَذَا، يَعْنِي سَعْدًا، فَشَتَمَهُ فَقَالَ لَهُ
عَلِيٌّ: أَيُّهَا الرَّجُلُ دَعْ هَذَا عَنْكَ،
(١) السارية: الأسطوانة، وهي: العمود،
والجمع: سوارٍ. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: سري).
(٢)
الشرط: جمع شُرْطة وشرطي، وهم أعوان السلطان لتتبع أحوال الناس وحفظهم ولإقامة
الحدود.
(انظر: مجمع البحار، مادة: شرط).
(*) [س/ ٣٦١].
(*) [ف/١٨٣ أ].
(٣)
الانسلال: المضي والخروج بتأنّ وتدريج. (انظر: النهاية، مادة: سلل).
قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ بِهِمَا
الْكَلَامُ حَتَّى غَضبَ عُثْمَان، فَقَالَ: أَلَسْتَ الْمُتَخَلِّفَ عَنْ رَسُولِ
اللهِ ﷺ يوْمَ تَبُوكَ؟ قَالَ: فَقَالَ عَلِيٌّ: أَلَسْتَ الْفَارَّ عَنْ رَسُولِ
اللهِ ﷺ يَوْمَ أُحُدٍ؟ قَالَ: ثُمَّ حَجَزَ النَّاس، قَالَ: ثُمَّ خَرَجْتُ مِنَ
الْمَدِينَةِ حَتَّى أَتَيْتُ الْكُوفَةَ، فَوَجَدْتُهُمْ أَيْضًا قَدْ وَقَعَ
بَيْنَهُمْ شَيْءٌ وَنَشَبُوا فِي الْفِتْنَةِ، وَرَدُّوا سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ
وَلَمْ يَدَعُوهُ يَدْخُلُ إِلَيْهِمْ، قَالَ: فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ رَجَعْتُ
حَتَّى أَتَيْتُ بِلَادَ قَوْمِي.
• [٢١٨١٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ طَارِقٍ، عَنْ
مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: جُعِلَتْ
فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ خَمْسُ فِتَنٍ: فِتْنَةٌ عَامَّةٌ، ثُمَّ فِتْنَةٌ
خَاصَّةٌ، ثُمَّ فِتْنَةٌ عَامَّةٌ، ثُمَّ فِتْنَةٌ خَاصَّةٌ، ثُمَّ تَأْتِي
الْفِتْنَةُ الْعَمْيَاءُ الصَّمَّاءُ (١) الْمُطْبِقَة، الَّتِي يَصِيرُ النَّاسُ
فِيهَا كَالْأَنْعَامِ.
• [٢١٨١١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ،
قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَهُوَ مَرِيضٌ،
فَقَالَ: إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَمُوتَ فَمُتْ، فَوَاللهِ لَيَأْتِيَنَّ عَلَى
النَّاسِ زَمَانٌ يَكُونُ الْمَوْتُ إِلَى أَحَدِهِمْ أَحَبَّ مِنَ الذَّهَبِ
الْحَمْرَاءَ (٢).
• [٢١٨١٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ
قَالَ: ثَارَتِ الْفِتْنَةُ وَأَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ ﷺ عَشَرَةُ آلَافٍ، لَمْ
يَخِفَّ مِنْهُمْ أَرْبَعُونَ رَجُلًا، قَالَ مَعْمَرٌ: وَقَالَ غَيْرُهُ: خَفَّ
مَعَه، يَعْنِي عَلِيًّا، مِائَتَانِ وَبِضْعَةٌ وَأَرْبَعُونَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ
مِنْهُمْ: أَبُو أَيُّوبَ، وَسَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ، وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ.
• [٢١٨١٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ
قَالَ: قِيلَ لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ: أَلَا تُقَاتِل، فَإِنَّكَ مِنْ
أَهْلِ الشُّورَى وَأَنْتَ أَحَقُّ بِهَذَا الأَمْرِ مِنْ غَيْرِكَ؟ قَالَ: لَا
أُقَاتِلُ حَتَّى تَأْتُونِي بِسَيْفٍ لَهُ عَيْنَانِ، وَلِسَانٌ وَشَفَتَانِ،
يَعْرِفُ الْكَافِرَ
• [٢١٨١٠] [شيبة: ٣٨٣١٢].
(١)
الصماء: هي التي لا سبيل إلى تسكينها لتناهيها في دهائها. (انظر: النهاية، مادة:
صمم).
(٢)
كذا في (ف)، وفي (س): «الأحمر» وكلاهما صواب.
مِنَ الْمُؤْمِنِ، قَدْ جَاهَدْتُ
وَأَنَا أَعْرِفُ الْجِهَادَ، وَلَا (*) أَبْخَعُ بِنَفْسِي إِنْ كَانَ رَجُلٌ
خَيْرًا مِنِّي.
° [٢١٨١٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ
الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِذَا تَوَجَّهَ
الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَقَتَلَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَه، فَالْقَاتِلُ
وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا الْقَاتِل،
فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ؟ قَالَ: «إِنَّهُ كَانَ يُرِيدُ قَتْلَ أَخِيهِ».
° [٢١٨١٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ
أَنَسٍ قَالَ: فَرِغَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ مَرَّةً يَوْمًا، فَرَكِبَ النَّبِيُّ ﷺ
فَرَسًا كَأَنَّهُ مُقْرِفٌ (١) فَرَكَضَهُ (٢) فِي آثَارِهِمْ، فَلَمَّا رَجَعَ
قَالَ: «وَجَدْنَاهُ بَحْرًا» (٣).
• [٢١٨١٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ
الْمُسَيَّبِ قَالَ: ئَارَتِ الْفِتْنَةُ الْأُولَى فَلَمْ يَبْقَ مِمَّنْ شَهِدَ
بَدْرًا أَحَدٌ، ثُمَّ كَانَتِ الْفِتْنَةُ الثَّانِيَةُ فَلَمْ يَبْقَ مِمَّنْ
شَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ أَحَدٌ، قَالَ: وَأَظُنُّ لَوْ كَانَتِ الثَّالِثَةُ لَمْ
تُرْفَعْ وَفِي النَّاسِ طَبَاخٌ.
• [٢١٨١٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُمَارَةَ
بْنِ عَبْدٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: إِيَّاكُمْ وَالْفِتَنَ، لَا يَشْخَصْ لَهَا
أَحَدٌ، وَاللهِ مَا شَخَصَ فِيهَا أَحَدٌ إِلَّا نَسَفَتْهُ كَمَا يَنْسِفُ
السَّيْلُ الدِّمَنَ، إِنَّهَا مُشَبَّهَةٌ مُقْبِلَةً، حَتَّى يَقُولَ
الْجَاهِلُ: هَذِهِ تُشْبِهُ (٤)،
(*) [ف/١٨٣ ب].
° [٢١٨١٤]
[الإتحاف: عه حب حم ١٧١٦١].
° [٢١٨١٥]
[الإتحاف: حم ٧٤٠].
(١)
المقرف من الخيل: الهجين. (انظر: النهاية، مادة: قرف).
(٢)
الركض: الضرب، والدفع، والتحريك. (انظر: النهاية، مادة: ركض).
(٣)
سيأتي برقم (٢١٩٨٨).
(٤)
كذا في (ف)، وكذا وقع عند أبي نعيم في «الحلية» (١/ ٢٧٣)، من طريق عبد الرزاق،
ووقع في «الفتن» لنعيم من طريق عبد الرزاق (١/ ١٤٠): «هذا يشبه»، وفي (س): «شبه»،
ووقع في «الإبانة الكبرى» لابن بطة (٧٥٦)، من طريق المصنف: «سنة».
وَتبِينُ (١) مُدْبِرَةً، فَإِذَا
رَأَيْتُمُوهَا فَاجْثُمُوا فِي بُيُوتِكُمْ، وَكَسِّرُوا سُيُوفَكُمْ، وَقَطعُوا
أَوْتَارَكُمْ.
° [٢١٨١٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْهُمْ، عَنِ
الْحَسَنِ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: «كَيْفَ أَنْتَ
إِذَا بَقِيتَ فِي حُثَالَةِ (٢) النَّاسِ، مَرِجَتْ (٣) عُهُودُهُمْ
وَأَمَانَاتُهُمْ، وَاخْتَلَفُوا فَكَانُوا هَكَذَا»، وَشَبَّكَ بَيْنَ
أَصَابِعِهِ، قَالَ: فَبِمَ تَأْمُرُنِي يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «عَلَيْكَ
بِمَا تَعْرِف، وَدَعْ مَا تُنْكِر، وَعَلَيْكَ بِخَاصَّتِكَ، وَإِيَّاكَ
وَعَوَامَّهُمْ»، قَالَ: يَقُولُ الْحَسَنُ: فَوَاللهِ مَا تَمَالَكَ إِنْ كَانَ
فِيَّ عَلَى أَسْوَاءِ ذَلِكَ.
• [٢١٨١٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَن ابْنَ مَسْعُودٍ
قَالَ: كَيْفَ بِكُمْ إِذَا لَبِسَتْكُمْ فِتْنَةٌ يَرْبُو (٤) فِيهَا الصَّغِير،
وَيَهْرَمُ فِيهَا الْكَبِير، وَيُتَّخَدُ سُنَّةٌ، فَإِنْ غُيِّرَتْ يَوْمًا،
قِيلَ: هَذَا مُنْكَرٌ، قَالُوا: وَمَتَى ذَلِكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟
قَالَ: إِذَا قَلَّتْ أُمَنَاؤُكُمْ، وَكَثُرَتْ أُمَرَاؤُكُمْ، وَقَلَّتْ
فُقَهَاؤُكُمْ، وَكَثُرَتْ قُرَّاؤُكُمْ، وَتُفُقِّهَ لِغَيْرِ الدِّينِ،
وَالْتُمِسَتِ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الْآخِرَةِ.
• [٢١٨٢٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ
قَيْسٍ الْحَنْظَلِيِّ، قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ * فَقَالَ: إِنَّ أَخْوَفَ مَا
أَتَخَوَّفُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي أَنْ يُؤْخَذَ الرَّجُلُ مِنْكُمُ الْبَرِيء،
فَيُؤْشَرُ (٥) كَمَا يُؤْشَرُ الْجَزُورُ (٦)، وَيُشَاطُ لَحْمُهُ كَمَا يُشَاطُ
لَحْمُهَا، وَيُقَالُ: عَاصٍ وَلَيْسَ بِعَاصٍ، قَالَ: فَقَالَ عَلِيٌّ وَهُوَ
تَحْتَ الْمِنْبَرِ: وَمَتَى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ
(١) في (س): «سنن»، وهو تصحيف.
(٢)
الحثالة: الرديء من كل شيء، والمراد: أراذل الناس. (انظر: النهاية، مادة: حثل).
(٣)
المرج: الاختلاط والفساد. (انظر: النهاية، مادة: مرج).
• [٢١٨١٩]
[شيبة: ٣٨٣١١].
(٤)
الربو: النشأة والترعرع. (انظر: معجم اللغة العربية المعاصرة، مادة: ربا).
* [ف/١٨٤ أ].
(٥)
الأشَر: الشَّق. (انظر: القاموس، مادة: أشر).
(٦)
الجزور: البعير (الجمل) ذكرًا كان أو أنثى، والجمع: جُزر وجزائر. (انظر: النهاية،
مادة: جزر).
الْمُؤْمِنِينَ؟ وَلَمَّا تَشْتَدِّ
الْبَلِيَّة، وَتَظْهَرِ الْحَمِيَّةُ (١)، وَتُسْبَى الذُّرِّيَّة، وَتَدُقَّهُمُ
الْفِتَنُ كَمَا تَدُقُّ الرَّحَى ثِفْلَهَا، وَكَمَا تَدُقُّ النَّارُ الْحَطَبَ؟
قَالَ: وَمَتَى ذَلِكَ (*) يَا عَلِيُّ؟ قَالَ: إِذَا تُفُقِّهَ لِغَيْرِ
الدِّينِ، وَتُعُلِّمَ لِغَيْرِ الْعَمَلِ، وَالْتُمِسَتِ الدُّنْيَا بِعَمَلِ
الْآخِرَةِ.
° [٢١٨٢١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ
أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «أَخَافُ عَلَيْكُمُ
الْهَرْجَ»، قَالُوا: وَمَا الْهَرْجُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «الْقَتْلُ»،
قَالُوا: وَأَكْثَرُ مِمَّا (٢) نَقْتُلُ الْيَوْمَ؟ إِنَّا لَنَقْتُلُ فِي
الْيَوْمِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ كَذَا وَكَذَا! فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «لَيْسَ
قَتْلَ الْمُشْرِكِينَ، وَلَكِنْ قَتْلَ بَعْضِكُمْ بَعْضًا»، قَالُوا: وَفِينَا
كِتَابُ اللهِ؟! قَالَ: «وَفِيكُمْ كِتَابُ اللهِ»، قَالُوا: وَمَعَنَا
عُقُولُنَا؟! قَالَ: «إِنَّهُ يُنْتَزَعُ عُقُولُ عَامَّةِ ذَاكُمُ الزَّمَانِ،
وَيُخْلَفُ لَهَا هَبَاءٌ (٣) مِنَ النَّاسِ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ،
وَلَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ».
• [٢١٨٢٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ،
أَنَّهُ اجْتَمَعَ هُوَ وَمُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ وَكَانَ مُسْلِمٌ خَرَجَ مَعَ
ابْنِ الْأَشْعَثِ، فَذَكَرُوا ذَلِكَ، فَقَالَ مُسْلِمٌ: قَدْ خَرَجْتُ مَعَه،
فَوَاللهِ مَا سَلَلْتُ سَيْفًا، وَلَا رَمَيْتُ بِسَهْمٍ، وَلَا طَعَنْتُ
بِرُمْحٍ، فَقَالَ لَهُ أَبُو قِلَابَةَ: لكنْ قَدْ رَآكَ رَجُلٌ وَاقِفًا،
فَقَالَ: هَذَا مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ وَاقِفٌ لِلْقِتَالِ، فَرَمَى بِسَهْمِهِ،
وَطَعَنَ بِرُمْحِهِ، وَضَرَبَ بِسَيْفِهِ، قَالَ: فَبَكَى مُسْلِمٌ، قَالَ أَبُو
قِلَابَةَ: حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي لَمْ أَقُلْ شَيْئًا.
• [٢١٨٢٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ
قَالَ: تَكُونُ فِتْنَةٌ بِالشَّامِ كَانَ أَوَّلُهَا لَعِبَ الصِّبْيَانِ تَطْفُو
مِنْ جَانِبٍ، وَتَسْكُنُ مِنْ جَانِبٍ، فَلَا تَتَنَاهَى
(١) الحمية: الأنفة والغيرة. (انظر: النهاية،
مادة: حما).
(*) [س/ ٣٦٢].
(٢)
في (س): «ما»، والمثبت من (ف).
(٣)
تصحف في (س) إلى: «هناء»، والمثبت من (ف)، وهو الموافق لما في «شرح السنة» للبغوي
(١٥/ ٢٨)، من طريق عبد الرزاق، به.
حَتَّى يُنَادِيَ مُنَادٍ: إِنَّ
الْأَمِيرَ فُلَانٌ، قَالَ: فَيُقَبِّلُ ابْنُ الْمُسَيَّبِ يَدَيْهِ حَتَّى
إِنَّهُمَا لَيَنْتَفِضَانِ، ثُمَّ يَقُولُ: ذَاكُمُ الْأَمِيرُ حَقًّا، ذَاكُمُ
الْأَمِيرُ حَقًّا.
° [٢١٨٢٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ
الزُّبَيْرِ، عَنْ كُرْزِ بْنِ عَلْقَمَةَ الْخُزَاعِيِّ قَالَ: قَالَ
أَعْرَابِيٌّ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ لِلْإِسْلَامِ (١) مُنْتَهَى؟ قَالَ:
«نَعَمْ، أَيُّمَا أَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الْعَرَبِ، أَوِ الْعَجَمِ أَرَادَ اللهُ
بِهِمْ خَيْرًا أَدْخَلَ عَلَيْهِمُ الْإِسْلَامَ»، قَالَ: ثُمَّ مَاذَا يَا
رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «ثُمَّ تَقَعُ فِتَنٌ (*) كَأَنَّهَا الظُّلَلُ»، قَالَ:
فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: كَلَّا يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ:
«وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَعُودُنَّ فِيهَا أَسَاوِدَ (٢) صُبًّا (٣)
يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ».
° [٢١٨٢٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ هِنْدٍ بِنْتِ
الْحَارِثِ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَكَانَ لِهِنْدِ أَزْرَارٌ (٤) فِي كُمِّهَا،
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتِ: اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللهِ ﷺ ذَأتَ لَيْلَةٍ وَهُوَ
يَقُولُ: «لَا إِلَهَ إِلَّا الله، مَا فُتِحَ اللَّيْلَةَ مِنَ الْخَزَائِنِ، لَا
إِلَهَ إِلَّا الله، مَا أُنْزِلَ اللَّيْلَةَ مِنَ الْفِتْنَةِ، مَنْ يُوقِظُ
صَوَاحِبَ الْحُجْرَةِ، يَا رُبَّ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَةٍ فِي
الْآخِرَةِ».
° [٢١٨٢٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ،
عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ
• [٢١٨٢٤] [الإتحاف: حب كم حم ١٦٣٧٢] [شيبة: ٣٨٢٨١].
(١)
في (س): «الشام»، والمثبت من (ف).
(*) [ف/ ١٨٤ ب].
(٢)
الأساود: نوع من الحيَّات عِظام فِيها سَواد، وهو أخبثها. (انظر: المشارق) (٢/ ٣٧).
(٣)
الصب: جمع صبوب، على أن أصله صبب، كرسول ورسل، قال النضر: إن الأسود إذا أراد أن
ينهش ارتفع ثم انصب على الملدوغ. (انظر: النهاية، مادة: صبب).
° [٢١٨٢٥]
[الإتحاف: حب كم ط حم ٢٣٥٨٩].
(٤)
في (ف)، (س): «إزار»، وهو تصحيف، والمثبت من مصادر التخريج، فعند أحمد (٢٧١٨٨)،
وإسحاق (٢٠٦٧) في «مسنديهما» من طريق عبد الرزاق: «وكان لهند أزرار في كمها»، وعند
البخاري في «الصحيح» (٥٨٤٧) من طريق هشام، عن معمر، وفي آخره: «وكانت هند لها
أزرار في كميها بين أصابعها»، وعند أبي يعلى في «المسند» (٦٩٨٨) من طريق إسماعيل
بن إبراهيم، عن معمر، وقال في آخره: «فرأيت هندا اتخذت لكم درعها أزرارًا».
° [٢١٨٢٦]
[الإتحاف: عه حم ٢١٤٦٦] [شيبة: ٣٨٣٦٩].
أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ زَيْنَبَ
بِنْتِ جَحْشٍ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ وَهُوَ يَقُولُ: «وَيْلٌ
لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ (١)
يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذَا»، وَحَلَّقَ إِبْهَامَهُ بِالَّتِي تَلِيهَا،
قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ:
«نَعَمْ، إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ (٢)».
• [٢١٨٢٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي
إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، قَالَ: أَدْرَكْتَ أَبَا الدَّرْدَاءِ وَوَعَيْتُ
عَنْه، وَأَدْرَكْتُ شَدَّادَ بْنَ أَوْسٍ وَوَعَيْتُ عَنْه، وَأَدْرَكْتُ
عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ وَوَعَيْتُ عَنْهُ (٣)، وَفَاتَنِي مُعَاذُ بْنُ
جَبَلٍ، فَأَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ عُمَيْرَةَ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي كُلِّ
مَجْلِسٍ يَجْلِسُهُ: اللَّهُمَّ (٤) حَكَمٌ قِسْطٌ، تَبَارَكَ اسْمُه، هَلَكَ
الْمُرْتَابُونَ، مِنْ وَرَائِكُمْ فِتَنٌ يَكْثُرُ فِيهَا الْمَال، وَيُفْتَحُ
فِيهَا الْقُرْآنُ حَتَّى يَأْخُذَهُ الرَّجُلُ وَالْمَرْأَة، وَالْحُرُّ
وَالْعَبْد، وَالصَّغِيرُ وَالْكَبِير، فَيُوشِكُ الرَّجُلُ أَنْ يَقْرَأَ
الْقُرْآنَ، فَيَقُولُ: قَدْ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ لِلنَّاسِ (٥)، فَمَا لِلنَّاسِ
لَا يَتَّبِعُونِي وَقَدْ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ؟ ثُمَّ يَقُولُ: مَا هُمْ
بِمُتَّبِعِيَّ حَتَّى أَبْتَدِعَ لَهُمْ غَيْرَه، فَإِيَّاكُمْ وَمَا ابْتُدِعَ،
فَإِنَّ مَا ابْتُدِعَ ضَلَالَةٌ، اتَّقُوا زَيْغَةَ الْحَكِيمِ (٦)، فَإِنَّ
الشَّيْطَانَ يُلْقِي عَلَى فِي الْحَكِيمِ الضَّلَالَةَ، وَيُلْقِي الْمُنَافِقُ
كَلِمَةَ الْحَقِّ، قَالَ: قُلْنَا (٧): وَمَا (٨) يُدْرِينَا يَرْحَمُكَ اللهُ
أَنَّ الْمُنَافِقَ يُلْقِي كَلِمَةَ الْحَقِّ، وَأَنَّ الشَّيْطَانَ يُلْقِي
عَلَى فِي الْحَكِيمِ الضَّلَالَةَ؟ قَالَ: اجْتَنِبُوا مِنْ كَلَامِ الْحَكِيمِ
كُلَّ مُتَشَابِهٍ،
(١) الردم: السد العظيم. (انظر: المعجم
الوسيط، مادة: ردم).
(٢)
في (س): «الحيف»، والمثبت من (ف).
(٣)
ليس في (ف)، واستدركناه من (س)، وهو موافق لما في «الشريعة» للآجري (٩١)، من طريق
المصنف، به.
(٤)
كذا في (ف)، (س)، وفي المصدر السابق، و«المستدرك» (٨٤٢٢)، من طريق المصنف، به:
«الله».
(٥)
من (س).
(٦)
زيغة الحكيم: الزيغ: الميل عن الحق، والحكيم: العالم العارف، أراد به: الزلل
والخطأ الذي يعرض للعالم العارف، أو يتعمَّده لقلة دِينه. (انظر: اللسان، مادة:
زيغ).
(٧)
تصحف في (ف): «فأما»، وليس في (س)، والتصويب من المصدرين السابقين.
(٨)
في (س): «فما»، والمثبت من (ف).
الَّذِي إِذَا سَمِعْتَهُ قُلْتَ:
مَا هَذَا؟ وَلَا يَثْنِيكَ ذَلِكَ عَنْه، فَإِنَّهُ لَعَلَّهُ أَنْ يُرَاجِعَ،
وَيُلْقِي الْحَقَّ إِذَا سَمِعَه، فَإِنَّ عَلَى الْحَقِّ نُورًا.
° [٢١٨٢٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ
الْمُسَيَّبِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ (*) اللهِ ﷺ: «يَتَقَارَبُ الزَّمَنُ
وَتَظْهَرُ الْفِتَنُ، وَيُلْقَى الشُّحُّ (١)، وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ»، قَالُوا:
أَيْمَ هُوَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «الْقَتْلُ» (٢).
• [٢١٨٢٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ وَسُلَيْمَانَ
التَّيْمِيِّ، قَالَا: قَالَ عُمَرُ: مَنْ يُحَدِّثُنَا عَنِ الْفِتَنِ؟ قَالَ
حُذَيْفَةُ: أَنَا، قَالَ عُمَرُ: هَاتِ، إِنَّكَ عَلَيْهَا لَجَرِيءٌ، قَالَ
حُذَيْفَةُ: فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ، تُكَفِّرُهَا الصَّدَقَةُ
وَالصَّلَاةُ وَالصَّوْم، قَالَ عُمَرُ: لَسْتُ هَذَا أَعْنِي، قَالَ: فَالَّتِي
تَمُوجُ (٣) كَمَا يَمُوجُ الْبَحْرُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا
بَابٌ مُغْلَقٌ، قَالَ: أَفَيُكْسَرُ ذَلِكَ الْبَابُ أَمْ يُفْتَحُ؟ فَقَالَ
حُذَيْفَةُ: لَا بَلْ يُكْسَر، فَقَالَ عُمَرُ: إِذَنْ لَا يُغْلَقُ.
° [٢١٨٣٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ،
أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ لِنِسَائِهِ: «أَيَّتُكُنَّ تَنْبَحُهَا كِلَابُ مَاءِ
كَذَا وَكَذَا»؟ يَعْنِي الْحَوْءَبَ، فَلَمَّا خَرَجَتْ عَائِشَةُ إِلَى
الْبَصْرَةِ نَبَحَتْهَا الْكِلَاب، فَقَالَتْ: مَا اسْمُ هَذَا الْمَاءِ؟
فَأَخْبَرُوهَا، فَقَالَتْ: رُدُّونِي، فَأَبَى عَلَيْهَا ابْنُ الزُّبَيْرِ.
• [٢١٨٣١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ،
عَنْ كَعْبٍ قَالَ: لَا تَزَالُ الْفِتْنَةُ مُوَادَمَةً (٤) مَا لَمْ تَبْدُ مِنْ
قِبَلِ الشَّامِ.
(*) [ف/ ١٨٥ أ].
(١)
في (س): «الشيخ»، والمثبت من (ف).
(٢)
في (س): «الهرج»، والمثبت من (ف).
(٣)
الموج: الاختلاط والاضطراب. (انظر: اللسان، مادة: موج).
(٤)
كذا رسمها في (ف) وفي (س): «مداومة» وقد أورد الأثر ابن الأثير في «النهاية»
(مادة: مأم) قال: «ومنه حديث كعب»لا تزال الفتنة مؤامًّا بها ما لم تبدأ من
الشام«مؤام هاهنا: مفاعل بالفتح، على المفعول؛ لأن معناه: مقاربا بها، والباء
للتعدية. ويروى»مؤما«بغير مد».
• [٢١٨٣٢] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ:
مَا شَيْءٌ كَانَ يُحَدِّثُنَاهُ كَعْبٌ إِلَّا قَدْ أَتَى (*) عَلَى مَا قَالَ،
إِلَّا قَوْلَهُ: إِنَّ فَتَى ثَقِيفٍ يَقْتُلُنِي وَهَذَا رَأْسُهُ بَيْنَ
يَدَيَّ يَعْنِي الْمُخْتَارَ، قَالَ ابْنُ سِيرِينَ: وَلَا يَشْعُرُ أَنَّ أَبَا
مُحَمَّدٍ قَدْ خَبَّئَ لَهُ يَعْنِي الْحَجَّاجَ.
• [٢١٨٣٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ حَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ
الْحَيِّ، عَنْ هِنْدٍ بِنْتِ الْمُهَلَّبِ، قَالَ: وَكَانَ عِكْرِمَةُ يَدْخُلُ
عَلَيْهَا، قَالَ: فَقَالَ عِكْرِمَةُ يَوْمًا: لأُحَدِّثَنَّكَ حَدِيثًا مَا
حَدَّثْتُهُ أَحَدًا غَيْرَكَ: لَا يَزَالُ هَذَا الْأَمْرُ فِي بَنِي أُمَيَّةَ
مَا لَمْ يَخْتَلِفْ بَيْنَهُمْ رُمْحَانِ، فَإِذَا اخْتَلَفَ بَيْنَهُمْ
رُمْحَانِ خَرَجَتْ مِنْهُمْ، فَلَمْ تَرْجِعْ فِيهِمْ أَبَدًا.
• [٢١٨٣٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ،
قَالَ: قَالَ لِي عُبَيْدَةُ وَأَنَا بِالْكُوفَةِ، وَذَلِكَ قَبْلَ فِتْنَةِ
ابْنِ الزُّبَيْرِ: افْرُغْ مِنْ ضَيْعَتِكَ (١)، ثُمَّ انْحَدِرْ إِلَى مِصْرِكَ،
فَإِنَّهُ سَيَحْدُثُ فِي الْأَرْضِ حَدَثٌ، قَالَ: قُلْتُ: فَبِمَ تَأْمُرُنِي؟
قَالَ: تَلْزَمُ بَيْتَكَ، قَالَ: فَلَمَّا قَدِمْتُ الْبَصرَةَ وَقَعَتْ فِتْنَةُ
ابْنِ الزُّبَيْرِ.
• [٢١٨٣٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ
الرِّيَاحِيِّ قَالَ (٢): يَقُولُ: تَعَلَّمُوا الْإِسْلَامَ، فَإِذَا
عَلِمْتُمُوهُ فَلَا تَرْغَبُوا عَنْه، وَعَلَيْكُمْ (*) بِالصِّرَاطِ
الْمُسْتَقِيمِ، فَإِنَّ الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ الْإِسْلَام، وَلَا
تَحْرِفُوهُ يَمِينًا وَشِمَالًا، وَعَلَيْكُمْ بِسُنَّةِ نَبِيِّكُمْ ﷺ
وَأَصْحَابِهِ قَبْلَ أَنْ يَقْتُلُوا صَاحِبَهُمْ، وَقَبْلَ أَنْ يَفْعَلُوا
الَّذِي فَعَلُوا، لَقَدْ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ قَبْلَ أَنْ يَقْتُلُوا صَاحِبَهُمْ،
وَقَبْلَ أَنْ يَفْعَلُوا الَّذِي فَعَلُوا خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، وإيَّاكُمْ
وَهَذِهِ الْأُمُورَ الَّتِي تُلْقِي بَيْنَ النَّاسِ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ.
(*) [س/ ٣٦٣].
(١)
في (س): «صنعتك»، والمثبت من (ف).
(٢)
بعده بياض في (ف)، (س) بياض، في الأولى قدر كلمة، وفي الثانية قدر كلمتين.
(*) [ف/١٨٥ ب].
° [٢١٨٣٦] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ عَمَّنْ سَمِعَ ابْنَ سِيرِينَ يَقُولُ: ذَكَرَ النَّبِيُّ ﷺ فِتْنَةً
فَقَرَّبَهَا، فَمَرَّ رَجُلٌ مُقَنَّعٌ (١) رَأْسُه، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ:
«هَذَا يَوْمَئِذٍ عَلَى الْحَقِّ»، قَالَ: فَقَامَ إِلَيْهِ كَعْبُ بْنُ
عُجْرَةَ، فَأَخَذَ بِعَضُدِهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ،
فَقَالَ: هُوَ ذَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ»، قَالَ: وَكَشَفَ عَنْ
رَأْسِهِ، فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ.
٢٣٩
- بَابٌ
خَيْرُ النَّاسِ فِي الْفِتَنِ
° [٢١٨٣٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ،
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «خَيْرُ النَّاسِ فِي الْفِتَنِ
رَجُلٌ آخِذٌ بِعِنَانِ»، أَوْ قَالَ: «بِرَسَنِ (٢) فَرَسِهِ خَلْفَ أَعْدَاءِ
اللهِ، يُخِيفُهُمْ وَيُخِيفُونَه، وَرَجُلٌ مُعْتَزِلٌ فِي بَادِيَتِهِ يُؤَدِّي
الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْهِ».
° [٢١٨٣٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
عُبَيْدِ اللهِ، أَوْ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ - مَعْمَرٌ شَكَّ - عَنْ أَبِي
سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ يَا رَسُولَ
اللهِ؟ قَالَ: «مُؤْمِنٌ يُجَاهِدُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ»،
قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «رَجُلٌ مُعْتَزِلٌ فِي شِعْبٍ مِنَ الشِّعَابِ
يَعْبُدُ رَبَّه، وَيَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ».
• [٢١٨٣٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ،
عَنْ نَافِعِ بْنِ سَرْجِسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ
أَظَلَّتْكُمْ فِتْنَةٌ (٣) كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، أَنْجَى النَّاسِ
فِيهَا - أَوْ قَالَ: مِنْهَا - صَاحِبُ شَاءٍ يَأْكُلُ مِنْ رَسْلِ غَنَمِهِ،
أَوْ رَجُلٌ وَرَاءَ الدَّرْبِ آخِذٌ بِعِنَانِ فَرَسِهِ يَأْكُلُ مِنْ سَيْفِهِ.
(١) المتقفع: المتغطي. (انظر: النهاية، مادة:
قنع).
(٢)
الرسن: الحبل الذي يقاد به البعير، والجمع: أرسان. (انظر: النهاية، مادة: رسن).
° [٢١٨٣٨]
[الإتحاف: حم ٥٤٤٥، عه حب كم حم ٥٤٦٢] [شيبة: ١٩٨٣٦].
• [٢١٨٣٩]
[شيبة: ٣٨٤١٨].
(٣)
في (س): «فتن»، والمثبت من (ف)، وكذا هو في «المستدرك» (٨٦٥٨) من طريق الدبري، عن
عبد الرزاق، به.
٢٤٠ - بَابُ سَنَنِ (١) مَنْ كَانَ
قَبْلكُمْ
° [٢١٨٤٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
سِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ الدِّيلِيِّ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ قَالَ:
خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ قِبَلَ حُنَيْنٍ، فَمَرَرْنَا بِالسِّدْرَةِ،
فَقُلْنَا: أَيْ رَسُولَ اللهِ، اجْعَلْ لَنَا هَذِهِ ذَاتَ أَنْوَاطٍ (٢) كَمَا
لِلْكُفَّارِ ذَاتُ أَنْوَاطٍ، وَكَانَ الْكُفَّارُ يَنُوطُونَ (٣) سِلَاحَهُمْ
بِسِدْرَةٍ، وَيَعْكُفُونَ حَوْلَهَا (*)، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «اللهُ أَكْبَر،
هَذَا كَمَا قَالَتْ بَنُو إِسْرَائيلَ لِمُوسَى: ﴿اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا
لَهُمْ آلِهَةٌ﴾ [الأعراف:
١٣٨] إِنَّكُمْ
تَرْكَبُونَ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ».
° [٢١٨٤١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ
أَسْلَمَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللهِ ﷺ: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا
بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائيلَ جُحْرَ ضَبٍّ (٤)
لَتَبِعْتُمُوهُ».
• [٢١٨٤٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ
حُذَيْفَةَ قَالَ: لَتَرْكَبُنَّ سَنَنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ حَذْوَ الْقُذَّةِ
بِالْقُذَّةِ (٥)، وَحَذْوَ الشِّرَاكِ بِالشِّرَاكِ، حَتَّى لَوْ فَعَلَ رَجُلٌ
مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَذَا وَكَذَا، فَعَلَهُ رَجُلٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ،
فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: قَدْ كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ قِرَدَةٌ وَخَنَازِير،
قَالَ: وَهَذِهِ الْأُمَّةُ سَيَكُون فِيهَا قِرَدَةٌ وَخَنَازِيرُ.
(١) السَّنن: الطريقة والمثال. (انظر: المعجم
الوسيط، مادة: سنن).
° [٢١٨٤٠]
[الإتحاف: حب حم ٢٠٨٦٥] [شيبة: ٣٨٥٣٠].
(٢)
ذات أنواط: شجرة عظيمة كانت العرب تأتيها كلّ سنة، فتعلّق عليها أسلحتها وتذبح
عندها؛ تعظيما لها، وكانت قريبة من مكة، وقيل غير ذلك. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص
٣٣).
(٣)
ينوطون: يعلقون. (انظر: النهاية، مادة: نوط).
(*) [ف/١٨٦ أ].
° [٢١٨٤١]
[الإتحاف: حم ٥٨٥٣].
(٤)
الضبّ: حيوان من جنس الزواحف، غليظ الجسم خشنه، له ذنب عريض أعقد، والجمع: أضُبّ
وضِباب وضُبَّان. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: ضبب).
(٥)
حذو القذة بالقذة: مثل للشيئين يستويان ولا يتفاوتان، أي: كما تُقدَّر كل واحدة
منهما على قَدْر صاحبتها وتُقْطَع، والقذة: ريشة السهم. (انظر: النهاية، مادة:
حذا).
• [٢١٨٤٣] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ أَوْسٍ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي قَالَ: تَقْتَتِلُ فِئَتَانِ (١) عَلَى
دَعْوَى جَاهِلِيَّةٍ عِنْدَ خُرُوجِ أَمِيرٍ أَوْ قَبِيلَةٍ، فَتَظْهَرُ
الطَّائِفَةُ الَّتِي تَظْهَرُ وَهِيَ ذَلِيلَةٌ، فَيَرْغَبُ فِيهَا مَنْ يَلِيهَا
مِنْ عَدُوِّهَا، فَتَتَقَحَّمُ فِي النَّارِ تَقَحُّمًا (٢).
• [٢١٨٤٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ
أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: إِنِّي لأَعْلَمُ فِتْنَةً يُوشِكُ
أَنْ تَكُونَ الَّتِي مَعَهَا قَبْلَهَا (٣) كَنَفْجَةِ أَرْنَبٍ، وإِنِّي
لأَعْلَمُ الْمَخْرَجَ مِنْهَا، قُلْنَا: وَمَا الْمَخْرَجُ مِنْهَا؟ قَالَ:
أُمْسِكُ بِيَدِي حَتَّى يَجِيءَ مَنْ يَقْتُلُنِي.
• [٢١٨٤٥]
قال مَعْمَرٌ: وَحَدَّثَنِي شَيْخٌ لَنَا، أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى بَعْضِ
أَزْوَاجِ النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَتْ لَهَا: ادْعِي اللهَ أَنْ يُطْلِقَ لِي يَدِي،
قَالَتْ: وَمَا شَأْنُ يَدِكِ؟ قَالَتْ: كَانَ لِي أَبَوَانِ، فَكَانَ أَبِي
كَثِيرَ الْمَالِ، كَثِيرَ الْمَعْرُوفِ، كَثِيرَ الْفَضْلِ، أَوْ قَالَتْ:
كَثِيرَ الصَّدَقَةِ، وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَ أُمِّي مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ، لَمْ
أَرَهَا تَصَدَّقَتْ بِشَيْءٍ قَطُّ، غَيْرَ أَنَّا نَحَرْنَا بَقَرَةً،
فَأَعْطَتْ مِسْكِينًا شَحْمَةً فِي يَدِهِ، وَكَسَتْهُ خِرْقَةً، فَمَاتَتْ
أُمِّي، وَمَاتَ أَبِي، فَرَأَيْتُ أَبِي عَلَى نَهَرٍ يَسْقِي النَّاسَ (*)،
فَقُلْتُ: يَا أَبَتَاه، هَلْ رَأَيْتَ أُمِّي؟ قَالَ: لَا، أَوَ مَاتَتْ؟
قَالَتْ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَتْ: فَذَهَبْتُ أَلْتَمِسُهَا فَوَجَدْتُهَا
قَائِمَةً عُرْيَانَةً لَيْسَ عَلَيْهَا إِلَّا تِلْكَ الْخِرْقَة، وَتِلْكَ
الشَّحْمَةُ فِي يَدِهَا، وَهِيَ تَضْرِبُ بِهَا عَلَى يَدِهَا الْأُخْرَى،
وَتَمُصُّ أَثَرَهَا، وَتَقُولُ: يَا عَطَشَاه، فَقُلْتُ: يَا أُمَّهْ، أَلَا
أَسْقِيكِ؟ قَالَتْ: بَلَى، فَذَهَبْتُ إِلَى
(١) قوله: «تقتتل فئتان» في (ف): «يقتل
فتيان»، والمثبت من (س)، وهو موافق لما في «المستدرك» للحاكم (٨٦٦٦)، من طريق
المصنف، به.
(٢)
التقحّم: الوقوع، يقال: اقتحم الإنسان الأمر العظيم، وتقحَّمه: إذا رمى نفسه فيه
من غير روية وتثبت. (انظر: النهاية، مادة: قحم).
(٣)
كذا في (ف)، (س): «معها قبلها»، وفي «الفتن» لنعيم بن حماد (٣٤٥)، من طريق المصنف،
به: «قبلها معها».
(*) [س/٣٦٤].
أَبِي، فَأَخَذْتُ إِنَاءً مِنْ
عَنْدِهِ، فَسَقَيْتُهَا، فَنَبِهَ بِي (١) بَعْضُ مَنْ كَانَ عِنْدَهَا قَائِمًا،
فَقَالَ: مَنْ سَقَاهَا أَشَلَّ اللهُ يَدَهُ؟! قَالَتْ: فَاسْتَيْقَظْتُ وَقَدْ
شُلَّتْ يَدِي.
٢٤١
- بَابُ
الْمَهْدِيِّ
° [٢١٨٤٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ يَرْفَعُهُ إِلَى
النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «يَكُونُ اخْتِلَافٌ عِنْدَ مَوْتِ خَلِيفَةٍ، فَيَخْرُجُ
رَجُلٌ مِنَ الْمَدِينَةِ، فَيَأْتِي مَكَّةَ، فَيَسْتَخْرِجُهُ النَّاسُ مِنْ
بَيْتِهِ وَهُوَ كَارِهٌ، فَيُبَايِعُونَهُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ،
فَيُبْعَثُ إِلَيْهِ جَيْشٌ مِنَ الشَّامِ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ
(٢) خُسِفَ بِهِمْ، فَيَأْتِيهِ عَصَائِبُ الْعِرَاقِ، وَأَبْدَالُ الشَّامِ
فَيُبَايِعُونَه، فَيَسْتَخْرِجُ الْكُنُوزَ، وَيَقْسِمُ الْمَالَ، وَيُلْقِي
الْإِسْلَامُ بِجِرَانِهِ (٣) إِلَى الْأَرْضِ، يَعِيشُ فِي ذَلِكَ سَبْعَ
سِنِينَ»، أَوْ قَالَ: «تِسْعَ سِنِينَ».
° [٢١٨٤٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي هَارُونَ،
عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِي (٤) الصِّدِّيقِ النَّاجِي، عَنْ أَبِي
سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بَلَاءٍ يُصِيبُ هَذِهِ
الْأُمَّةَ، حَتَّى لَا يَجِدَ الرَّجُلُ مَلْجَأً يَلْجَأُ إِلَيْهِ مِنَ
الظُّلْمِ، فَيَبْعَثُ اللهُ (٥) إِلَيْهِ رَجُلًا مِنْ عِتْرَتِي (٦) مِنْ أَهْلِ
بَيْتِي، فَيَمْلأُ بِهِ الْأَرْضَ قِسْطًا، كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا،
يَرْضَى عَنْهُ سَاكِنُ السَّمَاءِ، وَسَاكِنُ الْأَرْضِ، لَا تَدَعُ السَّمَاءُ
مِنْ قَطْرِهَا شَيْئًا إِلَّا صَبَّتْهُ
(١) قوله: «فنبه بي»، غير واضح في (ف)، ووقع
في (س): «فقال لي»، والمثبت موافق لما أخرجه الحاكم في «المستدرك» (٨٦٧٨)،
والبيهقي في «شعب الإيمان» (٥/ ١٥٢)، من طريق عبد الرزاق به.
