بِسْم الله الرحمن الرحيم (١)
١
- بَابُ
تَلْقنَةِ الْمَرِيضِ
• [٦٢١٩]
أخبرنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْأَعْرَابِيُّ،
قَالَ: أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبَّادِ الدَّبَرِيُّ،
قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ هَمَّامِ بْنِ (٢) نَافِعٍ، عَنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَكَانَ يُؤْمَرُ بِتَلْقِنَةِ
الْمَرِيضِ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ؟ قَالَ: إِنِّي لأُحِبُّ ذَلِكَ.
• [٦٢٢٠] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ صَفِيَّةَ ابْنَةِ شَيْبَةَ، أَنَّهَا سَمِعَتْ عَائِشَةَ تَقُولُ: لَا تَذْكُرُوا مَوْتَاكُمْ إِلَّا بِخَيْرٍ، وَلَقِّنُوهُمْ شَهَادَةَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ.
• [٦٢٢١] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَنَّهُ قَالَ: احْضُرُوا مَوْتَاكُمْ، فَأَلْزِمُوهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَغْمِضُوا أَعْيُنَهُمْ، وَاقْرَءُوا عِنْدَهُمُ الْقُرْآنَ.
° [٦٢٢٢] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ابْنٌ، وَكَانَ فِيهِ بَعْضُ مَا لَمْ يَرْضَ (٣) أَبُو بَكْرٍ، فَكَانَ يُحَقِّرُهُ لِذَلِكَ، فَمَرِضَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَبُوهُ، فَقَالَ لَهُ الْغُلَامُ: إِنِّي أُرْسِلُكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ
(١) بعده في (ن): «وصلى الله على سيدنا محمد
وآله وصحبه وسلم». [ن/ ٧٧ أ].
(٢)
في الأصل، (ن): «عن»، وهو تصحيف ظاهر، والصواب ما أثبتناه.
• [٦٢٢٠]
[شيبة:١٠٩٦٤]
(٣)
قوله: «لم يرض»، وقع في (ن): «لا يرضى».
بِرِسَالَةٍ: أَبْلِغْهُ عَنِّي
أَنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ
وَرَسُولُهُ، فَانْطَلَقَ أَبُو بَكْرٍ، حَتَّى دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ
فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «بَلِّغِ ابْنَكَ أَنَّ لَهُ
الْجَنَّةَ»، قَالَ: فَخَرَجَ أَبُو بَكرٍ، فَلَقِيَهُ عُمَرُ فَأَخْبَرَهُ،
فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: ارْجِعْ بِنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ حَتَى نَسْتَثْبِتَ
مِنْهُ، فَرَجَعَا إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ (١)، فَقَالَ
عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا لِلْأَمْوَاتِ، فَكَيْفَ الْأَحْيَاءُ؟
فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «مِثْلُهُ، وَمِثْلُهُ، وَمِثْلُهُ»، حَتَّى عَدَّ بِضعًا
وَثَلَاثِينَ مَرَّةَ، قَالَ: وَأَشَارَ الْقَاسِمُ بِيَدِهِ أَرْبَعًا (٢)
وَثَلَاثِينَ.
• [٦٢٢٣]
عبد الرزاق عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ حُصَيْنٍ وَمَنْصورٍ، أَوْ أَحَدِهِمَا، عَنْ
هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَنْ قَالَ عِنْدَ مَوْتِهِ:
لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ (٣)، أَنْجَتْهُ يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ (٤)، أَصَابَهُ
قَبْلَ ذَلِكَ مَا أَصَابَهُ.
• [٦٢٢٤]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ
عَلْقَمَةَ قَالَ: لَقِّنُونِي * لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عِنْدَ مَوْتِي،
وَأَسْرِعُوا بِي إِلَى حُفْرَتِي، وَلَا تَنْعُونِي (٥)، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ
يَكُونَ كَنَعْيِ (٦) الْجَاهِلِيَّةِ، فَإِذَا خَرَجَ الرِّجَالُ بِجِنَازَتِي،
فَأَغْلِقُوا الْبَابَ، فَإِنَّهُ لَا أَرَبَ لِي بِالنِّسَاءِ (٧).
(١) في الأصل: «هذا»، والمثبت من (ن).
(٢)
في (ن): «أربع»، والمثبت هو الجادة.
(٣)
قوله: «من قال عند موته: لا إله إلا الله»، وقع في (ن): «من قال: لا إله إلا الله،
عند موته».
(٤)
في (ن): «دهر».
الدهر: اسم للزمان الطويل، ومدة
الحياة الدنيا. (انظر: النهاية، مادة: دهر).
* [٢/
٦١ ب].
(٥)
النعي: إذاعة موت الميت والإخبار به. (انظر: النهاية، مادة: نعا).
(٦)
قوله: «يكون كنعي»، وقع في الأصل: «أكون كنعية»، والمثبت من (ن)، ويوافقه ما في
«تاريخ دمشق» (٤١/ ١٨٧)، من طريق حصين، به، بنحوه.
(٧)
في الأصل: «النساء»، والتصويب من (ن).
° [٦٢٢٥] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ
قَتَادَةَ يَرْفَعُهُ، قَالَ: «لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ».
• [٦٢٢٦]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، أَنَّ ابْنَ
مَسْعُودٍ قَالَ: لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَإِنَّهَا
تَهْدِمُ الْخَطَايَا. فَقِيلَ لَهُ: كَيْفَ الْحَيُّ *؟ قَالَ: هِيَ أَهْدَمُ،
وَأَهْدَمُ.
• [٦٢٢٧]
عبد الرزاق، عَنْ صَاحِبٍ لَهُمْ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ:
سَمِعْتُ الْأَغَرَّ أَبَا مُسْلِمٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ:
خَمْسٌ يُصَدِّقُ اللَّهُ بِهَا (١) الْعَبْدَ إِذَا قَالَهُنَّ: إِذَا قَالَ: لَا
إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، قَالَ اللَّهُ (٢): صدَقَ عَبْدِي،
وإِذَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، قَالَ اللهُ:
صَدَقَ (٣) عَبْدِي، وإِذَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ لَا شَرِيكَ لَهُ،
قَالَ اللَّهُ: صَدَقَ عَبْدِي، وإِذَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
وَحْدَهُ، قَالَ: صَدَقَ عَبْدِي، وإِذَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا الله لَهُ
الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، قَالَ: صَدَقَ عَبْدِي.
قَالَ شُعْبَةُ: فَلَقِيتُ أَبَا
جَعْفَرٍ (٤)، فَحَدَّثَنِي بِهَذَا عَنِ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
وَزَادَ فِيهِنَّ: مَنْ قَالَهُنَّ عِنْدَ مَوْتِهِ لَمْ تَمَسَّهُ النَّارُ.
• [٦٢٢٨]
قال عبد الرزاق: وَقَدْ سَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ (٥) عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرٍ،
عَنْ شُعْبَةَ بِإِسْنَادِهِ.
• [٦٢٢٦] شيبة: ١٠٩٧٥].
* [ن/ ٧٧ ب].
• [٦٢٢٧]
[التحفة: ت سي ق ٣٩٦٦].
(١)
قوله: «يصدق الله بها»، وقع في (ن): «تصدق الله بهن»، والمثبت هو الموافق للسياق.
(٢)
بعده في الأصل: «أكبر»، ولعله سبق قلم من الناسخ، والمثبت من (ن)، ويوافقه ما في
«المنتخب من مسند عبد بن حميد» (٩٤٤)، من طريق أبي إسحاق، به.
(٣)
في الأصل: «أصدق»، والتصويب من (ن)، ويوافقه ما في المصدر السابق.
(٤)
قوله: «قال شعبة: فلقيت أبا جعفر»، وقع في الأصل: «قال: فلقيت شعبة»، والمثبت من
(ن)، وهو أشبه بالصواب.
(٥)
في الأصل: «يحدث عن»، والتصويب من (ن)، وعبد الرزاق، عن عبد الله بن كثير، عن
شعبة، يذكر كثيرا في: «مصنف عبد الرزاق» هذا.
٢ - بَابُ إِغْمَاضِ الْمَيِّتِ
° [٦٢٢٩]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ
قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَلَى أَبِي سَلَمَةَ وَهُوَ مَرِيضٌ، فَسَمِعَ
بُكَاءً مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ، فَقَالَ: «إِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَحْضُرُ
المَيتَ، فَتُؤَمِّنُ عَلَى مَا يَقُولُ (١) أَهْلُهُ (٢)، فَإِنَّ الْبَصَرَ
يَشْخَصُ (٣) لِلرُّوحِ»، وَأَغْمَضَ النَّبِيُّ ﷺ أَبَا سَلَمَةَ (٤).
• [٦٢٣٠]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ بَكْرِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ قَالَ: إِذَا أَغْمَضْتَ الْمَيِّتَ (٥)، فَقُلْ:
بِاسْمِ اللَّهِ (٦)، عَلَى وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، وَإِذَا حَمَلْتَ الْمَيِّتَ
فَقُلْ: بِاسْمِ اللَّهِ، وَسَبِّحْ.
وَبِهِ نَأْخُذُ.
• [٦٢٣١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ أُمِّ الْهُذَيْلِ،
عَنْ أُمِّ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّهَا دُعَيَتْ إِلَى مَيِّتٍ
يُنَازعُ، فَقَالَتْ لَهَا أُمُّ سَلَمَةَ: إِذَا حَضَرْتِيهِ، فَقُولِي:
السَّلَامُ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
وَبِهِ نَأْخُذُ أَيْضًا.
° [٦٢٢٩] [شيبة: ١٠٩٨٥].
(١)
في (ن): «قال».
(٢)
ليس في الأصل، والمثبت من (ن)، وهو الموافق لما في «الطبقات الكبرى» لابن سعد (٣/
٢٤١)، من طريق قبيصة، عن أم سلمة، به، بنحوه.
(٣)
شخوص البصر: ارتفاع الأجفان إلى فوق وتحديد النظر. (انظر: النهاية، مادة: شخص).
(٤)
قوله: «أبا سلمة»، ليس في الأصل، والمثبت من (ن)، ويوافقه ما في المصدر السابق.
• [٦٢٣٠]
[شيبة: ١٠٩٨٤، ١١٤٥٢، ١١٤٥٣، ١٢١٩٠،
١٢١٩١].
(٥)
ليس في الأصل، والمثبت من (ن)، وهو الموافق لما في «الدعاء» للطبراني (ص ٣٥١)، عن
الدبري، عن عبد الرزاق، به.
(٦)
بعده في الأصل: «الرحمن»، والمثبت من (ن)، ويوافقه ما في المصدر السابق.
• [٦٢٣١]
[شيبة: ١٠٩٥٤].
٣ - بَابُ النَّعْيِ عَلَى الْمَيِّتِ
• [٦٢٣٢]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ،
حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ: لَا تُؤْذِنُوا بِي أَحَدًا كَفِعْلِ
الْجَاهِلِيَّةِ.
• [٦٢٣٣]
عبد الرزاق، عَنِ الثوْرِيِّ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ
عَلْقَمَةَ قَالَ: إِذَا كَانَ مَنْ يَحْمِلُ الْجِنَازَةَ، فَلَا تُؤْذِنْ
أَحَدًا (١)؛ مَخَافَةَ أَنْ يُقَالَ: مَا أَكْثَرَ مَنِ اتَّبَعَهُ.
• [٦٢٣٤]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَاصمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ
ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَتَحَيَّنُ بِجِنَازَتِهِ غَفَلَةَ النَّاسِ.
• [٦٢٣٥]
عبد الرزاق، عَنْ عُمَرَ (٢) بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ
أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ (٣) قَالَ:
لَا تُؤْذِنُوا بِي أَحَدًا، حَسْبِي مَنْ يَحْمِلُنِي إِلَى حُفْرَتي
*.
• [٦٢٣٦]
عبد الرزاق، عَنْ ابْنِ التَّيْمِيِّ (٤)، عَنْ هِشَامٍ صَاحِبِ
الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: لَا بَأْسَ إِذَا
مَاتَ الرَّجُلُ أَنْ يُؤْذَنَ صَدِيقُهُ، إِنَّمَا كَانُوا يَكْرَهُونَ أَنْ
يُطَافَ بِهِ فِي الْمَجَالِسِ: أَنْعِي فُلَانًا، كَفِعْلِ الْجَاهِلِيَّةِ.
° [٦٢٣٧]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: نَعَى
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ
(١) قوله: «تؤذِن أحدًا»، وقع في (ن): «يؤذَن
أحدٌ»، والمثبت هو الموافق لما في «التمهيد» (٦/ ٢٥٥)، معزوا إلى عبد الرزاق.
• [٦٢٣٤]
[شيبة: ١١٣٢٥].
(٢)
في الأصل: «عمرو»، وهو خطأ، والتصويب من (ن)، وهو الموافق لما في «التمهيد» (٦/
٢٥٦)، معزوا إلى عبد الرزاق، وينظر: «تهذيب الكمال» (٢١/ ٣٤٠).
(٣)
قوله: «عن أبيه»، ليس في الأصل، (ن)، واستدركناه من «التمهيد»، وينظر: «الاستذكار»
(٨/ ٢٣١)، وما سيأتي برقم (٦٤٠٥).
* [ن / ٧٨ أ].
(٤)
قوله: «عن ابن التيمي» من (ن).
أَصْحَابَ مُؤْتَةَ عَلَى
الْمِنْبَرِ رَجُلًا رَجُلًا، بَدَأَ بِزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، ثُمَّ جَعْفَرَ
بْنِ أَبِي طَالِبٍ، ثُمَّ قَالَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ، ثَمَّ قَالَ *:
فَأَخَذَ اللِّوَاءَ (١) خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَهُوَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ
اللَّهِ.
٤
- بَابُ
غَسْلِ المرْءِ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ وَحُرُوفِ الْمَيِّتِ إِلَى الْقِبْلَةِ (٢)
• [٦٢٣٨]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَكَانَ يُؤْمَرُ
بِالْمَرْءِ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ أَنْ يُطَهَّرَ بِالْغُسْلِ؟ قَالَ: إِنَّ
ذَلِكَ لَحَسَنٌ.
• [٦٢٣٩]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَرَأَيْتَ حُرُوفَ
الْمَيِّتِ إِلَى الْقِبْلَةِ حِينَ يَحِينُ فَوْضهُ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ؛
أَسُنَّةٌ ذَلِكَ؟ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ! مَا (٣) عَلِمْتُ مِنْ أَحَدٍ
يَعْقِلُ تَرَكَ ذَلِكَ مِنْ مَيِّتِهِ، وَاللَّهِ، إِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْمَلُ
فِرَاشُهُ؛ حَتَّى يُحَرَّفَ بِهِ، إِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ ذَلِكَ.
• [٦٢٤٠]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ:
اسْتَقْبِلْ بِالْمَيِّتِ الْقِبْلَةَ.
قَالَ سُفْيَانُ: يَعْنِي عَلَى
يَمِينِهِ، كَمَا يُوضَعُ فِي اللَّحْدِ (٤).
• [٦٢٤١]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الشَّعْبِيَّ عَنِ
الْمَيِّتِ يُوَجَّهُ لِلْقِبْلَةِ، قَال: إِنْ شِئْتَ فَوَجِّهْ، وإِنْ شِئْتَ
فَلَا تُوَجِّهْ، لَكِنِ اجْعَلِ الْقَبْرَ إِلَى الْقِبْلَةِ؛ قَبْرُ رَسُولِ
اللَّهِ ﷺ، وَقَبْرُ أَبِي بَكْرِ، وَقَبْرُ عُمَرَ إِلَى الْقِبْلَةِ.
• [٦٢٤٢]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، أَنَّ
إِنْسَانًا (٥) حِينَ حَضرَ
* [٢/ ٦٢ أ].
(١)
اللواء: الراية، والجمع: ألوية. (انظر: النهاية، مادة: لوا).
(٢)
في الأصل: «أهله»، والتصويب من (ن)، وينظر ما يأتي تحته برقم (٦٢٣٩).
(٣)
ليس في الأصل، ولا غنى عنه للسياق، وأثبتناه من (ن).
(٤)
اللحد: الشق الذي يعمل في جانب القبر لموضع الميت. (انظر: النهاية، مادة: لحد).
• [٦٢٤١]
[شيبة: ١٠٩٨٠].
(٥)
في الأصل: «أنسا»، وهو خطأ ظاهر، والتصويب من (ن).
ابْنَ الْمُسَيَّبِ الْمَوْتُ وَهُوَ
مُسْتَلْقٍ قَالَ: احْرِفُوهُ، قَالَ: وَلَسْتُ عَلَيْهَا؟! يَعْنِي أَنَّهُ عَلَى
الْقِبْلَةِ، وإِنْ لَمْ يَكُنْ مُسْتَقْبِلَهَا؛ لِأَنَّهُ مُسْلِمٌ.
• [٦٢٤٣]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ وَالثَّوْريِّ، عَنْ إِسْمَاعَيلَ بْنِ أُمَيَّةَ،
أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ عَلَى ابْنِ الْمُسَيَّبِ وَهُوَ شَاكٍ مُسْتَلْقٍ، فَقَالَ:
وَجِّهُوهُ إِلَى الْقِبْلَةِ، قَالَ (١): فَغَضِبَ سَعِيدٌ (٢)، وَقَالَ:
أَوَلَسْتُ إِلَى الْقِبْلَةِ؟!
• [٦٢٤٤]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ الْبَرَاءَ بْنَ مَعْرُورٍ
الْأَنْصَارِيَّ لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ، قَالَ لِأَهْلِهِ وَهُوَ
بِالْمَدِينَةِ: اسْتَقْبِلُوا بِيَ الْكَعْبَةَ.
• [٦٢٤٥]
عبد الرزاق، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، سَمِعْتُهُ أَوْ بَلَغَنِي عَنْهُ،
قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ *: إِنَّ الْمَلَائِكَةَ وَجَّهُوا آدَمَ حِينَ
حَضَرَهُ الْمَوْتُ، ثُمَّ غَمَّضُوهُ.
٥
- بَابُ
الْقَوْلِ عِنْدَ الْمَوْتِ
• [٦٢٤٦]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أُمِّ
سَلَمَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِذَا حَضَرْتُمُ الْمَيِّتَ
وَالْمَرِيضَ، فَقُولُوا خَيْرًا، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا
تَقُولُونَ».
° [٦٢٤٧]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: دَخَلَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَلَى أَبِي سَلَمَةَ وَهُوَ مَرِيضٌ، وَافَقَ دُخُولُ
النَّبِيِّ ﷺ خُرُوجَ نَفْسِهِ، فَسَمِعَ بُكَاءً، فَقَالَ: «لَا تَدْعُوا عَلَى
أَنْفُسِكُمْ إِلَّا بِخَيْرٍ، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَحْضُرُ الْمَيِّتَ - أَوْ
قَالَ: أَهْلَ الْبَيْتِ - فَيُؤَمِّنُوا عَلَى دُعَائِهِمْ»، ثُمَّ قَالَ:
«اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ ذُنُوبَهُ، وَأَفْسِحْ لَهُ فِي قَبْرِهُ، وَأَعْظِمْ
نُورَهُ،
(١) قوله:»إلى القبلة قال«، وقع في
الأصل:»للقبلة«، والمثبت من (ن).
(٢)
في الأصل:»عبد"، وهو وهم من الناسخ، والتصويب من (ن).
* [ن/ ٧٨ ب].
• [٦٢٤٦]
[التحفة: م د ت س ق ١٨١٦٢، م دس ق ١٨٢٠٥] [الإتحاف: عه حب حم ٢٣٤٢٠] [شيبة: ١٠٩٥٢].
وَأَضِئْ لَهُ فِي قَبْرِهُ،
اللَّهُمَّ ارْفَعْ (١) دَرَجَةَ أَبِي سَلَمَةَ (٢) فِي الْمُهْتَدِينَ،
وَاخْلُفْهُ فِي عَقِبِهِ (٣) فِي الْغَابِرِينَ (٤)، وَاغْفِرْ لَهُ رَبَّ
الْعَالَمِينَ»، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ الْبَصَرَ شَخَصٌ لِلرُّوحِ؛ ألَمْ تَرَوْا
إِلَى شُخُوصِ عَيْنَيْهِ؟!».
• [٦٢٤٨]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: إِذَا عَايَنَ
الْمَرِيضُ الْمَلَكَ ذَهَبَتِ الْمَعْرِفَةُ. قَالَ سُفْيَانُ (٥): يَعْنِي
مَعْرِفَةَ النَّاسِ.
• [٦٢٤٩]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «ألَمْ تَرَوُا الْإِنْسَانَ إِذَا شَخَصَ بِبَصَرِهُ؟!»،
قَالُوا: بَلَى، قَالَ: «فَذَلِكَ حِينَ يَتْبَعُ بَصَرُهُ نَفْسَهُ».
٦
- بَابُ
وَضْعِ السَّيْفِ
• [٦٢٥٠]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سُئِلَ الشَّعْبِيُّ عَنِ
السَّيْفِ يُوضَعُ عَلَى بَطْنِ * الْمَيِّتِ، قَالَ: إِنَّمَا يُفْعَلُ لِكَي لَا
(٦) يَنْتَفِخَ، وَلَا يَضُرُّكَ أَفَعَلْتَ أَمْ لَا. وَسُئِلَ عَنِ الْحِذَاءَ
يُدْخَلُ بِهِ الْقَبْرَ، قَالَ: إِنَّمَا يُكْرَهُ كَرَاهِيَةَ الزَّلَقِ (٧).
قال عبد الرزاق: مَا أُحِبُ أَنْ
تَدْخُلَ بِالْحِذَاءِ الْقَبْرَ، وَبِهِ نَأْخُذُ.
(١) ليس في الأصل، والمثبت من (ن)، ويوافقه
ما في «مسند أحمد» (٢٧١٨٦)، من طريق أبي قلابة، به، بنحوه.
(٢)
في (ن): «سفيان»، وهو وهم ظاهر، ولعله سبق قلم من الناسخ.
(٣)
العقب: الذرية. (انظر: اللسان، مادة: عقب).
(٤)
الغوابر والغابرون والغبر: جمع الغابر، وهو: الباقي. (انظر: النهاية، مادة: غبر).
(٥)
قوله: «قال سفيان»، ليس في الأصل، والمثبت من (ن).
* [٢/
٦٢ ب].
(٦)
قوله: «لكي لا»، وقع في الأصل: «لكن»، والتصويب من (ن).
(٧)
الزلق: الأملس الذي لا تثبت عليه قدم. (انظر: معجم اللغة العربية المعاصرة، مادة:
زلق).
٧ - بَابُ التَّعْزِيَةِ
° [٦٢٥١]
عبد الرزاق، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ
أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يُعَزِّي الْمُسْلِمِينَ فِي مَصائِبِهِمْ.
• [٦٢٥٢]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَجَّاجِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو
عُمَرَ (١)، شَيْخٌ مِنْ بنِي (٢) تَمِيمٍ، قَالَ: يُقَالُ: مُعَزِّي الْمَصَائِبِ
يُكْسَى رِدَاءً (٣) مِنْ إِيمَانٍ يَكُونُ لَهُ سِتْرًا مِنَ النَّارِ.
• [٦٢٥٣]
عبد الرزاق، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُمَرَ (٤)، قَالَ: حَدَّثَنِي
عُثْمَانُ بْنُ الْأَسْوَدِ، أَنَّ أُمَيَّهَ بْنَ (٥) صَفْوَانَ أَخْبَرَهُ،
أَنَّهُ وَجَدَ صَحِيفَةَ مَرْبُوطَةً بِقِرَابِ صفْوَانَ أَوْ بِسَيْفِهِ،
وَإِذَا فِيهَا: هَذَا مَا سَأَلَ إِبْرَاهِيمُ * رَبَّهُ؛ قَالَ: أَيْ رَبِّ، مَا
جَزَاءُ مَنْ يَبُلُّ الدَّمْعُ وَجْهَهُ مِنْ خَشْيَتِكَ؟ قَالَ: صَلَوَاتي
وَرِضْوَانِي، قَالَ: فَمَا جَزَاءُ مَنْ يُصبِّرُ الْحَزِينَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ
(٦)؟ قَالَ: أَكْسُوهُ ثِيَابًا مِنَ الْإِيمَانِ، يَتَبَوَّأُ بِهَا الْجَنَّةَ
وَيَتَّقِي (٧) بِهَا النَّارَ، قَالَ: فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَسُدُّ الْأَرْمَلَةَ
ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ؟ قَالَ: وَمَا يَسُدُّ الْأَرْمَلَةَ؟ قَالَ: يُؤْوِيهَا،
أُقِيمُهُ فِي ظِلِّي وَأُدْخِلُهُ جَنَّتِي، قَالَ: فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَتْبَعُ
(٨) الْجِنَازَةَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ؟ قَالَ:
(١) في الأصل: «عمرة»، والمثبت من (ن)،
وينظر: «تهذيب الكمال» (١٥/ ٤٧٩).
(٢)
ليس في (ن).
(٣)
الرداء: ما يُلبس فوق الثياب كالجبة والعباءة، والثوب الذي يستر الجزء الأعلى من
الجسم، واللباس أيضًا، والجمع: أردية. (انظر: معجم الملابس) (ص ١٩٤).
(٤)
قوله: «بن عمر»، من (ن)، وينظر: «تهذيب الكمال» (١٧/ ٧، ٢٩٦).
(٥)
في الأصل: «بنت»، وهو خطأ ظاهر، ولعله سبق قلم من الناسخ، والتصويب من (ن).
* [ن/ ٧٩ أ].
(٦)
قوله: «ابتغاءَ وجهك»، وقع في الأصل: «ابتغاء لوجهك»، والمثبت من (ن)، وهو الموافق
لما في «الدعاء» للطبراني (١٢٢٧)، عن الدبري، عن عبد الرزاق، به.
(٧)
الوقاية: صيانة الشيء وستره وتجنب الأذى. (انظر: اللسان، مادة: وقي).
(٨)
في الأصل: «تبع»، والمثبت من (ن)، وهو الموافق لما في المصدر السابق.
تُصَلِّي مَلَائِكَتِي عَلَى
جَسَدِهِ وَتُشَيِّعُ رُوحَهُ. قَالَ: وَكَانَ فِيهِ عِيَادَةُ (١) الْمَرِيضِ،
فَنَسِيتُهَا، قَالَ: فَأَتَانِي (٢) يَحْيَى بْنُ جَعْدَةَ فَأَخَذَهَا مِنِّي.
• [٦٢٥٤]
عبد الرزاق، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَرِيزٍ (٣)،
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عُلَمَائِهِمْ قَالُوا: مَنْ عَزَّئ
مُؤْمِنًا بِمُصِيبَةٍ دَخَلَتْ عَلَيْهِ، كَسَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
رِدَاءً يُحَبَّرُ بِهِ.
قُلْنَا لِعَبْدِ الرَّزَّاقِ:
وَكَيْفَ يُعَزِّي؟ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ الْحَسَنَ مَرَّ بِأَهْلِ مَيِّتٍ،
فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: أَعْظَمَ اللَّهُ أَجْرَكُمْ، وَغَفَرَ
لِصَاحِبِكُمْ، ثُمَّ مَضَى وَلَمْ يَقْعُدْ، قُلْنَا لَهُ: مَنْ يُعَزَّى؟ قَالَ:
يُعَزَّى كُلُّ حَزِينٍ، فَقَدْ يَكُونُ الرَّجُلُ حَزِينًا لِصَاحِبِهِ وَأَخِيهِ
أَشَدَّ مِنْ حُزْنِ (٤) أَهلِهِ عَليْهِ.
٨
- بَابُ
غُسْلِ الْمَيِّتِ
• [٦٢٥٥]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: يُغَسَّلُ الْمَيِّتُ
وِتْرًا؛ ثَلَاثًا، أَوْ خَمْسًا، أَوْ سَبْعًا، كُلُّهُنَّ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ (٥)،
وَفِي كُلِّ (٦) غَسْلَةٍ يُغْسَلُ رَأْسُهُ مَعَ سَائِرِ جَسَدِهِ. قَالَ:
قُلْتُ: وَتُجْزِئُ وَاحِدَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِنْ أَنْقَوْهُ (٧).
• [٦٢٥٦]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: يُغَسَّلُ
الْمَيِّتُ وِتْرًا.
• [٦٢٥٧]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ:
يُغَسَّلُ الْمَيِّتُ وَتْرًا (٨).
(١) عيادة المريض: زيارته. (انظر: معجم اللغة
العربية المعاصرة، مادة: عود).
(٢)
في الأصل: «فأتى»، والمثبت من (ن).
(٣)
تصحف في الأصل إلى: «كثير»، والتصويب من (ن)، وينظر: «تهذيب الكمال» (١٣/ ٤٢٤).
(٤)
في (ن): «جزع».
(٥)
السدر: ورق النبق المطحون. (انظر: المصباح المنير، مادة: سدر).
(٦)
ليس في الأصل، والمثبت من (ن).
(٧)
في (ن): «القوة»، كذا، وفي حاشيتها منسوبًا لنسخة كالمثبت.
(٨)
هذا الأثر ليس في الأصل، واستدركناه من (ن). وينظر: «الآثار» لمحمد بن الحسن
الشيباني (٢٢٣)، من طريق حماد، به، بأتم مما هنا.
° [٦٢٥٨] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ،
قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ يُخْبِرُنَا، قَالَ:
غُسِّلَ النَّبِيُّ ﷺ في قَمِيصٍ، وَغُسِّلَ ثَلَاثًا، كُلُّهُنَّ (١) بِمَاءٍ
وَسِدْرٍ، وَوَلِيَ عَلِيٌّ سُفْلَتَهُ، وَالْفَضلُ بْنُ عَبَّاسٍ يَحْتَضِنُ
النَّبِيَّ ﷺ، وَالْعَبَّاسُ يَصُبُّ الْمَاءَ، قَالَ: وَعَلِيٌّ يَغْسِلُ
سُفْلَتَهُ، وَيَقُولُ الْفَضْلُ لِعَلِيٍّ: أَرِحْنِي أَرِحْنِي، قَطَعْتَ
وَتِينِي، إِنِّي لأَجِدُ شَيْئًا يَتَنَزَّلُ عَلَيَّ، قَطَعَ (٢) وَتِينِي،
قَالَ: وَغُسِّلَ النَّبِيُّ ﷺ مِنْ بِئْرٍ لِسَعْدِ بْنِ خُثَيْمَةَ، يُقَالُ
لَهَا: الْغَرْسُ، بِقُبَاءٍ (٣)، قَالَ: وَكَانَ النَّبِيُّ ﷺ مِنْهَا يَشْرَبُ
(٤)، قَالَ: وَكَانَ النَّبِيُّ ﷺ لَا يَغْسِلُ رَأْسَهُ إِلَّا بِسِدْرٍ.
وَبِهِ نَأْخُذُ، قَالَ: قُلْتُ
لِعَبْدِ الرَّزَّاقِ: يُبْدَأُ بِالرَّأْسِ أَوْ بِاللِّحْيَةِ؟ قَالَ:
السُّنَّةُ لَا شَكَّ، يُبْدَأُ بِالرَّأْسِ، ثُمَّ اللِّحْيَةِ.
• [٦٢٥٩]
ثم قَالَ: أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ، أَنَّ مَعْمَرًا أَخْبَرَهُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ
أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: يُبْدَأُ * بِالرَّأْسِ،، ثُمَّ اللِّحْيَةِ، ثُمَّ
الْمَيَامِنِ، يَعْنِي غُسِّلَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (٥)؛ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، ثُمَّ
بِمَاءٍ، فَهِيَ وَاحِدَةٌ، كُلُّ غَسْلَةٍ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، ثُمَّ بِمَاءٍ،
فَهِيَ وَاحِدَةٌ.
• [٦٢٦٠]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: إِنْ كَانَ ذَا
ضَفِيرَتَيْنِ مَضْفُورَتَيْنِ؟ قَالَ: تُنْشَرَانِ وَتُغْسَلَانِ. قُلْتُ:
أَرَأَيْتَ السِّدْرَ لَا بُدَّ مِنْهُ؟ قَالَ: إِنَّكَ لَتُوجِبُ، أَمَا
السِّدْرُ فَطَهُورٌ. قُلْتُ: فَلَمْ يُوجَدْ سِدْرٌ فَيُؤْخَذُ (٦) خِطْمِيٌّ؟
قَالَ: لَا، سَيُوجَدُ * السِّدْرُ.
(١) قوله: «ثلاثا كلهن»، وقع في الأصل: «كلهن
ثلاثا»، والتصويب من (ن).
(٢)
في (ن): «قطعت».
(٣)
قباء: قرية بعوالي المدينة، وتقع قبلي المدينة، وهناك المسجد الذي أسس على التقوى،
وقباء متصل بالمدينة ويعدّ من أحيائها. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص ٢٢٢).
(٤)
قوله: «قال: وكان النبي ﷺ منها يشرب»، ليس في الأصل، واستدركناه من (ن).
* [ن/ ٧٩ ب].
(٥)
بعده في (ن): «غسل».
(٦)
في (ذ): «فيجعل».
* [٢/
٦٣ أ].
• [٦٢٦١] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ،
عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى قَالَ: غُسْلُ الْمُتَوَفَّى (١) ثَلَاثَ مَرَّاتٍ،
فَمَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا فَلْيُلْقِ عَلَى وَجْهِهِ ثَوْبًا، ثُمَّ لِيَبْدَأَ
فَلْيُوَضِّئْهُ وَلْيَغْسِلْ رَأْسَهُ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَغْسِلَ
مَذَاكِرَهُ فَلَا يُفْضِ إِلَيْهَا، وَلَكِنْ لِيَأْخُذَ خِرْقَةً فَلْيَلُفَّهَا
عَلَى يَدِهِ، ثُمَّ لِيُدْخِلَ يَدَهُ مِنْ تَحْتِ الثَّوْبِ، وَلْيَمْسَحْ
بَطْنِهِ، حَتَّى يُخْرِجَ مِنْهُ الْأَذَى.
• [٦٢٦٢]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ
قَالَ فِي غُسْلِ الْمَيِّتِ: الْأُولَى بِمَاءٍ قَرَاحٍ (٢)، يُوَضِّئُهُ
وُضوءَهُ لِلصَّلَاةِ، وَالثَّانِيَةُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَالثَّالِثَةُ بِمَاءٍ
قَرَاحٍ، وَيَتَّبعُ مَسَاجِدَهُ الطِّيبَ (٣).
• [٦٢٦٣]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: رَأَيْتُهُ يُغَسِّلُ مَيِّتًا،
فَأَلْقَى عَلَى فَرْجِهِ خِرْقَةً، وَعَلَى وَجْهِهِ خِرْقَةً أُخْرَى،
وَوَضَّأَهُ وُضُوءَ الصَّلَاةِ، ثُمَّ بَدَأَ بِمَيَامِنِهِ.
عبد الرزاق، قَالَ مَعْمَرٌ: وَكَانَ
قَتَادَةُ يَقُولُ: يُبْدَأُ بِمَيَامِنِهِ (٤).
قَالَ: فَإِذَا أَرَادَ أَنْ
يُوَضِّئَهُ نَزَعَ الَّتِي عَلَى وَجْهِهِ، فَأَمَّا الَّتِي عَلَى فَرْجِهِ
فَلَا يُحَرِّكُهَا، وَلكنَّهُ يَضعُ عَلَى يَدِهِ خِرْقَةً، ثُمَّ يُدْخِلُهَا
تَحْتَ الْخِرْقَةِ.
• [٦٢٦٤]
عبد الرزاق: قَالَ مَعْمَرٌ: قَالَ أَيُّوبُ: وإِذَا لَمْ يَجِدُوا سِدْرًا،
غَسَّلُوهُ بِالْأُشْنَانِ إِذَا طَالَ مَرَضُهُ وَكَثُرَ.
• [٦٢٦٥]
أخبرنا عَبْد الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ
قَالَ: إِذَا طَالَ ضَنَى الْمَيِّتِ، غُسِّلَ بِالْأُشْنَانِ إِنْ شَاءُوا.
(١) بعده في الأصل: «فإذا أراد»، ولعله وهم
من الناسخ من انتقال بصره لما في السطر بعده، والمثبت بدونه من (ن).
• [٦٢٦٢]
[شيبة: ١١٠٢٤].
(٢)
القراح: الماء الذي لم يخالطه شيء يطيب به. (انظر: النهاية، مادة: قرح).
(٣)
في (ن): «بالطيب».
(٤)
قوله: «عبد الرزاق، قال معمر: وكان قتادة يقول: يبدأ بميامنه»، ليس في الأصل،
واستدركناه من (ن).
• [٦٢٦٥]
[شيبة: ١١٠٣٠].
° [٦٢٦٦] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ
وَمَعْمَرٍ، عَنْ مَنْصُورٍ قَالَ: كَانَ عَلَى (١) النَّبِيِّ ﷺ قَمِيصٌ،
فَنُودُوا: أَلَّا تَنْزِعُوهُ (٢).
• [٦٢٦٧]
عبد الرزاق، عَنِ الثوْرِيِّ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ (٣): كَانَ
يُكْرَهُ أَنْ يُغَسَّلَ الْمَيِّتُ وَمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّمَاءَ فَضاءٌ،
حَتَّى يَكُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ سِتْرٌ (٤).
• [٦٢٦٨]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَتَكْرَهُ غَسْلَهُ
عُرْيَانًا؟ قَالَ: لِمَ يُغَسَّلُ عُرْيَانًا؟! قُلْتُ: فَجُعِلَ عَلَيْهِ ثَوْبٌ
مِمَّنْ عَلَيْهِ، لَا يُمَسُّ الثَّوْبُ، وَيُغَسَّلُ مِنْ تَحْتِهِ؟ قَالَ:
حَسْبُهُ، وَقَدْ وُورِيَ حِينَئِذٍ.
° [٦٢٦٩]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «كَانَ آدَمُ رَجُلًا أَشْعَرَ، طُوَالًا، آدَمَ (٥)،
كأَنَّهُ نَخلَةٌ سَحُوقٌ، وَإِنَّهُ لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ (٦)، نَزَلَتِ
الْمَلَائِكَةُ * بِحَنُوطِهِ (٧) وَكَفَنِهِ مِنَ الْجَنَّةِ، فَلَمَّا مَاتَ
غَسَّلُوهُ بِالْمَاءِ وَالسِّدْرِ ثَلَاثًا، وَجَعَلُوا فِي الثَّالِثَةِ
كَافُورًا (٨)، وَكَفَّنُوهُ فِي وِترِ ثِيَابٍ، وَحَفَرُوا لَهُ لَحْدًا،
وَصَلَّوْا عَلَيْهِ، وَقَالُوا: هَذِهِ سُنَّةُ وَلَدِ آدَمَ مِنْ بَعْدِهِ».
(١) ليس في الأصل، والسياق يقتضيه، والمثبت
من (ن)، ويوافقه ما في «التمهيد» (٢/ ١٦٤)، معزوا لعبد الرزاق.
(٢)
تصحف في الأصل إلى: «ستر عورة»، والتصويب من (ن)، ويوافقه ما في المصدر السابق.
(٣)
في الأصل: «أنه قال»، والمثبت من (ن).
(٤)
في الأصل، (ن): «سترًا»، بالنصب، وما أثبتناه هو الجادة.
(٥)
الأدمة: السمرة الشديدة. (انظر: النهاية، مادة: أدم).
(٦)
في الأصل: «الوفاة»، والمثبت من (ن)، وهو الموافق لما في «نصب الراية» (٢/ ٢٥٥)،
عن أبي بن كعب، به.
* [ن/ ٨٠ أ].
(٧)
في الأصل، (ن): «يحنطوه»، والتصويب من المصدر السابق.
(٨)
الكافور: شجر تتخذ منه مادة رائحتها عطرية وطعمها مر، وهو أصناف كثيرة. (انظر:
المعجم الوسيط، مادة: كفر).
° [٦٢٧٠] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ،
عَنْ صَالِحٍ (١) مَوْلَى التَّوْءَمَةِ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ:
غُسِّلَ النَّبِيُّ ﷺ فِي قَمِيصٍ، وَنَزَلَ فِي حُفْرَتِهِ عَلِيٌّ، وَالْفَضْلُ
بْنُ عَبَّاسٍ، وَصالِحُ بْنُ شُقْرَانَ (٢) مَوْلَى النَّبِيِّ ﷺ.
• [٦٢٧١]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ (٣) قَالَ: نَزَلَتِ
الْمَلَائِكَةُ حِينَ حَضَرَ آدَمَ الْوَفَاةُ، فَلَمَّا رَآهُمْ عَرَفَهُمْ،
فَقَبَضُوهُ، وَغَسَّلُوهُ، وَكَفَّنُوهُ، وَصَلَّوْا عَلَيْهِ، وَدَفَنُوهُ،
وَبَنُوهُ يَنْظُرُونَ.
• [٦٢٧٢]
عبد الرزاق، قَالَ: وَقَالَ مَعْمَرٌ: وَسَمِعْتُ غَيْرَ ثَابِتٍ يَقُولُ: ثَمَّ
قَالُوا: هَذِهِ سُنَّةُ وَلَدِكَ.
• [٦٢٧٣]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، فِي الْمَيِّتِ
يُغَسَّلُ، قَالَ: تُوضَعُ خِرْقَةٌ عَلَى فَرْجِهِ، وَأُخْرَى عَلَى وَجْهِهِ،
فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُوَضِّئَهُ كَشَفَ الْخِرْقَةَ الَّتِي عَلَى وَجْهِهِ،
فَيُوَضِّئَهُ بِالْمَاءِ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ يُغَسِّلُهُ بِالْمَاءِ
وَالسِّدْرِ مَرَّتَيْنِ مِنْ رَأْسِهِ إِلَى قَدَمِهِ، يَبْدَأُ بِمَيَامِنِهِ،
وَلَا يَكْشِفُ الْخِرْقَةَ الَّتِي عَلَى فَرْجِهِ، وَلكنَّهُ يَلُفُّ عَلَى
يَدِهِ
° [٦٢٧٠] [التحفة: ق ٦٠٢٢، د ق ٦٤٩٦].
(١)
قوله: «ابن جريج، عن صالح»، وقع في الأصل: «صالح، عن ابن جريج»، ولعله سبق قلم من
الناسخ، والتصويب من (ن)، ويوافقه ما في «المعجم الكبير» للطبراني (١٠/ ٣٢٦)، عن
الدبري، عن عبد الرزاق، به.
(٢)
قوله: «وصالح بن شقران» في الأصل، (ن): «وصالح بن سعدان»، والمثبت موافق لما في
«معرفة الصحابة» لأبي نعيم (٣/ ١٥٠٧)؛ إذ فيه: «نزل في قبر النبي ﷺ علي والفضل،
وابن شقران». قال سليمان: هكذا قال إسحاق، والصواب: شقران، واسمه: صالح، مولى رسول
الله ﷺ«، والحديث عند الطبراني في»الكبير«(١٠/ ٣٢٦)، من طريق الدبري أيضا،
ولفظه:»ونزل في حفرته علي، والفضل بن عباس، وصالح بن عباس، وصالح بن شقران مولى
رسول الله ﷺ«، وعند أبي عاصم في»الآحاد والمثاني«(٤٦٤)، من طريق محمد بن مهدي
الإبلي، عن عبد الرزاق:»ونزل في حفرته علي، والفضل بن العباس، وصالح، وشقران«.
(٣)
قوله:»ثابت البناني«، وقع في الأصل:»ثابت، عن عامر البناني"، وهو خطأ ظاهر،
والتصويب من (ن)، وينظر الأثر بعده.
خِرْقَةً إِذَا أَرَادَ أَنْ
يَغْسِلَ فَرْجَهُ، فَيَغْسِلَ مَا تَحْتَ الْخِرْقَةِ الَّتِي عَلَى فَرْجِهِ
بِمَاءٍ (١)، وَإِذَا غَسَّلَهُ مَرَّتَيْنِ بِالْمَاءِ وَالسِّدْرِ غَسَّلَهُ
مَرَّةَ ثَالِثَةً بِمَاءٍ فِيهِ كَافُورٌ، وَالْمَرْأَةُ كَذَلِكَ، فَإِذَا فَرَغَ
الْغَاسِلُ اغْتَسَلَ بِالْمَاءِ شَيْءٌ مِنْ كَافُورٍ وَشَيْءٌ مِنْ سِدْرٍ *
هُشِّمَ أَوْ وَرَقٍ، يَبْدَأُ بِلِحْيَةِ الْمَيِّتِ قَبْلَ رَأْسِهِ.
• [٦٢٧٤]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: رَأَيْتَهُ غَسَّلَ مَيِّتًا
فَجَفَّفَ رَأْسَهُ بِالْمِجْمَرِ (٢).
٩
- بَابُ
غُسْلِ النِّسَاءِ
° [٦٢٧٥]
اُخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ
ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: تُوُفِّيَتْ بِنْتُ رَسُولِ
اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ: «اغْسِلْنَهَا ثَلَاثًا، أَوْ خَمْسًا، أَوْ أَكْثَرَ مِنْ
ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ، وَاغْسِلْنَهَا بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَاجْعَلْنَ فِي
الْآخِرَةِ شَيْئًا مِنْ كافُورٍ، فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي (٣)»، قَالَتْ:
فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَّاهُ، فَأَلْقَى إِلَيْنَا حَقْوَهُ، فَقَالَ:
«أَشْعِرْنَهَا (٤) إِيَّاهُ»، قَالَتْ: جَعَلْنَا رَأْسَهَا ثَلَاثَةَ قُرُونٍ
(٥)، وَأَرْسَلْنَاهُنَّ مِنْ خَلْفِهَا.
الْحَقْوُ: إِزَارٌ غَلِيظٌ.
° [٦٢٧٦]
عبد الرزاق، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ
أُمِّ عَطِيَّةَ الْأَنْصَارِيَّةِ قَالَتْ: تُوُفِّيَتْ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ
… ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَهُ.
(١) ليس في الأصل، والمثبت من (ن)، وهو
الموافق لما في «التمهيد» (١/ ٣٧٧ - ٣٧٨)، معزوا لعبد الرزاق.
* [٢/
٦٣ ب].
(٢)
في الأصل: «بالجمر»، والتصويب من (ن).
• [٦٢٧٥]
[الإتحاف: جا ب حم ٢٣٣٨٧] [شيبة: ١١٠٠٩].
(٣)
الإيذان: الإعلام بالشيء. (انظر: النهاية، مادة: أذن).
(٤)
أشعرنها: اجعلنه شعارها، والشعار: الثوب الذي يلي الجسد لأنه يلي شعره. (انظر:
النهاية، مادة: شعر).
(٥)
القرون: جمع قرن، وهو هنا: الضفيرة. (انظر: النهاية، مادة: قرن).
° [٦٢٧٧] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ
هِشَامٍ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ * … مِثْلَهُ.
• [٦٢٧٨]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: الْمَرْأَةُ تُنْشَرُ
رَأْسُهَا، فَيُغْسَلُ مَعَهَا مَنْثُورًا مِنْ أَجْلِ الْغُسْلِ الَّذِي فِيهِ؟
قَالَ: نَعَمْ.
° [٦٢٧٩]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ،
أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ سِيرِينَ يَقُولُ: كَانَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ
يُقَالُ لَهَا: أُمُّ عَطِيَّةَ مِنَ اللَّاتِي بَايَعْنَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ،
فَقَدِمَتِ الْبَصْرَةَ تُبَادِرُ ابْنًا لَهَا، فَلَمْ تُدْرِكْهُ،
فَحَدَّثَتْنَا، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ مَعْمَرٍ.
قَالَ مَعْمَرٌ وَ(١) ابْنُ
جُرَيْجٍ: قُلْتُ لِأَيُّوبَ: مَا قَوْلُهُ: أَشْعِرْنَهَا، أَتُؤَزَّرُ (٢) بِهِ؟
قَالَ: لَا أُرَاهُ إِلَّا قَالَ: أَلْفِفْنَهَا فِيهِ، قَالَ: وَكَذَلِكَ كَانَ
ابْنُ سِيرِينَ يَأْمُرُ الْمَرْأَةَ (٣) أَنْ تُشْعِرَ لُفَافَةً وَلَا تُؤَزِّرَ.
° [٦٢٨٠]
قال ابْنُ جُرَيْجٍ: قَالَ أَيُّوبُ: وَسَمِعْتُ حَفْصَةَ بِنْتَ سِيرِينَ
تَقُولُ: حَدَّثَتْنَا أُمُّ عَطِيَّةَ، أَنَّهُنَّ جَعَلْنَ رَأْسَ بِنْتِ
رَسُولِ اللَّهِ ﷺ ثلَاثَةَ (٤) قُرُونٍ، قَالَتْ: نَقَضْنَهُ (٥)، فَغَسَلْنَهُ،
فَجَعَلْنَهُ ثَلَاثَةَ قُرُونٍ. قَالَ: نَعَمْ، أَشْعَرْنَهَا، فَوَضَعُوهُ
مِمَّا يَلِي جَسَدَهَا.
* * *
* [ن/ ٨٠ ب].
(١)
في (ن): «قال»، والمثبت أشبه بالصواب.
(٢)
الاتزار والائتزار والتأزر: لبس الإزار، وهو: ثوب يحيط بالنصف الأسفل من الجسد.
(انظر: المعجم الوسيط، مادة: أزر).
(٣)
في (ن): «بالمرأة».
° [٦٢٨٠]
[شيبة: ١١١٠١].
(٤)
في (ن)، هنا والموضع بعده: «ثلاث»، وهو متوجه.
(٥)
النقض: الفك والحل. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: نقض).
١٠ - بَابُ عَصْرِ الْمَيِّتِ
° [٦٢٨١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ
ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: الْتَمَسَ عَلِيٌّ مِنَ النَّبِيِّ ﷺ مَا يُلْتَمَسُ
مِنَ الْمَيِّتِ، فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا، فَقَالَ: بِأَبِي وَأُمِّي طَيِّبًا
حَيًّا، وَطَيِّبًا مَيِّتًا.
• [٦٢٨٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ
قَالَ: يُغَسَّلُ الْمَيِّتُ ثَلَاثًا، فَإِنْ خَرَجَ مِنْهُ شَيْءٌ بَعْدَ
الثَّلَاثِ غَسَّلُوهُ خَمْسًا، فَإِنْ خَرَجَ مِنْهُ شَيْءٌ غُسِّلَ سَبْعًا.
• [٦٢٨٣]
عبد الرزاق، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ … مِثْلَهُ، قَالَ
هِشَامٌ: وَقَالَ الْحَسَنُ: يُغَسَّلُ ثَلَاثًا، فَإِنْ خَرَجَ شَيْءٌ غُسِلَ مَا
خَرَجَ. وَلَمْ يَزِدْ عَلَى الثَّلَاثِ.
١١
- بَابُ
أجْرِ الْغَاسِلِ
° [٦٢٨٤]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: قَالَ
النَّبِيُّ ﷺ: «مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا خَرَجَ مِنْ خَطِيئَتِهِ مِثْلَ يَوْمِ
وَلَدَتْهُ أُمُّهُ».
° [٦٢٨٥]
قال ابْنُ جُرَيْجٍ: وَبَلَغَنِي عَنِ الشَّعْبِيِّ مِثْلُ ذَلِكَ، إِلَّا أَنَّهُ
زَادَ فِي قَوْلِهِ: مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا، ثُمَّ لَمْ يُفْشِ عَلَيْهِ، كُلُّ
ذَلِكَ عَنِ (١) النَّبِيِّ ﷺ: «مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا، خَرَجَ مِنْ خَطَايَاهُ
كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ».
• [٦٢٨٦]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ
قَالَ: مَنْ غَسَّلَ مَيتًا وَأَدَّى فِيهِ الْأَمَانَةَ، كَانَ مِنْ ذُنُوبِهِ
كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ.
° [٦٢٨١] [شيبة: ٣٨١٨٨،١١٠٤٦].
(١)
في الأصل: «من»، والمثبت من (ن).
• [٦٢٨٦]
[شيبة: ١١٢٦٨].
١٢ - بَابُ مَنْ كَفَّنَ مَيِّتًا *
• [٦٢٨٧]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْصورُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ سَمِعَ يُوسُفَ الَّذِي كَانَ يَهُودِيًّا فَأَسْلَمَ (١)،
يَقُولُ: فِي التَّوْرَاةِ: مَنْ كَفَّنَ مَيِّتًا * كَمَنْ كَفَلَ صَغِيرًا
حَتَّى صارَ (٢) كَبِيرًا.
• [٦٢٨٨]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورِ ابْنِ صَفِيَّةَ، عَنْ يُوسُفَ،
رَجُلٍ كَانَ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ (٣)، قَالَ (٤): نَجِدُهُ فِي كِتَابِ اللهِ:
مَثَلُ الَّذِي يُكَفّنُ الْمَيِّتَ كَالَّذِي كَفَلَهُ صَغِيرًا حَتَّى مَاتَ.
١٣
- بَابُ
مَنْ غَسَّلَ مَيَتًا اغْتَسَلَ أوْ تَوَضَّأَ
• [٦٢٨٩]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ:
أَعَلَى مَنْ غَسَّلَ مَيتًا غُسْلٌ؟ قَالَ: لَا، قَدْ إِذَنْ نَجَّسُوا
صَاحِبَهُمْ، وَلكنْ وُضُوءٌ.
• [٦٢٩٠]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّهُ
سُئِلَ: هَلْ يَغْتَسِلُ مَنْ غَسَّلَ الْمَيِّتَ؟ قَالَ: إِنْ كَانَ نَجِسًا
فَاغْتَسِلُوا، وَإِلَّا فَإِنَّمَا يَكْفِي أَحَدَكُمُ الْوُضُوءُ.
• [٦٢٩١]
عبد الرزاق، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
الْمُزَنِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلْقَمَةُ الْمُزَنِيُّ قَالَ: غَسَّلَ أَبَاكَ
أَرْبَعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ، فَمَا زَادُوا عَلَى أَنِ احْتَجَزُوا
عَلَى ثِيَابِهِمْ، فَلَمَّا فَرَغُوا تَوَضَّئُوا، وَصَلَّوْا عَلَيْهِ.
قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا
الشَّعْثَاءِ يَقُولُ: أَلَا (٥) تَتَّقُونَ اللَّهَ؟! تَغْتَسِلُونَ مِنْ
مَوْتَاكُمْ؛ أَأَنْجَاسٌ هُمْ؟!
* [٢/ ٦٤ أ].
(١)
انظر: «التاريخ الكبير» للبخاري (٨/ ٣٧٢)، (٨/ ٣٧٥).
* [ن/ ٨١ أ].
(٢)
في (ن): «كان».
(٣)
انظر: «التاريخ الكبير» للبخاري (٨/ ٣٧٢)، (٨/ ٣٧٥).
(٤)
ليس في الأصل، والمثبت من (ن).
(٥)
في الأصل، (ن): «لا»، والمثبت من «الأوسط» لابن المنذر (٥/ ٣٧٤) عن الدبري، عن عبد
الرزاق، به.
• [٦٢٩٢] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ
جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ
قَالَ: إِنْ كَانَ نَجِسًا فَاغْتَسِلُوا!
• [٦٢٩٣]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ (١)، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ وَعَائِشَةَ
كَانَا لَا يَرَيَانِ عَلَى مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا غُسْلًا، وَقَالَا: إِنْ كَانَ
(٢) صَاحِبُكُمْ نَجِسًا فَاغْتَسِلُوا!
• [٦٢٩٤]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرٍ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ: أَغْتَسِلُ مِنَ الْمَيِّتِ؟ قَالَ:
أَمُؤْمِنٌ هُوَ؟ قُلْتُ: أَرْجُو، قَالَ: فَتَمْسَحُ مِنَ الْمُؤْمِنِ، وَلَا
تَغْتَسِلُ مِنْهُ.
• [٦٢٩٥]
عبد الرزاق، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ
قَالَ: إِذَا غَسَّلْتَ الْمَيِّتَ فَأَصَابَكَ مِنْهُ أَذًى فَاغْتَسِلْ، وإِلَّا
فَإِنَّمَا يَكْفِيكَ الْوُضُوءُ.
• [٦٢٩٦]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ
قَالَ: مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا فَلْيَغْتَسِلْ.
وَبِهِ نَأْخُذُ.
• [٦٢٩٧]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ
الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ … مِثْلَهُ.
° [٦٢٩٨]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ
لَهُ: أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
«مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا فَلْيَغتَسِلْ». وَبِهِ نَأْخُذُ.
• [٦٢٩٣] [شيبة: ١١٢٥٠].
(١)
أقحم بعده في الأصل: «عن»، والتصويب من (ن).
(٢)
ليس في الأصل، والسياق يقتضيه، والمثبت من (ن)، ويوافقه ما في «المصنف» لابن أبي
شيبة (١١٢٥٠)، عن ابن مسعود وحده.
• [٦٢٩٤]
[شيبة: ١١٢٤٧].
• [٦٢٩٦]
[شيبة: ١١٢٦١].
° [٦٢٩٨]
[التحفة: د ١٢١٨٤، ت ق ١٢٧٢٦] [الإتحاف: حم ٢٠٢٨٤] [شيبة: ١١٢٦٥]، وسيأتي: (٦٢٩٩).
° [٦٢٧٧] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ (١)،
وَغَيْرِهِ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِح، عَنْ أَبِيهِ (٢)، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا
فَلْيَغْتَسِلْ».
• [٦٣٠٠]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ
مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا فَلْيَغْتَسِلْ، وَمَنْ دَلَّاهُ فِي حُفْرَتِهِ
فَلْيَتَوَضَّأْ.
° [٦٣٠١]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ قَالَ
السُّنَّةُ أَنْ يَغْتَسِلَ الَّذِي يُغَسِّلُ الْمَيِّتَ.
• [٦٣٠٢]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ *، عَنْ أَيُّوبَ أَنَّ ابْنَ سِيرِينَ كَانَ إِذَا
غَسَّلَ (٣) مَيِّتًا، اغْتَسَلَ.
• [٦٣٠٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ
ابْنَ عُمَرَ حَنَّطَ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ، ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهِ، وَلَمْ
يَتَوَضَّأْ.
وَبِهِ يَأْخُذُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ.
• [٦٣٠٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ
حَنَّطَ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ، وَحَمَلَهُ، ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ يُصلِّي
وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.
° [٦٢٩٩] [التحفة: د ١٢١٨٤، ت ق ١٢٧٢٦] [شيبة: ١١٢٦٥]، وتقدم: (٦٢٩٨).
(١)
قوله: «ابن جريج» ليس في الأصل، واستدركناه من (ن)، و«العلل المتناهية» لابن
الجوزي (٦٢٦)، و«الناسخ والمنسوخ» لابن شاهين (٣٣)، من طريق المصنف، به.
(٢)
قوله: «عن أبيه» ليس في الأصل، (ن)، واستدركناه من «الناسخ والمنسوخ» لابن شاهين،
من طريق عبد الرزاق، به.
• [٦٣٠٠]
[شيبة: ١١٢٦٢].
(٣)
في الأصل: «اغتسل»، وهو خطأ واضح، والتصويب من (ن).
١٤ - بَابُ الْمَرْأةِ تُغَسِّلُ
الرَّجُلَ
• [٦٣٠٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ (١)، عَنِ
ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ امْرَأَةَ أَبِي بَكْرٍ (٢) غَسَّلَتْهُ حِينَ
تُوُفِّيَ أَوْصَى بِذَلِكَ.
• [٦٣٠٦]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو * بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ
أَبِي مُلَيْكَةَ مِثْلَهُ.
• [٦٣٠٧]
عبد الرزاق، عَنِ الثوْرِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ (٣) عَنْ
إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ غَسَّلَتْهُ امْرَأَتُهُ
أَسْمَاءُ، وَأَنَّ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ غَسَّلَتْهُ امْرَأَتُهُ أُمُّ
عَبْدِ اللَّهِ.
• [٦٣٠٨]
قال الثَّوْرِيُّ: وَنَقُولُ نَحْنُ: لَا يُغَسِّلُ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ،
لِأَنَّهَا لَوْ شَاءَ تَزَوَّجَ أُخْتَهَا، حِينَ مَاتَتْ، وَنَقُولُ: تغَسِّلُ
الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا، لِأَنَّهَا فِي عِدَّةٍ (٤) مِنْهُ.
• [٦٣٠٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ حَمَّادًا إِذَا
مَاتَتِ الْمَرْأَةُ مَعَ الْقَوْمِ (٥)، فَالْمَرْأَةُ تُغَسِّلُ (٦) زَوْجَهَا،
وَالرَّجُلُ امْرَأَتَهُ.
• [٦٣١٠]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي
الشَّعْثَاءِ قَالَ: الرَّجُلُ أَحَقُّ أَنْ يُغَسِّلَ امْرَأَتَهُ، مِنْ أَخِيهَا.
• [٦٣٠٥] [شيبة:١١٠٧٩،١١٠٧٨].
(١)
قوله: «عن أيوب» تكرر في الأصل.
(٢)
في الأصل: «عسكر»، وهو خطأ، والمثبت من (ن)، وهو موافق لما في «الأوسط» لابن
المنذر (٥/ ٣٥٤) عن الدبري، عن عبد الرزاق، به.
* [٢/
٦٤ ب].
(٣)
قوله: «عن إبراهيم بن مهاجر» ليس في الأصل، وأثبتناه من (ن). وينظر: «مصنف ابن أبي
شيبة» (١٠٩٧٦)، و«الطبقات الكبرى» لابن سعد (٣/ ١٥١ - ١٥٢)، (٨/ ٢٢١)، و«الأوسط»
لابن المنذر (٥/ ٣٥٥) من طريق وكيع، عن الثوري، عن إبراهيم بن مهاجر به.
(٤)
العدة: مر العدّ والحساب والإحصاء، أي: ما تحصيه المرأة وتعده من أيام أقرائها
وأيام حملها، وأربعة أشهر وعشر ليال للمتوفى عنها. (انظر: معجم المصطلحات والألفاظ
الفقهية) (٢/ ٤٨١).
(٥)
صحح عليه في (ن).
(٦)
في (ن): «يغسل».
• [٦٣١١] عبد الرزاق، عَنْ رَجُلٍ مِنْ
أَسْلَمَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
قَالَ: أَحَقُّ النَّاسِ بِغُسْلِ الْمَرْأَةِ وَ(١) الصَّلَاةِ عَلَيْهَا
زَوْجُهَا.
• [٦٣١٢]
قال: وَأَخْبَرَنِي عُمَارَةُ (٢) بْنُ مُهَاجِرٍ، عَنْ أُمِّ جَعْفَرٍ (٣) بِنْتِ
مُحَمَّدٍ، عَنْ جَدَّتِهَا أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ قَالَتْ: أَوْصَتْ
فَاطِمَةُ إِذَا مَاتَتْ، أَلَّا يُغَسِّلَهَا إِلَّا أَنَا وَعَلِيٌّ، قَالَتْ:
فَغَسَّلْتُهَا أَنَا وَعَلِيٌّ.
• [٦٣١٣]
عبد الرزاق، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ
أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيسٍ امْرَأَةَ أَبِي بَكْرٍ غَسَّلَتْهُ حِينَ تُوُفِّيَ،
ثُمَّ خَرَجَتْ، فَسَأَلَتْ مَنْ بِحَضْرَتِهَا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، فَقَالَتْ:
إِنِّي صَائِمَةٌ، وَإِنَ هَذَا يَوْمٌ شَدِيدُ الْبَرْدِ، فَهَلْ عَليَّ مِنْ
غُسْلٍ؟ قَالُوا: لَا.
• [٦٣١٤]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو. وَعَنْ (٤) إِسْمَاعِيلَ بْنِ
أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: أَمَرَ أَبُو
بَكْرٍ امْرَأَتَهُ أَسْمَاءَ أَنْ تُغَسِّلَهُ وَكَانَتْ صائِمَةً، فَعَزَمَ
عَلَيْهَا لَتُفْطِرَنَّ، فَدَعَتْ بِمَاءٍ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، فَشَرِبَتْ،
وَقَالَتْ: لَا أُتْبِعُهُ الْيَوْمَ إِثْمًا فِي قَبْرِهِ.
• [٦٣١٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ:
إِذَا مَاتَتِ (٥) الْمَرْأَةُ، وَلَمْ يَجِدُوا امْرَأَةَ تُغَسِّلُهَا،
غَسَّلَهَا زَوْجُهَا أَوِ ابْنُهَا، وإِنْ وَجَدُوا يَهُودِيَّةً، أَوْ
نَصْرَانِيَّةً، غَسَّلَتْهَا.
• [٦٣١١] [شيبة: ١١٠٨٦، ١١٢٠٨١]
وسيأتي: (٦٥٧٢).
(١)
قوله: «و»ليس في الأصل، والمثبت من (ن).
(٢)
في الأصل: «عمار»، (ن)، وهو خطأ، والتصويب من «السنن الكبرى» للبيهقي (٧٠١١) من
طريق عون بن محمد، عن عمارة بن المهاجر، به، وينظر ترجمته في «التاريخ الكبير» (٦/
٥٠٤).
(٣)
صحح عليه في (ن).
(٤)
قوله: «وعن» ليس في الأصل، وهي زيادة يقتضيها السياق، وقوله: «عن عمرو، وعن» وقع
في (ن): «عن عن».
(٥)
في (ن): «توفيت».
• [٦٣١٦] عبد الرزاق، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
رَاشِدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا (١) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ * عَقِيلِ
بْنِ أَبِي طَالِبٍ (٢) أَنَّ (٣) فَاطِمَةَ لَمَّا حَضَرَتْهَا الْوَفَاةُ،
أَمَرَتْ عَلِيًّا (٤) فَوَضَعَ لَهَا غُسْلًا، وَاغْتَسَلَتْ، وَتَطَهَّرَتْ،
وَدَعَتْ بِثِيَابِ أَكْفَانِهَا، فَأُتِيَتْ بِثِيَابٍ غِلَاظٍ خَشِنٍ
فَلَبِسَتْهَا، وَمَسَّتْ مِنَ الْحَنُوطِ، ثُمَّ أَمَرَتْ عَلِيًّا (٤) أَلَّا
تُكْشَفَ إِذَا قَضتْ، وَأَنْ تُدْرَجَ كَمَا هِيَ فِي ثِيَابِهَا، قَالَ:
فَقُلْتُ لَهُ: هَلْ عَلِمْتَ أَحَدًا فَعَلَ ذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، كَثِيرُ بْنُ
عَبَّاسٍ، وَكَتَبَ فِي أَطْرَافِ أَكْفَانِهِ: شَهِدَ كَثِيرُ بْنُ عَبَّاسٍ أَنْ
لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ.
١٥
- بَابُ
الرَّجُلِ يَمُوتُ بِأَرْضٍ فَلَاةٍ (٥)
• [٦٣١٧]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: سَأَلْتُ حَمَّادًا، عَنِ الرَّجُلِ يَمُوتُ
بِأَرْضٍ فَلَاةٍ، قَالَ: يُيَمَّمُ، وَيُمْسَحُ وَجْهُهُ وَيَدَاهُ (٦)
بِالصعِيدِ (٧).
قَالَهُ مَعْمَرٌ، قَالَهُ حَمَّادٌ.
١٦
- بَابُ
الرَّجُلِ يَمُوتُ مَعَ النِّسَاءِ وَالنِّسَاءِ مَعَ الرِّجَالِ
• [٦٣١٨]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ أَنَّ جَارِيَةً
لِصَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ مَرِضتْ مَعَهُمْ فِي سَفَرٍ، فَقَالَ لَهَا
نَافِعٌ: مَرِضَتْ وَلِيدَتُكِ مَعَنَا، فَقَالَتْ صَفِيَّةُ أَرَأَيْتَ لَوْ
مَاتَتْ، كَيْفَ إِذَنْ صَنَعْتُمْ بِهَا؟ قُلْتُ: لَا أَدْرِي، قَالَتْ: تُدْفَنُ
كَمَا هِيَ.
(١) في (ن): «أخبرتي».
* [ن/ ٨٢ أ].
(٢)
ليس في الأصل، وأثبتناه من (ن).
(٣)
ليس في الأصل، وأثبتناه من (ن)، وينظر: «الآحاد والمثاني» لابن أبي عاصم (٢٩٤٠)،
«المعجم الكبير» للطبراني (٢٢/ ٣٩٩)، «الحلية» لأبي نعيم (٢/ ٤٣)، ثلاثتهم من طريق
عبد الرزاق، به.
(٤)
في الأصل: «عليها»، وهو تصحيف واضح يأباه السياق، والتصويب من (ن).
(٥)
الفلاة: الصحراء الواسعة التي لا ماء بها ولا أنيس. (انظر: اللسان، مادة: فلا).
(٦)
من (ن).
(٧)
الصعيد: وجه الأرض التي لا نبات فيها، وهو يطلق على التراب أيضا، وكأنه سمي بذلك
لصعوده على وجه الأرض. (انظر: ذيل النهاية، مادة: صعد).
• [٦٣١٩] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَمَّنْ
سَمِعَ الْحَسَنَ قَالَ: تُدْفَنُ كَمَا هِيَ.
• [٦٣٢٠]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: تُدْفَنُ كَمَا هِيَ.
• [٦٣٢١]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ وَقَتَادَةَ قَالَا: تُغَسَّلُ،
وَعَلَيْهَا الثِّيَابُ.
• [٦٣٢٢]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ وَالثَّوْرِيِّ، عَنْ حَمَّادٍ قَالَ: إِذَا مَاتَ
الرَّجُلُ مَعَ النِّسَاءِ، لَيْسَ فِيهِنَّ رَجُلٌ، فَإِنَّهُ يُيَمَّمُ.
وَبِهِ نَأْخُذُ.
• [٦٣٢٣]
عبد الرزاق، قَالَ سُفْيَانُ: وَبَلَغَنِي عَنْ إِبْرَاهِيمَ مِثْلَ قَوْلِ
حَمَّادٍ: يُيَمَّمُ.
• [٦٣٢٤]
عبد الرزاق، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مَطَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ *،
عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: يُيَمَّمُ.
° [٦٣٢٥]
عبد الرزاق، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيِّ (١)،
عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِذَا مَاتَ الرَّجُلُ مَعَ
النِّسَاءِ، أَوِ الْمَرْأَةُ مَعَ الرِّجَالِ، فَإِنَّهُمَا يُيَمَّمَانِ
وَيُدْفَنَانِ، وَهُمَا بِمَنْزِلَةِ مَنْ لَمْ يَجِدِ الْمَاءَ».
وَبِهِ نَأْخُذُ.
١٧
- بَابُ
الْمَرْأةِ تَمُوتُ وَلَيْسَ مَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ
• [٦٣٢٦]
أخبرنا عبد الرَّزَّاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي
مُلَيْكَةَ، عَنْ (٢) عَائِشَةَ قَالَتْ: إِذَا غَيَّبَنِي (٣) أَبُو عَمْرٍو
وَدَلَّانِي فِي حُفْرَتِي فَهُوَ حُرٌّ.
* [٢/ ٦٥ أ].
• [٦٣٢٥]
[التحفة: د ١٩٤٨٤].
(١)
قوله: «محمد الزهري» وقع عند أبي داود في «المراسيل» (٤١٤) ومن طريقه البيهقي في
«الكبرى» (٣/ ٥٥٩): «محمد بن أبي سهل» ولم أجد في ترجمته نسبة «الزهري» له، ولكن
وجدته منسوبًا بـ «القرشي»كما في «التاريخ الكبير» للبخاري (١/ ١٠٩).
(٢)
في (ن): «أن».
(٣)
في الأصل: «غايبني»، والمثبت من (ن)، وينظر ما سبق برقم (٣٩٥٢)، عن ابن جريج، به،=
° [٦٣٢٧] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: حُدِّثْتُ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ حِينَ تُوُفِّيَتِ
ابْنَتُهُ، قَالَ: «لِيَدْخُلِ الْقَبْرَ رَجُلَانِ، لَمْ يُقَارِفَا الْبَارِحَةَ
(١)»، أَيْ لَمْ يَغْشَيَا النِّسَاءَ، قَالَ (٢): فَدَخَلَ رَجُلَانِ أَحَدُهُمَا
طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَلَمَّا خَرَجَ مِنَ الْقَبْرِ، قَالَ:
«الْحَقِي سَلَفَنَا عُثْمَانَ»، قَالَ: زَعَمُوا أَنَّهَا امْرَأَةُ عُثْمَانَ
بْنِ عَفَّانَ.
١٨
- بَابُ
الْحِنَاطِ
• [٦٣٢٨]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ *، عَنْ أَيُّوبَ أَنَّ ابْنَ سِيرِينَ كَانَ يُطَيِّبُ
الْمَيِّتَ بِالسُّكِّ (٣) فِيهِ الْمِسْكُ.
• [٦٣٢٩]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ وَخَالِدٍ
الْحَذَّاءِ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ، عَنِ الْمِسْكِ
لِلْمَيِّتِ، فَقَالَ: أَوَلَيْسَ (٤) مِنْ أَطْيَبِ طِيبِكُمُ.
• [٦٣٣٠]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِع، عَنِ ابْنِ عُمَرَ
أَنَّهُ كَانَ يُطَيِّبُ الْمَيِّتَ بِالْمِسْكِ، يَذُرُّ عَلَيْهِ ذَرُورًا.
= و«الأوسط» لابن المنذر (٤/ ١٧٤ -
١٧٥)، «المحلى» لابن حزم (٣/ ١٢٧، ١٢٨) من طريق عبد الرزاق.
(١)
البارحة: أقرب ليلة مضت. (انظر: مجمع البحار، مادة: برح).
(٢)
ليس في (ن).
* [ن/ ٨٢ ب].
(٣)
في الأصل، (ن): «بالمسك». قال الزبيدي في «تاج العروس» (مادة: سكك): «والسك: طيب
يتخد من الرامك، قال ابن دريد: عربي: وأنشد: كأن بين فكها والفك فأرة مسك ذبحت في
سك. وقال غيره: يتخذ منه مدقوقا منخولا معجونا بالماء، ويعرك عركًا شديدًا، ويمسح
بدهن الخيري لئلا يلصق الإناء، ويترك ليلة ثم يسحق المسك ويلقمه ويعرك شديدا ويقرص
ويترك يومين، ثم يثقب بمسلة وينظم في خيط قنب، ويترك سنة، وكلما عتق طابت رائحته،
ومنه حديث عائشة رضي الله تعالى عنها: كنا نضمد جباهنا بالسك لمطيب عند الإحرام».
• [٦٣٢٩]
[شيبة: ١١١٤٢، ١١٤٣، ٢٦٨٨١].
(٤)
في الأصل: «وليس»، والمثبت من (ن)، وهو الأظهر.
• [٦٣٣٠]
[شيبة: ١١١٤٣].
• [٦٣٣١] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَتَّبعُ
مَغَابِنَ الْمَيِّتِ وَمَرَافِقَهُ (١) بِالْمِسْكِ.
