recent
آخر المقالات

٢٢ - كِتَابُ الأَيْمَانِ والنُّذُورِ (١)

 

١ - بَابٌ لَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ
° [١٦٩٦٨] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةٍ، وَلَا فِيمَا لَا يَمْلِكُ ابْنُ آدَمَ».
° [١٦٩٦٩] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ (٢) الضَّحَّاكِ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «لَا نَذْرَ فِيمَا لَا يَمْلِكُ».
[١٦٩٧٠] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: إِنَّ النَّذْرَ (٣) لَا يُقَدِّمُ شَيْئًا وَلَا يُؤَخِّرُه، وَلكنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَسْتَخْرِجُ بِهِ مِنَ الْبَخِيلِ، وَلَا وَفَاءَ لِنَذْرٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ، وَكَفارَتُهُ (٤) كَفَّارَةُ يَمِينٍ.
° [١٦٩٧١] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عَمْرَانَ بْنِ حُصَينٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا وَفَاءَ لِنَذْرِ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ، وَلَا فِيمَا لَا يَمْلِكُ ابْنُ آدَمَ».



(١) النذور: جمع النذر، وهو: أن توجب على نفسك شيئا تبرعا؛ من عبادة، أو صدقة، أو غير ذلك. (انظر: النهاية، مادة: نذر).
° [١٦٩٦٩] [شيبة: ١٢٢٨١].
(٢) ليس في الأصل، وأثبتناه من (س)، وينظر: «الآحاد والمثاني» لابن أبي عاصم (٤/ ١٤٧)، «الإيمان» لابن منده (٢/ ٦٥٩) كلاهما من طريق المصنف، به مطولا، وينظر: «الاستيعاب» لابن عبد البر (١/ ٢٠٥)، وينظر أيضا الحديث الآتي برقم (١٧١٤٦).
• [١٦٩٧٠] [شيبة: ١٢٢٧٤، ١٢٢٨٨].
(٣) في الأصل: «الله» وهو خطأ فاحش، والتصويب من (س)، وينظر: «التفسير» للمصنف (٣/ ٣٧٣)، «كنز العمال» (٤٦٥٧٦) معزوا للمصنف.
(٤) الكفارة: الفعلة والخصلة التي من شأنها أن تكفر الخطيئة، أي: تسترها وتمحوها، وهي فعالة للمبالغة، والجمع: كفارات. (انظر: النهاية، مادة: كفر).
° [١٦٩٧١] [التحفة: س ١٠٨١١، م د س ١٠٨٨٤، س ق ١٠٨٨٨] [شيبة: ١٢٢٧٢]، وتقدم: (١٠٢٢٧).

° [١٦٩٧٢] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ (١) قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «لَا نَذْرَ فِي غَضَبٍ وَلَا فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ، وَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ».
° [١٦٩٧٣] واما ابْنُ جُرَيْجٍ، فَقَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، مِثْلَ هَذَا.
° [١٦٩٧٤] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَنَّ رَجُلًا نَذَرَ عَلَى عَهْدِ (٢) رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَنْ يَصُومَ وَأَنْ يَقُومَ فِي الشَّمْسِ يُصلِّي، وَلَا يُكَلِّمُ النَّاسَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ لَهُ: «أَنَذَرْتَ ألا تُكَلِّمَ النَّاسَ؟ فَكَلِّمِ النَّاسَ! وَأَنْ تَقُومَ فِي الشَّمْسِ؟ فَاسْتَظِلَّ! وَنَذَرْتَ أَنْ تَصُومَ؟ فَصُمْ»، قَالَ: وَكَانَ طَاوُسٌ يُسَمِّيهِ أَبَا إِسْرَائِيلَ. وَأَنَّ امْرَأَةً أَقْبَلَتْ هِيَ وَزَوْجٌ لَهَا، فَأَخَذَ زَوْجَهَا الْعَدُوُّ فَأَوْثَقُوه، وَكَانَتْ عَلَى رَاحِلَةِ (٣) رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَنَذَرَتْ لَئِنْ قَدِمَتِ الْمَدِينَةَ لَتَنْحَرَنَّهَا (٤)، فَلَمَّا جَاءَتْ أَخْبَرَتِ النَّبِيَّ ﷺ بِنَذْرِهَا، فَقَالَ: «بِئْسَ مَا جَزَيْتِ نَاقَتَكِ، لَا تَنْحَرِيها، فَإِنَّكِ لَا تَمْلِكِيهَا (٥)».
° [١٦٩٧٥] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ ﷺ بِأَبِي إِسْرَائِيلَ * وَهُوَ قَائِمٌ فِي الشَّمْسِ، فَسَأَلَ عَنْه، فَقِيلَ: نَذَرَ أَنْ يَقُومَ فِي الشَّمْسِ، وَأَنْ يَصُومَ، وَلَا يَتَكَلَّم، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: «امْضِ لِصَوْمِكَ، وَاذْكُرِ اللَّهَ، وَاجْلِسْ فِي الظِّلِّ».


(١) قال الحافظ ابن حجر في «التلخيص» (٤/ ٤٢٨): «ورواه عبد الرزاق، عن معمر، عن يحيى أي كثير، عن رجل من بني حنيفة، وأبي سلمة - كلاهما، عن النبي ﷺ مرسلا، والحنفي هو: محمد بن الزبير، قاله الحاكم، وقال: إن قوله: من بني حنيفة، تصحيف، وإنما هو من بني حنظلة».
(٢) ليس في الأصل، وأثبتناه من (س).
(٣) الراحلة: البعير القوي على الأسفار والأحمال، ويقع على الذكر والأنثى. (انظر: النهاية، مادة: رحل).
(٤) النحر: الطعن في أسفل العنق عند الصدر. (انظر: معجم لغة الفقهاء) (ص ٤٧٦).
(٥) كذا في الأصل، (س) بحذف النون، وهي لغة.
* [٥/ ٣٧ أ].

° [١٦٩٧٦] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ ﷺ الْمَسْجِدَ، وَأَبُو إِسْرَائِيلَ يُصَلِّي، فَقِيلَ لِلنَّبِيِّ ﷺ: هُوَ ذَا يَا رَسُولَ اللهِ، لَا يَقْعُد، وَلَا يُكَلِّمُ النَّاسَ، وَلَا يَسْتَظِلُّ، وَهُوَ يُرِيدُ الصِّيَامَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «ليَقْعُدْ، وَلْيُكَلِّمِ النَّاسَ، وَلْيَصُمْ، وَلْيَسْتَظِلَّ»، وَقَالَ ابْنُ طَاوُسٍ: فَقُلْتُ لَهُ: فَنَذَرَ أَبُو (١) إِسْرَائِيلَ لَيفْعَلَنَّ ذَلِكَ؟! قَالَ: هَكَذَا سَمِعْتُ بِمَا حَدَّثْت، قَالَ ابْنُ طَاوُسٍ: وَسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ مُنْذُ عَقَلْتُ: لَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ، وَلَا نَذْرَ فِيمَا لَا تَمْلِكُ (٢).
° [١٦٩٧٧] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو قَزَعَةَ، أَنَّ الْحَسَنَ أَخْبَرَهُ؛ أَنَّ امْرَأَة كَانَتْ فِي الْعَدُوِّ، وَكَانَتْ نَاقَةُ النَّبِيِّ ﷺ فِي الْعَدُوِّ، فَدَنَتِ الْمَرْأَةُ مِنْهَا، فَجَلَسْتُ عَلَى عَجُزِهَا (٣)، فَنَذَرَتْ دَمَهَا إِنْ نَجَتْ، فَأَصْبَحَتْ بِالْمَدِينَةِ، فَأُخْبِرَ النَّبِي ﷺ خَبَرَهَا، فَقَالَ: «بِئْسَ مَا جَزَيْتِيهَا، لَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ، وَلَا نَذْرَ فِيمَا لَا يُمْلَكُ» (٤).
° [١٦٩٧٨] عبد الرزاق عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ هَيَّاجٍ، أَنَّ غُلَامًا لِأَبِيهِ أبَقَ (٥)، فَجَعَلَ عَلَيْهِ نَذْرًا، لَئِنْ قَدَرَ عَلَيْهِ لَيَقْطَعَنَّ مِنْهُ طَابِقًا (٦)، فَلَمَّا قَدَرَ عَلَيْهِ أَرْسَلَنِي


(١) ليس في الأصل، والمثبت من (س) هو الصواب، كما في الموضع المتقدم من الحديث، وينظر أيضًا الحديثان السابقان.
(٢) قوله: «فيما لا تملك» وقع في (س): «إلا فيما يملك».
(٣) العجز: المؤخرة. (انظر: اللسان، مادة: عجز).
(٤) هذا الأثر زيادة من (س). وبعده في (س): «أخبرنا [س/ ٢٠٤] عبد الرزاق عن أيوب عن أبيه - كذا - قلابة عن عمران بن حصين … قد كتبته في العقول». وقد تقدم في هذا الباب على الصواب في إسناده (١٦٩٧١).
° [١٦٩٧٨] [التحفة: د ٤٦٣٧، د ١٠٨٦٧] [شيبة: ٢٨٥١٤].
(٥) الأبق: الهارب. (انظر: النهاية، مادة: أبق).
(٦) كذا في الأصل، وهو الموافق لما في «المعجم الكبير» (١٨/ ٢١٦/ ٥٤١) من طريق الدبري، به، وفي (س): «طائفًا» وهو الموافق لما في «المنتقى» (١٠٧٣)، «الثقات» لابن حبان (٥/ ٥١٢) من طريق عبد الرزاق، به.
وكلاهما صحيح؛ فقوله: «طابقًا» يريد عضوًا. وينظر: «غريب الحديث» للحربي (مادة: طبق)، «النهاية» (مادة: طبق). وقوله: «طائفًا» أي: بعض أطراف، وينظر: «النهاية» (مادة: طيف)، «تاج العروس» (مادة: طوف).

إِلَى عِمْرَانَ بْنِ حُصيْنٍ، فَقَالَ لَهُ أَنْ مُرْ أَبَاكَ أَنْ يَعْتِقَ (١) غُلَامَه، وَأَنْ (٢) يُكَفِّرَ عَنْ يَمِينِهِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كَانَ يَحُثُّنَا عَلَى الصَّدَقَةِ، وَيَنْهَانَا عَنِ الْمُثْلَةِ (٣) قَالَ: فَأَتَيْتُ سَمُرَةَ فَسَأَلْتُه، فَقَالَ مِثْلَ قَوْلِ عِمْرَانَ.
° [١٦٩٧٩] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَبِيدَةَ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ ﷺ بِقَوْمٍ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، فَلَمْ يَرُدُّوا عَلَيْهِ أَوْ قَالَ: فَلَمْ يَتَكَلَّمُوا فَسَأَلَ عَنْهُمْ، فَقِيلَ: نَذَرُوا أَوْ حَلَفُوا أَلَّا يَتَكَلَّمُوا الْيَوْمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «هَلَكَ الْمُتَعَمِّقُونَ» - يَعْنِي الْمُتَنَطِّعِينَ - قَالَهَا مَرَّتَيْنِ.
° [١٦٩٨٠] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ النَّبِي ﷺ رَأَى رَجُلًا قَائِمًا حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: وَالنَّبِيُّ ﷺ يَخْطُب، فَقَالَ: «مَا شَأْنُ هَذَا»؟ قَالُوا: هَذَا أَبُو إِسْرَائِيلَ، جَعَلَ عَلَى نَفْسِهِ نَذْرًا أَنْ يَقُومَ يَوْمًا فِي الشَّمْسِ، يَصُومُه، وَلَا يَتَكَلَّم، قَالَ: «فَلْيَجْلِسْ، وَلْيَسْتَظِلَّ، وَلْيَتَكَلَّمْ، وَلْيُتِمَّ صِيَامَهُ».
[١٦٩٨١] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَجُلًا نَذَرَ أَنْ يَتَصَدَّقَ عَلَى إِنْسَانٍ مِنْ أَهْلِ الْقَرْيَةِ أَوَّلِ مَنْ يَجِدُ، فَلَقِيَتْهُ امْرَأَةٌ فَتَصَدَّقَ عَلَيْهَا فَقِيلَ لَهُ: هَذِهِ أَخْبَثُ امْرَأَةٍ فِي الْقَرْيَةِ (٤)، ثُمَّ تَصَدَّقَ عَلَى أَوَّلِ إِنْسَانٍ رَآهُ مِنْ أَهْلِ الْقَرْيَةِ بَعْدَ ذَلِكَ، فَقِيلَ لَهُ: هَذَا أَخْبَثُ رَجُلٍ فِي الْقَرْيَةِ، ثُمَّ تَصَدَّقَ عَلَى رَجُلٍ آخَرَ، فَقِيلَ لَهُ: هُوَ غَنِيٌّ، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ، فَأُرِيَ فِي النَّوْمِ أَنَّ اللَّهَ قَدْ قَبِلَ صَدَقَتَكَ؛ إِن فُلَانَةَ كَانَتْ بَغِيًّا، وَكَانَتْ تَحْمِلُهَا عَلَى ذَلِكَ الْحَاجَةُ، فَتَرَكَتْ ذَلِكَ مُنْذُ أَعْطَيْتَهَا صَدَقَتَكَ وَعَفَّتْ، وَأَنَّ فُلَانًا كَانَ يَسْرِق،


(١) العتق والعتاقة: الخروج عن الرق، والتحرير من العبودية. (انظر: معجم اللغة العربية المعاصرة، مادة: عتق).
(٢) في الأصل: «أو»، والمثبت من (س) هو الأليق بالسياق.
(٣) المثلة والتمثيل: مَثَلْتُ بالقتيل؛ إذا جدعت (قطعت) أنفه أو أذنه أو مذاكيره، أو شيئًا من أطرافه، ومَثَلْت بالحيوان: إذا قطعت أطرافه وشوّهت به. (انظر: النهاية، مادة: مثل).
(٤) قوله: «فلقيته امرأة فتصدق عليها، فقيل له: هذه أخبث امرأة في القرية» سقط من الأصل، والسياق لا يتم بدونه، واستدركناه من (س)، وينظر: «كنز العمال» (١٧٠٨٦) معزوا للمصنف، به.

وَكَانَتْ تَحْمِلُهُ عَلَى ذَلِكَ الْحَاجَةُ، فَتَرَكَ ذَلِكَ مُنْذُ أَعْطَيْتَه، وَنَزَعَ عَنِ السَّرِقَةِ، وَأَنَّ فُلَانًا كَانَ غَنِيًّا، وَكَانَ لَا يَتَصَدَّق، فَلَمَّا تَصَدَّقْتَ عَلَيْهِ، قَالَ: أَنَا أَحَقُّ بِالصَّدَقَةِ مِنْ هَذَا، وَأكثَرُ مَالًا، فَفَتَحَ اللَّهُ لَهُ بِالصَّدَقَةِ.
[١٦٩٨٢] أخبرنا عَبْدُ * الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: لَا وَفَاءَ لِنَذْرٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ.
[١٦٩٨٣] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي حُسَيْنٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاس فَقَالَ: إِنِّي نَذَرْتُ لأَتَعَرَّيَنَّ يَوْمًا حَتَّى اللَّيْلِ عَلَى حِرَاءٍ (١)، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّمَا أَرَادَ الشَّيْطَانُ أَنْ يَفْضَحَكَ، ثُمَّ تَلَا: ﴿يَابَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ﴾ [الأعراف: ٢٧] الْآيَةَ، تَوَضَّأْ، ثُمَّ الْبَسْ ثَوْبَكَ، وَصَلِّ عَلَى حِرَاءٍ يَوْمًا حَتَّى اللَّيْلِ.
[١٦٩٨٤] قال ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي بَعْضُ أَصحَابِنَا، أَن ابْنَ (٢) الزُّبَيْرِ كَانَ مِمَّا يَرَى أَنْ يُوَفَّى النَّذْر، فَجَاءَ رَجُلٌ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ: نَذَرْتُ لأَحْمِلَنَّ سَارِيَةً (٣) مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ، قَالَ: فَاذْهَبْ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَلْيَأْمُركَ أَنْ تَحْمِلَ سَارِيَةً مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ.
[١٦٩٨٥] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ (٤) يَذْكُرُ أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى مُعَاوِيَةَ فِي بَعْضِ مَا يَحُجُّ أَوْ يَعْتَمِر، فَقَالَتْ: إِنِّي


[١٦٩٨٢] [الإتحاف: حم ٢٧٠٦] [شيبة: ١٢٢٧٥].
* [٥/ ٣٧ ب].
(١) حراء: جبل يقع في الشمال الشرقي من مكة المكرمة، وهو الغار الذي كان يتعبد فيه ﷺ، ويسمى جبل النور. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص ٩٧).
(٢) ليس في الأصل، والمثبت من (س) هو الصواب كما في السياق.
(٣) السارية: الأسطوانة، وهي: العمود، والجمع: سوارٍ. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: سري).
(٤) قوله: «محمد بن عبد الله، عن ابن عمر» وقع في الأصل: «محمد بن عبد الله بن عمر»، والمثبت من (س)، ولكن يشبه أن يكون: «محمد بن عبد الله» مصحفًا من «محمد بن عباد».

نَذَرْتُ لَا أَضْرِبُ عَلَى رَأْسِي بِخِمَارٍ، فَقَالَ: اذْهَبِي فَسَلِي، ثُمَّ تَعَالَيْ، فَأَخْبِرِينِي، فَجَاءَتِ ابْنَ عُمَرَ فَقَالَ: أَوْفِي نَذْرَكِ وَاعْتَمِرِي (١)، فَجَاءَتِ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ: اخْتَمِرِي، فَأَخْبَرَتْ مُعَاوِيَةَ مَا قَالَا، فَأَعْجَبَهُ فُتْيَا ابْنِ عَبَّاسٍ (٢).
[١٦٩٨٦] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ ابْنَ الْمُسَيَّبِ، عَنْ رَجُلٍ نَذَرَ نَذْرًا لَا يَنْبَغِي لَه، ذَكَرَ أَنَّهُ مَعْصِيَةٌ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُوَفِّيَه، قَالَ: ثُمَّ سَأَلَ الرَّجُلُ عِكْرِمَةَ فَأَمَرَهُ أَنْ يُكَفِّرَ يَمِينَه، وَلَا يُوَفِّي نَذْرَه، قَالَ: فرَجَعَ الرَّجُلُ إِلَى ابْنِ الْمُسَيَّبِ، فَأَخْبَرَهُ بِقَوْلِ عِكْرِمَةَ، فَقَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ: لَيَنْتَهِيَنَّ عِكْرِمَةُ أَوْ لَيُوجِعَن الْأُمَرَاءُ (٣) ظَهْرَه، فَرَجَعَ الرَّجُلُ إِلَى عِكْرِمَةَ فَأَخْبَرَه، فَقَالَ لَهُ عِكْرِمَةُ: أَمَا إِذْ بَلَّغْتَنِي فَبَلِّغْه، أَمَّا هُوَ فَقَدْ ضَرَبَتِ الْأُمَرَاءُ (٤) ظَهْرَه، وَأَوْقَفُوهُ (٥) فِي تُبَّانٍ مِنْ شَعَرٍ، وَسَلْهُ عَنْ نَذْرِكَ (٦) أَطَاعَةٌ هُوَ لِلَّهِ أَمْ مَعْصِيَةٌ؟ فَإِنْ قَالَ: هُوَ مَعْصِيَةٌ، فَقَدْ أَمَرَكَ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ، وإِنْ قَالَ: هُوَ طَاعَةٌ لِلُّهِ، فَقَدْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ حِينَ زَعَمَ أَنَّ مَعْصِيَةَ الله طَاعَةٌ.
[١٦٩٨٧] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِع، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَيْسَ لِلنَّذْرِ إِلَّا الْوَفَاءُ بِهِ (٧).
[١٦٩٨٨] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ … مِثْلَ قَوْلِ ابْنِ عُمَرَ (٨).


(١) قوله: «فجاءت ابن عمر فقال: أوفي نذرك واعتمري» ليس في الأصل، ولعله بسبب انتقال نظر الناسخ، وأثبتناه من (س).
(٢) قوله: «فتيا ابن عباس» ليس في الأصل، وأثبتناه من (س).
(٣) ليس في الأصل، وأثبتناه من (س)، وينظر: «المحلى بالآثار» لابن حزم (٦/ ٢٦٣)، «جامع بيان العلم» لابن عبد البر (٢/ ١١٠١) معزوا للمصنف.
(٤) في الأصل: «الإماء»، والتصويب من (س).
(٥) في الأصل: «ووافقوه»، والتصويب من (س).
(٦) في الأصل: «نذر»، والتصويب من (س).
(٧) كرر هذا الأثر في (س) في هذا الباب بعد حديث رقم (١٧٠١٩).
(٨) هذا الأثر زيادة من (س).

° [١٦٩٨٩] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ (١) عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ ﷺ بِرَجُلٍ قَائِمٍ فِي الشَّمْسِ، فَسَأَلَ عَنْه، فَقَالُوا: هُوَ قَانِتٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «اذْكُرِ اللهَ».
[١٦٩٩٠] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: سَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ، عَنِ النَّذْرِ يَنْذُرُهُ (٢) الْإِنْسَان، فَقَالَ: إِنْ كَانَ طَاعَةً لِلَّهِ فَعَلَيهِ وَفَاؤُه، وإِنْ كَانَ مَعْصِيَةً لِلَّهِ فَلْيَتَقَرَّبْ إِلَى اللَّهِ بِمَا شَاءَ.
[١٦٩٩١] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِذَا نَذَرَ الْإِنْسَانُ أَنْ يَحُجَّ أَوْ يَعْتَمِرَ أَوْ يَعْتِقَ أَوْ نَذَرَ خَيْرًا فِي شيءٍ (٣) يَشْكُرُ (٤) اللَّهَ، فَلْيُنْفِذْهُ، وإِنْ كَانَ يَمِينًا فَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ، كَقَوْلِهِ: لَئِنِ اللَّهُ أَنْجَانِي مِنْ هَذَا الْوَجَعِ، لَئِنِ * اللَّهُ أَنْجَانِي مِنَ اللُّصُوصِ.
[١٦٩٩٢] عبد الرزاق، عَنْ * إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي عُوَيْمِرٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: النَّذْرُ عَلَى أَرْبَعَةِ وُجُوهٍ: فَنَذْرٌ فِيمَا لَا يُطِيقُ فِيهِ كَفَّارَةُ يَمِينٍ، وَنَذْرٌ فِي مَعَاصِي اللَّهِ فَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ، وَنَذْرٌ لَمْ يُسَمِّهِ فَكَفارَتُهُ كَفارَة يَمِينٍ (٥)، وَنَدْرٌ فِي طَاعَةِ اللَّهِ عز وجل فَيَنْبَغِي لِصَاحِبِهِ أَنْ يُوَفِّيَهُ.


(١) في الأصل: «قتادة»، والتصويب من (س)، وينظر: «غريب الحديث» للخطابي (١/ ٦٩١) من طريق المصنف، به.
(٢) في الأصل: «نذره»، والتصويب من (س)، وينظر: «المحلى» لابن حزم (٦/ ٢٤٧) معزوا للمصنف.
(٣) في الأصل: «شكر»، والتصويب من (س).
(٤) في الأصل: «يشكره»، والتصويب من (س).
* [س/٢٠٥].
• [١٦٩٩٢] [شيبة: ١٢٣١٣].
* [٥/ ٣٨ أ].
(٥) قوله: «ونذر لم يسمه فكفارته كفارة يمين» ليس في الأصل، واستدركناه من (س)، وينظر: «مصنف ابن أبي شيبة» (١٢٣١٣) من طريق كريب، به … بنحوه.

[١٦٩٩٣] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدِ فِي رَجُلٍ جَعَلَ عَلَيْهِ نَذْرًا، قَالَ: إِنْ كَانَ نَوَى فَهُوَ مَا نَوَى، وإِنْ كَانَ سَمَّى فَهُوَ مَا سَمَّى، وإِنْ لَمْ يَكُنْ نَوَى وَلَا سَمَّى فَإِنْ شَاءَ صَامَ يَوْمًا، وإِنْ شَاءَ أَطْعَمَ مِسْكِينًا، وإِنْ شَاءَ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ.
[١٦٩٩٤] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُور، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي النَّذْرِ وَالْحَرَامِ، قَالَ: إِذَا لَمْ يُسَمِّ شَيْئًا، قَالَ: أَغْلَظُ (١) الْيَمِينِ، فَعَلَيْهِ رَقَبَةٌ (٢)، أَوْ صِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ، أَوْ إِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا.
[١٦٩٩٥] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ فِيمَنْ قَالَ: كُلُّ حَلَالِ عَلَيْهِ حَرَامٌ، فَهِيَ يَمِينٌ، قَالَ: فَكَانَ قَتَادَةُ يُفْتِي بِهِ.
[١٦٩٩٦] قال مَعْمَرٌ: وَأَمَّا عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ فَأَخْبَرَنِي عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّهُ قَالَ: مَا نَوَى.
[١٦٩٩٧] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا نَوَى.
[١٦٩٩٨] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: النَّذْرُ إِذَا لَمْ يُسَمِّهَا صَاحِبُهَا، فَهِيَ أَغْلَظُ الْأَيْمَانِ، وَلَهَا أَغْلَظُ الْكَفَّارَةِ، يَعْتِقُ رَقَبَةً.
[١٦٩٩٩] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ النَّذْرِ، فَقَالَ: إِنَّهُ أَفْضَلُ الْأَيْمَانِ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَالَّتِي تَلِيهَا، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَالَّتِي تَلِيهَا يَقُولُ: الرَّقَبَة، وَالْكِسْوَة، وَالطَّعَامُ.


• [١٦٩٩٣] [شيبة: ١٢٣٥٩].
• [١٦٩٩٤] [شيبة: ١٢٢٨٦، ١٢٣٥٤، ١٢٣١٠، ١٨٤٩٩، ١٨٥٠٤]، وتقدم: (١٢٢٤٠).
(١) المغلظة: المشددة. (انظر: المصباح المنير، مادة: غلظ).
(٢) الرقبة: العنق، ثم جعلت كناية عن الإنسان، وتجمع على رقاب. (انظر: النهاية، مادة: رقب).
• [١٦٩٩٨] [شيبة: ١٢٢٨٦، ١٢٣٠٤، ١٢٣١٠، ١٨٤٩٩، ١٨٥٠٤].

[١٧٠٠٠] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: النَّذْرُ كَفَّارَتُهُ (١) كَفَّارَةُ يَمِينٍ.
[١٧٠٠١] ووكره الثَّوْرِيُّ أَيْضًا، عَنِ الْحَجَّاجِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّدُوسِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ (٢) يَقُولُ: إِنِّي لأَعْجَبُ مِمَّنْ يَقُولُ: إِن النَّذْرَ يَمِينٌ مُغَلَّظَةٌ (٣).
[١٧٠٠٢] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ هُشَيْمٍ (٤)، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: فِي (٥) النَّذْرِ كَفَّارَةُ يَمِينٍ.
[١٧٠٠٣] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعَيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: إِنَّي لأَعْجَبُ مِمَّنْ يَقُولُ: إِنَّ النَّذْرَ يَمِينٌ (٦) مُغَلَّظَةٌ (٧).
[١٧٠٠٤] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ وَخَالِدٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَا: النَّذْرُ يَمِينٌ، إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ.
[١٧٠٠٥] قال الثَّوْرِيُّ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: يُجْزِئُهُ مِنَ النَّذْرِ صِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ.


• [١٧٠٠] [شيبة: ١٢٢٨٩].
(١) من (س).
(٢) قوله: «ابن عباس» وقع في الأصل: «جابر بن عبد الله»، وكأنه انتقال نظر من الناسخ للحديث قبله، والمثبت من (س).
(٣) قوله: «إني لأعجب ممن يقول: إن النذر يمين مغلظة» وقع في الأصل: «في النذر كفارة يمين»، والمثبت من (س).
• [١٧٠٠٢] [شيبة: ١٢٤٣٠].
(٤) في (س): «هشام» وهو خطأ، والمثبت هو الصواب كما في «التمهيد» (٩/ ٣١) معزوًّا لعبد الرزاق.
(٥) ليس في الأصل، وأثبتناه من (س)، وينظر: «التمهيد».
• [١٧٠٠٣] [شيبة: ١٢٢٩٣].
(٦) ليس في الأصل، واستدركناه من «التمهيد» لابن عبد البر (٩/ ٣١) معزوا للمصنف.
(٧) هذا الأثر ليس في (س).
• [١٧٠٠٤] [شيبة: ١٢٢٩٩].

[١٧٠٠٦] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: النَّذْرُ يَمِينٌ (١).
° [١٧٠٠٧] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ (٢)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (٣) بْنِ مُرَّةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: نَهَانَا النَّبِيُّ ﷺ عَنِ النَّذْرِ، وَقَالَ: «إِنَّهُ لَا يُقَدِّمُ شَيْئًا، وإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنَ الشَّحِيحِ» (٤).
[١٧٠٠٨] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ * ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَة يَقُولُ: لَا أَنْذِرُ أَبَدًا، وَلَا أَعْتَكِفُ أَبَدًا، وَذَكَرَ الثَّالِثَةَ فَنَسِيتُهَا.
[١٧٠٠٩] عبد الرزاق، عَنْ إِسْرَائِيلَ بْنِ يُونُسَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: نَذَرَ رَجُلٌ أَلَّا يَأْكُلَ مَعَ بَنِي أَخٍ لَهُ يَتَامَى، فَأُخْبِرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: اذْهَبْ فَكُلْ مَعَهُمْ، فَفَعَلَ.
[١٧٠١٠] عبد الرزاق، عَنِ الثوْرِيِّ قَالَ: إِنْ قَالَ: نَذْرًا مَنْذُورًا، أَوْ نَذْرًا وَاجِبًا، أَوْ نَذْرًا لَا كَفَّارَةَ فِيهِ، فَهُوَ نَذْرٌ، وَالْقَوْلُ فَصْلٌ.
[١٧٠١١] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَسَنِ فِي الرَّجُلِ يَقُولُ: عَلَيَّ نَذْرٌ أَوْ هَدْيٌ (٥)، وَلَمْ يُسَمِّ شَيْئا، قَالَ: كَفَّارَةُ يَمِينٍ.


