١ - بَاب: مَا يُذْكَرُ فِي الْإِشْخَاصِ والملازمة
والخصومة بين المسلم واليهودي.
(الإشخاص) إحضار الغريم. (الملازمة) منع صاحب
الحق غريمه من التصرف حتى يعطيه حقه.
٢٢٧٩ - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ:
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ أَخْبَرَنِي قَالَ:
سَمِعْتُ النَّزَّالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ:
سَمِعْتُ رَجُلًا قَرَأَ آيَةً،
سَمِعْتُ مِنَ النَّبِيِّ ﷺ خِلَافَهَا، فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ، فَأَتَيْتُ بِهِ
رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ: (كِلَاكُمَا مُحْسِنٌ). قَالَ شُعْبَةُ: أَظُنُّهُ
قَالَ: (لَا تَخْتَلِفُوا، فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا).
[٣٢٨٩،
٤٧٧٥]
(آية) قيل: هي من سورة الرحمن. (محسن) مصيب
في قراءته. (تختلفوا) أي في القرآن، ولا تجادلوا فيه. (اختلفوا) في كتبهم. (هلكوا)
سببوا لأنفسهم الهلاك، لأن اختلافهم جرهم إلى التحريف والتبديل حسب أهوائهم، فكان
ذلك سببا لخصوماتهم ونزاعهم، وحلول العذاب فيهم.
٢٢٨٠ - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ:
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:
اسْتَبَّ رَجُلَانِ: رَجُلٌ مِنْ
الْمُسْلِمِينَ، وَرَجُلٌ مِنْ الْيَهُودِ، قَالَ الْمُسْلِمُ: وَالَّذِي اصْطَفَى
مُحَمَّدًا عَلَى الْعَالَمِينَ، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: وَالَّذِي اصْطَفَى
مُوسَى عَلَى الْعَالَمِينَ، فَرَفَعَ الْمُسْلِمُ يَدَهُ عِنْدَ ذَلِكَ فَلَطَمَ
وَجْهَ الْيَهُودِيِّ، فَذَهَبَ الْيَهُودِيُّ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَأَخْبَرَهُ
بِمَا كَانَ مِنْ أَمْرِهِ وَأَمْرِ الْمُسْلِمِ، فَدَعَا النَّبِيُّ ﷺ
الْمُسْلِمَ، فَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (لَا
تُخَيِّرُونِي عَلَى مُوسَى، فَإِنَّ النَّاسَ يَصْعَقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ،
فَأَصْعَقُ مَعَهُمْ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُفِيقُ، فَإِذَا مُوسَى بَاطِشٌ
جَانِبَ الْعَرْشِ، فَلَا أَدْرِي: أَكَانَ
⦗٨٥٠⦘
فِيمَنْ صَعِقَ فَأَفَاقَ قبلي، أو
كان ممن استثنى الله).
[٣٢٢٧،
٣٢٣٣، ٤٥٣٥، ٦١٥٢، ٦١٥٣، ٦٩٩١، ٧٠٣٤]
أخرجه مسلم في الفضائل، باب: من
فضائل موسى عليه السلام، رقم: ٢٣٧٣.
(استب)
من السب وهو الشتم والتنابذ بالكلام وغيره. (رجل من المسلمين) قيل: أبو بكر رضي
الله عنه. (رجل
من اليهود) قيل هو فنحاص، وقيل غيره. (اصطفى) من الصفوة، وهي الخالص من الشيء.
(تخيروني) تفضلوني تفضيلا فيه انتقاص لغيري من الأنبياء. (يصعقون) يخرون صرعى،
مغمى عليهم من الفزع أو ميتين. (يفيق) يحيا، أو يذهب عنه أثر الصعق ويصحو. (باطش)
متعلق بناحية منه بقوة، والبطش الأخذ القوي الشديد. (استثنى الله) بقوله تعالى:
﴿فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله﴾ /الزمر: ٦٨/: أي فلم يصعق.
٢٢٨١ - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ
إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ:
بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ جَالِسٌ
جَاءَ يَهُودِيٌّ، فَقَالَ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، ضَرَبَ وَجْهِي رَجُلٌ مِنْ
أَصْحَابِكَ، فَقَالَ: (مَنْ). قَالَ: رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ، قَالَ:
(ادْعُوهُ). فَقَالَ: (أَضَرَبْتَهُ). قَالَ: سَمِعْتُهُ بِالسُّوقِ يَحْلِفُ:
وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى الْبَشَرِ، قُلْتُ: أَيْ خَبِيثُ، عَلَى
مُحَمَّدٍ ﷺ؟ فَأَخَذَتْنِي غَضْبَةٌ ضَرَبْتُ وَجْهَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ:
(لَا تُخَيِّرُوا بَيْنَ الْأَنْبِيَاءِ، فَإِنَّ النَّاسَ يَصْعَقُونَ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ، فَإِذَا أَنَا
بِمُوسَى آخِذٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ، فَلَا أَدْرِي أَكَانَ
فِيمَنْ صَعِقَ، أم حوسب بصعقة الأولى).
[٣٢١٧،
٤٣٦٢، ٦١٥٣، ٦٥١٨، ٦٥١٩، ٦٩٩١]
أخرجه مسلم في الفضائل، باب: من
فضائل موسى عليه السلام، رقم: ٢٣٧٤.
(حوسب
بصعقة الأولى) أي عدت عليه الصعقة التي صعقها في الدنيا، عندما طلب من الله تعالى
أن ينظر إليه وتجلى سبحانه للجبل، لأن كل مكلف يصعق مرتين فقط.
٢٢٨٢ - حَدَّثَنَا مُوسَى: حَدَّثَنَا
هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه:
أَنَّ يَهُودِيًّا رَضَّ رَأْسَ
جَارِيَةٍ بَيْنَ حَجَرَيْنِ، قِيلَ: مَنْ فَعَلَ هَذَا بِكِ، أَفُلَانٌ،
أَفُلَانٌ؟ حَتَّى سُمِّيَ الْيَهُودِيُّ، فأومت بِرَأْسِهَا، فَأُخِذَ
الْيَهُودِيُّ فَاعْتَرَفَ، فَأَمَرَ بِهِ النَّبِيُّ ﷺ فَرُضَّ رَأْسُهُ بَيْنَ
حجرين.
[٢٥٩٥،
٤٩٨٩، ٦٤٨٢، ٦٤٨٣، ٦٤٨٥، ٦٤٩٠، ٦٤٩١]
(رض) دق. (جارية) من الأنصار. (سمي) ذكر اسم
القاتل. (فأومت) أشارت.
٢ - بَاب: مَنْ رَدَّ أَمْرَ السَّفِيهِ وَالضَّعِيفِ
الْعَقْلِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ حَجَرَ عَلَيْهِ الْإِمَامُ.
وَيُذْكَرُ عَنْ جَابِرٍ رضي الله
عنه، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: رَدَّ عَلَى الْمُتَصَدِّقِ قَبْلَ النَّهْيِ ثُمَّ
نَهَاهُ.
وَقَالَ مَالِكٌ: إِذَا كَانَ
لِرَجُلٍ عَلَى رَجُلٍ مَالٌ، وَلَهُ عَبْدٌ لا شيء غَيْرُهُ فَأَعْتَقَهُ، لَمْ
يَجُزْ عِتْقُهُ. وَمَنْ بَاعَ عَلَى الضَّعِيفِ وَنَحْوِهِ، فَدَفَعَ ثَمَنَهُ
إِلَيْهِ، وَأَمَرَهُ بِالْإِصْلَاحِ وَالْقِيَامِ بِشَأْنِهِ، فَإِنْ
⦗٨٥١⦘
أَفْسَدَ بَعْدُ مَنَعَهُ، لِأَنَّ
النَّبِيَّ ﷺ نَهَى عن إضاعة المال. [ر: ٢٢٧٧]. وَقَالَ لِلَّذِي يُخْدَعُ فِي
الْبَيْعِ: (إِذَا بَايَعْتَ فَقُلْ لَا خِلَابَةَ). وَلَمْ يَأْخُذْ النَّبِيُّ ﷺ
ماله.
(نهاه) أي عن مثل هذه الصدقة. (الضعيف ونحوه)
ضعيف العقل كالأبله والصغير، ونحوه كالسفيه الذي لا يحسن التصرف بالمال.
٢٢٨٣ - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ
إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ:
كَانَ رَجُلٌ يُخْدَعُ فِي
الْبَيْعِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: (إِذَا بايعت فقل لا خلابة). فكان يقوله.
[ر: ٢٠١١]
٢٢٨٤ - حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ:
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ رضي
الله عنه:
أَنَّ رَجُلًا أَعْتَقَ عَبْدًا
لَهُ، لَيْسَ لَهُ مَالٌ غَيْرُهُ، فَرَدَّهُ النَّبِيُّ ﷺ، فَابْتَاعَهُ مِنْهُ
نُعَيْمُ بن النحام.
[ر: ٢٠٣٤]
٣ - بَاب: كَلَامِ الْخُصُومِ بَعْضِهِمْ فِي بَعْضٍ.
٢٢٨٥ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ: أَخْبَرَنَا
أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شفيق، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله
عنه قَالَ:
قال رسول الله ﷺ: (مَنْ حَلَفَ عَلَى
يَمِينٍ، وَهُوَ فِيهَا فَاجِرٌ، لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ،
لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ). قَالَ: فَقَالَ الْأَشْعَثُ: فِيَّ
وَاللَّهِ كَانَ ذَلِكَ، كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ رَجُلٍ مِنْ الْيَهُودِ أَرْضٌ
فَجَحَدَنِي، فَقَدَّمْتُهُ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
(أَلَكَ بَيِّنَةٌ). قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَقَالَ لِلْيَهُودِيِّ: (احْلِفْ).
قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِذًا يَحْلِفَ وَيَذْهَبَ بِمَالِي،
فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ
وأيمانهم ثمنا قليلا﴾ إلى آخر الآية.
[ر: ٢٢٢٩]
٢٢٨٦ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ كَعْبٍ رضي
الله عنه:
أَنَّهُ تَقَاضَى ابْنَ أَبِي
حَدْرَدٍ دَيْنًا كَانَ لَهُ عَلَيْهِ فِي الْمَسْجِدِ، فَارْتَفَعَتْ
أَصْوَاتُهُمَا حَتَّى سَمِعَهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَهُوَ فِي بَيْتِهِ، فَخَرَجَ
إِلَيْهِمَا حَتَّى كَشَفَ سِجْفَ حُجْرَتِهِ، فَنَادَى: (يَا كَعْبُ). قَالَ: لَبَّيْكَ
يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: (ضَعْ مِنْ دَيْنِكَ هَذَا). فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ:
أَيِ الشَّطْرَ، قَالَ: لَقَدْ فَعَلْتُ يَا رَسُولَ الله، قال: (قم فاقضه).
[ر: ٤٤٥]
٢٢٨٧ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
يُوسُفَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عن ابن شهاب، عن عروة بن
⦗٨٥٢⦘
الزبير، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ أَنَّهُ قَالَ:
سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي
الله عنه يقول: سمعت هشام بن حكيم ابن حِزَامٍ: يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ
عَلَى غَيْرِ مَا أَقْرَؤُهَا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أقرنيها، وَكِدْتُ أَنْ
أَعْجَلَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَمْهَلْتُهُ حَتَّى انْصَرَفَ، ثُمَّ لَبَّبْتُهُ
بِرِدَائِهِ، فَجِئْتُ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقُلْتُ: إِنِّي سَمِعْتُ هَذَا
يَقْرَأُ عَلَى غَيْرِ مَا أَقْرَأْتَنِيهَا، فَقَالَ لِي: (أَرْسِلْهُ). ثُمَّ
قَالَ لَهُ: (اقْرَأْ). فَقَرَأَ، قَالَ: (هَكَذَا أُنْزِلَتْ). ثُمَّ قَالَ لِي:
(اقْرَأْ). فَقَرَأْتُ، فَقَالَ: (هَكَذَا أُنْزِلَتْ، إِنَّ الْقُرْآنَ أنزل على
سبعة أحرف، فاقرؤوا منه ما تيسر).
[٤٧٠٦،
٤٧٥٤، ٦٥٣٧، ٧١١١]
أخرجه مسلم في صلاة المسافرين
وقصرها، باب: بيان أن القرآن على سبعة أحرف، رقم: ٨١٨.
(على
غير ما أقرؤها) خلاف ما تعلمت قراءتها مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ. (أعجل عليه) في
الإنكار والتعرض له. (انصرف) انتهى من القراءة. (لببته بردائه) جمعت رداءه عند
صدره وجررت به. (سبعة أحرف) حسب لهجات العرب ولغاتها، وقيل غير ذلك. (ما تيسر) لكم
حفظه من القرآن.
٤ - بَاب: إِخْرَاجِ أَهْلِ الْمَعَاصِي وَالْخُصُومِ
مِنَ الْبُيُوتِ بَعْدَ الْمَعْرِفَةِ.
وَقَدْ أَخْرَجَ عُمَرُ أُخْتَ أَبِي
بكر حين ناحت.
(بعد المعرفة) أي بعد العلم بأحوالهم، تأديبا
لهم وزجرا عن ارتكاب ما لم يجزه الشرع. (أخت أبي بكر) وتكنى أم فروة. (ناحت) من
النوح وهو البكاء على الميت بصوت عال مع تعداد شمائله وصفاته.
٢٢٨٨ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هريرة،
عن النبي ﷺ قَالَ: (لَقَدْ هَمَمْتُ
أَنْ آمُرَ بِالصَّلَاةِ فَتُقَامَ، ثُمَّ أُخَالِفَ إِلَى مَنَازِلِ قَوْمٍ لَا
يشهدون الصلاة، فأحرق عليهم).
[ر: ٦١٨]
٥ - بَاب: دَعْوَى الْوَصِيِّ لِلْمَيِّتِ.
٢٢٨٩ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عائشة رضي
الله عنها:
أَنَّ عَبْدَ بْنَ زَمْعَةَ وَسَعْدَ
بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، اخْتَصَمَا إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فِي ابْنِ أَمَةِ زَمْعَةَ،
فَقَالَ سَعْدٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوْصَانِي أَخِي إِذَا قَدِمْتُ أَنْ
أَنْظُرَ ابْنَ أَمَةِ زَمْعَةَ فَأَقْبِضَهُ، فَإِنَّهُ ابْنِي، وَقَالَ عَبْدُ
بْنُ زَمْعَةَ: وأخي وَابْنُ أَمَةِ أَبِي، وُلِدَ عَلَى فِرَاشِ أَبِي. فَرَأَى
النَّبِيُّ ﷺ شَبَهًا بَيِّنًا بِعُتْبَةَ، فَقَالَ: (هُوَ لَكَ يَا عَبْدُ بْنَ
زَمْعَةَ، الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَاحْتَجِبِي مِنْهُ يَا سودة).
[ر: ١٩٤٨]
٦ - بَاب: التَّوَثُّقِ مِمَّنْ تُخْشَى مَعَرَّتُهُ.
وَقَيَّدَ ابْنُ عَبَّاسٍ عِكْرِمَةَ
عَلَى تَعْلِيمِ الْقُرْآنِ وَالسُّنَنِ وَالْفَرَائِضِ.
(التوثق) الإحكام وأخذ الاحتياط بما يلزم من
الحبس أو القيد ونحوهما. (معرته) فساده وأذاه. (وقيد ..) أي كان يجعل في رجليه
القيد حتى يثبت، ليعلمه القرآن والحديث وشرائع الإسلام.
٢٢٩٠ - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ: حَدَّثَنَا
اللَّيْثُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي
الله عنهما يَقُولُ:
بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ خَيْلًا
قِبَلَ نَجْدٍ، فَجَاءَتْ بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ يُقَالُ لَهُ ثُمَامَةُ
بْنُ أُثَالٍ، سَيِّدُ أَهْلِ الْيَمَامَةِ، فَرَبَطُوهُ بِسَارِيَةٍ مِنْ
سَوَارِي الْمَسْجِدِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، قَالَ: (مَا عِنْدَكَ
يَا ثُمَامَةُ). قَالَ: عِنْدِي يَا مُحَمَّدُ خَيْرٌ، فذكر الحديث. قال: (أطلقوا
ثمامة).
[ر: ٤٥٠]
٧ - بَاب: الرَّبْطِ وَالْحَبْسِ فِي الْحَرَمِ.
وَاشْتَرَى نَافِعُ بْنُ عَبْدِ
الْحَارِثِ دَارًا لِلسِّجْنِ بِمَكَّةَ، مِنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَلَى
أَنَّ عُمَرَ إِنْ رَضِيَ فَالْبَيْعُ بَيْعُهُ، وَإِنْ لَمْ يَرْضَ عُمَرُ
فلصفوان أربعمائة.
وسجن ابن الزبير بمكة.
(نافع) من فضلاء الصحابة، استعمله عمر رضي
الله عنه أميرا على مكة. (أربعمائة) أجرة مقابل الانتفاع بها. (بمكة) أيام ولايته
عليها.
٢٢٩١ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
يُوسُفَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ:
سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:
بَعَثَ النَّبِيُّ ﷺ خَيْلًا قِبَلَ
نَجْدٍ، فَجَاءَتْ بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ يُقَالُ لَهُ ثُمَامَةُ بْنُ
أُثَالٍ، فَرَبَطُوهُ بِسَارِيَةٍ مِنْ سواري المسجد.
[ر: ٤٥٠]
٨ - باب: الملازمة.
٢٢٩٢ - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ:
حَدَّثَنَا اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَقَالَ غَيْرُهُ:
حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ ابن هُرْمُزَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ
الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه:
أَنَّهُ كَانَ لَهُ عَلَى عَبْدِ
الله ابن أَبِي حَدْرَدٍ الْأَسْلَمِيِّ دَيْنٌ، فَلَقِيَهُ فَلَزِمَهُ،
فَتَكَلَّمَا حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا، فَمَرَّ بِهِمَا النَّبِيُّ ﷺ،
فَقَالَ: (يَا كَعْبُ). وَأَشَارَ بِيَدِهِ، كَأَنَّهُ يَقُولُ: النِّصْفَ، فَأَخَذَ
نِصْفَ مَا عليه وترك نصفا.
[ر: ٤٤٥]
٩ - باب: التقاضي.
٢٢٩٣ - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ: حَدَّثَنَا
وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ
أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ خَبَّابٍ قَالَ:
كُنْتُ قَيْنًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ،
وَكَانَ لِي عَلَى الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ دَرَاهِمُ، فَأَتَيْتُهُ أَتَقَاضَاهُ،
فَقَالَ: لَا أَقْضِيكَ حَتَّى تَكْفُرَ بِمُحَمَّدٍ. فَقُلْتُ: لَا وَاللَّهِ لَا
أَكْفُرُ بِمُحَمَّدٍ ﷺ حَتَّى يُمِيتَكَ اللَّهُ ثُمَّ يَبْعَثَكَ. قَالَ:
فَدَعْنِي حتى أموت، ثم أبعث، فأتى مَالًا وَوَلَدًا ثُمَّ أَقْضِيَكَ.
فَنَزَلَتْ: ﴿أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا﴾ الآية.
[ر: ١٩٨٥]