• [٦٣٣٢]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ
الشَّعْبِيِّ، قَالَ: كَانَ سَلْمَانُ أَصَابَ مِسْكًا مِنْ بَلَنْجَرَ،
فَأَعْطَاهُ امْرَأَتَهُ تَرْفَعُهُ، فَلَمَّا حُضِرَ (٢)، قَالَ لَهَا: أَيْنَ
الَّذِي كُنْتُ اسْتَوْدعْتُكِ؟ قَالَتْ: هُوَ هَذَا، فَأَتَتْهُ بِهِ، قَالَ:
رُشِّيهِ (٣) حَوْلِي، فَإِنَّهُ يَأْتِينِي خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ، لَا
يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ، وَلَا يَشْرَبُونَ الشَّرَابَ، يَجِدُونَ الرِّيحَ.
• [٦٣٣٣]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَيُكْرَهُ الْمِسْكُ
حَنُوطًا؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: فَالْعَنْبَرُ؟ قَالَ: لَا، إِنَّمَا
الْعَنْبَرُ وَالْمِسْكُ، قَطْرَةُ (٤) دَابَّةٍ (٥).
• [٦٣٣٤]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ (٦) قَالَ (٧): قُلْتُ لَهُ:
فَالْخَلُوقُ لِلْمَيِّتِ؟ قالَ: ذَلِكَ صُفْرَةٌ، وَقَدْ كَانَتِ الصُّفْرَةُ
تُكْرَهُ.
(١) كذا في الأصل، (ن)، ولعل الصواب:
«ومراقه»، فعند البيهقي في «السنن الكبرى» (٦٧٠٨)، «تاريخ دمشق» (٢١/ ٩١)، «معجم
الصحابة» للبغوي (٩٦٨) من طريق إسماعيل بن أمية، عن نافع قال: مات سعيد بن زيد بن
عمرو بن نفيل رضي الله عنه وكان بدريًّا، فقالت أم سعيد لعبد الله بن عمر رضي الله
عنه: أتحنطه
بالمسك؟ فقال: وأي طيب أطيب من المسك؟ هاتي مسكك، فناولته إياه، قال: ولم يكن يصنع
كما تصنعون، وكنا نتبع بحنوطه مراقه ومغابنه.
ومراق البطن: ما رقَّ منه ولان.
ينظر: «تاج العروس» (مادة: رقق).
• [٦٣٣٢]
[شيبة: ١١١٤٧].
(٢)
الاحتضار: دنو الموت. (انظر: النهاية، مادة: حضر).
(٣)
غير واضح في الأصل، وكأنه في (ن): «اشبه»، وأثبتناه من «الأوسط» لابن المنذر (٢/
٤٣١)، (٥/ ٣٩٦) من طريق عبد الرزاق، به.
(٤)
في حاشية (ن): «سوة»، ونسبه لنسخة.
(٥)
قوله: «أيكره المسك حنوطا؟ قال: نعم، قلت: فالعنبر؟ قال: لا، إنما العنبر والمسك،
قطرة دابة» ليس في الأصل، واستدركناه من (ن).
(٦)
قوله: «عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن عطاء» ليس في الأصل، واستدركناه من (ن).
(٧)
ليس في (ن).
° [٦٣٣٥] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ،
قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي الْخُوَارِ (١)، أَنَّهُ
سَمِعَ يَحْيَى بْنَ يَعْمَرَ يُخْبِرُ، عَنْ رَجُلٍ أَخْبَرَهُ عَنْ عَمَّارِ
بْنِ يَاسِرٍ، أَنَّ عَمَّارًا قَالَ: تَخَلَّقْتُ بِخَلُوقٍ (٢)، ثُمَّ أَتَيْتُ
(٣) النَّبِيَّ ﷺ فَانْتَهَرَنِي (٤)، فَقَالَ: «اذْهَب يَا ابْنَ أُمِّ عَمَّارٍ،
فَاغسِلْهُ عَنكَ»، قَالَ: فَرَجَعْتُ فَغَسَلْتُهُ عَنِّي، ثُمَّ رَجَعْتُ
إِلَيْهِ، فَانْتَهَرَنِي أَيْضًا، وَأَمَرَنِي أَنْ أَرْجِعَ فَأَغْتَسِلُ،
فَفَعَلْتُ، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَيْهِ فَانْتَهَرَنِي، وَأَمَرَنِي (٥) أَنْ
أَرْجِعَ، فَأَغْتَسِلُ ثَلَاثًا.
• [٦٣٣٦]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَيُّ الْحِنَاطِ
أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: الْكَافُورُ (٦)، قَالَ: قُلْتُ: فَأَينَ يُجعَلُ
مِنْهُ؟ قَالَ: فِي مَرَاقِّهِ (٧)، قُلْتُ: فِي إِبْطِهِ؟ قَالَ: نعَمْ، وَفِي
مَرْجِعِ رِجْلَيْهِ، وَفِي رُفْغَيْهِ وَمَرَاقِّهِ، وَمَا هُنَالِكَ، وَفِي
فِيهِ (٨)، وَأَنْفِهِ، وَعَيْنَيْهِ، وَأُذُنَيْهِ، قُلْتُ: أَيَابِسٌ يُجْعَلُ
الْكَافُورُ أَوْ يُبَلُّ بِمَاءٍ؟ قَالَ: بَلْ يَابِسًا.
• [٦٣٣٧]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ (٩) عَدِيٍّ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ قَالَ: يَتَّبِعُ مَسَاجِدهُ بِالطِّيبِ.
(١) في الأصل، (ن): «الحواري»، وهو خطأ،
والتصويب من «مسند أحمد» (١٩١٩٢)، من طريق عبد الرزاق.
(٢)
الخلوق: طيب مركب يتخذ من الزعفران وغيره، تغلب عليه الحمرة والصفرة. (انظر:
النهاية، مادة: خلق).
(٣)
في (ن): «جئت».
(٤)
النهر والانتهار: الزجر. (انظر: اللسان، مادة: نهر).
(٥)
في الأصل: «وأمرت»، والمثبت من (ن) هو الأليق بالسياق.
(٦)
الكافور: شجر تتخذ منه مادة رائحتها عطرية وطعمها مر، وهو أصناف كثيرة. (انظر:
المعجم الوسيط، مادة: كفر).
(٧)
المراق: ما سفل من البطن فما تحته من المواضع التي ترق جلودها، والمفرد: مرق.
(انظر: النهاية، مادة: رقق).
(٨)
قوله: «وفي فيه» كأنه في الأصل: «ومأقبه»، والمثبت من (ن).
• [٦٣٣٧]
[شيبة: ١١١٣٢] وتقدم: (٦٢٦٢).
(٩)
قوله: «الزبير بن» ليس في الأصل، وأثبتناه من (ن). وينظر ما سبق برقم (٦٢٦٢) عن
الثوري، به.
• [٦٣٣٨] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، قَالَ:
بَلَغَنِي عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ الزَّعْفَرَانَ (١) يُجْعَلُ
فِي شَيءٍ مِنْ طِيبِ الْمَيِّتِ.
• [٦٣٣٩]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ
حَكِيمِ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ قَالَ (٢)
الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ: إِذَا غَسَّلْتُمُوهُ فَلَا * تُهَيِّجُوهُ حَتَّى
تَأْتُونِي بِهِ، فَلَمَّا فُرِغَ مِنْ غُسْلِهِ أُتِيَ بِهِ، فَدَعَا بِكَافُورٍ،
فَوَضَّأَهُ بِه* جَعَلَ عَلى وَجْهِهِ، وَفِي يَدَيْهِ وَرَأْسِهِ وَرِجْلَيْهِ،
ثُمَّ قَالَ: أَدْرِجُوهُ.
• [٦٣٤٠]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ أَنَّهُ رَأَى أَيُّوبَ يَذُرُّ عَلَى رَأْسِ
الْمَيِّتِ وَلِحْيَتِهِ وَصدْرِهِ ذَرِيرَةً.
١٩
- بَابُ
الْمَيِّتِ لا يُتَّبَعُ بِالْمِجْمَرَةِ
• [٦٣٤١]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ النَّارُ يُتَّبَعُ
بِهَا المَيِّتُ، يَعْنِي الْمِجْمَرَةَ، قَالَ: لَا خَيْرَ فِي ذَلِكَ، قُلْتُ
(٣): إِجْمَارُ ثِيَابِهِ، قَالَ: حَسَنٌ لَيْسَ بِذَلِكَ بَأْسٌ.
• [٦٣٤٢]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، أَوِ ابْنِ جُرَيْجٍ، الشَّكُّ مِنْ أَبِي سَعِيدٍ،
عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيه، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّهَا قَالَتْ
لِأَهْلِهَا: أَجْمِرُوا ثِيَابِي إِذَا أَنَا مِتُّ، ثُمَّ كَفِّنُونِي، ثُمَّ
حَنِّطُونِي، وَلَا تَذُرُّوا عَلَى كَفَنِي حِنَاطًا.
(١) الزعفران: نبات بَصَليّ عطريّ، ونوع
زراعيّ صبغيّ طبيّ، زهره أحمر يميل إلى الصُّفرة أو أبيض، يُستعمل في الطعام أو
الحلويات. (انظر: معجم اللغة العربية المعاصرة، مادة: زعفر).
• [٦٣٣٩]
[شيبة: ١١٠٢٢، ١١١٢٨].
(٢)
ليس في الأصل، وأثبتناه من (ن).
* [ن/ ٨٣ أ].
* [٢/
٦٥ ب].
(٣)
في الأصل: «قال»، والمثبت من (ن) هو الأليق بالسياق.
• [٦٣٤٢]
[شيبة:١١٢٢٤، ١١٢٦٩].
• [٦٣٤٣] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنِ
ابْنِ حَرْمَلَةَ، قَالَ: أَوْصَى ابْنُ الْمُسَيَّبِ أَهْلَهُ أَلَّا
يَتَّبِعُوهُ بِمِجْمَرٍ (١).
• [٦٣٤٤]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ
الْمَقْبُرِيِّ، قَالَ: أَوْصَى أَبُو هُرَيْرَةَ أَهْلَهُ أَلَّا يَضْرِبُوا (٢)
عَلَى قَبْرِهِ فُسْطَاطًا (٣)، وَلَا يَتَّبِعُوهُ بِمِجْمَرٍ، وَأَنْ يُسْرِعوا
(٤) بِهِ.
• [٦٣٤٥]
عبد الرزاق، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيرةَ
نَهَى أَنْ يُتَّبَعَ بِنَارٍ بَعْدَ مَوْتِهِ.
• [٦٣٤٦]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: لَا أَعْلَمُ أَيُّوبَ إِلَّا كَانَ يُجَفِّفُ
رَأْسَ الْمَيِّتِ بِمِجْمَرٍ.
• [٦٣٤٧]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّورِيِّ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: غُسْلُ
الْمَيِّتِ وِتْرٌ، وَتَجْمِيرُهُ وِتر، وَثِيَابُهُ وِتْرٌ (٥)، وَكَانُوا
يَقُولُونَ: لَا تَكُونُ آخِرَ زَادِهِ نَارٌ تَتَّبِعُهُ إِلَى قَبْرِهِ،
وَيَدْخُلُ الْقَبْرَ كَمْ شَاءَ، وَكَانَ يَكْرَهُ أَنْ تُسْبَقَ الْجِنَازَةُ،
وَأَنْ يَتَقَدَّمَ الرَّاكِبُ أَمَامَ الْجِنَازَةِ، يَعْنِي يَقُولُ (٦): نَارُ
الْمِجْمَرَةِ.
• [٦٣٤٨]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ وَمُغِيرَةَ،
عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ:
(١) المجمر: بكسر الميم: الذي يوضع فيه النار
للبخور. (انظر: النهاية، مادة: جمر).
• [٦٣٤٤]
[التحفة: د ١٥٥١١] [شيبة: ١١٢٨٢، ١١٨٧٠].
(٢)
صحح عليه في الأصل.
(٣)
الفسطاط: الخيمة الكبيرة. (انظر: جامع الأصول) (٨/ ١٢٢).
(٤)
في الأصل: «يسمعوا»، وهو خطأ، والتصويب من (ن)، وينظر: «الأوسط» لابن المنذر (٥/
٤٠١) عن الدبري، عن عبد الرزاق، به.
• [٦٣٤٥]
[التحفة: د ١٥٥١١] [شيبة: ١١٢٨٢].
(٥)
قوله: «وثيابه وتر» من (ن)، وينظر: «الاستذكار» لابن عبد البر (٨/ ٢١٥).
(٦)
في (ن): «بقوله».
• [٦٣٤٨]
[شيبة: ١١٢٢١].
كَانَ يَقُولُ: تُجَمَّرُ الثِّيَابُ
قَبْلَ أَنْ تُلْبِسَهَا إِيَّاهُ، وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: لَا تُجَمِّرُوا
جَسَدَهُ، وَلَا تَحْتَ نَعْشِهِ، وَلَا يُدْنَى مِنْهُ شَيء مِنَ الْمِجْمَرِ،
إِلَّا أَنْ تُجَمِّرَ ثِيَابَهُ قَبْلَ أَنْ تُلْبِسَهُ.
• [٦٣٤٩]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوريِّ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: كُنْتُ مَعَ سَعِيدِ
بْنِ جُبَيْرٍ وَهُوَ يَتَّبِعُ جِنَازَةً مَعَهَا مِجْمَرٌ يُتَبَعُ بِهَا،
فَرَمَى بِهَا فَكَسَرَهَا، وَقَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: لَا
تَشَبَّهُوا بِأَهْلِ الْكِتَابِ.
• [٦٣٥٠]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى قَالَ: إِذَا
أُجْمِرَ الْمُتَوَفَّى، فَلْيُبْدَأْ بِرَأْسِهِ حَتَّى تَبْلُغَ رِجْلَيْهِ،
وَتُجَمِّرُ وِتْرًا، نُبِّئْتُ (١) أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَمَرَ بِذَلِكَ.
• [٦٣٥١]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْفَضْلِ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي أَبُو حَيَّةَ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: أَوْصَى مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ
عِنْدَ مَوْتِهِ أَلَّا يَقْرَبَ قَبَسًا*، يَعْنِي مِجْمَرَةً، وَلَا يُغَسَّلَ
بِحَمِيمٍ (٢)، وَيُصَلَّى عَلَيْهِ عِنْدَ قَبْرِهِ.
° [٦٣٥٢]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ
حَنَشِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ (٣)، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَبْصَرَ مَعَ امْرَأَةٍ
مِجْمَرَةً عندَ جِنَازَةٍ، حِينَ أَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهَا، فَصَاحَ
حَتَّى تَوَارَتْ فِي آجَامِ الْمَدِينَةِ.
• [٦٣٤٩] [شيبة: ١١٢٨٦].
(١)
غير واضح في الأصل، والمثبت من (ن).
* [ن/ ٨٣ ب].
(٢)
الحميم: الماء الحار. (انظر: النهاية، مادة: حمم).
• [٦٣٥٢]
[شيبة: ١١٢٩٣].
(٣)
قوله: «بن المعتمر» وقع في الأصل، (ن): «عن المغيرة»، وهو خطأ، والصواب ما
أثبتناه؛ فقد أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (١١٢٩٣)، عن أبي معاوية الضرير، عن
إسماعيل، به.
٢٠ - بَابُ الْكَفَنِ
° [٦٣٥٣]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ:
كُفِّنَ النَّبِيُّ ﷺ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ: أَحَدُهَا (١) حِبَرَةٌ (٢).
قال عبد الرزاق: وَهَذَا
الْمُجْتَمَعُ عَلَيْهِ، وَبِهِ نَأْخُذُ.
• [٦٣٥٤]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَلِى بْنِ حُسَيْنٍ
مِثْلَهُ.
° [٦٣٥٥]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ:
كُفِّنَ النَّبِيُّ ﷺ فِي رَيْطَتَيْنِ، وَبُرْدٍ أَحْمَرَ.
° [٦٣٥٦]
عبد الرزاق، عَنِ (٣) الثِّوْرِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلى، عَنِ الْحَكَمِ،
عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ أبْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُفِّنَ النَّبِيُّ ﷺ فِي بُردَيْنِ
(٤) أَبْيضَيْنِ، وَبُرْدٍ أَحْمَرَ.
° [٦٣٥٧]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّورِيِّ، عَنْ جَعْفَرِبْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ
*: كُفِّنَ النَّبِيُّ ﷺ فِي ثَوْيَيْنِ صُحَارِيَّيْنِ، وَثَوْبِ حِبَرَةٍ.
° [٦٣٥٨]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّورِيِّ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كُفِّنَ
النَّبِيُّ ﷺ فِي حُلَّةٍ (٥) يَمَانِيَّةٍ، وَقَمِيصٍ.
° [٦٣٥٣] [شيبة: ١١١٨٤].
(١)
في الأصل: «أحدهما»، وهو خطأ، والتصويب من (ن)، وينظر: «المصنف» لابن أبي شيبة
(١١١٨٤)، عن عبد الأعلى، عن معمر، به.
(٢)
الحبرة: ثياب فيها خطوط ورقوم مختلفة، تصنع باليمن، وتتكون من نسيجين من الحرير
الأسود اللامع. (انظر: معجم الملابس) (ص ١٢٣).
• [٦٣٥٦]
[التحفة: ق ٦٠٢٢، د ق ٦٤٩٦].
(٣)
بعده في الأصل: «بن» وهو خطأ واضح. والتصويب من (ن).
(٤)
البردان: مثنى برد، وهو: قطعة من الصوف تتخذ عباءة بالنهار وغطاء بالليل. (انظر:
معجم الملابس) (ص ٥٢).
• [٦٣٥٧]
[شيبة: ١١١٥٨]، وسيأتي: (٦٣٥٩).
* [٢/
٦٦ أ].
(٥)
الحلة: إزار ورداء برد أو غيره، ويقال لكل واحد منهما على انفراد: حلة، وقيل: رداء
وقميص وتمامها العمامة، والجمع: حُلَل وحِلَال. (انظر: معجم الملابس) (ص ١٣٦).
° [٦٣٥٩] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ،
قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ يَقُولُ: بَلَغَنَا، أَنَّ
النَّبِيَّ ﷺ كُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ، قِيلَ: مَا هُنَّ؟ قَالَ: قَدِ
اخْتَلَفُوا فِيهِنَّ، مِنْهُن قَمِيصٌ، قُلْتُ: عِمَامَةٌ؟ قَالَ: لَا ثَوْبَانِ
سِوَى الْقَمِيصِ.
قال عبد الرزاق: وَهُوَ الْقَمِيصُ
الَّذِي غُسِّلَ فِيهِ.
° [٦٣٦٠]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: كُفِّنَ
النَّبِيُّ ﷺ فِي حُلَّةٍ وَقَمِيصٍ، وَلُحِدَ لَهُ (١).
وَقَالَهُ مَعْمَرٌ، عَنِ الْحَسَنِ.
° [٦٣٦١]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ
قَالَتْ: كُفِّنَ النَّبِيُّ (٢) ﷺ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ سَحُولِيَّةٍ (٣)
بِيضٍ، يَعْنِي مِنْ ثِيَابِ السَّحُولِي.
° [٦٣٦٢]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّورِيِّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
عَائِشَةَ قَالَتْ: كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ * سَحُولٍ
كُرْسُفٍ (٤) بِيضٍ، لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ، وَلَا عِمَامَةٌ.
° [٦٣٦٣]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: لُفَّ النَّبِيُّ ﷺ
فِي ثَوْبٍ حِبَرَةٍ
(١) قوله: ولحد له«وقع في الأصل:»بالحدلة«،
وهو خطأ، والتصويب من (ن).
• [٦٣٦١]
[التحفة: س ١٦٦٧٠، م دت س ق ١٦٧٨٦، خ ١٦٩١١، م ١٦٩٣٢، تم ١٦٩٦٣، م ١٦٩٦٧، خ ١٦٩٧٣،
م ١٧٠٣٥، م ١٧١٢٠، م ١٧٢١٠، خ ١٧٢٨٩، دس ١٧٥٥٢، م ١٧٧٤٥، خ م دس ١٧٧٦٥] [شيبة: ١١١٥٥، ١١١٦٠]، وسيأتي: (٦٣٦٢، ٦٣٦٦).
(٢)
في (ن):»رسول الله".
(٣)
السحول والسحولية: ثياب بيضاء رقيقة من القطن، منسوبة إلى سحول، وهي قرية باليمن
تصنع فيها هذه الثياب. (انظر: معجم الملابس) (ص ٢٢٩).
• [٦٣٦٢]
[الإتحاف: جاحب ط حم ش ٢٢٢٩٢] [شيبة: ١١١٥٥، ١١١٦٠، ١١١١٦١، وتقدم: (٦٣٦١) وسيأتي:
(٦٣٦٦).
* [ن/٨٤ أ].
(٤)
الكرسف القطن. (انظر: النهاية، مادة: كرسف).
جُفِّفَ فِيهِ، ثُمَّ نُزعَ عَنْهُ،
وَجُعِلَ مَكَانَهُ (١) السَّحُولُ، وَكَانَ الثَّوْبُ الْحِبَرَةُ لِعَبْدِ
اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: لَا أَلْبَسُ ثَوْبًا نَزَعَهُ اللَّهُ عَنْ
رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَبَدًا.
° [٦٣٦٤]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ
عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ سُجِّيَ (٢) في ثوْبِ حِبَرَةٍ (٣).
• [٦٣٦٥]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّورِيِّ، عَن هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ
أَبَا بَكْرٍ كُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ، وَصُلِّيَ عَلَيْهِ فِي
الْمَسْجِدِ وَدُفِنَ لَيْلًا.
° [٦٣٦٦]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
سَأَلَ أَبُو بَكْرٍ عَائِشَةَ فِي كَمْ كُفِّنَ النَّبِيُّ ﷺ؟ قَالَتْ: فِي
ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ، قَالَ: وَأَنَا كَفِّنُونِي فِي ثَلَاثَةٍ: ثَوْبِي هَذَا،
وَبِهِ مَشْقٌّ (٤)، مع ثَوْبَيْنِ آخَرَيْنِ، وَاغْسِلُوهُ لِثَوبِهِ الَّذِي
كَانَ يَلْبَسُ، قَالَتْ عَائِشَةُ: أَلَا نَشْتَرِي لَكَ جَدِيدًا؟ فَقَالَ: لَا،
الْحَيُّ أَحْوَجُ إِلَى الْجَدِيدِ، إِنَّمَا هُوَ لِلْمُهْلَةِ (٥)، أَيُّ
يَوْمٍ مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ؟ قَالَتْ: يَوْمُ الْإِثْنَيْنِ،
(١) في الأصل: «مكان»، وهو خطأ، والتصويب من
(ن).
° [٦٣٦٤]
[الإتحاف: حم حب ٢٢٩٦١] [شيبة: ١١١٨٥].
(٢)
في الأصل: «سجن»، وهو تصحيف واضح، والتصويب من (ن).
التسجية: التغطية. (انظر: معجم اللغة
العربية المعاصرة، مادة: سجو).
(٣)
في الأصل: «حيرة»، وهو تصحيف واضح، والتصويب من (ن).
° [٦٣٦٦]
[التحفة: ص ١٦٦٧٠، م دت س ق ١٦٧٨٦، خ ١٦٩١١، م ١٦٩٣٢، تم ١٦٩٦٣، م ١٦٩٦٧، خ ١٦٩٧٣،
م ١٧٠٣٥، م ١٧١٢٠، م ١٧٢١٠، خ ١٧٢٨٩، د س ١٧٥٥٢، م ١٧٧٤٥، خ م دس ١٧٧٦٥]
[شيبة: ١١١٥٥، ١١١٦٠، ١١١٦١]، وتقدم: (٦٣٦١، ٦٣٦٢).
(٤)
المشق: الطين الأحمر، ويستخدم في صبغ الثياب. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: مشق).
(٥)
في الأصل: «للمهانة»، وهو خطأ، والتصويب من (ن)، وينظر: «مسند إسحاق بن راهويه»
(٨٣٠)، «مسند عبد بن حميد» (١٤٩٥)، «تاريخ دمشق» (٣٠/ ٤٣٣)، من طريق عبد الرزاق،
«الدراية» (١/ ٢٣١)، معزوًّا لعبد الرزاق، قال في «مرقاة المفاتيح» (٣/ ١١٨٦): «هي
بتثليث الميم: صديد الميت»، وبعده في «المنتخب من مسند عبد بن حميد» (١٤٩٥)، ومن
طريقه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (٣٠/ ٤٣٣): «يعني: ما يخرج منه».
قَالَ: أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ قَالَتْ:
يَوْمُ الْإِثْنَيْنِ، قَالَ: إِنِّي لأَرْجُو إِلَى اللَّيْلِ، فَتُوُفِّيَ حِينَ
أَمْسَى، وَدُفِنَ مِنْ لَيْلَتِهِ قَبْلَ أَنْ يُصبحَ.
° [٦٣٦٧]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّورِيِّ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كُفِّنَ
النَّبِيُّ ﷺ فِي حُلَّةٍ يَمَانِيَّةٍ وَقَمِيصٍ.
• [٦٣٦٨]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ،
قَالَتْ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ لِثَوْبَيْهِ اللَّذَيْنِ كَانَ يُمَرَّضُ (١)
فِيهِمَا: اغْسِلُوهُمَا، وَكَفِّنُونِي فِيهِمَا، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: أَلَا
نَشْتَرِي لَكَ جَدِيدًا، قَالَ: لَا إِنَّ الْحَيَّ أَحْوَجُ إِلَى الْجَدِيدِ
مِنَ الْمَيِّتِ.
• [٦٣٦٩]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّورِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ
أَبِيهِ، أَنَّ (٢) أَبَا بَكْرٍ كُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ مُلَاءَتَيْنِ
مُمَصَّرَتَيْنِ (٣)، وَثَوْبٍ كَانَ يَلْبَسُهُ، وَقَالَ: الْحَيُّ أَحْوَجُ
إِلَى الْجَدِيدِ، إِنَّمَا هِيَ لِلْمُهْلَةِ، يَعْنِي الصَّدِيدَ وَالْقَيْحَ.
• [٦٣٧٠]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ
كَانَ يُكَفِّنُ أَهْلَهُ فِي خَمْسَةِ أَثْوَابٍ، مِنْهَا: عَمَامَةٌ، وَقَمِيصٌ،
وَثَلَاثُ لَفَائِفَ.
• [٦٣٧١]
عبد الرزاق، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ
مِثْلَهُ.
• [٦٣٧٢]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي* نَافِع، عَنِ ابْنِ عُمَرَ
… نَحْوَهُ.
• [٦٣٧٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ
نَافِعٍ، قَالَ كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُسْدِلُ طَرَفَ الْعِمَامَةِ * عَلَى وَجْهِ
الْمَيِّتِ، ثُمَّ يَلُفُّ عَلَى رَأْسِهِ مِنْ تَحْتِ
• [٦٣٦٨] [التحفة: م ١٦٩٦٧] [شيبة: ١١١١٨٩].
(١)
في (ن): «تمرض».
• [٦٣٦٩]
[شيبة: ١١١٨٩].
(٢)
ليس في الأصل، واستدركناه من (ن).
(٣)
الممصرتان: مثنى الممصرة، وهي من الثياب التي فيها صفرة خفيفة. (انظر: النهاية،
مادة: مصر).
* [ن/ ٨٤ ب].
* [٢/
٦٦ ب].
الذَّقْنِ، ثُمَّ يَلْوِيهَا عَلَى
رَأْسِهِ، ثُمَّ يُسْدِلُ الطَّرْفَ الآخَرَ أَيْضًا عَلَى وَجْهِهِ، قُلْنَا
لِعَبْدِ الرَّزَّاقِ: وَكَيْفَ؟ قَالَ: أَرَانَا مَعْمَرٌ هَكَذَا يَضَعُ طَرَفِ
الْعِمَامَةِ يُسْدِلُهَا عَلَى وَجْهِهِ، ثُمَ يَرُدُّ الَّذِي يُسْدِلُ عَلَى
الْوَجْهِ إِلَى الْحَلْقِ، ثُمَّ يَضَعُ الْعِمَامَةِ عَلَى الَّذِي يُسْدِلُ
عَلَى الْوَجْهِ يَرُدُّهُ (١) تحتَ الذَّقَنِ، ثُمَّ يَلوِيهَا عَلَى رَأسِهِ،
ثمَّ يُعِيدُ طَرَفَ (٢) الْعِمَامَةِ عَلى جَبْهَتِهِ، ثمَّ يُسْدِلُ مَا بَقِيَ
مِنْهَا عَلَى وَجْهِهِ أَيْضًا.
• [٦٣٧٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ الثَّورِيِّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ
اللَّهِ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ عُمَرَ كُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ
أَثْوَابٍ، ثَوْبَيْنِ سَحُولِيَّيْنِ، وَثَوْبٍ كَانَ يَلْبَسُهُ.
• [٦٣٧٥]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: كَانَ يُكَفِّنُ
فِي وِتْرٍ: قَمِيصٍ (٣) وَلِفَافَتَيْنِ، يُلْبَسُ الْقَمِيصُ وَيَلُفُّ فِي
اللِّفَافَتَيْنِ، وَيَحْشُو الْكُرْسُفَ وَالذَّرِيرَةَ.
• [٦٣٧٦]
قال عبد الرزاق: قَالَ مَعْمَرٌ: وَلَا أَعْلَمُنِي إِلَّا رَأَيْتُ أَيُّوبَ
يَحْشُو الْكُرْسُفَ.
• [٦٣٧٧]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: تُحَلُّ
عَنِ الْمَيِّتِ الْعُقَدُ.
• [٦٣٧٨]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى قَالَ يُكَفَّنُ
الْمَيِّتُ فِي وِتْرٍ: قَمِيصٍ وَلِفَافَتَيْنِ، يُلْبَسُ الْقَمِيصُ، وَتُبْسَطُ
اللُّفَافَةُ عَلَى الْأُخْرَى، ثُمَّ يُدْرَجُ فِيهَا، وَلَا يَزَالُ (٤)
عَلَيْهِ الْقَمِيصُ.
(١) في الأصل: «يرد»، والمثبت من (ن) هو
الأليق بالسياق.
(٢)
بعده في (ن): «عرض».
• [٦٣٧٤]
[شيبة: ١١١٦٣].
(٣)
في الأصل: «وقميص»، وزيادة حرف العطف قبله خطأ بين لا يستقيم معه السياق، والتصويب
من (ن).
• [٦٣٧٧]
[شيبة: ١١٧٩٤].
(٤)
في (ن): «يزل».
• [٦٣٧٩] عبد الرزاق، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ
شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: الْمَيِّتُ يُقَمَّصُ (١)، وَيُؤَزَّرُ، وَيُلَفُّ
(٢) فِي الثَّالِثِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ إِلَّا ثَوْبٌ وَاحِدٌ لُفَّ فِيهِ.
° [٦٣٨٠]
عبد الرزاق، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي
بَكْرٍ، عَنْ مَوْلى لِأَبِي هُرَيْرَةَ (٣) قَالَ لِأَهْلِهِ عِنْدَ مَوْتِهِ:
لَا تُعَمِّمُونِي، وَلَا تُقمِّصُونِي، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ لَمْ
يُعَمَّمْ، وَلَمْ يُقَمَّصْ.
• [٦٣٨١]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ عَطَاءٌ: لَا يُؤَزَّرُ
الْمَيِّتُ، وَلَا يُرَدَّى، وَلَكِنْ يُلَفُّ فِيهَا لَفًّا.
• [٦٣٨٢]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ
أَنَّهُ كَانَ يُكَفِّنُ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِهِ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ لَيْسَ
مِنْهُنَّ عِمَامَةٌ.
• [٦٣٨٣]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ أَيُعَمَّمُ
الْمَيِّتُ؟ قَالَ: لَا، قُلْتُ: أَيُحْشَى الْكُرسُفَ؟ قَالَ: نَعَمْ، لِئَلَّا
يَنْفَجِرَ (٤) مِنْهُ شَيءٌ.
• [٦٣٨٤]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ كُفِّنَ حَمْزَةُ
فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ.
• [٦٣٧٩] [شيبة: ١١١٦٨].
(١)
في الأصل، (ن): «يغمض»، وهو خطأ، والتصويب من «الموطأ» رواية يحيى بن يحيى (٧٦١)،
ومن طريقه البيهقي في «الكبرى» (٣/ ٣٣٣).
(٢)
في الأصل، (ن): «ويؤلف»، وهو خطأ، والتصويب من المصدرين السابقين.
(٣)
كذا في الأصول الخطية، ولعله سقط من السياق «أنه»، ولعله أن يكون سقط منه: «عن أبي
هريرة أنه» فقد أخرجه ابن سعد في «الطبقات» (٤/ ٣٣٩)، والطبراني في «الأوسط» (٦/
٢٦٠)، وابن بشران في «الأمالي» (ص ٧٩)، والقطيعي في «جزء الألف دينار» (ص ١٦٦) عن
أبي هريرة.
• [٦٣٨٣]
[شيبة: ١١١٣٦].
(٤)
في الأصل: «يفجر»، وهو خطأ، والتصويب من (ن).
• [٦٣٨٥] قال عبد الرزاق: قَالَ مَعْمَر:
وَبَلَغَنِي أَنَّهُ كَانَ إِذَا خُمِّرَ (١) رَأْسُهُ، انكَشَفَتْ رِجْلَاهُ،
وإِذَا خُمِّرَتَا * رِجْلَاهُ، انْكَشَفَتْ رَأْسُهُ.
° [٦٣٨٦]
أخبرنا عَبدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عُثْمَانَ الْجَزَريِّ، عَنْ
مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قُتِلَ حَمْزَةُ يَوْمَ أُحُدٍ، وَقُتِلَ
مَعَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَجَاءَتْ صفِيَّةُ ابْنَةُ عَبْدِ (٢)
الْمُطَّلِبِ، بِثَوْبَيْنِ لِتُكَفِّنَ بِهِمَا حَمْزَةَ، فَلَمْ يَكُنْ
لِلْأَنْصَارِيِّ كَفَنٌ، فَأَسْهَمَ النَّبِيُّ ﷺ بَيْنَ الثَّوْبَيْنِ، ثُمَّ
كُفِّنَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فِي ثَوبٍ.
° [٦٣٨٧]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ خَبَّابَ بْنَ الْأَرَتِّ يَقُولُ: إِنَّا هَاجَرْنَا مَعَ رَسُولِ
اللَّهِ ﷺ نَبْتَغِي وَجْهَ اللَّهِ، فَوَجَبَ أَجْرُنَا عَلَى اللَّهِ، فَمِنَّا
مَنْ مَضَى وَلَمْ يَأْكُلْ مِنْ (٣) أَجْرِهِ شَيْئًا، مِنْهُمُ الْمُصْعَبُ بْنُ
عُمَيْرٍ قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَتَرَكَ بُرْدَةً، فَإِذَا جَعَلْنَاهَا عَلَى
رِجْلَيْهِ بَدَا رَأْسُهُ، وَإِذَا جَعَلْنَاهَا عَلَى رَأْسِهِ بَدَتْ
رِجْلَاهُ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ ﷺ أَنْ نَجْعَلَهَا (٤) عَلَى رَأْسِهِ،
وَيُجْعَلَ عَلَى رِجْلَيْهِ (٥) شَيءٌ مِنْ إِذْخِرٍ (٦)، وَمِنَّا مَنْ
أَيْنَعَتْ (٧) لَهُ ثَمَرَتُهُ فَهُوَ يَهْدِبُهَا، يَعْنِي يَأْكُلُهَا.
• [٦٣٨٨]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ بْنَ
عُمَيْرٍ يَقُولُ:
(١) التخمير: التغطية. (انظر: النهاية، مادة:
خمر).
* [ن/ ٨٥ أ].
(٢)
ليس في الأصل، وأثبتناه من (ن)، وينظر: «المعجم الكبير» للطبراني (١١/ ٤٠٦)،
«العجم الأوسط» (٣٠٠٩) من طريق عبد الرزاق.
• [٦٣٨٧]
[التحفة: خ م دت س ٣٥١٤] [شيبة: ١١١٧٨، ٣٧٩١٠].
(٣)
في الأصل: «ومن» بزيادة حرف العطف، وزيادته خطأ لا يستقيم به المعنى، والمثبت من
(ن) هو الصواب.
(٤)
قوله: «أن نجعلها» وقع في الأصل: «بجعلها»، والمثبت من (ن).
(٥)
قوله: «على رجليه» وقع في الأصل: «عليها»، والمثبت من (ر)، وهو الأليق بالسياق.
(٦)
الإذخر والاذخرة: حشيشة طيبة الرائحة تسقف بها البيوت فوق الخشب. (انظر: النهاية،
مادة: إذخر).
(٧)
أينعت: نضجت. (انظر: النهاية، مادة: ينع).
وَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يُكَفَّنُ
فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، إِنَّ خُمِّرَ رَأْسُهُ انْكَشَفَتْ
رِجْلَاهُ *، وإِنْ خُمَّرَ رِجْلَيْهِ انْكَشَفَتْ رَأْسُهُ، قَالَ: وَأَمَرَ
أَبُو بَكْرٍ إِمَّا عَائِشَةَ، وإِمَّا أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ، بِأَنْ
تَغْسِلَ ثَوْبَيْنِ كَانَ يُمَرَّضُ (١) فِيهِمَا، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: أَوَ
ثِيَابًا جُدُدًا، أَوْ أَمْثَلَ مِنْهَا؟ قَالَ: الْأَحْيَاءُ أَحَقُّ بِذَلِكَ.
• [٦٣٨٩]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: مَاذَا بَلَغَكَ
أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ مِنْ كَفَنِ الْمَيِّتِ؟ قَالَ: الْبَيَاضُ أَدْنَاهُ،
قُلْتُ: إِنَي أَرَى النَّاسَ قَدْ عَلَّقُوا الْقُبَاطِيَّ (٢)، قَالَ مُحْدَثٌ:
وَأَيْنَ الْقَبَاطِيُّ مِنْ ذَلِكَ الزَّمَانِ؟ أَزَهْوًا حَيًّا وَزَهْوًا
مَيتًا؟
° [٦٣٩٠]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي
الْمُهَلَّبِ، عَنْ سَمع بْنِ جُنْدُبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «عَلَيْكُمْ
بِهَذَا الْبَيَاضِ، فَلْيَلْبَسْهُ (٣) أَحْيَاؤُكُمْ (٤)، وَكَفِّنُوا فِيهِ
مَوْتَاكُمْ؛ فَإِنَّهُ مِن خِيَارِ ثِيَابِكُمْ».
° [٦٣٩١]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّورِيِّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ مَيْمُونِ
بْنِ أَبِي شبِيبٍ، عَنْ سَمُع قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «الْبَسُوا
الثيَابَ الْبَيَاضَ (٥)؛ فَإِنَّهَا أَطْيَبُ وَأَطْهَرُ، وَكَفِّنُوا فِيهَا
مَوْتَاكُمْ».
° [٦٣٩٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ
بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ
* [٢/ ٦٧ أ].
(١)
في (ن): «تمرض».
(٢)
القباطي: جمع: قُبْطِيَّة، وهي ثياب كتان بيض رقاق تعمل بمصر، وهي منسوبة إلى
القبط.
(انظر:
معجم الملابس) (ص ٣٧٤).
• [٦٣٩٠]
[الإتحاف: جا كم حم ٦٠٥٨] [شيبة: ١١٢٣٦، ١١٢٣٧]،
وسيأتي: (٦٣٩١).
(٣)
في الأصل: «فلبسته»، وهو خطأ واضح، والتصويب من (ن).
(٤)
في الأصل: «أخياركم»، وهو خطأ واضح، والتصويب من (ن)، وينظر: «مسند أحمد» (٢٠٥٥٨)،
«المعجم الكبير» للطبراني (٧/ ٢٣٤/ ٦٩٧٥)، «المستدرك» (٧٥٧٩)، من طريق عبد الرزاق.
° [٦٣٩١]
[الإتحاف: جاكم حم ٦٠٥٨] [شيبة: ١١٢٣٦، ١١٢٣٧]،
وتقدم: (٦٣٩٠).
(٥)
في (ن): «البيض».
° [٦٣٩٢]
[الإتحاف: حب كم حم ٧٤٦٠] [شيبة: ٢٣٩٥٢، ٢٦١٤٥].
لسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ
* عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ (١): «الْبَسُوا مِنْ ثِيَابِكُمُ
الْبَيَاضَ؛ فَإِنَّهَا مِنْ خَيْرِ ثِيَابِكُمْ، وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ،
وَمِنْ خَيْرِ أكحَالِكُمُ الْإِثْمِدُ (٢)، فَإِنَّهُ يُنْبِتُ الشَّعَرَ،
وَيَجْلُو الْبَصَرَ».
° [٦٣٩٣]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرٍ (٣)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ مثْلَهُ.
• [٦٣٩٤]
قال عبد الرزاق: وَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَضَرتُ جِنَازَةَ
هَمَّامِ (٤) بْنِ مُنَبِّهٍ، وَحَضَرَ ذَلِكَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ
رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ كَانَ وَالِيًا
لِبَنِي الْعَبَّاسِ، قَالَ: وَلَمْ يُرَ مِثْلُهُ قَطُّ فَضْلًا، وَكَانَ عَلَى
النَّعْشِ ثَوْبٌ فَأَرَادُوا أَنْ يَضَعُوهُ فِي قَبْرِهِ لِيُكَفَّنَ فِيهِ
فَجَذَبَهُ وَقَالَ: إِنَّمَا (٥) كَفَنُهُ مَا (٦) أُخْرِجَ بِهِ مِنْ بَيْتِهِ
عَلَيْهِ (٧)، قَالَ: فَلَمْ يَتْرُكْهُمْ يُكَفِّنُونَهُ فِيهِ.
٢١
- بَابُ
ذِكْرِ الْكَفَنِ وَالْفَسَاطِيطِ
° [٦٣٩٥]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ أَنَّهُ
* [ن/٨٥ ب].
(١)
قوله: «قال رسول الله ﷺ» ليس في الأصل، (ن)، واستدركناه من «المعجم الكبير»
للطبراني (١٢/ ٦٤) من طريق الدبري، وهو كذلك في «شرح السنة» للبغوي (٥/ ٣١٤) من
طريق محمد بن حماد عن عبد الرزاق أيضا به.
(٢)
الإثمد: حجر للكحل، وهو أسود إلي حمرة، ومعدنه بأصبهان، وهو أجوده، وبالمغرب هو
أصلب. (انظر: ذيل النهاية، مادة: إثمد).
(٣)
قوله: «عن ابن خثيم، عن سعيد بن جبير» ليس في الأصل، وأثبتناه من (ن).
(٤)
في الأصل: «قمام»، وهو خطأ محض، والتصويب من (ن).
(٥)
ليس في الأصل، وأثبتناه من (ن).
(٦)
في الأصل: «من»، وهو خطأ واضح لا يستقيم معه السياق، والتصويب من (ن).
(٧)
في الأصل: «علقمة»، وهو خطأ بيِّن لا يستقيم معه السياق، والتصويب من (ن).
° [٦٣٩٥]
[شيبة: ١١٢٨٣].
حَضَرَ أبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ
وَهوَ يَمُوتُ (١)، فَقَال أبُو سَعِيدٍ: سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «إِنَّ
الْمَيِّتَ يُبعَثُ فِي ثِيَابِهِ الَّتِي قُبِضَ فِيهَا» ثُمَّ قَالَ أَبُو
سَعِيدٍ: قَدْ أَوْصَيْتُ أَهْلِي أَلَّا يَتَّبِعُونِي بِنَارِ، وَلَا يَضْرِبُوا
عَلَى قَبْرِي فُسْطَاطًا (٢) وَلَا تَحمِلُونِي (٣) عَلى قَطِيفَةِ (٤)
أُرْجُوَانٍ (٥).
° [٦٣٩٦]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ،
قَالَ: لَمَّا مَاتَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ جَعَلْتُ لَهُ قَطِيفَةَ
حَمْرَاءَ، فَقَالَ رَجُلٌ: أَمَّا إِنِّي قَدْ سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنِ
النَّبِيِّ ﷺ أنَّهُ رَأَى حُمْرَةً، فَقَالَ: «أَلَا إِنَّ الْحُمْرَةَ غَلَبَتْ
عَلَيْكُم» (٦).
• [٦٣٩٧]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ، عَنْ عَمَّتِهِ بِنْتِ مُجَمِّعٍ، عَنْ بِنْتِ أَبِي
سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ (٧) أَنَّهُ قَالَ لاِبْنِ عُمَرَ وَلِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
وَلآِخَرَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ: لَا يَغْلِبَنَّكُمْ بَنُو أَبِي سَعِيدٍ
عَلَى جِنَازتي وَاحْمِلُونِي
(١) غير واضح في الأصل، وأثبتناه من (ن)، وهو
الموافق لما في «وصايا العلماء» لابن زبر (ص ٧٧)، من طريق ابن جريج، به.
(٢)
قوله: «ثم قال أبو سعيد: قد أوصيت أهلي أن لا يتبعوني بنار، ولا يضربوا على قبري
فسطاطا» ليس في الأصل، وأثبتناه من (ن)، وهو الموافق لما في المصدر السابق.
(٣)
قوله: «ولا تحملوني» وقع في الأصل: «واعملوني»، وهو خطأ بيّن، والمثبت من (ن)، وهو
الموافق لما في المصدر السابق.
(٤)
القطيفة: نسيج من الحرير أو القطن ذو أهداب (زوائد) تُتَّخَذ منه ثياب وفُرُش.
(انظر: معجم اللغة العربية المعاصرة، مادة: قطف).
(٥)
سيأتي برقم (٦٤٣٥).
الأرجوان: شديدة الحمرة. (انظر:
النهاية، مادة: رجن).
(٦)
قوله: «جعلت له قطيفة حمراء» إلى آخر الحديث، ليس في الأصل، واستدركناه من (ن).
• [٦٣٩٧]
[شيبة: ١١٢٨٣، ١١٨٧١].
(٧)
من أول الإسناد إلى هنا ليس في الأصل، وأثبتناه من (ن)، وقد أخرج ابن أبي شيبة في
«المصنف» (١١٧٤٩): «قال: حدثنا وكيع، عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، عن عمته أم
النعمان، عن بنت أبي سعيد الخدري، أن أبا سعيد قال:»لا تضربوا علي فسطاطا«».
عَلَى قَطِيفَةٍ (١)
قَيْصَرَانِيَّةٍ (٢)، وَأَجْمِرُوا عَلَيَّ بِأُوقِيَّةِ (٣) مِجْمَرٍ (٤)،
وَكَفِّنُونِي فِي ثِيَابِي الَّتِي كُنْتُ أُصلِّي فِيهَا وَأَذْكُرُ (٥)
اللَّهَ، وَلَا تَضْرِبُوا عَلَيَّ فُسْطَاطًا، وَلَا تَتَّبِعُونِي بِنَارٍ وَفِي
الْبَيْتِ قُبْطِيَّةٌ، فَكَفِّنُونِي فِيهَا مَع ثِيَابِي.
• [٦٣٩٨]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّورِيِّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي عَطَاءٍ، قَالَ شَهِدْتُ
مُحَمَّدَ بْنَ (٦) الْحَنَفِيَّةِ حِينَ مَاتَ ابْنُ عَبَّاسٍ بِالطَّائِفِ (٧)،
كَبَّرَ أَرْبَعًا، وَأَخَذهُ مِنْ قِبَلِ الْقِبْلَةِ، حَتَّى أَدْخَلَهُ
قَبْرَهُ، وَضَرَبَ عَلَيْهِ فُسْطَاطًا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ.
• [٦٣٩٩]
عبد الرزاق، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْعَلَاءِ، عَنْ زَيْدِ (٨) بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ أُسَامَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ *
قَالَ: أَوَّلُ فُسْطَاطٍ ضُرِبَ عَلَى قَبْرِ أَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لَعَلى
قَبْرِ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ وَكَانَ يَوْمًا حَارًّا.
(١) في الأصل: «الصفة»، وهو خطأ، والمثبت من
(ن)، وهو الموافق لما في «الأوسط» لابن المنذر (٥/ ٤٠٢) عن وكيع، عن إبراهيم بن
إسماعيل بن مجمع، به.
(٢)
كأنه في الأصل: «فبصر ابنه»، وهو خطأ، والمثبت من (ن)، وهو الموافق لما في
«المحلى» لابن حزم (٣/ ٣٣٤) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وفي «الأوسط»:
«قيصراني».
(٣)
الأوقية والوقية: وزن مقداره أربعون درهما، ما يساوي (٨، ١١٨) جرامًا، والجمع:
الأواقي. (انظر: المقادير الشرعية) (ص ١٣١).
(٤)
في الأصل: «مجمرة»، وهو خطأ، والمثبت من (ن)، وهو الموافق لما في «المحلي».
(٥)
في (ن): «واذكروا».
• [٦٣٩٨]
[شيبة: ١١٨١٠، ١١٨٧٢]، وسيأتي: (٦٦٧٣).
(٦)
ليس في الأصل، وأثبتناه من (ن)، وهو الموافق لما في «المعجم الكبير» للطبراني (١٠/
٢٣٤)، من طريق إسحاق الدبري، عن عبد الرزاق، به.
(٧)
بعده في الأصل: «حين»، وهو خطأ، والمثبت من (ن)، وهو الموافق لما في المصدر السابق.
الطائف: مدينة تقع شرق مكة مع مَيْل
قليل إلى الجنوب، على مسافة تسعة وتسعين كيلومترا، وترتفع عن سطح البحر ١٦٣٠ مترا.
(انظر: المعالم الأثيرة) (ص ١٧٠).
(٨)
كذا في الأصل، (ن): «زيد»، وهو خطأ، والأثر روي على الصواب في «المستدرك» (٦٩٥٦)،
من طريق أبي بكر بن عبد الله بن أبي سبرة، عن يزيد بن عبد الله، به، وينظر: «تهذيب
الكمال» (٢٤/ ٣٠٤).
* [ن/٨٦ أ].
• [٦٤٠٠] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ
هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: كَانَ يُقَالُ مَنْ وَلِيَ (١) أَخَاهُ،
فَلْيُحْسِنْ كَفَنَهُ، وإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّهُمْ يَتَزَاوَرُونَ فِي
أَكْفَانِهِمْ.
° [٦٤٠١]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَغَيْرِهِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ قَالَ
*: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَنْ تُستَجَادَ الأَكفَانُ.
• [٦٤٠٢]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صلَةَ بْنِ زُفَرَ، قَالَ:
أَرْسَلَنِي حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ وَرَجُلًا (٢) آخَرَ نَشْتَرِي لَهُ
كَفَنًا، فَاشْتَرَيْتُ (٣) لَهُ حُلَّةً حَمْرَاءَ جَيِّدَةً بِثَلَاثِ (٤)
مِائَةِ دِرْهَمٍ، فَلَمَّا أَتَيْنَاهُ، قَالَ: أَرُونِي مَا اشْتَرَيْتُمْ
فَأَرَيْنَاهُ، فَقَالَ: رُدُّوهَا، وَلَا تُغَالُوا فِي الْكَفَنِ، اشتَرُوا لِي
ثَوْبَيْنِ أَبْيَضَيْنِ نَقِيَّيْنِ، فَإِنَّهُمَا لَنْ يُتْرَكَا عَلَيَّ إِلَّا
قَلِيلًا، حَتَّى أَلْبَسَ خَيْرًا مِنْهُمَا، أَوْ شَرًّا مِنْهُمَا.
• [٦٤٠٣]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
مَيْسَرةَ، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ قَالَ: لَمَّا حَضَرَ حُذَيْفَةُ،
قَالَ لِأَبِي مَسْعُودٍ (٥) الْأَنْصَارِيِّ: أَيُّ اللَّيْلِ هَذَا؟ قَالَ:
السَّحَرُ (٦) الْأَكْبَرُ، قَالَ: عَائِذًا بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ، ابْتَاعُوا
لِي ثَوْبَيْنِ، وَلَا تُغْلُوا (٧) عَلَيْكُمْ،
• [٦٤٠٠] [شيبة:١١٢٤٣].
(١)
ولي: تولى القيام بالأمر. (انظر: مجمع البحار، مادة: ولي).
* [٢/
٦٧ ب].
(٢)
في (ن): «ورجل».
(٣)
اضطرب في كتابتها في الأصل، وفي (ن): «فاشترى»، وضبب على الألف اللينة، ورسم
بجوارها (يت).
(٤)
في الأصل: «ثلاث»، والتصويب من «العجم الكبير» للطبراني (٣/ ١٦٣)، من طريق زكريا
بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، به.
• [٦٤٠٣]
[شيبة: ١٠٩٨٢].
(٥)
قوله: «لأبي مسعود» وقع في الأصل: «أبي مسعود لأبو مسعود»، وفي (ن): «أبو مسعود
لأبي مسعود»، وهو خطأ واضح يأباه السياق، وقد روي من طرق أخرى بنحو هذا أخرجه ابن
أبي شيبة في «المصنف» (٧/ ١٣٩)، عن خالد بن ربيع العبسي، وأخرجه أبو نعيم في
«الحلية» (١/ ٢٨٢)، عن قيس.
(٦)
السحر: آخر الليل، والجمع: الأسحار. (انظر: مجمع البحار، مادة: سحر).
(٧)
الغلول: الخيانة في المغنم والسرقة من الغنيمة قبل القسمة، وكل من خان في شيء خفية
فقد غل. (انظر: النهاية، مادة: غلل).
فَإِنْ يُرْضَ عَنْ صَاحِبِكُمْ
يُكْسَ خَيْرًا مِنْهَا، وإلَّا سُلِبَهُمَا سَلْبًا حَثِيثًا (١)، أَوْ قَالَ:
سَرِيعًا.
• [٦٤٠٤]
قال: وَأَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، أَنَّ حُذَيْفَةَ قَالَ: إِنْ يرضَ
عَنْ صَاحِبِكُمْ، يُكْسَ خَيْرًا مِنْهَا، وَإِلَّا تَرَامَى بِهِ أَرَاجِيهَا
إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، يَعْنِي النَّارَ.
• [٦٤٠٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ بِشْرِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي
كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ
ابْنُ مَسْعُودٍ: إِذَا أَنَا مِتُّ، فَاشْتَرُوا لِي كَفَنًا بِثَلَاثِينَ
دِرْهَمًا، قَالَ: وَكَانَ مُوَسَّعًا (٢) عَلَيْهِ، وَقَالَ: لَا تُؤْذِنُوا (٣)
بِي أَحَدًا إِلَّا مَنْ يَحْمِلُنِي إِلَى حُفْرَتي.
٢٢
- بَابُ
كَفَنِ الْمَرْأةِ
• [٦٤٠٦]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: فِي كَمْ تُكَفَّنُ
الْمَرْأَةُ؟ قَالَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ: دِرْعٌ (٤)، وَثَوْبٌ فَوْقَهَا
تُلَفُّ فِيهِ، قُلْتُ: وَلَا خِمَارَ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنَّهَا تُجْمَعُ
بِالْعَصَائِبِ، إِنَّ لَهَا هَيْئَةَ كَهَيْئَةِ الرَّجُلِ.
• [٦٤٠٧]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى قَالَ تُكَفَّنُ
الْمَرْأَةُ فِي دِرْعٍ، وَخِمَارٍ، وَلُفَافَةٍ تُدْرَجُ فِيهَا.
• [٦٤٠٨]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ: تُكَفَّنُ
الْمَرْأَةُ فِي خَمْسَةِ أَثْوَابٍ: دِرْعٍ، وَخِمَارٍ، وَثَلَاثِ لَفَائِفَ.
(١) الحثيث: السريع. (انظر: المعجم الوسيط،
مادة: حثث).
(٢)
ضبطه في (ن) بضم الميم وإسكان الواو وكسر السين.
(٣)
في الأصل: «تؤذوا»، وهو خطأ، والتصويب من «التمهيد» (٦/ ٢٥٦) لابن عبد البر، من
طريق عبد الرزاق، عن عمر بن راشد، عن يحيى بن أبي كثير، به.
(٤)
الدرع: القميص. (انظر: معجم الملابس) (ص ١٧٠).
• [٦٤٠٨]
[شيبة: ١١١٩٨].
• [٦٤٠٩] عبد الرزاق، عَنِ الثَّورِيِّ، عَنْ
مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: تُكَفَّنُ الْمَرأَةُ فِي خَمْسَةِ *
أَثْوَابٍ: دِرْعٍ، وَخِمَارٍ، وَلُفَافٍ، وَمِنْطَقٍ، وَرِدَاءٍ.
• [٦٤١٠]
عبد الرزاق، عَنْ هِشَام، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ تُكَفَّنُ الْمَرْأَةُ فِي
خَمْسَةِ أَثْوَابٍ: درْعٍ، وَخِمَارٍ، وَخِرْقَةٍ، وَلِفَافَتَيْنِ.
قُلْنَا لِعَبْدِ الرَّزَّاقِ:
وَكَيْفَ يُصْنَعُ بِالْخِرْقَةِ؟
قال: تُجْعَلُ كَهَيئَةِ الْإِزَارِ
مِنْ فَوْقِ الدِّرْعِ.
• [٦٤١١]
عبد الرزاق، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي عَزَّةَ (١)، قَالَ:
شَهِدْتُ عَامِرًا الشَّعْبِيَّ كَفَّنَ ابْنَتَهُ فِي خَمْسَةِ أَثْوَابٍ،
وَقَالَ: الرَّجُلُ فِي ثَلَاثٍ.
• [٦٤١٢]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ تَكُونُ خِرْقَةُ الْحَقْوِ
فَوْقَ دِرْعِهَا (٢).
• [٦٤١٣]
عبد الرزاق، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أُمِّ الْهُذَيْلِ قَالَتْ: تُخَمَّرُ الْمَرْأَةُ
الْمَيتَةُ كَمَا تُخَمَّرُ الْحَيَّةُ، وَتُدَرَّعُ مِنَ الخِمَارِ قَدْرَ
ذِرَاعٍ تُسْدِلُهُ عَلَى وَجْهِهَا.
٢٣
- بَابُ
الْكَفَنِ مِنْ جَمِيعِ الْمَالِ
• [٦٤١٤]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ وَقَتَادَةَ قَالَا: الْكَفَنُ مِنْ
جَمِيعِ الْمَالِ.
• [٦٤١٥]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ لِي عَطَاءٌ: الْكَفَنُ
وَالْحَنُوطُ دَيْنٌ.
وَقَالَهُ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ.
• [٦٤٠٩] [شيبة:١١٢٠٣].
* [ن/ ٨٦ ب].
• [٦٤١٥]
[شيبة: ١١٢٠١].
(١)
في الأصل، (ن): «عبيدة»، وهو خطأ، والمثبت هو الصواب، وينظر ترجمته في: «تهذيب
الكمال» (٢٢/ ٦٣٦)، «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (٦/ ٢٨٣)، «الضعفاء» للعقيلي
(٣/ ٣٩٠)، وغيرها.
(٢)
تصحف في (ن) إلى: «ذرعها»
• [٦٤١٦] عبد الرزاق، عَنِ الثورِيِّ، عَنْ
عَبِيدَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: الْكَفَنُ مِنْ جَمِيعِ الْمَالِ.
• [٦٤١٧]
عبد الرزاق، عَنِ الثورِيِّ، عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (١) قَالَ
يُبْدَأُ بِالْكَفَنِ، ثُمَّ الدَّيْنِ، ثُمَّ الْوَصِيَّةِ، قُلْتُ: فَأَجْرُ
الْقَبْرِ وَغُسْلُ الْكَفَنِ (٢)؟ قَالَ: هُوَ مِنَ الْكَفَنِ.
• [٦٤١٨]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَن سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ
قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: الْكَفَنُ مِنْ جَمِيعِ
الْمَالِ.
قَالَ: وَقَالَ خِلَاسُ بْنُ
عَمْرٍو: مِنَ الثُّلُثِ.
• [٦٤١٩]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ التَّيْمِي*، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: الْكَفَنُ
مِنْ جَمِيعِ المَالِ.
قَالَ: فَإِنْ كَانَ الْمَالُ
قَلِيلًا، فَهُوَ فِي الثُّلُثِ.
٢٤
- بَابُ
كَفَنِ الصَّبِيِّ
• [٦٤٢٠]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِندٍ، عَنِ ابْنِ
الْمُسَيَّبِ قَالَ كَفَنُ الصَّبِيِّ فِي ثَوْبٍ.
• [٦٤١٦] [شيبة: ٢٢٣٠٥، ٢٢٣١٣، ٢٢٣١٧، ٢٢٣١٨].
• [٦٤١٧]
[شيبة: ٢٢٨٥٣، ٢٢٨٥٤].
(١)
قوله: «عن إبراهيم» ليس في الأصل، والمثبت من (ن)، وهو موافق لما في «صحيح
البخاري»، عنه معلقا بصيغة الجزم قبل الحديث رقم (١٢٨٦)، ووصله ابن حجر في «تغليق
التعليق» (٢/ ٤٦٣)، عن عبد الرزاق، به.
(٢)
قوله: «غسل الكفن» كذا في الأصل، (ن)، وفي «تغليق التعليق» (٢/ ٤٦٥): «الغسل» عن
عبد الرزاق به، والمعنى: «أي: أجر حفر القبر وأجر الغاسل من حكم الكفن في أنه من
رأس المال» «فتح الباري» (٣/ ١٤١).
• [٦٤١٨]
[شيبة: ٢٢٣١٠، ٢٢٣١١].
• [٦٤١٩]
[شيبة: ٢٢٣٠٦، ٣١٤٧٤].
* [٢/
٦٨ أ].
٢٥ - بَابُ شَعَرِ الْمَيِّتِ
وَأظْفَارِهِ
• [٦٤٢١]
عبد الرزاق عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: لَا
يُؤْخَذُ مِنْ شَعَرِ الْمَيِّتِ، وَلَا مِنْ أَظْفَارِهِ.
• [٦٤٢٢]
قال مَعْمَرٌ: وَقَالَ الْحَسَنُ: إِنْ كَانَ شَعَرُهُ طَوِيلًا فَاحِشَ الطُّوَلِ
أُخِذَ مِنهُ، وَأَظْفَارهُ أَيْضًا كَذَلِكَ.
• [٦٤٢٣]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ إِنْسَانٌ لِعَطَاءٍ: الْمَيِّتُ
يَمُوتُ وَشَعْرُهُ طَوِيلٌ، أَيُؤْخَذُ مِنْهُ شَيءٌ؟ قَالَ: لَا، إِذَا مَاتَ
فَلَا، إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَتَطَايَرُ الْفَرَاشُ مِنْ رَأْسِهِ، ثُمَّ
يُلْقَطُ فَيُجْمَعُ فَيُغَيَّبُ مَعَهُ إِذَا مَاتَ، فَلَا يُنْزَعْ مِنْهُ
شَيءٌ، وَأَمَّا مِنْ قَبْلِ أَنْ يَمُوتَ فَنَعَمْ.
• [٦٤٢٤]
عبد الرزاق *، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: كَانَ الْمَيتُ إِذَا انْتُزعَ
مِنْ شَعَرِ رَأْسِهِ (١) شَيْءٌ جُمِعَ فَيُغَيَّبُ مَعَهُ.
• [٦٤٢٥]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلى قَالَ فِي الشَعَرِ وَالظُّفُرِ يَسْقُطُ مِنَ (٢)
الْمَيِّتِ، قَالَ: تَجْعَلْهُ مَعَهُ فِي كَفَنِهِ.
• [٦٤٢٦]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ عَائِشَةَ
رَأَتِ امْرَأَةً يَكُدُّونَ رَأْسَهَا بِمِشْطٍ (٣)، فَقَالَتْ: عَلَامَ
تُنْصِبُونَ (٤) مَيِّتَكُمْ.
* [ن/٨٧ أ].
(١)
قوله «شعر رأسه» وقع في الأصل: «رأس شعره»، والمثبت هو الصواب.
(٢)
في الأصل: «عن»، والمثبت من (ن)، وهو موافق لما أخرجه ابن أبي شيبة (٢/ ٤٥٤)، عن
ابن مهدي، عن الثوري، به.
(٣)
ليس في الأصل، والمثبت من (ن)، وهو الموافق لما في «نصب الراية» (٢/ ٢٦٠)، معزوًّا
لعبد الرزاق.
(٤)
ضبطه في الأصل بفتحة من فوقه.
• [٦٤٢٧] عبد الرزاق، عَنِ الثَّورِيِّ، قَالَ:
سُئِلَ حَمَّادٌ عَنْ تَقْلِيمِ (١) أَظْفَارِ الْمَيِّتِ؟ قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ
كَانَ أَقْلَفَ أَتَخْتِنُهُ.
• [٦٤٢٨]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ يُكْرَهُ أَنْ
يُحْلَقَ عَانَةُ الْمَيِّتِ.
• [٦٤٢٩]
عبد الرزاق، وَقَالَ مَعْمَرٌ، وَقَالَهُ الْحَسَنُ: إِنْ كَانَ فَاحِشًا أُخِذَ
مِنْهُ.
• [٦٤٣٠]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ،
أَنَّ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ حَلَقَ عَانَةَ مَيِّتٍ.
٢٦
- بَابُ
النَّعْشِ وَالاِسْتِغْفَارِ
• [٦٤٣١]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: مَنْ أَوَّلُ مَنْ
جَاءَ بِهِ لِنَعْشِ الْمَرأَةِ؟ قَالَ (٢): أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ، حَسِبْتُ
أَنَّهَا رَأَتْ ذَلِكَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ.
• [٦٤٣٢]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ
قَالَ: إِنَّمَا كَانُوا إِذَا حَمَلُوا الْمَرْأَةَ عَلَى السَّرِيرِ،
قَلَبُوهَا، فَجَعَلُوهَا بَيْنَ قَوَائِمِهِ حَتَّى أَخْبَرَتْهُمْ أَسْمَاءُ.
° [٦٤٣٣]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ،
قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَتُكْرَهُ الْقَطِيفَةُ الصَّفْرَاءُ لِلنَّعْشِ؟
قَالَ: لَمْ أَعْلَمْ، قَالَ: فَالْحَمْرَاءُ؟ قَالَ، قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي
طَالِبٍ: نَهَانِي النَّبِيُّ ﷺ، عَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ، وَعَنِ الْقَسِّيِّ،
يَعْنِي ثِيَابًا مِنَ الْحَرِيرِ، وَقَطِيفَةِ الْأُرْجُوَانِ،
• [٦٤٢٧] [شيبة: ١١٠٥٥].
(١)
التقليم: القص. (انظر: النهاية، مادة: قلم).
(٢)
في الأصل، (ن): «قالت»، والمثبت أليق بالسياق.
° [٦٤٣٣]
[التحفة: ق ٩٠٢٨، س ١٠٠٢١، س ١٠١٣٠، د تم س ١٠١٨٠، م س ١٠١٩٤، س ١٠٢٣٨، س ١٠٢٤٧،
دس ١٠٢٦٠، س ١٠٢٦٢، ق ١٠٢٩٠، دت س ق ١٠٣٠٤، خت م دت س ق ١٠٣١٨، م دس ١٠٣١٩، س
١٠٣٢٠]، وتقدم: (٢٩٣٢).
وَالْمِيثَرَةِ هَيْئَةٌ كَانَتْ
تُجْعَلُ تَحْتَ الرَّجُلِ بِمَنْزِلَةِ الطِّنْفِسَةِ (١)، كَهَيْئَةِ
الْبَرْذَعَةِ اللَّطِيفَةِ (٢) ذَاتِ ذَبَاذِبَ (٣) حُمْرٍ وَصفْرٍ.
° [٦٤٣٤]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: قَوْلِي (٤):
اسْتَغْفِرُوا لَهُ غَفَرَ اللَّهُ لَكُمْ؟ قَالَ: مُحْدَثَةٌ (٥)، وَبَلَغَنِي
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ لِذِي الْبِجَادَيْنِ: «اسْتَغْفِرُوا لَهُ
غَفَرَ اللَّهُ لَكُمْ».
• [٦٤٣٥]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ (٦) عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ أَوْصى أَهْلَهُ أَلَّا
يَحْمِلُوهُ عَلَى قَطِيفَةِ أُرْجُوَانٍ.
• [٦٤٣٦]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّورِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، قَالَ:
كُنْتُ مَعَ ابْنِ الْمُسَيَّبِ فِي جِنَازَةٍ، فَسَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ:
اسْتَغْفِرُوا لَهُ (٧)، فَقَالَ: مَا يَقُولُ رَاجِزُهُمْ هَذَا؟ قَدْ حَرَّجْتُ
عَلَى أَهْلِي أَنْ يَرْجُزَ مَعِي رَاجِزُهُمْ هَذَا، وَأَنْ يَقُولَ: مَاتَ
سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، فَاشْهَدُوهُ، حَسْبِي مَنْ يَقْلِبُنِي إِلَى رَبِّي،
وَأَنْ يَمْشُوا * مَعِي بِمِجْمَرةٍ، فَإِنْ يَكُنْ لِي عِنْدَ رَبِّي خَير،
فَمَا عِنْدَ اللَّهِ أَطْيَبُ* مِنْ طِيبِكُمْ.
• [٦٤٣٧]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ حَرْمَلَةَ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ
مِثْلَهُ.
(١) الطنفسة: بساط له أطراف رقيقة، وجمعه:
طنافس. (انظر: النهاية، مادة: طنفس).
(٢)
ليس في الأصل، وأثبتناه من (ن)
(٣)
قوله: «ذات ذباذب» وقع في الأصل: «كان ذباب»، وهو تصحيف واضح، وذباذب الثوب:
أهدابه، وسميت ذباذب لتذبذبها، وهو أن تجيء وتذهب. «غريب الحديث» للخطابي (٢/ ٣٨٦).
(٤)
في (ن): «قوله».
(٥)
اضطرب في رسمها في الأصل، والمثبت من (ن).
• [٦٤٣٥]
[شيبة: ١١٢٨٣].
(٦)
قوله: «عن ابن جريج» ليس في الأصل، وأثبتناه من (ن)، وقد تقدم على الصواب برقم
(٦٣٩٥).
• [٦٤٣٦]
[شيبة: ١١٣٠٥، ١١٣١٠].
(٧)
في الأصل: «الله»، والمثبت من (ن)، ويؤيده أنه وقع في: «الطبقات الكبير» لابن سعد
(٧/ ١٤١)، «سير أعلام النبلاء» (٤/ ٢٤٤) كلاهما من طريق الثوري، به بلفظ: «لها».
* [ن/٨٧ ب].
* [٢/
٦٨ ب].
• [٦٤٣٨] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ
بُكَيْرٍ الْعَامِرِيِّ، قَالَ: سَمِعَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ رَجُلًا يَقُولُ:
اسْتَغْفِرُوا لَهَا، فَقَالَ: لَا غَفَرَ اللَّهُ لَكَ.
• [٦٤٣٩]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ (١) قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَكَمُ بْنُ أَبَانٍ،
أنَّهُ سَمِعَ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: تُوُفِّيَ ابْنٌ
لِأَبِي بَكْرٍ كَانَ (٢) يَشْرَبُ الشَّرَابَ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ:
اسْتَغْفِرُوا لَهُ، فَإِنَّمَا يُسْتَغْفَرُ (٣) لِمُسِيءٍ مِثْلِه.
• [٦٤٤٠]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ:
أَخَذَ أَبُو جُحَيْفَةَ بِقَوَائِمِ سَرِيرِ عَمْرِو (٤) بْنِ شُرَحْبِيلَ، فَمَا
فَارَقَهُ حَتَّى أَتَى الْقَبْرَ، وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأَبِي
مَيْسَرَةَ.
• [٦٤٤١]
عبد الرزاق، عَنْ أَبِي هَمَّامِ بْنِ نَافع، قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ
حَسَنٍ أَخَذَ بِقَوَائِمِ سَرِيرِ طَاوُسِ (٥) فَمَا فَارَقَهُ حَتَّى أَتَى
الْقَبْرَ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ بَعْضَ ثِيَابِهِ شُقِّقَتْ عَلَيْهِ حَتَّى
سَقَطَتْ (٦) قَلَنْسُوَتُهُ (٧)، فَمَا (٨) فَارَقَهُ حَتَّى أَتَى الْقَبْرَ،
قُلْتُ لِأَبِي (٩): وَأَيْنَ مَاتَ طَاوُسٌ؟ قَالَ: بِمَكَّةَ.
(١) قوله: «عبد الرزاق، عن ابن جريج» ليس في
الأصل، وأثبتناه من (ن)، وهو الموافق لما في «الأوسط» لابن المنذر (٥/ ٤٢٣) عن
الدبري، عن عبد الرزاق، به.
(٢)
ليس في الأصل، وأثبتناه من (ن) وينظر المصدر السابق.
(٣)
في الأصل:«يَستغفر المسيءُ»، والمثبت من (ن) وهو الموافق لما في «الأوسط».
• [٦٤٤]
[شيبة: ١١٢٩٨، ١١٣٠١].
(٤)
في الأصل: «عمر»، وهو خطأ، وينظر: «التاريخ الكبير» للبخاري (٦/ ٣٤١)، «تهذيب
الكمال» (٢٢/ ٦٠)، «الطبقات» لابن سعد (٦/ ١٠٦).
(٥)
بعده في الأصل: «وهو يقول: اللهم اغفر لأبي ميسرة»، وهي زيادة من سهو الناسخ،
وليست في (ن).
(٦)
ليس في الأصل، وأثبتناه من (ن).
(٧)
القلنسوة: غطاء للرأس مختلف الأشكال والألوان، والجمع: قلانس. (انظر: معجم
الملابس) (ص ٤٠٢).
(٨)
في الأصل: «ما»، والمثبت من (ن).
(٩)
اضطرب في كتابة العبارة في الأصل وبعده: «بكر، قال بن: عمود النعش، قلنا»، وفي
(ن): «قال: بين عمودي النعش، قلنا»، وضرب عليه، والحديث روي في «الحلية» (٤/ ٣)،
«التاريخ» لابن أبي خيثمة (١/ ٣١١)، من طريق عبد الرزاق، مقتصرا على الجزء الأول،
بدون زيادة السؤال.
٢٧ - بَابُ المَشْيِ بِالْجِنَازَةِ
° [٦٤٤٢]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أَسْرِعُوا بِجَنَائِزِكُمْ،
فَإِنْ كَانَتْ صَالِحَةً عَجَّلْتُمُوهَا (١) إِلَى الْخَيْرِ، وَإنْ كَانَتْ
طَالِحَةً اسْتَرَحْتُمْ مِنْهَا، وَوَضَعْتُمُوهَا عَنْ رِقَابِكُمْ».
• [٦٤٤٣]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ: أَسْرِعُوا
بِجَنَائِزِكُمْ، وَلَا تَهَوَّدُوا تَهَوُّدَ أَهْلِ الْكِتَابِ.
• [٦٤٤٤]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ
يُقَالُ انْبَسِطُوا بِالْجَنَائِزِ، وَلَا تَدُبُّوا دَبِيبَ الْيَهُودِ
وَالنَّصَارَى.