(*) [ف/١٨٦ ب].
(٢)
البيداء: الأرض التي تخرج منها من ذي الحليفة جنوبًا، وفيها اليوم مبنى التلفاز
والكلية المتوسطة. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص ٦٧).
(٣)
يلقي الإسلام بجرانه: ثبتَ واستقرّ. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: جرن).
(٤)
بعده في (س): «بكر» وهو خطأ، والمثبت من (ف).
(٥)
من (س).
(٦)
العترة: أخص الأقارب. وعترة النبي ﷺ: بنو عبد المطلب. وقيل: أهل بيته الأقربون،
وقيل غير ذلك. (انظر: النهاية، مادة: عتر).
مِدْرَارًا (١)، وَلَا تَدَعُ
الْأَرْضُ مِنْ مَائِهَا شَيْئًا إِلَّا أَخْرَجَتْه، حَتَّى تَتَمَنَّى
الْأَحْيَاءُ الْأَمْوَاتَ، يَعِيشُ فِي ذَلِكَ سَبْعَ سِنِينَ أَوْ ثَمَانِ أَوْ
تِسْعَ سِنِينَ.
• [٢١٨٤٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ،
عَنْ أَبِي الْجَلْدِ قَالَ: تَكُونُ فِتْنَةٌ، ثُمَّ تَتْبَعُهَا أُخْرَى لَا
تَكُونُ الْأُولَى فِي الْآخِرَةِ إِلَّا كَثَمَرَةِ السَّوْطِ يَتْبَعُهُ ذُبَابُ
(٢) السَّيْفِ (٣)، ثُمَّ تَكُونُ فِتْنَةٌ فَلَا يَبْقَى للهِ مُحَرَّمٌ إِلَّا
اسْتُحِلَّ، ثُمَّ يَجْتَمِعُ النَّاسُ عَلَى خَيْرِهِمْ رَجُلًا، تَأْتِيهِ
إِمَارَتُهُ هَنِيئًا وَهُوَ فِي بَيْتِهِ (٤).
• [٢١٨٤٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مَطَرٍ (٥)، قَالَ كَعْبٌ:
إِنَّمَا سُمِّيَ الْمَهْدِيَّ لِأَنَّهُ (٦) يَهْدِي لِأَمْرٍ قَدْ خَفِيَ،
قَالَ: وَيَسْتَخْرِجُ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ مِنْ أَرْضٍ يُقَالُ لَهَا:
أَنْطَاكِيَةُ.
• [٢١٨٥٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مَطَرِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي
سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: إِنَّ الْمَهْدِيَّ أَقْنَى (٧) أَجْلَى.
• [٢١٨٥١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ
أَبِي نَضرَةَ (٨)، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: يَكُونُ عَلَى النَّاسِ
إِمَامٌ، لَا يَعُدُّ لَهُمُ الدَّرَاهِمَ وَلكنْ يَحْثُو.
• [٢١٨٥٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ (*) طَاوُسٍ، عَنْ عَلِيِّ
بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَا يَخْرُجُ الْمَهْدِيُّ حَتَّى
تَطْلُعَ مَعَ الشَّمْسِ آيَةٌ.
(١) المدرار: بكسر الميم وسكون الدال، الكثير
الدر والمطر. (انظر: معجم لغة الفقهاء) (ص ٤١٨).
(٢)
تصحف في (س) إلى: «أذناب»، والمثبت من (ف).
(٣)
ذباب السيف: طرفه الذي يُضرب به. (انظر: النهاية، مادة: ذبب).
(٤)
قوله «هنيئا وهو في بيته» في (س): «هنا وهو في يمينه التوارة والإنجيل من أرض يقال
لها أنطاكية»، والمثبت من (ف).
(٥)
كذا في (ف)، وبعده في «الفتن» لنعيم بن حماد (١٠٢٣)، من طريق المصنف، به: «عمن
حدثه».
(٦)
زاد بعده في (ف): «لا»، وهو مزيد خطأ، وينظر: «الفتن» لنعيم.
(٧)
أقنى: القنا في الأنف طوله ورقة أرنبته مع حدب في وسطه. (انظر: النهاية، مادة:
قنو).
(٨)
في (س): «بصرة»، والمثبت من (ف).
(*) [ف/ ١٨٧ أ].
• [٢١٨٥٣] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ:
لَتُمْلأَنَّ الْأَرْضُ ظُلْمًا وَجَوْرًا، حَتَّى لَا يَقُولَ أَحَدٌ: اللهُ
الله، يَسْتَعْلِقُ (١) بِهِ، ثُمَّ لَتُمْلأَنَّ بَعْدَ ذَلِكَ قِسْطًا
وَعَدْلًا، كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا.
° [٢١٨٥٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ إِسْمَاعَيلَ بْنِ أُمَيَّةَ،
عَنْ رَجُلٍ، قَالَ مَعْمَرٌ: أُرَاهُ سَعِيدًا، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَرْوِيهِ
قَالَ: «وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ عَلَى رَأْسِ السِّتِّينَ
(٢)، تَصِيرُ الْأَمَانَةُ غَنِيمَةً، وَالصَّدَقَةُ غَرِيمَةً، وَالشَّهَادَةُ
بِالْمَعْرِفَةِ، وَالْحُكْمُ بِالْهَوَى».
• [٢١٨٥٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ
خَيْثَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ
زَمَانٌ لَا يَبْقَى فِيهِ مُؤْمِنٌ إِلَّا كَانَ بِالشَّامِ.
• [٢١٨٥٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْقَاسِمِ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: شُكِيَ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ الْفُرَاتُ،
فَقَالُوا: نَخَافُ أَنْ يَتَفَتَّقَ (٣) عَلَيْنَا، فَلَوْ أَرْسَلْتَ مَنْ
يَسْكُرُه، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: لَا نَسْكُرُهُ فَوَاللهِ لَيَأْتِيَنَّ عَلَى
النَّاسِ زَمَانٌ لَوِ الْتَمَسْتُمْ فِيهِ مِلْءَ طَسْتٍ مِنْ مَاءٍ مَا
وَجَدْتُمُوه، وَلَيَرْجِعَنَّ كُلُّ مَاءٍ إِلَى عُنْصرِهِ، وَيَكُونُ بَقِيَّةُ
الْمَاءِ وَالْمُسْلِمُونَ بِالشَّامِ.
٢٤٢
- بَابُ
أَشْرَاطِ (٤) السَّاعَةِ
° [٢١٨٥٧]
قرأنا عَلَى عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ
قَالَ: قَالَ
(١) كذا في (ف)، (س)، ووقع عند ابن بطة في
«الإبانة» (١/ ١٧٩) من حديث علي: «يستعلن».
(٢)
في (س): «السنين» خطأ، والمثبت من (ف).
• [٢١٨٥٥]
[شيبة: ١٩٧٩١].
(٣)
في (س): «يعفوا»، والمثبت من (ف)، ووقع عند الطبراني في «الكبير» (٩/ ١٧٢) من طريق
المصنف: «ينبثق».
(٤)
الأشراط: جمع شرَط، وهو: العلامة. (انظر: مجمع البحار، مادة: شرط).
رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَا تَقُومُ
السَّاعَةُ حَتَّى تَزُولَ الْجِبَالُ مِنْ أَمَاكِنِهَا، وَحَتَّى تَرَوُا
الْأَمْرَ الْعَظِيمَ الذِي لَمْ تَكُونُوا تَرَوْنَهُ».
° [٢١٨٥٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ
الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَا تَقُومُ
السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ (١) قَوْمٌ يَنْتَعِلُونَ الشَّعَرَ،
وُجُوهُهُمْ كَالْمَجَانِّ الْمُطْرَقَةِ (٢)».
° [٢١٨٥٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ
سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ
حَتَّى تُقَاتِلُوا خُوزًا (٣) وَكَرْمَانَ (٤) قَوْمٌ مِنَ الْأَعَاجِمِ، حُمْرَ
الْوُجُوهِ، فُطْسَ (٥) الْأُنُوفِ، صِغَارَ الْأَعْيُنِ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ
الْمَجَانُ الْمُطْرَقَة، نِعَالُهُمُ الشَّعَرُ».
• [٢١٨٦٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ: مِنْ
أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يَظْهَرَ الْعِلْم، وَيَكْثُرَ التُّجَّار،
وَتُقَاتِلُونَ (*) قَوْمًا يَنْتَعِلُونَ الشَّعَرَ، وُجُوهُهُمْ كَالْمَجَانِّ
الْمُطْرَقَةِ.
° [٢١٨٦١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَا
° [٢١٨٥٨] [الإتحاف: حب حم ١٨٦٩٨، عه حب ١٨٦٩٩].
(١)
في (ف):»يقاتلونكم"، والمثبت من (س).
(٢)
المجان المطرقة: شبه وجوههم بالترس لتبسطها وتدويرها، وبالمطرقة لغلظها وكثرة
لحمها، وفيه إشارة إلى كبر وجوههم وإدارتها وكثرة لحمها ويبوستها. (انظر: المرقاة)
(٩/ ٢٩٩).
(٣)
خوزَا: هي خوزستان، أرض عبادان في شرقي نهر دجلة وشط العرب، وهي بلاد فسيحة،
وماؤها كثير، قاعدتها الأهواز. (انظر: أطلس الحديث النبوي) (ص ١٦٧).
(٤)
كرمان: إقليم مشهور شمال خليج عمان، جنوب بلوجستان غربها فارس. (انظر: أطلس الحديث
النبوي) (ص ٣١٧).
(٥)
الفطس: انخفاض قصبة الأنف وانفراشها. (انظر: النهاية، مادة: فطس).
(*) [ف/١٨٧ ب].
تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُخْسَفَ
بِقَوْمٍ فِي مَرَاتِعِ الْغَنَمِ، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُخْسَفَ
بِرَجُلٍ كَثِيرِ الْمَالِ وَالْوَلَدِ».
• [٢١٨٦٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ،
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: إِذَا كَانَتْ سَنَةُ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ حَدَثَ
أَمْرٌ عَظِيمٌ، فَإِنْ تَهْلِكُوا فَبِالْحَرَى، وَإِنْ تَنْجُوا فَعَسَى، وإِذَا
كَانَتْ سَبْعِينَ رَأَيْتُمْ مَا تُنْكِرُونَ.
• [٢١٨٦٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ،
قَالَ: قَالَ مُعَاذٌ: اخْرُجُوا مِنَ الْيَمَنِ قَبْلَ ثَلَاثٍ: قَبْلَ خُرُوجِ
النَّارِ، وَقَبْلَ انْقِطَاعِ الْحَبْلِ، وَقَبْلَ أَلَّا (*) يَكُونَ
لِأَهْلِهَا زَادٌ إِلَّا الْجَرَادُ.
• [٢١٨٦٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ
قَالَ: تَخْرُجُ نَارٌ مِنَ الْيَمَنِ تَسُوقُ النَّاسَ، تَغْدُو وَتَرُوحُ
وَتُدْلِجُ.
• [٢١٨٦٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: تَخْرُجُ
نَارٌ بِأَرْضِ الْحِجَازِ تُضِيءُ أَعْنَاقَ الْإِبِلِ بِبُصْرَى.
° [٢١٨٦٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ يَرْويهِ، قَالَ:
«تَخْرُجُ نَارٌ مِنْ مَشَارِقِ الْأَرْضِ، تَسُوقُ النَّاسَ إِلَى مَغَارِبِهَا،
تَسُوقُ النَّاسَ سَوْقَ الْبَرْقِ الْكَسِيرِ (١)، تَقِيلُ (٢) مَعَهُمْ إِذَا
قَالُوا، وَتَبِيتُ مَعَهُمْ إِذَا بَاتُوا، وَتَأْكُلُ مَنْ تَخَلَّفَ».
° [٢١٨٦٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ
حَوْشَبٍ قَالَ: لَمَّا جَاءَتْنَا بَيْعَةُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، قُلْتُ:
لَوْ خَرَجْتُ إِلَى الشَّامِ فَتَنَحَّيْتُ مِنْ شَرِّ هَذِهِ الْبَيْعَةِ،
(*) [س/ ٣٦٥].
(١)
البرق الكسير: الحَمَل (الخروف) المكسور القوائم، يعني: تسوقهم النار سوقا رفيقا
كما يساق الحمل الظالع. (انظر: النهاية، مادة: برق).
(٢)
المقيل والقيلولة: الاستراحة نصف النهار، وإن لم يكن معها نوم. (انظر: النهاية،
مادة: قيل).
° [٢١٨٦٧]
[الإتحاف: كم حم ١١٨٧٥].
فَخَرَجْتُ حَتَّى قَدِمْتُ
الشَّامَ، فَأُخْبِرْتُ بِمَقَامٍ يَقُومُهُ نَوْفٌ، فَجِئْتُه، فَإِذَا رَجُلُ
فَاسِدُ الْعَيْنَيْنِ عَلَيْهِ خَمِيصةٌ (١)، فَإِذَا هُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ
عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، فَلَمَّا رَآهُ نَوْفٌ أَمْسَكَ عَنِ الْحَدِيثِ، فَقَالَ
لَهُ عَبْدُ اللهِ: حَدِّثْ مَا كُنْتَ تُحَدِّثُ بِهِ، قَالَ: أَنْتَ أَحَقُّ
بِالْحَدِيثِ مِنِّي، أَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَقَالَ: إِنَّ هَؤُلَاءِ
قَدْ مَنَعُونَا عَنِ الْحَدِيثِ، يَعْنِي: الْأُمَرَاءَ، قَالَ: أَعْزِمُ
عَلَيْكَ إِلَّا حَدَّثْتَنَا حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ، قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «إِنَّهَا سَتَكُونُ هِجْرَةٌ بَعْدَ هِجْرَةٍ
لِخِيَارِ النَّاسِ إِلَى مُهَاجَرِ إِبْرَاهِيمَ، لَا يَبْقَى فِي الْأَرْضِ
إِلَّا شِرَارُ أَهْلِهَا، تَلْفِظُهُمْ (٢) أَرْضُهُمْ، تَقْذَرُهُمْ (٣) نَفْسُ
اللهِ، تَحْشُرُهُمُ النَّارُ مَعَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ، تَبِيتُ مَعَهُمْ
إِذَا بَاتُوا، وَتَقِيلُ مَعَهُمْ إِذَا قَالُوا، وَتَأْكُلُ مَنْ تَخَلَّفَ».
قَالَ: وَسَمِعْتُ رَسُولَ (*) اللهِ
ﷺ يَقُولُ: «سَيَخْرُجُ أُنَاسٌ مِنْ أُمَّتِي مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ،
يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ (٤)، كُلَّمَا خَرَجَ
مِنْهُمْ قَرْنٌ قُطِعَ، كُلَّمَا خَرَجَ مِنْهُمْ (٥) قَرْنٌ قُطِعَ - حَتَّى عَدَّدَهَا
زِيَادَةً عَلَى عَشْرِ مَرَّاتٍ - كُلَّمَا خَرَجَ مِنْهُمْ قَرْنٌ قُطِعَ،
حَتَّى يَخْرُجَ الدَّجَّالُ فِي بَقِيَّتِهِمْ».
• [٢١٨٦٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ
قَالَ: عَشْرُ آيَاتٍ بَينَ يَدَيِ السَّاعَةِ: طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ
مَغْرِبِهَا، وَالدُّخَان، وَالدَّجَّال، وَالدَّابَّة، وَنُزُولُ
(١) الخميصة: كساء أسود مريع له علمان، وفيه
خطوط، والجمع: خمائص. (انظر: معجم الملابس) (ص ١٦٠).
(٢)
تلفظهم: أي تقذفهم وترميهم. (انظر: النهاية، مادة: لفظ).
(٣)
اضطرب في رسمها في (ف)، (س)، والمثبت موافق لما في «المسند» (٦٨٧١)، «شرح السنة»
(١٤/ ٢٠٩)، «المستدرك» (٨٧٢١)، «تاريخ دمشق» (١/ ١٦٠)، من طريق المصنف، به.
(*) [ف/١٨٨ أ].
(٤)
التراقي: جمع تَرْقُوَة، وهي: العظم الذي بين ثُغْرَة النحر والعاتق (هو من المنكب
إلى أصل العُنُق)، وهما تَرقوتان من الجانبين. (انظر: النهاية، مادة: ترق).
(٥)
في (ت)، (س) في هذا الموضع والموضع التالي: «منها»، والمثبت موافق لما في المصادر
الأربعة السابقة.
عَيسَى، وَنَارٌ تَسُوقُ النَّاسَ
إِلَى الْمَحْشَرِ، وَخُرُوجُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَخَسْفٌ فِي جَزِيرَةِ
الْعَرَبِ.
• [٢١٨٦٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ،
عَنْ رَجُلٍ، عَنْ رَبِيعَةَ الْجُرَشِيِّ قَالَ: عَشْرٌ آيَاتٍ بَيْنَ يَدَيِ
السَّاعَةِ: خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ بِحِجَازِ
الْعَرَبِ، وَالرَّابِعَةُ الدَّجَّال، وَالْخَامِسَةُ عِيسَى، وَالسَّادِسَةُ
دَابَّةُ الْأَرْضِ، وَالسَّابِعَةُ الدُّخَان، وَالثَّامِنَةُ خُرُوجُ يَأْجُوجَ
وَمَأْجُوجَ، وَالتَّاسِعَةُ رِيحٌ بَارِدَةٌ طَيِّبَةٌ يُرْسِلُهَا الله،
فَيَقْبِضُ بِتِلْكَ الرِّيحِ نَفْسَ كُلِّ مُؤْمِنٍ، وَالْعَاشِرَةُ طُلُوعُ
الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا.
° [٢١٨٧٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى
يَمُرَّ الْمَرْءُ بِقَبْرِ أَخِيهِ، فَيَقُولُ: يَا لَيْتَنِي مَكَانَكَ».
• [٢١٨٧١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: بَلَغَنَا
أَنَّهُ: يَشْتَدُّ الْبَلَاءُ حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ أَخِيهِ،
فَيَقُولُ: يَا لَيْتَنِي مَكَانَكَ، لَيْسَ بِهِ شَوْقٌ إِلَى لِقَاءِ اللهِ،
وَلكِنْ لِمَا يَرَى مِنْ شِدَّةِ الْبَلَاءِ.
° [٢١٨٧٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ
الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَا تَقُومُ
السَّاعَةُ حَتَّى تَضْطَرِبَ ألَيَاتُ نِسَاءِ دَوْسٍ حَوْلَ ذِي الْخَلَصَةِ»،
وَكَانَتْ صَنَمًا تَعْبُدُهَا دَوْسٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ بِتَبَالَةَ (١)، قَالَ
مَعْمَرٌ: وَسَمِعْتُ غَيْرَ الزُّهْرِيِّ، يَقُولُ: عَلَى ذَلِكَ الْحَجَرِ
بَيْتٌ بُنِيَ الْيَوْمَ.
° [٢١٨٧٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ،
قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ
° [٢١٨٧٢] [الإتحاف: عه حب حم ١٨٧٠٠].
(١)
تبالة: واد فحل ذو قرى ومياه ونخل، يقع جنوب شرقي الطائف على قرابة (٢٠٠) كيلو
متر. (انظر: المعالم الجغرافية) (ص ٥٩).
° [٢١٨٧٣]
[التحفة: خ م ١١٨٤، خ م ١٢٢٨، خ م ١٣٦٢، خ م ١٤٩٣، خ م ١٥٣٨، م ١٥٦٧، س ١٦١٧].
مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ
خَرَجَ حِينَ زَاغَتِ الشَّمْسُ (١) وَصَلَّى الظُّهْرَ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ
عَلَى الْمِنْبَرِ، فَذَكَرَ فِي السَّاعَةِ، وَذَكَرَ أَنَّ بَيْنَ يَدَيْهَا
أُمُورًا عِظَامًا، ثُمَّ قَالَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْأَلَ عَنْ شَيْءٍ
فَلْيَسْأَلْ عَنْه، فَوَاللهِ لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا حَدَّثْتُكُمْ
بِهِ مَا دُمْتُ فِي مَقَامِي هَذَا»، قَالَ أَنَسٌ: فَأَكْثَرَ النَّاسُ
الْبُكَاءَ (*) حِينَ سَمِعُوا ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ، وَأَكْثَرَ رَسُولُ
اللهِ ﷺ أَنْ يَقُولَ: «سَلُونِي سَلُونِي»، قَالَ: فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ،
فَقَالَ: أَيْنَ مَدْخَلُهُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «النَّارُ» قَالَ: وَقَامَ
عَبْدُ اللهِ بْنُ حُذَافَةَ، فَقَالَ: مَنْ أَبِي يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ:
«أَبُوكَ حُذَافَةُ»، قَالَ: ثُمَّ أَكْثَرَ أَنْ يَقُولَ: «سَلُونِي»، قَالَ
فَبَرَكَ عُمَرُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، وَقَالَ: رَضينَا بِاللهِ رَبًّا،
وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ ﷺ رَسُولًا، قَالَ: فَسَكَتَ رَسُولُ
اللهِ ﷺ حِينَ قَالَ عُمَرُ ذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ «أَوْلَى (٢)،
وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ
آنِفًا فِي عُرْضِ هَذَا الْحَائِطِ، وَأَنَا أُصَلِّي فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ
فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ».
• [٢١٨٧٤]
قال الزُّهْرِيُّ: وَأَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ،
قَالَ: قَالَتْ أُمُّ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُذَافَةَ: مَا رَأَيْتُ ابْنَا قَطُّ
أَعَقَّ مِنْكَ، أَكُنْتَ تَأْمَنُ أَنْ تَكُونَ أُمُّكَ قَدْ قَارَفَتْ بَعْضَ
مَا قَارَفَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ، فَتَفْضَحَهَا عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ؟
قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَاللهِ لَوْ أَلْحَقَنِي بِعَبْدٍ أَسْوَدَ لَلَحِقْتُ.
• [٢١٨٧٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ،
أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: كَأَنِّي بِالتُّرْكِ قَدْ أَتَتْكُمُ عَلَى
بَرَاذِينَ مُخَرَّمَةِ الْآذَانِ حَتَّى تَرْبِطَهَا بِشَطِّ الْفُرَاتِ.
• [٢١٨٧٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ،
عَنْ
(١) زاغت الشمس: مالت عن وسط السماء إلى
الغرب. (انظر: جامع الأصول) (٥/ ٧٠٩).
(*) [ف/١٨٨ ب].
(٢)
أي: أولى لمن عنَّت نبيه في المسألة وأغضبه، ومعنى «أولى» عند العرب: التهديد
والوعيد. ينظر: «شرح صحيح البخاري» لابن بطال (١٠/ ٣٣٩).
• [٢١٨٧٦]
[شيبة: ٣٨٥٤٤].
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي
بَكْرَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي: أَوْشَكَ بَنُو
قَنْطُورَاءَ (١) أَنْ (*) يُخْرِجُوكُمْ مِنْ أَرْضِ الْعِرَاقِ قَالَ: قُلْتُ:
ثُمَّ نَعُودُ؟ قَالَ: وَذَلِكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ، ثَمَّ تَعُودُونَ وَيَكُونُ
لكُمْ بِهَا سَلْوَةٌ مِنْ عَيْشٍ.
• [٢١٨٧٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ
يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: تُضافُ الْعَرَبُ إِلَى
مَنَازِلهَا الْأُولَى حَتَّى يَكُونَ خَيْرُ مَالِهَا الشَّاةُ وَالْبَعِيرُ،
قَالَ: وَيَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: إِلَّا امْرَأَةً كَيِّسَةً تَتَّخِذُ سِقَاءً
أَوْ سِقَائَيْنِ أَوْ مَزَادَةً أَوْ مَزَادَتَيْنِ.
° [٢١٨٧٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ:
قَالَ لَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكِ: لأُحَدِّثَنَّكُمْ حَدِيثًا لَا تَجِدُونَ
أَحَدًا يُحَدِّثُكُمُوهُ بَعْدِي، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «إِنَّ مِنْ
أَشْرَاطِ السَّاعَةِ: أَنْ يَذْهَبَ الْعِلْم، وَيَظْهَرَ الْجَهْل، وَيُشْرَبَ
الْخَمْر، وَيَفْشُوَ الزِّنَا، وَيَقِلَّ الرِّجَال، وَيَكْثُرَ النِّسَاء،
حَتَّى يَكُونَ قَيِّمَ (٢) خَمْسِينَ امْرَأَةً رَجُلٌ وَاحِدٌ».
° [٢١٨٧٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ
عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يقُولُ: «تَجِيءُ
رِيحٌ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ فَيُقْبَضُ فِيهَا (*) رُوحُ كُلِّ مُؤْمِنٍ».
° [٢١٨٨٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
الْجَحْشِيِّ، عَنْ
(١) بنو قنطوراء: قيل: إن قنطوراء كانت جارية
لإبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام، ولدت له أولادًا، منهم الترك والصين. (انظر:
النهاية، مادة: قنطر).
(*) [س/٣٦٦].
° [٢١٨٧٨]
[الإتحاف: عه حب حم ١٦٣٩] [شيبة: ٣٨٤٣٥].
(٢)
القيم: الزوج، لأنه يقوم بأمر المرأة وما تحتاج إليه. (انظر: النهاية، مادة: قيم).
° [٢١٨٧٩]
[الإتحاف: كم حم ١٦٢٢٥].
(*) [ف/١٨٩ أ].
عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ سِنِينَ (١) خَوَادِعُ
يُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِين، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِن، وَتَنْطِقُ
الرُّوَيْبِضَةُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ»، قَالَ: قِيلَ: وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ يَا
رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «سَفِلَةُ النَّاسِ».
° [٢١٨٨١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ
أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ
ﷺ: «يَحْسُرُ (٢) الْفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَيَقْتَتِلَ النَّاسُ
عَلَيْهِ، فَيُقْتَلَ مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعُونَ»، أَوْ قَالَ: «تِسْعَةٌ
وَتِسْعُونَ، كُلُّهُمْ يَرَى أَنَّهُ يَنْجُو (٣)».
° [٢١٨٨٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ
قَالَ: ذُكِرَ شَيْءٌ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ لَا أَحْفَظُهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ:
«ذَاكَ عِنْدَ نَسْخِ الْقُرْآنِ»، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ كَالْأَعْرَابِيِّ: مَا
نَسْخُ الْقُرْآنِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: فَسَكَتَ النَّبِيُّ ﷺ سَاعَةً،
وَقَالَ: «مِثْلُ هَذَا، يَذْهَبُ أُمَّتُهُ وَيَبْقَى قَوْمٌ طِيَالُ
الْأَعْنَاقِ هَكَذَا»، وَجَمَعَ يَدَيْهِ ثُمَّ مَدَّهُمَا وَأَشَارَ
كَالْأَنْعَامِ، قَالُوا: أَوَلَا نُقْرِئُهُ أَبْنَاءَنَا وَأَزْوَاجَنَا؟ قَالَ:
«قَدْ قَرَأَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى».
• [٢١٨٨٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ
قَالَ: لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ، وَخَيْرُ مَنَازِلهِمُ الَّتِي
نَهَى عَنْهَا رَسُولُ اللهِ ﷺ الْبَادِيَةُ.
• [٢١٨٨٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: إِنَّ فِي الْبَحْرِ
شَيَاطِينَ مَسْجُونَةً أَوْثَقَهَا سُلَيْمَان، يُوشِكُ أَنْ تَخْرُجَ فَتَقْرَأَ
عَلَى النَّاسِ قُرْآنًا.
° [٢١٨٨٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ
شَهْرِ بْنِ
(١) كذا في (ت)، و(س)، والجادة: «سنون».
° [٢١٨٨١]
[الإتحاف: عه حب حم ١٨٢٥١].
(٢)
الحسر: الكشف. (انظر: النهاية، مادة: حسر).
(٣)
في (س): «ذبجوا»، والمثبت من (ف).
° [٢١٨٨٥]
[الإتحاف: حم ١٨٩٢٢].
حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
قَالَ: جَاءَ ذِئْبٌ إِلَى رَاعِي غَنَمٍ فَأَخَذَ مِنْهَا شَاةً، فَطَلَبَهُ
الرَّاعِي حَتَّى انْتَزَعَهَا مِنْه، قَالَ: صَعِدَ الذِّئْبُ عَلَى تَلٍّ
فَأَقْعَى (١) وَاسْتَقَرَّ، وَقَالَ: عَمَدْتَ إِلَى رِزْقٍ رَزَقَنِيهِ اللهُ
أَخَذْتُه، ثُمَّ انْتَزَعْتَهُ مِنِّي؟! قَالَ الرَّجُلُ: تَاللهِ لَئِنْ
رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ ذِئْبًا يَتَكَلَّم، قَالَ الذِّئْبُ: أَعْجَبُ مِنْ هَذَا
رَجُلٌ فِي النُّخَيْلَاتِ بَيْنَ الْحَرَّتَيْنِ (٢)، يُخْبِرُكُمْ بِمَا مَضى
وَبِمَا هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكُمْ، قَالَ: وَكَانَ الرَّجُلُ يَهُودِيًّا، فَجَاءَ
إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَصَدَّقَهُ النَّبِيُّ ﷺ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ:
«إِنَّهَا أَمَارَةٌ مِنْ أَمَارَاتٍ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ، قَدْ أَوْشَكَ
الرَّجُلُ أَنْ يَخْرُجَ فَلَا يَرْجِعَ، حَتَّى يُحَدِّثَهُ نَعْلَاهُ وَسَوْطُهُ
بِمَا أَحْدَثَ أَهْلُهُ بَعْدَهُ» (*).
• [٢١٨٨٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ
أَبِي الْكَنُودِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: مَثَلُ الدُّنْيَا كَمَثَلِ
ثَغْبٍ، قَالَ: قُلْنَا: وَمَا الثَّغْبُ؟ قَالَ: الْغَدِيرُ ذَهَبَ صَفْوُه،
وَبَقِيَ كَدَرُه، فَالْمَوْتُ تُحْفَةُ (٣) كُلِّ مُؤْمِنٍ.
° [٢١٨٨٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ،
عَنْ وَهْبِ بْنِ جَابِرٍ الْخَيْوَانِيِّ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَبْدِ اللهِ
بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَقَدِمَ عَلَيْهِ قَهْرَمَانٌ (٤) مِنَ الشَّامِ،
وَقَدْ بَقِيَتْ لَيْلَةٌ مِنْ رَمَضَانَ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ: هَلْ
تَرَكْتَ عِنْدَ أَهْلِي مَا يَكْفِيهِمْ؟ قَالَ: قَدْ تَرَكْتُ عِنْدَهُمْ
نَفَقَةً، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ، عَزَمْتُ عَلَيْكَ لَمَا رَجَعْتَ فَتَرَكْتَ
لَهُمْ مَا يَكْفِيهِمْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يقُولُ: «كَفَى
إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ الرَّجُلُ مَنْ يَقُوتُ (٥)»، قَالَ: ثُمَّ أَنْشَأَ
يُحَدِّثُنَا، قَالَ: إِنَّ الشَّمْسَ إِذَا غَرَبَتْ سَلَّمَتْ
(١) الإقعاء: جلوس السبع على استه مفترشا
رجليه وناصبا يديه. (انظر: اللسان، مادة: قعو).
(٢)
الحرتان: مثنى حرة، وهي: أرض ذات حجارة سود، وهما حرتان، الشرقية شرق المدينة
وتسمى واقم، والغربية في غرب المدينة وتسمى حرة الويرة. (انظر: المعالم الأثيرة)
(ص ٩٨).
(*) [ف/١٨٩ ب].
• [٢١٨٨٦]
[شيبة: ٣٥٦٥٨].
(٣)
في (س): «محبة»، والمثبت من (ف).
(٤)
القهرمان: هو كالخازن والوكيل والحافظ لما تحت يده، والقائم بأمور الرجل، بلغة
الفرس. (انظر: النهاية، مادة: قهرم).
(٥)
من يقوت: من تلزمه نفقته من أهله وعياله وعبيده. (انظر: النهاية، مادة: قوت).
وَسَجَدَتْ وَاسْتَأْذَنَتْ، قَالَ:
فَيُؤْذَنُ لَهَا، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمًا غَرَبَتْ، فَسَلَّمَتْ وَسَجَدَتْ
وَاسْتَأْذَنَتْ، فَلَا يُؤْذَنُ لَهَا، فَتَقُولُ: أَيْ رَبِّ، إِنَّ الْمَسِيرَ
بَعِيدٌ، وإِنِّي لَا يُؤْذَنُ لِي، لَا أَبْلُغ، قَالَ: فَتُحْبَسُ مَا شَاءَ
الله، ثُمَّ يُقَالُ لَهَا: اطْلُعِي مِنْ حَيْثُ غَرَبَتِ، قَالَ: فَمِنْ
يَوْمِئِذٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ﴿لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ
تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ﴾ [الأنعام: ١٥٨].
قَالَ: وَذَكَرَ يَأْجُوجَ
وَمَأْجُوجَ، قَالَ: مَا يَمُوتَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ حَتَّى يُولَدَ لَهُ مِنْ
صلْبِهِ أَلْفٌ، وَإِنَّ مِنْ وَرَائِهِمْ لَثَلَاثَ أُمَمٍ، مَا يَعْلَمُ
عِدَّتَهُمْ إِلَّا الله، مَنْسَكَ وَتَاوِيلَ وَتَارِيسَ.
° [٢١٨٨٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مَطَرٍ وَغَيْرِهِ، عَنِ
الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَتُمْلأَنَّ أَيْدِيكُمْ مِنَ
الْعَجَمِ، ثُمَّ لَيَصِيرُنَّ أُسْدًا لَا يَفِرُّونَ، ثُمَّ لَيَضْرِبُنَّ
أَعْنَاقَكُمْ، وَلَيَأْكُلُنَّ فَيْئَكُمْ».
٢٤٣
- بَابُ
قِيَامِ الرُّومِ
° [٢١٨٨٩]
قرأنا عَلَى عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ
بْنِ هلَالٍ الْعَدَوِيِّ، عَنْ رَجُلٍ سَمَّاه، عَنِ ابْنِ مَسْعُودِ قَالَ:
إِنَّا لَجُلُوسٌ عِنْدَهُ بِالْكُوفَةِ إِذْ هَاجَتْ رِيحٌ حَمْرَاءُ، فَجَعَلَ
النَّاسُ يَقُولُونَ: قَامَتِ السَّاعَة، حَتَّى جَاءَ رَجُلٌ لَهُ هِجِّيرٌ (١)
يَقُولُ: قَدْ قَامَتِ السَّاعَةُ يَا ابْنَ مَسْعُودٍ، قَدْ قَامَتِ السَّاعَةُ
يَا ابْنَ مَسْعُودٍ، فَاسْتَوَى جَالِسًا وَغَضِبَ، وَكَانَ مُتَّكِئًا، فَقَالَ:
وَاللهِ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا (٢) يُقْسَمَ مِيرَاثٌ، وَلَا يُفْرَحَ
بِغَنِيمَةٍ، وَقَالَ: إِنَّهَا سَتَكُونُ بَيْنَكُمْ (*) وَبَيْنَ هَؤُلَاءِ
مُدَّةٌ، قَالَ حُمَيْدٌ: فَقُلْتُ لِلرَّجُلِ: الرُّومَ يَعْنِي؟ قَالَ: نَعَمْ،
وَلَيَسْتَمِدُّ الْمُؤْمِنُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَيُقْتَلُونَ، فَتَشْتَرِطُ
(٣) شُرْطَةً لِلْمَوْتِ أَلَّا يَرْجِعُوا إِلَّا غَالِبِينَ، فَيَقْتَتِلُونَ
حَتَّى يَحُولَ بَيْنَهُمُ اللَّيْل، فَيَفِيءُ هَؤُلَاءِ وَيُفِيءُ هَؤُلَاءِ،
وَكُلُّ غَيْرُ غَالِبٍ، وَتَفْنَى الشُّرْطَة، ثُمَّ الْيَوْمُ الثَّانِي
كَذَلِكَ،
(١) الهجير والهجيرى: الدأب والعادة والديدن.
(انظر: النهاية، مادة: هجر).
(٢)
ليس في (ف)، واستدركناه من «شرح السنة» للبغوي (١٥/ ٤١).
(*) [س/ ٣٦٧].
(٣)
في (ف): «فتشرط».
ثُمَّ الْيَوْمُ الثَّالِثُ كَذَلِكَ
(*)، ثُمَّ الْيَوْمُ الرَّابعُ يَنْهَدُ (١) إِلَيْهِمْ بَقِيَّةُ
الْمُسْلِمِينَ، فَيُقْتَلُونَ مَقْتَلَةً لَمْ يُرَ مِثْلُهَا، حَتَّى إِنَّ
بَنِي الْأَبِ كَانُوا يَتَعَادَوْنَ عَلَى مِائَةٍ لَا يَبْقَى مِنْهُمْ إِلَّا الرَّجُل،
قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: أَفَيُقْسَمُ هَاهُنَا مِيرَاثٌ؟ قَالَ مَعْمَرٌ: وَكَانَ
قَتَادَةُ يَصِلُ هَذَا الْحَدِيثَ، قَالَ: فَيَنْطَلِقُونَ حَتَّى يَدْخُلُوا
قُسْطَنْطِينِيَّةَ، فَيَجِدُونَ فِيهَا مِنَ الصَّفْرَاءِ وَالْبَيْضَاءِ، مَا
أَنَّ الرَّجُلَ يَتَحَجَّلُ حَجَلًا، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ جَاءَهُمُ
الصَّرِيخُ (٢) إِنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَلَفَ فِي دِيَارِكُمْ، فَيَرْفُضُونَ مَا
فِي أَيْدِيهِمْ، قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: أَفَيُفْرَحُ هَاهُنَا بِغَنِيمَةٍ؟
فَيَبْعَثُونَ مِنْهُمْ طَلِيعَةً (٣) عَشَرَةَ فَوَارِسَ، أَوِ اثْنَي عَشَرَ،
قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إِنِّي لأَعْرِفُ أَسْمَاءَهُمْ
وَقَبَائِلَهُمْ، وَأَلْوَانَ خُيُولِهِمْ، هُمْ يَوْمَئِذٍ خَيْرُ فَوَارِسَ فِي
الْأَرْضِ، فَيُقَاتِلُهُمُ الدَّجَّالُ فَيُسْتَشْهَدُونَ».
• [٢١٨٩٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ
ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ أَوْسٍ الدَّوْسِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: يَكُونُ عَلَى الرُّومِ مَلِكٌ لَا يَعْصُونَه، أَوْ
لَا يَكَادُونَ يَعْصُونَه، فَيَجِيءُ حَتَّى يَنْزِلَ بِأَرْضِ كَذَا وَكَذَا،
قَالَ عَبْدُ اللهِ: أَنَا مَا نَسِيتُهَا (٤)، قَالَ: وَيَسْتَمِدُّ
الْمُؤْمِنُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، حَتَّى يَمُدَّهُمْ أَهْلُ عَدَنِ أَبْيَنَ
(٥) عَلَى قَلَصَاتِهِمْ (٦)، قَالَ عَبْدُ اللهِ: إِنَّهُ لَفِي الْكِتَابِ
مَكْتُوبٌ، فَيَقْتَتِلُونَ عَشْرًا لَا يَحْجُزُ بَيْنَهُمْ إِلَّا اللَّيْل،
لَيْسَ لكمْ طَعَامٌ إِلَّا مَا فِي أَدَاوِيكُمْ، لَا تَكِلُّ
(*) [ف/١٩٠ أ].
(١)
النهود: النهوض. (انظر: اللسان، مادة: نهد).
(٢)
الصريخ: المستغيث، ويأتي الصريخ بمعنى المغيث أيضًا. (انظر: المشارق) (٢/ ٤٢).
(٣)
الطليعة: مفرد الطلائع، وهم الذين يبعثون ليطلعوا (لينظروا) خبر العدو كالجواسيس.
(انظر: النهاية، مادة: طلع).
(٤)
قوله «أنا ما نسيتها» كذا في (ف)، (س)، وأخرج نعيم بن حماد في «الفتن» (١١/ ٣٨٧)
عن عبد الوهاب الثقفي عن أيوب، به: «أياما نسيتها»، وهو الأقرب للصواب.
(٥)
عدن أبين: من بلاد اليمن، بينها وبين عدن اثنا عشر ميلًا (والميل البري: ١٦٠٩
أمتار، والبحري: ١٨٥٢ مترًا). (انظر: الروض المعطار) (ص ١١).
(٦)
في (س): «ما أصابهم»، والمثبت من (ف).
سُيُوفُهُمْ وَلَا نَيَازِكُهُمْ
وَلَا نُشَّابُهُمْ (١)، وَأَنْتُمْ أَيْضًا كَذَلِكَ، ثُمَّ يَأْمُرُ مَلِكُهُمْ
بِالسُّفُنِ فَتُحْرَق، يَعْنِي مَلِكَ الرُّومِ، قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ: مَنْ
شَاءَ الْآنَ فَلْيفِرَّ، فَيَجْعَلُ اللهُ الدَّبْرَةَ (٢) عَلَيْهِمْ،
فَيُقْتَلُونَ مَقْتَلَةً لَمْ يُرَ مِثْلُهَا - أَوْ لَا يُرَى مِثْلُهَا -
حَتَّى إِنَّ الطَّائِرَ لَيَمُرُّ بِهِمْ فَيَقَعُ مَيِّتًا مِنْ نَتْنِهِمْ،
لِلشَّهِيدِ يَوْمَئِذٍ كِفْلَانِ عَلَى مَنْ مَضَى قَبْلَهُ مِنَ الشُّهَدَاءِ،
وَلِلْمُؤْمِنِ يَوْمَئِذٍ كِفْلَانِ عَلَى مَنْ مَضَى مِنْهُمْ (٣) قَبْلَهُ مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: وَبَقِيَّتُهُمْ لَا يُزَلْزِلُهُمْ شَيْءٌ أَبَدًا،
وَبَقِيَّتُهُمْ يُقَاتِلُ الدَّجَّالَ.
قَالَ ابْنُ سِيرِينَ: فَكَانَ
عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ يَقُولُ: إِنْ أَدْرَكَنِي هَذَا الْقِتَالُ وَأَنَا
مَرِيضٌ فَاحْمِلُونِي عَلَى سَرِيرِي، حَتَّى تَجْعَلُونِي بَيْنَ الصَّفَّيْنِ.