• [١٧٠٠٦] [شيبة: ١٢٢٩٤].
(١) هذا الأثر ليس في (س).
° [١٧٠٠٧] [التحفة: خ ٧٠٧١، خ م دس ق ٧٢٨٧] [شيبة: ١٢٥٦٧].
(٢) قوله: «عن منصور» ليس في الأصل، وأثبتناه من (س)، وينظر: «المعجم الكبير» للطبراني (١٣/ ٢٠٨) من طريق الدبري، به.
(٣) تصحف في الأصل إلى: «عبيد الله»، والتصويب من (س)، وينظر: «المعجم الكبير».
(٤) الشح: أشد البخل، وقيل: هو البخل مع الحرص. (انظر: النهاية، مادة: شحح).
* [٥/ ٣٨ ب].
• [١٧٠١١] [شيبة: ١٢٧٢٢].
(٥) في الأصل: «هوى»، والتصويب من (س)، وينظر: «مصنف ابن أبي شيبة» (١٢٧٢٢) من وجه آخر عن الحسن، به.
الهدي: ما يُهدى إلى البيت الحرام من النعم (الإبل والبقر والغنم) لتُنحر. (انظر: النهاية، مادة: هذا).

° [١٧٠١٢] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ، وَهُوَ: ابْنُ أَخِي عَائِشَةَ لِأُمِّهَا، أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ قَالَ فِي بَيْعٍ أَوْ عَطَاءٍ أَعْطَتْهُ: وَاللَّهِ لَتَنْتَهِيَنَّ عَائِشَةُ أَوْ لأَحْجُرَنَّ (١) عَلَيْهَا، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: أَوَقَالَ هَذَا؟ قَالُوا: نَعَمْ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: هُوَ عَلَيَّ لِلَّهِ نَذْرٌ أَلَّا أُكلِّمَ ابْنَ الزُّبَيْرِ كَلِمَةً (٢) أَبَدًا، قَالَ: فَاسْتَشْفَعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ إِلَيْهَا حِينَ (٣) طَالَتْ هِجْرَتُهَا إِيَّاه، فَقَالَتْ عَائِشَةُ (٤): وَاللَّهِ لَا أُشَفِّعُ فِيهِ أَحَدًا أَبَدًا (٤)، وَلَا أَحْنَثُ (٥) فِي نَذْرِي الَّذِي نَذَرْتُ أَبَدًا (٦)، فَلَمَّا طَالَ ذَلِكَ عَلَى ابْنِ (٣) الزُّبَيْرِ كَلَّمَ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ (٧) بْنَ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ - وَهُمَا مِنْ بَنِي زُهْرَةَ - فَقَالَ لَهُمَا: أَنْشُدُكُمَا بِاللَّهِ إِلَّا أَدْخَلْتُمَانِي عَلَى عَائِشَةَ فَإِنَّهُ لَا يَحِلُّ لَهَا أَنْ تَنْذِرَ قَطِيعَتِي، فَأَقْبَلَ الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بِابْنِ (٨) الزُّبَيْرِ؛ مُشْتَمِلَيْنِ عَلَيْهِ بِأَرْدِيَتِهِمَا حَتَّى اسْتَأْذَنَا عَلَى عَائِشَةَ، فَقَالَا: السَّلَامُ عَلَى النَّبِي وَرَحْمَةُ اللَّهِ تَعَالَى وَبَرَكَاتُهُ (٤)، أَنَدْخُلُ (٩)؟ فَقَالَتْ عَائِشَةُ: ادْخُلُوا، قَالَا: أَكُلُّنَا يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَتْ: نَعَمِ، ادْخُلُوا كُلُّكُمْ، وَلَا تَعْلَمُ عَائِشَةُ أَنَّ مَعَهُمُ ابْنَ الزُّبَيْرِ، فَلَمَّا دَخَلُوا (١٠) اقْتَحَمَ ابْنُ الزُّبَيْرِ الْحِجَابَ، فَاعْتَنَقَ عَائِشَةَ رضي الله عنها، وَطَفِقَ يُنَاشِدُهَا وَيَبْكِي، وَطَفِقَ الْمِسْوَرُ


° [١٧٠١٢] [التحفة: خ ١١٢٧٩، خ ١٦٣٩٧، د ١٦٩٧٧].
(١) الحجر: المنع من التصرف في المال. (انظر: النهاية، مادة: حجر).
(٢) في الأصل: «أكلمه»، والتصويب من «المعجم الكبير» للطبراني (٢٠/ ٢١) من طريق المصنف، به.
(٣) ليس في الأصل، واستدركناه من (س).
(٤) من (س).
(٥) الحنث: الإثم، والحنث في اليمين: نقضها والنكث فيها. (انظر: النهاية، مادة: حنث).
(٦) قوله: «ولا أحنث في نذري الذي نذرت أبدا» ليس في الأصل، واستدركناه من (س)، وينظر: «المعجم الكبير».
(٧) في الأصل: لفظ الجلالة «الله»، والتصويب من (س).
(٨) في الأصل: «ابن»، والتصويب من «المعجم الكبير».
(٩) تصحف في الأصل: «لندخل»، والتصويب من (س).
(١٠) في الأصل: «فتحوا»، والتصويب من (س).

وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ يُنَاشِدَانِ عَائِشَةَ إِلَّا مَا كَلَّمَتْهُ وَقَبِلَتْ مِنْه، وَيَقُولَانِ لَهَا: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَدْ نَهَى عَمَّا قَدْ (١) عَلِمْتِ (٢) مِنَ الْهِجْرَةِ، فَإِنَّهُ لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا عَلَى عَائِشَةَ مِنَ التَّذْكِرَةِ وَالتَّحْرِيجِ طَفِقَتْ تُذَكِّرُهُمْ وَتَبْكِي، وَتَقُولُ: إِنِّي قَدْ نَذَرْتُ وَالنَّذْرُ شَدِيدٌ، فَلَمْ يَزَالَا بِهَا حَتَّى كَلَّمَتِ ابْنَ الزُّبَيْرِ، ثُمَّ أَعْتَقَتْ فِي نَذْرِهَا * ذَلِكَ أَرْبَعِينَ رَقَبَةً، ثُمَّ كَانَتْ تَذْكُرُ نَذْرَهَا ذَلِكَ بَعْدَمَا أَعْتَقَتْ أَرْبَعِينَ؛ ثُمَّ تَبْكِي حَتَّى تَبُلَّ دُمُوعُهَا خِمَارَهَا.
[١٧٠١٣] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ فِي الرَّجُلِ يَنْذُرُ (٣) وَلمْ يُسَمِّ شَيْئا، قَال: يَمِينٌ يُكَفرُهَا.
قَالَ مَعْمَرٌ: وَقَالَ قَتَادَةُ: يَمِينٌ مُغَلَّظَةٌ: عِتْقُ (٤) رَقَبَةٍ، أَوْ صِيَامُ شَهْرَيْنِ، أَوْ إِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا.
[١٧٠١٤] عبد الرزاق عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ *: مَا قَوْلُ النَّاسِ عَلَيَّ نَذْرٌ لِلَّهِ؟ قَالَ: هُوَ يَمِينٌ، فَإِنْ سَمَّى نَذْرَهُ ذَلِكَ فَهُوَ مَا سَمَّى، قَالَ: وَسَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ الرَّجُلِ يَقُولُ: عَلَيَّ نَذْرٌ لَا كَفَّارَةَ لَهُ إِلَّا وَفَاؤُهُ؟ قَالَ: يَمِينٌ مَا لَمْ يُسَمِّهِ.
[١٧٠١٥] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا الشَّعْثَاءِ يَقُولُ: إِنْ نَذَرَ رَجُلٌ لَيفْعَلَنَّ شَيْئًا فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الْيَمِينِ مَا لَمْ يُسَمِّ النَّذْرَ.
[١٧٠١٦] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: إِنْ قَالَ: عَلَيَّ نَذْرٌ، أَوْ قَالَ: عَلَيَّ لِلَّهِ نَذْرٌ فَهُوَ يَمِينٌ.


(١) من (س).
(٢) تصحف في الأصل: «عملت»، والتصويب من (س).
* [س/٢٠٦].
(٣) في الأصل: «نذر»، والمثبت من (س)، وهو الأليق بالسياق.
(٤) قبله في الأصل: «أو»، والصواب بدونها، كما في (س)، وينظر: «التمهيد» (٩/ ٣١) عن معمر، به.
* [٥/ ٣٩ أ].

[١٧٠١٧] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: سَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ عَنِ الرَّجُلِ يَقُولُ: عَلَيَّ نَذْرٌ، قَالَ: لَا أَدْرِي مَا هَذَا قَالَ: وَكَانَ الْحَسَن، وَقَتَادَة، يَقُولَانِ: يَمِينٌ، قَالَ قَتَادَةُ: يَمِينٌ مُغَلَّظَةٌ.
[١٧٠١٨] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِنْ نَذَرَ رَجُلٌ خَيْرًا، فَلْيُنْفِذْهُ، يَقُولُ: إِنْ جَعَلَهُ عَلَيْهِ صِيَامًا، أَوْ خَيْرًا مَا كَانَ، فَلْيُنْفِذْهُ. قُلْتُ: إِنْ قَالَ: إِنْ شَفَانِيَ اللَّهُ عز وجل فَعَلَيَّ صِيَامٌ أَوْ مَشْيٌ، قَالَ: كَانَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، يَقُولُ: فَلْيُنْفِذْه، لَيْسَتْ بِيَمِينٍ، قَالَ ابْنُ طَاوُسٍ: قَالَ أَبِي: إِنْ قَالَ: إِنْ (١) لَمْ أَفْعَلْ كَذَا وَكَذَا فَعَلَيَّ صِيَامٌ، عَلَيَّ مَشْيٌ، عَلَى صَلَاةٌ عَلَيَّ هَدْيٌ، فَهِيَ يَمِينٌ مِنَ الْأَيْمَانِ.
[١٧٠١٩] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: إِنَّ أَبِي أَسَرَةُ الدَّيْلَم، وإِنِّي نَذَرْتُ إِنْ أَنْجَاهُ اللَّهُ أَنْ أَقُومَ عَلَى جَبَلٍ عُرْيَانًا، حَسِبْتُ أَنهُ قَالَ: عَلَى أُحُدٍ، وَأَنْ أَصُومَ يَوْمًا، قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ أَجْلَبَ عَلَيْكَ إِبْلِيسُ بِجُنُودِهِ، فَقَالَ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا الْآدَمِيِّ، كَيْفَ سَخِرْتُ بِهِ، أَوْ جَاءَتْ رِيحٌ فَأَلْقَتْكَ فَمُتَّ، أَتُرَاكَ شَهِيدًا؟ قَالَ: فَكَيْفَ تَرَى؟ قَالَ: الْبَسْ ثِيَابَكَ، وَصُمْ يَوْمًا، وَصَلّ قَائِمًا وَقَاعِدًا (٢).
[١٧٠٢٠] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ كَانَ عِنْدَ الْحَسَنِ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، امْرَأَةٌ نَذَرَتْ أَنْ تُصَلِّيَ خَلْفَ كُلِّ سَارِيَةٍ فِي الْمَسْجِدِ رَكْعَتَيْنِ، فَقَدْ صَلَّتْ عِنْدَ كُل سَارِيَةٍ فِي الْمَسْجِدِ إِلَّا مَا كَانَ مِنْ سَارِيَتِكَ هَذِهِ، قَالَ: أَمَا إِنَّهَا لَوْ جَمَعَتْ (٣) ذَلِكَ خَلْفَ سَارِيَةٍ وَاحِدَةٍ، أَجْزَأَ عَنْهَا، ثُمَّ تَنَحَّى لَهَا عَنْ تِلْكَ السَّارِيَةِ حَتَّى صَلَّتْ.


(١) ليس في الأصل، والتصويب من (س).
• [١٧٠١٩] [شيبة: ١٢٢٨٥].
(٢) بعده في (س): «أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر قال: ليس للنذر إلا الوفاء به»، وقد تقدم في نفس هذا الباب (١٦٩٨٧).
(٣) قوله: «لو جمعت» وقع في الأصل: «لرجعت»، والتصويب من (س).

٢ - بَابُ الْخِزَامَةِ (١)
° [١٧٠٢١] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ (٢) وَعَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَا خِزَامَ، وَلَا زِمَامَ (٣)، وَلَا سِيَاحَةَ»، وَزَادَ ابْنُ جُرَيْجٍ: «وَلَا تَبتُّلَ، وَلَا تَرَهُّبَ فِي الْإِسْلَامِ».
° [١٧٠٢٢] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ الْأَحْوَلُ، أَنَّ طَاوُسًا أَخْبَرَه، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ، مَرَّ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ بِإِنْسَانٍ يَقُودُ إِنْسَانًا بِخِزَامَةٍ فِي أَنْفِهِ، فَقَطَعَهَا النَّبِيُّ ﷺ، بِيَدِهِ ثُمَّ أَمَرَهُ أَنْ يَقُودَهُ بِيَدِهِ.
° [١٧٠٢٣] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي * سُلَيْمَانُ
الْأَحْوَل، أَنَّ طَاوُسًا أَخْبَرَه، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَن النَّبِيَّ ﷺ، مَرَّ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ بِإِنْسَانٍ قَدْ رَبَطَ يَدَهُ إِلَى إِنْسَانٍ آخَرَ بِسَيْرٍ (٤)، أَوْ بِخَيْطِ، أَوْ بِشَيءٍ غَيْرِ ذَلِكَ، فَقَطَعَهُ النَّبِيُّ ﷺ، ثُمَّ قَالَ: «قُدْهُ (٥) بِيَدِهِ».

٣ - بَابُ مَن نذَرَ مَشْيًا ثُمَّ عَجَزَ
[١٧٠٢٤] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ (٦) أَنَّ رَجُلًا جَاءَ


(١) الخزامة: حلقة من شَعْر تجعل في أحد جانبي منخري البعير. (انظر: النهاية، مادة: خزم).
° [١٧٠٢١] [شيبة: ١٢٥٤٧].
(٢) قوله: «عن أبيه» من (س).
(٣) الزمام: أراد ما كان عباد بني إسرائيل يفعلونه من زم الأنوف، وهو أن يخرق الأنف ويعمل فيه زمام كزمام الناقة؛ ليقاد به. (انظر: النهاية، مادة: زمم).
° [١٧٠٢٢] [التحفة: خ د س ٥٧٠٤] [الإتحاف: خز حب كم حم ٧٨٢٠، حم ٧٨٦٩]، وسيأتي: (١٧٠٢٣).
° [١٧٠٢٣] [التحفة: خ دس ٥٧٠٤] [الإتحاف: خز حب كم حم ٧٨٢٠، حم ٧٨٦٩]، وتقدم: (١٧٠٢٢).
* [٥/ ٣٩ ب].
(٤) السير: من الجلد ونحوه ما يقد (يقطع) منه مستطيلًا، والجمع: سيور وأسيار وسيورة. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: سير).
(٥) في الأصل: «قد»، والتصويب من (س)، وينظر: «مسند أحمد» (٣٥١١) عن عبد الرزاق، به.
(٦) قوله: «عن عطاء» ليس في الأصل، وأثبتناه من (س)، وينظر: «كنز العمال» (٤٦٥٨) معزوا للمصنف.

ابْنَ عُمَرَ فَقَالَ: نَذَرْتُ لأَمْشِيَنَّ إِلَى مَكَّةَ، فَلَمْ أَسْتَطِعْ، قَالَ: فَامْشِ مَا اسْتَطَعْتَ وَارْكَبْ، حَتَّى إِذَا دَخَلْتَ الْحَرَمَ فَامْشِ حَتَّى تَدْخُلَ، وَاذْبَحْ، أَوْ تَصَدَّقْ.
° [١٧٠٢٥] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ (١) قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ ﷺ بِامْرَأَةٍ نَاشِرَةٍ شَعْرَهَا حَافِيَةٍ، فَاسْتَتَرَ مِنْهَا (٢)، ثُمَّ سَأَلَ مَا شَأْنُهَا؟ فَقَالوا: نَذَرَتْ أَنْ تَمْشِيَ حَافِيَةً نَاشِرَةً شَعْرَهَا، فَأَمَرَهَا النَّبِيُّ ﷺ، أَنْ تَخْتَمِرَ وَتَنْتَعِلَ (٣).
[١٧٠٢٦] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ (٤)، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلًا نَذَرَ أَنْ يَمْشِيَ إِلَى مَكَّةَ، قَالَ: يَمْشِي، فَإِذَا أَعْيَا (٥) رَكِبَ (٦)، فَإِذَا كَانَ عَامًا (٧) قَابِلًا (٨) مَشَى مَا (٩) رَكِبَ وَرَكِبَ مَا مَشَى وَيَنْحَرُ بَدَنَةً (١٠).


(١) بعده في (س): «عن عكرمة»، ويشهد له ما أخرجه البيهقي في «السنن الكبرى» (٢٠١٢٤) من طريق أيوب، عن عكرمة به.
ولكن وقع في «كنز العمال» (٤٦٥٩٤) معزوًّا للمصنف عن يحيى بن أبي كثير مرسلًا.
(٢) قوله: «فاستتر منها» ليس في الأصل، وأثبتناه من (س). وينظر: «كنز العمال».
(٣) قوله: «ثم سأل: ما شأنها؟ فقالوا: نذرت أن تمشي حافية ناشرة شعرها، فأمرها النبي ﷺ أن تختمر وتنتعل» وقع في الأصل: «فأمرها النبي ﷺ أن تختمر وتنتعل، ثم سأل: ما شأنها؟ فقالوا: نذرت أن تمشي حافية ناشرة شعرها فنهاها»، والمثبت من (س). وينظر: «كنز العمال».
(٤) قوله: «عن الثوري» ليس في الأصل، وأثبتناه من (س)، وينظر: «الاستذكار» لابن عبد البر (١٥/ ٣١) معزوا للمصنف.
(٥) الإعياء: التعب والإجهاد. (انظر: معجم اللغة العربية المعاصرة، مادة: عيي).
(٦) في الأصل: «اركب»، والتصويب من (س)، وينظر: «كنز العمال» (٤٦٥٨٢) معزوا للمصنف، و«الاستذكار».
(٧) في الأصل: «غلاما»، والتصويب من (س)، وينظر: «كنز العمال»، و«الاستذكار».
(٨) العام القابل: المقبل. (انظر: اللسان، مادة: قبل).
(٩) في الأصل: «وما»، والتصويب من (ص)، وينظر: «كنز العمال»، و«الاستذكار».
(١٠) البدنة: ما أشعر من ناقة أو بقرة، سميت بذلك لأنها تبدن أي تسمن، والجمع: بدن وبدنات.
(انظر: حياة الحيوان للدميري، مادة: بدن).

[١٧٠٢٧] عبد الرزاق، عَنِ الثوْرِيِّ، عَن مَنصُورٍ وَمُغِيرَة (١)، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، مِثْلَ ذَلِكَ إِلا أنّ الْمُغِيرَةَ قَالَ: يُهْدِي هَدْيًا.
[١٧٠٢٨] عبد الرزاق، عَنْ إِسْرَائِيلَ بْنِ يُونُسَ وَمَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أُمِّ مَحَبَّةَ، أَنَّهَا نَذَرَتْ أَنْ تَمْشِيَ إِلَى الْكَعْبَةِ، فَمَشَتْ حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ عَقَبَةَ الْبَطْنِ أَعْيَتْ، فَرَكِبَتْ، ثُمَّ أَتَتِ ابْنَ عَبَّاسٍ فَسَأَلَتْه، فَقَالَ لَهَا: هَلْ تَسْتَطِيعِينَ أَنْ تَحُجِّينَ (٢) قَابِلَا، وَتَرْكَبينَ (٣) حَتَّى تَنْتَهِي إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي رَكِبْتِي مِنْه، فَتَمْشِينَ مَا رَكِبْتِ؟ قَالَتْ: لَا، قَالَ: فَهَلْ لَكِ بِنْتٌ تَمْشِي عَنْكِ؟ قَالَتْ: إِنَّ لِي لَابْنَتَيْنِ، وَلكنَّهُمَا أَعْظَمُ فِي أَنْفُسِهِمَا مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ تَعَالَى.
[١٧٠٢٩] عبد الرزاق، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَنْ نَذَرَ أَنْ يَحُجَّ مَاشِيًا، فَلْيَمْشِ (٤) مِنْ مَكَّةَ.
[١٧٠٣٠] عبد الرزاق، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ (٥)، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلِيٍّ فِيمَنْ * نَذَرَ أَنْ يَمْشِيَ إِلَى الْبَيْتِ، قَالَ: يَمْشِي، فَإِذَا أَعْيَا رَكِبَ، وَيُهْدِي جَزُورًا (٦).
[١٧٠٣١] عبد الرزاق، عَنْ هِشَامِ بْنِ (٧) حَسَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: يَمْشِي، فَإذَا انْقَطَعَ


(١) من (س).
(٢) كذا في الأصل، (س)، وهذا على وجه عند بعض أهل اللغة في إهمال (أن) كما أشار إلى ذلك ابن مالك في «ألفيته» بقوله:
وبعضهم أهمل (أن) حملًا على … (ما) أختها حيث استحقت عملًا
(٣) في الأصل: «وتركبي»، والمثبت من (س) هو الأقرب للصواب، للعطف على «تحجين».
(٤) في الأصل: «فليحج»، والمثبت من (س) هو الأليق بالسياق. وينظر: «كنز العمال» (٤٦٥٨٣) معزوًّا للمصنف.
(٥) في (س): «الحجاج»، والتصويب كما في «نصب الراية» (٣/ ٣٠٥) معزوًّا للمصنف.
* [س/٢٠٧].
(٦) الجزور: البعير (الجمل) ذكرًا كان أو أنثى، والجمع: جُزر وجزائر. (انظر: النهاية، مادة: جزر).
• [١٧٠٣١] [شيبة: ١٢٥٤٦، ١٢٥٥٥، ١٣٧٥٥، ١٣٧٥٦].
(٧) تصحف في الأصل: «عن»، والتصويب من (س).

مَشْيُهُ رَكِبَ، وَأَهْدَى بَدَنَةً، وإِنْ جَعَلَ عَلَيْهِ أَنْ يَمْشِيَ حَافِيًا، انْتَعَلَ أَوْ تَخَفَّفَ، وَيُهَرِيقُ (١) دَمًا، قَالَ: وَقَالَ الْحَسَنُ: وَيَمْشِي مِنَ الْأَرْضِ الَّتِي نَذَرَ مِنْهَا.
° [١٧٠٣٢] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ (٢) بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ (٣)، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْيَحْصُبِيِّ (٤)، أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيَّ سَأَلَ النَّبِي ﷺ، فَقَالَ: إِنَّ أُخْتِي نَذَرَتْ أَنْ تَمْشِيَ حَافِيَةً غَيْرَ مُخْتَمِرَةٍ، قَالَ: «مُرْهَا فَلْتَرْكَبْ، وَلْتَخْتَمِرْ، وَلْتَصُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ»، وَبِهِ كَانَ يُفْتِي.
° [١٧٠٣٣] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَر، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ سَأَلَ النَّبِيَّ ﷺ عَنْ أُخْتٍ لَهُ نَذَرَتْ أَنْ تَمْشِيَ إِلَى الْبَيْتِ (٥)، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «لِتَرْكَبْ» ثُمَّ سَأَلَهُ الثَّانِيَةَ (٦)، فَقَالَ: «لِتَرْكَبْ»، ثُمَّ سَأَلَهُ (٧)، قَالَ: حَسِبْتُ * أَنَّهُ قَالَ الثَّالِثَةَ فَقَالَ: «لِتَرْكَبْ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ مَشْيِهَا».


(١) الإهراق والهراقة: الإسالة والصب. (انظر: الصحاح، مادة: هرق).
° [١٧٥٣٢] [الإتحاف: مي خز جا عه طح حم ١٣٨٧٣] [شيبة: ١٢٥٤٨، ١٣٧٥٢] وسيأتي: (١٧٠٣٣، ١٧٠٣٤).
(٢) تصحف في الأصل إلى: «عبد الله»، والتصويب من (س)، وينظر: «سنن أبي داود» (٣٢٦١)، «سنن التزمذي» (١٦٣٧)، «المجتبى» (٣٨٤٩)، «سنن ابن ماجه» (٢١٣٢)، «مصنف ابن أبي شيبة» (١٢٥٤٨) من طريق يحيى بن سعيد، به.
(٣) تصحف في الأصل: «مال»، والتصويب من المصادر السابقة.
(٤) قوله: «عبد الله بن مالك، عن أبي سعيد اليحصبي» كذا وقع في الأصل، (س) وفيه: «عبيد الله»، وكذا وقع أيضا فيما سبق عند المصنف برقم (٩٩٤٣)، والصواب: «عن أبي سعيد الرُّعَيني، عن عبد الله بن مالك»، وينظر المصادر السابقة.
(٥) اضطرب في كتابتها في الأصل، والتصويب من (س)، وبنظر: «كنز العمال» (٤٦٥٩٥) معزوا للمصنف.
(٦) في الأصل: «الثالثة»، والتصويب من (س)، وينظر: «كنز العمال».
(٧) بعده في الأصل: «الثالثة»، والصواب بدونها.
* [٥/ ٤٠ أ].

° [١٧٠٣٤] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، أَنَّ يَزِيدَ بْنَ أَبِي حَبِيبٍ أَخْبَرَه، أَنَّ أَبَا الْخَيْرِ حَدَّثَه، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّهُ قَالَ: نَذَرَتْ أُخْتِي أَنْ تَمْشِيَ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ عز وجل، فَأَمَرَتْنِي أَنْ أَسْتَفْتِيَ لَهَا النَّبِيَّ ﷺ، فَاسْتَفْتَيْتُ لَهَا ﷺ، فَقَالَ: «لِتَمْشِ، وَلْتَرْكَبْ»، قَالَ: وَكَانَ أَبُو الْخَيْرِ لَا يُفَارِقُ عُقْبَةَ.
[١٧٠٣٥] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سُئِلَ عَطَاءٌ وَأَنَا أَسْمَعُ عَنِ امْرَأَةٍ رُهَاطِيَّةٍ نَذَرَتْ: إِنْ أَخَذَتْ مِنْ أَخٍ لَهَا نَفَقَةً، لَتَمْشِيَن عَلَى وَجْهِهَا إِلَى مَكَّةَ، فَقَالَ: إِنَّمَا نَذَرَتْ عَلَى مَعْصِيَةِ اللَّهِ، فَلْتُقْبِلْ رَاكِبَةً، حَتَّى إِذَا كَانَتْ عِنْدَ الْحَرَمِ، أَهَلَّتْ (١) بِعُمْرَةٍ، وَمَشَتْ حَتَّى تَرَى الْبَيْتَ قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَقُولُ أَنَا: لِتَعْتَمِرْ مِنْ رُهَاطٍ.
قَالَ: وَسُئِلَ عَطَاءٌ، عَنْ رَجُلٍ نَذَرَ لَيَمْشِيَنَّ، فَلَمْ يَمْشِ حَتَّى كَبِرَ وَضَعُفَ، فَقَالَ: لِيَمْشِ عَنْهُ بَعْضُ بَنِيهِ.
[١٧٠٣٦] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ نَذَرَ لَيَحُجَّنَّ أَوْ لَيَعْتَمِرَنَّ مَاشِيًا، وَلَمْ يَنْوِ فِي نَفْسِهِ، قَالَ: لِيَمْشِ مِنْ مِيقَاتِهِ (٢).
[١٧٠٣٧] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ فِيمَنْ نَذَرَ أَنْ يَحُجَّ مَاشِيًا، قَالَ: مَا نَوَى، وَكَانَ يُمَشَيهِمْ مِنَ الْبَصْرَةِ.
[١٧٠٣٨] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ فِيمَنْ نَذَرَ أَنْ يَمْشِيَ إِلَى مَكَّةَ، ثُمَّ عَجَزَ، قَالَ: يَرْكَبُ وَيُهْدِي بَدَنَةً.
[١٧٠٣٩] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ فِي الرَّجُلِ، يَقُولُ: عَلَيْهِ (٣) مَشْيٌ إِلَى الْبَيْتِ، قَالَ: يَمِين يُكَفِّرُهَا.


° [١٧٠٣٤] [التحفة: د ت س ق ٩٩٣٠، د ٩٩٣٨، خ م دس ٩٩٥٧] [الإتحاف: مي خز جا عه طح حم ١٣٨٧٣] [شيبة: ١٢٥٤٨، ١٣٧٥٢]، وتقدم: (١٧٠٣٢، ١٧٠٣٣).
(١) الإهلال: رفع الصوت بالتلبية والمراد: الإحرام. (انظر: النهاية، مادة: هلل).
(٢) الميقات: وقت الفعل، وهو الموضع الذي يحرم منه الحجاج أيضا، والجمع: مواقيت. (انظر: اللسان، مادة: وقت).
(٣) من (س).

[١٧٠٤٠] عبد الرزاق، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ (١) أَبِي يَحْيَى (٢)، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: مَنْ قَالَ: عَلَيَّ مَشْيٌ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ، وَلَمْ يَقُلْ عَلَيَّ نَذْرٌ، فَلَيْسَ بِشَيءٍ.
[١٧٠٤١] عبد الرزاق، عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ (٣)، قَالَ: سَأَلْتُ مُجَاهِدًا، عَنِ الرَّجُلِ، يَقُولُ: عَلَيَّ مَشْىٌ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ وَلَمْ يُسَمِّ مِنْ أَيْنَ يَمْشِي، قَالَ: يَمْشِي، فَإِذَا عَجَزَ رَكِبَ، وَلْيَدْخُلِ الْحَرَمَ مَاشِيًا وَلْيُهْدِ لِرُكُوبِهِ.