• [٦٤٤٥]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّورِيِّ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ نُبَيْحٍ،
قَالَ: قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ: مَا مِنْ جِنَازَةٍ إِلَّا تُنَاشِدُ
حَمَلَتَهَا، إِنْ كَانَتْ مُؤْمِنَةً، وَاللَّهُ عَنْهَا رَاضٍ، قَالَتْ:
أَنْشُدُكُمْ (٢) بِاللَّهِ إِلَّا أَسْرَعْتُمُونِي، وإِنْ كَانَتْ كَافِرَةً
بِاللَّهِ، اللَّهُ عَلَيْهَا (٣) سَاخِطٌ، قَالَتْ: أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ
إِلَّا (٤) رَجَعْتُمْ بِي، فَمَا مِنْ شَيءٍ إِلَّا (٥) يَسْمَعُهُ إِلَّا
الثَّقَلَيْنِ (٦)، فَلَوْ أَنَّ الْإِنْسَانَ يَسْمَعُهُ، جَزَعَ، وَجَزِعَ.
الْجَزَعُ يَعْنِي الضَّعْفَ
وَالْهَيْبَةَ.
° [٦٤٤٢] [الإتحاف: جا طح حم ١٨٦٢٧].
(١)
في الأصل: «عجلتم بها»، والمثبت من (ن)، وهو الموافق لما في «مسند أحمد» (٧٨٨٨)،
«مساوئ الأخلاق» للخرائطي (٦١٥)، «علل الدارقطني» (٩/ ١٤٧)، كلهم من طريق عبد
الرزاق، به.
• [٦٤٤٤]
[شيبة: ١١٣٨٨].
• [٦٤٤٥]
[شيبة: ١٢١٧٦].
(٢)
النشدة والنشدان والمناشدة: السؤال باللَّه والقسم على المخاطب. (انظر: النهاية،
مادة: نشد).
(٣)
قوله: «الله عليها» تكرر في الأصل.
(٤)
في (ن): «لما».
(٥)
ليس في الأصل، والمثبت من (ن)، وهو الموافق لما في «مصنف ابن أبي شيبة» (١٢١٧٦)،
عن عبد الله بن نمير، عن الثوري، به.
(٦)
الثقلان: الجن والإنس. (انظر: النهاية، مادة: ثقل).
• [٦٤٤٦] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ،
قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ كَيْفَ الْمَشْيُ (١) بِالرَّجُلِ، أَيُسْرَعُ بِهِ؟
قَالَ: نَعَمْ (٢)، قُلْتُ: فَالْمَرأَةُ؟ قَالَ: تُسْرعُ بِهَا أَيْضًا، وَلكنْ
أَدْنَى بِالْإِسْرَاعِ مِنَ الرَّجُلِ، إِنَّ لِلْمَرْأَةِ هَيْئَة لَيْسَتْ
لِلرَّجُلِ، قِيلَ: فَمَا حِيَاكَتِكُمْ، أَوْ حَيَاتِكُمْ هَذِهِ؟ قَالَ: زَهوٌ
(٣).
° [٦٤٤٧]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَال: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، قَالَ: حَضَرْنَا
مَعَ (٤) ابْنِ عَبَّاسٍ جِنَازَةَ مَيْمُونَة * زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ بِسَرِفَ
(٥)، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هَذِهِ زَوْجُ النَّبِي ﷺ، أَوْ قَالَ: هَذَا زَوْجُ
النَّبِيِّ ﷺ، فَإِذَا رَفَعْتُمْ نَعْشَهَا، فَلَا تُزَعْزِعُوا (٦)، وَلَا
تُزَلْزِلُوا (٧)، وَارْفُقُوا (٨)، فَإِنَّهُ كَانَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ
تِسْعٌ، فَكَانَ يَقْسِمُ لِثَمَانٍ، وَلَا يَقْسِمُ لِوَاحِدَةٍ. قَالَ عَطَاءٌ:
كَانَتِ الَّتِي لَمْ يُقْسَمْ لَهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ.
قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَمَرَتْ
عَائِشَةُ، بِالْإِسْرَاعِ بِالْجَنَائِزِ.
• [٦٤٤٨]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، قَالَ: شَهِدْتُ
جِنَازَةً مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ فَجَلَسَ فِي الْمَقْبَرَةِ، ثُمَّ
جَعَلَ يَنْظُرُ إِلَى الْجِنَازَةِ مُقْبِلًا بِهَا (٩) وَهُمْ
(١) في (ن): «المسي»، وفي الحاشية كالمثبت،
ونسبه لنسخة.
(٢)
قوله: «قال: نعم» ليس في الأصل، (ن)، وهي زيادة يقتضيها السياق.
(٣)
الزهو: الكبر والفخر. (انظر: النهاية، مادة: زها).
(٤)
قوله: «حضرنا مع» في الأصل: «حضرنا مع مع»، وفي (ن): «حضر نافع مع»، والمثبت هو
الصواب، وهو الموافق لما في «المعجم الكبير» للطبراني (١١/ ١٨٠)، من طريق الدبري،
به، وغيره من مصادر التخريج.
* [ن/٨٨ أ].
(٥)
سرف: واد متوسط الطول من أودية مكة. (انظر: أطلس الحديث النبوي) (ص ٢١٨).
(٦)
الزعزعة: التحريك بشدة وعنف. (انظر: كشف المشكل) (٢/ ٣٥٣).
(٧)
الزلزلة: الحركة العظيمة والإزعاج الشديد. (انظر: النهاية، مادة: زلزل).
(٨)
الرفق: لين الجانب، وهو خلاف العنف. (انظر: النهاية، مادة: رفق).
(٩)
ليس في الأصل، والمثبت من (ن).
بِطَاءٌ، فَقَالَ: سُبْحَانَ
اللَّهِ، لِمَا أَحْدَثَ النَّاسُ فِي الْجَنَائِزِ، لَقَدْ كُنْتُ أَسْمَعُ
النَّاسَ تذَكِّرُ (١) الرَّجُلَ، وَتُخوِّفُهُ، فَتَقُولُ (٢): اتَّقِ اللهَ،
ليُوشِكَنَّ أنْ يُجْمَزَ بِكَ، لا وَاللهِ مَا كَانَ الْمَشيُ بِالْجَنَائِزِ إِلَّا
جَمْزَا.
° [٦٤٤٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ * بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي
هِنْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ الدِّيلِيُّ،
عَنِ ابْنِ كَعْبِ (٣) بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: كُنَّا مَعَ
رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يَوْمًا فَمُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ، فَقَالَ: «مُسْتَرِيحٌ،
وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ»، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا مُسْتَرِيح
وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ؟ قَالَ: «العَبْدُ الصَّالِحُ يَسْتَرِيحُ مِن نَصَبِ (٤)
الدُّنْيَا وَهَمِّهَا (٥) إِلَى رَحْمَةِ اللَّهِ، وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ
يَستَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ وَالْبِلَادُ (٦) وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ».
• [٦٤٥٠]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
زِيَادٍ (٧)، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلى قَالَ رُوحُ الْمَيِّتِ
بِيَدِ الْمَلَكِ، يَقُولُ: اسْمَعْ مَا يُثْنَى عَلَيْكَ حِينَ يُغَسَّلُ،
وَحِينَ يُحْمَلُ، فَإِذَا دُفِنَ كَلَّمَتْهُ الْأَرْضُ، وَقَالَتْ: أَمَا
عَلِمْتَ أَنِّي بَيْتُ الْغُرْبَةِ، وَالْوَحْشَةِ، وَالدُّودِ، فَمَاذَا
أَعْدَدْتَ لِي (٨)؟
(١) قوله: «الناس تذكر» في (ن): «الرجل يذكر».
(٢)
قوله: «وتخوفه فتقول» في (ن): «فيخوفه فيقول».
• [٦٤٤٩]
[الإتحاف: حب ط حم ٤٠٨٧].
* [٢/
٦٩ أ].
(٣)
في (ن): «لكعب».
(٤)
النصب: التعب. (انظر: النهاية، مادة: نصب).
(٥)
في الأصل: «وهما»، وهو خطأ، والمثبت من (ن)، وهو الموافق لما في «مسند أحمد»
(٢٣٠٣١)، من طريق عبد الرزاق، به.
(٦)
ليس في الأصل، والمثبت من (ن)، وهو الموافق لما في «مسند أحمد» (٢٣٠٣١)، من طريق
عبد الرزاق، به.
(٧)
في الأصل: «يزيد»، والمثبت هو الصواب، وهو عبد الرحمن بن زياد، ويقال: ابن أبي
زياد، مولى بني هاشم، وينظر ترجمته: «تهذيب الكمال» (١٧/ ١١٢).
(٨)
ليس في (ن).
٢٨ - بابُ كَسْرِ عَظْمِ الْمَيِّتِ
° [٦٤٥١]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ وَدَاوُدُ بْنُ
قَيْسٍ، عَنْ سَعْدِ (١) بْنِ سَعِيدٍ أَخِي يَحْيَى، عَنْ عَمْرَةَ ابْنَةِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «كَسرُ عِظَامِ
الْمَيِّتِ، كَكَسْرِهَا (٢) حَيٌّ (٣)».
° [٦٤٥٢]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ
عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ (٤) ﷺ قَالَ: «كَسْرُ عِظَامِ الْمَيِّتِ،
كَكَسرِهِ حَيًّا» (٥)، قَالَ سُفْيَانُ: يَرَوْنَ أَنَّ ذَلِكَ فِي الْإِثْمِ.
° [٦٤٥٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَن الجَحْشِيِّ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ
قَالَ مِثْلَهُ.
٢٩
- بَابُ
الْمَشْيِ أمَامَ الْجِنَازَةِ
° [٦٤٥٤]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ *
وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ يَمْشُونَ بَيْنَ يَدَيِ الْجَنازَةِ.
• [٦٤٥٥]
قال مَعْمَرٌ: وَأَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمٌ: أَنَّ
أَبَاهُ كَانَ يَمْشِي بَيْنَ يَدَيِ الْجَنَازَةِ.
(١) في (ن): «سعيد»، والمثبت موافق لما في
«مسند أحمد» (٢٥٩٩٣)، «سنن الدارقطني» (٤/ ٢٥٢)، من طريق عبد الرزاق، وينظر:
«الطبقات لابن سعد» (١/ ٣٣٨).
(٢)
في (ن): «ككسره».
(٣)
رسمه في الأصل على صورة المرفوع، والمثبت على الجادة، وهو موافق لما في «مسند
أحمد» (٢٥٩٩٣)، «سنن الدارقطني» (٤/ ٢٥٢)، من طريق عبد الرزاق.
(٤)
في الأصل: «قال»، والمثبت من (ن)، «شرح مشكل الآثار» للطحاوي (٤/ ١٩٩)، من طريق
عبيد الله بن موسى، عن سفيان الثوري، به.
(٥)
رسمه في الأصل، (ن) على صورة المرفوع.
* [ن/ ٨٨ ب].
• [٦٤٥٦] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ (١)
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْخٌ لَنَا، يُقَالُ
لَهُ: رَبِيعَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهُدَيْرِ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ
الْخَطَّابِ يَضرِبُ النَّاسَ، يَقْدُمُهُمْ أَمَامَ جِنَازَةِ (٢) بِنْتِ جَحْشٍ.
• [٦٤٥٧]
عبد الرزاق، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، قَالَ:
سَمِعْتُ الْعَيْزَارَ يَسْأَلُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، عَنِ الْمَشْيِ أَمَامَ
الْجَنَازَةِ؟ فَقَالَ لَهُ أَنَسٌ: إِنَّمَا أَنْتَ مُشَيِّعٌ، فَامْشِ إِنْ
شِئْتِ أَمَامَهَا، وإِنْ شِئْتَ خَلْفَهَا، وإِنْ شِئْتَ عَنْ يَمِينِهَا، وإِنْ
شِئْتَ عَنْ يَسَارِهَا.
° [٦٤٥٨]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا مَشَى
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ (٣) حَتَّى مَاتَ، إِلَّا خَلْفَ الْجَنَازَةِ.
وَبِهِ نَأْخُذُ.
• [٦٤٥٩]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ زَائِدَةَ
بْنِ أَوْسٍ الْكِنْدِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى،
عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَلِيٍّ فِي جِنَازَةٍ، قَالَ: وَعَلِيٌّ آخِذٌ
بِيَدِي وَنَحْنُ خَلْفَهَا، وَأَبو بَكْرٍ وَعُمَرُ يَمْشِيَانِ أَمَامَهَا،
فَقَالَ: إِنَّ فَضلَ الْمَاشِي (٤) خَلْفَهَا عَلَى الَّذِي يَمْشِي أَمَامَهَا،
كَفَضْلِ صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ عَلَى صَلَاةِ
(١) قوله: «عن الثوري» ليس في الأصل، والمثبت
من (ن)، وهو الوافق لما في «الأوسط» لابن المنذر (٥/ ٤١٤) من طريق عبد الرزاق، به.
(٢)
غير واضح في الأصل، وليس في (ن)، والمثبت موافق لما في «الأوسط».
• [٦٤٥٧]
[شيبة:١١٣٤٤].
(٣)
زاد بعده في الأصل: «في جنازة خلف»، وهو خطأ، والمثبت كما في (ن)، وهو الموافق لما
في «شرح سنن أبي داود» للعيني (٦/ ١١٠)، «الجوهر النقي» لابن التركماني (٤/ ٢٥)،
«نصب الراية» (٢/ ٢٩٢)، «الدراية» لابن حجر (١/ ٢٣٨)، وقد عزوه إلى عبد الرزاق.
(٤)
تحرفت في الأصل إلى: «الناس»، والمثبت من (ن)، وهو موافق لما عند ابن المنذر في
«الأوسط» (٥/ ٤١٦)، وابن حزم في «المحلى» (٣/ ٣٩٤) كلاهما من طريق عبد الرزاق.
الْفَذِّ (١)، وإِنَّهُمَا
لَيَعْلَمَانِ مِنْ ذَلِكَ مَا أَعْلَمُ، وَلَكِنَّهُمَا لَا يُحِبَّانِ أَنْ
يَشُقَّا عَلَى (٢) النَّاسِ.
° [٦٤٦٠]
عبد الرزاق، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي
بَكْرٍ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَتْ: مَشَى رَسُولُ اللَّهِ
ﷺ بَيْنَ يَدَيْ جِنَازَةِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ.
° [٦٤٦١]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي
(٣) مَاجِدٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: سَأَلْنَا
نَبِيَّنَا ﷺ عَنِ الْمَشْيِ مَعَ الْجَنَائِزِ، فَقَالَ: «إِنَّمَا هِيَ
مَتبُوعَةٌ وَلَيْسَتْ بِتَابِعَةٍ، وَلَيْسَا * مَعَهَا مَنْ تَقَدَّمَهَا».
• [٦٤٦٢]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنِ
ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: إِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَمْشِي خَلْفَهَا، قَالَ ابْنُ
جُرَيْجٍ (٤): وَحُدِّثْتُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّهُ كَانَ يَنْهَى مَنْ
شَهِدَ الْجِنَازَةَ، أَنْ يَسْلُكَ عَنْ طَرِيقِهَا.
• [٦٤٦٣]
عبد الرزاق، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ الْمُطَّرَح (٥) أَبِي
الْمُهَلَّبِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِي بْنِ يَزِيدَ، عَنِ
الْقَاسِمِ، عَنْ (٦) أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: جَاءَ
(١) الفذ: المنفرد المصلي وحده. (انظر:
المشارق) (٢/ ١٥٠).
(٢)
ليس في الأصل، والمثبت من (ن). وقوله: «ولكنهما لا يحبان أن يشقا على الناس» وقع
في «الأوسط»: «ولكنهما سهلان يسهلان على الناس. قال عبد الرزاق: وبه نأخذ» اهـ.
وفي «المحلى»: «ولكنهما يسهلان على الناس» اهـ.
(٣)
قبله في الأصل، (ن) مضروبا عليه: «بن»، وهو خطأ، والمثبت موافق لما في «مسند أحمد»
(٣٦٥٥)، من طريق سفيان بن عيينة، به، وينظر: «تهذيب الكمال» (٣٤/ ٢٤١).
* [٢/
٦٩ ب].
(٤)
قوله «ابن جريج» ليس في الأصل ومثبت من (ن).
° [٦٤٦٣]
[شيبة: ١١٣٥٣].
(٥)
بعده في الأصل، (ن): «عن»، وهو خطأ، والتصويب مما سيأتي عند المصنف برقم (٦٧٢٠،
٦٤٦٣)، وينظر: «التاريخ الكبير» للبخاري (٨/ ١٩)، «ميزان الاعتدال» (٤/ ١٢٣)،
«تهذيب الكمال» (٢٨/ ٦٠)، «الكامل» (٨/ ٢٠٣).
(٦)
في الأصل، (ن): «بن»، وهو خطأ، وسيأتي على الصواب عند المصنف برقم (٦٧٢٠). ينظر:
«ميزان الاعتدال» (٣/ ٣٧٣)، «تهذيب الكمال» (٢٣/ ٣٨٣).
أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ إِلى
عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَهُوَ جَالِسٌ وَهُوَ مُحْتَبِي (١)، فَسَلَّمَ
عَلَيْهِ، فَرَدَّ عَلَيْهِ، فَقَالَ: يَا (٢) أَبَا (٣) حَسَنٍ، أَخْبِرْنِي عَنِ
الْمَشْيِ أَمَامَ الْجَنَازَةِ إِذَا شَهِدْتُهَا، أَيُّ ذَلِكَ أَفْضَلُ
أَخَلْفَهَا أَمْ أَمَامَهَا؟ قَالَ: فَقَطَّبَ (٤) * عَلِيٌّ بَيْنَ عَيْنَيْهِ،
ثُمَّ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ! أَمِثْلُكَ يَسْأَلُ عَنْ هَذَا؟ فَقَالَ أَبُو
سَعِيدٍ: نَعَمْ، وَالله لَمِثْلِي يَسْأَلُ عَنْ مِثْلِ هَذَا، فَمَنْ يَسْأَلُ
عَنْ مِثْلِ هَذَا إِلَّا مِثْلِي؟ فَقَال (٥) عَلِيٌّ: وَالَّذِي بَعَثَ
مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ، إِنَّ فَضْلَ الْمَاشِي خَلْفَهَا عَلَى (٦) الْمَاشِي
أَمَامَهَا، كَفَضلِ صَلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ عَلَى التَّطَوُّعِ، فَقَالَ لَهُ
أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ: يَا أَبَا حَسَنٍ، أَبِرَأْيِكَ تَقُولُ هَذَا، أَمْ
بِشَيءٍ (٧) سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ؟ قَالَ: فَغَضِبَ، ثُمَّ قَالَ:
سُبْحَانَ الله يَا أَبَا سَعِيدٍ! أَمِثْلُ هَذَا أَقُولُهُ بِرَأْيِي؟ لَا
وَاللَّهِ، بَلْ سَمِعْتُهُ مِرَارًا يَقُولُهُ غَيْرَ مَرَّةٍ وَلَا اثْنَتَيْنِ
وَلَا ثَلَاثَةٍ، حَتَى عَدَّدَ سَبْعَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ:
فَوَاللَّهِ مَا جَلَسْتُ جَالِسًا مُنْذُ شَهِدْتُ جِنَازَةً إِلَّا لِرَجُلٍ
مِنَ الْأَنْصَارِ، فَشَهِدَهَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَجَمِيعُ الصَّحَابَةِ،
فَنَظَرْتُ (٨) إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ يَمْشِيَانِ أَمَامَهَا، قَالَ:
فَضَحِكَ عَلِيٌّ، وَقَالَ: أَنْتَ رَأَيْتَهُمَا يَفْعَلَانِ ذَلِكَ؟ فَقَالَ
أَبُو سَعِيدٍ: نَعَمْ، فَقَالَ عَلِيٌّ: لَوْ حَدَّثَنِي بِهَذَا غَيْرُكَ مَا
صدَّقْتُهُ، وَلَكِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ الْكَذِبَ لَيْسَ مِنَ شَأْنِكَ، يَغْفِرُ
اللَّهُ لَهُمَا، إِنَّ خَيْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
قُحَافَةَ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، ثُمَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِالْخَيْرِ أَيْنَ
(١) الاحتباء والحبوة: ضمّ الإنسان رجليه إلى
بطنه بثوب يجمعهما به مع ظهره، ويشده عليها. وقد يكون الاحتباء باليدين عوض الثوب.
(انظر: النهاية، مادة: حبا).
(٢)
ليس في الأصل، واستدركناه مما سيأتي عند المصنف برقم (٦٧٢٠).
(٣)
في الأصل، (ن): «أبو»، وهو خطأ، والتصويب مما سيأتي عند المصنف برقم (٦٧٢٠).
(٤)
قطب: قبض ما بين عينيه كما يفعله العبوس، ويخفف ويثقل. (انظر: النهاية، مادة: قطب).
* [ن/٨٩].
(٥)
بعده في (ن): «له».
(٦)
في الأصل: «كفضل»، وهو خطأ، والتصويب من (ن)، وهو الموافق لما في «نصب الراية» (٢/
٢٩١)، «شرح أبي داود» للعيني (٦/ ١٠٩)، معزوًّا لعبد الرزاق.
(٧)
في (ن): «شيء».
(٨)
في الأصل: «فنظر»،
وهو خطأ، والمثبت من (ن)، وهو الصواب.
هُوَ، وَلَئِنْ كُنْتَ رَأَيتَهُمَا
يَفْعَلَانِ (١) ذَلِكَ إِنَّهُمَا لَيَعْلَمَانِ أَنْ فَضلَ المَاشِي خَلْفَهَا
عَلَى (٢) الْمَاشِي أَمَامَهَا، كَفَضْلِ صَلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ عَلَى صلَاةِ
التَّطَوُّعِ، كَمَا يَعْلَمَانِ أَنَّ دُونَ غَدٍ لَيْلَةً، وَلَقَدْ سَمِعَا
ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ كَمَا سَمعْتُ، وَلَكِنَّهُمَا كَرِهَا أَنْ
يَجْتَمِعَ النَّاسُ وَيَتَضَايَقُوا، فَاخْتَارَا (٣) أَنْ يَتَقَدَّمَا وَأَنْ
يُسَهِّلَا، وَقَدْ عَلِمَا أَنَّهُ يُقْتَدَى بِهِمَا، فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ
تَقَدَّمَا.
فَقَالَ (٤) أَبُو سَعِيدٍ: يَا
أَبَا حَسَن (٥)، أَرَأَيْتَ إِنْ شَهِدْتُ الْجِنَازَةَ أَحَمْلُهَا وَاجِبٌ
عَلَى مَنْ شَهِدَهَا؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنَّهُ خَيْرٌ، فَمَنْ شَاءَ أَخَذَ،
وَمَنْ شَاءَ تَرَكَ، فَإِذَا أَنْتَ شَهِدْتَ الْجِنَازَةَ فَقَدِّمْهَا بَيْنَ
يَدَيْكَ، وَاجْعَلْهَا نُصُبًا بَيْنَ عَيْنَيْكَ، فَإِنَّمَا هِيَ مَوْعِظَةٌ
وَتَذْكِرَةٌ وَعِبْرَةٌ، فَإِنْ بَدَا لَكَ أَنْ تَحْمِلَهُ، فَانْظُرْ إِلَى
مُقَدَّمِ السَّرِيرِ، فَانْظُرْ إِلَى جَانبِهِ الْأَيْسَرِ، فَاجْعَلْهُ عَلَى
مَنْكِبِكَ (٦) الْأَيْمَنِ، فَإِذَا جِئتَ الْمَقْبُرَةَ فَصَلَّيْتَ عَلَيْهَا
فَلَا تَجْلِسْ، وَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ، فَإِنَّكَ تَرَى أَمْرًا عَظِيمًا؛
فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ (٧): «أَخُوكَ أَخُوكَ، كَانَ
يُنَافِسُكَ فِي الدُّنْيَا وَيُشَاحُّكَ فِيهَا، تُضَايِقُ بِهِ سُهُولَةَ
الْأَرْضِ قُصُورا، فَإِذَا هُوَ يُدْخَلُ فِي جَوْفِ قَبْرِ مُنْحَرِفًا عَلَى
جَنْبِهِ، فَإِنْ لَمْ * يَدَعُوكَ فَلَا تَدَع أَنْ تَقُومَ حَتَّى يُدَلَّى فِي
حُفرَتِهِ، وَإِنْ قَاتَلُوكَ (٨) قِتَالًا».
(١) في (ن): «فعلا».
(٢)
في الأصل: «كفضل»، وهو خطأ، والمثبت من (ن)، وهو الموافق لما في «المطالب العالية»
(٥/ ٢٦٩)، من طريق المحاربي، عن مطرح، به.
(٣)
في الأصل: «فاختاروا»، وهو خلاف الجادة، وفي «نصب الراية» (٢/ ٢٩١)، «شرح أبي
داود» للعيني (٦/ ١٠٩)، معزوًّا لعبد الرزاق: «فأحبا».
(٤)
في (ن): «قال».
(٥)
في الأصل: «سعيد»، وهو خطأ، والتصويب مما سيأتي عند المصنف برقم (٦٧٢٠).
(٦)
المنكب: ما بين الكَتِف والعُنق، والجمع: المناكب. (انظر: النهاية، مادة: نكب).
(٧)
ليس في الأصل، واستدركناه من «المطالب العالية» (٥/ ٢٦٩)، من طريق المحاربي، عن
مطرح، به.
* [ن/ ٨٩ ب].
(٨)
في الأصل: «قانوك»، وهو تصحيف، والتصويب من (ن)، وهو الموافق لما في «المطالب
العالية» (٥/ ٢٦٩)، من طريق المحاربي، عن مطرح، به.
٣٠ - بَابُ فَضْلِ اتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ
° [٦٤٦٤]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْريِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ *: «مَنْ صَلَّى عَلَى
جِنَازَةٍ، فَلَهُ قِيرَاطٌ مِنَ الْأَجْرِ (١)، وَمَنِ انْتَظَرَهَا حَتى تُوضَعَ
فِي اللَّحْدِ، فَلَهُ قِيرَاطَانِ، وَالْقِيرَاطَانِ (٢) مِثْلُ الْجَبَلَيْنِ
الْعَظِيمَيْنِ».
° [٦٤٦٥]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَمَّنْ سَمِعَ
أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنِ اتَّبَعَ جِنَازَةً (٣)
فَصلَّى عَلَيْهَا (٤) فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنِ انْتَظَرَهَا حَتى يُقْضَى
قَضَاؤُهَا، فَلَهُ قِيرَاطَانِ أَصْغَرُهُمَا مِثْلُ أحُدٍ».
° [٦٤٦٦]
عبد الرزاق، عَنْ هُشَيْمِ بْنِ بَشِيرٍ، قَال: حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ،
عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُرَشِيِّ (٥)، قَالَ: مَرَّ ابْنُ
عُمَرَ بِأَبِي هُرَيْرَةَ وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «مَنِ
اتَّبَعَ جِنَازَةً فَصَلَّى عَلَيْهَا فَلَهُ قِيرَاطٌ (٦)، وَإِنْ شَهِدَ
دَفْنَهَا، فَلَهُ قِيرَاطَانِ أَعْظَمُ من أَحَدٍ»، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: بَعْضُ
حَدِيثِكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَالَ: فَقَامَ
° [٦٤٦٤] [الإتحاف: عه حم ١٨٦٢٠] [شيبة: ١١٧٣٤، ١١٧٣٦]، وسيأتي: (٦٤٦٥، ٦٤٦٦،
٦٤٦٧).
* [٢/
٧٠ أ].
(١)
قوله: «من الأجر» ليس في (ن).
(٢)
قوله: «والقيراطان» ليس في الأصل، واستدركناه من (ن)، و«مسند أحمد» (٧٨٩٠)، من
طريق عبد الرزاق.
° [٦٤٦٥]
[شيبة: ١١٧٣٤، ١١٧٣٦]، وتقدم: (٦٤٦٤) وسيأتي:
(٦٤٦٦، ٦٤٦٧).
(٣)
في الأصل: «صلاة»، وهو تحريف واضح.
(٤)
في الأصل: «فيها»، وهو تحريف واضح.
° [٦٤٦٦]
[الإتحاف: ١١٥٢٦، عه حم ٢٠٢٢٦] [شيبة: ١١٧٣٦]،
وتقدم: (٦٤٦٤، ٦٤٦٥) وسيأتي: (٦٤٦٧).
(٥)
في الأصل، (ن): «القرشي»، وهو تصحيف، والتصويب من «المستدرك» (٦٣٠٨)، من طريق عمرو
بن عون، عن هشيم، به، وينظر: «التاريخ الكبير» للبخاري (٨/ ١٤٧)، «تهذيب الكمال»
(٣١/ ٤٢).
(٦)
بعده في الأصل: «ومن انتظرها حتى يقضي قضاؤها»، وهذه الزيادة خطأ من الناسخ، كررها
من الحديث السابق.
أَبُو هُرَيْرَةَ فَأَخَذَ بِيَدِ
ابْنِ عُمَرَ، حَتَّى انْطَلَقَ بِهِ إِلى عَائِشَةَ، فَقَالَ لَهَا أَبُو
هُرَيْرَةَ: أَنْشُدُكِ بِاللَّهِ، أَسَمِعْتِ رَسُولَ اللّه ﷺ يَقُولُ: «مَن
تَبعَ جِنَازَةً فَصَلَّى عَلَيْهَا، فَلَهُ قِيرَاطٌ، وإِن شَهِدَ دَفْنَهَا،
فَلَهُ قِيرَاطَانِ، وَالْقِيرَاطُ أَعْظَمُ مِن أَحَدٍ»، فَقَالَتْ عَائِشَةُ:
اللَّهُمَّ نَعَمْ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَشْغَلُنِي
غَرْسُ الْوَدِيِّ (١) وَلَا صَفْقٌ (٢) بِالْأَسْوَاقِ، إِنَّمَا كُنْتُ أَطْلُبُ
مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أكلَة يُطْعِمُنِيهَا، أَوْ كَلِمَةً يُعَلِّمُنِيهَا،
فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: أَنْتَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ كُنْتَ أَلْزَمَنَا
لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَأَعْلَمَنَا بِحَدِيثِهِ.
° [٦٤٦٧]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ
الْمُطَّلِبِ، أَنَّ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ
أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: «مَن صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ
وَتَبِعَهَا، فَلَهُ قِيرَاطَانِ مِنَ الْأَجرِ (٣) مِثلُ أُحُدٍ، وَمَن صَلَّى
وَلَمْ يَتَّبعْ، فَلَهُ قِيرَاطٌ مِثلُ أُحُدٍ».
• [٦٤٦٨]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَى ابْنُ
عَبَّاسٍ رَجُلًا انْصَرَفَ حِينَ صَلَّى عَلَى الْجِنَازَةِ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ
عَبَّاسٍ انْصَرَفَ هَذَا بِقِيرَاطٍ مِنَ الْأَجْرِ.
• [٦٤٦٩]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: اتَّبَعَ عَطَاءٌ جِنَازَةً، فَصَلَّى
عِنْدَ دَارِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: مَاذَا لِي مِنَ الْأَجْرِ،
قَالَ: قَدْرُ مَا اتَّبَعْتَ.
• [٦٤٧٠]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْأَسْودِ *، قَالَ: سُئِلَ
مُجَاهِدٌ صَلَاةَ التَّطَوُّعِ أَفْضلُ، أَمِ أتِّبَاعِ الْجَنَازَةِ؟ قَالَ:
بَلِ اتِّبَاعِ الْجَنَازَةِ.
(١) الودي: صغار النخل، الواحدة: ودية.
(انظر: النهاية، مادة: ودا).
(٢)
الصفق: الخروج إلى التجارة. وأصل الصفقة: ضرب اليد عند البيع علامة إنفاذه. (أنظر:
القاموس الفقهي) (ص ٢١٣).
° [٦٤٦٧]
[الإتحاف: عه حم ٢٠٠٣١] [شيبة: ١١٧٣٤، ١١٧٣٦]،
وتقدم: (٦٤٦٤، ٦٤٦٥، ٦٤٦٦).
(٣)
قوله: «من الأجر» ليس في (ن).
* [ن/٩٠ أ].
٣١ - بَابُ الصَّلَاةِ على الجِنَازَةِ
عَلَي غَيرِ وُضُوءٍ
• [٦٤٧١]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: اتَّبَعَ الْجَنَازَةَ
أَيَحْمِلُهَا غَيْرُ الْمُتَوَضِّئِ؟ قَالَ نَعَمْ، وَأَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ
يَكُونَ طَاهِرًا، وَلكِنْ لَا يُصَلِّي عَلَيْهَا إِلَّا مُتَوَضِّئٌ، وَلَا
يُصَلِّي عَلَيْهَا الْحَائِضُ، هُوَ الْقَائِلُ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: الذَّهَابُ
إِلَى الْمَنَاسِكِ، وَالدَّفْعَتَيْنِ بِوُضُوءٍ؟ قَالَ: وَبِغَيْرِ وُضُوءٍ.
• [٦٤٧٢]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ لَا يُصلِّي عَلى جِنَازَةٍ
غَيْرُ مُتَوَضِّئٍ، فَإِنْ فَعَلَ أَعَادَ الصَّلَاةَ مَا لَمْ يُدْفَنِ
الْمَيِّتُ، فَإِذَا دُفِنَ فَقَدْ مَضتْ صلَاتُهُ.
• [٦٤٧٣]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ لَا يُصَلِّي
عَلَى جِنَازةٍ غَيرُ مُتَوَضِّئٍ، فَإِنْ جَاءَتْهُ جِنَازَةٌ وَهُوَ عَلَى غيْرِ
وُضُوءٍ، فَخَافَ الْفَوْتَ تَيَمَّمَ، وَصَلَّى (١) عَلَيْهَا.
وَبِهِ نَأْخُذُ.
• [٦٤٧٤]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ حَمَّادٍ، وَعَنْ مَنصُورٍ، عَن (٢)
إِبْرَاهِيمَ، وَعَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ إِذَا حَضَرَ
الْجَنَازَةَ عَلَى غَيْرِ وُضوءٍ فَلْيَتَيَمَّمْ.
وَبِهِ نَأْخُذُ.
° [٦٤٧٥]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ، عَنْ رَجُلٍ * أَخْبَرَهُ،
قَالَ: صَلَّى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى جِنَازَةٍ، فَجَعَلَ يَأْمُرُ
أَهْلَهُ وَحَشَمَهُ (٣) بِالْوُضُوءِ، فقَالَ
(١) قوله: «وصلى» في (ن): «ثم صلى».
(٢)
في الأصل: «وعن»، وزيادة حرف العطف خطأ؛ والمثبت من (ن)، وهو الصواب، فقد أخرجه
ابن أبي شيبة في «المصنف» (١١٥٨٩)، عن وكيع، عن سفيان الثوري، عن حماد ومنصور، عن
إبراهيم، بنحوه.
* [٢/
٧٠ ب].
(٣)
الحشم: جماعة الإنسان اللائذون به لخدمته. (انظر: النهاية، مادة: حشم).
أَبُو قِلَابَةَ: مَا هَذَا يَا
أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ: بَلَغَنِي فِيمَا أَحْسِبُ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ،
أَنَّهُ قَالَ: «يَتَوَضَّأُ مَنْ صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ»، قَالَ أَبُو
قِلَابَةَ: رُفِعَتْ إِلَيْكَ عَلَى غَيْرِ وَجْهِهَا، إِنَّمَا مُرَّ بِجِنَازَةٍ،
وَالنَّاسُ فِي أَسْوَاقِهِمْ، فَجَعَلُوا يَتَّبِعُونَ الْجِنَازَةَ هَكَذَا،
فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «مَنْ صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ، فَلْيَتَوَضَأْ أَي لَا
يُصَلِّي عَلَيْهَا إِلَّا مُتَوَضِّئٌ»، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: لِمِثْلِ هَذَا
كُنْتُ أُحِبُّ قُرْبَكَ مِنِّي.
• [٦٤٧٦]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ
الشَّعْبِيِّ إِنْ فَاجَأَتْكَ (١) جِنَازَةٌ وَأَنْتَ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ،
فَصَلِّ عَلَيْهَا.
٣٢
- بَابُ
خَفْضِ الصَّوْتِ عِنْدَ الجِنَازَةِ
• [٦٤٧٧]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: أَدْرَكْتُ
أَصحَابَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يَسْتَحِبُّونَ خَفْضَ الصَّوْتِ عِنْدَ الْجَنَائِزِ،
وَعِنْدَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ، وَعَنْدَ الْقِتَالِ.
وَبِهِ نَأْخُذُ.
° [٦٤٧٨]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: حُدِّثْتُ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ إِذَا
تَبعَ الْجِنَازَةَ أكثَرَ السُّكَاتَ، وَأَكْثَرَ حَدِيثَ نَفْسِهِ.
• [٦٤٧٩]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّورِيِّ عنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ
قَالَ: كَانُوا إِذَا شَهِدُوا الْجَنَازَةَ عُرِفَ ذَلِكَ فِيهِمْ ثَلَاثًا.
(١) قوله: «إن فاجأتك» ليس في الأصل، والمثبت
من (ن)، وهو في «العلل» لأحمد بن حنبل - رواية ابنه عبد الله - (٣/ ٣٤٤)، عن عبد
الله بن نمير، عن إسماعيل، عن رجل، عن عامر الشعبي، به، بلفظ: «إذا فجأتك».
• [٦٤٧٧]
[شيبة: ١١٣١٦].
° [٦٤٧٨]
[شيبة: ١١٣١٥].
٣٣ - بَابُ الرُّكُوبِ مَعَ الْجِنَازَةِ *
° [٦٤٨٠]
عبد الرزاق، عَنْ مَعمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: مَا رَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ
مَعَ جِنَازَةٍ قَطُّ، قَالَ: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ: وَلَا أَبُو بَكْرٍ،
وَلَا (١) عُمَرُ.
° [٦٤٨١]
عبد الرزاق، عَنْ شُعْبَةَ (٢)، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ
سَمُرَةَ قَالَ: صَلَّى النَّبِيُّ ﷺ عَلَى ابْنِ الدَّحْدَاحَةِ (٣)، فَلمَّا
فَرَغَ مِنَ الْجَنَازَةِ أُتِيَ بِفَرَسٍ، فَعَقَلَهُ رَجُلٌ وَالْفَرَسُ عُرْي
(٤)، فَرَكِبَهُ النَّبِيُّ ﷺ فَجَعَلَ يَتَوَقَّصُ (٥) بِهِ، وَنَحْنُ نَسْعَى
حَوْلَهُ.
• [٦٤٨٢]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ كَانُوا
يَكْرَهُونَ أَنْ يَمُرَّ الرَّاكِبُ بَيْنَ يَدَيِ الْجَنَازَةِ.
• [٦٤٨٣]
عبد الرزاق، عَنْ فُضيْلٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَأَلْتُ
عَلْقَمَةَ أَكَانُوا يَكْرَهُونَ الْمَشْيَ أَمَامَ الْجَنَازَةِ؟ قَالَ: لَا،
وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا يَكْرَهُونَ الْمَسِيرَ أَمَامَهَا، يَعْنِي الرَّاكِبَ.
* [ن/٩٠ ب].
(١)
ليس في الأصل ومثبت من (ن)، وهو على الجادة.
° [٦٤٨١]
[التحفة: ت ٢١٤٣، م دت ٢١٨٠، م س ٢١٩٤] [شيبة: ١١٣٦٠].
(٢)
قوله: «عن شعبة» كذا وقع في الأصل، و(ن) بدون واسطة بين عبد الرزاق وشعبة، ولا
يروي عبد الرزاق غالبًا، عن شعبة إلا بواسطة، ولكنه لا يبعد أبدًا أن يروي، عن
شعبة، إذ إنه يروي عن طبقته من أمثال: الثوري، وغيره.
(٣)
في الأصل: «الدجاجة»، وهو خطأ، والتصويب من (ن)؛ وفي «صحيح مسلم» (٩٧٧/ ١) و«مسند
أحمد» (٢١٣١٨)، من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، به: «الدحداح».
(٤)
في الأصل: «عربى»، وهو خطأ، والمثبت من (ن)، وهو الموافق لما في المصدرين السابقين.
العري: لا سرج عليه ولا غيره. (انظر:
النهاية، مادة: عرا).
(٥)
تصحف في الأصل، (ن) إلى: «يترقص»، والتصويب من «مسند أحمد» (٢١٣١٨)، «صحيح مسلم»،
من طريق شعبة، به.
الوقص: النزو والوثوب ومقاربة الخطو.
(انظر: النهاية، مادة: وقص).
• [٦٤٨٢]
[شيبة: ١١٣٧٣]، وسيأتي: (٦٦٠٨).
• [٦٤٨٣]
[شيبة: ١١٣٤١، ١١٣٧٠].
قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَرَأَيْتُ
عَلْقَمَةَ، وَالْأَسْوَدَ، يَمْشِيَانِ أَمَامَهَا، وَقَالَ ابْنُ أَبِي أَوْفَى
لِقَائِدِهِ: لَا تُقَدِّمْنِي أَمَامَهَا.
٣٤
- بَابُ
مَنْعِ النِّسَاءَ اتِّبَاعَ الجنَائِزِ
° [٦٤٨٤]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أُمِّ
عَطِيةَ قَالَتْ: نُهِينَا عَنِ اتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ، وَلَمْ يُعْزَمْ
عَلَيْنَا (١).
• [٦٤٨٥]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَر، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ (٢) أُمَيةَ، عَن عَمْرَةَ،
عَنْ عائِشَةَ قَالَتْ: لَوْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ رَأَى النِّسَاءَ الْيَوْمَ،
نَهَاهُنَّ عَنِ الْخُرُوجِ، أَوْ حَرَّمَ عَلَيْهِنَّ الْخُرُوجَ.
° [٦٤٨٦]
عبد الرزاق، عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ
يَتْبَعُ جِنَازَةً، فَإِذَا بِامْرَأَةٍ عَجُوزٍ تَتْبَعُهَا، فَغَضِبَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ حَتَّى عُرِفَ الْغَضَبُ فِي وَجْهِهِ، فَأَمَرَ بِهَا، فَرُدَّتْ،
ثُمَّ وُضِعَ السَّرِيرُ، فَلَمْ يُكَبِّرْ عَلَيْهَا، حَتَّى قَالُوا (٣):
وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَقَدْ تَوَارَتْ بِأَخْصَاصِ الْمَدِينَةِ، قَالَ:
ثُمَّ كَبَّرَ عَلَيْهَا.
° [٦٤٨٧]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ (٤) الْأَقْمَر (٥)، عَنْ أَبِي
عَطِيَّةَ الْوَادِعِيِّ
° [٦٤٨٤] [الإتحاف: جا حب حم ٢٣٣٨٩] [شيبة: ١١٤١٠].
(١)
العزم: القسم. وعزمت عليك: أي: أمرتك أمرا جدا. (انظر: اللسان، مادة: عزم).
• [٦٤٨٥]
[الإتحاف: خز حم عم ط ٢٣١٤٧].
(٢)
زاد بعده في الأصل (أبي) وهو خطأ، والمثبت كما في (ن). وينظر: «إكمال تهذيب
الكمال» (٢/ ١٥٤).
(٣)
في الأصل: «قال»، والمثبت من (ن).
(٤)
ليس في الأصل، والمثبت من (ن).
(٥)
في الأصل، (ن): «الأرقم»، وهو خطأ، والصواب: «الأقمر»، كما في «مسند أبي حنيفة» -
رواية الحصكفي - (١٠٩)، وينظر: «التاريخ الكبير» للبخاري (٦/ ٢٦١)، «الجرح
والتعديل» لابن أبي حاتم (٦/ ١٧٤)، «تهذيب الكمال» (٢٠/ ٣٢٣).
قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِي
جِنَازَةٍ، فَرَأَى امْرَأَةً فَأَمَرَ بِهَا (١)، فَطُرِدَتْ حَتَّى لَمْ
يَرَهَا، ثُمَّ كَبَّرَ.
° [٦٤٨٨]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ مُجَاهِدٌ تَبعَ (٢) النَّبِيُّ ﷺ
الْجَنَازَةَ، فَرَأَى امْرَأَةً عَلَى أَثَرِهَا، فَأَمَرَ بِالْجِنَازَةِ*،
فَحُبِسَتْ، وَبَعَثَ رَجُلًا فَرَدَّ الْمَرأَةَ، حَتَّى إِذَا وَارَى (٣) بِهَا
البُيُوتَ مَشوْا بِهَا.
• [٦٤٨٩]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَن مَنْصُور، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانُوا
يُغْلِقُونَ (٤) عَلَى النِّسَاءِ الْأَبْوَابَ، حِينَ يُخْرِجُ الرِّجَالُ
الْجَنَائِزَ.
• [٦٤٩٠]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ، عَنْ عَمْرِو (٥) بْنِ
يَحْيَى قَالَ: لِلنِّسَاءِ فِي الْجَنَازَةِ نَصِيبٌ.
• [٦٤٩١]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: خُرُوجُ النِّسَاءَ
عَلَى الْجَنَائِزِ؟ قَالَ: يَفْتِنَّ.
• [٦٤٩٢]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّورِيِّ، عَنْ أَبِي حَيانَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ (٦) قَالَ:
خُرُوجُ النِّسَاءِ عَلَى الْجَنَائِزِ بِدْعَةٌ.
• [٦٤٩٣]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحِلٍّ (٧)، عَنِ الشَّعْبِيِّ * قَالَ:
سُئِلَ أَتُصَلِّي الْمَرْأَةُ عَلَى الْجَنَائِزِ؟ قَالَ: لَا تُصَلِّي عَلَيْهَا
طَاهِرًا (٨)، وَلَا حَائضًا.
(١) زاد بعده في الأصل: «حتى»، وهو خطأ.
(٢)
في (ن): «اتبع».
* [٢/
٧١ أ].
(٣)
التورية: الستر. (انظر: النهاية، مادة: ورا).
• [٦٤٨٩]
[شيبة: ١١٤٠٢].
(٤)
في الأصل: «يعقلون»، والمثبت من (ن).
(٥)
في (ن): «عمر».
(٦)
قوله: «أبي حيان، عن الشعبي» ليس في الأصل، والمثبت من (ن).
(٧)
في الأصل: «علي»، وهو خطأ، والمثبت من (ن)؛ وهو محل بن محرز الضبي الكوفي الأعور،
يروي عن الشعبي، ويروي عنه الثوري. ينظر: «تهذيب الكمال» (٢٧/ ٢٩١).
* [ن/ ٩١ أ].
(٨)
اضطرب في كتابتها في الأصل، والمثبت من (ن).
° [٦٤٩٤] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ
رَجُلٍ، عَنْ مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ ﷺ في جِنَازَةٍ
فَرَأَى نِسَاءً، فَقَالَ: «أَتَحْمِلْنَهُ فِيمَنْ يَحمِلُهُ؟» قُلْنَ: لَا،
قَالَ: «أَفَتُدْخِلْنَهُ (١) فِيمَنْ يُدْخِلُهُ؟» قُلْنَ: لَا، قَالَ:
«أَفَتَحْثِينَ عَلَيْهِ (٢) التُّرَابَ فِيمَنْ يَحْثُو (٣)؟» قُلْنَ: لَا،
قَالَ: «فَارْجِعْنَ مَأْزُورَاتٍ غَيْرَ مَأْجُورَاتٍ».
• [٦٤٩٥]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، أَنَّ عُمَرَ رَأَى نَسَاءً مَعَ جِنَازَةٍ، فَقَالَ:
ارْجِعْنَ مَأْزُورَاتٍ غَيْرَ مَأْجُورَاتٍ، فَوَاللَّهِ مَا تَحْمِلْنَ وَلَا
تَدْفِنَّ، يَا مُؤْذِيَاتِ الْأَمْوَاتِ، وَمُفَتِّنَاتِ الْأَحيَاءِ.
• [٦٤٩٦]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ أَنَّهُ
كَانَ يَحْثِي فِي وُجُوهِهِنَّ
التُّرَابَ، فَإِنْ مَضَيْنَ رَجَعَ.
• [٦٤٩٧]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّورِيِّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: قَالَ
الْحَسَنُ لَا تَدَعْ حَقًّا لِبَاطِلٍ.
• [٦٤٩٨]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ:
خَرَجْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ فِي جِنَازَةٍ، فَلَمَّا بَلَغَ الْمَقْبَرَةَ سَمِعَ
نَائِحَةً (٤)، أَوْ رَانَّةً (٥)، قَالَ: فَاسْتَقْبَلَهَا، وَقَالَ لَهَا شَرًّا
(٦)، وَقَالَ (٧) مُجَاهِدٌ: إِنَّكَ خَرَجْتَ تُرِيدُ الْأَجْرَ، وإِنَّ هَذِهِ
تُرِيدُ بِكَ الْوِزْرَ، وإِنَّمَا تَنْهَانَا أَنْ نَتْبَعَ جِنَازَةً مَعَهَا
رَانَّةٌ، قَالَ: فَرَجَعَ وَرَجَعْتُ مَعَهُ.
(١) في (ن): «أَفَيُدْخِلْنَهُ» والمثبت أصوب.
(٢)
ليس في الأصل ومثبت من (ن).
(٣)
حثو وحثي التراب: غَرفه باليدين ورميه. (انظر: النهاية، مادة: حثا).
• [٦٤٩٦]
[شيبة:١١٤٠٩].
• [٦٤٩٧]
[شيبة:١١٤١٣].
• [٦٤٩٨]
[شيبة:١١٤٠٥].
(٤)
النائحة: امرأة تبكي الميت، وتذكر خصاله، وتعدد صفاته. (انظر: المعجم العربى
الأساسي، مادة: نوح).
(٥)
الرانة: النائحة الصائحة. (انظر: المرقاة) (٣/ ١٢٥٠).
(٦)
تصحف في الأصل: «سرّا»، والتصويب من «مسند أحمد» (٥٧٧٢)، من طريق أبي معاوية شيبان
بن عبد الرحمن النحوي، عن ليث، به.
(٧)
بعده في (ن): «لها»، وضبب عليه.
• [٦٤٩٩] عبد الرزاق، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ
وَمُجَاهِدٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ تَبِعَ جِنَازَةً، فَرَأَى نِسَاءً يَتْبَعْنَهَا
وَيَصرُخْنَ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِنَّ وَقَالَ: أُفٍّ (١) لَكُنَّ (٢)! أَذًى عَلى
المَيِّتِ، وَفِتْنَةٌ عَلى الحَيِّ. ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.
• [٦٥٠٠]
عبد الرزاق، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: مَاتَتْ بِنْتٌ لِوَهْبٍ، فَلَمَّا خَرَجَ
الرِّجَالُ أَغْلَقَ الْبَابَ، وَلَمْ يَدَعِ النِّسَاءَ يَتْبَعْنَهَا (٣).
٣٥
- بَابُ
الْقِيَام حِينَ تُرَى الْجِنَازَةُ
° [٦٥٠١]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:«إِذَا
رَأَى أَحَدُكُمْ جِنَازَةً، فَلْيَقُم حَتَّى تُخَلِّفَهُ، أَوْ تُوضَعَ».
° [٦٥٠٢]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ
سَالِمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عَامِرَ بْنَ رَبِيعَةَ
الْعَدَوِيَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:«إِذَا رَأَيْتُمُ الْجَنَازَةَ
فَقُومُوا (٤) حَتَّى تُخَلِّفَكُمْ».
° [٦٥٠٣]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ
عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ … مِثْلَهُ.
° [٦٥٠٤]
عبد الرزاق، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ … مِثْلَهُ.
(١) الأف: صوت إذا صَوَّت به الإنسان عُلم
أنه متضجر متكره. (انظر: النهاية، مادة: أفف).
(٢)
في (ن): «لهن»، وفي حاشيتها منسوبًا لنسخة كالمثبت.
(٣)
في الأصل: «تتبعها»، والمثبت من (ن).
° [٦٥٠١]
[الإتحاف: جا طح حب ش حم ٦٦٩٠]، وتقدم: (٦٤٨٦) وسيأتي: (٦٥٠٢).
° [٦٥٠٢]
[الإتحاف: جا طح حب ش حم ٦٦٩٠].
(٤)
بعده في «المستخرج» لأبي نعيم (٢١٤٨)، من طريق الدبري، عن عبد الرزاق به: «لها».
° [٦٥٠٣]
[الإتحاف: جا طح حب ش حم ٦٦٩٠] [شيبة: ١٢٠٢٨].
° [٦٥٠٥] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ،
قَالَ: سَمِعْتُ نَافِعًا، يُخْبِرُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ
رَبِيعَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ … مِثْلَه*.
° [٦٥٠٦]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ
سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: قَامَ النَّبِيُّ ﷺ وأَصْحَابُهُ
لِجِنَازَةِ يَهُودِيٍّ حَتَى تَوَارَتْ.
° [٦٥٠٧]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ
أَبَا مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيَّ وَقَيْسَ بْنَ سَعْدٍ كَانَا يَقُومَانِ
لِلْجِنَازَةِ.
قَالَ: وَكَانَ مَرْوَانُ جَالسًا
وَمَعَهُ* أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ، فَمَرَّتْ جِنَازَةٌ، فَقَامَ، فَقَالَ
مروان: مَا هَذَا؟ فَقَالَ: أَمَرَنَا، يَعْنِي النَّبِيَّ ﷺ، قَالَ: فَهَاتِ
إِذَنْ.
° [٦٥٠٨]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ
قَالَ: كُنَّا مَعَ (١) عَلِيٍّ فَمُرَّ بِجِنَازَةٍ، فَقَامَ لَهَا نَاسٌ،
فَقَالَ عَلِيٌّ: مَنْ أَفْتَاكُمْ بِهَذَا؟ فَقَالُوا: أَبُو مُوسَى، إِنَّمَا
فَعَلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مَرَّةَ، وَكَانَ يَتَشَبَّهُ بِأَهْلِ
الْكِتَابِ، فَلَمَّا نُهِيَ، انْتَهَى.
° [٦٥٠٩]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ (٢)
عَنْ قيْسِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ شَهِدَ جِنَازَةَ مَعَ عَلِيِّ
بْنِ أَبِي طَالِبٍ بِالْكُوفَةِ، فَرَأَى نَاسًا قِيَامًا
° [٦٥٠٥] [الإتحاف: جا طح حب ش حم ٦٦٩٠].
* [ن/٩١ أ].
° [٦٥٠٦]
[الإتحاف: عه حم ٣٥٢٧].
* [٢/
٧١ ب].
° [٦٥٠٨]
[الإتحاف: حم ١٤٥٠٣]، وتقدم: (٦٥٠١).
(١)
ليس في الأصل، والمثبت من (ن)، وهو الموافق لما في «مسند أحمد» (١٢١٥)، عن عبد
الرزاق، به.
(٢)
في (ن): «عتبة»، وهو خطأ، والمثبت يوافق ما في «السنن الكبرى» للبيهقي (٦٩٦٩)، من
طريق عبد الرزاق به، «التمهيد» (٢٣/ ٢٦٧)، معزوًّا إلى عبد الرزاق، وينظر: «تهذيب
الكمال» (٢٩/ ١١٥).
يَنْتَظِرُونَ الْجِنَازَةَ أَنْ
تُوضَعَ، فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ بِدِرَّةٍ (١) مَعَهُ أَوْ سَوْطٍ أَنِ (٢)
اجْلِسُوا؛ فَإِنَّ رَسُولَ الله ﷺ قَدْ جَلَسَ بَعْدَمَا كَانَ يَقُومُ.
° [٦٥١٠]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ ابْنَ
عَبَّاسٍ وَالْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ مَرَّتْ بِهِمَا جِنَازَةٌ، فَقَامَ
أَحَدُهُمَا وَجَلَسَ الْآخَرُ، فَقَالَ الَّذِي قَامَ: أَمَا تَعْلَمُ أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَامَ، قَالَ الْآخَرُ: بَلَي، وَقَعَدَ.
° [٦٥١١]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ (٣)
جُبَيْرٍ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الْحَكَمِ (٤)، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ ﷺ قامَ عِنْدَ الْقَبْرِ، ثُمَّ جَلَسَ.
• [٦٥١٢]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ كُنْتُ بِالْمَدِينَةِ
فَشَهِدْتُ جِنَازَةَ (٥) أُمِّ (٦) عَمْرٍو بِنْتِ الزُّبَيْرِ، فَلَمَّا صُلِّيَ
عَلَيْهَا، جَلَسَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ، فَقُمْتُ (٧)، فَقَالَ لِي ابْنُ
الْمُسَيَّبِ: اجْلِسْ، فَقُلْتُ: بَلَغَنِي أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَكْرَهُ
ذَلِكَ، فَقَالَ: اجْلِسْ فَلَا بَأْسَ عَلَيْكَ.
• [٦٥١٣]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ
يَسْبِقُ الْجَنَازَةَ،
(١) الدِّرة: التي يُضرب بها. (انظر: اللسان،
مادة: درر).
(٢)
ليس في الأصل، والمثبت من (ن).
° [٦٥١٠]
[الإتحاف: حم ٤٢٨٦، ٨٨٨٩] [شيبة: ١٢٠٤٣].
° [٦٥١١]
[شيبة:١١٦٣٨، ١٢٠٤٨].
(٣)
في الأصل: «عن»، وهو تصحيف، والمثبت من (ن)، وهو الموافق لما في «الموطأ» - رواية
أبي مصعب - (٧٩٥)، ومسلم في «الصحيح» (٩٧٣)، من طريق الليث، كلاهما - مالك والليث،
عن يحيى، عن واقد بن عمرو بن سعد، عن نافع، به، نحوه، وينظر: «علل الدارقطني» (٤/
١٢٨).
(٤)
قوله: «مسعود بن الحكم» في الأصل، (ن): «سعيد بن مسعود بن الحكم»، وهو خطأ،
والتصويب من المصادر السابقة، وينظر: «تهذيب الكمال» (٢٧/ ٤٧١).
(٥)
تصحف في الأصل إلى: «جنلاة»، والثبت من (ن)، وهو الموافق لما في «تهذيب الآثار»
للطبري (٢/ ٥٥٦)، من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، به.
(٦)
تصحف في الأصل إلى: «بن»، والمثبت من (ن)، وهو الموافق لما في المصدر السابق.
(٧)
في (ن): «وفقمت».
حَتَّى تَأْتِيَ الْبَقِيعَ (١)
فَيَجْلِسُ، فَإِذَا رَآهَا قَامَ، قَالَ نَافعٌ: فَكُنْتُ أَسْتُرُهٌ حَتَّى لَا
يَرَاهَا.
• [٦٥١٤]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: قِيَامُ مَنْ
يَرَاهَا؟ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدٌ مَوْلَى السَّائِبِ، قَالَ: اتَّبَعَ ابْنُ
عُمَرَ جِنَازَةً وَمَعَهُ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ وَ(٢) ابْنُ أَبِي عَقْرَبٍ،
وَأَنَا أَتَّبِعُهُمْ، فَقَالَ: فَمَضَى أَمَامَهَا، فَجَلَسَ حَتَّى إِذَا
حَاذَتْ بِهِ قَامَ حَتَّى خَلَّفَتْهُ.
• [٦٥١٥]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا قِلَابَةَ
يَقُولُ: قِيَامُ الرَّجُلِ عَلَى الْقَبْرِ حَتَّى * يُوضَعَ الْمَيِّتُ بِدْعَةٌ.
• [٦٥١٦]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ كَانَتْ
تَمُرُّ بِهِمُ الْجِنَازَةُ، فَمَا يَقُومُ أَحَد مِنْهُمْ.
• [٦٥١٧]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ أَنَّ أَبَاهُ كَانَ
يَعِيبُ عَلَى مَنْ يَقُومُ إِذَا مَرَتْ بِهِ جِنَازَةٌ.
• [٦٥١٨]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَوَّلُ مَنْ قَامَ لِلْجَنَازَةِ الْيَهُودُ.
• [٦٥١٩]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ (٣)، أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ
مَخْرَمَةَ كَانَ لَا يَجْلِسُ، حَتَّى تُوضَعَ فِي الْقَبْرِ.
(١) البقيع: المكان المتسع. وبقيع الغرقد:
موضع بظاهر الدينة فيه قبور أهلها، كان به شجر الغرقد، فذهب وبقي اسمه. (انظر:
النهاية، مادة: بقع).
(٢)
ليس في الأصل، (ن)، وأثبتناه من «تهذيب الآثار» للطبري (٢/ ٥٥٣)، من طريق جابر بن
يزيد الجعفي، عن عطاء مرسلًا، نحوه، وابن أبي عقرب، هو: أبو نوفل بن أبي عقرب
البكري الكناني العريجي. ينظر: «تهذيب الكمال» (٣٤/ ٣٥٧).
* [ن/ ٩٢ أ].
• [٦٥١٦]
[شيبة:١٢٠٤٥].
• [٦٥١٩]
[شيبة: ١١٦٢٩].
(٣)
بعده في الأصل، (ن): «عن المسور»، ولعله سبق قلم من الناسخ، والمثبت من «المصنف»
لابن أبي شيبة (١١٦٢٩)، من طريق معمر، به.
• [٦٥٢٠] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ
أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ (١): كَانَ لَا يَجْلِسُ حَتَى يُوضعَ الْمَيِّتُ
فِي اللَّحْدِ. وَيَروِي ذَلِكَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
قَالَ أَيُّوبُ: فَسَأَلْتُ
نَافِعًا، فَقَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا وُضِعَتِ الْجَنَائِزُ (٢) عَلَى
الْأَرْضِ جَلَسَ.
° [٦٥٢١]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ (٣)
زَاذَانَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَهِ ﷺ
فِي جِنَازَةٍ، فَوَجَدْنَا الْقَبْرَ لَمْ يُلْحَدْ (٤)، فَجَلَسَ وَجَلَسْنَا.
• [٦٥٢٢]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
كَثِيرٍ، أَنَّ مُجَاهِدًا قَالَ: كَانَ يُقَالُ إِذَا صَلَّيْتُمْ عَلَى
الْجَنَازَةِ، فَقُومُوا حَتَى تُرْفَعَ، فَحَوَّلَهَا النَّاسُ، فَقَالُوا:
قُومُوا حَتَّى تُوضعَ.
• [٦٥٢٣]
عبد الزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَطَاءً قُلْتُ: إِذَا صلَّيْتَ
عَلَى جِنَازَةٍ وَكُنْتَ غَيْرَ مُتَّبِعِهَا؟ قَالَ: أَدْخُلُ وَلَا أَنْظُرُ
أَنْ تُرْفَعَ.
• [٦٥٢٤]
عبد الرزاق، عَنْ * مَعْمَرٍ، أَوْ غَيْرِهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ،
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ
قَالَ: إِذَا مَرَّتْ بِكَ جِنَازَةٌ فَقُمْ، فَإِنِ اتَّبَعْتَهَا فَلَا تَجْلِسْ
حَتَى تُوضعَ.
• [٦٥٢٠] [شيبة: ١١٦٣٧].
(١)
ليس في (ن).
(٢)
في (ن): «الجنازة».
° [٦٥٢١]
[الإتحاف: خزكم عه حم عم ٢٠٦٣] [شيبة: ١١٧٦١، ١٢١٥٧، ١٢١٨٥].
(٣)
تصحف في الأصل، (ن) إلى: «بن»، والتصويب من «السنة» لعبد الله بن أحمد (١٤٤٣)،
«أهل القبور» لابن رجب (ص ٤٥)، «شرح الصدور بشرح أحوال الموتى والقبور» للسيوطي (ص
١١٩)، جميعهم من طريق المصنف، به، و«شرح السنة» للبغوي (١٥١٨) من وجه آخر عن
الثوري، به، وسيأتي بطوله عند المصنف برقم (٦٩٤٤)، عن معمر، عن يونس بن خباب، عن
المنهال، به.
(٤)
اللحد: الشق الذي يعمل في جانب القبر لموضع الميت. (انظر: النهاية، مادة: لحد).
* [٢/
٧٢ أ].
٣٦ - بَابٌ كَيْفَ الصَّلَاةُ عَلَى
الرِّجَالِ وَالنِّسَاءَ؟
• [٦٥٢٥]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ
قَالَ: إِذَا كَانَ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ، كَانَ الرِّجَالُ يَلُونَ
الْإِمَامَ، وَالنِّسَاءُ مِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ.
• [٦٥٢٦]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّورِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ
عَلِيٍّ قَالَ: الرِّجَالُ قَبْلَ النِّسَاءِ، وَالْكِبَارُ قَبْلَ الصِّغَارِ.
• [٦٥٢٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ
ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي عَلَى
الْجَنَائِزِ، فَيَجْعَلُ الرِّجَالَ يَلُونَ الْإِمَامَ، وَالنِّسَاءَ أَمَامَ
ذَلِكَ.
وَبِهِ نَأْخُذُ.
• [٦٥٢٨]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مَوْهَبٍ قَالَ: صَلَّيْتُ
مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَمَعَ ابْنِ عُمَرَ عَلَى رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ، فَجَعَلَ
الرَّجُلَ يَلِي الْإِمَامَ، وَالْمَرأَةَ وَرَاءَ ذَلِكَ، وَكَبَّرَ أَرْبَعًا.
• [٦٥٢٩]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ الرِّجَالُ يَلُونَ
الْإِمَامَ، وَالنِّسَاءُ (١) وَرَاءَ ذَلِكَ.
• [٦٥٣٠]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي حُصيْنٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ،
عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، أَنَّهُ جَعَلَ الرِّجَالَ تَلِي الْإِمَامَ،
وَالْمَرأَةَ أَمَامَ ذَلِكَ.
• [٦٥٢٥] [شيبة: ١١٦٨٩، ١٢٠١٤].
• [٦٥٢٦]
[شيبة: ١١٦٨٩].
• [٦٥٢٧]
[شيبة: ١١٦٨١].
• [٦٥٢٩]
[شيبة:١١٦٩١].
(١)
بعده في (ن): «من».
• [٦٥٣٠]
[شيبة: ١١٦٩٢].
• [٦٥٣١] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ
الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ *، أنَّهُ (١) قَالَ: إِذَا اجْتَمَعَتْ جَنَائِزُ
الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، كَانَ الرِّجَالُ يَلُونَ الْإِمَامَ، وَالنِّسَاءُ
أَمَامَ ذَلِكَ.
• [٦٥٣٢]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّورِيِّ، عَنْ دَاوُدَ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ مِثْلَهُ.
• [٦٥٣٣]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ وإِسْمَاعِيلَ، عَنِ
الشَّعْبِيِّ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ صَلَّى عَلَى أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عَلِيِّ
بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَزَيْدِ بْنِ عُمَرَ، فَجَعَلَ زَيْدًا يَلِيهِ،
وَالْمَرْأَةَ أَمَامَ ذَلِكَ.
• [٦٥٣٤]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ نَافِعًا يَزْعُمُ، أَنَّ ابْنَ
عُمَرَ صَلَّى عَلَى تِسْعِ جَنَائِزَ جَمِيعًا، فَجَعَلَ الرِّجَال يَلُونَ
الْإِمَامَ، وَالنِّسَاءَ يَلُونَ الْقِبْلَةَ، فَصفَّهُنَّ صَفًّا.
وَوُضِعَتْ جِنَازَةُ أُمِّ
كُلْثُومٍ ابْنَةِ (٢) عَليٍّ امْرَأَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَابْنٍ لَهَا،
يُقَالُ لَهُ: زَيْدٌ، وُضِعَا (٣) جَمِيعًا، وَالْإِمَامُ يَوْمَئِذٍ سَعِيدُ
بْنُ الْعَاصِ (٤)، وَفِي النَّاسِ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ، وَأَبُو
سَعِيد (٥)، وَأَبُو قَتَادَةَ، فَوُضِعَ الْغُلَامُ مِمَّا يَلِي الْإِمَامَ،
قَالَ رَجُلٌ: فَأَنْكَرْتُ ذَلِكَ، فَنَظَرتُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَبِي
هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ، وَأَبِي قَتَادَةَ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ فَقَالُوا:
هِيَ السُّنَّةُ.
* [ن/ ٩٢ ب].
(١)
ليس في (ن).
• [٦٥٣٣]
[شيبة: ١١٦٩٥].
• [٦٥٣٤]
[شيبة: ١١٦٩٥].
(٢)
في (ن): «بنت».
(٣)
تصحف في الأصل إلى: «وصعار»، والمثبت من (ن)، وهو الموافق لما في «الأوسط» لابن
المنذر (٥/ ٤٦٢) عن الدبري، عن المصنف، به، ولما عند النسائي في «المجتبي» (١٩٩٤)،
ووقع عند ابن الجارود في «المنتقى» (٥٥٢)، من طريق المصنف، به: «وصُفّا».
(٤)
في (ن): «العاصي».
(٥)
تصحف في الأصل، (ن) إلى: «سعد»، والتصويب من المصادر السابقة.
• [٦٥٣٥] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ،
عَنْ عَطَاءٍ قَالَ الرِّجَالُ مِمَّا يَلِي الْإِمَامَ.
• [٦٥٣٦]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى،
أَنَّ وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ كَانَ إِذَا صَلَّى عَلَى النِّسَاءِ
وَالرِّجَالِ جَمِيعًا، جَعَلَ الرِّجَالَ مِمَّا يَلِيهِ (١)، وَالنِّسَاءَ
أَمَامَ ذَلِكَ.
• [٦٥٣٧]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّورِيِّ، عَنْ رَزِينٍ، عَنِ الشَّعْبِي قَالَ: رَأَيْتُهُ
جَاءَ إِلَى جَنَائِزِ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ، فَقَالَ: أَيْنَ الصَّعَافِقَةُ، أَوْ
مَا تَقُولُ الصَّعَافِقَةُ؟ يَعْنِي: الَّذِينَ يَطْعَنُونَ (٢)، قَالَ: ثُمَّ
جَعَلَ الرَّجَالَ مِمَّا يَلُونَ الْإِمَامَ وَالنَّسَاءَ أَمَامَ ذَلِكَ
بَعْضَهُمْ عَلَى إِثْرِ بَعضٍ، ثُمَّ ذَكَرَ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ فَعَلَ ذَلِكَ
بِأُمّ كُلْثُومٍ وَزَيْدٍ، وَثَمَّ رِجَالٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: أُرَاهُ
ذَكَرَ حَسَنًا وَحُسَيْنًا.
• [٦٥٣٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاق، قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ
الْحَسَنِ قَالَ الرِّجَالُ يَلُونَ الْقِبْلَةَ، وَالنِّسَاءُ يَلُونَ الْإِمَامَ.
• [٦٥٣٩]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: يُصَلِّي
عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ وَحْدَهُ.
• [٦٥٤٠]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ
صَلَّى عَلَى جِنَازَةِ رَجُلَيْنِ وَصَفَّ أَحَدَهُمَا خَلْفَ الْآخَرِ، ثُمَّ
قَالَ: اصنَعُوا بِهِمْ هَكَذَا، وإِنْ كَانُوا عَشَرَةً.
• [٦٥٣٦] [شيبة: ١١٦٩٣].
(١)
من قوله: «حدثنا عبد الرزاق» إلى هنا ليس في الأصل، واستدركناه من النسخة (ن).
• [٦٥٣٧]
[شيبة: ١١٦٩٥].
(٢)
طعن: عاب. (انظر: النهاية، مادة: طعن).
٣٧ - بَابُ جَنَائِزِ الأَحْرَارِ
وَالْمَمْلُوكِينَ*
• [٦٥٤١]
عبد الرزاق، عَنِ الثُّوْريِّ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ إِذَا كَانَ
الْأَحْرَارُ وَالْمَمْلُوكِينَ، فَالْأَحْرَارُ يَلُونَ الْإِمَامَ.
٣٨
- بَابُ
أيْنَ تُوضَعُ الْمَرْأَةُ مِنَ الرَّجُلِ
• [٦٥٤٢]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ تُجْعَلُ الْمَرْأَةُ فِي الْمُصَلَّى
عِنْدَ رِجْلِ الرَّجُلِ.
• [٦٥٤٣]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ وَاثِلَة
بْنِ الْأَسْقَعِ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِي ﷺ قَالَ: كَانَ إِذَا صَلَّى
عَلَى * الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، جَعَلَ رُءُوسَ النِّسَاءِ إِلى رُكْبَتَيِ
الرِّجَالِ، قَالَ: وَأَصحَابُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ مَعَهُ، فَلَا يُنْكِرُونَ
عَلَيْهِ.
• [٦٥٤٤]
عبد الرزاق، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ خُصَيْفٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا (١) مَنْ
صلَّى مَعَ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَوْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ عَلَى الْجَنَائِزِ،
فَكَانَا يَجْعَلَانِ الْمَرْأَةَ عَنْدَ مَنْكِبِ الرِّجُلِ.
• [٦٥٤٥]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ
يُسَاوِي بَيْنَ رُءُوسِهِمْ، إِذَا صَلَّى عَلَى الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ.
وَبِهِ نَأْخُذُ.
• [٦٥٤٦]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مِثْلَهُ.
• [٦٥٤٧]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْمِقْدَامِ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ
قَالَ: إِذَا كَانَ جِنَازَةُ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ، فُضِّلَ (٢) الرَّجُلُ
بِالرَّأْسِ، حِينَ يُوضَعَانِ فِي الْمُصلَّى.
* [٢/ ٧٢ ب].
• [٦٥٤٣]
[شيبة: ١١٦٧٩].
* [ن/ ٩٣ أ].
(١)
في (ن): «أخبرني».
• [٦٥٤٧]
[شيبة: ١١٦٨٠].
(٢)
تصحف في الأصل إلى: «فصلى»، والمثبت من (ن)، وهو عند ابن أبي شيبة في «المصنف»
(١١٦٨٠)، من طريق الثوري، به، مختصرًا، بلفظ: «يفضل الرجل بالرأس».
٣٩ - بَابُ أَينَ يَقُوم الْإِمَام مِنَ
الْجِنَازَةِ؟
• [٦٥٤٨]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّورِيِّ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ يَقُومُ
الْإِمَامُ عَنْدَ صَدْرِ الرَّجُلِ، وَمَنْكِبِ الْمَرأَةِ.
• [٦٥٤٩]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ يَقُومُ
الْإِمَامُ عَنْدَ صدْرِ الرَّجُلِ، وَ(١) مَنْكِبِ الْمَرْأَةِ.
° [٦٥٥٠]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ حُسَيْنِ الْمُعَلِّمِ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ (٢)، عَنْ سَمُرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ صَلَّى عَلَى
امْرَأَةٍ فَقَامَ وَسَطَهَا.
وَبِهِ نَأْخُذُ.
• [٦٥٥١]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ أُصدِّقُ، عَنِ
الْحَسَنِ، أَنَّهُ قَالَ: يَقُومَ الرَّجُلُ مِنَ الْمَرأَةِ، إِذَا صَلَّى
عَلَيْهَا عِنْدَ صَدْرِهَا.
٤٠
- بَابُ
إِذَا اجْتَمَعَتْ جَنَائِزُ الرِّجَالِ
• [٦٥٥٢]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ،
قَدَّمَ جَنَازَتَي رَجُلَيْنِ (٣)، فَصَفَّ إِحْدَاهُمَا خَلْفَ الْأُخْرَى،
ثُمَّ قَالَ: اصْنَعُوا بِهِمْ هَكَذَا، وإِنْ كَانُوا عَشَرَةً.