° [٢١٨٩١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ
الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «يَذْهَبُ
كِسْرَى، فَلَا يَكُونُ كِسْرَى بَعْدَه، وَيَذْهَبُ قَيْصَر، فَلَا يَكُونُ
قَيْصَرُ بَعْدَه، وَالَّذِي (*) نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُنْفِقُنَّ كُنُوزَهُمَا فِي
سَبِيلِ اللهِ».
° [٢١٨٩٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ
سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «هَلَكَ كِسْرَى، ثُمَّ
لَا يَكُونُ كِسْرَى بَعْدَه، وَقَيْصَرُ لَيَهْلِكَنَّ، ثُمَّ لَا يَكُونُ
قَيْصَرُ بَعْدَه، وَلَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُمَا فِي سَبِيلِ اللهِ».
• [٢١٨٩٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي
ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: لَا
تَذْهَبُ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامُ حَتَّى يَغْزُوَ الْعَادِي (٤) رُومِيَّةَ،
(١) كذا في (ف)، (س) وفي المصدر السابق، وفي
«عقد الدرر في أخبار المنتظر» للمقدسي (١/ ٢٨١): «نشابهم»، وهو الأقرب للسياق.
(٢)
الدبرة: الهزيمة. (انظر: النهاية، مادة: دبر).
(٣)
كذا في (ف)، (س) بزيادة «منهم»، وليست في أي من المصدرين السابقين.
° [٢١٨٩١]
[الإتحاف: عه حب حم ش ١٨٧٠٧].
(*) [ف/١٩٠ ب].
° [٢١٨٩٢]
[الإتحاف: عه حب حم ش ١٨٧٠٧].
(٤)
في (س): «الغازي»، والمثبت من (ف).
فَيَقْفَلَ (١) إِلَى
الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ، فَيَرَى أَنْ قَدْ فَعَلَ (٢)، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ
حَتَّى يَسُوقَ النَّاسَ رَجُلٌ مِنْ قَحْطَانَ.
٢٤٤
- بَابُ
الدَّجَّالِ
° [٢١٨٩٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ
ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ مَرَّ بِابْنِ صيَّادٍ فِي نَفَرٍ مِنْ
أَصْحَابِهِ، مِنْهُمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ
الْغِلْمَانِ عِنْدَ أُطُمِ (٣) بَنِي مُعَاوِيَةَ وَهُوَ غُلَامٌ، فَلَمْ
يَشْعُرْ حَتَّى ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ ﷺ ظَهْرَهُ بِيَدِهِ، فَقَالَ: «اشْهَدْ
أَنِّي رَسُولُ اللهِ» فَنَظَرَ إِلَيْهِ ابْنُ صيَّادٍ، فَقَالَ: أَشْهَدُ
أَنَّكَ رَسُولُ الْأُمِّيِّينَ، قَالَ ابْنُ صَيَّادٍ لِلنَّبِيِّ ﷺ: أَتَشْهَدُ
أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «آمَنْتُ بِاللهِ وَرُسُلِهِ (٤)»،
فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: «مَا يَأْتِيكَ؟» قَالَ ابْنُ صَيَّادٍ: يَأْتِينِي
صَادِقٌ وَكَاذِبٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «خُلِّطَ عَلَيْكَ الْأَمْرُ»، ثُمَّ
قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنِّي قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئًا (٥)» وَخَبَأَ لَهُ
﴿فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ﴾ [الدخان: ١٠]، فَقَالَ ابْنُ صَيَّادٍ: هُوَ الدُّخُّ
(٦)، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «اخْسَأْ (٧)، فَلَنْ (٨) تَعْدُوَ (٩) قَدْرَكَ»،
فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ائْذَنْ لِي فِيهِ فَأَضْرِبَ عُنُقَه،
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنْ يَكُ هُوَ فَلَنْ تُسَلَّطَ عَلَيْهِ، وَإِنْ لَا
يَكُنْ هُوَ فَلَا خَيْرَ لَكَ فِي قَتْلِهِ».
(١) في (ف): «فيفعل»، والمثبت من (س).
(٢)
في (س): «قفل»، والمثبت من (ف).
° [٢١٨٩٤]
[الإتحاف: حب عه حم ٩٦٤٩].
(٣)
الأطم: البناء المرتفع، والجمع: آطام. (انظر: النهاية، مادة: أطم).
(٤)
في (س): «وبرسله».
(٥)
الخبيء والخبء: كل شيء غائب مستور. (انظر: النهاية، مادة: خبأ).
(٦)
الدخ: الدُّخَان. (انظر: النهاية، مادة: دخخ).
(٧)
اخسأ: اسكت صاغرا مطرودا. (انظهر: مجمع البحار، مادة: خسأ).
(٨)
في (ف): «فلم»، والمثبت من (س).
(٩)
لن تعدو: أي: لا تتجاوز قدرك وقدر أمثالك. (انظر: المرقاة) (٨/ ٣٤٨٨).
° [٢١٨٩٥] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ، أَنَّهُ سَمِعَ
حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ يُحَدِّثُ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ خَبَأَ لاِبْنِ صَيَّادٍ
دُخَانًا، فَسَأَلَهُ عَمَّا خَبَأَ لَه، فَقَالَ: دُخٌّ، فَقَالَ: «اخْسَأْ
فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ أَجَلَكَ»، فَلَمَّا وَلَّى قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «مَا
قَالَ»: فَقَالَ بَعْضُهُمْ: دُخٌّ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ قَالَ: رِيحٌ،
فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «قَدِ اخْتَلَفْتُمْ وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ،
وَأَنْتُمْ بَعْدِي أَشَدُّ اخْتِلَافًا».
° [٢١٨٩٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ (*) الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ،
أَوْ (١) عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: انْطَلَقَ رَسُولُ
اللهِ ﷺ وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ يَؤُمَّانِ النَّخْلَ الَّتِي فِيهَا ابْنُ
صَيَّادٍ، حَتَّى إِذَا دَخَلَا النَّخْلَ طَفِقَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَتَّقِي (٢)
بِجُذُوعِ النَّخْلِ وَهُوَ يَخْتِلُ ابْنَ صَيَّادٍ، أَنْ يَسْمَعَ مِنِ ابْنِ
صَيَّادٍ شَيْئًا قَبْلَ أَنْ يَرَاه، وَابْنُ صيَّادٍ مُضطَجِعٌ عَلَى فِرَاشِهِ
فِي قَطِيفَةٍ (٣) لَهُ فِيهَا زَمْزَمَةٌ (٤)، قَالَ: فَرَأَتْ أُمُّهُ رَسُولَ
اللهِ ﷺ وَهُوَ يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ (*)، فَقَالَتْ: أَيْ صَافِ - وَهُوَ
اسْمُهُ - هَذَا مُحَمَّدٌ، فَثَارَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَوْ تَرَكَتْهُ
بَيَّنَ».
° [٢١٨٩٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ
ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللهِ ﷺ فِي النَّاسِ، فَأَثْنَى عَلَى اللهِ
بِمَا هُوَ أَهْلُه، ثُمَّ ذَكَرَ الدَّجَّالَ فَقَالَ: «إِنِّي لأُنْذِرُكُمُوه،
وَمَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا قَدْ أَنْذَرَهُ قَوْمَه، لَقَدْ أَنْذَرَهُ نُوحٌ
قَوْمَه، وَلَكِنِّي سَأَقُولُ لَكُمْ فِيهِ قَوْلًا لَمْ يَقُلْهُ نَبِيٌّ
لِقَوْمِهِ: تَعْلَمُونَ أَنَّهُ أَعْوَر، وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ».
° [٢١٨٩٦] [الإتحاف: حب عه حم ٩٦٤٩].
(*) [ف/ ١٩١ أ].
(١)
لفظة: «أو» ليست في (ف)، (س)، واستدركت من «مسند أحمد» (٦٤٧٤) عن عبد الرزاق به.
(٢)
الوقاية: صيانة الشيء وستره وتجنب الأذى. (انظر: اللسان، مادة: وقي).
(٣)
القطيفة: نسيجٌ من الحرير أو القطن ذو أهداب (زوائد) تُتَّخَذ منه ثياب وفُرُش.
(انظر: معجم اللغة العربية المعاصرة، مادة: قطف).
(٤)
الزمزمة: الصوت الخفي الذي لا يكاد يفهم. (انظر: النهاية، مادة: زمزم).
(*) [س/٣٦٨].
° [٢١٨٩٨] قال الزُّهْرِيُّ: وَأَخْبَرَنِي
عُمَرُ بْنُ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ بَعْضُ أَصْحَابِ
النَّبِيِّ ﷺ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ يَوْمَئِذٍ لِلنَّاسِ وَهُوَ
يُحَذِّرُهُمْ فِتْنَةَ الدَّجَّالِ: «إِنَّهُ لَنْ يَرَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رَبَّهُ
حَتَّى يَمُوتَ، وَإِنَّهُ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ، يَقْرَؤُهُ مَنْ
كَرِهَ عَمَلَهُ».
° [٢١٨٩٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ
حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيَّةِ قَالَتْ: كَانَ
رَسُولُ اللهِ ﷺ فِي بَيْتِي فَذَكَرَ الدَّجَّالَ، فَقَالَ: «إِنَّ بَيْنَ
يَدَيْهِ ثَلَاثَ سِنِينَ: سَنَةٌ تُمْسِكُ السَّمَاءُ ثُلُثَ قَطْرِهَا،
وَالْأَرْضُ ثُلُثَ نَبَاتِهَا، وَالثَّانِيَةُ تُمْسِكُ السَّمَاءُ ثُلُثَيْ
قَطْرِهَا، وَالْأَرْضُ ثُلُثَيْ نَبَاتِهَا، وَالثَّالِثَةُ تُمْسِكُ السَّمَاءُ
قَطْرَهَا كُلَّه، وَالْأَرْضُ نَبَاتَهَا كُلَّه، فَلَا تَبْقَى ذَاتُ ظِلْفٍ،
وَلَا ذَاتُ ضِرْسٍ مِنَ الْبَهَائِمِ إِلَّا هَلَكَتْ، وَإِنَّ مِنْ أَشَدِّ
النَّاسِ فِتْنَةً أَنَّهُ يَأْتِي الْأَعْرَابِيَّ، فَيَقُولَ: أَرَأَيْتَ إِنْ
أَحْيَيْتُ لَكَ إِبِلًا، ألَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّنِي رَبُّكَ؟» قَالَ: «فَيَقُولُ:
بَلَى، فَيَتَمَثَّلُ لَهُ الشَّيْطَانُ نَحْوَ إِبِلِهِ كَأَحْسَنِ مَا تَكُونُ
ضُرُوعًا، وَأَعْظَمِهِ أَسْنِمَةً (١)»، قَالَ: «وَيَأَتِي الرَّجُلَ قَدْ مَاتَ
أَخُوهُ وَمَاتَ أَبُوه، فَيَقُولُ: أَرَأَيْتَ إِنْ أَحْيَيْتُ لَكَ أَبَاكَ
وَأَحْيَيْتُ لَكَ أَخَاكَ، أَلَيْسَ تَعْلَمُ أَنِّي رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: بَلَى،
فَيَتَمَثَّلُ لَهُ الشَّيْطَانُ نَحْوَ أَبِيهِ وَنَحْوَ أَخِيهِ»، قَالَتْ:
ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللهِ ﷺ لِحَاجَةٍ لَهُ ثُمَّ رَجَعَ، قَالَتْ: وَالْقَوْمُ
فِي اهْتِمَامٍ وَغَمٍّ مِمَّا حَدَّثَهُمْ بِهِ، قَالَتْ: فَأَخَذَ (*)
بِلُحْمَتَيِ الْبَابِ، وَقَالَ: «مَهْيَمْ (٢) أَسْمَاءَ»، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا
رَسُولَ اللهِ، لَقَدْ خَلَعْتَ أَفْئِدَتَنَا بِذِكْرِ الدَّجَّالِ، قَالَ: «إِنْ
يَخْرُجْ وَأَنَا حَيٌّ فَأَنَا حَجِيجُه، وَاِلَّا فَإِن رَبِّي خَلِيفَتِي مِنْ
بَعْدِي عَلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ»، قَالَتْ أَسْمَاءُ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ،
وَاللهِ إِنَّا لَنَعْجِنُ عَجِينَتَنَا فَمَا
° [٢١٨٩٩] [الإتحاف: حم ٢١٣٥٢].
(١)
الأسنمة: جمع سنام، وهو: كتلة من الشحم محدبة على ظهر البعير والناقة. (انظر:
المعجم الوسيط، مادة: سنم).
(*) [ف/ ١٩١ ب].
(٢)
مهيم: كلمة يمانية معناها: ما شأنك؟ (انظر: النهاية، مادة: مهيم).
نَخْبِزُهَا حَتَّى نَجُوعَ،
فَكَيْفَ بِالْمُؤْمِنِينَ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: «يُجْزِئُهُمْ مَا يُجْزِئُ أَهْلَ
السَّمَاءِ مِنَ التَّسْبِيحِ وَالتَّقْدِيسِ (١)».
° [٢١٩٠٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ،
عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ قَالَتْ: قَالَ
النَّبِيُّ ﷺ: «يَمْكُثُ الدَّجَّالُ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، السَّنَةُ
كَالشَّهْرِ، وَالشَّهْرُ كَالْجُمُعَةِ، وَالْجُمُعَةُ كَالْيَوْمِ، وَالْيَوْمُ
كَاضْطِرَامِ السَّعَفَةِ (٢) فِي النَّارَ».
° [٢١٩٠١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ
عَبْدِ اللهِ (٣) بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: أَكْثَرَ النَّاسُ فِي
مُسَيْلِمَةَ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ رَسُولُ اللهِ ﷺ فيهِ شَيْئًا، فَقَامَ رَسُولُ
اللهِ ﷺ خطِيبًا فَقَالَ: «أَمَّا بَعْد، فَفِي شَأْنِ هَذَا الدَّجَّالِ الَّذِي
قَدْ أَكْثَرْتُمْ فِيهِ، وَإِنَّهُ كَذَّابٌ بَيْنَ ثَلَاثِينَ كَذَّابًا
يَخْرُجُونَ بَيْنَ يَدَي الْمَسِيحِ، وَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ بَلَدٍ إِلَّا
يَبْلُغُهُ رُعْبُ الْمَسِيحِ إِلَّا الْمَدِينَةَ، عَلَى كُلِّ نَقْبٍ (٤) مِنْ
أَنْقَابِهَا مَلَكَانِ يَذُبَّانِ عَنْهَا رُعْبَ الْمَسِيحِ».
° [٢١٩٠٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ،
قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ أَبَا
سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ حدِيثًا
(١) التقديس: تنزيه الله عز وجل، وقيل:
التطهير والتبريك. (انظر: اللسان، مادة: قدس).
° [٢١٩٠٠]
[الإتحاف: حم ٢١٣٤٢].
(٢)
السعفة: غصن النخيل، وقيل: إذا يبست سميت سعفة، وإذا كانت رطبة فهي شطبة، والجمع:
سعفات. (انظر: النهاية، مادة: سعف).
° [٢١٩٠١]
[الإتحاف: حب كم حم ١٧١٦٨].
(٣)
في (ف): «عبيد الله»، وهو خطأ، والمثبت من (س) وهو موافق لما في «مسند أحمد»
(٢٠٧٥٦)، «المستدرك» (٨٨٤٩) من طريق عبد الرزاق، به.
(٤)
النقب: الطريق بين الجبلين، وقيل: الطريق الضيق في الجبل، والجمع: أنقاب، ونقاب.
(انظر: النهاية، مادة: نقب).
° [٢١٩٠٣]
[الإتحاف: عه حب حم ٥٤٤٣].
طَوِيلًا عَنِ الدَّجَّالِ، فَقَالَ فِيمَا
حَدَّثَنَا: «يَأْتِي الدَّجَّالُ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْهِ أَنْ يَدْخُلَ
نِقَابَ (١) الْمَدِينَةِ، فَيَخْرُجُ إِلَيْهِ رَجُلٌ يَوْمَئِذٍ هُوَ خَيْرُ
النَّاسِ، أَوْ مِنْ خَيْرِهِمْ، فَيَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّكَ الدَّجَّالُ الَّذِي
حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ حَدِيثَه، فَيَقُولُ الدَّجَّالُ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ
قَتَلْتُ هَذَا ثُمَّ أَحْيَيْتُه، أَتَشُكُونَ فِي الْأَمْرِ؟ فَيَقُولُونَ: لَا،
فَيَقْتُلُهُ ثُمَّ يُحْيِيهِ، فَيَقُولُ حِينَ يُحْيَا: وَاللهِ مَا كُنْتُ قَط
أَشَدَّ بَصِيرَةً فِيكَ مِنِّي الْآنَ»، قَالَ: «فَيُرِيدُ قَتْلَهُ الثَّانِيَةَ
فَلَا يُسَلَّطُ عَلَيْهِ».
قَالَ مَعْمَرٌ: وَبَلَغَنِي أَنَّهُ
يُجْعَلُ عَلَى حَلْقِهِ صَفِيحَةٌ مِنْ نُحَاسٍ، وَبَلَغَنِي أَنَّهُ الْخَضِرُ
الَّذِي يَقْتُلُهُ الدَّجَّالُ ثُمَّ يُحْيِيهِ.
° [٢١٩٠٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي هَارُونَ، عَنْ أَبِي
سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «يَتَّبعُ الدَّجَّالَ مِنْ أُمَّتِي
سَبْعُونَ أَلْفًا عَلَيْهِمُ السِّيجَانُ (٢)».
° [٢١٩٠٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ
يَرْويهِ قَالَ: «عَامَّةُ مَنْ يَتَّبِعُ الدَّجَّالَ يَهُودُ أَصْبَهَانَ».
• [٢١٩٠٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: نَادَى مُنَادٍ
بِالْكُوفَةِ: أَنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَرَجَ، فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى حُذَيْفَةَ
بْنِ أُسَيْدٍ، فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ جَالِسٌ هَاهُنَا (*) وَأَهْلُ الْكُوفَةِ
يُقَاتِلُونَ الدَّجَّالَ، فَقَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ اجْلِسْ، ثُمَّ جَاءَ
عَرِيفُهُمْ، فَقَالَ: أَنْتُمَا هَاهُنَا جَالِسَانِ وَأَهْلُ الْكُوفَةِ
يُطَاعِنُونَ الدَّجَّالَ، فَقَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ: اجْلِسْ، فَمَكَثُوا
قَلِيلًا، ثُمَّ جَاءَ آخَر، فَقَالَ: إِنَّهَا كَذِبَةٌ صَبَاغٌ، فَقَالُوا
لِحُذَيْفَةَ: حَدِّثْنَا عَنِ الدَّجَّالِ،
(١) في (س): «بباب»، والمثبت من (ف)،
النقاب والأنقاب: جمع نقب، وهو:
الطريق بين الجبلين، وقيل: الطريق الضيق في الجبل. (انظر: النهاية، مادة: نقب).
(٢)
تصحف في (س) إلى: «التيجان» والمثبت من (ف) وهو موافق لما رواه نعيم بن حماد في
«الفتن» (٢/ ٥٥١) عن المصنف به.
السيجان: جمع الساج، وهو: ضرب من
الملاحف منسوجة. (انظر: معجم الملابس) (ص ٢٤٧).
(*) [ف/ ١٩٢ أ].
فَإِنَّكَ لَمْ تَحْبِسْنَا إِلَّا
وَعِنْدَكَ مِنْهُ عِلْمٌ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: لَوْ خَرَجَ الدَّجَّالُ الْيَوْمَ
إِلَّا وَدَفَنَهُ (١) الصِّبْيَانُ بِالْخَذْفِ، وَلكنَّهُ يَخْرُجُ فِي قِلَّةِ
مِنَ النَّاسِ، وَنَقْصٍ مِنَ الطَّعَامِ، وَسُوء ذَاتِ بَيْنٍ، وَخَفْقَةٍ مِنَ
الدِّينِ، فَتُطْوَى لَهُ الْأَرْضُ كَطَيِّ فَرْوَةِ الْكَبْشِ، فَيَأْتِي
الْمَدِينَةَ، فَيَأْخُذُ خَارِجَهَا وَيَمْنَعُ دَاخِلَهَا، مَكْتُوبٌ بَيْنَ
عَيْنَيْهِ كَافِرٌ، يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ كَاتِبٍ وَأُمِّيٍّ، لَا يُسَخَّرُ
لَهُ مِنَ الْمَطِيِّ (٢) إِلَّا الْحِمَار، فَهُوَ رِجْسٌ عَلَى رِجْسٍ. وَقَالَ
حُذَيْفَةُ: لأَنَا لِغَيْرِ الدَّجَّالِ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ، قِيلَ: وَمَا
ذَاكَ؟ قَالَ: فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، قِيلَ: فَأَيُّ النَّاسِ
(*) خَيْرٌ فِيهَا يَا أَبَا سَرِيحَةَ؟ قَالَ: الْغَنِيُّ الْخَفِيُّ (٣)، قِيلَ:
فَأَيُّ النَّاسِ شَرٌّ فِيهَا؟ قَالَ: الْخَطِيبُ الْمِسْقَع، وَالرَّاكِبُ
الْمُوضِعُ فَقَالَ أَحَدُ الرَّجُلَيْنِ: وَاللهِ مَا أَنَا بِغَنِيٍّ، وَلَا
خَفِيٍّ، قَالَ حُذَيْفَةُ: فَكُنْ كَابْنِ اللَّبُونِ لَا ظَهْرٌ فَتُرْكَبَ،
وَلَا ضَرْعٌ فَتُحْلَبَ.
° [٢١٩٠٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ
أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّ
رَأْسَ الدَّجَّالِ مِنْ وَرَائِهِ حُبُكٌ (٤) حُبُكٌ، وَإِنَّهُ سَيَقُولُ: أَنَا
رَبُّكُمْ، فَمَنْ قَالَ: أَنْتَ رَبِّي افْتَتَنَ، وَمَنْ قَالَ: كَذَبْتَ،
رَبِّيَ اللهُ وَعَلَيْهِ تَوَكَلْتُ وَإلَيْهِ أُنِيب، فَلَا يَضُرُّهُ»، أَوْ
قَالَ: «فَلَا فِتْنَةَ عَلَيْهِ».
• [٢١٩٠٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شَبِيبٍ، عَنِ
الْعُرْيَانِ بْنِ الْهَيْثَمِ، قَالَ: وَفَدْتُ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَبَيْنَا
أَنَا عِنْدَهُ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ عَلَيْهِ طِمْرَانِ، فَرَحَّبَ بِهِ
مُعَاوِيَة، وَأَجْلَسَهُ عَلَى السَّرِيرِ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ: أَمَا تَعْرِفُ
(١) في (س): «رمته»، والمثبت من (ف).
(٢)
المطي والمطايا: جمع: المطية، وهي: الناقة التي يركب مطاها أي: ظهرها. (انظر:
النهاية، مادة: مطا).
(*) [س/٣٦٩].
(٣)
الخفي: المعتزل عن الناس الذي يخفى عليهم مكانه. (انظر: النهاية، مادة: خفا).
° [٢١٩٠٦]
[الإتحاف: كم حم ١٧٢٢٩].
(٤)
الحبك: شعر الرأس المتكسر من الجعودة، مثل الماء الساكن أو الرمل إذا هبّت عليهما
الريح فيتجعدان ويصيران طرائق. (انظر: النهاية، مادة: حبك).
هَذَا؟ هَذَا عَبْدُ اللهِ بْنُ
عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، قُلْتُ: أَهَذَا الَّذِي يَقُولُ: لَا يَعِيشُ النَّاسُ
بَعْدَ مِائَةِ سَنَةٍ، فَأَقْبَلَ عَلَيَّ، وَقَالَ: أَوَ قُلْتُ ذَلِكَ؟ إِنَّا
نَجِدُهُمْ يَعِيشُونَ بَعْدَ مِائَةِ سَنَةٍ دَهْرًا (١) طَويلًا، وَلَكِنْ
هَذِهِ الْأُمَّةُ أُجِّلَتْ (٢) ثَلَاثِينَ (٣) وَمِائَةَ سَنَةٍ، قَالَ: ثُمَّ
قَالَ لِي: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، أَوْ قَالَ:
مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، قَالَ: تَعْرِفُ كُوثَى؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ:
مِنْهَا يَخْرُجُ الدَّجَّالُ.
• [٢١٩٠٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ،
عَنْ كَعْبٍ قَالَ: يَخْرُجُ الدَّجَّالُ مِنَ الْعِرَاقِ.
• [٢١٩٠٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ
أَبِيهِ قَالَ: وُلِدَ ابْنُ صَيَّادٍ أَعْوَرَ مُخْتَتِنًا.
• [٢١٩١٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ (*)،
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَقِيتُ ابْنَ صَيَّادٍ يَوْمًا وَمَعَهُ رَجُلٌ مِنَ
الْيَهُودِ، فَإِذَا عَيْنُهُ قَدْ طَفِيَتْ، وَكَانَتْ عَيْنُهُ خَارِجَةً مِثْلَ
عَيْنِ الْجَمَلِ، فَلَمُّا رَأَيْتُهَا، قُلْتُ: يَا ابْنَ صَيَّادٍ أَنْشُدُكَ
(٤) اللهَ، مَتَى طَفِيَتْ عَيْنُكَ؟ أَوْ نَحْوَ هَذَا، قَالَ: لَا أَدْرِي
وَالرَّحْمَنِ، فَقُلْتُ كَذَبْتَ، لَا تَدْرِي وَهِيَ فِي رَأْسِكَ، قَالَ:
فَمَسَحَهَا، قَالَ: فَنَخَرَ (٥) ثَلَاثًا، فَزَعَمَ الْيَهُودِيُّ أَنِّي
ضَرَبْتُ بِيَدِي عَلَى صَدْرِهِ، قَالَ: - وَلَا أَعْلَمُنِي فَعَلْتُ ذَلِكَ -
فَقُلْتُ: اخْسَأْ (٦)، فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ، قَالَ: أَجَلْ، لَعَمْرِي لَا
أَعْدُو قَدْرِي، قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِحَفْصَةَ، فَقَالَتِ: اجْتَنِبْ
هَذَا الرَّجُلَ، فَإِنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ الدَّجَّالَ يَخْرُجُ عِنْدَ
غَضْبَةٍ يَغْضَبُهَا.
(١) الدهر: اسم للزمان الطويل، ومدة الحياة
الدنيا. (انظر: النهاية، مادة: دهر).
(٢)
في (س): «أحلت»، والمثبت من (ف).
(٣)
ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
(*) [ف/١٩٢ ب].
(٤)
النشدة والنشدان والمناشدة: السؤال بالله والقسم على المخاطب. (انظر: النهاية،
مادة: نشد).
(٥)
النخير: صوت الأنف. (انظر: النهاية، مادة: نخر).
(٦)
رسمه في (ف): «اخس»، والمثبت من المصادر السابقة.
• [٢١٩١١] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: أَشَدُّ النَّاسِ عَلَى
الدَّجَّالِ بَنُو تَمِيمٍ.
° [٢١٩١٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
عَمْرُو بْنُ أَبِي سُفْيَانَ الثَّقَفِيُّ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ رَجُلٌ مِنَ
الْأَنْصَارِ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ ﷺ قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ ﷺ
الدَّجَّالَ، فَقَالَ: «يَأْتِي سِبَاخَ الْمَدِينَةِ، وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْهِ
أَنْ يَدْخُلَ نَقَابَهَا، فَتَنْتَفِضُ الْمَدِينَةُ بِأَهْلِهَا (١) نَفْضَةً
أَوْ نَفْضَتَيْنِ، وَهِيَ: الزَّلْزَلَة، فَيَخْرُجُ إِلَيْهِ مِنْهَا كُلُّ
مُنَافِقٍ وَمُنَافِقَةٍ، ثُمَّ يُوَلِّي الدَّجَّالُ قِبَلَ الشَّامِ، حَتَّى
يَأْتِيَ بَعْضَ جِبَالِ الشَّامِ فَيُحَاصِرَهُمْ، وَبَقِيَّةُ الْمُسْلِمِينَ
يَوْمَئِذٍ مُعْتَصِمُونَ بِذِرْوَةِ جَبَلٍ مِنْ جِبَالِ الشَّامِ،
فَيُحَاصِرُهُمُ الدَّجَّالُ نَازِلًا بِأَصْلِهِ، حَتَّى إِذَا طَالَ عَلَيْهِمُ
الْبَلَاء، قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ،
حَتَّى مَتَى أَنْتُمْ هَكَذَا؟ وَعَدُوُّ اللهِ نَازِلٌ بِأَرْضِكُمْ هَكَذَا،
هَلْ أَنْتُمْ إِلَّا بَيْنَ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ، بَيْنَ أَنْ
يَسْتَشْهِدَكُمُ (٢) اللهُ أَوْ يُظْهِرَكُمْ، فَيَتَبَايَعُونَ عَلَى الْمَوْتِ
بَيْعَةً يَعْلَمُ اللهُ أَنَّهَا الصِّدْقُ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، ثُمَّ
تَأْخُذُهُمْ ظُلْمَةٌ لَا يُبْصِرُ امْرُؤٌ فِيهَا كفَّه، قَالَ: فَيَنْزِلُ
ابْنُ مَرْيَمَ فَيُحْسَرُ عَنْ أَبْصَارِهِمْ، وَبَيْنَ أَظْهُرِهِمْ رَجُلٌ
عَلَيْهِ لأْمَتُه، يَقُولُونَ: مَنْ أَنْتَ يَا عَبْدَ اللهِ؟ فَيَقُولُ: أَنَا
عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُه، وَرُوحُهُ وَكَلِمَتُه، عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ،
اخْتَارُوا بَيْنَ إِحْدَى ثَلَاثٍ: بَيْنَ أَنْ يَبْعَثَ اللهُ عَلَى الدَّجَّالِ
وَجُنُودِهِ عَذَابًا مِنَ السَّمَاءِ، أَوْ يَخْسِفَ بِهِمُ الْأَرْضَ، أَوْ
يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ سِلَاحَكُمْ، وَيَكُفَّ سِلَاحَهُمْ عَنْكُمْ، فَيَقُولُونَ:
هَذِهِ يَا رَسُولَ اللهِ، أَشْفَى لِصُدُورِنَا وَلِأَنْفُسِنَا، فَيَوْمَنِذٍ
تَرَى الْيَهُودِيَّ الْعَظِيمَ الطَّوِيلَ، الْأَكُولَ الشَّرُوبَ، لَا تُقِلُّ
(٣) يَدُهُ سَيْفَهُ مِنَ
(١) تصحف في (ف)، (س) إلى:»بأهله«، والتصويب
من»الفتن«لنعيم بن حماد (١٥٥١) من طريق المصنف.
(٢)
في (س):»يستشهد لكم"، والمثبت من (ف).
(٣)
تقل: تحمل. (انظر: اللسان، مادة: قلل).
الرِّعْدَةِ، فَيَقُومُونَ
إِلَيْهِمْ فَيُسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ، وَيَذُوبُ الدَّجَّالُ (*) حِينَ يَرَى
ابْنَ مَرْيَمَ كَمَا يَذُوبُ الرَّصَاص، حَتَّى يَأْتِيَه، أَوْ يُدْرِكَهُ
عِيسَى فَيَقْتُلَهُ».
° [٢١٩١٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
زَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ جَارِيَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ
اللهِ ﷺ يَقُولُ: «يَقْتُلُ ابْنُ مَرْيَمَ الدَّجَّالَ بِبَابِ لُدٍّ (١)، أَوْ
إِلَى جَانِبِ لُدٍّ».
• [٢١٩١٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ
أَبِيهِ، أَنَّ عُمَرَ سَأَلَ رَجُلًا مِنَ الْيَهُودِ عَنْ شَيْءٍ فَحَدَّثَه،
فَصَدَّقَهُ عُمَر، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: قَدْ بَلَوْتُ صِدْقَكَ، فَأَخْبِرْنِي
عَنِ الدَّجَّالِ، قَالَ: وإلَهِ الْيَهُودِ لَيَقْتُلَنَّهُ ابْنُ مَرْيَمَ
بِفِنَاءِ لُدٍّ.
° [٢١٩١٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ
ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «يُقَاتِلُكُمُ الْيَهُودُ
فَتُسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ، حَتَّى يَقُولَ الْحَجَرُ: يَا مُسْلِم، هَذَا
يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ».
• [٢١٩١٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، أَوْ غَيْرِهِ، عَنِ
ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: يَنْزِلُ ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ لأْمَتُه،
وَمُمَصَّرَتَانِ بَيْنَ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ، فَيَقُولُونَ لَهُ:
تَقَدَّمَ، فَيقُولُ: بَلْ يُصَلِّي بِكُمْ إِمَامُكُم، أَنْتُمْ أُمَرَاءُ
بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ.
• [٢١٩١٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ سِيرِينَ يَرَى
أَنَّهُ الْمَهْدِيُّ - الَّذِي يُصَلِّي وَرَاءَهُ عِيسَى.
(*) [ف/١٩٣ أ].
° [٢١٩١٣]
[الإتحاف: حب حم ١٦٤٩١].
(١)
باب لد: بلدة قرب بيت المقدس (إيلياء) في فلسطين بقرب الرملة، فتحت بعد فتح بيت
المقدس.
(انظر:
أطلس الحديث النبوي) (ص ٣٢٤).
• [٢١٩١٤]
[شيبة: ٣٨٦٤٨].
° [٢١٩١٥]
[الإتحاف: عه حب حم ٩٦٧٤].
٢٤٥ - بَابُ (*) نُزُولِ عِيسَى بْنِ
مَرْيَمَ
° [٢١٩١٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
الْمُسَيَّبِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ:
«وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابْنُ مَرْيَمَ
حَكَمًا عَدْلًا، وَإمَامًا مُقْسِطًا، يَكْسِرُ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ
الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ (١)، وَيَفِيضُ الْمَال، حَتَّى (٢) لَا
يَقْبَلَهُ أَحَدٌ».
° [٢١٩١٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ
مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ:
«كَيْفَ بِكُمْ إِذَا نَزَلَ فِيكُمُ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا، فَأَمَّكُمْ»، أَوْ
قَالَ: «إِمَامُكُمْ مِنْكُمْ».
° [٢١٩٢٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَنْظَلَةَ
الْأَسْلَمِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ:
«وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُهِلَّنَّ (٣) ابْنُ مَرْيَمَ مِنْ فَجِّ
الرَّوْحَاءِ (٤) بِالْحَجِّ أَوْ بِالْعُمْرَةِ، أَوْ لَيُثَنِّيَنَّهُمَا».
° [٢١٩٢١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ
يَرْويهِ، قَالَ: "يَنْزِلُ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ إِمَامًا هَادِيًا
وَمُقْسِطًا عَادِلًا، فَإِذَا (*) نَزَلَ كَسَرَ الصَّلِيبَ، وَقَتَلَ
الْخِنْزِيرَ،
(*) [س/ ٣٧٠].
° [٢١٩١٨]
[الإتحاف: حب حم ١٨٦٧٩] [شيبة: ٣٨٦٥٠].
(١)
وضْع الجزية: إسقاطها عن أهل الكتاب، وإلزامهم بالإسلام، ولا يقبل منهم غيره.
(انظر: جامع الأصول) (١٠/ ٣٢٩).
(٢)
سقط من (س)، والمثبت من (ف).
° [٢١٩١٩]
[الإتحاف: حب حم ٢٠٠٤٠].
° [٢١٩٢٠]
[الإتحاف: خز عه حب ط حم ١٨٠١٣].
(٣)
الإهلال: رفع الصوت بالتلبية والمراد: الإحرام. (انظر: النهاية، مادة: هلل).
(٤)
فج الروحاء: بين مكة والمدينة، كان طريق رسول الله إلى بدر وإلى مكة عام الفتح
وعام الحج. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص ٢١٣).
(*) [ف/١٩٣ ب].
وَوَضَعَ الْجِزْيَةَ، وَتَكُونُ
الْمِلَّةُ وَاحِدَةً، وَيُوضَعُ الْأَمْرُ فِي الْأَرْضِ، حَتَّى إِنَّ الْأَسَدَ
لَيَكُونُ مَعَ الْبَقَرِ تَحْسِبُهُ (١) ثَوْرَهَا، وَيَكُونُ الذِّئْبُ مَعَ
الْغَنَمِ تَحْسِبُهُ (١) كَلْبَهَا، وَتُرْفَعُ (٢) حُمَةُ (٣) كُلِّ ذَاتِ
حُمَةٍ، حَتَّى يَطَأَ (٤) الرَّجُلُ (٥) عَلَى رَأْسِ الْحَنَشِ فَلَا يَضُرُّه،
وَحَتى تَفُرَّ (٦) الْجَارِيَةُ الْأَسَدَ، كَمَا يَفُرُّ وَلَدَ الْكَلْبِ
الصَّغِير، وَيُقَوَّمَ الْفَرَسُ الْعَرَبِيُّ بِعِشْرِينَ دِرْهَمًا،
وَيُقَوَّمَ الثَّوْرُ بِكَذَا وَكَذَا، وَتَعُودَ الْأَرْضُ كَهَيْئَتِهَا عَلَى
عَهْدِ آدَمَ، وَيَكُونَ الْقِطْفُ يَعْنِي الْعِنْقَادَ يَأْكُلُ مِنْهُ
النَّفَرُ ذُو الْعَدَدِ، وَتَكُونَ الرُّمَّانَةُ يَأْكُلُ مِنْهَا النَّفَرُ ذُو
الْعَدَدِ (٧)».
• [٢١٩٢٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ
رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ
عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ إِمَامًا مُقْسِطًا، وَتُبْتَرَ (٨) قُرَيْشٌ
(١) في (س): «يحسبه»، والمثبت من (ف)، والبقر
يذكر ويؤنث، ينظر: «فقه اللغة» للثعالبي (ص ٢٧١).
(٢)
في (س): «ويرفع»، والمثبت من (ف).
(٣)
الحمة: السم. (انظر: النهاية، مادة: حمه).
(٤)
في (ف)، (س): «يضع»، والمثبت من «الفتن» لنعيم بن حماد (١٦٠٧) عن عبد الرزاق به،
وينظر: «أشراط الساعة» لعبد الملك بن حبيب (٤/ ١٥٤).
(٥)
ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
(٦)
قال الخطابي في «غريب الحديث» (٢/ ٤٠٤): «يقال: فررت الدابة، إذا فتحت فاها لتعرف
سنها قال أبو النجم:
وكم تركنا بالفلاة جملًا … يَفرُّ
للغربان نابًا أعصلا
وفي الحديث في قصة نزول عيسى أن حمة
الهوام تنزع حتى تفر الجارية الأسد كما يفر ولد الكلب الصغير». اهـ.
(٧)
قوله: «العنقاد يأكل منه النفر ذو العدد وتكون الرمانة يأكل منها النفر ذو العدد»
تحرف في (س) إلى: «الصفاد يأكل منه البقر والغنم» كذا، والمثبت من (ف).
(٨)
أوله غير واضح في (ف)، وغير منقوط في (س)، وفي مطبوعة «الفتن» لنعيم بن حماد
(١٦٠٩) من طريق المصنف، و«الغيلانيات» لأبي بكر الشافعي (١٠٨١) من طريق زيد بن
أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة: «وتَبتز» وضُبِط فيهما بفتح التاء الأولى، وهو
خطأ قطعًا، فهو مخالف لأحاديث كثيرة أخرى، وفيها: «وتُسلَب قريش ملكها»، ولو ضبطاه
بالضم لكان صحيح المعنى، وفي «تذكرة الحفاظ» للذهبي (١/ ٣٦٢) من طريق أبي بكر
الشافعي، به، كما أثبتناه، والله أعلم.
الْإِمَارَةَ (١)، وَيُقْتَلَ
الْخِنْزِير، وَيُكْسَرَ الصَّلِيب، وَتُوضَعَ الْجِزْيَة، وَتَكُونَ السَّجْدَةُ
وَاحِدَةً لِرَبِّ الْعَالَمِينَ، وَتَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا، وَتُمْلأَ
الْأَرْضُ مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا يُمْلأُ الْإِنَاءُ مِنَ الْمَاءِ، وَتَكُونَ
الْأَرْضُ كَمَاثُورِ (٢) الْوَرِقِ، يَعْنِي الْمَائِدَةَ، وَتُرْفَعَ
الشَّحْنَاءُ وَالْعَدَاوَة، وَيَكُونَ الذِّئْبُ فِي الْغَنَمِ كَأَنَّهُ
كَلْبُهَا، وَيَكُونَ الْأَسَدُ فِي الْإِبِلِ كَأَنَّهُ فَحْلُهَا.
° [٢١٩٢٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَن
أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ أُخْوَةٌ
لِعَلَّاتٍ (٣)، دِينُهُمْ وَاحِدٌ، وَأُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى، وَإِنَّ أَوْلَاهُمْ
بِي عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ، لِأَنَّهُ لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ رَسُولٌ،
وَإِنَّهُ نَازِلٌ فِيكُمْ، فَاعْرِفُوهُ! رَجُلٌ مَرْبُوعُ (٤) الْخَلْقِ، إِلَى
الْبَيَاضِ وَالْحُمْرَةِ، يَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ،
وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ، وَلَا يَقْبَلُ غَيْرَ الْإِسْلَامِ، وَتَكُونُ الدَّعْوَةُ
وَاحِدَةً لِرَبِّ الْعَالَمِينَ، وَيُلْقِي اللهُ فِي زَمَانِهِ الْأَمْنَ،
حَتَّى يَكُونَ الْأَسَدُ مَعَ الْبَقَرِ، وَالذِّئْبُ مَعَ الْغَنَمِ، وَيَلْعَبَ
الصِّبْيَانُ بِالْحَيَّاتِ، لَا يَضُرُّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا».
• [٢١٩٢٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ
يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ،
(١) في (ف)، (س): «الإجارة» وهو تحريف،
والمثبت من المصادر السابقة.
(٢)
كذا في (ف)، وأوله غير واضح في (س)، والمشهور في الروايات والأحاديث الأخرى:
«كفاثور»، وقد أثبتناه كما في النسخ؛ لأن شهاب الدين النويري ذكر هذا الحديث في
«نهاية الأرب» (١٤/ ٢٨٤) فقال فيه: «وتكون الأرض كماثور الفضة، وقيل: كفاثور
الفضة». اهـ. ولم نجد لفظة «ماثور» في المعاجم، وأما فاثور، فقال ابن قتيبة في
«غريب الحديث» (١/ ٢٧٤): «فيه قولان؛ يقال: إنه خوان من فضة، ويقال: إنه جام من
فضة». اهـ. والله أعلم.