٤ - بَابُ مَنْ قَالَ: أنَا مُحْرِمٌ بِحَجَّةٍ
[١٧٠٤٢] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سُئِلَ الْحَسَنُ وَجَابِرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: إِنْ لَمْ أَفْعَلْ كَذَا وَكَذَا، فَأَنَا مُحْرِمٌ بِحَجَّةٍ، قَالَا: لَيْسَ الْإِحْرَامُ إِلَّا عَلَى مَنْ نَوَى الْحَجَّ، يَمِين يُكَفِّرُهَا.
[١٧٠٤٣] قال مَعْمَرٌ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ مِثْلَ ذَلِكَ.
[١٧٠٤٤] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: لَيْسَ بِشَيءٍ، وَقَالَ الْحَسَنُ: كَفَّارَةُ يَمِينٍ.
وَقَالَ الشَّعْبِيُّ وإبْرَاهِيمُ: يَلْزَمُهُ ذَلِكَ.
[١٧٠٤٥] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ فُضَيْلٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ وَأَبِي حُصَيْنٍ، عَنِ الشَّعْبِي قَالَا: إِذَا دَخَلَتْ أَشْهُرُ الْحَجِّ أَهَلَّ بِالْحَجِّ، هَذَا الَّذِي يَقُولُ: هُوَ مُحْرِمٌ بِحَجَّةٍ.


[١٧٠٤٠] [شيبة:١٢٥٥٩].
(١) تصحف في الأصل: «عن»، وينظر شيخ المصنف في الأحاديث السابقة بأرقام (٣٣٨٠، ٧٤٣٦، ٧٥٠٧).
(٢) كذا سماه المصنف: «إبراهيم بن أبي يحيى» وقد تكرر السند عند المصنف فقال: «محمد بن يحيى»، قلت: «وهو المأربي» وينظر: (١٩٠٣٨، ١٩٤٩٣، ١٩٧٠٣).
(٣) قوله: «عمر بن ذر» وقع في (س): «عمرو بن دينار».
• [١٧٠٤٢] [شيبة: ١٢٥٣٦].

[١٧٠٤٦] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: مَنْ قَالَ: عَلَيَّ حَجَّةٌ أَوْ لِلَّهِ عَلَيَّ حَجَّةٌ فَهِيَ يَمِينٌ.

٥ - بَابُ النَّذْرِ بِالْمَشْيِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ
[١٧٠٤٧] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: رَجُلٌ نَذَرَ لَيَمْشِيَن إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ مِنَ الْبَصْرَةِ، قَالَ: إِنَّمَا أُمِرْتُمْ بِهَذَا الْبَيْتِ، قَالَ: وَكَذَلِكَ فِي * الْجِوَارِ، قَالَ: قُلْتُ: فَالْوَصيَّةُ (١)؟ أَوْصَى إِنْسَانٌ فِي أَمْرٍ، فَرَأَيْتُ خَيْرًا مِنْهُ؟ قَالَ: فَافْعَلِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ، مَا لَمْ تُسَمّ لإِنْسَانٍ (٢) شَيْئًا، وَلكنْ إِنْ قَالَ: فِي الْمَسَاكِينِ أَوْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَرَأَيْتَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ، فَافْعَلِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ، ثُمَّ رَجَعَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: لِيَفْعَلِ الَّذِي قَالَ، وَلِيُنْفِذْ أَمْرَه، قَالَ: وَقَوْلُهُ الْأَوَّلُ أَعْجَبُ إِلَيَّ.
[١٧٠٤٨] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّ عَائِشَةَ ابْنَةَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ (٣) كَانَتْ نَذَرَتْ جِوَارًا فِي جَوْفِ ثَبِيرٍ (٤)، فَكَانَ أَخُوهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَمْنَعُهَا حَتَّى مَاتَ، فَجَاوَرَتْ ثَمَّ.
[١٧٠٤٩] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ لِي عَطَاءٌ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَنْذُرُونَ فِي الْجِوَارِ عَلَى رُءُوسِ الْجِبَالِ، قَالَ: لِيُجَاوِرُوا عِنْدَ الْمَسْجِدِ.
[١٧٠٥٠] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنِ


• [١٧٠٤٦] [شيبة: ١٢٤٧٢].
* [٥/ ٤٠ ب].
(١) تصحف في الأصل: «في الوصية»، والتصويب من (س)، وينظر الحديث الآتي برقم (١٧٦٤٢).
(٢) قوله: «تسم لإنسان» تصحف في الأصل، (س): «يسم الإنسان»، والتصويب من «المحلى» (٨/ ٢١) معزوا للمصنف.
(٣) من (س).
(٤) ثبير: جبل يشرف على مكة من الشرق، وعلى منًى من الشمال، ويسميه اليوم أهل مكة: «جبل الرَّخَم». (انظر: المعالم الجغرافية) (ص ٧١).

ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: مَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْتَكِفَ فِي مَسْجِدِ إِيلِيَاءَ (١)، فَاعْتَكَفَ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ ﷺ بِالْمَدِينَةِ أَجْزَأَ عَنْه، وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْتَكِفَ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ ﷺ، فَاعْتَكَفَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَجْزَأَ عَنْه، وَمَنْ نَذَرَ (٢) أَنْ يَعْتَكِفَ عَلَى رُءُوسِ الْجِبَالِ فَإِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لَهُ ذَلِكَ، لِيَعْتَكِفْ فِي مَسْجِدِ جَمَاعَةٍ.
° [١٧٠٥١] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يُوسُفُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ (٣) أَبِي سُفْيَانَ *، أَنَّ حَفْصَ بْنَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفِ وَعُمَرَ بْنَ حَيَّةَ (٤) أَخْبَرَاه، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ رِجَالٍ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ جَاءَ النَّبِيِّ ﷺ يوْمَ الْفَتْحِ، وَالنَّبِيُّ ﷺ جَالِسٌ فِي مَجْلِسٍ قَرِيبٍ مِنَ الْمَقَامِ (٥)، فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنّي نَذَرْتُ إِنْ فَتَحَ اللَّهُ لِلنَّبِيِّ ﷺ، وَلِلْمُؤْمِنِينَ مَكَّةَ لأُصَلِّيَنَّ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وإِنِّي وَجَدْتُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ هَاهُنَا فِي قُرَيْشٍ خَفِيرًا مُقْبِلًا مَعِي وَمُدْبِرًا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «هَاهُنَا صَلِّ»، فَعَادَ الرَّجُلُ يَقُولُ ثَلَاثًا كُلَّ ذَلِكَ وَالنَّبِيُّ ﷺ يقُولُ: «هَاهُنَا صَلِّ»، ثُمَّ قَالَ الرَّابِعَةَ مَقَالَتَه، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «فَاذْهَبْ فَصَلِّ فِيهِ، فَوَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا ﷺ


(١) إيلياء: اسم مدينة بيت المقدس، ومعناه: بيت الله. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص ٤٠).
(٢) تصحف في الأصل:»يريد«، والتصويب من (س)، وينظر:»المحلى«(٨/ ٢٠) معزوا للمصنف.
° [١٧٠٥١] [الإتحاف: حم ٢١٠٨٩].
(٣) تصحف في الأصل:»عن«، والتصويب من (س)، وينظر:»مسند أحمد«(٢٣٦٣٩) من طريق المصنف، به، وينظر التعليق التالي.
* [س/٢٠٨].
(٤) قوله:»وعمر بن حية«مختلف في اسمه، قال المزي في»تهذيب الكمال«(٢١/ ٥٩٨):»عمرو بن حنة، ويقال: ابن حية، ويقال: عُمر، حجازي، روى عن: عمر بن عبد الرحمن بن عوف، روى عنه: يوسف بن الحكم بن أبي سفيان الطائفي (د) مقرونا بحفص بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف".
(٥) المقام: المراد: مقام إبراهيم، وهو: الحجر الذي كان يقف عليه إبراهيم عليه السلام أثناء بناء الكعبة. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص ٢٧٧).

بِالْحَقِّ (١)، لَوْ صَلَّيْتَ هَاهُنَا لَقَضَى ذَلِكَ عَنْكَ صَلَاةً (٢) فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ»، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أُخْبِرْتُ أَنَّ ذَلِكَ الرَّجُلَ الشَّرِيدُ بْنُ سُوَيْدٍ (٣) مِنَ الصدِفِ، وَهُوَ فِي ثَقِيفٍ.
° [١٧٠٥٢] عبد الرزاق، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: جَاءَ الشَّرِيدُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يَوْمَ الْفَتْحِ (٤)، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي نَذَرْتُ إِنِ اللَّهُ فَتَحَ عَلَيْكَ مَكَّةَ (٥) أَنْ أُصَلِّيَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «هَاهُنَا فَصَلِّ»، ثُمَّ عَادَ حَتَّى قَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ هَذِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَالنَّبِيُّ ﷺ يَقُولُ: «هَاهُنَا فَصَلِّ» ثُمَّ قَالَ لَهُ فِي الرَّابِعَةِ: «اذْهَبْ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ صَلَّيْتَ هَاهُنَا لأجْزَأَ عَنْكَ»، ثُمَّ قَالَ: «صَلَاةٌ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ * الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ ألفِ صَلَاةٍ».
[١٧٠٥٣] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، قَالَ: كَانَ مَنْ جَاءَ أَبِي فَقَالَ: إِنِّي نَذَرْتُ مَشْيًا إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، أَوْ زِيَارَةَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، يَقُولُ: عَلَيْكَ مَكَّةَ.
[١٧٠٥٤] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِعَطَاءٍ: رَجُل جَعَلَ ذَوْدًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، قَالَ: أَلَهُ ذُو قَرَابَةٍ مُحْتَاجِينَ (١)؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَيَدْفَعُهَا إِلَيْهِمْ، قَالَ: فَكَانَتْ هَذِهِ فُتْيَاهُ فِي ذَلِكَ وَأَشْبَاهِهِ.
[١٧٠٥٥] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الثَّوْريُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ قَالَ: كُنْتُ أُصلِّي عِنْدَ كُلِّ سَارِيَةٍ فِي الْمَسْجِدِ رَكْعَتَيْنِ،


(١) من (س).
(٢) في (س): «صلاتك».
(٣) في الأصل: «السويد»، والتصويب من (س)، وينظر: «مسند الشاشي» (٢٥٦) من طريق ابن جريج، به، وينظر: «أسد الغابة» (٢/ ٣٦٨).
(٤) قوله: «يوم الفتح» من (س). وينظر: الحديث (٩٤٦٥).
(٥) من (س). وينظر: الحديث (٩٤٦٥).
* [٥/ ٤١ أ].
• [١٧٠٥٥] [شيبة: ١٢٦٧٤].

فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ وَأَنَا عِنْدَه، فَقَالَ: أَرَأَيْتَ رَجُلًا يُصَلِّي فِي هَذَا الْمَسْجِدِ عِنْدَ كُلِّ سَارِيَةٍ رَكْعَتَيْنِ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ لَوْ عَلِمَ هَذَا أَنَّ اللَّهَ عِنْدَ أَوَّلِ سَارِيَةٍ مَا بَرِحَ حَتَّى يَقْضِيَ صَلَاتَهُ.

٦ - بَابٌ نَذَرَ أنْ يَطُوفَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَمَاتَ وَلَمْ يُنْفِذْهُ
[١٧٠٥٦] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: رَجُلٌ نَذَرَ أَنْ يَطُوفَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ سَبْعًا، فَقَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ. لَمْ يُؤْمَرُوا أَنْ يَطُوفُوا حَبْوًا، وَلكنْ لِيَطُفْ سَبْعَيْنِ سَبْعًا لِرِجْلَيْهِ، وَسَبْعَا لِيَدَيْهِ، قُلْتُ: وَلَمْ يَأْمُرْهُ بِكَفَّارَةٍ؟ قَالَ: لَا.
[١٧٠٥٧] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: فَنَذَرَ لَيَطُوفَنَّ مُغْمِضًا، أَيُقَادُ (١)؟ قَالَ: لَا يَفْعَلُ وَلَا يُكَفِّر، قُلْتُ: فَرَجُلٌ نَذَرَ لَيَمْشِيَنَّ ثُمَّ لِيَذْبَحْ (٢) فِي عُمْرَةٍ لَيْسَ عَلَى ظَهْرِهِ ثَوْبٌ؟ قَالَ: لِيَلْبَسْ، قُلْتُ: أَوْ حَافِيًا؟ قَالَ: لِيَنْتَعِلْ ثُمَّ لِيَذْبَحْ أَوْ لِيصُمْ، قُلْتُ لَهُ: فَرَجُلٌ نَذَرَ لَيُزِيرَنَّ نَاقَتَهُ الْبَيْتَ؟ قَالَ: لِيفْعَلْ، لِيَعْقِرْهَا، حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا، فَرَادَدْتُهُ فِيهَا فَقُلْتُ لَهُ: أَتَزُورُ الْإِبِلُ الْبَيْتَ؟! فَأَبَى إِلَّا ذَلِكَ، مَرَّتَيْنِ.
[١٧٠٥٨] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنْ رَجُلٍ نَذَرَ جِوَارًا أَوْ مَشْيًا فَمَاتَ، وَلَمْ يُنْفِذْهُ (٣)، قَالَ: فَيُنْفِذُهُ عَنْهُ وَلِيُّه، قُلْتُ: فَغَيْرُهُ مِنْ ذَوِي قَرَابَتِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَأَحَبُّ إِلَيْنَا (٤) الْأَوْلِيَاءُ.
° [١٧٠٥٩] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ أَبَا الشَّعْثَاءِ


(١) تصحف في الأصل: «ليقام»، والتصويب من (س).
(٢) قوله: «ثم ليذبح» من (س)، ويدل عليه سياق الحديث.
(٣) النفاذ والإنفاذ والتنفيذ: إمضاء الأمر. (انظر: اللسان، مادة: نفذ).
(٤) في الأصل: «إليه»، والتصويب من «المحلى» (٦/ ٢٧٧) من طريق المصنف، وقوله: «وأحب إلينا» وقع في (س): «وأمر السنة».

أَخْبَرَه، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ جَاءَهُ إِنْسَانٌ مَاتَ أَبُوهُ أَوْ أُمُّه، وَعَلَيْهَا (١) نَذْرٌ - قَالَ: حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: نَذْرٌ أَوْ حَجٌّ (٢) - فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «أَوْفِهِ عَنْهُ (٣)».
° [١٧٠٦٠] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ الله بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، عَنْ نَذْرٍ كَانَ عَلَى أُمِّهِ فَأَمَرَهُ بِقَضَائِهِ.
[١٧٠٦١] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ أَبِي الْمُخَارِقِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ يَذْكُرُ أَنَّ أُمَّهُ مَاتَتْ وَعَلَيْهَا اعْتِكَافٌ (٤)، قَالَ: فَبَادَرْتُ إِخْوَتي إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَسَأَلْتُه، فَقَالَ: اعْتَكِفْ عَنْهَا وَصمْ.
[١٧٠٦٢] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا، حَسِبْتُ أَنَّهُ مِنْ وَلَدِ أَسْمَاءَ ابْنَةِ أَبِي بَكْرٍ يُحَدِّثُ هِشَامَ بْنَ عُرْوَةَ أَنَّ أَسْمَاءَ أَمَرَتْ فِي مَرَضِهَا أَنْ يُقْضَى * عَنْهَا مَشْيٌ كَانَ عَلَيْهَا.
° [١٧٠٦٣] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ، يَقُولُ: جَاءَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ: إِنَّ أُمِّي كَانَ عَلَيْهَا نَذْرٌ، أَفَأَقْضِيهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قَالَ (٥): فَيَنْفَعُهَا ذَلِكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ».


(١) قوله: «أو أمه وعليها» وقع في (س): «وأمه وعليهما».
(٢) قوله: «نذر أو حج» وقع في (س): «حج أو عمرة».
(٣) في (س): «عنهما».
° [١٧٠٦٠] [الإتحاف: حب ط حم ٨٠١٩] [شيبة: ١٢٢٠٦، ١٢٧٣٧، ٣٧٢٧٣،، وسيأتي: (١٧٥٣٨).
• [١٧٠٦٠] [شيبة: ٩٧٨٧، ١٢٧٠٥]، وتقدم: (٨٢٨٢) وسيأتي: (١٧٥٤٠).
(٤) الاعتكاف والعكوف: المقام في المسجد على وجه مخصوص. (انظر: معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية) (١/ ٢٣٠).
* [٥/ ٤١ ب].
(٥) سقط من الأصل، واستدركناه من (س)، وينظر: «كنز العمال» (١٧٠٥٩) معزوا للمصنف، وينظر أيضا الحديث الآتي برقم (١٧٥٣٩).

٧ - بَابُ مَنْ نَذَرَ (١) لَيَنْحَرَنَّ نَفْسَهُ
[١٧٠٦٤] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ: سَأَلَتِ امْرَأَةٌ ابْنَ عَبَّاسٍ، عَنْ إِنْسَانٍ نَذَرَ أَنْ يَنْحَرَ ابْنَهُ عَنْدَ الْكَعْبَةِ، قَالَ: فَلَا يَنْحَرِ ابْنَهُ وَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ، فَقَالَ رَجُلٌ لابْنِ عَبَّاسٍ: كَيْفَ يَكُونُ فِي طَاعَةِ الشَّيطَانِ كَفَّارَةُ الْيَمِينِ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ﴿وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ﴾ [المجادلة: ٣]، ثُمَّ جَعَلَ فِيهِ مِنَ الْكَفَّارَةِ مَا قَدْ رَأَيْتَ.
[١٧٠٦٥] أخبَرنى عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ *: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: نَذَرْتُ لأَنْحَرَنَّ نَفْسِي، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ [الأحزاب: ٢١]، ثُمَّ تَلَا: ﴿وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ﴾ [الصافات: ١٠٧]، ثُمَّ أَمَرَهُ بِذَبْحِ كَبْشٍ، قَالَ: وَسَمِعْتُ عَطَاءً إِذَا سُئِلَ: أَيْنَ يُذْبَحُ الْكَبْشُ؟ قَالَ: بِمَكَّةَ، قُلْتُ: فَنَذَرَ لَيَنْحَرَنَّ فَرَسَهُ أَوْ بَغْلَتَهُ (٢)، قَالَ: جَزُورٌ كُنْتُ آمُرُهُ بِهَا أَوْ بَقَرَةٌ (٣)، قُلْتُ: أَمَرَ ابْنُ عَبَّاسٍ بِكَبْشٍ فِي النَّفْسِ، وَتَقُولُ فِي الدَّابَّةِ: جَزُورًا؟ فَأَبَى إِلَّا ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ.
[١٧٠٦٦] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: أَحْسَبُهُ (٤) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَنْ نَذَرَ أَنْ يَنْحَرَ نَفْسَه، أَوْ وَلَدَه، فَلْيَذْبَحْ كَبْشًا، ثُمَّ تَلَا: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ [الأحزاب: ٢١].


(١) قوله: «من نذر» سقط من الأصل، وأثبتناه من (س).
• [١٧٠٦٤] [شيبة: ١٢٦٥٤].
* [س/٢٠٩].
(٢) تصحف في الأصل: «يغلبه»، والتصويب من (س)، وينظر: «المحلى» (٨/ ١٦) من طريق ابن جريج، به.
(٣) كأنه في الأصل: «يفتره»، والتصويب من (س)، وينظر: «المحلى».
(٤) تصحف في الأصل إلى: «أخبرنا»، والتصويب من (س)، وينظر: «المعجم الكبير» للطبراني (١١/ ٣٥٣) من طريق المصنف، به.

[١٧٠٦٧] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسمَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ: سَأَلَتِ امْرَأَةٌ ابْنَ عَبَّاسٍ ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ ابْنِ (١) جُرَيْجٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ.
[١٧٠٦٨] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لاِبْنِ طَاوُسٍ: بَشَّرَنِي عَبْدٌ (٢) بِشَيءٍ فَأَعْتَقْتُه، وَلَيْسَ لِي، وَأَهْلُهُ (٣) يَبِيعُونِيهِ إِنْ شِئْت، كَيْفَ كَانَ أَبُوكَ يَقُولُ (٤)؟ قَالَ: كَانَ يَقُولُ: لَا يَعْتِقُ إِلَّا مَنْ يَمْلِك، وَكَانَ لَا يَرَى عِتْقَهُ شَيْئًا.
[١٧٠٦٩] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي رَجُلٍ نَذَرَ لَيَنْحَرَنَّ نَفْسَه، قَالَ: لِيُهْدِ مِائَةَ بَدَنَةٍ.
[١٧٠٧٠] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِثْلَهُ.
[١٧٠٧١] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَه، فَقَالَ: نَذَرْتُ أَنْ أَنْحَرَ نَفْسِي، قَالَ: أَتَجِدُ مِائَةَ بَدَنَةٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: انْحَرْهَا، فَلَمَّا وَلَّى الرَّجُلُ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَمَا إِنِّي لَوْ أَمَرْتُهُ بِكَبْشٍ أَجْزَأَ عَنْهُ.
[١٧٠٧٢] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ عِكْرِمَةَ أَخْبَرَه، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: لَقَدْ أَذْنَبْتُ (٥) ذَنْبًا لَئِنْ أَمَرْتَنِي لأَنْحَرَنَّ السَّاعَةَ نَفْسِي، وَاللَّهِ لَا أُخْبِرْكَه، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ بَلَى! لَعَلِّي أُخْبِرُكَ بِكَفَّارَتِهِ، قَالَ: فَأَبَى، فَأَمَرَهُ بِمِائَةِ نَاقَةٍ.


(١) سقط من الأصل، وأثبتناه من (س)، وينظر حديث ابن جريج السابق برقم (١٧٠٦٤).
(٢) تصحف في الأصل إلى: «عبدي»، والتصويب من (س).
(٣) تصحف في الأصل إلى: «وأهلي»، والتصويب من (س).
(٤) سقط من الأصل، وأثبتناه من (س).
(٥) في الأصل: «أذنبنا»، والتصويب من (س)، وينظر: «المحلى» (٨/ ١٦) من طريق ابن جريج، به.

[١٧٠٧٣] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ *، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ مُوسَى يُحَدِّثُ عَنْ عَطَاءٍ، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ ابْنَ عُمَرَ فَقَالَ: نَذَرْتُ لأَنْحَرَنَّ نَفْسِي، قَالَ: أَوْفِ مَا نَذَرْتَ، قَالَ: فَأَقْتُلُ نَفْسِي؟ قَالَ: إِذَنْ تَدْخُلَ النَّارَ، قَالَ: أَلْبَسْتَ عَلَيَّ! قَالَ: بَلْ (١)، أَنْتَ أَلْبَسْتَ عَلَى نَفْسِكَ، فَجَاءَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَأَمَرَهُ بِذَبْحِ كَبْشٍ.
[١٧٠٧٤] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ (٢) عَائِذٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الشَّعْبِيَّ، عَنْ بَعْضِ الْأَمْرِ، فَقَالَ: قَالَ مَسْرُوقٌ: النَّذْرُ نَذْرَانِ؛ فَمَا كَانَ لِلَّهِ فَالْوَفَاءُ بِهِ وَالْكَفَّارَةُ (١)، وَمَا كَانَ لِلشَّيْطَانِ فَلَا وَفَاءَ بِهِ، قَالَ: قُلْتُ: أَفِي طَاعَةِ الشَّيْطَانِ؟ قَالَ: لَعَلَّكَ مِنَ الْقَيَّاسِينَ، قَالَ: مَا عَلِمْتُ أَحَدًا كَانَ (١) أَطْلَبَ لِلْعِلْمِ فِي أُفُقٍ مِنَ الْآفَاقِ مِنْ مَسْرُوقٍ.
° [١٧٠٧٥] عبد الرزاق، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْعَلَاءِ، عَنْ رِشْدِينَ (٣) بْنِ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ وَأُمُّهُ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، وَهُوَ يُرِيدُ الْجِهَادَ وَأُمُهُ تَمْنَعُه، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ (٤): «عِنْدَ أُمِّكَ قَرَّ، فَإِنَّ لَكَ مِنَ الْأَجْرِ عِنْدَهَا مِثلَ مَا لَكَ فِي الْجِهَادِ».
قَالَ: وَجَاءَهُ رَجُلٌ آخَر، فَقَالَ: إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَنْحَرَ نَفْسِي، فَشُغِلَ النَّبِيُّ ﷺ، فَذَهَبَ الرَّجُل، فَوُجِدَ يُرِيدُ أَنْ يَنْحَرَ نَفْسَه، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «الْحَمْدُ لِلهِ الذِي جَعَلَ فِي


* [٥/ ٤٢ أ].
(١) من (س).
• [١٧٠٧٤] [شيبة: ٢٦٦٥٢].
(٢) تصحف في الأصل، (س) إلى:»عن«، والمثبت هو الصواب، قال البيهقي في»السنن الكبرى«(٢٠٠٨٥):»أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنبأنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا أبو بكر الحميدي، حدثنا سفيان، حدثنا أيوب بن عائذ الطائي قال: قلت للشعبي: رجل نذر أن ينحر ابنه. فقال: لعلك من القياسين. ما علمت أحدًا من الناس كان أطلب لعلمٍ في أفق من الآفاق من مسروق، قال: لا نذر في معصية«اهـ.
(٣) في الأصل، (س):»رشد«، والتصويب من»كنز العمال«(١٤٥٦٩) معزوا للمصنف، وينظر:»تهذيب الكمال«(٩/ ١٩٦).
(٤) قوله:»النبي ﷺ" من (س).

أُمَّتِي مَنْ يُوفِي النَّذْرَ، وَيَخَافُ يَوْمًا كَانَ شَرُهُ مُسْتَطِيرًا، هَلْ لَكَ مَالٌ»؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «اهْدِ مِائَةَ نَاقَةٍ، وَاجْعَلْهَا فِي ثَلَاثِ سِنِينَ، فَإِنَّكَ لَا تَجِدُ مَنْ يَأْخُذُهَا مِنْكَ مَعًا».
ثُمَّ جَاءَتْهُ امْرَأَةٌ، فَقَالَتْ: إِنِّي رَسُولَةُ النِّسَاءَ إِلَيْكَ، وَاللَّهِ مَا مِنْهُنَّ (١) امْرَأَةٌ عَلِمَتْ أَوْ لَمْ تَعْلَمْ إِلَّا وَهِيَ تَهْوَى مَخْرَجِي إِلَيْكَ، وَاللَّهُ رَبُّ النِّسَاءِ وَالرِّجَالِ، وإلَهُهُنَّ، وَأَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ، إِلَى الرِّجَالِ وَالنسَاءِ، كَتَبَ اللَّهُ الْجِهَادَ عَلَى الرِّجَالِ، فَإِنْ أَصَابُوا أُجِرُوا، وإِنِ اسْتُشْهِدُوا كَانُوا أَحْيَاءً عِنْدَ رَبِّهِمْ يُززَقُونَ، فَمَا يَعْدِلُ ذَلِكَ مِنَ النِّسَاءِ؟ قَالَ: «طَاعَتُهُنَّ لِأزْوَاجِهِنَّ، وَالْمَعْرِفَةُ بِحُقُوقِهِمْ، وَقَلِيِلٌ مِنْكُنَّ تَفْعَلُهُ».

٨ - بَابٌ مَنْ (٢) نذَرَ أنْ يَنْحَرَ فِي مَوْضِعٍ، وَنَذْرُ الْمَرْأةِ بِغَيْرِ إِذْنِ زَوْجِهَا (٣)، وَنَهْيُ النَّبيِّ ﷺ أنْ يُتَّخَذَ قَبْرُهُ مَسْجِدًا
° [١٧٠٧٦] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ شُعَيْبٍ يَقُولُ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ كَانَ عَلَيْهِ نَذْرٌ أَنْ يَنْحَرَ عَلَى بُوَانَةَ، قَالَ: وَبُوَانَةُ: مَاءٌ بِحِصْنٍ مِنْ نَجْدٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إِنْ لَمْ يَكُنْ وَثَنًا، أَوْ عِيدًا مِنْ أَعْيَادِ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ فَانْحَرْ عَلَيْهِ»، زَعَمُوا أَنَّ هَذَا الرَّجُلَ كُرْزُ بْنُ سُفْيَانَ.
° [١٧٠٧٧] عبد الرزاق، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى وَابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ (٤) بْن أبي سَعِيدِ مَوْلَى الْمَهْريِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ (٥) بِكَ أَنْ يُتَّخَذَ قَبْرِي وَثَنًا، وَمِنْبَرِي عِيدًا».


(١) في الأصل، (س): «منهم»، والتصويب من «كنز العمال».
(٢) من (س).
(٣) قوله: «ونذر المرأة بغير إذن زوجها» من (س).
(٤) بعده في الأصل: «مولى» وهو خطأ، والتصويب من (س)، وينظر: «الثقات» لابن حبان (٦/ ٣٦٣)، «لسان الميزان» (٣/ ٣١).
(٥) التعوذ والاستعاذة: اللجوء والملاذ والاعتصام. (انظر: النهاية، مادة: عوذ).

° [١٧٠٧٨] عبد الرزاق عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ وَابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ حينَ نُزِلَ بِهِ * جَعَلَ يُلْقِي خَمِيصَةً (١) لَهُ عَلَى وَجْهِهِ، فَإِذَا اغْتَمَّ (٢) كَشَفَهَا عَنْ وَجْهِهِ، وَهُوَ يَقُولُ: «لَعْنَةُ (٣) اللَّهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، اتخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ»، قَالَ: تَقُولُ عَائِشَةُ: يُحَذِّرُ مِثْلَ الَّذِي فَعَلُوا.
[١٧٠٧٩] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ: الْمَرْأَةُ إِذَا نَذَرَتْ بِغَيْرِ أَمْرِ زَوْجِهَا، إِنْ شَاءَ مَنَعَهَا، فَإِنْ مَنَعَهَا فَلْتَتَصَدَّقْ بِصَدَقَةٍ أَوْ لِتَفْعَلْ خَيْرًا فِي نَذْرِهَا، وَكَرِهَ أَنْ يَمْنَعَهَا زَوْجُهَا إِذَا نَذَرَتْ *.
° [١٧٠٨٠] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ (٤) حَرَامِ (٥) بْنِ عُثْمَانَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (٦) وَمُحَمَّدٍ ابْنَيْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِيهِمَا جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَن رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «لَا يَمِينَ لِوَلَدٍ (٧) مَعَ يَمِينِ (٨) وَالِدٍ، وَلَا يَمِينَ (٨) لِزَوْجَةٍ مَعَ يَمِينِ


° [١٧٠٧٨] [التحفة: س ١٦١٢٣، خ م س ١٦٣١٠] [الإتحاف: مي جا عه حب حم ٨٠٠٥، حب حم ٢١٩٢٨] [شيبة: ٧٦٢٩، ١١٩٤٢]، وتقدم: (١٦٤٧، ١٠٦٠٩).
* [٥/ ٤٢ ب].
(١) الخميصة: كساء أسود مربع له علمان، وفيه خطوط، والجمع: خمائص. (انظر: معجم الملابس ٩ (ص ١٦٠).
(٢) الاغتمام: احتباس النفس عن الخروج، وهو افتعال، من الغم: التغطية والستر. (انظر: النهاية، مادة: غمم).
(٣) اللعن: الطرد والإبعاد من رحمة الله، ومن الخَلْق: السّبّ والدعاء. (انظر: النهاية، مادة: لعن).
* [س/٢١٠].
° [١٧٠٨٠] [شيبة: ١٢٢٧٥، ١٨١١٩].
(٤) في الأصل:»بن«، والمثبت من (س)، وينظر:»الكامل«لابن عدي (٣/ ٣٧٩ - ٣٨٤) حيث ترجم لحرام بن عثمان، ثم روى هذا الحديث من طريقه، وينظر الحديث الآتي برقم (١٤٨٢٧).
(٥) ليس في (س)، وينظر:»كنز العمال«(٤٦٤٥٤) معزوا للمصنف.
(٦) وقع في الأصل:»عبد الله«، والمثبت من (س)، وينظر:»الكامل«،»ذخيرة الحفاظ«(٥/ ٢٧٣٧)،»المحلى بالآثار«(٦/ ٣٠٧) من طريق عبد الرزاق.
(٧) تصحف في الأصل إلى:»لوالد«، والمثبت من (س)، وينظر:»كنز العمال"، والحديث الآتي برقم (١٤٨٢٧).
(٨) من (س).

زَوْجٍ (١)، وَلَا يَمينَ لِمَمْلُوكٍ مَعَ يَمِينِ مَلِيكٍ، وَلَا يَمِينَ فِي قَطِيعَةٍ، وَلَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةٍ، وَلَا طَلَاقَ قَبْلَ نِكَاحٍ، وَلَا عَتَاقَةَ قَبْلَ الْمَلَكَةِ، وَلَا صَمْتَ يَوْم إِلَى اللَّيْلِ، وَلَا مُوَاصَلَةَ فِي الصِّيَامِ، وَلَا يُتْمَ بَعْدَ حُلُمٍ، وَلَا رَضَاعَةَ بَعْدَ الْفِطَامِ، وَلَا تَعَرُّبَ (٢) بَعْدَ الْهِجْرَةِ، وَلَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ».

٩ - بَابُ الْأيْمَانِ، وَلَا يُحْلَفُ إِلَّا بِالله (٣)
° [١٧٠٨١] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَبِي الْمُخَارِقِ، أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ الْقَيْسِ أَخْبَرَه، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ قَيْسٍ مَوْلَى سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ أَخْبَرَه، أَنَّ سَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ (٤) أَخْبَرَه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ لَهُ: «أَنْتَ رَسُولِي إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ، قُلْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أَرْسَلَنِي يَقْرَأُ (٥) السَّلَامَ عَلَيْكُمْ، وَيَأْمُرُكُمْ بِثَلَاثٍ: لَا تَحْلِفُوا بِغَيْرِ اللَّهِ، وإِذَا تَخَلَّيْتُمْ فَلَا تَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ (٦)، وَلَا تَسْتَدْبِرُوهَا، وَلَا تَسْتَنْجُوا بِعَظْم وَلَا بِبَعْرَةٍ (٧)».
° [١٧٠٨٢] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا تَحْلِفُوا إِلَّا (٨) بِاللَّهِ فَمَنْ حَلَفَ بِاللَّهِ فَلْيَصْدُقْ».
° [١٧٠٨٣] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ قَالَ:


(١) ليس في الأصل، والمثبت من (س).
(٢) تعرب: لزم البادية وترك الهجرة وصار من الأعراب. (انظر: المشارق) (٢/ ٧٢).
(٣) هذه الترجمة ليست في (س).
° [١٧٠٨١] [الإتحاف: مي كم حم ١٦١٦٢].
(٤) قوله: «بن حنيف» ليس في (س).
(٥) في (س): «أن أقرأ».
(٦) في (س): «الكعبة». ينظر: «مسند أحمد» (١٥٩٨٤) عن عبد الرزاق، به.
(٧) البعرة: رجيع الإبل والشاء. (انظر: اللسان، مادة: بعر).
° [١٧٠٨٢] [شيبة: ١٢٤٣٩].
(٨) ليس في (س).
° [١٧٠٨٣] [التحفة: خت م ت س ٦٨١٨، خت ٦٩٥٢، خ م د س ق ١٠٥١٨] [الإتحاف: حم عه ١٥٥٨٥] [شيبة: ١٢٤٠٧، ١٢٤١١]، وسيأتي: (١٧٠٨٥، ١٧٠٨٧، ١٧٠٨٤).

سَمِعَنِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أحْلِفُ بِأَبِي، فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ يَنْهَاكُمْ (١) أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ»، قَالَ عُمَرُ: فَوَاللَّهِ مَا حَلَفْتُ بَعْدُ ذَاكِرًا وَلَا آثِرًا (٢).
° [١٧٠٨٤] عبد الرزاق، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ قَالَ: لَحِقَنِي النَّبِيُّ ﷺ وَأَنَا فِي رَكْبٍ (٣) وَأَنَا أَحْلِفُ وَأَقُولُ: وَأَبِي، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إِنَّ اللهَ يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ، مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللهِ، أَوْ لِيَسْكُتْ».
° [١٧٠٨٥] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَبِي الْمُخَارِقِ، أَنَّ نَافِعًا أَخْبَرَهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ قَالَ: سَمِعَنِي النَّبِيُّ ﷺ، أَحْلِفُ بِأَبِي، فَقَالَ: «يَا عُمَر، لَا تَحْلِفْ بِأَبِيكَ، احْلِفْ بِاللَّهِ، وَلَا تَحْلِفْ بِغَيْرِ اللهِ»، قَالَ: فَمَا حَلَفْتُ بَعْدَهَا إِلَّا بِاللَّهِ.
قَالَ: وَرَآنِي أَبُولُ قَائِمًا، فَقَالَ: «يَا عُمَر، لَا (٤) تَبُلْ قَائِمًا، فَمَا بُلْتُ بَعْدُ قَائِمًا».
° [١٧٠٨٦] عبد الرزاق، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ * عَكْرِمَةَ، عَنِ


(١) في الأصل: «نهاكم»، والمثبت من (س)، وينظر: «مسند أحمد» (٢٤٧)، «صحيح مسلم» (١٦٨٥/ ١) من طريق المصنف، به.
(٢) تصحف في الأصل إلى: «داثرا»، والمثبت من (س).
ذاكرا ولا آثرا: المراد أنه ما حلف بها مبتدئا من نفسه، ولا روى عن أحد أنه حلف بها. (انظر: النهاية، مادة: أثر).
° [١٧٠٨٤] [التحفة: خت م ت س ٦٨١٨، خت ٦٩٥٢، م ٧٧٧٣، م ٨٤٣٣، م ٨٥١٩، خ م دس ق ١٠٥١٨] [شيبة: ١٢٤٠٨، ١٢٤١١]، وتقدم: (١٧٠٨٣) وسيأتي: (١٧٠٨٥، ١٧٠٨٧).
(٣) الركب: جمع راكب، والراكب في الأصل: راكب الإبل خاصة، ثم اتسع فيه فأطلق على كل من ركب دابة. (انظر: النهاية، مادة: ركب).
° [١٧٠٨٥] [التحفة: خت م ت س ٦٨١٨، خت ٦٩٥٢، م ٧٧٧٣، م ٨٤٣٣، م ٨٥١٩، خ م دس ق ١٠٥١٨] [شيبة: ١٢٤١١]، وتقدم: (١٧٠٨٣، ١٧٠٨٤) وسيأتي: (١٧٠٨٧).
(٤) ليس في الأصل، والمثبت من (س)، وينظر: «مستخرج أبي عوانة» (٥٨٩٨) من طريق المصنف، به.
° [١٧٠٨٦] [التحفة: خ م دس ق ١٠٥١٨] [الإتحاف: حم ١٥٥١٧] [شيبة: ١٢٤١١].
* [٥/ ٤٣ أ].

ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ قَالَ: كُنْتُ فِي رَكْبٍ أَسِيرُ فِي غَزَاةٍ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ فَحَلَفْت، فَقُلْتُ: لَا وَأَبِي، فَنَهَرَنِي رَجُلٌ مِنْ خَلْفِي، وَقَالَ: «لَا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ»، قَالَ: فَالْتَفَتُّ، فَإِذَا أَنَا بِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ.
° [١٧٠٨٧] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ وَالْأَعْمَشِ وَمَنْصُورٍ، عَنْ سَعْدِ (١) بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ عُمَرُ يَحْلِفُ: وَأَبِي، فَنَهَاهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَقَالَ: «مَنْ حَلَفَ بِشَيْءٍ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ أَشْرَكَ» أَوْ قَالَ: «أَلَا هُوَ شِرْكٌ (٢)».
[١٧٠٨٨] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ يُخْبِر، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ (٣) الزُّبَيْرِ يُخْبِرُ، أَنَّ عُمَرَ لَمَّا كَانَ بِالْمُخَمَّصِ (٤) مِنْ عُسْفَانَ (٥) اسْتَبَقَ النَّاسَ، فسَبَقَهُمْ عُمَر، فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: فَانْتَهَزْتُ فسَبَقْتُه، فَقُلْتُ: سَبَقْتُهُ وَالْكَعْبَةِ، قَالَ (٦): ثُمَّ انْتَهَزَ فَسَبَقَنِي، فَقَالَ: سَبَقْتُهُ وَاللَّهِ (٧)، ثُمَّ انْتَهَزْتُ فَسَبَقْتُه، فَقُلْتُ: سَبَقْتُهُ وَالْكَعْبَةِ، قَالَ (٦): ثُمَّ انْتَهَزَ (٨) الثَّالِثَةَ فَسَبَقَنِي (٩)، فَقَالَ:


° [١٧٠٨٧] [التحفة: د ت ٧٠٤٥] [الإتحاف: حب كم حم ٩٧١٨] [شيبة: ١٢٤٠٧، ١٢٤٠٨]، وتقدم: (١٧٠٨٣، ١٧٠٨٤، ١٧٠٨٥).
(١) تصحف في الأصل إلى: «سعيد»، والمثبت من (س)، وينظر: «المستدرك» (١٦٩) من طريق المصنف، به، وينظر: «تهذيب الكمال» (١٠/ ٢٩٠).
(٢) في (س): «مشرك».
(٣) سقط من الأصل، والمثبت من (س)، وينظر: «كنز العمال» (٤٦٥٤٢) معزوا للمصنف.
(٤) المخمص: طريق في جبل عَير إلى مكة. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص ٢٤١).
(٥) عسفان: بلد على مسافة ثمانين كيلو مترًا من مكة شمالًا على طريق المدينة. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص ١٩١).
(٦) من (س).
(٧) ليس في الأصل، والمثبت من (س).
(٨) تصحف في الأصل إلى: «انتهزت»، والمثبت من (س).
(٩) سقط من الأصل، والمثبت من (س).

سَبَقْتُهُ وَاللَّهِ، ثُمَّ أَنَاخَ (١)، فَقَالَ: أَرَأَيْتَ (٢) حَلِفَكَ بِالْكَعْبَةِ، وَاللَّهِ لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ فَكَّرْتَ فِيهَا قَبْلَ أَنْ تَحْلِفَ لَعَاقَبْتُكَ، احْلِفْ (٣) بِاللَّهِ، فَأْثَمْ أَوِ ابْرُرْ.
° [١٧٠٨٩] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْجَحَّافِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: مَرَّ النبِيُّ ﷺ بِرَجُلٍ، يَقُولُ: وَأَبِي، فَقَالَ: «قَدْ عُذِّبَ قَوْمٌ فِيهِم خَيْرٌ مِنْ أَبِيكَ (٤)؛ فَنَحْنُ مِنْكَ بُرَاءُ حَتَّى تُرَاجِعَ».
[١٧٠٩٠] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ وَبَرَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ لَا أَدْرِي أَبْنُ مَسْعُودٍ أَوِ ابْنُ عُمَرَ: لأَنْ أَحْلِفَ بِاللَّهِ كَاذِبًا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَحْلِفَ بِغَيْرِهِ صَادِقًا.
° [١٧٠٩١] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ ﷺ بِرَجُلٍ، وَهُوَ يَقُولُ لامْرَأَتِهِ: يَا أُخَيَّة، فَزَجَرَه، وَمَرَّ بِرَجُلٍ يَقُولُ: وَالْأَمَانَةِ فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «قُلْتَ: وَالْأَمَانَةِ؟ قُلْتَ: وَالْأَمَانَةِ؟» (٥).
° [١٧٠٩٢] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ حَلَفَ فَقَالَ فِي حَلِفِهِ: وَاللَّاتِ (٦)، فَلْيَقُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا الله، وَمَنْ قَالَ لِصَاحِبِهِ: تَعَالَى أُقَامِرْكَ (٧)، فَلْيَتَصَدَّقْ بِشَيْءٍ».


(١) الإناخة: إبراك البعير وإنزاله على الأرض. (انظر: اللسان، مادة: نوخ).
(٢) في (س): «إن أبيك».
(٣) قوله: «لعاقبتك، احلف» ليس في (س).
(٤) بعده في (س): «قال».
[١٧٠٩٠] [شيبة:١٢٤١٤].
(٥) تقدم بسنده ومتنه برقم (١٣٤٧٩).
° [١٧٠٩٢] [التحفة: ع ١٢٢٧٦] [الإتحاف: عه خز حب حم ١٧٩٨٧].
(٦) تصحف في الأصل إلى: «والاب»، والمثبت من (س)، وينظر: «صحيح مسلم» (١٦٨٧/ ١) من طريق المصنف، به.
اللات: صنم كان بالطائف، يعظمونه نحو تعظيم الكعبة. وكان موقعه غربي مسجد ابن عباس عن قرب. (انظر: المعالم الأثيرة، مادة: لوت).
(٧) القمار: كل لعب فيه مراهنة. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: قمر).

[١٧٠٩٣] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: يُكْرَهُ أَنْ يَحْلِفَ إِنْسَانٌ بِعِتْقٍ، أَوْ طَلَاقٍ، وَأَنْ يَحْلِفَ إِلَّا بِاللَّهِ، وَكُرِهَ أَنْ يَحْلِفَ بِالْمُصْحَفِ.

١٠ - بَابُ الْحلِفِ بِغَيْرِ اللَّهِ، وَايْمُ اللَّهِ (١)، وَلَعَمْرِي
[١٧٠٩٤] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً يَقُولُ: كَانَ خَالِدُ بْنُ الْعَاصِ، وَشَيْبَةُ بْنُ عُثْمَانَ، يَقُولَانِ إِذَا أَقْسَمَا: وَأَبِي *، فَنَهَاهُمَا أَبُو هُرَيْرَةَ عَنْ ذَلِكَ، أَنْ يَحْلِفَا بِآبَائِهِمَا، قَالَ: فَغَيَّرَ (٢) شَيْبَة، فَقَالَ: لَعَمْرِي، وَذَلِكَ أَنَّ إِنْسَانًا سَأَلَ عَطَاءً عَنْ لَعَمْرِي، وَعَنْ لَاهَا اللَّهِ (٣) أَبِهِمَا بَأْسٌ؟ فَقَالَ: لَا، ثُمَّ حَدَّثَ هَذَا الْحَدِيثَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَقُولُ: مَا لَمْ يَكُنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَلَا بَأْسَ، فَلَيْسَ لَعَمْرِي بِقَسَمٍ.
[١٧٠٩٥] عبد الرزاق *، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ إِنْسَانًا سَأَلَ عَطَاءً فَقَالَ: حَلَفْتُ بِالْبَيْتِ (٤)، أَوْ قُلْتُ: وَكِتَابِ اللَّهِ، قَالَ (٥): لَيْسَا (٦) لَكَ بِرَبٍّ، لَيْسَتْ بِيَمِين.
[١٧٠٩٦] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ وَقَتَادَةَ قَالَا: مَنْ قَالَ: أَشْهَد، أَحْلِف، فَلَيْسَ بِشَيءٍ، فَإِذَا قَالَ: حَلَفْتُ وَلَمْ يَحْلِفْ، فَهِيَ كَذْبَةٌ.
° [١٧٠٩٧] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا رَفَعَه، قَالَ: «لَا تَحْلِفُوا بِالطَّوَاغِيتِ (٧)، وَلَا بِآبَائِكُمْ وَلَا بِالْأَمَانَةِ».


(١) ايم الله: من ألفاظ القسم، كقولك: لَعمر الله وعهد الله، وهمزتها وصل، وقد تقطع، وقيل: إنها جمع يمين، وقيل: هي اسم موضوع للقسم. (انظر: النهاية، مادة: أيم).
* [س/٢١١].
(٢) قوله: «قال: فغير» وقع في الأصل: «فقال: غير»، والمثبت من (س).
(٣) قوله: «لاها الله» تصحف في الأصل إلى: «هلاه إذا»، والمثبت من (س).
* [٥/ ٤٣ ب].
(٤) تصحف في الأصل إلى: «بالله»، والمثبت من (س)، وينظر: «المحلى» (٨/ ٣٣) معزوا للمصنف.
(٥) ليس في (س).
(٦) تصحف في الأصل، (س): «ليستا»، والتصويب من «المحلى».
(٧) الطواغيت: جمع الطاغوت وهو الشيطان، أو ما يزين لهم أن يعبدوه من الأصنام. ويقال للصنم: طاغوت. (انظر: النهاية، مادة: طغا).

° [١٧٠٩٨] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ: لَعَمْرُكَ، وَلَا يَرَى بِـ «لَعَمْرِي» بَأْسًا.
قَالَ مَعْمَرٌ: وَكَانَ الْحَسَن، يَقُولُ: وَلَا بَأْسَ بِايْمِ اللَّهِ، وَيَقُولُ: قَدْ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «وَايْمُ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ» (١).
[١٧٠٩٩] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ: وَايْمُ اللَّهِ حَيْثُ كَانَ، وَلَا يَرَى بِقَوْلِهِ: وَايْمُ اللَّهِ بَأْسًا.
[١٧١٠٠] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ: وَاللَّهِ حَيْثُ كَانَ.
[١٧١٠١] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ: زَعَمَ.
[١٧١٠٢] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ زَهْدَمٍ الْجَرْمِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاس يَقُولُ: وَايْمُ اللَّهِ.
[١٧١٠٣] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ (٢) عُمَرَ قَالَ: وَايْمُ اللَّهِ فِي حَدِيثِ غَيْلَانَ بْنِ سَلَمَةَ.
[١٧١٠٤] عبد الرزاق عَنِ ابْنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: إِذَا قَالَ (٣): حَلَفْتُ وَلَمْ يَحْلِفْ فَهِيَ يَمِينٌ.


(١) هذان الأثران ليسا في أصل مراد ملا، واستدركناهما من النسخة (س).
[١٧١٠٠] [شيبة:١٢٥٤٠].
[١٧١٠٣] [الإتحاف: طح حب قط كم حم ٩٦٦٥].
(٢) بعده في الأصل، و(س): «ابن»، ولعله سبق قلم من الناسخ، وقد تقدم قول عمر رضي الله عنه عند المصنف برقم (١٣٠٨٧).
• [١٧١٠٤] [شيبة: ١٢٤٢٣].
(٣) ليس في (س).

[١٧١٠٥] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: اخْتَصَمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَمُعَاذُ بْنُ عَفْرَاءَ فَحَكَّمَا أُبَيَّ بْنَ كعْبٍ فَأَتَيَاه، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطابِ (١): إِلَى بَيْتِهِ يُؤْتَى الْحَكَم، فَقَضَى عَلَى عُمَرَ بِالْيَمِينِ فَحَلَفَ، ثُمَّ وَهَبَهَا لَهُ مُعَاذٌ.
[١٧١٠٦] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (٢) أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَقُولَ: لَا، بِحَمْدِ اللَّهِ (٣).

١١ - بَابُ الْحَلِفِ بِالْقُرْآنِ وَالْحُكْم فِيهِ (٤)
[١٧١٠٧] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنِ (٥) الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ (٦) قَالَ (٧): مَنْ كَفَرَ بِحَرْفٍ مِنَ الْقُرْآنِ فَقَدْ كَفَرَ بِهِ أَجْمَعَ، وَمَنْ حَلَفَ بِالْقُرْآنِ فَعَلَيْهِ بِكُلِّ آيَةٍ مِنْهُ يَمِينٌ.
[١٧١٠٨] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي كَنَفٍ (٨)، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ مَرَّ بِرَجُلٍ وَهُوَ يَقُولُ: وَسُورَةِ الْبَقَرَةِ، فَقَالَ: أَتُرَاهُ مُكَفِّرًا؟ أَمَا إِنَّ عَلَيْهِ بِكُلِّ آيَةٍ مِنْهَا يَمِينًا.


(١) قوله: «بن الخطاب» ليس في (س).
• [١٧١٠٦] [شيبة: ٢٦١٧٠].
(٢) قوله: «عن إبراهيم» سقط من الأصل، واستدركناه من «مصنف ابن أبي شيبة» (٢٥٦٥٦)، «الصمت» لابن أبي الدنيا (٣٥٤) كلاهما من طريق مغيرة، عن إبراهيم … بنحوه.
(٣) قوله: «بحمد الله» تصحف في الأصل إلى: «والحمد للَّه»، والتصويب من المصدرين السابقين، وهذا الأثر ليس في (س).
(٤) قوله: «والحكم فيه» ليس في (س).
• [١٧١٠٧] [شيبة: ١٢٣٦٢].
(٥) تصحف في الأصل إلى: «و»، والمثبت من (س)، وينظر الأحاديث السابقة (٢٤٩، ٦٢٤، ٦٧٤)، وينظر ترجمة سفيان الثوري من «تهذيب الكمال» (١١/ ١٥٤).
(٦) قوله: «عن ابن مسعود» ليس في (س).
(٧) سقط من الأصل، والمثبت من (س)، وينظر: «كنز العمال» (٤٠٣٦) معزوا للمصنف.
• [١٧١٠٨] [شيبة: ١٢٣٦٢].
(٨) تصحف في الأصل إلى: «مكنف»، وفي (س): «كثير»، وينظر: «تاريخ الإسلام» (٢/ ٩٠٠).

° [١٧١٠٩] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ قَالَ (١): النَّبِيُّ ﷺ: «مَنْ حَلَفَ بِسُورَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ فَعَلَيْهِ بِكُلِّ آيَةٍ مِنْهَا (١) يَمِينُ صَبْرٍ (٢)، فَمَنْ شَاءَ بَرَّه، وَمَنْ شَاءَ فَجَرَهُ».
[١٧١١٠] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ: مَنْ حَلَفَ بِسُورَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ فَعَلَيْهِ بِكُلِّ آيَةٍ مِنْهَا يَمِينُ صَبْرٍ.
[١٧١١١] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ (٣) أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ: وَسُورَةِ الْبَقَرَةِ يَحْلِفُ بِهَا؟ فَقَالَ: أَمَا إِنَّ عَلَيْهِ بِكُلِّ حَرْفٍ مِنْهَا يَمِينًا.

١٢ - بَابُ اللَّغْوِ وَمَا هُوَ (٤)؟
[١٧١١٢] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّهُ جَاءَ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ مَعَ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَكَانَتْ مُجَاوِرَةً فِي جَوْفِ ثَبِيرٍ فِي نَحْوِ مِنًى،


° [١٧١٠٩] [شيبة: ١٢٣٥٧، ١٢٣٦١].
(١) من (س).
(٢) يمين الصبر: الملزمة بالقضاء والحكم؛ لأنه مصبور (محبوس) عليها ولا كفارة فيها إلا التوبة والاستغفار. (انظر: النهاية، مادة: صبر).
[١٧١١٠] [التحفة: د ١٨٥٣٩].
(٣) تصحف في الأصل إلى: «بن»، والمثبت من (س)، وينظر أسانيد الأحاديث السابقة برقم (١٥٦٣، ٢٦٦١، ٣١٦٨)، وأبو إسحاق هو: عمرو بن عبد الله، أبو إسحاق السبيعي، يروي عن أبي الأحوص الجشمي عوف بن مالك بن نضلة، تلميذ ابن مسعود، وينظر ترجمته في «تهذيب الكمال» (٢٢/ ١٠٢).
(٤) قوله: «وما هو» ليس في (س).
[١٧١١٢] [التحفة: خ ١٧١٧٧، خ س ١٧٣١٦، د ١٧٣٧٥، خ ١٧٣٨٢].

فَقَالَ عُبَيْد: أَيْ (١) هَنَتَاهْ *! مَا قَوْلُ اللَّهِ عز وجل: ﴿لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ﴾ [البقرة: ٢٢٥]، قَالَتْ: هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي (٢) يَقُولُ: لَا وَاللَّهِ، وَبَلَى (٣) وَاللَّهِ.
قَالَ عُبَيْدٌ: أَيْ (٤) هَنَتَاهْ! فَمَتَى الْهِجْرَةُ؟ قَالَتْ: لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ، إِنَّمَا كَانَتِ الْهِجْرَةُ قَبْلَ الْفَتْحِ، حِينَ يُهَاجِرُ الرَّجُلُ بِدِينِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَأَمَّا حِينَ كَانَ الْفَتْح، فَحَيْثُمَا شَاءَ رَجُلٌ عَبَدَ اللَّهَ، لَا يُضيِّع، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: فَمَا ﴿وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ﴾ [المائدة: ٨٩]؟ قَالَ: وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ. قَالَ: قُلْتُ لَهُ: لِشَيءٍ يَعْتَمِدُهُ وَيَعْقِلُ (٥) عَنْهُ (٦)، قَوْلِي: وَاللَّهِ لَا أَفْعَلُهُ وَلَمْ أَعْقِدْ، إِلَّا أَنِّي قُلْتُ: وَاللَّهِ (٧) لَا أَفْعَلُه، قَالَ: وَذَلِكَ أَيْضًا مِمَّا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ، وَتَلَا: ﴿وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ﴾ [البقرة: ٢٢٥].
[١٧١١٣] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: هُمُ الْقَوْمُ يَتَدَارَءُونَ (٨) فِي الْأَمْرِ يَقُولُ (٤) هَذَا: لَا وَاللَّهِ، وَبَلَى وَاللَّهِ، وَكَلَّا وَاللَّهِ، يَتَدَارَءُونَ فِي الْأَمْرِ، لَا يَعْقِدُ (٩) عَلَيْهِ قُلُوبُهُمْ.


(١) في الأصل: «إني»، والمثبت من (س)، وينظر: «كنز العمال» (٤٢٧٣) معزوا للمصنف.
* [٥/ ٤٤ أ].
هنتاه: يا هذه، فتختص بالنداء، وقيل: بلهاء، كأنها نسبت إلى قلة المعرفة بمكايد الناس وشرورهم. (انظر: النهاية، مادة: هنا).
(٢) من (س).
(٣) في الأصل: «وبل»، والمثبت من (س).
(٤) ليس في (س).
(٥) في (س): «يعتقده».
(٦) في (س): «عليه».
(٧) قوله: «قلت: واللَّه» تصحف في الأصل إلى: «واللَّه قلت»، والمثبت من (س).
(٨) المدارأة: المخالفة والمدافعة. (انظر: اللسان، مادة: درأ).
(٩) عقد عليه قلبه: لزمه. (انظر: اللسان، مادة: عقد).

[١٧١١٤] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: هُوَ الرَّجُلُ يَحْلِفُ عَلَى الشَّيء يَرَى أَنَّهُ كَذَلِكَ وَلَيْسَ كَذَلِكَ، ﴿وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ﴾ [المائدة: ٨٩]، قَالَ: أَنْ تَحْلِفَ عَلَى الشَّيءِ وَأَنْتَ تَعْلَمُهُ (١).
[١٧١١٥] عبد الرزاق، عَنْ هُشَيْمِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: هُوَ الرَّجُلُ يَحْلِفُ عَلَى الْحَرَامِ، فَلَا يُؤَاخِذُهُ اللَّهُ بِتَرْكِهِ (٢).
[١٧١١٦] عبد الرزاق، عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ (٣): هُوَ الرَّجُلُ يَحْلِفُ عَلَى الشَّيءِ ثُمَّ يَنْسَى.
[١٧١١٧] قال هُشَيْمٌ: وَأَخْبَرَنِي مَنْصُورٌ، عَنِ الْحَسَنِ * مِثْلَ قَوْلِ إِبْرَاهِيمَ.
[١٧١١٨] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ، يَقُولُ: هُوَ الْخَطَأُ غَيْرُ الْعَمْدِ، كَقَوْلِ (٤) الرَّجُلِ: وَاللَّهِ إِنَّ هَذَا لكَذَا وَكَذَا (٥)، وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ صَادِقٌ فَلَا يَكُونُ كَذَلِكَ، وَقَالَهُ قَتَادَةُ.
[١٧١١٩] عبد الرزاق، عَنْ عُمَرَ (٦) بْنِ ذَرٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: الْبِرُّ (٧) وَالْإِثْمُ مَا حَلَفَ (٨) عَلَى عِلْمِهِ، وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ كَذَلِكَ، لَيْسَ فِيهِ إِثْم، وَلَيْسَ عَلَيْهِ فِيهِ (٩) كَفَّارَةٌ.


(١) في (س): «تعلم بعلمه».
(٢) من قوله: «الحرام ...... بتركه» ليس في (س).
(٣) هذا السند ليس في (س).
* [س / ٢١٢].
(٤) في (س): «وكقول» بزيادة الواو.
(٥) ليس في (س).
(٦) تصحف في الأصل إلى: «عمرو»، والمثبت من (س). وينظر: «تهذيب الكمال» (٢/ ٣٣٤)، وينظر أيضًا إسناد الحديث السابق برقم (٩٥٦٧)، والحديث التالي برقم (٢٠٧٦٦).
(٧) البِرّ: اسم جامع للخير كله. (انظر: جامع الأصول) (١/ ٣٣٧).
(٨) في (س): «يحلف».
(٩) من (س).

١٣ - بَابُ الْحَلِفِ فِي الْبَيْعِ وَالْحُكْمِ فِيهِ (١)
° [١٧١٢٠] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْوَهَّابِ، أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ أَخْبَرَه، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ أَخْبَرَه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ (٢): «إِنَّ الْأَيْمَانَ مَنْفَقَةٌ (٣) لِلسِّلَعِ وَ(٤) مَمْحَقَةٌ (٥) لِلمَالِ».
[١٧١٢١] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: مَرَّ ابْنُ مَسْعُودٍ بِرَجُلٍ يَبِيعُ سِلْعَتَه، فَضَرَبَهُ بِالسَّوْطِ، فَلَمَّا أَجَازَ (٦) سَأَلَ عَنْهُ الرَّجُل، فَقِيلَ لَهُ: هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، فَقَالَ (٧) لَهُ: لِمَ ضَرَبْتَنِي؟ قَالَ (٧): لِأَنَّكَ تَحْلِف، وإِنَّ (٤) الْحَلِفَ يُلْقِحُ الْبَيْعَ، وَيَمْحَقُ الْبَرَكَةَ.
° [١٧١٢٢] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِيهِ (٨)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ الْيَمِينَ الْكَاذِبَةَ تَنْفُقُ السِّلْعَةَ، وَتَمْحَقُ الْكَسْبَ».
° [١٧١٢٣] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ


(١) قوله: «والحكم فيه» من (س).
(٢) ليس في (س).
(٣) منفقة: مسبب لسرعة بيعها وكثرة الرغبة والحرص عليها بسبب اليمين. (انظر: المشارق) (٢/ ٢١).
(٤) من (س).
(٥) المحق والممحقة: النقص والمحو والإبطال. (انظر: النهاية، مادة: محق).
(٦) في (س): «جاز».
(٧) تصحف في الأصل إلى: «فقيل»، والمثبت من (س).
° [١٧١٢٢] [الإتحاف: حب حم ١٩٣٧٧] [شيبة: ٢٢٦٣٢، ٢٢٦٤١].
(٨) قوله: «عن أبيه» ليس في (س). ينظر: «مسند الحميدي» (١٠٦٠) و«مسند أحمد» (٧٢٩٣) عن ابن عيينة، به، و«إتحاف الهرة» (١٩٣٧٧).
° [١٧١٢٣] [التحفة: د ت س ق ١١١٠٣]، وسيأتي: (١٧١٢٤).

قَيْسِ - أَحْسِبُهُ قَالَ: - بْنِ أَبِي (١) غَرَزَةَ (٢)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ الْبَيْعَ يَحْضُرُهُ اللَّغَطُ (٣) وَالْحَلِف، فَشُوبُوهُ (٤) بِشَيْءٍ مِنَ * الصَّدَقَةِ، أَوْ مِنْ صَدَقَةٍ (٥)».
° [١٧١٢٤] عبد الرزاق، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ يُحَدِّث، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ (٦) قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، وَنَحْنُ نَبِيعُ فِي السُّوقِ، وَنَحْنُ نُسَمَّى السَّمَاسِرَة، فَقَالَ: «يَا مَعَاشِرَ التُّجَّارِ، إِنَّ سُوقَكُمْ هَذَا يُخَالِطُهَا اللَّغْوُ وَالْحَلِفُ، فَشُوبُوهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّدَقَةِ، أَوْ مِنْ صَدَقَةٍ».
[١٧١٢٥] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ: يَأْتِي إِبْلِيسُ بِقَيْرَوَانِهِ، فَيَضَعُهُ فِي السُّوقِ، فَلَا يَزَالُ الْعَرْشُ يَهْتَزُّ مِمَّا يَعْلَمُ اللَّه، وَيَشْهَدُ اللَّهُ مَا لَمْ يَشْهَدْ.
[١٧١٢٦] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمُ لِشَيْءٍ لَا يَعْلَمُهُ (٧): اللَّهُ يَعْلَمُهُ؛ وَهُوَ لَا يَعْلَمُه، فَيَعْلَمُ اللَّهُ (٨) مَا لَمْ يَعْلَمْ، وَذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (٩).


(١) سقط من الأصل، والمثبت من (س). وينظر: «معرفة الصحابة» لأبي نعيم (٤/ ٢٣١٠)، وينظر الحديث التالي.
(٢) تصحف في (س) إلى: «عروة».
(٣) اللغط: الصوت والضجة لا يفهم معناها. (انظر: النهاية، مادة: لغط).
(٤) الشوب: الخلط. (انظر: النهاية، مادة: شوب).
* [٥/ ٤٤ ب].
(٥) قوله: «أو من صدقة» ليس في (س).
° [١٧١٢٤] [التحفة: د ت س ق ١١١٠٣] [الإتحاف: جا كم حم ١٦٣٦٤]، وتقدم: (١٧١٢٣).
(٦) تصحف في (س): «عروة». ينظر الحديث السابق.
(٧) قوله: «لشيء لا يعلمه» ليس في الأصل، (س) والمثبت من «الأدب المفرد» (٧٦٤) من طريق سفيان.
(٨) اسم الجلالة في الأصل: «أنه»، والمثبت من (س). وينظر: «كنز العمال» (٩٠٤٠) معزوًّا للمصنف.
(٩) كذا وقع الأثر في الأصل، (س)، و«كنز العمال»، ووقع في «الأدب المفرد»: «لا يقولن أحدكم لشيء لا يعلمه: الله يعلمه؛ واللَّه يعلم غير ذلك، فيعلم الله ما لا يعلم، فذاك عند الله عظيم».

[١٧١٢٧] عبد الرزاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ أَبِي يَعْلَى (١)، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يَقُولُ: إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا قَالَ لِشَيْءٍ: لَمْ يَكُنِ اللَّهُ يَعْلَمُ ذَلِكَ، يَقُولُ اللَّهُ عز وجل: عَجَزَ (٢) عَبْدِي أَنْ يَعْلَمَ غَيْرِي (٣).

١٤ - بَابُ الْخِلَابَةِ (٤) فِي الْبَيْعِ (٥) وَإِحْنَاثِ الْإِنْسَانِ الْإِنْسَانَ، عَلَى أَيِّهِمَا التَّكْفِيرُ؟
[١٧١٢٨] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَأَلَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى عَطَاءً فَقَالَ: يُنْكَرُ عَنْدَنَا، وَيَقُولُ: هِيَ خِلَابَةٌ أَنْ يَسُومَ (٦) الرَّجُلُ الرَّجُلَ سِلْعَتَهُ (٧) فَيَحْلِفُ (٨) الْمُسَوَّمُ (٩) لَا (١٠) يَبِيعُهُ بِذَلِكَ، وَهُوَ يُضْمِرُ فِي نَفْسِهِ الْبَيْعَ بِذَلِكَ، وَ(١١) يُكَفِّرُ عَنْ يَمِينِهِ.
[١٧١٢٩] عبد الرزاق، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ (١٢)، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: إِذَا قَالَ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ بِاللهِ، فَيَنْبَغِي لَهُ أَلَّا يُحْنِثَه، فَإِنْ فَعَلَ، كَفَّرَ الَّذِي حَلَفَ.


(١) في الأصل: «ابن أبي يعلى»، والمثبت من (س) وهو: «أبو يعلى المنذر بن يعلى الثوري الكوفي».
(٢) ليس في الأصل، وفي (س): «فجر»، والمثبت من «كنز العمال» (١٧٤١) معزوا لابن عساكر.
(٣) في (س): «عندي»، وفي «كنز العمال»: «عبدي». ولعل الصواب: «فجر عبدي مَنْ يَعْلم غيري؟». واللَّه أعلم.
(٤) الخلاب والخلابة: الخداع. (انظر: التاج، مادة: خلب).
(٥) في (س): «الأيمان».
(٦) السوم والمساومة: المجاذبة بين البائع والمشتري على السلعة وفصل ثمنها. (انظر: النهاية، مادة: سوم).
(٧) في (س): «بسلعته».
(٨) في (س): «فحلف».
(٩) تصحف في الأصل إلى: «السوم»، والمثبت من (س).
(١٠) في (س): «إلا».
(١١) بعده في (س): «أن»، والمثبت من الأصل هو الأحسن سياقًا.
(١٢) قوله: «عبد الله بن عمر» وقع في (س): «عبيد الله بن عمر». وكلاهما له رواية عن نافع، وكلاهما يروي عنهما المصنف.

[١٧١٣٠] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً يُسْأَلُ عَنْ رَجُلٍ أَقْسَمَ (١) عَلَى رَجُلٍ فَأَحْنَثَه، عَلَى أَيِّهِمَا الْكَفَّارَةُ؟ فَقَالَ: عَلَى الْحَالِفِ (٢)، ثُمَّ سَأَلْتُهُ أَنَا بَعْد، فَقَالَ: مِثْلَ ذَلِكَ.
[١٧١٣١] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: تَكُونُ الْكَفَّارَةُ عَلَى الَّذِي حَنِثَ، وَالْإِثْمٌ عَلَى الَّذِي أَحْنَثَه، قَالَ (٣): وَلَا يَكُونُ يَمِينًا، حَتَّى يَقُولَ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ بِاللَّهِ، فَأَمَّا إِنْ قَالَ (٤): أَقْسَمْتُ فَلَيْسَ بِشَيءٍ.
[١٧١٣٢] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ عِكْرِمَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَقْسَمَ عَلَى رَجُلٍ وَهُوَ يَرَى أَنْ سَيَبَرُّهُ فَلَمْ يَبَرَّه، فَإِنَّ إِثْمَهُ عَلَى الَّذِي لَمْ يَبَرَّهُ (٥).
° [١٧١٣٣] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّ مَوْلَاةً لِعَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَقْسَمَتْ عَلَيْهَا فِي قَدِيدَةٍ (٦) تأْكُلُهَا، فَأَحْنَثَتْهَا عَائِشَةُ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ ﷺ، تَكْفِيرَ الْيَمِينِ عَلَى عَائِشَةَ.

١٥ - بَابُ مَنْ حَلَفَ عَلَى مِلَّةٍ (٧) غَيْرِ الْإِسْلَامِ
° [١٧١٣٤] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ


(١) في (س): «حلف».
(٢) في الأصل: «الحانث»، والمثبت من (س). ينظر: «شرح ابن بطال» (٦/ ١١١)؛ حيث قال: «واختلف الفقهاء إذا أقسم على الرجل فحنثه، فروي عن ابن عمر أن الحالف يُكفر، وروي مثله عن عطاء وقتادة».
(٣) من (س).
(٤) في (س): «يقول».
(٥) في الأصل، (س): «يبرره»، والتصويب من «سنن الدارقطني»، «السنن الكبرى» للبيهقي (١٩٩١٨)، «حلية الأولياء» (٣/ ٣٤٦) كلهم من طريق عكرمة، بنحوه.
(٦) في (س): «حريرة».
(٧) الملة: الشريعة والدين، والجمع: الملل. (انظر: المعجم العربي الأساسي، مادة: ملل).
° [١٧١٣٥] [التحفة: ع ٢٠٦٢] [الإتحاف: مي ش حم ٢٤٧٠]، وسيأتي: (١٧١٤٦، ٢٠٧٧٢).

ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ * رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ حَلَفَ عَلَى مِلَّةِ غَيْرِ الْإِسْلَامِ كَاذِبًا، فَهُوَ كَمَا قَالَ».
[١٧١٣٥] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: إِذَا قَالَ أَقْسَمْتُ أَوْ أَقْسَمْتُ بِاللَّهِ فَهِيَ يَمِينٌ، أَوْ قَالَ أَشْهَدُ، أَوْ أَشْهَدُ بِاللَّهِ فَهِيَ يَمِينٌ، أَوْ قَالَ: عَلَيَّ عَهْدُ اللَّهِ وَمِيثَاقُهُ فَهِيَ يَمِينٌ، أَوْ قَالَ (١) عَلَيَّ نَذْرٌ أَوْ عَلَي لِلَّهِ نَذْرٌ فَهِيَ يَمِينٌ، أَوْ يَهُودِيٌّ، أَوْ نَصْرَانِيٌّ، أَوْ مَجُوسِيٌّ، فَهِيَ يَمِينٌ، أَوْ بَرِيءٌ مِنَ الْإِسْلَامِ، فَهِيَ يَمِينٌ، أَوْ قَالَ: عَلَيَّ ذِمَّةٌ (٢)، أَوْ عَلَيَّ ذِمَّةُ اللَّهِ فَهِيَ يَمِينٌ.
[١٧١٣٦] عبد الرزاق، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الرَّجُلِ يَقُولُ: هُوَ يَهُودِيٌّ، أَوْ نَصرَانِيٌّ، أَوْ مَجُوسِيٌّ، أَوْ بَرِيءٌ مِنَ الْإِسْلَامِ، أَوْ عَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ، أَوْ عَلَيْهِ نَذْرٌ، قَالَ (٣): يَمِينٌ مُغَلَّظَةٌ.
[١٧١٣٧] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَنْ قَالَ: أَنَا كَافِرٌ، أَوْ أَنَا * يَهُودِيٌّ، أَوْ نَصْرَانِيٌّ (٤)، أَوْ مَجُوسِيٌّ، أَوْ أَخْزَانِيَ اللَّهُ أَوْ شِبْهَ ذَلِكَ فَهِيَ يَمِينٌ يُكَفِّرُهَا.
[١٧١٣٨] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ فِي الرَّجُلِ يَقُولُ: أَخْزَانِي اللَّه، قَطَعَ اللَّهُ يَدَيَّ، صَلَبَنِي اللَّه، فَعَلَ اللَّهُ بِي (١)، يَدْعُو عَلَى نَفْسِهِ، قَالَ: لَيْسَ بِشَيءٍ.


* [٥/ ٤٥ أ].
• [١٧١٣٥] [شيبة: ١٢٤٧٢، ١٢٤٦٦].
(١) ليس في (س).
(٢) قوله: «علي ذمة» ليس في (س).
• [١٧١٣٦] [شيبة: ١٢٣٠٣].
(٣) تصحف في الأصل إلى: «أو عليه»، والمثبت من (س). وينظر: «كنز العمال» (٤٦٥١٤) معزوًّا للمصنف.
* [س / ٢١٣].
(٤) قوله: «أو نصراني» ليس في (س).

قَالَ جَابِرٌ: وَقَالَ الْحَكَمُ: أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ يُكَفِّرَ أَفْضَلُ (١).
[١٧١٣٩] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ إِنْسَانًا قَالَ لِعَطَاءٍ: رَجُلٌ قَالَ: عَلَيَّ غَضَبُ اللَّهِ، أَوْ أَخْزَانِيَ اللَّه، أَوْ دَعَوْتُ اللَّهَ عَلَى نَفْسِي بِشَيءٍ، أَأُكَفِّرُ؟ قَالَ: هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ إِنْ فَعَلْتَ، قَالَ: فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ؟ قَالَ: لَيْسَ عَلَيْكَ شَيءٌ، لَيْسَتْ بِيَمِينٍ (٢).
[١٧١٤٠] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءَ سُئِلَ (٣) عَنْ قَوْلِ الرَّجُلِ: عَلَيَّ عَهْدُ اللَّهِ وَمِيثَاقُه، ثُمَّ يَحْنَثُ، أَيَمِينٌ هِيَ؟ قَالَ: لَا، إِلَّا أَنْ يَكُونَ نَوَى الْيَمِينَ، أَوْ قَالَ: أَخْزَانِيَ اللَّه، أَوْ قَالَ (٤): عَلَيَّ (٥) لَعْنَةُ اللَّهِ، أَوْ قَالَ (٤): أُشْرِكُ بِاللَّهِ، أَوْ أكفُرُ بِاللَّهِ، أَوْ مِثْلَ ذَلِكَ، قَالَ: لَا، إِلَّا مَا حَلَفَ بِاللَّهِ عز وجل.
[١٧١٤١] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ فِي الرَّجُلِ يَقُولُ: عَلَيَّ عَهْدُ اللهِ وَمِيثَاقُهُ أَوْ عَلَيَّ عَهْدُ اللَّهِ، قَالَ: يَمِينٌ يُكَفِّرُهَا.
[١٧١٤٢] عبد الرزاق، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ (٦) لِرَى الْقَسَمَ يَمِينًا.
[١٧١٤٣] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: الْعَهْدُ يَمِينٌ.
[١٧١٤٤] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: الْعَهْدُ يَمِينٌ (٧).


(١) من (س).
(٢) هذا الأثر ليس في (س). وسيأتي قبل حديث (١٧١٤٦).
(٣) قوله: «قال: سمعت عطاء سئل» وقع في (س): «قال: سمعت قال».
(٤) ليس في (س).
(٥) في (س): «عليه».
• [١٧١٤٢] [شيبة: ١٢٤٥٥].
(٦) في (س): «قال».
(٧) هذا الأثر ليس في أصل مراد ملا، واستدركناه من (س).

[١٧١٤٥] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: مَا الْيَمِينُ الْمُغَلَّظَةُ؟ فَمَا خَصَّ لِي مِنَ الْأَيْمَانِ شَيْئًا، دُونَ شَيْءٍ إِنَّمَا هِيَ الْمُغَلَّظَة، قُلْتُ لَهُ (١): إِنَّكَ قُلْتَ لِي مَرَّةً: الْحَلِفُ بِالْعَتَاقَةِ مِنَ الْأَيْمَانِ الْمُغَلَّظَةِ، فِيهَا عِتْقُ رَقَبَةٍ، فَكَذَلِكَ الْعَتَاقَةُ؟ قَالَ: مَا بَلَغَنِي فِيهَا شَيْءٌ، وإِنِّي لأَكْرَهُ أَنْ أَقُولَ فِيهَا شَيْئًا وَأَنْ أَعْتِقَ فِيهَا رَقَبَةً أَحَبُّ إِلَيَّ إِنْ فَعَلْتُ.
° [١٧١٤٦] عبد الرزاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «لَا نَذْرَ فِيمَا لَا تَمْلِك، وَلَعْنُ الْمُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ فِي الدُّنْيَا، عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ حَلَفَ بِمِلَّةٍ غَيْرِ الْإِسْلَامِ كَاذِبًا، فَهُوَ كَمَا قَالَ، وَمَنْ قَالَ لِمُؤْمِنٍ: يَا كَافِر، فَهُوَ كَقَتْلِهِ» *.
[١٧١٤٧] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ وَقَتَادَةَ فِي الرَّجُلِ يَقُولُ: أَشْهَد، وَأَقْسَمْت، وَحَلَفْت، قَالَا (٢): لَيْسَ بِشَيْءٍ حَتَّى يَقُولَ: أَحْلِفُ بِاللَّهِ، وَأَقْسَمْتُ بِاللَّهِ (٣).
° [١٧١٤٨] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ (٤)، أَنَّ (٥) أَبَا بَكْرٍ قَالَ لِلنَّبِيِّ ﷺ فِي الرُّؤْيَا حِينَ عَبَرَهَا: أَقْسَمْتُ بِأَبِي أَنْتَ (٦) لَتُخْبِرَنِّي بِالَّذِي أَخْطَأْت، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «لَا تُقْسِمْ»، وَلَمْ يَأْمُرْ بِتَكْفِيرٍ (٧).


(١) من (س).
° [١٧١٤٦] [التحفة: ع ٢٠٦٢] [الإتحاف: مي ش حم ٢٤٧٠] [شيبة: ١١٢٢٨١] وسيأتي: (٢٠٧٧٢).
* [٥/ ٤٥ ب].
(٢) في (س): «قال».
(٣) قوله: «وأقسمت باللَّه» ليس في (س).
(٤) قوله: «عبيد الله» تصحف في (س) إلى: «عبد الله». وينظر: «سنن أبي داود» (٣٢٤٢) من طريق المصنف.
(٥) تصحف في الأصل إلى: «بن»، والمثبت من (س). وينظر: «سنن الترمذي» (٢٤٦٠)، «السنن الكبرى» للبيهقي (١٩٩١٢)، «شرح السنة» للبغوي (٣٢٨٣) جميعهم من طريق المصنف، به.
(٦) ليس في الأصل، والمثبت من (س).
(٧) قوله: «ولم يأمر بتكفير» وقع في (س): «ولم يبلغنا أنه أمره بتكفيره».

١٦ - بَابُ مَنْ قَالَ: مَالِي فَي سَبِيلِ اللَّهِ
[١٧١٤٩] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنْ صَفِيَّةَ ابْنَةِ شَيْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، أَنَّهَا سَأَلَتْهَا أَوْ سَمِعَتْهَا، تُسْأَلُ: عَنْ حَالِفٍ حَلَفَ، فَقَالَ: مَالِي ضرَائِبُ (١) فِي رِتاجِ (٢) الكعْبَةِ، أوْ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَقَالتْ: لهُ يَمِينٌ.
وَأَخْبَرَنِي حَاتِمٌ خَتَنُ عَطَاءٍ أَنَّهُ كَانَ رَسُولَ عَطَاءٍ إِلَى صَفِيَّةَ فِي ذَلِكَ.
[١٧١٥٠] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ صَفِيَّةَ (٣)، عَنْ أُمِّهِ صَفِيَّةَ ابْنَةِ شَيْبَةَ (٤)، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا سُئِلَتْ (٥) عَنْ رَجُلٍ جَعَلَ كُلَّ مَالٍ لَهُ فِي رِتَاجِ الْكَعْبَةِ، فِي شَيْءٍ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَمَّةٍ لَه، قَالَتْ عَائِشَةُ: يُكَفِّرُهُ مَا يُكَفرُ الْيَمِينَ.
[١٧١٥١] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَائِشَةَ … مِثْلَهُ (٦).
[١٧١٥٢] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ الْحَسَنَ وَعِكْرِمَةَ يَقُولَانِ مِثْلَ قَوْلِ عَائِشَةَ (٦).
[١٧١٥٣] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ


(١) تصحف في الأصل إلى: «إذا ضربت»، والمثبت من (س). وينظر: «المحلى» (٨/ ٨)، وينظر الأثر التالي برقم (١٧١٧٢).
(٢) الرتاج: الباب، يقال: جعلت مالي في رِتاج الكعبة، أي: جعلته لها، والمعنى: أن يكون ماله هَدْيًا إلى الكعبة أو في كسوتها والنفقة عليها. (انظر: جامع الأصول) (١١/ ٦٧٨).
(٣) تصحف «بن» في الأصل إلى: «عن»، وفي (س): «بن أبي صفية». ينظر ترجمته في: «تهذيب الكمال» (٣٥/ ١٠٩)، وانظر: «السنن الكبرى» للبيهقي (٢٠٠٦٢)، «معرفة السنن والآثار» (١٩٦١٥) من طريق الثوري، بنحوه.
(٤) تصحف في الأصل إلى: «شعبة»، والمثبت من (س).
(٥) قوله: «أنها سئلت» سقط من الأصل، والمثبت من (س). ينظر: «الموطأ - رواية يحيى الليثي» (١٧٥٢) من طريق منصور، عن أمه، به.
(٦) هذا الأثر ليس في أصل مراد ملا، واستدركناه من النسختين (ف)، (س).

أَبِيهِ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: الْحَلِفُ بِالْإِعْتَاقِ (١)، وَكُلُّ شَيءٍ لِي فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَمَالِي هَدْيٌ (٢)، وَهَذَا النَّحْوُ يَمِينٌ مِنَ الْأَيْمَانِ، كَفارَتُهُ كَمَّارَةُ يَمِينٍ.
[١٧١٥٤] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سُئِلَ عَطَاءٌ، عَنْ رَجُلٍ قَالَ: عَلَيَّ أَلْفُ بَدَنَةٍ، قَالَ: يَمِينٌ (٣)، وَعَنْ رَجُلٍ قَالَ: عَلَيَّ أَلْفُ حَجَّةٍ، قَالَ: يَمِينٌ، وَعَنْ رَجُلٍ قَالَ: مَالِي هَدْيٌ، قَالَ: يَمِينٌ، وَعَنْ رَجُلٍ قَالَ: مَالِي فِي الْمَسَاكِينِ، قَالَ: يَمِينٌ.
[١٧١٥٥] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ الْحَسَنَ، يَقُولُ فِيهِ مِثْلَ قَوْلِ عَطَاءٍ، قَالَ: وَكَانَ الشَّعْبِيُّ وإبْرَاهِيمُ يُلْزِمَانِ كُلَّ رَجُلٍ مَا جَعَلَ عَلَى نَفْسِهِ.
° [١٧١٥٦] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عُمَرَ، فَقَالَ: إِنِّي جَعَلْتُ مَالِي فِي سَبِيلِ اللَّهِ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ.
قَالَ الزُّهْرِيُّ وَلَمْ أَسْمَعْ فِي هَذَا النَّحْوِ بِوَجْهٍ إِلَّا مَا قَالَ: النَّبِيُّ ﷺ لِأَبِي لُبَابَةَ: «يَجْزِيكَ الثُّلُثُ»، وَلِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: «أَمْسِكْ عَلَيْكَ بَعْضَ مَالِكَ، فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ».
[١٧١٥٧] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: رَجُلٌ قَالَ: إِبِلِي نَذْرٌ، أَوْ هَدْيٌ، قَالَ: لَعَلَّهُ أَنْ يُجْزِئَ عَنْهُ بَعِيرٌ (٤)، إِنْ كَانَتْ إِبِلُهُ كَثِيرَةً.
[١٧١٥٨] عبد الرزاق، عَنْ عُمَرَ (٥) بْنِ ذَرٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا يَسْأَلُ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ رَجُلٍ جَعَلَ إِبِلَهُ هَدْيًا، فَقَالَ: يَنْظُرُ جَزُورًا سَمِينًا، فَلْيُهْدِهِ، ثُمَّ يُمْسِكُ بَقِيَّةَ إِبِلِهِ.


(١) في (س): «بالعتاق».
(٢) في (س): «هذا».
• [١٧١٥٤] [شيبة: ١٢٥٣٧].
(٣) من أول السند إلى هنا ليس في (س).
(٤) البعير: يقع على الذكر والأنثى من الإبل، وسمي بعيرا؛ لأنه يبعر، والجمع: أبعرة وبُعران.
(انظر: حياة الحيوان للدميري) (١/ ١٩٣).
(٥) تصحف في الأصل، (س) إلى: «عمرو»، والتصويب من «تهذيب الكمال» (٢١/ ٣٣٤).

[١٧١٥٩] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدٍ (١)، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سُفْيَانَ أَخْبَرَه، أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ رَاهِطٍ، قَالَ لِغُلَامٍ لَهُ: أَخْرِجِ الْعَتَلَةَ (٢) أَوِ الزَّلْزَلَةَ، فَقَالَ الْغُلَامُ: هِيَ فِي الْبَيْتِ *، فَأَخْرِجْهَا، فَدَخَلَ سَيِّدُهُ * فَابْتَغَاهَا (٣)، فَلَمْ يَجِدْهَا، فَخَرَجَ إِلَى الْغُلَامِ، فَقَالَ: لَا أَجِدُهَا، فَقَالَ: إِنَّهَا فِي الْبَيْتِ، قَالَ: فَادْخُلْ فَإِنْ وَجَدْتَهَا فَأَنْتَ حُرُّ، فَدَخَلَ الْغُلَامُ فَوَجَدَهَا، فَأَخْرَجَهَا، قَالَ عُثْمَانُ: فَأَخْبَرَنِي ابْنُ سُفْيَانَ أَنَّهُ كَتَبَ بِذَلِكَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ وَأَنَّهُ كَتَبَ إِلَيْهِ: إِنَّمَا ذَاكَ بَاطِلٌ، وَإِنَّمَا هِيَ يَمِينٌ.
[١٧١٦٠] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي حَاضِرٍ (٤)، قَالَ: حَلَفَتِ امْرَأَةٌ مَنْ أَهْلِ ذِي أَصْبَحَ، فَقَالَتْ: مَالِي فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَجَارِيَتُهَا حُرَّةٌ، إِنْ لَمْ تَفْعَلْ (٥) كَذَا وَكَذَا، لِشَيءٍ كَرِهَهُ زَوْجُهَا فَحَلَفَ


(١) «عثمان بن عبد الله بن خالد» كذا في الأصل، (س)، ولا ندري من هو، ويحتمل - واللَّه أعلم - أن يكون محرفًا من: عبد العزيز بن عبد الله بن خالد، يعني: ابن أسيد القرشي الأموي، يروي عن عبد الله بن سفيان أبو سلمة المخزومي، وعنه ابن جريج. ينظر: «تهذيب الكمال» (١٨/ ١٥٠)، «معاني الأخيار» (٢/ ٨٥).
(٢) العتلة: عمود حديد يهدم به الحيطان، وقيل: حديدة كبيرة يقلع بها الشجر والحجر. (انظر: النهاية، مادة: عتل).
* [٥/ ٤٦ أ].
* [س / ٢١٤].
(٣) تصحف في الأصل إلى: «فابتاعها»، والمثبت من (س).
(٤) كذا في الأصل: «عثمان بن أبي حاضر»، وترجم له المزي في «تهذيب الكمال» (١٩/ ٣٥٠): «عثمان بن حاضر»، ثم قال: «وقال عبد الرزاق:»عثمان بن أبي حاضر … «اهـ. وقال أبو الحسن الميموني، عن أحمد بن حنبل:»عثمان بن حاضر المعروف، وعبد الرزاق أظنه غَلِط، فقال: عثمان بن أبي حاضر«.
(٥) في الأصل إلى:»يفعل«، والمثبت من (س)، وهو موافق لما في»السنن الكبرى«للبيهقي (٢٠٠٨١) من طريق المصنف، به، و»كنز العمال" (٤٦٥١٥) معزوًّا للمصنف.

زَوْجُهَا (١) أَلَّا تَفْعَلَه، فَسُئِلَ عَنْ ذَلِكَ ابْنُ عُمَرَ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، فَقَالَا أَمَّا الْجَارِيَةُ فَتُعْتَقُ (٢)، وَأَمَّا قَوْلُهَا: مَالِي فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَتَتَصَدَّقُ بِزكَاةِ مَالِهَا.
[١٧١٦١] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ جَعَلَ مَالَهُ هَدْيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ عز وجل لَمْ يُرِدْ أَنْ يَغْتَصِبَ أَحَدًا مَالَه، فَإِنْ كَانَ كَثِيرًا فَلْيُهْدِ خُمُسَه، وإِنْ كَانَ وَسَطًا فَسُبْعَه، وإِنْ كَانَ قَلِيلًا فَعُشْرَه، قَالَ قَتَادَةُ: وَالْكَثِيرُ أَلْفَانِ، وَالْوَسَطُ أَلْفٌ، وَالْقَلِيلُ خَمْسُمِائَةٍ.
[١٧١٦٢] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ (٣)، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو رَافِعٍ، قَالَ: قَالَتْ لِي مَوْلَاتِي لَيْلَى ابْنَةُ الْعَجْمَاءِ: كُلُّ مَمْلُوكٍ لَهَا حُرٌّ، وَكُلُّ مَالٍ لَهَا هَدْي، وَهِيَ يَهُودِيَّةٌ (٤)، وَنَصْرَانِيَّةٌ، إِنْ لَمْ تُطَلِّقْ زَوْجَتَكَ (٥)، أَوْ تُفَرِّقْ (٦) بَيْنَكَ وَبَيْنَ امْرَأَتِكَ، قَالَ: فَأَتَيْتُ زَيْنَبَ ابْنَةَ أُمِّ سَلَمَةَ، وَكَانَ إِذَا ذُكِرَتِ امْرَأَةٌ بِفِقْهٍ، ذُكِرَتْ زَيْنَب، قَالَ: فَجَاءَتْ مَعِي إِلَيْهَا، فَقَالَتْ: أَفِي الْبَيْتِ هَارُوتُ وَمَارُوتُ؟ فَقَالَتْ: يَا زَيْنَبُ! جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكِ، إِنَّهَا قَالَتْ: كُلُّ مَمْلُوكٍ لَهَا حُرٌّ، وَهِيَ يَهُودِيَّةٌ، وَنَصْرَانِيَّةٌ، فَقَالَتْ زَيْنَبُ (٧): يَهُودِيَّةٌ، وَنَصْرَانِيَّةٌ؟ خَلِّي بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ (٧) امْرَأَتِهِ، قَالَ (٨): فَكَأَنَّهَا لَمْ تَقْبَلْ (٩) ذَلِكَ، قَالَ: فَأَتَيْتُ حَفْصةَ فَأَرْسَلَتْ مَعِي إِلَيْهَا، فَقَالَتْ:


(١) قوله: «فحلف زوجها» سقط من الأصل، (س)، واستدركناه من «السنن الكبرى».
(٢) في الأصل: «فعتق»، والمثبت من (س).
(٣) قوله: «عن أبيه» سقط من الأصل، والمثبت من (س). ينظر: «الاستذكار» (١٥/ ٤٦)، (١٥/ ١٠٩) معزوًّا للمصنف.
(٤) في الأصل: «يهودي»، والمثبت من (س). ينظر: «الاستذكار»، «كنز العمال» (٤٦٥١٩) معزوًّا للمصنف.
(٥) في (س): «امرأتك».
(٦) قوله: «أو تفرق» وقع في (س): «ويفرق».
(٧) من (س).
(٨) ليس في (س).
(٩) تصحف في الأصل إلى: «تفعل»، والمثبت من (س).

يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ! جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكِ، إِنَّهَا (١) قَالَتْ: كُلُّ مَمْلُوكٍ لَهَا حُرٌّ، وَكُلُّ مَالٍ لَهَا هَدْيٌ، وَهِيَ يَهُودِيَّةٌ، وَنَصْرَانِيَّةٌ، قَالَ: فَقَالَتْ حَفْصَةُ: يَهُودِيَّةٌ، وَنَصْرَانِيَّةٌ؟ خَلِّي بَيْنَ الرَّجُلِ وَامْرَأَتِهِ، فَكَأَنَّهَا أَبَتْ، فَأَتَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ فَانْطَلَقَ مَعِي إِلَيْهَا فَلَمَّا سَلَّمَ عَرَفَتْ صوْتَه، فَقَالَتْ: بِأَبِي أَنْتَ، وَبِأُمِّي (٢) أَبُوكَ! فَقَالَ: أَمِنْ حِجَارَةٍ أَنْتِ، أَمْ مِنْ حَدِيدٍ (٣)، أَمْ مِنْ أَيِّ (٤) شَيءٍ أَنْتِ؟ أَفْتَتْكِ زَيْنَب، وَأَفْتَتْكِ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ، فَلَمْ تَقْبَلِي مِنْهُمَا، قَالَتْ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ، إِنَّهَا قَالَتْ: كُلُّ مَمْلُوكٍ لَهَا حُرٌّ، وَكُلُّ مَالٍ لَهَا هَدْيٌ، وَهِيَ يَهُودِيَّةٌ، وَنَصْرَانِيَّةٌ، قَالَ: يَهُودِيَّةٌ، وَنَصْرَانِيَّةٌ؟ كَفِّرِي عَنْ يَمِينِكَ، وَخَلِّي بَيْنَ الرَّجُلِ وَامْرَأَتِهِ.
[١٧١٦٣] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانٍ (٥)، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ … نَحْوَه، غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ: كُلُّ مَمْلُوكٍ لَهَا حُرٌّ.
[١٧١٦٤] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ فِي رَجُلٍ قَالَ لِرَجُلٍ أَنَا أَهْدِيكَ فَيَحْنَثُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْمُغِيرَة، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، وَفِرَاسٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّهُمَا (١) قَالَا: يُحِجُّهُ.
[١٧١٦٥] عبد الرزاق *، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ أَبِي (٦) أُمَيَّةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: يَحُجَّ بِهِ، وَيُهْدِي جَزُورًا.
قَالَ عَبْدُ الْكَرِيمِ وَقَالَ عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: يُهْدِي كَبْشًا، وَلَا يَحُجُّ بِهِ.


(١) من (س).
(٢) تصحف في الأصل إلى: «وبأبي»، والمثبت من (س).
(٣) قوله: «أم من حديد» ليس في (س).
(٤) سقط من الأصل، والمثبت من (س).
(٥) تصحف في الأصل إلى: «زبان»، والمثبت من (س)، وهو: أبان بن أبي عياش، شيخ معمر.
وينظر: «تهذيب الكمال» (٢/ ١٩).
* [٥/ ٤٦ ب].
(٦) ليس في (س).

[١٧١٦٦] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: يُهْدِي شَاةً (١).
[١٧١٦٧] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: يُهْدِي بَدَنَةً.
[١٧١٦٨] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: يُهْدِي بَدَنَةً، وَقَالَ الْحَسَنُ: يُكَفِّرُ يَمِينهُ (١).
[١٧١٦٩] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَعْمَرٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَأَلَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ عَنْ أَخٍ لَه، قَالَ: أَنَا أُهْدِي جَارِيَتِي هَذِهِ، قَالَ: يُهْدِي ثَمَنَهَا بُدْنًا، قَالَ مَعْمَرٌ: وَكَانَ قَتَادَةُ (٢) يَقُولُ فِي أَشْبَاهِ هَذَا: بَدَنَةٌ، قَالَ مَعْمَرٌ: وَكَانَ الْحَسَن، يَقُولُ: يُكَفِّرُ عَنْ يَمِينِهِ.
[١٧١٧٠] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: إِذَا أَهْدَى شَيْئًا، فَلْيُمْضِهِ.
[١٧١٧١] عبد الرزاق (٣)، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: فَلَقِيتُ أَنَا ذَلِكَ الرَّجُلَ فَقَالَ:


(١) هذا الأثر ليس في (س).
• [١٧١٦٧] [شيبة: ١٢٦٦٥].
(٢) قوله: «قال معمر: وكان قتادة» تصحف في الأصل إلى: «قال قتادة: وكان معمر»، والمثبت من (س). وينظر الآثار السابقة بأرقام (٨٦٣، ٥٣١٩، ١٣٥٧٩).
(٣) بعده في الأصل خلافًا لما في (س): «عن الثوري، عن منصور، عن إبراهيم» وهو مشكل؛ فإبراهيم النخعي ينزل في الطبقة عن الشعبي قليلًا، فكيف يروي عن هؤلاء عنه؟! ثم من إسماعيل هذا الذي يروي عنه إبراهيم، ويروي عن رجل عن الشعبي؟! فالظاهر أنه مزيد خطأ، ويحتمل أن يكون صحيحًا، لكن سقط قولٌ لإبراهيم، فقد روى ابن أبي شيبة في «مصنفه» (٧/ ٥٦٢، ٥٦٣، باب: ما قالوا في الرجل يهدي داره أو غلامه) عن أبي بكر بن عياش، عن مغيرة، عن إبراهيم في الرجل يقول لمملوكه: هو هدية، قال: يُهدي قيمته. ثم روى عَقِبَه عن وكيع، عن سفيان، عن علي بن عتيق في رجل أهدى مملوكه ومملوكته، قال الشعبي: يهدي قيمتهما، واللَّه أعلم.

سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يُسْأَلُ عَنِ امْرَأَةٍ اسْتَعَارَتْ قِدْرًا، فَقَالَتْ: إِنْ كَانَتْ عِنْدِي فَأَنَا أُهْدِيهَا، وَلَا تَرَى أَنَّهَا عِنْدَهَا وَكَانَتْ عِنْدَهَا (١) فَجِيءَ بِهَا وَهِيَ لَا تَشْعُرُ (٢)، قَالَ الشَّعْبِيُّ: تُهْدِي ثَمَنَهَا.
[١٧١٧٢] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَنْ قَالَ: مَالُهُ ضَرِيبَةٌ فِي رِتَاجِ الْكَعْبَةِ، أَوْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهِيَ بِمَنْزِلَةِ يَمِينٍ يُكَفِّرُهَا.
[١٧١٧٣] قال: فَأَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ الْحَسَنَ وَعِكْرِمَةَ يَقُولَانِ مِثْلَ ذَلِكَ.
قَالَ مَعْمَرٌ: وَأَحَبُّ إِلَيَّ إِنْ كَانَ مُوسِرًا أَنْ يُعْتِقَ رَقَبَةً.
[١٧١٧٤] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ فِي رَجُلٍ قَالَ: عَلَيَّ عِتْقُ مِائَةِ رَقَبَةٍ، فَحَنَثَ (٣)، قَالَ: يُعْتِقُ رَقَبَةً وَاحِدَةً، وَقَالَ عُثْمَانُ الْبَتِّيُّ: يُعْتِقُ مِائَةَ رَقَبَةٍ (٤) كَمَا قَالَ.
[١٧١٧٥] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، قَالَ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ وَالسَّعْبِيُّ يُشَدِّدَانِ فِيهِ، يُلْزِمَانِ كُلَّ رَجُلٍ مَا جَعَلَ عَلَى نَفْسِهِ، إِذَا قَالَ: عَلَيَّ مِائَةُ رَقَبَةٍ، أَوْ مِائَةُ حَجَّةٍ، أَوْ مِائَةُ بَدَنَةٍ.
[١٧١٧٦] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانٍ وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ بَكْرٍ بنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، عَنْ أبِي رَافِعٍ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ وَسَأَلَتْهُ امْرَأَةٌ، فَقَالَتْ: إِنَّهَا حَلَفَتْ فَقَالَتْ (٥): هِيَ يَوْمًا يَهُودِيَّةٌ، وَيَوْمًا نَصْرَانِيَّةٌ، وَمَالُهَا فِي سَبِيلِ * اللَّهِ، وَأَشْبَاهَ هَذَا، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: كَفِّرِي عَنْ يَمِينِكَ.


(١) في (س): «أعادتها».
(٢) قوله: «فجيء بها وهي لا تشعر» ليس في الأصل، والمثبت من (س). ينظر: «الكنى والأسماء» (٣/ ١١٢٣) عن الشعبي، بنحوه.
(٣) ليس في الأصل، والمثبت من (س).
(٤) قوله: «قال: يعتق رقبة واحدة، وقال عثمان البتي: يعتق مائة رقبة» سقط من الأصل، والمثبت من (س)، وهو موافق لما في «الاستذكار» (٥/ ٢١٠) عن معمر، به.
(٥) تصحف في الأصل إلى: «قال»، والمثبت من (س). وينظر: «الاستذكار» (١٥/ ١٠٨) معزوًّا للمصنف.
* [س / ٢١٥].

[١٧١٧٧] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَنْ قَالَ: عَلَيَّ (١) عِتْقُ رَقَبَةٍ، فَحَنِثَ، قَالَ: يَمِينٌ.
[١٧١٧٨] قال مَعْمَرٌ (٢): وَأَخْبَرَنِي (٣) مَنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ مِثْلَهُ.
قَالَ أَبُو عُرْوَةَ: وَأَحَبُّ إِلَيَّ إِنْ كَانَ مُوسِرًا أَنْ يُعْتِقَ رَقَبَةً.
[١٧١٧٩] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: ابْتَاعَ (٤) طَاوُسٌ جَارِيةً فَوَضَعَهَا عِنْدِي سَنَةً، ثُمَّ مَرَّ بِيْ (٥) فَدَعَا بِهَا لِيَنْطَلِقَ بِهَا، فَقَالَ لِي وَلآِخَرَ مَعِي: إِنَّ ابْنَ يُوسُفَ لَا تُذْكَرُ لَهُ جَارِيَةٌ رَائِعَةٌ (٦) إِلَّا أَرْسَلَ إِلَيْهَا، وإِنِّي أُشْهِدُكُمَا أَنِّي قَدْ أَعْتَقْتُهَا عَنْ ظَهْرِ لِسَانِي، لَيْسَ مِنْ (٧) نَفْسِي أَقُولُهُ لِأَعْتَلَّ (٨) بِهِ، إِنْ يَبْعَثْ إِلَيْهَا مُحَمَّدٌ.
[١٧١٨٠] قال عبد الرزاق *: وَ(٩) سَمِعْتُ زَمْعَةَ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدٌ الْأَشْعَرِيُّ ثُمَّ ذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ.

١٧ - بَابُ مَنْ قَالَ: عَلَيَّ مِائَةُ (٢) رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَمَا لَا يكفَّرُ مِنَ الْأَيْمَانِ
[١٧١٨١] عبد الرزاق، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَنْ كَانَتْ عَلَيْهِ رَقَبَةٌ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ لَمْ يُجْزِهِ إِلَّا مِنَّا.


(١) سقط من الأصل، والمثبت من (س).
(٢) ليس في (س).
(٣) قبله في (س): «أخبرنا».
(٤) الابتياع: الاشتراء. (انظر: اللسان، مادة: بيع).
(٥) في الأصل: «بها»، والمثبت من (س).
(٦) في (س): «رابعة». ينظر: «الاستذكار» (٢٣/ ١٢٦).
(٧) في (س): «في».
(٨) في (س): «ليعتل».
* [٥/ ٤٧ أ].
(٩) في (س): «قد».

[١٧١٨٢] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لاِبْنِ عُمَرَ (١): جَعَلْتُ (٢) عَلَيَّ عِتْقَ رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: فَأَعْتِقِ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ.
[١٧١٨٣] قال ابْنُ عُيَيْنَةَ: وَقَالَ رَجُلٌ لِعُمَرَ (٣): إِنَّ عَلَيَّ رَقَبَة مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: فَأَعْتِقْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ.
[١٧١٨٤] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَمَّنْ شَهِدَ الرَّكْبَ الَّذِينَ فِيهِمْ عُمَر، أَنَّ عُمَرَ قَالَ: مَنْ كَانَ عَلَيْهِ مُحَرَّرَةٌ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعَيلَ، فَلَا يُعْتِقَنَّ مِنْ حِمْيَرَ أَحَدًا.
[١٧١٨٥] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ قَالَ: الْأَيْمَانُ أَرْبَعَةٌ: يَمِينَانِ يُكَفَّرَانِ، وَيَمِينَانِ لَا يُكَفرَانِ، إِذَا قَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ فَعَلْتُ وَلَمْ يَفْعَلْ، فَهِيَ كَذِبَةٌ، وإِذَا قَالَ: وَاللَّهِ مَا فَعَلْتُ وَقَدْ (٤) فَعَلَ، فَهِيَ كَذِبَةٌ، وإِذَا قَالَ: وَاللَّهِ لأَفْعَلَنَّ وَ(٥) لَمْ يَفْعَلْ فَهِيَ يَمِينٌ، أَوْ قَالَ: وَاللَّهِ لَا أَفْعَلُ ثُمَّ فَعَلَ فَهِيَ يَمِينٌ.
[١٧١٨٦] عبد الرزاق، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي (٦) يَحْيَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ (٧)، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: الْأَيْمَانُ أَرْبَعَةٌ: يَمِينَانِ (٨) يُكَفَّرَانِ، وَيَمِينَانِ لَا يُكَفَّرَانِ، فِيهِمَا اسْتِغْفَارٌ وَتَوْبَةٌ، ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَ قَوْلِ النَّخَعِيِّ.
[١٧١٨٧] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ (٩) فِي الرَّجُلِ


(١) قوله: «لابن عمر» سقط من الأصل، والمثبت من (س). وينظر: «علل الدارقطني» (١٢/ ٣٩٩).
(٢) تصحف في الأصل إلى: «جعل»، والمثبت من (س).
(٣) ليس في (س).
(٤) في (س): «وما».
(٥) في (س): «ثم».
(٦) من (س). وينظر: «تهذيب الكمال» (٢/ ١٨٥).
(٧) قوله: «بن عبيد» من (س).
(٨) في (س): «فيمينان».
(٩) قوله: «عن الحسن» ليس في (س).

يَحْلِفُ عَلَى أَمْرٍ كَاذِبًا يَتَعَمَّدُه، يَقُولُ (١): وَاللَّهِ لَقَدْ فَعَلْت، وَلَمْ يَفْعَلْ، وَاللَّهِ مَا فَعَلْتُ وَقَدْ فَعَلَ، فَلَيْسَ فِيهِ كَفَّارَةٌ، يَقُولُ: هُوَ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ.
قَالَ مَعْمَرٌ: وَأَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ يُكَفِّرَ.
[١٧١٨٨] قال مَعْمَرٌ وَقَالَ قَتَادَةُ قَالَ الْحَسَنُ: وإِذَا قَالَ: وَاللَّهِ لأَفْعَلَنَّ، وَ(٢) لَمْ يَفْعَلْ، كَفَّرَ، وإِذَا قَالَ: وَاللَّهِ لَا أَفْعَل، ثُمَّ فَعَلَ، كَفَّرَ.

١٨ - بَابٌ الْيَمِينُ بِمَا يُصَدِّقُكَ صَاحِبُكَ، وَشَكُّ الرَّجُلِ فِي يَمِينِهِ، وَالرَّجُلُ لَا (٣) يُرِيدُ أنْ يَبِيعَ الشَّيْء ثُمَّ يَبِيعُهُ وَلَا يُضَرُّ إِلَى أَيْمَانِهِمْ (٤)
° [١٧١٨٩] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ، عَنِ الثِّقَةِ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «يَمِينُكَ عَلَى مَا صَدَّقَكَ بِهِ صَاحِبُكَ».
[١٧١٩٠] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي (٣) إِسْمَاعِيلُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ (٥) عَائِشَةَ قَالَتِ: الْيَمِينُ عَلَى مَا صَدَّقَكَ (٦) بِهِ.
[١٧١٩١] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، قَالَ: كَانَ طَاوُسٌ، يَقُولُ فِي الرَّجُلِ يَحْلِفُ بِاللَّهِ (٣) لِلرَّجُلِ عَلَى حَقِّهِ، فَيَنْوِي الْحَالِفُ مَا لَا يَظُنُّهُ الْمَحْلُوفُ لَه، قَالَ: ذَلِكَ عَلَى مَا ظَنَّ الْمَحْلُوفُ لَه، كَأَنَّهُ حَلَفَ، وَاسْتَثْنَى فِي نَفْسِهِ، أَوْ وَرَّى فِي الْيَمِينِ.


(١) قبله في (س): «ثم».
(٢) في (س): «ثم».
(٣) ليس في (س).
(٤) قوله: «ولا يضر إلى أيمانهم» من (س).
(٥) في (س): «أن».
(٦) في (س): «صدقت». ينظر: «كنز العمال» (٤٦٥١٧) معزوا للمصنف.

[١٧١٩٢] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: إِذَا * حَلَفَ مَظْلُومًا، فَالنِّيَّةُ نِيَّتُه، وإِذَا حَلَفَ (١) ظَالِمًا، فَالنِّيَّةُ نِيَّةُ (٢) الَّذِي أَحْلَفَهُ.
[١٧١٩٣] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ عَطَاءً، فَقَالَ حَلَفْتُ عَلَى يَمِينٍ مَا أَدْرِي مَا هِيَ، أَطَلَاقٌ أَمْ غَيْرُهُ؟ فَقَالَ: إِنَّمَا ذَلِكَ مِنَ (٣) الشَّيْطَانِ، كَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ، وَافْعَلْ.
[١٧١٩٤] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ (٤) أَنَّ رَجُلًا سَاوَمَهُ ابْنُ عُمَرَ بِثَوْبٍ، فَحَلَفَ الرَّجُلُ أَلَّا يَبِيعَهُ بِشَيْءٍ (٣)، ثُمَّ بَدَا لَهُ أَنْ يَبِيعَه، فَكَرِهَ ابْنُ عُمَرَ أَنْ يَشْتَرِيَهُ مِنْ أَجْلِ يَمِينِهِ.
[١٧١٩٥] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ وَالثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ (٥) بْنِ وَهْبِ، قَالَ: مَرَّ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ عَلَى رَجُلٍ يَبِيعُ غَنَمًا، فَسَاوَمَهُ بِهَا (٦)، فَحَلَفَ الرَّجُلُ أَلَّا يَبِيعَهَا، فَمَرَّ عَلَيْهِ بَعْدَ ذَلِكَ، وَقَدْ كَسَدَتْ، فَعَرَضَهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ مُعَاذٌ: إِنَّكَ قَدْ حَلَفْتَ، وَكَرِهَ أَنْ يَشْتَرِيَهَا.
[١٧١٩٦] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: لَا بَأْسَ أَنْ يَشْتَرِيَهَا.
° [١٧١٩٧] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ


* [٥/ ٤٧ ب].
(١) في (س): «كان».
(٢) قوله: «وإذا حلف ظالمًا، فالنية نية» سقط من الأصل، وأثبتناه من (س). وينظر: «سنن الترمذي» (١٤١٢) عن إبراهيم، بنحوه.
(٣) من (س).
(٤) قوله: «عن مجاهد» ليس في (س).
(٥) تصحف في الأصل إلى: «سعد»، والمثبت من (س). ينظر: «الثقات» لابن حبان (٤/ ٢٩١)، «تهذيب الكمال» (١١/ ٩٧).
(٦) ليس في (س).
° [١٧١٩٧] [التحفة: د ١٩١٩٦].

قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا تَضْطَرُّوا النَّاسَ إِلَى أَيْمَانِهِمْ، فَيَحْلِفُوا (١) بِمَا لَا يَعْلَمُونَ».

١٩ - بَابُ مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأى خَيْرًا مِنْهَا
[١٧١٩٨] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَطَاءً * فَقُلْتُ لَهُ: حَلَفْتُ عَلَى أَمْرٍ غَيْرُهُ (٢) خَيْرٌ مِنْه، أَدَعُهُ وَأُكَفِّرُ عَنْ يَمِينِي (٣)؟ قَالَ: نَعَمْ.
[١٧١٩٩] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَثِيرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا يَسْأَلُ أَبَا الشَّعْثَاءِ، فَقَالَ: حَلَفْتُ عَلَى يَمِينٍ غَيْرُهَا خَيْرٌ مِنْهَا، فَقَالَ أَبُو الشَّعْثَاءِ: كَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ وَاعْمَلِ (٤) الَّذِي هُوَ خَيْرٌ.
° [١٧٢٠٠] عبد الرزاق، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ (٥) وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا فَلْيَعْمَلِ (٦) الَّذِي هُوَ خَيْرٌ، وَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ» (٧).
° [١٧٢٠١] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: قَالَ


(١) قوله: «فيحلفوا» في (س): «على أن يحلفوا».
• [١٧١٩٨] [شيبة: ١٢٤٤٠].
* [س / ٢١٦].
(٢) سقط من الأصل، واستدركناه من (س). ينظر: «مصنف ابن أبي شيبة» (١٢٣٠٧) من طريق ابن جريج، به.
(٣) في الأصل: «يمين»، والمثبت من (س).
• [١٧١٩٩] [شيبة: ١٢٤٥٠].
(٤) في (س): «فاعمد».
° [١٧٢٠٠] [شيبة: ١٢٤٣٩].
(٥) ليس في أصل مراد ملا، واستدركناه من النسختين (ف)، (س).
(٦) في (س): «فليعمد».
(٧) قوله: «من حلف على يمين فرأى غيرها خيرًا منها فليعمل الذي هو خير، وليكفر عن يمينه» ليس في أصل مراد ملا، واستدركناه من النسختين (ف)، (س).

رَسُولُ اللهِ ﷺ (١): «لَا تَحْلِفُوا إِلَّا بِاللَّهِ، فَمَنْ حَلَفَ بِاللَّهِ فَلْيَصْدُقْ، وَمَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، فَلْيَعْمَلِ (٢) الَّذِي هُوَ خَيْرٌ، وَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ».
° [١٧٢٠٢] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ زَهْدَمٍ الْجَرْمِيِّ قَالَ: كُنْتُ عَنْدَ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ فَقُرِّبَ إِلَيْهِ طَعَامٌ فِيهِ دَجَاجٌ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَيْمِ اللَّهِ (٣) فَاعْتَزَلَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى: ادْنُ! فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَأْكُلُهَا (٤)، فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُهَا تَأْكُلُ (٥) شَيْئًا فَقَذِرْتُه، فَحَلَفْتُ أَنْ (٦) لَا آكُلَهَا، قَالَ: فَادْنُ! حَتَّى أُخْبِرَكَ عَنْ يَمِينِكَ أَيْضًا، إِنِّي أَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ فِي نَفَرٍ مِنْ قَوْمِي، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، احْمِلْنَا، فَحَلَفَ أَلَّا يَحْمِلَنَا، ثُمَّ أَتَاهُ نَهْبٌ مِنْ إِبِلٍ، فَأَمَرَ لَنَا بِخَمْسِ دَوْدٍ (٧)، فَقُلْنَا: تَغَفَّلْنَا يَمِينَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ (٨)، وَاللَّهِ (٩) لَئِنْ ذَهَبْنَا بِهَا عَلَى هَذَا لَا نُفْلِح، قَالَ: فَرَجَعْنَا إِلَيْهِ، فَقُلْنَا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّكَ حَلَفْتَ أَلَّا تَحْمِلَنَا *، ثُمَّ حَمَلْتَنَا، فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى هُوَ الَّذِي حَمَلَكُمْ، وَإنِّي إِنْ (١٠) أَحْلِفْ عَلَى أَمْرٍ فَأَرَى الَّذِي هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ (١١)، إِلَّا أَتَيْتُ الَّذِي (١٢) هُوَ خَيْرٌ، وَتَحَلَّلْتُ».


(١) هذا الإسناد ليس في أصل مراد ملا، واستدركناه من النسختين (ف)، (س).
(٢) تصحف في (س) إلى: «فليعمد».
° [١٧٢٠٢] [التحفة: خ م ت س ٨٩٩٠، خ م ٩٠٦٦، خ م د س ق ٩١٢٢].
(٣) قوله: «تيم الله» تصحف في الأصل إلى: «عامر»، وفي (س): «عابس»، والتصويب من «كنز العمال» (٤٦٥٣١) معزوًّا للمصنف، «مسند أحمد» (١٩٩٠٠)، (١٩٩٠١) من طريق أيوب، به.
(٤) في (س): «يأكله».
(٥) قوله: «رأيتها تأكل» وقع في (س): «رأيته يأكل».
(٦) ليس في (س).
(٧) الذود: ما بين الثنتين إلى التسع من الإبل، وقيل: ما بين الثلاث إلى العشر. (انظر: النهاية، مادة: ذود).
(٨) تغفلنا يمين رسول الله ﷺ: جعلناه غافلًا عن يمينه بسبب سؤالنا. (انظر: النهاية، مادة: غفل).
(٩) قوله: «واللَّه» ليس في (س).
* [٥/ ٤٨ أ].
(١٠) تصحف في (س) إلى: «لن».
(١١) قوله: «الذي هو خير منه» في الأصل: «الذي خير»، والتصويب من المصدر السابق.
(١٢) قوله: «الذي هو خير منه إلا أتيت الذي» ليس في (س).