° [٦٥٥٣]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ
عَبَّاسٍ قَالَ: صلَّى النَّبِيُّ ﷺ عَلَى قَتْلى أُحُدٍ، فَصَلَّى عَلَيْهِمْ
جَمِيعًا، وَقَدَّمَ إِلَى الْقِبْلَةِ أَقْرَأَهُمْ لِلْقُرْآنِ. وَبِهِ نَأْخُذُ.
(١) تحرف في الأصل إلى: «في»، والمثبت من
(ن)، وينظر الأثر السابق.
° [٦٥٥٠]
[الإتحاف: جا طح حب حم ٦٠٦٥] [شيبة: ١١٦٦٣].
(٢)
تصحف في الأصل إلى: «يزيد»، والمثبت من (ن)، وهو الموافق لما في «مصنف ابن أبي
شيبة» (١١٦٦٣)، عن عبد الله بن المبارك، به، وينظر: «الاستذكار» (٨/ ٢٨٠) معزوا
لابن المبارك.
(٣)
في الأصل: «رجل»، والمثبت من (ن)، وهو الذي يقتضيه السياق.
٤١ - بَابُ رَفْعِ الْيَدَيْنِ فِي
التَّكبِيرِ عَلَى الْجَنَائِزِ
• [٦٥٥٤]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: تَرفَعُ يَدَيْكَ فِي كُلِّ
تَكْبِيرَةٍ مِنَ التَّكْبِيرَاتِ الْأَرْبَعِ.
وَبِهِ نَأْخُذُ.
• [٦٥٥٥]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: يَرْفَعُ الْإِمَامُ
يَدَيْهِ، كُلَّمَا كَبَّرَ عَلَى الْجَنَائِزِ (١)، وَالنَّاسُ خَلْفَهُ.
• [٦٥٥٦]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَة، عَنْ إِسْمَاعَيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ
قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ أنَّهُ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي (٢) التَّكبِيرَاتِ
كُلِّهِنَّ.
• [٦٥٥٧]
عبد الرزاق، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَهْلِ الْجَزِيرة، قَالَ: سَمِعْتُ نَافِعًا
يُحَدِّثُ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي التَّكْبِيرَاتِ
الْأَرْبَعِ عَلَى الْجَنَازَةِ.
• [٦٥٥٨]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّورِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ (٣)، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ أَنَّهُ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي أَوَّلِ (٤) تَكْبِيرَةٍ فِي
الصَّلَاةِ عَلَى الْمَيِّتِ، ثُمَّ لَا يَرْفَعُ بَعْدُ.
• [٦٥٥٩]
عبد الرزاق *، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ
كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي التَّكْبِيرَةِ * الْأُولى، ثُمَّ لَا يَرْفَعُ
بَعْدُ، وَكَانَ (٥) يُكَبِّرُ أَرْبَعًا.
• [٦٥٥٥] [شيبة: ١١٥٠٠].
(١)
في (ن): «الجنازة».
• [٦٥٥٦]
[شيبة: ١١٥٠٣].
(٢)
بعده في الأصل: «كل»، وهو خطأ واضح، والمثبت من (ن).
• [٦٥٥٨]
[شيبة: ١١٥٠٤].
(٣)
تصحف في الأصل إلى: «عبد الله» مكبرا، والمثبت من (ن)،وهو الموافق لما في «مصنف
ابن أبي شيبة» (١١٥٠٥)، عن وكيع عن سفيان الثوري، به، وهو الحسن بن عبيد الله
النخعي بو عروة الكوفي، وينظر ترجمته في: «تهذيب الكمال» (٦/ ١٩٩).
(٤)
بعده في الأصل: «كل»، والمثبت من (ن)، وينظر المصدر السابق.
* [ن/ ٩٣ ب].
* [٢/
٧٣ أ].
(٥)
بعده في الأصل: «لا» وهو خطأ، والمثبت من (ن).
• [٦٥٦٠] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ:
بَلَغَهُ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ مِثْلَ ذَلِكَ.
٤٢
- بَابُ
مَنْ أَحَقُّ بِالصَّلَاةِ عَلَى الْمَيِّتِ
• [٦٥٦١]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: صَلَّى عُمَرُ عَلَى أَبِي
بَكْرٍ، وَصلَّى صهَيْبٌ عَلَى عُمَرَ.
• [٦٥٦٢]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: صلَّى الزُّبَيْرُ عَلَى عُمَرَ
وَدَفَنَهُ، وَكَانَ أَوْصَى إِلَيْهِ.
• [٦٥٦٣]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ:
صَلَّيْنَا عَلَى عَائِشَةَ، وَالْإِمَامُ يَوْمَئِذٍ أَبُو هُرَيْرَةَ.
• [٦٥٦٤]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ:
يُصلِّي عَلَيْهَا مَنْ كَانَ يَؤُمُّهَا فِي حَيَاتِهَا، قَالَ: وَذَلِكَ أَنَّ
امْرَأَةً مَاتَتْ فِي قَوْمٍ آخَرِينَ، فَقَالَ سُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ ذَلِكَ.
• [٦٥٦٥]
عبد الرزاق، عَنْ سُفْيَانَ (١)، عَنْ مَنْصُور، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ
يُصَلِّي عَلَى جَنَائِزِهِمْ أَئِمَّتُهُمْ، قَالَ: وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ إِذَا
مَاتَتْ فِي قَوْمٍ آخَرِينَ، يُصَلِّي (٢) عَلَيْهَا إِمَامُ ذَلِكَ الْحَيِّ
الَّذِي مَاتَتْ فِيهِمْ.
° [٦٥٦٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ
أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: شَهِدْتُ حُسَيْنًا حِينَ مَاتَ الْحَسَنُ، وَهُوَ يَدْفَعُ
فِي قَفَا سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ (٣)، وَهُوَ يَقُولُ: تَقَدَّمْ (٤) فَلَوْلَا
(٥) السُّنَّةُ مَا قَدَّمْتُكَ، وَسَعِيدٌ أَمِيرٌ عَلَى الْمَدِينَةِ
يَوْمَئِذٍ، قَالَ:
• [٦٥٦٢] [الإتحاف: طح ٢٥٠١٠].
(١)
قوله: «عن سفيان» سقط من الأصل، وأثبتناه من «مصنف ابن أبي شيبة» (٧/ ٢٣٢)، حيث
أخرجه عن وكيع عن سفيان عن منصور به بشطره الأول.
(٢)
في (ن): «صلى».
(٣)
في (ن): «العاصي».
(٤)
تصحف في الأصل إلى: «تقولم»، والمثبت من (ن)، وهو الموافق لما في «الأوسط» لابن
المنذر (٥/ ٤٣٥)، و«المعجم الكبير» للطبراني (٣/ ١٣٦) كلاهما عن الدبري، عن
المصنف، به.
(٥)
في الأصل: «لولا»، والمثبت من (ن)، وهو الموافق لما في المصدرين السابقين.
فَلَمَّا صَلَّوْا عَلَيْهِ، قَامَ
أَبُو هُرَيْرَةَ فَقَالَ: أَتَنْفِسُونَ عَلَى ابْنِ نَبِيِّكُمْ ﷺ ترْبَةً
يَدْفِنُونَهُ فِيهَا؟ ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يقُولُ: «مَنْ
أَحَبَّهُمَا فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَبْغَضَهُمَا فَقَدْ أَبْغَضَنِي».
• [٦٥٦٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنِ
الْحَسَنِ قَالَ: أَوْلَى النَّاسِ بِالصَّلَاةِ عَلَى الْمَرْأَةِ الْأَبُ، ثُمَّ
الزَّوْجُ، ثُمَّ الاِبْنُ، ثُمَّ الْأَخُ.
• [٦٥٦٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
قَيْسٍ الْأَسَدِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: اسْتَأْذَنْتُ زَوْجَ
النَّبِيِّ ﷺ فِي الصَّلَاةِ عَلَيْهَا.
• [٦٥٦٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ
الْجَزَرِيِّ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: الزَّوْجُ أَحَقُّ بِالصَّلَاةِ عَلَى
الْمَرْأَةِ مِنَ الْأَخِ.
• [٦٥٧٠]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي
سُلَيْمَانَ، عَنْ مَسْرُوقٍ (١)، عَنْ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ: الْوَلِيُّ أَحَقُّ
بِالصَّلَاةِ عَلَيْهَا.
• [٦٥٧١]
عبد الرزاق، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ (٢)، عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: مَاتَتِ امْرَأَةٌ لِأَبِي
بَكْرَةَ، فَجَاءَ إِخْوَتُهَا يُنَازِعُونَهُ فِي الصَّلَاةِ عَلَيْهَا، فَقَالَ
أَبُو بَكْرَةَ: لَوْلَا أَنِّي (٣) أَحَقُّ بِالصَّلَاةِ عَلَيْهَا، مَا
نَازَعْتُكُمْ فِي ذَلِكَ، قَالَ: فَتَقَدَّمَ *
• [٦٥٦٩] [شيبة: ١٢٠٨٣].
(١)
قوله: «عن مسروق» ليس في الأصل، (ن)، وأثبتناه من «مصنف ابن أبي شيبة» (١٠٩٨٤)،
(١١٩٦٠)، عن حفص بن غياث، عن ليث، بنحوه.
• [٦٥٧١]
[شيبة: ١٢٠٩١].
(٢)
تحرف في الأصل إلى: «عبد الله»، وهو خطأ، والمثبت من (ن)، وهو الموافق لما في
«الأوسط» لابن المنذر (٥/ ٤٣٦ - ٤٣٧) عن الدبري، عن المصنف، به، وعبد ربه، هو: ابن
عبيد الأزدي الجرموزي، مولاهم أبو كعب البصري، صاحب الحرير. ينظر: «تهذيب الكمال»
(١٦/ ٤٨٠).
(٣)
تصحف في الأصل، (ن) إلى: «أنكم» وهو خطأ يأباه السياق، والتصويب من المصدر السابق.
* [ن/٩٤ أ].
فَصلَّى عَلَيْهَا، ثُمَّ دَخَلَ
الْقَبْرَ، فَأُخْرِجَ مَغْشِيًّا (١) عَلَيْهِ، وَلَهُ يَوْمَئِذٍ ثَلَاثُونَ
أَوْ أَرْبَعُونَ ابْنًا وَابْنَةً، فَصَاحُوا عَلَيْهِ فَأَفَاقَ، فَقَالَ: مَا
فِي الْأَرْضِ نَفْسٌ، وَلَا نَفْسُ ذُبَابٍ، أَحبُّ (٢) إِلَيَّ أَنْ يَخْرُجَ
مِنْ نَفْسِي، قِيلَ لَهُ: لِمَ؟ قَالَ: مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي زَمَانٌ (٣)
لَا آمُرُ فِيهِ بِمَعْرُوفٍ، وَلَا أَنْهَى فِيهِ عَنْ مُنْكَرٍ، فَمَا خَيْرِي
يَوْمَئِذٍ؟
• [٦٥٧٢]
عبد الرزاق، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ
الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسِ قَالَ أَحَقُّ النَّاسِ
بِالصَّلَاةِ عَلَى الْمَرْأَةِ زَوْجُهَا.
٤٣
- بَابٌ
كَيْفَ صُلِّيَ عَلَى النبِيِّ ﷺ -؟
• [٦٥٧٣]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ
لَمْ يَؤُمَّهُمْ عَلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ أَحَدٌ كَانُوا يَدْخُلُونَ أَفْوَاجًا
(٤) الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ إِلَى الْبَيْتِ الَّذِي هُوَ فِيهِ
وَالْحُجْرَةِ، فَيَدْعُونَ ثُمَّ يَخْرُجونَ، وَيَدْخُلُ آخَرُونَ، حَتَّى فَرَغَ
النَّاسُ.
° [٦٥٧٤]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ
قَالَ: قُبِضَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ، وَلَمْ يُدْفَنْ ذَلِكَ
الْيَوْمَ وَلَا تِلْكَ اللَّيْلَةَ، حَتَّى كَانَ مِنْ آخِرِ يَوْمِ
الثُّلَاثَاءِ، قَالَ: وَغُسِّلَ، وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ، وَكُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ
أَثْوَابٍ: ثَوْبَيْنِ صُحَارِيَّيْنَ، وَبُرْدٍ حِبَرَةٍ، وَصُلِّيَ عَلَيْهِ
بِغَيْرِ إِمَامٍ، وَنَادَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي النَّاسِ خَلُّوا
الْجِنَازَةَ، وَأَهْلَهَا وَلُحِدَ لَهُ، وَلجعِلَ عَلَى* لَحْدِهِ اللَّبِنُ (٥).
(١) الغشيان: الإغماء. (انظر: النهاية، مادة:
غشا).
(٢)
تحرف في الأصل إلى: «أخبرنا»، وهو خطأ، والمثبت من (ن)، وهو الموافق «الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر» لعبد الغني المقدسي (٥٥) من طريق بسطام بن حبيب، حدثنا
أبو كعب، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، به.
(٣)
في الأصل: «زماني»، والمثبت من (ن).
• [٦٥٧٢]
[شيبة: ١٢٠٨١]، وتقدم: (٦٣١١).
(٤)
الأفواج: جمع الفوج، وهو: الجماعة من الناس. (انظر: النهاية، مادة: فوج).
° [٦٥٧٤]
[شيبة:١١١٥٨].
* [٢/
٧٣ ب].
(٥)
اللبن: جمع اللبنة، وهي: التي يبنى بها الجدار. (انظر: النهاية، مادة: لبن).
٤٤ - بَابُ دَفْنِ الرَّجُلِ
وَالْمَرْأَةِ جَمِيعًا
• [٦٥٧٥]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى،
أَنَّ وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ كَانَ إِذَا دَفَنَ الرِّجَالَ وَالنِّسَاءَ
جَمِيعًا، يَجْعَلُ الرَّجُلَ فِي الْقَبْرِ مِمَّا يَلِي الْقِبْلَةَ، وَيَجْعَلُ
الْمَرْأَةَ وَرَاءَهُ فِي الْقَبْرِ، قَالَ سُلَيْمَانُ: فَإِنْ كَانَا
رَجُلَيْنِ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ قَدَّمَ (١) الْأكبَرَ أَمَامَ الْأَصْغَرِ.
° [٦٥٧٦]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ
عَبْدِ اللهِ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يَوْمَ أُحُدٍ يَدْفِنُ الرَّجُلَيْنِ
وَالثَّلَاثَةَ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ، وَيَسْأَلُ أَيُّهُمْ كَانَ أَقْرَأَ
لِلْقُرْآنِ؟ فَيُقَدِّمُونَهُ، يَقُولُ: مِمَّا يَلِي الْقِبْلَةَ.
ذَكَرَهُ الزُّهْرِيُّ، عَنِ ابْنِ
(٢) أَبِي الصُّعَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ.
° [٦٥٧٧]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ
يَوْمَ أُحُدٍ (٣) كَانَ يُقَدِّمُ فِي الْقَبْرِ إِلَى الْقِبْلَةِ أَقْرَأَهُمْ،
ثُمَّ ذَا السِّنِّ.
٤٥
- بَابُ
اللَّحْدِ
• [٦٥٧٨]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ قًالَ:
وَلِيَ غُسْلَ النَّبِيِّ ﷺ، وَدَفْنَهُ *، وإِجْنَانَهُ دُونَ النَّاسِ
أَرْبَعَةٌ: عَلِيٌّ، وَالْعَبَّاسُ، وَالْفَضْلُ، وَصالِحٌ (٤) شُقْرَانُ مَوْلَى
النَّبِيِّ ﷺ وَلَحَدُوا لَهُ، وَنَصَبُوا عَلَيْهِ اللَّبِنَ نَصبًا.
(١) في الأصل: «كبر الإمام قال»، والمثبت من
(ن)، وهو الأليق بالسياق.
(٢)
ليس في الأصل، (ن)، والمثبت مما سيأتي عند المصنف برقم (٦٨٣٩، ٦٥٧٦) عن معمر عن
الزهري عن ابن أبي الصعير عن جابر نحوه. وابن أبي الصعير هو عبد الله بن ثعلبة بن
صعير، وينظر «تهذيب الكمال» (١٤/ ٣٥٣).
(٣)
قوله: «يوم أحد» ليس في الأصل، وأثبتناه من (ن)، وهو الموافق لما في «العلل» لابن
أبي حاتم (١٠٦٤) من طريق ابن وهب عن ابن جريج عن يحيى عن قتادة عن أنس به.
* [ن/٩٤ ب].
(٤)
بعده في الأصل، (ن): «بن» وهو خطأ، وشقران لقب لصالح مولى النبي ﷺ، ويؤيده أن
البيهقي أخرجه في «السنن الكبرى» (٤/ ٨٧) من وجه آخر عن ابن عباس نحوه، وقال عقبه:
«وشقران هو صالح مولى رسول الله ﷺ لقبه شقران»، وينظر ترجمته في «تهذيب الكمال»
(١٢/ ٥٤٤).
• [٦٥٧٩] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ،
قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، أَنَّهُ لُحِدَ
النَّبِيُّ (١) ﷺ، ثُمَّ نُصبَ عَلَى لَحْدِهِ اللَّبِنُ.
• [٦٥٨٠]
عبد الرزاق، عَنِ الثوْريِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ
مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ النَّبِيُّ ﷺ كَانَ
بِالْمَدِينَةِ رَجُلَانِ رَجُلٌ يَلْحَدُ، وَرَجُلٌ يَشُقُّ، فَاجْتَمَعَ
أَصْحَابُ النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالُوا: اللَّهُمَّ خِرْ لَهُ، قَالَ: فَطَلَعَ
الَّذِي يَلْحَدُ فَلَحَدَ لَهُ.
• [٦٥٨١]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: كَانَ
بِالْمَدِينَةِ رَجُلَانِ: أَحَدُهُمَا يَلْحَدُ الْقُبُورَ، وَالآخَرُ يَشُقُّ،
فَلَمَّا تُوُفِّيَ النَّبِيُّ ﷺ قَالُوا: أَيُّهُمَا جَاءَ أَمَرْنَاهُ فَعَمِلَ
عَمَلَهُ، فَجَاءَهُمُ الَّذِي يَلْحَدُ، فَأَمَرُوهُ، فَلَحَدَ لِلنَّبِيِّ ﷺ.
° [٦٥٨٢]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ سَلْمِ بْنِ (٢) عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ
عُثْمَانَ أَبِي الْيَقْظَانِ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ
قالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: «اللَّحْدُ لَنَا، وَالشَّقُّ (٣) لِغَيْرِنَا».
• [٦٥٨٣]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَن مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ كَانُوا
يَسْتَحِبُّونَ اللَّحْدَ،
(١) في (ن): «للنبي»، وينظر: «الفوائد» لأبي
بكر الشافعي البزار (٥٨) من وجه آخر عن علي بن الحسين، به.
• [٦٥٨٠]
[شيبة:١١٧٥٣].
° [٦٥٨٢]
[شيبة:١١٧٤٨].
(٢)
قوله: «سلم بن» وقع في الأصل: «سالم عن»، وفي (ن): «سالم بن» وكلاهما خطأ، والمثبت
من «العلل» للدارقطني (٣٣٣٢)، «المخلصيات» لأبي الطاهر المخلص (١٨٤٢) من طريق
المصنف، به، وأخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (٢/ ٣١٧) من طريق الدبري،
والبيهقي في «السنن الكبرى» (٣/ ٥٧٢) من وجه آخر كلاهما عن المصنف، به، وعند
الأول: «سلمة»، وعند الثاني: «مسلم» وكلاهما تصحيف، وينظر: «تهذيب الكمال» (١١/
٢٢٧).
(٣)
الشق: الشق بالفتح انفراج في الشيء والجمع شقوق (انظر: المصباح المنير، مادة: شقق).
• [٦٥٨٣]
[شيبة:١١٨٩٢].
وَيَكْرَهُونَ الشَّقَّ،
وَيَكْرَهُونَ الْآجُرَّ فِي الْقَبْرِ وَ(١) يَسْتَحِبُّونَ اللَّبِنَ
وَالْقَصَبَ، وَكَانُوا يَكْرَهُونَ إِذَا سُوِّيَ عَلَى الْمَيِّتِ أَنْ يَقُومَ
الْوَليُّ عَلَى قَبْرِهِ فَيُعَزَّى بِهِ.
• [٦٥٨٤]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ،
عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ الَّذِي لَحَدَ قَبْرَ النَّبِيِّ ﷺ: أَبُو طَلْحَةَ، وَأَنَّ
الَّذِي أَلْقَى الْقَطِيفَةَ: مَوْلَى النَّبِيِّ ﷺ شُقْرَانُ (٢).
• [٦٥٨٥]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ،
عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ فُرِشَ فِي قَبْرِهِ جَرْدُ قَطِيفَةٍ كَانَ
يَرْكَبُ عَلَيْهَا فِي حَيَاتِهِ.
قُلْنَا لِأَبِي بَكْرٍ: فَلَوْ (٣)
فَعَلَ النَّاسُ ذَلِكَ؟ قَالَ: كَلَّا، إِنَّ النَّبِيَّ ﷺ لَيْسَ كَغَيْرِهِ.
• [٦٥٨٦]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهُ فُرِشَ فِي قَبْرِ النَّبِيِّ
ﷺ قَطِيفَةٌ فَدَكِيَّةٌ.
• [٦٥٨٧]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ابْنِ
أَخِي يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ عَمِّهِ (٤) قَالَ: مَاتَتْ مَيْمُونَةُ
زَوْجُ النَّبِيِّ ﷺ بِسَرِفَ، فَأَخَذْتُ رِدَائِي، فَبَسَطْتُهُ تَحْتَهَا،
فَأَخَذَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ فَرَمَى بِهِ.
• [٦٥٨٨]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ غَيْرِ
وَاحِدٍ مِنْ
(١) قوله: «يستحبون اللحد، ويكرهون الشق،
ويكرهون الآجر في القبر، و»ليس في الأصل، والمثبت من (ن)، وينظر: «تهذيب الأثار -
مسند عمر» (٧٧١)، «كنز العمال» (٤٢٩٢٣).
(٢)
في الأصل: «ابن شقران»، وفي (ن): «صالح بن شقران»، وكلاهما خطأ، والصواب ما
أثبتناه، وهو الموافق لما أخرجه الترمذي في «سننه» (١٠٧٢)، من طريق عثمان بن فرقد،
قال: سمعت جعفر بن محمد، عن أبيه، به، وقال البغوي في «شرح السنة» (٥/ ٣٩١) بعدما
ذكر الأثر: «وشقران، اسمه: صالح، مولى رسول الله ﷺ، ولقبه: شقران»، وينظر ترجمته
في: «تهذيب الكمال» (١٢/ ٥٤٤).
(٣)
«ليس في الأصل»، وأثبتناه من (ن).
(٤)
قوله: «عن عمه» ليس في الأصل، (ن)، واستدركناه من «مسند أبي يعلى» (٧١١٠)، من طريق
عبد الواحد بن زياد، عن عبد الله بن عبد الله، به، نحوه، وينظر: «إتحاف الخيرة»
(١٩٤٧)، «المطالب العالية» (٧٢٨).
أَصْحَابِهِمْ *، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ
وُسِّدَ (١) لَبِنَةً جُعِلَ إِلَيْهَا رَأْسُهُ تَدْعَمُهُ، وَلَا تُجْعَلُ
تَحْتَ خَدِّهِ، قُلْنَا لِأَبِي بَكْرٍ: لَبِنَةٌ صَحِيحَةٌ أَمْ كَسِيرَةٌ (٢)؟
قَالَ: بَلْ لَبِنَةٌ.
• [٦٥٨٩]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعَلِيٍّ (٣)، أَنَّهُ
لُحِدَ لِلنَّبِيِّ ﷺ، وَعُرِضَ عَلَيْهِ اللَّبِنُ وَنُصِبَ.
٤٦
- بَابُ
التَّكبِيرِ عَلَى الْجنَازَةِ
° [٦٥٩٠]
عبد الرزاق، عَنْ * مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ (٤)
وَأَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرةَ قَالَ نَعَى رَسُولُ اللهِ ﷺ
النَّجَاشِيَّ لِأَصحَابِهِ وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ، فَصفُّوا خَلْفَهُ، فَصَلَّى
عَلَيْهِ وَكَبَّرَ أَرْبَعًا (٥).
وَبِهِ نَأْخُذُ.
° [٦٥٩١]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ
سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ، صلَّى عَلَى امْرَأَةٍ، فَكَبَّرَ
عَلَيْهَا أَرْبَعًا.
° [٦٥٩٢]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ (٦) بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي
وَائِلٍ قَالَ: كَانُوا
* [ن/٩٥ أ].
(١)
التوسد: جعل الشيء تحت الرأس. (انظر: النهاية، مادة: وسد).
(٢)
في الأصل: «صحيحة» وهو خطأ، والمثبت من (ن).
(٣)
في (ن): «غيره».
° [٦٥٩٠]
[التحفة: خ م س ١٣١٧٦، خ م ١٣٢١١، خ م د س ١٣٢٣٢، خ ت س ق ١٣٢٦٧، س ١٥١٥٢، خ م س
١٥١٨٧، خ م ١٥٢٢١] [الإتحاف: حم ش ١٨٦٠١].
* [٢/
٧٤ أ].
(٤)
قوله: «ابن المسيب» وقع في الأصل: «ابن الحسن»، وهو خطأ، والمثبت من (ن)، وهو
الموافق لما في «مسند أحمد» (٧٨٩١)، النسائي في «الكبرى» (٢٣٠٤)، «المجتبى»
(١٩٨٨)، من طريق عبد الرزاق، به.
(٥)
قوله: «فصلى عليه، وكبر أربعا» وقع في الأصل: «فكبر، وصلى أربعا»، والمثبت من (ن)،
وهو الموافق لما في المصادر السابقة.
(٦)
في الأصل، (ن): «عمرو»، وهو خطأ، والتصويب من «معاني الآثار» للطحاوي (١/ ٤٩٩)،=
يُكَبِّرُونَ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ
ﷺ، سَبْعًا، وَخَمْسًا، وَأَرْبَعًا، حَتَّى كَانَ زَمَنُ عُمَرَ فَجَمَعَهُمْ،
فَسَأَلَهُمْ فَأَخْبَرَ (١) كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ بِمَا رَأَى، فَجَمَعَهُمْ
عَلَى أَرْبَعِ تَكْبِيرَاتٍ كَأَطْوَلِ الصَّلَاةِ، يَعْنِي الظُّهْرَ.
• [٦٥٩٣]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ رَزِينٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كَبَّرَ
زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ عَلَى أُمِّهِ أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ، وَمَا حَسَدَهَا
خَيْرًا.
• [٦٥٩٤]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى قَالَ: كَبَّرَ عُمَرُ عَلَى زَيْنَبَ ابْنَةِ
جَحْشٍ أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ، وَسَأَلَ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ ﷺ مَنْ يُدْخِلُهَا
قَبْرَهَا؟ فَقُلْنَ: مَنْ كَانَ (٢) يَرَاهَا فِي حَيَاتِهَا.
• [٦٥٩٥]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ
قَالَ: كَبَّرَ عَلِيٌّ عَلَى يَزِيدَ (٣) بْنِ الْمُكَفَّفِ النَّخَعِيِّ
أَرْبَعًا.
• [٦٥٩٦]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَزِيدَ (٤) بْنِ أَبِي زِيَادٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَعْقِلٍ يَقُولُ: صَلَّى عَلِيٌّ (٥) عَلَى سَهْلِ
بْنِ حُنَيْفٍ، فَكَبَّرَ عَلَيْهِ سِتًّا.
= «المحلى» لابن حزم (٣/ ٣٤٧) من طريق
الثوري، به، وينظر: «التاريخ الكبير» للبخاري (٦/ ٤٥٨)، «تهذيب الكمال» (١٤/ ٤١).
(١)
في الأصل، (ن): «فأخبرهم» وهو خطأ يأباه السياق، والتصويب من «معاني الآثار»
الموضع السابق، «كنز العمال» (٤٢٨٢٧) معزوًّا للمصنف وغيره.
• [٦٥٩٤]
[شيبة: ١١٥٣٩، ١١٧٧٢].
(٢)
ليس في الأصل، وأثبتناه من (ن)، وهو الموافق لما في «المصنف» لابن أبي شيبة
(١١٥٣٩)، «الطبقات» لابن سعد (٨/ ٨٧) من طريق إسماعيل به.
• [٦٥٩٥]
[شيبة: ١١٥٤١، ١١٦١١،١١٨١١، ١١٨٢٨،
١١٨٣١].
(٣)
في الأصل، (ن): «زيد»، والتصويب مما سيأتي عند المصنف برقم (٦٧٠٧) بنفس السند
مطولا، وهو الموافق لما في «الأوسط» لابن المنذر (٥/ ٤٣٧) عن الدبري، عن المصنف،
به.
• [٦٥٩٦]
[شيبة: ١١٥٨٢، ١١٥٨٤، ١١٥٨٥].
(٤)
في الأصل: «زيد»، والمثبت من (ن)، وهو الموافق لما في «المعجم الكبير» للطبراني
(٦/ ٧٢)، عن إسحاق الدبري، عن عبد الرزاق، به.
(٥)
ليس في الأصل، والمثبت من (ن)، وهو الموافق لما في المصدر السابق.
• [٦٥٩٧] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ
حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ عَلِيًّا كَبَّرَ عَلَى جِنَازَةٍ خَمْسًا.
• [٦٥٩٨]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ قَدْ
فُعِلَ كُلٌّ (١)، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَى أَرْبَعِ تَكْبِيرَاتٍ.
• [٦٥٩٩]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي
مَعْبَدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يَجْمَعُ النَّاسَ بِالْحَمْدِ،
وَيُكَبِّرُ عَلَى الْجَنَائِزِ ثَلَاثًا.
• [٦٦٠٠]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ:
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مَعْقِلٍ، أَنَّ عَلِيًّا صَلَّى عَلَى سَهْلِ بْنِ
حُنَيْفٍ *: فَكَبَّرَ (٢) عَلَيْهِ سِتًّا، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا، فَقَالَ:
إِنَّهُ بَدْرِيٌّ.
قَالَ الشَّعْبِيُّ: وَقَدِمَ
عَلْقَمَةُ مِنَ الشَّامِ، فَقَالَ لاِبْنِ مَسْعُودٍ: إِنَّ إِخْوَتَكَ
بِالشَّامِ يُكَبِّرُونَ عَلَى جَنَائِزِهِمْ خَمْسًا، فَلَوْ وَقَّتُّمْ لَنَا
وَقْتَا نُتَابِعُكُمْ عَلَيْهِ، وَأَطْرَقَ عَبْدُ اللهِ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: انْظُرُوا
جَنَائِزَكُمْ، فَكَبِّرُوا عَلَيْهَا مَا كَبَّرَ أَئِمَّتُكُمْ، لَا وَقْتَ،
وَلَا عَدَدَ.
° [٦٦٠١]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَجَرِيِّ قَالَ:
رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ
• [٦٥٩٧] [شيبة: ١١٥٧١].
• [٦٥٩٨]
[شيبة: ١١٥٤٣].
(١)
قوله: «قد فعل كل» وقع في (ن): «كل قد فعل».
• [٦٥٩٩]
[شيبة: ١١٥١٩، ١١٥٣٣، ١١٥٧٤].
• [٦٦٠٠]
[شيبة: ١١٥٥٣، ١١٥٨٢، ١١٥٨٤، ١١٥٨٥].
* [ن/٩٥ ب].
(٢)
في الأصل: «كَبَّر» والمثبت من (ن). وينظر: «المعجم الكبير» للطبراني (٥٥٤٦) عن
الدبري، عن عبد الرزاق، به.
° [٦٦٠١]
[شيبة:١١٥٥٨].
أَبِي أَوْفَى صَلَّى عَلَى بِنْتٍ
لَهُ، فَكَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعًا، ثُمَّ قَامَ شَيْئًا (١) فَسَبَّحُوا بِهِ،
فَقَالَ: كُنْتُمْ تَرَوْنَ أَنِّي أُكَبِّرُ خَمْسًا، وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ
اللهِ ﷺ كَبَّرَ أَرْبَعًا، قَالَ: ثُمَّ رَكِبَ مَعَهَا، وَجَعَلَ يَقُولُ
لِقَائِدِهِ: لَا تُقَدِّمْنِي أَمَامَهَا، وَقَدْ سَمِعَ (٢) النِّسَاءَ
يَبْكِينَ، فَقَالَ: لَا تَرْثينَ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كَانَ يَنْهَى عَلَى
الْمَرَاثِي.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: وَكَانَ
ابْنُ أَبِي أَوْفَى أَعْمَى، وَيَرَوْنَ قِيَامَهُ بَعْدَ التَّكْبِيرَةِ
الرَّابِعَةِ يَدْعُو لِلْمَيِّتِ، وَعَامَّةُ النَّاسِ عَلَيْهِ.
• [٦٦٠٢]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ التَّكْبِيرُ عَلَى
الرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ أَرْبَعًا، قُلْتُ: بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ؟ قَالَ:
نَعَمْ، قُلْتُ: فَوَضَعُوا رَجُلَيْنِ جَمِيعًا، قَالَ يُكَبَّرُ عَلَيْهِمَا
أَرْبَعُ (٣) تَكْبِيرَاتٍ قَالَ لَهُ إِنْسَانٌ: إِذَا وُضِعَتِ الْجِنَازَةُ
عِنْدَ غَيْبُويَةِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْمَغْرِبِ كَمِ التَّكْبِيرُ عَلَيْهَا؟
قَالَ: أَرْبَعُ تَكْبِيرَاتٍ (٤)، فَقَالَ السَّائِلُ: يُقَالُ: إِنَّ (٥) نَاسًا
يَقُولُونَ: ثَلَاثٌ كَمَا الْمَغْرِبُ ثَلَاثٌ، قَالَ: مَا سَمِعْنَا بِذَلِكَ.
° [٦٦٠٣]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّهُ سَمِعَ
جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «تُوُفِّي الْيَوْمَ
رَجُلٌ صَالِحٌ مِنَ الْحَبَشِ أَصْحَمَةُ (٦)، هَلُمَّ (٧) فَصَلُّوا عَلَيْهِ»،
قَالَ: فَصَفَفْنَا فَصلَّى النَّبِيُّ ﷺ وَنَحْنُ مَعَهُ.
(١) قوله: «قام شيئا» وقع في الأصل: «قال
بنا»، وفي (ن): «قام بنا»، ولعل الصواب ما أثبتناه، كما عند ابن ماجه (١٤٨٥)، من
طريق عبد الرحمن المحاربي، عن الهجري، وفيه: «فمكث بعد الرابعة شيئا».
(٢)
قوله: «وقد سمع» وقع في الأصل: «وجعل»، والمثبت من (ن).
(٣)
في الأصل: «أربعا» ورسمها في (ن): «أربعا - أربع».
(٤)
قوله: «قال له إنسان: إذا وضعت ..... أربع تكبيرات» ليس في الأصل، والمثبت من (ن).
(٥)
قوله: «يقال: إن» وقع في (ن): «فإن».
° [٦٦٠٣]
[الإتحاف: حم ٢٩٩٥] [شيبة: ١١٥٣٦].
(٦)
أصحمة: اسم النجاشي ملك الحبشة. (انظر: القاموس، مادة: صحم).
(٧)
هلم: أقبِل وتعال، أو: هات وقرب. (انظر: مجمع البحار، مادة: هلم).
قال عبد الرزاق: وتَفْسِيرُ
أُصْحَمَةَ بِالْعَرَبِيَّةِ: عَطَاءٌ.
° [٦٦٠٤]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ
جُبَيْرٍ (١)، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ: صَلَّى النَّبِيُّ ﷺ في
مَوْضع * الْجِنَازَةِ، فَكَبَّرَ أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ، ثُمَّ قَالَ:
«أَتَدْرُونَ عَلَى مَنْ صَلَّيْتُ؟»، قَالُوا: لَا، قَالَ: «عَلَى أَصْحَمَةَ».
° [٦٦٠٥]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَال: أَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ، أَنَّهُمْ لَمْ يَخْتَلِفُوا أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ
صلَّى عَلَى النَّجَاشِيِّ بِبَقِيعِ الْمُصَلَّى.
قال عبد الرزاق: وَكَانَ
الثَّوْرِيُّ إِذَا كَبَّرَ عَلَى الْجَنَائِزِ أَرْبَعًا، سَلَّمَ وَلَمْ
يَنْتَظِرِ الْخَامِسَةَ، وَأَنَا عَلَى * ذَلِكَ.
° [٦٦٠٦]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ،
أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ صَلَّى عَلَى أُمِّ كُلْثُومٍ أُخْتِ سَودَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ،
وَتُوُفِّيَتْ بِمَكَّةَ، فَصَلَّى عَلَيهَا بِالْبَقِيعِ بَقِيعِ الْمُصلَّى،
وَكَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعًا.
• [٦٦٠٧]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنْ عُقْبَةَ، عَنْ
نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُطِيلُ الْقِيَامَ فِي الصَّلَاةِ عَلَى
الْجَنَائِزِ، وَيُكَبِّرُ أَرْبَعًا.
• [٦٦٠٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ قَالَ إِذَا كَبَّرَ الْإِمَامُ عَلَى الْجِنَازَةِ تَكْبِيرَةً (٢)،
ثُمَّ جِيءَ بِأُخْرَى (٣)، كَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعًا، فَيَكُونُ أَرْبَعًا
لِلأخْرَى، وَخَمْسًا لِلْأُولَى، وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ يَكْرَهُ أَنْ يَكُونَ
آخِرُ عَهْدِ الْمَيِّتِ نَأْيًا (٤)، أَوْ
(١) في الأصل: «جبر»، والمثبت من (ن)، وينظر:
«تهذيب الكمال» (١٦/ ٤١٥).
* [٢/
٧٤ ب].
* [ن/ ٩٦ أ].
• [٦٦٠٨]
[شيبة: ١١٢٩٩، ١١٦٠١].
(٢)
ليس في الأصل، والمثبت من (ن).
(٣)
في الأصل: «بآخرة» والمثبت من (ن).
(٤)
كذا في الأصل، و(ن).
أَنْ يَمُرَّ الرَّاكِبُ بَيْنَ
يَدَيِ الْجِنَازَةِ، وَأَنْ يَقُومَ الرَّجُلُ بَيْنَ عَمُودَيْ سَرِيرِ الْمَيتِ
مِنْ مُقَدَّمِ الشَرِيرِ أَوْ مُؤَخَّرِهِ، وَأَنْ يَمُرَّ أَهْلُ الْمَيِّتِ
بَيْنَ يَدَيِ الْجِنَازَةِ قَرِيبًا أَوْ خَلْفَهَا قَرِيبًا، يُفَخِّمُ بِذَلِكَ
الْمَيِّتَ، وإِذَا فَاجَأَتْهُ جِنَازَةٌ وَهُوَ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ تَيَمَّمَ
وَصَلَّى عَلَيْهَا، وإِذَا فَاتَهُ مِنَ (١) التَّكبِيرِ شَيْءٌ بَادَرَ قبْل
أَنْ تُرْفَعَ فَكَبَّرَ مَا فَاتَهُ.
٤٧
- بَابُ
مَنْ فَاتَهُ شَيْءٌ مِنَ التَّكْبِيرِ
• [٦٦٠٩]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ إِنْ (٢) فَاتَكَ شَيءٌ مِنَ
التَّكْبِيرِ مَعَ الإِمَامِ، فَكَبِّرْ مَا فَاتَكَ (٣).
• [٦٦١٠]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ (٤). وَ(٥) الثَّوْرِيِّ، عَنْ
حَمَّادٍ وَمُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ إِذَا فَاتَهُ شَيءٌ مِنَ
التَّكْبِيرِ قَضَى مَا فَاتَهُ (٦).
• [٦٦١١]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ كَانَ إِذَا
فَاتَهُ شَيءٌ مِنَ التَّكْبِيرِ (٧) بَادَرَ قَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ. وَبِهِ
نَأْخُذُ.
• [٦٦١٢]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ إِذَا فَاتَهُ بَعْضُ
التَّكْبِيرِ عَلَى الْجِنَازَةِ، قَضى مَا فَاتَهُ (٨).
(١) قوله: «فاته من» وقع في الأصل: «فاتته
وهو من».
(٢)
في الأصل: «إذ» والمثبت من (ن).
(٣)
وهذا مخالف لما رواه ابن أبي شيبة (١١٤٨٤) من طريق جابر، عن الشعبي، وعطاء، قالا:
لا تقض ما فاتك من التكبير على الجنازة.
(٤)
قوله: «عن عطاء» لعله ضرب عليه في (ن).
(٥)
سقط من الأصل، (ن) وأثبتناه ليستقيم الإسناد.
(٦)
قوله: «قضى ما فاته» سقط من الأصل، وأثبتناه من (ن).
(٧)
قوله: «عبد الرزاق، عن معمر … فاته شيء من التكبير» ليس في الأصل، والمثبت من (ن).
(٨)
كذا وقع الأثر في الأصل، (ن) وخالفه بن أبي شيبة (١١٤٨٦) فقال: «حدثنا أبو خالد
الأحمر، عن شعبة، عن قتادة قال:»يكبر ما أدرك، ولا يقضي ما فاته".
• [٦٦١٣] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ
وَالثَّوْريِّ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الْحَسَنِ (١) قَالَ كَانَ إِذَا فَاتَهُ
شَيْءٌ مِنَ التَّكْبِيرِ عَلَى الْجِنَازَةِ (٢)، لَمْ يَقْضِهِ.
• [٦٦١٤]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ (٣)
قَالَ إِذَا جِئْتَ وَقَدْ كَبَّرَ (٤) الْإِمَامُ عَلَى الْمَيِّتِ، فَقُمْتَ فِي
الصَّفِّ فَلَمْ تُكَبِّرْ حَتَّى يُكَبِّرُوا، فَكَبِّرْ مَعَهُمْ.
٤٨
- بَابُ
السَّهْوِ، وَالصَلَاةِ عَلَى الْجنَائِزِ، وَلَا يَقْطَعُ (٥) الصَّلَاةَ عَلَى
الْجنَائِزِ شَيْءٌ (٦)
• [٦٦١٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ
أَنَسٍ، أَنَّهُ كَبَّرَ عَلَى جِنَازَةٍ ثَلَاثًا، ثُمَّ انْصَرَفَ نَاسِيًا،
فَتَكَلَّمَ وَتَكَلَّمَ النَّاسُ، فَقَالُوا: يَا أَبَا حَمْزَةَ، إِنَّكَ
كَبَّرْتَ ثَلَاثًا، قَالَ: فَصُفُّوا، فَفَعَلُوا، فَكَبَّرَ الرَّابِعَةَ.
• [٦٦١٦]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ إِذَا صلَّيْتَ عَلَى جِنَازَةٍ
*، فَلَا يَضُرُّكَ مَا مَرَّ بَيْنَ يَدَيْكَ، يَقُولُ: مَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ؟
قَالَ (٧) مَعْمَرٌ: وَقَالَهُ
الْحَسَنُ أَيْضًا.
٤٩
- بَابُ
الْقِرَاءَةِ وَالدُّعَاءِ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْمَيِّتِ
° [٦٦١٧]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ كَانَ يَقُولُ فِي الدُّعَاءِ
لِلْمَيِّتِ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا، وَصَغِيرِنَا
(١) كذا في (ن) وفي الأصل:»والحسن«، ولعله
ضرب في (ن) على قوله:»عمرو«.
(٢)
قوله:»على الجنازة«وقع في الأصل بعد قوله:»كان«والمثبت كما في (ن).
(٣)
قوله:»بن يزيد«وقع في الأصل، (ن):»بن زيد«والتصويب من»عمدة القاري«(٨/ ١٢٥) وهو
الحارث بن يزيد العكلي التيمي. انظر:»تهذيب الكمال«(٥/ ٣٠٨).
(٤)
قوله:»وقد كبر«ليس في الأصل، والمثبت من (ن).
(٥)
في الأصل:»تقطع«والمثبت من (ن).
(٦)
ليس في الأصل، والمثبت من (ن).
* [ن/ ٩٦ ب].
(٧)
في الأصل:»يقول" والمثبت من (ن).
° [٦٦١٧]
[شيبة:١١٤٧٤،٣٠٣٩٨].
وَكبِيرِنَا، وَذَكَرِنَا
وَأُنْثَانَا، وَغَائِبِنَا وَشَاهِدِنَا، اللَّهُمَّ مَنْ أَحْيَيتَهُ مِنَّا
فَأَحْيِهِ عَلَى الْإِسْلَامِ، وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنا فَتَوَفَّهُ عَلَى
الْإِيمَانِ». وَبِهِ نَأْخُذُ.
° [٦٦١٨]
عبد الرزاق، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ مُزَيْنَةَ، عَنِ (١)
النَّبِيِّ ﷺ فِي الْقَوْلِ عَلَى الْمَيِّتِ: «اللَّهُمَّ عَبْدُكَ وَابْنُ
عَبْدِكَ (٢)، أَنْتَ خَلَقْتَهُ، وَأَنْتَ قَبَضْتَ رُوحَهُ، وَأَنْتَ (٣)
هَدَيْتَهُ لِلْإِسْلَامِ، وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِسِرِّهِ وَعَلَانِيَتِهِ،
وَجِئْنَا نَشْفَعُ لَهُ، فَاغْفِرْ لَهُ».
• [٦٦١٩]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ *، عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ
ابْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ يَقُولُ ثَلَاثًا عَلَى
الْجَنَائِزِ: اللَّهُمَّ أَصْبَحَ عَبْدُكَ فُلَانٌ، إِنْ كَانَ صَبَاحًا، وإِنْ
كَانَ مَسَاءً قَالَ: أَمْسَى عَبْدُكَ قَدْ تَخَلَّى مِنَ الدُّنْيَا وَتَرَكَهَا
لِأَهْلِهَا، وَافْتَقَرَ إِلَيْكَ وَاسْتَغْنَيْتَ عَنْهُ، وَكَانَ يَشْهَدُ أَنْ
لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ فَاغْفِرْ
لَهُ، وَتَجَاوَزْ عَنْهُ.
وَذَكَرَهُ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ.
• [٦٦٢٠]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ عَلَى الْمَيِّتِ:
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأَحْيَائِنَا وَأَمْوَاتِنَا، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِنَا،
وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا، وَاجْعَلْ قُلُوبَنَا عَلَى قُلُوبِ أَخْيَارِنَا،
اللَّهُمَّ اغْفِر لَهُ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، اللَّهُمَّ أَرْجِعْهُ إِلَى
خَيْرٍ مِمَّا كَانَ فِيهِ، اللَّهُمَّ عَفْوَكَ (٤)، وَكَانَ إِذَا جَاءَهُ
نَعْيُ الرَّجُلِ
(١) في الأصل: «أن»، والمثبت من (ن).
(٢)
قوله: «وابن عبدك» ليس في (ن)، وقد أخرجه الطبري في «تهذيب الآثار» (٢٤٣) من طريق
سفيان، عن أبي إسحاق به، بدونها.
(٣)
ليس في الأصل، والمثبت من (ن).
• [٦٦١٩]
[شيبة: ١١٤٧٦،٣٠٤٠٠].
* [٢/
٧٥ أ].
• [٦٦٢٠]
[شيبة: ١١٤٧٧، ١١٤٩٤، ٣٠٤٠١].
(٤)
قوله: «اللهم عفوك» تكرر في «الدعاء» للطبراني (١١٩) من طريق الدبري، عن عبد
الرزاق.
الْغَائِبِ، قَالَ: إِنَّا لِلَّهِ
وإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، اللَّهُمَّ ارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِي الْمُهْتَدِينَ
(١)، وَاخْلُفْهُ فِي تَرِكَتِهِ فِي الْغَابِرِينَ، وَنَحْتَسِبُهُ عِنْدَكَ يَا
رَبَّ الْعَالَمِينَ، اللَّهُمَّ وَلَا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ وَلَا تَفْتِنَّا
بَعْدَهُ (٢).
• [٦٦٢١]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ نَافِعًا، يَزْعُمُ أَنَّ ابْنَ
عُمَرَ كَانَ يَقُولُ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْجِنَازَةِ: اللَّهُمَّ بَارِكْ
فِيهِ، وَصَلِّ عَلَيْهِ، وَاغْفِرْ لَهُ، وَأَوْرِدْهُ (٣) حَوْضَ رَسُولِكَ ﷺ.
• [٦٦٢٢]
عبد الرزاق، عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ، أَنَّهُ سَمِعَ نَافِعًا يُحَدِّثُ عَنِ
ابْنِ عُمَرَ نَحْوَهُ، يَعْنِي: بَارِكْ فِيهِ، تُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ
*.
• [٦٦٢٣]
عبد الرزاق، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ،
أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا هُرَيْرَةَ كَيْفَ تُصَلِّي عَلَى الْجَنَائِزِ؟ فَقَالَ
أَبُو هُرَيْرَةَ: أَنَا لَعَمْرُ اللهِ (٤) أُخْبِرُكَ: أَتَّبِعُهَا مَعَ
أَهْلِهَا، فَإِذَا وَضَعُوهَا (٥) كَبَّرْتُ وَحَمِدْتُ اللَّهَ، وَصلَّيْتُ
عَلَى نَبِيِّهِ ﷺ، ثُمَّ أَقُولُ: اللَّهُمَّ عَبْدُكَ، وَابْنُ عَبْدِكَ،
وَابْنُ أَمَتِكَ، كَانَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، وَأَنَّ
مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ، اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ
مُحْسِنًا فَزِدْ فِي إِحْسَانِهِ، وَإِنْ كَانَ مُسِيئًا فَتَجَاوَزْ عَنْهُ،
اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ وَلَا تَفْتِنَّا بَعْدَهُ.
• [٦٦٢٤]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، وَسَأَلْتُهُ عَنِ
الصَّلَاةِ عَلَى
(١) كذا في الأصل، ونسبه في (ن) إلى نسخة،
وكتب في الحاشية: «المهديين» وصحح عليه، وفي «المصنف» لابن أبي شيبة (١١٩٧٥)، من
طريق منصور كالمثبت.
(٢)
قوله: «وكان إذا جاءه نعي ....... ولا تفتنا بعده» ليس في «الدعاء».
• [٦٦٢١]
[شيبة: ٣٠٤٠٦].
(٣)
في الأصل: «وأرده» والمثبت من (ن).
* [ن/ ٩٧ أ].
• [٦٦٢٣]
[التحفة: د سي ١٤٢٦١، سي ق ١٤٩٩٤، دت سي ١٥٣٨٥] [شيبة: ١١٤٩٥].
(٤)
لعمر الله: قسمٌ ببقاء الله ودوامه. (انظر: النهاية، مادة: عمر).
(٥)
«وضعوها» في (ن): «وضعت».
الْجَنَائِزِ؟ وَأَخْبَرَنِي (١)
عَنْ أَبِي صَالِحٍ الزَّيَّاتِ قَالَ: تَبْدَأُ بِالصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ
ثُمَّ (٢)، تَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأَحْيَائِنَا وَأَمْوَاتِنَا،
وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِنَا، وَاجْعَلْ قُلُوبَنَا
عَلَى قُلُوبِ أَخْيَارِنَا، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، وَارْحَمْهُ، وَارْدُدْهُ
إِلَى خَيْرٍ مِمَّا كَانَ فِيهِ، وَاجْعَلِ الْيَوْمَ خَيْرَ يَوْمٍ جَاءَ
عَلَيْهِ، اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ، وَلَا تَفْتِنَّا بَعْدَهُ.
° [٦٦٢٥]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ سَعْدِ (٣) بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ طَلْحَةَ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (٤) بْنِ عَوْفٍ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ عَلَى
جِنَازَةٍ فَقَرَأَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ فَقُلْتُ لَهُ، فَقَالَ: إِنَّهُ مِنْ
تَمَامِ السُّنَّةِ، وإِنَّهُ (٥) مِنَ السُّنَّةِ.
° [٦٦٢٦]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ
بْنَ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، يُحَدِّثُ ابْنَ الْمُسَيَّبِ قَالَ السُّنَّةُ فِي
الصَّلَاةِ عَلَى الْجَنَائِزِ أَنْ يُكَبِّرَ، ثُمَّ يَقْرَأَ بِأُمِّ الْقُرْآنِ
ثُمَّ يُصَلِّيَ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ، ثُمَّ يُخْلِصَ الدُّعَاءَ لِلْمَيِّتِ،
وَلَا يَقْرَأَ إِلَّا فِي التَّكْبِيرَةِ الْأُولَى، ثُمَّ يُسَلِّمَ فِي
نَفْسِهِ عَنْ يَمِينِهِ.
• [٦٦٢٧]
قال ابْنُ جُرَيْجٍ: وَحَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ قَالَ: الْقِرَاءَةُ فِي
الصَّلَاةِ عَلَى الْمَيِّتِ فِي التَّكْبِيرَةِ الْأُولَى.
• [٦٦٢٨]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَمَعْتُ فِي الصَّلَاةِ
عَلَى الْجَنَائِزِ أَرْبَعِينَ كِتَابًا، فَأَمْسَكْتُ مِنْهَا كِتَابًا وَاحِدًا
فِيهِ يُكَبِّرُ، ثُمَّ يَقْرَأُ بِأُمِّ الْقُرْآنِ ثُمَّ يُصَلِّي عَلَى
النَّبِيِّ ﷺ، ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ عَبْدُكَ فُلَانٌ خَلَقْتَهُ، إِنْ
تُعَاقِبْهُ فَبِذَنْبِهِ، وإِنْ تَغْفِرْ لَهُ، فَإِنَّكَ
(١) كذا في الأصل، (ن).
(٢)
ليس في الأصل، (ن) وأثبتناه ليستقيم السياق.
° [٦٦٢٥]
[شيبة: ١١٥٢٠].
(٣)
في الأصل: «سعيد»، والمثبت من (ن)، وهو موافق لما في «الأوسط» لابن المنذر (٥/
٤٨٢) عن الدبري، عن عبد الرزاق، به.
(٤)
في الأصل، (ن): «عبيد الله»، وينظر: «الأوسط»، و«التاريخ الكبير» (٤/ ٣٤٥).
(٥)
كذا في الأصل، (ن)، وفي «الأوسط»: «أو».
° [٦٦٢٦]
[شيبة: ١١٥١٦،١١٤٩٧].
أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ،
اللَّهُمَّ صَعِّدْ رُوحَهُ فِي السَّمَاءِ، وَوَسِّعْ عَنْ جَسَدِهِ الْأَرْضَ،
اللَّهُمَّ نَوِّرْ لَهُ فِي قَبْرِهِ، وَأَفْسِحْ لَهُ فِي * الْجَنَّةِ،
وَاخْلُفْهُ فِي أَهْلِهِ، اللَّهُمَّ لَا تُضِلَّنَا بَعْدَهُ، وَلَا تَحْرِمْنَا
أَجْرَهُ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ.
• [٦٦٢٩]
وذكره (١) ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قال عبد الرزاق *: وَأَمَرَنِي
مَعْمَرٌ، فَسَأَلْتُ ابْنَ مُجَاهِدٍ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، ثُمَّ سَأَلَنِي (٢)
عَنْهُ مَعْمَرٌ، فَحَدَّثْتُهُ بِهِ.
• [٦٦٣٠]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ كَانَ يَقْرَأُ فِي
التَّكْبِيرَاتِ كُلِّهَا (٣) بِأُمِّ الْقُرْآنِ وَيَقُولُ (٤): اللَّهُمَّ
عَبْدُكَ فُلَانٌ، عَظِّمْ أَجْرَهُ وَنُورَهُ، وَأَلْحِقْهُ بِنَبِيِّهِ ﷺ،
وَأَفسِحْ لَهُ فِي قَبْرِهِ، اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ، وَلَا
تُضِلَّنَا بَعْدَهُ.
• [٦٦٣١]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ كَانَ
يَقْرَأُ بِفَاتِحَةِ (٥) الْكِتَابِ فِي كُلِّ تَكْبِيرَة.
• [٦٦٣٢]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ كَانَ لَا
يَقْرَأُ فِي شَيءٍ مِنَ التَّكْبِيرَاتِ (٦)، وَكَانَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ
اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ،
وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْعَلْ قُلُوبَهُمْ عَلَى قُلُوبِ
أَخْيَارِهِمُ، اللَّهُمَّ ارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِي الْمَهْدِيِّينَ، وَاخْلُفْهُ
فِي تَرِكَتِهِ فِي الْغَابِرِينَ، اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ، وَلَا
تُضِلَّنَا بَعْدَهُ.
* [٢/ ٧٠ ب].
(١)
في الأصل: «ذكره»، والمثبت من (ن).
* [ن/ ٩٧ ب].
(٢)
في الأصل: «سألت»، والمثبت من (ن)، وينظر: «الدعاء» للطبراني (١٢٠١)، عن الدبري،
عن عبد الرزاق، به.
(٣)
في (ن): «كلهن».
(٤)
في الأصل: «يقول» والمثبت من (ن).
• [٦٦٣١]
[شيبة:١١٥١٣].
(٥)
في (ن): «فاتحة».
(٦)
في الأصل: «التكبيرات» والمثبت من (ن)، وهو الموافق لما في «الدعاء»، للطبراني
(١٢٠٢) عن الدبري، عن عبد الرزاق به.
• [٦٦٣٣] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ
حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ سَأَلْتُهُ: أَيَقْرَأُ عَلَى الْمَيِّتِ إِذَا
صَلَّى عَلَيْهِ؟ قَالَ: لَا.
• [٦٦٣٤]
عبد الرزاق، عَنِ الثوْريِّ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ (١)، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ
التَّكْبِيرَةُ الْأُولَى عَلَى الْمَيِّتِ ثَنَاءٌ وعَلَى اللَّهِ،
وَالثَّانِيَةُ صَلَاةٌ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ، وَالثَّالِثَةُ دُعَاءٌ لِلْمَيِّتِ،
وَالرَّابِعَةُ تَسْلِيمٌ.
• [٦٦٣٥]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، قَالَ: قُلْتُ لإِبْرَاهِيمَ
عَلَى الْمَيِّتِ شَيْءٌ مُوَقَّتٌ؟ قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ، قَالَ سُفْيَانُ:
وَبَلَغَنَا أَنَّ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: عَلَيْهِ الدُّعَاءُ وَالاِسْتِغْفَارُ.
• [٦٦٣٦]
عبد الرزاق، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مَطَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ
قَالَ مَا نَعْلَمُ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْمَيِّتِ مِنْ قِرَاءَةٍ، وَلَا
دُعَاءٍ شَىْءَ مَعْلُومً (٢).
• [٦٦٣٧]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي
الدَّرْدَاءِ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُمْ كَانُوا
يَقْرَءُونَ بِأُمِّ الْقُرْآنِ وَيَدْعُونَ وَيَسْتَغْفِرُونَ بَعْدَ كُلِّ
تَكْبِيرَةٍ مِنَ الثَّلَاثِ، ثُمَّ يُكَبِّرُونَ الرَّابِعَةَ، فَيَنْصَرِفُونَ،
وَلَا يَقْرَءُونَ.
• [٦٦٣٨]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ أَيُكْرَهُ (٣) أَنْ
يُجْمَعَ مَعَ الْمَيِّتِ أَحَدٌ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْجِنَازَةِ (٤)؟ قَالَ:
مَا بَلَغَنَا ذَلِكَ.
• [٦٦٣٩]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،
أَنَّهُ كَانَ إِذَا
• [٦٦٣٤] [شيبة:١١٤٩٦،١١٤٩٣].
(١)
زاد بعده في الأصل: «التكبيرة الأولى على الميت ثناء على الله والثانية صلاة عن
أبي هاشم» وهو سهو من الناسخ.
• [٦٦٣٥]
[شيبة: ١١٤٨٧]
(٢)
قوله: «شيء معلوم» كذا وقع في الأصل، (ن) وله وجه في اللغة.
(٣)
«أيكره» في (ن): «أتكره».
(٤)
قوله: «الصلاة على الجنازة» وقع في الأصل: «الجنازة على الصلاة» والمثبت من (ن).
صَلَّى عَلَى الْجِنَازَةِ، قَالَ:
اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ لَنَا فَرَطًا (١)، وَاجْعَلِ الْجَنَّةَ بَيْنَنَا
وَبَيْنَهُ مَوْعِدًا، اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ، وَلَا تُضِلَّنَا
بَعْدَهُ.
• [٦٦٤٠]
عبد الرزاق، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ (٢)، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ،
أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ كَان يَقُولُ عَلَى الْجِنَازَةِ: اللَّهُمَّ عَبْدُكَ
* وَابْنُ عَبْدِكَ، أَحْيَيْتَهُ مَا شِئْتَ، وَقَبَضْتَهُ حِينَ شِئْتَ،
وَتَبْعَثُهُ إِذَا شِئْتَ، اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ زَاكِيًا (٣) فَزَكِّهِ، وَإِنْ
كَانَ مُسِيئًا فَتَجَاوَزْ عَنْهُ، اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ، وَلَا
تُضِلَّنَا بَعْدَهُ، اللَّهُمَّ ﴿اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ
سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ﴾ [الحشر: ١٠]،
الْآيَةَ.
• [٦٦٤١]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ إِذَا كَبَّرْتَ خَلْفَ الْإِمَامِ عَلَى
الْجِنَازَةِ فَأَسْمِعْ نَفْسَكَ.
• [٦٦٤٢]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ وَابْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ
طَاوُسٍ، عَنْ (٤) أَبِيهِ وَقُلْتُ لَهُ: مَا (٥) أَفْضلُ مَا يُقَالُ عَلَى
الْمَيِّتِ؟ فَقَالَ (٥): الاِسْتِغْفَارُ.
٥٠
- بَابُ
تَسْلِيمِ الْإِمَامِ عَلَى الْجِنَازَةِ
• [٦٦٤٣]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ (٦) بْنِ
سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ قَالَ: إِذَا صَلَّى الْإِمَامُ عَلَى الْجِنَازَةِ سَلَّمَ
فِي نَفْسِهِ، عَنْ يَمِينِهِ.
وَبِهِ نَأْخُذُ.
(١) الفرط: المتقدم والسابق. (انظر: النهاية،
مادة: فرط).
(٢)
في الأصل، (ن): «المنذر» والصواب ما أثبتناه. وينظر: «تهذيب الكمال» (٣٣/ ١٤٣).
* [ن/ ٩٨ أ].
(٣)
زاكيا: صالحا. (انظر: اللسان، مادة: زكو).
(٤)
في الأصل: «و»، والتصويب من (ن)، وهو الموافق لما في «حلية الأولياء» لأبي نعيم
(٤/ ١٤) من طريق الدبري، عن عبد الرزاق به.
(٥)
ليس في الأصل، (ن)، والمثبت من المصدر السابق.
(٦)
زاد بعده في الأصل: «بن شهاب»، والمثبت كما في (ن).
• [٦٦٤٤] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ سَلَّمَ
تَسْلِيمَةً خَفِيفَةً عَلَى الْجِنَازَةِ.
• [٦٦٤٥]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ
الْإِمَامُ يُسَلِّمُ عَلَى الْجِنَازَةِ *، عَنْ يَمِينِهِ تَسْلِيمَةً خَفِيفَةً
(١).
• [٦٦٤٦]
قال الثَّوْرِيُّ، وَأَخْبَرَنِي الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ
إِيَاسٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ مِثْلَهُ.
• [٦٦٤٧]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرٍ قَالَ: يُسَلِّمُ تَسْلِيمَةً خَفِيفَةً (٢).
• [٦٦٤٨]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ
سَلَّمَ عَلَى جِنَازَةٍ (٣) حَتَّى سَمِعَهُ مَنْ يَلِيهِ.
وَقَالَهُ ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ.
• [٦٦٤٩]
عبد الرزاق (٤)، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ يُسَلِّمُ الْإِمَامُ عَلَى الْجِنَازَةِ
كَمَا يُسَلِّمُ فِي الصَّلَاةِ، وَيُسَلِّمُ مَنْ خَلْفَهُ.
* [٢/ ٧٦ أ].
(١)
كذا في الأصل، (ن).
• [٦٦٤٦]
شيبة:١١٦١٧].
• [٦٦٤٧]
[شيبة: ١١٦٢١].
(٢)
كذا في الأصل، (ن)، وفي «الاستذكار» (٨/ ٢٨٢): «ذكر عبد الرزاق عن ابن جريج عن
موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر أنه كان إذا قضى الصلاة على الجنائز سلم عن
يمينه. وذكر ابن أبي شيبة عن علي بن مسهر عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أنه كان
إذا صلى على جنازة سلم على يمينه واحدة.
ومن هذين الكتابين أن ابن عمر، وأبا
هريرة، وابن سيرين، كانوا يجهرون بالسلام ويسمعون من يليهم، وأن علي بن أبي طالب،
وابن عباس، وأبا أمامة بن سهل بن حنيف، وسعيد بن جبير، كانوا يخفون التسليم،
وإبراهيم النخعي أيضا كان يسلم تسليمة خفية» اهـ.
(٣)
في الأصل: «جماعة» والمثبت من (ن).
(٤)
كأن سقطا وقع بعده، ولعله: «ابن جريج».
• [٦٦٥٠] عبد الرزاق، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ
نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ، سَلَّمَ
حَتَّى يُسْمِعَ (١) مَنْ يَلِيهِ.
• [٦٦٥١]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُوسَى، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ
ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا قَضَى الصَّلَاةَ عَلَى الْجِنَازَةِ، سَلَّمَ عَلَى
يَمِينِهِ.
• [٦٦٥٢]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ ابْنَ سِيرِينَ صَلَّى
عَلَى جِنَازَةٍ، فَأَسْمَعَهُمُ التَّسْلِيمَ.
٥١
- بَابٌ
كَمْ يَدْخُلُ الْقَبْرَ؟
• [٦٦٥٣]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ تُدْخِلُ الْقَبْرَ كَمْ
شِئْتَ.
• [٦٦٥٤]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ مِثْلَهُ (٢).
وَبِهِ نَأْخُذُ.
• [٦٦٥٥]
عبد الرزاق، عَنِ الثُّوْريِّ (٣) وَغَيْرِهِ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى
التَّوْءَمَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: نَزَلَ فِي قَبْرِ النَّبِيِّ ﷺ
عَلِيٌّ، وَالْفَضْلُ، وَابْنُ شُقْرَانَ (٤).
• [٦٦٥٦]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ:
حَدَّثَنِي
(١) في الأصل: «يسمعه» والمثبت من (ن)، وهو
الموافق لما في «الموطأ» (ص: ٢٣٠).
• [٦٦٥١]
[شيبة: ١١٦١١].
(٢)
أخرجه ابن أبي شيبة (١١٧٦٦) وقال فيه: «أَدْخِلَ القبر كم شئت».
(٣)
قوله: «الثوري، وغيره» كذا في الأصل، (ن)، وفي «معرفة الصحابة» (٣/ ١٥٠٧)، من حديث
الدبري، عن عبد الرزاق: «ابن جريج، وغيره»، وقد سبق الحديث من طريق ابن جريج برقم:
(٦٢٧٠).
(٤)
كذا في الأصل: «وابن شقران»، وهو وهم من الدبري فيما نص عليه أبو نعيم في «معرفة
الصحابة»، نقلا عن الطبراني قوله: «هكذا قال إسحاق، والصواب: شقران، واسمه: صالح،
مولى رسول الله ﷺ، رواه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن عبد الله بن أبي رافع. والزهري،
عن سعيد بن المسيب، عن علي رضي الله عنه».
ابْنُ أَبِي مَرْحَبٍ قَالَ:
كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ فِي قَبْرِ النَّبِيِّ ﷺ أَرْبَعَةً: عَلِيٌّ،
وَالْفَضْلُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَأُسَامَةُ، أَوْ عَبَّاسٌ.
• [٦٦٥٧]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ أُصَدَّقُ أَنَّهُ
نَزَلَ فِي قَبْرِ النَّبِيِّ * ﷺ عَلِيٌّ، وَالْفَضْلُ، وَوَلِيَ عَلِيٌّ
سُفْلَتَهُ فِي الْقَبْرِ، وَنَزَلَ مَعَهُمْ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، قَالَتِ
الْأَنْصَارُ: قَدْ كَانَ لَنَا حَظٌّ فِي حَيَاتِهِ، فَاجْعَلُوا لَنَا فِي
مَوْتِهِ حَظًّا، فَأَنْزَلُوا ذَلِكَ الْأَنْصَارِيَّ مَعَهُمْ.
وَبَلَغَنِي أَنَّهُ: خَوْلِيُّ بْنُ
أَوْسٍ.
٥٢
- بَابُ
الْقَوْلِ حِينَ يُدْلَى الْمَيِّتُ فِي الْقَبْرِ
• [٦٦٥٨]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَطَاءً، عَنِ الْقَوْلِ حِينَ
يُدْلَى الْمَيِّتُ فِي الْقَبْرِ، فَقَالَ: مَاتَ ابْنٌ لِعُبَيْدِ بْنِ
عُمَيْرٍ، فَلَمَّا تَنَاوَلَهُ مَنْ فَوْقَ الْقَبْرِ سَمِعْتُ عُبَيْدًا
يَقُولُ: بِاسْمِ اللَّهِ عَلَى مِلَّةِ (١) إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا (٢)، وَمَا
كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، صَلَاتُنَا، وَنُسُكُنَا (٣)، وَمَحْيَاتُنَا،
وَمَمَاتُنَا، لِلَّهِ (٤) رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ
أُمِرْنَا، وَنَحْنُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ.
وَبِهِ نَأْخُذُ.
• [٦٦٥٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ
الْجَزَرِيِّ، عَنْ مِقْسَمٍ، وَعَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ قَالَا: كَانَ
يُقَالُ عَلَى الْمَيِّتِ فِي الْقَبْرِ حِينَ يُدْلَى بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ،
وَفِي سَبِيلِكَ، وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِكَ ﷺ اللَّهُمَّ تَقَبَّلْهُ مِنْكَ
بِقَبُولِ حَسَنٍ، وَارْدُدْهُ إِلَى خَيْرِ مَرَدٍّ، اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنَا
أَجْرَهُ، وَلَا تَفْتِنَّا بَعْدَهُ.
* [ن/ ٩٨ ب].
(١)
الملة: الشريعة والدين، والجمع: الملل. (انظر: المعجم العربي الأساسي، مادة: ملل).
(٢)
الحنيف: المائل إلى الإسلام الثابت عليه. (انظر: النهاية، مادة: حنف).
(٣)
النسك: الطاعة والعبادة، وكل ما يتقرب به إلى الله تعالى، وسميت أمور الحج كلها
مناسك.
(انظر: النهاية، مادة: نسك).
(٤)
في الأصل: «له» والمثبت من (ن).
• [٦٦٦٠] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ
لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: إِذَا دَلَّيْتَ الْمَيِّتَ فِي لَحْدِهِ، فَقُلْ:
بِاسْمِ اللَّهِ، وَفِي سَبِيلِ الله، وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ،
اللَّهُمَّ أَفْسِحْ (١) لَهُ فِي قَبْرِهِ، وَنَوِّرْ لَهُ قَبْرَهُ،
وَأَلْحِقْهُ بِنَبِيِّهِ ﷺ، وَأَنْتَ عَنْهُ رَاضٍ غَيْرُ غَضْبَانَ.
• [٦٦٦١]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ خَيْثَمَةَ
قَالَ: كَانُوا يَسْتَحِبُّونَ أَنْ يَقُولُوا عَلَى الْمَيِّتِ بِاسْمِ اللَّهِ،
وَفِي سَبِيلِ * اللَّهِ، وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، اللَّهُمَّ أَجِرْهُ
مِنْ عَذَابِ النَّارِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ (٢) شَرِّ الشَّيْطَانِ.
• [٦٦٦٢]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ
مَيْسَرَةَ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، قَالَ: قَالَ النَّزَّالُ بْنُ
سَبْرةَ إِذَا أَدْخَلْتَنِي حُفْرَتِي، فَقُلِ: اللَّهُمَّ بَارِكْ فِي هَذَا
الْبَيْتِ، وَبَارِكْ فِي دَاخِلِهِ.
• [٦٦٦٣]
عبد الرزاق، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ (٣) عَاصِمِ بْنِ
ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إِذَا أَدْخَلَ الْمَيِّتَ
قَبْرَهُ: بِاسْمِ اللَّهِ، وَفِي سَبِيلِ اللهِ، وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ
ﷺ.
وَبِهِ نَأْخُذُ.
• [٦٦٦٤]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، أَنَّ
أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ كَانَ يَقُولُ إِذَا أَدْخَلَ الْمَيِّتَ اللَّحْدَ (٤):
بِاسْمِ اللَّهِ، وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ *، وَبِالْيَقِينِ
بِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ.
• [٦٦٦٠] [شيبة: ١١٨٢٠،٣٠٤٦٥].
(١)
في (ن): «افتح».
• [٦٦٦١]
[شيبة: ١١٨١٩، ٣٠٤٦٤].
* [٢/
٧٦ ب].
(٢)
ليس في الأصل، والمثبت من (ن).
• [٦٦٦٣]
[شيبة: ١١٨٢٦، ٢٧٠٦١، ٣٠٤٦٧].
(٣)
قوله: «إسحاق عن»، ليس في الأصل، ولعله وهم من الناسخ، والتصويب من (ن)، ويوافقه
ما في «الدعاء» للطبراني (١٢١١) عن الدبري، عن عبد الرزاق، به.
(٤)
قوله: «أدخل الميت اللحد» وقع في الأصل: «دخل السجد»، والمثبت من (ن)، وينظر: «كنز
العمال» (٤٢٩١٣)، معزوا لعبد الرزاق.
* [ن/٩٩ أ].
٥٣ - بَابٌ مِنْ حَيْثُ يَدْخُلُ
الْمَيِّتُ الْقَبْرَ
• [٦٦٦٥]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (١)، قَالَ: حَضَرْتُ جِنَازَةَ
الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ الْخَارِفِيِّ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ عَلِيٍّ وَابْنِ
مَسْعُودٍ فَرَأَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيَّ كَشَفَ ثَوْبَ
النَّعْشِ عَنْهُ حِينَ أُدْخِلَ الْقَبْرَ، وَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ رَجُلٌ،
وَقَالَ: رَأَيْتُ (٢) الذَّرِيرَةَ عَلَى كَفَنِهِ، وَاسْتَلَّهُ مِنْ نَحْوِ
رِجْلِ الْقَبْرِ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا.
• [٦٦٦٦]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَبِيعِ
بْنِ خُثَيْمٍ قَالَ لَا تُشْعِرُوا بِي أَحَدًا، وَسُلُّونِي إِلَى رَبِّي (٣)
سَلًّا.
• [٦٦٦٧]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ، عَنْ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ
مِثْلَهُ.
• [٦٦٦٨]
عبد الرزاق، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي عَزَّةَ، قَالَ شَهِدْتُ
عَامِرًا أَدْخَلَ ابْنَتَهُ الْقَبْرَ مِنْ قِبَلِ الرِّجْلَيْنِ.