° [٢١٩٢٣]
[شيبة: ٣٨٦٨١].
(٣)
لعلات: أولاد العلات الذين أمهاتهم مختلفة وأبوهم واحد. (انظر: النهاية، مادة:
علل).
(٤)
بعده في (س): «القد»، والمثبت من (ف)، والقدُّ، هو: القامة، كما في «الصحاح»
للجوهري (٢/ ٥٢٢، مادة: قدد)، وقد روى عبد الملك بن حبيب في «أشراط الساعة» (٤/
١٥٢)، عن الحسن مرسلا في صفة عيسى عليه السلام: «مربوع القد والخلق»، وعند نعيم بن
حماد في «الفتن» (١٦٠٨)، عن عبد الرزاق، به كالمثبت، والله أعلم.
قَالَ: كُنْتُ أَسْمَعُ أَبَا
هُرَيْرَةَ يَقُولُ: تَرَوْنِي (١) شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ كَادَتْ تَرْقُوَتَايَ
(٢) تلْتَقِي مِنَ الْكِبَرِ، وَاللهِ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ أُدْرِكَ عِيسَى،
وَأُحَدِّثَهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ فَيصَدِّقَنِي.
٢٤٦
- بَابُ
قِيَامِ السَّاعَةِ
° [٢١٩٢٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أنَسٍ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللهِ ﷺ (*): «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ عَلَى أَحَدٍ يَقُولُ: اللهَ اللهَ».
• [٢١٩٢٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ
الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ شِرَارَ النَّاسِ، أَوْ مِنْ
شِرَارِ النَّاسِ، مَنْ تُدْرِكُهُمُ السَّاعَةُ وَهُمْ أَحْيَاءٌ، وَمَنْ
يَتَعَجَّلُ بِالشَّهَادَةِ قَبْلَ أَنْ يُسْأَلَ عَنْهَا، وَمَنْ يَتَخِذُ
الْقُبُورَ مَسَاجِدَ.
• [٢١٩٢٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: إِنَّ السَّاعَةَ لَتَقُومُ عَلَى
الرَّجُلَيْنِ، وَهُمَا يَنْشُرَانِ الثَّوْبَ يَتَبَايَعَانِهِ.
• [٢١٩٢٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ
أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: تَدْنُو الشَّمْسُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ مِنْ رُءُوسِ النَّاسِ قَابَ (٣) قَوْسٍ، أَوْ قَالَ: قَابَ
قَوْسَيْنِ، وَتُعْطَى حَرَّ عَشْرِ سِنِينَ، وَلَيْسَ عَلَى بَشَرٍ مِنَ النَّاسِ
يَوْمَئِذٍ طُحْرُبَةٌ (٤)، وَلَا تُرَى يَوْمَئِذٍ عَوْرَةُ مُؤْمِنٍ وَلَا
مُؤْمِنَةٍ، وَلَا يَضُرُّ حَرُّهَا يَوْمَئِذٍ مُؤْمِنًا وَلَا مُؤْمِنَةً،
تَطْبُخُ الْكَافِرَ طَبْخًا حَتَّى يَقُولَ جَوْفُ أَحَدِهِمْ: غِقْ غِقْ (٥).
(١) في (س): «يروني»، والمثبت من (ف).
(٢)
في (س): «ترقواتي»، والمثبت من (ف).
° [٢١٩٢٥]
[الإتحاف: عه حم ٧٦٥].
(*) [ف/١٩٤ أ].
(٣)
القاب: القَدْر. (انظر: النهاية، مادة: قوب).
(٤)
في (س): «طخربة» وكلاهما صواب. ينظر: «النهاية» لابن الأثير (مادة: طحرب).
(٥)
قوله: «غق غق» وقع في (ف)، (س): «عق عق» والصواب المثبت. ينظر: «العلل» لأحمد -
رواية عبد الله (٢٥٠٤)، «المنتخب من علل الخلال» (٢١٧، ٢١٩)، «تصحيفات المحدثين»
للعسكري (١/ ١١٤ - ١١٥).
° [٢١٩٢٩] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللهِ ﷺ: «تَتْرُكُونَ الْمَدِينَةَ خَيْرَ مَا كَانَتْ، لَا يَغْشَاهَا
(١) إِلَّا الْعَوَافِ، عَوَافِي الطَّيْرِ وَالسِّبَاعِ، وَآخِرُ مَنْ يُحْشَرُ
رَاعِيَانِ مِنْ مُزَيْنَةَ يَنْعِقَانِ (٢) بِغَنَمِهِمَا، فَيَجِدَانِهَا
وُحُوشًا، حَتَّى إِذَا أَتَيَا (٣) ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِ (٤) حُشِرَا (٥) عَلَى
وُجُوهِهِمَا. مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ».
قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَيَجِيءُ
الثَّعْلَبُ حَتَّى يَرْقُدَ تَحْتَ الْمِنْبَرِ، فَيقْضِي وَسَنَه، مَا (٦)
يُهَيِّجُهُ أَحَدٌ.
٢٤٧
- بَابُ
الْحَوْضِ
° [٢١٩٣٠]
حدثنا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مَطَرٍ
الْوَرَّاقِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: شَكَّ
عُبَيْدُ اللهِ (٧) بْنُ زِيَادٍ فِي الْحَوْضِ، وَكَانَتْ فِيهِ حَرُورِيَّةٌ،
فَقَالَ: أَرَأَيْتُمُ الْحَوْضَ الَّذِي يُذْكَرُ؟ مَا أُرَاهُ شَيْئًا، قَالَ:
فَقَالَ لَهُ نَاسٌ مِنْ صَحَابَتِهِ: فَإِن عَنْدَكَ رَهْطًا مِنْ أَصْحَابِ
° [٢١٩٢٩] [الإتحاف: عه حب حم ١٨٦٧٥].
(١)
الغشيان: الإتيان. (انظر: النهاية، مادة: غشا).
(٢)
النعق: نعق الراعي بالغنم إذا دعاها لتعود إليه. (انظر: النهاية، مادة: نعق).
(٣)
ليس في (ف)، (س)، وأثبتناه من «الفتن» لنعيم بن حماد (١٧٦٦) عن عبد الرزاق، به؛
لكن وقع عنده الحديث عن الزهري مرسلًا.
(٤)
ثنية الوداع: ثنية (طريق في الجبل) مشرفة على المدينة يطؤها من يريد مكة. يقال لها
اليوم: القرين التحتاني، ويقال أيضًا: كشك يوسف باشا. (انظر: أطلس الحديث النبوي)
(ص ١٠٨).
(٥)
كذا في (ف)، (س)، وكذا لفظه عند نعيم بن حماد، وعند أحمد في «مسنده» (٧٣١٤) من
طريق معمر، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة مرفوعًا: «حشرا على وجوههما، أو
خَرَّا على وجوههما».
(٦)
كأنه في (س): «فلا»، والمثبت من (ف).
° [٢١٩٣٠]
[شيبة: ٣٠٩٨٤، ٣٥٥٥٥].
(٧)
في (س): «عبد الله»، وهو خطأ، والمثبت من (ف).
النَّبِيِّ ﷺ، فَأَرْسِلْ إِلَيْهِمْ
فَاسْأَلْهُمْ، فَأَرْسَلَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ مُزَيْنَةَ، فَسَأَلَهُ عَنِ
الْحَوْضِ، فَحَدَّثَه، ثُمَّ قَالَ: أَرْسِلْ إِلَى أَبِي بَرْزَةَ
الْأَسْلَمِيِّ (*)، فَأَتَاهُ وَعَلَيْهِ ثَوْبَا حِبَرٍ (١)، قَدِ ائْتَزَرَ
بِوَاحِدٍ، وَارْتَدَى بِالْآخَرِ، قَالَ: وَكَانَ رَجُلًا لَحِيمًا إِلَى
الْقِصرِ، فَلَمَّا رَآهُ عُبَيْدُ اللهِ ضَحِكَ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ
مُحَدِّثَكُمْ هَذَا لَدَحْدَاحٌ (٢)، قَالَ: فَفَهِمَهَا الشَّيْخ، فَقَالَ: وَا
عَجَبَاهْ! أَلَا أُرَانِي فِي قَوْمِي يَعُدُّونَ صَحَابَةَ (٣) مُحَمَّدٍ ﷺ
عَارًا؟ قَالَ: فَقَالَ لَهُ جُلَسَاءُ عُبَيْدِ اللهِ: إِنَّمَا أَرْسَلَ
إِلَيْكَ (*) الْأَمِيرُ لِيَسْأَلَكَ عَنِ الْحَوْضِ، هَلْ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ
اللهِ ﷺ فيهِ شيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يذْكُرُه، فَمَنْ
كَذَّبَ بِهِ (٤) فَلَا سَقَاهُ اللهُ مِنْه، قَالَ: ثُمَّ نَفَضَ رِدَاءَهُ
وَانْصَرَفَ غَضْبَانًا، قَالَ: فَأَرْسَلَ عُبَيْدُ اللهِ إِلَى زَيْدِ بْنِ
الْأَرْقَمِ فَسَأَلَهُ عَنِ الْحَوْضِ، فَحَدَّثَهُ حَدِيثًا مُونِقًا (٥)
أَعْجَبَه، فَقَالَ: إِنَّمَا سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ؟ قَالَ: لَا،
وَلكِنْ حَدَّثَنِيهِ أَخِي، قَالَ: فَلَا حَاجَةَ لَنَا فِي حَدِيثِ أَخِيكَ،
فَقَالَ أَبُو سَبْرَةَ - رَجُلٌ مِنْ صَحَابَةِ (٣) عُبَيْدِ اللهِ: فَإِنَّ
أَبَاكَ حِينَ انْطَلَقَ وَافِدًا إِلَى مُعَاوِيَةَ انْطَلَقْتُ مَعَه، فَلَقِيتُ
عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَحَدَّثَنِي مِنْ فِيهِ إِلَى فِي
حَدِيثًا سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَأَمْلَاهُ عَلَى وَكَتَبْتُه، قَالَ:
فَإِنِّي أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ لَمَا أَعْرَقْتَ هَذَا الْبِرْذَوْنَ حَتَّى
تَأْتِيَنِي بِالْكِتَابِ، قَالَ: فَرَكِبْتُ الْبِرْذَوْنَ فَرَكَضتُهُ حَتَّى
عَرِقَ، فَأَتَيْتُهُ بِالْكِتَابِ، فَإِذَا فِيهِ: هَذَا مَا حَدَّثَنِي عَبْدُ
اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ ﷺ يقُولُ: «إِنَّ
اللهَ يُبْغِضُ الْفُحْشَ وَالتَّفَحُّشَ (٦)، وَالَّذِي نَفْسُ
(*) [س/ ٣٧١].
(١)
الحبرة: ثياب فيها خطوط ورقوم مختلفة، تصنع باليمن، وتتكون من نسيجين من الحرير
الأسود اللامع. (انظر: معجم الملابس) (ص ١٢٣).
(٢)
الدحدح والدحداح: القصير السمين. (انظر: النهاية، مادة: دحح).
(٣)
في (س):»أصحاب«، والمثبت من (ف).
(*) [ف/١٩٤ ب].
(٤)
قوله:»كذب به«وقع في (س):»كذبه"، والمثبت من (ف).
(٥)
المونق: المستلذ المستحسن. (انظر: النهاية، مادة: أنق).
(٦)
التفحش: التكلف في التلفظ بالفحش والتعمد فيه. (انظر: النهاية، مادة: فحش).
مُحَمَّدٍ (١) بِيَدِهِ، لَا تَقُومُ
السَّاعَةُ حَتَّى يَظْهَرَ الْفُحْشُ وَالتفَحُّش، وَسُوءُ الْجِوَارِ،
وَقَطِيعَةُ الْأَرْحَامِ، وَحَتَّى يُخَوَّنَ الْأَمِين، وَيُؤْتَمَنَ الْخَائِن،
وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِن أَسْلَمَ الْمُسْلِمِينَ لَمَنْ سَلِمَ
الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَإِنَّ أَفْضَلَ الْهِجْرَةِ لَمَنْ
هَجَرَ مَا نَهَاهُ اللَّهُ عَنْه، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ مَثَلَ
الْمُؤْمِنِ لَكَمَثَلِ (٢) الْقِطْعَةِ (٣) مِنَ الذَّهَبِ، نَفَخَ (٤) عَلَيْهَا
صَاحِبُهَا فَلَمْ تَتَغَيَّر وَلَمْ تَنْقُصْ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ
بِيَدِهِ، إِنَّ مَثَلَ الْمُؤْمِنِ لَكَمَثَلِ (٢) النَّحْلَةِ (٥) أَكَلَتْ
طَيِّبًا وَوَضَعَتْ طَيِّبًا، وَوَقَعَتْ فَلَمْ تَكْسِرْ وَلَمْ تُفْسِدْ، أَلَا
وَإِنَّ لِي حَوْضًا مَا بَيْنَ نَاحِيَتَيْهِ كَمَا بَيْنَ أَيْلَةَ (٦) إِلَى
مَكَّةَ، أَوْ قَالَ: صَنْعَاءَ إِلَى الْمَدِينَةِ، وإِنَّ فِيهِ مِنَ
الْأَبَارِيقِ (٧) مِثْلَ الْكَوَاكِبِ، هُوَ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ،
وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ (٨) بَعْدَهَا أَبَدًا».
قَالَ أَبُو سَبْرَةَ: فَأَخَذَ
عُبَيْدُ اللَّهِ الْكِتَابَ، فَجَزِعْتُ عَلَيْهِ، فَلَقِيَنِي يَحْيَى بْنُ
يَعْمَرَ، فَشَكَوْتُ ذَلِكَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لأَنَا أَحْفَظُ لَهُ
مِنِّي لِسُورَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ، فَحَدَّثَنِي بِهِ كَمَا كَانَ فِي الْكِتَابِ
سَوَاءً.
(١) قوله: «نفس محمد» وقع في (س): «نفسي»،
والمثبت من (ف).
(٢)
في (س): «كمثل»،
والمثبت من (ف).
(٣)
في (ف)، (س): «اللقطة»، والظاهر أنه تحريف، والمثبت من «مسند أحمد» (٦٩٩١)،
و«أمثال الحديث» لأبي الشيخ الأصبهاني (٣٤٣) من طريق أحمد بن عبد الرحمن الدمشقي،
كلاهما (أحمد بن حنبل، والدمشقي) عن عبد الرزاق، به. ووقع في مطبوعتي «الحوض
والكوثر» لبقي بن مخلد (٤٣)، و«تاريخ دمشق» لابن عساكر (٢٠/ ٤٥) من طريق المصنف
كما في (ف)، (س)، فالله أعلم.
(٤)
في (س): «ينفخ»، والمثبت من (ف).
(٥)
سقط من (س)، وفي (ف): «النخلة» بالمعجمة، والمثبت من عند أحمد، وبقي، وأبي الشيخ،
وفي «تاريخ دمشق» كـ (ف).
(٦)
أيلة: تعرف اليوم باسم: «العقبة» ميناء المملكة الأردنية الهاشمية، على رأس خليج
يضاف إليها «خليج العقبة» أحد شعبتي البحر الأحمر. (انظر: المعالم الجغرافية) (ص
٣٥).
(٧)
الأباريق: جمع إبريق، وهو: وعاء من الخزف أو المعدن له عروة ومصبّ خرطوميّ الشكل،
يُصَبّ منه الماء ونحوه. (انظر: معجم اللغة العربية المعاصرة، مادة: برق).
(٨)
في (س): «يطعم» وهو تحريف، والمثبت من (ف).
° [٢١٩٣١] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ
مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
«أَنَا عِنْدَ حَوْضِي أَذُودُ (١) النَّاسَ * عَنْهُ لِأَهْلِ الْيَمَنِ، إِنِّي
لأَضْرِبُهُمْ بِعَصَايَ، حَتَّى يَرْفَضَّ (٢) عَنْهُمْ (٣)، وَإِنَّهُ ليَغُتُّ
(٤) فِيهِ مِيزَابَانِ (٥) مِنَ الجَنَّةِ، أحَدُهُمَا مِنْ وَرِقٍ وَالْآخَرُ
مِنْ ذَهَبٍ، طُولُهُمَا مَا بَيْنَ بُصْرَى وَصَنْعَاءَ، أَوْ مَا بَينَ أَيلَةَ
وَمَكَةَ»، أَوْ قَالَ: «مِنْ مَقَامِي هَذَا إِلَى عَمَّانَ».
° [٢١٩٣٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ نَاسٌ مِنْ
أَصْحَابِي فَلَيُخَلَفُنَّ عَنِ الْحَوْضِ، يَعْنِي يُنَحَّوْنَ، فَلأَقُولَنَّ:
يَا رَب، أَصْحَابِي أَصْحَابِي، فَيَقُولُ: إِنَّكَ لَا عِلْمَ لَكَ بِمَا
أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، إِنهُمُ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمُ الْقَهْقَرَى (٦)».
° [٢١٩٣٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «لَيُرْفَعَنَّ لِي نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِي حَتى إِذَا
رَأَيْتُهُمْ وَرَأَوْنِي اخْتُلِجُوا (٧) دُونِي، فَلأَقُولَنَّ: يَا رَبِّ،
أَصْحَابِي أَصْحَابِي، فَيُقَالُ (٨): إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا
بَعْدَكَ».
° [٢١٩٣١] [الإتحاف: عه حب حم ٢٥٠٦] [شيبة: ٣٢٣٣٠].
(١)
الذود: الطرد والدفع. (انظر: النهاية، مادة: ذود).
* [ف/١٩٥ أ].
(٢)
الارفضاض: السيلان والتفرق. (انظر: اللسان، مادة: رفض).
(٣)
قبله في (س): «لا»، والمثبت من (ف)، وفي «التفسير» للمصنف (١/ ٣٧٠)، و«تفسير
البغوي» (٨/ ٥٥٩) من طريق الدبري، عنه: «حتى يرفضُّوا عنه»، وينظر: «مسند أحمد»
(٢٢٨٤٤)، (٢٢٨٦٦).
(٤)
الغت: دفق الماء دفقا دائما متتابعا. (انظر: النهاية، مادة: غتت).
(٥)
الميزابان: مثنى الميزاب، وهو: قناة أو أنبوية يصرف بها الماء من سطح بناء، أو
موضع عال. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: أزب).
(٦)
القهقرى: المشي إلى الخلف من غير أن يعيد وجهه إلى جهة مشيه. (انظر: النهاية،
مادة: قهقر).
(٧)
الخلج: الجذب والنزع. (انظر: النهاية، مادة: خلج).
(٨)
الخلج (س): «فيقول»، والمثبت من (ف).
٢٤٨ - بَابُ مَنْ يُخْرَجُ مِنَ النَّارِ
° [٢١٩٣٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّاسُ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَقَالَ: «هَلْ
تُضَارُّونَ (١) فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ»؟ قَالُوا: لَا
يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (٢)
كَذَلِكَ، يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ، فَيَقُولُ: مَنْ كَانَ يَعْبُدُ شَيْئًا
فَلْيَتْبَعْه، قَالَ: فَيَتْبَعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الشَّمْسَ الشَّمْسَ،
وَيَتْبَعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الْقَمَرَ الْقَمَرَ، وَيَتْبَعُ مَنْ كَانَ
يَعْبُدُ الطَّوَاغِيتَ (٣) الطَّوَاغِيتَ، وَتَبْقَى هَذِهِ الْأُمَّةُ فِيهَا
مُنَافِقُوهَا، فَيَأْتِيهِمُ اللَّهُ فِي غَيْرِ الصُّورَةِ التِي يَعْرِفُونَ،
فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ، فَيَقُولُونَ: نَعُوذُ بِاللهِ مِنْكَ، هَذَا (٤)
مَكَانُنَا حَتَّى يَأْتِيَنَا رَبُّنَا، فَإِذَا جَاءَ رَبُّنَا عَرَفْنَاه،
فَيَأْتِيهِمُ اللَّهُ فِي الصُّورَةِ الَّتِي يَعْرِفُونَ، فَيَقُولُ: أَنَا
رَبُّكُمْ، فَيَقُولُونَ: أَنْتَ رَبُّنَا فَيَتَّبِعُونَه، قَالَ: وَيُضْرَبُ
الْجِسْرُ عَلَى جَهَنَّمَ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُجِيزُ (٥)، وَدَعْوَةُ
الرُسُلِ يَوْمَئِذٍ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ، وَبِهِ كَلَاليبُ (٦) مِثْلُ
شَوْكِ السَّعدَانِ (٧)، هَلْ رَأَيْتُمْ شَوْكَ الشَعْدَانِ»؟ قَالُوا: نَعَمْ
يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «فَإِنَّهَا مَثَلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ غَيْرَ
أَنَّهُ لَا يَعْلَمُ قَدْرَ عِظَمِهَا إِلَّا اللهُ»، قَالَ: «فَتَخْطَفُ
النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ، فَمِنْهُمُ الْمُوثَقُ بِعَمَلِهِ، وَمِنْهُمُ الْمُخَرْدَلُ
(٨)، ثُمَّ يَنْجُو، حَتَّى إِذَا فَرَغَ اللَّهُ مِنَ
° [٢١٩٣٤] [الإتحاف: ٥٤٥٧، مي خز حب حم ١٩٥٦٣] [شيبة: ٣٥١٢٣].
(١)
المضارة: المخالفة والمجادلة. وقيل: أراد بها: الاجتماع والازدحام. (انظر:
النهاية، مادة: ضرر).
(٢)
بعده في (س):»فيه«، وهو مزيد خطأ، والمثبت من (ف).
(٣)
الطواغيت: جمع الطاغوت وهو الشيطان، أو ما يزين لهم أن يعبدوه من الأصنام. ويقال
للصنم: طاغوت. (انظر: النهاية، مادة: طغا).
(٤)
في (س):»وهذا«، والمثبت من (ف).
(٥)
جاز وجاوز: تعدى وعبر. (انظر: النهاية، مادة: جوز).
(٦)
في (س):»كلاب"، والمثبت من (ف).
الكلاليب: جمع الكَلُّوب، وهو: حديدة
معوجة الرأس. (انظر: النهاية، مادة: كلب).
(٧)
السعدان: نبت ذو شوك، وهو من جيد مراعي الإبل تسمن عليه. (انظر: النهاية، مادة:
سعد).
(٨)
المخردل: المرمي المصروع، وقيل: المُقَطَّع، تُقطعه كلاليب الصراط حتى يهوي في
النار. (انظر: النهاية، مادة: خردل).
الْقَضَاءِ بَيْنَ عِبَادِهِ،
وَأَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ مِنَ النَّارِ (١) مَنْ أَرَادَ أَنْ يَرْحَمَ مِمَّنْ
كَانَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه، أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ أَنْ
يُخْرِجُوهُمْ، فَيَعْرِفُونَهُمْ * بِعَلَامَةِ آثَارِ (٢) السُّجُودِ»، قَالَ:
«وَحَرَّمَ اللهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ * مِنِ ابْنِ آدَمَ أَثَرَ
السُّجُودِ»، قَالَ: «فَيُخْرِجُونَهُمْ قَدِ امْتُحِشُوا (٣)، فَيُصَبُّ
عَلَيْهِمْ مِنْ مَاءٍ يُقَالُ لَهُ: الْحَيَاة، فَيَنْبتونَ نَبَاتَ الْحِبَّةِ
(٤) فِي حَمِيلِ السَّيْلِ (٥)»، قَالَ: «وَيَبْقَى رَجُلٌ مُقْبِلٌ بِوَجْهِهِ
إِلَى النَّارِ (٦)، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، قَدْ قَشَبَنِي (٧) رِيحُهَا،
وَأَحْرَقَنِي ذَكَاؤُهَا (٨)، فَاصْرِفْ وَجْهِي عَنِ النَّارِ»، قَالَ: «فَلَا
يَزَالُ يَدْعُو اللَّهَ، فَيَقُولُ: لَعَلِّي إِنْ أَعْطَيْتُكَ أَنْ تَسْأَلَنِي
غَيْرَه، فَيَقُولُ: لَا وَعِزتِكَ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ» (٩)، قَالَ:
«فَيَصْرِفُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ»، قَالَ: «ثُمَّ يَقُولُ بَعْدَ ذَلِكَ: يَا
رَبِّ قَرِّبْنِي إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ: أَوَلَيْسَ قَدْ زَعَمْتَ
أَلَّا تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ؟ وَيْلَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا أَغْدَرَكَ (١٠)،
فَلَا يَزَالُ يَدْعُو، فَيَقُولُ: لَعَلِّي إِنْ أَعْطَيْتُكَ ذَلِكَ أَنْ
تَسْأَلَنِي غَيْرَه، فَيَقُولُ: لَا وَعِزَّتِكَ، لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَه،
وَيُعْطِي اللَّهَ مِنْ (٢) عُهُودٍ (١١) وَمَوَاثِيقَ أَلَّا (١٢)
(١) قوله:»يخرج من النار«وقع في (ف):»يخرج من
الناس«، وفي (س):»يخرج الناس «وكلاهما تحريف، فقد أخرج هذا الحديث جماعة من طريق
عبد الرزاق، كالمثبت، ينظر:»مسند أحمد«(٧٨٣٢)، و»صحيح البخاري«(٦٥٨٣)، و»صحيح ابن
حبان«(٧٤٧١).
* [س/ ٣٧٢].
(٢)
ليس في (س)، والمثبت من (ف).
* [ف/ ١٩٥ ب].
(٣)
الامتحاش: الاحتراق. (انظر: النهاية، مادة: محش).
(٤)
الحبة: بُذور البُقُول وحَب الرياحين، وقيل: نبت صغير ينبت في الحشيش. (انظر:
النهاية، مادة: حبب).
(٥)
الحميل: ما يجيء به السيل من طين أو غثاء وغيره. (انظر: النهاية، مادة: حمل).
(٦)
بعده في (س):»قال فلا يزال يدعو الله«، وهو انتقال نظر من الناسخ، والمثبت من (ف).
(٧)
القشب والإقشاب: الإيذاء والسم. (انظر: جامع الأصول) (١٠/ ٤٤٠).
(٨)
الذكاء: شدة وهج النار. (انظر: النهاية، مادة: ذكا).
(٩)
قوله:»قال: فلا يزال يدعو الله، فيقول: لعلي إن أعطيتك أن تسألني غيره، فيقول: لا
وعزتك لا أسألك غيره«سقط من (س)، وأثبتناه من (ف).
(١٠)
في (س):»أعذرك«، والمثبت من (ف).
(١١)
في (ف)، (س):»عهوده«، والمثبت من المصادر السابقة.
(١٢)
في (ف)، (س):»لا"، والمثبت من المصادر السابقة.
يَسْأَلَهُ غَيْرَهُ»، قَالَ:
«فَيُقَرِّبُهُ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ»، قَالَ: «فَإِذَا دَنَا مِنْهَا
انْفَهَقَتْ (١) لَهُ الْجَنَّة، فَإِذَا رَأَى مَا فِيهَا سَكَتَ مَا شَاءَ اللهُ
أَنْ يَسْكُتَ، ثُمَّ يَقُولُ: رَب (٢) أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ»، قَالَ: «فَيَقُولُ:
أَوَلَيْسَ قَدْ زَعَمْتَ أَلَّا تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ (٣)؟ أَوَلَيْسَ قَدْ
أَعْطَيْتَ عُهُودَكَ وَمَوَاثِيقَكَ أَلَّا تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ؟ وَيْلَكَ يَا
ابْنَ آدَمَ مَا أَكْدَرَكَ (٤)، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، لَا تَجْعَلْنِي أَشْقَى
خَلْقِكَ، فَلَا يَزَالُ يَدْعُو، حَتَّى يُؤْذَنَ لَهُ بِالدُّخُولِ فِيهَا،
فَإِذَا دَخَلَ قِيلَ لَهُ: تَمَنَّ مِنْ كَذَا (٥)»، قَالَ: «فَيَتَمَنَّى، ثُمَّ
يُقَالُ لَهُ: تَمَنَّ مِنْ كَذَا، تَمَنَّ مِنْ كَذَا (٦)»، قَالَ: «فَيَتَمَنَّى
حَتَّى تَنْقَطِعَ بِهِ الْأَمَانِيُّ، فَيُقَالُ لَهُ: هَذَا لَكَ وَمِثْلُهُ
مَعَهُ»، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَذَلِكَ الرَّجُلُ آخِرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ
دُخُولًا الْجَنَّةَ (٧)، قَالَ: وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ جَالِسٌ مَعَ أَبِي
هُرَيْرَةَ لَا يُغَيِّرُ عَلَيْهِ شَيْئًا مِنْ حَدِيثِهِ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى
قَوْلِهِ: هَذَا لَكَ وَمِثْلُهُ مَعَه، فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ
اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «هَذَا لَكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ»، فَقَالَ أَبُو
هُرَيْرَةَ: حَفِظْتُ: «وَمِثْلُهُ مَعَهُ».
° [٢١٩٣٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ
أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِذَا خَلَصَ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ وَأَمِنُوا،
فَمَا مُجَادَلَةُ أَحَدِكُمْ (٧) لِصَاحِبِهِ فِي الْحَقِّ يَكُونُ لَهُ عَلَيْهِ
فِي الدُّنْيَا بِأَشَدِّ مُجَادَلَةً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لِرَبِّهِمْ فِي
إِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ أُدْخِلُوا النَّارَ»، قَالَ: «يَقُولُونَ: رَبَّنَا،
إِخْوَانُنَا كَانُوا يُصَلُّونَ مَعَنَا، وَيَصُومُونَ مَعَنَا، وَيَحُجُّونَ
مَعَنَا فَأَدْخَلْتَهُمُ النَّارَ»، قَالَ: «فَيَقُولُ: اذْهَبُوا فَأَخْرِجُوا
مَنْ عَرَفْتُمْ مِنْهُمْ، فَيَأْتُونَهُمْ فَيَعْرِفُونَهُمْ بِصُوَرِهِمْ، لَا
تَأْكُلُ النَّارُ صُوَرَهُمْ،
(١) الانفهاق: الانفتاح والاتساع. (انظر:
النهاية، مادة: فهق).
(٢)
في (س):»يا رب«وكذا هو عند أحمد وابن حبان،، والمثبت من (ف) وهو الموافق لما عند
البخاري.
(٣)
قوله:»أوليس قد زعمت ألا تسألني غيره«ليس (س)، وأثبتناه من (ف).
(٤)
في (س):»أعذرك«، والمثبت من (ف).
(٥)
قوله:»تمن من كذا«وقع في (س):»تمن كذا وكذا«، والمثبت من (ف).
(٦)
قوله:»تمن من كذا، تمن من كذا«وقع في (س):»تمن من كذا" مرة واحدة، والمثبت من
(ف).
(٧)
ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
° [٢١٩٣٥]
[الإتحاف: عه خز حم ٥٤٨٦].
فَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ *
النَّارُ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ إِلَى كَعْبَيْهِ
(١)، فَيَخْرُجُونَ، فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا قَدْ أَخْرَجْنَا مَنْ أَمَرْتَنَا»،
قَالَ: «ثُمَّ يَقُولُ: أَخْرِجُوا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ (٢)
دِينَارٍ مِنَ الْإِيمَانِ، ثُمَّ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ وَزْنُ نِصْفِ
دِينَارٍ، حَتَّى يَقُولَ: أَخْرِجُوا مَنْ كانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ
(٣)»، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْ بِهَذَا الْحَدِيثِ فَلْيقْرَأْ
هَذِهِ الْآيَةَ: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ
حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ [النساء: ٤٠]، قَالَ: «فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا قَدْ
أَخْرَجْنَا مَنْ أَمَرْتَنَا فَلَمْ يَبْقَ فِي النَّارِ أَحَدٌ فِيهِ خَيْرٌ»،
قَالَ: «ثُمَّ يَقُولُ اللهُ: شَفَعَتِ الْمَلَائِكَة، وَشَفَعَتِ الْأَنْبِيَاء،
وَشَفَعَ الْمُؤْمِنُونَ، وَبَقِيَ أَرْحَمُ الرُّاحِمِينَ»، قَالَ: «فَيَقْبِضُ
قَبْضَةً مِنَ النَّارِ - أَوْ قَالَ: قَبْضَتَيْنِ - نَاسًا لَمْ يَعْمَلُوا
لِلَّهِ خَيْرًا قَط، قَدِ احْتَرَقُوا حَتَّى صَارُوا حُمَمًا (٤)»، قَالَ:
«فَيُؤْتَى بِهِمْ إِلَى مَاءٍ يُقَالُ لَهُ: الْحَيَاة، فَيُصَبُّ عَلَيْهِمْ،
فَيَنبتونَ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ»، قَالَ:
«فَيَخْرُجُونَ مِنْ أَجْسَادِهِمْ مِثْلَ اللُّؤْلُؤِ، وَفي أَعْنَاقِهِمُ
الْخَاتَمُ عُتَقَاءُ اللهِ»، قَالَ: «فَيُقَالُ (٥) لَهُمُ: ادْخُلُوا
الْجَنَّةَ، فَمَا تَمَنَّيْتُمْ وَرَأَيْتُمْ مِنْ شَيءٍ فَهُوَ لَكُمْ»، قَالَ:
«فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنَ
الْعَالَمِينَ»، قَالَ: «فَيَقُولُ: فَإِنَّ لَكُمْ عِنْدِي أَفْضَلَ مِنْه،
فَيَقُولُونَ: رَبنَا وَمَا أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ (٦)؟ فَيَقُولُ: رِضَائي
عَنْكُمْ، فَلَا أَسْخَطُ عَلَيكُمْ أَبَدًا».
* [ف/١٩٦ أ].
(١)
في (ف): «كفيه»، وفي (س): «كتفه» وكلاهما تصحيف، والمثبت من «مسند أحمد» (١٢٠٧٩)،
و«المجتبى» (٥٠٥٤) عن محمد بن رافع،
و«سنن ابن ماجه» (٦١) عن الذهلي، و«التوحيد» لابن خزيمة (٢/ ٧٦٦) عن الذهلي،
و«تفسير البغوي» (٢/ ٢١٥) من طريق الدبري، ومن طريق الذهلي. أربعتهم (أحمد، وابن
رافع، والذهلي، والدبري)، عن عبد الرزاق، به.
(٢)
المثقال: مقدار من الوزن، أي شيء كان من قليل أو كثير. (انظر: النهاية، مادة: ثقل).
(٣)
الذرة: النملة الصغيرة. وقيل: هي النّملة الحمراء، وهي أصغر النمل. وقيل غير ذلك.
(انظر: النهاية، مادة: ذرر).
(٤)
حمما: فَحْفا. (انظر: اللسان، مادة: حمم).
(٥)
في (س): «فيقول»، والمثبت من (ف).
(٦)
قوله: «من ذلك» وقع في (س): «منه»، والمثبت من (ف).
• [٢١٩٣٦] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَكْرِمَةَ يَقُولُ: إِنَّ
اللَّهَ تبارك وتعالى إِذَا فَرَغَ مِنَ الْقَضاءَ بَيْنَ خَلْقِهِ أَخْرَجَ
كِتَابَا مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ فِيهِ: رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي، وَأَنَا
أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، فَيُخْرِجُ مِنَ النَّارِ مِثْلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، أَوْ
قَالَ: مِثْلَي أَهْلِ الْجَنَّةِ، قَالَ الْحَكَمُ: لَا أَعْلَمُه، إِلَّا قَالَ:
مِثْلَي أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَأَمَّا: مِثْلَ، فَلَا أَشُكُّ، مَكْتُوبٌ مِنْهُمْ
وَأَشَارَ الْحَكَمُ إِلَى فَخِذِهِ عُتَقَاءُ اللَّهِ، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ
لِعِكْرِمَةَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: ﴿يُرِيدُونَ أَن
يَخرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنهَا﴾ [المائدة: ٣٧]، قَالَ: وَيْلَكَ! أُولَئِكَ أَهْلُهَا
الَّذِينَ هُمْ أَهْلُهَا.
° [٢١٩٣٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ
وَثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، أَوْ قَالَ: إِنَّ
رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «إِنَّ أَقْوَامًا سَيَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ قَدْ
أَصَابَهُمْ سَفْعٌ (١) مِنَ النَّارِ عُقُوبَةً بِذُنُوبٍ عَمِلُوهَا، ثُمَّ
لَيُخرِجَنَّهُمُ اللّهُ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ».
• [٢١٩٣٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ
زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ *، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،
قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَهُوَ يَقُولُ: إِنَّهُ سَيَخْرُجُ
بَعْدَكُمْ قَوْمٌ يُكَذِّبُونَ بِالرَّجْمِ، وَيُكَذِّبُونَ بِالدَّجَّالِ،
وَيُكَذِّبُونَ بِالْحَوْضِ، وَيُكَذِّبُونَ بِعَذَابِ الْقَبْرِ، وَيُكَذِّبُونَ
بِقَوْمِ يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ.
° [٢١٩٣٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي هَارُونَ، أَنَّهُ سَمِعَ
أَبَا هُرَيْرَةَ يَذْكُرُ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ قَوْمًا (٢)
سَيَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ».
° [٢١٩٤٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ طَلْقِ بْنِ
حَبِيبٍ، قَالَ: قُلْتُ
° [٢١٩٣٧] [الإتحاف: خز حم ١٦٣٦].
(١)
السفع: العلامة والأثر من النار. (انظر: النهاية، مادة: سفع).
• [٢١٩٣٨]
[الإتحاف: حم ط عن ١٥٥١٩].
* [ف/١٩٦ ب].
(٢)
في (س): «أقوامًا»، والمثبت من (ف). [س/ ٣٧٣].
لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ:
أَرَأَيْتَ هَذِهِ الْآيَةَ: ﴿يُرِيدُونَ أَن يَخرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَاهُم
بِخَارِجِينَ مِنهَا﴾ [المائدة: ٣٧] وَأَنْتَ تَزْعُمُ أَنَّ قَوْمَا (١) يَخْرُجُونَ
مِنَ النَّارِ، قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ
اللهِ ﷺ، فَآمَنَّا بِهَا قَبْلَ أَنْ تُؤْمِنَ بِهَا، وَصَدَّقْنَا بِهَا قَبْلَ
أَنْ تُصَدِّقَ بِهَا، وَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يقُولَ مَا
(٢) أُخْبِرُكَ: «أَنَّ قَوْمًا يُخْرَجُونَ مِنَ النَّارِ»، فَقَالَ طَلْقٌ: لَا
جَرَمَ، وَاللَّهِ لَا أَجَادِلُكَ أَبَدًا.
° [٢١٩٤١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ جَابِرِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «إِنَّ قَوْمًا سَيَخْرُجُونَ مِنَ
النَّارِ».
° [٢١٩٤٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ
سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِن لِكُل نَبِيٍّ
دَعْوَةَ يَدْعُو بِهَا، وإِنَي أُرِيدُ أَنْ أَخْبَأَ دَعْوَتِي شَفَاعَةً
لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
° [٢١٩٤٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ وَعَاصِمٍ، عَنْ أَبِي
قِلَابَةَ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ
اللَّهِ ﷺ فِي سَفَرٍ، فَنَزَلْنَا لَيْلَةَ، فَقُمْتُ أَطْلُبُ النَّبِيَّ ﷺ
فَلَمْ أَجِدْه، وَوَجَدْتُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ، وَأَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ،
فَقَالَا: مَا حَاجَتُكَ؟ فَقُلْتُ: أَيْنَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ؟ فَقَالَا: لَا
نَدْرِي، فَبَيْنَا نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ، إِذْ سَمِعْنَا فِي أَعْلَى (٣)
الْوَادِي هَدِيرًا كَهَدِيرِ (٤) الرَّحَى، فَلَمْ نَلْبَثْ أَنْ جَاءَ
النَّبِيُّ ﷺ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَدْنَاكَ اللَّيْلَةَ، فَقَالَ:
«إِنَّهُ أَتَانِي آتِ مِنْ رَبِّى فَخَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ تَكُونَ أُمَّتِي
شَطْرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ (٥)، فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ»،
فَقُلْنَا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْ أَهْلِ
الشَّفَاعَةِ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهُم مِنْ أَهْلِهَا»، ثُمَّ أَتَيْنَا
الْقَوْمَ
(١) قوله: «وأنت تزعم أن قومًا» وقع في (س):
«وأنه يزعم أن أقوامًا»، والمثبت من (ف).
(٢)
في (س): «أما»، والمثبت من (ف).
(٣)
في (س): «أهل»، والمثبت من (ف).
(٤)
قوله: «هديرا كهدير» كذا وقع في (ف)، (س)، وفي «لسان العرب» (٥/ ٤٢٣): «وفي
الحديث: إني سمعت هزيزا كهزيز الرحى، أي صوت دورانها، والهز والهزيز في السير،
تحريك الإبل في خفتها، وقد هزها السير، وهزها الحادي هزيزا، فاهتزت هي إذا تحركت
في سيرها بحدائه».
(٥)
الشفاعة: السؤال في التجاوز عن الذنوب والجرائم. (انظر: النهاية، مادة: شفع).
فَأَخْبَرْنَاهُمْ، فَقَالُوا: يَا
رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْ * أَهْلِ شَفَاعَتِكَ،
فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهُمْ مِنْ أَهْلِهَا»، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
ﷺ: «أُشْهِدُكمْ أَنَّ شَفَاعَتِي لِكُلِّ مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ
شَيْئًا».
٢٤٩
- بَابُ
الْجنَّةِ وَصِفَتِهَا
° [٢١٩٤٤]
قرأنا عَلَى عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ،
قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ (١) تَلِجُ فِي الْجَنَّةِ وُجُوهُهُمْ عَلَى
صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، لَا يَمْتَخِطُونَ (٢)، وَلَا يَبْصُقُونَ،
وَلَا يَتَغَوَّطُونَ، آنِيَتُهُمْ وَأَمْشَاطُهُمْ مِنَ الذهَبِ وَالْفِضَّةِ،
وَمَجَامِرُهُمُ (٣) الْألُوَّةُ (٤)، وَرَشْحُهُمُ (٥) الْمِسْك، لِكُلِّ امْرِئٍ
مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ، يَرَى مُخَّ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ مِنَ
الْحُسْنِ، لَا اخْتِلَافَ بَيْنَهُمْ وَلَا تَبَاغُضَ، قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبٍ
وَاحِدٍ، يُسَبِّحُونَ (٦) اللهَ بُكْرَةً وَعَشِيًّا».
