١ - باب النهي عن اتباع متشابه القرآن، والتحذير من
متبعيه، والنهي عن الاختلاف في القرآن
١
- (٢٦٦٥)
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ. حدثنا يزيد بن إبراهيم
التستري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ
مُحَمَّدٍ، عَنْ عائشة. قالت:
تلا رسول الله ﷺ: ﴿هو الذي أنزل عليك
الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات، فأما الذين في قلوبهم زيغ
فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، وما يعلم تأويله إلا الله.
والراسخون في العلم يقولون أمنا به كل من عند ربنا، وما يذكر إلا أولوا الألباب﴾
[٣ /آل عمران /٧]. قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «إذا رأيتم الذين يتبعون ما
تشابه منه، فأولئك الذين سمى الله، فاحذروهم».
٢ - (٢٦٦٦)
حدثنا أبو كامل، فضيل بن حسين الجحدري. حدثنا حماد بن زيد. حدثنا أبو عمران
الجوني. قال: كتب إلى عبد الله بن رباح الأنصاري؛ أن عبد الله بن عمرو قال:
هجرت إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يوما.
قال فسمع أصوات رجلين اختلفا في آية. فخرج عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ. يعرف في
وجهه الغضب. فقال «إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب».
(هجرت) أي بكرت.
٣ - (٢٦٦٧)
حدثنا يحيى بن يحيى. أخبرنا أبو قدامة، الحارث بن عبيد عن أبي عمران، عَنْ
جُنْدَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ. قَالَ:
قال رسول الله ﷺ «اقرؤا القرآن ما
ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم فيه فقوموا».
٤ - (٢٦٦٧)
حَدَّثَنِي إِسْحَاق بْنُ مَنْصُورٍ. أَخْبَرَنا عَبْدُ الصَّمَدِ. حدثنا همام.
حدثنا أبو عمران الجوني عن جندب (يعني ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ)؛
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قال «اقرؤا
القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم. فإذا اختلفتم فقوموا».
٤ - م - (٢٦٦٧) حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ
بْنِ صَخْرٍ الدَّارِمِيُّ. حدثنا حبان. حدثنا أبان. حدثنا أبو عمران. قال: قال
لنا جندب، ونحن غلمان بالكوفة:
قال رسول الله ﷺ «اقرؤا القرآن» بمثل
حديثهما.
٢ - باب في الألد الخصم
٥
- (٢٦٦٨)
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا وكيع عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي
مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ،
قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ
«إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم».
(الألد) شديد الخصومة. مأخوذ من لديدي
الوادي، وهما جانباه. لأنه كلما احتج عليه بحجة أخذ في جانب آخر. (الخصم) الحاذق
بالخصومة. والمذموم هو الخصومة بالباطل، في رفع حق أو إثبات باطل.
٣ - باب اتباع سنن اليهود والنصارى
٦
- (٢٦٦٩)
حدثني سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ. حَدَّثَنِي
زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
الْخُدْرِيِّ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ الله ﷺ «لتتبعن سنن
الذين من قبلكم. شبرا بشبر، وذراعا بذراع. حتى لو دخلوا في جحر ضب لاتبعتموهم»
قلنا: يا رسول الله! آليهود والنصارى؟ قال «فمن؟».
(سنن) السنن هو الطريق. والمراد بالشبر
والذراع وجحر الضب التمثيل بشدة الموافقة لهم. والمراد الموافقة في المعاصي
والمخالفات، لا في الكفر.
٦ - م - (٢٦٦٩) وحدثنا عدة من أصحابنا عن سعيد بن أبي
مريم. أخبرنا أبو غسان (وهو مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ) عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ،
بهذا الإسناد، نحوه.