• [٦٦٦٩]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى قَالَ
سُلَّ النَّبِيُّ ﷺ مِنْ نَحْوِ رَأْسِهِ، وَالنَّاسُ بَعْدَهُ.
• [٦٦٧٠]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ:
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو وَأَبِي النَّضْرِ وَسَعِيدِ بْنِ خَالِدٍ وَيَحْيَى
وَرَبِيعَةَ (٤) وَأَبِي الزِّنَادِ وَمُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ
سُلَّ مِنْ نَحْوِ رَأْسِهِ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وإِنَّ الْأَمْرَ
قَبْلَهُمْ لَمْ يَزَلْ عَلَى ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ الْمَرْأَةُ.
• [٦٦٦٥] [شيبة: ١١٢٧١، ١١٧٨٥].
(١)
زاد بعده في الأصل: «عن» والمثبت كما في (ن).
(٢)
قوله: «وقال رأيت» في (ن): «قال ورأيت».
• [٦٦٦٦]
[شيبة:١١٣١٩].
(٣)
قوله: «إلى ربي» وقع في الأصل، (ن): «إلي»، والمثبت كما في «الزهد والرقائق» لابن
المبارك (٤٣٣)، و«المصنف» لابن أبي شيبة (١١٣١٩)، من حديث الثوري، به.
• [٦٦٦٨]
[شيبة:١١٨٠٦].
(٤)
قوله: «وربيعة» وقع في الأصل: «بن ربيعة» والمثبت من (ن). وينظر: «السنن الصغير»
(١١٠٧)، «السنن الكبرى» للبيهقي (٧١٣٦).
قال أبو بكر: وَأَخْبَرَنِيهِ أَبُو
بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدٍ.
• [٦٦٧١]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: إِنَّ
(١) النَّبِيَّ ﷺ أُدْخِلَ الْقَبْرَ مِنْ قِبَلِ الْقِبْلَةِ.
• [٦٦٧٢]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصورٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ (٢) أَنَّ
عَلِيًّا أَخَذَ يَزِيدَ بْنَ الْمُكَفَّفِ مِنْ قِبَلِ الْقِبْلَةِ.
وَبِهِ نَأْخُذُ.
• [٦٦٧٣]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي عَطَاءٍ، قَالَ
شَهِدْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَنَفِيَّةِ حِينَ (٣) مَاتَ ابْنُ عَبَّاسٍ، أَخَذَهُ
مِنْ نَحْوِ الْقِبْلَةِ حِينَ أَدْخَلَهُ الْقَبْرَ.
٥٤
- بَابُ
الذَّرِيرَةِ تُذَرُّ (٤) عَلَى النَّعْشِ
• [٦٦٧٤]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ: أَوْصَتْ
أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ أَلَّا يُذَرَّ عَلَى ثَوْبِ نَعْشِهَا حَنُوطٌ (٥).
• [٦٦٧٥]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى الْقُرَشِيِّ، قَالَ
رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَنْهَى عَنِ الذَّرِيرَةِ تُذَرُّ فَوْقَ
النَّعْشِ.
(١) قوله: «قال إن» في (ن): «أن».
• [٦٦٧٢]
[شيبة: ١١٨٠٨، ١١٨١١].
(٢)
قوله: «عمر بن سعد» كذا وقع في الأصل، وفي (ن): «عمير بن سعد»، وفي «الأوسط» لابن
المنذر (٥/ ٥٠٠) عن الدبري، عن عبد الرزاق به: «عن عمر بن سعد - قال أبو بكر:
الصحيح -، أن عليًا …». وعلق المحقق عليه فقال: «كذا في الأصل ولعله سقط: عمير»
يريد أن النص: «قال أبو بكر: الصحيح: عمير»، وأبو بكر هو عبد الرزاق، والرواي
المذكور، الصواب في اسمه: عمير بن سعيد، وهو: أبو يحيى الكوفي النخعي، لكن الظاهر
أن رواية عبد الرزاق كالمثبت، واللَّه أعلم.
(٣)
في الأصل، (ن): «حيث» والتصويب كما عند المصنف برقم (٦٣٩٨).
(٤)
في (ن): «تُدرُّ».
(٥)
الحنوط: ما يخلط من الطيب لأكفان الموتى وأجسامهم خاصة. (انظر: النهاية، مادة:
حنط).
• [٦٦٧٥]
[شيبة: ١١٢٧٢].
٥٥ - بَابُ سَتْرِ الثَّوْبِ عَلَى
الْقَبْرِ
• [٦٦٧٦]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: مَاتَ الْحَارِثُ
الْخَارِفِيُّ، فَرَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ يَقُولُ: اكْشُطُوا هَذَا
الثَّوْبَ، فَإِنَّمَا هُوَ رَجُلٌ، يَعْنِي سَتْرَ الثَّوْبِ عَلَى الْقَبْرِ.
° [٦٦٧٧]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ * رَجُلٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ سَعْدَ
(١) بْنَ مَالِكٍ قَالَ: أَمَرَ النَّبِيُّ ﷺ بِثَوْبٍ، فَسُتِرَ عَلَى الْقَبْرِ،
حِينَ دَلَّى (٢) سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ فِيهِ. قَالَ: وَ(٣) قَالَ سَعْدٌ (٤):
إِنَّ النَّبِيَّ ﷺ، نَزَلَ فِي قَبْرِ سَعْدِ (٤) بْنِ مُعَاذٍ، وَمَعَهُ
أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ (٥)، وَسَتَرَ عَلَى الْقَبْرِ بِثَوْبٍ، فَكُنْتُ مِمَّنْ
يُمْسِكُ الثَّوْبَ وَبِهِ نَأْخُذُ.
٥٦
- بَابُ
حَثْيِ التُّرَابِ
• [٦٦٧٨]
عبد الرزاق *، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ كَانَ الْمُهَاجِرُونَ
يَلْحَدُونَ لِمَوْتَاهُمْ، وَيَنْصِبُونَ اللَّبِنَ عَلَى اللَّحْدِ نَصبًا،
ثُمَّ يَحْثُونَ عَلَيْهِمُ التُّرَابَ.
وَبِهِ نَأْخُذُ بِالْحَثْيِ.
• [٦٦٧٩]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، أَنَّ ابْنَ
عَبَّاسٍ لَمَّا دَفَنَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ حَثَى عَلَيْهِ التُّرَابَ، ثُمَّ
قَالَ: هَكَذَا يُدْفَنُ الْعِلْمُ.
* [ن/٩٩ ب].
(١)
في الأصل: «زيد»، والمثبت من (ن)، وينظر: «التلخيص الحبير» لابن حجر (٢/ ١٢٩)،
معزوا لعبد الرزاق، به.
(٢)
الإدلاء: الإنزال والسقوط. (انظر: القاموس، مادة: دلو).
(٣)
قوله: «قال: و»ليس في الأصل، والمثبت من (ن).
(٤)
في الأصل:«سعيد»، والمثبت من (ن).
(٥)
في الأصل:«يزيد»، والمثبت من (ن).
* [٢/
٧٧ أ].
• [٦٦٧٩]
[شيبة:١٢١٠٩].
قَالَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ،
فَحَدَّثْتُ بِهِ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ، فَقَالَ: وَابْنُ (١) عَبَّاسٍ
وَاللهِ قَدْ دُفِنَ بِهِ عِلْمٌ كَثِيرٌ.
• [٦٦٨٠]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ
سَعِيدٍ (٢)، أَنَّ عَلِيًّا حَثَى عَلَى يَزِيدَ بْنِ الْمُكَفَّفِ، قَالَ هُوَ،
أَوْ غَيْرُهُ (٣): ثَلَاثًا.
٥٧
- بَابُ
الرَّشِّ عَلَى الْقَبْرِ
° [٦٦٨١]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ ﷺ بِقَبْرٍ
قَدْ رُشَّ بِالْمَاءِ، فَقَالَ: «أَكُنَّا قَدْ صَلَّيْنَا عَلَى هَذَا؟»
قَالُوا: لَا، فَصَلَّى عَلَيْهِ.
• [٦٦٨٢]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ
وَالْأَسْلَمِيِّ، قَالَا: عَنِ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ الرَّشُّ عَلَى عَهْدِ
رَسُولِ اللَّهِ ﷺ.
° [٦٦٨٣]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ (٤) سَعِيدٍ، عَنِ
الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِالْبَقِيعِ (٥)،
فَإِذَا هُوَ بِقَبْرٍ رَطْبٍ، فَسَأَلَ عَنْهُ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
هَذِهِ السُّوَيْدَاءُ الَّتِي كَانَتْ فِي بَنِي غَنْمٍ مَاتَتْ، فَدُفِنَتْ
لَيْلًا، قَالَ: فَصلَّى عَلَيْهَا.
قال عبد الرزاق (٦): أَمَّا إِذَا
مَاتَ لِي حَمِيمٌ، وَفَاتَتْنِي الصَّلَاةُ عَلَيْهِ فَقَدْ أَوْجَبَ (٧) أَنْ
أُصَلِّيَ عَلَيْهِ، وَأَمَّا النَّاسُ هَكَذَا، فَالدُّعَاءُ أَحَبُّ إِلَيَّ.
(١) في الأصل: «ابن» والمثبت من (ن).
• [٦٦٨٠]
[شبية: ١١٨٣٤،١١٨٣٣].
(٢)
في الأصل: «عمرو بن سعيد» وفي (ن): «عمر بن سعيد»، والمثبت من حاشية (ن) مصححا
عليه، وانظر التعليق على ما سبق برقم (٦٦٧٢)، وفي «الأوسط» لابن المنذر (٥/ ٥١٢)
عن الدبري، عن عبد الرزاق به: «عمير بن سعد».
(٣)
في الأصل، (ن): «غير» والمثبت من «الأوسط».
(٤)
قوله: «يحيى بن» ليس في الأصل، والمثبت من (ن).
(٥)
بقيع الغرقد: مقبرة أهل المدينة وهو معروف لا يجهله أحد، بجوار المسجد النبوي من
جهة الشرق.
والغرقد: كبار العوسج (شجر شوك له
ثمر مدور). (انظر: المعالم الأثيرة) (ص ٥٢).
(٦)
زاد بعده في الأصل: «عن».
(٧)
كذا في الأصل، (ن).
٥٨ - بَابُ الْجَدَثِ وَالْبُنْيَانِ
عَلَى الْقَبْرِ
• [٦٦٨٤]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ، عَنْ غَيْرِ
وَاحِدٍ، أَنْ قَبْرَ النَّبِيِّ ﷺ رُفِعَ جَدَثُهُ شِبْرًا، وَجَعَلُوا ظَهْرَهُ
مُسَنَّمًا (١) لَيْسَتْ لَهُ حَدَبَةٌ.
• [٦٦٨٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَقَطَ الْحَائِطُ الَّذِي
عَلَى قَبْرِ النَّبِيِّ ﷺ، فَسُتِرَ ثُمَّ بُنِيَ، فَقُلْتُ لِلَّذِي سَتَرهُ:
ارْفَعْ نَاحِيَةَ السِّتْرِ حَتَّى أَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ (٢)،
فَإِذَا عَلَيْهِ جَبُوبٌ، وإِذَا عَلَيْهِ رَمْلٌ، كَأَنَّهُ * مِنْ رَمْلِ
الْعَرْصَةِ (٣).
• [٦٦٨٦]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ وَالثَّوْرِيِّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ،
عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، أَنَّهُ قَالَ: لَا تُطِيلُوا
جَدَثِي.
قال عبد الرزاق: قَالَ مَعْمَرٌ فِي
حَدِيثِهِ: قَالَ: فَإِنِّي رَأَيْتُ الْمُهَاجِرِينَ يَكْرَهُونَ ذَلِكَ.
° [٦٦٨٧]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي
وَائِلٍ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ لِأَبِي هَيَّاج: أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِي
عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ ﷺ، «لَا تَدَعْ قَبْرًا مُشْرِفًا (٤) إِلَّا سَوَّيْتَهُ،
يَعْنِي قُبُورَ الْمُسْلِمِينَ، وَلَا تِمْثَالًا فِي بَيْتٍ إِلَّا طَمَسْتَهُ؟».
° [٦٦٨٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ
يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَنْهَى أَنْ يَقْعُدَ الرَّجُلُ عَلَى
الْقَبْرِ، وَأَنْ يُقَصَّصَ (٥)، وَأَنْ يُبْنَى عَلَيْهِ.
(١) المسنم: المحدب كهيئة السنام، خلاف
المسطح. (انظر: المرقاة) (٤/ ١٧٥).
(٢)
قوله: «فنظرت إليه» ليس في الأصل، والمثبت من (ن).
* [ن/ ١٠٠ أ].
(٣)
العرصة: كل موضع واسع لا بناء فيه. (انظر: النهاية، مادة: عرص).
° [٦٦٨٧]
[شيبة: ١١٩١٨].
(٤)
المشرف: البارز المرتفع عن مستوى الأرض. (انظر: اللسان، مادة: شرف).
° [٦٦٨٨]
[الإتحاف: طح حب كم م عه حم ٣٤٠٠] [شيبة: ١١٨٦٤، ١١٨٨٦، ١١٩٠١].
(٥)
التقصيص: البناء بالقَصَّة، وهي: الِجصّ (من مواد البناء). (انظر: النهاية، مادة:
قصص).
• [٦٦٨٩] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ شُرَحْبِيلَ (١) أَنَّ عُثْمَانَ (٢) أَمَرَ
بِتَسْوِيَةِ الْقُبُورِ، قَالَ: وَلَكِنْ يُرْفَعُ مِنَ الْأَرْضِ شَيْئًا،
فَقَالَ (٣): فَمَرُّوا بِقَبْرِ أُمِّ عَمْرٍو بِنْتِ عُثْمَانَ، قَالَ (٤):
فَأَمَرَ بِهِ (٥) فَسُوِّيَ.
• [٦٦٩٠]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ كَانَ
يَكْرَهُ تَرْبِيعَ الْقَبْرِ، يَعْنِي رَأْسَ الْقَبْرِ.
• [٦٦٩١]
قال الثَّوْرِيُّ، وَأَخْبَرَنِي بَعْضُ أَصحَابِنَا، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ (٦)
كَانَ (٧) قُبُورُ أَهْلِ أُحُدٍ جُثًى مُسَنَّمَةً.
• [٦٦٩٢]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، يُقَالُ لَهُ:
أَبُو (٨) نَعَامَةَ، قَالَ *: حَضَرْتُ مُوسَى بْنَ طَلْحَةَ وَشَهِدَ جِنَازَةً،
فَقَالَ جَمْهِرُوا (٩) الْقُبُورَ جَمْهَرَةً، يُقَالُ: لَا تُرْفَعُ وَلَا
تُسَنَّمُ (١٠).
• [٦٦٨٩] [شيبة: ١١٩١٧].
(١)
قوله: «عن عبد الله بن شرحبيل» ليس في الأصل، (ن)، واستدركناه من «تاريخ المدينة»
(٢/ ١٣٢)، من وجه آخر، عن معمر، و«المصنف» لابن أبي شيبة (١١٩١٧)، من طريق سليمان
بن كثير كلاهما، عن الزهري، عن عبد الله بن شرحبيل، به.
(٢)
في الأصل: «عمر»، والمثبت من (ن)، وينظر المصدران السابقان.
(٣)
في (ن): «قال».
(٤)
ليس في (ن).
(٥)
قوله: «فأمر به» ليس في الأصل، والمثبت من (ن).
(٦)
في الأصل: «قالت» والمثبت من (ن).
(٧)
في (ن): «كانت».
(٨)
ليس في الأصل، (ن)، والصواب ما أثبتناه، وهو: أبو نعامة شيبة بن نعامة الضبي،
وينظر: «تهذيب الكمال» (٢٥/ ٣٧٦).
* [٢/
٧٧ ب].
(٩)
في الأصل: «جمهور»، والمثبت من (ن)، وينظر: «غريب الحديث» للقاسم بن سلام (٤/ ٢٩١).
(١٠)
في (ن): «تتسنم»، ونسبه لنسخة، وفي الحاشية كالمثبت، وصحح عليه.
° [٦٦٩٣] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ (١) إِسْحَاقَ، عَنْ (٢) يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ
رَجُلٍ أَحْسَبُهُ ثُمَامَةَ بْنَ شُفَيٍّ، أَنَّ رَجُلًا مَاتَ عَلَى عَهْدِ
النَّبِيِّ ﷺ، فَحَضَرَ دَفْنَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «خَفِّفُوا عَنْ
صَاحِبِكُمْ»، يَعْنِي: أَلَّا تُكْثِرُوا عَلَى قَبْرِهِ مِنَ التُّرَابِ.
• [٦٦٩٤]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَر، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ (٣) كَانَ
يَكْرَهُ أَنْ يُبْنَى عَلَى الْقَبْرِ، أَوْ يُجَصَّصَ (٤)، أَوْ يُتَغَوَّطَ
عِنْدَهُ، وَكَانَ يَقُولُ: لَا تَتَّخِذُوا قُبُورَ إِخْوَانِكُمْ حِشَانًا (٥).
• [٦٦٩٥]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ قَالَ إِذَا مَرَّ بِالْقَبْرِ بِمَكَّةَ عَشْرَ
سِنِينَ، فَاصْنَعْ بِهِ مَا بَدَا لَكَ دَارًا، أَوْ مَسْجِدًا، أَوْ حَرْثًا،
أَوْ مَا كَانَ، فَأَمَّا فِي بِلَادِكُمْ فَعِشْرِينَ سَنَةً.
° [٦٦٩٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا النُّعْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ،
قَالَ: تُوُفِّيَ عَمٌّ لِي (٦) بِالْجَنَدِ، فَدَخَلْتُ مَعَ أَبِي عَلَى (٧)
طَاوُسٍ فَقَالَ لَهُ (٣): يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، هَلْ تَرَى أَنْ
أُقَصِّصَ قَبْرَ أَخِي؟ قَالَ: فَضَحِكَ، وَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ يَا أَبَا
شَيْبَةَ، خَيْرٌ
(١) زاد بعده في الأصل: «أبي» والمثبت من (ن).
(٢)
في الأصل: «بن» والمثبت من (ن). وينظر: «المطالب العالية» (٨٢٣) من طريق سفيان، عن
محمد بن إسحاق، به.
(٣)
ليس في الأصل، والمثبت من (ن).
(٤)
التجصيص: الطلاء بالجص، وهو الجير. (انظر: اللسان، مادة: جصص).
(٥)
ضبطه في (ن) بضم الحاء. وفي: «مشارق الأنوار» (١/ ٢١٤) بتصرف: «حش: البستان يقال
بفتح الحاء وضمها وقد ذكر فيه الكسر أيضا، وسمي الخلاء حشا لأنهم كانوا يقضون
حوائجهم في البساتين ومجتمع النخل ويستترون بذلك».
(٦)
قوله: «عم لي» وقع في الأصل: «شاب» والمثبت من (ن).
(٧)
[ن/ ١٠٠ ب]. وزاد بعده في الأصل: «ابن» والمثبت كما في (ن). وطاوس هو ابن كيسان
أبو عبد الرحمن اليماني. انظر: «تهذيب الكمال» (١٣/ ٣٥٧).
لَكَ أَلَّا تَعْرِفَ قَبْرَهُ،
إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُ فَتَسْتَغْفِرَ لَهُ، وَتَدْعُوَ لَهُ، أَمَا عَلِمْتَ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ نَهَى عَنْ قُبُورِ الْمُسْلِمِينَ أَنْ يُبْنَى
عَلَيْهَا، أَوْ تُجصَّصَ، أَوْ تُزْرَعَ (١)، فَإِنَّ خَيْرَ قُبُورِكُمُ الَّتِي
لَا تُعْرَفُ.
• [٦٦٩٧]
عبد الرزاق، عَنِ النُّعْمَانِ (٢)، قَالَ سَمِعْتُ طَاوُسًا (٣) وَسُئِلَ (٤)
عَنْ رَكِيَّةٍ بَيْنَ الْقُبُورِ، فَكَرِهَ أَنْ يُشْرَبَ مِنْهَا، وَلَا
يُتَوَضَّأَ، قُلْتُ لَهُ (٥): مَا الرَّكِيَّةُ؟ قَالَ: بَعْضُهُمْ يَقُولُ (٥):
هُوَ الْبِئْرُ، وَبَعْضُهُمْ، يَقُولُ: هُوَ الْغَدِيرُ يَكُونُ بَيْنَ
الْقُبُورِ، قُلْتُ: فَأَيُّهُمَا (٦) تَقُولُهُ؟ قَالَ: نَقُولُ (٧): هُوَ
الْبِئْرُ، قُلْتُ: أَفَتَكْرَهُ (٨) أَنْ يُتَوَضَّأَ مِنْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ،
قُلْتُ: فَلِمَ؟ قَالَ: لِأَنَّ الْقُبُورَ إِذَا كَثُرَ الْغَيْثُ غَرِقَتْ،
فَلِذَلِكَ أَكْرَهُ الْوُضُوءَ مِنْهَا.
° [٦٦٩٨]
عبد الرزاق، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْعَلَاءِ، عَنِ الْأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ
رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَنْ تَقْصِيصِ الْقُبُورِ،
وَتَكْلِيلِهَا، وَالْكِتَابِ عَلَيْهَا.
قَالَ الْبَجَلِيُّ: يَعْنِي
التَّكْلِيلُ: رَفْعَهَا، وَقَالَ غَيْرُهُ: التَّكْلِيلُ: أَنْ يُطْلَى فَوْقَهَا
شِبْهُ الْقَصَّةِ.
٥٩
- بَابُ
حُسْنِ عَمَلِ الْقَبْرِ
° [٦٦٩٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ:
وَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَلَى قَبْرٍ يُحْفَرُ، فَقَالَ: «اصْنَعُوا كَذَا،
اصْنَعُوا كَذَا (٩)، ثُمَّ قَالَ: مَا بِي أَنْ يَكُونَ يُغْنِي عَنْهُ شَيْئًا،
وَلَكِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا عُمِلَ الْعَمَلُ أَنْ يُحْكَمَ».
(١) في (ن): «تزدرع».
(٢)
في (ن): «نعمان».
(٣)
أخرجه بنحوه ابن أبي شيبة (١٢٢٧١) مختصرا فقال: «عن رجل يقال له: النعمان الجندي،
عن ابن طاوس، عن أبيه».
(٤)
في الأصل: «سئل».
(٥)
ليس في الأصل، والمثبت من (ن).
(٦)
في (ن): «فأنت أيهما».
(٧)
ليس في (ن).
(٨)
في (ن): «فتكره».
(٩)
في الأصل: «كذلك» والمثبت من (ن).
قَالَ مَعْمَرٌ: وَبَلَغَنِي فِي
حَدِيثٍ آخَرَ أَنَّهُ (١)، قَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَمْ يُغْنِ عَنْهُ شَيْئًا،
وَلَكِنَّهُ أَطْيَبُ إِلَى نَفْسِ (٢) أَهْلِهِ.
° [٦٧٠٠]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ:
بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ
جَالِسٌ عَلَى قَبْرِ ابْنِهِ
إِبْرَاهِيمَ (١)، إِذْ رَأَى فُرْجَةً، فَقَالَ لِلْحَفَّارِ: «ائْتِنِي
بِمَدَرَةٍ لِأَسُدَّهَا، أَمَا إِنَّهَا لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ، وَلَكِنْ
تَقَرُّ (٣) بِعَينِ الْحَيِّ».
° [٦٧٠١]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ،
عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، أَنَّ النبِيَّ ﷺ كَانَ جَالِسًا عَلَى قَبْرٍ
وَهُوَ يُلْحَدُ، فَقَالَ لِلَّذِي يَلْحَدُ: «أَوْسِعْ مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْهِ».
° [٦٧٠٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ
أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ عَامِرٍ
قَالَ: قُتِلَ أَبِي يَوْمَ أُحُدٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «احْفُرُوا،
وَأَوْسِعُوا، وَأَحْسِنُوا، وَادْفِنُوا الاِثْنَيْنِ، وَالثَّلَاثَةَ فِي
قَبْرٍ، وَقَدِّمُوا أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا، فَكَانَ أَبِي ثَالِثَ ثَلَاثَةٍ،
وَكَانَ أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا فَقُدِّمَ».
٦٠
- بَابُ
الدُّعَاءِ لِلْمَيِّتِ حِينَ * يُفْرَغُ مِنْهُ
• [٦٧٠٣]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُبَيْدِ
الله بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، يَقُولُ: رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ لَمَّا فَرَغُوا
مِنْ قَبْرِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ وَقَامَ
(١) ليس في الأصل، والمثبت من (ن).
(٢)
في (ن): «لأنفس».
(٣)
قرار العين والنفس: السرور والفرح. (انظر: النهاية، مادة: قرر).
° [٦٧٠٢]
[التحفة: د ت س ق ١١٧٣١، د ١٨٦٧٦] [الإتحاف: حم ١٧٢٣١].
* [ن/١٠١ أ].
• [٦٧٠٣]
[شيبة: ١١٨٢٩، ٣٠٤٧٣].
النَّاسُ عَنْهُ (١) قَامَ ابْنُ
عَبَّاسٍ فَوَقَفَ * عَلَيْهِ فَدَعَا لَهُ، قُلْتُ (٢): أَسَمِعْتَ مِنْ قَوْلِهِ
شَيْئًا؟ قَالَ: لَا.
° [٦٧٠٤]
عبد الرزاق عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ، عَنْ غَيْرِ
وَاحِدٍ مِنْهُمْ مِنْ أَهْلِ بَلَدِهِمْ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ وَقَفَ عَلَى قَبْرِ
سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، حِينَ فُرِغَ مِنْهُ، فَدَعَا لَهُ، وَصلَّى عَلَيْهِ فَمِنْ
هُنَالِكَ أُخِذَ ذَلِكَ.
• [٦٧٠٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ:
وَقَفَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ عَلَى قَبْرٍ بَعْدَ أَنْ فُرِغَ مِنْهُ فَقَالَ
اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ، هُوَ الْآنَ يُسْأَلُ.
• [٦٧٠٦]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي مُدْرِكٍ
الْأَشْجَعِيِّ، أَنَّ عُمَرَ كَانَ، إِذَا سَوَّى عَلَى الْمَيِّتِ قَبْرَهُ،
قَالَ: اللَّهُمَّ أَسْلَمَهُ إِلَيْكَ الْأَهْلُ (٣) وَالْمَالُ وَالْعَشِيرَةُ،
وَذَنْبُهُ عَظِيمٌ، فَاغْفِرْ لَهُ.
• [٦٧٠٧]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ
قَالَ: كَبَّرَ عَلِيٌّ عَلَى يَزِيدَ بْنِ الْمُكَفَّفِ أَرْبَعًا، وَجَلَسَ
عَلَى الْقَبْرِ، وَهُوَ يُدْفَنُ، قَالَ: اللَّهُمَّ عَبْدُكَ،
(١) قوله: «وقام الناس عنه» وقع في الأصل:
«والناس معه»، وفي (ن): «وقام الناس معه»، والمثبت هو الصواب، إن شاء الله؛ فقد
روى هذا الحديث بنحوه ابنُ سعد في «الطبقات الكبرى» (٥/ ٤٤٥) عن عبد الله بن نمير،
والفاكهي في «أخبار مكة» من طريق ابن جعشم، كلاهما، عن ابن جريج به، وفيه كالمثبت،
وكذا نقله الذهبي بنحوه في «تاريخ الإسلام» (٢/ ٦٥٧) عن ابن جريج، ولم ينسبه
لِمُخرِّجٍ، والله أعلم.
* [٢/
٧٨ أ].
(٢)
في الأصل: «قال»، والمثبت من (ن)، وفي «أخبار مكة»: «قال: قلت».
• [٦٧٠٦]
[شيبة: ١١٨١٨].
(٣)
في الأصل: «والأهل» والمثبت من (ن)، وكذا هو عند ابن المنذر في «الأوسط» (٥/ ٥٠٤ -
٥٠٥)، والطبراني في «الدعاء» (١٢١٥)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (٧١٤٦) كلهم من
طريق الثوري به، وابن أبي شيبة في «المصنف» (٣٠٤٦٣) من طريق منصور به.
• [١٦٧٠٧]
[شيبة:١١٥٤١،١١٦١٢،١١٨١١، ١١٨٢٨، ١١٨٣١، ٣٠٤٧٢].
وَوَلَدُ عَبْدِكَ، نَزَلَ بِكَ
الْيَوْمَ، وَأَنْتَ خَيْرُ مَنْزُولٍ بِهِ، اللَّهُمَّ وَسِّعْ لَهُ فِي
مُدْخَلِهِ (١)، وَاغْفِرْ لَهُ ذَنْبَهُ، فَإِنَّا لَا نَعْلَمُ إِلَّا خَيْرًا،
وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ.
وَبِهِ نَأْخُذُ.
• [٦٧٠٨]
عبد الرزاق، قَالَ: بَلَغَنِي، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ حِينَ فَرَغَ مِنْ دَفْنِ
مَيْمُونَةَ، وَقَفَ عَلَى الْقَبْرِ، فَدَعَا سَاعَةً، ثُمَّ انْصَرَفَ.
٦١
- بَابُ
الْمَزَابِي وَالْجُلُوسِ عَلَى الْقَبْرِ
° [٦٧٠٩]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حُدِّثْتُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
أَبِي أَوْفَى الْأَسْلَمِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ نَهَى عَنِ الْمَزَابِي
قُبُورًا.
وَالْمَزَابِي: الَّتِي (٢)
تُتَّخَذُ لِلصَّيْدِ.
• [٦٧١٠]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ لِي عَطَاءٌ: تَكْرَهُ أَنْ
يُوطَأَ (٣) عَلَى الْقُبُورِ، أَوْ يُجْلَسَ عَلَيْهَا؟ قُلْتُ لَهُ:
أَتَخَطَّاهُ؟ قَالَ: أَكْرَهُهُ، قَالَ: إِنَّا إِذَا بَلَغْنَا قَبْرَ
أَحَدِهِمْ إِنَّا لَنَطَؤُهُ.
• [٦٧١١]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ
وَجَاءَ مَقْبَرَةَ مَكَّةَ، فَقِيلَ لَهُ: أَتَطَأُ عَلَى الْقَبْرِ، قَالَ:
فَأَيْنَ أَطَؤُهَا؟ هَاهُنَا؟ وَأَشَارَ إِلَى ثَنِيَّةِ الْمَدَنِيِّينَ.
• [٦٧١٢]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
قَالَ: لأَنْ أَجْلِسَ
(١) في الأصل: «مداخله»، والمثبت هو الصواب،
وكذا هو عند ابن أبي شيبة في «المصنف» (٢٩٨٥٢) من طريق حجاج بن أرطاة، البيهقي في
«السنن الكبرى» (٦٩٥٠) من طريق مسعر بن كدام، كلاهما عن عمير بن سعيد به.
(٢)
في (ن): «الذي».
(٣)
كأنه في الأصل: «توضّأ»، والمثبت من (ن) وهو الصواب، وكذا هو عند الفاكهي في
«أخبار مكة» (٤/ ٣٠) من طريق ابن جريج، به.
• [٦٧١٢]
[التحفة: د ١٢٦٣٨].
عَلَى جَمْرَةٍ فَتُحْرِقَ رِدَائِي،
ثُمَّ قَمِيصِي، ثُمَّ إِزَارِي، ثُمَّ تُفْضِيَ (١) إِلَى جِلْدِي، أَحَبُّ
إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَجْلِسَ عَلَى قَبْرِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ.
• [٦٧١٣]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ (٢)، عَنْ طَلْقِ
بْنِ حَبِيبٍ *، قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: لأَنْ أَطَأَ عَلَى جَمْرِ
الْغَضَا، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَطَأَ عَلَى قَبْرِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ.
• [٦٧١٤]
عبد الرزاق، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَالِمٍ
الْبَرَّادِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ مِثْلَهُ.
٦٢
- بَابُ
صِفَةِ حَمْلِ النَّعْشِ
• [٦٧١٥]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ كَثِيرٍ
أَنَّهُ كَانَ مَعَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي جِنَازَةٍ، فَحَمَلَ سَعِيدٌ،
فَبَدَأَ بِمُقَدَّمِ الْعُودِ الَّذِي يَلِي الرَّأْسَ، فَجَعَلَهُ (٣) عَلَى
عَاتِقِهِ (٤) الْأَيْمَنِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى طَرَفِهِ الَّذِي يَلِي الرِّجْلَ،
فَحَمَلَهُ عَلَى عَاتِقِهِ الْأَيْسَرِ، ثُمَّ جَاءَ طَرَفَهُ الَّذِي يَلِي
الرَّأْسَ، فَجَعَلَهُ (٥) عَلَى عَاتِقِهِ الْأَيْسَرِ، ثُمَّ انْصَرَفَ عَلَى
يَمِينِهِ، وَقَالَ: هَكَذَا حَمْلُ الْجَنَائِزِ.
• [٦٧١٦]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ رَأَيْتُهُ حَمَلَ جِنَازَةً،
فَبَدَأَ بِمُقَدَّمِ السَّرِيرِ،
(١) الإفضاء: الوصول والانتهاء. (انظر:
التاج، مادة: فضو).
• [٦٧١٣]
[شيبة: ١١٨٩٥].
(٢)
غير واضح في الأصل، وفي (ن): «زيد»، وهو خطأ، والمثبت هو الصواب، وينظر نظير ذلك
إسناد الحديث رقم (٨٦٠٢)، وينظر ترجمته في «تهذيب الكمال» (٣٤/ ٤٣٩).
* [ن/ ١٠١ ب].
• [٦٧١٤]
[شيبة: ١١٨٩٥].
(٣)
في (ن): «يحمله» وضبب عليه، وفي الحاشية كالمثبت وصحح عليه.
(٤)
العاتق: ما بين المنكب والعنق. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: عتق).
(٥)
في (ن): «فحمله»، وكتب في الحاشية كلمة مطموسة ولعله كالمثبت.
فَجَعَلَهُ عَلَى مَنْكِبِهِ
الْأَيْمَنِ، ثُمَّ جَعَلَ كَمَا ذَكَرَ ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ
جُبَيْبرٍ، قَالَ: وَقَالَ أَيُّوبُ: إِذَا حَمَلْتَهُ الْأُولَى (١) هَكَذَا،
فَاحْمِلْ بَعْدُ كَيْفَ شِئْتَ.
• [٦٧١٧]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ
ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: ابْدَأْ بِالْمَيَامِنِ، وَكَانَ هُوَ يَبْدَأُ بِيَدِهِ
ثُمَّ رِجْلِهِ.
° [٦٧١٨]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ وَمَعْمَرٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ
نِسْطَاسٍ (٢)، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: إِذَا
اتَّبَعَ أَحَدُكُمُ الْجِنَازَةَ، فَلْيَأْخُذْ بِجَوَانبِهَا كُلِّهَا؛
فَإِنَّهُ (٣) مِنَ السُّنَّةِ، ثُمَّ لْيَتَطَوَّعْ * بَعْدُ أَوْ لِيَتْرُكْ.
• [٦٧١٩]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي
(٤) أَبُو الْمُهَزَّمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: مَنْ حَمَلَ
الْجِنَازَةَ بِجَوَانِبِهَا الْأَرْبَعِ فَقَدْ قَضَى (٥) الَّذِي عَلَيْهِ.
• [٦٧٢٠]
عبد الرزاق، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ الْمُطَّرِحِ (٦) أَبِي
الْمُهَلَّبِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ (٧) بْنِ يَزِيدَ،
عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ
لِعَلِيٍّ: يَا أَبَا حَسَنٍ، أَرَأَيْتَ إِنْ شَهِدْتُ الْجِنَازَةَ حَمْلُهَا
وَاجِبٌ عَلَى مَنْ شَهِدَهَا؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنَّهُ خَيْرٌ، فَمَنْ شَاءَ
أَخَذَ، وَمَنْ شَاءَ تَرَكَ، فَإِذَا أَنْتَ شَهِدْتَ جِنَازَةً
(١) بعده في الأصل: «قال» والمثبت من (ن).
(٢)
تحرف في الأصل، (ن) إلى: «النصاص»، والمثبت من «المعجم الكبير» للطبراني (٩/ ٣١٩)
عن الدبري، عن عبد الرزاق به، وينظر: «نصب الراية» للزيلعي (٢/ ٢٨٦).
(٣)
تصحف في الأصل، (ن) إلى: «كأنه»، والمثبت من «المعجم الكبير»، «نصب الراية».
* [٢/
٧٨ ب].
• [٦٧١٩]
[شيبة: ١١٣٩٨].
(٤)
في (ن): «أخبرني»، وفي الحاشية منسوبًا لنسخة كالمثبت.
(٥)
في الأصل: «فقضى» والمثبت من (ن)، و«نصب الراية» للزيلعي (٢/ ٢٨٦)، و«تلخيص الحبير
- ط أضواء السلف» (٣/ ١١٧٦) منسوبًا لعبد الرزاق.
(٦)
تصحف في الأصل، (ن) إلى: «المطوح»، وصوبناه مما تقدم عند المصنف برقم (٦٤٦٣).
(٧)
في الأصل: «عبيد الله» وهو خطأ، والمثبت من (ن) هو الصواب، وتقدم كذلك برقم (٦٤٦٣).
فَقَدِّمْهَا بَيْنَ يَدَيْكَ،
وَاجْعَلْهَا نُصْبًا بَيْنَ عَيْنَيْكَ، فَإِنَّمَا هِيَ مَوْعِظَةٌ،
وَتَذْكِرَةٌ، وَعِبْرَةٌ، فَإِنْ بَدَا لَكَ أَنْ تَحْمِلَ فَانْظُرْ إِلَى
مُقَدَّمِ السَّرِيرِ، وَانْظُرْ إِلَى جَانبِهِ الْأَيْسَرِ، وَاجْعَلْهُ عَلَى
مَنْكِبِكَ الْأَيْمَنِ.
• [٦٧٢١]
عبد الرزاق، عَنْ هُشَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ عَلِيٍّ
الْأَزْدِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ فِي جِنَازَةٍ حَمَلَ بِجَوَانِبِ
السَّرِيرِ الْأَرْبَعِ، قَالَ: بَدَأَ بِمَيَامِنِهَا، ثُمَّ تَنَحَّى عَنْهَا،
فَكَانَ مِنْهَا (١) بِمَنْزِلَةِ مَزْجَرِ الْكَلْبِ.
٦٣
- بَابُ
انْصِرَافِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَازَةِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُؤْذَنَ لَهُمْ *
• [٦٧٢٢]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ لَا
يَقُومُ إِذَا شَهِدَ جِنَازَةً (٢) حَتَّى يُؤْذَنَ لَهُ إِذَا صَلَّى عَلَيْهَا.
• [٦٧٢٣]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ
كَانَ إِذَا صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ، لَا يَنْصَرِفُ حَتَّى يُؤْذَنَ لَهُ.
• [٦٧٢٤]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنْ عَمْرِو
بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ
بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ قَالَا: أَمِيرَانِ وَلَيْسَا
بِأَمِيرَيْنِ: الرَّجُلُ يَكُونُ مَعَ الْجِنَازَةِ يُصلِّي (٣) عَلَيْهَا،
فَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَرْجِعَ حَتَّى (٤)
• [٦٧٢١] [شيبة: ١١٣٩٣].
(١)
نسبه في (ن) لنسخة، وفي الحاشية: «عنها» ونسبه أيضًا لنسخة.
* [ن/١٠٢ أ].
• [٦٧٢٢]
[شيبة: ١١٦٥١].
(٢)
ليس في الأصل، وأثبتناه من (ن).
• [٦٧٢٣]
[شيبة: ١١٦٤٦].
• [٦٧٢٤]
[شيبة: ١١٦٥٢].
(٣)
في الأصل: «فصلى» والمثبت من (ن)، و«فتح الباري» لابن حجر (٣/ ١٩٣)، و«عمدة
القاري» للعيني (٨/ ١٢٦) منسوبًا فيهما لعبد الرزاق.
(٤)
ليس في الأصل، وأثبتناه من (ن)، و«فتح الباري»، و«عمدة القاري».
يَسْتَأْذِنَ وَلِيَّهَا،
وَالْمَرْأَةُ الْحَائِضُ لَيْسَ لِأَصْحَابِهَا أَنْ يَصْدُرُوا حَتَّى
يَسْتَأْذِنُوهَا (١)، قَالَ مَعْمَرٌ فِي حَدِيثِهِ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ لَا
يَنْصرِفُ حَتَى يَسْتَأْذِنَ.
• [٦٧٢٥]
قال مَعْمَرٌ: وَبَلَغَنِي عَنْ عُمَرَ وَعَلِيٍّ، أَنَّهُمَا كَانَا لَا
يَنْصَرِفَانِ حَتَّى يَسْتَأْذِنَا.
• [٦٧٢٦]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ:
إِذَا صَلَّيْتَ عَلَى جِنَازَةٍ فَقَدْ قَضَيْتَ الَّذِي عَلَيْكَ فَخَلِّهَا
وَأَهْلَهَا، فَكَانَ يَنْصَرِفُ وَلَا يَسْتَأْذِنُهُمْ.
• [٦٧٢٧]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْدِ
بْنِ ثَابِتٍ، أَئهُ كَانَ يَنْصَرِفُ، وَلَا يَنْتَظِرُ إِذْنَهُمْ.
وَبِهِ نَأْخُذُ.
• [٦٧٢٨]
عبد الرزاق، عَنِ الثوْرِيِّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: إِذَا صلَّيْتَ عَلَى الْجَنَازَةِ، فَقَدْ قَضَيْتَ
الَّذِي عَلَيْكَ، فَخَلِّ بَيْنَهَا وَبَيْنَ أَهْلِهَا.
• [٦٧٢٩]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ وَقَتَادَةَ أَنَّهُمَا كَانَا
يَنْصَرِفَانِ، وَلَا يَنْتَظِرَانِ إِذْنَهُمْ.
• [٦٧٣٠]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ وَغَيْرِهِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ الْهَادِ، أَنَّهُ رَأَى الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ وَعُرْوَةَ بْنَ
الزُّبَيْرِ وَهُمَا يَتْبَعَانِ جِنَازَةً، فَسَمِعَا النِّدَاءَ (٢) قَبْلَ أَنْ
يُفْرَغَ، فَقَامَا حِينَ سَمِعَا النِّدَاءَ قَبْلَ أَنْ يَفْرَغَا مِنْهَا.
• [٦٧٣١]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حُدِّثْتُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ
الْعَزِيزِ (٣) خَرَجَ مَعَ جِنَازَةٍ، فَلَمَّا وُضِعَتْ فِي الْقَبْرِ
انْصَرَفَ، وَلَمْ يَسْتَأْذِنْ.
(١) في (ن): «يستأذنونها».
• [٦٧٢٨]
[شيبة: ١١٦٤٧].
(٢)
النداء: الأذان. (انظر: النهاية، مادة: ندا).
(٣)
قوله: «عبد العزيز» تحرف في الأصل إلى: «جريج»، والتصويب من (ن)، وانظر:
«الاستذكار» لابن عبد البر (٨/ ٣٠٨).
° [٦٧٣٢] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ
وَغَيْرِهِ، عَنِ الصَّلْتِ بْنِ بَهْرَامَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ:«لَا تَزَالُ أُمَّتِي عَلَى مُسْكَةٍ مِنْ دِينِهَا، مَا لَمْ
يَكِلُوا النَّاسُ الْجَنَائِزَ إِلَى أَهْلِهَا».
٦٤
- بَابُ
يُدْفَنُ فِي التُّرْبَةِ الَّتِي مِنْهَا خُلِقَ
• [٦٧٣٣]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ
وَرَازٍ (١)، عَنْ (٢) عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ:
يُدْفَنُ كُلُّ إِنْسَانٍ فِي التُّرْبَةِ الَّتِي خُلِقَ مِنْهَا.
° [٦٧٣٤]
عبد الرزاق، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ بَهْمَانَ (٣)
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ *: «إِنَّمَا تُدْفَنُ الْأَجْسَادُ حَيْثُ
تُقْبَضُ الْأَرْوَاحُ».
قال عبد الرزاق: يَعْنِي إِذَا مَاتَ
*، لَا يُحْمَلُ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَى قَرْيَةٍ (٤)، يُدْفَنُ فِي مَقْبَرَةِ
قَوْمِهِ، فَأَمَّا فِي مَوْضِعِهِ حَيْثُ يَمُوتُ، فَلَمْ يُفْعَلْ ذَلِكَ إِلَّا
بِالنَّبِيِّ ﷺ.
• [٦٧٣٥]
عبد الرزاق، عَنِ الْأَسْلَمِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي نُوحُ بْنُ أَبِي بِلَالٍ،
عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ الْهُذَلِيِّ (٥)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ مَا مِنْ
مَوْلُودٍ يُولَدُ، إِلَّا بَعَثَ اللَّهُ مَلَكًا، فَأَخَذَ مِنَ الْأَرْضِ
تُرَابًا، فَجَعَلَهُ عَلَى مَقْطَعِ سُرَّتِهِ فَكَانَ فِيهِ شِفَاؤُهُ، وَكَانَ
قَبْرُهُ مَوْضِعَ (٦) أَخْذِ التُّرَابِ مِنْهُ.
(١) في (ن): «وراد»، انظر: «التاريخ الكبير»
للبخاري (٦/ ١٨١)، و«الثقات» لابن حبان (٧/ ١٨٠).
(٢)
ليس في الأصل، واستدركناه من (ن).
° [٦٧٣٤]
[شيبة: ١٢٢٦٨].
(٣)
كذا ذكره الحافظ في «لسان الميزان» (٨/ ٤٢٢).
* [ن/١٠٢ ب].
* [٢/
٧٩ أ].
(٤)
في الأصل: «غيره»، والمثبت من (ن).
(٥)
ذكره ابن منده في «فتح الباب في الكنى والألقاب» (ص ٣٨٤) ترجمة رقم (٣٤٢١).
(٦)
في (ن): «من حيث». وفي «العلاج بالأعشاب» لابن حبيب الأندلسى المتوفى ٢٣٨ هـ (ص
١١٣)، و«اللآلئ المصنوعة» للسيوطي (١/ ٢٨٦)، و«فيض القدير» للمناوي (٣/ ٥٣٣)
منسوبًا في الأخيرين لعبد الرزاق: «حيث».
٦٥ - بَابُ لَا يُنْقَلُ الرَّجُلُ مِنْ
حَيْثُ يَمُوتُ
° [٦٧٣٦]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، أَنَّ أَصْحَابَ
النَّبِيِّ ﷺ لَمْ يَدْرُوا أَيْنَ يَقْبُرُونَ النَّبِيَّ ﷺ، حَتَّى قَالَ أَبُو
بَكْرٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ:«لَمْ يُقْبَرْ نَبِيٌّ إِلَّا (١)
حَيْثُ يَمُوتُ»، قَالَ: فَأَخَّرُوا فِرَاشَهُ، فَحَفَرُوا لَهُ تَحْتَ فِرَاشِهِ.
• [٦٧٣٧]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابنَ أَبِي مُلَيْكَةَ،
يَقُولُ: قَالَتْ عَائِشَةُ: لَوْ حَضَرْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ - تَعْنِي أَخَاهَا
- مَا دُفِنَ إِلَّا حَيْثُ مَاتَ، وَكَانَ مَاتَ بِالْحُبْشِيِّ (٢)، فَدُفِنَ
بِأَعْلَى مَكَّةَ، وَالْحُبْشِيُّ قَرِيبٌ مِنْ مَكَّةَ.
• [٦٧٣٨]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ أَخْبَرَنِي مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، أَنَّ أُمَّهُ صَفِيَّةَ أَخْبَرَتْهُ، قَالَتْ: عَزَّيْتُ عَائِشَةَ
فِي أَخِيهَا، فَقَالَتْ: يَرْحَمُ اللَّهُ أَخِي، إِنَّ أَكْثَرَ مَا أَجِدُ
فِيهِ مِنْ شَأْنِ أَخِي، أَنَّهُ لَمْ يُدْفَنْ حَيْثُ مَاتَ.
• [٦٧٣٩]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي كَثِيرُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ
أُمِّهِ (٣) عَائِشَةَ بِنْتِ أَبِي عَقْرَبٍ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ
الْمُؤْمِنِينَ، أَنَّهَا قَالَتْ: لَوْ حَضَرْتُهُ - تَعْنِي أَخَاهَا - دُفِنَ
تَحْتَ فِرَاشِهِ.
٦٦
- بَابُ
الصَّلَاةِ عَلَى الْمَيِّتِ بَعْدَمَا يُدْفَنُ
° [٦٧٤٠]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ،
أَنَّ إِنْسَانًا كَانَ يَقُومُ عَلَى الْمَسْجِدِ فَيُنَقِّي مِنْهُ الشَّيْءَ
يَجِدُهُ، فَتُوُفِّيَ، فَسَأَلَ عَنْهُ النَّبِيُّ ﷺ بَعدَ ذَلِكَ بِأَيَّامٍ،
° [٦٧٣٦] [الإتحاف: حم ٩٣١٠].
(١)
في الأصل: «يقول»، والمثبت من (ن)، و«مسند أحمد» (٢٨) عن عبد الرزاق، به.
• [٦٧٣٧]
[شيبة: ١٢٢٦٧].
(٢)
الحُبْشِيُّ: بضم الحاء، وسكون الباء، والشين المعجمة، والياء المشددة: جبل بأسفل
مكة بنعمان الأراك، يقال: به سميت أحابيش قريش. ينظر: «معجم البلدان» (٢/ ٢١٤).
• [٦٧٣٨]
[شيبة: ١٢٢٦٧].
(٣)
بعده في الأصل: «عن» وهو خطأ، والمثبت من (ن).
فَقَالُوا (١): تُوفِيَ يَا (٢)
رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «فَهَلَّا آذَنْتُمُونَا، فَإِنَّ صَلَاتِي عَلَيْهِمْ
نُورٌ فِي قُبُورِهِمْ».
• [٦٧٤١]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ:
تُوُفِّيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَلَى سِتَّةِ أَمْيَالٍ مِنْ
مَكَّةَ، فَحَمَلْنَاهُ حَتَّى جِئْنَا بِهِ إِلَى مَكَّةَ فَدَفَنَّاهُ،
فَقَدِمَتْ * عَلَيْنَا عَائِشَةُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَعَابَتْ ذَلِكَ عَلَيْنَا،
ثُمَّ قَالَتْ: أَيْنَ قَبْرُ أَخِي؟ فَدَلَلْنَاهَا عَلَيْهِ، فَوُضِعَتْ فِي
هَوْدَجِهَا (٣) عِنْدَ قَبْرِهِ، فَصَلَّتْ عَلَيْهِ.
° [٦٧٤٢]
عبد الرزاق، عَنِ الثوْرِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ
الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ صَلَّى عَلَى
جِنَازَةٍ بَعْدَمَا دُفِنَتْ (٤).
° [٦٧٤٣]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ
مُحَمَّدٍ، أَنْ سَوْدَاءَ كَانَتْ تَكُونُ فِي الْمَسْجِدِ فَمَاتَتْ، فَصلَّى
عَلَيْهَا النَّبِيُّ ﷺ بَعْدَمَا دُفِنَتْ.
° [٦٧٤٤]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ
سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ قَالَ: اشْتَكَتِ امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِ الْعَوَالِي (٥)،
فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَسْأَلُ عَنْهَا، وَكَانَ
(١) في الأصل: «فقال»، والمثبت من (ن).
(٢)
سقط من الأصل، وأثبتناه من (ن).
• [٦٧٤١]
[شيبة: ١٢٠٦٢].
* [ن/١٠٣ أ].
(٣)
الهودج: محمل له قبة تركب فيها النساء على ظهر الجمل والجمع: هوادج. (انظر: المعجم
العربي الأساسي، مادة: هدج).
° [٦٧٤٢]
[الإتحاف: جا حب حم ٧٩٠١] [شيبة: ١٢٠٥٣].
(٤)
في الأصل: «دفن» والمثبت من (ن)، و«التمهيد» لابن عبد البر (٦/ ٢٧٠) من طريق
الدبري، عن عبد الرزاق، به.
° [٦٧٤٤]
[التحفة: س ١٣٧]، وتقدم: (٦٥٩١).
(٥)
العالية والعوالي: كل ما كان من جهة نجد من المدينة المنورة إلى تهامة فهي
العالية، وما كان دون ذلك من جهة تهامة فهي السافلة. (انظر: أطلس الحديث النبوي)
(ص ٢٥٣).
أَحْسَنَ شَيْءٍ (١) - أَوْ قَالَ:
أحْسَنَ النَّاسِ - عِيَادَةً لِلمَرِيضِ، قال: فَقَال: «إِنْ مَاتَتْ فَآذِنُونِي
بِهَا»، فَتُوُفِّيَتْ لَيْلًا، فَأَصْبَحَ النَّبِيُّ ﷺ، فَسَأَلَ عَنْهَا،
فَأَخْبَرُوهُ بِخَبَرِهَا، وَأَنَّهُمْ دَفَنُوهَا لَيْلًا، قَالَ: فَأَتَى
النَّبِيُّ ﷺ قَبْرَهَا، فَصَلَّى عَلَيْهَا، وَكَبَّرَ أَرْبَعًا.
• [٦٧٤٥]
عبد الرزاق، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ
حَنَشِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ قَالَ: جَاءَ نَاسٌ بَعْدَمَا صُلِّيَ عَلَى سَهْلِ
بْنِ حُنَيْفٍ، فَأَمَرَ عَلِيٌّ قَرَظَةَ الْأَنْصَارِيَّ أَنْ يَؤُمَّهُمْ،
وَيُصَلِّي عَلَيْهِ بَعْدَمَا دُفِنَ.
• [٦٧٤٦]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: لَا
يُعَادَ عَلَى * مَيِّتٍ الصَّلَاةُ.
• [٦٧٤٧]
عبد الرزاق، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ
عُمَرَ إِذَا انْتَهَى إِلَى جِنَازَةٍ وَقَدْ صُلِّيَ عَلَيْهَا، دَعَا
وَانْصَرَفَ، وَلَمْ يُعِدِ الصَّلَاةَ.
• [٦٧٤٨]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ
قَدِمَ بَعْدَمَا تُوُفِّيَ عَاصِمٌ أَخُوهُ، فَسَأَلَ عَنْهُ، فَقَالَ: أَيْنَ
قَبْرُ أَخِي فَدَلُّوهُ عَلَيْهِ، فَأَتَاهُ (٢)، فَدَعَا لَهُ.
وَبِهِ نَأْخُذُ.
• [٦٧٤٩]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ كَانَ إِذَا فَاتَتْهُ
الصَّلَاةُ عَلَى جِنَازَةٍ (٣)، لَمْ يُصَلِّ عَلَيْهَا.
• [٦٧٥٠]
قال مَعْمَرٌ: كَانَ قَتَادَةُ إِذَا فَاتَتْهُ الصَّلَاةُ عَلَى الْجَنَازَةِ
صلَّى عَلَيْهَا.
(١) في الأصل: «شيئًا»، والمثبت من (ن) هو
الصواب.
* [٢/
٧٩ ب].
• [٦٧٤٨]
[شيبة: ١٢٠٦٣].
(٢)
في الأصل: «فأتى له»، والمثبت من (ن)، «الأوسط» لابن المنذر (٥/ ٤٥٠) عن الدبري،
عن عبد الرزاق، به.
(٣)
قوله: «على جنازة» ليس في الأصل، وأثبتناه من (ن)، و«التمهيد» لابن عبد البر (٦/
٢٦٠)، و«الاستذكار» له (٨/ ٢٤٦) معزوًّا لعبد الرزاق.
٦٧ - بَابُ الدَّفْنِ بِاللَّيْلِ
• [٦٧٥١]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ دَفْنُ اللَّيْلِ؟
قَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ.
° [٦٧٥٢]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ
سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُحَدِّثُ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ خَطَبَ
يَوْمًا، فَذَكَرَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ قُبِضَ، فَكُفِّنَ فِي كَفَنٍ غَيْرِ
طَائِلٍ (١)، وَدُفِنَ لَيْلًا، فَزَجَرَ النَّبِيُّ ﷺ * أَنْ يُقْبَرَ الرَّجُلُ
بِاللَّيْلِ، حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهِ، إِلَّا أَنْ يُضْطَرَّ النَّاسُ إِلَى
ذَلِكَ، وَ(٢) قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إِذَا كَفَّنَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ (٣)،
فَلْيُحَسِّنْ كَفَنَهُ».
• [٦٧٥٣]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ ﷺ دُفِنَ لَيْلًا.
• [٦٧٥٤]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ وَغَيْرِهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي
بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا شَعَرنَا
بِدَفْنِ النَّبِيِّ ﷺ، حَتَّى سَمِعْنَا صوْتَ الْمَسَاحِي (٤) مِنْ آخِرِ
اللَّيْلِ.
• [٦٧٥٥]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ وَالثَّوْرِيِّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ
أَبِيهِ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ دُفِنَ لَيْلًا، وَصُلِّيَ عَلَيْهِ فِي الْمَسْجِدِ.
° [٦٧٥٢] [التحفة: م د س ٢٨٠٥] [الإتحاف: جا حب
عه كم حم ٣٤٧٨، عه حم ٣٥٢٦].
(١)
غير طائل: لا له قيمة كثيرة ولا له قدر. (انظر: المشارق) (١/ ٣٢٢).
* [ن/١٠٣ ب].
(٢)
ليس في الأصل، وأثبتناه من (ن)، و«المستدرك» للحاكم (١٣٨٢) من طريق: أحمد بن حنبل،
والدبري، ومحمد بن رافع، ثلاثتهم، عن عبد الرزاق، به.
(٣)
ليس في الأصل، وأثبتناه من (ن)، و«مستخرج أبي عوانة» كما في «إتحاف المهرة» (٣٤٧٨)
عن الدبري، عن عبد الرزاق، به، و«المستدرك».
• [٦٧٥٤]
[شيبة: ١١٩٦١].
(٤)
المساحي: جمع مِسْحاة، وهي: المِجْرفة (الفأس) من الحديد. (انظر: النهاية، مادة:
سحا).
• [٦٧٥٦] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ،
قَالَ: أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ (١) بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ
بْنِ السَّبَّاقِ، أَنَّ عُمَرَ دَفَنَ أَبَا بَكْرٍ بَعْدَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ
بَعْدَمَا (٢) صَلَّاهَا.
• [٦٧٥٧]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي (٣) عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ،
أَنَّ حَسَنَ بْنَ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ النَّبِيِّ ﷺ،
دُفِنَتْ بِاللَّيْلِ، قَالَ: فَرَّبِهَا (٤) عَلِيٌّ مِنْ أَبِي بَكْرٍ، أَنْ
يُصلِّيَ عَلَيْهَا، كَانَ بَيْنَهُمَا شَيءٌ.
• [٦٧٥٨]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ حَسَنِ بْنِ
مُحَمَّدٍ مِثْلَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: أَوْصتْهُ بِذَلِكَ.
• [٦٧٥٩]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ عَلِيًّا دَفَنَ
فَاطِمَةَ لَيْلًا، وَلَمْ يُؤْذِنْ بِهَا أَبَا بَكْرٍ.
• [٦٧٦٠]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: كَانَ
شُرَيْحٌ يَدْفِنُ لَيْلًا.
• [٦٧٦١]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، قَالَ: كَانَ
شُرَيْحٌ يَتَعَمَّدُ بِمَوْتَاهُ اللَّيْلَ، فَإِذَا (٥) أَصبَحَ سُئِلَ عَنْهُ
فَقَالَ: قَدْ هَدَأَ، وَنَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدِ اسْتَرَاحَ.
• [٦٧٥٦] [شيبة: ٦٨٩١، ١١٩٥٣].
(١)
قولى: «بن محمد» ليس في الأصل، وأثبتناه من (ن)، و«الأوسط» لابن المنذر (٥/ ٥١٠)
عن الدبري، عن عبد الرزاق، به.
(٢)
في حاشية (ن): «حين» ونسبه لنسخة، وكذا هو في «الأوسط».
• [٦٧٥٧]
[شيبة: ١١٩٤٨].
(٣)
ليس في الأصل، وأثبتناه من (ن).
(٤)
قوله: «فرّبها» وقع في (ن): «قرَّبها» والثبت من الأصل هو الصواب، وكذلك نقله ابن
بطال في «شرح صحيح البخاري» (٣/ ٣٢٥).
• [٦٧٥٩]
[شيبة:١١٩٤٩].
• [٦٧٦٠]
[شيبة: ١١٩٥٤].
(٥)
في الأصل: «وإذا» والمثبت من (ن) وهو الأليق.
° [٦٧٦٢] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ،
قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ مُسْلِمِ وَغَيْرِهِ مِنْ أَصْحَابِنَا (١)،
يَقُولُونَ: كَانَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ (٢) إِنْ دَعَا رَفَعَ صَوْتَهُ
وإِنْ (٣) صَلَّى رَفَعَ صَوْتَهُ، وإِنْ قَرَأَ رَفَعَ صَوْتَهُ، فَاشْتَكَاهُ
أَبُو ذَرٍّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ هَذَا
الْأَعْرَابِيَّ قَدْ آذَانِي، لَئِنْ دَعَا لَيَرْفَعَنَّ صَوْتَهُ، وَلَئِنْ
قَرَأَ لَيَرْفَعَنَّ صَوْتَهُ، وَلَئِنْ صَلَّى لَيَرْفَعَنَّ صَوْتَهُ (٤)،
فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «دَعْهُ فَإِنَّهُ أَوَّاهٌ (٥)»، قَالَ أَبُو ذَرٍّ:
فَلَمَّا كَانَتْ غَزْوَةُ تَبُوكَ (٦) رَأَيْتُ نَارًا بِاللَّيْلِ (٧)،
فَقُلْتُ: لَآتِيَنَّ هَذِهِ النَّارَ *، فَلأَنْظُرَنَّ مَا عَنْدَهَا، فَجِئْتُ
(٨) فَإِذَا جِنَازَةٌ تُجَهَّزُ، وإِذَا رَجُلٌ فِي الْقَبْرِ، وإِذَا هُوَ
يَقُولُ: هَلُمُّوا أَدْنُوا إِلَيَّ صَاحِبَكُمْ، أَدْنُوا إِلَيَّ صَاحِبَكُمْ
(٨)، فَإِذَا الَّذِي فِي الْقَبْرِ النَّبِيُّ ﷺ، وإِذَا الْأَعْرَابِيُّ
الْجِنَازَةُ (٩).
٦٨
- بَابُ
الصَّلَاةِ عَلَى الْجِنَازَةِ فِي الْحِينِ الَّذِي تُكْرَهُ فِيهِ * الصَّلَاةُ
• [٦٧٦٣]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ: قُلْتُ لِنَافِعٍ أكَانَ ابْنُ
عُمَرَ يُصَلِّي عَلَى الْجَنَائِزِ بَعْدَ الْعَصْرِ وَالصُّبْحِ؟ قَالَ: نَعَمْ،
مَا صَلَّوْهَا فِي وَقْتِهَا.
(١) في الأصل: «أصحابه»، ولعل المثبت هو
الأليق، فقد جاء له نظائر عن ابن جريج (٩٢٣٩)، (١٤٣٠٨)، (١٦٩٨٤)، (١٧٤٤٨)، (١٩٣٤٤).
(٢)
نجد: إقليم يقع في قلب الجزيرة العربية، تتوسطه مدينة الرياض، ويشمل القصيم وسدير
والأفلاج واليمامة وحائل والوشم وغيرها. (انظر: المعالم الجغرافية) (ص ٣١٢).
(٣)
في (ن): «فإن».
(٤)
قوله: «ولئن صلى ليرفعن صوته» ليس في الأصل، وأثبتناه من (ن).
(٥)
الأواه: المتضرع، وقيل: الكثير البكاء، وقيل: الكثير الدعاء. (انظر: النهاية،
مادة: أوه).
(٦)
تبوك: مدينة من مدن الحجاز الرئيسية اليوم، وهي تبعد عن المدينة شمالًا (٧٧٨) كم.
(انظر: المعالم الجغرافية) (ص ٥٩).
(٧)
في (ن): «تحت الليل».
* [ن/ ١٠٤ أ].
(٨)
ليس في الأصل، وأثبتناه من (ن).
(٩)
قوله: «الأعرابي الجنازة» وقع في (ن): «الجنازة الأعرابي».
* [٢/
٨٠ أ].
• [٦٧٦٤] عبد الرزاق، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ
نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مِثْلَهُ.
• [٦٧٦٥]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ وَقَتَادَةَ كَانَا يُصَلِّيَانِ عَلَى
الْجَنَائِزِ بَعْدَ الْعَصْرِ، وَالصُّبْحِ مَا كَانَا فِي وَقْتٍ.
• [٦٧٦٦]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ
عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُصَلَّى عَلَى الْجَنَائِزِ إِذَا طَلَعَتِ
الشَّمْسُ، حَتَّى تَرْتَفِعَ شَيْئًا.
• [٦٧٦٧]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ
حَفْصٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ: اخْرُجُوا بِالْجَنَائِزِ قَبْلَ أَنْ
تَطْفُلَ الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ.
• [٦٧٦٨]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ،
قَالَ: يَوْمَ وُضِعَتْ جِنَازَةُ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ بِبَقِيعِ الْغَرْقَدِ:
وَهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُصَلُّوا عَلَيْهَا بَعدَ الصُّبْحِ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ
الشَّمْسُ، فَصَاحَ بِالنَّاسِ ابْنُ عُمَرَ: أَلَا تَتَّقُونَ اللَّهَ؛ إِنَّهُ
لَا يَصْلُحُ لَكُمْ أَنْ تُصَلُّوا عَلَى الْجِنَازَةِ (١) بَعْدَ الصُّبْح
حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ، وَلَا بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ،
فَانْتَهَى النَّاسُ فَلَمْ يُصَلُّوا عَلَيْهَا حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ.
• [٦٧٦٩]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: لَا بَأْسَ
بِالصَّلَاةِ عَلَى الْجَنَازَةِ مَا لَمْ تَغْرُبِ الشَّمْسُ (٢).
• [٦٧٧٠]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ الصَّلَاةُ عَلَى
الْجَنَازَةِ فِي الْحِينِ الَّذِي تُكْرَهُ فِيهِ الصَّلَاةُ، قَالَ: تُكْرَهُ.
• [٦٧٧١]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: كُنْتُ بِالْمَدِينَةِ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ فِي
الْفِتْنَةِ (٣)، فَجَاءَ عَبَّاسُ بْنُ سَهْلٍ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ،
• [٦٧٦٧] [شيبة: ١١٤٤٦].
(١)
في حاشية (ن): «الجنائز» ونسبه لنسخة.
(٢)
هذا الأثر ذكره في (ن) بعد الأثر التالي.
(٣)
قوله: «كنت بالمدينة عند ابن عمر في الفتنة» وقع في الأصل: «كنت عند عمر في
الفتنة»، والمثبت من (ن).
فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، إِنَّ (١) عَقِيلَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ قَدْ وُضِعَ بِبَابِ
الْمَسْجِدِ يُصَلَّى عَلَيْهِ، وَذَلِكَ بَعْدَ الْعَصْرِ، قَالَ (٢): يَا ابْنَ
يَسَارٍ، انْظُرْ أَغَابَتِ الشَّمْسُ (٢)؟ فَقُلْتُ (٣): لَا، فَأَبَى أَنْ يَقُومَ،
قَالَ: ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ، فَقَالَ (٤): انْظُرْ أَغَابَتِ الشَّمْسُ؟
فَنَظَرْتُ فَقُلْتُ: لَا، فَأَبَى أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ، قَالَ: فَذَهَبُوا
بِهِ فَصلُّوا (٥) عَلَيْهِ، وَهُمْ يُرِيدُونَ حِينَئِذٍ أَنْ يَؤُمَّهُمُ ابْنُ
عُمَرَ، وَ(٦) ابْنُ الزُّبَيْرِ حِينَئِذٍ بِمَكَّةَ.
° [٦٧٧٢]
عبد الرزاق، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْعَلَاءِ، عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ مُوسَى
بْنِ عُلَيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: نَهَانَا رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ أنْ نُصَلِّيَ فِي ثَلَاثِ سَاعَاتٍ، وَأَنْ نَدْفِنَ فِيهَا (٧)
مَوْتَانَا: عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ حَتَى تَبْيَضَّ وَتَرْتَفِعَ، وَعِنْدَ
غُرُوبِهَا حَتَّى يَتَبَيَّنَ (٨) غُرُوبُهَا، وَنِصْفَ النَّهَارِ فِي شِدَّةِ
الْحَرِّ.
٦٩
- بَابٌ
هَلْ يُصَلَّى عَلَى الْجِنَازَةِ وَسَطَ الْقُبُورِ؟
• [٦٧٧٣]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ قَالَ: صَلَّيْنَا
عَلَى عَائِشَةَ، وَأُمِّ سَلَمَةَ، وَسَطَ الْبَقِيعِ بَيْنَ الْقُبُورِ، قَالَ:
وَالْإِمَامُ يَوْمَ صَلَّيْنَا عَلَى عَائِشَةَ أَبُو هُرَيْرَةَ، وَحَضَرَ
ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ.
(١) بعده في الأصل، (ن): «ابن»، وهو خطأ،
وصوبناه من «الجوهر النقي» لابن التركماني (٤/ ٣١) معزوّا لعبد الرزاق، و«التاريخ
الأوسط - ط الرشد» للبخاري (٢/ ٨٣٣) من طريق ابن جريج، به.
(٢)
ليس في الأصل، والمثبت من (ن).
(٣)
في الأصل: «فقال»، والمثبت من (ن).
(٤)
في الأصل: «فقلت»، والمثبت من (ن).
(٥)
قوله: «به فصلوا» ليس في الأصل، والمثبت من (ن).
[ن/١٠٤ ب].
(٦)
ليس في الأصل«، والمثبت من (ن).
° [٦٧٧٢]
[شيبة: ٧٤٣٥].
(٧)
في (ن):»فيهن«.
(٨)
في (ن):»يستبين".
٧٠ - بَابُ إِذَا حَضَرَتِ الْمَكْتُوبَةُ
وَالْجِنَازَةُ
• [٦٧٧٤]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ إِذَا حَضرَتِ صَلَاةٌ
مَكْتُوبَةٌ وَجِنَازَةٌ بُدِئَ بِالْمَكْتُوبَةِ.
• [٦٧٧٥]
عبد الرزاق، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مَطَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ،
قَالَ رَأَيْتُ الْحَسَنَ وَوُضِعَتْ جِنَازَةٌ عِنْدَ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ،
فَبَدَأَ فَصَلَّى عَلَى الْجَنَازَةِ، ثُمَّ صَلَّى الْمَغْرِبَ بَعْدَ ذَلِكَ،
فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِقَتَادَةَ، فَقَالَ: لَوْ كَانَ بَدَأَ بِالْمَكْتُوبَةِ.
• [٦٧٧٦]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: بَلَغَنِي، أَنَّ عَلِيًّا قَالَ: إِذَا
حَضَرَتِ الْجَنَازَةُ وَصلَاةُ الْمَكْتُوبَةِ، فَابْدَءُوا بِالْمَكْتُوبَةِ.
• [٦٧٧٧]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ مِثْلَ
قَوْلِ عَلِيٍّ: يَبْدَأُ بِالْمَكْتُوبَةِ.
• [٦٧٧٨]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّ جِنَازَةً وُضِعَتْ فِي
مَقْبَرَةِ الْبَصْرَةِ حِينَ اصْفَرَّتِ الشَّمْسُ، فَلَمْ يُصلَّ (١) عَلَيْهَا
* حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ (٢)، ثُمَّ أَمَرَ أَبُو بَرْزَةَ الْمُنَادِيَ،
فَنَادَى، ثُمَّ قَامَ، فَتَقَدَّمَ أَبُو بَرْزَةَ فَصَلَّى بِهِمُ الْمَغْرِبَ،
وَفِي النَّاسِ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، ثُمَّ صَلَّى عَلَى الْجَنَازَةِ.
وَبِهِ نَأْخُذُ.
٧١
- بَابُ
الصَّلَاةِ عَلَى الْجَنَائِزِ فِي الْمَسْجِدِ
• [٦٧٧٩]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ وَالثَّوْرِيِّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ:
رَأَى أَبِي النَّاسَ
(١) في (ن): «يصلى»، وهو خلاف الجادة،
والمثبت من الأصل.
* [٢/
٨٠ ب].
(٢)
قوله: «حتى غربت الشمس» ليس في الأصل، وأثبتناه من (ن)، و«السنن الكبرى - ط هجر»
للبيهقي (٦٩٩٧) من طريق ابن جريج، به.
• [٦٧٧٩]
[شيبة: ١٢٠٩٢].
يَخْرُجُونَ مِنَ الْمَسْجِدِ
لِيُصَلُّوا عَلَى جِنَازَةٍ، فَقَالَ: مَا يَصنَعُ هَؤُلَاءِ؟ مَا صُلِّيَ عَلَى
أَبِي بَكْرٍ إِلَّا فِي الْمَسْجِدِ.
• [٦٧٨٠]
عبد الرزاق، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ صُلِّيَ عَلَى
عُمَرَ فِي الْمَسْجِدِ.
° [٦٧٨١]
عبد الرزاق، عَنْ مَالِكٍ *، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا
أَمَرْتَ أَنْ يُمَرَّ عَلَيْهَا بِجَنَازَةِ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ فِي الْمَسْجِدِ
حِينَ مَاتَ لِتَدْعُوَ لَهُ (١)، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ النَّاسُ، فَقَالَتْ
عَائِشَةُ: مَا أَسْرَعَ (٢) النَّاسَ، مَا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَلَى
سُهَيْلِ بْنِ بَيْضَاءَ إِلَّا فِي الْمَسْجِدِ.
° [٦٧٨٢]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ وَالثَّوْرِيِّ، عَنِ ابْنِ (٣) أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ
صَالِحِ بْنِ نَبْهَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ (٤) ﷺ: «مَنْ صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ فِي الْمَسْجِدِ، فَلَا شَيْءَ لَهُ».
° [٦٧٨٣]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ رَجُلٍ سَمَّاهُ
يُقَالُ لَهُ: مُسْلِمٌ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ (٥)
إِلَّا رَفَعَهُ، قَالَ: لأَعْرِفَنَّ مَا صَلَّيْتُ عَلَى جِنَازَةٍ فِي
الْمَسْجِدِ.
• [٦٧٨٠] [شيبة: ١٢٠٩٤].
° [٦٧٨١]
[التحفة: د ق ١٦١٧٤، م ت س ١٦١٧٥] [شيبة: ١٢٠٩٥].
* [ن/١٠٥ أ].
(١)
ليس في الأصل، وأثبتناه من (ن)، وكذا هو في كل روايات «الموطأ»، انظر: «الموطأ
برواياته الثمانية» جمع سليم الهلالي (٢/ ٢٠٠).