• [٢١٩٤٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيِّ (٧)، عَنِ ابْنِ مَسْعُود قَالَ: إِنَّ
الْمَرْأَةَ مِنَ الْحُور (٨) الْعِينِ لَيُرَى مُخُّ سَاقِهَا
* [ف/١٩٧ أ].
• [٢١٩٤٤]
[الإتحاف: عه حب حم ٢٠١٧٦].
(١)
الزمرة: الجماعة، والجمع: الزمر. (انظر: مجمع البحار، مادة: زمر).
(٢)
الامتخاط: الاستنثار من المخاط، وهو ما سال من الأنف. (انظر: اللسان، مادة: مخط).
(٣)
المجامر: جمع مُجْمَر، وهو: الذي يُتبخّر به وأعد له الجمر، والمراد في هذا
الحديث: أن بخورهم بالألوة، وهو: العود. (انظر: النهاية، مادة: جمر).
(٤)
الألوة: العُود الذي يُتَبَخَّر به. (انظر: النهاية، مادة: ألى).
(٥)
الرشح: العرق. (انظر: النهاية، مادة: رشح).
(٦)
التسبيح: التنزيه والتقديس والتبرئة من النقائص. (انظر: النهاية، مادة: سبح).
(٧)
في (ف)، (س): «الأزدي» وهو تحريف، والمثبت من «التفسير» للمصنف (٢/ ١٧٧)، و«المعجم
الكبير» للطبراني (٩/ ١٧٤) عن الدبري، عن عبد الرزاق، به.
(٨)
الحور: نساء أهل الجنة، واحدتهن: حوراء؛ وهي: الشديدة بياض العين، الشديدة سوادها.
(انظر: النهاية، مادة: حور).
مِن وَرَاءِ اللَّحْمِ وَالْعَظْمِ
مِنْ تَحْتِ سَبْعِينَ حُلَّةٍ، كَمَا يُرَى الشَّرَابُ الْأَحْمَرُ فِي
الزُّجَاجَةِ الْبَيْضَاءِ.
• [٢١٩٤٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ
أَبَانٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عِكْرِمَةَ يَقُولُ: إِن الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ
الْجَنَّةِ لَيَلْبَسُ الْحُلَّةَ فَتَلَوَّنُ (١) فِي سَاعَةٍ سَبْعِينَ لَوْنًا،
وَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ لَيَرَى وَجْهَهُ فِي وَجْهِ زَوْجَتِهِ، وَإِنهَا
لَتَرَى وَجْهَهَا فِي وَجْهِهِ (٢)، وَإِنَّهُ لَيَرَى وَجْهَهُ فِي نَحْرِهَا،
وإنَّهَا لَتَرَى وَجْهَهَا فِي نَحْرِهِ، وإِنَّهُ لَيَرَى وَجْهَهُ فِي
مِعْصَمِهَا، وَإِنَّهَا لَتَرَى وَجْهَهَا فِي سَاعِدِهِ (٣)، وَإِنَّهُ لَيَرَى
وَجْهَهُ فِي سَاقِهَا، وإنَّهَا لَتَرَى وَجْهَهَا فِي سَاقِهِ.
• [٢١٩٤٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ:
بَلَغَنَا أَنَّ نَخْلَ الْجَنَّةِ جُذُوعُهَا مِنْ ذَهَبٍ، وَكَرَانِيفُهَا مِنْ
ذَهَبٍ، وَأَقْنَاؤُهَا مِنْ ذَهَبِ، وَشَمَارِيخُهَا مِنْ ذَهَبٍ،
وَثَفَارِيقُهَا (٤) مِنْ ذَهَبٍ، وَسَعَفُهَا كِسْوَةُ أَهْلِ الْجَنَّةِ،
كَأَحْسَنِ حُلَلٍ رَآهَا النَّاسُ قَطّ، وَجَرِيدُهَا مِنْ ذَهَبٍ،
وَعَرَاجِينُهَا (٥) مِنْ ذَهَبٍ، وَرُطَبُّهَا أَمْثَالُ الْقِلَالِ (٦)، أَشَدُّ
بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ وَالْفِضَّةِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ وَالسُّكَّرِ،
وَأَلْيَنُ مِنَ السَّمْنِ وَالزُّبْدِ.
(١) في (س): «فتكون»، والمثبت من (ف).
(٢)
قوله: «وإنها لترى وجهها في وجهه» ليس في (ف)، (س)، وأثبتناه من «التفسير» للمصنف
(١/ ٣٣٦)، وهي ثابتة أيضًا عند ابن المبارك في «الزهد - زوائد نعيم بن حماد» (٢/
٧٣) عن معمر، به، بلفظ: «وترى وجهها في وجهه».
(٣)
الساعد: ما بين الزندين والمرفق؛ سمي ساعدًا لمساعدته الكف إذا بطشت شيئا أو
تناولته، والجمع: سواعد. (انظر: اللسان، مادة: سعد).
(٤)
أوله غير منقوط في (ف)، (س)، وثفاريق وتفاريق كلاهما بمعنى، واحدها ثُفروق
وتُفروق، وهو: قمع التمرة، ينظر: «المحيط في اللغة» للصاحب ابن عباد (٦/ ١٠٣)،
وينظر أيضًا: «غريب الحديث» لابن قتيبة (٢/ ٥٩٤، ٥٩٥).
(٥)
في (ف)، (س): «وعرايجها»، ويحتمل رسمه: «وعرافجها»، ولا معنى له هاهنا، والمثبت من
«التفسير» للمصنف (٢/ ٢٦٨)، وكذا هو عند الطبري في «تفسيره» (٢٢/ ٢٦١) من طريق
معمر، عن زيد بن أسلم، عن وهب الذماري به.
(٦)
القلال: جمع القلة، وهي الجرة العظيمة. (انظر: النهاية، مادة: قلل).
• [٢١٩٤٨] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَوْ غَيْرِهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ:
نَخْلُ الْجَنَّةِ مِنْ ذَهَبٍ، وَكَرَانِيفُهَا زُمُرُّدٌ، أَوْ (١) جُذُوعُهَا
زُمُرُّدٌ،، وَكَرَانِيفُهَا ذَهَبٌ، وَسَعَفُهَا كِسْوَةٌ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ،
وَرُطَبُهَا كَالدِّلَاءِ، أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَلْيَنُ مِنَ
الزُّبْدِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، لَيْسَ لَهُ عَجَم.
• [٢١٩٤٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانٍ *، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ
قَالَ: يُؤْتَوْنَ (٢) بِالطَّعَامِ وَالشَّرَابِ، فَإِذَا أكلُوا وَشَرِبُوا،
أُتُوا بِالشَّرَابِ الطَّهُورِ، فَشَرِبُوه، فَطَهَّرَهُمْ، وَتَضْمُرُ لِذَلِكَ
بُطُونُهُمْ، وَيَفِيضُ (٣) عَرَقًا وَجُشَاءً (٤) مِنْ جُلُودِهِمْ مِثْلَ رِيحِ
الْمِسْكِ.
° [٢١٩٥٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ يَرْويهِ، قَالَ: «أهلُ
الْجَنَّةِ أَبْنَاءُ ثَلاثِينَ، جُرْدُ (٥) مُرْدٌ (٦)، مُكَحَّلُونَ (٧)، عَلَى
صُورَةِ آدَمَ، وَكَانَ طُولُهُ سِتُّونَ (٨) ذِرَاعًا».
(١) في (س): «و»، والمثبت من (ف).
* [ف/ ١٩٧ ب].
(٢)
في (س): «الطعام»، والمثبت من (ف).
(٣)
كذا في (ف)، وفي (س): «وتفيض»، وكذا جاء ما بعده فيهما منصوبًا، وعند المصنف في
«تفسيره» (٢/ ٣٣٨): «فيشربون فيطهرهم فيكون ما أكلوا وشربوا جشاء ورشح مسك يفتض
[كذا في ط. الرشد، وفي ط. العلمية:»يفيض«] من جلودهم وتضمر لذلك بطونهم». وعند ابن
المبارك في «الزهد - زوائد نعيم بن حماد» (٢/ ٧٧) عن معمر، به: «فيشربون فتضمر
لذلك بطونهم، ويفيض عرقًا من جلودهم … مسك»، ومن طريق ابن المبارك أخرجه ابن أبي
الدنيا في «صفة الجنة» (١٢٦) ولفظه: «فيشربون فتضمر لذلك بطونهم ويفيض عرق من
جلودهم مثل ريح المسك»، وعند الطبري في «تفسيره» (٢٣/ ٥٧٠) من طريق معمر بلفظ:
«فتطهر بذلك بطونهم ويكون ما أكلوا وشربوا رشحا وريح مسك، فتضمر لذلك بطونهم»،
واللَّه أعلم.
(٤)
الجشاء: الريح يخرج من الفم معه صوت عند الشبع. (انظر: ذيل النهاية، مادة: جشأ).
(٥)
الجرد: جمع أجرد، وهو الذي ليس على بدنه شعر. (انظر: النهاية، مادة: جرد).
(٦)
المرد: جمع الأَمْرَد، وهو من لم تنبت لحيته. (انظر: المصباح المنير، مادة: مرد).
(٧)
في (س): «مكحولون»، والمثبت من (ف).
(٨)
كذا في (ف)، (س)، وله وجه في اللغة، وشاهده «صنفان» من قوله:
«إذا مت كان الناس صنفان شامت … وآخر
مثن بالذي كنت أصنع»
ينظر: «أسرار العربية» للأنباري (ص
١١٤)، والجادة: «ستين».
• [٢١٩٥١] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ
مَسْرُوقٍ قَالَ: أَنْهَارُ الْجَنَّةِ تَفَجَّرُ مِنْ (١) جَبَلٍ مِنْ مِسْكٍ.
• [٢١٩٥٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِن اللَّهَ يَقُولُ: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِيَ
الصَّالِحِينَ * مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ
عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ».
• [٢١٩٥٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ
الْعَلَاءِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: حَائِطُ الْجَنَّةِ
مَبْنِيٌّ لَبِنَةٌ (٢) مِنْ ذَهَبٍ، وَلَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ، وَدَرَجُهَا
الْيَاقُوتُ وَاللُّؤْلُؤ، قَالَ: وَكُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ رَضْرَاضَ (٣)
أَنْهَارِهَا لُؤْلُؤ، وَتُرَابُهَا الزَّعْفَرَانُ.
° [٢١٩٥٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ
أَنَسٍ أَن النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ
الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ لَا يَقْطَعُهَا».
° [٢١٩٥٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ هَمَّامٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا
هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً
يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ (٤) لَا يَبْلُغُهَا».
• [٢١٩٥١] [شيبة: ٣٥٠٩٠].
(١)
ليس في (ف)، (س)، وأثبتناه من مصادر التخريج؛ فقد أخرج هذا الأثر ابن أبي شيبة في
«المصنف» (٣٥٠٩٠، ٣٥٢٤١)، وهناد في «الزهد» (٩٤)، وابن أبي حاتم في «تفسيره» (٢٦٤)
وغير موضع، كلهم من طريق الأعمش، به، لكن عندهم: عن مسروق، عن ابن مسعود رضي الله
عنه، والله أعلم.
• [٢١٩٥٢]
[الإتحاف: عه حم ١٨٣٥٤] [شيبة: ٣٥١٠٧].
* [س/ ٣٧٤].
(٢)
اللبنة: واحدة اللبِن، وهي التي يبنى بها الجدار، ويقال: بكسر اللام وسكون الباء.
(انظر: النهاية، مادة: لبن).
(٣)
في (ف)، (س): «الرضراض»، والمثبت من «التفسير» للمصنف (٢/ ٢٦٧).
الرضراض: الحصى الصغار. (انظر:
النهاية، مادة: رضرض).
(٤)
قوله «لا يقطعها» في الحديث السابق إلى هنا سقط من (س)، وأثبتناه من (ف).
° [٢١٩٥٦] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا
هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ مِثْلَ هَذَا الْحَدِيثِ (١)، قَالَ: وَيَقُولُ أَبُو
هُرَيْرَةَ: اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: ﴿وَظِلٍّ مَمْدُودٍ﴾ [الواقعة: ٣٠].
° [٢١٩٥٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ،
قَالَ: تَفَاحَمُوا، أَوْ تَفَاخَرُوا يَوْمًا عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَالُوا:
الرِّجَالُ أَكْثَرُ فِي الْجَنَّةِ أَمِ النِّسَاءُ؟ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ:
أَوَلَيْسَ قَدْ قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ: «إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ يَدْخُلُونَ
الْجَنَّةَ وُجُوهُهُمْ مِثْلُ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، ثُمَّ الَّذِينَ
يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ
كَأَضْوَأَ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ (٢) فِي السَّمَاءِ، كَذَلِكَ لِكُل امْرِئٍ
مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ اثْنَتَانِ، يَرَى مُخَّ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ،
وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا فِيهَا عَزْبٌ».
• [٢١٩٥٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ
(٣): قِيلَ: هَلْ يَتَزَاوَرُونَ أَهْلُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: نَعَمْ عَلَى
الْمَآثِرِ (٤).
• [٢١٩٥٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ
أَنَسٍ (٥) قَالَ: يَقُولُ
(١) من (س).
(٢)
الدري: الشديد الإنارة، كأنه نُسب إلى الذر. (انظر: النهاية، مادة: درر).
(٣)
بعده في (س): «يقولون».
(٤)
كذا في (ف)، (س)، ولا معنى له هنا، وفي السياق شيء، والله أعلم. وقد أخرج ابن أبي
شيبة في «المصنف» (٣٥١٢٥) من طريق لقيط بن المثنى الباهلي، قال: قيل: يا أبا
أمامة، يتزاور أهل الجنة؟ قال: نعم، والله على النجائب، عليها المياثر. وأخرج ابن
أبي حاتم في «تفسيره» (١٨٩٧٣) من طريق عن سعيد بن يوسف، عن يحيى بن أبي كثير، عن
أبي سلام الأسود قال: سمعت أبا أمامة قال: سأل رجل رسول الله ﷺ: هل يتزاور أهل
الجنة؟ قال: «نعم إنه ليهبط أهل الدرجة العليا إلى أهل الدرجة السفلى، يحيونهم
ويسلمون عليهم، ولا يستطيع أهل الدرجة السفلى يصعدون إلى الأعلين، تقصر بهم
أعمالهم». [ف/ ١٩٨ أ].
• [٢١٩٥٩]
[شيبة: ٣٥١٦٠].
(٥)
قوله: «عن أنس» تحرف في (ف)، (س) إلى: «وأنس»، والمثبت من «التفسير» للمصنف (١/
٣٣٦).
أَهْلُ الْجَنَّةِ: انْطَلِقُوا
بِنَا إِلَى السُّوقِ، فَيَنْطَلِقُونَ إِلَى كُثْبَانٍ مِنْ مِسْكٍ (١)،
فَيَجْلِسُونَ عَلَيْهَا، وَيَتَحَدَّثُونَ، وَتَهُبُّ عَلَيْهِمْ تِلْكَ الرِّيح،
ثُمَّ يَرْجِعُونَ.
• [٢١٩٦٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ
ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: الْخَيْمَةُ: دُرَّةٌ وَاحِدَةٌ مُجَوَّفَةٌ فَرْسَخٌ (٢)
فِي فَرْسَخٍ، لَهَا أَرْبَعَةُ آلَافِ بَابٍ مِنْ ذَهَبٍ (٣).
° [٢١٩٦١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنِ
ابْنِ مُعَانِقٍ - أَوْ أَبِي مُعَانِقٍ - عَنْ أَبِي مَالِكِ الْأَشْعَرِيِّ
قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرْفَةً يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ
بَاطِنِهَا، وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا، أَعَدَّهَا اللَّهُ لِمَنْ أَطْعَمَ
الطَّعَامَ، وَتَابعَ الصَّلَاةَ وَالصِّيَامَ، وَقَامَ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ
نِيَامٌ».
° [٢١٩٦٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ
رَجُلٍ، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، أَنَّ يَهُودِيًّا جَاءَ إِلَى
النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَسْأَلُكَ فَتُخْبِرُنِي، قَالَ:
فَرَكَضَهُ ثَوْبَانُ بِرِجْلِهِ، فَقَالَ: قُلْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: لَا
نَدْعُوهُ إِلَّا مَا سَمَّاهُ أَهْلُه، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: «وَهَلْ (٤)
يَنْفَعُكَ ذَلِكَ شَيْئًا»؟ قَالَ: أَسْمَعُ بِأُذُنَيَّ، وَأُبْصِرُ بِعَيْنَي،
قَالَ: فَنَكَتَ (٥) النَّبِي ﷺ فِي الْأَرْضِ سَاعَة (٦)، ثُمَّ قَالَ: «سَل»،
قَالَ: أَرَأَيْتَ قَوْلَهُ: ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيرَ الْأَرْضِ
وَالسَّمَاوَاتُ﴾ [إبراهيم: ٤٨] أَيْنَ النَّاسُ
(١) في (س): «المسك»، والمثبت من (ف).
• [٢١٩٦٠]
[شيبة: ٣٥١٩٣].
(٢)
الفرسخ: ثلاثة أميال، فهو ما يعادل: (٥.٠٤) كيلو متر، والجمع: الفراسخ، (انظر:
المقادير الشرعية) (ص ٢٦١).
(٣)
قوله: «من ذهب» ليس (س)، والمثبت من (ف).
° [٢١٩٦١]
[الإتحاف: خز حب حم ١٧٨٣١].
(٤)
في (س): «هل» بغير واو، والمثبت من (ف).
(٥)
في (س): «فسكت»، والمثبت من (ف)، وهو الموافق لما عند البغوي في «شرح السنة» (١٥/
٢٢٤) من طريق الدبري، عن عبد الرزاق، به.
(٦)
قوله: «في الأرض ساعة» ليس في (ف)، (س)، وأثبتناه من «شرح السنة».
يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: «فِي الظُّلْمَةِ
دُونَ الْجِسْرِ (١)»، قَالَ: فَمَنْ أَوَّلُ مَنْ يُجِيزُ؟ قَالَ: «فُقَرَاءُ
الْمُهَاجِرِينَ»، أَوْ قَالَ: «فُقَرَاءُ الْمُؤْمِنِينَ»، قَالَ: فَمَا
نُزُلُهُمْ (٢) أَوَّلَ مَا يَدْخُلُونَهَا؟ قَالَ: «كَبِدُ الْحُوتِ»، قَالَ:
فَمَا طَعَامُهُمْ عَلَى أَثَرِ ذَلِكَ؟ قَالَ: «كَبِدُ الثَّوْرِ» (٣)، قَالَ:
فَمَا شَرَابُهُمْ عَلَى أَثَرِ ذَلِكَ؟ قَالَ: «السَّلْسَبِيلُ»، قَالَ:
صَدَقْتَ، قَالَ: أَفَلَا أَسْأَلُكَ عَنْ شَيءٍ لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا نَبِيٌّ
أَوْ رَجُلٌ أَوِ اثْنَانِ؟ قَالَ: «وَمَا هُوَ؟» قَالَ: عَنْ شَبَهِ الْوَلَدِ،
قَالَ: «مَاءُ الرَّجُلِ بَيْضَاءُ غَلِيظَةٌ، وَمَاءُ الْمَرْأَةِ صَفْرَاءُ
رَقيقَةٌ، فَإِذَا عَلَا مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ الْمَرْأَةِ أَذْكَرَ بِإِذْنِ
اللَّهِ، وَمِنْ قِبَلِ ذَلِكِ الشَّبَه، وإذَا عَلَا مَاءُ الْمَرْأَةِ مَاءَ
الرَّجُلِ أَنْثَى بِإِذْنِ اللَّهِ، وَمِنْ قِبَلِ ذَلِكِ الشَّبَهُ»، قَالَ:
فَقَالَ النَّبِي ﷺ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا كَانَ عِنْدِي فِي شَيء
مِمَّا سَأَلَنِي عَنْهُ عِلْم حَتى أَنْبَأَنِيهِ اللَّهُ فِي مَجْلِسِي هَذَا».
° [٢١٩٦٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا
هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «وَاللَّهِ (٤) لَقِيدُ سَوْطِ أَحَدِكمْ
مِنَ الْجَنَّةِ خَيْرٌ لَهُ مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ (٥)».
• [٢١٩٦٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ (٦):
مَنْ دَخَلَ الْجَنَّةَ يَنعَمُ (٧) فلا يَبْؤُسُ (٨)، وَخُلِّدَ فَلا يَمُوت،
وَلا يَفنَى شَبَابُه، وَلا تَبْلى ثِيَابُهُ (٩).
(١) الجسر: الصراط. (انظر: مجمع البحار،
مادة: جسر).
(٢)
في (ف): «نزولهم» وهو تحريف، والمثبت من (س)، وهو موافق لما في «شرح السنة».
(٣)
في (ف)، (س): «النون» وهو تحريف، والمثبت من «شرح السنة».
(٤)
ليس في (س)، وأثبتناه من (ف). [ف/ ١٩٨ ب].
(٥)
قوله: «بين السماء والأرض» مطموس في (ف)، ومكانه بياض في (س)، والمثبت من «مسند
أحمد» (٨٢٨٣)، و«صحيح ابن حبان» كلاهما، من طريق المصنف، به.
(٦)
بعده في (ف) طمس بمقدار أربع أو خمس كلمات، وفي (س) بياض.
(٧)
في (ف): «نعم»، والمثبت من (س).
(٨)
البؤس: شدة الحزن. (انظر: النهاية، مادة: بأس).
(٩)
قوله: «ولا يفنى شبابه ولا تبلى ثيابه» مطموس في (ف)، وأثبتناه من (س). وهذا الخبر
بهذه الصورة غريب، يُخشى أن يكون المتن ليس بهذا الإسناد؛ فقد أخرج مسلم في
«صحيحه» (٢٩٤٠)، وغيره، من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي
هريرة، عن النبي ﷺ =
• [٢١٩٦٥] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَهْلُ الْجَنَّةِ يَنْكِحُونَ
النِّسَاءَ، وَلَا يَلِدْنَ، لَيْسَ فِيهَا مَنِيٌّ وَلَا مَنِيَّةٌ.
° [٢١٩٦٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، سَمِعَ الْحَسَنَ قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «قِيدُ قَوْسِ أَحَدِكُمْ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ لَهُ مِنَ
الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا».
• [٢١٩٦٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ مِثْلَ
حَدِيثِ طَاوُسٍ فِي النِّكَاحِ.
• [٢١٩٦٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ
رَجُلٍ، أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ قَالَ: لَيْسَ فِيهَا مَنِيٌّ وَلَا مَنِيَّةٌ،
إِنَّمَا يَدْحَمُونَهُنَّ (١) دَحْمَا.
٢٥٠
- بَابُ
صِفَةِ أهْلِ النَّارِ
• [٢١٩٦٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ
حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ رَجُلٍ سَمَّاهُ: أَنَّ عُتْبَةَ بْنَ غَزْوَانَ
خَطَبَ النَّاسَ بِالْبَصْرَةِ، فَقَالَ: إِنَّ الدُّنْيَا قَدْ آذَنَتْ بِصُرْمٍ
(٢)، وَوَلَّتْ حَذَّاءَ (٣)، وَلَمْ يَبْقَ إِلَّا صُبَابَةٌ (٤) كَصُبَابَةِ
الْإنَاءِ، وَأَنْتُمْ مُتَحَوِّلُونَ (٥)
= قال: «من يدخل الجنة ينعم لا يبأس،
لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه». وله طرق أخرى عن أبي هريرة. وأخرج ابن أبي شيبة
في «المصنف» (٣٥٠٨٧)، وغيره، من طريق عمر بن ربيعة، عن الحسن، عن ابن عمر، قال:
سئل رسول الله ﷺ عن الجنة، كيف هي؟ قال: «من يدخل الجنة يحيا لا يموت، وينعم لا
يبأس، ولا تبلى ثيابه، ولا يبلى شبابه»، قيل: يا رسول الله، كيف بناؤها؟ قال:
«لبنة من فضة، ولبنة من ذهب، ملاطها مسك، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وترابها
الزعفران»؟ فالله أعلم.
(١)
في (س): «يدحمون»، والمثبت من (ف).
الدحم: الدفع الشديد. (انظر: اللسان،
مادة: دحم).
(٢)
الصرم: الانقطاع والانقضاء. (انظر: النهاية، مادة: صرم).
(٣)
الحذاء: الخفيفة السريعة. (انظر: النهاية، مادة: حذذ).
(٤)
الصبابة: البقية. (انظر: النهاية، مادة: صبب).
(٥)
في (ف)، (س): «متحملون»، والمثبت من «حلية الأولياء» لأبي نعيم (١/ ١٧١)،
و«الأمالي» لابن =
إِلَى دَارٍ ذِي مُقَامَةٍ،
فَانْتَقِلُوا بِخَيْرِ (١) مَا بِحَضْرَتِكُمْ، أَلَا فَلَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ
الْحَجَرَ يُقْذَفُ مِنْ شفِيرِ (٢) جَهَنَّمَ فَيَهْوِي فِيهَا (٣) سَبْعِينَ
خَريفًا (٤)، حَتَّى يَبْلُغَ قَعْرَهَا *، وَايْمُ اللَّهِ (٥) لَتُمْلأَنَّ،
أَفَعَجِبْتُمْ؟ أَلَا وإِنَّ مَا بَيْنَ مِصْرَاعَيِ (٦) الْجَنَّةِ مَسِيرَةُ
أَرْبَعِينَ سَنَةَ، وَأيْمُ اللهِ لَيَأْتِيَنَّ عَلَيهِ يَوْمٌ وَهُوَ كَظِيظُ
(٧) الزِّحَامِ، أَلَا فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي سَابِعَ سَبْعَةٍ مَعَ رَسُولِ
اللَّهِ ﷺ مَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا وَرَقُ الشَّجَرِ وَالْبَشَام، حَتَّى
قَرِحَتْ (٨) أَشْدَاقُنَا (٩)، وَلَقَدْ وَجَدْتُ أَنَا وَسَعْدُ بْنُ مَالِكٍ
نَمِرَةً (١٠) فَشَقَقْنَاهَا إِزَارَيْنِ، فَمَا بَقِيَ مِنَّا أَيُّهَا
السَّبْعَةُ إِلَّا أَمِيرُ عَامَّةٍ، وَسَتُجَرِّبُونَ (١١) الْأُمَرَاءَ
بَعْدَنَا، أَلَا وإِنِّي أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ فِي نَفْسِي عَظِيمًا،
وَفِي أَعْيُنِ النَّاسِ صَغِيرًا، أَلَا وإنَّهَا لَمْ تَكُنْ نُبُوَّةٌ إِلَّا
تَنَاسَخَتْ حَتَّى تَكُونَ مُلْكًا.
• [٢١٩٧٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: قَالَ
مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: لَوْ أَنَّ
= بشران (١/ ١٧٨) من طريق قرة بن خالد،
عن حميد، به، وسُمي الرجل المجهول: خالد بن عمير.
وفي «صحيح مسلم» (٣٠٨٧)، وغيره، من
وجه آخر عن حميد، به: «منتقلون»، والله أعلم.
(١)
في (ف): «خير»، والمثبت من (س).
(٢)
الشفير: الحرف والجانب. (انظر: النهاية، مادة: شفر).
(٣)
في (س): «بها»، والمثبت من (ف).
(٤)
الخريف: الزمان المعروف من فصول السنة ما بين الصيف والشتاء، ويريد به: السنة؛ لأن
الخريف لا يكون في السنة إلا مرة واحدة. (انظر: النهاية، مادة: خرف).
* [س/ ٣٧٥].
(٥)
ايم الله: من ألفاظ القسم، كقولك: لَعمر الله وعهد الله، وهمزتها وصل، وقد تقطع،
وقيل: إنها جمع يمين، وقيل: هي اسم موضوع للقسم. (انظر: النهاية، مادة: أيم).
(٦)
في (ف): «مصراع»، وفي (س): «مصارع»، وفي المصادر الثلاث السابقة: «مصراعين من
مصاريع»، والمثبت من «مسند أحمد» (١٧٨٤٩) من طريق حميد، به، هو الأشبه.
(٧)
الكظيظ: الممتلئ المزدحم. (انظر: النهاية، مادة: كظظ).
(٨)
التقرح: التجرح. (انظر: النهاية، مادة: قرح).
(٩)
الأشداق: جمع: شدق، وهو: جانب الفم. (انظر: النهاية، مادة: شدق).
(١٠)
النمرة: ثوب من صوت يلبسه الأعراب، والجمع: نمار، ويطلق على كل شملة مخططة. (انظر:
معجم الملابس) (ص ٥٠٤).
(١١)
في (س): «وستجدون»، والمثبت من (ف).
صَخْرَةً بِزِنةِ (١) سَبْعَ
خَلِفَاتٍ (٢) بِشُحُومِهِنَّ وَلحُومِهِنَّ وَأوْلادِهِنَّ، يُرْمَى بِهَا مِنْ
شفِيرِ جَهَنَّمَ، لَهَوَتْ مَا بَيْنَ شَفِيرِهَا وَقَعْرِهَا سَبْعِينَ خَرِيفًا
حَتَى تَبْلُغَ قَعْرَهَا.
° [٢١٩٧١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ
سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «تَحَاجَّتِ
الْجَنَّةُ وَالنَّار، فَقَالَتِ النَّارُ *: أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ
وَالْمُتَجَبِّرِينَ، وَقَالَتِ الْجَنَّةُ: فَمَا لِي لَا يَدْخُلُنِي إِلَّا
ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ (٣) وَغِرَّتُهُمْ (٤)؟ فَقَالَ اللَّهُ
لِلْجَنَّةِ: إِنَّمَا أَنْتِ رَحْمَتِى، أَرْحَم بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ
عِبَادِي، وَقَالَ لِلنَّارِ: إِنَّمَا أَنْتِ عَذَابِي، أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ
أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي، وَلكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا، فَأَمَّا
النَّارُ فَإِنَّهُمْ يُلْقَوْنَ فِيهَا، وَتَقُولُ: ﴿هَل مِن مَّزِيدٍ﴾ [ق: ٣٠]، فَلَا تَمْتَلِئُ حَتى يَضَعَ رِجْلَهُ -
أَوْ قَالَ: قَدَمَهُ - فِيهَا، فَتَقُولُ: قَطٍ (٥) قَطِ قَطٍ، فَهُنَالِكَ
تُمْلأُ وَتَنْزَوِي بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، وَلَا يَظلِمُ اللَّهُ مِنْ خَلْقِهِ
أَحَدًا، وَأَمَّا الْجَنَّةُ فَإِنَّ اللهَ يُنْشِئُ لَهَا مَا شَاءَ».
° [٢١٩٧٢]
قال مَعْمَرٌ: وَّأَخْبَرَنِي أَيُّوب، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ مِثْلَهُ.
• [٢١٩٧٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ،
قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا يُحَدِّثُ ابْنَ عَبَّاسٍ بِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ
هَذَا، فَقَامَ رَجُل فَانْتَفَضَ، فَقَالَ
(١) في (ف): «تزنه»، وفي (س): «برية» وهو
تحريف، والمثبت من «التفسير - ط. العلمية» للمصنف (١/ ٢٦١) هو الأشبه، وقد خلف (ط.
الرشد) من هذا الخبر. وعند ابن المبارك في «الزهد - زوائد نعيم بن حماد» (٢/ ٨٦)،
والطبراني في «الكبير» (٢٠/ ١٦٩) من طريق الزهري: «زنة»، والله أعلم.
(٢)
الخلفات: جمع الخلفة، وهي: الحامل من النوق. (انظر: النهاية، مادة: خلف).
° [٢١٩٧١]
[الإتحاف: خز حب عه حم ٢٠١٢٥].
* [ف/١٩٩ أ].
(٣)
سقط الناس: أراذلهم وأدوانهم. (انظر: النهاية، مادة: سقط).
(٤)
الغر: الذي لم يجرب الأمور، فهو قليل الشر، منقاد. (انظر: جامع الأصول) (١٠/ ٥٤٦).
(٥)
قط قط: حسب، وتكرارها للتأكيد. (انظر: النهاية، مادة: قط).
• [٢١٩٧٣]
[شيبة: ٣٩٠٥٧].
ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا فَرَقُ (١)
هَؤُلَاءِ؟! يَجِدُونَ رِقَّةً عِنْدَ (٢) مُحْكَمِهِ، وَيَهْلِكُونَ عِنْدَ
مُتَشَابِهِهِ.
• [٢١٩٧٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ
قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ النَّارَ حِينَ خُلِقَتْ كَادَتْ أَفْئِدَةُ
الْمَلَائِكَةِ تَطِيرُ، فَلَمَّا خُلِقَ آدَمُ سَكَنَتْ.
° [٢١٩٧٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «نَارُكُمْ هَذِهِ الَّتِي
يُوقِدُ بَنُو آدَمَ جُزْءٌ وَاحِدٌ مِنْ سَبعِينَ جُزءًا مِن حَرِّ جَهَنَّمَ»،
قَالُوا: وَاللَّهِ إِنْ كَانَتْ لَكَافِيَةً يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:
«فَإِنَّهَا فُضِّلَتْ عَلَيهَا (٣) بِتِسْعَةٍ وَسِتِّينَ جُزْءًا، كُلُّهُم
مِثلُ حَرِّهَا».
° [٢١٩٧٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ،
أَنَّ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَخْبَرَه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ
قَالَ: «إِنَّ أَهْوَنَ أَهلِ النَّارِ عَذَابًا رَجُلٌ يَطَأُ جَمْرَةً يَغْلِي
مِنْهَا دِمَاغُهُ»، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدَيقُ: وَمَا كَانَ جُرْمُهُ يَا
رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «كَانَتْ لَهُ مَاشِيَةٌ يَغْشَى بِهَا الزَّرْعَ
وَيُؤذِيهِ، وَحَرَّمَهُ اللهُ وَمَا حَوْلَهُ غَلْوَةَ بِسَهْمٍ»، أَوْ قَالَ:
«رَميَةً بِحَجَرٍ، فَاحْذَرُوا ألَا يُسْحِتَ الرَّجُلُ مَالَهُ فِي الدُّنْيَا،
وَيُهْلِكَ نَفْسَهُ فِي الآخِرَةِ»، قَالَ: «وإِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ
مَنْزِلَةً، وَأَسفَلَهُمْ دَرَجَةً، رَجُلٌ لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ بَعْدَهُ
أَحَدٌ، يُفْسَحُ لَهُ فِي بَصَرِهِ مَسِيرَةَ مِائَةِ عَامٍ فِي قُصُورٍ مِنْ
ذَهَبٍ، وَخِيَام مِنْ لُؤْلُؤٍ، لَيْسَ فِيهَا مَوْضِعُ شِبْرٍ إِلَّا مَعْمُورٌ،
يُغدَى عَلَيْهِ * كُلَّ يَوْمٍ، وَيُرَاحُ بِسَبْعِينَ ألفَ صَحفَةٍ مِنْ ذَهَبِ
(٤) لَيْسَ مِنْهَا
(١) الفرق: الخوف والفزع. (انظر: النهاية،
مادة: فرق).
(٢)
قوله:»ما فرق هؤلاء يجدون رقة عند«وقع في (ف)، (س):»ما فرق من هؤلاء يجدون عند«،
والمثبت من»فتح الباري«(٧/ ٢٣٢)، و»اختيار الأَوْلى شرح حديث اختصام الملأ
الأعلى«(ص ٤٢)، كلاهما لابن رجب، نقلًا عن عبد الرزاق، به.
° [٢١٩٧٥]
[الإتحاف: عه حم ٢٠١٩٢].
(٣)
ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
* [ف/ ١٩٩ ب].
(٤)
قوله:»من ذهب" ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
صَحْفَةٌ، إِلَّا فِيهَا لَوْنٌ
لَيْسَ فِي الْأُخْرَى (١) مِثْلُه، شَهْوَتُهُ فِي آخِرِهَا كَشَهْوَتِهِ فِي
أَوَّلهَا، لَوْ نَزَلَ بِهِ جَمِيعُ أَهْلِ الدُّنْيَا لَوَسَّعَ عَلَيْهِمْ
مِمَّا أُعْطِىَ، لَا يُنْقِصُ ذَلِكَ مِمَّا أُوتِيَ شَيْئًا».
٢٥١
- بَابُ
قَوْلِ: تَعِسَ (٢) الشَّيْطَانُ وَتَحْرِيقِ الْكُتُبِ
° [٢١٩٧٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ
الْهُجَيْمِيِّ عَمَّنْ كَانَ رَدِيفَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَالَ: كُنْتُ رِدْفَهُ
عَلَى حِمَارٍ، فَعَثَرَ (٣) الْحِمَار، فَقُلْتُ: تَعِسَ الشَّيْطَان، فَقَالَ
لِيَ النَّبِيُّ ﷺ: «لَا تَقُلْ: تَعِسَ الشَّيْطَان، فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ:
تَعِسَ الشَّيْطَان، تَعَاظَمَ فِي نَفْسِهِ، وَقَالَ: صَرَعْتُهُ بِقُوَّتِي،
وَإِذَا قُلْتَ: بِاسْمِ اللهِ تَصَاغَرَتْ إِلَيْهِ نَفْسُه، حَتَّى يَكُونَ
أَصْغَرَ مِنَ الذبَابِ».
• [٢١٩٧٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ:
لَمَّا لَعَنَ اللَّهُ إِبْلِيسَ أُهْبِطَ إِلَى الْأَرْضِ، رَنَّ وَنَخَرَ،
فَلُعِنَ مَنْ فَعَلَهُمَا.
• [٢١٩٧٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، قَالَ: كَانَ
أَبِي يُحَرِّقُ الصُّحُفَ إِذَا اجْتَمَعَتْ عِنْدَهُ فِيهَا الرَّسَائِلُ فِيهَا
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
• [٢١٩٨٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ:
أَحْرَقَ أَبِي يَوْمَ الْحَرَّةِ كَتَبَ فِقْهٍ كَانَتْ لَه، قَالَ: فَكَانَ
يَقُولُ بَعْدَ ذَلِكَ: لأَنْ تَكُونَ عِنْدِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ
لِي مِثْلُ أَهْلِي وَمَالِي.
• [٢١٩٨١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ * إِبْرَاهِيمَ أَنَّهُ كَرِهَ
أَنْ تُحَرَّقَ الصُّحُفُ إِذَا كَانَ فِيهَا ذِكْرُ اللَّهِ.
(١) في (ف): «الآخر»، وفي (س): «الآخرة»،
والمثبت من «تفسير ابن كثير» (٧/ ٢٣٩) نقلًا عن عبد الرزاق، به.
(٢)
تعس: إذا عثر وانكب لوجهه، وهو: دعاء عليه بالهلاك. (انظر: النهاية، مادة: تعس).
° [٢١٩٧٧]
[الإتحاف: حم ٢١١٧٦].
(٣)
العَثْر والعِثار: التعرقل في شيء. (انظر: معجم اللغة العربية المعاصرة، مادة:
عثر).
• [٢١٩٧٩]
[شيبة: ٢٦٨٢٦].
* [س/ ٣٧٦].
° [٢١٩٨٢] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «خُلِقَتِ الْمَلَائِكَةُ مِنْ نُورٍ، وَخُلِقَ الْجَانُّ مِنْ
مَارجٍ (١) مِنْ نَارِ، وَخُلِقَ آدَمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ».
٢٥٢
- بَابُ
مَنْ حَالَتْ شَفَاعَتُهُ دُونَ حَدٍّ
• [٢١٩٨٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنِ
ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: أَلَا تَقُولُونَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه،
وَسُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، فَإِنَّهُمَا أَلْفَانِ مِنْ كَلَامِ اللَّهِ
بِالْوَاحِدَةِ عَشْرٌ، وَبِالْعَشْرِ مِائَةٌ، وَبِالْمِائَةِ أَلْفٌ، وَمَنْ
زَادَ (٢) زَادَهُ اللَّهُ *، وَمَنِ اسْتَغْفَرَ غَفَرَ اللَّهُ لَه، وَمَنْ
حَالَتْ شَفَاعَتُهُ دُونَ حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ، فَقَدْ ضَادَّ اللَّهَ فِي
حُكْمِهِ، وَمَنْ أَعَانَ عَلَى خَصْمٍ دُونَ حَقٍّ أَوْ بِمَا لَا يَعْلَمُ،
كَانَ فِي سَخَطِ اللَّهِ حَتى يَنْزَعَ، وَمَنْ تَبَرَّأَ مِنْ وَلَدٍ
لِيفْضَحَهُ فِي الدُّنْيَا، فَضَحَهُ اللَّهُ عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ، وَمَنْ بَهَتَ مُؤْمِنًا بِمَا لَا يَعْلَم، جَعَلَهُ اللَّهُ فِي رَدْغَةِ
الْخَبَالِ (٣) حَتَّى يَأْتيَ بِالْمَخْرَجِ مِمَّا قَالَ، وَمَنْ مَاتَ
وَعَلَيْهِ دَيْنٌ أُخِذَ مِنْ حَسَنَاتِهِ، لَا دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ،
وَرَكْعَتَيِ الْفَجْرِ حَافِظُوا عَلَيْهِمَا فَإِنَّ فِيهِمَا (٤) رُغَبَ
الدَّهْرِ.
• [٢١٩٨٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ،
أَنَّ صَبِيغًا قَدِمَ عَلَى عُمَرَ فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: أَنَا عَبْدُ
اللَّهِ صَبِيغٌ، فَسَأَلَهُ عُمَرُ عَنْ أَشْيَاءَ، فَعَاقَبَهُ.
قال أبو بكر: فِي عِلْمِي أَنَّهُ
قَالَ: وَحَرَّقَ كُتُبَه، وَكَتَبَ إِلَى أَهْلِ الْبَصْرَةِ: أَلَّا
تُجَالِسُوهُ.
° [٢١٩٨٢] [الإتحاف: حب عه حم ٢٢١٢٨].
(١)
المارج: لهب النار المختلط بسوادها. (انظر: التاج، مادة: مرج).
• [٢١٩٨٣]
[شيبة: ٢٨٦٦١].
(٢)
في (س): «ازداد»، والمثبت من (ف).
* [ف/ ٢٠٠ أ].
(٣)
ردغة الخبال: عصارة أهل النار. (انظر: النهاية، مادة: ردغ).
(٤)
قوله: «عليهما فإن فيهما» وقع في (س): «عليها فإن فيها»، والمثبت من (ف).
• [٢١٩٨٥] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ قَالَ (١): خَرَجَتِ الْحَرُورِيَّةُ (٢)، فَقِيلَ لِصَبِيغٍ: إِنَّهُ
قَدْ خَرَجَ قَوْم يَقُولُونَ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: هَيْهَاتَ قَدْ نَفَعَنِي
اللَّهُ بِمَوْعِظَةِ الرَّجُلِ الصَّالِح، قَالَ: وَكَانَ عُمَرُ ضَرَبَهُ حَتَّى
سَالَتِ الدِّمَاءُ عَلَى رِجْلَيْهِ، أَوْ قَالَ: عَلَى عَقِبَيْهِ (٣).
• [٢١٩٨٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ
قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى ابْنِ
الزُّبَيْرِ، وَكَانَ عَامِلًا لَهُ (٤)، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنْتَ (٥)
امْرُؤٌ ظَلُومٌ، لَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يَشْفَعَ لَكَ، وَلَا يَدْفَعَ عَنْكَ.
٢٥٣
- بَابُ
قوَّةِ النَّبِيِّ ﷺ -
° [٢١٩٨٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ،
قَالَ: أَحْسَبُهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: صَارَعَ النَّبِيُّ
ﷺ أبَا رُكَانَةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ شَدِيدًا، فَقَالَ: شَاةٌ لِشَاةٍ،
فَصَرَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ أَبُو رُكَانَةَ: عَاوِدْنِي، فَصَارَعَه،
فَصرَعَهُ (٦) رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَيْضًا، فَقَالَ: عَاوِدْنِي فِي أُخْرَى،
فَعَاوَدَه، فَصَرَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَيْضا، فَقَالَ أَبُو رُكَانَةَ:
مَاذَا (٧) أَقُولُ لِأَهْلِي؟ شَاةٌ أَكَلَهَا الذِّئْب، وَشَاةٌ
(١) هذا الأثر ذكره أبو الحسين المَلَطي (ت
٣٧٧ هـ) في كتابه «التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع» (ص ١٨١) معلقًا عن
الزهري، به، فالله أعلم.
(٢)
الحرورية: طائفة من الخوارج نسبوا إلى حروراء، وهو موضع قريب من الكوفة، كان أول
مجتمعهم فيها، وهم أحد الخوارج الذين قاتلهم علي رضي الله عنه.
(انظر: النهاية، مادة: حرر).
(٣)
في (س): «عينيه»، والمثبت من (ف)، وهو الموافق لما عند الملطي.
(٤)
من (س).
(٥)
ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
(٦)
قوله: «عاودني فصارعه فصرعه» من (ف)، ووقع في (س): «عاودني في أخرى فعاوده فصرعه»،
وفي «التلخيص الحبير - ط. أضواء السلف» لابن حجر (٦/ ٣٠٩٥) نقلًا عن عبد الرزاق:
«عاودني في أخرى فصرعه»، وكذا أيضًا لفظه عند أبي الشيخ الأصبهاني من طريق عبد
الرزاق به - كما في «الفروسية» لابن القيم (ص ٢٠٠) -، فالله أعلم.
(٧)
في (ف): «هذا»، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في المصدرين السابقين.
تَكَسَّرَتْ (١)، فَمَاذَا أَقُولُ
لِلثَّالِثَةِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «مَا كُنَّا لِنَجْمَعَ عَلَيْكَ أَنْ (٢)
نَصْرَعَكَ وَنُغْرِمَكَ». خُذْ غَنَمَكَ.
٢٥٤
- بَابٌ
مَثَلُ هَذِهِ الْأمُّةِ وَغَيْرِهَا (٣)
° [٢١٩٨٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ
أَنَسٍ قَالَ: فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ مَرَّةً، فَرَكِبَ النَّبِيُّ ﷺ فَرَسًا
كَأَنَّهُ مُقْرِفٌ (٤)، فَرَكَضَهُ فِي آثَارِهِمْ، فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ:
«وَجَدْنَاهُ بَحْرًا» (٥).
° [٢١٩٨٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ
نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: «مَثَلُكُمْ وَمَثَلُ
الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى كَمَثَلِ رَجُلٍ قَالَ: مَنْ أَسْتَأْجِرُهُ يَعْمَلُ
إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ بِقِيرَاطٍ؟ فَعَمِلَتِ الْيَهُودُ (٦)، ثُمَ قَالَ: مَنْ
أَسْتَأْجِرُهُ يَعْمَلُ إِلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ بِقِيرَاطِ؟ فَعَمِلَتِ
النَّصَارَى، ثُمَّ قَالَ: مَنْ أَسْتَأْجِرُهُ يَعْمَلُ إِلَى اللَّيْلِ
بِقِيرَاطَيْنِ، فَعَمِلْتُمْ أَنْتُمْ، فَلَكُمُ الْأَجْرُ مَرَّتَيْنِ،
فَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى: نَحْنُ أكثَرُ عَمَلًا وَأَقَلُّ أُجُورًا،
فَقَالَ اللَّهُ: أَظَلَمْتُكُمْ مِنْ أُجُوركُمْ شَيْئًا؟ قَالُوا: لَا، قَالَ:
فَإِنَّهُ فَضْلِي أُوتِيهِ مَنْ أَشَاءُ».
(١) كذا في (ف)، (س)، وفي المصدرين السابقين:
«نشرْت».
(٢)
ليس في (س)، والمثبت من (ف).
(٣)
في (ف)، (س): «وغيره»، والمثبت هو الأليق بالسياق، ينظر أحاديث الباب [٢٠٠/ ب].
° [٢١٩٨٨]
[الإتحاف: حم ٧٤٠].
(٤)
في (س): «مقذف» وهو تحريف، والمثبت من (ف)، وينظر: «غريب الحديث» للخطابي (١/
٥٠٥)، و«أساس البلاغة» للزمخشري (٢/ ٧٢)، و«حاشية السندي على مسند أحمد» (٧/ ٣٢١).
(٥)
هكذا جاء هذا الحديث في (ف)، (س) تحت هذا الباب، وحقه أن يرد تحت الباب السابق،
وقد سبق في باب الفتن برقم (٢١٨١٥)؛ فالله أعلم.
° [٢١٩٨٩]
[الإتحاف: حم ١٠٤٢٠].
(٦)
قوله: «فعملت اليهود» ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
٢٥٥ - بَابُ الرَّجُلِ يَبْدَأُ بنَفْسِهِ
فِي الْكتَابِ
• [٢١٩٩٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قَرَأْتُ
كِتَابًا: مِنَ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ إِلَى مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ.
• [٢١٩٩١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي، مَنْ سَمِعَ ابْنَ
سِيرِينَ، يَقُولُ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا كَتَبَ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ
الرَّحِيمِ، كَتَبَ (١): أَمَّا بَعْد، مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ.
• [٢١٩٩٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، أَوْ
غَيْرِهِ (٢)، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ عُمَّالُ عُمَرَ إِذَا كَتَبُوا إِلَيْهِ
بَدَءُوا بِأَنْفُسِهِمْ.
قَالَ: وَوَجَدَ زِيَادٌ كِتَابًا
مِنَ النُّعْمَانِ بْنِ مُقَرَنٍ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ (٣) عُمَرَ أَمِيرِ
الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ زِيَادٌ: مَا كَانَ هَؤُلَاءِ إِلَّا أَعْرَابًا.
قَالَ مَعْمَرٌ: وَكَانَ أَيُّوبُ
رُبَّمَا بَدَأَ بِاسْمِ الرَّجُلِ قَبْلَه، إِذَا كَتَبَ إِلَيْهِ، وَكَانَ
ذَلِكَ الرَّجُلُ عَرِيفًا.
• [٢١٩٩٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ (٤)، عَنْ
نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَأْمُرُ غِلْمَانَهُ إِذَا كَتَبُوا إِلَيْهِ
أَنْ يَبْدَءُوا بِأَنْفُسِهِمْ، وإِلَّا لَمْ أَرُدَّ عَلَيْكُمْ (٥) جَوَابًا.
• [٢١٩٩٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كَتَبَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ
الْجَرَّاحِ، وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: لِعَبْدِ اللَّهِ عُمَرَ أَمِيرِ
الْمُؤْمِنِينَ.
(١) ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
(٢)
قوله: «أو غيره» ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
(٣)
بعده في (ف)، (س): «بن» وهو سبق قلم، والمثبت من «شرح السنة» للبغوي (١٢/ ٢٧٨) من
طريق معمر، به.
(٤)
قوله: «عن أيوب» ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
(٥)
في (ف): «إليكم»، والمثبت من (س).
٢٥٦ - بَابُ أزْواجِ النبِيِّ ﷺ -
*
° [٢١٩٩٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ *، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ،
عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ لَهَا: «هَذَا جِبْرِيلُ
وَهُوَ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلَامَ»، فَقَالَتْ: وَعَلَيْهِ السَّلَامُ
وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه، تَرَى مَا لَا نَرَى.
° [٢١٩٩٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِي
ﷺ لِجِبْرِيلَ: «أَبْطَأْتَ عَنِّي حَتَّى اشْتَقْنَا إِلَيْكَ، فَقَالَ: وَنَحْنُ
إِلَيْكَ أَشْوَق، فَإِذَا أَتَتْ (١) عَائِشَةُ فَأَقْرِئْهَا السَّلَامَ».
° [٢١٩٩٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ
أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مَرْيَمُ
بِنْتُ عِمْرَانَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدِ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ
ﷺ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ».
° [٢١٩٩٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
عُرْوَةَ قَالَ: تُوُفِّيَتْ خَدِيجَةُ فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «أُرِيتُ
لِخَدِيجَةَ بَيْتًا مِنْ قَصَبٍ (٢) لَا صَخَبَ (٣) فِيهِ، وَلَا نَصَبَ»، وَهُوَ
قَصَبُ اللُّؤْلُؤِ.
° [٢١٩٩٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ
أَنَسٍ قَالَ: بَلَغَ صَفِيَّةَ أَنَّ حَفْصَةَ، قَالَتْ: بِنْتُ يَهُودِيٍّ،
فَبَكَتْ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ ﷺ وَهِيَ تَبْكِي، فَقَالَ لَهَا: «مَا
شَأْنُكَ»؟ فَقَالَتْ: قَالَتْ لِي حَفْصَةُ إِنِّي بِنْتُ يَهُودِيٍّ، فَقَالَ
* [ف/٢٠١ أ].
° [٢١٩٩٥]
[شيبة:٢٦٢٠٨، ٣٢٩٥٢].
* [س/ ٣٧٧].
(١)
في (ف): «أتيت»، والمثبت من (س).
° [٢١٩٩٧]
[الإتحاف: حب كم حم ١٥٧٨].
(٢)
القصب: لؤلؤ مجوف واسع. (انظر: النهاية، مادة: قصب).
(٣)
الصخب: الضجة، واضطراب الأصوات للخصام. (انظر: النهاية، مادة: صخب).
° [٢١٩٩٩]
[الإتحاف: حب حم ٧٦٠].
النَّبِيُّ ﷺ: «إِنكِ لَبِنْتُ
نَبِيٍّ، وَإِنَّكِ لَتَحْتَ نَبِيٍّ، فَبِمَ تَفْخَرُ عَلَيْكِ؟» ثُمَّ قَالَ:
«اتَّقِي اللَّهَ يَا حَفْصَةُ».
° [٢٢٠٠٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ:
كَانَ النَّبِيُّ ﷺ شَاكِيًا، وَعَنْدَهُ أَزْوَاجُه، فَقَالَتْ صَفِيَّةُ: يَا
رَسُولَ اللَّهِ، لَوَدِدْتُ أَنَّ الَّذِي بِكَ بِي، قَالَ: فَتَغَامَزَ (١)
بِهَا أَزْوَاجُ النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «أَعِبْتُنَّهَا،
فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَصَادِقَةٌ».
° [٢٢٠٠١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ
سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ أَنَّ النَّبِي ﷺ اسْتَعْذَرَ أَبَا بَكْرٍ مِنْ عَائِشَة،
وَلَمْ يَخْشَ النَّبِيُّ ﷺ أنْ يَنَالَهَا أَبُو بَكْرٍ بِالَّذِي نَالَهَا،
قَالَ: فَرَفَعَ أَبُو بَكْرٍ بِيَدِهِ فَلَطَمَ فِي صَدْرِ عَائِشَةَ، فَوَجَدَ
مِنْ ذَلِكَ (٢) النَّبِيُّ ﷺ، وَقَالَ لِأَبِي بَكْرٍ: «مَا أَنَا
بِمُسْتَعْذِرِكَ (٣) مِنْهَا بَعْدَ فَعْلَتِكَ هَذِهِ *».
° [٢٢٠٠٢]
قال مَعْمَرٌ: وَأَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ
دَعَا أَبَا بَكْرٍ فَاسْتَعْذَرَهُ مِنْ عَائِشَةَ، فَبَيْنَا هُمَا (٤) عِنْدَه،
قَالَتْ: إِنَّكَ لَتَقُولُ (٥): إِنَّكَ لَنَبِيٌّ، فَقَامَ إِلَيْهَا أَبُو
بَكْرٍ فَضَرَبَ خَدَّهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «مَهْ يَا أَبَا بَكْرٍ (٦)، مَا
لِهَذَا دَعَوْنَاكَ».
° [٢٢٠٠٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ،
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتِ: اجْتَمَعْنَ أَزْوَاجُ النَّبِيُّ ﷺ، فَأَرْسَلْنَ
فَاطِمَةَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقُلْنَ لَهَا: قُولِي لَهُ: إِنَّ نِسَاءَكَ قَدِ
اجْتَمَعْنَ، وَهُنَّ يَنْشُدْنَكَ الْعَدْلَ فِي بِنْتِ أَبِي قُحَافَةَ،
قَالَتْ: فَدَخَلْتُ عَلَى
(١) في (س): «فتغامزن»، والمثبت من (ف).
(٢)
قوله: «من ذلك» ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
(٣)
في (س): «بمستعذر»، والمثبت من (ف).
* [ف/ ٢٠١ ب].
(٤)
في (س): «هو»، والمثبت من (ف).
(٥)
في (س): «تقول»، والمثبت من (ف).
(٦)
قوله: «مه يا أبا بكر» ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
° [٢٢٠٠٣]
[الإتحاف: حب حم ٢٢١٦١].
النَّبِيِّ ﷺ وَهُوَ مَعَ عَائِشَةَ
فِي مِرْطِهَا، فَقَالَتْ لَهُ: إِنَّ نِسَاءَكَ أَرْسَلْنَنِي إِلَيْكَ وَهُنَّ
يَنْشُدْنَكَ الْعَدْلَ فِي بِنْتِ أَبِي قُحَافَةَ، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ ﷺ:
«أَتُحِبِّينَنِي»؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: «فَأَحِبِّيهَا»، قَالَ: فَرَجَعَتْ
إِلَيْهِنَّ (١)، فَأَخْبَرَتْهُنَّ مَا قَالَ النَّبِي ﷺ: فَقُلْنَ إِنَّكِ لَمْ
تَصْنَعِي شَيْئًا، فَارْجِعِي إِلَيْهِ، قَالَتْ فَاطِمَةُ: وَاللهِ لَا أَرْجِعُ
إِلَيْهِ فِيهَا أَبَدًا - قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَكَانَتْ (٢) بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ
ﷺ حَقًّا - فَأَرْسَلْنَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ، قَالَتْ عَائِشَةُ: وَهِيَ
الَّتِي كَانَتْ تُسَامِينِي (٣) مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ ﷺ، فَأَتَتِ
النَّبِيَّ ﷺ، فَقَالَتْ: إِن أَزْوَاجَكَ أَرْسَلْنَنِي إِلَيْكَ وَهُنَّ
يَنْشُدْنَكَ الْعَدْلَ فِي بِنْتِ أَبِي قُحَافَةَ، قَالَتْ: ثُمَّ أَقْبَلَتْ
عَلَيَّ فَشَتَمَتْنِي، قَالَتْ: فَجَعَلْتُ أُرَاقِبُ النَّبِيَّ ﷺ وأَنْظُرُ
طَرْفَه، هَلْ يَأْذَنُ لِي فِي أَنْ أَنْتَصِرَ مِنْهَا، قَالَتْ: فَلَمْ
يَتَكَلَّمْ، فَشَتَمَتْنِي حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ لَا يَكْرَهُ أَنْ أَنْتَصِرَ
مِنْهَا، فَاسْتَقْبَلْتُهَا، فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ أَفْحَمْتُهَا (٤)، فَقَالَ
لَهَا النَّبِيُّ ﷺ: «إِنَّهَا ابْنَةُ أَبِي بَكْرٍ»، قَالَتْ عَائِشَةُ: وَلَمْ
أَرَ امْرَأَةً خَيْرًا، وَأَكْثَرَ صَدَقَةً، وَأَوْصلَ لِلرَّحِمِ، وَأَبْذَلَ
لِنَفْسِهَا فِي كُلِّ شَيءٍ يُتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى اللَّهِ مِنْ زَيْنَبَ، مَا
عَدَا سَوْرَةً (٥) مِنْ غَرْبَةِ حَدٍّ (٦) كَانَ فِيهَا يُوشِكُ مِنْهَا
الْفَيْئَةُ.
• [٢٢٠٠٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كُنْتُ
عِنْدَ الْوَلِيدِ بْنِ
(١) في (ف): «إليهم»، والمثبت من (س).
(٢)
في (س): «فكانت»، والمثبت من (ف).
(٣)
تساميني: تعاليني وتفاخرني، وهو مفاعلة من السمو، أي: تطاولني في الحظوة عنده.
(انظر: النهاية، مادة: سما).
(٤)
الإفحام: السكوت. (انظر: اللسان، مادة: فحم).
(٥)
السورة: هيجان الغضب وثورانه. (انظر: المشارق) (٢/ ٧٠).
(٦)
قوله: «غربة حد» كذا في (ف)، (س)، وفي «مسند أحمد» (٢٥٨١٣)، «مسند إسحاق» (٨٦٨)
كلاهما، عن عبد الرزاق: «غَرب حَد»، وفي «شرح السنة» للبغوي (٣٩٦٤) من طريق
الدبري، عن عبد الرزاق: «غَرب حِدة»، وينظر: «شرح صحيح مسلم» للنووي (١٥/ ٢٠٦).
الحد: الحد والحدة سواء من الغضب.
(انظر: النهاية، مادة: حدد).
عَبْدِ الْمَلِكِ، فَكَأَنَّهُ
تَنَاوَلَ عَائِشَةَ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَلَا
أُحَدِّثُكَ * عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ كَانَ قَدْ أُوتيَ حِكْمَةً؟
قَالَ: مَنْ هُوَ؟ قُلْتُ: هُوَ أَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيّ، وَسَمِعَ أَهْلَ الشَّامِ
كَأَنَّهُمْ يَتَنَاوَلُونَ مِنْ عَائِشَةَ، فَقَالَ: أُخْبِرُكُمْ بِمَثَلِكُمْ
وَمَثَلِ أُمِّكُمْ هَذِهِ، كَمَثَلِ عَيْنَيْنِ (١) فِي رَأْسِ يُؤْذِيَانِ
صَاحِبَهُمَا، وَلَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُعَاقِبَهُمَا إِلَّا بِالَّذِي هُوَ
خَيْرٌ لَهُمَا، قَالَ: فَسَكَتَ.
قَالَ الزُّهْرِيُّ: أَخْبَرَنِيهِ
أَبُو إِدْرِيس، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ.
٢٥٧
- بَابُ
الْقَوْلِ فِي السَّفَرِ
° [٢٢٠٠٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ *، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ سَرْجِسَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ إِذَا خَرَجَ مُسَافِرًا يَقُولُ:
«اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ (٢)، وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ
(٣)، وَالْحَوْر بَعْدَ الْكَوْر (٤)، وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الْأَهْلِ
وَالْمَالِ».
قُلْنَا لِعَبْدِ الرَّزَّاقِ: مَا
الْحَوْرُ بَعْدَ الْكَوْرِ؟ قَالَ: سَمِعْتُ مَعْمَرًا يَقُولُ: هُوَ
الْكُنْتِيُّ (٥)، قُلْنَا: وَمَا الْكُنْتِيُّ؟ قَالَ: هُوَ (٦) الرَّجُلُ
يَكُونُ صَالِحًا، ثُمَّ يَتَحَوَّلُ فَيَكُونُ امْرَأَ سَوْءٍ.
* [ف/٢٠٢ أ].
(١)
في (ف)، (س): «عينان»، والمثبت من «فضائل الصحابة» لأحمد (١٦٣٠) عن عبد الرزاق،
و«تاريخ دمشق» لابن عساكر (٢٧/ ٢٠٤) عن طريقه.
° [٢٢٠٠٥]
[شيبة: ٣٠٢٢٣، ٣٤٣١١].
* [س/ ٣٧٨].
(٢)
وعثاء السفر: شدته ومشقته. (انظر: النهاية، مادة: وعث).
(٣)
كآبة المنقلب: أن يرجع من سفره بأمر يحزنه. (انظر: النهاية، مادة: كأب).
(٤)
الحور بعد الكور: النقصان بعد الزيادة، وقيل: فساد أمورنا بعد صلاحها، وقيل:
الرجوع عن الجماعة بعد أن كنا منهم، وأصله من نقض العمامة بعد لفها. (انظر:
النهاية، مادة: حور).
(٥)
في (ف)، (س): «الكنتا»، وكذا هو في الموضع التالي، والمثبت من «غريب الحديث»
للخطابى (٢/ ١٩٤) من طريق الدبري، عن عبد الرزاق، به.
(٦)
ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
• [٢٢٠٠٦] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ
بْنُ الْخَطَّابِ: سَافِرُوا تَصِحُّوا.
• [٢٢٠٠٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي
زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: صَحِبْتُ ابْنَ عُمَرَ فَكَانَ إِذَا طَلَعَ
الْفَجْرُ رَفَعَ صَوْتَهُ فَقَالَ: سَمِعَ (١) سَامِعٌ بِحَمْدِ اللَّهِ
وَنِعْمَتِهِ وَحُسْنِ بَلَائِهِ عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ صَاحِبْنَا فَأَفْضِلْ
عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَائِذٌ بِكَ مِنْ جَهَنَّمَ.
• [٢٢٠٠٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ
الْخَطَّابِ كَرِهَ أَنْ يُسَافِرَ الرَّجُلُ وَحْدَه، وَقَالَ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ
مَاتَ مَنْ أَسْأَلُ عَنْهُ؟
٢٥٨
- بَابُ
مَوْتِ الْفُجَاءَةِ (٢)
• [٢٢٠٠٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قَامَ سَعْدُ
بْنُ عُبَادَةَ يَبُولُ ثُمَّ رَجَعَ، فَقَالَ: إِنِّي لأَجِدُ فِي ظَهْرِي
شَيْئًا، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ مَاتَ، فَنَاحَتْهُ الْجِنُّ، فَقَالُوا:
قَتَلْنَا سَيِّدَ الْخَزْ … رَجِ
سَعْدَ بْنَ عُبَادَهْ
رَمَيْنَاهُ بِسَهْمَى … نِ فَلَمْ
نُخْطِ فُؤَادَهْ
° [٢٢٠١٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ:
قَالَ أَصْحَابُ النبِيِّ ﷺ: يَا رَسُولَ اللَّهِ (٣) إِنَّهُ يَمْرَضُ الرَّجُلُ
الَّذِي كُنَّا نَرَى أَنَّهُ صالِحٌ، فَيُشَدَّدُ (٤) عَلَيْهِ عِنْدَ مَوْتِهِ،
وَيَمْرَضُ الَّذِي كُنَّا لَا نَرَى فِيهِ خَيْرًا، فَيُهَوَّنُ عَلَيْهِ عَنْدَ
مَوْتِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ (٥):
• [٢٢٠٠٧] [شيبة: ٣٥٢٢٧].
(١)
ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
(٢)
الفجأة والفجاءة: البغتة من غير تقدم سبب. (انظر: النهاية، مادة: فجأ).
(٣)
قوله: «يا رسول الله» سقط من (ف)، (س)، واستدركناه مما سبق برقم (٦٩٨٣).
(٤)
تصحف في (ف): «فيشد»، والمثبت من (س)، والموضع السابق ذكره.
(٥)
قوله: «النبي ﷺ» سقط من (ف)، (س)، واستدركناه من الموضع السابق ذكره.
«إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَبْقَى عَلَيْهِ
مِنْ ذُنُوبِهِ شَيءٌ (١) عِنْدَ مَوْتِهِ (٢)، فَيُشَدَّدُ (٣) عَلَيْهِ بِهَا
لِأَنْ يَلْقَى اللَّهَ لَا ذَنْبَ لَه، وَإِنَّ الْمُنَافِقَ تَبْقَى مِنْ
حَسَنَاتِهِ شَيءٌ فَيُهَوُّنُ عَلَيْهِ (٤)، لِأَنْ يَلْقَى اللَّهَ وَلَا
حَسَنَةَ لَهُ».
٢٥٩
- بَابُ
مَثَلِ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ
° [٢٢٠١١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ
أَنَسٍ، قَالَ: أَحْسَبُهُ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ ﷺ قَالَ: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ
الْأُتْرُجَّةِ (٥)، طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَرِيحُهَا طَيِّبٌ، وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ
الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ، طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَلَا
رِيحَ لَهَا (٦)، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ
الرَّيْحَانِ، رِيحُهُ طَيِّبٌ وَلَيْسَ لَهُ طَعْمٌ (٧)، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ
الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ، رِيحُهَا مُنْتِنٌ
وَطَعْمُهَا مُنْتِنٌ».
° [٢٢٠١٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ يَزْدَوَيْهِ،
عَنْ يَعْفُرَ بْنِ
(١) سقط من (ف)، (س)، واستدركناه من الموضع
السابق ذكره. [ف/ ٢٠٢ ب].
(٢)
قوله: «عند موته» ليس في (س)، وأثبتناه من (ف)، وترك مكانه بياضًا بمقدار كلمة،
ورقم عليه بعلامة، وأعاد العلامة في الحاشية، ولم يكتب شيئًا.
(٣)
في (ف): «فيشتد»، والمثبت من (س)، وهو الموافق للموضع السابق ذكره.
(٤)
قوله: «لأن يلقى الله لا ذنب له، وإن المنافق تبقى من حسناته شيء فيهون عليه» سقط
من (ف)، (س)، واستدركناه من الموضع السابق ذكره.
° [٢٢٠١١]
[الإتحاف: مي عه حب حم ١٢١٨٥] [شيبة: ٣٠٧٩٨].
(٥)
الأترجة والأترنجة: شجر حمضيّ ناعم الأغصان والورق والثمر، وهو حامض كالليمون،
ذهبيّ اللون ذكيّ الرائحة؛ يُصنَع من ثمره نوع من الحلوى. (انظر: معجم اللغة
العربية المعاصرة، مادة: أترجج).
(٦)
قوله: «ولا ريح لها» أثبتناه من (س)، وكان في (ف) كذلك، وكأنه ضرب عليه، وكتب في
الحاشية: «وليس لها ريح»، وصحح عليه.
(٧)
قوله: «ريحه طيب وليس له طعم» وقع في (س): «ريحها طيب وليس لها طعم»، والمثبت من
(ف).
رُوذِيٍّ (١)، قَالَ: سَمِعْتُ
عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ وَهُوَ يَقُصُّ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
«مَثَلُ الْمُنَافِقِ كَمَثَلِ الشَّاةِ الرَّابِضَةِ بَيْنَ الْغَنَمَيْنِ»،
فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَيْلَكُمْ لَا تَكْذِبُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إِنَّمَا
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ (٢) «مَثَلُ الْمُنَافِقِ كَمَثَلِ الشَّاةِ الْيَاعِرَةِ
(٣) بَيْنَ الْغَنَمَيْنِ (٤)».
° [٢٢٠١٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا حِلْفَ فِي الْإِسْلَامِ، وَتَمَسَّكُوا بِحِلْفِ
الْجَاهِلِيَّةِ».
° [٢٢٠١٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا
هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا يَسُبُّ أَحَدُكُمُ الدَّهْرَ،
فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الدَّهْر، وَلَا يَقُولُ أَحَدُكُمُ لِلْعِنَبِ: الْكَرْمَ،
فَإِنَّ الْكَرْمَ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ».
° [٢٢٠١٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَيُّوب، عَنِ
ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ … مِثْلَهُ (٥).
(١) قوله: «يعفر بن روذي» تحرف في (س) إلى:
«يعقوب بن وردي»، والمثبت من (ف).
(٢)
قوله: «إنما قال رسول الله ﷺ» ليس في (ف)، (س)، وأثبتناه من «المعجم الكبير»
للطبراني (١٣/ ٣٣٧)، و«غريب الحديث» للخطابي (١/ ٤٨١) من طريق الدبري، عن عبد
الرزاق.
(٣)
كذا في (ف)، (س)، و«المعجم الكبير» للطبراني (١٣/ ٣٣٧) من طريق الدبري، عن عبد
الرزاق، قال الخطابي في «غريب الحديث» (١/ ٤٨١): «رواه يعفر بن زوذي - كذا بالزاي
- عن ابن عمر، فقال:»الياعرة«مكان:»العائرة«. أخبرناه ابن هاشم، حدثنا الدبري، عن
عبد الرزاق … فذكره. و»الياعرة«من اليَعَار، وهو صوتها». اهـ. وقال ابن الأثير في
«النهاية» (مادة: يعر): «حديث ابن عمر:»مثل المنافق كالشاة الياعرة بين
الغنمين«هكذا جاء في»مسند أحمد«، فيحتمل أن يكون من اليَعار: الصوت، ويحتمل أن
يكون من المقلوب؛ لأن الرواية:»العائرة«وهي التي تذهب كذا وكذا». اهـ.
والحديث في «مسند أحمد» (٥٧١٤)،
«التمييز» لمسلم (ص ٤٥) عن محمد بن رافع، «الكفاية» للخطيب البغدادي (ص ١٧٣) من
طريق الطبراني، عن الدبري، ثلاثتهم (أحمد، وابن رافع، والدبري) عن عبد الرزاق، به،
بلفظ: «العاثرة»، والله أعلم.
(٤)
في (ف): «النعمين»، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في المصادر السابقة.
° [٢٢٠١٤]
[الإتحاف: عه حم ١٩٨٣٥، حم ١٩٨٩٤].
(٥)
من (س).
• [٢٢٠١٦] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «قَالَ اللَّهُ: يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ يَقُولُ: يَا
خَيْبَةَ الدَّهْرِ، فَلَا يَقُولَنَّ (١) أَحَدُكُمْ: يَا خَيْبَةَ الدَّهْرِ،
فَإِنِّي أَنَا الدَّهْرُ أُقَلِّبُ (٢) لَيْلَهُ وَنَهَاره، فَإِذا شِئْتُ
قَبَضْتُهُمَا».
٢٦٠
- بَابُ
الْغَمَرِ وَالْفَخْرِ بِأَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ
° [٢٢٠١٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ
اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «مَنْ نَامَ (٣) وَفي
يَدِهِ رِيحُ غَمَرٍ فَأَصَابَهُ شَيءٌ، فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ».
° [٢٢٠١٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ
قَالَ *: وَجَدَ النَّبِيُّ ﷺ مِنْ رَجُلٍ رِيحَ غَمَرٍ، فَقَالَ: «هَلَّا
غَسَلْتَ مِنْهُ يَدَكَ».
° [٢٢٠١٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ (٤)، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا تَفْخَرُوا بِآبَائِكُمُ الَّذِينَ هَلَكُوا
فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَوَاللهِ لَلْجُعَلُ يُدَهْدِهُ (٥) الْخَرْءَ عِنْدَ
مَنْخَرِهِ خَيْرٌ مِنْهُمْ، وَمَثَلُ ذَلِكَ كَمَثَلِ مَلِكٍ ابْتَنَى دَارًا،
وَصَنَعَ طَعَامًا، وَجَعَلَ (٦) يَدْعُو النَّاسَ إِلَى طَعَامِهِ، فَبَعَثَ
اللَّهُ (٧) مَلَكًا عَلَيْهِ ثِيَابٌ رَبَّةٌ، فَدَخَلَ فَجَعَلُوا يَدْفَعُونَه،
• [٢٢٠١٦] [الإتحاف: عه حب كم حم ١٨٦٩٧].
(١)
في (س):»يقول«، والمثبت من (ف).
(٢)
كأنه في (ف):»أقلبه«، والمثبت من (س).
° [٢٢٠١٧]
[شيبة: ٢٦٧٤٠].
(٣)
في (س):»قام«وهو تصحيف، وفي بعض الراويات:»بات«، والمثبت من (ت).
* [ف/٢٠٣ أ].
(٤)
بعده في (س):»عن عبد الكريم الجزري«، وهو وهم ناسخ، والمثبت من (ف).
(٥)
الدهدهة: الدحرجة. (انظر: النهاية، مادة: دهدأ).
(٦)
في (س):»فجعل«، والمثبت من (ف).
(٧)
لفظ الجلالة ليس في (ف)، (س)؛ فأثبتناه ليستقيم السياق، ويؤيده ما في»المعجم
الأوسط" للطبراني (٧١٠٧)، من طريق أيوب به، بنحوه.
يَقُولُونَ لَهُ: اخْرُجْ، فَقَالَ:
ألَيْسَ إِنَّمَا صَنَعْتُمْ طَعَامَكُمْ هَذَا ليَأْكُلَهُ الناسُ؟ قَالُوا:
بَلَى، وَلَكِن مِثْلَكَ لَا يَأْكُلُه، إِنَّمَا يَأْكُلُ طَعَامَ الْمَلِكِ
الْأَبْرَارُ»، قَالَ: «فَخَرَجَ، ثُمَّ رَجَعَ وَعَلَيْهِ هَيْئَةٌ حَسَنَةٌ
فَمَرَّ بِهِمْ، وَلَمْ يَدْخُلْ، فَاشْتَدُّوا إِلَيْهِ»، أَوْ قَالَ:
«ابْتَدَرُوا إِلَيْهِ يَدْعُونَهُ فَأَبَى أَنْ يَأْتِيَ مَعَهُمْ، فَقَالُوا:
إِنَّكَ إِنْ (١) لَمْ تَأْتِ مَعَنَا ضَرَبَنَا الْمَلِكُ إِنْ أُخْبِرَ أَنَّكَ
مَرَرْتَ هَاهُنَا»، قَالَ: «فَجَعَلَ يَغْمِسُ ثِيَابَهُ فِي الطَّعَامِ،
فَذَلِكَ مَثَلُهُمْ».
• [٢٢٠٢٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ *، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ وَعَلِيِّ بْنِ
زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ قَالَا: كَانَ بَيْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ
وَسَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ شَيء (١)، فَقَالَ سَعْدٌ وَهُمْ فِي مَجْلِسٍ:
انْتَسِبْ يَا فُلَان، فَانْتَسَبَ، ثُمَّ قَالَ لِلْآخَرِ، ثُمَّ لِلْآخَرِ،
حَتَّى بَلَغَ سَلْمَانَ، فَقَالَ: انْتَسِبْ يَا سَلْمَان، قَالَ: مَا أَعْرِفُ
لِي أَنا فِي الْإِسْلَامِ، وَلكنِّي سَلْمَانُ ابْنُ الْإِسْلَامِ، فَنُمِيَ
ذَلِكَ إِلَى عُمَرَ، فَقَالَ عُمَرُ لِسَعْدٍ وَلَقِيَهُ: انْتَسِبْ يَا سَعْد،
فَقَالَ: أَنْشُدُكَ (٢) اللَّهَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: وَكَأَنَّهُ
عَرَفَ، فَأَبَى أَنْ يَدَعَهُ حَتَّى انْتَسَبَ، ثُمَّ (٣) قالَ لِلْآخَرِ،
حَتَّى بَلَغَ سَلْمَانَ، فَقَالَ: انْتَسِبْ يَا سَلْمَان، فَقَالَ: أَنْعَمَ
اللَّهُ عَلَيَّ بِالْإِسْلَامِ، فَأَنَا سَلْمَانُ ابْنُ الْإِسْلَامِ، قَالَ (٤)
عُمَرُ: قَدْ عَلِمَتْ قُرَيْشٌ أَنَّ الْخَطَّابَ كَانَ أَعَزَّهُمْ فِي
الْجَاهِلِيَّةِ، وَأَنَا عُمَرُ ابْنُ الْإِسْلَامِ أَخُو سَلْمَانَ فِي
الْإِسْلَامِ، أَمَا وَاللَّهِ (٥) لَوْلَا لَعَاقَبْتُكَ (٦) عُقُوبَةً يَسْمَعُ
بِهَا أَهْلُ الْأَمْصَارِ، أَمَا عَلِمْتَ - أَوْ: مَا سَمِعْتَ - أَن رَجُلًا
(١) سقط من (س)، والمثبت من (ف).
* [س/ ٣٧٩].
(٢)
تصحف في (ف)، (س): «أشهدك»، والمثبت من «شعب الإيمان» (٥١٣١) من طريق الدبري، عن
المصنف، به.
(٣)
ليس في (ف)، (س)، وأثبتناه من المصدر السابق.
(٤)
في (س): «فقال»، والمثبت من (ف).
(٥)
قوله: «أما والله» ليس في (س)، ومكانه بياض بمقدار كلمتين، والمثبت من (ف).
(٦)
قوله: «لولا لعاقبتك» كذا في (ف)، (س)، وكذا هو عند البيهقي في «الشعب» (٥١٣١)،
وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (٢١/ ٤٢٥) كلاهما من طريق الدبري، عن المصنف، به، وفي
"سير =
انْتَمَى إِلَى تِسْعَةِ آبَاءٍ فِي
الْجَاهِلِيَّةِ، فَكَانَ عَاشِرَهُمْ فِي النَّارِ، وَانْتَمَى رَجُلٌ إِلَى
رَجُلٍ فِي الْإِسْلَامِ، وَتَرَكَ مَا فَوْقَ ذَلِكَ، فَكَانَ مَعَهُ فِي
الْجَنَّةِ.
٢٦١
- بَابُ
التَّلَقِّي
• [٢٢٠٢١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ
الزُّبَيْرِ، أَنَّ الْأَنْصَارَ * تَلَقَّتْ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ حِينَ قَدِمَ
الْمَدِينَةَ.
° [٢٢٠٢٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
عَمْرُو بْن وَاثِلَةَ أَنَّ نَافِعَ بْنَ عَبْدِ الْحَارِثِ تَلَقَّى عُمَرَ بْنَ
الْخَطَّابِ إِلَى عُسْفَانَ (١)، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَنِ اسْتَخْلَفْتَ (٢)
عَلَى أَهْلِ الْوَادِي؟ يَعْنِي: أَهْلَ مَكَّةَ، قَالَ: ابْنُ أَبْزَى، قَالَ:
مَنِ ابْنُ أَبْزَى؟ قَالَ: رَجُلٌ مِنْ مَوَالِيَّ، قَالَ: اسْتَخْلَفْتَ
عَلَيْهِمْ مَوْلَى؟ قَالَ: إِنَّه قَارِئٌ لِكِتَابِ اللَّهِ، قَالَ: أَمَا إِنَّ
نَبِيَّكُمْ ﷺ قَالَ: «إِن اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْقُرْآنِ أَقْوَامًا
وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ».
٢٦٢
- بَابُ
الْمسْتَشَارِ أمينٌ (٣)
° [٢٢٠٢٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
الْجَحْشِيِّ، عَنْ بَعْضِ أَشْيَاخِهِمْ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ انْطَلَقَ
إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ يَلْتَمِسُه، فَلَمْ يَجِدْه، فَجَلَسَ حَتَّى
جَاءَ الرَّجُلُ، فَلَمَّا رَأَى النَّبِيَّ ﷺ وضَعَ فِي وَسَطِهِ حَبْلًا، ثُمَّ
ارْتَقَى نَخْلَةً
= أعلام النبلاء«(١/ ٥٤٤) معلقًا عن
معمر عن قتادة - وحده -:»لولا شيء لعاقبتك«، وينظر حواشي»تاريخ دمشق«،
و»مختصره" لابن منظور (١٠/ ٤٥)، والله أعلم.
* [ف/٢٠٣ ب].
° [٢٢٠٢٢]
[الإتحاف: مي عه حب حم ١٥٤٤٦].
(١)
عسفان: بلد على مسافة ثمانين كيلو مترًا من مكة شمالًا على طريق المدينة. (انظر:
المعالم الأثيرة) (ص ١٩١).
(٢)
الاستخلاف: اتخاذ الخليفة. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: خلف).
(٣)
من (س).
لَهُ فَقَطَعَ مِنْهَا عَذْقًا،
فَقَرَّبَهُ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، ثُمَّ دَخَلَ غَنَمَهُ فَأَخَذَ شَاةً
لِيَذْبَحَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «اجْتَنِبِ الدَّرَّ (١)»، قَالَ: فَقَالَ
لَهُ النَّبِيُّ ﷺ حِينَ نَزَعَ: «إِذَا جَاءَنَا سَبْيٌ فَأْتِنَا»، قَالَ: فَجَاءَ
النَّبِي ﷺ سَبْيٌ، فَقَسَمَهُ بَيْنَ النَّاسِ حَتَّى لَمْ يَبْقَ عِنْدَهُ
إِلَّا عَبْدَانِ، فَجَاءَ الْأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «اخْتَرْ
أَيَّهُمَا شِئْتَ»، قَالَ: بَلْ أَنْتَ، فَخِرْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:
فَمَسَحَ النَّبِيُّ ﷺ إِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى مَرَّتَيْنِ، وَهُوَ
يَقُولُ: «الْمُسْتَشَارُ أَمِينٌ، الْمُسْتَشَارُ أَمِينٌ، خُذْ هَذَا -
لِأَحَدِهِمَا -؛ فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُهُ يُصَلِّي».
