recent
آخر المقالات

أَبْوَابُ الطِّبِّ

 

١ - بَاب مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً
٣٤٣٦ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ
عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ، قَالَ: شَهِدْتُ الْأَعْرَابَ يَسْأَلُونَ النَّبِيَّ ﷺ: أَعَلَيْنَا حَرَجٌ فِي كَذَا؟ أَعَلَيْنَا حَرَجٌ فِي كَذَا؟ فَقَالَ لَهُمْ: «عِبَادَ اللَّهِ، وَضَعَ اللَّهُ الْحَرَجَ إِلَّا مَنْ اقْتَرَضَ مِنْ عِرْضِ أَخِيهِ شَيْئًا، فَذَاكَ الَّذِي حَرِجَ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ عَلَيْنَا جُنَاحٌ أَنْ (١) نَتَدَاوَى؟ قَالَ: «تَدَاوَوْا عِبَادَ اللَّهِ، فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ مَعَهُ شِفَاءً، إِلَّا الْهَرَمَ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا خَيْرُ مَا أُعْطِيَ الْعَبْدُ؟ قَالَ: «خُلُقٌ حَسَنٌ» (٢).



(١) في (ذ) والمطبوع: أن لا.
(٢) إسناده صحيح.
وأخرجه أبو داود (٢٠١٥) و(٣٨٥٥)، والترمذي (٢١٥٩)، والنسائي في «الكبرى» (٧٥١١) و(٧٥١٢) من طرق عن زياد بن علاقة، به- واقتصر الترمذي على قصة التداوي، وقال: حديث حسن صحيح.
وهو في «مسند أحمد» (١٨٤٥٤)، و«صحيح ابن حبان» (٦٠٦١).
قوله: «إلا من اقترض» أي: إلا من اغتاب أخاه، أو سبه، أو آذاه في نفسه، عبر عنها بالاقتراض، لأنه يُسترد منه في العُقبى، ويحتمل أن يكون اقترض بمعنى: قطع، وقال السيوطي: أي: نالَ منه وقطعه بالغيبة. «حاشية السندي».

٣٤٣٧ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَخبرنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ ابْنِ أَبِي خِزَامَةَ
عَنْ أَبِي خِزَامَةَ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: أَرَأَيْتَ أَدْوِيَةً نَتَدَاوَى بِهَا، وَرُقى نَسْتَرْقِي بِهَا، وَتُقى نَتَّقِيهَا، هَلْ تَرُدُّ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ شَيْئًا؟ قَالَ: «هِيَ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ» (١).
٣٤٣٨ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً» (٢).


(١) إسناده ضعيف، والصواب فيه: الزهري عن أبي خزامة عن أبيه، نبه عليه أحمد في «المسند» (١٥٤٧٥)، والترمذي وابن أبي حاتم في «العلل» ٢/ ٣٣٨، والدارقطني في «العلل» أيضًا ٢/ ٢٥١، وأبو خزامة هذا انفرد بالرواية عنه الزهري ولم يؤثر توثيقه عن أحد.
وأخرجه الترمذي (٢١٩٤) و(٢٢٨٨) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وروي عن سفيان في أبي خزامة الوجهان، وصوب الترمذي أبا خزامة عن أبيه، وقال: لا نعرف لأبي خزامة عن أبيه غير هذا الحديث.
قوله: «هي من قدر الله» قال السندي: عني أنه تعالى قدر الأسباب والمسببات، وربط المسببات بالأسباب، فحصول المسببات عند حصول الأسباب من جملة القدر.
(٢) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عطاء بن السائب صدوق حسن الحديث وكان قد اختلط، ورواية سفيان عنه -وهو الثوري- قبل الاختلاط. عبد الله صحابى الحديث: هو ابن مسعود، وأبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن حبيب السُّلمي.
وأخرجه النسائي في «الكبرى» (٦٨٣٤) من طريق قيس من مسلم، عن طارق ابن شهاب، عن ابن مسعود. ورجاله ثقات.
وهو في «مسند أحمد» (٣٥٧٨)، و«صحيح ابن حبان» (٦٠٦٢) من طريق أبي عبد الرحمن عن ابن مسعود.

٣٤٣٩ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، حَدَّثَنَا عَطَاءٌ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً» (١).

٢ - بَابُ الْمَرِيضِ يَشْتَهِي الشَّيْءَ
٣٤٤٠ - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ هُبَيْرَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مَكِينٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ عَادَ رَجُلًا، فَقَالَ لَهُ: «مَا تَشْتَهِي؟» فَقَالَ: أَشْتَهِي خُبْزَ بُرٍّ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «مَنْ كَانَ عِنْدَهُ خُبْزُ بُرٍّ، فَلْيَبْعَثْ إِلَى أَخِيهِ» ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إِذَا اشْتَهَى مَرِيضُ أَحَدِكُمْ شَيْئًا، فَلْيُطْعِمْهُ» (٢).
٣٤٤١ - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ ﷺ عَلَى مَرِيضٍ يَعُودُهُ، قَالَ: «أَتَشْتَهِي شَيْئًا؟ أتشتهي كَعْكًا» قَالَ: نَعَمْ، فَطَلَبُوا لَهُ (٣).


(١) إسناده صحيح. أبو أحمد: هو الزبيري محمَّد بن عبد الله بن الزبير، وعطاء: هو ابن أبي رباح.
وأخرجه البخاري (٥٦٧٨)، والنسائي في «الكبرى» (٧٥١٣) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد.
(٢) إسناده ضعيف. وهو مكرر (١٤٣٩).
(٣) إسناده ضعيف. وهو مكرر (١٤٤٠).

٣ - بَابُ الْحِمْيَةِ
٣٤٤٢ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ (ح)
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ وَأَبُو دَاوُدَ، قَالَا: حَدَّثَنَا فُلَيْحُ ابْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ
عَنْ أُمِّ الْمُنْذِرِ بِنْتِ قَيْسٍ الْأَنْصَارِيَّةِ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَمَعَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَعَلِيٌّ نَاقِهٌ مِنْ مَرَضٍ، وَلَنَا دَوَالِي مُعَلَّقَةٌ، وَكَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَأْكُلُ مِنْهَا، فَتَنَاوَلَ عَلِيٌّ لِيَأْكُلَ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «مَهْ يَا عَلِيُّ، إِنَّكَ نَاقِهٌ» قَالَتْ: فَصَنَعْتُ لِلنَّبِيِّ ﷺ سِلْقًا وَشَعِيرًا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ لعَلِي: «مِنْ هَذَا فَأَصِبْ، فَإِنَّهُ أَنْفَعُ لَكَ» (١).
٣٤٤٣ - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حدثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ (٢) بْنِ صَيْفِيٍّ - مِنْ وَلَدِ صُهَيْبٍ - عَنْ أَبِيهِ


(١) إسناده ضعيف، تفرد به فليح بن سليمان وهو ضعيف يعتبر به.
وأخرجه أبو داود (٣٨٥٦)، والترمذي (٢١٥٦) من طريق أبي داود وأبي عامر، عن فليح بن سليمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (٢١٥٥) من طريق يونس بن محمَّد، عن فليح، عن عثمان ابن عبد الرحمن، عن يعقوب بن أبي يعقوب، به. وقال الترمذي: حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث فليح.
ناقِهٌ، أي: قريب العهد بالمرض
والدوالي: جمع دالِيَة، وهي العِذق من البسر يُعلق فماذا أَرطبَ أُكل.
والسِّلق: نبتٌ معروف.
(٢) في أصولنا الخطية: عبد الرحمن، وعُدلت في (س) إلى: عبد الحميد، وهو الصواب، وذكر الحافظ المزي في «تهذيب الكمال» عبد الرحمن بن صيفي في =

عَنْ جَدِّهِ صُهَيْبٍ، قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ وَبَيْنَ يَدَيْهِ خُبْزٌ وَتَمْرٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «ادْنُ فَكُلْ» فَأَخَذْتُ آكُلُ مِنْ التَّمْرِ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «تَأْكُلُ تَمْرًا وَبِكَ رَمَدٌ؟» قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي أَمْضُغُ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى. فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ (١).

٤ - بَاب لَا تُكْرِهُوا الْمَرِيضَ عَلَى الطَّعَامِ
٣٤٤٤ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِيهِ


= الأوهام، ثم قال هكذا هو في النسخ المتأخرة من كتاب ابن ماجه في كتاب الطب منه، وفي النسخ القديمة: عبد الحميد بن صيفي، وكذلك في رواية إبراهيم بن دينار عن ابن ماجه، وهو الصواب والله أعلم.
(١) إسناده ضعيف لاضطرابه، وبعض آل صهيب ممن جاء في طرق هذا الحديث مجهولو الحال. وتساهل البوصيري في «الزوائد» فصحح إسناده.
وأخرجه الحاكم ٣/ ٣٩٩ من طريق سعيد بن سليمان الواسطي، عن ابن المبارك، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد في «المسند» (١٦٥٩١) عن أبي النضر، والطبراني في «الكبير» (٧٣٠٤) من طريق عمرو بن عون الواسطي، كلاهما عن ابن المبارك، عن عبد الحميد ابن صيفي، عن أبيه، عن جده: أن صهيبًا ... فذكره.
وأخرجه الحاكم ٤/ ٤١١ من طريق عبدان عبد الله بن عثمان، عن ابن المبارك، عن عبد الحميد بن صيفي بن عبد الله بن صهيب، عن أبيه، عن جده: أن صهيبًا ...
وأخرجه البيهقي في «السُّنن» ٩/ ٣٤٤ من طريق سهل بن عثمان، عن ابن المبارك، عن عبد الحميد بن زياد بن صهيب، عن أبيه، عن جده صهيب قال: قدمت ...
وأخرجه ابن سعد في «الطبقات» ٣/ ٢٢٨ - ٢٢٩ عن محمَّد بن عمر الواقدي، عن عبد الله بن جعفر، عن عبد الحكيم بن صهيب، عن عمر بن الحكم قال: قدم صهيب ... فذكره ضمن قصة. والواقدي متكلَّم فيه.

عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا تُكْرِهُوا مَرْضَاكُمْ عَلَى الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ، فَإِنَّ اللَّهَ يُطْعِمُهُمْ وَيَسْقِيهِمْ» (١).

٥ - بَابُ التَّلْبِينَةِ (٢)
٣٤٤٥ - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ بْنِ بَرَكَةَ، عَنْ أُمِّهِ
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا أَخَذَ أَهْلَهُ الْوَعْكُ أَمَرَ


(١) حسن لغيره إن شاء الله تعالى، وهذا إسناد ضعيف لضعف بكر بن يونس ابن بكير. وحسنه الحافظ ابن حجر لشواهده، فيما نقله عنه ابن علان في «الفتوحات الربانية» ٤/ ٩٠.
وأخرجه الترمذي (٢١٦٢) عن أبي كريب، عن بكر بن يونس بن بكير، بهذا الإسناد وحسَّنه.
ويشهد له حديث جابر بن عبد الله عند أبي نعيم في «الحلية» ١٠/ ٥٠ - ٥١ و٢٢١، وسنده حسن في الشواهد.
وآخر من حديث عبد الرحمن بن عوف عند البزار (١٠١٠)، والحاكم ٤/ ٤١٠، وفي سنده من لم نقف له على ترجمة، وصححه الحاكم!
قوله: «يُطعمهم ويسقيهم» قال المباركفوري في «تحفة الأحوذي»: أي: يمدهم بما يقع موقع الطعام والشراب، ويرزقهم صبرًا على ألم الجوع والعطش، فإن الحياة والقوة من الله حقيقة، لا من الطعام ولا الشراب ولا من جهة الصحة، قال القاضي: أي: يحفظ قواهم ويمدّهم بما يفيد فائدة الطعام والشراب في حفظ الروح وتقويم البدن، ونظيره قوله ﷺ: «أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني»، وإن كان بين الإطعامين والطعامين بونًا بعيدًا.
(٢) التلبينة: حساءٌ يُعمل من دقيق أو نخالة ويُجعَل فيها عسل، سُمَّيت تلبينة تشبيهًا باللَّبن لبياضها ورقتها. قاله الأصمعي كلما في «اللسان» (لبن).

بِالْحَسَاءِ، قَالَتْ: وَكَانَ يَقُولُ: «إِنَّهُ لَيَرْتُو فُؤَادَ الْحَزِينِ، وَيَسْرُو عَنْ فُؤَادِ السَّقِيمِ كَمَا تَسْرُو إِحْدَاكُنَّ الْوَسَخَ عَنْ وَجْهِهَا بِالْمَاءِ» (١).
٣٤٤٦ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي الْخَصِيبِ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَيْمَنَ بْنِ نَابِلٍ، عَنْ امْرَأَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالَ لَهَا: كُلْثُمٌ
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «عَلَيْكُمْ بِالْبَغِيضِ النَّافِعِ، التَّلْبِينَةِ» يَعْنِي الْحَسَاءَ. وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا اشْتَكَى أَحَدٌ مِنْ أَهْلِهِ، لَمْ تَزَلْ الْبُرْمَةُ عَلَى النَّارِ حَتَّى يَنْتَهِيَ أَحَدُ طَرَفَيْهِ؛ يَعْنِي يَبْرَأُ أَوْ يَمُوتُ (٢).


(١) حديث صحيح، أم محمَّد بن السائب انفرد بالرواية عنها ابنها، وقال عنها الحافظ ابن حجر في «التقريب»: مقبولة. وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه الترمذي (٢١٦٠)، والنسائي في (الكبرى) (٧٥٢٩) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد. وقال: حسن صحيح. وهو في «مسند أحمد» (٢٤٠٣٥).
وأخرجه بنحوه البخاري (٥٤١٧) و(٥٦٨٩)، ومسلم (٢٢١٦)، والترمذي (٢١٦١) من طريق الزهري، عن عروة بن الزبير، عن عائشة وفيه: «إن التلبينة تُجِمُ فؤاد المريض، وتذهب ببعض الحزن». وهو في «مسند أحمد» (٢٤٥١٢).
يرتو: يقوِّي ويشدُّ.
ويَسْرو: يكشف عنه الألم ويزيله.
(٢) إسناده ضعيف، كَلثَم، ويقال لها: أم كلثوم، قال الحافظ في «التقريب»: لا يُعرَف حالها.
وأخرجه أحمد (٢٥٠٦٦)، وإسحاق بن راهويه (١٦٥٨) عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه النسائي في «الكبرى» (٧٥٣١) من طريق معتمر بن سليمان، و(٧٥٣٢) من طريق عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، كلاهما عن أيمن بن نابل، عن فاطمة، عن أم كلثوم، عن عائشة. وهو في «المسند» (٢٦٠٥٠). وفاطمة: هي =

٦ - بَابُ الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ
٣٤٤٧ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ الْمِصْرِيَّانِ، قَالَا: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ،
أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُمَا أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «إِنَّ فِي الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ، إِلَّا السَّامَ» (١).


= بنت أبي ليث، ويقال: بنت أبي عقرب، ذكرها الذهبي في «الميزان» وجهلها، وقال الحافظ في «التقريب»: مقبولة.
وأخرج البخاري (٥٦٩٠) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أنها كانت تأمر بالتلبينة وتقول: هو البغيض النافع.
البُرْمة: القِدر مطلقًا، وجمعها: بِرَام، وهي في الأصل المتَّخذة من الحجر المعروف بالحجاز واليمن. قاله ابن الأثير في «النهاية» (برم).
(١) إسناده صحيح. عقيل: هو ابن خالد.
وأخرجه البخاري (٥٦٨٨)، ومسلم (٢٢١٥) (٨٨) من طريق الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وبين في رواية البخاري أن القائل «السام: الموت ... إلخ» هو الزهري.
وأخرجه مسلم (٢٢١٥)، والترمذي (٢١٦٣)، والنسائي في «الكبرى» (٧٥٣٤) من طرق عن ابن شهاب الزهري، عن أبي سلمة وحده، عن أبي هريرة.
وأخرجه مسلم (٢٢١٥) (٨٨)، والنسائي (٧٥٣٥) من طريق يونس بن يزيد، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وحده، عن أبي هريرة.
وأخرجه مسلم (٢٢١٥) (٨٩) من طريق العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبيه، عن أبي هريرة.
وهو في «مسند أحمد» (٨٢٨٧)، و«صحيح ابن حبان» (٦٠٧١).
قوله: «شفاء من كل داء»، قال الخطابي في «أعلام الحديث» ٣/ ٢١١٢: هذا من عموم اللفظ الذي يراد به الخصوص، إذ ليس يجتمع في طبع شيء من النبات =

وَالسَّامُ: الْمَوْتُ، وَالْحَبَّةُ السَّوْدَاءُ: الشُّونِيزُ.
٣٤٤٨ - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عُثْمَانَ ابْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُحَدِّثُ
عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «عَلَيْكُمْ بِهَذِهِ الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ، فَإِنَّ فِيهَا شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا السَّامَ» (١).
٣٤٤٩ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، أَخبرنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ:
خَرَجْنَا وَمَعَنَا غَالِبُ بْنُ أَبْجَرَ، فَمَرِضَ فِي الطَّرِيقِ، فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ وَهُوَ مَرِيضٌ، فَعَادَهُ ابْنُ أَبِي عَتِيقٍ وَقَالَ لَنَا: عَلَيْكُمْ بِهَذِهِ الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ، فَخُذُوا مِنْهَا خَمْسًا أَوْ سَبْعًا، فَاسْحَقُوهَا، ثُمَّ اقْطُرُوهَا فِي


= والشجر جميع القوى التي تقابل الطبائع كلها في معالجة الأدواء على اختلافها وتباين طبائعها، وإنما أراد أنه شفاء من كل داء يحدث من الرطوبة والبلغم، وذلك أنه حارٌّ يابس، فهو شفاء بإذن الله للداء المقابل له في الرطوبة والبرودة، وذلك أن الدواء أبدًا بالمضاد، والغذاءَ بالمُشاكل.
وقال غيره- كما في «الفتح» ١٠/ ١٤٥ -: كان النبي ﷺ يصف الدواء بحسب ما يشاهده من حال المريض، فلعل قوله في الحبة السوداء وافق مرض مَن مزاجه بارد، فيكون معنى قوله: «شفاء من كل داء» أي: من هذا الجنس الذي وقع القول فيه، والتخصيص بالحيثية كثير شائع، والله أعلم.
(١) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، عثمان بن عبد الملك فيه لِين، وباقي رجاله ثقات. أبو عاصم: هو الضحاك بن مخلد.
والحديث حسَّن إسناده البوصيري في «مصباح الزجاجة»، ويشهد له ما قبله وما بعده.

أَنْفِهِ بِقَطَرَاتِ زَيْتٍ، فِي هَذَا الْجَانِبِ وَفِي هَذَا الْجَانِبِ، فَإِنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْهُمْ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «إِنَّ هَذِهِ الْحَبَّةَ السَّوْدَاءَ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ السَّامُ». قُلْتُ: وَمَا السَّامُ؟ قَالَ: الْمَوْتُ (١).