° [١٧٢٠٣] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ ﷺ: «إِذَا اسْتَلْجَجَ (١) أَحَدُكُمْ بِالْيَمِينِ (٢) فِي أَهْلِهِ، فَإِنَّهُ آثَم، لَهُ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْكَفَّارَةِ التِي أَمَرَ اللَّهُ بِهَا».
° [١٧٢٠٤] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ النَّبِي ﷺ مِثْلَهُ.
[١٧٢٠٥] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ وَمَعْمَرٍ (٣)، قَالَا: أَخْبَرَنَا (٤) هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا أَخْبَرَتْه، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ لَمْ يَكُنْ يَحْنَثُ فِي يَمِينٍ يَحْلِفُ بِهَا (٥)، حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ كَفَّارَةَ الْأَيْمَانِ (٦)، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أَدَعُ يَمِينًا حَلَفْتُ عَلَيْهَا أَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا قَبِلْتُ رُخْصَةَ (٧) اللَّهِ تَعَالَى، وَفَعَلْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ.
[١٧٢٠٦] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ (٨) وَمَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: إِنْ حَلَفَ رَجُلٌ عَلَى مَعْصِيَةِ اللَّهِ فَلْيُكَفِّرْ، وَلْيَدَعْه، حَتَّى يَكُونَ لَهُ أَجْرُ مَا تَرَكَ، وَأَجْرُ مَا كَفَّرَ عَنْ يَمِينِهِ.


° [١٧٢٠٣] [الإتحاف: جا كم حم ٢٠١٢٤].
(١) في (س): «استلج».
استلجج: أن يحلف المرء على شيء ويرى غيره خيرًا منه، فيقيم على يمينه ولا يحنث فيكفر، فيأثم بذلك. (انظر: النهاية، مادة: لجج).
(٢) تصحف في الأصل إلى: «ليمين»، وفي (س): «اليمين»، والتصويب من: «مسند أحمد» (٧٨٥٨)، «المنتقى» لابن الجارود (٩٤٦) كلاهما من طريق المصنف، به.
[١٧٢٠٥] [التحفة: خ ٦٦٣٣، خ ١٦٩٧٤] [شيبة: ١٢٤٣٧، ١٢٤٣٨].
(٣) قوله: «عن ابن جريج، ومعمر» ليس في (س).
(٤) في (س): «قال: أخبرنا».
(٥) قوله: «يحلف بها» ليس في (س).
(٦) في «كنز العمال» (٤٦٥٣٢) معزوًّا للمصنف: «اليمين».
(٧) الرخصة: اليسر والسهولة، وهي: إباحة التصرف لأمر عارض مع قيام الدليل على المنع. (انظر: معجم لغة الفقهاء) (ص ١٩٧).
(٨) قوله: «عن ابن جريج» سقط من (س).

[١٧٢٠٧] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلِ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَنْ حَلَفَ عَلَى مِلْكِ يَمِينِهِ أَنْ يَضْرِبَه، فَإِنَّ كَفارَةَ يَمِينِهِ أَلَّا يَضْرِبَه، وَهِيَ مَعَ الْكَفَّارَةِ حَسَنَةٌ.
[١٧٢٠٨] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قُلْتُ لَهُ: رَجُلٌ حَلَفَ أَنْ يَضْرِبَ مَمْلُوكَه، قَالَ: يَحْنَثُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَضْرِبَهُ (١).
[١٧٢٠٩] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: كُنَّا عَنْدَ ابْنِ مَسْعُودٍ، فَأُتيَ بِضَرْعٍ، فَتَنَحَّى (٢) رَجُلٌ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: ادْنُ، فَقَالَ: إِنِّي حَرَّمْتُ الضَّرْعَ، قَالَ: فَتَلَا ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ﴾ [المائدة: ٨٧]، كُلْ، وَكَفِّرْ.
[١٧٢١٠] عبد الرزاق، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: نَذَرَ رَجُلٌ أَلَّا يَأْكُلَ مَعَ بَنِي أَخٍ لَهُ (٣) يَتَامَى، فَأُخْبِرَ بِهِ عُمَر، فَقَالَ: اذْهَبْ فَكُلْ مَعَهُمْ، فَفَعَلَ.
[١٧٢١١] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ قَيْسٍ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، أَنَّ رَجُلًا كَانَ بِهِ جُدَرِيٌّ، فَخَرَجَ إِلَى الْبَادِيَةِ (٤) يَطْلُبُ دَوَاءً، فَلَقِيَ رَجُلًا فَنَعَتَ لَهُ الْأَرَاكَ (٥) يَطْبُخُهُ (٦) - أَوْ قَالَ: مَاءَ الْأَرَاكِ - بِأَبْوَالِ الْإِبِلِ، وَأَخَذَ عَلَيْهِ أَلَّا يُخْبِرَ بِهِ


• [١٧٢٧٠] [شيبة: ١٢٥٣٠].
(١) سيأتي سندا ومتنا برقم (١٧٣٠٦).
(٢) التنحي: الاجتناب، والابتعاد. (انظر: النهاية، مادة: نحا).
(٣) سقط من الأصل، والمثبت من (س). ينظر: «كنز العمال» (٤٦٥٧٧) معزوًّا للمصنف، والحديث المتقدم برقم (١٧٠٠٩).
(٤) البادية: الصحراء والبرية. (انظر: مجمع البحار، مادة: بدا).
(٥) الأراك: شجر المسواك، واحدته أراكة، نبات شجيري من الفصيلة الأراكية كثير الفروع. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: أرك).
(٦) في (س): «بطبخه».

أَحَدًا، فَفَعَلَ فَبَرَأَ، فَلَمَّا رَآهُ النَّاسُ سَأَلُوهُ فَأَبَى أَنْ يُخْبِرَهُمْ، فَجَعَلُوا يَأْتُونَهُ بِالْمَرِيضِ، فَيُلْقُونَهُ عَلَى بَابِهِ (١)، فَسَأَلَ ابْنَ مَسْعُودٍ فَقَالَ: لَقَدْ لَقِيتَ رَجُلًا لَيْسَ فِي قَلْبِهِ رَحْمَةٌ لِأَحَدٍ، انْعَتْهُ لِلنَّاسِ.
° [١٧٢١٢] عبد الرزاق، عَنْ إِسْرَائِيلَ بْنِ يُونُسَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: نَزَلَ رَجُلٌ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فَجَاءَ وَقَدْ أَمْسَى، فَقَالَ: أَعَشَّيْتُمْ ضيْفَكُمْ (٢)؟ قَالُوا: لَا، انْتَظَرْنَاكَ، قَالَ: انْتَظَرْتُمُونِي إِلَى هَذِهِ السَّاعَةِ؟ وَاللَّهِ لَا أَذُوقُه، فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: وَاللَّهِ لَا أَذُوقُهُ إِنْ لَمْ تَذُقْه، وَقَالَ الضَّيْفُ وَاللَّهِ لَا آكُلُ إِنْ لَمْ تَأْكُلُوا، فَلَمَّا * رَأَى ذَلِكَ الرَّجُل، قَالَ: أَجْمَعُ أَنْ أَمْنَعَ نَفْسِي، وَضَيْفِي، وَامْرَأَتِي (٣)، فَوَضعَ يَدَهُ فَأَكَلَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَى النَّبِيَّ ﷺ، فَقَصَّ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: «مَا صَنَعْتَ»؟ قَالَ: أَكَلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ (٤)، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «أَطَعْتَ اللَّهَ وَعَصَيْتَ الشَّيْطَانَ».
° [١٧٢١٣] عبد الرزاق، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ (٥)، عَنْ (٦) تَمِيمِ بْنِ طَرَفَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَدِيَّ بْنَ (٧) حَاتِمٍ أَتَى مَنْزِلًا، فَنَزَلَه، فَأَتَى أَعْرَابِيٌّ فَسَأَلَه، فَقَالَ: مَا مَعِي


(١) قوله: «على بابه» سقط من الأصل، واستدركناه من (س). ينظر: «المحاضرات والمحاورات» للسيوطي (ص: ١٤٩) معزوًّا لعبد الرزاق.
° [١٧٢١٢] [شيبة: ١٢٧٦٧].
(٢) من (س).
* [٥/ ٤٨ ب].
(٣) في الأصل: «وأمرني» والمثبت من (س). ينظر: «كز العمال» (٤٦٥٣٣) معزوًّا للمصنف.
(٤) من قوله: «فقال له النبي ﷺ» إلى هنا سقط من (س).
° [١٧٢١٣] [التحفة: م س ق ٩٨٥١، س ٩٨٧١] [شيبة: ١٢٤٣٤].
(٥) قوله: «بن رفيع» من (س).
(٦) تصحف في الأصل إلى: «بن»، والمثبت من (س). وانظر: «أمالي المحاملي» (٣٢٣) من طريق عبد العزيز بن رفيع، عن تميم بن طرفة، به. وينظر: «تهذيب الكمال» (٤/ ٣٣١)، لكن الطبراني في «المعجم الكبير» (١٧/ ٩٥) روى هذا الحديث من طريق المصنف، عن سماك بن حرب، عن تميم بن طرفة.
(٧) بعده في الأصل: «أبي»، وهو خطأ، والمثبت من (س).

شَيءٌ أُعْطِيكَ (١)، وَلكنْ لِي دِرْعٌ بِالْكُوفَةِ هِيَ لَكَ، فَسَخِطَهَا (٢) الْأَعْرَابِيُّ *، فَحَلَفَ أَلَّا يُعْطِيَه، فَقَالَ: إِنَّمَا جِئْتُ (٣) أَسْأَلُكَ فِي خَادِمٍ أَنْ تُعِينَنِي فِيهَا، فَقَالَ: أَمَرْتُ لَكَ بِدِرْعِي، فَوَاللَّهِ لَهِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ ثَلَاثَةِ أَعْبُدٍ، فَرَغِبَ فِيهَا الْأَعْرَابِيُّ، وَقَالَ: أَقْبَلُ مَعْرُوفَكَ، فَقَالَ عَدِيٌّ: لَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا فَلْيَتْبَعِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ»، مَا أَعْطَيْتُكَ.
° [١٧٢١٤] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ بَعْضَ أَصحَابِ النَّبِيِّ ﷺ تَلَاحَوْا يَوْمًا فِي بَعْضِ شَأْنِ الْخُمُسِ وَهُمْ يَقْسِمُونَهُ (٤)، فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، مَا بَلَغُوا، أَقْسَمَ أَلَّا يَقْسِمُوه، فَلَمَّا سُرِّيَ عَنِ النَّبِي ﷺ، أَمَرَ بِقَسْمِهِ، فَقَالَ عُمَرُ: أَيْ رَسُولَ اللَّهِ! أَلَمْ (٥) تَكُنْ أَقْسَمْتَ أَلَّا يُقْسَمَ؟ وَاللَّهِ لأَنْ نَغْرَمَهُ مِنْ أَمْوَالِنَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تَأْثَمَ فِيهِ، فَقَالَ: «إِنِّي لَمْ آثَمْ فِيهِ، مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ غَيْرُهَا خَيْرٌ مِنْهَا، فَلْيَعْمَلِ (٦) الَّذِي هُوَ خَيْرٌ، وَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ».
[١٧٢١٥] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ﴾ [البقرة: ٢٢٤]، قَالَ: هُوَ الرَّجُلُ يَحْلِفُ عَلَى الْأَمْرِ الَّذِي لَا يَصْلُح، ثُمَّ يَعْتَلَّ بِيَمِينِهِ، يَقُولُ اللَّهُ (٧): ﴿أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا﴾ [البقرة: ٢٢٤]، يَقُولُ: هُوَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَمْضِيَ عَلَى مَا لَا يَصْلُح، فَإِنْ حَلَفْتَ كَفَّرْتَ عَنْ يَمِينِكَ، وَفَعَلْتَ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ.


(١) في (س): «أعطيكم».
(٢) تصحف في الأصل إلى: «فسطخها»، والمثبت من (س). ينظر: «المعجم الكبير» (١٧/ ٩٥) من طريق المصنف، به.
* [س / ٢١٧].
(٣) في (س): «جئتك».
(٤) في (س): «يقتسمونه».
(٥) في الأصل: «لم»، والمثبت من (س).
(٦) تصحف في الأصل، (س): «فليعمد»، وصوبناه من الروايات السابقة. (١٧٢٠٠، ١٧٢٠١).
(٧) قوله: «يقول الله» وقع في الأصل: «يقول: إن الله يقول»، والمثبت من (س)، وهو موافق لما في «التفسير» للمصنف (١/ ٩٢).

٢٠ - بَابٌ مَنْ يجِبُ عَلَيْهِ التَّكفِيرُ وَالرَّجُلُ يَفْتَدِي بِيَمِينِهِ (١)
[١٧٢١٦] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: يَجِبُ التَّكْفِيرُ فِي الْيَمِينِ عَلَى مَنْ لَهُ ثَلَاثَةُ دَرَاهِمَ.
[١٧٢١٧] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ فَرْقَدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ قَالَ: لَا يَجِبَ عَلَيْهِ حَتَّى يَكُونَ لَهُ عِشْرُونَ دِرْهَمًا.
[١٧٢١٨] عبد الرزاق، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: إِذَا لَمْ يَجِدْ مَا يُطْعِمُ فِي كَفارَةِ الْيَمِينِ صَامَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ.
[١٧٢١٩] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، قَالَ: أَخَبَرَنِي مَنْ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: إِنَّمَا الصَّوْمُ فِي الْكَفَّارَةِ لِمَنْ لَمْ يَجِدْ.
[١٧٢٢٠] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ إِلَّا شَيءٌ يَسِيرٌ، فَلْيصُمِ الَّذِي يَحْنَثُ فِي يَمِينِهِ.
[١٧٢٢١] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: سُئِلَ الزُّهْرِيُّ عَنِ الرَّجُلِ * يَقَعُ عَلَيْهِ الْيَمِين، فَيُرِيدُ أَنْ يَفْتَدِيَ يَمِينَهُ (٢)؟ قَالَ: قَدْ كَانَ يُفْعَلُ، قَدِ افْتَدَى (٣) عُبَيْدُ السِّهَامِ (٤) فِي إِمَارَةِ (٥) مَرْوَانَ، وَأَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بِالْمَدِينَةِ كَثِيرٌ، افْتَدَى يَمِينَهُ بِعَشَرَةِ آلَافٍ.


(١) قوله: «والرجل يفتدي بيمينه» من (س).
• [١٧٢٧٢] [شيبة: ١٢٦٤٧].
• [١٧٢١٩] [شيبة: ١٢٦٩٦].
* [٥/ ٤٩ أ].
(٢) في الأصل: «ليمينه»، والمثبت من (س). وانظر: «نصب الراية» للزيلعي (٤/ ١٠٥)، «الدراية» للحافظ ابن حجر (٢/ ١٧٧) معزوًّا للمصنف.
(٣) سقط من (س).
(٤) هو: عبيد بن سليم بن ضبيع أبو ثابت الأنصاري الأوسي، يعرف بـ: «عبيد السهام»، وذكروا في سبب تسميته أنه حضر النبي ﷺ لما أراد أن يُسهِم خيبر، فقال لهم: «ائتوني بأصغر القوم» فأُتي به فدفع إليه أسهمًا فسُمي به، ويقال: إنه كان قد اشترى من سهام خيبر ثمانية عشر سهمًا فسمي لذلك. ينظر: «الاستيعاب» لابن عبد البر (٣/ ١٠١٧)، «الإصابة» لابن حجر (٧/ ٣٧).
(٥) تصحف في الأصل إلى: «كفارة»، والمثبت من (س).

[١٧٢٢٢] عبد الرزاق، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ (١) عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ، قَالَ: أَعْرَفَ حُذَيْفَةُ بَعِيرًا لَهُ مَعَ رَجُلٍ، فَخَاصَمَهُ فَقُضِيَ لِحُذَيْفَةَ بِالْبَعِيرِ، وَقُضِيَ عَلَيْهِ بِالْيَمِينِ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: أَفْتَدِي يَمِينِي (٢) بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ، فَأَبَى الرُّجُل، فَقَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ (٣): بِعِشْرِينَ (٤)؟ فَأَبَى، قَالَ: فَثَلَاثِينَ؟ قَالَ: فَأَبَى، قَالَ: فَبِأَرْبَعِينَ؟ فَأَبَى الرَّجُل، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: أَتَظُنُّ أَنِّي لَا أَحْلِفُ عَلَى مَالِي؟! فَحَلَفَ عَلَيْهِ حُذَيْفَةُ.

٢١ - بَابُ الْحَلِفِ عَلَى أُمُورٍ شَتَّى
[١٧٢٢٣] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، قَالَ: رُبَّمَا قَالَ ابْنُ عُمَرَ لِبَعْضِ بَنِيهِ: لَقَدْ حَفِظْتُ عَلَيْكَ فِي هَذَا الْمَجْلِسِ أَحَدَ عَشَرَ يَمِينًا، وَلَا يَأْمُرُهُ بِتَكْفِيرٍ.
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: يَعْنِي تَكْفِيهِ كَفَّارَةٌ وَاحِدَةٌ.
[١٧٢٢٤] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ قَالَ: جَلَسَ (٥) إِلَى ابْنِ عُمَرَ رَجُلٌ، فَسَمِعَهُ يُكْثِرُ الْحَلِفَ، فَقَالَ لَهُ (٦): يَا (٧) عَبْدِ اللَّهِ، أَكُلَّمَا تَحْلِفُ تُكَفِّرُ عَنْ يَمِينِكَ؟ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا حَلَفْت، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَهَذِهِ أَيْضًا!
[١٧٢٢٥] عبد الرزاق، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا وَكَّدَ الْأَيْمَانَ، وَتَابَعَ بَيْنَهَا فِي مَجْلِسٍ، أَعْتَقَ رَقَبَةً.


(١) في الأصل، (س): «عن» وهو تحريف، والمثبت من «نصب الراية» (٤/ ١٠٤) نقلًا عن عبد الرزاق، به.
(٢) في الأصل: «يمينك»، والمثبت من «نصب الراية».
(٣) من قوله: «أفتدي يميني» إلى هنا ليس في (س).
(٤) في (س): «فعشرين».
(٥) تصحف في الأصل إلى: «أجلس»، والمثبت من (س).
(٦) من (س).
(٧) زاد بعده في الأصل: «أبا»، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في «مكارم الأخلاق» لابن أبي الدنيا (١٤١) عن ابن عمر، بطوله.

[١٧٢٢٦] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ
مِثْلَهُ.
[١٧٢٢٧] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حُذَثْتُ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ لِغُلَامٍ (١) لَه، وَمُجَاهِدٌ يَسْمَعُ وَكَانَ (٢) يَبْعَثُ غُلَامَهُ ذَاكَ إِلَى الشَّامِ: إِنَّكَ تُزْمِنُ عِنْدِ امْرَأَتِكَ، لِجَارِيَةٍ (٣) لِعَبْدِ اللَّهِ، فَطَلِّقْهَا، فَقَالَ الْغُلَامُ: لَا، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَاللَّهِ لِتُطَلِّقْهَا، فَقَالَ الْغُلَامُ: وَاللَّهِ لَا أَفْعَلُ (٤)، حَتَّى حَلَفَ ابْنُ عُمَرَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لِيُطَلِّقْهَا، وَحَلَفَ الْعَبْدُ أَلَّا يَفْعَلَ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: غَلَبَنِي الْعَبْد، قَالَ مُجَاهِدٌ: فَقُلْتُ لاِبْنِ عُمَرَ: فَكَمْ يُكَفِّرُهَا (٥)؟ قَالَ: كَفَّارَةٌ وَاحِدَةٌ.
[١٧٢٢٨] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ (٦)، عَنِ ابْنِ عمَرَ، أَنَّهُ قَال: إِذَا أَقْسَمْتَ مِرَارًا، فَكَفَّارَةُ وَاحِدَةٌ.
[١٧٢٢٩] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحِلٍّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: إِذَا رَدَّدَ الْأَيْمَانَ فَهِيَ يَمِينٌ وَاحِدَةٌ.


(١) قوله: «قال لغلام» تصحف في الأصل إلى: «مال بغلام»، والمثبت من (س). وينظر: «المحلى» (٦/ ٣١٢) من طريق مجاهد، بمعناه.
(٢) في الأصل: «وكانت»، والمثبت من (س).
(٣) في الأصل: «بجارية»، والمثبت من (س).
(٤) تصحف في الأصل إلى: «أحلف»، والمثبت من (س).
(٥) قوله: «فكم يكفرها» وقع في (س): «كم تكفر».
(٦) قوله: «الثوري عن أبان عن مجاهد» كذا في (س)، و«الأوسط» لابن المنذر (١٢/ ٢١٥) من طريق الدبري، عن عبد الرزاق، به. وسها ناسخ الأصل فكرر هذا الخبر بسنده ومتنه سواء، إلا أنه في الموضع الأول كتب: «الثوري عن أبان عن عثمان عن مجاهد»، وفي الثاني: «الثوري عن أبان بن عثمان عن مجاهد»، وقد رواه ابن حزم في «المحلى» (٦/ ٣١٣) من طريق المصنف فقال: «الثوري عن مجاهد»، وما أثبتناه هو الصواب - إن شاء الله - فأبان هو ابن أبي عياش، يروي عن مجاهد، وعنه الثوري، وأما أبان بن عثمان، فلا يصح، فهو في طبقة شيوخ شيوخ الثوري، وفي طبقة مجاهد، وكذا أبان عن عثمان لا يصح؛ إن عرفنا أبان، فلن نعرف عثمان، واللَّه أعلم.

وَقَالَ سُفْيَانُ: وَنَقُولُ (١) إِذَا كَانَ يُرَدِّدُ الْأَيْمَانَ (٢) يَنْوِي يَمِينًا وَاحِدَةً، فَهِيَ يَمِينٌ وَاحِدَةٌ (١)، وإِذَا أَرَادَ أَنْ يُغَلِّظَ، فَكُلُّ يَمِينٍ رَدَّدَهَا (٣) يَمِينٌ.
[١٧٢٣٠] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، أَنَّ إِنْسَانًا اسْتَفْتَى عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، إِنَّ جَارِيَةً لِي قَدْ تَعَرَّضَتْ لِي، فَأَقْسَمْتُ أَلَّا أَقْرَبَهَا *، ثُمَّ تَعَرَّضَتْ لِي، فَأَقْسَمْتُ أَلَّا أَقْرَبَهَا، ثُمَّ تَعَرَّضَتْ لِي، فَأَقْسَمْتُ: لَا أَقْرَبُهَا (٤)، فَأُكَفِّرُ كَفَّارَةً (١) وَاحِدَةً، أَوْ كَفَّارَاتٍ مُتَفَارِقَاتٍ؟ قَالَ: هِيَ كَفَّارَةٌ وَاحِدَةٌ.
[١٧٢٣١] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ عَطَاءٌ قَالَ رَجُلٌ: وَاللَّهِ لَا أَفْعَلُ كَذَا وَكَذَا، لِأَمْرَيْنِ (٥) شَتَّى عَمَّهُمَا (٦) بِالْيَمِينِ، قَالَ: كَفَّارَةٌ وَاحِدَةٌ، قُلْتُ لَهُ: وَاللَّهِ لَا أَفْعَلُ كَذَا، وَاللَّهِ لَا أَفْعَلُ كَذَا، لِأَمْرَيْنِ شَتَّى (٧) هُوَ قَوْلٌ وَاحِدٌ، وَلكنَّهُ خَصَّ (٨) كُلَّ وَاحِدٍ بِيَمِينٍ (٩)، قَالَ: كَفَّارَتَانِ (١٠)، قَالَ (١١): فَإِنْ حَلَفَ عَلَى أَمْرٍ وَاحِدٍ لِقَوْمٍ شَتَّى، أَوْ حَلَفَ عَلَيْهِ أَيْمَانًا يَنْوِي يَمِينًا (١٢) وَاحِدَةً بِاللَّهِ، فَفِي ذَلِكَ كَفَّارَةٌ * وَاحِدَةٌ مَا لَمْ يُكَفِّرْ، كُلُّ هَذَا عَنْ عَطَاءٍ.


(١) ليس في (س).
(٢) في (س): «الأول».
(٣) تصحف في الأصل إلى: «ردها»، والمثبت من (س).
* [٥/ ٤٩ ب].
(٤) قوله: «ثم تعرضت لي، فأقسمت: لا أقربها» ليس في (س).
(٥) تصحف في الأصل إلى: «الأمرين»، والمثبت من (س). ينظر: «المحلى» (٨/ ٥٢) معزوًّا للمصنف.
(٦) تصحف في الأصل إلى: «عمها»، والمثبت من (س).
(٧) من قوله: «عمهما باليمين» إلى هنا ليس في (س).
(٨) تصحف في الأصل إلى: «رخص»، والمثبت من (س).
(٩) تصحف في الأصل إلى: «يمين»، والمثبت من (س).
(١٠) تصحف في (س) إلى: «كفارات».
(١١) من (س).
(١٢) قوله: «ينوي يمينًا» تصحف في الأصل إلى: «تترى أيمانًا». وينظر: «المدونة» (١/ ٥٩٠). ومن قوله: «لقوم شتى» إلى هنا ليس في (س).
* [س / ٢١٨].

[١٧٢٣٢] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ (١) عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: يَقُولُونَ (٢): مَنْ حَلَفَ فِي مَجْلِسٍ وَاحِدٍ بِأَيْمَانٍ مِرَارًا، فَكَفَّارَةٌ وَاحِدَةٌ، وإِذَا كَانَ فِي مَجَالِسَ شَتَّى، فَكَفارَاتٌ شَتَّى.
[١٧٢٣٣] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ (٣)، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: إِذَا حَلَفَ فِي مَجْلِسٍ وَاحِدٍ، فَكَفَّارَةٌ وَاحِدَةٌ، وإِذَا كَانَ فِي مَجَالِسَ شَتَّى، فَكَفَّارَاتٌ شَتَّى.
[١٧٢٣٤] عبد الرزاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: إِذَا حَلَفَ فِي مَجَالِسَ شَتَّى، فَكَفَّارَةٌ وَاحِدَةٌ
[١٧٢٣٥] قال مَعْمَرٌ: وَأَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ الْحَسَنَ وَعِكْرِمَةَ يَقُولَانِ مِثْلَ قَوْلِ الزُّهْرِيِّ مَا لَمْ يُكَفِّرْ.

٢٢ - بَابُ إِطْعَامِ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ أوْ كِسْوَتِهِمْ
[١٧٢٣٦] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ فِي كَفَّارَةِ الْيَمِينِ، قَالَ: مُدَّيْنِ (٤) مِنْ حِنْطَةٍ (٥) لِكُلِّ مسْكِينٍ.
[١٧٢٣٧] قال مَعْمَرٌ: وَسَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَابْنِ عُمَرَ مِثْلَهُ.
[١٧٢٣٨] عبد الرزاق، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: مُدَّيْنِ مِنْ (٦) حِنْطَةٍ لِكُلِّ مِسْكِينٍ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ، فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ.


(١) قوله: «معمر عن» سقط من الأصل، وأثبتناه من (س). وينظر: (٦٢١، ٦٧١، ١١٦٩).
(٢) في (س): «يقول».
(٣) ليس في (س).
• [١٧٢٣٦] [شيبة: ١٢٣٥].
(٤) المدان: مثنى المد، وهو: كَيْل مِقدار ملء اليدين المتوسطتين، وهو ما يعادل عند الجمهور: (٥١٠) جرامات، وعند الحنفية (٨١٢.٥) جرامًا. (انظر: المكاييل والموازين) (ص ٣٦).
(٥) الحنطة: القمح. (انظر: النهاية، مادة: حنط).
(٦) من (س).

[١٧٢٣٩] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مُدٌّ لِكُلِّ مِسْكِينٍ.
[١٧٢٤٠] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مُدٌّ مِنْ حِنْطَةٍ، رَيْعُهُ إِدَامُهُ (١).
[١٧٢٤١] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: مُدٌّ لِكُلِّ مِسْكِينٍ يُكَفِّرُ عَنْ يَمِينِهِ بِإِطْعَامِ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ، لِكُلِّ إِنْسَانٍ مُدٌّ مِنْ حِنْطَةٍ.
[١٧٢٤٢] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: مُدٌّ مُدٌّ لِكُلِّ مِسْكِينٍ (٢).
[١٧٢٤٣] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ يَسَارِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: إِنِّي أَحْلِفُ أَلَّا أُعْطِيَ رِجَالًا (٣)، ثُمَّ يَبْدُو لِي، فَأُعْطِيهِمْ، فَإِذَا رَأَيْتَنِي فَعَلْتُ ذَلِكَ (٤)، فَأَطْعِمْ عَنِّي عَشَرَةَ مَسَاكِينَ كُلَّ مِسْكِينٍ (٥)، صَاعًا (٦) مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ نِصْفَ صَاعٍ مِنْ (٧) قَمْحٍ.