• [٢٢٠٢٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: كَانَ
مَجْلِسُ عُمَرَ مُغْتَصًّا مِنَ الْقُرَّاءِ شَبَابًا كَانُوا أَوْ كُهُولًا،
فَرُبَّمَا اسْتَشَارَهُمْ فَيَقُولُ: لَا يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ (٢) حَدَاثَةُ
سِنِّهِ أَنْ يُشِيرَ بِرَأْيِهِ، فَإِنَّ الْعِلْمَ لَيْسَ عَلَى حَدَاثَةِ
السِّنِّ وَلَا قِدَمِهِ، وَلكنَّ اللَّهَ يَضَعُهُ حَيْثُ شَاءَ، قَالَ: وَكَانَ
يُجَالِسُهُ ابْنُ أَخٍ لِعُيَيْنَةَ بْنِ حِصنٍ، قَالَ: فَجَاءَ عُيَيْنَةُ إِلَى
عُمَرَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا تَقُولُ الْعَدْلَ، وَلَا تُعْطِي الْجَزْلَ (٣)،
قَالَ: فَهَمَّ عُمَرُ بِهِ، فَقَالَ ابْنُ أَخِيهِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ،
إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ
الْجَاهِلِينَ﴾ * [الأعراف:
١٩٩]،
وإِنَّ هَذَا مِنَ الْجَاهِلِينَ، قَالَ: فَتَرَكَهُ عُمَر، فَلَمَّا وَلِيَ
عُثْمَانُ جَاءَهُ عُيَيْنَة، فَقَالَ: إِنَّ عُمَرَ أَعْطَانَا فَأَغْنَانَا،
وَأَخْشَانَا (٤) فَأَتْقَانَا.
(١) الدر: اللبن. (انظر: النهاية، مادة: درر).
(٢)
في (ف)، (س): «أحد منكم»، والمثبت من «جامع بيان العلم وفضله» (١٠٧٠) نقلًا عن
المصنف، به، وكذا هو عند ابن الأزرق الغرناطي في «بدائع السلك في طبائع الملك» (ص
٣١٣) عن الزهري، به.
(٣)
الجزل: العطاء الكثير. (انظر: النهاية، مادة: جزل).
* [ف/٢٠٤ أ].
(٤)
ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من «الطبقات الكبرى - متمم الصحابة، الطبقة الرابعة»
لابن سعد (ص ٥٦٣)، «المعارف» لابن قتيبة (ص ٣٠٤)، «أنساب الأشراف» للبلاذري (١٠/
٣٣٢)، «العقد الفريد» لابن عبد ربه (٥/ ٢٣)، «المؤتلف والمختلف» للدارقطني (٣/
١٦٠٢)، «الاستيعاب» لابن عبد البر (٣/ ١٢٥٠)، «تاريخ الإسلام» للذهبي (٢/ ١٩٠).
٢٦٣ - بَابُ تَقْبِيلِ الرَّأْسِ وَالْيَدِ
وَغَيْرِ ذَلِكَ
• [٢٢٠٢٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ
ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: لَوْلَا أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَبَّلَ رَأْسَ رَسُولِ اللهِ
ﷺ، لَرَأَيْتُ أَنَّهَا مِنْ أَخْلَاقِ الْجَاهِلِيةِ.
• [٢٢٠٢٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُحَدِّثُ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَشَفَ
وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ ثُمَّ أَكَبَّ عَلَيْهِ (١) فَقَبَّلَهُ.
• [٢٢٠٢٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ:
كَانَ يُقَالُ: نِعِمَّا لِلْعَبْدِ أَنْ تَكُونَ غَفْلَتُهُ (٢) فِيمَا أَحَلُّ
اللهُ لَهُ.
° [٢٢٠٢٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ
مُسْلِمِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ حِطَّانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ طَلْقٍ
قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ (٣): «إِذَا فَسَا أَحَدُكُمْ
فَلْيَتَوَضُّأْ، وَلَا تَأْتُوا النِّسَاءَ فِي أَسْتَاهِهَا، إِنَّ اللَّهَ لَا
يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ» (٤).
• [٢٢٠٢٩]
لعبد الرزاق: وَأَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ مَاحَانَ (٥)، قَالَ:
رَأَيْتُ الثَّوْريَّ وَمَعْمَرًا حِينَ الْتَقَيَا احْتَضَنَا، وَقَبَّلَ كُلُّ
وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ.
• [٢٢٠٢٦] [الإتحاف: حب كم حم ٩٢٨٥].
(١)
الإكباب: الإقبال واللزوم. (انظر: القاموس، مادة: كبب).
(٢)
في (ف): «عفلته»، وفي (س): «عقلته»، ولا معنى لهذا ولا ذاك، والمثبت هو الأشبه
بالصواب، والغفلة هنا بمعنى اللهو، وقد تقدم برقم (٢١٣٣٥).
° [٢٢٠٢٨]
[الإتحاف: حم ١٤٩٢٠] [شيبة: ١٧٠٦٩].
(٣)
ليس في (س)، والمثبت من (ف).
(٤)
تقدم برقم (٥٤٨).
(٥)
كذا في الأصل، وفي (س): «ملحان»، ولا ندري أيهما الصواب، والظاهر أن كلاهما تحريف،
لكن لا ندري ما صوابه، فإن كان سليمان بن داود هو: الطيالسي، فهو: سليمان بن داود
بن الجارود، وقد نقل هذا الأثر ابن بطال في «شرح صحيح البخاري» (٩/ ٤٨) فاقتصر على
قوله: «سليمان بن داود»، فالله أعلم.
٢٦٤ - بَابُ إِتْيَانِ الْمَرْأةِ فِي
دُبُرِهَا
° [٢٢٠٣٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ
أَبِي صَالِحٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مَخْلَدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ الَّذِي يَأْتِي امْرَأَتَهُ فِي دُبُرِهَا لَا
يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
• [٢٢٠٣١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ،
عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنِ الَّذِي يَأْتي امْرَأَتَهُ فِي
دُبُرِهَا، فَقَالَ: هَذَا يَسْأَلُنِي (١) عَنِ الْكُفْرِ.
• [٢٢٠٣٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ
عِكْرِمَةَ يُحَدِّث، أَن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ضَرَبَ رَجُلًا فِي مِثْلِ
ذَلِكَ.
• [٢٢٠٣٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ
ابْنَ الْمُسَيَّبِ وَأَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ ذَلِكَ،
فَكَرِهَاه، وَنَهَيَانِي عَنْهُ.
• [٢٢٠٣٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو قَالَ: هِيَ اللُّوطِيَّةُ * الصُّغْرَى.
• [٢٢٠٣٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي
الدَّرْدَاءِ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: وَهَلْ يَفْعَلُ ذَلِكَ
إِلَّا كَافِرٌ؟!
• [٢٢٠٣٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَتَى ذَلِكَ فَقَدْ كَفَرَ.
° [٢٢٠٣٠] [الإتحاف: مي طح حم ١٧٩٣٠] [شيبة: ١٧٠٧٩].
* [س/ ٣٨٠].
(١)
في (ف): «يسائلني»، وفي (س): «يسأل»، والمثبت من «شعب الإيمان» للبيهقي (٤٩٩٣) من
طريق الدبري، عن عبد الرزاق، به.
• [٢٢٠٣٤]
[شيبة: ١٧٠٧٢].
* [ف / ٢٠٤ ب].
• [٢٢٠٣٥]
[شيبة: ١٧٠٧٤].
• [٢٢٠٣٦]
[شيبة: ١٧٠٧٦].
° [٢٢٠٣٧] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ
قَالَتْ: لَمَّا قَدِمَ الْمُهَاجِرُونَ الْمَدِينَةَ أَرَادُوا أَنْ يَأْتُوا
النِّسَاءَ فِي أَدْبَارِهِنَّ فِي فُرُوجِهِنَّ، فَأَنْكَرْنَ ذَلِكَ، فَجِئْنَ
إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَذَكَرْنَ لَهَا ذَلِكَ، فَسَأَلَتِ النَّبِيَّ ﷺ عَنْ
ذَلِكَ، فَقَالَ:»﴿نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى
شِئْتُمْ﴾ «[البقرة:
٢٢٣]،
سِمَامًا (١) وَاحِدًا».
٢٦٥
- بَابُ
رَفْعِ الْحَجَرِ وَنِفَارِ الدَّابَّةِ
• [٢٢٠٣٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ
قَالَ: مَرَّ ابْنُ عَبَّاسٍ وَقَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ بِقَوْمٍ يَرْفَعُونَ
حَجَرًا، فَقَالَ: مَا شَأْنُهُمْ؟ فَقِيلَ لَهُ: يَرْفَعُونَ حَجَرًا يَنْظُرُونَ
أَيُّهُمْ أَقْوَى، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: عُمَّالُ اللَّهِ أَقْوَى مِنْ
هَؤُلَاءِ.
° [٢٢٠٣٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانٍ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ
رَكِبَ بَغْلَةً فَنَفَرَتْ بِهِ، فَقَالَ لِرَجُلٍ: «امْسَحْهَا وَاقْرَأْ
عَلَيْهَا: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾».
٢٦٦
- بَابُ
مَقْتَلِ عُثْمَانَ
• [٢٢٠٤٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ مَوْلَى أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ
قَالَ: كَانَ ابْنُ سَلَامٍ يَدْخُلُ عَلَى رُءُوسِ قُرَيْشٍ قَبْلَ أَنْ يَأْتى
أَهْلُ مِصْرَ، فَيقُولُ لَهُمْ: لَا تَقْتُلُوا هَذَا الرَّجُلَ يَعْنِي
عُثْمَانَ، فَيقُولُونَ وَاللَّهِ مَا نُرِيدُ قَتْلَه، قَالَ أَفْلَحُ: فَخَرَجَ
وَهُوَ مُتَّكِيءٌ عَلَى يَدَيَّ، فَيَقُولُ: وَاللَّهِ لَتَقْتُلُنَّهُ (٢)،
قَالَ: وَقَالَ لَهُمُ ابْنُ سَلَامٍ حِينَ حُصِرَ (٣): اتْرُكُوا هَذَا الرَّجُلَ
أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، فَوَاللَّهِ لَئِنْ تَرَكْتُمُوهُ لَيَمُوتَنَّ إِلَيْهَا،
فَأَبَوْا، ثُمَّ خَرَجَ إِلَيْهِمْ بَعْدَ ذَلِكَ بِأَيَّامٍ، فَقَالَ:
اتْرُكُوهُ خَمْسَ عَشْرَةَ، فَوَاللَّهِ لَئِنْ تَرَكْتُمُوهُ لَيَمُوتَنَّ
إِلَيْهَا.
(١) السمام: أي مأتى واحدا، وهو من سمام
الإبرة: ثقبها. (انظر: النهاية، مادة: سمم).
(٢)
في (س): «ليقتلنه»، والمثبت من (ف).
(٣)
الحصر: المنع والحبس. (انظر: النهاية، مادة: حصر).
• [٢٢٠٤١] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، قَالَ: قَالَ لَهُمُ ابْنُ
سَلَامٍ: إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَمْ تَزَلْ مُحِيطَةً بِمَدِينَتِكُمْ هَذِهِ
مُنْذُ قَدِمَهَا رَسُولُ اللهِ ﷺ حتَّى الْيَوْمَ *، فَوَاللَّهِ لَئِنْ
قَتَلْتُمُوهُ لَيَذْهَبُنَّ، ثُمَّ لَا يَعُودُوا أَبَدًا، فَوَاللَّهِ لَا
يَقْتُلُهُ رَجُلٌ مِنْكُمْ إِلَّا لَقِيَ اللَّهَ أَجْذَمَ لَا يَدَ لَه، وَإِن
سَيْفَ اللَّهِ لَمْ يَزَلْ مَغْمُودًا (١) عَنْكُمْ، وإنَّكُمْ وَاللَّهِ لَئِنْ
قَتَلْتُمُوهُ لَيَسُلَنَّهُ اللَّه، ثُمَّ لَا يَغْمِدُهُ عَنْكُمْ، إِمَّا
قَالَ: أَبَدًا، وإِمَّا قَالَ: إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَا قُتِلَ نَبِيٌّ
قَطُّ إِلَّا قُتِلَ بِهِ سَبْعُونَ أَلْفًا، وَلَا خَلِيفَة إِلَّا قُتِلَ بِهِ
خَمْسَةٌ وَثَلَاثُونَ أَلْفًا قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعُوا، وَذَكَرَ أَنَّهُ قُتِلَ
عَلَى دَمِ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا سَبْعُونَ أَلْفًا.
• [٢٢٠٤٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَمَّنْ سَمِعَ ابْنَ سِيرِينَ،
يَقُولُ: بَعَثَ عُثْمَانُ سَلِيطَ بْنَ سَلِيطٍ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ
عَتَّابِ بْنِ أَسِيدٍ فَقَالَ: اذْهَبَا إِلَى ابْنِ سَلَامٍ فَتَنَكَّرَا لَهُ
كَأَنَّكُمَا أَتَاوِيَّانِ، فَقُولَا لَهُ: إِنَّهُ كَانَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ
مَا قَدْ تَرَى، فَبِمَ تَأْمُرُنَا (٢)؟ فَأَتَيَا ابْنَ سَلَامٍ فَقَالَا لَهُ
نَحْوَ مَقَالَتِهِ، فَقَالَ لِأَحَدِهِمَا: أَنْتَ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ، وَقَالَ
لِلْآخَرِ: أَنْتَ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ، بَعَثَكُمَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ،
فَأَقْرِئَاهُ (٣) السَّلَامَ، وَأَخْبِرَاهُ أَنَّهُ مَقْتُولٌ، فَلْيَكُفَّ،
فَإِنَّهُ أَقْوَى لِحُجَّتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ اللَّهِ، فَأَتَيَاه،
فَأَخْبَرَاه، فَقَالَ عُثْمَانُ: عَزَمْتُ عَلَيْكُمْ لَا يُقَاتِلُ مَعِي
مِنْكُمْ أَحَدٌ، فَقَالَ مَرْوَانُ: وَأَنَا أَعْزِمُ عَلَى نَفْسِي
لأُقَاتِلَنَّ، فَقَاتَلَ فَضرِبَ عَلَى عُنُقِهِ، فَلَمْ يَزَلْ مُلْقِيًا
ذَقَنَهُ عَلَى صَدْرِهِ حَتَّى مَاتَ.
• [٢٢٠٤٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ:
قَالَ ابْنُ سَلَامٍ: لَئِنْ كَانَ قَتْلُ عُثْمَانَ هُدًى لَتَحْلِبُنَّ لَبَنَا،
وَلَئِنْ كَانَ قَتْلُ عُثْمَانَ ضَلَالَةً لَتَحْلِبُنَّ دَمًا، قَالَ:
* [ف/٢٠٥ أ].
(١)
المغمود: الموضوع في غمده، وهو غلافه. (انظر: النهاية، مادة: غمد).
(٢)
بعده في (س): «فمرنا»، والمثبت من (ف)، وينظر المصدر الآتي.
(٣)
في (ف)، (س): «فأقرئا عليه»، والتصويب من «الشريعة» للآجري (١٤٤٠)، من طريق عبد
الرزاق، به.
وَقَالَ حُذَيْفَةُ: طَارَتِ
الْقُلُوبُ مَطَارَهَا، ثَكِلَتْ كُلَّ شُجَاعٍ بَطَلٍ مِنَ الْعَرَبِ أُمُّهُ
الْيَوْمَ، وَاللَّهِ لَا يَأْتِيكُمْ بَعْدَهُ (١) إِلَّا أَصْغَر، أَبْتَرُ
الْآخِرِ، شَرٌّ.
• [٢٢٠٤٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
سَالِمٌ (٢) الْمَكِّيّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا
وَأَبُو قَتَادَةَ عَلَى عُثْمَانَ وَهُوَ مَحْصُورٌ، فَاسْتَأْذَنَّاهُ فِي
الْحَجِّ، فَأَذِنَ لَنَا، فَقُلْنَا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَدْ حَضَرَ
مِنْ أَمْرِ هَؤُلَاءِ مَا قَدْ تَرَى، فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: عَلَيْكُمْ
بِالْجَمَاعَةِ، قُلْنَا: فَإِنَّا نَخَافُ * أَنْ تَكُونَ الْجَمَاعَةُ مَعَ
هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَكَ، قَالَ: الْزَمُوا الْجَمَاعَةَ حَيْثُ
كَانَتْ، قَالَ: فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ، فَلَقِيتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ
دَاخِلًا عَلَيْهِ، فَرَجَعْنَا مَعَهُ لِنَسْمَعَ مَا يَقُول، قَالَ: أَنَا هَذَا
يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ *، فَأْمُرْنِي بِأَمْرِكَ، قَالَ: اجْلِسْ يَا ابْنَ
أَخِي حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ، فَإِنَّهُ لَا حَاجَةَ لِي فِي
الدُّنْيَا، أَوْ قَالَ: فِي الْقِتَالِ.
• [٢٢٠٤٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
عُرْوَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ أَنَا وَعُبَيْدُ (٣) اللَّهِ بْنُ
عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ، فَذَكَرَتْ عُثْمَانَ، فَقَالَتْ: يَا لَيْتَنِي كُنْتُ
نِسْيًا مَنْسِيًّا، وَاللَّهِ مَا انْتَهَكْتُ مِنْ عُثْمَانَ شَيْئًا إِلَّا
قَدِ انْتُهِكَ مِنِّي مِثْلُه، حَتَّى لَوْ أَحْبَبْتُ قَتْلَهُ لَقُتِلْت، ثُمَّ
قَالَتْ: يَا عُبَيْدَ (٤) اللَّهِ بْنَ عَدِيٍّ، لَا يَغُرَّنَّكَ أَحَدٌ بَعْدَ
النَّفَرِ الَّذِينَ تَعْلَم، فَوَاللهِ مَا احْتُقِرَتْ أَعْمَالُ أَصْحَابِ
رَسُولِ اللَّهِ ﷺ حَتَّى نَجَمَ (٥) الْقُرَّاءُ
(١) في (ف)، (س): «بعد بعده هذه»، والتصويب
من «تاريخ المدينة» لابن شبة (٤/ ١٢٤٩) من طريق قتادة، عن حذيفة … بُنحوه. وينظر
أيضا: «الإمامة والرد على الرافضة» لأبي نعيم (١/ ٣٢٥).
(٢)
في (ف)، (س): «سلام»، والتصويب من «تاريخ دمشق» (٣٩/ ٩٠٣)، من وجه آخر عن أبان، به.
* [س/ ٣٨١].
* [ف /٢٠٥ ب].
(٣)
تصحف في (ف)، (س) إلى: «عبد»، والتصويب من «الزهد» لأبي داود (٣١٨) من طريق معمر
وغيره، عن الزهري، به.
(٤)
في (ف): «عبد»، والتصويب من (س).
(٥)
تصحف في (ف) إلى: «حم»، وفي (س) إلى: «لم»، والتصويب من المصدر السابق.
الَّذِينَ طَعَنُوا عَلَى عُثْمَانَ،
فَقَرَءُوا قِرَاءَةً لَا نَقْرَأُ (١) مِثْلَهَا، وَصَلَّوْا صَلَاةَ لَا
نُصَلِّي (٢) مِثْلَهَا، وَصَامُوا صِيَامًا لَا نَصُومُ (٣) مِثْلَه، وَقَالُوا
قَوْلًا لَا نُحْسِنُ أَنْ نَقُولَ (٤) مِثْلَه، فَلَمَّا تَدَبَّرْتُ الصَّنِيعَ
(٥) إِذَنْ هُمْ وَاللَّهِ (٦) مَا يُقَارِبُونَ أَصْحَابَ رَسُولِ الله ﷺ،
فَإِذَا سَمِعْتَ حُسْنَ قَوْلِ امْرِئٍ فَقُلِ: ﴿اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ
عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤمِنُونَ﴾ [التوبة: ١٠٥]، وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ أَحَدٌ.
• [٢٢٠٤٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ
أَبِي قِلَابَةَ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالُ لَهُ ثُمَامَةُ، كَانَ
عَلَى صَنْعَاءَ، فَلَمَّا جَاءَهُ (٧) قَتْلُ عُثْمَانَ خَطَبَ فَبَكَى بُكَاءً
شَدِيدًا، فَلَمَّا أَفَاقَ وَاسْتَفَاقَ، قَالَ: الْيَوْمَ انْتُزِعَتْ خِلَافَةُ
النُّبُوَّةِ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ ﷺ، وَصَارَتْ مُلْكًا وَجَبْرِيَّةً، مَنْ
أَخَذَ شَيْئًا غَلَبَ عَلَيْهِ.
• [٢٢٠٤٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ
أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ زَهْدَمٍ، قَالَ: كُنَّا عَنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ يَوْمًا،
فَقَالَ: وَاللَّهِ، لأُحَدِّثَنَّكُمْ بِحَدِيثٍ مَا هُوَ بِسِرٍّ وَلَا
عَلَانِيَةٍ، مَا هُوَ بِسِرٍّ فَأَكْتُمُكُمُوه، وَلَا عَلَانِيَةٍ فَأَخْطُبُ
بِهِ، وإِنَّهُ لَمَّا وُثِبَ عَلَى عُثْمَانَ فَقُتِلَ، قُلْتُ لاِبْنِ أَبِي
طَالِبٍ: اجْتَنِبْ هَذَا الْأَمْرَ فَسَتُكْفَاه، فَعَصَانِي، وَمَا أُرَاهُ
يَظْفَر، وَايْمُ اللَّهِ، لَيظْهَرَنَّ عَلَيْكُمُ ابْنُ أَبِي سُفْيَانَ؟
لِأَنَّ اللهَ قَالَ: ﴿وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَد جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ
سُلْطانًا﴾ [الإسراء:
٣٣]،
وَايْمُ اللَّهِ، لَتَسِيرَنَّ فِيكُمْ قُرَيْشٌ بِسِيرَةِ فَارِسَ
(١) في (س): «يُقرَأ»، والمثبت من (ف).
(٢)
في (س): «يُصلى»، والمثبت من (ف).
(٣)
اضطرب في كتابته في (ف)، وفي (س): «يُصام»، والمثبت من المصدر السابق.
(٤)
قوله: «لا نحسن أن نقول»، وقع في (س): «لا يحسن أن يقول»، والمثبت من (ف).
(٥)
في (ف)، (س): «الصنع»، والمثبت من المصدر السابق.
(٦)
قوله: «هم والله»، ليس في (ف)، (س)، والمثبت من «خلق أفعال العباد» للبخاري (١/
٥٦)، من وجه آخر، عن ابن شهاب، به.
• [٢٢٠٤٦]
[شيبة: ٣٨٢٤٤،٣٢٦٩٢،٣١١٩٠].
(٧)
في (س): «جاء»، والمثبت من (ف).
وَالرُّومِ، قَالَ: قُلْنَا: فَمَا
تَأْمُرُنَا يَا ابْنَ عَبَّاسٍ إِنْ أَدْرَكْنَا ذَلِكَ؟ قَالَ: مَنْ أَخَذَ
مِنْكُمْ بِمَا يَعْرِفُ نَجَا، وَمَنْ تَرَكَ - وَأَنْتُمْ تَارِكُونَ - كَانَ
كَبَعْضِ هَذِهِ الْقُرُونِ الَّتِي هَلَكَتْ.
• [٢٢٠٤٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ
بْنِ خَالِدٍ *: أَن مَالِكًا الْأَشْتَرَ دَخَلَ عَلَى عَلِيٍّ، فَقَالَ: إِنَّ
النَّاسَ قَدْ أَنْكَرُوا بَعْضَ الْأَمْرِ، وَقَالُوا: مَا أَشْبَهَ اللَّيْلَةَ
بِالْبَارِحَةِ، عَتِبْنَا (١) أَمْرًا، فَنَحْنُ فِي مِثْلِهِ، قَالَ: وَعِنْدَهُ
الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا
غُلَام، ائْتِنِي بِالْجَامِعَةِ وَالسَّيْفِ، قَالَ: فَقَامَ الْحَسَنُ وَابْنُ
عَبَّاسٍ، فَقَالَا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، نَنْشُدُكَ اللهَ، فَلَمْ
يَزَالَا يُكَلِّمَانِهِ حَتَّى تَرَكَ، وَقَالَ لَهُ: انْطَلِقْ، فَخَرَجَ
سَرِيعًا، فَهَبَطَ عَلَى دَرَجَةِ الْبَيْتِ خَائِفًا، فَقَالَ عَلِيٌّ حِينَ
ذَهَبَ: إِنَّهُ فَرَقَنَا فَفَرَقْنَاه، فَأَيُّنَا كَانَ أَشَدَّ فَرَقًا
لِصَاحِبِهِ؟!
• [٢٢٠٤٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ
زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ عَلِيٍّ
فَكَانَ إِذَا شَهِدَ مَشْهَدًا، أَوْ أَشْرَفَ عَلَى أكَمَةٍ أَوْ هَبَطَ
وَادِيًا، قَالَ: صَدَقَ اللَهُ وَرَسُولُه، فَقُلْتُ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي
يَشْكُرَ: انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى نَسْأَلَهُ عَنْ
قَوْلِهِ: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُه، قَالَ: فَانْطَلَقْنَا إِلَيْهِ، فَقُلْنَا:
يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، رَأَيْنَاكَ إِذَا شَهِدْتَ مَشْهَدًا، أَوْ هَبَطْتَ
وَادِيًا، أَوْ أَشْرَفْتَ عَلَى أَكَمَةٍ، قُلْتَ: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُه،
فَهَلْ عَهِدَ إِلَيْكَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ شَيْئًا فِي ذَلِكَ (٢)؟ قَالَ:
فَأَعْرَضَ عَنَّا، وَأَلْحَفْنَا عَلَيْهِ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَالَ: وَاللَّهِ،
مَا عَهِدَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَهْدًا (٣) إِلَّا شَيْئًا عَهِدَهُ إِلَى
النَّاسِ، وَلكن النَّاسَ وَقَعُوا عَلَى عُثْمَانَ فَقَتَلُوه، فَكَانَ غَيْرِي
فِيهِ أَسْوَأَ حَالًا وَفِعَالًا مِنِّي، ثُمَّ رَأَيْتُ أَنَّني أَحَقَّهُمْ
لِهَذَا الْأَمْرِ فَوَثَبْتُ عَلَيْهِ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ أَصبْنَا أَمْ
أَخْطَأْنَا.
* [ف/ ٢٠٦ أ].
(١)
في (س): «عبنا»، والمثبت من (ف).
• [٢٢٠٤٩]
[الإتحاف: حم ١٤٧٠١].
(٢)
قوله: «شيئا في ذلك» وقع في (س): «في ذلك شيئا»، والمثبت من (ف).
(٣)
ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).
• [٢٢٠٥٠] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ
يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: وَاللَّهِ، مَا قَتَلْتُ عُثْمَانَ، وَلَا
أَمَرْتُ بِقَتْلِهِ، وَلكِنْ غُلِبْتُ.
• [٢٢٠٥١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ
قَالَ: لَمَّا وَقَعَتْ فِتْنَةُ عُثْمَانَ قَالَ رَجُلٌ لِأَهْلِهِ: أَوْثِقُونِي
بِالْحَدِيدِ، فَإِنِّي مَجْنُونٌ، فَلَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ قَالَ: خَلُّوا (١)
عَنِّي! فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي شَفَانِي مِنَ الْجُنُونِ، وَعَافَانِي مِنْ
قَتْلِ عُثْمَانَ.
• [٢٢٠٥٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: قَالَ
عُثْمَانُ لِحُذَيْفَةَ وَلَقِيَهُ: وَاللَّهِ، مَا يَدَعُنِي مَا يَبْلُغُنِي
عَنْكَ بِظَهْرِ (٢) الْغَيْبِ، ثُمَّ وَلَّى حُذَيْفَةُ *، فَلَمَّا أَجَازَ
قَالَ: رُدُّوه، قَالَ لَهُ عُثْمَانُ أَيْضًا مِثْلَ قَوْلِهِ الْأَوَّلِ،
فَقَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ: وَاللهِ لَتُخْرَجَنَّ كَمَا يُخْرَجُ الثَّوْر،
وَلَتُسْخَطَنَّ كَمَا يُسْخَطُ الْجَمَلُ *.
٢٦٧
- بَابُ
ظِلِّ السَّرْحِ
• [٢٢٠٥٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ:
كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ مُسْتَظِلًّا تَحْتَ سَرْحَةٍ (٣)، فَمَرَّ ابْنُ
(٤) عُمَرَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَقَالَ: أَتَدْرِي لِمَا يُسْتَحَبُّ ظِلُّ
السَّرْحِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: لِمَ؟ قَالَ: لِأَنَّهُ بَارِدٌ ظِلُّهَا، وَلَا
شَوْكَ فِيهَا، قَالَ: وَلِغَيْرِ ذَلِكَ، أَرَأَيْتَ إِذَا كنْتَ بَيْنَ
الْمَأْزِمَيْنِ (٥) دُونَ مِنًى، فَإِنَّ مِنْ هُنَالِكَ إِلَى
(١) التخلية: الترْك والوَدْع. (انظر: ذيل
النهاية، مادة: خلا).
(٢)
في (س): «في ظهر»، والمثبت من (ف).
* [س/ ٣٨٢].
* [ف / ٢٠٦ ب].
(٣)
السرحة: الشجرة العظيمة، وجمعها: سرح. (انظر: النهاية، مادة: صرح).
(٤)
ليس في (ف)، (س)، وهو وهم، والتصويب من «معجم ما استعجم» للبكري (٤/ ١١٧٣)، من
طريق معمر؛ به. وأخرجه الفاكهي في «أخبار مكة» (٢٣٣٢) من وجه آخر، عن زيد بن أسلم،
به كالمثبت. وينظر: «تهذيب الكمال» (١٠/ ١٢).
(٥)
المأزمان: مثنى الأزم، وهو: الطريق الضيق بين الجبلين، والجمع مآزم. (انظر: تهذيب
الأسماء للنووي) (٤/ ١٤٨).
قَالَ مَعْمَرٌ: سُرُّوا: قُطِعَتْ
سُرَرُهُمْ، لَا تَعْتَلُّ: يَعْنِي خَضْرَاءَ أَبَدًا.
٢٦٨
- بَابُ
ضَحِكِ أصْحَابِ النَّبِيِّ (١) ﷺ وَغَيْرِ ذَلِكَ
• [٢٢٠٥٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ
عُمَرَ: هَلْ كَانَ أَصحَابُ رَسُولِ اللهِ ﷺ يضْحَكُونَ؟ قَالَ: نَعَمْ،
وَالْإِيمَانُ فِي قُلُوبِهِمْ أَعْظَمُ مِنَ الْجِبَالِ.
• [٢٢٠٥٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ
قَالَ: كُنْتُ أَسْمَعُ الْحَدِيثَ مِنْ عَشَرَةٍ، كُلُّهُمْ يَخْتَلِفُ فِي
اللَّفْظِ، وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ.
• [٢٢٠٥٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: كَتَبَتْ عَائِشَةُ إِلَى
مُعَاوِيَةَ: أَمَّا بَعْد، فَإِنَّهُ مَنْ يَطْلُبْ مَحْمَدَةَ النَّاسِ بِسَخَطِ
اللَّهِ، يَكُنْ مَنْ يَحْمَدُهُ مِنَ النَّاسِ؛ لَهُ ذَامًّا.
° [٢٢٠٥٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ - يَرْفَعُ
الْحَدِيثَ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مِنْ خَيْرِ أَعْمَالِكُمْ مَا
تُحِبُّونَ أَنْ يُعْلَمَ». قَالَ زَيْدٌ: وإن سِتْرَةُ أَسْلَمُ لَه، وَهُوَ
يُحِبُّ أَنْ يُعْلَمَ بِهِ.
٢٦٩
- بَابُ
ذِكْرِ الْحَسَنِ
• [٢٢٠٥٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ
سِيرِينَ، أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ قَالَ: لَوْ نَظَرْتُمْ مَا بَيْنَ
جَابَرْسَ (٢) إِلَى جَابَلْقَ، مَا وَجَدْتُمْ رَجُلًا جَدُّهُ
(١) في (س): «رسول الله»، وكتب فوقه كالمثبت،
والمثبت من (ف).
• [٢٢٠٥٤]
[شيبة: ٣٥٧٧٧].
• [٢٢٠٥٦]
[شيبة: ٣١٢٧٩].
(٢)
في (ف)، (س) في الموضعين: «جابوس»، والمثبت من «الشريعة» للآجري (١٦٦١) من طريق
الدبري، عن عبد الرزاق، به.
نَبِيٌّ غَيْرِي وَأَخِي، فَإِنِّي
أَرَى أَنْ تُجْمِعُوا (١) عَلَى مُعَاوِيَةَ، ﴿وَإنْ أَدْرِى لَعَلَّهُ فِتنَة
لَّكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ﴾ [الأنبياء: ١١١].
قَالَ مَعْمَرٌ: مَعْنَى (٢)
جَابَرْسَ وَجَابَلْقَ: الْمَغْرِبُ وَالْمَشْرِقُ.
° [٢٢٠٥٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ الْحَسَنَ
يُحَدِّث، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُحَدِّثُنَا يَوْمًا *
وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ فِي حِجْرِهِ، فَيُقْبِلُ عَلَى أَصْحَابِهِ
فَيُحَدِّثُهُمْ، ثُمَّ يُقْبِلُ عَلَى الْحَسَنِ فَيُقَبِّلُه، ثُمَّ قَالَ:
«ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، إِنْ يَعِشْ يُصْلِحْ بَيْنَ طَائِفَتَيْنِ مِنَ
الْمُسْلِمِينَ».
• [٢٢٠٦٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ ابْنَ
سِيرِينَ، يُحَدِّثُ عَنْ مَوْلَى لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ
بْنُ عَلِيٍّ فِي مَرَضِه الَّذِي مَاتَ فِيهِ يَخْتَلِفُ إِلَى مِرْبَدٍ (٣) لَه،
فَأَبْطَأَ عَلَيْنَا مَرَّةً، ثُمَّ رَجَعَ، فَقَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ كَبِدِي
آنِفًا، وَلَقَدْ سُقِيتُ السُّمَّ مِرَارًا، وَمَا سُقِيتُهُ قَطُّ أَشَدَّ مِنْ
مَرَّتِي هَذِهِ، فَقَالَ حُسَيْنٌ: وَمَنْ سَقَاكَهُ؟ قَالَ: لِمَ،
أَلِتَقْتُلُهُ؟! بَلْ نَكِلُهُ إِلَى اللَّهِ.
• [٢٢٠٦١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ
قَالَ: دَخَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَقَالَ لَهُ: إِنِّي لأَرَاكَ
عَلَى مِلَّةِ ابْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَا، وَلَا عَلَى
مِلَّةِ ابْنِ عَفَّانَ.
قَالَ طَاوُسٌ: يَعْنِي: الْمِلَّةُ
مِلَّةُ مُحَمَّدٍ ﷺ ليْسَتْ لِأَحَدٍ.
(١) كذا في (ف)، (س)، وفي المصدر السابق:
«تجتمعوا».
(٢)
ليس في (ف)، (س)، والمثبت من المصدر السابق.
° [٢٢٠٥٩]
[الإتحاف: كم حم حب ١٧١٧٤].
* [ف/٢٠٧ أ].
(٣)
المربد: الموضع الذي تحبس فيه الإبل والغنم، أو يوضع فيه التمر لينشف. (انظر:
النهاية، مادة: ربد).
• [٢٢٠٦٢] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ
قَالَ: لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ أَحَدٌ أَشْبَهَ بِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ منَ الْحَسَنِ
بْنِ عَلِيٍّ.
• [٢٢٠٦٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ رَجُلًا كَانَ أَخْلَقَ لِلْمُلْكِ
مِنْ مُعَاوِيَةَ، كَانَ النَّاسُ يَرِدُونَ بَيْتَهُ عَلَى أَرْجَاءِ وَادِي
رَحْبٍ، لَيْسَ بِالضَّيِّقِ الْحَصِرِ الْعُصْعُصِ الْمُتَعَصِّبِ. يَعْنِي:
ابْنَ الزُّبَيْرِ.
٢٧٠
- بَابُ
حَلْقِ الْقَفَا وَالزُّهْدِ
• [٢٢٠٦٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ
الْخَطَّابِ رَأَى رَجُلًا قَدْ حَلَقَ قَفَاه، وَلَبِسَ حَرِيرًا، فَقَالَ: مَنْ
تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ.
° [٢٢٠٦٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ
عَلَى أَبِي ذَرٍّ فَرَأَى امْرَأَتَهُ مُشَعَّثَةً، لَيْسَ عَلَيْهَا أَثَرُ
مَجَاسِدَ وَلَا خَلُوقٍ (١)، فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ تَأْمُرُنِي أَنْ آتِيَ
الْعِرَاقَ، وَلَوْ أَتَيْتُ الْعِرَاقَ، قَالُوا: هَذَا أَبُو ذرٍّ صَاحِبُ
رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَأَمَالُوا عَلَيْنَا مِنَ الدُّنْيَا، وإِنَّ النَّبِيَّ ﷺ
قَدْ أَخْبَرَنَا أَنَّ بَيْنَ أَيْدِينَا جِسْرًا دُونَهُ دَحْضٌ وَمَزَلَّةٌ،
وإِنَّا إِنْ نَأْخُذْهُ وَنَحْنُ مُضْطَرِبَةٌ أَحْمَالُنَا خَيْرٌ مِنْ أَنْ
نَأْخُذَهُ وَنَحْنُ مُثْقَلُونَ.
٢٧١
- بَابُ
التَّحْرِيشِ (٢) بَيْنَ الْبَهَائِمِ * وَقَبْرِ أَبِي رِغَالٍ
° [٢٢٠٦٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ،
قَالَ مَعْمَرٌ: لَا أَدْرِي أَرَفَعَهُ أَمْ لَا، قَالَ: «لَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ
أَنْ يُحَرَشَ بَيْنَ فَحْلَيْنِ، دِيكَيْنِ فَمَا فَوْقَهُمَا».
• [٢٢٠٦٢] [الإتحاف: حب كم حم ١٧٧٣].
(١)
الخلوق: طيب مركب يتخذ من الزعفران وغيره، تغلب عليه الحمرة والصفرة. (انظر:
النهاية، مادة: خلق).
(٢)
التحريش: الإغراء وتهييج بعضها على بعفر. (انظر: النهاية، مادة: حرش).
* [ف/٢٠٧ ب].
° [٢٢٠٦٧] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ *، قَالَ:
أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ
ﷺ بِقَبْرٍ، فَقَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا هَذَا؟» قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ
أَعْلَم، قَالَ: «هَذَا قَبْرُ أَبِي رِغَالٍ»، قَالُوا: وَمَنْ أَبُو رِغَالٍ؟
قَالَ: «رَجُلٌ كَانَ مِنْ ثَمُودَ، كَانَ فِي حَرَمِ اللَّهِ، فَمَنَعَهُ حَرَمُ
اللَّهِ عَذَابَ اللَّهِ، فَلَمَّا خَرَجَ أَصَابَهُ مَا أَصَابَ قَوْمَه،
فَدُفِنَ هَاهُنَا، وَدُفِنَ مَعَهُ غُصْنٌ مِنْ ذَهَبٍ»، فَابْتَدَرَهُ الْقَوْم،
فَبَحَثُوا عَنْه، حَتَّى اسْتَخْرَجُوا الْغُصْنَ.
٢٧٢
- بَابُ
الْمَعْدِنِ الصَّالِحِ
• [٢٢٠٦٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ
قَالَ: كَانَ رَجُلٌ فِيمَا خَلَا مِنَ الزَّمَانِ، وَكَانَ رَجُلًا عَاقِلًا
لَيِّنًا، فَكَبِرَ فَقَعَدَ فِي الْبَيْتِ، فَقَالَ لاِبْنِهِ يَوْمًا: إِنِّي
قَدِ اغْتَمَمْت، فَلَوْ أَدْخَلْتَ عَلَيَّ رِجَالًا يُكَلِّمُونَنِي، فَذَهَبَ
ابْنُهُ فَجَمَعَ نَفَرًا، فَقَالَ: ادْخُلُوا فَحَدِّثُوه، فَإِنْ سَمِعْتُمْ
مِنْهُ مُنْكَرًا فَاعْذُرُوهُ؛ فَإِنَّهُ قَدْ كَبِرَ، وإِنْ سَمِعْتُمْ مِنْهُ
خَيْرًا فَاقْبَلُوا، فَدَخَلُوا عَلَيْهِ، فَكَانَ أَوَّلَ مَا تَكَلَّمَ بِهِ
أَنْ قَالَ: أَلَا أكْيَسُ الْكَيْسِ التُّقَى، وإِنَّ أَعْجَزَ الْعَجْزِ
الْفُجُورُ، وإِذَا تَزَوَّجَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَزَوَّجْ فِي مَعْدِنٍ صَالِحٍ،
وإِذَا اطَّلَعْتُمْ مِنْ رَجُلٍ عَلَى فَجْرَةٍ فَاحْذَرُوهُ؛ فَإِنَّ لَهَا
أَخَوَاتٍ.
٢٧٣
- بَابُ
سُوءٍ الْمَلكةِ (١) وَالنَّفْسِ وَغَيْرِ ذَلِكَ
° [٢٢٠٦٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا
يَقُلْ أَحَدُكُمْ إِنِّي خَبِيثُ النَّفْسِ، وَلَكِنْ لِيَقُلْ: إِنِّي لَقِسُ
(٢) النَّفْسِ».
* [س/ ٣٨٣].
(١)
تصحف في (ف) إلى: «المملكة»، والتصويب من (س).
° [٢٢٠٦٩]
[شيبة: ٢٧٠٣٤].
(٢)
تصحف في (ف) إلى: «لقيس»، وفي (س) إلى: «نفيس»، والتصويب من «السنن الكبرى»
للنسائي (١٠٠٢) من وجه آخر، عن الزهري، به.
لقست النفس: غثَت وفترت وكسلت.
(انظر: النهاية، مادة: لقس).
° [٢٢٠٧٠] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
ﷺ: «لَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ خَبُثَتْ (١) نَفْسِي، وَلَكِنْ ليَقُلْ: لَقِسَتْ
نَفْسِي».
° [٢٢٠٧١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ فَرْقَدٍ
السَبَخِيِّ، عَنْ مُرَّةَ الطَّيِّبِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا
يَدْخُلُ الْجَنَّةَ * سَيِّئٌ الْمَلَكَةِ (٢)».
° [٢٢٠٧٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ
عَكْرِمَةَ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ خَبَّبَ (٣)
امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ خَبَّبَ عَبْدًا (٤) عَلَى
سَيِّدِهِ».
٢٧٤
- بَابُ
الْقَوْلِ إِذَا دَخَلْتَ قَرْيَةً، وَفِتنَةِ الْمَالِ، وَالمَيْتَةِ
• [٢٢٠٧٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: كَانَ ابْنُ
مَسْعُودٍ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْخُلَ قَرْيَةً، قَالَ: اللَّهُمَّ رَبَّ
السَّمَوَاتِ وَمَا أَظَلَّتْ، وَرَبَّ الْأَرْضِ وَمَا أَقَلَّتْ (٥)، وَرَبَّ
الشَّيَاطِينِ وَمَا أَضَلَّتْ، وَرَبَّ الرِّيَاحِ وَمَا ذَرَّتْ، أَسْأَلُكَ
خَيْرَهَا وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ مَا فِيهَا.