٧ - بَابُ الْعَسَلِ
٣٤٥٠ - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ سَعِيدٍ الْهَاشِمِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ سَالِمٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ لَعِقَ الْعَسَلَ ثَلَاثَ غَدَوَاتٍ كُلَّ شَهْرٍ، لَمْ يُصِبْهُ عَظِيمٌ مِنْ الْبَلَاءِ» (٢).
٣٤٥١ - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَهْلٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَمْزَةَ الْعَطَّارُ، عَنْ الْحَسَنِ


(١) إسناده صحيح. عُبيد الله: هو ابن موسى، وإسرائيل: هو ابن يونس، ومنصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه البخاري (٥٦٨٧) عن ابن أبي شبة، بهذا الإسناد.
(٢) إسناده ضعيف لضعف الزبير بن سعيد وجهالة شيخه عبد الحميد بن سالم، وقال البخاري: لا نعرف لعبد الحميد سماعًا من أبي هريرة.
وأخرجه البخاري في «التاريخ الكبير» ٦/ ٥٤ - ٥٥، وأبو يعلى (٦٤١٥)، والعقيلي في «الضعفاء» ٣/ ٤٠، والطبراني في «الأوسط» (٤٠٨)، وابن عدي في «الكامل» ٣/ ١٠٨٠، والبيهقي في «شعب الإيمان» (٥٩٣٥) من طريق سعيد بن زكريا، بهذا الإسناد.
غَدَوات: جمع غَدَاة، وهي الضَّحوة.

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أُهْدِيَ لِلنَّبِيِّ ﷺ عَسَلٌ، فَقَسَمَ بَيْنَنَا لُعْقَةً لُعْقَةً، فَأَخَذْتُ لُعْقَتِي، ثُمَّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَزْدَادُ أُخْرَى؟ قَالَ: «نَعَمْ» (١).
٣٤٥٢ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «عَلَيْكُمْ بِالشِّفَاءَيْنِ: الْعَسَلِ وَالْقُرْآنِ» (٢).


(١) إسناده ضعيف، أبو حمزة العطار- واسمه إسحاق بن الربيع- فيه ضعف وحديثه يصلح للاعتبار والحسن -وهو البصري- مدلس ولم يصرح بسماعه من جابر بن عبد الله، ومع ذلك فقد حسَّنه البوصيري في «مصباح الزجاجة».
(٢) صحيح موقوفًا، أخطأ زيد بن الحباب على سفيان -وهو الثوري- فرفعه، ورواه غيره موقوفًا كما سيأتي.
وأخرجه ابن عدي في «الكامل» ٣/ ١٠٦٥، وأبو نعيم في «الحلية» ٧/ ١٣٣، والحاكم ٤/ ٢٠٠ و٤٠٣، والبيهقي ٩/ ٣٤٤، والخطيب في «تاريخ بغداد» ١١/ ٣٨٥ من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد. وصحح إسناده الحاكم.
وأخرجه الحاكم ٤/ ٢٠٠ من طريق وكيع، عن سفيان الثوري، به موقوفًا على ابن مسعود. وهي الرواية الصحيحة.
وأخرجه كذلك موقوفًا البيهقي ٩/ ٣٤٥ من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، به. وإسرائيل من أثبت الناس في جده أبي إسحاق.
وأخرجه موقوفًا أيضًا أبو عبيد في «فضائل القرآن» ص ٥٧ و٣٧٤ من طريق الأعمش، عن خيثمة بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن مسعود. ورجاله ثقات.
وأخرجه كذلك ابن أبي شيبة ٧/ ٤٤٥ و١٠/ ٤٨٥؛ والحاكم ٤/ ٢٠٠ من طريق الأعمش، عن خيثمة، عن الأسود، عن ابن مسعود. وعند الحاكم: خيثمة والأسود عن ابن مسعود.

٨ - بَابُ الْكَمْأَةِ وَالْعَجْوَةِ
٣٤٥٣ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَجَابِرٍ، قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «الْكَمْأَةُ مِنْ الْمَنِّ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ، وَالْعَجْوَةُ مِنْ الْجَنَّةِ، وَهِيَ شِفَاءٌ مِنْ السم» (١).


(١) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لاضطرابه وضعف شهر بن حوشب. الأعمش: اسمه سليمان بن مِهران.
وأخرجه النسائي في «الكبرى» (٦٦٤٢) من طريق أبي خيثمة -وهو زهير بن معاوية- و(٦٦٤٣) من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن الأعمش، بهذا الإسناد- واقتصر فيه على قصة الكمأة، وقد تابع شهرًا في رواية جريرٍ أبو نضرة.
وخالف شيبان النحوي فرواه عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى، عن أبي سعيد وحده في قصة الكمأة، أخرجه النسائي (٦٦٤٤).
وروي عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة، وسيأتي عند المصنف برقم (٣٤٥٥).
وحديث المصنف في «مسند أحمد» (١١٤٥٣).
ويشهد لقصة الكمأة حديث سعيد بن زيد الآتي برقم (٣٤٥٤)، وهو في «الصحيحين».
ويشهد لقوله: «العجوة من الجنة» حديث رافع بن عمرو المزني الآتي عند المصنف برقم (٣٤٥٦)، ورجاله ثقات.
ويشهد لشطريه حديث بريدة الأسلمي عند أحمد في «المسند» (٢٢٩٣٨)، وسنده ضعيف.
ويشهد لقوله: «هي شفاء من السم» حديث سعد بن أبي وقاص عند البخاري (٥٧٦٨) و(٥٧٦٩)، ومسلم (٢٠٤٧)، ولفظه: «من تصبَّح بسبع تمرات عجوة، لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحرٌ»، وزاد في رواية لمسلم: «مما بين لابتيها» يريد المدينة. والعجوة: صنف من تمر المدينة معروف.

٣٤٥٣م - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقِّيَّانِ، قَالَا: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ النَّبِيِّ ﷺ مِثْلَهُ (١).
٣٤٥٤ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حدثنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ ابْنِ عُمَيْرٍ، سَمِعَ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ يَقُولُ:
سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، يُحَدِّثُ عَنْ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّ: «الْكَمْأَةُ مِنْ الْمَنِّ الَّذِي أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَمَاؤُهَا شِفَاءُ للْعَيْنِ» (٢).
٣٤٥٥ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا مَطَرٌ الْوَرَّاقُ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كُنَّا نَتَحَدَّثُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَذَكَرْنَا الْكَمْأَةَ، فَقَالُوا: هُوَ جُدَرِيُّ الْأَرْضِ، فَنُمِيَ الْحَدِيثُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ


(١) إسناده ضعيف لضعف سعيد بن مسلمة. وانظر ما قبله.
(٢) إسناده صحيح.
وأخرجه البخاري (٤٤٧٨)، ومسلم (٢٠٤٩)، والترمذي (٢١٩٧)، والنسائي في «الكبرى» (٦٦٣٢) و(٦٦٣٣) و(٦٦٣٤) من طريق عمرو بن حريث، به. وليس عند البخاري والترمذي وبعض روايات مسلم قوله: «الذي أنزل الله على بني إسرائيل».
وهو في «مسند أحمد» (١٦٢٦).
قال النووي في «شرح مسلم»: اختُلف في معنى قوله ﷺ: «الكمأة من المن» فقال أبو عبيد وكثيرون: شبهها بالمن الذي كان ينزل على بني إسرائيل، لأنه كان يحصل لهم بلا كلفة ولا علاج، والكماة تحصل بلا كُلفة ولا علاج ولا زرع بزر ولا سقي ولا غيره، وقيل: هي من المن الذي أنزل الله تعالى على بني إسرائيل حقيقة عملًا بظاهر اللفظ. وانظر «فتح الباري» ١٠/ ١٦٤.

فَقَالَ رسول الله ﷺ: «الْكَمْأَةُ مِنْ الْمَنِّ، وَالْعَجْوَةُ مِنْ الْجَنَّةِ، وَهِيَ شِفَاءٌ مِنْ السَّمِّ» (١).
٣٤٥٦ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا الْمُشْمَعِلُّ بْنُ إِيَاسٍ الْمُزَنِيُّ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ سُلَيْمٍ قَالَ:
سَمِعْتُ رَافِعَ بْنَ عَمْرٍو الْمُزَنِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «الْعَجْوَةُ وَالصَّخْرَةُ مِنْ الْجَنَّةِ» (٢).
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: حَفِظْتُ الصَّخْرَةَ مِنْ فِيهِ.


(١) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب.
وأخرجه الترمذي (٢١٩٨)، والنسائي في «الكبرى» (٦٦٣٧) و(٦٦٣٩) و(٦٦٤٠) من طريق شهر بن حوشب، به. وليس فيه عند النسائي ذكر العجوة في الموضعين الأخيرين. وهو في «مسند أحمد» (٨٠٠٢).
وأخرجه النسائي (٦٦٣٦) من طريق شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي هريرة. وهو في «مسند أحمد» (٨٣٠٧).
وسلف برقم (٣٤٥٣) من حديث شهر بن حوشب عن أبي سعيد وجابر.
وأخرجه الترمذي (٢١٩٦) من طريق سعيد بن عامر، عن محمَّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وقال: هذا حديث حسن غريب، وهو من حديث محمَّد بن عمرو، ولا نعرفه إلا من حديث سعيد بن عامر عن محمَّد بن عمرو. قلنا: فإن كان سعيد بن عامر حفظه ولم يغلط فيه محمَّد بن عمرو بن علقمة، فهي متابعة حسنة لحديث شهر هذا.
(٢) رجاله ثقات، وصححه البوصيري في «مصباح الزجاجة»! وضعفه بعضهم لاضطراب وقع فيه.
وأخرجه أحمد (٢٠٣٤١)، وأبو نعيم في «الحلية» ٩/ ٥٠، والحاكم ٣/ ٥٨٨ و٤/ ١٢٠ و٢٣٠ من طريق المشمعل بن إياس، بهذا الإسناد. وشك المشمعل في بعض الروايات عنه فقال: الصخرة أو الشجرة. =

٩ - بَابُ السَّنَا وَالسَّنُّوتِ
٣٤٥٧ - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ سَرْج الْفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ بَكْرٍ السَّكْسَكِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا أُبَيِّ ابْنَ أُمِّ حَرَامٍ، وَكَانَ قَدْ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ الْقِبْلَتَيْنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «عَلَيْكُمْ بِالسَّنَا وَالسَّنُّوتِ، فَإِنَّ فِيهِمَا شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا السَّامَ» قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا السَّامُ؟ قَالَ: «الْمَوْتُ» (١).


= العجوة: نوع تمر مخصوص من تمر المدينة، قال المناوي في «فيض القدير» ٤/ ٣٧٦: قال في «المطالع»: يعني أن هذه العجوة تُشبه عجوةَ الجنة في الشكل والصورة والاسم، لا في اللذة والطعم، لأن طعام الجنة لا يشبه طعام الدنيا فيها. وقال القاضي: يريد به المبالغة في الاختصاص بالمنفعة والبركة، فكأنها من طعامها.
والصخرة: نقل السندي في حاشيته عن السيوطي: أنها صخرة بيت المقدس، قلنا: والصواب انها الحجر الأسود، فقد ثبت عن أنس موقوفًا: الحجر الأسود من الجنة، انظر «مسند أحمد» (١٣٩٤٤).
وأما الشجرة، فقد قال السندي في حاشيته على «مسند أحمد»: أي: شجرة ذلك النوع من التمر، وهذا المعنى هو المتبادر من هذا اللفظ. وقال المناوي في «الفيض»: الشجرة: الكَرمة، أو شجرة بيعة الرضوان.
(١) إسناده ضعيف جدًا، عمرو بن بكر السَّكسكي متروك.
وأخرجه الطبراني في «مسند الشاميين» (١٤)، والحاكم ٤/ ٢٠١، والمزي في «تهذيب الكمال» في ترجمة عمرو ٢١/ ٥٥١ - ٥٥٢ من طريق عمرو بن بكر السكسكي، بهذا الإسناد. وذهل الحاكم فصحح إسناده، فتعقبه الذهبي بقوله: عمرو اتهمه ابن حبان، وقال ابن عدي: له مناكير. =

قَالَ عَمْرٌو: قَالَ ابْنُ أَبِي عَبْلَةَ: السَّنُّوتُ الشِّبِتُّ. وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ هُوَ الْعَسَلُ الَّذِي يَكُونُ فِي زِقَاقِ السَّمْنِ. وَهُوَ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
هُمْ السَّمْنُ بِالسَّنُّوتِ لَا أَلْسَ فِيهِمْ ... وَهُمْ يَمْنَعُونَ الجَارَ أَنْ يتقَرَّدَا

١٠ - بَاب الصَّلَاةُ شِفَاءٌ
٣٤٥٨ - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُسَافِرٍ، حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ مِسْكِينٍ، حَدَّثَنَا ذَوَّادُ ابْنُ عُلْبَةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: هَجَّرَ النَّبِيُّ ﷺ فَهَجَّرْتُ، فَصَلَّيْتُ ثُمَّ جَلَسْتُ، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ النَّبِيُّ ﷺ فَقَالَ: «اشِكَنب دَرْدْ؟» قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: «قُمْ فَصَلِّ، فَإِنَّ فِي الصَّلَاةِ شِفَاءً» (١).


= قلنا: وتابع عَمرًا عند المزي شدادُ بن عبد الرحمن الأنصاري، وقد ذكره ابن حبان في «ثقاته» ٦/ ٤٤١ وقال: مستقيم الحديث.
وفي الباب حديث أنس بن مالك عند النسائي في «الكبرى» (٧٥٣٣)، وفي سنده محمَّد بن عمارة وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: صالح ليس بذاك القوي، وقد تفرد بهذا الحديث عن أنس.
وآخر من حديث أسماء بنت عميس، سيأتي عند المصنف برقم (٣٤٦١)، وفي سنده جهالة.
السَّنا: معروف، وهو السَّنا المكي.
والشَّبت: نبت تُستعمل أوراقه وبذوره في إكساب الأطعمة نكهة طيبة.
و«أَلسَ» في قول الشاعر، فُسر بالخداع والخيانة.
والتقريد: الخِداع.
ونسب صاحب «اللسان» (قرد) بيت الشعر إلى حصين بن القعقاع.
(١) إسناده ضعيف لضعف ذَواد بن عُلْبة وليث -وهو ابن أبي سُليم-. =

قال أَبُو الْحَسَنِ الْقَطَّانُ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا ذَوَّادُ بْنُ عُلْبَةَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ، وَقَالَ فِيهِ: اشِكَنب دَرْدْ؟ يَعْنِي: تَشْتَكِي بَطْنَكَ؟ بِالْفَارِسِيَّةِ (١).

١١ - بَابُ النَّهْيِ عَنْ الدَّوَاءِ الْخَبِيثِ
٣٤٥٩ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَنْ الدَّوَاءِ الْخَبِيثِ؛ يَعْنِي السُّمَّ (٢).
٣٤٦٠ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ


= وأخرجه أحمد في «المسند» (٩٠٦٦) و(٩٢٤٠)، والعقيلي في «الضعفاء» ٢/ ٤٨، وابن عدي في «الكامل» ٣/ ٩٨٥، وأبو الشيخ في «أخلاق النبي ﷺ» ص ٢٥٥، وابن الجوزي في «العلل المتناهية» (٢٦٩) و(٢٧٠) و(٢٧١) و(٢٧٢) و(٢٧٣) من طريق ليث بن أبي سليم، به وروي في بعض طرقه موقوفًا.
(١) زيادة أبي الحسن القطان هذه ليست في (م). وأبو سلمة: هو موسى بن إسماعيل التَّبُوذكي.
تنبيه: زاد في المطبوع عقب زيادة القطان: قال أبو عبد الله: حدّث به رجلٌ لأهله، فاستعدَوا عليه.
(٢) إسناده حسن، يونس بن أبي إسحاق صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه أبو داود (٣٨٧٠)، والترمذي (٢١٦٨) من طريق يونس بن أبي إسحاق، بهذا الإسناد.
وهو في «مسند أحمد» (٩٧٥٦).

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ شَرِبَ سُمًّا، فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَهُوَ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا» (١).


(١) إسناده صحيح. أبو صالح: هو ذكوان السمان.
وأخرجه البخاري (٥٧٧٨)، ومسلم (١٠٩)، وأبو داود (٣٨٧٢)، والترمذي (٢١٦٥) و(٢١٦٦)، والنسائي ٤/ ٦٦ من طريق الأعمش، بهذا الإسناد.
وهو في «مسند أحمد» (٧٤٤٨)، و«صحيح ابن حبان» (٥٩٨٦).
يتحساه: يتجرعه ويبتلعه مرة بعد مرة.
وقوله: «في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا»، تمسَّك به من قال بتخليد أصحاب المعاصي في النار، قال الحافظ ابن حجر في «الفتح» ٣/ ٢٢٧: وأجاب أهل السنة عن ذلك بأجوبة: منها توهيمُ هذه الزيادة، قال الترمذي بعد أن أخرجه: رواه محمَّد بن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة فلم يذكر «خالدًا مخلدًا» وكذا رواه أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أوهي عند البخاري (١٣٦٥)]، قال الترمذي: وهو أصح، لأن الروايات إنما تجيء بأن أهلَ التوحيد يُعذبون، ثم يُخرَجون منها، ولا يُخلَّدون.
ويقوي ذلك ويعضده ما أخرجه مسلم (١١٦) من حديث جابر: أن الطفيل بن عمرو الدوسي أتى النبي ﷺ فقال: يا رسولَ الله، هل لك في حصن حصين ومَنَعةِ؟ (قال: حصنٌ كان لدوس في الجاهلية) فأبى ذلك النبي ﷺ، للذى ذَخَرَ اللهُ للأنصار، فلما هاجر النبي ﷺ إلى المدينة، هاجر إليه الطفيلُ بن عمرو، وهاجر معه رجلٌ من قومه، فاجتَوَوُوا المدينة، فمرض فجزع، فأخذ مشاقِصَ له، فقطع بها بَراجمَه، فشَخَبَت يداه حتى مات، فرآه الطفيل بن عمرو في منامه، فرآه وهيئته حسنة، ورآه مغطيًا يديه، فقال له: ما صنع بك ربك؟ فقال: غفر لي بهجرتي إلى نبيه ﷺ، فقال: ما لي أراك مغطيا يديك؟ قال: قيل لي: لن نصلح منك ما أفسدتَ. فقصها الطفيل على رسول الله ﷺ، فقال رسول الله ﷺ: «اللهم وليَدَيهِ فاغفر».
قال الإمام النووي في «شرح مسلم» ٢/ ١٣١ - ١٣٢: في هذا الحديث حجة لقاعدة عظيمة لأهل السنة: أن من قتل نفسه، أو ارتكب معصية غيرَها، ومات من =

١٢ - بَابُ دَوَاءِ الْمَشِيِّ
٣٤٦١ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ ابْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ زُرْعَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَوْلًى لِمَعْمَرٍ التَّيْمِيِّ
عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ (١)، قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «بِمَاذَا كُنْتِ تَسْتَمْشِينَ؟» قُلْتُ: بِالشُّبْرُمِ، قَالَ: «حَارٌّ جَارٌّ»، ثُمَّ اسْتَمْشَيْتُ بِالسَّنَا فَقَالَ: «لَوْ كَانَ شَيْءٌ يَشْفِي مِنْ الْمَوْتِ، كَانَ السَّنَا، وَالسَّنَا شِفَاءٌ مِنْ الْمَوْتِ» (٢).