• [١٧٢٤٠] [شيبة: ١٢٣٣٤].
(١) في الأصل، (س): «بإدامه»، والتصويب من «السنن الكبرى» للبيهقي (١٩٩٩٨)، «سنن الدارقطني» (٤٣٣٥)، كلاهما من طريق داود، به.
• [١٧٢٤١] [شيبة: ١٢٢٣٦]، وسيأتي: (١٧٢٥٦).
• [١٧٢٤٢] [شيبة: ١٢٣٣٦]، وتقدم: (١٧٢٣٨، ١٧٢٤١) وسيأتي: (١٧٢٥٦).
(٢) في (س): «إنسان».
• [١٧٢٤٣] [شيبة: ١٢٣٢٣، ١٢٣٣٣].
(٣) في الأصل: «رجلًا»، والمثبت من (س). وينظر: «كنز العمال» (٤٦٥٢٥) معزوًّا للمصنف.
(٤) سقط من الأصل، والمثبت من (س).
(٥) قوله: «كل مسكين» سقط من الأصل، والمثبت من (س).
(٦) الصاع: مكيال يزن حاليا: ٢٠٣٦ جرامًا، والجمع: آصُع وأصْوُع وصُوعان وصِيعان. (انظر: المقادير الشرعية) (ص ١٩٧).
(٧) ليس في الأصل، والمثبت من (س).

[١٧٢٤٤] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عُمَرَ مِثْلَهُ.
[١٧٢٤٥] عبد الرزاق، عَنْ وَكِيعٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلِمَةَ، عَنْ * عَلِيٍّ قَالَ: صاعٌ مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ نِصْفُ صَاعٍ مِنْ قَمْحٍ.
[١٧٢٤٦] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: مَكُّوكٌ مِنْ حِنْطَةِ، أَوْ مَكُّوكٌ مِنْ تَمْرٍ لِكُلِّ مِسْكِينٍ، وَيُطْعِمُ كُلَّ قَوْمٍ بِمُدِّهِمْ، قَالَ الْحَسَنُ: وإِنْ شَاءَ جَمَعَهُمُ فَأَطْعَمَهُمْ أكْلَةً، خُبْزًا وَلَحْمًا، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَخُبْزًا وَسَمْنًا وَلَبَنًا، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَخُبْزًا وَخَلًّا وَزَيْتًا، فَإِنْ لَنم يَجِدْ صَامَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ.
[١٧٢٤٧] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: مَكُّوكٌ مِنْ حِنْطَةٍ، وَمَكُّوكٌ مِنْ تَمْرٍ، وإِنْ شَاءَ جَمَعَ الْمَسَاكِينَ، فَغَدَّاهُمْ أَوْ عَشَّاهُمْ.
[١٧٢٤٨] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي قَتَادَة، أَنَّهُ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ: مَكُّوكٌ مِنْ حِنْطَةٍ، وَمَكُّوكٌ مِنْ تَمْرٍ (١)
[١٧٢٤٩] قال مَعْمَرٌ: وَسَمِعْتُ قَتَادَةَ يَقُولُ مِثْلَ قَوْلِ الْحَسَنِ.
[١٧٢٥٠] قال مَعْمَرٌ: وَسَمِعْتُ قَتَادَةَ يَأْمُرُ فِي عَامٍ غَلَا فِيهِ السِّعْرُ بِنِصْفِ مَكُّوكٍ مِنْ حِنْطَةٍ، وَنِصْفِ (٢) مَكُّوكٍ مِنْ تَمْرٍ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: مَا أَرَى أَحَدًا مِنْكُمْ يَسْتَنْفِقُ الْيَوْمَ أَكْثَرَ مِنْ هَذَا.
[١٧٢٥١] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، قَالَ: قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي إِطْعَامِ الطَّعَامِ (٣): أَجْمَعُهُمْ فِي بَيْتِي وَأُطْعِمُهُمْ؟ قَالَ: لَا، مُدَّانِ (٤) لِكُلِّ مِسْكِينٍ، مُدٌّ لِطَعَامِهِ (٥)، وَمُدٌّ لإِدَامِهِ.


• [١٧٢٤٥] [شيبة: ١٢٣٢١].
* [٥/ ٥٠ أ].
(١) هذا الأثر ليس في (س).
(٢) ليس في (س).
(٣) في (س): «اليمين».
(٤) قوله: «لا، مدان» وقع في (س): «لا بد أن».
(٥) في الأصل: «لطعام»، والمثبت من (س). وينظر: «تفسير الطبري» (٣/ ٧١) من طريق عكرمة، به.

[١٧٢٥٢] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: مُدَّانِ لِكُلِّ مِسْكِينٍ.
[١٧٢٥٣] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: إِطْعَامُ يَوْمٍ لَيْسَ أَكْلَةً، وَلكنْ يَوْمًا مِنْ أَوْسَطِ مَا يُطْعِمُ أَهْلَهُ (١) لِكُلِّ مِسْكِينٍ.
[١٧٢٥٤] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ (٢)، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَمَا تُطْعِمُ الْفَذَّ (٣) مِنْ أَهْلِكَ.
[١٧٢٥٥] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ (٤): قَالَ عَطَاءٌ: مِنْ أَوْسَطِ مَا يُطْعِمُ أَهْلَهُ يَوْمًا وَاحِدًا عَشَرَةَ أَمْدَادٍ، وَهُوَ الْقَائِلُ: ﴿أَوْ كِسْوَتُهُمْ﴾ [المائدة: ٨٩]، قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّهُ ثَوْبٌ ثَوْبٌ، قُلْتُ لَهُ (٥): بَلَغَنَا (٤) أَنَّ أُنَاسًا يَقُولُونَ: حَسْبُهُمْ أَنْ يُطْعِمُوهُمْ (٦) أَكْلَةً، فَمَا أَسْنَدَ مَا يَقُولُ إِلَى أَحَدٍ - قَالَ: يُطْعِمُونَ يَوْمًا.
[١٧٢٥٦] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ نَافِع، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يُكَفِّرُ عَنْ يَمِينِهِ بِإِطْعَامِ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ، لِكُلِّ مِسْكِينٍ مُدٌّ (٧) مِنْ حِنْطَةٍ، قَالَ: وَأَمَّا الْيَمِينُ الَّتِي كَانَ يُؤَكِّدُهَا (٨) فَإِنْ كَانَ يَجِدُ مَا يُعْتِقُ أَعْتَقَ.


• [١٧٢٥٢] [شيبة: ١٢٣٣٠].
(١) في (س): «أهل».
(٢) قوله: «عن معمر» سقط من الأصل، وفي (س): «عن ابن جريج، قال: أخبرني معمر»، ولعله انتقال نظر من الناسخ، والمثبت موافق لما عند المصنِّف في «التفسير» (ط العلمية، ٢/ ٢٤)، (ط الرشد، ١/ ١٩٣).
(٣) المثبت من (س)، وفي الأصل، «التفسير - ط العلمية»: «المد»، وفي «التفسير - ط الرشد»: «المرء»، وهو بمعنى المثبت، واللَّه أعلم.
الفذ: الواحد. (انظر: النهاية، مادة: فذذ).
(٤) ليس في (س).
(٥) من (س).
(٦) في الأصل: «يطعمه»، والمثبت من (س).
• [١٧٢٥٦] [شيبة: ١٢٣٣٦].
(٧) قوله: «مسكين مد» وقع في (س): «إنسان مدين».
(٨) قوله: «التي كان يؤكدها»: وقع في (س): «الذي يذكرها». وينظر: «الموطأ» برواية مصعب (١٦٦٥) عن نافع، عن ابن عمر، به.

وَذُكِرَ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ.
[١٧٢٥٧] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: تُطْعِمُ (١) بِالْمُدِّ الَّذِي تَقُوتُ (٢) بِهِ أَهْلَكَ (٣).
[١٧٢٥٨] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنَشٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْأَسْوَدَ بْنَ يَزِيدَ عَنْ قَوْلِهِ: ﴿مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ﴾ [المائدة: ٨٩]، قَالَ: الْخُبْزِ وَالتَّمْرِ.
[١٧٢٥٩] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنِ الشَّعْبِيِّ (٤) قَالَ: لَا يُجْزِئُهُ إِلَّا أَنْ يُعْطِيَ (١) عَشَرَةً *، قَالَ: وَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنِ الْحَسَنِ، أَوْ غَيْرِهِ: إِنْ رَدَّ الطَّعَامَ عَلَى مِسْكِينٍ وَاحِدٍ أَجْزَأَه، وإِنْ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ جَمِيعًا أَجْزَأَهُ (٥).
[١٧٢٦٠] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ (٦): سُئِلَ عَنْ إِطْعَامِ الْيَهُودِيِّ، وَالنَّصرَانِيِّ فِي الْكَفَّارَةِ، قَالَ: يُجْزِئُهُ.
وَقَالَ الْحَكَمُ: لَا يُجْزِئُهُ.
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: أَرْجُو أَنْ يُجْزِئَهُ إِذَا لَمْ * يَجِدْ مُسْلِمِينَ، وَيُعْطِي الْمُكَاتَبَ وَذَا الرَّحِمِ، لَا يُجْبَرُ عَلَى نَفَقَتِهِ.
[١٧٢٦١] عبد الرزاق، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ (٧) قَالَ: الْكِسْوَةُ ثَوْيَيْنِ ثَوْيَيْنِ.


(١) في (س): «يطعم».
(٢) في (س): «يقوت».
(٣) في (س): «أهله».
(٤) زاد بعده في (س): «أو غيره».
* [س/٢١٩].
(٥) قوله: «وإن أعطاه إياه جميعا أجزأه» ليس في الأصل، والمثبت من (س).
(٦) من (س).
* [٥/ ٥٠ ب].
(٧) قوله: «عن الحسن» ليس في (س). ينظر: «تفسير الطبري» (٨/ ٤٦١) عن الحسن وابن سيرين.

[١٧٢٦٢] عبد الرزاق، عَنْ جَعْفَرٍ، قالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ الرَّقَاشِيَّ، يُحَدِّثُ (١) عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّهُ قَالَ: إِزَارٌ وَرِدَاءٌ ظَهْرَانِيٌّ مُعَقَّدَةٌ، قَالَ: ثِيَابٌ يُؤْتَى بِهَا مِنَ الْبَحْرَيْنِ.
[١٧٢٦٣] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: ثَوْبَيْنِ ثَوْبَيْنِ، وَكَذَلِكَ كَسَا الْأَشْعَرِيُّ أَبُو مُوسَى ثَوْبَيْنِ ثَوْبَيْنِ مِنْ مُعَقَّدَةِ الْبَحْرَيْنِ (٢).
[١٧٢٦٤] قال مَعْمَرٌ: وَقَالَ قَتَادَةُ: ثَوْبَيْنِ ثَوْبَيْنِ، وَكَذَلِكَ الْأَشْعَرِيُّ (٣).
[١٧٢٦٥] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ كَسَا فِي كَفَّارَةِ الْيَمِينِ ثَوْبَيْنِ ثَوْبَيْنِ (٤) مِنْ مُعَقَّدَةِ الْبَحْرَيْنِ.
[١٧٢٦٦] عبد الرزاق، عَنِ الثوْرِيِّ، عَنْ دَاوُدَ، عَنِ (٥) ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: الْكِسْوَةُ عِمَامَةٌ يَلُفُّ بِهَا رَأْسَه، وَعَبَاءَةٌ يَلْتَفُّ بِهَا.
[١٧٢٦٧] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: إِزَارٌ فَصَاعِدًا لِكُلِّ مِسْكِينٍ.
[١٧٢٦٨] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ فِي كِسْوَةِ الْكَفَّارَةِ، قَالَ: ثَوْبٌ وَاحِدٌ جَامِعٌ لِكُلِّ مِسْكِينٍ.
[١٧٢٦٩] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الثَّوْريُّ (٦)، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: الْكِسْوَةُ أَدْنَاهُ ثَوْبٌ، وَأَعْلَاهُ مَا شَاءَ.
[١٧٢٧٠] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ قَالَ: قَوْلُنَا فِي الْكِسْوَةِ إِنْ كَسَا بَعْضَهُمْ، وَأَطْعَمَ بَعْضَهُمْ، أَجْزَأَهُ إِذَا كَانَتِ الْكِسْوَةُ قِيمَةَ إِطْعَامٍ (٧).


(١) من (س).
(٢) قوله: «أبو موسى ثوبين ثوبين من معقدة البحرين» ليس في الأصل، واستدركناه من (س). ينظر: «تفسير الطبري» (٨/ ٦٤٢) من طريق ابن سيرين، به.
(٣) هذا الأثر زيادة من (س).
(٤) من (س). وينظر ما سبق عند المصنف برقم (١٧٢٦٣).
(٥) سقط من (س).
(٦) قوله: «قال: أخبرنا الثوري» ليس في (س).
(٧) في (س): «الطعام».

[١٧٢٧١] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ثَوْبٌ لِكُلِّ مِسْكِينٍ.
[١٧٢٧٢] عبد الرزاق، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، أَنَّ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ، فَبَدَا لَهُ أَنْ يُكَفِّرَ، فَكَسَا ثَوْبَيْنِ ثَوْبَيْنِ منْ مُعَقَدَةِ الْبَحْرَيْنِ، قَالَ: وَحَلَفَ مَرَّةً (١) أُخْرَى، فَعَجَنَ لَهُمْ وَأَطْعَمَهُمْ.

٢٣ - بَابُ صِيَامِ ثَلَاثَةِ أيَّامٍ وَتَقْدِيمِ التَّكْفِيرٍ
[١٧٢٧٣] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً، يَقُولُ: بَلَغَنَا فِي قِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مُتَتَابِعَاتِ، قَالَ: وَكَذَلِكَ نَقْرَؤُهَا.
[١٧٢٧٤] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ وَالْأَعْمَشِ، قَالَا: فِي حَرْفِ ابْنِ مَسْعُودٍ: فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مُتَتَابِعَاتٍ، قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: وَكَذَلِكَ نَقْرَؤُهَا.
[١٧٢٧٥] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى طَاوُسٍ فَسَأَلَهُ عَنْ صيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي كَفَّارَةِ الْيَمِينِ، قَالَ: صُمْ كَيْفَ شِئْتَ، فَقَالَ لَهُ مُجَاهِدٌ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِنَّهَا فِي قِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُود: مُتَتَابِعَاتٍ، قَالَ: فَأَخْبِرِ الرَّجُلَ.
[١٧٢٧٦] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كُلُّ صَوْمٍ فِي الْقُرْآنِ فَهُوَ (١) مُتَتَابعٌ، إِلَّا قَضَاءَ رَمَضَانَ.
[١٧٢٧٧] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْحَكَمِ قَالَ: إِذَا صَامَ فِي كَفَّارَةِ الْيَمِينِ يَوْمَيْنِ، ثُمَّ وَجَدَ الْكَفَّارَةَ، أَطْعَمَ.
[١٧٢٧٨] عبد الرزاق، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ يَحْلِف، فَيُرِيدُ أَنْ يَفْعَلَ الَّذِي حَلَفَ أَلَّا يَفْعَلَه، فَيُكَفِّرُ مَرَّةً قَبْلَ أَنْ يَفْعَلَه، ثُمَّ يَفْعَلُهُ بَعْد، وَيَفْعَلُهُ مَرَّةً قَبْلَ أَنْ يُكَفِّرَ، ثُمَّ يُكَفِّرُ بَعْدَمَا يَفْعَلُ.


(١) ليس في (س).
• [١٧٢٧٦] [شيبة: ١٢٥٠٢].

[١٧٢٧٩] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ * بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مِثْلَهُ.
قال عبد الرزاق: ثُمَّ سَمِعْتُهُ مِنْ عُبَيْدِ اللَّهِ.
[١٧٢٨٠] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ، أَوْ أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَهُ يُحَدِّث، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: كَانَ سَلْمَانُ يُكَفرُ قَبْلَ أَنْ يَحْنَثَ.
[١٧٢٨١] عبد الرزاق، عَنِ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ رَجُلٍ سَمَّاه، عَنْ (١) مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ لَا يُكَفِّرُ حَتَّى يَحْنَثَ.

٢٤ - بَابُ الاِسْتِثْنَاءِ فِي الْيَمِينِ
[١٧٢٨٢] عبد الرزاق، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: مَنْ حَلَفَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ إِنْ شَاءَ اللَّه، فَلَيْسَ عَلَيْهِ كَفَّارَةٌ.
[١٧٢٨٣] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ (٢)، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مِثْلَهُ ثُمَّ سَمِعَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ مِنْ عُبَيْدِ اللَّهِ.
[١٧٢٨٤] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَحْلِفُ وَيَقُولُ: وَاللَّهِ لَا أَفْعَلُ كَذَا وَكَذَا (٣) إِنْ شَاءَ اللَّه، فَيَفْعَلُه، ثُمَّ لَا يُكَفِّرُ.
[١٧٢٨٥] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ مِثْلَ قَوْلِ ابْنِ عُمَرَ.
قَالَ مَعْمَرٌ: وَأَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُهُ.
[١٧٢٨٦] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ وَمَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَعَنْ


* [٥/ ٥١ أ].
• [١٧٢٨٠] [شيبة: ١٢٤٤٨].
(١) ليس في (س).
(٢) في الأصل: «عبد الله»، والمثبت من (س).
(٣) بعده في الأصل: «قال: أخبرنا معمر، عن أيوب، يقول: لا أفعل كذا وكذا»، والمثبت كما في (س).

عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَا: مَنْ حَلَفَ، فَقَالَ: إِنْ شَاءَ اللَّه، لَمْ يَحْنَثْ.
[١٧٢٨٧] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَنِ اسْتَثْنَى فَلَا حِنْثَ عَلَيْهِ وَلَا كَفَّارَةَ.
[١٧٢٨٨] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: قَالَ: قَالَ (١) أَبُو ذَرٍّ: مَا مِنْ رَجُلٍ يَقُولُ حِينَ يُصْبِحُ: اللَّهُمَّ * مَا قُلْتُ (٢) مِنْ قَوْلِ، أَوْ نَذَرْتُ مِنْ نَذْرٍ (٣)، أَوْ (٤) حَلَفْتُ مِنْ حَلِفٍ (٥)، فَمَشِيئَتُكَ بَيْنَ يَدَيْ ذَلِكَ كُلِّهِ، مَا شِئْتَ مِنْهُ كَانَ وَمَا لَمْ تَشَأْ لَمْ يَكُنْ، فَاغْفِرْ لِي وَتَجَاوَزْ لِي عَنْه، اللَّهُمَّ مَنْ صَلَّيْتَ عَلَيْهِ فَصَلَوَاتِي عَلَيْهِ، وَمَنْ لَعَنْتَهُ فَلَعْنَتِي عَلَيْهِ، إِلَّا كَانَ فِي اسْتِثْنَائِهِ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ ذَلِكَ.
° [١٧٢٨٩] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «مَنْ حَلَفَ، فَقَالَ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمْ يَحْنَثْ».
[١٧٢٩٠] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَنِ اسْتَثْنَى لَمْ يَحْنَثْ، وَلَهُ الثُّنْيَا (٦) مَا لَمْ يَقُمْ مِنْ مَجْلِسِهِ.


(١) من (س).
* [س/ ٢٢٠].
(٢) ليس في الأصل، واستدركناه من (س).
(٣) في الأصل: «نذرك»، والمثبت من (س).
(٤) في الأصل: «و»، والمثبت من (س).
(٥) قوله: «أو نذرت من نذر، أو حلفت من حلف» وقع في (س): «أو حلفت من حلف، أو نذرت من نذر».
° [١٧٢٨٩] [التحفة: ت س ق ١٣٥٢٣] [الإتحاف: عه حب حم ١٨٩٥٦].
(٦) الثنيا: أن يُسْتَثْنى في عقد البيع شيء مجهول فيفسد، وقيل: هو أن يباع شيء جزافًا (مجهول القدر) فلا يجوز. (انظر: النهاية، مادة: ثنا).

[١٧٢٩١] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ: الاِسْتِثْنَاءُ فِي الْيَمِينِ بِقَدْرِ حَلْبِ النَّاقَةِ الْغَزِيرَةِ (١).
[١٧٢٩٢] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ لِي عَطَاءٌ: إِذَا حَلَفَ ثُمَّ اسْتَثْنَى عَلَى أَثَرِ ذَلِكَ مَعَ ذَلِكَ (٢) عِنْدَ ذَلِكَ، كَأَنَّهُ يَقُولُ: مَا لَمْ يَقْطَعِ الْيَمِينَ وَيَتْرُكْهُ.
[١٧٢٩٣] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ قَالَ: إِنِ اتَّصَلَ الْكَلَامُ فَلَهُ اسْتِثْنَاؤُه، وإِنْ قَطَعَهُ وَسَكَتَ، ثُمَّ اسْتَثْنَى، فَلَا اسْتِثْنَاءَ لَه، وَالنَّاسُ عَلَيْهِ.
° [١٧٢٩٤] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ *، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «وَاللَّهِ (٣) لأَغْزُوَنَّ قُرَيْشًا»، ثُمَّ سَكَتَ، ثُمَّ قَالَ: «إِنْ شَاءَ اللَّهُ».
[١٧٢٩٥] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ لَهُ ثُنْيَاهُ مَا لَمْ يَكُنْ بَيْنَ ذَلِكَ كَلَامٌ إِذَا اتَّصَلَ.
[١٧٢٩٦] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَال: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزهْرِيِّ فِيمَا نَعْلَمُ مِثْلَهُ (٤).
[١٧٢٩٧] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: إِذَا اسْتَثْنَى فِي نَفْسِهِ، فَلَيْسَ بِشَيْءٍ، حَتَّى يُظْهِرَهُ (٥) بِلِسَانِهِ.
[١٧٢٩٨] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَال: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ حَمَّادٍ قَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ حَتَّى يُسْمِعَ نَفْسَهُ.


(١) الغزيرة: الكثيرة اللبن. (انظر: النهاية، مادة: غزر).
(٢) قوله: «مع ذلك» ليس في الأصل، وأثبتناه من (س).
* [٥/ ٥١ ب].
(٣) ليس في (س).
(٤) هذا الأثر ليس في (س).
(٥) في (س): «يظهر».

[١٧٢٩٩] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ فِي الرَّجُلِ يَقُولُ: امْرَأَتُهُ طَالِقٌ إِنْ شَاءَ الله، إِنْ لَمْ أَفْعَلْ كَذَا وَكَذَا، ثُمَّ لَا يَفْعَلُه، قَالَ: لَا تُطَلَّقُ امْرَأَتُه، وَلَا كَفَّارَةَ عَلَيْهِ، قَالَ مَعْمَرٌ: وَقَالَ ذَلِكَ حَمَّادٌ.
[١٧٣٠٠] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ وَحَمَّادٍ … مِثْلَ (١) ذَلِكَ.
[١٧٣٠١] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ فِي الرَّجُلِ يَحْلِفُ أَلَّا يَفْعَلَ (٢) كَذَا وَكَذَا إِلَّا أَنْ يَحْنَثَ، قَالَ: إِذَا حَنِثَ وَقَعَتْ عَلَيْهِ الْكَفَّارَةُ.
[١٧٣٠٢] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: إِذَا حَرَّكَ لِسَانَهُ (٣) أَجْزَأَ عَنْهُ فِي الاِسْتِثْنَاءِ.

٢٥ - بَابُ تَحْلِيلِ الضَّرْبِ
[١٧٣٠٣] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ (٤) بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنْ قَدْ رَآهُ (٥) يَتَحَلَّلُ يَمِينَهُ فِي ضَرْبٍ نَذَرَهُ بِأَدْنَى ضَرْبَةٍ، فَقَالَ عَطَاءٌ: قَدْ نَزَلَ فِي ذَلِكَ كِتَابُ اللَّهِ، قَالَ: ﴿وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا (٦) فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ﴾ [ص: ٤٤]، فَقَالَ رَجُلٌ: فِي كَمْ ذَلِكَ؟ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّهُ كَانَ حَلَفَ لَيَجْلِدَنَّهَا مِائَةَ سَوْطٍ.
° [١٧٣٠٤] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ رَجُلًا أَصَابَ فَاحِشَةً عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَهُوَ مَرِيضٌ عَلَى شَفَا (٧) مَوْتٍ،


(١) في (س): «بمثل».
(٢) في (س): «أفعل».
(٣) بعده في الأصل: «قال»، والمثبت من (س).
• [١٧٣٠٥] [شيبة: ١٢٥٢٩].
(٤) في الأصل: «عبيد الله»، والمثبت من (س) هو الصواب. ينظر: «التاريخ الكبير» للبخاري (٥/ ١٤٣).
(٥) في (س): «قداره» كذا، وفي حاشيتها منسوبًا لنسخة: «بدا له».
(٦) ضغثا: أي ملء كفّ من الحشيش والعيدان. (انظر: التبيان في تفسير غريب القرآن) (ص ٢٨٢).
(٧) في الأصل: «سفر»، والمثبت من (س)، و«التفسير» للمصنف (٣/ ١٢٣).

فَأَخْبَرَ بَعْضَ أَهلِهِ مَا صَنَعَ، فَجَاءَ النَّبِيَّ ﷺ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَه، فَأَخَذَ النَّبِيُّ ﷺ، أَوْ قَالَ: أَمَرَ النَّبِيُّ ﷺ بِقِنْوٍ (١) فِيهِ مِائَةُ شِمْرَاخٍ (٢)، فَضَرَبَ بِهِ ضَرْبَةً وَاحِدَةً.
° [١٧٣٠٥] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ وَأَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ أَنَّ مُقْعَدًا عِنْدَ (٣) جِرَارِ (٤) سَعْدٍ زَنَى (٥) بِامْرَأَةٍ، فَاعْتَرَفَ، فَأَمَرَ بِهِ النَّبِيُّ ﷺ أَنْ يُجْلَدَ بِإِثْكَالِ النَّخْلِ (٦).
[١٧٣٠٦] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ (٧) التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قُلْتُ لَهُ: رَجُلٌ حَلَفَ أَنْ يَضْرِبَ مَمْلُوكَه، قَالَ: يَحْنَثُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَضْرِبَهُ.
قَالَ ابْنُ التَّيْمِيِّ: وَحَلَفْتُ أَنْ أَضْرِبَ مَمْلُوكَةً لِي رَاغَتْ (٨) إِنْ قَدَرْتُ عَلَيْهَا، فَوَجَدْتُهَا، فَبَلَغَ ذَلِكَ أَبِي، فَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّكَ حَلَفْتَ أَنَّكَ إِنْ (٩) قَدَرْتَ عَلَى مَمْلُوكَتِكَ أَنْ تَضرِبَهَا، وإنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّ النَّفْسَ تَدُورُ فِي الْبَدَنِ، فَرُبَّمَا كَانَ قَرَارُهَا (١٠) الرَّأْسَ، وَرُبَّمَا كَانَ قَرَارُهَا فِي (٧) مَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا، حَتَّى عَدَّدَ مَوَاضِعَ، فَتَقَعُ الضَّرْبَةُ عَلَيْهَا فَتَتْلَفُ (١١)، فَلَا تَفْعَلْ، قَالَ: فَلَمْ أَضْرِبْهَا، وَلَمْ * يَأْمُرْنِي بِتَكْفِيرٍ.


(١) القنو: العذق (كل غصن له شُعَب) بما فيه من الرطب. (انظر: النهاية، مادة: قنا).
(٢) الشمراخ والشمروخ: الغصن والعنقود الذي عليه بلح أو عنب، والجمع: شماريخ. (انظر: معجم لغة الفقهاء) (ص ٢٣٦).
(٣) في (س): «عبد» وهو تصحيف.
(٤) كأنه في (س): «جراد» وهو تصحيف. قال الحموي في «معجم البلدان» (٢/ ١١٧): «موضع بالمدينة، كان ينصب عليه سعد بن عبادة جرارا يبرّد فيها الماء لأضيافه».
(٥) في (س): «أن» وهو تصحيف.
(٦) في (س): «استحل» وهو تصحيف.
(٧) ليس في (س).
(٨) في (س): «باغت».
(٩) قوله: «بلغني أنك حلفت أنك إن» وقع في (س): «إنك حلفت إن».
(١٠) في (س): «مدارها».
(١١) في الأصل: «تتلف»، وفي (س): «فتلف»، والصواب ما أثبتناه.
* [٥/ ٥٢ أ].

٢٦ - بَابُ كَفَّارَةِ الْإِخْلَاصِ
° [١٧٣٠٧] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي خَلَّادٌ، أَوْ غَيرُهُ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ حلَفَ عَنْدَهُ إِنْسَانٌ كَاذِبًا بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «قَدْ غُفِرَ لَكَ حَلِفُكَ كَاذِبًا بِإِخْلَاصِكَ»، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ.
° [١٧٣٠٨] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حُدِّثْت، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، أَنَّ رَجُلًا سَرَقَ نَاقَةً عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَجَاءَ صَاحِبُهَا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ (١) اللَّهِ، إِنَّ فُلَانًا سَرَقَ نَاقَتِي، فَجِئْتُه، فَأَبَى أَنْ يَرُدَّهَا إِلَيَّ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ ﷺ، فَقَالَ: «ارْدُدْ إِلَى (٢) هَذَا نَاقَتَهُ»، فَقَالَ: وَاللَّهِ (٣) الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ مَا أَخَذْتُهَا، وَمَا هِيَ عِنْدِي، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «اذْهَبْ» فَلَمَّا قَفَّاهُ (٤) جَاءَهُ جِبْرِيلُ ﷺ، فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَدْ (٥) كَذَبَ وَأَنَّهَا عِنْدَه، فَأَرْسِلْ إِلَيْهِ فَلْيَرُدَّهَا، وَأَخْبِرْهُ: أَنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى قَدْ غَفَرَ لَهُ بِالْإِخْلَاصِ.
* * *


(١) في (س): «نبي».
(٢) في (س): «على».
(٣) لفظ الجلالة من (س).
(٤) في (س): «قفا».
القفو: الذهاب موليا، وكأنه من القفا، أي: أعطاه قفاه وظهره. (انظر: النهاية، مادة: قفا).
(٥) من (س).

 


google-playkhamsatmostaqltradent