° [٢٢٠٧٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي مَلِيحٍ،
عَنْ أُسَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا جَعَلَ اللهُ مِيتَةَ عَبْدٍ
بِأَرْضٍ إِلَّا جَعَلَ لَهُ بِهَا حَاجَةً».
• [٢٢٠٧٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
إِبْرَاهِيمُ بْنُ
(١) خبثت النفس: ثقُلت وغثَت، كأنه كره اسم
الخُبث. (انظر: النهاية، مادة: خبث).
* [ف/٢٠٨ أ].
(٢)
تصحف في (ف) إلى: «المملكة»، والتصويب من (س)، ويوافقه ما في «سنن الترمذي»
(٢٠٧٢)، من وجه آخر عن فرقد به.
(٣)
التخبيب: الخداع والإفساد. (انظر: النهاية، مادة: خبب).
(٤)
في (ف)، (س): «امرأته»، ولعله سبق قلم من الناسخ، والمثبت هو الصواب، وينظر: «مسند
أحمد» (٩٢٨٠)، «مستدرك الحاكم» (٢٨٣٤).
(٥)
الإقلال: رفع الشيء، وحمله. (انظر: النهاية، مادة: قلل).
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ،
قَالَ: قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ الْمَدِينَةَ فَلَقِيَ أَصْحَابَ
النَّبِيِّ ﷺ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ
غَائِبًا فِي أَرْضٍ لَهُ بِالْجُرْفِ (١)، فَأَتَاه، فَإِذَا هُوَ وَاضِعٌ رِدَاءَه،
وَالْمِسْحَاةُ (٢) فِي يَدِهِ وَهُوَ يُحَوَّلُ الْمَاءَ فِي أَرْضِهِ، فَلَمَّا
رَآهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَضَعَ الْمِسْحَاةَ مِنْ يَدِهِ، وَلَبِسَ رِدَاءَه،
قَالَ: فَوَقَفَ عَلَيْهِ الرَّجُلُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَقَالَ: جِئْتُ لِأَمْرٍ،
فَرَأَيْتُ أَعْجَبَ مِنْه، مَا أَدْرِي أَعَلِمْتُمْ مَا لَمْ نَعْلَمْ، أَوْ
جَاءَكُمْ مَا لَمْ يَأْتِنَا، مَا لَنَا نَخِفُّ فِي الْجِهَادِ وَتَتَثَاقَلُونَ
عَنْه، وَنَزْهَدُ فِي الدُّنْيَا وَتَرْغَبُونَ فِيهَا، وَأَنْتُمْ سَلَفُنَا
وَأَصْحَابُ نَبِيِّنَا؟ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: مَا عَلِمْنَا
إِلَّا مَا عَلِمْتُمْ، وَلَا جَاءَنَا إِلَّا مَا جَاءَكُمْ، وَلَكِنَّا
ابْتُلِينَا بِالصَّرَّاءِ فَصَبَرْنَا، وَابْتُلِينَا بِالسَّرَّاءِ فَلَمْ
نَصبِرْ.
٢٧٥
- بَابُ
التُّجَّارِ وَمَنْ أَكَلَ وَلَبِسَ بِأَخِيهِ
° [٢٢٠٧٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: سَمِعْتُ
شَيْخًا يُحَدِّث، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَأَظُنُّهُ شَهْرَ بْنَ حَوْشَبٍ،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ * ﷺ: «الزَّرْعُ أَمَانَةٌ، وَالتَّاجِرُ فَاجِرٌ،
وَاللَّهِ، مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي أَمَةً بَغِيًّا بِدِرْهَمَيْنِ، وَلَا عَبْدًا
حَنَّاطًا خَائِنًا بِدِرْهمٍ».
° [٢٢٠٧٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ،
عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ
قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إِلَى السُّوقِ، فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ
التُّجَّارِ»، فَرَفَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ أَبْصارَهُمْ وَاسْتَجَابُوا لَه،
فَقَالَ: «إِنَّ التُجَّارَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فُجارًا، إِلَّا مَنِ
اتَّقَى اللَّهَ وَبَرَّ وَصَدَقَ».
° [٢٢٠٧٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: "مَنْ
(١) الجرف: يقع شمال المدينة، بل هو الآن حيّ
من أحيائها متصل بها، فيه زراعة وسكان. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص ٨٩).
(٢)
المسحاة: المِجْرفة من الحديد، والجمع: مساحٍ. (انظر: النهاية، مادة: سحا).
* [ف/٢٠٨ ب].
أَكَلَ بِأَخِيهِ الْمُسْلِمِ
أُكْلَةً أَطْعَمَهُ اللَّهُ مِثْلَهَا مِنْ نَارٍ، وَمَنْ لَبِسَ بِأَخِيهِ
الْمُسْلِمِ ثَوْبًا ألْبَسَهُ اللَّهُ ثَوْبًا مِثْلَهُ مِنَ النَّارِ، وَمَنْ
قَامَ * بِأَخِيهِ الْمُسْلِمِ مَقَامَ رِيَاءٍ وَسُمْعَةٍ، أَقَامَهُ اللَّهُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَقَامَ رِيَاءٍ وَسُمْعَةٍ».
° [٢٢٠٧٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ:
لَقِيَ النَّبِيُّ ﷺ رجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ مَهْمُومًا، فَقَالَ لَهُ
النَّبِيُّ ﷺ: «مَا شَأْنُكَ»؟ فَقَالَ: رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ أَنِّي أَمُوتُ
غَدًا، فَلَهَزَ النَّبِيُّ ﷺ فِي صدْرِهِ وَقَالَ: «ألَيْسَ غَدًا الدَّهْرَ
كُلَّهُ؟!».
• [٢٢٠٨٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ
رَجُلٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: يُوشِكُ قَوْمٌ أَنْ يَأْكُلُوا
بِأَلْسِنَتِهِمْ كَمَا تَأْكُلُ الْبَقَرُ بِأَلْسِنَتِهَا.
٢٧٦
- بَابُ
الاِسْتِسْقَاءِ (١) بِالْأَنْوَاءِ (٢) وَالسَّمْحِ
° [٢٢٠٨١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ صَالِحِ بْنِ
كَيْسَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ زَيْدِ
بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: صَلَّى بِنَا النَّبِيُّ ﷺ الصُّبْحَ
بِالْحُدَيْبِيَةِ فِي أَثَرِ سَمَاءٍ (٣)، فَقَالَ لَمَّا انْصرَفَ: «ألَمْ (٤)
تَسْمَعُوا مَا قَالَ رَبَّكُمُ اللَّيْلَةَ؟ قَالَ (٥): مَا أَنْعَمْتُ عَلَى
عِبَادِي نِعْمَةً إِلَّا أَصْبَحَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِهَا كَافِرُونَ، فَأَمَّا
مَنْ آمَنَ بِي وَحَمِدَنِي عَلَى سُقْيَايَ، وَأَثْنَى عَلَيَّ، فَذَلِكَ الَّذِي
آمَنَ بِي وَكَفَرَ بِالْكَوْكَبِ، وَأَمَّا
* [س/ ٣٨٤].
(١)
الاستسقاء: طلب السقيا، وهو: إنزال الغيث والمطر على البلاد والعباد. (انظر:
النهاية، مادة: سقا).
(٢)
الأنواء: جمع نوء، وهي ٢٨ نجما معروفة المطالع في أزمنة السنة كلها، وكانت العرب
تعرف بها المطر والرياح. (انظر: اللسان، مادة: نوأ).
(٣)
السماء: المطر، وسمي سماءً لأنه ينزل من السماء. (انظر: النهاية، مادة: سما).
(٤)
في (ف):»لم«، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في»المعجم الكبير" للطبراني
(٥/ ٢٤١) من طريق عبد الرزاق، به.
(٥)
ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من المصدر السابق.
مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِنَوْءِ
كَذَا وَكَذَا، فَذَلِكَ الَّذِي آمَنَ بِالْكَوْكَبِ وَكَفَرَ بِي - أَوْ قَالَ:
كَفَرَ بِنِعْمَتِي (١)».
• [٢٢٠٨٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ، سَمْحًا إِذَا
اشْتَرَى، سَمْحًا * إِذَا قَضَى، سَمْحًا إِذَا اقْتَضَى».
٢٧٧
- بَابُ
الزَّرْعِ
• [٢٢٠٨٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ خَلَّادِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ: «لَوْ أَنَّ أَصْحَابَ الْبَقَرِ الَّذِينَ يَتبَعُونَ أَذْنَابَ (٢)
ثِيرَانِهِمْ لَا يُشْرِكُونَ بِاللَّهِ شَيْئًا، سَبَقُوا النَّاسَ سَبْقًا
بَعِيدًا، وَحَلَّتْ لَهُمْ كُلُّ حُلْوَةٍ، بَيْدَ أَنَّهُمْ يُعِينُونَ النَّاسَ
بِأَعْمَالِ أَبْدَانِهِمْ (٣) وَيُغِيثُونَ أَنْفُسَهُمْ».
° [٢٢٠٨٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ: «تَصَدَّقُوا وَلَا تَحْقِرُوا»، قَالُوا: عَلَى مَنْ يَا رَسُولَ
اللَّهِ؟ قَالَ: «عَلَى النَّاسِ: الأَسِيرِ، وَالْمِسْكِينِ، وَالْفَقِيرِ (٤)»،
قَالُوا: فَأَيُّ أَمْوَالِنَا أَفْضَلُ؟ قَالَ: «الْحَرْثُ وَالغَنَمُ»، قَالُوا:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَالْإِبِلُ؟ قَالَ: «تِلْكَ عَنَاجِيجُ (٥) الشَّيَاطِينِ،
لَا تَغْدُو إِلَّا مُوَلِّيَةً، وَلَا تَرُوحُ إِلَّا مُوَلِّيَةً، وَلَا يَأْتِي
(٦) خَيرُهَا إِلَّا مِنْ جَانبِهَا الْأَيْسَرِ»، قَالُوا: إِذَنْ يُسَيِّبُهَا
النَّاسُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «لَنْ تُعْدَمَ الْأَشْقِيَاءَ الْفَجَرَةَ».
(١) في (ف): «نعمتي»، والمثبت من (س)،
ويوافقه ما في المصدر السابق.
* [ف/ ٢٠٩ أ]
(٢)
الأذناب: جمع: الذنب، وهو: الذيل. (انظر: المعجم العربي الأساسي، مادة: ذنب).
(٣)
قوله: «بأعمال أبدانهم»، وقع في (س): «بأبدانهم».
(٤)
في (ف)، (س): «الفقير» بغير واو، والمثبت هو المناسب للسياق.
(٥)
تحرف في (ف) إلى: «عناتين»، وفي (س) إلى: «عنايين»، والتصويب من «غريب الحديث»
للخطابي (١/ ٦٦٢)، وقال: «العناجيج: نجائب الإبل، واحدها عُنْجُوج، يريد أنها
مطايا الشياطين، وهذا مثل ضربه، يريد أنها قد يسرع إليها الذُّعْر والنِّفار».
(٦)
في (ف)، (س): «يأتيها»، والمثبت هو المناسب للسياق.
• [٢٢٠٨٥] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قِيلَ لِعُمَرَ: سُيِّبَتِ (١) الْإِبِلُ، قَالَ:
فَأَيْنَ الْأَشْقِيَاءُ؟ يَعْنِي الْحَمَّالِينَ.
• [٢٢٠٨٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
الْجَحْشِيِّ، أَن النبِيَّ (٢) ﷺ قَالَ: «يَا أُمَّ هَانِئٍ، اتَّخِذِي غَنَمًا
فَإِنَّهَا تَرُوحُ بِخَيرٍ وَتَغْدُو بِخَيرٍ».
٢٧٨
- بَابُ
الْفَرِيضَةِ وَالنِّضَالِ
• [٢٢٠٨٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ
عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: إِنَّ مَثَلَ مَنْ قَرَأَ الْقُرآنَ وَلَمْ
يَتَعَلَّمِ الْفَرِيضَةَ، كَمَثَلِ رَجُلٍ لَبِسَ بُرْنُسًا لَا وَجْهَ لَهُ.
قَالَ: وَقَالَ عُمَرُ: تَعَلَّمُوا بِالنِّضَالِ، وَتَحَدَّثُوا بِالْفَرِيضَةِ.
• [٢٢٠٨٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ
زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ الْأَزْرَقِ قَالَ: كَانَ
عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ الْجُهَنِيُّ يَخْرُجُ فَيَرْمِي كُلَّ يَوْمٍ
وَيَسْتَتْبِعُهُ (٣) فَكَأَنَّهُ كَادَ أَنْ يَمَلَّ، فَقَالَ لَهُ: أَلَا
أُخْبِرُكَ؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ
بِالسَّهْمِ الْوَاحِدِ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ الْجَنَّةَ: صَانِعَهُ الَّذِي
يَحْتَسِبُ فِي صُنْعِهِ الْخَيْرَ، وَالَّذِي * يُجَهِّزُ بِهِ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ، وَالَّذِي يَرْمِي بِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» (٤).
وَقَالَ: «ارْمُوا وَارْكَبُوا،
وَأَنْ تَرْمُوا خَيْرٌ (٥) مِنْ أَنْ تَرْكَبُوا».
(١) التسييب: إرسال الدواب تذهب وتجيء كيف
شاءت. (انظر: النهاية، مادة: سيب).
(٢)
في (س): «رسول الله».
° [٢٢٠٨٨]
[الإتحاف: حم مي جا خزعه كم م ١٣٨٩٣].
(٣)
في (ف): «ونستتبعه»، وفي (س) كأنه: «وسيتبعه»، والمثبت من «مسند أحمد» (٤/ ١٤٨)،
عن عبد الرزاق به.
* [ف / ٢٠٩ ب]
(٤)
قوله: «والذي يرمي به في سبيل الله» ليس في (ف)، (س)، والسياق يقتضيه، فاستدركناه
من المصدر السابق.
(٥)
في (ف)، (س): «خيرا»، والتصويب من المصدر السابق.
وَقَالَ: «كُلُّ شَيءٍ يَلْهُو بِهِ
ابْنُ آدَمَ فَهُوَ بَاطِلٌ إِلَّا ثَلَاثًا (١): رَمْيَهُ عَنْ قَوْسِهِ،
وَتَأْدِيبَهُ فَرَسَهُ، وَمُلَاعَبتَهُ أَهْلَهُ، فَإِنَّهُنَّ مِنَ الْحَقَ».
قَالَ: فَتُوُفِّيَ عُقْبَةُ وَلَهُ
بِضْعَةٌ وَسَبْعُونَ قَوْسًا، مَعَ كُلِّ قَوْسٍ قَرْنٌ وَنَبْلٌ، فَأَوْصَى
بِهِنَّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ.
• [٢٢٠٨٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ
الْعَزِيزِ إِلَى عَدِيِّ بْنِ أَرْطَاةَ وَكَانَ اسْتَعْمَلَهُ عَلَى
الْبَصْرَةِ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّكَ غَرَرْتَنِي بِعِمَامَتِكَ السَّوْدَاءِ،
وَمُجَالَسَتِكَ الْقُرَّاءَ، وِإرْسَالِكَ الْعِمَامَةَ مِنْ وَرَائِكَ،
فَإِنَّكَ أَظْهَرْتَ لِيَ (٢) الْخَيْرَ فَأَحْسَنْتَ، فَقَدْ أَظْهَرَنَا
اللَّهُ عَلَى مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ، وَالسَّلَامُ (٣).
• [٢٢٠٩٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَمَّنْ سَمِعَ حَرَامَ
بْنَ مُعَاوِيَةَ، يَقُولُ: كَتَبَ إِلَيْنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: لَا
يُجَاوِرَنَّكُمْ خِنْزِيرٌ، وَلَا يُرْفَعُ فِيكُمْ صَلِيبٌ، وَلَا تَأْكُلُوا
عَلَى مَائِدَةٍ يُشْرَبُ عَلَيْهَا الْخَمْرُ، وَأَدِّبُوا الْخَيْلَ، وَامْشُوا
بَيْنَ الْغَرَضيْنِ.
• [٢٢٠٩١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ (٤) قَالَ:
الْفَرِيضَةُ ثُلُثُ الْعِلْمِ، وَالطَّلَاقُ ثُلُثُ الْعِلْمِ.
• [٢٢٠٩٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِع، عَنِ
ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: يَضْرِبُ وَلَدَهُ عَلَى اللَّحْنِ (٥).
(١) في (ف)، (س): «ثلاث»، والتصويب من المصدر
السابق.
(٢)
في (س): «إلي».
(٣)
ليس في (س).
(٤)
قوله: «معمر، عن قتادة»، بدله في (س): «عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر»،
ولعله وهم من الناسخ بانتقال بصره إلى إسناد الحديث بعده.
• [٢٢٠٩٢]
[شيبة: ٢٦١٦٣].
(٥)
تصحف في (ف)، (س) إلى: «الحق»، والتصويب من «غريب الحديث» للخطابي (١/ ٦١) من طريق
الدبري، عن عبد الرزاق، به، ومن «مصنف ابن أبي شيبة» (٢٦١٦٣) من طريق عبد الله بن
عمر، عن نافع، به.
• [٢٢٠٩٣] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ
الثَّوْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ
عُمَرَ … مِثْلَهُ.
٢٧٩
- بَابُ
الْمَشْرِقِ وَالْخَلْقِ
° [٢٢٠٩٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ *،
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ علَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ:
«هَاهُنَا أَرْضُ الْفِتَنِ وَأَشَارَ إِلَى الْمَشْرِقِ، وَحَيْثُ يَطْلُعُ
قَرْنُ الشَيْطَانِ» (١)، أَوْ قَالَ: «قَرْنُ الشَّمْسِ (٢)».
° [٢٢٠٩٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ
أَسْلَمَ - لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا رَفَعَهُ - قَالَ: «لَمْ يَخْلُقِ اللَّهُ
خَلْقًا إلَّا خَلَقَ مَا يَغلِبُهُ خَلَقَ رَحْمَتَهُ تَغْلِبُ غَضَبَهُ،
وَخَلَقَ الصَّدَقَةَ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطفِئُ الْمَاءُ النَّارَ،
وَخَلَقَ الْأَرْضَ فَأَزْخَرَت وَتَزَخْرَفَتْ، فَقَالَت: مَا يَغْلِبُنِي؟
فَخَلَقَ الْجِبَالَ فَوَتَدَهَا بِهَا، فَقَالَتِ الْجِبَالُ: غَلَبتُ الأَرْضَ
فَمَا يَغْلِبُنِي؟ فَخَلَقَ الْحَدِيدَ، فَقَالَ الْحَدِيدُ: غَلَبتُ الْجِبَالَ
فَمَا يَغلِبُنِي؟ فَخَلَقَ النَّارَ، فَقَالَتِ النَّارُ: غَلَبْتُ الْحَدِيدَ
فَمَا يَغْلِبُنِي (٣)؟ فَخَلَقَ الْمَاءَ، فَقَالَ الْمَاءُ *: غَلَبْتُ (٤)
النَّارَ فَمَا يَغْلِبُنِي؟ فَخَلَقَ الرِّيحَ»، قَالَ: «فَرَدَّهُ (٥) فِي
السَّحَابِ، فَقَالَتِ الرِّيحُ: غَلَبْتُ الْمَاءَ فَمَا يَغْلِبُنِي؟ فَخَلَقَ
الْإِنْسَانَ يَبْنِي الْبِنَاءَ الَّذِي لَا تَنْفُذُهُ الرِّيحُ، فَقَالَ ابْنُ
آدَمَ:
° [٢٢٠٩٤] [شيبة: ٣٣١٠٧].
* [س/ ٣٨٥]
(١)
قرن الشيطان: قيل: أمته والمتبعون لرأيه من أهل الكفر والضلال، وقيل: قوته
وانتشاره وتسلطه، وقيل غير ذلك. (انظر: المشارق) (٢/ ١٧٩).
(٢)
قرن الشمس: أعلاها وأول ما يبدو منها في الطلوع. (انظر: نحتار الصحاح، مادة: قرن).
(٣)
قوله:»فخلق النار، فقالت النار: غلبت الحديد فما يغلبني «ليس في (ف)، ولعله انتقال
نظر من الناسخ، والمثبت من (س)، وبه يستقيم السياق.
* [ف / ٢١٠ أ]
(٤)
تصحف في (ف) إلى:»غلبني«، والتصويب من (س).
(٥)
في (س):»يرده".
غَلَبْتُ الرِّيحَ فَمَا
يَغْلِبُنِي؟ فَخَلَقَ الْمَوْتَ، فَقَالَ الْمَوْتُ: غَلَبْتُ ابْنَ آدَمَ فَمَا
يَغْلِبُنِي؟ فَقَالَ اللَّهُ: أَنَا أَغْلِبُكَ».
٢٨٠
- بَابُ
الرِّزْقِ وَمُبَايَعَةِ النَّبيِّ ﷺ -
• [٢٢٠٩٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ
اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَوْ غَيْرِهِ قَالَ: مَا جَاءَنِي
أَجَلِي فِي مَكَانٍ مَا عَدَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ
يَأْتِيَنِي وَأَنَا بَيْنَ شُعْبَتَي رَحْلِي أَطْلُبُ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ.
° [٢٢٠٩٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصامِتِ قَالَ: بَايَعَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ نَفَرًا أَنَا فِيهِمْ، فَتَلَا عَلَيْنَا آيَةَ النِّسَاءِ
﴿وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا﴾ (١) [النساء: ٣٦] الْآيَةَ، ثُمَّ قَالَ: «مَنْ وَفَّى فَأَجْرُهُ
علَى اللَّهِ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا، فَعُوقِبَ بِهِ فِي
الدُّنْيَا، فَهُوَ لَهُ طُهْرَةٌ - أَوْ قَالَ: كَفَّارَةٌ - وَمَنْ أَصَابَ مِنْ
ذَلِكَ شَيْئًا، فَسَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ؛ إِنْ
شَاءَ غَفَرَ لَهُ، وإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ».
° [٢٢٠٩٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: جَاءَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ
رَبِيعَةَ لِتُبَايِعَ النَّبِيَّ ﷺ، فَأَخَذَ عَلَيْهَا أَلَّا تُشْرِكَ
بِاللَّهِ شَيْئًا، الْآيَةَ (٢)، فَوَضَعَتْ يَدَهَا عَلَى رَأْسِهَا حَيَاءً،
فَأَعْجَبَ رَسُولَ الله ﷺ مَا رَأَى مِنْهَا، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: أَقِرِّي
أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ، فَوَاللَّهِ مَا بَايَعْنَا إِلَّا عَلَى هَذَا، قَالَتْ:
فَنَعَمْ إِذَنْ، فَبَايَعَهَا بِالْآيَةِ (٣).
(١) قوله تعالى: «﴿وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ﴾»
وقع في (ف): «لا تشركوا باللَّه»، وفي (س): «لا تشركوا باللَّه شيئا»، والمثبت هو
التلاوة.
° [٣٣٠٩٨]
[الإتحاف: حب حم ٢٢١٤٠].
(٢)
يعني الآية رقم: (١٢) من سورة الممتحنة.
(٣)
في (ف)، (س): «الآية»، والمثبت من «مسند أحمد» (٦/ ١٥١) عن عبد الرزاق، به.
٢٨١ - بَابُ الْمُتَشَاتِمِينَ
وَالصَّدَقَةِ
• [٢٢٠٩٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ:
بَعَثَ إِلَيَّ أَبُو قِلَابَةَ بِكِتَابٍ فِيهِ: الْزَمْ سُوقَكَ، وَاعْلَمْ
أَنَّ الْغِنَى مُعَافَاةٌ (١).
° [٢٢١٠٠]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ:
كَانَ بَيْنَ أَبِي ذَرٍّ وَرَجُلٍ * مِنَ الْمُسْلِمِينَ شَيْءٌ، فَعَيَّرَهُ
أَبُو ذَرٍّ بِأُمٍّ كَانَتْ لَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ
النَّبِيَّ ﷺ، فَقَالَ: «إِنَّ فِيكَ يَا أَبَا ذَرٍّ لَحَمِيَّةَ، مَا يَعْنِي
أَسْوَدُ وَلَا أَخْضَرُ، أَنْتَ خَيْرٌ مِنْهُ حَتَّى يَرْضَى عَنْكَ صَاحِبُكَ»،
قَالَ: فَانْطَلَقْتُ أَلْتَمِسُهُ، فَأَبْصَرَنِي قَبْلَ أَنْ أُبْصِرَهُ،
فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا ذَرِّ، قَالَ: فَجِئْتُ فَسَلَّمْتُ
عَلَيْهِ، وَقُلْتُ: اسْتَغْفِرْ لِي، قَالَ: يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ، قَالَ:
فَجِئْتُ النَّبِيَّ ﷺ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، وَأَخْبَرْتُهُ أَنْ قَدْ رَضِيَ
عَنَي وَاسْتَغْفَرَ لِي، فَقُلْتُ: اسْتَغْفِرْ لِي يَا رَسُولَ الله، فَقَالَ: «يَغْفِرُ
اللَّهُ لِصَاحِبِكَ»، ثُمَّ قُلْتُ: اسْتَغْفِرْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ،
فَقَالَ: «يَغْفِرُ اللَّهُ لِصَاحِبِكَ»، فَقُلْتُ: اسْتَغْفِرْ لِي يَا رَسُولَ
اللَّهِ، لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ فِي الثَّالِثَةِ: «غَفَرَ اللَّهُ لَكَ».
• [٢٢١٠١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: أَقْرَأَ عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ صَدَقَتَهُ، فَقَالَ ابْنُ
عُمَرَ: حَسَنٌ إِنْ كَانَ طَيِّبًا، وإِنْ كَانَ خَبِيثًا فَإِنَّ الْخَبِيثَ لَا
يَكُونُ إِلَّا خَبِيثًا.
قال عبد الرزاق: يَعْنِي نَخْلَ
عَرَفَاتٍ.
٢٨٢
- بَابُ
مَنْ سَنَّ سُنَّةً وَآذَى السَّلَفَ
• [٢٢١٠٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ
قَالَ: مَا مِنْ أَحَدٍ يَسُنُّ سُنَّةً صَالِحَةَ يُعْمَلُ بِهَا بَعْدَهُ إِلَّا
جَرَى عَلَيْهِ أَجْرُهَا، وَمِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، وَمَنْ
سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً جَرَى عَلَيْهِ وِزْرُهَا، وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا
بَعْدَهُ.
(١) في (س): «مكافأة»، والمثبت من (ف)، وهو
الموافق لما في «شعب الإيمان» للبيهقي (٢/ ٤٥٢)، من طريق الدبري، عن عبد الرزاق به.
* [ف/ ٢١٠ ب]
° [٢٢١٠٣] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ (١)
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ جَرِيرِبْنِ عَبْدِ اللهِ البَجَلِيِّ، أن
رَجُلًا مِنَ الأنْصَارِ جَاءَ النَّبِي ﷺ بِصُرَّةٍ مِنْ ذَهَبٍ تَمْلأُ مَا
بَيْنَ أَصَابِعِهِ، فَقَالَ: هَذِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ قَامَ أَبُو
بَكْرٍ فَأَعْطَى، ثُمَّ قَامَ عُمَرُ فَأَعْطَى، ثُمَّ قَامَ الْمُهَاجِرُونَ
وَالْأَنْصَارُ فَأَعْطَوْا، قَالَ: فَأَشْرَقَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ حَتَّى
رَأَيْنَا الْإِشْرَاقَ فِي وَجْنَتَيْهِ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «مَنْ سَنَّ
سُنَّةً صَالِحَة فِي الْإِسْلَامِ، فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ؛ كَانَ لَهُ مِثلُ
أُجُورِهِمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْقِصَ مِنْ أُجُورهِمْ شَيْئا، وَمَنْ سَنَّ فِي
الْإِسْلَامِ * سُنَّةً سَيِّئَةً يُعْمَلُ بِهَا بَعْدَهُ، كَانَ عَلَيْهِ مِثْلُ
أَوْزَارِهِمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْقِصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْئًا».
• [٢٢١٠٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ *،
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: تَسَلَّفَ رَجُلٌ مِنْ رَجُلٍ مِائَةَ دِينَارٍ، أَوْ أَقَلَّ
أَوْ أَكْثَرَ، فَقَالَ: لَا نُسْلِفُكَ حَتَّى تَأْتِيَنِي بِحَمِيلٍ، قَالَ: مَا
أَجِدُ أَحَدًا يَكْفُلُ عَلَيَّ، وَلَكِنْ لَكَ اللَّهُ حَمِيلٌ وَكَفِيلٌ أَنْ
أُؤَدِّيَ إِلَيْكَ، قَالَ: فَأَسْلَفَهُ، قَالَ: فَرَكِبَ الْمُتَسَلِّفُ (٢) فِي
الْبَحْرِ، فَحَلَّ الْأَجَلُ وَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَرْكَبَ إِلَيْهِ، وَحَالَ
بَيْنَهُمَا الْبَحْرُ، فَأَخَذَ عُودًا (٣) فَنَقَرَهُ، ثُمَّ وَضَعَ
الدَّنَانِيرَ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ كِتَابًا وَضَمَّهُ مَعَ الدَّنَانِيرِ، ثُمَّ
شَدَّ رَأْسَهُ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَحَمَّلْتَ عَلَيَّ وَمَنْ
أَدَّى إِلَى الْكَفِيلِ فَقَدْ بَرِئَ، فَإِنِّي أُؤَدِّيهَا إِلَيْكَ فَرَمَى
بِالْعُودِ فِي الْبَحْرِ، فَضَرَبَهُ الرِّيحُ، أَوْ قَالَ: الْمَوْجُ هَكَذَا
وَهَكَذَا (٤)، فَقَالَ: لَوْ أَخَذْتُ هَذَا الْعُودَ حَطَبًا لِأَهْلِي،
فَأَخَذَ الْعُودَ، فَلَمَّا دَخَلَ بَيْتَهُ كَسَرَهُ، فَإِذَا هُوَ
بِالدَّنَانِيرِ وَالْكِتَابِ، وإِذَا هُوَ مِنْ صَاحِبِهِ، فَضَرَبَ الدَّهْرُ
حَتَّى
• [٢٢١٠٣] [الإتحاف: حم ٣٩٤٠].
(١)
في (ف)، (س): «بن»، وهو خطأ، والمثبت هو الصواب. وينظر: «تهذيب الكمال» (٧/ ٤٠٣)،
(١٧/ ٤٧٣).
* [ف / ٢١١ أ].
* [س / ٣٨٦].
(٢)
في (س): «المستلف».
(٣)
في (س): «عمودا»، وكذا هو في باقي المواضع.
(٤)
يبدو أن هناك سقطا يخل بسياق القصة بعد هذا الموضع في (ف)، (س).
جَاءَ صَاحِبُهُ، فَلَزِمَهُ،
فَقَالَ: نَعَمْ وَاللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ لَيَعْلَمُ أَنِّي قَدْ أَدَّيْتُهَا،
قَالَ: فَسَكَتَ عَنْهُ وَذَهَبَ مَعَهُ لِيُنْقِدَهُ، فَلَمَّا أَخْرَجَهَا،
قَالَ: وَاللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَيَعْلَمُ أَنِّي قَدْ أَدَّيْتُ، قَالَ: وَكَيْفَ
أَدَّيْتَ؟ فَأَخْبَرَهُ كَيْفَ صَنَعَ، قَالَ: فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَدَّاهَا
عَنْكَ.
٢٨٣
- بِرُّ
الْوَالِدَيْنِ
• [٢٢١٠٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُس، عَنْ
أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ لَهُ أَرْبَعَةُ بَنِينَ (١)، فَمَرِضَ، فَقَالَ
أَحَدُهُمْ: إِمَّا أَنْ تُمَرِّضُوهُ وَلَيْسَ لكُمْ مِنْ مِيرَاثِهِ شَيءٌ،
وإِمَّا أَنْ أُمَرِّضَهُ وَلَيْسَ لِي مِنْ مِيرَاثِهِ شيء، قَالُوا: بَلْ (٢)
مَرِّضْهُ وَلَيْسَ لَكَ مِنْ مِيرَاثِهِ شَيءٌ، قَالَ: فَمَرَّضَهُ حَتَّى مَاتَ،
وَلَمْ يَأْخُذْ مِنْ مَالِهِ شَيْئًا، قَالَ: فَأُتِيَ فِي النَّوْمِ، فَقِيلَ
لَهُ: ائْتِ مَكَانَ كَذَا وَكَذَا فَخُذْ مِنْهُ مِائَةَ دِينَارٍ، فَقَالَ فِي
نَوْمِهِ: أَفِيهَا بَرَكَةٌ؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: فَأَصبَحَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ
لاِمْرَأَتِهِ، فَقَالَتْ: خُذْهَا، فَإِنَّ مِنْ بَرَكَتِهَا أَنْ نَكْتَسِيَ
وَنَعِيشَ فِيهَا، قَالَ: فَأَبَى، فَلَمَّا أَمْسَى أُتِيَ فِي النَّوْمِ،
فَقِيلَ * لَهُ: ائْتِ مَكَانَ كَذَا وَكَذَا فَخُذْ مِنْهُ عَشَرَةَ دَنَانِيرَ،
فَقَالَ: أَفِيهَا بَرَكَةٌ؟ قَالُوا: لَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ ذَكَرَ ذَلِكَ
لاِمْرَأَتِهِ، فَقَالَتْ مِثْلَ مَقَالَتِهَا الْأُولَى، فَأَبَى أَنْ
يَأْخُذَهَا، فَأُتِيَ فِي النَّوْمِ فِي اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ: أَنِ ائْتِ
مَكَانَ كَذَا وَكَذَا فَخُذْ مِنْهُ دِينَارًا، قَالَ: أَفِيهِ بَرَكَةٌ؟
قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَذَهَبَ فَأَخَذَ الدِّينَارَ، ثُمَّ خَرَجَ بِهِ إِلَى
السُّوقِ، فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ يَحْمِلُ حُوتَيْنِ، فَقَالَ: بِكَمْ هُمَا؟
فَقَالَ: بِدِينَارٍ، فَأَخَذَهُمَا مِنْهُ بِالدً ينَارِ، ثُمَّ انْطَلَقَ
بِهِمَا، فَلَمَّا دَخَلَ بَيْتَهُ شَقَّ الْحُوتَيْنِ فَيَجِدُ فِي بَطْنِ كُلِّ
وَاحِدٍ مِنْهُمَا دُرَّةً لَمْ يَرَ النَّاسُ مِثْلَهَا، قَالَ: فَبَعَثَ الْمَلِكُ
لِدُرَّةٍ يَشْتَرِيهَا، فَلَمْ تُوجَدْ إِلَّا عِنْدَهُ، فَبَاعَهَا بِوَقْرِ
ثَلَاثِينَ بَغْلًا ذَهَبًا، فَلَمَّا رَآهَا الْمَلِكُ، قَالَ:
(١) قوله: «أربعة بنين» وقع في (ف)، (س):
«أربع بنون»، والتصويب من «حلية الأولياء» لأبي نعيم (٤/ ٧) من طريق الدبري، عن
عبد الرزاق، به.
(٢)
بعده في (س): «تمن صفوة»، وقد أخرجه أبو نعيم في «الحلية» (٤/ ٧)، والبيهقي في
«الشعب» (١٠/ ٣١٠) من طريق المصنف، به بدونه كالمثبت.
* [ف / ٢١١ ب].
مَا تَصْلُحُ هَذِهِ إِلَّا بِأُخْتٍ
اطْلُبُوا مِثْلَهَا، وإِنْ أَضْعَفْتُمْ، فَجَاءُوهُ وَقَالُوا: عَنْدَكَ
أُخْتُهَا وَنُعْطِيكَ ضِعْفَ مَا أَعْطَيْنَاكَ؟ قَالَ: وَتَفْعَلُونَ؟ قَالُوا:
نَعَمْ، قَالَ: فَأَعْطَاهُمْ إِيَّاهَا بِضِعْفِ مَا أَخَذُوا الْأُولَى.
• [٢٢١٠٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
رَجُلٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ
أَدْرَكْتُ أَقْوَامًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ لَوْ رَأَوْنِي أَجْلِسُ مَعَكُمْ
لَسَخِرُوا مِنِّي.
• [٢٢١٠٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، قَالَ:
قُلْتُ لإِبْرَاهِيمَ: إِنَّ لِي جَارًا عَامِلًا، وِإنَّهُ دَعَانِي إِلَى
طَعَامٍ، فَأَبَيْتُ أَنْ أُجِيبَهُ، فَقَالَ: إِنَّ الشَّيْطَانَ عَرَضَ
بَيْنَكُمْ لِيُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ، وَقَدْ كَانَتِ الْأُمَرَاءُ
يَهْمِطُونَ (١)، ثُمَّ يَدْعُونَ فَيُجَابُونَ.
• [٢٢١٠٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْبر، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنَّ مُعَلِّمَ الْخَيْرِ
لَتُصلِّي عَلَيْهِ دَوَابُّ الْأَرْضِ حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْبَحْرِ.
• [٢٢١٠٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ
أَبَانٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: خَمْسٌ احْفَظُوهُنَّ، لَوْ
رَكِبْتُمُ الْإِبِلَ لأَنْضيْتُمُوهُنَّ (٢) قَبْلَ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ: لَا
يَخَافُ الْعَبْدُ إِلَّا ذَنْبَهُ، وَلَا يَرْجُو إِلَّا اللَّهَ (٣)، وَلَا
يَسْتَحْيِي جَاهِلٌ أَنْ يَسْأَلَ، وَلَا يَسْتَحْيِي * عَالِمٌ إِنْ لَمْ
يَعْلَمْ أَنْ يَقُولَ: اللَّهُ أَعْلَمُ، وَالصَّبْرُ مِنَ الْإِيمَانِ (٤)
بِمَوْضِعِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ، إِذَا قُطِعَ الرَّأْسُ تَيَبَّسَ مَا فِي
الْجَسَدِ، وَلَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا صَبْرَ لَهُ.
(١) الهمط: الظلم والقهر والغلبة. (انظر:
النهاية، مادة: همط).
• [٢٢١٠٨]
[شيبة: ٢٦٦٣٧].
(٢)
في (ف): «لأنضيتموها»، والتصويب من «شعب الإيمان» للبيهقي (٩٢٦٧) من طريق المصنف،
به.
(٣)
مكانه بياض في (ف)، واستدركناه من (س).
* [ف / ٢١٢ أ].
(٤)
تحرف في (ف)، (س) إلى: «الإنسان»، والتصويب من المصدر السابق.
• [٢٢١١٠] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ:
سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ الزُّبَيْرِ الصَّنْعَانِيَّ يُحَدِّثُ، أَنَّ
مُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ، أَوْ أَيُّوبَ بْنَ يَحْيَى بَعَثَ إِلَى طَاوُسٍ
بِسَبْعِمِائَةِ دِينَارٍ، أَوْ خَمْسِمِائَةٍ، وَقِيلَ لِلرَّسُولِ: إِنْ
أَخَذَهَا مِنْكَ فَإِنَّ الْأَمِيرَ سَيَكْسُوكَ وَيُحْسِنُ إِلَيْكَ، قَالَ:
فَخَرَجَ بِهَا حَتَّى قَدِمَ عَلَى طَاوُسٍ الْجُنْدُ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، نَفَقَةٌ بَعَثَ بِهَا الْأَمِيرُ إِلَيْكَ، قَالَ: مَا لِي بِهَا
حَاجَةٌ، فَأَرَادَهُ عَلَى أَخْذِهَا، فَغَفَلَ طَاوُسٌ، فَرَمَى بِهَا فِي
كُوَّةِ (١) الْبَيْتِ، ثُمَّ ذَهَبَ، فَقَالَ لَهُمْ: قَدْ (٢) أَخَذَهَا،
فَلَبِثُوا حِينًا، ثُمَّ بَلَغَهُمْ عَنْ طَاوُسٍ شَيءٌ يَكْرَهُونَهُ،
فَقَالُوا: ابْعَثُوا إِلَيْهِ، فَلْيَبْعَثْ إِلَيْنَا بِمَالِنَا، فَجَاءَهُ *
الرَّسُولُ، فَقَالَ: الْمَالُ الَّذِي بَعَثَ بِهِ إِلَيْكَ الْأَمِيرُ، قَالَ:
مَا قَبَضْتُ مِنْهُ شَيْئًا، فَرَجَعَ الرَّسُولُ فَأَخْبَرَهُمْ، فَعَرَفُوا
أَنَّهُ صَادِقٌ، فَقَالَ: انْظُرُوا الرَّجُلَ الَّذِي ذَهَبَ بِهَا، فَابْعَثُوا
إِلَيْهِ، فَقَالَ: الْمَالُ الَّذِي جِئْتُكَ بِهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
فَقَالَ: هَلْ قَبَضتُ مِنْكَ شَيْئًا؟ قَالَ: لَا، فَقِيلَ لَهُ: تَدْرِي حَيْثُ
وَضَعْتَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، فِي تِلْكَ الْكُوَّةِ، قَالَ: فَانْطرْهُ حَيْثُ
وَضَعْتَهُ، قَالَ: فَمَدَّ يَدَهُ، فَإِذَا هُوَ بِالصُّرَّةِ قَدْ بَنَتْ
عَلَيْهَا الْعَنْكَبُوتُ، قَالَ: فَأَخَذَهَا فَذَهَبَ بِهَا إِلَيْهِمْ.
° [٢٢١١١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ
أَنَسٍ قَالَ: كَانَ شَعْرُ النَّبِيِّ ﷺ إلَى أَنْصافِ أُذُنَيْهِ (٣).
* * *
(١) الكوة: النافذة، أو: النقب في البيت.
والجمع: كِوًى. (انظر: مجمع البحار، مادة: كوى).
(٢)
قوله: «لهم قد» طمس في (ف)، والمثبت من «حلية الأولياء» (٤/ ١٤) من طريق المصنف،
به.
* [س / ٣٨٧].
(٣)
[ف/ ٢١٢]، [س/ ٣٨٨] وبعده في (ف): «تم كتاب الجامع بحمد الله وعونه وقوته، وبتمامه
تم جميع كتاب»المصنف«لأبي بكر عبد الرزاق بن همام بن نافع الصنعاني اليماني،
والحمد للَّه رب العالمين بما هو أهله، وصلى الله على محمد نبيه وآله وسلم تسليما،
في الثالث والعشرين من جمادى الأولى سنة ست وستمائة».