(وحدثنا عدة من أصحابنا) قال المازري: هذا من
الأحاديث المقطوعة في مسلم، وهي أربعة عشر. هذا آخرها. قال القاضي: قلد المازري
أبا علي الغساني الجياني في تسمية هذا مقطوعا. وهي تسمية باطلة. وإنما هذا عند أهل
الصنعة من باب رواية المجهول. وإنما المقطوع ما حذف منه واو. (قلت) وتسمية هذا
الثاني أيضا مقطوعا مجاز. وإنما هو منقطع ومرسل عند الأصوليين والفقهاء. وإنما
حقيقة المقطوع عندهم الموقوف على التابعي فمن بعده قولا له أو فعلا أو نحوه. وكيف
كان فمتن الحديث المذكور صحيح متصل بالطريق الأول وإنما ذكر الثاني متابعة. وقد
وقع كثير من النسخ هنا اتصال هذا الطريق الثاني من جهة أبي إسحاق إبراهيم بن
سفيان، راوي الكتاب عن مسلم. وهو من زياداته وعالي إسناده. قال أبو إسحاق: حدثني
محمد بن يحيى. قال: حدثنا ابن أبي مريم. فذكره بإسناده إلى آخره. فاتصلت الرواية.
٦ - م ٢ - (٢٦٦٩) قال أبو إسحاق، إبراهيم بن محمد:
حدثنا محمد بن يحيى. حدثنا ابن أبي مريم. حدثنا أبو غسان. حدثنا زَيْدِ بْنِ
أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ. وذكر الحديث. نحوه.
٤ - باب هلك المتنطعون
٧
- (٢٦٧٠)
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا حفص بن غياث ويحيى بن سعيد عن ابن جريج، عن
سليمان بن عتيق، عن طلق بن حبيب، عن الأحنف بن قيس، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «هلك
المتنطعون» قالها ثلاثا.
(هلك المتنطعون) أي المتعمقون الغالون
المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم.
٥ - باب رفع العلم وقبضه، وظهور الجهل والفتن، في آخر
الزمان
٨
- (٢٦٧١)
حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ. حدثنا أبو
التياح. حدثني أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «من أشراط
الساعة أن يرفع العلم، ويثبت الجهل، ويشرب الخمر، ويظهر الزنى».
(ويشرب الخمر) أي شربا فاشيا. (ويظهر الزنى)
أي يفشو وينتشر.
٩ - (٢٦٧١)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشَّارٍ. قَالَا: حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قال:
ألا أحدثكم حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ
رَسُولِ اللَّهِ ﷺ. لا يحدثكم أحد، بعدي، سمعه منه «إن من أشراط الساعة أن يرفع
العلم، ويظهر الجهل، ويفشو الزنى، ويشرب الخمر، ويذهب الرجال، وتبقى النساء، حتى
يكون لخمسين امرأة قيم واحد».
٩ - م - (٢٦٧١) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا
محمد بن بشر. ح وحدثنا أبو كريب. حدثنا عبدة وأبو أسامة. كُلُّهُمْ عَنْ سَعِيدِ
بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ
ﷺ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ بشر وعبدة: لا يحدثكموه أحد بعدي. سمعت رسول الله ﷺ يقول.
فذكر بمثله.
١٠ - (٢٦٧٢) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ. حدثنا وكيع وأبي. قالا: حدثنا الأعمش. ح وحدثني أَبُو
سَعِيدٍ الْأَشَجُّ (وَاللَّفْظُ لَهُ). حَدَّثَنَا وَكِيعٌ. حدثنا الأعمش عن أبي
وائل قَالَ:
كُنْتُ جَالِسًا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ
وَأَبِي موسى. فَقَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «إن بين يدي الساعة أياما. يرفع
فيها العلم، وينزل فيها الجهل، ويكثر فيها الهرج. والهرج القتل».
١٠ - م - (٢٦٧٢) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ
بْنُ النَّضْرِ بْنِ أَبِي النضر. حدثنا أبو النضر. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ
الأَشْجَعِيُّ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عن أبي وائل، عن عبد الله وأبي
موسى الأشعري. قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ.
⦗٢٠٥٧⦘
ح وحَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ
زَكَرِيَّاءَ. حَدَّثَنَا حُسَيْنُ الجعفي عن زائدة، عن سليمان، عَنْ شَقِيقٍ.
قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ عَبْدِ الله وأبي موسى. وهما يَتَحَدَّثَانِ.
فَقَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ. بمثل حديث وكيع وابن نمير.
١٠ - م ٢ - (٢٦٧٢) حدثنا أبو بكر بن أبي
شيبة وأبو كريب وابن نمير وإسحاق الحنظلي. جميعا عن أبي مُعَاوِيَةَ، عَنْ
الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ. بمثله.