= غير توبة، فليس بكافر، ولا يقطَع له بالنار، بل هو في حكم المشيئة ... وهذا الحديث شرحٌ للأحاديث التي قبله الموهِم ظاهرُها تخليدَ قاتل النفس وغيره من أصحاب الكبائر في النار، والله تعالى أعلم.
(١) في أصولنا الخطية ومطبوعة محمَّد فؤاد عبد الباقي زيادة «عن معمر التيمي» بين مولى معمر وبين أسماء بنت عميس، وهذه الزيادة خطأ، وجاء على الصواب بإسقاطه عند المزي في «التحفة» (١٥٧٥٩) فزاده محققه الأستاذ عبد الصمد شرف الدين بين حاصرتين ونسب ابنَ عساكر والمزيَّ إلى السهو وعدم التحري، فوهم بذلك رحمه الله، فإن الصواب إسقاطه كما هو عند ابن أبي شيبة -شيخ المصنف- في «المصنف» ٨/ ٧ - ٨، وعنه رواه أحمد وابنه في «المسند» (٢٧٠٨٠).
(٢) إسناده ضعيف لجهالة زرعة بن عبد الرحمن ولإبهام مولى معمر التيمي. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة.
وأخرجه الترمذي (٢٢١٣) من طريق محمَّد بن بكر، عن عبد الحميد بن جعفر، عن عتبة بن عبد الله، عن أسماء بنت عميس. وعتبة هو زرعة المذكور عند المصنف، اختُلف في اسمه على عبد الحميد بن جعفر، انظر «تهذيب التهذيب» للحافظ ابن حجر. وقال الترمذي: حديث غريب.
وهو في «مسند أحمد» (٢٧٠٨٠). =

١٣ - باب دواء العذرة والنهي عن الغمز
٣٤٦٢ - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة» ومحمد بن الصباح، قالا: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله
عن أم قيس بنت محصن، قالت: دخلت بابن لي على النبي ﷺ وقد أعلقت عليه من العذرة، فقال: «علام تدغرن أولادكن بهذا العلاق؟! عليكم بهذا العود الهندي، فإن فيه سبعة أشفية، يسعط به من العذرة، ويلد به من ذات الجنب» (١).


= ويشهد للشطر الثاني منه حديث أبي أُبي ابن أم حرام، سلف عند المصنف برقم (٣٤٥٧).
وحديث أنس بن مالك عند النسائي في «الكبرى» (٧٥٣٣). فهو حسن بهما.
تستمشين، أي: تُخرجين ما في بطنك من المواد الفاسدة.
والشُبرُم: حب يشبه الحِمص، يطبخ ويشرب ماؤه للتداوي، وقيل: إنه نوع من الشيح.
وقوله: «جارٌّ» إتباع لحارٍّ، مثل: حَسَنٌ بَسَنٌ.
(١) إسناده صحيح. عبيد الله بن عبد الله: هو ابن عتبة بن مسعود.
وأخرجه البخاري (٥٦٩٢) و(٥٧١٣)، ومسلم (٢٢١٤)، وأبو داود (٣٨٧٧) من طريق ابن شهاب الزهري، به.
وهو في «مسند أحمد» (٢٦٩٩٧)، و«صحيح ابن حبان» (٦٠٧٠).
قال السندي: «العُذرة»: وجعٌ أو ورمٌ يهيج في الحلق من الدم أيام الحر، والإعلاق: غمز ذلك الموضع ليخرج منه دم أسود، يقال للإعلاق المذكور: الدغر، بالدال المهملة والغين المعجمة آخره راء.
قوله:«علامَ» أي: لايِّ شيء، وهو إنكار لهذا العَلاَق.
والعَلاَق: بفتح العين: اسم من أَعلقَ.
يُسعط: على بناء المفعول من السَّعوط: وهو صبُّ الدواء في الأنف.
ْويُلَدُّ من اللَّدُود، بالفتح: وهو صبُّ الدواء في جانب الفم.

٣٤٦٢م - حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح المصري: حدثنا عبد الله بن وهب، حدثنا يونس، عن ابن شهاب، عن عبيد الله، عن أم قيس بنت محصن، عن النبي ﷺ، بنحوه (١).
قال يونس: أعلقت، يعني: غمزت.

١٤ - باب دواء عرق النَّسا
٣٤٦٣ - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَرَاشِدُ بْنُ سَعِيدٍ الرَّمْلِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ
أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «شِفَاءُ عِرْقِ النَّسَا أَلْيَةُ شَاةٍ أَعْرَابِيَّةٍ، تُذَابُ ثُمَّ تُجَزَّأُ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ، ثُمَّ يُشْرَبُ عَلَى الرِّيقِ فِي كُلِّ يَوْمٍ جُزْءٌ» (٢).

١٥ - بَابُ دَوَاءِ الْجِرَاحَةِ
٣٤٦٤ - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ: جُرِحَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَوْمَ أُحُدٍ، وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ، وَهُشِمَتْ الْبَيْضَةُ عَلَى رَأْسِهِ، فَكَانَتْ فَاطِمَةُ


(١) إسناده صحيح. وسيأتي مكررًا بهذا الإسناد برقم (٣٤٦٨).
(٢) إسناده صحيح.
وأخرجه أحمد في «المسند» (١٣٢٩٥)، والطبراني في «الأوسط» (٢٠٦٧)، والحاكم ٢/ ٢٩٢ و٤/ ٢٠٦ و٤٠٧ و٤٠٨، والضياء في «الأحاديث المختارة» (١٥٥٤) من طريق أنس بن سيرين، به.
عرق النَّسا: العَصَب الورَكيّ، وهو عصب يمتد من الوَرِك إلى الكتب.

تَغْسِلُ الدَّمَ عَنْهُ، وَعَلِيٌّ يَسْكُبُ عَلَيْها الْمَاءَ بِالْمِجَنِّ، فَلَمَّا رَأَتْ فَاطِمَةُ أَنَّ الْمَاءَ لَا يَزِيدُ الدَّمَ إِلَّا كَثْرَةً، أَخَذَتْ قِطْعَةَ حَصِيرٍ فَأَحْرَقَتْهَا، حَتَّى إِذَا صَارَ رَمَادًا، أَلْزَمَتْهُ الْجُرْحَ فَاسْتَمْسَكَ الدَّمُ (١).
٣٤٦٥ - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، حدثنا عَبْدِ الْمُهَيْمِنِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: إِنِّي لَأَعْرِفُ يَوْمَ أُحُدٍ مَنْ جَرَحَ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَمَنْ كَانَ يُرْقِئُ الْكَلْمَ مِنْ وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَيُدَاوِيهِ، وَمَنْ يَحْمِلُ الْمَاءَ فِي الْمِجَنِّ، وَبِمَا دُووِيَ بِهِ الْكَلْمُ حَتَّى رَقَأَ، قَالَ: أَمَّا مَنْ كَانَ يَحْمِلُ الْمَاءَ فِي الْمِجَنِّ فَعَلِيٌّ، وَأَمَّا مَنْ كَانَ يُدَاوِي الْكَلْمَ فَفَاطِمَةُ، أَحْرَقَتْ لَهُ حِينَ لَمْ يَرْقَأْ قِطْعَةَ حَصِيرٍ خَلَقٍ، فَوَضَعَتْ رَمَادَهُ عَلَيْهِ فَرَقَأَ الْكَلْمُ (٢).


(١) إسناده صحيح. أبو حازم: هو سلمة بن دينار.
وأخرجه البخاري (٢٤٣) و(٢٩٠٣) و(٢٩١١)، ومسلم (١٧٩٠)، والترمذي (٢٢١٧) من طريق أبي حازم، به.
وهو في «مسند أحمد» (٢٢٧٩٩)، و«صحيح ابن حبان» (٦٥٧٨).
الرباعيَة: السنُ التي تلي الثنيَّة من كل جانب من الفم، وللإنسان أربع رباعيات.
والبيضة: الخُوذة التي تُلبس على الرأس في الحرب.
والمِجَن: التُّرس.
(٢) صحيح بما قبله، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد المهيمن بن عباس. ابن أبي فديك: هو محمَّد بن إسماعيل بن مسلم.
رَقَأ الكَلْم، أي: سَكن الجرحُ، يعني: انقطع الدمُ.

١٦ - بَابُ مَنْ تَطَبَّبَ وَلَمْ يُعْلَمْ مِنْهُ طِبٌّ
٣٤٦٦ - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَرَاشِدُ بْنُ سَعِيدٍ الرَّمْلِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ تَطَبَّبَ وَلَمْ يُعْلَمْ مِنْهُ طِبٌّ قَبْلَ ذَلِكَ، فَهُوَ ضَامِنٌ» (١).

١٧ - بَابُ دَوَاءِ ذَاتِ الْجَنْبِ
٣٤٦٧ - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنِي أَبِي
عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: نَعَتَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مِنْ ذَاتِ الْجَنْبِ وَرْسًا وَقُسْطًا وَزَيْتًا، يُلَدُّ بِهِ (٢).


(١) حسن لغيره، وهذا إسناد حسن لولا عنعنة ابن جريج: وهو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج.
وأخرجه أبو داود (٤٥٨٦)، والنسائي ٨/ ٥٢ - ٥٣ و٥٣ من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد.
وله شاهد من حديث عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز عن بعض الوفد الذين قدموا على أبيه عن النبي ﷺ مرسلًا. أخرجه أبو داود (٤٥٨٧)، وسنده إلى المرسِل حسن، فالحديث بمجموع الطريقين حسن إن شاء الله تعالى.
قوله: «من تطبَّب» أي: من تكلف الطب وهو لا يتقنه.
«فهو ضامن» أي: عليه التعويض لما تلف بفعله.
(٢) إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن ميمون وأبيه ميمون أبي عبد الله البصري.
وأخرجه الترمذي (٢٢١٠) و(٢٢١١)، والنسائي في «الكبرى» (٧٥٤٤) و(٧٥٤٥) من طريق ميمون أبي عبد الله، عن زيد بن أرقم. وقال الترمذي: حسن صحيح! =

٣٤٦٨ - حَدَّثَنَا أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ وَهْبٍ، أَخبرنَا يُونُسُ وَابْنُ سَمْعَانَ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ عُتْبَةَ
عَنْ أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «عَلَيْكُمْ بِالْعُودِ الْهِنْدِيِّ -يَعْنِي بِهِ الْكُسْتَ- فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ، مِنْهَا ذَاتُ الْجَنْبِ».
قَالَ ابْنُ سَمْعَانَ فِي الْحَدِيثِ: «فَإِنَّ فِيهِ شِفَاءً مِنْ سَبْعَةِ أَدْوَاءٍ، مِنْهَا ذَاتُ الْجَنْبِ» (١).

١٨ - بَابُ الْحُمَّى
٣٤٦٩ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: ذُكِرَتْ الْحُمَّى عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَسَبَّهَا رَجُلٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «لَا تَسُبَّهَا، فَإِنَّهَا تَنْفِي الذُّنُوبَ كَمَا تَنْفِي النَّارُ خَبَثَ الْحَدِيدِ» (٢).


= وهو في «مسند أحمد» (١٩٢٨٩).
ذات الجنب: التهاب في الغشاء المحيط بالرئة.
والوَرْس: نبت أصفر يُصبَغ به يشبه الكُركُم.
والقُسْط: هو العود الهندي، وهو خشب يؤتى به من بلاد الهند، طيب الرائحة.
واللد: هو صب الدواء في جانب فم المريض.
(١) إسناده صحيح من جهة يونس -وهو ابن يزيد الأيلي- وابن سمعان: وهو له بن زياد بن سليمان بن سمعان، متروك.
وقد سلف الحديث برقم (٣٤٦٢).
(٢) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف موسى بن عبيدة الربذي. =

٣٤٧٠ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ يَزِيدَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْأَشْعَرِيِّ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ ﷺ، أَنَّهُ عَادَ مَرِيضًا - وَمَعَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ - مِنْ وَعْكٍ كَانَ بِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أَبْشِرْ، فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: هِيَ نَارِي أُسَلِّطُهَا عَلَى عَبْدِي الْمُؤْمِنِ فِي الدُّنْيَا، لِتَكُونَ حَظَّهُ مِنْ النَّارِ فِي الْآخِرَةِ» (١).

١٩ - بَاب الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَابْرُدُوهَا بِالْمَاءِ
٣٤٧١ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ ابْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ


= وهو في «مصنف ابن أبي شيبة» ٣/ ٢٣١.
وله شاهد من حديث جابر بن عبد الله عند مسلم في «صحيحه» برقم (٢٥٧٥).
(١) إسناده جيد، أبو صالح الأشعري لا يُعرف اسمه، روى عنه جمع وقال أبو حاتم: لا بأس به، ووثقه الذهبي في «الكاشف»، وباقي رجال الإسناد ثقات. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن جابر.
وهو في «مصنف ابن أبي شيبة» ٣/ ٢٢٩.
وأخرجه أحمد في «المسند» (٩٦٧٦)، وهناد في «الزهد» (٣٩١)، والطبراني في «مسند الشاميين» (٥٦١)، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» ٦/ ٨٦، والحاكم في «المستدرك» ١/ ٣٤٥، والبيهقي في «شعب الإيمان» (٩٨٤٤)، وفي «السُّنن» ٣/ ٣٨١ - ٣٨٢ من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، بهذا الإسناد.
تنببه: وقع هذا الحديث مسندًا من طريق أبي أسامة في الطبعة المصرية من «جامع الترمذي» برقم (٢٠٨٨)، وهو لم يرد في شيء من نسخه الخطية العتيقة المعتمدة، ولم يذكره الحافظ المزي في «تحفة الأشراف» منسوبًا إلى الترمذي، ولم يستدركه عليه الحافظ ابن حجر.

عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَابْرُدُوهَا بِالْمَاءِ» (١).
٣٤٧٢ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ
عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ النَّبِيِّ أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ شِدَّةَ الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَابْرُدُوهَا بِالْمَاءِ» (٢).
٣٤٧٣ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ


(١) إسناده صحيح.
وأخرجه البخاري (٣٢٦٣)، ومسلم (٢٢١٠)، والترمذي (٢٢٠٥)، والنسائي في «الكبرى» (٧٥٦٣) من طريق هشام بن عروة، به.
وهو في «مسند أحمد» (٢٤٢٢٩).
فَيح جهنم: سطوع حرِّها ووهجه.
فابرُدوها: بهمزة وصل وبضم الراء، على وزن قَتَلَ، أي: أسكنوا حرارتها وأطفئوا لهبها، قال النووي في «شرح مسلم»: وكونها بهمزة وصل وضم الراء هو الصحيح الفصيح المشهور في الروايات وكتب اللغة وغيرها، وحكى القاضي عياض في «المشارق» أنه يقال بهمزة قطع وكسر الراء في لغة قد حكاها الجوهري، وقال: هي لغة رديئة.
(٢) إسناده صحيح.
وأخرجه البخاري (٣٢٦٤)، ومسلم (٢٢٠٩)، والنسائي في «الكبرى» (٧٥٦٤) من طريق نافع، به.
وأخرجه مسلم (٢٢٠٩) (٨٠) من طريق محمَّد بن زيد بن عبد الله بن عمر، عن جده عبد الله بن عمر.
وهو في «مسند أحمد» (٤٧١٩)، و«صحيح ابن حبان» (٦٠٦٦).

عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: «الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَابْرُدُوهَا بِالْمَاءِ». ودَخَلَ عَلَى ابْنٍ لِعَمَّارٍ (١) فَقَالَ: اكْشِفْ الْبَاسْ، رَبَّ النَّاسْ، إِلَهَ النَّاسْ (٢).
٣٤٧٤ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامِ ابْنِ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ
عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ: أَنَّهَا كَانَتْ تُؤْتَى بِالْمَرْأَةِ الْمَوْعُوكَةِ، فَتَدْعُو بِالْمَاءِ فَتَصُبُّهُ فِي جَيْبِهَا، وَتَقُولُ: إِنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «ابْرُدُوهَا بِالْمَاءِ»، وَقَالَ: «إِنَّهَا مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ» (٣).
٣٤٧٥ - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ الْحَسَنِ


(١) في (س): ابن لعثمان.
(٢) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، مصعب بن المقدام صدوق لا بأس به، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه البخاري (٣٢٦٢) و(٥٧٢٦)، ومسلم (٢٢١٢)، والترمذي (٢٢٠٤)، والنسائي في «الكبرى» (٧٥٦٢) من طريقين عن سعيد بن مسروق، به - ولم يذكروا فيه قصة الدخول على ابن عمار. والداخل على ابن عمار هو رافع بن خديج.
وهو في «مسند أحمد» (١٥٨١٠).
(٣) إسناده صحيح.
وأخرجه البخاري (٥٧٢٤)، ومسلم (٢٢١١)، والترمذي (٢٢٠٦)، والنسائي في «الكبرى» (٧٥٦٥) من طريق هشام بن عروة، به.
وهو في «مسند أحمد» (٢٦٩٢٦).
والجَيب: ما ينفتح من الثوب على النحر كالطوق.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «الْحُمَّى كِيرٌ مِنْ كِيرِ جَهَنَّمَ، فَنَحُّوهَا عَنْكُمْ بِالْمَاءِ الْبَارِدِ» (١).

٢٠ - بَابُ الْحِجَامَةِ
٣٤٧٦ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ ابْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ مِمَّا تَدَاوَوْنَ بِهِ خَيْرٌ، فَالْحِجَامَةُ» (٢).
٣٤٧٧ - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «مَا مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي بِمَلَإٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ، إِلَّا كُلُّهُمْ يَقُولُ لِي: عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ بِالْحِجَامَةِ» (٣).


(١) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أن الحسن -وهو ابن أبي الحسن البصري- مدلس ولم يصرح بسماعه من أبي هريرة، وفي سماعه منه خلاف.
ويشهد له ما تقدمه من الأحاديث.
(٢) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل محمَّد بن عمرو: وهو ابن علقمة الليثي.
وأخرجه أبو داود (٣٨٥٧) عن موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وهو في «مسند أحمد» (٨٥١٣)، و«صحيح ابن حبان» (٦٠٧٨).
ويشهد له حديث أنس بن مالك عند البخاري (٥٦٩٦)، ومسلم (١٥٧٧).
(٣) إسناده ضعيف جدًا، عباد بن منصور ضعيف وقد دلس في إسناد هذا الخبر، ففي «الضعفاء» للعقيلي ٣/ ١٣٦، ونقله عنه المزي في ترجمة عباد من «التهذيب» =

٣٤٧٨ - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، أخبرنَا عَبَّادُ ابْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «نِعْمَ الْعَبْدُ الْحَجَّامُ، يَذْهَبُ بِالدَّمِ، وَيُخِفُّ الصُّلْبَ، وَيَجْلُو الْبَصَرَ» (١).