(٢)
كذا في الأصول، وكذا هو في معظم روايات الموطأ، وفي بعضها: «أسرع ما نسي»، انظر:
المصدر السابق، و«التمهيد» لابن عبد البر (٢١/ ٢١٨).
° [٦٧٨٢]
[شيبة: ١٢٠٩٧].
(٣)
ليس في الأصل، وأثبتناه من (ن).
(٤)
في (ن): «النبي».
° [٦٧٨٣]
[شيبة: ١٢٠٩٩].
(٥)
في (ن): «أعلم».
٧٢ - بَابُ الرَّجُلِ يُصَلِّي عَلَيْهِ
أُمَّةٌ مِنَ النَّاسِ
° [٦٧٨٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ
أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ رَضِيعِ عَائِشَةَ، أَنَّ
النَّبِيَّ ﷺ (١) قَالَ: «مَا مِنْ رَجُلٍ يَمُوتُ فَيُصَلِّي عَلَيْهِ أُمَّةٌ
مِنَ النَّاسِ، فَيَسْتَغْفِرُونَ لَهُ إِلَّا شُفِّعُوا».
قال عبد الرزاق: وَالْأُمَّةُ:
مِائَةُ رَجُلٍ، قَالَهُ الثَّوْرِيُّ وَمَعْمَرٌ.
• [٦٧٨٥]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: جَاءَ
رَجُلٌ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ: أَلَا تَقُومُ، فَتُصَلِّي
عَلَى هَذِهِ الْجَنَازَةِ؟ فَقَالَ: إِنَّا لَقَائِمُونَ، وَمَا يُصَلِّي
عَلَيْهِ إِلَّا عَمَلُهُ.
٧٣
- بَابُ
الْمَرْأَةِ مِنْ أَهْلِ الْكتَابِ الْحُبْلَى مِنَ الْمُسْلِمِينَ
• [٦٧٨٦]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ إِذَا حَمَلْتِ الْمَرْأَةُ
النَّصرَانِيَّةُ مِنَ الْمُسْلِمِ، فَمَاتَتْ حَامِلًا، دُفِنَتْ مَعَ أَهْلِ
دِينِهَا.
• [٦٧٨٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ
قَالَ: يَلِيهَا أَهْلُ دِينِهَا، وَتُدْفَنُ مَعَهُمْ.
• [٦٧٨٨]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ،
أَنَّ شَيْخًا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ أَخْبَرَهُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ،
أَنَّهُ دَفَنَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ حُبْلَى مِنْ مُسْلِمٍ، فِي
مَقْبَرَةِ الْمُسْلِمِينَ.
• [٦٧٨٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ
بْنِ مُوسَى، أَنْ وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ دَفَعَ امْرَأَةً مِنَ النَّصَارَى
مَاتَتْ وَهِيَ حُبْلَى مِنْ مُسْلِمٍ فِي مَقْبَرَةٍ لَيْسَتْ بِمَقْبَرَةِ
النَّصَارَى، وَلَا مَقْبَرَةِ الْمُسْلِمِينَ، بَيْنَ ذَلِكَ، قَالَ سُلَيْمَانُ:
وَيَلِيهَا أَهْلُ دِينِهَا.
(١) قوله: «عن عبد الله بن يزيد رضيع عائشة،
أن النبي ﷺ كذا في الأصل، (ن)، وفي»المسند«(٢٥٩٩٢) من طريق عبد الرزاق:»عن عبد
الله بن يزيد - رضيع عائشة - عن عائشة، عن النبي ﷺ".
• [٦٧٨٩]
[شيبة: ١٢٠١٧]، وسيأتي: (١١٠٨٥).
٧٤ - بَابُ تَسْوِيَةِ الصُّفُوفِ عِنْدَ
الصَّلَاةِ عَلَى الْجَنَائِزِ
• [٦٧٩٠]
عبد الرزاق *، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ يَحِقُّ عَلَى
النَّاسِ أَنْ يُسَوُّوا صُفُوفَهُمْ عَلَى الْجَنَائِزِ، كَمَا يُسَوُّونَهَا فِي
الصَّلَاةِ؟ قَالَ: لَا، إِنَّمَا هُمْ قَوْمٌ يُكَبِّرُونَ، وَيَسْتَغْفِرُونَ.
٧٥
- بَابُ
الدُّعَاءِ عَلَى الطِّفْلِ
• [٦٧٩١]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّهُ كَانَ
إِذَا صَلَّى عَلَى الطِّفْلِ، قَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ لَنَا فَرَطًا،
اللَّهُمُّ اجْعَلْهُ لَنَا أَجْرًا.
• [٦٧٩٢]
عبد الرزاق عَنْ مَعْمَرٍ (١)، عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ فِي الصَّلَاةِ
عَلَى الطِّفْلِ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ سَلَفًا لِوَالِدَيْهِ، وَفَرَطًا
وَأَجْرًا (٢).
• [٦٧٩٣]
عبد الرزاق *، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ مِثْلَ قَوْلِ
الْحَسَنِ.
٧٦
- بَابُ
الصَّلَاةِ عَلَى الصَّغِيرِ وَالسِّقْطِ (٣) وَمِيرَاثِهِ
• [٦٧٩٤]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ
إِذَا اسْتَهَلَّ (٤) الْمَوْلُودُ، صُلِّيَ عَلَيْهِ، قَالَ الزُّهْرِيُّ:
وَوُرَّثَ إِذَا اسْتَهَلَّ.
• [٦٧٩٥]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ لَا يُوَرَّثُ حَتَّى
يَسْتَهِلَّ، وَإنْ تَحَرَّكَ، قَالَ: وَلَوْ عَطَسَ كَانَ عِنْدِي بِمَنْزِلَةِ
الاِسْتِهْلَالَ.
قال عبد الرزاق: وَبِهِ نَأْخُذُ.
* [ن/١٠٥ ب].
(١)
قوله: «عن معمر» ليس في الأصل، وأثبتناه من (ن).
(٢)
في (ن): «وأجرًا وفرطًا».
* [٢/
٨١ أ].
(٣)
السقط: الولد الذي يسقط من بطن أمه قبل تمامه. (انظر: النهاية، مادة: سقط).
(٤)
الاستهلال: صياح المولود عند الولادة. (انظر: جامع الأصول) (٨/ ٥٢١).
• [٦٧٩٥]
[شيبة: ١١٧٢١]، وسيأتي: (١٩٦٠٩).
• [٦٧٩٦] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ
قَتَادَةَ قَالَ لَوْ مَكَثَ فِيهِ الرُّوحُ ثَلَاثًا، لَمْ يَرِثْ حَتَّى
يَسْتَهِلَّ.
• [٦٧٩٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ قَالَ شَهِدَتِ الْقَوَابِلُ عَلَى صَبِيٍّ تَحَرَّكَ، وَلَمْ
يَسْتَهِلَّ، فَلَمْ يُوَرِّثْهُ شُرَيْحٌ.
• [٦٧٩٨]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ إِذَا
اسْتَهَلَّ صُلِّيَ عَلَيْهِ، وَعَقلَ، وَوُرِّثَ.
• [٦٧٩٩]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ إِذَا اسْتَهَلَّ صُلِّيَ
عَلَيْهِ.
• [٦٨٠٠]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ أَتُصلِّي عَلَى
الَّذِي قَدِ اسْتَهَلَّ فَصَاعِدًا؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: فَوَلَدٌ خَرَجَ
مَيِّتًا ثَلَاثًا؟ قَالَ: لَمْ أَسْمَعْ أَنَّ ذَلِكَ يُصَلَّى عَلَيْهِ.
• [٦٨٠١]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ عَنِ السِّقْطِ
يُولَدُ، وَالصَّبِيِّ حَيًّا لَا يُصَلَّى عَلَيْهِ حَتَّى يَسْتَهِلَّ صَارِخًا.
• [٦٨٠٢]
عبد الرزاق، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ
عُمَرَ، عَنِ السَّقْطِ يَقَعُ مَيِّتًا أَيُصَلَّى عَلَيْهِ؟ قَالَ: لَا حَتَّى
يَصِيحَ، فَإِذَا صَاحَ، صُلِّيَ عَلَيْهِ وَوُرِّثَ.
• [٦٨٠٣]
عبد الرزاق (١)، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ:
صَلَّى ابْنُ عُمَرَ عَلَى مَوْلُودٍ صَغِيرٍ * سِقْطٍ لَا أَدْرِي أَسْتَهَلَّ
أَمْ لَا؟ صَلَّى عَلَيْهِ فِي دَارِهِ، ثُمَّ أَرْسَلَ بِهِ، فَدُفِنَ.
• [٦٨٠١] [شيبة: ١١٧٢١].
(١)
قبله في (ن): «أخبرنا».
* [ن/١٠٦ أ].
• [٦٨٠٤] عبد الرزاق: وَأَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى
ابْنَ مُجَاهِدٍ مَاتَ لَهُ سِقْطٌ، فَلَفَّهُ فِي خِرْقَةٍ، وَوَضَعَهُ فِي
كُمِّهِ، وَذَهَبَ بِهِ وَحْدَهُ، وَدَفَنَهُ، وَصَلَّى عَلَيْهِ.
• [٦٨٠٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ
ابْنِ الْمُسَيَّبِ، وَعَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ إِذَا تَمَّ (١)
خَلْقُهُ، وَنُفِخَ فِيهِ الرُّوحُ، صُلِّيَ عَلَيْهِ، وإِنْ لَمْ يَسْتَهِلَّ،
قَالَ قَتَادَةُ: وَيُسَمَّى، فَإِنَّهُ يُبْعَثُ (٢) يَوْمَ الْقِيَامَةِ
بِاسْمِهِ، أَوْ قَالَ: يُدْعَى بِاسْمِهِ.
• [٦٨٠٦]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ (٣) عُبَيْدٍ، عَنْ زِيَادِ
بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: السِّقْطُ
يُصَلَّى عَلَيْهِ، وَيُدْعَى لِأَبَوَيْهِ بِالْعَافِيَةِ وَالرَّحْمَةِ.
• [٦٨٠٧]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ إِذَا لَمْ
يَتِمَّ خَلْقُهُ، دُفِنَ، وَلَمْ يُصَلَّ عَلَيْهِ.
• [٦٨٠٨]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَ: أَحَقُّ
مَنْ صَلَّيْنَا عَلَيْهِ أَبْنَاؤُنَا.
° [٦٨٠٩]
عبد الرزاق، عَنِ الثُّوْرِيِّ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ ﷺ صَلَّى عَلَى ابْنِ مَارِيَةَ (٤) الْقِبْطِيَّةِ، وَهُوَ ابْنُ (٥)
سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا.
• [٦٨٠٥] [شيبة: ١١٧٠٧].
(١)
ليس في الأصل، واستدركناه من (ن). وينظر: «المحلى» (٣/ ٣٨٧) من طريق عبد الرزاق،
به.
(٢)
كأنه في الأصل: «يبعثه». والمثبت من (ر) هو الصواب.
• [٦٨٠٦]
[شيبة: ١١٧١٠، ٣٠٤٥٦].
(٣)
تصحف في الأصل إلى: «عن»، والتصويب من (ن).
• [٦٨٠٨]
[شيبة: ١١٧٠٦].
(٤)
تصحف في الأصل إلى: «رماية»، والتصويب من (ن).
(٥)
تصحف في الأصل إلى: «ابنة»، والتصويب من (ن).
• [٦٨١٠] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِيكٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ غَالِبٍ الْأَسَدِيِّ، قَالَ:
قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ لِحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَى مَنْ فِكَاكُ الْأَسِيرِ؟
قَالَ: عَلَى الْأَرْضِ الَّتِي نُقَاتِلُ عَنْهَا (١).
قَالَ: وَسَأَلْتُهُ عَنِ
الْمَوْلُودِ مَتَى يَجِبُ سَهْمُهُ؟ قَالَ: إِذَا اسْتَهَلَّ وَجَبَ سَهْمُهُ.
• [٦٨١١]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
الْمُسَيَّبِ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ يَفْرِضْ لِلصَّبِيِّ إِذَا اسْتَهَلَّ.
• [٦٨١٢]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ
سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ فِي الْمَنْفُوسِ (٢): يَرِثُ إِذَا
سُمِعَ صَوْتُهُ.
• [٦٨١٣]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ تُوُفِّيَتْ أُخْتٌ
لِي صَغِيرَةٌ *، فَأَمَرَ بِهَا أَبِي مَوْلًى لَنَا (٣)، فَدَفَنَهَا، وَمَا
خَرَجَ عَلَيْهَا وَلَا اتَّبَعَهَا، قَالَ: حَسِبْتُهُ قَالَ: وَلَا صَلَّى
عَلَيْهَا.
• [٦٨١٤]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
الْمُسَيَّبِ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُصَلِّي عَلَى الْمَنْفُوسِ
الَّذِي لَمْ يَعْمَلْ خَطِيئَةً قَطُّ، فَيقُولُ: اللَّهُمَّ أَعِذْهُ مِنْ
عَذَابِ الْقَبْرِ.
• [٦٨١٠] [شيبة: ٣٢١٣٢].
(١)
في الأصل: «منها»، والمثبت من (ن) هو الأليق بالسياق.
• [٦٨١١]
[شيبة: ٣٣٥٥٩].
(٢)
المنفوس: الطفل حين يولد. (انظر: النهاية، مادة: نفس).
* [٢/
٨١ ب].
(٣)
في الأصل: «لها»، والمثبت من (ن) هو الأليق بالسياق.
• [٦٨١٤]
[شيبة: ١١٧٠٨، ٣٠٤٥٥].
٧٧ - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى وَلَدِ
الزِّنَا وَالْمَرْجُومِ وَالسَّبْيِ (١)
• [٦٨١٥]
عبد الرزاق، عَنْ * مَعْمَرٍ (٢)، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: يُصلَّى عَلَى وَلَدِ
الزِّنَا؛ لِأَنَّ كُلَّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ (٣). وَقَالَهُ
الْحَسَنُ أَيْضًا (٤).
° [٦٨١٦]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي النُّعْمَانِ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ يَحْيَى (٥) قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَلَى وَلَدِ الزِّنَا
وَأُمِّهِ مَاتَتْ فِي نِفَاسِهَا (٦).
• [٦٨١٧]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ فِي وَلَدِ الزِّنَا إِذَا مَاتَ
طِفْلًا صَغِيرًا، لَمْ يُصَلَّ (٧) عَلَيْهِ.
• [٦٨١٨]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ سَأَلْتُ عَطَاءً، عَنْ وَلَدِ الزِّنَا
حِينَ يُولَدُ بَعْدَمَا اسْتَهَلَّ أَيُصَلَّى عَلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ:
كَيْفَ وَهُوَ كَذَلِكَ؟ قَالَ: مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ وُلِدَ
(١) كذا في الأصل، (ن)، وسيأتي باب «الصلاة
على السبي» بعد هذا الباب.
* [ن/١٠٦ ب].
(٢)
قوله: «عن معمر» ليس في الأصل، وأثبتناه من (ن).
(٣)
الفطرة: المراد: أنه يولد على نوع من الجبلة والطبع المتهيئ لقبول الدين، وقيل:
معناه كل مولود يولد على معرفة الله والإقرار به. (انظر: النهاية، مادة: فطر).
(٤)
ليس في الأصل، وأثبتناه من (ن).
(٥)
قوله: «عن أبي النعمان، عن عمرو بن يحيى» كذا ورد الإسناد في الأصل، (ن)، ورواه
وكيع في «مصنف ابن أبي شيبة» (١١٩٨٢) عن سفيان، عن جابر، عن عمرو بن يحيى، عن
النعمان، أن رسول اللَّه … الحديث، ورواه سلم بن سلم في «مسند أحمد بن منيع» كما
في «المطالب العالية» لابن حجر (٨٧٤) عن الثوري، وقال فيه: «عن النعمان بن بشير»،
ورواه قيس بن الربيع عند بحشل في «تاريخ واسط» (ص ٥٥)، وأبي نعيم في «معرفة
الصحابة» (٧٠٣٥) عن جابر، عن عمرو بن يحيى بن سعيد بن العاص، عن أبي النعمان،
ونسبه قيس: القرشي، فالذي يظهر أن إسناد عبد الرزاق وقع فيه تقديم وتأخير، وأن
الصواب: عن عمرو بن يحيى، عن أبي النعمان، أو النعمان.
(٦)
النفاس: نَفِست المرأة تَنْفَس: إذا حاضت، وقد تذكر بمعنى الولادة. (انظر:
النهاية، مادة: نفس).
(٧)
في الأصل، (ن): «يصلى»، وهو خلاف الجادة.
عَلَى الْفِطْرَةِ، فِطْرَةِ
الْإِسْلَامِ، قُلْتُ: فَكَبِرَ، فَكَانَ رَجُلَ سُوءٍ؟ قَالَ: وَيُصَلَّى
عَلَيْهِ، قُلْتُ: فَأُمُّهُ مَاتَتْ فِي نِفَاسِهَا؟ قَالَ (١): فَلَا أَدَعُهَا،
وَهُوَ يَقُولُ: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ﴾ [النساء: ٤٨]، وَقَالَ لِي عَطَاءٌ بَعْدَ ذَلِكَ:
يُصلَّى عَلَى وَلَدِ الزِّنَا إِذَا اسْتَهَلَّ، وَعَلَى أُمِّهِ إِنْ مَاتَتْ
مِنْ نِفَاسِهَا، وَعَلَى الْمُتَلَاعِنَيْنِ (٢)، وَعَلَى الَّذِي يُقَادُ (٣)
مِنْهُ، وَعَلَى الْمَرْجُومِ، وَعَلَى الَّذِي يُزَاحَفُ، فَيَفِرُّ، فَيُقْتَلُ،
وَعَلَى الَّذِي يَمُوتُ مِيتَةَ السُّوءِ، قَالَ: لَا أَدعُ الصَّلَاةَ عَلَى
مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، قَالَ: ﴿مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ
أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾ (٤) [التوبة: ١١٣] قَالَ: فَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّ هَؤُلَاءِ مِنْ (٥)
أَصْحَابِ الْجَحِيمِ؟
قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَسَأَلْتُ
عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ، فَقَالَ مِثْلَ قَوْلِ عَطَاءٍ.
• [٦٨١٩]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ لَمْ
يَكُونُوا يَحْجُبُونَ الصَّلَاةَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ.
° [٦٨٢٠]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: لَا يُصَلَّى عَلَى
الْمَرْجُومِ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: رَجَمَ النَّبِيُّ ﷺ الْأَسْلَمِيَّ فَلَمْ
يُصلِّ عَلَيْهِ (٦).
° [٦٨٢١]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: رَجَمَ
النَّبِيُّ ﷺ (٧) امْرَأَةً، ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهَا.
(١) في الأصل: «قلت»، والتصويب من (ن).
(٢)
المتلاعنان: اللاعنان كل واحد للآخر بشهادات مؤكدات بأيمان مقرونة باللعن قائمة
مقام حد القذف في حق الرجل، ومقام حد الزنا في حق المرأة. (انظر: معجم لغة
الفقهاء) (ص ٤٥٧).
(٣)
القود: القصاص. (انظر: النهاية، مادة: قود).
(٤)
قوله تعالى: «لهم أنهم» وقع في الأصل، (ن): «له أنه من» وهو خلاف التلاوة. وينظر:
«الأوسط» لابن المنذر (٥/ ٤٤٤).
(٥)
ليس في الأصل، وأثبتناه من (ن). وينظر: «الأوسط».
(٦)
قوله: «فلم يصل عليه» ليس في الأصل، واستدركناه من (ن).
(٧)
قوله: «عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة قال: رجم النبي ﷺ» ليس في
الأصل، واستدركناه من (ن).
• [٦٨٢٢] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ:
سَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ أَيُصَلَّى عَلَى الَّذِي يُقَادُ مِنْهُ فِي حَدٍّ؟ قَالَ:
نَعَمْ، إِلَّا مَنْ أُقِيدَ مِنْهُ فِي رَجْمٍ.
° [٦٨٢٣]
عبد الرزاق، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ
بْنَ سَمُرَةَ يَقُولُ: مَاتَ رَجُلٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَأَتَاهُ
رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ مَاتَ فُلَانٌ، قَالَ: «لَمْ يَمُتْ
(١)»، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّانِيَةَ، ثُمَّ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ
(٢) ﷺ: «كَيْفَ مَاتَ»؟ قَالَ: نَحَرَ نَفْسَهُ، بِمِشْقَصٍ (٣) عِنْدَهُ *،
فَلَمْ يُصَلِّ (٤) عَلَيْهِ.
• [٦٨٢٤]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ الَّذِي
يَقْتُلُ نَفْسَهُ يُصلَّى عَلَيْهِ، وَالْمَرْجُومُ يُصلَّى عَلَيْهِ.
° [٦٨٢٥]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ
الْمُسَيَّبِ قَالَ: رَجَمَ النَّبِيُّ ﷺ رَجُلَيْنِ، فَصَلَّى عَلَى أَحَدِهِمَا،
وَلَمْ يُصلِّ (٤) عَلَى الْآخَرِ.
• [٦٨٢٦]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ:
السُّنَّةُ أَنْ يُصَلَّى عَلَى الْمَرْجُومِ.
• [٦٨٢٧]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ صَلِّ (٥) عَلَى مَنْ قَالَ: لَا
إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وإِنْ كَانَ رَجُلَ سَوْءٍ جِدًّا، قُلِ (٦): اللَّهُمَّ
اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِينَ
° [٦٨٢٣] الإتحاف: حم عم ٢٥٩٦]
[شيبة: ١١٩٨٩].
(١)
تصحف في الأصل إلى: «يقم»، والتصويب من (ن). وينظر: «مسند أحمد» (٢١١٤٨)، (٢١١٦٥)،
«المعجم الكبير» للطبراني (٢/ ٢٢٣/ ١٩٢٠) من طريق عبد الرزاق، به.
(٢)
قوله: «رسول الله» وقع في الأصل، (ن): «يا رسول الله». وينظر: «المعجم الكبير».
(٣)
المشقص: نصل السُّهم إذا كان طويلا غير عَريض، والجمع: مشاقص. (انظر: النهاية،
مادة: شقص).
* [ن/١٠٧ أ].
(٤)
في الأصل: «يصلي» وهو خلاف الجادة، والمثبت من (ن).
(٥)
في الأصل، (ن): «صلي» وهو خلاف الجادة.
(٦)
في الأصل، (ن): «قلت». والمثبت هو الأليق بالسياق، وينظر: «المحلى» (٣/ ٤٠١).
وَالْمُسْلِمَاتِ، قَالَ: وَلَا
أَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، اجْتَنَبَ الصَّلَاةَ عَلَى مَنْ قَالَ:
لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ.
• [٦٨٢٨]
عبد الرزاق، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: مَا (١)
عَلِمْتُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِنَا تَرَكَ الصَّلَاةَ عَلَى أَحَدٍ (٢) مِنْ
أَهْلِ الْقِبْلَةِ * تَأَثُّمًا (٣).
• [٦٨٢٩]
عبد الرزاق، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ مَيْمُونِ
بْنِ مِهْرَانَ، أَنَّهُ شَهِدَ ابْنَ عُمَرَ صَلَّى عَلَى وَلَدِ زِنَا (٤)،
فَقِيلَ: إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، لَمْ يُصلِّ عَلَيْهِ، وَقَالَ: هُوَ شَرُّ
الثُّلَاثَةِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: هُوَ خَيْرُ الثَّلَاثَةِ.
• [٦٨٣٠]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ
قَالَ: لَمَّا رَجَمَ عَلِيٌّ شُرَاحَةَ الْهَمْدَانِيَّةَ، جَاءَ أَوْلِيَاؤُهَا،
فَقَالُوا: كَيْفَ نَصْنَعُ بِهَا؟ فَقَالَ لَهُمْ عَلِيٌّ: اصْنَعُوا بِهَا مَا
تَصْنَعُونَ بِمَوْتَاكُمْ - يَعْنِي غُسْلَهَا، وَالصَّلَاةَ عَلَيْهَا، - وَمَا
أَشْبَهَ ذَلِكَ.
• [٦٨٣١]
قال الثَّوْرِيُّ وَأَخْبَرَنِي سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَلِيٍّ حِينَ رَجَمَ شُرَاحَةَ، فَقُلْتُ
(٥): مَاتَتْ هَذِهِ عَلَى شَرِّ أَحْوَالِهَا، قَالَ: فَضَرَبَنِي بِقَضِيبٍ (٦)
كَانَ فِي يَدِهِ، فَقُلْتُ: أَوْجَعْتَنِي، قَالَ (٧): وَإِنْ أَوْجَعْتُكَ،
إِنَّهَا لَنْ
• [٦٨٢٨] [شيبة: ١١٩٨٧].
(١)
ليس في الأصل، واستدركناه من (ن). وينظر: «مصنف ابن أبي شيبة» (١١٩٨٧) من طريق
هشام، به.
(٢)
بعده في الأصل: «على واحد» وهو خطأ، والتصويب من (ن) بدونها. وينظر: «مصنف ابن أبي
شيبة».
* [٢/
٨٢ أ].
(٣)
ليس في الأصل، وأثبتناه من (ن). وينظر: «مصنف ابن أبي شيبة».
(٤)
في الأصل: «الزنا»، والمثبت من (ن) هو الأقرب للصواب. وينظر: الحديث (١٤٧٩٢) بنفس
الإسناد والمتن.
• [٦٨٣٠]
[شيبة: ١١١٢٣].
(٥)
بعده في (ن): «له».
(٦)
القضيب: الغصن، وكل نبت من الأغصان يقضب. واللطيف من السيوف. والجمع: قُضُب
وقُضبان. (انظر: النهاية، مادة: قضب).
(٧)
في الأصل: «قلت»، والتصويب من (ن).
تُعَذَّبَ بَعْدَهَا (١) أَبَدًا
(٢)، لِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يُنْزِلْ فِي الْقُرْآنِ حَدًّا (٣)، فَأُقِيمَ عَلَى
صَاحِبِهِ، إِلَّا كَانَ (٤) كَفَّارَةً (٥) لَهُ كَالدَّيْنِ بِالدَّيْنِ.
° [٦٨٣٢]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَكَمُ بْنُ أَبَانٍ،
أَنَّهُ سَمِعَ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ لِلنَّبِيِّ ﷺ: دَعْنِي أَقْتُلْ أَبِي؛
فَإِنَّهُ (٦) يُؤْذِي اللَّهَ وَرَسُولَهُ، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «لَا تَقْتُلْ
أَبَاكَ»، ثُمَّ ذَهَبَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: دَعْنِي أَقْتُلْهُ،
فَقَالَ: «لَا تَقْتُلْ أَبَاكَ»، ثُمَّ جَاءَهُ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ لَهُ
مِثْلَ ذَلِكَ، قَالَ: فَتَوَضَّأْ يَا رَسُولَ اللَّهِ! لَعَلِي أَسْقِيهِ،
لَعَلَّهُ أَنْ يَلِينَ قَلْبُهُ، قَالَ: فَتَوَضَّأَ النَّبِيُّ ﷺ، فَسَقَاهُ
إِيَّاهُ، فَقَالَ: سَقَيْتُكَ وَضُوءَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، قَالَ: سَقَيْتَنِي
بَوْلَ أُمِّكَ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَلَمَّا كَانَ مَرَضُهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ،
جَاءَهُ (٧) النَّبِيُّ ﷺ، فَتَكَلَّمَا بِكَلَامٍ بَيْنَهُمَا، فَقَالَ عَبْدُ
اللَّهِ: قَدْ فَهِمْتُ مَا تَقُولُ، امْنُنْ عَلَيَّ فَكَفِّنِّي فِي قَمِيصِكَ
هَذَا، وَصَلِّ عَلَيَّ (٨)، قَالَ (٩): فَكَفَّنَهُ النَّبِيُّ ﷺ فِي قَمِيصِهِ
ذَلِكَ، وَصَلَّى عَلَيْهِ، قَالَ (١٠) ابْنُ عَبَّاسٍ: وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَيَّ
صَلَاةٍ كَانَتْ، وَمَا خَادَعَ مُحَمَّدٌ ﷺ إِنْسَانًا قَطُّ.
(١) بعده في الأصل: «بعدها».
(٢)
من (ن).
(٣)
الحد: محارم الله وعقوباته التي قرنها بالذنوب (كحد الزنا … وغيره)، والجمع: حدود.
(انظر: النهاية، مادة: حدد).
(٤)
ليس في الأصل، (ن)، وهي زيادة يقتضيها السياق، وينظر: «كنز العمال» (١٣٩٩٩).
(٥)
الكفارة: الفعلة والخصلة التي من شأنها أن تكفر الخطيئة، أي: تسترها وتمحوها، وهي
فعالة للمبالغة، والجمع: كفارات. (انظر: النهاية، مادة: كفر).
(٦)
تكرر في الأصل.
* [ن/١٠٧ ب].
(٧)
في الأصل، (ن): «جاء»، والمثبت من «المعجم الكبير» للطبراني (١١/ ٢٣٥/ ١١٥٩٨)،
«المختارة» للمقدسي (٣٣٣) من طريق الدبري، به.
(٨)
في الأصل: «عليه»، والتصويب من (ن). وينظر: «المعجم الكبير».
(٩)
ليس في (ن).
(١٠)
ليس في الأصل، واستدركناه من (ن).
° [٦٨٣٣] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانٍ، أَنَّهُ سَمِعَ
عِكْرِمَةَ يَقُولُ: غَيَّرَ النَّبِيُّ ﷺ اسْمَ ابْنِ عَبْدِ اللَّهِ هَذَا،
سَمَّاهُ: عَبْدَ اللَّهِ، وَكَانَ اسْمُهُ: الْحُبَابُ (١).
° [٦٨٣٤]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ
جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: أَتَى النَّبِيُّ ﷺ (٢) عَبْدَ اللَّهِ بْنَ
أُبَيٍّ بَعْدَمَا أُدْخِلَ حُفْرَتَهُ، فَأَمَرَ بِهِ، فَأُخْرِجَ إِلَيْهِ،
فَوَضَعَهُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، وَأَلْبَسَهُ قَمِيصَهُ، وَنَفَثَ (٣) عَلَيْهِ
مِنْ رِيقِهِ وَاللَّهُ (٤) أَعْلَمُ.
° [٦٨٣٥]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عُبَيْدِ
اللَّهِ (٥) بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، يَزْعُمُ أَنَّهُ سَمِعَ بِالْمَدِينَةِ،
أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ رَكِبَ إِلَى بَنِي الْحَارِثِ، فَرَأَى جِنَازَةً عَلَى
خَشَبَةٍ، فَقَالَ (٦): «مَا (٧) هَذَا؟» فَقِيلَ (٨): عَبْدٌ لَنَا، فَكَانَ
عَبْدَ سُوءٍ مَسْخُوطًا جَافِيًا (٩)، قَالَ: «أكانَ يُصَلِّي هَذَا (١٠)؟»
فَقَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: «أَكَانَ يَقُولُ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ؟»
قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ (١١): «لَقَدْ كَادَتِ الْمَلَائِكَةُ تَحُولُ بَيْنِي
وَبَيْنَهُ، ارْجِعُوا فَأَحْسِنُوا غُسْلَهُ وَكَفَنَهُ وَدَفْنَهُ».
(١) في الأصل: «الحساب» وهو خطأ، والتصويب من
(ن). وينظر: «مشاهير علماء الأمصار» (ص ٤٦).
(٢)
أقحم بعده في الأصل: «يقول» وهو خطأ لا يستقيم السياق معه.
(٣)
النفث: شبيه بالنفخ، وهو أقل من التفل. (انظر: النهاية، مادة: نفث).
(٤)
في (ن): «فاللَّه».
(٥)
في الأصل، (ن): «عبد الله» وهو خطأ، والتصويب كما في مصادر ترجمته، وينظر:
«التاريخ الكبير» (٥/ ١٣٧)، «تهذيب الكمال» (٣٣/ ١٢١).
(٦)
في الأصل: «فقيل» وهو خطأ، والتصويب من (ن).
(٧)
ليس في الأصل، وأثبتناه من (ن).
(٨)
في الأصل: «فقال»، والتصويب من (ن).
(٩)
الجفاء: غلظ الطبع. (انظر: النهاية، مادة: جفا).
(١٠)
ليس في (ن).
(١١)
في الأصل: «قالوا»، والتصويب من (ن).
° [٦٨٣٦] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ،
قَالَ: أُخْبِرْتُ، عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ سُهَيْلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زُهَيْرٍ
أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ رَأَى بِالْبَقِيعِ عَبْدًا أَسْوَدَ يَحْمِلُ مَيِّتًا،
فَقَالَ لِمَنْ يَحْمِلُهُ: «مَا هَذَا؟» قَالُوا: عَبْدٌ لِفُلَانٍ، قَالَ:
«فَمَا هُوَ»، قَالُوا (١): أَخْبَثُ النَّاسِ، وَأَسْرَقُهُ، وَآبَقُهُ،
وَأَخْبَرَ بِهِ فِي أَشْيَاءَ مِنَ الشَّرِّ، يَذْكُرُونَهَا مِنْهُ، فَقَالَ:
«عَلَيَّ * بِسَيِّدِهِ»، فَجَاءَ فَسَأَلَهُ عَنْهُ، فَذَكَرَ نَحْوًا مِمَّا
ذُكِرَ (٢)، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «هَلْ كَانَ (٣) يُصَلِّي؟»، قَالُوا: نَعَمْ،
قَالَ: «وَيَشْهَدُ: أَنْ لَا إِلَهَ إِلّا اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟»،
قَالُوا *: نَعَمْ، قَالَ: «وَالَّذِي (٤) نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنْ كَادَتِ
الْمَلَائِكَةُ (٥) لأَنْ تَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ آنِفًا (٦)»، فَدَعَا
حَدَّادًا، فَنَزَعَ حَدِيدَهُ (٧)، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ، فَغُسِّلَ، ثُمَّ
كَفَّنَهُ مِنْ عَنْدِهِ، ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهِ.
٧٨
- بَابُ
الصَّلَاةِ عَلَى السَّبْيِ (٨)
• [٦٨٣٧]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ (٩)، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الشَّعْبِيِّ عَنِ
الصَّلَاةِ عَلَى السَّبْيِ، فَقَالَ: صَلِّ عَلَى مَنْ صلَّى مِنْهُمْ، قَالَ
مَعْمَرٌ: وإِذَا صَلَّى عَلَى السَّبْيِ، صَلَّى عَلَى وَلَدِهِ.
(١) في الأصل: «قال»، والمثبت من (ن) هو
الأليق بالسياق.
* [٢/
٨٢ ب].
(٢)
في (ن): «ذكروا».
(٣)
في الأصل: «كانوا»، والتصويب من (ن).
* [ن/١٠٨ أ].
(٤)
في (ن): «فوالذي».
(٥)
ليس في الأصل، وأثبتناه من (ن).
(٦)
الآنِف: الماضي القريب، يقال: فعله آنفا قريبا، أو أول هذه الساعة، أو أول وقت كنا
فيه. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: أنف).
(٧)
في الأصل: «يده»، والتصويب من (ن).
(٨)
السَّبْي والسِّباء: الأسْر، والمراد ما وقع فيه من عبيد وإماء وغير ذلك. (انظر:
اللسان، مادة: سبي).
(٩)
في (ن): «عمر».
• [٦٨٣٨] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ
حَمَّادٍ (١) قَالَ: كَانَ (٢) إِذَا كَانَ الصَّبِيُّ مِنَ السَّبْي، أَوْ
غَيْرِهِمْ بَيْنَ أَبَوَيْهِ، وَهُمَا مُشْرِكَانِ فَإِنَّهُ لَا يُصَلَّى
عَلَيْهِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ بَيْنَ أَبَوَيْهِ، فَإِنَّهُ مُسْلِمٌ، إِذَا مَاتَ
وَهُوَ صَبِيٌّ، يُصَلَّى عَلَيْهِ.
قَالَ: وَقَالَ حَمَّادٌ: إِذَا
مَلَكْتَ الصَّبِيَّ، فَهُوَ مُسْلِمٌ.
٧٩
- بَابُ
الصَّلَاةِ عَلَى الشَّهِيدِ وَغُسْلِهِ
° [٦٨٣٩]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي الصُّعَيْرِ (٣)،
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ، أَشْرَفَ
النَّبِيُّ ﷺ عَلَى الشُّهَدَاءِ الَّذِينَ قُتِلُوا يَوْمَئِذٍ، فَقَالَ: «إِنِّي
قَدْ شَهِدْتُ عَلَى هَؤُلَاءِ، فَزَمِّلُوهُمْ بِدِمَائِهِمْ»، فَكَانَ يَدْفِنُ
الرَّجُلَيْنِ، وَالثَّلَاثَةَ فِي الْقَبْرِ، وَيَسْأَلُ: «أَيُّهُمْ كَانَ
أَقْرَأَ لِلْقُرْآنِ فَيُقَدَّمُونَهُ»، قَالَ جَابِرٌ: فَدُفِنَ أَبِي، وَعَمِّي
(٤) فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ يَوْمَئِذٍ.
° [٦٨٤٠]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ لِلشُّهَدَاءِ يَوْمَ أُحُدٍ: «إِنَّ هَؤُلَاءِ قَدْ مَضَوْا،
وَقَدْ شَهِدْتُ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَأْكُلُوا مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا،
وَإِنَّكُمْ (٥) تَأْكُلُونَ مِنْ أُجُورِكُمْ، وَلَا أَدْرِي مَا تُحْدِثُونَ
بَعْدِي».
• [٦٨٤١]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: لَمْ يُصلُّوا (٦) عَلَى
الشُّهَدَاءِ يَوْمَ أُحُدٍ (٧).
(١) قوله: «عن حماد» من (ن). وينظر: «المحلى»
(٣/ ٣٨٧).
(٢)
ضبب عليه في (ن).
(٣)
في الأصل، (ن): «الصغير» وهو خطأ. وينظر: الحديث رقم (١٠٤١٤) بهذا الإسناد والمتن.
(٤)
في الأصل، (ن): «وعثمان» وهو خطأ، والتصويب كما فِي الحديث رقم (١٠٤١٤).
(٥)
في الأصل: «ولكنكم»، والمثبت من (ن) وهو الأليق بالسياق. وينظر: الحديث رقم
(١٠٤١٥) بهذا الإسناد والمتن.
(٦)
في (ن): «يُصل».
(٧)
قوله: «الشهداء يوم أحد» وقع في (ن): «شهداء أحد».
° [٦٨٤٢] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنِ
الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ قَالَ: صَلَّى النَّبِيُّ ﷺ عَلَى قَتْلَى
أُحُدٍ.
° [٦٨٤٣]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ
أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: صَلَّى النَّبِيُّ ﷺ عَلَى قَتْلَى بَدْرٍ.
• [٦٨٤٤]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: مَا رَأَيْتُهُمْ
يُغَسِّلُونَ الشَّهِيدَ، وَلَا يُحَنِّطُونَهُ، وَلَا يُكَفَّنُ، قُلْتُ: كَيْفَ
نُصَلِّى عَلَيْهِ؟ قَالَ: كَمَا يُصَلَّى عَلَى الْآخَرِ الَّذِي لَيْسَ
بِشَهِيدٍ *.
• [٦٨٤٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ
ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: أَمَرَ مُعَاوِيَةُ بِقَتْلِ (١) حُجْرِ بْنِ عَدِيٍّ
الْكِنْدِيِّ، فَقَالَ حُجْرٌ: لَا تَحِلُّوا عَنِّي قَيْدًا، أَوْ قَالَ:
حَدِيدًا، وَكَفِّنُونِي، بِثِيَابِي وَدَمِي.
• [٦٨٤٦]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُخَوَّلٍ، عَنِ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ،
عَنْ زَيْدِ بْنِ صُوحَانَ قَالَ: لَا تَغْسِلُوا عَنِّي دَمًا، وَلَا تَنْزِعُوا
ثَوْلًا، إِلَّا الْخُفَّيْنِ، وَارْمُسُونِي فِي الْأَرْضِ رَمْسًا، فَإِنِّي
رَجُلٌ مُحَاجٌّ، أُحَاجُّ (٢) يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
• [٦٨٤٧]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ مُصْعَبٍ رَجُلٍ مِنْ
وَلَدِ زَيْدٍ، قَالَ: ادْفِنُونَا (٣)، وَمَا أَصابَ الثَّرَى مِنْ دِمَائِنَا،
قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَمَّارٌ الدُّهْنِيُّ، أَنَّهُ (٤) قَالَ قَالَ (٥) زَيْدٌ:
شُدُّوا عَلَيَّ ثِيَابِي، وَادْفِنُونِي، وَابْنَ أُمِّي فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ:
يَعْنِي أَخَاهُ سَرْحَانَ، فَإِنَّا قَوْمٌ مُخَاصَمُونَ.
° [٦٨٤٣] [شيبة: ٣٣٤٩٥].
* [ن ١٠٨/ ب].
(١)
في الأصل: «فقتل» وهو تصحيف واضح، والتصويب من (ن).
• [٦٨٤٦]
[شيبة: ٣٣٤٧٩].
(٢)
التحاج: التخاصم. (انظر: اللسان، مادة: حجج).
(٣)
في الأصل: «ادفنوا»، والتصويب من (ن).
(٤)
ليس في (ن).
(٥)
ليس في الأصل، واستدركناه من (ن). وينظر: الحديث (١٠٤٢١)، (١٠٤٢٢).
• [٦٨٤٨] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ
قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ سَعْدِ
(١) بْنِ عُبَيْدٍ وَكَانَ يُدْعَى فِي زَمَنِ النَّبِيِّ ﷺ: الْقَارِئَ، وَكَانَ
(٢) لَقِيَ عَدُوًّا، فَانْهَزَمَ مِنْهُمْ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: هَلْ لَكَ فِي
الشَّامِ؟ لَعَلَّ (٣) اللَّهَ يَمُنُّ عَلَيْكَ، قَالَ: لَا، إِلَّا الْعَدُوَّ
الَّذِي (٤) فَرَرْتُ مِنْهُمْ، قَالَ: فَخَطَبَهُمْ بِالْقَادِسِيَّةِ، فَقَالَ:
إِنَّا لَاقُو الْعَدُوِّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ غَدًا، وإِنَّا مُسْتَشْهَدُونَ، فَلَا
تَغْسِلُوا عَنَّا دَمًا، وَلَا نُكَفَّنُ إِلَّا فِي ثَوْبٍ كَانَ عَلَيْنَا.
• [٦٨٤٩]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَأَلْنَا سُلَيْمَانَ بْنَ مُوسَى
كَيْفَ الصَّلَاةُ عَلَى الشَّهِيدِ عِنْدَهُمْ؟ فَقَالَ: كَهَيْئَتِهَا عَلَى
غَيْرِهِ، قَالَ: وَسَأَلْنَاهُ (٥) عَنْ دَفْنِ الشَّهِيدِ، فَقَالَ: أَمَّا
إِذَا كَانَ فِي الْمَعْرَكَةِ، فَإِنَّا نَدْفِنُهُ كَمَا هُوَ، وَلَا
نُغَسِّلُهُ، وَلَا نُكَفِّنُهُ، وَلَا نُحَنِّطُهُ، وَأَمَّا إِذَا انْقَلَبْنَا
(٦) بِهِ، وَبِهِ رَمَقٌ (٧)، فَإِنَّا نُغَسِّلُهُ، وَنُكَفِّنُهُ،
وَنُحَنِّطُهُ، وَجَدْنَا النَّاسَ عَلَى ذَلِكَ، وَكَانَ عَلَيْهِ مَنْ مَضَى
قَبْلَنَا مِنَ النَّاسِ.
• [٦٨٥٠]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ
الْجَزَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ
إِذَا مَاتَ الشَّهِيدُ فِي الْمَعْرَكَةِ، دُفِنَ كَمَا هُوَ، فَإِنْ مَاتَ
بَعْدَمَا يُنْقَلَبُ بِهِ، صُنِعَ بِهِ (٨) كَمَا صُنِعَ بِالْآخَرِ.
• [٦٨٤٨] [شيبة: ١١١٠٦، ٢٣٤٨١]، وسيأتي: (١٠٤٢٣).
(١)
في الأصل، (ن): «سعيد»، وهو خطأ، والتصويب من الحديث رقم (١٠٤٢٣) بنفس الإسناد
والمتن.
(٢)
تكرر في الأصل.
(٣)
في الأصل: «يخل» وهو تصحيف واضح، والتصويب من (ن).
(٤)
قوله: «العدو الذي» ليس في الأصل، واستدركناه من (ن). وينظر: «المعجم الكبير»
للطبراني (٦/ ٧٠/ ٥٥٤٠) من طريق الدبري، به [٢/ ٨٣ أ].
(٥)
في الأصل: «وسألنا»، والمثبت من (ن) هو الأليق بالسياق. وينظر: الحديث رقم (١٠٤٢٤)
بنفس الإسناد والمتن.
(٦)
في الأصل، (ن): «انتقلنا»، والمثبت من الحديث رقم (١٠٤٢٤) هو الأليق بالسياق.
(٧)
الرمق: بقية الروح وآخر النفَس. (انظر: النهاية، مادة: رمق).
(٨)
من (ن).
• [٦٨٥١] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ خَيْرَ
الشُّهَدَاءِ، فَغُسِّلَ، وَصُلِّيَ عَلَيْهِ، وَكُفِّنَ، لِأَنَّهُ عَاشَ بَعْدَ
طَعْنَتِهِ.
• [٦٨٥٢]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنِ
الْحَكَمِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ قَالَ: غُسِّلَ عَلِيٌّ، وَكُفِّنَ،
وَصُلِّيَ عَلَيْهِ.
• [٦٨٥٣]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ * إِبْرَاهِيمَ قَالَ: إِذَا مَاتَ
الشَّهِيدُ مَكَانَهُ لَمْ يُغَسَّلْ، فَإِذَا حُمِلَ حَيًّا غُسِّلَ.
• [٦٨٥٤]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى، عَنِ
الشَّعْبِيِّ قَالَ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ قَتَلَهُ اللُّصُوصُ فَقَالَ: لَا
يُغَسَّلُ.
• [٦٨٥٥]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ عَكْرِمَةَ يَقُولُ:
يُصلَّى عَلَى الشَّهِيدِ، وَلَا يُغَسَّلُ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ طَيَّبَهُ.
• [٦٨٥٦]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ وَابْنِ الْمُسَيَّبِ
قَالَا (١): يُغَسَّلُ الشَّهِيدُ، فَإِنَّ كُلَّ مَيِّتٍ يُجْنِبُ.
° [٦٨٥٧]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ،
عَنِ ابْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ
الْأَعْرَابِ جَاءَ النَّبِيَّ ﷺ فَآمَنَ بِهِ، وَاتَّبَعَهُ، وَقَالَ: أُهَاجِرُ
مَعَكَ، فَأَوْصَى النَّبِيُّ ﷺ بِهِ بَعْضَ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا كَانَتْ
غَزْوَةُ خَيْبَرَ، أَوْ قَالَ: حُنَيْنٍ، غَنِمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ شَيْئًا
يُقْسَمُ، وَقَسَمَ لَهُ فَأَعْطَى أَصْحَابَهُ مَا قَسَمَ، وَكَانَ يَرْعَى (٢)
ظَهْرَهُمْ، فَلَمَّا جَاءَ دَفَعُوهُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ:
قَسْمٌ، قَسَمَهُ لَكَ النَّبِيُّ ﷺ، فَأَخَذَهُ فَجَاءَ بِهِ النَّبِيَّ ﷺ،
فَقَالَ: مَا هَذَا يَا مُحَمَّدُ؟ قَالَ: «قَسْمٌ قَسَمْتُهُ لَكَ»، قَالَ: مَا
عَلَى هَذَا اتَّبَعْتُكَ، وَلَكِنِّي اتَّبَعْتُكَ
* [ن/١٠٩ أ].
(١)
في الأصل: «قال لا» وهو تصحيف واضح، والتصويب من (ن).
(٢)
ليس في الأصل، والمثبت من (ن). وينظر: الحديث (١٠٤٣٢) بنفس الإسناد والمتن،
«المعجم الكبير» للطبراني (٧/ ٢٧١/ ٧١٠٨) من طريق الدبري، به.
عَلَى أَنْ (١) أُرْمَى هَاهُنَا،
وَأَشَارَ بِيَدِهِ (٢) إِلَى حَلْقِهِ بِسَهْمٍ، فَأَمُوتَ، فَأَدْخُلَ
الْجَنَّةَ، قَالَ: «إِنْ تَصْدُقِ اللَّهَ يَصْدُقْكَ (٣)»، فَلَبِثُوا قَلِيلًا،
ثُمَّ نَهَضُوا فِي قِتَالِ الْعَدُوِّ، فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيُّ ﷺ يُحْمَلُ،
قَدْ أَصَابَهُ سَهْمٌ حَيْثُ أَشَارَ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «أَهُوَ هُوَ (٤)؟»
قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: «صَدَقَ اللَّهَ، فَصَدَقَهُ»، فَكَفَّنَهُ النَّبِيُّ ﷺ
فِي جُبَّةِ (٥) النَّبِيِّ ﷺ، ثُمَّ قَدَّمَهُ فَصَلَّى عَلَيْهِ، فَكَانَ مِمَّا
ظَهَرَ مِنْ صَلَاتِهِ: «اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا عَبْدَكَ، خَرَجَ (٦) مُهَاجِرًا
فِي سَبِيلِكَ، قُتِلَ شَهِيدًا».
• [٦٨٥٨]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَأَلَ إِنْسَانٌ عَطَاءً أَيُصَلَّى
عَلَى الشَّهِيدِ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقِيلَ لَهُ: وَهُوَ فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ:
قَدْ صُلِّيَ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ.
قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: بَلَغَنِي
أَنَّ شُهَدَاءَ بَدْرٍ دُفِنُوا كَمَا هُمْ.
° [٦٨٥٩]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ
الشَّعْبِيِّ (٧) قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَلَى حَمْزَةَ * يَوْمَ أُحُدٍ
سَبْعِينَ صَلَاةً، كُلَّمَا أُتِيَ بِرَجُلٍ صَلَّى عَلَيْهِ، وَحَمْزَةُ
مَوْضُوعٌ يُصلَّى عَلَيْهِ مَعَهُ.
• [٦٨٦٠]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ يُلْقَى عَنِ
الشَّهِيدِ، كُلَّ جِلْدٍ، يَعْنِي: إِذَا قُتِلَ.
• [٦٨٦١]
عبد الرزاق، عَنْ إِسْرَائِيلَ وَغَيْرِهِ، عَنْ * أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ
الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ
(١) ليس في الأصل، والمثبت من (ن). وينظر:
الحديث (١٠٤٣٢)، «المعجم الكبير».
(٢)
ليس في (ن).
(٣)
في الأصل: «فيصدقك»، والمثبت من (ن) هو الأليق بالسياق. وينظر: الحديث (١٠٤٣٢).
(٤)
في (ن): «أهو». وينظر: الحديث (١٠٤٣٢).
(٥)
الجبة: ثوبٌ للرجال مفتوح الأمام، يُلبس عادة فوق القفطان، وفي الشتاء تبطن
بالفرو. (انظر: معجم الملابس) (ص ١٠٥).
(٦)
ليس في الأصل، والمثبت من (ن). وينظر: الحديث (١٠٤٣٢)، «المعجم الكبير».
(٧)
قوله: «عن الشعبي» تكرر في الأصل.
* [٢/
٨٣ ب].
* [ن/١٠٩ ب].
قَالَ: يُنْزَعُ مِنَ الْقَتِيلِ
خُفَّاهُ، وَسَرَاوِيلُهُ، وَكُمَّيْهِ، أَوْ قَالَ: عِمَامَتُهُ وَيُزَادُ
ثَوْبًا، أَوْ يُنْقَصُ ثَوْبًا حَتَّى يَكُونَ وِتْرًا.
• [٦٨٦٢]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ (١)، أَنَّهُ سَمِعَ
جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: لَمَّا أَرَادَ (٢) مُعَاوِيَةُ أَنْ
يُجْرِيَ الْكِظَامَةَ، قَالَ: مَنْ كَانَ لَهُ قَتِيلٌ، فَلْيَأْتِ قَتِيلَهُ،
يَعْنِي: قَتْلَى (٣) أُحُدٍ، قَالَ: فَأَخْرَجَهُمْ رِطَابًا يَتَثَنَّوْنَ،
قَالَ: فَأَصَابَتِ الْمِسْحَاةُ رِجْلَ رَجُلٍ مِنْهُمْ، فَانْفَطَرَتْ دَمًا،
فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: لَا يُنْكَرُ بَعْدَ هَذَا مُنْكَرًا (٤) أَبَدًا.
• [٦٨٦٣]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ
قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: رَأَى بَعْضُ أَهْلِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ
اللَّهِ، أَنَّهُ رَآهُ فِي النَّوْمِ، فَقَالَ: إِنَّكُمْ قَدْ دَفَنْتُمُونِي
فِي مَكَانٍ قَدْ أَتَانِي فِيهِ (٥) الْمَاءُ، فَحَوَّلُونِي مِنْهُ
فَحَوَّلُوهُ، فَأَخْرَجُوهُ، كَأَنَّهُ سِلْقَةٌ لَمْ يَتَغَيَّرْ مِنْهُ شَيْءٌ،
إِلَّا شَعَرَاتٌ مِنْ لِحْيَتِهِ.
° [٦٨٦٤]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ (٦)، عَنْ نُبَيْحٍ
(٧)، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنَّا حَمَلْنَا الْقَتْلَى يَوْمَ
أُحُدٍ لِنَدْفِنَهُمْ، فَجَاءَ مُنَادِي النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: «ادْفِنُوا
الْقَتْلَى فِي مَصَارِعِهِمْ (٨)»، فَرَدَدْنَاهُمْ.
(١) في الأصل، (ن): «الربيع» وهو خطأ،
والتصويب من الحديث رقم (١٠٤٣٨) بنفس الإسناد والمتن. وينظر: «الجهاد» لابن
المبارك (٩٨) عن ابن عيينة، به.
(٢)
تصحف في الأصل إلى: «زاد»، والتصويب من (ن).
(٣)
في الأصل: «يوم»، والمثبت من (ن) هو الأليق بالسياق. وينظر: الحديث رقم (١٠٤٣٨).
(٤)
الجادة: «منكر» بالرفع، والمثبت من الأصل له وجه في اللغة.
• [٦٨٦٣]
[شيبة: ١٢٢٢٢]، وسيأتي: (١٠٤٣٩).
(٥)
في الأصل: «في»، والمثبت من (ن) هو الأليق بالسياق.
(٦)
قوله: «بن قيس» من (ن).
(٧)
قوله: «عن نبيح» ليس في الأصل، وفي (ن): «عن شيخ». والمثبت من الحديث رقم (١٠٤٤٠)
بنفس هذا الإسناد والمتن.
(٨)
مصارع القوم: حيث قُتلوا. (انظر: التاج، مادة: صرع).
• [٦٨٦٥] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ،
قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ
لَا يُدْفَنُ الشَّهِيدُ فِي حِذَاءٍ خُفَّيْنِ، وَلَا سِلَاحٍ، وَلَا نَعْلَيْنِ
(١)، وَلَا خَاتَمٍ، قَالَ: نَدْفِنُهُ فِي الْمِنْطَقَةِ (٢) وَالثَّيَابِ.
قَالَ: وَبَلَغَنِي عَنْ
إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ: لَا يُدْفَنُ بِرُقْعَةٍ.
٨٠
- بَابُ
الرَّجُلِ يَمُرُّ عَلَى الْمَيِّتِ فَلَا يَدْفِنُهُ
• [٦٨٦٦]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: ذُكِرَ لِعُمَرَ
امْرَأَةٌ تُوُفِّيَتْ بِالْبَيْدَاءِ (٣)، فَجَعَلَ النَّاسُ يَمُرُّونَ
عَلَيْهَا، وَلَا يَدْفِنُونَهَا، حَتَّى مَرَّ عَلَيْهَا كُلَيْبٌ، فَدَفَنَهَا،
فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي (٤) لأَرْجُو لِكُلَيْبٍ (٥) بِهَا خَيْرًا، قَالَ:
فَسَأَلَ عُمَرُ عَنْهَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، فَقَالَ: لَمْ أَرَهَا،
فَقَالَ (٦): لَوْ رَأَيْتَهَا وَلَمْ تَدْفِنْهَا (٧)، لَجَعَلْتُكَ نَكَالًا (٨).
• [٦٨٦٧]
قال مَعْمَرٌ: وَسَمِعْتُ (٩) الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: إِنَّ أَبَا لُؤْلُؤَةَ،
طَعَنَ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا، فَمَاتَ مِنْهُمْ سِتَّةٌ (١٠) مِنْهُمْ عُمَرُ،
وَكُلَيْبٌ، وَعَاشَ مِنْهُمْ سِتَّةٌ، ثُمَّ نَحَرَ نَفْسَهُ بِخِنْجَرٍ.
(١) قوله: «ولا سلاح ولا نعلين» وقع في (ن):
«ولا نعلين ولا سلاح».
(٢)
في الأصل: «المنطقات»، والمثبت من (ن) هو الموافق للحديث (١٠٤٤١) بنفس الإسناد
والمتن. وهي من «النُطُق» جمع «نطاق»، وهو الذي يشده الإنسان في وسطه. ينظر:
«الزاهر» (١/ ١٧٦).
(٣)
البيداء: الأرض التي تخرج منها من ذي الحليفة جنويا، وفيها اليوم مبنى التلفاز
والكلية المتوسطة.
(انظر:
المعالم الأثيرة) (ص ٦٧).
(٤)
ليس في الأصل، والمثبت من (ن). وينظر: «الاستيعاب» (٣/ ١٣٣٠) معزوًّا لعبد الرزاق.
(٥)
في الأصل: «الكليب»، والمثبت من (ن).
(٦)
ليس في الأصل، والمثبت من (ن).
(٧)
قوله: «ولم تدفنها» وقع في الأصل: «لم تدفن»، والمثبت من (ن) هو الأليق بالسياق.
وينظر: «الاستيعاب».
(٨)
النكال والتنكيل: العقوبة التي تمنع الناس عن فعلِ ما جُعِلت له جزاء، وجعلته
نكالًا، أي: عظة. (انظر: النهاية، مادة: نكل).
(٩)
نسبه في (ن) لنسخة، وفي الحاشية: «سألت» وصحح عليه.
(١٠)
نسبه في (ن) لنسخة.
٨١ - بَابُ الْقَوْلِ إِذَا رَأيْتَ
الْجِنَازَةَ
• [٦٨٦٨]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ
كَانَ إِذَا مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ، قَالَ: رُوحِي فَإِنَّا غَادُونَ، أَوِ
اغْدِي فَإِنَّا رَائِحُونَ، مَوْعَظَةٌ بَلِيغَةٌ، وَغَفْلَةٌ سَرِيعَةٌ (١)،
يَذْهَبُ الْأَوَّل وَيَبْقَى الْآخِرُ لا عَقْلَ لَهُ.
• [٦٨٦٩]
عبد الرزاق *، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ أَبِي (٢)
الْمُخَارِقِ قَالَ: يُقَالُ إِذَا رَأَيْتَ الْجِنَازَةَ فَقُلِ (٣): اللَّهُ
أَكْبَرُ هَذَا مَا وَعَدَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ،
اللَّهُمَّ زِدْنَا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا، سِلْمٌ نَحْنُ لِلَّهِ رَبَّنَا.
وَبِهِ نَأْخُذُ، يَعْنِي: سِلْمٌ
تَسْلِيمٌ أَيْ نَحْنُ لَكَ.
• [٦٨٧٠]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ
إِذَا سُئِلَ عَنِ الْجِنَازَةِ، قَالَ: هُوَ أَنْتَ، فَإِنْ أَبَيْتَ فَأَنَا.
٨٢
- بَابُ
الطَّعَامِ عَلَى الْمَيِّتِ
• [٦٨٧١]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ
ثَلَاثٌ مِنْ عَمَلِ الْجَاهِلِيَّةِ: النِّيَاحَةُ (٤)، وَالطَّعَامُ عَلَى
الْمَيِّتِ، وَبَيْتُوتَةُ الْمَرْأَةِ عِنْدَ أَهْلِ الْمَيِّتِ لَيْسَتْ
مِنْهُمْ.
ذَكَرَهُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ هِلَالِ
بْنِ خَبَّابِ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ.
° [٦٨٧٢]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ خَالِدٍ
الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ أَبِيهِ
(١) قوله: «مَوْعِظَةٌ بَلِيغَةٌ، وَغَفْلَةٌ
سَرِيعَةٌ» ضبطه في (ن) بالفتح، وله وجه.
* [ن/ ١١٠ أ].
(٢)
ليس في الأصل، (ن). وينظر ترجمته في «التاريخ الكبير» (٦/ ٨٩)، «الكامل» (٧/ ٣٧).
(٣)
في الأصل: «فقال» وهو تصحيف، والتصويب من (ن).
(٤)
النوح والنياحة: البكاء على الميت بحزن وصياح. (انظر: المعجم العربي الأساسي،
مادة: نوح).
° [٦٨٧٢]
[الإتحاف: كم حم ش قط ٦٩٨٠].
خَالِدٍ (١)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: لَمَّا جَاءَ نَعْيُ جَعْفَرٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
«اصْنَعُوا لآِلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا، فَإِنَّهُ قَدْ جَاءَهُمْ مَا (٢)
يَشْغَلُهُمْ».
° [٦٨٧٣]
عبد الرزاق، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أُمِّهِ (٣) عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ قَالَتْ (٤):
لَمَّا أُصِيبَ جَعْفَرٌ، جَاءَنِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَنَعَاهُ (٥)، وَقَالَ:
«يَا أَسْمَاءُ، لا تَقُولِي هُجْرًا (٦)، وَلَا تَضْرِبِي صَدْرًا (٧)»، قَالَتْ:
وَأَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ، وَهِيَ تَقُولُ (٨): يَا ابْنَ عَمَّاهُ، فَقَالَ
النَّبِيُّ ﷺ: «عَلَى مِثْلِ جَعْفَرٍ فَلْتَبْكِ الْبَاكِيَةُ»، قَالَتْ: ثُمَّ
عَاجَ (٩) النَّبِيُّ ﷺ إِلَى أَهْلِهِ، فَقَالَ: «اصْنَعُوا لآِلِ جَعفَرٍ
طَعَامًا، ققَدْ شُغِلُوا الْيَوْمَ».
قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ سَوْدَةَ ابْنَةِ حَارِثَةَ امْرَأَةِ عَمْرِو بْنِ
حَزْمٍ، قَالَتْ: قَدْ كَانَ يُؤْمَرُ أَنْ يُصنَعَ لِأَهْلِ الْمَيِّتِ طَعَامًا.
٨٣
- بَابُ
الصَّبْرِ وَالْبُكاءِ وَالنِّيَاحَةِ
° [٦٨٧٤]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ:
قَالَ
(١) ليس في (ن) [٢/ ٨٤ أ].
(٢)
ليس في الأصل، وأثبتناه من (ن).
(٣)
كذا في الأصل، ووقع مكانه في (ن): «أم عيسى»، وجاء هذا الإسناد كما في «مسند أحمد»
(٢٧٧٢٨)، «مسند إسحاق» (١٢٦) من طريق محمد بن إسحاق، والواقدي في «المغازي» (٢/
٧٦٦)، ومن طريقه ابن سعد في «الطبقات» (٨/ ٢٢٠)، والمزي في «تهذيب الكمال» (٥/ ٦١)
من طريق مالك بن أبي الرجال، كلاهما: (ابن إسحاق، ابن أبي الرجال) عن عبد الله بن
أبي بكر، عن أم عيسى بنت الجزار، عن أم جعفر بنت محمد بن جعفر، عن جدتها أسماء بنت
عميس.
(٤)
في الأصل: «قال»، والتصويب من (ن).
(٥)
من (ن).
(٦)
الْهُجْر: القبيح من القول. (انظر: النهاية، مادة: هجر).
(٧)
في الأصل: «ضرًا»، والتصويب من (ن).
(٨)
قوله: «وهي تقول» وقع في الأصل: «وهو يقول»، والتصويب من (ن).
(٩)
أي: مال وانعطف، قال ابن دريد في «جمهرة اللغة» (٢/ ١٠٤٢): «عاج يعوج عوجا وعياجا،
إذا مال وعطف».
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «الصَّبْرُ
عِنْدَ الصَّدمَةِ الْأُولَى، وَالْعَبْرَةُ (١) لَا يَمْلِكُهَا ابْنُ آدَمَ،
صَبَابَةُ (٢) الْمَرْءِ إِلَى أَخِيهِ».
° [٦٨٧٥]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي (٣) كَثِيرٍ قَالَ: بَلَغَنِي
أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ مَرَّ بِامْرَأَةٍ قَدْ أُصِيبَتْ بِوَلَدِهَا، فَسَمِعَ
مِنْهَا مَا يَكْرَهُ، فَوَقَفَ عَلَيْهَا يَعِظُهَا، فَقَالَتْ لَهُ: اذْهَبْ
إِلَيْكَ، فَلَيْسَ فِي صَدْرِكَ مَا فِي صدْرِي! فَوَلَّى عَنْهَا، فَقِيلَ لَهَا
*: وَيْحَكِ (٤)! مَا تَدْرِينَ مَنْ وَقَفَ عَلَيْكِ؟ هُوَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ،
فَاتَّبَعَتْهُ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا عَرَفْتُكَ؟ فَقَالَ لَهَا
(٥) رَسُولُ اللَّهِ (٦) ﷺ: «اذْهَبِي إِلَيْكِ، فَإِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ
الصَّدمَةِ الْأُولَى».
• [٦٨٧٦]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: بَلَغَنِي
أَنَّ الصَّبْرَ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الْأُولَى.
° [٦٨٧٧]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرِ وَالثَّوْرِيِّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ
أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ (٧) قَالَ: كُنَّا
جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ، فَأَرْسَلَتِ ابْنَةُ النَّبِيَّ ﷺ: أَنَّ ابْنَتِي
تُقْبَضُ، فَأْتِنَا، فَأَرْسَلَ: يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلَامَ، وَيَقُولُ:
«إِنَّ لِلَّهِ (٨) مَا أَخَذَ،
(١) العبرة: الدمعة. (انظر: النهاية، مادة:
عبر).
(٢)
الصبابة: الشوق. (انظر: القاموس، مادة: صبب).
(٣)
ليس في الأصل، وأثبتناه من (ن).
* [ن/ ١١٠ ب].
(٤)
الويح: كلمة ترحم وتوجع، تقال لمن وقع في هلكة لا يستحقها، وقد تقال بمعنى المدح
والتعجب. (انظر: النهاية، مادة: ويح).
(٥)
من (ن).
(٦)
قوله:»رسول الله«في (ن):»النبي«.
• [٦٨٧٦]
[شيبة: ١٢٢١٦].
° [٦٨٧٧]
[الإتحاف: عه حب حم ١٥٦] [شيبة: ١٢٢٥٠، ٢٥٨٧٥].
(٧)
في الأصل:»يزيد«وهو خطأ، والتصويب من (ن).
(٨)
في الأصل:»الله"، والتصويب من (ن).
وَلَهُ (١) مَا أَعْطَى، وَكُلُّ
شَيْءٍ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى، فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ»، فَأَرْسَلَتْ
تُقْسِمُ عَلَيْهِ لَيَأْتِيَنَّ، قَالَ: فَقَامَ، فَقُمْنَا مَعَهُ: مُعَاذُ بْنُ
جَبَلٍ، وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَسَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: فَأَخَذَ
الصَّبِيَّةَ وَنَفْسُهَا (٢) تَتَقَعْقَعُ (٣) فِي صَدْرِهَا (٤)، فَدَمَعَتْ
عَيْنَاهُ، فَقَالَ سَعْدٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا هَذَا؟ فَقَالَ: «هَذِهِ
رَحْمَةٌ جَعَلَهَا (٥) اللَّهُ فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ، وَإِنَّمَا يَرْحَمُ
اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ».
° [٦٨٧٨]
عبد الرزاق، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ.
قال عبد الرزاق: وَأَخْبَرَنِيهِ
سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ:
دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَهُوَ مُعْتَمِدٌ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
عَوْفٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ النَّبِيِّ ﷺ يَجُودُ بِنَفْسِهِ، فَلَمَّا رَآهُ
دَمَعَتْ عَيْنَاهُ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: أَيْ رَسُولَ
اللَّهِ، أَتَبْكِي (٦)، مَتَى يَرَاكَ الْمُسْلِمُونَ تَبْكِي يَبْكُوا، قَالَ:
فَلَمَّا تَرَقْرَقَتْ عَبْرَتُهُ، قَالَ: «إِنَّمَا هَذَا رُحْمٌ، وَإِنَّ مَنْ
لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ، إِنَّمَا أَنْهَى النَّاسَ عَنِ النِّيَاحَةِ، وَأَنْ
يُنْدَبَ الْمَيِّتُ بِمَا لَيْسَ (٧) فِيهِ»، فَلَمَّا قَضَى، قَالَ: «لَوْلَا
أَنَّهُ وَعْدٌ جَامِعٌ، وَسَبِيلٌ مَأْتِيٌّ (٨)، وَأَنَّ الْآخِرَ مِنَّا
يَلْحَقُ بِالْأَوُّلِ، لَوَجَدْنَا غَيْرَ الَّذِي وَجَدْنَا، وَإِنَا بِكَ يَا
إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ، تَدْمَعُ الْعَيْنُ، وَيَجِلُ الْقَلْبُ، وَلَا
نَقُولُ مَا يُسْخِطُ الرَّبَّ، وَفَضْلُ رَضَاعِهِ * فِي الْجَنَّةِ».
(١) في الأصل: «واله»، والتصويب من (ن).
(٢)
في الأصل، (ن): «ونفسه» وهو خلاف الجادة.
(٣)
في (ن): «تقعقع».
التقعقع: الاضطراب والتحرك. (انظر:
النهاية، مادة: قعقع).
(٤)
في الأصل، (ن): «صدره» وهو خلاف الجادة.
(٥)
في الأصل: «جعله»، والتصويب من (ن).
(٦)
في الأصل: «تبكي»، وزاد بعده: «أي»، وهو خطأ، والمثبت من (ن) هو الصواب.
(٧)
ليس في الأصل، (ن)، واستدركناه من «الطبقات الكبرى» لابن سعد (١/ ١١٠) من طريق
محمد بن راشد، به.
(٨)
الميتاء والمأتي: المسلوك، يسلكه كل أحد. (انظر: النهاية، مادة: ميتاء).
* [٢/
٨٤ ب].
• [٦٨٧٩] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ
ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ فَاطِمَةَ بَكَتْ رَسُولَ
اللَّهِ ﷺ فَقَالَتْ (١): يَا أَبَتَاهُ، مِنْ رَبِّهِ مَا أَدْنَاهُ، يَا
أَبَتَاهُ إِلَى جِبْرِيلَ أَنْعَاهُ، يَا أَبَتَاهُ جَنَّةُ الْفِرْدَوْسِ
مَأْوَاهُ.
° [٦٨٨٠]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ وَابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ
وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ * أَيْضًا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ سَلَمَةَ
بْنَ الْأَزْرَقِ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا مَعَ ابْنِ عُمَرَ (٢) ذَاتَ
يَوْمٍ بِالسُّوقِ، فَمُرَّ بِجِنَازَةٍ يُبْكَى عَلَيْهَا، فَعَابَ ذَلِكَ ابْنُ
عُمَرَ وَانْتَهَرَهُمْ، فَقَالَ لَهُ سَلَمَةُ بْنُ الْأَزْرَقِ: لَا (٣) تَقُلْ
ذَلِكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَأَشْهَدُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ (٤)
لَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: وَتُوُفِّيَتِ امْرَأَةٌ مِنْ كَنَائِنِ (٥) مَرْوَانَ،
فَشَهِدْتُهَا (٦)، فَأَمَرَ مَرْوَانُ بِالنِّسَاءِ اللَّاتِي يَبْكِينَ
يُضْرَبْنَ (٧)، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: دَعْهُنَّ يَا أَبَا عَبْدِ الْمَلِكِ،
فَإِنَّهُ مُرَّ عَلَى النَّبِيِّ (٨) ﷺ بِجِنَازَةٍ يُبْكَى عَلَيْهَا، وَأَنَا
مَعَهُ، وَمَعَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَانْتَهَرَ عُمَرُ اللَّاتِي
يَبْكِينَ مَعَ الْجِنَازَةِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: «دَعْهُنَّ يَا ابْنَ
الْخَطَّابِ؛ فَإِنَّ النَّفْسَ
• [٦٨٧٩] [الإتحاف: حب كم حم ٧٦٢].
(١)
من (ن).
° [٦٨٨٠]
[الإتحاف: حم ١٨٨٨٥] [شيبة: ١١٤١١، ١٢٢٦٣، ١٢٢٦٤].
* [ن/ ١١١ أ].
(٢)
في الأصل:»عمرو«، وهو خطأ، والتصويب من (ن). وينظر:»مسند أحمد«(٧٨٠٦) من طريق عبد
الرزاق، به.
(٣)
في الأصل، (ن):»ولا«، والمثبت من»مسند أحمد«، من طريق عبد الرزاق، هو الأليق
بالسياق.
(٤)
بعده في الأصل:»يقول«، والمثبت من (ن) بدونها هو الأليق بالسياق.
(٥)
الكنائن: جمع كنة، وهي: امرأة الابن وامرأة الأخ. (انظر: النهاية، مادة: كنن).
(٦)
في (ن):»فشهدناها«، وفي الحاشية كالمثبت ونسبه لنسخة.
(٧)
كذا في الأصل، وفي»مسند أحمد«، من طريق عبد الرزاق، به:»يُطْردن«، وفيه أيضًا
(٩٤١٦) من طريق عفان، عن وهيب، عن هشام، به:»فَضُحرِبْنَ«.
(٨)
قوله:»مر على النبي ﷺ«وقع في الأصل:»مر النبي ﷺ«، والمثبت من (ن) هو الأليق
بالسياق.
وينظر:»مسند أحمد"، من طريق عبد
الرزاق، به.
مُصَابَةٌ، وَالعَيْنَ دَامِعَةٌ،
وَإِنَّ الْعَهْدَ حَدِيثٌ»، قَالَ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ؟ قَالَ: قُلْتُ (١):
نَعَمْ، قَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، اللَّهُ (٢) وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.