١٠ - م ٣ - (٢٦٧٢) حدثنا إسحاق بن
إبراهيم. أخبرنا جرير عن الأعمش، عن أبي وائل، قال: إني لجالس مع عبد الله وأبي
موسى، وهما يتحدثان. فقال أبو موسى: قال رسول الله ﷺ. بمثله.
١١ - (١٥٧) حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى.
أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ. أخبرني يونس عن ابن شهاب. حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ؛ أَنَّ أبا هريرة قال:
قال رسول الله ﷺ «يتقارب الزمان،
ويقبض العلم، وتظهر الفتن، ويلقى الشح، ويكثر الهرج» قالوا: وما الهرج؟ قال «القتل».
(ويلقى الشح) أي يوضع في القلوب. ورواه
بعضهم: يلقى، أي يعطى. والشح هو البخل بأداء الحقوق، والحرص على ما ليس له.
١١ - م - (١٥٧) حدثنا عبد الله بن عبد
الرحمن، الدرامي. أَخْبَرَنَا أَبُو الْيَمَانِ. أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ
الزُّهْرِيِّ. حدثني حميد بن عبد الرحمن. الزهري؛ أن أبا هريرة قال:
قال رسول الله ﷺ «يتقارب الزمان
ويقبض العلم» ثم ذكر مثله.
١٢ - (١٥٧) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قال «يتقارب
الزمان، وينقص العلم» ثم ذكر مثل حديثهما.
١٢ - م - (١٥٧) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
أَيُّوبَ وَقُتَيْبَةُ وَابْنُ حُجْرٍ. قَالُوا حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل (يَعْنُونَ
ابْنَ جَعْفَرٍ) عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. ح وحدثنا
ابن نمير وأبو كريب وعمرو الناقد. قالوا: حدثنا إسحاق
⦗٢٠٥٨⦘
بن سليمان، عن حنظلة، عن سالم، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ. ح وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّزَّاقِ. حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ. ح وحَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ. أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ
عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. كُلُّهُمْ
قَالَ: عَنِ النَّبِيِّ ﷺ. بِمِثْلِ حديث الزهري عن حميد، عن أبي هريرة. غير أنهم
لم يذكروا «ويلقى الشح».
١٣ - (٢٦٧٣) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ.
حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ هشام بن عروة، عن أبيه. سمعت عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو
بْنِ الْعَاصِ يَقُولُ:
سمعت رسول الله ﷺ يقول «إن الله لا
يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس. ولكن يقبض العلم بقبض العلماء. حتى إذا لم
يترك عالما، اتخذ الناس رؤسا جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم. فضلوا وأضلوا».
١٣ - م - (٢٦٧٣) حَدَّثَنَا أَبُو
الرَّبِيعِ الْعَتَكِيُّ. حَدَّثَنَا حَمَّادٌ (يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ). ح
وحَدَّثَنَا يَحْيَي بْنُ يَحْيَي. أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ وأبو
مُعَاوِيَةَ. ح وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَزُهَيْرُ بْنُ
حَرْبٍ. قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ. ح وحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ. حَدَّثَنَا
ابْنُ إِدْرِيسَ وأبو أسامة وابن نمير وعبدة. ح وحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ.
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ. ح وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ. حَدَّثَنَا يَحْيَى
بن سعيد. ح وحدثني أبو بكر بن نافع. قال: حدثنا عمرو بن علي. ح وحدثنا عبد بن حميد.
حدثنا يزيد بن هارون. أخبرنا شعبة بن الحجاج. كُلُّهُمْ عَنْ هِشَامِ بْنِ
عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ.
بمثل حديث جرير. وزاد في حديث عمر بن علي: ثم لقيت عبد الله بن عمرو، على رأس
الحول، فسألته فرد علينا الحديث كما حدث. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يقول.
١٣ - م ٢ - (٢٦٧٣) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ الْمُثَنَّى. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن حمران عن عبد الحميد بن جعفر.
أخبرني أبي، جعفر عن عمر بن الحكم، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ
الْعَاصِ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ. بِمِثْلِ حديث هشام بن عروة.