= عن يحيى بن سعيد القطان قال: قلت لعباد بن منصور الناجي: سمعتَ «ما مررتُ بملإ من الملائكة»، والنبي ﷺ كان يكتحل ثلاثًا؟ (يعني من عكرمة)، فقال: حدثني ابنُ أبي يحيى عن داود بن حُصين عن عكرمة عن ابن عباس. قلنا: فبين هنا أن بينه وبين عكرمة اثنين: ابن أبي يحيى، وهو إبراهيم بن محمَّد الأسلمي، وهو متروك، وداود بن حصين وهو ضعيف في عكرمة خاصةً.
وأخرجه ضمن حديث الترمذي (٢١٧٨) من طريق النضر بن شميل، عن عباد ابن منصور، بهذا الإسناد. وقال: حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عباد بن منصور. قلنا: وتصريح عباد عنده بسماعه من عكرمة خطأ مِن بعض مَن دونه لما سبق من تصريحه هو ليحيي بن سعيد بعدم سماعه منه.
وهو في «مسند أحمد» (٣٣١٦).
وفي الباب حديث أنس الآتي عند المصنف برقم (٣٤٧٩)، وهو ضعيف الإسناد أيضًا.
وآخر من حديث ابن مسعود عند الترمذي (٢١٧٧)، وفي سنده عبد الرحمن ابن إسحاق -وهو ابن الحارث الواسطي- ضعيف منكر الحديث.
وثالث من حديث ابن عمر عند البزار (٣٠٢٠ - كشف الأستار)، وفي سنده عبد الله بن صالح كاتب الليث، وهو سيئ الحفظ، وفيه عطاف بن خالد مختلف فيه، ولم يحمده مالك، ورماه ابن حبان بسوء الحفظ خاصة فيما يرويه عن نافع، وهذا الحديث من روايته عنه.
ورابع من حديث مالك بن صعصعة عند الطبراني في «الأوسط» (٢٠٨١)، و«الكبير» ١٩/ (٦٠٠)، وفي سنده من تكلم في حفظه وإتقانه.
(١) إسناده ضعيف كسابقه. =

٣٤٧٩ - حَدَّثَنَا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ سُلَيْمٍ
سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي بِمَلَإٍ إِلَّا قَالُوا: يَا مُحَمَّدُ، مُرْ أُمَّتَكَ بِالْحِجَامَةِ» (١).
٣٤٨٠ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ الْمِصْرِيُّ، أَخبرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ
عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ ﷺ اسْتَأْذَنَتْ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فِي الْحِجَامَةِ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ ﷺ أَبَا طَيْبَةَ أَنْ يَحْجُمَهَا. وَقَالَ: حَسِبْتُ أَنَّهُ كَانَ أَخَاهَا مِنْ الرِّضَاعَةِ، أَوْ غُلَامًا لَمْ يَحْتَلِمْ (٢).

٢١ - بَابُ مَوْضِعِ الْحِجَامَةِ
٣٤٨١ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ ابْنُ بِلَالٍ، حَدَّثَنِي عَلْقَمَةُ بْنُ أَبِي عَلْقَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجَ، قَالَ:


= وأخرجه الترمذي (٢١٧٨) مجموعًا مع الحديث السابق، من طريق النضر بن شميل، عن عباد بن منصور، به.
الصُّلب: الطَّهر.
(١) إسناده ضعيف، جبارة وكثير كلاهما ضعيف.
وأخرجه ابن عدي في ترجمة كثير من «الكامل» ٦/ ٢٠٨٤ من طريق قتيبة بن سعيد وجبارة بن المغلس، عن كثير بن سليم، به.
وانظر حديث ابن عباس السالف برقم (٣٤٧٧).
(٢) إسناده صحيح. أبو الزبير: هو محمَّد بن مسلم بن تَدرُس المكي.
وأخرجه مسلم (٢٢٠٦)، وأبو داود (٤١٠٥) من طريق الليث بن سعد، به.
وهو في «مسند أحمد» (١٤٧٧٥)، و«صحيح ابن حبان» (٥٦٠٢).

سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ ابْنَ بُحَيْنَةَ يَقُولُ: احْتَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِلَحْيِ جَمَلٍ وَهُوَ مُحْرِمٌ، وَسَطَ رَأْسِهِ (١).
٣٤٨٢ - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ سَعْدٍ الْإِسْكَافِ، عَنْ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ
عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: نَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ بِحِجَامَةِ الْأَخْدَعَيْنِ وَالْكَاهِلِ (٢).
٣٤٨٣ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي الْخَصِيبِ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ
عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ احْتَجَمَ فِي الْأَخْدَعَيْنِ وَعَلَى الْكَاهِلِ (٣).


(١) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل خالد بن مخلد القَطَواني، وقد توبع. عبد الرحمن الأعرج: هو ابن هرمز.
وأخرجه البخاري (١٨٣٦) عن خالد بن مخلد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (٥٦٩٨)، ومسلم (١٢٠٣)، والنسائي ٥/ ١٩٤ من طرق عن سليمان بن بلال، به.
وهو في «مسند أحمد» (٢٢٩٢٤)، و«صحيح ابن حبان» (٣٩٥٣).
لَحي جمل: اسم موضع، وقال ابن وضاح - فيما نقله الحافظ ابن حجر في «الفتح» ١٠/ ١٥٢ -: بقعة معروفة، وهي عقبة الجُخفة على سبعة أميال من السُّقيا.
(٢) إسناده تالف، سعد الإسكاف -وهو ابن طريف- والأصبغ بن نباتة متروكان، واتهم ابن حبان الإسكاف بالوضع.
وأخرجه أحمد بن منيع في «مسنده» -كما في «مصباح الزجاجة» للبوصيري- من طريق مروان بن معاوية، عن سعد بن طريف الإسكاف، به.
(٣) إسناده صحيح.
وأخرجه أبو داود (٣٨٦٠)، والترمذي (٢١٧٦) من طريق جرير بن حازم، به - وقرن الترمذي بجرير همامَ بنَ يحيى، وقال: حديث حسن. =

٣٤٨٤ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيِّ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يَحْتَجِمُ عَلَى هَامَتِهِ وَبَيْنَ كَتِفَيْهِ، وَيَقُولُ: «مَنْ أَهْرَاقَ مِنْهُ هَذِهِ الدِّمَاءَ، فَلَا يَضُرُّهُ أَنْ لَا يَتَدَاوَى بِشَيْءٍ لِشَيْءٍ» (١).
٣٤٨٥ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَرِيفٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ
عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ سَقَطَ عَنْ فَرَسِهِ عَلَى جِذْعٍ فَانْفَكَّتْ قَدَمُهُ (٢).
قَالَ وَكِيعٌ: يَعْنِي أَنَّ النَّبِيَّ احْتَجَمَ عَلَيْهَا مِنْ وَثْءٍ (٣).


= وهو في «مسند أحمد» (١٢١٩١)، و«صحيح ابن حبان» (٦٠٧٧).
الأخدعان: عِرقان في جانب العنق.
والكاهل: ما بين كتفي الإنسان.
(١) إسناده ضعيف. ابن ثوبان -وهو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان- مختلف فيه، وثقه بعضهم وضعفه آخرون، وقال ابن عدي: كان رجلًا صالحًا، ويكتب حديثه على ضعفه.
وأخرجه أبو داود (٣٨٥٩) من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد.
الهامَة: الرأس.
(٢) إسناد قوي. أبو سفيان: هو طلحة بن نافع.
وأخرجه أبو داود (٦٠٢) مطولًا عن عثمان بن أبي شيبة، عن جرير ووكيع،
بهذا الإسناد.
وهو في «مسند أحمد» (١٤٢٠٥)، و«صحيح ابن حبان» (٢١١٢).
(٣) الوثء: هو وجعٌ يُصيب اللحم ولا يبلغ العظم.
وقول وكيع هذا لم يروه عنه غير محمَّد بن طريف، وهو خطأ في هذا الحديث، فإنما سقط النبي ﷺ عن فرسه في المدينة كما هو مصرَّح به في الروايات المطولة، =

٢٢ - بَاب فِي أَيِّ الْأَيَّامِ يُحْتَجَمُ
٣٤٨٦ - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَطَرٍ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ النَّهَّاسِ بْنِ قَهْمٍ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «مَنْ أَرَادَ الْحِجَامَةَ فَلْيَتَحَرَّ سَبْعَةَ عَشَرَ، أَوْ تِسْعَةَ عَشَرَ، أَوْ أحدًا وَعِشْرِينَ، لَا يَتَبَيَّغْ بِأَحَدِكُمْ الدَّمُ فَيَقْتُلَهُ» (١).
٣٤٨٧ - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَطَرٍ، عَنْ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، عَنْ نَافِعٍ
عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: يَا نَافِعُ، قَدْ تَبَيَّغَ بِيَ الدَّمُ، فَالْتَمِسْ لِي حَجَّامًا، وَاجْعَلْهُ رَفِيقًا إِنْ اسْتَطَعْتَ، وَلَا تَجْعَلْهُ شَيْخًا كَبِيرًا وَلَا


= وأما حجامته ﷺ من الوثء، فقد جاء أنها كانت وهو مُحرِم- أي: في غير المدينة- هكذا روى أبو الزبير عن جابر عند النسائي ٥/ ١٩٣، وقتادة عن أنس عنده أيضًا ٥/ ١٩٤. والله تعالى أعلم.
(١) إسناده مسلسل بالضعفاء، وانفرد ابن ماجه بإخراجه.
وأخرجه الترمذي (٢١٧٦) من فعل النبي ﷺ من طريق عمرو بن عاصم، عن همام بن يحيى وجرير بن حازم، عن قتادة، عن أنس قال: كان رسول الله يحتجم لسبع عشرة وتع عشرة هاحدى وعشرين. وحسَّنه، وهو كما قال.
ويشهد لحديث قتادة عن أنس حديثُ ابن عباس عند الحاكم ٤/ ٤٠٩، وسنده ضعيف.
وآخر من حديث أبي هريرة عند أبي داود (٣٨٦١) مرفوعًا بلفظ «من احتجم لسبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين كان شفاء من كل داء». وسنده حسن في الشواهد.
قوله: «لا تبيغ» أي: لا يتهيَّج.

صَبِيًّا صَغِيرًا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «الْحِجَامَةُ عَلَى الرِّيقِ أَمْثَلُ، وَفِيهِ شِفَاءٌ وَبَرَكَةٌ، وَتَزِيدُ فِي الْعَقْلِ وَفِي الْحِفْظِ، فَاحْتَجِمُوا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَاجْتَنِبُوا الْحِجَامَةَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ وَالْجُمُعَةِ وَالسَّبْتِ وَيَوْمَ الْأَحَدِ، تَحَرِّيًا، وَاحْتَجِمُوا يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَالثُّلَاثَاءِ، فَإِنَّهُ الْيَوْمُ الَّذِي عَافَى اللَّهُ فِيهِ أَيُّوبَ مِنْ الْبَلَاءِ، وَضَرَبَهُ بِالْبَلَاءِ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ، فَإِنَّهُ لَا يَبْدُو جُذَامٌ وَلَا بَرَصٌ إِلَّا يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ، ولَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ» (١).


(١) إسناده مسلسل بالضعفاء، سويد بن سعيد وعثمان بن مطر والحسن بن أبي جعفر ضعفاء.
وأخرجه ابن حبان في ترجمة عثمان من «المجروحين» ٢/ ١٠٠، وابن عدي في ترجمة الحسن من «الكامل» ٢/ ٧٢١، وابن الجوزي في «العلل المتناهية» (١٤٦٤) من طريق عثمان بن مطر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم في «المستدرك» ٤/ ٤٠٩ من طريق عبد الملك بن عبد ربه الطائي، عن عثمان بن جعفر، عن محمَّد بن جحادة، به. وقال: عثمان بن جعفر هذا لا أعرفه بعدالة ولا جرح. ووهَّى الذهبي حديثه هذا في «تلخيصه»، وذكره الحافظ ابن حجر في «لسان الميزان» وقال: حديثه منكر في الحجامة. قلنا: وعبد الملك بن عبد ربه الطائي ذكره الذهبي في «الميزان» وقال: منكر.
وأخرجه الحاكم أيضًا ٤/ ٢١١، وابن الجوزي (١٤٦٣) من طريق غزال بن محمَّد، عن محمَّد بن جحادة، به. وغزال هذا جهله الحاكم وابن الجوزي والذهبي في «الميزان» وقال: خبره منكر في الحجامة.
وأخرجه الحاكم ٤/ ٢١١ - ٢١٢ من طريق عبد الله بن صالح المصري، عن عطاف بن خالد، عن نافع، به. وعبد الله بن صالح سيئ الحفظ، وعطاف بن خالد مختلف فيه ولم يحمده مالك، ورماه ابن حبان بسوء الحفظ خاصة فيما يرويه عن نافع. =

٣٤٨٨ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِصْمَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ:
قَالَ ابْنُ عُمَرَ: يَا نَافِعُ، تَبَيَّغَ بِيَ الدَّمُ، فَأْتِنِي بِحَجَّامٍ، وَاجْعَلْهُ شَابًّا، وَلَا تَجْعَلْهُ شَيْخًا وَلَا صَبِيًّا. قَالَ: وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: الْحِجَامَةُ عَلَى الرِّيقِ أَمْثَلُ، وَهِيَ تَزِيدُ فِي الْعَقْلِ، وَتَزِيدُ فِي الْحِفْظِ، وَتَزِيدُ الْحَافِظَ حِفْظًا، فَمَنْ كَانَ مُحْتَجِمًا، فَيَوْمَ الْخَمِيسِ، عَلَى اسْمِ اللَّهِ، وَاجْتَنِبُوا الْحِجَامَةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَيَوْمَ السَّبْتِ وَيَوْمَ الْأَحَدِ، وَاحْتَجِمُوا يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَالثُّلَاثَاءِ، وَاجْتَنِبُوا الْحِجَامَةَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ، فَإِنَّهُ الْيَوْمُ الَّذِي أُصِيبَ فِيهِ أَيُّوبُ بِالْبَلَاءِ، وَمَا يَبْدُو جُذَامٌ وَلَا بَرَصٌ إِلَّا فِي يَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ، أَوْ لَيْلَةِ الْأَرْبِعَاءِ» (١).

٢٣ - بَابُ الْكَيِّ
٣٤٨٩ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَقَّارِ بْنِ الْمُغِيرَةِ
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «مَنْ اكْتَوَى أَوْ اسْتَرْقَى، فَقَدْ بَرِئَ مِنْ التَّوَكُّلِ» (٢).


= وأخرجه مختصرًا الحاكم ٤/ ٢١١، وابن الجوزي (١٤٦٥) من طريق عبد الله ابن هشام الدستوائي، عن أبيه، عن أيوب السخنياني، عن نافع، عن ابن عمر موقوفًا. وعبد الله بن هشام متروك.
وانظر ما بعده.
(١) إسناده ضعيف لضعف عثمان بن عبد الرحمن -وهو الطرائفي- وجهالة عبد الله بن عصمة وسعيد بن ميمون. وانظر ما قبله.
(٢) حديث صحيح، ليث -وهو ابن أبي سليم- قد توبع، وباقي رجاله ثقات. =

٣٤٩٠ - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، وَيُونُسُ، عَنْ الْحَسَنِ
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَنْ الْكَيِّ، فَاكْتَوَيْتُ فَمَا أَفْلَحْتُ وَلَا أَنْجَحْتُ (١).


= وأخرجه الترمذي (٢١٨١)، والنسائي في «الكبرى» (٧٥٦١) من طريق منصور ابن المعتمر، عن مجاهد، به. وتال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وهو في «مسند أحمد» (١٨١٨٠)، و«صحيح ابن حبان» (٦٠٨٧). قال السندي في حاشيته على «مسند أحمد»: قوله: «فقد برئ من التوكل»، أي: ليس من كمال التوكل التعلقُ بالأسباب البعيدة كالرُّقية والكيِّ، فالمتعلق بمثل هذه الأسباب ليس من أهل الكمال في التوكل.
وقال المناوي في «فيض القدير»: فقد برئ من التوكل لفعله ما يُسن التنزه عنه من الاكتواء لخطره والاسترقاء بما لا يُعرف من كتاب الله لاحتمال كونه شركًا. أو هذا فيمن فعل معتمدًا عليها لا على الله، فصار بذلك بريئًا من التوكل، فإن فقد ذلك لم يكن بريئًا منه.
(١) حديث صحيح، رجاله ثقات والحسن -وهو ابن أبي الحسن البصري- وإن لم يسمع من عمران، قد توبع. منصور: هو ابن زاذان، ويونس: هو ابن عبيد البصري.
وأخرجه الترمذي (٢١٧٣)، والنسائي في «الكبرى» (٧٥٥٨) من طريق الحسن، عن عمران بن حصين.
وأخرجه أبو داود (٣٨٦٥) من طريق ثابت البناني، عن مطرف بن عبد الله بن الشخِّير، عن عمران بن حصين. وسنده صحيح.
وهو في «مسند أحمد» (١٩٨٦٤)، و«صحيح ابن حبان» (٦٠٨١).
قال الحافظ في «الفتح» ١٠/ ١٥٥: والنهي فيه محمول على الكراهة، أو على خلاف الأولى لما يقضيه مجموعُ الأحاديث، وقيل: إنه خاص بعمران، لأنه كان به الباسورُ وكان موضعه خطرًا، فنهاه عن كَيِّه، فلما اشتدَّ عليه، كواه، فلم يُنجِح. =

٣٤٩١ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ، حَدَّثَنَا سَالِمٌ الْأَفْطَسُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «الشِّفَاءُ فِي ثَلَاثٍ: شَرْبَةِ عَسَلٍ، وَشَرْطَةِ مِحْجَمٍ، وَكَيَّةٍ بِنَارٍ، وَأَنْهَى أُمَّتِي عَنْ الْكَيِّ» رَفَعَهُ (١).

٢٤ - بَابُ مَنْ اكْتَوَى
٣٤٩٢ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ (ح)
وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ، قال:
سَمِعَت عَمِّي يَحْيَى -وَمَا أَدْرَكْتُ رَجُلًا مِنَّا بِهِ شَبِيهًا- يُحَدِّثُ النَّاسَ: أَنَّ سَعْدَ بْنَ زُرَارَةَ -وَهُوَ جَدُّ مُحَمَّدٍ مِنْ قِبَلِ أُمِّهِ- أَنَّهُ أَخَذَهُ وَجَعٌ فِي حَلْقِهِ، يُقَالُ لَهُ: الذُّبْحَةُ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «لَأُبْلِغَنَّ -أَوْ لَأُبْلِيَنَّ- فِي أَبِي أُمَامَةَ عُذْرًا» فَكَوَاهُ بِيَدِهِ فَمَاتَ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ:


= وقوله: «ولا أنجحتُ» وفي (س) و(م): فما أفلَحنَ ولا أنجحنَ؛ يعني الكيّات قال في «النهاية: يقال: نجح فلان وأنجح إذا أصاب طَلِبَتَهُ، ونَجَحَت طَلِبَته وأنجحت، وأنجحه الله.
(١) إسناده صحيح. سالم الأفطس: هو ابن عجلان.
وأخرجه كابن ماجه البخاري (٥٦٨٠) و(٥٦٨١) من طريق مروان بن شجاع، بهذا الإسناد.
وهو في»مسند أحمد" (٢٢٠٨).
قال السندي: والنهي عن استعمال الكي للتنزيه.

«مِيتَةَ سَوْءٍ لِلْيَهُودِ! يَقُولُونَ: أَفَلَا دَفَعَ عَنْ صَاحِبِهِ! وَمَا أَمْلِكُ لَهُ وَلَا لِنَفْسِي شَيْئًا» (١).
٣٤٩٣ - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ
عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: مَرِضَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ مَرَضًا، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ ﷺ طَبِيبًا، فَكَوَاهُ عَلَى أَكْحَلِهِ (٢).


(١) صحيح، وهو مرسل صحابي على الأرجح، فإن يحيى بن أسعد بن زرارة قد اختُلف في صحبته بناءَ على الاختلاف في نسبه: هل هو ابن أسعد بن زرارة لصلبه أم لا، فإن كان لصلبه، فهو صحابي بلا شك، لكنه صغير، فقد توفي أبوه أسعد بن زرارة في السنة الأولى للهجرة.
وأخرجه ابن أبي شيبة ٧/ ٤٢٣، وعنه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (٢١٩٧) عن محمَّد بن جعفر غُندر، عن شعبة، به.
وأخرج أحمد في «مسنده» (١٦٦١٨) و(٢٣٢٠٧) من طريق أبي الزبير، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن بعض أصحاب النبي ﷺ قال: كوى رسولُ الله ﷺ سعدًا أو أسعد بن زرارة في حلقه من الذُّبَحة، وقال: «لا أدع في نفسي حرجًا من سعد- أو أسعد- بن زرارة». وسنده حسن، والشك في سعد أو أسعد من بعض الرواة، والراجح أن الذي كواه النبي ﷺ هو أسعد، بالهمز. وانظر تمام تخريجه في «المسند».
الذُّبحَةُ، قال ابن الأثير في «النهاية»: وجعٌ يَعرِض في الحلق من الدم، وقيل: هي قرحة تظهر فيه فينسدُّ معها وينقطع النَفَس فتَقتُل.
(٢) إسناده قوي. أبو سفيان: هو طلحة بن نافع، والأعمش: هو سليمان بن مهران.
وأخرجه مسلم (٢٢٠٧)، وأبو داود (٣٨٦٤) من طريق الأعمش، به. ولم يذكر أبو داود في حديثه الكيَّ.
وهو في «مسند أحمد» (١٤٢٥٢).
الأكحل: عِرْق في وسط الذراع.

٣٤٩٤ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي الْخَصِيبِ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كَوَى سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ فِي أَكْحَلِهِ مَرَّتَيْنِ (١).

٢٥ - بَابُ الْكُحْلِ بِالْإِثْمِدِ
٣٤٩٥ - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُحَدِّثُ
عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «عَلَيْكُمْ بِالْإِثْمِدِ، فَإِنَّهُ يَجْلُو الْبَصَرَ، وَيُنْبِتُ الشَّعَرَ» (٢).


(١) إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري، وأبو الزبير: هو محمَّد بن مسلم بن تَدرُس.
وأخرجه بنحوه مسلم (٢٢٠٨)، وأبو داود (٣٨٦٦)، من طرق عن أبي الزبير، به. وأخرجه أحمد (١٤٧٧٣)، والترمذي (١٦٧٣)، والنسائي في «الكبرى» (٣٥٧٩) من طرق عن الليث بن سعد، عن أبي الزبير به ورواية الليث بن سعد عنه محمولة على السماع، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وهو في «مسند أحمد» (١٤٣٤٣)، و«صحيح ابن حبان» (٤٧٨٤).
(٢) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عثمان بن عبد الملك. أبو عاصم: هو الضحاك بن مخلد النبيل.
وأخرجه البخاري في «التاريخ الكبير» ٦/ ٢٤٢، والترمذي في «الشمائل» (٥٢)، والحاكم ٤/ ٢٠٧ من طريق أبي عاصم، بهذا الإسناد.
ويشهد له ما بعده من حديث جابر وابن عباس.
وحديث علي بن أبي طالب عند الطبراني في «الأوسط» (١٠٦٤)، ومن طريقه الضياء المقدسي في «الأحاديث المختارة» (٧٢٦) وحسَّن إسناده. =

٣٤٩٦ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ
عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «عَلَيْكُمْ بِالْإِثْمِدِ عِنْدَ النَّوْمِ، فَإِنَّهُ يَجْلُو الْبَصَرَ وَيُنْبِتُ الشَّعَرَ» (١).
٣٤٩٧ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «خَيْرُ أَكْحَالِكُمُ الْإِثْمِدُ، يَجْلُو الْبَصَرَ، وَيُنْبِتُ الشَّعَرَ» (٢).


= وحديث أبى النعمان الأنصاري: معبد بن هوذة عند أحمد (١٥٩٠٦).
الإثمد: نوع من أنواع الكحل.
(١) حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف إسماعيل بن مسلم -وهو المكي- وقد توبع.
وأخرجه الطبراني في «الأوسط» (٦٠٥٦)، والعقيلي في «الضعفاء» ١/ ٩٢ من طريق إسماعيل بن مسلم، به.
وأخرجه عبد بن حميد (١٠٨٥)، والترمذي في «الشمائل» (٥٠)، وأبو يعلى (٢٠٥٨) من طريق محمَّد بن إسحاق، عن محمَّد بن المنكدر، به. ومحمد بن إسحاق صدوق حسن الحديث إلا أنه مدلس ولم يصرح هنا بالسَّماع.
ويشهد له ما قبله وما بعده.
(٢) إسناده قوي، ابن خثيم -وهو عبد الله بن عثمان بن خثيم- صدوق لا بأس به، وباقي رجاله ثقات. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه أبو داود (٣٨٧٨) و(٤٠٦١)، والنسائي ٨/ ١٤٩ - ١٥٠ من طريق عبد الله ابن عثمان بن خثيم، به.
وأخرجه الترمذي (١٨٥٤) من طريق عباد بن منصور، عن عكرمة، عن ابن عباس. وسنده ضعيف لضعف عباد.
وهو في «مسند أحمد» (٢٠٤٧).

٢٦ - بَابُ مَنْ اكْتَحَلَ وِتْرًا
٣٤٩٨ - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الصَّبَّاحِ، حدثنا ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ حُصَيْنٍ الْحِمْيَرِيِّ، عَنْ أَبِي سَعْدِ الْخَيْرِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «مَنْ اكْتَحَلَ فَلْيُوتِرْ، مَنْ فَعَلَ فَقَدْ أَحْسَنَ، وَمَنْ لَا فَلَا حَرَجَ» (١).
٣٤٩٩ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ عَبَّادِ ابْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ


(١) إسناده ضعيف لضعف حصين الحميري ثم الحُبراني، وجهالة أبي سعد الخير، ويقال: أبو سعيد.
وأخرجه ضمن حديثٍ أبو داود (٣٥) من طريق عيسى بن يونس، عن ثور بن يزيد، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (٣٣٨)، وهو في «مسند أحمد» (٨٦١١).
وقد روي عن أبي هريرة أيضًا عند أحمد (٨٦١١) و(٨٦١٢) من طريق أبي يونس والأعرج عنه مرفوعًا: «إذا اكتحل أحدكم فليوتر». وفي سنديهما ابن لهيعة، وهو سيئ الحفظ.
ويشهد للاكحال وترًا حديث ابن عباس التالي، وسنده ضعيف.
وأحسن شيء في الباب حديث عبد الحميد بن جعفر عن عمران بن أبي أنس، عن أنس بن مالك: أن رسول الله ﷺ كان يكتحل في عينه اليمنى ثلاثًا، وفي اليسرى ثلاثًا بالإثمد. أخرجه أبو الشيخ في «أخلاق النبي» ص١٧٠، ومن طريقه البغوي في «شرح السنة» ١٢/ ١١٩، وسنده قوي.
وأخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» ٨/ ٢١ و٥٩٩، وابن سعد في «الطبقات» ١/ ٤٨٤ من طريق عبد الحميد بن جعفر عن عمران بن أبي أنس مرسلًا، وقال فيه: وفي اليسرى مرودين!

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَتْ لِلنَّبِيِّ ﷺ مُكْحُلَةٌ، يَكْتَحِلُ مِنْهَا ثَلَاثًا فِي كُلِّ عَيْنٍ (١).

٢٧ - بَابُ النَّهْيِ أَنْ يُتَدَاوَى بِالْخَمْرِ
٣٥٠٠ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حدثنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ الْحَضْرَمِيِّ
عَنْ طَارِقِ بْنِ سُوَيْدٍ الْحَضْرَمِيِّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ بِأَرْضِنَا أَعْنَابًا نَعْتَصِرُهَا، فَنَشْرَبُ مِنْهَا؟ قَالَ: «لَا» فَرَاجَعْتُهُ، قُلْتُ: إِنَّا نَسْتَشْفِي بِهِ لِلْمَرِيضِ. قَالَ: «إِنَّ ذَلِكَ لَيْسَ بِشِفَاءٍ، وَلَكِنَّهُ دَاءٌ» (٢).

٢٨ - بَابُ الِاسْتِشْفَاءِ بِالْقُرْآنِ
٣٥٠١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكِنْدِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، حَدَّثَنَا سَعَّادُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الْحَارِثِ


(١) إسناده ضعيف جدًا، وقد تقدم بيان عنه عند الحديث السالف برقم (٣٤٧٧).
وأخرجه الترمذي (١٨٥٤) و(٢١٧٢) من طريق عباد بن منصور، به.
وسلف التعليق على الاكتحال ثلاثًا في الحديث السالف.
(٢) حديث حسن، وقد اختلف في إسناده على سماك بن حرب، وهو صدوق حسن الحديث.
فرواية حماد بن سلمة عن سماك على هذا الوجه عند أحمد في «المسند» (١٨٧٨٧)، وانظر تتمة تخريجها هناك.
وأخرجه مسلم (١٩٨٤)، وأبو داود (٣٨٧٣)، والترمذي (٢١٦٩) من طريق شعبة، عن سماك بن حرب، عن علقمة بن وائل، عن أبيه وائل بن حجر الحضرمي: أن طارق بن سويد الجعفي سأل النبي ﷺ عن الخمر ... إلخ. فجعله شعبة من حديث وائل بن حجر.
وهو في «مسند أحمد» (١٨٧٨٨)، و«صحيح ابن حبان» (١٣٩٠).

عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «خَيْرُ الدَّوَاءِ الْقُرْآنُ» (١).

٢٩ - بَابُ الْحِنَّاءِ
٣٥٠٢ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا فَائِدٌ مَوْلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، حَدَّثَنِي مَوْلَايَ عُبَيْدُ اللَّهِ
حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي سَلْمَى أُمُّ رَافِعٍ، مَوْلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، قَالَتْ: كَانَ لَا يُصِيبُ النَّبِيَّ ﷺ قَرْحَةٌ وَلَا شَوْكَةٌ إِلَّا وَضَعَ عَلَيْهِ الْحِنَّاءَ (٢).

٣٠ - بَابُ أَبْوَالِ الْإِبِلِ
٣٥٠٣ - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، أخبرنَا حُمَيْدٌ


(١) إسناده ضعيف لضعف الحارث: وهو الأعور، وسعاد بن سليمان قال أبو حاتم الرازي: ليس بقوي في الحديث. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله بن عبيد السَّبيعي.
وأخرجه القضاعي في «مسند الشهاب» (٢٨) من طريق محمَّد بن عبيد بن عتبة، بهذا الإسناد.
(٢) إسناده محتمل للتحسين.
وأخرجه الترمذي (٢١٧٩) و(٢١٨٠) من طريق فائد مولى عبيد الله، به.
وأخرجه بنحوه أبو داود (٣٨٥٨) من طريق عبد الرحمن بن أبي الموالي، عن فائد مولى عبيد الله، عن جدته سلمى قالت: ما كان أحد يشتكي إلى رسول الله ﷺ وجعًا في رأسه إلا قال: «احتجم»، ولا وجعًا في رجليه إلا قال: «اخضِبهما».
وانظر «مسند أحمد» (٢٧٦١٧).
قال المباركفوري في «تحفة الأحوذي»: القرحة، بفتح القاف ويُضم: جراحة من سيف وسكين ونحوه.
إلا وضع عليه الحناء: لأنه ببرودته يخفف حرارةً الجراحة وألم الدم.

عَنْ أَنَسٍ بن مالك، أَنَّ نَاسًا مِنْ عُرَيْنَةَ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَاجْتَوَوْا الْمَدِينَةَ، فَقَالَ: «لَوْ خَرَجْتُمْ إِلَى ذَوْدٍ لَنَا فَشَرِبْتُمْ مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا» فَفَعَلُوا (١).

٣١ - بَاب الذباب يَقَعُ فِي الْإِنَاءِ
٣٥٠٤ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «فِي أَحَدِ جَنَاحَيْ الذُّبَابِ سُمٌّ، والْآخَرِ شِفَاءٌ، فَإِذَا وَقَعَ فِي الطَّعَامِ فَامْقُلُوهُ فِيهِ، فَإِنَّهُ يُقَدِّمُ السُّمَّ وَيُؤَخِّرُ الشِّفَاءَ» (٢).

٣٥٠٥ - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي شَرَابِكُمْ، فَلْيَغْمِسْهُ فِيهِ ثُمَّ لِيَطْرَحْهُ، فَإِنَّ فِي أَحَدِ جَنَاحَيْهِ دَاءً، وَفِي الْآخَرِ شِفَاءً» (٣).


(١) إسناده صحيح. وقد سلف بهذا الإسناد مطولًا برقم (٢٥٧٨).
(٢) إسناده صحيح. ابن أبي ذئب: اسمه محمَّد بن عبد الرحمن بن المغيرة، وسعيد بن خالد: هو ابن عبد الله بن قارظ القارظي، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن ابن عوف.
وأخرجه النسائي ٧/ ١٧٨ - ١٧٩ من طريق ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.
وهو في «مسند أحمد» (١١٦٤٣)، و«صحيح ابن حبان» (١٢٤٧).
فامقلوه، أي: أدخِلوه واغمسوه في الطعام ثم اطرحوه.
(٣) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل سويد بن سعيد ومسلم بن خالد الزنجي، لكنهما متابعان. =

٣٢ - بَابُ الْعَيْنِ
٣٥٠٦ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رزيْقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ هِنْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «الْعَيْنُ حَقٌّ» (١).
٣٥٠٧ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ مُضَارِبِ بْنِ حَزْنٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النبي ﷺ: «الْعَيْنُ حَقٌّ» (٢).


= وأخرجه البخاري (٣٣٢٠) من طريق سليمان بن بلال، و(٥٧٨٢) من طريق إسماعيل بن جعفر، كلاهما عن عتيبة بن مسلم، به.
وأخرجه أبو داود (٣٨٤٤) من طريق ابن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة.
وهو في «مسند أحمد» (٩١٦٨)، و«صحيح ابن حبان» (١٢٤٦).
(١) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال أمية بن هند.
وأخرجه ضمنَ حديث النسائي في «الكبرى» (١٠٨٠٥) من طريق معاوية بن هشام، بهذا الإسناد.
وهو في «مسند أحمد» (١٥٧٠٠).
ويشهد له ما بعده.
(٢) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، مضارب بن حزن صدوق حسن الحديث. الجريري: اسمه سعيد بن إياس. وهو من هذا الطريق في «مسند أحمد» (١٠٣٢١).
وأخرجه البخاري (٥٧٤٠)، ومسلم (٢١٨٧)، وأبو داود (٣٨٧٩) من طريق معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة.
وهو من طريق همام في «مسند أحمد» (٨٢٤٥)، و«صحيح ابن حبان» (٥٥٠٣).
وانظر لزامًا في شرح هذا الحديث «زاد المعاد» ٣/ ١٦٢ - ١٧٣.

٣٥٠٨ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الْمَخْزُومِيُّ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ، فَإِنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ» (١).
٣٥٠٩ - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، قَالَ:
مَرَّ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ بِسَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ وَهُوَ يَغْتَسِلُ، فَقَالَ: لَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ، وَلَا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ! فَمَا لَبِثَ أَنْ لُبِطَ بِهِ، فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيَّ ﷺ، فَقِيلَ لَهُ: أَدْرِكْ سَهْلًا صَرِيعًا. قَالَ: «مَنْ تَتَّهِمُونَ بِهِ؟» قَالُوا: عَامِرَ ابْنَ رَبِيعَةَ. قَالَ: «عَلَامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ؟ إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَخِيهِ مَا يُعْجِبُهُ، فَلْيَدْعُ لَهُ بِالْبَرَكَةِ» ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَأَمَرَ عَامِرًا أَنْ يَتَوَضَّأَ، فَيَغْسِلْ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ وَرُكْبَتَيْهِ وَدَاخِلَةَ إِزَارِهِ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَصُبَّ عَلَيْهِ.
قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ: وَأَمَرَ أَنْ يكْفئ الْإِنَاءَ مِنْ خَلْفِهِ (٢).


(١) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي واقد: وهو صالح بن محمَّد بن زائدة. أبو هشام المخزومي: هو المغيرة بن سلمة، ووُهيب: هو ابن خالد بن عجلان البصري.
وأخرجه الطبراني في «الأوسط» (٥٩٤٥)، والحاكم ٤/ ٢١٥ من طريق وهيب ابن خالد، بهذا الإسناد.
(٢) حديث صحيح، هشام بن عمار قد توبع، وباقي رجاله ثقات. سفيان: هو ابن عيينة. =

٣٣ - بَابُ مَنْ اسْتَرْقَى مِنْ الْعَيْنِ
٣٥١٠ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو ابْنِ دِينَارٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ عَامِرٍ (١)، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ الزُّرَقِيِّ، قَالَ:
قَالَتْ أَسْمَاءُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ بَنِي جَعْفَرٍ تُصِيبُهُمْ الْعَيْنُ، فَأَسْتَرْقِي لَهُمْ؟ قَالَ: «نَعَمْ، فَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ، سَبَقَتْهُ الْعَيْنُ» (٢).


= وأخرجه النسائي في «الكبرى» (٧٥٧١) و(٩٩٦٥) عن محمَّد بن عبد الله بن يزيد والحارث بن مسكين، عن سفيان، به.
وأخرجه أيضًا (٧٥٧٢) من طريق مالك، عن ابن شهاب الزهري، به.
وأخرجه (٩٩٦٦) عن محمَّد بن عبد الله بن يزيد، عن سفيان، عن معمر، عن الزهري، به. إلا أنه جعله من رواية أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه: أن عامرًا مرَّ به ... إلخ. وهذا أصح، إذ إن أبا أمامة له رؤية فقط ولم يسمع من النبي ﷺ، ولم يحضر هذه القصة وإنما سمعها من أبيه.
وأخرجه النسائي أيضًا (٧٥٧٠) من طريق مالك، عن محمَّد بن أبي أمامة، عن أبيه قال: اعتل أبي سهلُ بن حنيف ...
والحديث في «مسند أحمد» (١٥٩٨٥)، و«صحيح ابن حبان» (٦١٠٦).
قوله: «جلد مخبَّأة» أي: جلد جارية مخباة في خِدرها.
«لُبِطَ به»: صُرعَ به.
(١) في (ذ) ومطبوعة محمَّد فؤاد عبد الباقي: عن عروة، عن عامر، وهو خطأ.
(٢) صحيح لغيره، وهذا إسناد جيد.
وأخرجه الترمذي (٢١٨٦) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن صحيح.
وأخرجه الترمذي أيضًا (٢١٨٧)، والنسائي في «الكبرى» (٧٤٩٥) من طريق معمر، عن أيوب السختياني، عن عمرو بن دينار، عن عروة بن عامر، عن عبيد بن رفاعة، عن أسماء بنت عميس قالت: قلت: يا رسول الله ... إلخ. فجعله من مسند أسماء بنت عميس، وذكر الدارقطني في «العلل» ٥/ ررقة ١٩٣ أن هذا الإسناد هو الأصح. =

٣٥١١ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حدثنا عَبَّادٍ، عَنْ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَتَعَوَّذُ مِنْ عَيْنِ الْجَانِّ وأَعْيُنِ الْإِنْسِ، فَلَمَّا نَزَلَتْ الْمُعَوِّذَتَانِ، أَخَذَهُمَا وَتَرَكَ مَا سِوَى ذَلِكَ (١).
٣٥١٢ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي الْخَصِيبِ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ وَمِسْعَرٍ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ


= وهو في مسند أسماء بنت عميس من «مسند أحمد» (٢٧٤٧٠) عن سفيان بن عيينة بإسناده.
ويشهد له حديث جابر عند مسلم (٢١٩٨)، وحديث ابن عباس عنده أيضًا (٢١٨٨).
قوله: «سبقته» قال السندي: أي: لسابقَتْه العين فسبقته، أي: غلبته بالسبق، ففي الكلام اختصار للظهور، والمقصود بيان قوة ضرر العين وشدته بحيث إنه لو كان هناك شيء آخر على خلاف مقتضى التقدير، لكان ذلك الشيء هو العين.
(١) صحيح رجاله ثقات إلا أن عباد -وهو ابن العوام- لم يُذكر في عداد من روى عن سعيد بن إياس قبل اختلاطه، ورواه القاسم بن مالك المزني عن سعيد بن إياس وهو مثل عباد بن العوام.
وأخرجه النسائي ٨/ ٢٧١، والطحاوي في «شرح مشكل الآثار» (٢٩٠٢) من طريق سعيد بن سليمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (٢١٨٥) من طريق القاسم بن مالك المزني، عن الجريري، به. وقال: حديث حسن غريب.
وقد استدل به الإمام الطحاوي وبحديث عائشة: «أمرني رسول الله ﷺ أن
أسترقي من العين» وهو متفق عليه، وبحديث أبي سعيد الصحيح أنه ﷺ اشتكى، فرقاه جبريل، فقال: باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن كل حاسد وعين والله يشفيك. بأن حديث أبي أمامة بن سهل بن حنيف السالف عند المصنف برقم (٣٥٠٩) منسوخ بها.

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَمَرَهَا أَنْ تَسْتَرْقِيَ مِنْ الْعَيْنِ (١).

٣٤ - بَابُ مَا رَخَّصَ فِيهِ مِنْ الرُّقَى
٣٥١٣ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ، عَنْ حُصيْنٍ، عَنْ الشَّعْبِيِّ
عَنْ بُرَيْدَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا رُقْيَةَ إِلَّا مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ» (٢).


(١) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، علي بن أبي الخصيب صدوق وقد توبع، ومن فوقه ثقات. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه البخاري (٥٧٣٨)، ومسلم (٢١٩٥)، والنسائي في «الكبرى» (٧٤٩٤) من طريق سفيان الثوري، وفي بعض طرق مسلم عن مسعر، به.
وهو في «مسند أحمد» (٢٤٣٤٥)، و«صحيح ابن حبان» (٦١٠٣).
(٢) حديث صحيح، أبو جعفر الرازي -وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، وباقي رجاله ثقات. حصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي.
وتابع أبا جعفر الرازي عليه شعبةُ، أشار إلى روايته الترمذي بإثر الحديث (٢١٨٤) من «جامعه»، وأبو حاتم الرازي في «العلل» ٢/ ٣٤٨.
وخالفهما هشيم فرواه عن حصين عن الشعبي عن بريدة موقوفًا، أخرجه من طريقه مسلم (٢٢٠) (٣٧٤) ضمن حديث.
وروي من طرق عن حصين عن الشعبي عن عمران بن حصين مرفوعًا، انظر تخريجها في «مسند أحمد» (١٩٩٠٨). وخالف محمَّد بن فضيل عند البخاري (٥٧٠٥) فرواه عن حصين عن الشعبي عن عمران موقوفًا.
وقد رجح الحافظ المزي في «تحفة الأشراف» ٢/ ٧٧ أن المحفوظ حديثُ عمران لا حديث بريدة، بينما ذهب الحافظ ابن حجر في «الفتح» ١٠/ ١٥٦ إلى أنه عند حصين عن عمران وعن بريدة جميعًا.
الحُمَة: سمُّ الحية والعقرب ونحوهما. وقيل: إنه لم يرد الحصر في العين والحمة، وإنما أراد أنهما أحق بالرقية لشدة الضرر فيهما.

٣٥١٤ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ:
أَنَّ خَالِدَةَ بِنْتَ أَنَسٍ أُمَّ بَنِي حَزْمٍ السَّاعِدِيَّةَ جَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَعَرَضَتْ عَلَيْهِ الرُّقَى فَأَمَرَهَا بِهَا (١).
٣٥١٥ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي الْخَصِيبِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عِيسَى، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ
عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: كَانَ أَهْلُ بَيْتٍ مِنْ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُمْ: آلُ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، يَرْقُونَ مِنْ الْحُمَةِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ قَدْ نَهَى عَنْ الرُّقَى فَأَتَوْهُ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ نَهَيْتَ عَنْ الرُّقَى، وَإِنَّا نَرْقِي مِنْ الْحُمَةِ! فَقَالَ لَهُمْ: «اعْرِضُوا عَلَيَّ» فَعَرَضُوهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ: «لَا بَأْسَ بِهَذِهِ، هَذِهِ مَوَاثِيقُ» (٢).


(١) إسناده حسن إن كان أبو بكر بن محمَّد -وهو ابن عمرو بن حزم- سمعه من خالدة بنت أنس، وإلا فهو مرسل حسن الإسناد إلى أبي بكر بن محمَّد.
وهو في «مصنف ابن أبي شيبة» ٨/ ٣٦، ومن طريقه الطبراني في «الكبير» ٢٤/ (٦٣٧).
(٢) إسناده حسن. الأعمش: اسمه سليمان بن مهران، وأبو سفيان: اسمه طلحة بن نافع.
وأخرجه الطحاوي في «شرح معاني الآثار» ٤/ ٣٢٨، والطبراني في «الكبير» ١٧/ (٧٤)، والحاكم ٤/ ٣٢٨ من طرق عن الأعمش، به. وجمعوا معه قصة السؤال عن الرقى من العقرب، فقال: «من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل».
وأخرج الشطر الذي عند المصنف: أحمد في «المسند» (١٥٢٣٥)، والطحاوي ٤/ ٣٢٨ من طريق ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر.
وأخرجه مختصرًا مسلم (٢١٩٩) (٦١) من طريق ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله قال: أرخصَ النبي ﷺ في رُقْية الحلية لبني عمرو. =

٣٥١٦ - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ
عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ رَخَّصَ فِي الرُّقْيَةِ مِنْ الْحُمَةِ وَالْعَيْنِ وَالنَّمْلَةِ (١).

٣٥ - بَابُ رُقْيَةِ الْحَيَّةِ وَالْعَقْرَبِ
٣٥١٧ - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الْأَسْوَدِ
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: رَخَّصَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِي الرُّقْيَةِ مِنْ الْحَيَّةِ وَالْعَقْرَبِ (٢).


= وانظر ما سيأتي برقم (٣٥١٩).
وأما قصة السؤال عن الرقى من العقرب فهو عند مسلم (٢١٩٩) من طريق أبي الزبير وأبي سفيان. وهي في «مسند أحمد» (١٤٢٣١).
والحُمة بالتخفيف: السُّم.
(١) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي. سفيان: هو الثوري، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول.
وأخرجه مسلم (٢١٩٦)، والترمذي (٢١٨٢) و(٢١٨٣)، والنسائي في «الكبرى» (٧٤٩٩) من طريق عاصم الأحول، به.
وهو في «مسند أحمد» (١٢١٧٣)، و«صحيح ابن حبان» (٦١٠٤).
وأخرج أبو داود (٣٨٨٩) من طريق شريك النخعي، عن العباس بن ذَريح، عن الشعبي، عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ: «لا رُقية إلا من عين أو حُمَة أَو دمِ يرقأ». وسنده ضعيف، شريك سيئ الحفظ. ومعنى «يرقأ»: ينقطع.
النملة: قروح تخرج في جنب الإنسان.
(٢) إسناده صحيح. أبو الأحوص: هو سلام بن سليم الحنفي، ومغيرة: هو ابن مِقسم الضبي، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخَعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي خال إبراهيم. =

٣٥١٨ - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ بَهْرَامَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ الْأَشْجَعِيُّ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَدَغَتْ عَقْرَبٌ رَجُلًا فَلَمْ يَنَمْ لَيْلَتَهُ، فَقِيلَ لِلنَّبِيِّ ﷺ: إِنَّ فُلَانًا لَدَغَتْهُ عَقْرَبٌ فَلَمْ يَنَمْ لَيْلَتَهُ، فَقَالَ: «أَمَا إِنَّهُ لَوْ قَالَ حِينَ أَمْسَى: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، مَا ضَرَّهُ لَدْغُ عَقْرَبٍ حَتَّى يُصْبِحَ» (١).
٣٥١٩ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ
عَنْ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، قَالَ: عَرَضْتُ، أو عرضت (٢) النَّهشةُ مِنْ الْحَيَّةِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَأَمَرَ بِهَا (٣).


= وأخرجه بنحوه البخاري (٥٧٤١)، ومسلم (٢١٩٣) من طريق الأسود، به.
وهو في «مسند أحمد» (٢٤٠١٨)، و«صحيح ابن حبان» (٦١٠١).
(١) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، إسماعيل بن بهرام صدوق، ومن فوقه ثقات. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه بنحوه مسلم (٢٧٠٩)، والترمذي (٣٩٢٣)، والنسائي في «الكبرى» (١٠٣٤٦ - ١٠٣٥٣) من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة.
وأخرجه أبو داود (٣٩٠٠)، والنسائي (١٠٣٥٩) من طريق الزهري، عن طارق ابن مخاشن، عن أبي هريرة.
وهو في «مسند أحمد» (٨٨٨٠)، و«صحيح ابن حبان» (١٠٢١).
(٢) قوله: «أو عُرضت» سقط من المطبوع.
(٣) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أنه منقطع، أبو بكر بن عمرو: هو أبو بكر بن محمَّد بن عمرو بن حرَّم، لم يُدرك جدَّه عَمرًا. =

٣٦ - بَابُ مَا عَوَّذَ بِهِ النَّبِيُّ ﷺ، وَمَا عُوِّذَ بِهِ
٣٥٢٠ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا أَتَى الْمَرِيضَ فَدَعَا لَهُ قَالَ:«أَذْهِبْ الْبَأس، رَبَّ النَّاسْ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا» (١).
٣٥٢١ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ عَمْرَةَ
عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ كَانَ مِمَّا يَقُولُ لِلْمَرِيضِ بِبُزَاقِهِ بِإِصْبَعِهِ: «بِاسْمِ اللَّهِ، بتُرْبَةُ أَرْضِنَا، بِرِيقَةِ بَعْضِنَا، لِيُشْفَى سَقِيمُنَا، بِإِذْنِ رَبِّنَا» (٢).


= وأخرجه أبو يعلى في «مسنده» (٧١٧٦) عن أبي خيثمة زهير بن حرب، عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. إلا أنه سقط ذِكرُ عمرو بن حزم منه، فصار من حديث أبي بكر بن محمَّد، ونظنه خطأً من المطبوع، والله أعلم.
ويشهد له حديث جابر عند مسلم (٢١٩٩) (٦١) قال: أرخَصَ النبي ﷺ في رُقية الحلية لبني عمرو. وانظر الحديث السالف برقم (٣٥١٥).
قوله: «عرضت النهشة» أي: عرضت الرُّقية من نهشة الحلية، أي: لَسعتها.
(١) إسناده صحيح. جرير: هو ابن عبد الحميد، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو الضحى: هو مسلم بن صَبِيح.
وقد سلف الحديث برقم (١٦١٩).
(٢) إسناده صحيح. سفيان: هو ابن عيينة، وعبد ربه: هو ابن سعيد بن قيس الأنصاري، وعمرة: هي بنت عبد الرحمن الأنصارية.
وأخرجه البخاري (٥٧٤٦)، ومسلم (٢١٩٤)، وأبو داود (٣٨٩٥)، والنسائي في «الكبرى» (٧٥٠٨) و(١٠٧٩٥) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. =

٣٥٢٢ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ
عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ وَبِي وَجَعٌ قَدْ كَادَ يُبْطِلُنِي، فَقَالَ لِي النَّبِيُّ ﷺ: «اجْعَلْ يَدَكَ الْيُمْنَى عَلَيْهِ وَقُلْ: بِاسْمِ اللَّهِ، أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ (١)، سَبْعَ مَرَّاتٍ» فَقُلْتُ ذَلِكَ، فَشَفَانِيَ اللَّهُ (٢).
٣٥٢٣ - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ هِلَالٍ الصَّوَّافُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ ابْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: أَنَّ جِبْريلَ أَتَى النَّبِيَّ ﷺ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، اشْتَكَيْتَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قَالَ: «بِاسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ


= وهو في»مسند أحمد«(٢٤٦١٧)، و»صحيح ابن حبان«(٢٩٧٣).
قال النووي في»شرح مسلم«: معنى الحديث أنه يأخذ مِن ريقِ نفسه على إصبعه السبابة ثم يضعها على التراب، فيعلق بها منه شيء فيمسح به على الموضع الجريح أو العليل، ويقول هذا الكلام في حال المسح، والله أعلم.
(١) في المطبوع:»من شر ما أجد وأحاذر«بزيادة لفظة»وأحاذر«، وهي ليست في أصولنا الخطية، وهو الصواب، فإن رواية ابن أبي شيبة - وهي في»مصنفه«٨/ ٥١ و١٠/ ٣١٦ - ليس فيها هذه اللفظة، وهي عند مسلم والنسائي وابن حبان وغيرهم من طريق الزهري، عن نافع بن جبير به.
(٢) إسناده صحيح.
وأخرجه مسلم (٢٢٠٢)، وأبو داود (٣٨٩١)، والترمذي (٢٢١٢)، والنسائي في»الكبرى«(٧٥٠٤) و(١٠٧٧٣) من طريق نافع بن جبير، به - وفي رواية مسلم والرواية الثانية عند النسائي قول»باسم الله«ثلاثًا، والباقي سبع مرات.
والحديث في»مسند أحمد«(١٦٢٦٨)، و»صحيح ابن حبان" (٢٩٦٤).

يُؤْذِيكَ، مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنٍ أَوْ حَاسِدٍ، اللَّهُ يَشْفِيكَ، بِاسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ (١).
٣٥٢٤ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، وَحَفْصُ بْنُ عُمَرَ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ ثُوَيْبٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ النَّبِيُّ ﷺ يَعُودُنِي، فَقَالَ لِي: «أَلَا أَرْقِيكَ بِرُقْيَةٍ جَاءَنِي بِهَا جِبْريلُ؟» قُلْتُ: بِأَبِي وَأُمِّي، بلى. قَالَ: «بِاسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ، وَاللَّهُ يَشْفِيكَ، مِنْ كُلِّ دَاءٍ فِيكَ، مِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ، وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ» ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (٢).
٣٥٢٥ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ هِشَامٍ الْبَغْدَادِيُّ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، (ح)
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مِنْهَالٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ


(١) إسناده صحيح. عبد الوارث: هو ابن سعيد العنبري، وأبو نضرة: اسمه المنذر بن مالك بن قِطعة.
وأخرجه مسلم (٢١٨٦)، والترمذي (٩٩٤)، والنسائي في «الكبرى» (٧٦١٣) و(١٠٧٧٧) من طريق عبد الوارث بن سعيد، بهذا الإسناد.
وهو في «مسند أحمد» (١١٢٢٥).
(٢) إسناده ضعيف، وما قبله يغني عنه، عاصم بن عبيد الله -وهو العمري- ضعيف، وشيخه زياد بن ثويب مجهول لم يرو عنه غيره. عبد الرحمن هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه النسائي في «الكبرى» (١٠٧٧٥) عن محمَّد بن بشار، عن عبد الرحمن ابن مهدي، بهذا الإسناد.
وهو في «مسند أحمد» (٩٧٥٧).
النفاثات: السواحر ينفثن -أي: يتفلن- في العُقَد التي يعقدنها في الخيط إذا سحرنَ ورَقَينَ.

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ، يَقُولُ: «أعوذ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ»، قَالَ: «وَكَانَ أَبُونَا إِبْرَاهِيمُ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ»، أَوْ قَالَ: «إِسْمَاعِيلَ وَيَعْقُوبَ» (١).
وَهَذَا حَدِيثُ وَكِيعٍ.

٣٧ - بَابُ مَا يُعَوَّذُ بِهِ مِنْ الْحُمَّى
٣٥٢٦ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْأَشْهَلِيُّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ مِنْ الْحُمَّى وَمِنْ الْأَوْجَاعِ كُلِّهَا، أَنْ يَقُولُوا: «بِاسْمِ اللَّهِ الْكَبِيرِ، أَعُوذُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ مِنْ شَرِّ عِرْقٍ نَعَّارٍ، وَمِنْ شَرِّ حَرِّ النَّارِ» (٢).


(١) إسناده صحيح. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العَقَدي، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، ونهال: هو ابن عمرو الأسدي.
وأخرجه البخاري (٣٣٧١)، وأبو داود (٤٧٣٧)، والترمذي (٢١٨٨)، والنسائي في «الكبرى» (٧٦٧٩) و(١٠٧٧٩) من طريق منصور، به. ولفظه عندهم غير البخاري: «أُعيذُكما بكلمات الله ...».
وهو في «مسند أحمد» (٢١١٢)، و«صحيح ابن حبان» (١٠١٣).
الهامّة: واحدة الهَوَامَّ، وهي ذوات السُّموم.
واللامة، أي: ذات لمَمٍ، واللَّمم: كل داء يُلِمُّ من حنبل أو جنون أو نحوهما، أي: من كل عين تصيب بسوء. قاله السندي.
(٢) إسناده ضعيف لضعف إبراهيم بن أبي حبيبة الأشهلي، ورواية داود بن الحصين في عكرمة خاصةً ضعيفة.
وأخرجه الترمذي (٢٢٠٧) عن محمَّد بن بشار، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، وإبراهيم يضعَّف في الحديث. =

قَالَ أَبُو عَامِرٍ: أَنَا أُخَالِفُ النَّاسَ فِي هَذَا، أَقُولُ: يَعَّارٍ.
٣٥٢٦م - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ الْأَشْهَلِيُّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ النَّبِيِّ ﷺ، نَحْوَهُ، وَقَالَ: «مِنْ شَرِّ عِرْقٍ نغارٍ» (١).
٣٥٢٧ - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ عُمَيْرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جُنَادَةَ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ قَالَ:
سَمِعْتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ، يَقُولُ: أَتَى جِبْريلُ النَّبِيَّ ﷺ وَهُوَ يُوعَكُ، فَقَالَ: بِاسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ حَسَدِ حَاسِدٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ، اللَّهُ يَشْفِيكَ (٢).


= وهو في «مسند أحمد» (٢٧٢٩).
والعرق النعار: هو الذي يفورُ منه الدمُ. واليعَّار: المضطرِب.
(١) إسناده ضعيف كلسابقه.
قوله: «نغار» هكذا في (ذ) و(م) بالنون والغين المعجمة، وفي (س) والمطبوع: نعار، بالعين المهملة، وكلاهما بمعنَى.
(٢) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، ابن ثوبان -وهو عبد الرحمن بن ثابت- الحديث، وباقي رجاله ثقات. عمير: هو ابن هانئ.
وأخرجه بنحوه النسائي في «الكبرى» (١٠٧٧٦) من طريق سلمان رجل من لشام، عن جنادة بن أبي أمية، به.
وهو في «مسند أحمد» (٢٢٧٦٠)، و«صحيح ابن حبان» (٩٥٣).
وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري سلف عند المصنف برقم (٣٥٢٣).

٣٨ - بَابُ النَّفْثِ فِي الرُّقْيَةِ
٣٥٢٨ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ الرَّقِّيُّ وَسَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ
عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يَنْفُثُ فِي الرُّقْيَةِ (١).
٣٥٢٩ - حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ، حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى (ح)
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، قَالَا: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ
عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ إِذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ الْمُعَوِّذَاتِ وَيَنْفُثُ، فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهِ، وَأَمْسَحُ عليه بِيَدِهِ، رَجَاءَ بَرَكَتِهَا (٢).

٣٩ - بَابُ تَعْلِيقِ التَّمَائِمِ
٣٥٣٠ - حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقِّيُّ، حدثنا مُعَمَّرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، عَنْ ابْنِ أُخْتِ زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ


(١) إسناده صحيح.
وأخرجه النسائي في «الكبرى» (٧٥٠٦) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وهو قطعة من الحديث التالي.
والنَّفث: شبيه بالنفخ، وهو أقلُّ من التَّفل، لأن التفل لا يكون إلا ومعه شيء من الريق. قاله ابن الأثير في «النهاية».
(٢) إسناده صحيح.
وأخرجه البخاري (٤٤٣٩) و(٥٠١٦)، ومسلم (٢١٩٢)، وأبو داود (٣٩٠٢)، والنسائي في «الكبرى» (٧٠٤٩) و(١٠٧٨١) من طريق ابن شهاب الزهري، به.
وهو في «مسند أحمد» (٢٤٧٢٨)، و«صحيح ابن حبان» (٢٩٦٣).

عَنْ زَيْنَبَ، قَالَتْ: كَانَتْ عَجُوزٌ تَدْخُلُ عَلَيْنَا تَرْقِي مِنْ الْحُمْرَةِ، وَكَانَ لَنَا سَرِيرٌ طَوِيلُ الْقَوَائِمِ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ إِذَا دَخَلَ تَنَحْنَحَ وَصَوَّتَ، فَدَخَلَ يَوْمًا، فَلَمَّا سَمِعَتْ صَوْتَهُ احْتَجَبَتْ مِنْهُ، فَجَاءَ فَجَلَسَ إِلَى جَانِبِي، فَمَسَّنِي فَوَجَدَ مَسَّ خَيْطٍ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقُلْتُ: رُقًى لِي فِيهِ مِنْ الْحُمْرَةِ. فَجَذَبَهُ فقَطَعَهُ، فَرَمَى بِهِ وَقَالَ: لَقَدْ أَصْبَحَ آلُ عَبْدِ اللَّهِ أَغْنِيَاءَ عَنْ الشِّرْكِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «إِنَّ الرُّقَى وَالتَّمَائِمَ وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ».
قُلْتُ: فَإِنِّي خَرَجْتُ يَوْمًا فَأَبْصَرَنِي فُلَانٌ، فَدَمَعَتْ عَيْنِي الَّتِي تَلِيهِ، فَإِذَا رَقَيْتُهَا سَكَنَتْ دَمْعَتُهَا، وَإِذَا تَرَكْتُهَا دَمَعَتْ! قَالَ: ذَاكِ الشَّيْطَانُ، إِذَا أَطَعْتِيهِ تَرَكَكِ، وَإِذَا عَصَيْتِيهِ طَعَنَ بِإِصْبَعِهِ فِي عَيْنِكِ، وَلَكِنْ لَوْ فَعَلْتِ كَمَا فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، كَانَ خَيْرًا لَكِ، وَأَجْدَرَ أَنْ تُشْفَيْنَ، تَنْضَحِينَ فِي عَيْنِكِ الْمَاءَ، وَتَقُولِينَ: أَذْهِبْ الْبَأس رَبَّ النَّاسْ، اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا (١).


(١) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة ابن أخي زينب، لكنه متابع، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه بطوله أبو داود (٣٨٨٣) من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، بهذا الإسناد.
وهو في «مسند أحمد» (٣٦١٥).
وخالف عبدَ الله بن بشر وأبا معاوية محمدُ بن سَلَمة الكوفي عند الحاكم في «المستدرك» ٤/ ٤١٧ - وتحرف سلمة فيه إلى: مسلمة - فروى الشطر الأول منه عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن يحيى بن الجزار، عن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن زينب. وصحح الحاكم إسناده، ومحمد بن سلمة هذا ذكره ابن أبي حاتم، =

٣٥٣١ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي الْخَصِيبِ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مُبَارَكٍ، عَنْ الْحَسَنِ
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ رَأَى رَجُلًا فِي يَدِهِ حَلْقَةٌ مِنْ صُفْرٍ، فَقَالَ: «مَا هَذِهِ الْحَلْقَةُ؟» قَالَ: هَذِهِ مِنْ الْوَاهِنَةِ، قَالَ: «انْزِعْهَا، فَإِنَّهَا لَا تَزِيدُكَ إِلَّا وَهْنًا» (١).


= في «الجرح والتعديل» ٧/ ٢٧٦ وقال: سألت أبي عنه فقال: هو شيخ لا أعرفه وحديثه ليس بمنكر.
وأخرج الشطر الأول أيضًا الحاكم ٤/ ٢١٧ من طريق إسرائيل، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن قيس بن السكن الأسدي قال: دخل عبد الله بن مسعود على امرأة ... فذكره. وصحح إسناده، وهو كما قال.
وأما الشطر الثاني فيشهد لقوله: «أذهب البأس ...» منه، حديث عائشة عند البخاري (٥٧٤٣)، ومسلم (٢١٩١)، وسلف عند المصنف برقم (١٦١٩).
وحديث أنس بن مالك عند البخاري (٥٧٤٢).
قال السندي: قوله: «ترقي من الحُمرة» في «القاموس»: الحُمرة لون معروف، وورم من جنس الطواعين. قلت: فلعل المراد ها هنا هو المعنى الثاني.
قوله: «أغنياء عن الشرك» يريد أنه لا حاجة لهم إلى أن يستعملوا ما هو شرك.
«إن الرقى»: جمع رُقية: العَوذة، والمراد ما كان بأسماء الأصنام والشياطين لا ما كان بالقرآن ونحوه.
والتمائم: جمع تميمة، أُريد بها الخَرَزات التي يعلقها النساء في أعناق الأولاد على ظن أنها تؤثر وتدفع العين.
والتوَلَة: نوع من السحر يحبب المرأة إلى زوجها.
شِرْك: من أفعال المشركين، أي: لأنه قد يفضي إلى الشرك إذا اعتقد أن لها تاثيرًا حقيقة، وقيل: المراد الشرك الحنفي بترك التوكل والاعتماد على الله سبحانه وتعالى.
(١) إسناده ضعيف، مبارك -وهو ابن فضالة- مدلس، وقد عنعن، ولم يصرح بسماعه من الحسن، لكن تابعه أبو عامر الخزاز: صالح بن رستم وهو ضعيف وقد خولفا في رفعه كما سيأتي، والحسن -وهو البصري- لم يسمع من عمران، فهو منقطع. =

٤٠ - بَابُ النُّشْرَةِ
٣٥٣٢ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ
عَنْ أُمِّ جُنْدُبٍ، قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ مِنْ بَطْنِ الْوَادِي يَوْمَ النَّحْرِ، ثُمَّ انْصَرَفَ، وَتَبِعَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ خَثْعَمٍ، وَمَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا بِهِ بَلَاءٌ (١)، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ هَذَا ابْنِي وَبَقِيَّةُ أَهْلِي، وَإِنَّ بِهِ بَلَاءً لَا يَتَكَلَّمُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «ائْتُونِي بِشَيْءٍ مِنْ مَاءٍ» فَأُتِيَ بِمَاءٍ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ وَمَضْمَضَ فَاهُ ثُمَّ أَعْطَاهَا، فَقَالَ: «اسْقِيهِ مِنْهُ، وَصُبِّي عَلَيْهِ مِنْهُ، وَاسْتَشْفِي اللَّهَ لَهُ» قَالَتْ: فَلَقِيتُ الْمَرْأَةَ فَقُلْتُ: لَوْ وَهَبْتِ لِي مِنْهُ! فَقَالَتْ: إِنَّمَا هُوَ لِهَذَا الْمُبْتَلَى،


= وأخرجه أحمد (٢٠٠٠٠)، وابن حبان (٦٠٨٥)، والطبراني في «الكبير» ١٨/ (٣٩١) من طريق مبارك بن فضالة، به.
وأخرجه ابن حبان (٦٠٨٨)، والطبراني ١٨/ (٣٤٨)، والحاكم ٤/ ٢١٦، والبيهقي ٩/ ٣٥٠ - ٣٥١ من طريق أبي عامر صالح بن رستم الخزاز، عن الحسن، عن عمران. وفيه: أنه هو الذي كان في عضده حلقة من صُفر.
وأخرجه بنحوه موقوفًا عبد الرزاق (٢٠٣٤٤) عن معمر، وابن أبي شيبة ٨/ ١٤ من طريق يونس بن عبيد، والطبراني ١٨/ (٣٥٥) من طريق إسحاق بن الربيع العطار، و(٤١٤) من طريق منصور بن زاذان، أربعتهم عن الحسن، عن عمران. ومعمر ويونس ومنصور ثلاثتهم ثقات، فروايتهم بالوقف أصح وأثبت.
الواهنة، قال ابن الأثير في «النهاية»: عِرقٌ يأخذ في المنكب وفي اليد كلها فيُرقى منها، وقيل: هو مرض يأخذ في العَضُد، وربما عُلق عليها جنس من الخرز يقال لها: خرزُ الواهنة، وهي تأخذ من الرجال دون النساء، وإنما نهاه عنها، لأنه إنما اتخذها على أنها تعصمه مِن الألم، فكان عنده في معنى التمائم المنهي عنها.
(١) زاد في المطبوع: لا يتكلم.

قَالَتْ: فَلَقِيتُ الْمَرْأَةَ مِنْ الْحَوْلِ، فَسَأَلْتُهَا عَنْ الْغُلَامِ فَقَالَتْ: بَرَأَ وَعَقَلَ عَقْلًا لَيْسَ كَعُقُولِ النَّاسِ (١).

٤٢ - بَابُ قَتْلِ ذِي الطُّفْيَتَيْنِ
٣٥٣٤ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامِ ابْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أَمَرَ النَّبِيُّ ﷺ بِقَتْلِ ذِي الطُّفْيَتَيْنِ، فَإِنَّهُ يَلْتَمِسُ الْبَصَرَ وَيُصِيبُ الْحَبَلَ (٢).
يَعْنِي حَيَّةً خَبِيثَةً.


(١) إسناده ضعيف، يزبد بن أبي زياد -وهو الهاشمي مولاهم- ضعيف، وسليمان بن عمرو بن الأحوص مجهول الحال.
وهو في «مصنف ابن أبي شيبة» ٨/ ٥١ - ٥٢، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (١٥٦٧)، وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (٣٢٩٣)، والطبراني في «الكبير» ٢٥/ (٣٨٧). وتابع ابن أبي شيبة عند الطبراني يوسف بن عدي الكوفي.

تنبيه: أُقحم بعد هذا الحديث في المطبوع حديث علي السالف برقم (٣٥٠١) مع ترجمة الباب، وأعطي هنا رقما جديدًا وكذلك بابُه. وهذا خطأ وليس في شيء من أصولنا الخطية، ولذلك حذفناه مع إبقائنا على تسلسل الأرقام كما هي في ترقيم محمَّد فؤاد عبد الباقي رحمه الله لأنه في الغالب ترقيم معتمد في جميع الطبعات.

(٢) إسناده صحيح.
وأخرجه البخاري (٣٣٠٨)، ومسلم (٢٢٣٢) من طريق هشام بن عروة، به.
وأخرجه بنحوه النسائي ٥/ ١٨٩ من طريق قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن عائشة.
وهو في «مسند أحمد» (٢٤٠١٠).
ذو الطفيتين: جنس من الحيات يكون على ظهره خطان أبيضان.
ومعنى «يلتمس البصر ويُصيب الحَبَل» أي: يقصده بالأذى، والحَبَل: يعني الجنين.

٣٥٣٥ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ
عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «اقْتُلُوا الْحَيَّاتِ، وَاقْتُلُوا ذَا الطُّفْيَتَيْنِ وَالْأَبْتَرَ، فَإِنَّهُمَا يَلْتَمِسَانِ الْبَصَرَ، وَيسْتسقِطَانِ (١) الْحَبَلَ» (٢).

٤٣ - بَابُ مَنْ كَانَ يُعْجِبُهُ الْفَأْلُ وَيَكْرَهُ الطِّيَرَةَ
٣٥٣٦ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُعْجِبُهُ الْفَأْلُ الْحَسَنُ، وَيَكْرَهُ الطِّيَرَةَ (٣).


(١) في (ذ) والمطبوع: ويسقطان.
(٢) إسناده صحيح.
وأخرجه البخاري (٣٢٩٧)، ومسلم (٢٢٣٣)، وأبو داود (٥٢٥٢)، والترمذي (١٥٥٣) من طريق ابن شهاب الزهري، به.
وهو في «مسند أحمد» (٤٥٥٧)، و«صحيح ابن حبان» (٥٦٣٨).
والأبتر: هو الحلية قصيرة الذنب.
(٣) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمَّد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه ابن أبي شيبة ٩/ ٤٠، وأحمد (٨٣٩٣)، وابن حبان (٦١٢١) من طريق محمَّد بن عمرو، به.
وأخرجه البخاري (٥٧٥٤) و(٥٧٥٥)، ومسلم (٢٢٢٣) من طريق عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي هريرة، عن رسول الله ﷺ: «لا طيرةَ، وخيرها الفأل» قالوا: وما الفأل؟ قال: «الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم».
وهو في «مسند أحمد» (٧٦١٨)، و«صحيح ابن حبان» (٦١٢٤).=

٣٥٣٧ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبرنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ
عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «لَا عَدْوَى، وَلَا طِيَرَةَ، وَأُحِبُّ الْفَأْلَ الصَّالِحَ» (١).
٣٥٣٨ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ


= وأخرجه بنحوه مسلم (٢٢٢٣) (١١٣) من طريق محمَّد بن سيرين، عن أبي هريرة.
الطيَرة: التشاؤم بالشيء، وهو مصدر تطيرَ طِيَرة، وتخير خِيَرَة، ولم يجئ من المصادر هكذا غيرهما، قاله في «النهاية».
قال ابن بطال في «شرح البخاري»: جعل الله في فطر الناس محبة الكلمة الطيبة والأنس بها كما جعل فيهم الارتياح بالمنظر الأنيق والماء الصافي، وإن كان لا يملكه ولا يشربه.
وقال الحليمي: وإنما كان ﷺ يعجبه الفأل، لأن التشاؤم سوء ظن باللهِ تعالى بغير سبب محقق، والتفاؤل حُسنُ ظن به، والمؤمن مأمور بحسن الظن بالله تعالى على كل حال.
وقال الطيبي: معنى الترخص في الفأل والمنع من الطيَرَةِ هو أن الشخصَ لو رأى شيئًا، فظنه حَسنا محرضًا على طلب حاجته فليفعل ذلك، وإن رآه بضد ذلك، فلا يقبله، بل يمضي لسبيله، فلو قبل وانتهى عن المضي، فهو الطيرة التي اختصت بأن تستعمل في الشؤم.
(١) إسناده صحيح.
وأخرجه البخاري (٥٧٥٦)، ومسلم (٢٢٢٤)، وأبو داود (٣٩١٦)، والترمذي (١٧٠٧) من طريق قتادة، به.
وهو في «مسند أحمد» (١٢١٧٩).

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «الطِّيَرَةُ شِرْكٌ» وَمَا مِنَّا إِلَّا، وَلَكِنَّ اللَّهَ يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ (١).
٣٥٣٩ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا طِيَرَةَ (٢)، وَلَا هَامَةَ، وَلَا صَفَرَ» (٣).


(١) إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري، وسلمة: هو ابن كهيل.
وأخرجه أبو داود (٣٩١٠)، والترمذي (١٧٠٦) من طريق سفيان الثوري، به.
وهو في «مسند أحمد» (٣٦٨٧)، و«صحيح ابن حبان» (٦١٢٢).
قال الحافظ ابن حجر في «الفتح» ١٠/ ٢١٣: وقوله: «وما منا إلا ... إلخ» من كلام ابن مسعود أُدرج في الخبر، وقد بيَّنه سليمان بن حرب شيخ البخاري فيما حكاه الترمذي عن البخاري عنه.
قال السندي: قوله: «وما منا إلا» أي: ما منا أحدٌ إلا ويعتريه شيءٌ ما منه في أول الأمر قبل التأمُّل.
(٢) في المطبوع: «لا عدوى ولا طيرة»، وليس في أصولنا الخطية في هذا الحديث ذِكر العدوى.
(٣) صحيح لغيره، سماك -وهو ابن حرب- في روايته عن عكرمة اضطراب، وقد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات. أبو الأحوص: هو سلام بن سُليم الكوفي.
وأخرجه أحمد (٢٤٢٥) و(٣٠٣١)، والطبري في مسند علي من «تهذيب الآثار» ص ١٤، والطحاوي في «شرح معاني الآثار» ٤/ ٣٠٧ و٣٠٨، وأبو يعلى (٢٣٣٣) و(٢٥٨٢)، والطبراني في «الكبير» (١١٧٦٤) من طريق سماك، به.
وأخرجه الطبري ص ١٥، والطبراني (١١٦٠٥) من طريق الحكم بن أبان، والطبري ص١٥ من طريق يزيد بن أبي زياد، كلاهما عن عكرمة، به. وفي إسناديهما ضعف.
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (٥٧٥٧)، ومسلم (٢٢٢٠). =

٣٥٤٠ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ ابن أَبِي جَنَابٍ (١)، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: لَا عَدْوَى، وَلَا طِيَرَةَ، وَلَا هَامَةَ«فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الْبَعِيرُ يَكُونُ بِهِ الْجَرَبُ فَتَجْرَبُ بِهِ الْإِبِلُ؟ قَالَ: ذَلِكَ الْقَدَرُ، فَمَنْ أَجْرَبَ الْأَوَّلَ؟» (٢).
٣٥٤١ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا يُورِدُ الْمُمْرِضُ عَلَى الْمُصِحِّ» (٣).


= الهامَة: اسم طائر، وذلك أنهم كانوا يتشاءمون بها، وهي من طير الليل، وقيل: هي البومة، وقيل: كانت العرب تزعم أن روح القتيل الذي لا يدرك بثأره تفسير هامةً فتقول: اسقوني، فإذا أُدرك بثأره طارت ... فنفاه الإسلام ونهاهم عنه. قاله ابن الأثير في «النهاية».
والصَّفَر: دودة أو حية كانت العربُ تزعم أنها في البطن تُصيب الإنسانَ إذا جاع وتُؤذيه، وأنها تعدي، فابطل الإسلام ذلك.
(١) في (ذ) والمطبوع: ابن أبي جناب، بزيادة «ابن»، وهو خطأ.
(٢) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي جناب، وقد سلف برقم (٨٦).
قوله: «لا عدوى»، قال البغوي في «شرح السنة» ١٢/ ١٦٩: يريد أن شيئًا لا يُعدى شيئًا بطبعه، إنما هو بتقدير الله عز وجل وسابقِ قضائه، بدليل قوله للأعرابي (وذلك في بعض روايات الحديث): «فمن أعدى الأول»، يريد أن أول بعير جَرِبَ منها كان جربه بقضاء الله وقدره، لا بالعدوى، فكذلك ما ظهر بسائر الإبل من بعدُ.
(٣) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمَّد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- صدوق حسن الحديث، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات. =

٤٤ - بَابُ الْجُذَامِ
٣٥٤٢ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، وَمُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْعَسْقَلَانِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أَخَذَ بِيَدِ رَجُلٍ مَجْذُومٍ، فَأَدْخَلَهَا مَعَهُ فِي الْقَصْعَةِ، ثُمَّ قَالَ: كُلْ؛ ثِقَةً بِاللَّهِ وَتَوَكُّلًا عَلَى اللَّهِ» (١).


= وأخرجه البخاري (٥٧٧٠)، ومسلم (٢٢٢١)، وأبو داود (٣٩١١) من طريق ابن شهاب الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، به. وعند أبي داود: قال الزهري: حدثني رجل عن أبي هريرة.
وهو في «مسند أحمد» (٩٦١٢) و(٩٢٦٣)، و«صحيح ابن حبان» (٦١١٥).
قال السندي: الممرِض: الذي كان له إبل مرضى، والمُصح: صاحب الصحاح، وهو نهي للمُمرِض أن يسقي ويرعى إبله مع إبلِ المُصح، لِئلا يقع في اعتقاد العدوى (يعني إذا أصابها المرض)، أو لأن ذلك من الأسباب العادية للمرض، فلا بدَّ من النهي عنه.
(١) إسناده ضعيف لضعف مفضل بن فضالة، وقال ابن عدي في ترجمته من «الكامل»: لم أر له أنكر من هذا الحديث.
وأخرجه أبو داود (٣٩٢٥)، والترمذي (١٩٢٠) من طريق يونس بن محمَّد المؤدب، بهذا الإسناد.
وهو في «صحيح ابن حبان» (٦١٢٠).
ويعارضه حديث الشريد الصحيح الآتي برقم (٣٥٤٤).
وحديث أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر، وفِر من المجذوم كما تفرُّ من الأسد». أخرجه البخاري في «صحيحه» (٥٧٠٧) معلقًا، ووصله أبو نعيم في «مستخرجه» كما في «الفتح»، ورجاله ثقات. =

٣٥٤٣ - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ (ح)
وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي الْخَصِيبِ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، جَمِيعًا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «لَا تُدِيمُوا النَّظَرَ إِلَى الْمَجْذُومِينَ» (١).


= الجُذَام: من الأمراض الجلدية ويُعرف بظهور غُدَد كالدرن، وأكثر بروزه في الوجه على الأنف والشفتين وحلمة الأذن وقد يعمُّ الجسم فييبس الجلد عن عادته وتطرأ فيه شقوق عدة وأحيانًا يظهر على الأصابع فتسقط.
وهذا الحديث نص في وجوب الوقاية من الأمراض المعدية، التي ينبه عليها الأطباء المتخصصون الذين يُرجع إليهم، ويُعتمدُ قولهم، والأخذ بالأسباب واجب شرعا وهو لا ينافي التوكل، كما لا ينافيه دفع داء الجوع والعطش والحر والبرد باضدادها، قال ابن القيم في «زاد المعاد» ٣/ ١٤ - ١٥ بتحقيقنا: بل لا تتم حقيقة التوحيد إلا بمباشرة الأسباب التي نصبها الله مقتضيات لمسبباتها قَدَرًا أو شرعًا، وأن تعطيلها يقدح في نفس التوكل، كما يقدح في الأمر والحِكمة ويضعفه من حيث يظن مُعَطِّلُها أن تركَها أقوى في التوكل، فإن تركها عجزاَ يُنافي التوكل الذي حقيقتُه اعتماد القلب على الله في حصول ما ينفع العبد في دينه ودنياه، ودفع ما يضره في دينه ودنياه، ولا بد مع هذا الاعتماد على مباشرة الأسباب وإلا كان معطلًا للحكمة والشرع، فلا يجعل العبدُ عجزه توكلًا، ولا توكله عجزًا.
(١) إسناده ضعيف لضعف محمَّد بن عبد الله بن عمرو، وقال البخاري في «التاريخ الكبير» ١/ ١٣٩ وفي «الضعفاء» له (٣٢٥): عنده عجائب. ابن أبي الزناد: اسمه عبد الرحمن.
وأخرجه الطيالسي (٢٦٠١)، وابن أبي شيبة ٨/ ٣٢٠ و٩/ ٤٤، وأحمد في «المسند» (٢٥٧٥) و(٢٧٢١)، والبخاري في «التاريخ الكبير» ١/ ١٣٨، والحربي =

٣٥٤٤ - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ آلِ الشَّرِيدِ يُقَالُ لَهُ: عَمْرٌو
عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ فِي وَفْدِ ثَقِيفٍ رَجُلٌ مَجْذُومٌ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ ﷺ: «ارْجِعْ فَقَدْ بَايَعْنَاكَ» (١).

٤٥ - بَابُ السِّحْرِ
٣٥٤٥ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَحَرَ النَّبِيَّ ﷺ يَهُودِيٌّ مِنْ يَهُودِ بَنِي زُرَيْقٍ، يُقَالُ لَهُ: لَبِيدُ بْنُ الْأَعْصَمِ، حَتَّى كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَلَا يَفْعَلُهُ، قَالَتْ: حَتَّى إِذَا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ - أَوْ كَانَ ذَاتَ لَيْلَةٍ - دَعَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، ثُمَّ دَعَا، ثُمَّ دَعَا، ثُمَّ قَالَ: «يَا عَائِشَةُ، أَشَعَرْتِ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ؟ جَاءَنِي رَجُلَانِ، فَجَلَسَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي، وَالْآخَرُ عِنْدَ رِجْلِي، فَقَالَ الَّذِي عِنْدَ رَأْسِي لِلَّذِي عِنْدَ رِجْلِي، -أَوْ الَّذِي عِنْدَ رِجْلِي لِلَّذِي عِنْدَ رَأْسِي-: مَا وَجَعُ الرَّجُلِ؟


= في»غريب الحديث«٢/ ٤٢٨، والبيهقي ٧/ ٢١٨ و٢١٩ من طريق محمَّد بن عبد الله ابن عمرو بن عثمان، به.
وأخرجه الطبراني (١١١٩٣) من طريق ابن لهيعة، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس، عن النبي ﷺ. وابن لهيعة سيئ الحفظ، وشيخ الطبراني فيه وهو يحيى بن عثمان بن صالح متكلَّم فيه.
(١) إسناده صحيح.
وأخرجه مسلم (٢٢٣١)، والنسائي ٧/ ١٥٠ من طريق يعلى بن عطاء، بهذا الإسناد.
وهو في»مسند أحمد" (١٩٤٧٤).

قَالَ: مَطْبُوبٌ. قَالَ: مَنْ طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبِيدُ بْنُ الْأَعْصَمِ. قَالَ: فِي أَيِّ شَيْءٍ؟ قَالَ: فِي مُشْطٍ وَمُشَاطَةٍ، وَجُفِّ طَلْعَةِ ذَكَرٍ. قَالَ: وَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فِي بِئْرِ ذِي أَرْوَانَ».
قَالَتْ: فَأَتَاهَا النَّبِيُّ ﷺ فِي أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: «وَاللَّهِ يَا عَائِشَةُ، لَكَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الْحِنَّاءِ، وَلَكَأَنَّ نَخْلَهَا رُؤوسُ الشَّيَاطِينِ» قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلَا أَحْرَقْتَهُ؟ قَالَ: «لَا، أَمَّا أَنَا فَقَدْ عَافَانِي اللَّهُ، وَكَرِهْتُ أَنْ أُثِيرَ عَلَى النَّاسِ مِنْهُ شَرًّا» فَأَمَرَ بِهَا فَدُفِنَتْ (١).


(١) إسناده صحيح.
وأخرجه البخاري (٣٢٦٨) و(٥٧٦٣)، ومسلم (٢١٨٩)، والنسائي في «الكبرى» (٧٥٦٩) من طريق هشام بن عروة، به.
وهو في «مسند أحمد» (٢٤٣٠٠)، و«صحيح ابن حبان» (٦٥٨٣).
قال السندي: قوله: «يخيَّل إليه أنه يفعل الشيء ولا يفعله» أي: يخيَّل إليه القُدرة على الفعل، ثم يظهر له عند الماشرة أنه غير قادر عليه، وليس المراد أنه يخيل إليه أنه فعل والحال أنه ما فعله.
مطبوب، أي: مسحور، كنَّوا بالطب عن السحر تفاؤلًا بالبرء، كما كنوا بالسليم عن اللديغ.
ومُشاطة: هي الشَّعر الذي يسقط عن الرأس واللحية عند التسريح بالمشط.
وجف طلعة ذكر: هو وعاء الطَّلع، وهو الغشاء الذي يكون فوقه.
قوله: «كأنه رؤوس الشياطين» أي: في القبح والكراهة.
وقوله: «أن أثير على الناس منه شرًا» لأنه ينتشر به الخبر، فلعل بعض الناس يعتقدون السحر مؤثرًا ولولا ذلك كيف جرى عليه ما جرى، أو يوسوس إليهم الشيطان أنه لو كان نبيًا لما عمل فيه السحر، فلا خير في انتشار مثل هذا الخبر.

٣٥٤٦ - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْعَنْسِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ، الْمِصْرِيَّيْنِ، قَالَا: حَدَّثَنَا نَافِعٌ
عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا يَزَالُ يُصِيبُكَ في كُلَّ عَامٍ وَجَعٌ مِنْ الشَّاةِ الْمَسْمُومَةِ الَّتِي أَكَلْتَ. قَالَ: «مَا أَصَابَنِي شَيْءٌ مِنْهَا إِلَّا وَهُوَ مَكْتُوبٌ عَلَيَّ وَآدَمُ فِي طِينَتِهِ» (١).

٤٦ - بَابُ الْفَزَعِ وَالْأَرَقِ وَمَا يُتَعَوَّذُ مِنْهُ
٣٥٤٧ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وَهْيبٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ
عَنْ خَوْلَةَ بِنْتِ حَكِيمٍ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا نَزَلَ مَنْزِلًا قَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّة مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يَضُرَّهُ فِي ذَلِكَ الْمَنْزِلِ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْهُ» (٢).


(١) إسناده ضعيف لضعف بقية بن الوليد وجهالة شيخه أبي بكر العنسي.
وأخرجه اللالكائي في «اعتقاد أهل السنة» (١٠٩٨) من طريق يحيى بن عثمان ابن سعيد، بهذا الإسناد.
قال السندي: قوله: «وآدم في طينته» أي: ما تمَّ خَلْقه.
قلنا: قد روي عن النبي ﷺ أنه قال: «ما أزال أجدُ ألم الطعام الذي أكلت بخيبر» من وجوه يشد بعضها بعضًا، انظر التعليق على الحديث في مسند أحمد (٢٣٩٣٣).
(٢) حديث صحيح، وهذا إسناد قد خُولفَ فيه محمَّد بن عجلان كما سيأتي. وهيب: هو ابن خالد. وسعد بن مالك: هو سعد بن أبي وقاص. =

٣٥٤٨ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي عُيَيْنَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي أَبِي
عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، قَالَ: لَمَّا اسْتَعْمَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَلَى الطَّائِفِ، جَعَلَ يَعْرِضُ لِي شَيْءٌ فِي صَلَاتِي، حَتَّى مَا أَدْرِي مَا أُصَلِّي، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ، رَحَلْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ: «ابْنُ أَبِي الْعَاصِ؟» قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: «مَا جَاءَ بِكَ؟» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَرَضَ لِي شَيْءٌ فِي صَلَاتِي، حَتَّى مَا أَدْرِي مَا أُصَلِّي. قَالَ: «ذَاكَ الشَّيْطَانُ، ادْنُهْ» فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَجَلَسْتُ عَلَى صُدُورِ قَدَمَيَّ، قَالَ: فَضَرَبَ صَدْرِي بِيَدِهِ، وَتَفَلَ فِي فَمِي، وَقَالَ: «اخْرُجْ عَدُوَّ اللَّهِ» فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ: «الْحَقْ بِعَمَلِكَ».


= وأخرجه النسائي في «الكبرى» (١٠٣١٩) من طريق وهيب بن خالد، بهذا الإسناد.
وخالف وهيبًا سفيانُ عند النسائي (١٠٣٢٠)، ويحيى بن سعيد عند الدارقطني في «العلل» ٥/ ورقة ٢٢٩، كلاهما عن ابن عجلان، عن يعقوب بن عبد الله، عن سعيد بن المسيب عن النيى ﷺ مرسلًا.
وهو في «مسند أحمد» (٢٧٣١٠).
وخالف ابنَ عجلان فيه الحارثُ بن يعقوب ويزيدُ بن أبي حبيب عند مسلم (٢٧٠٨) (٥٥)، فروياه عن يعقوب بن عبد الله، عن بر بن سعيد، عن سعد بن أبي وقاص، عن خولة بنت حكيم.
وأخرجه مسلم (٢٧٠٨) (٥٤)، والترمذي (٣٧٣٧)، والنسائي (١٠٣١٨) من طريق الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن الحارث بن يعقوب، عن يعقوب بن عبد الله، عن بسر بن سعيد، به.
وهو في «مسند أحمد» (٢٧١٢٢)، و«صحيح ابن حبان» (٢٧٠٠).

قَالَ: فَقَالَ عُثْمَانُ: فَلَعَمْرِي مَا أَحْسِبُهُ خَالَطَنِي بَعْدُ (١).
٣٥٤٩ - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، حدثنَا عَبْدَةُ ابْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو جَنَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى
عَنْ أَبِيهِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ إِذْ جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: إِنَّ لِي أَخًا وَجِعًا، قَالَ: مَا وَجَعُ أَخِيكَ؟ قَالَ: بِهِ لَمَمٌ. قَالَ: «اذْهَبْ فَأْتِنِي بِهِ» قَالَ: فَذَهَبَ، فَجَاءَ بِهِ، فَأَجْلَسَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَسَمِعْتُهُ عَوَّذَهُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، وَأَرْبَعِ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ الْبَقَرَةِ، وَآيَتَيْنِ مِنْ وَسَطِهَا: ﴿وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾ [١٦٣] وَآيَةِ الْكُرْسِيِّ، وَثَلَاثِ آيَاتٍ مِنْ خَاتِمَتِهَا، وَآيَةٍ مِنْ آلِ عِمْرَانَ - أَحْسِبُهُ قَالَ: ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾ [١٨] وَآيَةٍ مِنْ الْأَعْرَافِ: ﴿إِنَّ رَبَّكُمْ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ﴾ الْآيَةَ [٥٤]، وَآيَةٍ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ: ﴿وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ﴾ [١١٧] وَآيَةٍ مِنْ الْجِنِّ: ﴿وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا﴾ [٣]، وَعَشْرِ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ الصَّافَّاتِ، وَثَلَاثِ آيَاتٍ


(١) إسناده قوي.
وأخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (١٥٣٢)، والروياني في «مسنده» (١٥١٥) من طريق محمَّد بن عبد الله الأنصاري، بهذا الإسناد.
وقد روي عن عثمان بن أبي العاص بغير هذا السياق، فقد أخرجه مسلم (٢٢٠٣) من طريق سعيد بن إياس الجريري، عن أبي العلاء بن الشِّخير، عن عثمان ابن أبي العاص: أنه أتى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله، إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي، يَلبسها على، فقال رسول الله ﷺ: «ذاك شيطان يقال له: خِنزب، فإذا أحسسته، فتعوذ بالله منه، واتفل على يسارك ثلاثًا» قال: ففعلتُ ذلك فأذهبه الله عني. وهو في «مسند أحمد» (١٧٨٩٧).

مِنْ آخِرِ الْحَشْرِ، وَ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ، فَقَامَ الْأَعْرَابِيُّ قَدْ بَرَأَ، لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ (١).


(١) إسناده ضعيف لضعف أبي جناب: وهو يحيى بن أبي حية الكلبي، وقد اضطُرب في إسناده.
وأخرجه الطبراني في «الدعاء» (١٠٨٠) من طريق عبدة بن سليمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (١٥٩٤) وعنه ابن السني في «عمل اليوم والليلة» (٦٣٢) من طريق صالح بن عمر الواسطي، عن أبي جناب، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن رجل، عن أبيه قال: جاء رجلٌ إلى النبي ﷺ ...
وأخرجه أحمد في «المسند» (٢١١٧٤)، والحاكم في «المستدرك» ٤/ ٤١٢ - ٤١٣ من طريق عمر بن علي، عن أبي جناب، عن عبد الله بن عيسى، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى، عن أُبي بن كعب قال: كنت عند النبي ﷺ فجاء أعرابي ...
قوله: «به لَمَم» أي: طرف من المجنون.

 


google-playkhamsatmostaqltradent