° [٦٨٨١]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي
مُلَيْكَةَ قَالَ: تُوُفِّيَتِ ابْنَةٌ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ بِمَكَّةَ،
فَجِئْنَا لِنَشْهَدَهَا، قَالَ (٣): فَحَضَرَهَا ابْنُ عُمَرَ، وَابْنُ عَبَّاسٍ،
فَقَالَ: إِنِّي لَجَالِسٌ بَيْنَهُمَا، جَلَسْتُ إِلَى أَحَدِهِمَا ثُمَّ جَاءَ
الْآخَرُ، فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِي، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ لِعَمْرِو
بْنِ عُثْمَانَ، وَهُوَ مُوَاجِهُهُ: أَلَا تَنْهَى عَنِ الْبُكَاءِ، فَإِنَّ
رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ
عَلَيْهِ»، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَدْ كَانَ عُمَرُ يَقُولُ بَعْضَ ذَلِكَ،
ثُمَّ حَدَّثَ، قَالَ: صَدَرْتُ (٤) مَعَ عُمَرَ مِنْ مَكَّةَ، حَتَّى إِذَا
كُنَّا بِالْبَيْدَاءِ، إِذَا هُوَ بِرَكْبٍ تَحْتَ ظِلِّ شَجَرَةٍ، فَقَالَ (٥):
اذْهَبْ، فَانْظُرْ مَنْ هَؤُلَاءِ الرَّكْبُ، قَالَ فَنَظَرْتُ، فَإِذَا هُوَ (٦)
صُهَيْبٌ، فَأَخْبَرْتُهُ، قَالَ: فَادْعُهُ لِي، قَالَ (٦): فَرَجَعْتُ إِلَى
صُهَيْبٍ، فَقُلْتُ: ارْتَحِلْ، فَالْحَقْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَلَمَّا أَنْ
أُصِيبَ عُمَرُ دَخَلَ صُهَيْبٌ يَبْكِي، يَقُولُ: وَا أَخَاهُ، وَاصَاحِبَاهُ،
فَقَالَ عُمَرُ: يَا صُهَيْبُ، تَبْكِي عَلَيَّ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
«إِنَّ الْمَيَّتَ يُعَذَّبُ بِبَعْضِ بُكَاءِ (٧) أَهْلِهِ عَلَيْهِ»، قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ: فَلَمَّا مَاتَ عُمَرُ، ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَائِشَةَ، فَقَالَتْ:
يَرْحَمُ اللَّهُ عُمَرَ، وَاللَّهِ
(١) ليس في (ن)، وكتبه في الحاشية ونسبه
لنسخة.
(٢)
اسم الجلالة ليس في الأصل، وأثبتناه من (ن).
° [٦٨٨١]
[التحفة: م ٦٧٨٦، خ م ٧٠٧٠، خ م س ٧٢٧٦، م د س ٧٣٢٤، ت ٨٥٦٤، خ م س ١٠٥٠٥، م
١٠٥١٧، خ م س ق ١٠٥٣٦، خ م ١٠٥٨٥، خ م س ١٦٢٢٧، خ م ١٦٨١٨، م ١٧٢٨١]، وسيأتي:
(٦٨٨٥).
(٣)
بعده في الأصل: «فجئنا لنحضرها»، ولعله ضرب عليه. وينظر: «صحيح مسلم» (٩٣٥/ ١) من
طريق عبد الرزاق، به.
(٤)
الصدر والصدور: الرجوع والانصراف. (انظر: اللسان، مادة: صدر).
(٥)
في الأصل: «ثم قال»، والمثبت من (ن) هو الأليق بالسياق.
(٦)
ليس في (ن).
(٧)
قوله: «ببعض بكاء» في (ن): «ببكاء»، وفي الحاشية كالمثبت، ونسبه لنسخة.
مَا حَدَّثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
أَنَّ اللَّهَ يُعَذِّبُ الْمُؤْمِنِينَ بِبُكَاءِ أَحَدٍ، وَلكِنْ قَالَ: «إِنَّ
اللَّهَ يَزِيدُ الْكَافِرَ عَذَابًا بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ (١)»، قَالَ:
وَقَالَتْ عَائِشَةُ: وَحَسْبُكُمُ الْقُرْآنُ، ﴿لَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ
أُخْرَى﴾ [الأنعام:
١٦٤]،
قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ عِنْدَ ذَلِكَ: وَاللَّهُ أَضْحَكَ وَأَبْكَى، قَالَ
ابْنُ أَبِي * مُلَيْكَةَ: فَوَاللَّهِ، مَا قَالَ ابْنُ عُمَرَ مِنْ شَيْءٍ.
• [٦٨٨٢]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ (٢)، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ
صُهَيْبًا قَالَ لِعُمَرَ: يَا أَخَاهُ، يَا صَاحِبَاهُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ:
اسْكُتْ، وَيْحَكَ، أَمَا سَمِعْتَنَا نَتَحَدَّثُ أَنَّ الْمُعَوَّلَ عَلَيْهِ
يُعَذَّبُ؟!
• [٦٨٨٣]
عبد الرزاق، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ ثَابِتٍ (٣)، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، أَنَّهُ سَمِعَ
ذَلِكَ، مِنْ عُمَرَ، مِثْلَ حَدِيثِ مَعْمَرٍ.
• [٦٨٨٤]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا، يُقَالُ لَهُ: أَبُو عَمْرٍو
(٤)، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ وَهُوَ فِي جِنَازَةِ رَافِعِ بْنِ
خَدِيجٍ، وَقَامَ النِّسَاءُ يَبْكِينَ عَلَى رَافِعٍ، فَأَجْلَسَهُنَّ مِرَارًا،
ثُمَّ قَالَ لَهُنَّ: وَيْحَكُنَّ، إِنِّ رَافِعَ بْنَ خَدِيجٍ، شَيْخٌ كَبِيرٌ
لَا طَاقَةَ لَهُ بِالْعَذَابِ، وَإِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ
عَلَيْهِ.
° [٦٨٨٥]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ:
يَرْحَمُ اللَّهُ عُمَرَ، وَابْنَ عُمَرَ، وَهِيَ حِينَئِذٍ تَذْكُرُ قَوْلَهُمَا
فِي الْبُكَاءِ عَلَى الْمَيِّتِ، فَقَالَتْ: رَحِمَ اللَّهُ عُمَرَ
(١) من (ن).
* [ن/١١١ ب].
(٢)
قوله: «عن معمر» ليس في الأصل، (ن)، واستدركناه بدلالة الحديث بعده.
(٣)
في الأصل: «أبي ثابت» وهو خطأ، والتصويب من (ن).
• [٦٨٨٤]
[التحفة: م ٦٧٨٦، خ م ٧٠٧٠، خ م س ٧٢٧٦، م دس ٧٣٢٤، ت ٨٥٦٤].
(٤)
في الأصل: «أبو عمر» وهو خطأ؛ إذ هو أبو عمرو الندبي بشر بن حرب، والتصويب من (ن).
وينظر: «الكامل» لابن عدي (٢/ ١٥٩)،
«المتفق والمفترق» (١٢٥٠).
° [٦٨٨٥]
[التحفة: خ م س ٧٢٧٦، م د س ٧٣٢٤، ت ٨٥٦٤، خ م س ١٠٥٠٥، خ م س ١٦٢٢٧، ق ١٦٢٥٩، خ م
١٦٨١٨، دس ١٧٠٦٩، د ١٧٢٢٦، م ١٧٢٨١، خ م ت س ١٧٩٤٨] [شيبة: ١٢٢٤٧، ١٢٢٥٢]، وتقدم: (٦٨٨١).
وَابْنَ عُمَرَ (١) سَمِعَا شَيْئًا
لَمْ يَحْفَظَاهُ، إِنَّمَا مَرَّ النَّبِيُّ ﷺ بِهَالِكٍ يَبْكِي عَلَيْهِ
أَهْلُهُ، فَقَالَ النِّبِيُّ ﷺ: «إِنَّ أَهْلَهُ لَيَبْكُونَ (٢) عَلَيْهِ،
وَإِنَّهُ لَيُعَذَّبُ»، قَالَتْ عَائِشَةُ (٣): وَكَانَ الرَّجُلُ * قَدْ أَجْرَمَ
(٤) ذَلِكَ (٥).
° [٦٨٨٦]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، قَالَ:
لَمَّا مَاتَ أَبُو بَكْرٍ، بُكِيَ عَلَيْهِ، فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ النَّبِيَّ
(٦) ﷺ قَالَ: «إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ»، وَأَبَوْا إِلَّا
أَنْ يَبْكُوا، فَقَالَ عُمَرُ لِهِشَامِ بْنِ الْوَلِيدِ: قُمْ، فَأَخْرِجِ
النِّسَاءَ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: إِنِّي أُحَرِّجُكَ (٧)، قَالَ عُمَرُ: ادْخُلْ،
فَقَدْ أَذِنْتُ لَكَ، فَقَالَ (٨): فَدَخَلَ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: أَمُخْرِجِيَّ
أَنْتَ، أَيْ بُنَيَّ؟ فَقَالَ: أَمَّا لَكِ فَقَدْ أَذِنْتُ، قَالَ: فَجَعَلَ
يُخْرِجُهُنَّ (٩) امْرَأَةً امْرَأَةً، وَهُوَ يَضْرِبُهُنَّ بِالدِّرَّةِ،
حَتَّى أَخرَجَ أُمَّ فَرْوَةَ، فَرَّقَ بَيْنَهُنَّ، أَوْ قَالَ: فَرَّقَ (١٠)
بَيْنَ النَّجْوَى (١١).
• [٦٨٨٧]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: لَمَّا
مَاتَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، اجْتَمَعَ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ نِسَاءٌ
يَبْكِينَ، فَجَاءَ عُمَرُ، وَمَعَهُ ابْنُ عَبَّاسِ، وَمَعَهُ الدِّرَّةُ،
(١) قوله: «وهي حينئذ تذكر قولهما في البكاء
على الميت فقالت: رحم الله عمر وابن عمر» من (ن).
(٢)
في (ن): «يبكون».
(٣)
من (ن).
* [٢/
٨٥ أ].
(٤)
في الأصل: «أحرم»، والمثبت من (ن). وينظر: «الطبقات الكبرى» (٣/ ٣٤٥ - ٣٤٦) من
طريق صالح بن كيسان، عن الزهري به مطولًا، وفيه: «وَكَانَ قَدِ اجْتَرَمَ ذَلِكَ».
(٥)
من (ن).
° [٦٨٨٦]
[شيبة: ١٢٢٤٢].
(٦)
في (ن): «رسول الله».
(٧)
في (ن): «أخرجك».
(٨)
ليس في (ن).
(٩)
بعده في الأصل: «عليهن»، وفي (ن): «عليه»، والمثبت كما في «المطالب العالية» (٥/
٣٧٤)، وينظر: «إتحاف الخيرة المهرة» للبوصيري (٢/ ٥٠٤).
(١٠)
في (ن): «ففرق».
(١١)
في الأصل: «النحوى»، والمثبت من (ن) هو الأقرب للصواب.
المناجاة والتناجي: المحادثة سرًّا.
(انظر: النهاية، مادة: نجا).
فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ،
ادْخُلْ عَلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، فَأْمُرْهَا فَلْتَحْتَجِبْ، وَأَخْرِجْهُنَّ
عَلَيَّ (١)، قَالَ (٢): فَجَعَلَ يُخْرِجُهُنَّ عَلَيْهِ، وَهُوَ يَضْرِبُهُنَّ
بِالدِّرَّةِ، فَسَقَطَ خِمَارُ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ، فَقَالُوا: يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ، خِمَارُهَا، فَقَالَ: دَعُوهَا، وَلَا حُرْمَةَ لَهَا.
كَانَ مَعْمَرٌ يَعْجَبُ مِنْ
قَوْلِهِ: لَا حُرْمَةَ لَهَا.
• [٦٨٨٨]
عبد الرزاق، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، قَالَ:
حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَاصِمٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ سَمِعَ نَوَّاحَةً
بِالْمَدِينَةِ لَيْلًا، فَأَتَى عَلَيْهَا فَدَخَلَ (٣) فَفَرَّقَ النِّسَاءَ *،
فَأَدْرَكَ النَّائِحَةَ فَجَعَلَ يَضْرِبُهَا بِالدِّرَّةِ، فَوَقَعَ خِمَارُهَا،
فَقَالُوا: شَعْرَهَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ: أَجَلْ فَلَا حُرْمَةَ
لَهَا.
° [٦٨٨٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ
أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ (٤)، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ
قالَ: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ شَقَّ الْجُيُوبَ (٥)، وَضَرَبَ الْخُدُودَ، وَدَعَا
بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ».
• [٦٨٩٠]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَزِيدَ (٦) بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ
(١) ليس في الأصل، والمثبت من (ن). وينظر:
«كنز العمال» (٤٢٩٠٥) معزوًّا لعبد الرزاق.
(٢)
ليس في (ن).
(٣)
قوله: «فأتى عليها فدخل» وقع في (ن): «فأتاها فدخل عليها».
* [ن/ ١١٢ أ].
° [٦٨٨٩]
[الإتحاف: جا حب حم ١٣٢١٣] [شيبة: ١١٤٥٦].
(٤)
كذا في الأصل، (ن). وفي مصادر التخريج للحديث: «عبد الله بن مسعود».
(٥)
الجيوب: جمع الجيب؛ وهو الفرجة أو الشق الذي يدخل الإنسان منه رأسه للبس الثوب أو
نحوه. (انظر: ذيل النهاية، مادة: جيب).
• [٦٨٩٠]
[التحفة: م ٨٩٨٨، م س ٩٠٠٤، م س ق ٩٠٢٠، م ص ق ٩٠٨١، خت م ٩١٢٥، م س ٩١٥٣] شيبة:
١١٤٥٩،١١٤٥٨].
(٦)
في الأصل، (ن): «زيد»، والتصويب من «مسند أحمد» (٢٠٠٠٣) من طريق شريك النخعي، عن
يزيد، به.
أَبِي لَيْلَى، قَالَ: دَخَلْنَا
عَلَى الْأَشْعَرِيِّ، فَبَكَتْ عَلَيْهِ أُمُّ وَلَدِهِ، فَنَهَيْنَاهَا،
وَقُلْنَا: أَعَلَى مِثْلِ أَبِي مُوسَى تَبْكِينَ؟ فَقَالَ: دَعُوهَا
فَلْتُهْرِقْ مِنْ دَمْعِهَا سَجْلًا (١) أَوْ سَجْلَيْنِ، وَلَكِنِّي
أُشْهِدُكُمْ أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّنْ حَلَقَ (٢)، أَوْ سَلَقَ (٣)، أَوْ خَرَقَ
(٤).
• [٦٨٩١]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: قِيلَ
لِعُمَرَ: إِنَّ نِسْوَةً مِنْ بَنِي الْمُغِيرَةِ، قَدِ اجْتَمَعْنَ فِي دَارِ
خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ يَبْكِينَ عَلَيْهِ، وَإِنَّا نَكْرَهُ أَنْ نُؤْذِيَكَ
فَلَوْ نَهَيْتَهُنَّ، فَقَالَ عُمَرُ: مَا عَلَيْهِنَّ أَنْ يُهْرِقْنَ مِنْ
دُمُوعِهِنَّ عَلَى أَبِي سُلَيْمَانَ سَجْلًا أَوْ سَجْلَيْنِ مَا لَمْ يَكُنْ
نَقْعٌ، أَوْ لَقْلَقَةٌ،، يَعْنِي: الصُّرَاخَ.
° [٦٨٩٢]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنِ ابْنِ
فعَانِقٍ، أَوْ عَنْ أَبِي مُعَانِقٍ (٥)، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أَرْبَعَةٌ بَقِين مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ:
الْفَخْرُ بِالْأَحْسَابِ (٦)، وَالطَّعْنُ بِالْأَنْسَابِ، وَالاِسْتِسْقَاءُ (٧)
بِالْأَنْوَاءِ (٨)،
(١) السجل: الدلو المملوءة ماء، ويجمع على
سجال. (انظر: النهاية، مادة: سجل).
(٢)
الحلق: حلق الشعر عند المصيبة إذا حلت. (انظر: النهاية، مادة: حلق).
(٣)
في الأصل:»سرق«وهو خطأ، والتصويب من (ن).
السلق: رفع الصوت عند المصيبة.
(انظر: النهاية، مادة: سلق).
(٤)
الخرْق: شق الثياب عند المصائب. (انظر: المشارق) (١/ ٢٣٣).
• [٦٨٩٢]
[شيبة: ١١٤٦٠].
° [٦٨٩٢]
[التحفة: ق ١٢١٦٠، م ١٢١٦٨] [شيبة: ١٢٢٢٩].
(٥)
قوله:»أبي معانق«وقع في الأصل، (ن):»معانق«، والتصويب من»سنن ابن
ماجه«(١٥٦٣)،»مسند أحمد«(٢٣٣٦٨) من طريق المصنف، به.
(٦)
في الأصل:»بالإحسان" خطأ، والتصويب من (ن).
(٧)
الاستسقاء: طلب السقيا، وهو: إنزال الغيث والمطر على البلاد والعباد. (انظر:
النهاية، مادة: سقا).
(٨)
الأنواء: جمع نوء، وهي ٢٨ نجما معروفة المطالع في أزمنة السنة كلها، وكانت العرب
تعرف بها المطر والرياح. (انظر: اللسان، مادة: نوأ).
وَالنِّيَاحَةُ، وَإِنَّ
النَّائِحَةَ إِذَا مَاتَتْ وَلَمْ تَتُبْ (١)، كُسِيَتْ ثِيَابًا مِنْ قَطِرَانٍ
(٢)، وَدِرْعًا (٣) مِنْ لَهَبِ النَّارِ».
• [٦٨٩٣]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: ثَلَاثٌ لَا يَدَعُهُنَّ
النَّاسُ أَبَدًا: الطَّعْنُ فِي الْأَحْسَابِ، وَالاِسْتِسْقَاءُ بِالْأَنْوَاءِ،
وَالنِّيَاحَةُ.
• [٦٨٩٤]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ
ثَلَاثٌ مِنْ أَمْرِ (٤) الْجَاهِلِيَّةِ: النِّيَاحَةُ، وَالطَّعَامُ عَلَى
الْمَيِّتِ، وَبَيْتُوتَةُ الْمَرْأَةِ عِنْدَ أَهْلِ الْمَيِّتِ لَيْسَتْ
مِنْهُمْ.
• [٦٨٩٥]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ هِلَالِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أَبِي
الْبَخْتَرِيِّ قَالَ الطَّعَامُ عَلَى الْمَيِّتِ مِنْ أَمْرِ (٥)
الْجَاهِلِيَّةِ، وَبَيْتُوتَةُ الْمَرْأَةِ عِنْدَ أَهْلِ الْمَيِّتِ مِنْ أَمْرِ
الْجَاهِلِيَّةِ، وَالنِّيَاحَةُ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ.
° [٦٨٩٦]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
قَالَ: أَخَذَ النَّبِيُّ ﷺ عَلَى النِّسَاءِ حِينَ بَايَعَهُنَ: أَلَّا يَنُحْنَ،
فَقُلْنَ: يَارَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ نِسَاءً أَسْعَدْنَنَا *
(١) قوله: «ولم تتب» ليس في الأصل،
واستدركناه من (ن).
(٢)
قطران: طلاء يطلى به، وقيل: يدهن يدهن به الجمل الأجرب، وقيل غير ذلك. (انظر:
المرقاة) (٣/ ١٢٣٥).
(٣)
في الأصل، (ن): «ودرع». والتصويب من «سنن ابن ماجه».
• [٦٨٩٤]
[شيبة: ١١٤٦٥]، وتقدم: (٦٨٧١).
(٤)
في (ن): «عمل».
• [٦٨٩٥]
[شيبة:١١٤٦٤، ١٢٢٣٣].
(٥)
في الأصل: «أهل» وهو خطأ واضح، والتصويب من (ن).
° [٦٨٩٦]
[التحفة: د ٤٧٥، ت ٤٧٩، س ٤٨٥، ق ٤٨٩، س ٥٦٦] [الإتحاف: حب حم ٧٥٥] [شيبة: ٢٢٧٦١]، وسيأتي: (١١٢٨٠، ١١٢٨٣).
* [٢/
٨٥ ب].
* [ن/ ١١٢ ب].
فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَنُسْعِدُهُنَّ
فِي الْإِسْلَامِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ (١): «لَا إِسْعَادَ (٢) فِي
الْإِسْلَامِ، وَلَا شِغَارَ (٣) فِي الْإِسْلَامِ، وَلَا عَقْرَ فِي الْإِسْلَامِ
(٤)، وَلَا جَلَبَ (٥)، وَلَا جَنَبَ (٦)، وَمَنِ انْتَهَبَ فَلَيْسَ مِنَّا».
° [٦٨٩٧]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: أَخَذَ النَّبِيُّ ﷺ عَلَى
النِّسَاءِ حِينَ بَايَعَهُنَّ أَلَّا يَنُحْنَ، وَلَا يَخْلِينَ (٧) لِحَدِيثِ
الرِّجَالِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: إِنَّا نَغِيبُ وَلَنَا
أَضْيَافٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «لَسْتُ (٨) أُولَئِكَ أَعِنِّي».
° [٦٨٩٨]
عبد الرزاق، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ
أَنَّ حَفْصَةَ، أسْتَأْذَنَتْ عَلَى أَبِيهَا، فَقَالَ لِمَنْ عِنْدَهُ: قُومُوا،
فَدَخَلَتْ، فَبَيْنَمَا هِيَ عِنْدَهُ، أُغْمِيَ عَلَيْهِ، فَبَكَتْ، فَقَالَ:
أَعَلِمْتِ، أَوَلَمْ تَسْمَعِي، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «إِنَّ
الْمَيِّتَ، يُعَذبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ».
(١) قوله: «فقال النبي ﷺ» ليس في الأصل،
واستدركناه من (ن). وينظر: «مسند أحمد» (١٣٢٣٢) من طريق المصنف، به.
(٢)
الإسعاد: أن تقوم المرأة في المناحات فتقوم معها أخرى فتساعدها على النياحة.
(انظر: النهاية، مادة: سعد).
(٣)
الشغار: من نكاح الجاهلية يقول الرجل للرجل: شاغرتي (زوجني) أختك أو بنتك، حتى
أزوجك أختي أو بنتي، ولا يكون بينهما مهر. (انظر: النهاية، مادة: شغر).
(٤)
لا عقر في الإسلام: كانوا يعقرون الإبل على قبور الموتى: أي ينحرونها ويقولون: إن
صاحب القبر كان يعقر للأضياف أيام حياته فتكافئه بمثل صنيعه بعد وفاته. (انظر:
النهاية، مادة: عقر).
(٥)
الجلب: يكون في الزكاة بأن يقدم المصدق فينزل موضعا، فيرسل من يجلب إليه الأموال؛
ليأخذ صدقتها، ويكون في السباق بأن يتبع الرجل فرسه فيزجره ويجلب عليه ويصيح حثا
على الجري. (انظر: النهاية، مادة: جلب).
(٦)
الجنب: أن يجنب فرسًا إلى فرسه الذي يسابق عليه، فإذا فتر المركوب تحول إلى
المجنوب. (انظر: النهاية، مادة: جنب).
(٧)
في (ن): «يجلبن».
(٨)
تصحف في الأصل إلى: «الست»، والتصويب من (ن).
° [٦٨٩٨]
[التحفة: م د س ٧٣٢٤، م ١٠٤١٤، خ م س ١٠٥٠٥، م ١٠٥١٧، خ م ١٠٥٨٥] [شيبة: ١٢٢٤١، ١٢٢٤٢].
° [٦٨٩٩] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَر، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ
يَقُولُ: قُتِلَ أَبِي يَوْمَ أُحُدٍ، فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيَّ ﷺ فَوُضِعَ بَيْنَ
يَدَيْهِ مُجَدَّعًا (١)، قَدْ مُثَّلَ بِهِ (٢)، قَالَ: فَأَكْبَيْتُ (٣) أَبْكِي
عَلَيْهِ، وَالْقَوْمُ يُعَزُّونَنِي، وَالنَّبيُّ ﷺ يَرَانِي وَلَا يَنْهَانِي،
حَتَّى رُفِعَ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «مَا زَالَتِ الْمَلَائِكَةُ حَوْلَهُ (٤)
حَتَّى رُفِعَ»، قَالَ: فَكَانَ عَلَى أَبِي دَيْنٌ، وَكَانَ (٥) الْغُرَمَاءُ (٦)
يَأْتُونَ النَّخْلَ، فَيَنْظُرُونَهُ فَيَسْتَقِلُّونَهُ، فَقَالَ لِي (٧)
النَّبِيُّ ﷺ: «إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَجِدَّ (٨) فَآذِنِّي»، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ،
فَذَهَبَ مَعِي، حَتَّى قَامَ فِيهِ، فَدَعَا بِالْبَرَكَةِ، قَالَ: فَقَضَيْتُ
مَا كَانَ عَلَى أَبِي، وَفَضَلَ لَنَا طَعَامٌ كَثِيرٌ.
° [٦٩٠٠]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: لَمَّا رَجَعَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مِنْ أُحُدٍ، سَمِعَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ نَحِيبًا وَبُكَاءً،
فَقَالَ: «مَا هَذَا؟»، فَقِيلَ: الْأَنْصَارُ تَبْكِي عَلَى قَتْلَاهُمْ، فَقَالَ
النَّبِيُّ ﷺ: «لَكِنَّ حَمْزَةَ لَا بَوَاكِيَ لَهُ»، فَبَلَغَ ذَلِكَ
الْأَنْصَارَ، فَجَمَعُوا نِسَاءَهُمْ، وَأَدْخَلُوهُمْ دَارَ حَمْزَةَ يَبْكِينَ
عَلَيْهِ، فَسَمِعَهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ: «مَا هَذَا؟»، فَقِيلَ:
إِنَّ الْأَنْصَارَ حِينَ سَمِعُوكَ تَقُولُ: «لَكِنَّ حَمْزَةَ، لَا بَوَاكِيَ
لَهُ»، جَمَعُوا نِسَاءَهُمْ يَبْكِينَ عَلَيْهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ
لَلْأَنْصَارِ خَيْرًا، وَنَهَاهُمْ عَنِ النِّيَاحَةِ.
° [٦٨٩٩] [التحفة: خ س ٢٣٤٤، خ ٢٣٦٤، خ ٢٣٨٣، س
٢٥٠١، خ م س ٣٠٣٢، خ م س ٣٠٤٤، م ٣٠٥٩، خت م ٣٥٦١، م ٣٠٨٣].
(١)
الجدع: قطع الأنف والأذن والشفة، وهو بالأنف أخص، فإذا أطلق غلب عليه. (انظر:
النهاية، مادة: جدع).
(٢)
المثلة والتمثيل: مَثَلْتُ بالقتيل؛ إذا جدعت (قطعت) أنفه أو أذنه أو مذاكيره، أو
شيئًا من أطرافه، ومَثَلْت بالحيوان: إذا قطعت أطرافه وشوّهت به. (انظر: النهاية،
مادة: مثل).
(٣)
الإكباب: الإقبال واللزوم. (انظر: القاموس، مادة: كبب).
(٤)
ليس في الأصل، والمثبت من (ن).
(٥)
في (ن): «فكان».
(٦)
الغرماء: جمع الغريم، وهو: الدائن، ويأتي أيضا بمعنى الديون. (انظر: مجمع البحار،
مادة: غرم).
(٧)
في الأصل: «له»،
والمثبت من (ن) هو الأليق بالسياق.
(٨)
الجداد: قطع ثمر النخل. (انظر: اللسان، مادة: جدد).
° [٦٩٠١] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ،
قَالَ: أُخْبِرْتُ خَبَرًا رُفِعَ إِلَى عُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ (١) صَاحِبِ
رَسُولِ اللَّهِ ﷺ *، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَتَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ ثَابِتٍ أَبَا
الرَّبِيعِ يَعُودُهُ فِي مَرَضِهِ مَرَّتَيْنِ، فَتُوُفِّيَ حِينَ أَتَاهُ فِي
الْآخِرَةِ مِنْهُمَا، فَصَرَخَ بِهِ النَّبِيُّ ﷺ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ،
ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «قَدْ حِيلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ أَبِي الرَّبِيعِ،
فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ»، فَلَمَّا سَمِعَتْ ذَلِكَ
بَنَاتُهُ (٢) وَبَنَاتُ أَخِيهِ قُمْنَ يَبْكِينَ، فَقَالَ لَهُنَّ جَبْرُ (٣)
بْنُ عَتِيكٍ: لَا تُؤْذِينَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «دَعْهُنَّ
يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، فَلْيَبْكِينَ أَبَا الرَّبِيعِ مَا دَامَ بَيْنَهُنَّ،
فَإِذَا وَجَبَ فَلَا يَبْكِينَهُ»، قَالَتِ ابْنَتُهُ: لَقَدْ كُنْتَ قَدْ
قَضَيْتَ جِهَازَكَ (٤) فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «قَدْ وَقَعَ
أَجْرُ أَبِي الرَّبِيعِ عَلَى نِيَّتِهِ، مَاذَا تَعُدُّونَ الشَّهَادَةَ؟!»
قَالُوا: الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَقَالَ: «إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي
إِذَنْ لَقَلِيلٌ»، فَقَالُوا: فَمَا الشُّهَدَاءُ
(١) قوله: «عبيدة بن الحارث» من (ن)، وفي
الأصل: «أبي عبيدة بن الحارث»، ولعله تصحف عن: «عتيك بن الحارث»، وسقط من الإسناد
بعده: «عن جابر بن عتيك»، فقد أحرج هذا الحديث مالك في «الموطأ» (٧٢٦)، ومن طريقه
أبو داود (٣٠٩٧)، النسائي (١٨٦٢)، أحمد في «المسند» (٢٤٢٥٠)، وغيرهم، عن عبد الله
بن عبد الله بن جابر بن عتيك، عن عتيك بن الحارث، عن جابر بن عتيك.
* [ن/١١٣ أ].
(٢)
في (ن): «ابنته».
(٣)
كذا في الأصل، (ن)، وهو اسم لجابر بن عتيك صحابي الحديث، وقد ترجم له المزي في
«تهذيب الكمال» (٤/ ٤٥٤) فقال: «جابر بن عتيك بن قيس … أخو جبر بن عتيك»، فجعلهما
اثنين، وأفرد لجبر بن عتيك ترجمة مستقلة، ثم عاد في «تحفة الأشراف» (٢/ ٤٠٢)
فجعلهما واحدا فقال: «ومن مسند جابر بن عتيك، ويقال: جبر بن عتيك»، ووهمه الحافظ
في جعلهما واحدا، انظر: «تهذيب التهذيب» (٢/ ٦٠)، والذي يظهر أنهما واحد، ويدل
عليه الاختلاف في تسميته، حيث قال أبو نعيم في «معرفة الصحابة» (٢/ ٥٣٧)، ابن عبد
البر في «الاستيعاب» (١/ ٢٢٢)، ابن الأثير في «أسد الغابة» (١/ ٤٩٤) في ترجمته:
«ويقال: جبر بن عتيك»، ونسبه ابن عبد البر لابن إسحاق صاحب المغازي، وقال الطبراني
في «المعجم الكبير» (٢/ ١٨٩): «جابر بن عتيك الأنصاري بدري ويقال جبر»، فاللَّه
أعلم.
(٤)
الجهاز: ما يحتاج إليه في الغزو. (انظر: النهاية، مادة: جهز).
يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:
«الْمَطْعُونُ (١) شَهِيدٌ، وَالْمَبْطُونُ (٢) شَهِيدٌ، وَصَاحِبُ الْحَرِيقِ
شَهِيدٌ، وَصَاحِبُ الْغَرَقِ شَهِيدٌ، وَصَاحِبُ ذَاتِ الْجَنْبِ (٣) شَهِيدٌ،
وَصَاحِبُ الْغَمِّ شَهِيدٌ، وَالْمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجَمْعٍ (٤) شَهِيدٌ»، وَكَفَّنَهُ
النَّبِيُّ ﷺ فِي قَمِيصِهِ.
° [٦٩٠٢]
عبد الرزاق *، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عُمَرَ
بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: أَتَتِ امْرَأَةٌ النَّبِيَّ ﷺ، فَقَالَتْ: أَنْتَ
رَسُولُ اللَّهِ، وَالْوَحْيُ يَنْزِلُ عَلَيْكَ، وَقَدْ أُصِيبَ ابْنَايَ حَيْثُ
تَعْلَمُ، فَإِنْ يَكُونَا مُؤْمِنَيْنِ قُلْنَا فِيهِمَا بِالَّذِي نَعْلَمُ،
وَإِنْ كَانَا مُنَافِقَيْنِ لَمْ نَبْكِهِمَا وَلَا نُنْعِمْهُمَا عَيْنًا،
فَقَالَ: «بَلْ هُمَا مُؤْمِنَانِ، وَهُمَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ»، قَالَتِ:
الْآنَ إِذَنْ (٥) أُبَالِغُ فِي الْبُكَاءِ عَلَيْهِمَا.
• [٦٩٠٣]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ
الشَّعْبِيِّ قَالَ: أُغْمِيَ عَلَى ابْنِ رَوَاحَةَ، فَجَعَلَتِ امْرَأَتُهُ
تَقُولُ: وَا كَذَا وَا كَذَا، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ: مَا قُلْتِ مِنْ شَيْءٍ
إِلَّا يُقَالُ لِي: أَكَذَلِكَ أَنْتَ؟! فَأَقُولُ: لَا.
° [٦٩٠٤]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعَيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنِ ابْنِ
مَسْعُودٍ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ أَبْطَأَ أُسَامَةُ عَنِ
النَّبِيِّ ﷺ فَلَمْ يَأْتِهِ، ثُمَّ جَاءَهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَقَامَ بَيْنَ
يَدَيِ النَّبِيِّ ﷺ، فَدَمَعَتْ عَيْنَاهُ، فَبَكَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَلَمَّا
نَزَفَتْ عَبْرَتُهُ قَالَ
(١) المطعون: المصاب بالطاعون، وهو المرض
العام والوباء الذي يفسد له الهواء، فتفسد به الأمزجة والأبدان. (انظر: النهاية،
مادة: طعن).
(٢)
المبطون: الذي يموت بمرض بطنه، كـ: الاستسقاء ونحوه. (انظر: النهاية، مادة: بطن).
(٣)
ذات الجنب: الدبيلة والدمل الكبيرة التي تظهر في باطن الجنب وتنفجر إلى داخل،
وقلما يسلم صاحبها. (انظر: النهاية، مادة: جنب).
(٤)
تموت بجمع: تموت وفي بطنها ولد، وقيل: التي تموت بكرا. والمعنى: أنها ماتت مع شيء
مجموع فيها غير منفصل عنها، من حمل أو بكارة. (انظر: النهاية، مادة: جمع).
* [٢/
٨٦ أ].
(٥)
ليس في الأصل، والمثبت من (ن).
• [٦٩٠٣]
[التحفة: خ ٥٢٥٣، خ ١١٦٢٩].
° [٦٩٠٤]
[شيبة: ٣٢٩٧٠].
النَّبِيُّ ﷺ: «لِمَ (١) أَبْطَأْتَ
عَنَّا؟! ثُمَّ جِئْتَ تُحْزِنُنَا!»، قَالَ: فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ جَاءَهُ،
فَلَمَّا رَآهُ النَّبِيُّ ﷺ مُقْبِلًا قَالَ: «إِنَّي لَلَاقٍ مِنْكَ الْيَوْمَ
مَا لَقِيتُ مِنْكَ أَمْسِ»، فَلَمَّا دَنَا دَمَعَتْ عَيْنُهُ، فَبَكَى رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ.
• [٦٩٠٥]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ وَابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَخَذَتْهُ غَشْيَةٌ مِنَ الْمَوْتِ،
فَبَكَتْ عَلَيْهِ، يَعْنِي: عَائِشَةَ، بِبَيْتٍ مِنَ الشَّعْرِ:
مَنْ لَا يَزَالُ دَمْعُهُ
مُقَنَّعًا … لَا بُدَّ يَوْمًا أَنَّهُ مُهْرَاقُ
قَالَ: فَأَفَاقَ، فَقَالَ: بَلْ
﴿وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (١٩)﴾
[ق: ١٩].
° [٦٩٠٦]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ الْقُرَشِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِذَا
أُصِيبَ أَحَدُكُمْ بِمُصِيبَةٍ فَلْيَذْكُرْ مُصِيبتَهُ بِي، فَلْيُعَزِّهِ
ذَلِكَ عَنْ مُصِيبَتِهِ»، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ (٢): يَا (٣) رَسُولَ اللَّهِ ﷺ،
أَفِي الْجَنَّةِ خَيْلٌ؟ فَإِنِّي أُحِبُّ الْخَيْلَ، قَالَ: «يُدْخِلُكَ اللَّهُ
إِنْ شَاءَ (٤) الْجَنَّةَ، فَلَا تَشَاءُ أَنْ تَرْكَبَ فَرَسًا مِنْ يَاقُوتَةٍ
حَمْرَاءَ يَطِيرُ بِكَ فِي أَيِّ جَنَّةٍ شِئْتَ إِلَّا فَعَلْتَ».
• [٦٩٠٧]
عبد الرزاق، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي عُمَرُ (٥) بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمَّهِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ
زَوْجِهَا أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ
* [ن/١١٣ ب].
(١)
ليس في (ن).
(٢)
ليس في الأصل، (ن)، والسياق يقتضيه، والمثبت من «الزهد» لابن المبارك (٢/ ٧٧) عن
الثوري به، بنحوه، وينظر التعليق بعده.
(٣)
ليس في الأصل، والمثبت من (ن)، وصحح عليه، ويوافقه ما في المصدر السابق، وينظر
التعليق قبله.
(٤)
بعده في الأصل لفظ الجلالة: «الله»، والمثبت من (ن).
° [٦٩٠٧]
[التحفة: ت س ق ٦٥٧٧].
(٥)
تصحف في الأصل إلى: «عمرو»، والتصويب من (ن)، ويوافقه ما في في «الدعاء» للطبراني
(١٢٣٠).
رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يقُولُ: «مَا مِنْ
أَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُصَابُ بِمُصِيبَةٍ (١)، فَيَقُولُ: إِنَّا لِلَّهِ
وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَحْتَسِبُ (٢) مُصِيبَتِي
عِنْدَكَ، اللَّهُمَّ أَبْدِلْنِي بِهَا خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا أَبْدَلَهُ
اللَّهُ بِهَا خَيْرًا مِنْهَا»، فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ قَالَتْ:
إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَحْتَسِبُ
مُصِيبَتِي فِي أَبِي سَلَمَةَ عِنْدَكَ، اللَّهُمَّ أَبْدِلْنِي بِهَا خَيْرًا
مِنْهَا (٣)، فَجَعَلْتُ أَقُولُ فِي نَفْسِي: مَنْ خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ؟!
فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَخَطَبَنِي، فَتَزَوَّجْتُهُ.
• [٦٩٠٨]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
ابْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: إِنَّ أَوُّلَ
قَطْرَةٍ تَقْطُرُ مِنْ دَمِ الشَّهِيدِ يُغْفَرُ لَهُ بِهَا مَا تَقَدَّمَ مِنْ
ذَنْبِهِ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ إِلَيْهِ مَلَكَيْنِ (٤) بِرَيْحَانٍ مِنَ
الْجَنَّةِ، وَبِرَيْطَةٍ، وَعَلَى أَرْجَاءِ السَّمَاءِ مَلَائِكَةٌ يَقُولُونَ:
سُبْحَانَ اللَّهِ، قَدْ جَاءَ الْيَوْمَ مِنَ الْأَرْضِ رِيحٌ طَيِّبَةٌ،
وَنَسَمَةٌ طَيبَةٌ، فَلَا يَمُرُّ بِبَابٍ إِلَّا فُتِحَ لَهُ، وَلَا بِمَلَكٍ
إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ (٥) وَشَيَّعَهُ، حَتَّى يُؤْتَى بِهِ الرَّحْمَنُ *،
فَيَسْجُدُ لَهُ قَبْلَ الْمَلَائِكَةِ، وَتَسْجُدُ * الْمَلَائِكَةُ بَعْدَهُ،
ثُمَّ يُؤْمَرُ بِهِ إِلَى الشُّهَدَاءِ، فَيَجِدُهُمْ فِي رِيَاضٍ خُضْرٍ،
وَثِيَابٍ مِنْ حَرِيرٍ عِنْدَ ثَوْرٍ وَحُوتٍ، يُلْغَثَانِ كُلَّ يَوْمٍ لِعَبْدٍ
بِشَيْءٍ (٦)، لَمْ يُلْغَثَا بِالْأَمْسِ مِثْلَهَا، فَيَظَلُّ الْحُوتُ فِي
أَنْهَارِ الْجَنَّةِ، فَإِذَا أَمْسَى وَكَزَهُ
(١) في الأصل: «مصيبة»، والمثبت من (ن)، وهو
الموافق لما في «الدعاء» للطبراني (١٢٣٠)، عن الدبري، عن عبد الرزاق به.
(٢)
في (ن)، هنا والموضع بعده: «احتسبت»، والمثبت فيهما هو الموافق لما في المصدر
السابق.
(٣)
من قوله: «إلا أبدله الله بها خيرا منها» إلى هنا، ليس في الأصل، ولعله من انتقال
نظر الناسخ، والمثبت من (ن)، ويوافقه ما في المصدر السابق.
(٤)
في الأصل: «ملكان»، والتصويب من (ن).
(٥)
الصلاة من الملائكة: الدعاء بالبركة. (انظر: النهاية، مادة: صلا).
* [ن/ ١١٤ أ].
* [٢/
٨٦ ب].
(٦)
ليس في الأصل، واستدركناه من «المعجم الكبير» للطبراني (١٣/ ٣٥٥، ح: ١٤١٧٤)، من
طريق زيد بن أسلم به، بنحوه، وينظر: «مجمع الزوائد» (٥/ ٢٩٨).
الثَّوْرُ بِقَرْنِهِ، فَذَكَّاهُ
لَهُمْ، فَأَكَلُوا لَحْمَهُ، فَوَجَدُوا فِي لَحْمِهِ طَعْمَ كُلِّ رَائِحَةٍ
مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ، وَيَلْبَثُ (١) الثَّوْرُ نَافِشًا فِي الْجَنَّةِ،
فَإِذَا أَصْبَحَ غَدَا (٢) عَلَيْهِ ثَمَّ الْحُوتُ فَوَكَزَهُ (٣) بِذَنَبِهِ،
فَذَكَّاهُ لَهُمْ، فَأَكَلُوا مِنْ لَحْمِهِ، فَوَجَدُوا فِي لَحْمِهِ طَعْمَ
كُلِّ ثَمَرَةٍ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ، فَيَنْظُرُونَ إِلَى مَنَازِلِهِمْ
بُكْرَةً وَعَشِيًّا، يَدْعُونَ اللَّهَ أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ، وإِذَا تُوُفِّي
الْمُؤْمِنُ بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ مَلَكَيْنِ بِرَيْحَانٍ مِنَ الْجَنَّةِ،
وَخِرْقَةٍ مِنَ الْجَنَّةِ، تُقْبَضُ فِيهَا نَفْسُهُ، وَيُقَالُ: اخْرُجِي
أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ إِلَى رَوْحٍ وَرَيْحَانٍ، وَرَبُّكِ عَلَيْكِ
غَيْرُ غَضْبَانَ، فَتَخْرُجُ كَأَطْيَبِ رَائِحَةٍ وَجَدَهَا أَحَدٌ قَطُّ
بِأَنْفِهِ، وَعَلَى أَرْجَاءِ السَّمَاءِ مَلَائِكَةٌ، يَقُولُونَ: سُبْحَانَ
اللَّهِ، قَدْ جَاءَ الْيَوْمَ مِنَ الْأَرْضِ رِيحٌ طَيْبَةٌ، وَنَسَمَةٌ
كَرِيمَةٌ، فَلَا تَمُرُّ بِبَابٍ إِلَّا فُتِحَ لَهَا، وَلَا بِمَلَكٍ إِلَّا صَلَّى
عَلَيْهَا (٤) وَشَيَّعَهُ حَتَّى يُؤْتَى بِهِ الرَّحْمَنُ، فَتَسْجُدُ
الْمَلَائِكَةُ قَبْلَهُ، وَيَسْجُدُ بَعْدَهُمْ، ثُمَّ يُدْعَى مِيكَائِيلُ،
فَيُقَالُ: اذْهَبْ بِهَذِهِ النَّفْسِ، فَاجْعَلْهَا مَعَ أَنْفُسِ
الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى أَسْأَلَكَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَيُؤْمَرُ بِهِ
إِلَى قَبْرِهِ، فَيُوَسَّعُ عَلَيْهِ (٥) سَبْعِينَ طُولُهُ وَسَبْعِينَ
عَرْضُهُ، وَيُنْبَذُ (٦) لَهُ فِيهِ رَيْحَانٌ، وَيُسْتَرُ بِحَرِيرٍ، فَإِنْ
كَانَ مَعَهُ شَيْءٌ مِنَ الْقُرْآنِ، كُسِيَ نُورُهُ، وإِنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ
شَيْءٌ مِنَ الْقُرْآنِ جُعِلَ لَهُ نُورٌ مِثْلَ الشَّمْسِ، فَمَثَلُهُ مَثَلُ
الْعَرُوسِ لَا يُوقِظُهُ إِلَّا أَحَبُّ أَهْلِهِ إِلَيْهِ، وَإِنَّ الْكَافِرَ
إِذَا تُوُفِّيَ بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ مَلَكَيْنِ بِخِرْقَةٍ مِنْ بِجَادٍ
أَنْتَنُ مِنْ كُلِّ نَتْنٍ، وَأَخْشَنُ مِنْ كُلِّ خَشِنٍ، فَيُقَالُ: اخْرُجِي
أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ، وَلَبِئْسَ مَا قَدَّمْتِ لِنَفْسِكِ،
فَتَخْرُجُ كَأَنْتَنِ رَائِحَةٍ وَجَدَهَا أَحَدٌ قَطُّ بِأَنْفِهِ، ثُمَّ
يُؤْمَرُ بِهِ فِي قَبْرِهِ، فَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ حَتُّى تَخْتَلِفَ أَضْلَاعُهُ،
ثُمَّ
(١) في (ن): «ويبيت».
(٢)
الغدو: الذهاب غدوة (أول النهار) ثم كثر حتى استعمل في الذهاب والانطلاق أي وقت
كان. (انظر: التاج، مادة: غدو).
(٣)
الوكز: الضرب. (انظر: النهاية، مادة: وكز).
(٤)
في (ن): «عليه».
(٥)
ليس في (ن).
(٦)
النبذ: الرمي والإبعاد والإلقاء. (انظر: النهاية، مادة: نبذ).
يُرْسَلُ عَلَيْهِ حَيَّاتٌ،
كَأَنَّهَا أَعْنَاقُ الْبُخْتِ (١) تَأْكُلُ لَحْمَهُ، وَيُقَيَّضُ لَهُ
مَلَائِكَة صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ لَا يَسْمَعُونَ لَهُ صَوْتًا، وَلَا يَرَوْنَهُ
فَيَرْحَمُوهُ، وَلَا يَمَلُّونَ إِذَا ضَرَبُوا، يَدْعُونَ اللَّهَ، بِأَنْ يُدِيمَ
ذَلِكَ عَلَيْهِ حَتَّى يَخْلُصَ (٢) إِلَى النَّارِ.
• [٦٩٠٩]
الرزاق، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ
عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ *، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: إِذَا وُضِعَ الْمَيِّتُ (٣) فِي
قَبْرِهِ، كَانَتِ الصَّلَاةُ عِنْدَ رَأْسِهِ، وَالزَّكَاةُ عَنْ يَمِينِهِ،
وَالصَّوْمُ عَنْ يَسَارِهِ، وَالصَّدَقَةُ وَالصِّلَةُ وَالْمَعْرُوفُ
وَالْإِحْسَانُ إِلَى النَّاسِ عِنْدَ رِجْلَيْهِ، فَيُؤْتَى مِنْ قِبَلِ
رَأْسِهِ، فَتَقُولُ الصَّلَاةُ: مَا قِبَلِي مَدْخَلٌ، ثُمَّ يُؤْتَى مِنْ قِبَلِ
يَمِينِهِ، فَتَقُولُ الزَّكَاةُ: مَا قِبَلِي مَدْخَلٌ، ثُمَّ يُؤْتَى مِنْ
قِبَلِ يَسَارِهِ، فَيَقُولُ الصَّوْمُ: مَا قِبَلِي مَدْخَلٌ، ثُمَّ يُؤْتَى مِنْ
قِبَلِ رِجْلَيْهِ، فَتَقُولُ الصَّدَقَةُ وَالصِّلَةُ وَالْمَعْرُوفُ
وَالْإِحْسَانُ: مَا قِبَلِنَا (٤) مَدْخَلٌ، قَالَ: فَيُجْلَسُ، قَالَ أَبُو
هُرَيْرَةَ: فَإِنَّهُ يَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ (٥)، قَالَ: فَيُجْلَسُ،
وَيُمَثَّلُ لَهُ الشَّمْسُ قَدْ دَنَتْ لِلْغُرُوبِ، فَيَقُولُ: دَعُونِي
أُصلِّي، فَيُقَالُ لَهُ: إِنَّكَ سَتَفْعَلُ، فَيُقَالُ لَهُ: مَا تَقُولُ فِي
هَذَا الرَّجُلِ؟ يَقُولُ: أَمُحَمَّدٌ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّهُ
جَاءَ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، قَالَ: فَيُقَالُ لَهُ: عَلَيْهَا حَيِيتَ،
وَعَلَيْهَا مُتَّ، وَعَلَيْهَا تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، قَالَ: فَذَلِكَ قَوْلُهُ:
﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ﴾ [إبراهيم: ٢٧]،
قَالَ: وَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنَ النَّارِ، فَيَنْظُرُ إِلَى مَسَاكِنِهِ
فِيهَا، فَيُقَالُ لَهُ: لَوْ كُنْتَ عَصَيْتَ كَانَتْ
(١) البخت: جِمال طوال الأعناق. (انظر:
النهاية، مادة: بخت).
(٢)
الخلوص: الوصول والبلوغ. (انظر: النهاية، مادة: خلص).
• [٦٩٠٩]
[التحفة: ت ١٢٩٧٦، س ق ١٣٣٨٧] [شيبة: ١٢١٧٥، ١٢١٨٨].
* [ن/ ١١٤ ب].
(٣)
نسبه في (ن) لنسخة، وفي حاشيتها: «المؤمن»، وصحح عليه.
(٤)
قوله: «الصدقة والصلة والمعروف والإحسان: ما قبلنا»، وقع في الأصل: «الصدقة: ما
قبلي»، والمثبت من (ن)، ويوافقه ما في «صحيح ابن حبان» (٣١١٦)، من طريق محمد بن
عمرو به، بنحوه.
(٥)
قرع النعال: أي: خفْقها وضرْبها بالأرض. (انظر: المشارق) (٢/ ١٨٠).
هَذِهِ مَسَاكِنَكَ، فَيَزْدَادُ
غِبْطَةً وَسُرُورًا، وَيُفْسَحُ (١) لَهُ فِي قَبْرِهِ، قَالَ: سَبْعِينَ. قَالَ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَنْطَبٍ: ثُمَّ يُقَالُ * لَهُ (٢): نَمْ
نَوْمَةَ الْعَرُوسِ، لَا يُوقِظُهُ إِلَّا أَحَبُّ الْخَلْقِ (٣) إِلَيْهِ.
رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: تُجْعَلُ رُوحُهُ فِي
النَّسِيمِ الطِّيبِ، فِي أَجْوَافِ طَيْرٍ تَعْلُقُ (٤) بَيْنَ شَجَرٍ (٥) مِنْ
شَجَرِ الْجَنَّةِ، أَوْ تَعْلُقُ بِشَجَرِ الْجَنَّةِ، قَالَ: وَتَعُودُ
الْأَجْسَادُ لِلَّذِي خُلِقَتْ لَهُ، قَالَ: وَإِنُّ الْكَافِرَ يُؤْتَى مِنْ
قِبَلِ رَأْسِهِ، فَلَا يُوجَدُ لَهُ شَيْءٌ، فَيُجْلَسُ، ثُمَّ يُقَالُ (٦) لَهُ:
مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ مَرَّتَيْنِ، لَا يَذْكُرُهُ حَتَّى
يُلَقَّنَهُ (٧)، فَيَقُولُ: مُحَمَّدًا، قَالَ: كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ
النَّاسُ، قَالَ: صَدَقْتَ (٨)، عَلَيْهَا حَيِيتَ، وَعَلَيْهَا مُتَّ،
وَعَلَيْهَا تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يُفْتَحُ بَابٌ مِنَ الْجَنَّةِ،
فَيَرَى مَسَاكِنَهَا، فَيُقَالُ لَهُ: لَوْ كُنْتَ فَعَلْتَ، وَ(٩) أَطَعْتَ
اللَّهَ، كَانَتْ هَذِهِ مَسَاكِنَكَ، فَيَزْدَادُ حَسْرَةً وَثُبُورًا (١٠)،
قَالَ: ثُمَّ يُغْلَقُ عَلَيْهِ، وَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنَ النَّارِ، فَيَرَى
مَسَاكِنَهُ فِيهَا، وَمَا أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ فِيهَا (٢) مِنَ الْعَذَابِ،
وَيَزْدَادُ حَسْرَة وَثُبُورًا، وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ، حَتَّى
تَلْتَقِيَ أَضْلَاعُهُ، فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عز وجل: ﴿مَعِيشَةً ضَنْكًا﴾ [طه: ١٢٤]، قَال: وَتُحْسَرُ (١١) رُوحُه فِي سِجَّينٍ
(١٢).
(١) في (ن) منسويا لنسخة: «ويفتح»، وفي
حاشيتها كالمثبت، وصحح عليه.
* [٢/
٨٧ أ].
(٢)
ليس في الأصل، والمثبت من (ن).
(٣)
قوله: «لا يوقظه إلا أحب الخلق»، وقع في (ن): «الذي يوقظه أحب أهله».
(٤)
تعلق: تأكل، وتتناول، وتصيب. (انظر: غريب الحديث للحربي) (٣/ ١٢٢٣).
(٥)
قوله: «بين شجر»، ليس في (ن)، ولعله وهم من الناسخ.
(٦)
في الأصل: «يقول»، والمثبت من (ن)، وهو الموافق لما في المصدر السابق.
(٧)
في (ن): «يلقاه»، والمثبت يوافقه ما في المصدر السابق.
(٨)
قوله: «قال: صدقت»، ليس في الأصل، والسياق يقتضيه، والمثبت من (ن).
(٩)
قوله: «فعلت، و»، ليس في (ن).
(١٠)
الثبور: الهلاك. (انظر: النهاية، مادة: ثبر).
(١١)
في (ن): «وتجعل».
(١٢)
سجين: فعيل من السجن، وقيل: حجر تحت الأرض السابعة، وقيل: هو الأرض السابعة، وقيل
غير ذلك. (انظر: المشارق) (٢/ ٢٠٧).
٨٤ - بَابٌ * فِي (١) زِيَارَةِ
الْقُبُورِ
° [٦٩١٠]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ
عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «لُعِنَ زَوَّارَاتُ الْقُبُورِ».
° [٦٩١١]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «مَنْ
زَارَ الْقُبُورَ فَلَيْسَ مِنِّا».
° [٦٩١٢]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْمُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ
الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: لَوْلَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ نَهَى عَنْ زِيَارَةِ
الْقُبُورِ، لَزُرْتُ قَبْرَ ابْنَتِي.
• [٦٩١٣]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانُوا
يَكْرَهُونَ زِيَارَةَ الْقُبُور.
° [٦٩١٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ (٢)، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَطَاءٌ
الْخُرَاسَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ
أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ
زِيَارَةِ الْقُبُورِ، فَزُورُوهَا؛ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الْآخِرَةَ،
وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ نَبِيذِ (٣) الْجَرِّ (٤)، فَانْتَبِذُوا فِي كُلَّ وِعَاءٍ،
وَاجْتَنِبُوا كُلَّ مُسْكِرٍ، وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ أَكْلِ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ
بَعْدَ ثَلَاثٍ، فَكُلُوا وَتَزَوَّدُوا وَادَّخِرُوا».
* [ن/١١٥ أ].
(١)
ليس في (ن).
° [٦٩١٢]
[شيبة: ١١٩٤٦].
• [٦٩١٣]
[شيبة: ١١٩٤٤].
° [٦٩١٤]
[التحفة: م ت س ق ١٩٣٢، س ١٩٧٣، س ١٩٧٦، م ١٩٨٩، س ١٩٩١، م د س ٢٠٠١، س ٢٠٠٢]
[الإتحاف: عه طح حب حم قط ٢٣١٤] [شيبة: ١١٩٢٦، ١١٩٣٥، ٢٤٢١٦، ٢٤٢١٧، ٢٤٤١٣].
(٢)
قوله: «حدثنا معمر»، ليس في الأصل، (ن)، وهو خطأ ظاهر، فاستدركناه من «مسند أحمد»
(٥/ ٣٥٥)، عن عبد الرزاق، به.
(٣)
النبيذ: ما يعمل من الأشربة من التمر والزبيب والعسل والحنطة والشعير، وغير ذلك،
إذا تركت عليه الماء، مسكرا أو غير مسكر. (انظر: النهاية، مادة: نبذ).
(٤)
الجر والجرار: جمع الجرة، وهي: الإناء المصنوع من الفخار. (انظر: النهاية، مادة:
جرر).
• [٦٩١٥] عبد الرزاق، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَمُرُّ عَلَى قَبْرِ وَاقِدٍ
أَخِيهِ، فَيَقِفُ عَلَيْهِ، فَيَدْعُو لَهُ، وَيُصَلِّي عَلَيْهِ.
• [٦٩١٦]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ …
مِثْلَهُ.
° [٦٩١٧]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي (١) ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «ائْتُوا
مَوْتَاكُمْ فَسَلِّمُوا عَلَيْهِمْ، وَصَلُّوا عَلَيْهِمْ، فَإِن لَكُمْ فِيهِمْ
عِبْرَةً».
قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ:
وَرَأَيْتُ عَائِشَةَ تَزُورُ قَبْرَ أَخِيهَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي
بَكْرٍ، وَمَاتَ بِالْحُبْشِيِّ (٢)، وَقُبِرَ بِمَكَّةَ.
° [٦٩١٨]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي (٣) مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ
عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ ﷺ تَقُولُ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ عَنِّي، وَعَنِ
النَّبِيِّ ﷺ؟! قُلْنَا: بَلَى، قَالَتْ: لَمَّا كَانَتْ لَيْلَتِي انْقَلَبَ (٤)
فَوَضَعَ نَعْلَيْهِ عِنْدَ رِجْلَيْهِ، وَوَضَعَ رِدَاءَهُ، وَبَسَطَ طَرَفَ
إِزَارِهِ عَلَى فِرَاشِهِ، فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا رَيْثَمَا (٥) ظَنَّ أَنِّي
قَدْ
(١) في الأصل: «أخبرنا»، والمثبت من (ن)،
ويوافقه ما في «أخبار مكة» للفاكهي (٢٣٧١)، من طريق ابن جريج، به.
(٢)
الحبشي: جبل أسود يقع جنوب مسفلة مكة على عشرة كيلو مترات. (انظر: المعالم
الأثيرة) (ص ٩٦).
° [٦٩١٨]
[الإتحاف: عه حب حم ٢٢٧٣٦].
(٣)
في الأصل: «أخبرنا»، والمثبت من (ن)، ويوافقه ما في «الدعاء» للطبراني (١٢٤٦)، عن
الدبري، عن عبد الرزاق، به.
(٤)
في (ن): «انقلبت»، والمثبت هو الموافق لما في المصدر السابق.
المنقلب والانقلاب: الرجوع. (انظر:
النهاية، مادة: قلب).
(٥)
في الأصل: «ريث»، والمثبت سن (ن)، وهو الموافق لما في المصدر السابق.
ريثما: قَدْرَ ما، (انظر: النهاية،
مادة: ريث).
رَقَدْتُ، ثُمَّ انْتَعَلَ (١)
رُوَيْدًا (٢)، وَأَخَذَ رِدَاءَهُ (٣)، فَجَعَلْتُ دِرْعِي فِي رَأْسِي
وَاخْتَمَرْتُ، ثُمَّ تَمَنَّعْتُ (٤) بِإِزَارِي، فَانْطَلَقْتُ فِي أَثَرِهِ،
حَتَّى جَاءَ الْبَقِيعَ، فَرَفَعَ يَدَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَأَطَالَ الْقِيَامَ،
ثُمَّ انْحَرَفَ فَانْحَرَفْتُ (٥)، فَأَسْرَعَ فَأَسْرَعْتُ، وَهَرْوَلَ
فَهَزْوَلْتُ، وَأَحْضَرَ (٦) فَأَحْضَرْتُ، فَسَبَقْتُهُ فَدَخَلْتُ، فَلَيْسَ
إِلَّا أَنِ اضْطَجَعْتُ، فَدَخَلَ، فَقَالَ: «مَا لَكِ يَا عَائِشَةُ * حَشْيَا
(٧) رَابِيَةً (٨)؟» قُلْتُ: لَا شَيْء، قَالَ: «لَتُخْبِرِنِّي (٩)، أَوْ
لَيُخْبِرَنِّيَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ»، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِي
أَنْتَ وَأُمِّي، فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ، قَالَ: «أَنْتِ السَّوَادُ (١٠)
الَّذِي رَأَيْتُ أَمَامِيم؟!»، قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَتْ: فَلَهَزَ فِي صَدْرِي
لَهْزَةً أَوْجَعَتْنِي، ثُمَّ قَالَ: «أَظَنَنْتِ أَنْ يَحِيفَ (١١) اللَّهُ
عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ؟!»، فَقُلْتُ: مَهْمَا يَكْتُمُ النَّاسُ فَقَدْ عَلِمَهُ
(١٢) اللَّهُ، «نَعَمْ»، قَالَ: «فَإِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي حِينَ رَأَيْتِ -،
وَلَمْ يَكُنْ
(١) التنعل والانتعال: لبس الحذاء. (انظر:
معجم اللغة العربية العاصرة، مادة: نعل).
(٢)
الرويد: تصغير الرُّود، وهو: الإمهال والتأني. (انظر: النهاية، مادة: رود).
(٣)
بعده في (ن):»رويدا«.
(٤)
المتقنع: المتغطي. (انظر: النهاية، مادة: قنع).
(٥)
في (ن):»فتحرفت«، والمثبت هو الموافق لما في المصدر السابق.
(٦)
الحُضْر: العَدْو. (انظر: النهاية، مادة: حضر).
* [ن/ ١١٥ ب].
(٧)
الحشا: الربو، وهو ما يعرض للمسرع في مشيه والمحتدَّ في كلامه، من ارتفاع النفَس
وتواتره (انظر: جامع الأصول) (١١/ ١٥٧).
(٨)
الرابية: التي أخذها الربو، وهو النهيج وتواتر النفس الذي يعرض للمُسرع في مشيه
وحركته.
(انظر: النهاية، مادة: ربا).
(٩)
في الأصل:»أتخبرينني«، والمثبت من (ن)، وهو الموافق لما في المصدر السابق.
[٢/
٨٧ ب].
(١٠)
في الأصل:»السوداء«، والتصويب من (ن)، ويوافقه ما في المصدر السابق.
السواد: الشخص؛ لأنه يُرى من بعيد
أسود. (انظر: النهاية، مادة: سود).
(١١)
الحيف: الجور والظلم. (انظر: النهاية، مادة: حيف).
(١٢)
في الأصل:»علم"، والمثبت من (ن)، وهو الموافق لما في المصدر السابق.
لِيَدْخُلَ عَلَيْكِ وَقَدْ وَضَعْتِ
ثِيَابَكِ، فَنَادَانِي وَأَخْفَى مِنْكِ، فَأَجَبْتُهُ فَأَخْفَيْتُهُ مِنْكِ،
وَظَنَنْتُ أَنَّكِ قَدْ رَقَدْتِ، وَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَكَ، وَخَشِيتُ أَنْ
تَسْتَوْحِشِي، فَأَمَرَنِي أَنْ آتِيَ أَهْلَ الْبَقِيعِ، فَأَسْتَغْفِرَ
لَهُمْ»، قَالَتْ: قُلْتُ: كَيْفَ أَقُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ (١)؟ قَالَ:
«قُولِي: السَّلَامُ عَلَى أَهْلِ الدِّيَارِ (٢) مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
وَالْمُسْلِمِينَ، يَرْحَمُ اللَّهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا
وَالْمُسْتَأْخِرِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَلَاحِقُونَ».
• [٦٩١٩]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ
قَالَ: كَانَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ (٣) رَسُولِ اللَّهِ ﷺ تَزُورُ قَبْرَ حَمْزَةَ
كُلَّ جُمُعَةٍ.
° [٦٩٢٠]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ مَسْرُوقِ بْنِ
الْأَجْدَعِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَوْمًا،
فَخَرَجْنَا مَعَهُ، حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى الْمَقَابِرِ، فَأَمَرَنَا
فَجَلَسْنَا، ثُمَّ تَخَطَّى (٤) الْقُبُورَ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى قَبْرٍ
مِنْهَا، فَجَلَسَ إِلَيْهِ، فَنَاجَاهُ طَوِيلًا، ثُمَّ ارْتَفَعَ نَحِيبُ
رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بَاكِيًا، فَبَكَيْنَا لِبُكَائِهِ، ثُمَّ إِنَّ النَّبِي ﷺ
أَقْبَلَ، فَلَقِيَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: مَا الَّذِي أَبْكَاكَ
يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ (٥): لَقَدْ أَبْكَانَا وَأَفْزَعَنَا، فَأَخَذَ
بِيَدِ عُمَرَ، ثُمَّ أَوْمَأَ (٦) إِلَيْنَا (٧)، فَقَالَ: «أَفْزَعَكُمْ
بُكَائِي؟» فَقُلْنَا: نَعَمْ، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «فَإِنَّ الْقَبْرَ
الَّذِي رَأَيْتُمُونِي عِنْدَهُ، قَبْرُ أُمِّي آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ، وَإِنِّي
اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي فِي زِيَارَتِهَا، فَأَذِنَ لِي ثُمَّ اسْتَأْذَنْتُهُ فِي
الاِسْتِغْفَارِ لَهَا، فَلَمْ يَأْذَنْ لِي، وَأُنْزِلَ:
(١) قوله:»يا رسول الله«، ليس في الأصل،
والمثبت من (ن)، وهو الموافق لما في المصدر السابق.
(٢)
تصحف في الأصل إلى:»الدنيا«، والتصويب من (ن)، وهو الموافق لما في المصدر السابق.
(٣)
في (ن):»ابنة«.
° [٦٩٢٠]
[شيبة: ٢٤٤١٩،١١٩٣١].
(٤)
في الأصل:»تخطينا«، والمثبت من (ن)، وهو الموافق لما في»أخبار مكة«للفاكهي (٢٣٧٢)،
من طريق ابن جريج، به.
(٥)
الكلام ما زال لعمر رضي الله عنه، وينظر المصدر السابق.
(٦)
الإيماء: الإشارة بالأعضاء؛ كالرأس واليد والعين والحاجب. (انظر: النهاية، مادة:
أومأ).
(٧)
بعده في (ن):»فأتيناه"، والمثبت هو الموافق لما في المصدر السابق.
﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا
أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ﴾ الْآيَةَ [التوبة: ١١٣]، ﴿وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ
لِأَبِيهِ﴾ [التوبة:
١١٤]،
فَأَخَذَنِي مَا يَأْخُذُ الْوَلَدُ لِلْوَالِدِ مِنَ الرَّأْفَةِ، فَذَلِكَ
أَبْكَانِي، أَلَا إِنِّي نَهَيْتُكُمْ عَنْ ثَلَاثٍ: عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ،
وَعَنْ أَكْلِ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ فَوْقَ ثَلَاثٍ لِيَسَعَكُمْ، وَعَنْ نَبِيذِ
الْأَوْعِيَةِ، فَزُورُوهَا؛ فَإِنَّهَا تُزَهِّدُ فِي الدُّنْيَا وَتُذَكِّرُ
الْآخِرَةَ، وَكُلُوا لُحُومَ الْأَضَاحِيِّ، وَأَنْفِقُوا مِنْهَا مَا شِئْتُمْ،
فَإِنَّمَا نَهَيتُكُمْ إِذِ الْخَيْرُ قَلِيلٌ، وَتَوْسِعَةً عَلَى * النَّاسِ،
أَلَا وَإِنَّ الْوِعَاءَ لَا يُحَرِّمُ شَيْئًا، كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ».
• [٦٩٢١]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ صَفْوَانَ،
أَنَّ آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبٍ أُمَّ النَّبِيِّ ﷺ دُفِنَتْ فِي شِعْبِ أَبِي دُبٍّ
(١).
° [٦٩٢٢]
عبد الرزاق، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ (٢)، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي
صَالِحٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ
ﷺ يَأْتِي قُبُورَ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ رَأْسِ الْحَوْلِ (٣)، فَيَقُولُ:
«السَّلَامُ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ، فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ»، قَالَ:
وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، يَفْعَلُونَ ذَلِكَ.
• [٦٩٢٣]
عبد الرزاق، عَنِ الْبَجَلِيِّ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ
نَبَاتَةَ، أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ كَانَتْ تَأْتِي قَبْرَ
حَمْزَةَ، وَكَانَتْ قَدْ وَضَعَتْ عَلَيْهِ عَلَمًا تَعْرِفُهُ.
* [ن/١١٦ أ].
(١)
شعب أبي دب: موضع بمكة. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص ١٥٠).
(٢)
هو: إبراهيم بن محمد؛ فقد أخرجه الطبري في «تفسيره» (١٣/ ٥١٣) من طريق ابن
المبارك، عن إبراهيم بن محمد، عن سهيل، به. وهو: إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى -
واسمه: سمعان - الأسلمي، مولاهم، أبو إسحاق المدني، أخو عبد الله بن محمد بن أبي
يحيى سحبل، وقد ينسب إلى جده، ومنهم من قال فيه: إبراهيم بن محمد بن أبي عطاء، روى
عن سهيل بن أبي صالح وغيره، روى عنه: عبد الرزاق وغيره، وهو مبتدع، كذاب، لا يعتد
بحديثه، ولعل عبد الرزاق أبهمه لذلك، وكذلك كان يفعل سفيان الثوري. وينظر: «تهذيب
الكمال» (٢/ ١٨٤، ١٨٥).
(٣)
قوله: «رأس الحول»، وقع في الأصل: «رءوس الجبال»، والمثبت من (ن)، وهو الموافق لما
في «تفسير الطبري» من طريق سهيل به.
وَذُكِرَ أَنَّ قَبْرَ النَّبِيِّ ﷺ،
وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، كَانَ عَلَيْهِمُ النَّقْلُ، يَعْنِي حِجَارَةً
صِغَارًا.
٨٥
- بَابُ
التَّسْلِيمِ عَلَى الْقُبُورِ
• [٦٩٢٤]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ
الْجَزَرِيِّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ فِي (١) التَّسْلِيمِ عَلَى أَهْلِ (١)
الْقُبُورِ: السَّلَامُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَالْمُؤْمِنِينَ
وَالْمُؤْمِنَاتِ مِنْ أَهْلِ الدِّيَارِ، وَ(٢) يَرْحَمُ اللَّهُ
الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا، وإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ.
قَالَ مَعْمَرٌ: فَكَانَ قَتَادَةُ
يَذْكُرُ نَحْوَ هَذَا، وَيَزِيدُ: أَنْتُمْ * لَنَا فَرَطٌ (٣)، وَنَحْنُ لَكُمْ
تَبَعٌ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَلَاحِقُونَ.
° [٦٩٢٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِمَقْبَرَةٍ - أَوْ قَالَ: بِالْبَقِيعِ - فَقَالَ (٤):
«السَّلَامُ عَلَى أَهْلِ الدِّيَارِ مَنْ فِيهَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، دَارِ
قَوْمٍ مَيَّتِينَ، وَإِنَّا فِي آثَارِهِمْ - أَوْ قَالَ: فِي آثَارَكُمْ -
لَلَاحِقُونَ».
° [٦٩٢٦]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حُدِّثْتُ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ
يَنْطَلِقُ بِطَوَائِفَ مِنْ أَصحَابِهِ إِلَى دَفْنَى بَقِيعِ الْغَرْقَدِ،
فَيَقُولُ: «السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْقُبُورِ، لَوْ تَعْلَمُونَ
مِمَّا نَجَّاكُمُ اللَّهُ مِمَّا هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكُمْ»، ثُمَّ يَلْتَفِتُ
إِلَى أَصْحَابِهِ، وَفِيهِمْ يَوْمَئِذٍ الْأَفَاضِلُ، فَيَقُولُ: «أَنْتُمْ
خَيْرٌ، أَمْ هَؤُلَاءِ؟»، فَيَقُولُونَ: نَرْجُو أَلَّا يَكُونُونَ (٥) خَيْرًا
مِنَّا، هَاجَرْنَا كَمَا
(١) ليس في الأصل، والمثبت من (ن).
(٢)
ليس في (ن).
* [٢/
٨٨ أ].
(٣)
في الأصل: «فرطا»، والتصويب من (ن)، وهو الجادة.
° [٦٩٢٥]
[التحفة: م ١٤٠٨، ق ١٤٠٣٤، م ١٤٠٥٧].
(٤)
في الأصل: «ثم قال»، والمثبت من (ن).
(٥)
كذا في الأصل، (ن)، وهو وجه في اللغة، والجادة: «يكونوا».
هَاجَرُوا، وَجَاهَدْنَا كَمَا
جَاهَدُوا، فَيَقُولُ: «بَلْ هُمْ خَيْرٌ (١) مِنْكُمْ؛ قَدْ مَضَوْا وَلَمْ
يَأْكُلُوا مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَإِنَّكُمْ تَأْكُلُونَ مِنْ أُجُورِكُمْ،
وَإِنَّ هَؤُلَاءِ قَدْ مَضَوْا وَقَدْ شَهِدْتُ لَهُمْ، وَإِنِّي لَا أَدْرِي مَا
تُحْدِثُونَ بَعْدِي».
• [٦٩٢٧]
أخبرنا * عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ مُوسَى
بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ لَا
يَمُرُّ بِقَبْرٍ إِلَّا سَلَّمَ.
° [٦٩٢٨]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ،
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ (٢) سَأَلْتُ النَّبِيَّ ﷺ: كَيْفَ نَقُولُ (٣)
فِي التَّسْلِيمِ عَلَى الْقُبُورِ؟ فَقَالَ: «قُولِي: السَّلَامُ عَلَى أَهْلِ
الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَيَرْحَمُ اللَّهُ
الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَالْمُسْتَأْخِرِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ
بِكُمْ لَلَاحِقُونَ».
• [٦٩٢٩]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ الْعَلَاءِ، عَنِ
ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ زَيْدِ (٤) بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: مَرَّ أَبُو هُرَيْرَةَ
وَصَاحِبٌ لَهُ عَلَى (٥) قَبْرٍ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: سَلِّمْ، فَقَالَ
الرَّجُلُ: أُسَلِّمُ عَلَى قَبْرٍ؟! فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: إِنْ كَانَ رَآكَ
فِي الدُّنْيَا يَوْمًا قَطُّ إِنَّهُ لَيَعْرِفُكَ الْآنَ.
٨٦
- بَابُ
السَّلَامِ عَلَى قَبْرِ النَّبِيِّ ﷺ -
• [٦٩٣٠]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ
عُمَرَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ
(١) قوله: «هم خير»، وقع في الأصل: «خيرا»،
والمثبت من (ن).
• [٦٩٢٨]
[شيبة:١١٩٠٨].
* [ن/١١٦ ب].
(٢)
ليس في الأصل، والمثبت من (ن).
(٣)
في (ن): «تقول».
(٤)
تصحف في الأصل، (ن) إلى: «زايد»، والتصويب من «الصارم المنكي» لابن عبد الهادي (ص
٢٤٤)، معزوا لعبد الرزاق، وينظر: «تهذيب الكمال» (١٠/ ١٢).
(٥)
ليس في الأصل، والمثبت من (ن)، ويوافقه ما في المصدر السابق.
• [٦٩٣٠]
[شيبة: ١١٩١٥].
أَتَى قَبْرَ النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ:
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا بَكْرٍ،
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَتَاهُ.
• [٦٩٣١]
وأخبرناه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
قَالَ مَعْمَرٌ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ
لِعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، فَقَالَ: مَا نَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ
النَّبِيِّ ﷺ فَعَلَ ذَلِكَ إِلَّا ابْنَ عُمَرَ.
• [٦٩٣٢]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْمِقْدَامِ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ
الْمُسَيَّبِ، وَرَأَى قَوْمًا يُسَلِّمُونَ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: مَا
مَكَثَ نَبِيٌّ فِي الْأَرْضِ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِينَ يَوْمًا.
° [٦٩٣٣]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ:
سُهَيْلٌ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: رَأَى قَوْمًا
عِنْدَ الْقَبْرِ فَنَهَاهُمْ، وَقَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «لَا
تَتَّخِذُوا قَبْرِي عِيدًا، وَلَا تَتَّخِذُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا، وَصَلُّوا
عَلِيَّ حَيْثُمَا كُنْتُمْ، فَإِنَّ صَلَوَاتِكُمْ تَبْلُغُنِي».
° [٦٩٣٤]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ،
يُحَدِّثُ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «مَرَرْتُ بِمُوسَى لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي
وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ».
٨٧
- بَابُ
قُبُورِ الْمُهَاجِرِينَ
° [٦٩٣٥]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ نَافِعِ * بْنِ سَرْجِسَ،
أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ * اشْتَكَى خِلَافَ النَّبِيِّ ﷺ بِمَكَّةَ،
حِينَ ذَهَبَ النَّبِيُّ ﷺ إِلَى الطَّائِفِ، فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ
لعَمْرِو بْنِ (١) الْقَارِيِّ: «إِنْ مَاتَ فَهَاهُنَا»، وَأَشَارَ إِلَى طَرِيقِ
الْمَدِينَةِ.
° [٦٩٣٣] [شيبة: ٧٦٢٥، ١١٩٤٠].
* [٢/
٨٨ ب].
* [ن / ١١٧ أ].
(١)
ليس في الأصل، وكلا الوجهين صواب، والمثبت من (ن)، وهو الموافق لما في «أخبار مكة»
للأزرقي (٢/ ٢١٢)، من طريق ابن جريج، قال: حدثت أن سعد بن أبي وقاص اشتكى … فذكره،
وينظر: «تعجيل المنفعة» (٢/ ٦٩، ٨٠).
° [٦٩٣٦] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ،
قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ، أَنَّ النَّبِيَّ (١) ﷺ خَلَّفَ عَلَى سَعْدِ بْنِ
أَبِي وَقَّاصٍ وَهُوَ بِمَكَّةَ رَجُلًا، فَقَالَ: «إِنْ مَاتَ فَلَا تَدْفِنْهُ
حَتَّى تُخْرِجَهُ مِنْهَا».
• [٦٩٣٧]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ خُثَيْمٍ، عَنْ نَافِعِ
بْنِ سَرْجِسَ قَالَ: عُدْنَا أَبَا وَاقِدٍ الْبَكْرِيَّ فِي وَجَعِهِ الَّذِي
مَاتَ فِيهِ، فَمَاتَ، فَدُفِنَ فِي قُبُورِ الْمُهَاجِرِينَ، قَالَ: وَمَاتَ
نَاسٌ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ، فَدُفِنُوا هُنَالِكَ فِي
قُبُورِ الْمُهَاجِرِينَ، قَالَ: وَاتَّبَعْتُ بَعْضَهُمْ، بَلَغَنِي أَنَّهَا
الْقُبُورُ الَّتِي دُونَ فَخٍّ، وَمَا زِلْتُ أَسْمَعُ وَأَنَا غُلَامٌ: إِنَّهَا
قُبُورُ الْمُهَاجِرِينَ.
• [٦٩٣٨]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
صَيْفِيٍّ قَالَ: يُبْعَثُ مَنْ مَاتَ وَدُفِنَ فِي تِلْكَ الْمَقْبَرَةِ آمِنًا
يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ: وَكُنْتُ أَسْمَعُ قَبْلَ ذَلِكَ أَنَّهُ مَنْ مَاتَ
فِي الْحَرَمِ فَإِنَّ ذَلِكَ لَهُ.
° [٦٩٣٩]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الْأَعْرَجِ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَمَرَ السَّائِبَ بْنَ عَبْدٍ
الْقَارِيَّ، فَقَالَ: «إِنْ مَاتَ سَعْدٌ فَلَا تَدْفِنْهُ بِمَكَّةَ».
• [٦٩٤٠]
عبد الرزاق، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ
أَوْصَاهُمْ: لَا تَدْفِنُوهُ بِمَكَّةَ (٢)، فَغَلَبَهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
خَالِدٍ، حَتَّى دَفَنُوهُ بِالْحَرَمِ.
° [٦٩٤١]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي
خِدَاشٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ (٣): لَمَّا أَشْرَفَ النَّبِيُّ ﷺ عَلَى
الْمَقْبَرَةِ وَهُوَ عَلَى طَرِيقِهَا الْأَوَّلِ،
(١) في (ن): «رسول الله».
(٢)
ليس في الأصل، والسياق يقتضيه، والمثبت من (ن).
° [٦٩٤١]
[الإتحاف: حم ٧٢١٥].
(٣)
ليس في الأصل، (ن)، والسياق يقتضيه، والمثبت من «المعجم الكبير» للطبراني (١١/
١٣٧، ح: ١١٢٨٢)، عن الدبري، عن عبد الرزاق، به.
أَشَارَ بِيَدِهِ وَرَاءَ
الضَّفِيرَةِ (١)، فَقَالَ: «نِعْمَ الْمَقْبَرَةُ هَذِهِ (٢)»، قُلْتُ لِلَّذِي
يُخْبِرُنِي: خَصَّ الشَّعْبَ (٣)؟ قَالَ: هَكَذَا كُنَّا نَسْمَعُ أَنَّ (٤)
النَّبِيَّ ﷺ خَصَّ الشَّعْبَ الْمُقَابِلَ بِالْبَيْتِ.
• [٦٩٤٢]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ
أَبِيهِ قَالَ: مَا أُحِبُّ أَنْ أُدْفَنَ بِالْبَقِيعِ، لأَنْ أُدْفَنَ فِي
غَيْرِهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ (٥) أُدْفَنَ فِيهِ، إِنَّمَا أَحَدُ
الرَّجُلَيْنِ: إِمَّا ظَالِمٌ فَلَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ مَعَهُ فِي قَبْرِهِ،
وَإِمَّا صَالِحٌ فَلَا أُحِبُّ أَنْ تَبْقَى (٦) لِي عِظَامُهُ.
° [٦٩٤٣]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ جُدْعَانَ، عَنِ ابْنِ
الْمُسَيَّبِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إِذَا حُشِرَ * النَّاسُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ، بُعِثْتُ فِي أَهْلِ الْبَقِيعِ».
٨٨
- بَابُ
فِتْنَةِ الْقَبْرِ (٧)
° [٦٩٤٤]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ
عَمْرٍو (٨)، عَنْ
(١) تصحف في الأصل، (ن) إلى: «الصفرة»،
والتصويب من المصدر السابق، وينظر: «مجمع الزوائد» (٣/ ٢٩٧)، «النهاية» (مادة:
ضفر)، «المعالم الأثيرة في السنة والسيرة» (ص ١٦٦).
(٢)
ليس في الأصل، (ن)، والمثبت من «المعجم الكبير»، «مجمع الزوائد».
(٣)
الشعب: الفرجة النافذة بين الجبلين، وقيل: هو الطريق في الجبل، والجمع: شعاب.
(انظر: ذيل النهاية، مادة: شعب).
(٤)
ليس في الأصل، والمثبت من (ن)، وهو الموافق لما في المصدرين السابقين.
(٥)
ليس في الأصل، والسياق يقتضيه، والمثبت من (ن)، ويوافقه ما في المصادر المذكورة في
التعليق بعده.
(٦)
كذا في الأصل، وحاشية (ن)، وكأنه صحح عليه في الأخيرة، وفي (ن): «تنشر»، والأثر
أخرجه مالك في «الموطأ» (١/ ٣١٨، ح: ٦٢٥)، عن هشام، به، بلفظ: «تُنْبَش»، وعليه
كلام الشراح؛ ينظر: «المنتقى» (٢/ ٢٣)، «شرح الزرقاني» (٢/ ٩٨ - ٩٩)، «الاستذكار»
(٨/ ٢٩٥).
* [ن/١١٧ ب].
(٧)
فتنة القبر: يريد مسألة منكر ونكير، من الفتنة: الامتحان والاختبار. (انظر:
النهاية، مادة: فتن).
° [٦٩٤٤]
[التحفة: دس ق ١٧٥٨، ق ١٧٥٩، ق ١٩١٢]، [الإتحاف: خزكم عه حم عم ٢٠٦٣، [شيبة: ١١٦٤٣، ١١٧٦١، ١٢١٥٧، ١٢١٨٥،
٣٥٩١٣].
(٨)
تصحف في الأصل إلى: «عمر»، والتصويب من (ن)، ويوافقه ما في «مسند أحمد» (٤/ ٢٩٥)،
عن عبد الرزاق، به، وينظر: «تهذيب الكمال» (٢٨/ ٥٦٨).
زَاذَانَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ:
خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إِلَى جِنَازَةٍ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ
عَلَى الْقَبْرِ، وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِنَا الطَّيْرُ،
وَهُوَ يُلْحَدُ لَهُ، فَقَالَ: «أَعُوذُ (١) بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ»،
ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي إِقْبَالٍ
مِنَ الْآخِرَةِ، وَانْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا، نَزَلَتْ عَلَيْهِ
الْمَلَائِكَةُ، كَأَنَّ وُجُوهَهَا الشَّمْسُ، مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ (٢) كَفَنٌ
وَحَنُوطٌ، فَجَلَسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ، حَتَّى إِذَا خَرَجَ رُوحُهُ
صَلَّى عَلَيْهِ كُلُّ مَلَكٍ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَكُلُّ مَلَكٍ فِي
السَّمَاءِ، وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، لَيْسَ مِنْ أَهْلِ بَابٍ
إِلَّا وَهُمْ يَدْعُونَ اللَّهَ أَنْ يُعْرَجَ (٣) بِرُوحِهِ قِبَلَهُمْ، فَإِذَا
عُرِجَ بِرُوحِهِ قِبَلَهُمْ، قَالُوا (٤): أَيْ رَبِّ، عَبْدُكَ فُلَانٌ،
فَيَقُولُ: أَرْجِعُوهُ، فَإِنِّي * عَهِدْتُ إِلَيْهِمْ أَنِّي مِنْهَا
خَلَقْتُهُمْ، وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ، وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى،
فَإِنَّهُ يَسْمَعُ خَفْقَ (٥) نِعَالِ أَصْحَابِهِ إِذَا وَلَّوْا عَنْهُ،
فَيَأْتِيهِ آتٍ، فَيَقُولُ: مَنْ رَبُّكَ؟ مَا دِينُكَ؟ مَنْ نَبِيُّكَ؟
فَيَقُولُ: رَبِّيَ اللَّهُ، وَدِينِيَ الْإِسْلَامُ، وَنَبِيِّي مُحَمَّدٌ عليه
السلام، فَيَنْتَهِرُهُ، فَيَقُولُ: مَنْ رَبُّكَ؟ وَمَا دِينُكَ؟ وَمَنْ
نَبِيُّكَ؟ وَهِيَ آخِرُ فِتْنَةٍ تُعْرَضُ عَلَى الْمُؤْمِنِ، فَذَلِكَ حِينَ
يَقُولُ: ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ﴾ [إبراهيم: ٢٧]، فَيَقُولُ: رَبِّيَ اللَّهُ، وَدِينِيَ
الْإِسْلَامُ، وَنَبِيِّي مُحَمَّد عليه السلام، فَيَقُولُ لَهُ: صَدَقْتَ، ثُمَّ
يَأْتِيهِ آتٍ حَسَنُ الْوَجْهِ طَيِّبُ الرِّيحِ حَسَنُ الثَّيَابِ، فَيَقُولُ
لَهُ: أَبْشِرْ بِكَرَامَةٍ مِنَ اللَّهِ، وَنَعِيمٍ مُقِيمٍ، فَيَقُولُ: وَأَنْتَ
فَبَشَّرَكَ اللَّهُ بِخَيْرٍ، مَنْ أَنْتَ؟ فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ
الصَّالِحُ، كُنْتَ، وَاللَّهِ، سَرِيعًا فِي طَاعَةِ اللَّهِ، بَطِيئًا فِي
مَعْصِيَةِ اللَّهِ، فَجَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا، ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنَ
الْجَنَّةِ وَبَابٌ مِنَ النَّارِ، فَيُقَالُ: هَذَا مَنْزِلُكَ لَوْ عَصَيْتَ
اللَّهَ، أَنْزَلَكَ اللَّهُ بِهِ هَذَا، فَإِذَا رَأَى مَا فِي الْجَنَّةِ،
قَالَ: رَبِّ عَجِّلْ قِيَامَ السَّاعَةِ، كَيْمَا أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي
وَمَالِي،
(١) التعوذ والاستعاذة: اللجوء والملاذ
والاعتصام. (انظر: النهاية، مادة: عوذ).
(٢)
بعده في (ن):»منهم«، والمثبت بدونه هو الموافق لما في»مسند أحمد«.
(٣)
في الأصل:»يعرجون«، والمثبت من (ن)، وهو الموافق لما في المصدر السابق.
العروج: الصعود. (انظر: النهاية،
مادة: عرج).
(٤)
في الأصل:»يقول"، والتصويب من (ن)، ويوافقه ما في المصدر السابق.
* [٢/
٨٩ أ].
(٥)
الخفق: الصوت. (انظر: النهاية، مادة: خفق).
فَيُقَالُ: اسْكُنْ. وَإِنَّ
الْكَافِرَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا، وَإِقْبَالٍ مِنَ
الْآخِرَةِ، نَزَلَتْ إِلَيْهِ مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ، فَيَنْزِعُونَ
رُوحَهُ كَمَا يُنْزَعُ السَّفُّودُ الْكَثِيرُ الشُّعَبِ (١) مِنَ الصُّوفِ
الْمُبْتَلِّ، وَتُنْزَعُ (٢) نَفْسُهُ مَعَ الْعُرُوقِ، فَإِذَا خَرَجَ رُوحُهُ
لَعَنَهُ كُلُّ مَلَكٍ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَكُلُّ مَلَكٍ فِي
السَّمَاءِ، وَيُغْلَقُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، لَيْسَ أَهْلُ بَابٍ إِلَّا وَهُمْ
يَدْعُونَ اللَّهَ أَلَّا يُعْرَجَ بِرُوحِهِ قِبَلَهُمْ، فَإِذَا عُرِجَ
بِرُوحِهِ (٣)، قَالُوا: رَبَّنَا هَذَا عَبْدُكَ فُلَانٌ، فَيَقُولُ:
أَرْجِعُوهُ، فَإِنِّي عَهِدْتُ إِلَيْهِمْ أَنِّي مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ، وَفِيهَا
أُعِيدُهُمْ، وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى (٤)، قَالَ: فَإِنَّهُ
يَسْمَعُ خَفْقَ نِعَالِ أَصْحَابِهِ إِذَا وَلَّوْا عَنْهُ، فَيَأْتِيهِ آتٍ،
فَيَقُولُ: مَنْ رَبُّكَ؟ وَمَا دِينُكَ؟ وَمَنْ نَبِيُّكَ؟ فَيَقُولُ: رَبِّيَ
اللَّهُ، وَدِينِيَ الْإِسْلَامُ، وَنَبِيِّي مُحَمَّد ﷺ، فَيَنْتَهِرُهُ
انْتِهَارًا شَدِيدًا، فَيَقُولُ: مَنْ رَبُّكَ؟ وَمَا دِينُكَ؟ وَمَنْ نَبِيُّكَ؟
فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي، فَيَقُولُ: لَا دَرَيْتَ وَلَا تَلَوْتَ، فَيَأْتِيهِ آتٍ
قَبِيحُ الثِّيَابِ، مُنْتِنُ الرَّيحِ، فَيَقُولُ: أَبْشِرْ بِهَوَانٍ مِنَ
اللَّهِ، وَعَذَابٍ مُقِيمٍ، فَيَقُولُ: وَأَنْتَ فَبَشَّرَكَ اللَّهُ بِالشَّرِّ،
مَنْ أَنْتَ؟ فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ الْخَبِيثُ، كُنْتَ بَطِيئًا عَنْ طَاعَةِ
اللَّهِ، سَرِيعًا فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ، فَجَزَاكَ اللَّهُ شَرًّا، ثُمَّ
يُقَيَّضُ لَهُ أَعْمَى، أَصَمُّ، أَبْكَمُ، فِي يَدِهِ مِرْزَبَّةٌ لَوْ ضَرَبَ
بِهَا جَبَلًا كَانَ تُرَابًا، فَيَضْرِبُهُ ضَرْبَةً فَيَصِيرُ تُرَابًا، ثُمَّ
يُعِيدُه اللَّهُ كَمَا كَانَ، فَيَضْرِبُهُ ضَرْبَةً أُخْرَى، فَيَصِيحُ صَيْحَةً
يَسْمَعُهَا (٥) كُلُّ شَيْءٍ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ، ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ
مِنَ النَّارِ، وَيُمَهَّدُ لَهُ فِرَاشٌ مِنَ النَّارِ».
قَالَ مَعْمَرٌ: وَسَمِعْتُهُ عَنْ
مُعَاذٍ، أَنَّهُ قَالَ: «يَسْمَعُهُ كُلُّ شَيْءٍ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ» (٦).
(١) في الأصل: «الشعر»، وهو خطأ، والتصويب من
(ن)، ويوافقه ما في المصدر السابق. [ن/ ١١٨ أ].
(٢)
في (ن): «وتنتزع»، والمثبت هو الموافق لما في المصدر السابق.
(٣)
قوله: «فإذا عرج بروحه»، وقع في الأصل: «فلما رجعوه»، والمثبت من (ن)، وهو الموافق
لما في المصدر السابق.
(٤)
ليس في الأصل، والمثبت من (ن)، ويوافقه ما في المصدر السابق.
(٥)
أقحم قبله في الأصل: «أخرى»، ولعله وهم من الناسخ، وفي (ن): «يسمعه»، وهو الموافق
لما في المصدر السابق، والمثبت هو اللائق مع قول معمر عقب الحديث.
(٦)
تقدم هذا الحديث من طريق الثوري، عن الأعمش، عن المنهال، به، مختصرا جدًّا، برقم:
(٦٥٢١).
° [٦٩٤٥] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ دِينَارِ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ لِعُمَرَ: «كَيْفَ بِكَ، يَا
عُمَرُ بِفَتَّانَيِ الْقَبْرِ؟ إِذَا أَتَيَاكَ يَحْفِرَانِ بِأَتيَابِهِمَا،
وَيَطَآنِ فِي أَشْعَارِهِمَا، أَعْيُنُهُمَا (١) كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ،
وَأَصْوَاتُهُمَا كَالرَّعْدِ الْقَاصِفِ، مَعَهُمَا مِرْزَبَّةٌ (٢)، لَوِ
اجْتَمَعَ عَلَيهَا (٣) أَهْلُ مِنًى (٤) لَمْ يُقِلُّوهَا»، قَالَ عُمَرُ:
وَأَنَا عَلَى مَا أَنَا عَلَيْهِ الْيَوْمَ؟ قَالَ: «وَأَنْتَ عَلَى مَا أَنْتَ
عَلَيْهِ الْيَوْمَ»، قَالَ: إِذَنْ أَكْفِهِمَا (٥) إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
قَالَ: وَكَانَ عُبَيْدُ بْنُ
عُمَيْرِ يَقُولُ: نَعَمْ، ذَلِكَ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ.
• [٦٩٤٦]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ
*، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ عَلَى جِنَازَةٍ، فَقَالَ (٦): مَا
أَنْتُمْ بِبَارِحِينَ، وَهُمْ يَدْفِنُونَهُ، حَتَّى يَسْمَعَ صَاحِبُكُمْ خَبْطَ
نِعَالِكُمْ، فَيَأْتِيهِ صَاحِبُ الْقَبْرِ مِنْ عِنْدِ رَأْسِهِ، فَيَقُولُ
لِسَانُهُ: لَا تَأْتِهِ مِنْ قِبَلِي، فَإِنَّهُ كَانَ تَالِيًا لِكِتَابِ
اللَّهِ (٧) وَيَنْصَبُ، فَهَذَا حِينَ اسْتَرَاحَ، ثُمِّ يَأْتِيهِ مِنْ نَحْوِ
رِجْلَيْهِ، فَتَقُولُ * رِجْلُهُ: لَا تَأْتِهِ مِنْ قِبَلِنَا، فَإِنَّهُ كَانَ
يَمْشِي بِنَا إِلَى الصَّلَوَاتِ، فَيَأْتِيهِ مِنْ قِبَلِ يَمِينِهِ، فَيقُولُ:
لَا تَأْتِهِ مِنْ قِبَلِي، فَإِنَّهُ كَانَ يَبْسُطُ يَمِينَهُ بِالصَّدَقَةِ،
فَيَأْتِيهِ مِنْ قِبَلِ شِمَالِهِ، فَيقُولُ شِمَالُهُ: لَا تَأْتِهِ مِنْ
قِبَلِي، فَإِنَّهُ كَانَ يَحْمِلُ عَلِيَّ السِّلَاحَ، أَوْ قَالَ: فِيَّ
السِّلَاحِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَيقُومُ مِنْ قِبَلِ وَجْهِهِ (٨)،
فَيَقْرَعُهُ، فَيَقُولُ: مَا تَقُولُ فِي هَذَا
(١) في (ن): «أعيانهما».
(٢)
المرزبة: المطرقة الكبيرة التي تكون للحداد. (انظر: النهاية، مادة: رزب).
(٣)
في (ن): «عليهما».
(٤)
في الأصل: «الدنيا»، والتصويب من (ن)، ويوافقه ما في «فتح الباري» لابن حجر (٣/
٢٣٧)، وينظر أيضًا: «إرشاد الساري» للقسطلاني (٢/ ٤٦٤).
(٥)
في الأصل: «أكفيهما»، والمثبت من (ن)، وهو الجادة.
* [٢/
٨٩ ب].
(٦)
بعده في (ن): «معاذ».
(٧)
قوله: «كان تاليا لكتاب الله»، وقع في (ن): «قد كان يقوم بكتاب الله».
* [ن/ ١١٨ ب].
(٨)
قبل وجهه: أمامه. (انظر: المشارق) (٢/ ١٦٩).
الرَّجُلِ؟ فَيُثَبِّتُهُ اللَّهُ،
وإِنْ كَانَ شَاكًّا، قَالَ: لَا أَدْرِي، سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا،
فَيضْرِبُهُ ضَرْبَةً يَسْمَعُهُ كُلُّ شَيْءٍ يَحْضُرُهُ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ
(١).
• [٦٩٤٧]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ، قَالَ: أَتَى رَجُلٌ أَبَا الدَّرْدَاءِ
فَسَأَلَهُ عَنْ آيَةٍ، فَلَمْ يُخْبِرْهُ، فَوَلَّى الرَّجُلُ، وَهُوَ يَقُولُ:
﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى﴾ [البقرة: ١٥٩]، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: كَيْفَ (٢)
إِذَا دَخَلْتَ قَبْرَكَ، فَأُخْرِجَ لَكَ مَلَكَانِ أَسْوَدَانِ أَزْرَقَانِ،
يَطَآنِ فِي أَشْعَارِهِمَا، وَيَحْفِرَانِ بِأَنْيَابِهِمَا، فَيَسْأَلَاكَ عَنْ
مُحَمَّدٍ ﷺ، فَأَيُّ رَجُلٍ أَنْتَ، إِنْ أَنْتَ ثَبَتَّ فِيهِ؟ وَذَكَرَ أَنَّ
مَعَهُمَا مِرْزَبَّةً، لَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهَا الثَّقَلَانِ، أَوْ قَالَ:
أَهْلُ مِنًى، مَا أَطَاقُوهَا، وَكَيْفَ بِكَ إِذَا وُضِعَ جِسْرُ (٣) جَهَنَّمَ،
فَأَيُّ رَجُلٍ أَنْتَ، إِنْ أَنْتَ مَرَرْتَ عَلَيْهِ، أَوْ سَلِمْتَ؟ وَكَيْفَ
بِكَ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَكَ (٤) مِنَ الْأَرْضِ إِلَّا مَوْضعَ قَدَمِكَ، وَلَا
ظِلٌّ إِلَّا ظِلُّ عَرْشِ الرَّحْمَنِ، فَأَيُّ رَجُلٍ أَنْتَ إِذَا (٥)
اسْتَظْلَلْتَ بِهِ؟ اذْهَبْ إِلَيْكَ، فَوَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا
هُوَ، إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْحَقُّ.
• [٦٩٤٨]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ،
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: ﴿فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا﴾ [طه: ١٢٤]، قَالَ: يُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ،
حَتَّى تَخْتَلِفَ أَضْلَاعُهُ.
° [٦٩٤٩]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ
سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: دَخَلَ النَّبِيُّ ﷺ يَوْمَا نَخْلًا
لِبَنِي النَّجَّارِ، فَسَمِعَ أَصْوَاتَ رِجَالٍ مِنْ بَنِي
(١) في الأصل: «الثقلان»، والمثبت من (ن)،
وهو الجادة.
• [٦٩٤٧]
[شيبة: ١٢١٧٧].
(٢)
بعده في (ن): «بك».
(٣)
الجسر: الصراط. (انظر: مجمع البحار، مادة: جسر).
(٤)
ليس في الأصل، والمثبت من (ن).
(٥)
في (ن): «إن».
° [٦٩٤٩]
[الإتحاف: عنه ٣٥٠٩].
النَّجَّارِ مَاتُوا فِي
الْجَاهِلِيَّةِ، يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ ﷺ فَزِعًا
مِنَ الْقَبْرِ، فَأَمَرَ أَصْحَابَهُ أَنْ يَتَعَوَّذُوا مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ.
° [٦٩٥٠]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أُمِّ
خَالِدٍ بِنْتِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ (١) قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ
يَسْتَعِيذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ.
• [٦٩٥١]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ
سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ * يَقُولُ: إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ تُبْتَلَى
فِي قُبُورِهَا، فَإِذَا دَخَلَ الْمُؤْمِنُ قَبْرَهُ، وَتَوَلَّى عَنْهُ
أَصحَابُهُ، أَتَاهُ مَلَكٌ شَدِيدُ الاِنْتِهَارِ، فَقَالَ: مَا كُنْتَ تَقُولُ
فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: أَقُولُ: إِنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ
وَعَبْدُهُ، فَيَقُولُ لَهُ الْمَلَكُ: اطَّلِعْ (٢) إِلَى مقْعَدِكَ الَّذِي
كَانَ لَكَ مِنَ النَّار، قَدْ أَنْجَاكَ اللَّهُ مِنْهَا، وَأَبْدَلَكَ مَكَانَهُ
مَقْعَدَكَ (٣) الَّذِي تَرَى مِنَ الْجَنَّةِ، فَيَرَاهُمَا كِلْتَيْهِمَا،
فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: أُبَشِّرْ أَهْلِي؟ فَيُقَالُ لَهُ: اسْكُنْ، فَهَذَا
مَقْعَدُكَ أَبَدًا. وَالْمُنَافِقُ إِذَأ تَوَلَّى عَنْهُ أَصحَابُهُ، يُقَالُ
لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي، أَقُولُ
مَا يَقُولُ النَّاسُ، فَيُقَالُ * لَهُ: لَا دَرَيْتَ، انْظُرْ إِلَى (٤)
مَقْعَدِكَ الَّذِي كَانَ لَكَ مِنَ الْجَنَّةِ، قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ
مَكَانَهُ مَقْعَدَكَ مِنَ النَّارِ.
(١) بعده في الأصل، (ن): «عن أمها»، وهي
زيادة مقحمة على سبيل الخطأ؛ فالحديث في «المعجم الكبير» للطبراني (٢٥/ ٩٤)، عن
الدبري، عن عبد الرزاق، به، دون هذه الزيادة، وينظر: «صحيح البخاري» (٦٣٧٣)، «مسند
أحمد» (٢٧٧٠٠)، من طريق ابن عيينة، به. وأم خالد اسمها: أمة. ينظر: «تهذيب الكمال»
(٣٥/ ١٢٩، ٣٥١).
* [ن/ ١١٩ أ].
(٢)
ليس في الأصل، والمثبت من (ن)، ويوافقه ما في «التمهيد» لابن عبد البر (١٤/ ١٠٨)،
معزوا لعبد الرزاق.
(٣)
قوله: «مكانه مقعدك»، وقع في الأصل: «منه مقعدا»، والمثبت من (ن)، وهو الموافق لما
في المصدر السابق.
* [٢/
٩٠ أ].
(٤)
ليس في الأصل، والمثبت من (ن).
• [٦٩٥٢] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ (١): إِذَا مَاتَ الرَّجُلُ
عُرِضَ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ بِالْغَدَاةِ (٢) وَالْعَشِيِّ، إِنْ كَانَ مِنْ
أَهْلِ الْجَنَّةِ فَالْجَنَّةُ، وإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَالنَّارُ،
فَيُقَالُ: هَذَا مَقْعَدُكَ حَيْثُ تُبْعَثُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
• [٦٩٥٣]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ
سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: يُبْعَثُ كُلُّ عَبْدٍ عَلَى مَا
مَاتَ عَلَيْهِ، الْمُؤْمِنُ عَلَى إِيمَانِهِ، وَالْمُنَافِقُ عَلَى نِفَاقِهِ.
° [٦٩٥٤]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ
سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ ﷺ يَقُولُ -
وَجِنَازَةُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ بَيْنَ أَيْدِيهِمُ: «اهْتَزَّ لَهَا عَرْشُ
الرَّحْمَنِ».
° [٦٩٥٥]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ. وَسَمِعْتُ أَنَا هِشَامَ
بْنَ حَسَّانَ، يُحَدِّثُ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ
أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ
اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كُلُنَا
نَكْرَهُ الْمَوْتَ، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَقْبِضَ نَفْسَ
(٣) الْمُؤْمِنِ كَشَفَ لَهُ عَمَّا سَرَّهُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ أَحَبَّ لِقَاءَ
اللهِ، وَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ».
• [٦٩٥٦]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ
الْوَادِعِيِّ (٤) قَالَ: دَخَلْتُ
• [٦٩٥٢] [الإتحاف: عه حب حم ١١٢٣٨] [شيبة: ٣٥٥١١].
(١)
كذا ورد هذا الحديث موقوفًا في الأصل، (ن)، وهو في «المنتخب من مسند عبد بن حميد»
(٧٣٠)، «صحيح مسلم» (١/ ٢٩٧٣)، «إثبات عذاب القبر» للبيهقي (٤٩) كلاهما من طريق
عبد بن حميد عن عبد الرزاق مرفوعًا به، وهو كذلك في غيرها من مصادر التخريج من غير
طريق عبد الرزاق.
(٢)
الغداة: ما بين الفجر وطلوع الشمس، والجمع: غدوات. (انظر: النهاية، مادة: غدا).
° [٦٩٥٤]
[التحفة: خ ٢٢٣٥، خ م ق ٢٢٩٣، س ٣١٠٠] [الإتحاف: عه حب حم ٣٤٥٢].
(٣)
ليس في الأصل، والمثبت من (ن).
(٤)
كذا في الأصل، (ن): «الأعمش، عن أبي عطية الوادعي»، والأعمش معدود في تلاميذ أبي
عطية، كما في «تهذيب الكمال» (٣٤/ ٩٠)، والحديث أخرجه ابن راهويه في «المسند»
(١٥٩٧)، =
أَنَا وَمَسْرُوقٌ عَلَى عَائِشَةَ،
فَقُلْنَا: إِنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ (١): مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ
أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ
لِقَاءَهُ، وَالْمَوْتُ قَبْلَ لِقَاءِ اللَّهِ. فَقَالَتْ: يَرْحَمُ اللَّهُ
أَبَا (٢) عَبْدِ الرَّحْمَنِ *، حَدَّثَكُمْ حَدِيثًا، فَلَمْ تَسْأَلُوهُ عَنْ
آخِرِهِ، وَسَأُحَدِّثُكُمْ عَنْ ذَلِكَ، إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ
(٣) خَيْرًا، قَيَّضَ لَهُ مَلَكًا قَبْلَ مَوْتِهِ بِعَامٍ، فَسَدُّدَهُ
وَيَسَّرَهُ حَتَّى يَمُوتَ، وَهُوَ خَيْرُ مَا كَانَ، فَإِذَا حَضَرَ فَرَأَى
ثَوَابَهُ مِنَ الْجَنَّةِ فَجَعَلَ يَتَهَوَّعُ (٤) نَفْسَهُ، وَدَّ أَنَّهَا
خَرَجَتْ، فَعِنْدَ ذَلِكَ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ، فَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ،
وإِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ سُوءًا، قَيَّضَ لَهُ شَيْطَانًا قَبْلَ مَوْتِهِ
بِعَامٍ، فَصَدَّهُ وَأَضَلَّهُ وَفَتَنَهُ حَتَّى يَمُوتَ شَرَّ مَا كَانَ،
وَيَقُولُ النَّاسُ مَاتَ فُلَانٌ وَهُوَ شَرُّ مَا كَانَ، فَإِذَا حَضرَ فَرَأَى
ثَوَابَهُ مِنَ النَّارِ، جَعَلَ يَبْتَلِعُ (٥) نَفْسَهُ، وَدَّ أَنَّهُ لَا
يَخْرُجُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ، وَكَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ.
• [٦٩٥٧]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، قَالَ: قَالَ عَلِيّ: حَرَامٌ عَلَى نَفْسٍ أَنْ
تَخْرُجَ حَتَّى تَعْلَمَ إِلَى الْجَنَّةِ، أَمْ إِلَى النَّارِ.
• [٦٩٥٨]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَلِي بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ يُوسُفَ
بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ
وَهُوَ يَقُولُ: إِنَّهُ سَيَخْرُجُ قَوْمٌ مِنْ
= وابن المبارك في «الزهد» (٩٧٢)،
والآجري في «الشريعة» (٥٦٥)، والبيهقي في «القضاء والقدر» (٤٧٧)، كلهم من طرق، عن
الأعمش، عن خيثمة، عن أبي عطية، به، فزادوا خيثمة بين الأعمش، وأبي عطية، وهو
الأشبه بالصواب. والله أعلم،
(١)
قوله: «فقلنا: إن ابن مسعود قال»، وقع في الأصل: «قالت: دخلنا»، وهو خطأ ظاهر،
والتصويب من (ن)، ويوافقه ما في المصادر السابقة.
(٢)
ليس في الأصل، والتصويب من (ن)، وينظر الصادر السابقة.
* [ن/ ١١٩ ب].
(٣)
في الأصل: «بعبده»، والمثبت من (ن)، وهو الموافق لما في المصادر السابقة.
(٤)
التهوع: التقيؤ. (انظر: جامع الأصول) (٧/ ١٧٨).
(٥)
في الأصل: «يتبلع»، والمثبت من (ن)، وهو الموافق لما في «الشريعة»، «القضاء والقدر».
• [٦٩٥٧]
[شيبة: ٣٦٨٥٢].
بَعْدِكُمْ (١) يُكَذِّبُونَ
بِعَذَابِ الْقَبْرِ، وَيُكَذِّبُونَ بِالرِّجْمِ (٢)، وَيُكَذبُونَ
بِالدَّجَّالِ، وَيُكَذِّبُونَ بِالْحَوْضِ، وَيُكَذِّبُونَ بِقَوْمٍ يَخْرُجُونَ
مِنَ النَّارِ.
• [٦٩٥٩]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ
قَالَ: مَاتَ رَجُلٌ، فَلَمَّا أُدْخِلَ قَبْرَهُ أَتَتْهُ الْمَلَائِكَةُ،
فَقَالُوا: إِنَّا جَالِدُوكَ مِائَةَ جَلْدَةٍ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ، قَالَ:
فَذَكَرَ صَلَاتَهُ، وَصِيَامَهُ، وَجِهَادَهُ (٣)، قَالَ: فَخَفَّفُوا عَنْهُ
حَتَّى انْتَهَى إِلَى عَشَرَةٍ، ثُمَّ سَأَلَهُمْ، فَخَفَّفُوا (٤) عَنْهُ حَتَّى
انْتَهَى (٥) إِلَى وَاحِدَةٍ، فَقَالُوا: إِنَّا جَالِدُوكَ جَلْدَةً وَاحِدَةً
لَا بُدَّ مِنْهَا، فَجَلَدُوهُ جَلْدَةَ اضْطَرَمَ قَبْرُهُ نَارًا، وَغشِيَ
عَلَيْهِ، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ: فِيمَ جَلَدْتُمُونِي هَذِهِ الْجَلْدَةَ؟
قَالُوا: إِنَّكَ بُلْتَ يَوْمًا، ثُمَّ صَلَّيْتَ وَلَمْ تَتَوَضَأْ، وَسَمِعْتَ
رَجُلًا يَسْتَغِيثُ مَظْلُومًا، فَلَمْ تُغِثْهُ.
° [٦٩٦٠]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَن أَيُّوبَ، عَنْ طَاوُسٍ، وَعَنْ قَتَادَةَ
أَيْضًا: أَنَّ النِّبِيَّ * ﷺ مَرَّ بِقَبْرَيْنِ وَهُوَ عَلَى بَغْلَةٍ،
فَحَادَتْ (٦) بِهِ، فَقَالَ: «حَادَتْ وَحُقَّ لَهَا، إِنَّ صَاحِبَيْ هَذَيْنِ
الْقَبْرَيْنِ لَيُعَذَّبَانِ مِنْ غَيرِ كَبِيرٍ وَبَلَاءٍ؛ أَمَّا هَذَا -
لِأَحَدِهِمَا - فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ (٧) مِنَ الْبَوْلِ، وَأَمَّا هَذَا
فَكَانَ يَأْكُلُ لُحُومَ النَّاسِ»، ثُمَّ كَسَرَ جَرِيدَةَ مِنْ نَخْلٍ،
فَغَرَسَ عَلَى كُلِّ قَبْرٍ وَاحِدَةً، فَقِيلَ لَهُ: مَا يَنْفَعُهُمَا هَذَا؟
فَقَالَ: «لَعَلَّهُ يُخَفَّفُ عَنْهُمَا، مَا دَامَا رَطْبَتَيْنِ».
(١) قوله: «قوم من بعدكم»، وقع في (ن):
«بعدكم قوم».
(٢)
في الأصل، (ن): «بالرحمن» والتصويب من الموضعين الآتيين برقم: (١٤٢٨٧، ٢١٩٣٧)،
وينظر أيضًا: «مسند أحمد» (١٥٦)، «مسند أبي يعلى» (١٤٦)، «الشريعة» للآجري (٧٦٣ -
٧٦٨) وغيرها.
(٣)
في (ن): «واجتهاده».
(٤)
في الأصل: «حتى خففوا»، والمثبت من (ن).
(٥)
في الأصل: «أتى»، والمثبت من (ن).
* [٢/
٩٠ ب].
(٦)
الحيد: الميل والنفور عن سنن الطريق. (انظر: المشارق) (١/ ٢١٧).
(٧)
في (ن): «يستنزه».
° [٦٩٦١] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ قَالَ *: مَرَّ النَّبِيُّ ﷺ
بِقَبْرَيْنِ، فَقَالَ: «هَذا قَبْرُ فُلَانٍ، وَهَذَا قَبْرُ فُلَانٍ، وَهُمَا
يُعَذَّبَانِ فِي غَيْرِ كَبِيرٍ وَبَلَى؛ أَمَّا (١) أَحَدُهُمَا فَكَانَ لَا
يَتَأَذَّى بِبَوْلِهِ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَكَانَ يَهْمِزُ التَاسَ، ثُمَّ أَخَذَ
جَرِيدَةً رَطْبةً فَكَسَرَهَا، فَوَضَعَ عَلَى هَذَا وَاحِدَةً، وَعَلَى هَذَا
وَاحِدَةً»، وَقَالَ: «عَسَى أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُمَا العَذَابُ مَا دَامَا
رَطْبَتَيْنِ - أَوْ: رَطْبَيْنِ».
° [٦٩٦٢]
قال ابْنُ عُيَيْنَةَ: وَأَخْبَرَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ طَاوُسٍ …
مِثْلَهُ.
° [٦٩٦٣]
عبد الرزاق، عَنْ عُمَرَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ
أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَوْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ
كَانَ يقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ
عَذَابِ النَّارِ، وَمِنْ فِتْنَةِ النَّارِ، وَعَذَابِ (٢) النَّارِ، وَمِنْ
فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَالِ (٣)».
• [٦٩٦٤]
عبد الرزاق، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مَرْوَانَ،
عَنْ طَوْقٍ رَجُلٍ مِنَ الْعَتِيكِ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ
أَنَّهُ كَانَ مَعَ سُلَيْمَانَ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي
الْحَمَّامِ، فَكَانَ سُلَيْمَانُ فِي الْبَيْتِ، وَكُنْتُ أَنَا وَعُمَرُ فِي
الْبَيْتِ الثَّانِي، لَيْسَ مَعَنَا أَحَدٌ، قَالَ: فَجَعَلَ يَسْأَلُنِي عَنْ
شَجَاعَتِي، وَأُخْبِرُهُ، فَقَالَ لِي عُمَرُ: يَا أَبَا خَالِدٍ، إِنِّي
مُحَدِّثُكَ حَدِيثَيْنِ (٤): أَمَّا أَحَدُهُمَا فَسِرًّا، وَأَمَّا الْآخَرُ
فَعَلَانِيَةً، أَمَّا السِّرُّ: فَإِنِّي كُنْتُ نَزَلْتُ فِي
* [ن/ ١٢٠ أ].
(١)
ليس في الأصل، والسياق يقتضيه، والمثبت من (ن)، ويوافقه ما في «شرح صحيح البخاري»
لابن بطال (١/ ٣٢٥)، معزوا إلى عبد الرزاق.
° [٦٩٦٣]
[شيبة: ١٢١٥٢]، وتقدم: (٣١٩٣).
(٢)
في الأصل: «ومن عذاب»، والمثبت من (ن).
(٣)
الدجال: الكذاب، قيل: سمي دجّالا لتلبيسه وتمويهه على الناس؛ من دَجَلَ: إذا لبَّس
ومَوَّه، وقيل: مأخوذ من الدَّجل، وهو طَلْيُ الجرب بالقَطِران وتغطيته به، فكأن
الرجل يغطِّي الحق ويستره. (انظر: جامع الأصول) (١٠/ ٣٣٨).
(٤)
في الأصل: «حديثًا»، والتصويب من (ن).
قَبْرِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ
الْمَلِكِ حِينَ دَلَّوْهُ فِي حُفْرَتِهِ، فَلَمَّا أَخَذْنَاهُ مِنْ سَرِيرِهِ،
فَوَضَعْنَاهُ عَلَى أَيْدِينَا اضْطَرَبَ فِي أَكْفَانِهِ، فَوَضَعْنَاهُ فِي
قَبْرِهِ، فَقَالَ ابْنُهُ: أَبِي حَيٌّ، أَبِي حَيٌّ! فَقُلْتُ: وَيْحَكَ! إِنَّ
أَبَاكَ لَيْسَ بِحَيٍّ، وَلكنَّهُمْ يَلْقَوْنَ هَذَا فِي قُبُورهِمْ، وَأَمَّا
الْعَلَانِيَةُ: فَإِنَّ هَذَا اسْتَعْمَلَكَ عَلَى الْعِرَاقِ، فَاتَّقِ اللَّهَ
فِيهِمْ؛ فَإِنَّهُمْ قَدْ لَقُوا مِنَ الْحَجَّاجِ بَلَاءً، وَلَقُوا مِنْ
قُتَيْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ.
• [٦٩٦٥]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ (١):
إِنَّمَا يُفْتَتَنُ رَجُلَانِ: مُؤْمِنٌ، وَمُنَافقٌ (٢)؛ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ
فَيُقْتَنُ (٣) سَبْعًا، وَأَمَّا الْمُنَافِقُ فَيُفْتَنُ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا،
وَأَمَّا الْكَافِرُ: فَلَا يُسْأَلُ عَنْ مُحَمَّدٍ، وَلَا يَعْرِفُهُ (٤).
قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَنَا
أَقُولُ: قَدْ قِيلَ فِي ذَلِكَ: فَمَا رَأَيْنَا مِثْلَ إِنْسَانٍ أَغْفَلَ (٥)
هَالِكَهُ سَبْعًا أَنْ يُتَصَدَّقَ عَنْهُ.
• [٦٩٦٦]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ عَبِيدُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَذَكَرَ
مُنْكَرًا وَنَكِيرًا: يَخْرُجَانِ فِي أَفْوَاهِهِمَا وَأَعْيُنِهِمَا النَّارُ،
وَعَلَيْهِمَا الْمُسُوحُ (٦)، وَتَرْجُفُ بِهِ * الْأَرْضُ،
(١) قوله: «عبيد بن عمير»، وقع في الأصل:
«عبد الله بن عمر»، وهو خطأ، والتصويب من (ن)، ويوافقه ما في «فتح الباري» لابن
حجر (٣/ ٢٣٨ - ٢٣٩)، معزوا إلى عبد الرزاق.
(٢)
قوله: «مؤمن ومنافق»، وقع في الأصل: «مؤمنًا ومنافقا»، والتصويب من (ن).
(٣)
في (ن)، هنا والموضع بعده: «فيفتتن».
(٤)
ذكره القسطلاني في «إرشاد الساري» (٢/ ٤٦٥) معزوا إلى عبد الرزاق، ثم قال:
«والصحيح أنه يسأل؛ لما ورد في ذلك من الأحاديث المرفوعة الصحيحة الكثيرة الطرق،
وبذلك جزم الترمذي الحكيم، وقال ابن القيم في»الروح«: في الكتاب والسنة دليل على
أن السؤال للكافر والمسلم». اهـ. وبعض مما ذكره مستفاد مما عقب به ابن حجر في
«الفتح».
(٥)
في (ن): «أغقل»، كذا، وهو غير مستخدم في اللغة، وينظر: «تهذيب اللغة» للهروي
(مادة: غقل).
(٦)
المسوح: جمع: المِسح، وهو: اللباس الخشن الممقوت، أي: أن روح الكافر تُجعل في هذه
المسوح.
(انظر: ذيل النهاية، مادة: مسح).
* [ن/ ١٢٠ ب].
حَتَّى إِذَا حِيلَ بَيْنَهُ
وَبَيْنَ عَقْلِهِ، فَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا يُعْقَلُ، إِلَّا مَا أَلْقَى اللَّهُ
عَلَى لِسَانِهِ، فَقَالَا: مَنْ رَبُّكَ (١)؟ … فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ مَعْمَرٍ.
• [٦٩٦٧]
قال ابْنُ جُرَيْجٍ: قَالَ ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: فَيَقُولَانِ لَهُ:
لَا دَرَيْتَ، وَلَا أَفْلَحْتَ، وَيْلَكَ مَا أَشْقَاكَ! صَدَقْتَ وَاللَّهِ،
عَلَى ذَلِكَ عِشْتَ، وَعَلَى ذَلِكَ وَاللَّهِ مُتَّ (٢)، وَعَلَى ذَلِكَ
تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَيْلَكَ! انْظُرْ إِلَى مَا صَرَفَ اللَّهُ عَنْكَ
مِنْ رَحْمَتِهِ، وَانْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ مِنَ النَّارِ، ثُمَّ يُسْلَبُ
كَفَنُهُ، فَيُبَدَّلُ ثِيَابًا مِنْ نَارٍ، وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ حَتَّى
تَخْتَلِفَ فِيهِ أَضْلَاعُهُ، ثُمَّ يُفْتَحُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ*
كُوَّةٌ (٣) تَخْرُجُ (٤) عَلَيْهِ مِنْهَا حَرُّهَا، وَرِيحُهَا، وَنَتَنُهَا.
• [٦٩٦٨]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: تَأْكُلُ الْأَرْضُ
ابْنَ آدَمَ كُلَّهُ إِلِّا عَجْمَ (٥) الذَّنَبِ، وَمِنْهُ يُرَكَّبُ، أَوْ
قَالَ: يُوصَلُ، قَالَ: وَقَالَ كَعْبٌ: تُمْطِرُ الْأَرْضُ مَطَرًا يُنْبِتُ (٦)
أَجْسَادَ النَّاسِ، حَتى يَصِيرَ جَسَدًا بِغَيْرِ رُوحٍ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ
الرُّوحُ.
• [٦٩٦٩]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ: ذَلِكَ
مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ، يَخْرُجَانِ فِي أَفْوَاهِهِمَا وَأَعْيُنِهِمَا النَّارُ،
وَعَلَيْهِمَا الْمُسُوحُ، وَتَرْجُفُ بِهِ الْأَرْضُ، حَتَّى إِذَا حِيلَ
بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَقْلِهِ فَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا يُعْقَلُ (٧)، إِلَّا مَا
أَلْقَى اللَّهُ عَلَى لِسَانِهِ، قَالَا: مَنْ
(١) سيأتي بتمامه قريبا في رقم (٦٩٦٩).
(٢)
في الأصل: «تموت»، والمثبت من (ن)، وهو اللائق بالسياق.
* [٢/
٩١ أ].
(٣)
الكوة: النافذة، أو: النقب في البيت. والجمع: كِوًى. (انظر: مجمع البحار، مادة:
كوى).
(٤)
في (ن): «يدخل».
(٥)
كذا في الأصل، (ن)، بالميم، وجاء عند غير عبد الرزاق بلفظ: «عجب»، بالموحدة، وقد
صرح أبو القاسم الجوهري في «مسند الموطأ» (ص ٤٤٤)، بأن اللفظتين قد ورد بهما
الحديث. والعجم: أصل الذِّنَبِ، مثل العجب، وهو: العصعص. ينظر: «الصحاح» للجوهري
(٥/ ١٩٨٠).
(٦)
في (ن): «تنبت».
(٧)
قوله: «فلم يقل شيئًا يعقل»، وقع في الأصل: «فلم يعقل شيئًا بعقله»، والمثبت من
(ن)، وهو الموافق لما سبق برقم (٦٩٦٦).
رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: اللَّهُ، فَمَا
دِينُكَ؟ فَيَقُولُ: الْإِسْلَامُ؟ فَمَنْ نَبِيُّكَ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ ﷺ،
فَيَقُولُ (١): مَا يُدْرِيك؟ هَل رَأيْتَهُ؟ فَيَقُول: لَا، وَلَكِنْ جَاءَ
بِذلِك كِتَابُ اللهِ، فَآمَنْتُ بِهِ وَصَدَّقْتُ، فَيَقُولَانِ: صَدَقْتَ، عَلَى
ذَلِكَ وَاللَّهِ عِشْتَ، وَعَلَى ذَلِكَ مُتَّ، وَعَلَى ذَلِكَ تُبْعَثُ إِنْ
شَاءَ اللَّهُ، انْظُرْ رَحِمَكَ اللَّهُ إِلَى مَا صَرَفَ اللَّهُ عَنْكَ مِنَ
النَّارِ، وَانْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ مِنَ الْجَنَّةِ، ثُمَّ يُبَدَّلُ
بِكَفَنِهِ ثِيَابًا مِنْ ثِيَابِ الْجَنَّةِ، وَيُوَسَّعُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ
مَدَّ بَصَرِهِ، وَيُفْتَحُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ كُوَّةٌ يَدْخُلَ
عَلَيْهِ مِنْهَا رِيحُهَا، وَرَوْحُهَا، وَبَرْدُهَا، وَطِيبُهَا، وَأَمَّا
الْمُنَافِقُ فَيُضْرَبُ بِالْمِرْزَبَّةِ ضَرْبَةً فَيَقْعُدُ، فَيَقُولَانِ
لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟ فَيقَولُ: اللَّهُ، وَمَا دِينُكَ؟ فَيَقُولُ: الْإِسْلَامُ،
وَمَنْ نَبِيُّكَ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ، فَيقُولَانِ (٢): لِمَ تَقُولُ ذَلِكَ
هَلْ رَأَيْتَهُ؟ فَيَقُولُ: لَا وَاللَّهِ، وَاللَّهِ مَا أَدْرِي.
٨٩
- بَابُ
عِيَادَةِ الْمَرِيضِ
° [٦٩٧٠]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، أَنَّ رَسُولَ
اللهِ الله ﷺ قَالَ: «عَائِدُ الْمَرِيضِ فِي خُرْفَةِ (٣) الْجَنَّةِ حَتَّى
يَرْجِعَ».
° [٦٩٧١]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَن النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «عُودُوا
الْمَرِيضَ، وَاتَّبِعُوا الْجَنَائِزَ، فَإِنَّهُنَّ تُذَكِّرْنَ الْآخِرَةَ (٤)».
° [٦٩٧٢]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي
مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أَجِيبُوا الدَّاعِيَ، وَعُودُوا
الْمَرِيضَ، وَفُكُّوا الْعَانِيَ (٥)».
(١) في (ن): «فيقولون».
(٢)
في الأصل: «فيقولون»، والمثبت من (ن).
* [ن/ ١٢١ أ].
(٣)
في (ن): «مخرفة».
الخرفة: اسم ما يخترف (يجتنى) من
النخل حين يدرك. (انظر: النهاية، مادة: خرف).
(٤)
قوله: «تذكرن الآخرة»، وقع في (ن): «تذكر بالآخرة».
° [٦٩٧٢]
[الإتحاف: مي عه حب حم ١٢٢١٤].
(٥)
العاني: الأسير. (انظر: النهاية، مادة: عنا).
• [٦٩٧٣] عبد الرزاق، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ
سُلَيْمَانَ، عَنْ بِسْطَامَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ (١) زِنْبَاعٍ الْعَنْبَرِيِّ
(٢)، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ
قَالَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، إِنَّا (٣) كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ
عَائِدَ الْمَرِيضِ يَخُوضُ فِي الرَّحْمَةِ، فَإِنْ سَأَلَ بِالْمَرِيضِ قَائِمًا
أَلْجَمَتْهُ الرَّحْمَةُ، وإِنْ قَعَدَ غَمَرَتْهُ.
• [٦٩٧٤]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
الْمُزَنِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: عَائِدُ الْمَرِيضِ يَخُوضُ فِي
الرَّحْمَةِ، حَتَّى إِذَا جَلَسَ غَمَرَتْهُ (٤).
° [٦٩٧٥]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَوِ الْحَسَنِ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ عَادَ مَرِيضًا، وَشَيَّعَ (٥) جِنَازَةً،
وَوُفِّقَ لَهُ صِيَامُ ذَلِكَ الْيَوْمِ، أَمْسَى وَقَدْ وَجَبَتْ لَهُ
الْجَنَّةُ».
قَالَ: وَقَالَ الْحَسَنُ: قَالَ
النَّبِيُّ ﷺ لِأَصحَابِهِ: «أَيُّكُمْ عَادَ الْيَوْمَ مَرِيضًا؟»، فَقَالَ أَبُو
بَكْرٍ: أَنَا، قَالَ: «أَيُّكُمْ تَصَدَّقَ الْيَوْمَ بِشَيْءٍ مِنْ مَالِهِ؟»،
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا، قَالَ: «فَأَيُّكُمْ شَيَّعَ الْيَوْمَ (٦)
جِنَازَةً؟»، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا، قَالَ: «فَأَيُّكُمْ أَصْبَحَ
صَائِمًا؟»، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «أَوْجَبْتَ»،
يَعْنِي: الْجَنَّةَ.
° [٦٩٧٦]
عبد الرزاق، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَكْحُولٌ، أَنَّ
رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ ﷺ: كَيْفَ أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:
«بِخَيْرٍ، مِنْ رَجُلٍ لَمْ يَصُمِ الْيَوْمَ، وَلَمْ يَعُدْ مَرِيضًا»، فَقَالَ
الرَّجُلُ: وَمَا عِيَادَةُ الْمَرِيضِ، يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «كَصِيَامِ
يَوْمٍ (٧)».
(١) تصحف في (ن) إلى: «بن»، وينظر: «تهذيب
الكمال» (٤/ ٧٨).
(٢)
كذا في الأصل، (ن)، ولم نقف على من ذكره.
(٣)
ليس في (ن).
(٤)
هذا الحديث ليس في الأصل، ولعله من انتقال نظر الناسخ لآخر الحديث قبله، والمثبت
من (ن).
(٥)
في الأصل: «أو شيع»، والمثبت من (ن)، ويدل عليه سياق ما بعده.
(٦)
ليس في الأصل، والمثبت من (ن)، والسياق يقتضيه.
(٧)
ليس في الأصل، والمثبت من (ن)، وبه تم المعنى.
° [٦٩٧٧] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ
أَبَانٍ، عَنْ رَجُلٍ قَالَ: دَخَلَ عَلِيٌّ عَلَى ابْنِهِ الْحَسَنِ، وَعِنْدَهُ
الْأَشْعَرِيُّ، فَقَالَ: مَا * غَدَا بِكَ أَيُّهَا الشَّيْخُ؟ قَالَ: سَمِعْتُ
بِوَجَعِ ابْنِ أَخِي، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَعُودَهُ (١)، فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ
لَا يَمْنَعُنَا مَا فِي أَنْفُسِنَا أَنْ نُحَدِّثَكَ مَا سَمِعْنَا، إِنَّهُ
مَنْ عَادَ مَرِيضًا نَهَارًا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى
يُمْسِيَ، وإِنْ عَادَهُ لَيْلًا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتِّى
يُصْبحَ.
• [٦٩٧٨]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَفْضَلُ
الْعِيَادَةِ أَخَفُّهَا.
• [٦٩٧٩]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ أُصَدِّقُ أَنَّ عَمْرَو
(٢) بْنَ حُرَيْثٍ عَادَ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ، فَخَرَجَ * فَلَقِيَ عَلِيًّا،
فَقَالَ عَلِيٌّ لِعَمْرٍو: أَعُدْتَ حُسَيْنًا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: عَلَى مَا
فِي النَّفْسِ؟ قَالَ: إِنَّكَ يَا أَبَا حَسَنٍ، لَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تُخْرِجَ
مَا فِي النَّفْسِ (٣)، قَالَ: أَمَا إِنَّ ذَلِكَ لَمْ يَمْنَعْنِي نَصِيحَةً
لَكَ؟ أَيُّمَا امْرِئٍ عَادَ مَرِيضًا وُكِّلَ بِهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ
يُصَلُّونَ عَلَيْهِ حَتَّى مِثْلَهَا مِنَ الْغَدِ، وإِنْ جَلَسَ جَلَسَ فِي
رِيَاضِ الْجَنَّةِ وَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ.
• [٦٩٨٠]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ جَابِرٍ، أَوْ غَيْرِهِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ
قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولَ: مَا يَلْقَى أَهْلُ الْمَرِيضِ مِنْ عَيَادَةِ نَوْكَى
(٤) الْقُرَّاءِ أَشَدُّ مِمَّا يَلْقَوْنَ مِنْ مَرِيضِهِمْ.
° [٦٩٧٧] [شيبة: ١٠٩٤٠، ١٠٩٤١].
* [٢/
٩١ ب].
(١)
في الأصل: «أدعوه»، والتصويب من (ن)، ويوافقه ما في «مسند أحمد» (٦٢٢) من حديث
عليٍّ، وفيه قصة.
(٢)
تصحف في الأصل إلى: «عمر»، والتصويب من (ن)، وهو الموافق لما في «مسند أحمد» (٧٦٥).
* [ن/١٢١ ب].
(٣)
في (ن): «أنفس الناس».
(٤)
قال الخليل: «النوك: الحمق، والنوكى: الجماعة، ويجوز في الشعر: قوم نوك، على قياس:
أفعل وفعل، والنواكة: الحماقة». ينظر: «العين» (٥/ ٤١١).
٩٠ - بَابُ الْعَرَقِ لِلْمَرِيضِ
° [٦٩٨١]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ
يَعْرَقُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ.
• [٦٩٨٢]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ
عَلْقَمَةَ قَالَ: كَانَ عِنْدَ أَخٍ لَهُ وَهُوَ يَسُوقُ، فَجَعَلَ يَرْشَحُ
جَبِينُهُ، فَضَحِكَ عَلْقَمَةُ، فَقَالَ لَهُ يَزِيدُ بْنُ أَوْسٍ: مَا
يُضْحِكُكَ يَا أَبَا شِبْلٍ؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ
مَسْعُودٍ يَقُولُ: إِنَّ نَفْسَ الْمُؤْمِنِ تَخْرُجُ رَشْحًا، وَإِنَّ نَفْسَ
الْكَافِرِ (١) تَخْرُجُ مِنْ شِدْقِهِ (٢) كَمَا تَخْرُجُ نَفْسُ الْحِمَارِ،
وإِنَّ الْمُؤْمِنَ يُشَدَّدُ عَلَيْهِ مَوْتُهُ بِالسَّيِّئَةِ قَدْ عَمِلَهَا
لِتَكُونَ بِهَا، وَإِنَّ الْكَافِرَ لَيُهَوَّنُ عَلَيْهِ عِنْدَ مَوْتِهِ
بِالْحَسَنَةِ قَدْ عَمِلَهَا لِتَكُونَ بِهَا.
° [٦٩٨٣]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ ﷺ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ يَمْرَضُ الرَّجُلُ الَّذِي كُنَّا نَرَى أَنَّهُ
صَالِحٌ، فَيُشَدَّدُ عَلَيْهِ عِنْدَ مَوْتِهِ، وَيَمْرَضُ الرَّجُلُ الَّذِي
كُنَّا لَا نَرَى (٣) فِيهِ خَيْرَا، فَيُهَوَّنُ عَلَيْهِ عِنْدَ مَوْتِهِ!
فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَبْقَى مِنْ ذُنُوبِهِ شَيْءٌ،
فَيُشَدَّدُ عَلَيْهِ عِنْدَ مَوْتِهِ؛ لِأَنْ يَلْقَى اللَّهَ لَا ذَنْبَ لَهُ،
وَاِنَّ الْمُنَافِقَ يَبْقَى مِنْ حَسَنَاتِهِ شَيْءٌ، فَيُهَوَّنُ عَلَيْهِ
بِهَا (٤)؛ لِأَنْ يَلْقَى اللهَ وَلَا حَسَنَةَ لَهُ».
قَالَ الثَّوْرِيُّ: بَلَغَنَا أَنَّ
عِلَاجَ مَلَكِ الْمَوْتِ أَشَدُّ مِنْ أَلْفِ ضَرْبَةِ بِالسَّيْفِ.
٩١
- بَابُ
تَقْبِيلِ الْمَيِّتِ
• [٦٩٨٤]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، قَالَ:
(١) ليس في الأصل، والسياق يقتضيه، والمثبت
من (ن)، ويوافقه ما في «شعب الإيمان» للبيهقي (١٢/ ٤٥٦)، من طريق سفيان به.
(٢)
الشدق: جانب الفم، والجمع: أشداق. (انظر: النهاية، مادة: شدق).
(٣)
قوله: «كنا لا نرى»، وقع في الأصل: «ما كنا نرى»، والمثبت من (ن)، وهو الموافق لما
سيأتي برقم: (٢٢٠٠٩).
(٤)
ليس في الأصل، والمثبت من (ن)، وينظر الموضع الآتي المشار إليه في التعليق قبله.
كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُحَدِّثُ،
أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَتَى الْبَيْتَ الَّذِي مَاتَ فِيهِ رَسُول اللَّهِ ﷺ، وَهُوَ
فِي بَيْتِ عَائِشَةَ، فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ بُرْدَ حِبَرَةٍ، وَكَانَ مُسَجًّى
عَلَيْهِ بِهِ، فَنَظَرَ إِلَى وَجْهِ النَّبِيِّ ﷺ، ثُمَّ أَكَبَّ عَلَيْهِ
وَقَبَّلَهُ، ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ لَا يَجْمَعُ اللَّهُ عَلَيْكَ *
مَوْتَتَيْنِ، لَقَدْ مِتَّ الْمَوْتَةَ الَّتِي لَا مَوْتَ بَعْدَهَا.
° [٦٩٨٥]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ (١)، عَنِ
الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ دَخَلَ عَلَى
عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ وَهُوَ مَيِّتٌ، فَأَكَبَّ عَلَيْهِ فقَبَّلَهُ، ثُمَّ
بَكَى، حَتَّى رَأَيْتُ الدُّمُوعَ تَسِيلُ عَلَى وَجْنَتَيْهِ (٢).
٩٢
- بَابُ
مَوْتِ الْفَجْأَةِ
• [٦٩٨٦]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ وَالثَّوْريِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ
أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: مَوْتُ الْفَجْأَةِ * تَخْفِيفٌ
عَلَى الْمُؤْمِنِ، وَأَسَفٌ عَلَى الْكَافِرِ.
• [٦٩٨٧]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ
يَمُوتُ عَلَى كُلِّ حَالٍ.
• [٦٩٨٨]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ
يَبُولُ (٣)، ثُمَّ رَجَعَ
* [ن/ ١٢٢ أ].
° [٦٩٨٥]
[التحفة: د ت ق ١٧٤٥٩] [شيبة: ١٢١٩٣].
(١)
في الأصل: «عبد الله»، وهو خطأ، والتصويب من (ن)، وهو الموافق لما في: «المنتخب من
مسند عبد بن حميد» (١٥٢٦) عن عبد الرزاق، «السنن الكبرى» للبيهقي (٦٧٩٣) من طريق
عبد الرزاق، به، وينظر: «تهذيب الكمال» (١٣/ ٥٠٠).
(٢)
في الأصل: «خده»، والمثبت من (ن)، وهو الموافق لما عند عبد بن حميد، والبيهقي.
الوجنتان: مثنى الوجنة، وهي: أعلى
الخد. (انظر: النهاية، مادة: وجن).
* [٢/
٩٢ أ].
(٣)
تصحف في الأصل إلى: «يقول»، والتصويب من (ن)، وهو الموافق لما في: «المعجم الكبير»
للطبراني (٦/ ١٦، ح: ٥٣٦٠)، عن الدبري، عن عبد الرزاق به، وكذا ما يأتي برقم
(٢٢٠٠٨).
فَقَالَ: إِنِّي لأَجِدُ فِي ظَهْرِي
شَيْئًا. فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ مَاتَ، فَنَاحَتْهُ الْجِنُّ فَقَالُوا:
قَتَلْنَا سَيِّدَ الْخَزْ … رَجِ
سَعْدَ بْنَ عُبَادَهْ
رَمَيْنَاهُ بِسَهْمَيْـ … ـنِ
فَلَمْ نُخْطِ فُؤَادَهْ
• [٦٩٨٩]
عبد الرزاق، عَنْ عُمَرَ بْنِ رَاشِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَبِي
كَثِيرٍ، يَذْكُرُ أَنَّ حُذَيْفَةَ كَانَ يُشَدِّدُ عَلَى (١) مَوْتِ الْفَجْأَةِ
أَخْذَةً عَلَى سَخَطٍ.
° [٦٩٩٠]
عبد الرزاق، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي (٢) إِسْحَاقَ
الْهَمْدَانِيِّ، عَنِ الْحَوَارِيِّ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
ﷺ: «مِنِ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ إِذَا كَثُرَ الْفَالِجُ (٣)، وَمَوْتُ
الْفَجْأَةِ».
° [٦٩٩١]
قالع: وَأَخْبَرَنِي حَبِيبٌ، عَنِ الْحَوَارِيِّ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «لَيَفْشُوَنَّ الْفَالِجُ فِي (٤) النَّاسِ
حَتَّى يُظَنَّ أَنُّهُ طَاعُونٌ».
° [٦٩٩٢]
عبد الرزاق، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْعَلَاءِ، عَنِ أبْنِ سَابِطٍ، عَنْ حَفْصةَ
ابْنَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ
يَقُولُ: «مَوْتُ الْفَجْأَةِ تَخْفِيفٌ» عَلَى الْمُؤْمِنِ، وَأَخْذَةُ أَسَفٍ
(٥) عَلَى الْكَافِرِ«.
٩٣
- بَابُ
عُمُرِ النَّبيِّ ﷺ وَعُمُرِ بَعْضِ أصْحَابِهِ
° [٦٩٩٣]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ:
تُوُفِّيَ النَّبِيُّ ﷺ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً، وَأُنْزِلَ
عَلَيْهِ الْقُرْآنُ مِنْ ذَلِكَ بِمَكَّةَ عَشْرًا، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرًا.
(١) في (ن):»في«.
(٢)
ليس في الأصل، وهو خطأ ظاهر، والتصويب من (ن)، وينظر:»تهذيب الكمال" (٢٢/
١٠٢).
(٣)
الفالج: شلل يُصيب أحد جانبي الجسم. (انظر: المعجم العربي الأساسي، مادة: فلج).
(٤)
ليس في الأصل، والسياق يقتضيه، والمثبت من (ن).
(٥)
أخذة أسف: أخذة غضب أو غضبان. يقال: أسف يأسف أسفا فهو آسف، إذا غضب. (انظر:
النهاية، مادة: أسف).
• [٦٩٩٤] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ،
عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ … مِثْلَهُ، قَالَ: وَمَاتَ
أَبُو بَكْرٍ مِثْلَهُ.
° [٦٩٩٥]
عبد الرزاق، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ *
حَسَّانَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: نَزَلَ الْوَحْيُ
عَلَى النِّبِيِّ ﷺ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ، وَأَقَامَ بِمَكَّةَ ثَلَاثَ
عَشْرَةَ، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرًا، وَتُوُفِّيَ ابْنَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ.
° [٦٩٩٦]
عبد الرزاق، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي
هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: وُكِّلَ مِيكَائِيلُ بِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ وهُوَ
ابْنُ أَرْبَعِينَ ثَلَاثَ سِنِينَ يُعَلَّمُ أَسْبَابَ النُّبُوَّةِ، فَلَمَّا
كَانَ ابْنَ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ وُكِّلَ بِهِ جِبْرِيلُ، فَنَزَلَ عَلَيْهِ
بِالْقُرْآنِ بِمَكَّةَ عَشْرَ لسِنِينَ، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ، ثُمِّ
تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ، وَتُوُفِّيَ أَبُو بَكْبر وَهُوَ
ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ (١)، وَتُوُفِّيَ عمَرُ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّين.
° [٦٩٩٧]
عبد الرزاق، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لَيْسَ
بِالطَّوِيلِ وَلَا بِالْقَصِيرِ، وَلَا بِالْجَعْدِ (٢) وَلَا بِالسَّبِطِ (٣)،
وَلَا بِالْادَمِ وَلَا بِالْأَبْيضِ، أُنْزِلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ وَهُوَ ابْنُ
أَرْبَعِينَ، وَأَقَامَ بِمَكَّةَ عَشْرًا، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرًا، وَقُبِضَ
وَهُوَ ابْنُ سِتِّينَ سَنَةَ، وَلَمْ يَكُنْ (٤) فِي رَأْسِهِ، وَلَا فِي
لِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعَرَةَ بَيْضَاءَ.
° [٦٩٩٨]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: سَأَلْتُ
عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ:
• [٦٩٩٤] [شيبة: ٣٤٦٢٤].
* [ن/ ١٢٢ ب].
(١)
قوله: «وتوفي أبو بكر وهو ابن ثلاث وستين»، ليس في الأصل، والظاهر أنه وهم من
الناسخ من انتقال بصره، والمثبت من (ن).
° [٦٩٩٧]
[التحفة: تم ٤٨٢، ت ٧٢٠، خ م ت س ٨٣٣، م ٨٣٧].
(٢)
الجعد: الذي في شعره التواء. (انظر: المصباح المنير، مادة: جعد).
(٣)
السبط: المنبسط والمسترسل الشعر، والجمع: أسباط. (انظر: النهاية، مادة: سبط).
(٤)
في (ن): «يك».
كَمْ أَقَامَ النَّبِيُّ ﷺ بمَكَّةَ؟
قَالَ: عَشْرُ سِنِينَ، قَالَ: قُلْتُ: فَإِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: بِضْعَ
عَشْرَةَ! قَالَ: كَذَبَ، إِنَّمَا أَخَذَهُ مِنْ قَوْلِ الشَّاعِرِ. قَالَ
عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: فَمَقَتُّ عُرْوَةَ حِينَ كَذَّبَهُ.
• [٦٩٩٩]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُخْبِرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَلِيٍّ، أَنَّ عَلِيًّا مَاتَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ.
• [٧٠٠٠]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ جَعْفَرِ * بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ
أَبِيهِ، أَنَّ عَلِيًّا قُتِلَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ، وَقُتِلَ
حُسَيْنٌ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ، وَتُوُفِّيَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ
وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ (١).
° [٧٠٠١]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،
أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ مَاتَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةَ، وَأَبُو بَكْرٍ
بِمَنْزِلَتِهِ (٢)، وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ابْنُ سِتٍّ وَخَمْسِينَ،
وَعُثْمَانُ ابْنُ إِحْدَى وَسِتِّينَ.
° [٧٠٠٢]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ
الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ ماتَ عَلَى رَأْسِ ثَلَاثٍ
وَسِتِّينَ.
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَقَالَتْ
عَائِشَةُ: وَتُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى رَأْسِ ثَلَاثِ وَسِتِّينَ (٣).
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَمَاتَ عُمَرُ
عَلَى رَأْسِ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ.
انْقَضَى كِتَابُ الْجَنَائِزِ
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى ذَلِكَ كَثِيرًا *.
* [٢/ ٩٢ ب].
(١)
من قوله: «وقتل حسين»، وإلى هنا، ليس في الأصل، والظاهر أنه من انتقال بصر الناسخ،
وأثبتناه من (ن).
(٢)
في الأصل: «بمنزله»، والمثبت من (ن)، وهو الموافق لما في «المعجم الكبير» للطبراني
(١/ ٥٩، ح: ٣٦)، عن الدبري، عن عبد الرزاق، به، مختصرا.
(٣)
ليس في الأصل، والمثبت من (ن)، ويوافقه ما في «المعجم الكبير» للطبراني (١/ ٥٧، ح:
٢٦)، عن الدبري، عن عبد الرزاق، به.
* [ن/١٢٣ أ].