١٤ - (٢٦٧٣) حدثنا حرملة بن يحيي التجيبي. أخبرنا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ. حَدَّثَنِي أَبُو شُرَيْحٍ؛ أن أبا الأسود حدثه عن
عروة بن الزبير. قال: قالت لي عائشة:
يا ابن أختي! بلغني أن عبد الله بن
عمرو مار بنا إلى الحج. فالقه فسائله. فإنه قد حمل عن النبي ﷺ علما كثيرا. قال
فلقيته فساءلته عن أشياء يذكرها عن رسول الله ﷺ. قال عروة: فكان فيما ذكر؛ إن
النبي ﷺ قال «إن الله لا ينتزع العلم من الناس انتزاعا. ولكن يقبض العلماء فيرفع
العلم معهم. ويبقى في الناس رؤسا جهالا. يفتونهم بغير علم. فيضلون ويضلون».
قال عروة: فلما حدثت عائشة بذلك،
أعظمت ذلك وأنكرته. قالت: أحدثك أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ يقول هذا؟
قال عروة: حتى إذا كان قابل، قالت
له: إن ابن عمرو قد قدم. فالقه. ثم فاتحه حتى تسأله عن الحديث الذي ذكره لك في
العلم. قال فلقيته فساءلته. فذكره لي نحو ما حدثني به، في مرته الأولى. قال عروة:
فلما أخبرتها بذلك. قالت: ما أحسبه إلا قد صدق. أراه لم يزد فيه شيئا ولم ينقص.
٦ - باب من سن سنة حسنة أو سيئة، ومن دعا إلى هدى أو
ضلالة
١٥
- (١٠١٧)
حدثني زهير بن حرب. حدثنا جرير بن عبد الحميد عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُوسَى بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ وأبي الضحى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن هلال العبسي،
عن جرير بن عبد الله. قال:
جاء ناس من الأعراب إِلَى رَسُولِ
اللَّهِ ﷺ. عليهم الصُّوفُ. فَرَأَى سُوءَ حَالِهِمْ قَدْ أَصَابَتْهُمْ حَاجَةٌ.
فحث الناس على الصدقة. فأبطؤا عنه. حتى رؤي ذلك في وجهه.
قال: ثم إن رجلا من الأنصار جاء بصرة
من ورق. ثم جاء آخر. ثم تتابعوا حتى عرف السرور في وجهه. فقال رسول الله ﷺ «من سن
في الإسلام سنة حسنة، فعمل بها بعده،
⦗٢٠٦٠⦘
كتب له مثل أجر من عمل بها. ولا
يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ. وَمَنْ سَنَّ فِي الإسلام سنة سيئة، فعمل بها
بعده، كتب عليه مثل وزر من عمل بها، ولا ينقص من أوزارهم شيء».
١٥ - م - (١٠١٧) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
يَحْيَى وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو كُرَيْبٍ. جَمِيعًا عَنْ
أَبِي معاوية، عن الأعمش، عن مسلم، عن عبد الرحمن بن هلال، عن جرير. قَالَ:
خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فحث على
الصدقة. بمعنى حديث جرير.
١٥ - م ٢ - (١٠١٧) حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ
بَشَّارٍ. حَدَّثَنَا يَحْيَى (يَعْنِي ابْنَ سعيد). حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
أَبِي إِسْمَاعِيلَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرحمن بن هلال العبسي. قال: قال جرير بن
عَبْدُ اللَّهِ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «لا يسن عبد
سنة صالحة يعمل بها بعده» ثم ذكر تمام الحديث.
١٥ - م ٣ - (١٠١٧) حَدَّثَنِي عُبَيْدُ
اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ وَأَبُو كامل ومحمد بن عبد الملك الأموي.
قالوا: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ
الْمُنْذِرِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ. ح وحَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن جعفر. ح وحدثنا أبو بكر بن
أبي شيبة. حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ. ح وحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بن معاذ.
حدثنا أبي. قالوا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عن
المنذر بن جرير، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ. بهذا الحديث.
١٦ - (٢٦٧٤) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ
وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَابْنُ حُجْرٍ. قَالُوا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل
(يَعْنُونَ ابْنَ جَعْفَرٍ) عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة؛
أن رسول الله ﷺ قال «من دعا إلى هدى،
كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا. ومن دعا إلى
ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا».