بَابُ الدَّلِيلِ عَلَى ثُبُوتِ
صَلَاةِ الْخَوْفِ وَأَنَّهَا لَمْ تُنْسَخُ
٦٠٠٥ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ
بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكٍ، أنبأ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ
حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي
سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ،
عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ يَوْمَ الْخَنْدَقِ
فَشُغِلْنَا عَنْ صَلَوَاتٍ فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بِلَالًا فَأَقَامَ لِكُلِّ
صَلَاةٍ إِقَامَةً، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَيْهِ ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ
فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا﴾ [البقرة: ٢٣٩]».
٦٠٠٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ
بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ أنبأ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا
عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ الضَّبِّيُّ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ، ثنا
إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عُبَيْدٍ السَّلُولِيِّ
قَالَ: كُنْتُ مَعَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بِطَبَرِسْتَانَ، وَكَانَ مَعَهُ نَفَرٌ
مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ لَهُمْ سَعِيدٌ: أَيُّكُمْ شَهِدَ مَعَ
رَسُولِ اللهِ ﷺ صَلَاةَ الْخَوْفِ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: «أَنَا، مُرْ أَصْحَابَكَ
فَلْيَقُومُوا طَائِفَتَيْنِ، طَائِفَةٌ مِنْهُمْ بِإِزَاءِ الْعَدُوِّ،
وَطَائِفَةٌ مِنْهُمْ خَلْفَكَ، فَتُكَبِّرُ وَيُكَبِّرُونَ جَمِيعًا، وَتَرْكَعُ
وَيَرْكَعُونَ جَمِيعًا، وَتُرْفَعُ وَيَرْفَعُونَ جَمِيعًا، ثُمَّ تَسْجُدُ،
وَتَسْجُدُ الطَّائِفَةُ الَّتِي تَلِيكَ، وَتَقُومُ الطَّائِفَةُ الْأُخْرَى
بِإِزَاءِ الْعَدُوِّ، فَإِذَا رَفَعْتَ رَأْسَكَ قَامَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ
يَلُونَكَ، وَخَرَّ الْأَخَرُونَ سُجَّدًا، ثُمَّ تَرْكَعُ وَيَرْكَعُونَ
جَمِيعًا، ثُمَّ تَرْفَعُ وَيَرْفَعُونَ جَمِيعًا، وَتَسْجُدُ فَتَسْجُدُ
الطَّائِفَةُ الَّتِي تَلِيكَ، وَالطَّائِفَةُ الْأُخْرَى قَائِمَةٌ بِإِزَاءِ
الْعَدُوِّ، فَإِذَا رَفَعْتَ رَأْسَكَ مِنَ السُّجُودِ سَجَدَ الَّذِينَ
بِإِزَاءِ الْعَدُوِّ، ثُمَّ تُسَلِّمُ عَلَيْهِمْ وَتَأْمُرُ أَصْحَابَكَ إِنْ
هَاجَهُمْ هَيْجٌ فَقَدْ حَلَّ لَهُمُ الْقِتَالُ وَالْكَلَامِ»
٦٠٠٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ
الرُّوذْبَارِيُّ، أنبأ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُسْلِمُ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ حَبِيبٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي
«أَنَّهُمْ غَزَوْا مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ كَابُلَ فَصَلَّى بِنَا
صَلَاةَ الْخَوْفِ»
٦٠٠٨ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ
الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنبأ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ الْأَصْبَهَانِيُّ،
ثنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْحَمَّالُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، ثنا
حَكَّامٌ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ
قَالَ: «صَلَّى بِنَا أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ رضي الله عنه بأَصْبَهَانَ
صَلَاةَ الْخَوْفِ». . ⦗٣٥٩⦘ وَرَوَى حَطَّانُ الرَّقَاشِيُّ عَنْ أَبِي مُوسَى أَنَّهُ صَلَّى صَلَاةَ الْخَوْفِ، وَيُذْكَرُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَلِيًّا رضي الله عنه صَلَّى الْمَغْرِبَ صَلَاةَ
الْخَوْفِ لَيْلَةَ الْهَرِيرِ، وَرُوِّينَا عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ
أَنَّهُ عَلَّمَهُمْ صَلَاةَ الْخَوْفِ، وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه أَنَّهُ
كَانَ إِذَا سُئِلَ عَنْ صَلَاةِ الْخَوْفِ وَصَفَهَا، وَالَّذِينَ رَوَوْهَا عَنِ
النَّبِيِّ ﷺ لَمْ يَحْمِلْهَا أَحَدٌ مِنْهُمْ عَلَى تَخْصِيصِ النَّبِيِّ ﷺ
بِهَا، أَوْ عَلَى أَنَّهَا تُرِكَتْ، بَلْ رَوَاهَا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ
وَهُوَ يَعْتَقِدُ جَوَازَهَا عَلَى الصِّفَةِ الَّتِي رَوَاهَا، وَبِاللهِ
التَّوْفِيقُ
بَابُ كَيْفِيَّةِ صَلَاةِ الْخَوْفِ
فِي السَّفَرِ إِذَا كَانَ الْعَدُوُّ مِنْ غَيْرِ جِهَةِ الْقِبْلَةِ أَوْ
جِهَتَهَا غَيْرَ مَأْمُونِينَ
٦٠٠٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا
يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى فِي آخَرِينَ قَالُوا: ثنا
أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ أنبأ الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ،
أنبأ الشَّافِعِيُّ، أنبأ مَالِكٌ، ح وَحَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ كَامِلُ بْنُ
أَحْمَدَ الْمُسْتَمْلِي، أنبأ بِشْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بِشْرٍ
الْمِهْرَجَانِيُّ، ثنا دَاودُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ
يَحْيَى قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ رُومَانَ،
عَنْ صَالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ، عَمَّنْ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ يَوْمَ ذَاتِ
الرِّقَاعِ صَلَاةَ الْخَوْفِ: «أَنَّ طَائِفَةً صَفَّتْ مَعَهُ وَطَائِفَةً
وِجَاهَ الْعَدُوِّ، فَصَلَّى بِالَّتِي مَعَهُ رَكْعَةً ثُمَّ ثَبَتَ قَائِمًا
وَأَتَمُّوا لِأَنْفُسِهِمْ، ثُمَّ انْصَرَفُوا فَصَفُّوا وِجَاهَ الْعَدُوِّ،
وَجَاءَتِ الطَّائِفَةُ الْأُخْرَى فَصَلَّى بِهِمُ الرَّكْعَةَ الَّتِي بَقِيَتْ،
ثُمَّ ثَبَتَ جَالِسًا وَأَتَمُّوا لِأَنْفُسِهِمْ ثُمَّ سَلَّمَ بِهِمْ». رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ قُتَيْبَةَ عَنْ مَالِكٍ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ
عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى
٦٠١٠ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ
عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْحَمَامِيُّ الْمُقْرِئُّ بِبَغْدَادَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ
أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ، ثنا
عَبْدُ الْعَزِيزِ الْأُوَيْسِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ
أَخِيهِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ
صَالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ، عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: صَلَّى النَّبِيُّ ﷺ: «صَلَاةُ
الْخَوْفِ، فَصَفَّ طَائِفَةً مَعَهُ، وَطَائِفَةٌ تِلْقَاءَ الْعَدُوِّ، فَصَلَّى
النَّبِيُّ ﷺ بِالَّذِينَ مَعَهُ رَكْعَةً، ثُمَّ قَامَ وَقَامُوا، فَأَتَمُّوا
لِأَنْفُسِهِمْ، ثُمَّ ذَهَبُوا مَكَانَ أَصْحَابِهِمْ وَجَاءَ الْآخَرُونَ،
فَصَلَّى بِهِمُ النَّبِيُّ ﷺ الرَّكْعَةَ الَّتِي بَقِيَتْ، ثُمَّ أَتَمُّوا
لِأَنْفُسِهِمْ». قَالَ عُبَيْدُ اللهِ: قَالَ الْقَاسِمُ: مَا سَمِعْتُ شَيْئًا
فِي صَلَاةِ الْخَوْفِ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ هَذَا "
٦٠١١ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ
الرُّوذْبَارِيُّ، أنبأ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عُبَيْدُ
اللهِ بْنُ مُعَاذٍ، ثنا أَبِي، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي
حَثْمَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ: صَلَّى بِأَصْحَابِهِ فِي خَوْفٍ فَجَعَلَهُمْ
خَلْفَهُ صَفَّينِ فَصَلَّى بِالَّذِينَ يَلُونَهُ رَكْعَةً، ثُمَّ قَامَ فَلَمْ
يَزَلْ قَائِمًا حَتَّى صَلَّى الَّذِينَ خَلْفَهُ رَكْعَةً ثُمَّ تَقَدَّمُوا،
وَتَأَخَّرَ الَّذِينَ كَانُوا قُدَّامَهُمْ، فَصَلَّى بِهِمُ النَّبِيُّ ﷺ
رَكْعَةً ثُمَّ قَعَدَ حَتَّى صَلَّى الَّذِينَ تَخَلَّفُوا رَكْعَةً ثُمَّ
سَلَّمَ بِهِمْ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ
مُعَاذٍ
٦٠١٢ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، أنبأ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، ح وَأَخْبَرَنَا
أَبُو صَالِحِ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْعَنْبَرِيُّ، أَنْبَأَنَا جَدِّي يَحْيَى
بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ
بَشَّارٍ الْعَبْدِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، ثنا يَحْيَى بْنُ
سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ
خَوَّاتٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ أَنَّهُ قَالَ فِي صَلَاةِ الْخَوْفِ:
«يَقُومُ الْإِمَامُ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ وَتَقُومُ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ
مَعَهُ، وَطَائِفَةٌ مِنْ قِبَلِ الْعَدُوِّ وَوُجُوهُهُمْ إِلَى الْعَدُوِّ،
فَيَرْكَعُ بِهِمْ رَكْعَةً، وَيَرْكَعُونَ لِأَنْفُسِهِمْ وَيَسْجُدُونَ
لِأَنْفُسِهِمْ سَجْدَتَيْنِ فِي مَكَانِهِمْ، وَيَذْهَبُونَ إِلَى مَقَامِ
أُولَئِكَ وَيَجِيءُ أُولَئِكَ فَيَرْكَعُ بِهِمْ رَكْعَةً وَيَسْجُدُ بِهِمْ
سَجْدَتَيْنِ فَهِيَ لَهُ اثْنَتَانِ وَلَهُمْ وَاحِدَةٌ، ثُمَّ يَرْكَعُونَ
رَكْعَةً وَيَسْجُدُونَ سَجْدَتَيْنِ». لَفْظُ حَدِيثِ ابْنِ بَشَّارٍ، وَفِي
حَدِيثِ مُسَدَّدٍ فَيُصَلِّي بِالَّذِينَ مَعَهُ رَكْعَةً ثُمَّ يَقُومُونَ
فَيَرْكَعُونَ لِأَنْفُسِهِمْ رَكْعَةً وَالْبَاقِي بِمَعْنَاهُ. رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُسَدَّدٍ.
٦٠١٣
- وَأَخْبَرَنَا أَبُو صَالِحٍ، أنبأ
جَدِّي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ بَشَّارٍ يَقُولُ:
سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، فَحَدَّثَنِي عَنْ
شُعْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ
بْنِ خَوَّاتٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ بِمِثْلِ ⦗٣٦١⦘ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ. وَقَالَ يَحْيَى أَكْتُبُهُ إِلَى جَنْبِهِ وَلَسْتُ أَحْفَظُ الْحَدِيثَ وَلَكِنَّهُ مِثْلُ حَدِيثِ يَحْيَى.
٦٠١٤
- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، أنبأ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ، عَنْ
سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ فِي صَلَاةِ الْخَوْفِ. رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُسَدَّدٍ هَكَذَا
بَابُ مَنْ قَالَ: تَقُومُ
الطَّائِفَةُ الثَّانِيَةُ فَيَرْكَعُونَ لِأَنْفُسِهِمُ الرَّكْعَةَ الْبَاقِيَةَ
بَعْدَ سَلَامِ الْإِمَامِ
٦٠١٥ - أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ
اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَدْلُ، أنبأ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ
جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ، ثنا يَحْيَى
بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ
مُحَمَّدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي
حَثْمَةَ، حَدَّثَهُ: «أَنَّ صَلَاةَ الْخَوْفِ أَنْ يَقُومَ الْإِمَامُ وَمَعَهُ
طَائِفَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَطَائِفَةٌ مُوَاجِهَةٌ الْعَدُوَّ، فَيَرْكَعُ
بِهِمُ الْإِمَامُ رَكْعَةً وَيَسْجُدُ بِالَّذِينَ مَعَهُ، ثُمَّ يَقُومُونَ
فَإِذَا اسْتَوَى قَائِمًا ثَبَتَ وَأَتَمُّوا لِأَنْفُسِهِمُ الرَّكْعَةَ
الْبَاقِيَةَ، ثُمَّ سَلَّمُوا وَانْصَرَفُوا وَالْإِمَامُ قَائِمٌ وَكَانُوا
وِجَاهَ الْعَدُوِّ، ثُمَّ يُقْبِلُ الْآخَرُونَ الَّذِينَ لَمْ يُصَلُّوا
فَيُكَبِّرُونَ وَرَاءَ الْإِمَامِ، فَيَرْكَعُ بِهِمْ وَيَسْجُدُ ثُمَّ
يُسَلِّمُ، فَيَقُومُونَ فَيَرْكَعُونَ لِأَنْفُسِهِمُ الرَّكْعَةَ الْبَاقِيَةَ
ثُمَّ يُسَلِّمُونَ». كَذَا رَوَاهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ
الْأَنْصَارِيِّ
٦٠١٦
- وَخَالَفَهُ سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ
الثَّوْرِيُّ فَرَوَاهُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ
إِلَّا أَنَّهُ قَالَ فِي آخِرِهِ: «ثُمَّ ذَهَبُوا إِلَى مَصَافِّ أُولَئِكَ،
وَجَاءُوا أُولَئِكَ وَقَامُوا وَرَاءَ الْإِمَامِ فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً،
ثُمَّ قَامُوا فَقَضَوْا تِلْكَ الرَّكْعَةَ ثُمَّ سَلَّمَ الْإِمَامُ».
أَخْبَرَنَا بِذَلِكَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي
عَمْرٍو قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَسِيدُ
بْنُ عَاصِمٍ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ سُفْيَانَ فَذَكَرَهُ.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ عَنْ شُعْبَةَ وَمَالِكٍ قَالَ فِي
آخِرِهِ: ثُمَّ يُسَلِّمُ، وَهَذَا أَوْلَى أَنْ يَكُونَ صَحِيحًا لِمُوَافَقَتِهِ
رِوَايَةَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِيهِ، وَسَائِرُ مَا مَضَى
فِي الْبَابِ قَبْلَهُ
بَابُ أَخْذِ السِّلَاحِ فِي صَلَاةِ
الْخَوْفِ
قَالَ اللهُ عز وجل:
﴿وَلْيَأْخُذُوا
أَسْلِحَتَهُمْ﴾ [النساء:
١٠٢]
٦٠١٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ
بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكٍ، أنبأ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ
حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ
مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي عَيَّاشٍ الزُّرَقِيُّ قَالَ:: «كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ
ﷺ بِعُسْفَانَ فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ صَلَاةُ الظُّهْرِ، وَعَلَى خَيْلِ
الْمُشْرِكِينَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ ﷺ
بِأَصْحَابِهِ الظُّهْرَ، قَالَ: فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: إِنَّ لَهُمْ صَلَاةً
بَعْدَ هَذِهِ هِيَ أَحَبُّ إِلَيْهِمْ مِنْ أَبْنَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ
وَأَنْفُسِهِمْ، يَعْنُونَ صَلَاةَ الْعَصْرِ، فَنَزَلَ جَبْرَئِيلُ عليه السلام عَلَى
رَسُولِ اللهِ ﷺ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، فَأَخْبَرَهُ، وَنَزَلَتْ هَذِهِ
الْآيَةُ ﴿وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ
طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ﴾ [النساء: ١٠٢] الْآيَةَ إِلَى آخِرِهَا، فَحَضَرَتِ
الصَّلَاةُ، فَصَفَّ رَسُولُ اللهِ ﷺ صَفَّينِ، وَعَلَيْهِمُ السِّلَاحُ،
فَكَبَّرَ وَالْعَدُوُّ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ ﷺ، وَكَبَّرُوا جَمِيعًا،
وَرَكَعُوا جَمِيعًا، ثُمَّ سَجَدَ رَسُولُ اللهِ ﷺ وَالصَّفُّ الَّذِي يَلِيهِ،
وَالْآخَرُونَ قِيَامًا يَحْرُسُونَهُ، فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللهِ ﷺ قَامَ
إِلَى الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ وَسَجَدَ الْآخَرُونَ، ثُمَّ تَقَدَّمَ هَؤُلَاءِ
إِلَى مَصَافِّ هَؤُلَاءِ، وَتَأَخَّرَ هَؤُلَاءِ إِلَى مَصَافِّ هَؤُلَاءِ،
فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً أُخْرَى، فَرَكَعُوا جَمِيعًا، ثُمَّ سَجَدَ رَسُولُ
اللهِ ﷺ وَالصَّفُّ الَّذِي يَلِيهِ، وَالْآخَرُونَ قِيَامًا يَحْرُسُونَهُمْ،
فَلَمَّا فَرَغُوا سَجَدَ هَؤُلَاءِ، ثُمَّ سَلَّمَ رَسُولُ اللهِ ﷺ». قَالَ أَبُو
عَيَّاشٍ: «فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ ﷺ هَذِهِ الصَّلَاةَ مَرَّتَيْنِ، مَرَّةً
بِعُسْفَانَ وَمَرَّةً فِي أَرْضِ بَنِي سُلَيْمٍ»
٦٠١٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي قَالَا: ثنا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ،
ثنا أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ
وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ قَالَ: «كَانَ أُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ
يَرْبُطُونَ مَسَاوِيكَهُمْ بِذَوَائِبِ سُيُوفِهِمْ، فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ
اسْتَاكُوا ثُمَّ صَلُّوا، وَكَانَ أَحَدُهُمْ إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ مَعَ
النَّبِيِّ ﷺ، فَكَانَ يَأْخُذُ سَيْفَهُ أَوْ قَوْسَهُ فَيُصَلِّي مَعَ
النَّبِيِّ ﷺ». أَبُو سَعْدٍ الْبَقَّالُ غَيْرُ قَوِيٍّ
بَابُ الْمَعْذُورِ يَضَعُ
السِّلَاحَ
٦٠١٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، وَأَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْفَامِيُّ
قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا حَجَّاجٌ قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي
يَعْلَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: ﴿إِنْ
كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ ⦗٣٦٣⦘ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ﴾ [النساء: ١٠٢] قَالَ: «عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
عَوْفٍ رضي الله عنه كَانَ جَرِيحًا». رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ مُقَاتِلٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ
بَابُ مَا لَا يُحْمَلُ مِنَ
السِّلَاحِ لِنَجَاسَتِهِ أَوْ ثِقَلِهِ
٦٠٢٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَمْرِو بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْمُقْرِئُ، ثنا
عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنبأ عُقْبَةُ
بْنُ خَالِدٍ السَّكُونِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ ﷺ عَنِ
الصَّلَاةِ فِي الْقَوْسِ، فَقَالَ: «صَلِّ فِي الْقَوْسِ، وَاطْرَحِ الْقَرْنَ».
مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ غَيْرُ قَوِيٍّ
بَابُ كَيْفِيَّةِ صَلَاةِ شِدَّةِ
الْخَوْفِ
٦٠٢١ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ
بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَدِيبُ، أنبأ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
الْإِسْمَاعِيلِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، ثنا يُوسُفُ بْنُ
سَعِيدٍ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ كَثِيرٍ،
عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: «إِذَا اخْتَلَطُوا فَإِنَّمَا هُوَ التَّكْبِيرُ
وَالْإِشَارَةُ بِالرَّأْسِ»
قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي
مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ
بِمِثْلِ قَوْلِ مُجَاهِدٍ: «إِذَا اخْتَلَطُوا فَإِنَّمَا هُوَ التَّكْبِيرُ
وَالْإِشَارَةُ بِالرَّأْسِ»، وَزَادَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: «فَإِنْ كَثُرُوا فَلْيُصَلُّوا
رُكْبَانًا أَوْ قِيَامًا عَلَى أَقْدَامِهِمْ». يَعْنِي: صَلَاةَ الْخَوْفِ
٦٠٢٢ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو
الْأَدِيبُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، أَخْبَرَنِي الْهَيْثَمُ بْنُ
خَلَفٍ الدُّورِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الْأُمَوِيُّ، ثنا أَبِي، ثنا ابْنُ
جُرَيْجٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ نَحْوًا
مِنْ قَوْلِ مُجَاهِدٍ:»إِذَا اخْتَلَطُوا فَإِنَّمَا هُوَ الذِّكْرُ وَإِشَارَةٌ
بِالرَّأْسِ، وَزَادَ ابْنُ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ «وَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ
مِنْ ذَلِكَ فَلْيُصَلُّوا قِيَامًا وَرُكْبَانًا». رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي
الصَّحِيحِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ
٦٠٢٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ
بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ أنبأ
الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنبأ الشَّافِعِيُّ، أنبأ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ
نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ ⦗٣٦٤⦘ عُمَرَ كَانَ إِذَا سُئِلَ عَنْ صَلَاةِ الْخَوْفِ قَالَ: «يَتَقَدَّمُ الْإِمَامُ وَطَائِفَةٌ»، ثُمَّ قَصَّ الْحَدِيثَ، وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ فِي الْحَدِيثِ: «فَإِنْ كَانَ خَوْفًا أَشَدَّ مِنْ ذَلِكَ صَلُّوا رِجَالًا وَرُكْبَانًا مُسْتَقْبِلِي الْقِبْلَةَ وَغَيْرَ مُسْتَقْبِلِيهَا». قَالَ مَالِكٌ: قَالَ نَافِعٌ: لَا
أَرَى عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ ذَكَرَ ذَلِكَ إِلَّا عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ
٦٠٢٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ عُمَرُ
بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، أنبأ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ
اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعْدٍ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ ثنا النُّفَيْلِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ
الزُّبَيْرِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُنَيْسٍ، عَنْ
أَبِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُنَيْسٍ أَنَّهُ قَالَ: دَعَانِي رَسُولُ اللهِ ﷺ
فَقَالَ: «إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ ابْنَ نُبَيْحٍ الْهُذَلِيَّ يَجْمَعُ النَّاسَ
لِيَغْزُوَنِي، وَهُوَ بِنَخْلَةٍ أَوْ بِعُرَنَةَ، فَأْتِهِ فَاقْتُلْهُ»،
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ انْعَتْهُ لِي حَتَّى أَعْرِفَهُ. قَالَ: «آيَةُ مَا
بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ أَنَّكَ إِذَا رَأَيْتَهُ وَجَدْتَ لَهُ قُشَعْرِيرَةً»،
قَالَ: فَخَرَجْتُ مُتَوَشِّحًا بِسَيْفِي حَتَّى دُفِعْتُ إِلَيْهِ فِي ظُعُنٍ
يَرْتَادُ بِهِنَّ مَنْزِلًا، حَتَّى كَانَ وَقْتُ الْعَصْرِ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ
وَجَدْتُ لَهُ مَا وَصَفَ لِي رَسُولُ اللهِ ﷺ مِنَ الْقُشَعْرِيرَةِ، فَأَقْبَلْتُ
نَحْوَهُ وَخَشِيتُ أَنْ يَكُونَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ مُجَادَلَةٌ تَشْغَلُنِي عَنِ
الصَّلَاةِ، فَصَلَّيْتُ وَأَنَا أَمْشِي نَحْوَهُ أُومِئُ بِرَأْسِي إِيمَاءً،
فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَيْهِ قَالَ: مَنِ الرَّجُلُ؟ قُلْتُ: رَجُلٌ مِنَ
الْعَرَبِ سَمِعَ بِكَ وَبِجَمْعِكَ لِهَذَا الرَّجُلِ فَجَاءَ لِذَلِكَ، قَالَ:
أَجَلْ، نَحْنُ فِي ذَلِكَ، قَالَ: فَمَشَيْتُ مَعَهُ شَيْئًا، حَتَّى إِذَا
أَمْكَنَنِي حَمَلْتُ عَلَيْهِ بِالسَّيْفِ فَقَتَلْتُهُ، ثُمَّ خَرَجْتُ
وَتَرَكْتُ ظَعَايِنَهُ مُكِبَّاتٍ عَلَيْهِ، فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ
اللهِ ﷺ قَالَ: «أَفْلَحَ الْوَجْهُ»؟ قُلْتُ: قَدْ قَتَلْتُهُ يَا رَسُولَ اللهِ،
قَالَ: «صَدَقْتَ» ثُمَّ قَامَ بِي رَسُولُ اللهِ ﷺ فَدَخَلَ بَيْتَهُ
فَأَعْطَانِي عَصًا، فَقَالَ: «امْسِكْ هَذِهِ عِنْدَكَ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ أُنَيْسٍ»،
فَخَرَجْتُ بِهَا عَلَى النَّاسِ، فَقَالُوا: مَا هَذِهِ الْعَصَا مَعَكَ يَا
عَبْدَ اللهِ بْنَ أُنَيْسٍ؟ قُلْتُ: أَعْطَانِيهَا رَسُولُ اللهِ ﷺ وَأَمَرَنِي
أَنْ أَمْسِكَهَا عِنْدِي، قَالُوا: أَفَلَا تَرْجِعْ إِلَيْهِ فَتَسْأَلْهُ عَنْ
ذَلِكَ، قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ لِمَ
أَعْطَيْتَنِي هَذِهِ الْعَصَا؟ قَالَ: «آيَةُ مَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ، وَإِنَّ أَقَلَّ النَّاسِ الْمُتَخَصِّرُونَ يَوْمَئِذٍ». قَالَ:
فَقَرَنَهَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أُنَيْسٍ بِسَيْفِهِ فَلَمْ يَزَلْ مَعَهُ حَتَّى
إِذَا مَاتَ أَمَرَ بِهَا فَضُمَّتْ مَعَهُ فِي كَفَنِهِ فَدُفِنَا جَمِيعًا.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ وَعَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ
بَابُ الْعَدُوِّ يَكُونُ وِجَاهَ
الْقِبْلَةِ فِي صَحْرَاءَ لَا يُوَارِيهِمْ شَيْءٌ فِي قِلَّةٍ مِنْهُمْ
وَكَثْرَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ
٦٠٢٥ - حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ كَامِلُ
بْنُ أَحْمَدَ الْمُسْتَمْلِي، أنبأ أَبُو سَهْلٍ بِشْرُ بْنُ أَحْمَدَ
الْمِهْرَجَانِيُّ، ثنا دَاوُدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ، ثنا يَحْيَى
بْنُ يَحْيَى، أنبأ جَرِيرٌ، ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أنبأ
أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْلٍ
الدَّبَّاسُ بِمَكَّةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ الصَّائِغُ، ثنا
سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ مَنْصُورٍ،
عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي عَيَّاشٍ الزُّرَقِيِّ قَالَ: «كُنَّا مَعَ رَسُولِ
اللهِ ﷺ بِعُسْفَانَ، وَعَلَى الْمُشْرِكِينَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ،
فَصَلَّيْنَا الظُّهْرَ فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: لَقَدْ أَصَبْنَا غِرَّةً، لَقَدْ
أَصَبْنَا غَفَلَةً، لَوْ كُنَّا حَمَلَنَا عَلَيْهِمْ وَهُمْ فِي الصَّلَاةِ،
فَنَزَلَتْ آيَةُ الْقَصْرِ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، فَلَمَّا حَضَرْتِ
الْعَصْرُ قَامَ رَسُولُ اللهِ ﷺ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ وَالْمُشْرِكُونَ
أَمَامَهُ، فَصَفَّ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ ﷺ صَفٌّ، وَصَفَّ بَعْدَ ذَلِكَ الصَّفِّ
صَفٌّ آخَرُ، فَرَكَعَ رَسُولُ اللهِ ﷺ وَرَكَعُوا جَمِيعًا ثُمَّ سَجَدَ وَسَجَدَ
الصَّفُّ الَّذِي يَلِيهِ، وَقَامَ الْآخَرُونَ يَحْرُسُونَهُمْ فَلَمَّا صَلَّى
هَؤُلَاءِ السَّجْدَتَيْنِ وَقَامُوا، سَجَدَ الْآخَرُونَ الَّذِينَ كَانُوا
خَلْفَهُمْ، ثُمَّ تَأَخَّرَ الصَّفُّ الَّذِي يَلِيهِ إِلَى مَقَامِ الْآخَرِينَ،
وَتَقَدَّمَ الصَّفُّ الْأَخِيرُ إِلَى مَقَامِ الصَّفِّ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ
رَسُولُ اللهِ ﷺ وَرَكَعُوا جَمِيعًا، ثُمَّ سَجَدَ وَالصَّفُّ الَّذِي يَلِيهِ،
وَقَامَ الْآخَرُونَ يَحْرُسُونَهُمْ، فَلَمَّا جَلَسَ رَسُولُ اللهِ ﷺ وَالصَّفُّ
الَّذِي يَلِيهِ سَجَدَ الْآخَرُونَ، ثُمَّ جَلَسُوا جَمِيعًا فَسَلَّمَ
عَلَيْهِمْ جَمِيعًا، فَصَلَّاهَا بِعُسْفَانَ وَصَلَّاهَا يَوْمَ بَنِي
سُلَيْمٍ». لَفْظُ حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ، وَحَدِيثُ يَحْيَى بْنِ
يَحْيَى بِمَعْنَاهُ، وَفِيهِ مِنَ الزِّيَادَةِ «فَأَخَذَ النَّاسُ السِّلَاحَ
وَصَفُّوا خَلْفَ رَسُولِ اللهِ ﷺ صَفَّينِ مُسْتَقْبِلِي الْقِبْلَةَ،
وَالْمُشْرِكُونَ مُسْتَقْبِلُوهُمْ، فَكَبَّرَ رَسُولُ اللهِ ﷺ وَكَبِّرُوا
جَمِيعًا، ثُمَّ رَكَعَ وَرَكَعُوا جَمِيعًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَرَفَعُوا
جَمِيعًا، ثُمَّ سَجَدَ وَسَجَدَ الصَّفُّ الَّذِي يَلِيهِ» وَالْبَاقِي
بِمَعْنَاهُ، وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ، وَقَدْ رَوَاهُ قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ
عَنْ جَرِيرٍ فَذَكَرَ فِيهِ سَمَاعَ مُجَاهِدٍ مِنْ أَبِي عَيَّاشٍ زَيْدِ بْنِ الصَّامِتِ
الزُّرَقِيِّ، وَقَدْ رَوَاهُ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيُّ عَنِ
النَّبِيِّ ﷺ
٦٠٢٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو صَالِحِ بْنُ
أَبِي طَاهِرٍ الْعَنْبَرِيُّ، أنبأ جَدِّي يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي، ثنا
أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيُّ التَّمِيمِيُّ، أنبأ
عَبْدَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ
قَالَ: «شَهِدْتُ صَلَاةَ الْخَوْفِ مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَصَفَفْنَا خَلْفَ
رَسُولِ اللهِ ﷺ صَفَّينِ، وَكَانَ الْعَدُوُّ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ،
فَكَبَّرَ النَّبِيُّ ﷺ وَكَبَّرْنَا جَمِيعًا، ثُمَّ رَكَعَ وَرَكَعْنَا
جَمِيعًا، ثُمَّ رَفَعَ وَرَفَعْنَا جَمِيعًا، ثُمَّ انْحَدَرَ النَّبِيُّ ﷺ
بِالسُّجُودِ وَالصَّفُّ الَّذِي يَلِيهِ، وَقَامَ الصَّفُّ الْمُؤَخَّرُ فِي
نَحْرِ الْعَدُوِّ، فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ ﷺ السُّجُودَ وَالصَّفُّ الَّذِي
يَلِيهِ وَقَامُوا، انْحَدَرَ الصَّفُّ الْمُؤَخَّرُ بِالسُّجُودِ، فَلَمَّا
قَضَوْا سُجُودَهُمْ وَقَامُوا، تَقَدَّمَ الصَّفُّ الْمُؤَخَّرُ، وَتَأَخَّرَ
الصَّفُّ الْمُقَدَّمُ، ثُمَّ رَكَعَ وَرَكَعْنَا جَمِيعًا، ثُمَّ رَفَعَ
وَرَفَعْنَا جَمِيعًا، ثُمَّ انْحَدَرَ النَّبِيُّ ﷺ بِالسُّجُودِ وَالصَّفُّ
الَّذِي يَلِيهِ، وَقَامَ الصَّفُّ الْمُؤَخَّرُ فِي نَحْرِ الْعَدُوِّ، فَلَمَّا
قَضَى النَّبِيُّ ﷺ السُّجُودَ وَالصَّفُّ الَّذِي يَلِيهِ وَقَامُوا انْحَدَرَ
الصَّفُّ الْمُؤَخَّرُ بِالسُّجُودِ، فَلَمَّا قَضَوْا سُجُودَهُمْ وَقَامُوا
تَقَدَّمَ الصَّفُّ الْمُؤَخَّرُ وَتَأَخَّرَ الصَّفُّ الْمُقَدَّمُ، ثُمَّ رَكَعَ
وَرَكَعْنَا جَمِيعًا، ثُمَّ رَفَعَ وَرَفَعْنَا جَمِيعًا، ثُمَّ انْحَدَرَ
النَّبِيُّ ﷺ بِالسُّجُودِ وَالصَّفُّ الَّذِي يَلِيهِ الْمُقَدَّمُ الَّذِي كَانَ
مُؤَخَّرًا فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى، فَلَمَّا قَضَى السُّجُودَ وَالصَّفُّ
الَّذِي يَلِيهِ انْحَدَرَ الصَّفُّ الْمُؤَخَّرُ بِالسُّجُودِ، فَسَجَدُوا».
قَالَ جَابِرٌ: «كَمَا يَصْنَعُ حَرَسُكُمْ هَؤُلَاءِ بِأُمَرَائِهِمْ».
٦٠٢٧
- وَأَخْبَرَنَا أَبُو صَالِحٍ، أنبأ
جَدِّي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ الْعَبْدِيُّ،
ثنا يَحْيَى يَعْنِي: ابْنَ سَعِيدٍ الْقَطَّانَ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ، ثنا
عَطَاءٌ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَنَّهُ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ
صَلَاةَ الْخَوْفِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِمَعْنَاهُ. وَزَادَ فِي آخِرِهِ: «ثُمَّ
سَلَّمَ وَسَلَّمْنَا جَمِيعًا». قَالَ جَابِرٌ: «كَمَا يَفْعَلُ حَرَسُكُمْ هَذَا
بِأُمَرَائِهِمْ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ
اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ
٦٠٢٨ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، أنبأ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ
يَحْيَى، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا زُهَيْرٌ، ثنا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ
جَابِرٍ قَالَ: «غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ قَوْمًا مِنْ جُهَيْنَةَ،
فَقَاتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا، فَلَمَّا صَلَّيْنَا الظُّهْرَ قَالَ
الْمُشْرِكُونَ: لَوْ مِلْنَا عَلَيْهِمْ مَيْلَةً لَاقْتَطَعْنَاهُمْ، فَأَخْبَرَ
جَبْرَئِيلُ رَسُولَ اللهِ ﷺ بِذَلِكَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ،
قَالَ: وَقَالُوا: إِنَّهُ سَيَأْتِيهِمْ صَلَاةٌ هِيَ أَحَبُّ إِلَيْهِمْ مِنَ
الْأَوْلَادِ، يَعْنِي: الْعَصْرَ فَلَمَّا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ صَفَّنَا
صَفَّينِ، وَالْمُشْرِكُونَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ، قَالَ: فَكَبَّرَ
رَسُولُ اللهِ ﷺ وَكَبَّرْنَا وَرَكَعَ وَرَكَعْنَا، ثُمَّ سَجَدَ وَسَجَدَ مَعَهُ
الصَّفُّ الْأَوَّلِ، فَلَمَّا قَامُوا سَجَدَ الصَّفُّ الثَّانِي، ثُمَّ
تَأَخَّرَ الصَّفُّ الْأَوَّلُ، وَتَقَدَّمَ الصَّفُّ الثَّانِي، فَقَامُوا
مَقَامَ الْأَوَّلِ، فَكَبَّرَ رَسُولُ اللهِ ﷺ وَكَبَّرْنَا، وَرَكَعَ
وَرَكَعْنَا، ثُمَّ سَجَدَ وَسَجَدَ مَعَهُ الصَّفُّ الْأَوَّلُ، وَقَامَ
الثَّانِي، فَلَمَّا سَجَدَ الصَّفُّ الثَّانِي، ثُمَّ جَلَسُوا جَمِيعًا سَلَّمَ
عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ ﷺ». قَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ: ثُمَّ خَصَّ جَابِرٌ أَنْ
قَالَ: «كَمَا يُصَلِّي أُمَرَاؤُكُمْ هَؤُلَاءِ». ⦗٣٦٧⦘ رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ، وَاسْتَشْهَدَ الْبُخَارِيُّ بِرِوَايَةِ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ فِي ذَلِكَ
٦٠٢٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو
الْأَدِيبُ، أنبأ أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، أنبأ الْقَاسِمُ بْنُ
زَكَرِيَّا، ثنا أَبُو هَمَّامٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا
الزُّبَيْدِيُّ يَعْنِي: مُحَمَّدَ بْنَ الْوَلِيدِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ
عَبَّاسٍ قَالَ: «قَامَ نَبِيُّ اللهِ ﷺ، فَقَامَ النَّاسُ مَعَهُ، فَكَبَّرَ
وَكَبَّرُوا، ثُمَّ رَكَعَ وَرَكَعَ مَعَهُ نَاسٌ مِنْهُمْ، ثُمَّ سَجَدَ
وَسَجَدُوا، ثُمَّ قَامَ إِلَى الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ فَتَأَخَّرَ الَّذِينَ
سَجَدُوا مَعَهُ وَحَرَسُوا إِخْوَانَهُمْ، فَأَتَتِ الطَّائِفَةُ الْأُخْرَى
فَرَكَعُوا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ، وَسَجَدُوا وَالنَّاسُ كُلُّهُمْ فِي صَلَاةٍ
يُكَبِّرُونَ، وَلَكِنْ يَحْرُسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا».
٦٠٣٠
- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ
الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنبأ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا ابْنُ صَاعِدٍ،
ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ، ثنا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ
حَرْبٍ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ
عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ. وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِهَذَا مَا
رُوِّينَا عَنْ غَيْرِهِ فِي هَذَا الْبَابِ وَيُحْتَمَلُ غَيْرُهُ، وَقَدْ
رَوَاهُ النُّعْمَانُ بْنُ رَاشِدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ مُبَيَّنًا
٦٠٣١ - أَخْبَرَنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنبأ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ
الْحَافِظُ، ثنا ابْنُ صَاعِدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي حَزْمٍ
الْقَطِيعِيُّ، وَالْجَرَّاحُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ، ثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْ بَاهِلِيُّ، قَالُوا ثنا بِشْرُ
بْنُ عُمَرَ، ثنا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
«أَمَرَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بِصَلَاةِ الْخَوْفِ فَقَامَ رَسُولُ اللهِ ﷺ وَقُمْنَا
خَلْفَهُ صَفَّينِ، فَكَبَّرَ وَرَكَعَ وَرَكَعْنَا جَمِيعًا، الصَّفَّانِ
كِلَاهُمَا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ثُمَّ خَرَّ سَاجِدًا وَسَجَدَ الصَّفُّ
الَّذِي يَلِيهِ وَثَبَتَ الْآخَرُونَ قِيَامًا يَحْرُسُونَ إِخْوَانَهُمْ،
فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ سُجُودِهِ وَقَامَ خَرَّ الصَّفُّ الْمُؤَخَّرُ سُجُودًا،
فَسَجَدُوا سَجْدَتَيْنِ ثُمَّ قَامُوا، فَتَأَخَّرَ الصَّفُّ الْمُقَدَّمُ
الَّذِي يَلِيهِ، وَتَقَدَّمَ الصَّفُّ الْمُؤَخَّرُ فَرَكَعَ وَرَكَعُوا جَمِيعًا،
وَسَجَدَ رَسُولُ اللهِ ﷺ وَالصَّفُّ الَّذِي يَلِيهِ، وَثَبَتَ الْآخَرُونَ
قِيَامًا يَحْرُسُونَ إِخْوَانَهُمْ، فَلَمَّا قَعَدَ رَسُولُ اللهِ ﷺ خَرَّ
الصَّفُّ الْمُؤَخَّرُ سُجُودًا فَسَجَدُوا ثُمَّ سَلَّمَ النَّبِيُّ ﷺ».
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ دَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
٦٠٣٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ
الْفَقِيهُ، أنبأ أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ
بِلَالٍ، ثنا أَبُو الْأَزْهَرِ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ،
ثنا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ، مَوْلَى عَمْرِو
بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «مَا كَانَتْ
صَلَاةُ الْخَوْفِ إِلَّا ⦗٣٦٨⦘ كَصَلَاةِ أَحْرَاسِكُمْ هَؤُلَاءِ الْيَوْمَ خَلْفَ أَئِمَّتِكُمْ إِلَّا أَنَّهَا كَانَتْ، أَظُنُّهُ قَالَ: عَقِبًا، قَامَتْ طَائِفَةٌ وَهُمْ جَمِيعٌ مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ، وَسَجَدَتْ مَعَهُ
طَائِفَةٌ، ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللهِ ﷺ وَسَجَدَ الَّذِينَ كَانُوا قِيَامًا
لِأَنْفُسِهِمْ، ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللهِ ﷺ وَقَامُوا مَعَهُ جَمِيعًا، ثُمَّ
رَكَعَ وَرَكَعُوا مَعَهُ جَمِيعًا، ثُمَّ سَجَدَ فَسَجَدَ مَعَهُ الَّذِينَ
كَانُوا قِيَامًا أَوَّلَ مَرَّةٍ، وَقَامَ الْآخَرُونَ الَّذِينَ كَانُوا
سَجَدُوا مَعَهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ، فَلَمَّا جَلَسَ رَسُولُ اللهِ ﷺ وَالَّذِينَ
سَجَدُوا مَعَهُ فِي آخِرِ صَلَاتِهِمْ سَجَدَ الَّذِينَ كَانُوا قِيَامًا
لِأَنْفُسِهِمْ، ثُمَّ جَلَسُوا فَجَمَعَهُمْ رَسُولُ اللهِ ﷺ بِالسَّلَامِ»
بَابُ الْإِمَامِ يُصَلِّي بِكُلِّ
طَائِفَةٍ رَكْعَتَيْنِ وَيُسَلِّمُ
٦٠٣٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنبأ مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا عَفَّانُ، ثنا أَبَانُ الْعَطَّارُ، ثنا يَحْيَى
بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جَابِرِ
بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ حَتَّى إِذَا كُنَّا
بِذَاتِ الرِّقَاعِ كُنَّا إِذَا أَتَيْنَا شَجَرَةً ظَلِيلَةً تَرَكْنَاهَا
لِرَسُولِ اللهِ ﷺ قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَسَيْفُ رَسُولِ
اللهِ ﷺ مُعَلَّقٌ بِشَجَرَةٍ، فَأَخَذَ سَيْفَ نَبِيِّ اللهِ ﷺ فَاخْتَرَطَهُ،
فَقَالَ لِرَسُولِ اللهِ ﷺ: تَخَافُنِي؟ قَالَ:»لَا «، قَالَ: فَمَنْ يمْنَعُكَ
مِنِّي؟ قَالَ:»اللهُ يَمْنَعُنِي مِنْكَ «قَالَ: فَتَهَدَّدَهُ أَصْحَابُ رَسُولِ
اللهِ ﷺ، قَالَ: فَغَمَدَ السَّيْفَ وَعَلَّقَهُ، قَالَ: فَنُودِيَ بِالصَّلَاةِ،
قَالَ: فَصَلَّى بِطَائِفَةٍ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ تَأَخَّرُوا فَصَلَّى
بِالطَّائِفَةِ الْأُخْرَى رَكْعَتَيْنِ، قَالَ: فَكَانَتْ لِرَسُولِ اللهِ ﷺ
أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ وَلِلْقَوْمِ رَكْعَتَيْنِ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ،
عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ عَفَّانَ، وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا مِنْ
حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ بْنِ سَلَّامٍ عَنْ يَحْيَى. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ سُلَيْمَانُ
بْنُ قَيْسٍ الْيَشْكُرِيُّ عَنْ جَابِرٍ، وَقَالَ: "حَارَبَ رَسُولُ اللهِ ﷺ
مُحَارِبَ خَصَفَةَ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْهُمْ، ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِيثَ
بِمَعْنَاهُ وَأَتَمَّ مِنْهُ، وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ جَابِرٍ
٦٠٣٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ هِلَالُ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ بِبَغْدَادَ، أنبأ الْحُسَيْنُ بْنُ
يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ الْقَطَّانُ، أنبأ أَبُو الْأَشْعَثِ، ثنا عَبْدُ
الْأَعْلَى، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: حَدَّثَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ صَلَّى بِأَصْحَابِهِ فَصَلَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ
مَعَهُ وَطَائِفَةٌ وَجُوهُهُمْ قِبَلَ الْعَدُوِّ فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَتَيْنِ
ثُمَّ قَامُوا وَجَاءَ الْآخَرُونَ فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَتَيْنِ وَسَلَّمَ».
وَقِيلَ فِيهِ عَنْ يُونُسَ بِبَطْنِ نَخْلٍ
٦٠٣٥ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ السُّوسِيُّ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَغْدَادِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
إِسْحَاقَ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ
قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ
ﷺ صَلَّى بِأَصْحَابِهِ، بِطَائِفَةٍ مِنْهُمْ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ ثُمَّ
صَلَّى بِالْآخَرِينَ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ». ⦗٣٦٩⦘ هَكَذَا رَوَيَاهُ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ جَابِرٍ وَخَالَفَهُمَا أَشْعَثُ فَرَوَاهُ عَنِ
الْحَسَنِ عَنْ أَبِي بَكَرَةَ، وَوَافَقَهُ عَلَى ذَلِكَ أَبُو حُرَّةَ
الرَّقَاشِيُّ
٦٠٣٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، وَأَبُو مُحَمَّدِ
بْنُ أَبِي حَامِدٍ الْمُقْرِئُ، وَأَبُو صَادِقِ بْنُ أَبِي الْفَوَارِسِ
الصَّيْدَلَانِيُّ، قَالُوا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ الْبَصْرِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنِ
الْأَشْعَثِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ صَلَّى
بِبَعْضِهِمْ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ فَتَأَخَّرُوا وَجَاءَ الْآخَرُونَ
فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ فَكَانَتْ لِرَسُولِ اللهِ ﷺ أَرْبَعَ
رَكَعَاتٍ وَلِلْمُسْلِمِينَ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ فِي صَلَاةِ الْخَوْفِ».
٦٠٣٧
- وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مُعَاذُ بْنُ
مُعَاذٍ عَنِ الْأَشْعَثِ وَقَالَ: فِي الظُّهْرِ، وَزَادَ: قَالَ: وَبِذَلِكَ
كَانَ يُفْتِي الْحَسَنُ، وَكَذَلِكَ فِي الْمَغْرِبِ، يَكُونُ لِلْإِمَامِ سِتُّ
رَكَعَاتٍ وَلِلْقَوْمِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا. أَخْبَرَنَا بِذَلِكَ أَبُو عَلِيٍّ
الرُّوذْبَارِيُّ أنبأ أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ ثنا عُبَيْدُ
اللهِ بْنُ مُعَاذٍ، ثنا أَبِي ثنا الْأَشْعَثُ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِمَعْنَاهُ
وَاللَّفْظُ مُخْتَلِفٌ، وَذَكَرَ هَذِهِ الزِّيَادَةَ، وَقَوْلُهُ: وَكَذَلِكَ
فِي الْمَغْرِبِ، وَجَدْتُهُ فِي كِتَابِي مَوْصُولًا بِالْحَدِيثِ، وَكَأَنَّهُ
مِنْ قَوْلِ الْأَشْعَثِ، وَهُوَ فِي بَعْضِ النُّسَخِ: قَالَ أَبُو دَاوُدَ:
وَكَذَلِكَ فِي الْمَغْرِبِ، وَقَدْ رَوَاهُ بَعْضُ النَّاسِ عَنْ أَشْعَثَ فِي
الْمَغْرِبِ مَرْفُوعًا، وَلَا أَظُنُّهُ إِلَّا وَاهِمًا فِي ذَلِكَ
٦٠٣٨ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ
الْحَافِظُ، أنبأ عَبْدَانُ الْأَهْوَازِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرِ بْنِ
رِبْعِيٍّ الْقَيْسِيُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ خَلِيفَةَ الْبَكْرَاوِيُّ، ثنا أَشْعَثُ
بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْحِمْرَانِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ:
«أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ صَلَّى بِالْقَوْمِ فِي الْخَوْفِ صَلَاةَ الْمَغْرِبِ
ثَلَاثَ رَكَعَاتٍ ثُمَّ انْصَرَفَ، وَجَاءَ الْآخَرُونَ فَصَلَّى بِهِمْ ثَلَاثَ
رَكَعَاتٍ»
بَابُ مَنْ قَالَ: يُصَلِّي بِكُلِّ
طَائِفَةٍ رَكْعَةً ثُمَّ يَقْضُونَ الرَّكْعَةَ الْأُخْرَى بَعْدَ سَلَامِ
الْإِمَامِ
٦٠٣٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَمْرٍو قَالَا: ثنا أَبُو مُحَمَّدٍ
أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ، أنبأ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
عِيسَى، ثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنِي شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
عُمَرَ قَالَ: «غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ غَزْوَةً قِبَلَ نَجْدٍ،
فَوَافَيْنَا الْعَدُوَّ فَصَافَفْنَاهُمْ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ ﷺ فَصَلَّى
لَنَا، فَقَامَتْ طَائِفَةٌ مِنَّا مَعَهُ، وَأَقْبَلَتْ طَائِفَةٌ عَلَى
الْعَدُوِّ، فَرَكَعَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بِمَنْ مَعَهُ رَكْعَةً وَسَجْدَتَيْنِ،
ثُمَّ انْصَرَفُوا فَكَانُوا مَكَانَ الطَّائِفَةِ الَّتِي لَمْ تُصَلِّ،
وَجَاءَتِ الطَّائِفَةُ الَّتِي لَمْ تُصَلِّ فَرَكَعَ بِهِمْ ⦗٣٧٠⦘ رَسُولُ اللهِ ﷺ رَكْعَةً وَسَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ رَسُولُ اللهِ ﷺ، وَقَامَ كُلُّ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَرَكَعَ لِنَفْسِهِ رَكْعَةً وَسَجْدَتَيْنِ». رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ
٦٠٤٠ - وَحَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَلَوِيُّ، أنبأ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْعَلَّافُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، ثنا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبأ مَعْمَرٌ، ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، وَاللَّفْظُ لَهُ، أنبأ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ،
ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا يَزِيدُ بْنُ
زُرَيْعٍ، ثنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ
عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ صَلَّى صَلَاةَ الْخَوْفِ بِإِحْدَى
الطَّائِفَتَيْنِ رَكْعَةً، وَالطَّائِفَةُ الْأُخْرَى مُوَاجِهَةٌ الْعَدُوَّ،
ثُمَّ انْصَرَفُوا فَقَامُوا فِي مَقَامِ أُولَئِكَ، وَجَاءَ أُولَئِكَ فَصَلَّى
بِهِمْ رَكْعَةً أُخْرَى، ثُمَّ سَلَّمَ عَلَيْهِمْ ثُمَّ قَامَ هَؤُلَاءِ
فَقَضَوْا رَكْعَتَهُمْ وَقَامَ هَؤُلَاءِ فَقَضَوْا رَكْعَتَهُمْ». رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُسَدَّدٍ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ عَبْدِ
بْنِ حُمَيْدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ
٦٠٤١ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ
بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنبأ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ،
ثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، ثنا قَبِيصَةُ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مُوسَى بْنِ
عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «صَلَّى النَّبِيُّ ﷺ صَلَاةَ
الْخَوْفِ، فَقَامَتْ طَائِفَةٌ مَعَهُ، وَطَائِفَةٌ مِنْهُمْ فِيمَا بَيْنَهُمْ
وَبَيْنَ الْعَدُوِّ، فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً، ثُمَّ ذَهَبَ هَؤُلَاءِ إِلَى
مَصَافِّ هَؤُلَاءِ وَجَاءَ هَؤُلَاءِ إِلَى مَصَافِّ هَؤُلَاءِ، فَصَلَّى بِهِمْ
رَكْعَةً، ثُمَّ سَلَّمَ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ قَضَتِ الطَّائِفَتَانِ رَكْعَةً
رَكْعَةً».
٦٠٤٢
- وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ،
أنبأ سُلَيْمَانُ، ثنا عُبَيْدُ بْنُ غَنَّامٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ،
عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ مِثْلَهُ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ
فِي الصَّحِيحِ
٦٠٤٣
- عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي
شَيْبَةَ، وَزَادَ فِيهِ قَالَ: وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: «فَإِذَا كَانَ خَوْفٌ
أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ يُصَلِّي رَاكِبًا أَوْ قَائِمًا يُوْمِئُ إِيمَاءً».
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أنبأ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَعْبِيُّ،
ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ
فَذَكَرَهُ بِمَعْنَاهُ وَبِزِيَادَتِهِ
بَابُ مَنْ قَالَ فِي هَذَا: كَبَّرَ
بِالطَّائِفَتَينِ جَمِيعًا، ثُمَّ قَضَى كُلُّ طَائِفَةٍ رَكْعَتَهَا
الْبَاقِيَةَ مُنَاوَبَةً
٦٠٤٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَنَاحُ
بْنُ نُذَيْرِ بْنِ جَنَاحٍ الْقَاضِي بِالْكُوفَةِ، أنبأ أَبُو جَعْفَرٍ
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ الشَّيْبَانِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ
حَازِمٍ، أنبأ أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ ⦗٣٧١⦘ حَرْبٍ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ قَالَ: «صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ صَلَاةَ الْخَوْفِ فَصَفَفْنَا صَفَّينِ، صَفٌّ خَلْفَ، وَصَفٌّ مُوَاجِهَ الْعَدُوِّ، فَكَبَّرَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بِالصَّفَّينِ خَلْفَهُ، فَصَلَّى بِالَّذِينَ خَلْفَهُ رَكْعَةً
وَسَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ انْصَرَفُوا إِلَى مَقَامِ إِخْوَانِهِمْ، وَأَقْبَلَ
الْآخَرُونَ يَتَخَلَّلُونَهُمْ، فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً وَسَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ
سَلَّمَ رَسُولُ اللهِ ﷺ، وَصَلُّوا الَّذِينَ خَلْفَهُ لِأَنْفُسِهِمْ رَكْعَةً
وَسَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ انْصَرَفُوا إِلَى مَصَافِّهِمْ، وَأَقْبَلَ الْآخَرُونَ
فَصَلُّوا لِأَنْفُسِهِمْ رَكْعَةً وَسَجْدَتَيْنِ». قَالَ خُصَيْفٌ: «وَرَسُولُ
اللهِ ﷺ بَيْنَ الْعَدُوِّ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ». وَرَوَاهُ الثَّوْرِيُّ عَنْ
خُصَيْفٍ وَقَالَ فِي الْحَدِيثِ: صَفٌّ خَلْفَهُ، وَصَفٌّ مُوَازِي الْعَدُوِّ
وَكُلٌّ فِي صَلَاةٍ. وَرَوَاهُ شَرِيكٌ عَنْ خُصَيْفٍ وَقَالَ فِي الْحَدِيثِ:
«فَكَبَّرَ نَبِيُّ اللهِ ﷺ فَكَبَّرَ الصَّفَّانِ جَمِيعًا». وَهَذَا الْحَدِيثُ
مُرْسَلٌ، أَبُوعُبَيْدَةَ لَمْ يُدْرِكْ أَبَاهُ، وَخَصِيفٌ الْجَزَرِيُّ لَيْسَ
بِالْقَوِيِّ، قَالَ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ
٦٠٤٥ - «وَصَلَّى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
سَمُرَةَ هَكَذَا، إِلَّا أَنَّ الطَّائِفَةَ الَّتِي صَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً
ثُمَّ سَلَّمَ مَضَوْا إِلَى مَقَامِ أَصْحَابِهِمْ، وَجَاءَ هَؤُلَاءِ فَصَلُّوا
لِأَنْفُسِهِمْ رَكْعَةً، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى مَقَامِ أُولَئِكَ فَصَلُّوا
لِأَنْفُسِهِمْ رَكْعَةً». حَدَّثَنَا بِذَلِكَ مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا
عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ حَبِيبٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي «أَنَّهُمْ غَزَوْا مَعَ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ كَابُلَ فَصَلَّى بِنَا صَلَاةَ الْخَوْفِ».
أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنبأ أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ،
ثنا أَبُو دَاوُدَ، فَذَكَرَهُ
بَابُ مَنْ قَالَ: صَلَّى بِكُلِّ
طَائِفَةٍ رَكْعَةً وَلَمْ يَقْضُوا
٦٠٤٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَمْرٍو قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ
مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَسِيدُ بْنُ عَاصِمٍ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ
حَفْصٍ، عَنْ سُفْيَانَ، أَخْبَرَنِي الْأَشْعَثُ يَعْنِي: ابْنَ سُلَيْمٍ، عَنِ
الْأَسْوَدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ زَهْدَمٍ الْحَنْظَلِيِّ قَالَ:
كُنَّا مَعَ حُذَيْفَةَ بِطَبَرِسْتَانَ، فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ
الْعَاصِ:»أَيُّكُمْ شَهِدَ صَلَاةَ الْخَوْفِ مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ؟ فَقَالَ
حُذَيْفَةُ: «أَنَا، فَقَامَ صَفٌّ خَلْفَهُ، وَصَفٌّ مُوَازِي الْعَدُوِّ
فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً ثُمَّ ذَهَبَ هَؤُلَاءِ إِلَى مَصَافِّهِمْ، وَجَاءَ
أُولَئِكِ فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً ثُمَّ سَلَّمَ عَلَيْهِمْ». وَرَوَاهُ يَحْيَى
بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ عَنْ سُفْيَانَ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَقَامَ
حُذَيْفَةُ وَصَفَّ النَّاسَ خَلْفَهُ صَفَّينِ صَفًّا خَلْفَهُ وَصَفًّا مُوَازِي
الْعَدُوِّ وَصَلَّى بِالَّذِينَ خَلْفَهُ رَكْعَةً ثُمَّ انْصَرَفَ هَؤُلَاءِ
إِلَى مَكَانِ هَؤُلَاءِ، وَجَاءَ أُولَئِكَ فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً وَلَمْ
يَقْضُوا.
٦٠٤٧
- أَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ
عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ، أنبأ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
إِسْحَاقَ، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا
يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي سُفْيَانُ، فَذَكَرَهُ. كَذَا رَوَاهُ ثَعْلَبَةُ
بْنُ زَهْدَمٍ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ عَنْهُ، وَقَدْ رُوِّينَاهُ مِنْ حَدِيثِ
أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ ⦗٣٧٢⦘ سُلَيْمِ بْنِ عَبْدٍ السَّلُولِيِّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بِطَبَرِسْتَانَ، فَقَالَ لَهُمْ سَعِيدٌ: أَيُّكُمْ شَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ صَلَاةَ الْخَوْفِ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ:
"أَنَا، فَذَكَرَ صَلَاةً مِثْلَ صَلَاةِ النَّبِيِّ ﷺ بِعُسْفَانَ. فَقَوْلُ
الرَّاوِي فِي رِوَايَةِ ثَعْلَبَةَ: صَفٌّ مُوَازِي الْعَدُوِّ، يُرِيدُ بِهِ
حَالَ السُّجُودِ، وَقَوْلُهُ: ثُمَّ انْصَرَفَ هَؤُلَاءِ إِلَى مَكَانِ هَؤُلَاءِ
وَجَاءَ أُولَئِكَ يُرِيدُ بِهِ: تَقَدَّمَ الصَّفُّ الْمُؤَخَّرُ وَتَأَخَّرَ
الصَّفُّ الْمُقَدَّمُ بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنَ الرَّكْعَةِ الْأُولَى وَفِي ذَلِكَ
قَضَاءُ الرَّكْعَتَيْنِ مَعَ الْإِمَامِ، فَلَا يَحْتَاجُونَ إِلَى قَضَاءِ شَيْءٍ
بَعْدَهُ، وَذَلِكَ بَيِّنٌ فِي رِوَايَةِ سُلَيْمِ بْنِ عَبْدٍ عَنْ حُذَيْفَةَ،
وَتِلْكَ الْقِصَّةُ وَهَذِهِ وَاحِدَةٌ فَوَجَبَ حَمْلُ إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ
عَلَى الْأُخْرَى مَعَ مَا فِيهِ مِنَ الِاتِّفَاقِ لِسَائِرِ الرِّوَايَاتِ،
وَبِاللهِ التَّوْفِيقُ
٦٠٤٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ
مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَسِيدُ بْنُ عَاصِمٍ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ
حَفْصٍ، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي جَهْمٍ، ثنا
عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ
«صَلَّى رَسُولُ اللهِ ﷺ صَلَاةُ الْخَوْفِ بِذِي قَرَدٍ، فَصَفَّ خَلْفَهُ صَفٌّ،
وَصَفٌّ مُوَازِي الْعَدُوِّ فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً، ثُمَّ ذَهَبَ هَؤُلَاءِ
إِلَى مَصَافِّ أُولَئِكَ وَجَاءَ أُولَئِكَ فَصَلُّوا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ رَكْعَةً
ثُمَّ سَلَّمَ عَلَيْهِمْ». قَالَ سُفْيَانُ: «فَكَانَ لِلنَّبِيِّ ﷺ
رَكْعَتَيْنِ، وَلِكُلِّ طَائِفَةٍ رَكْعَةٌ»
٦٠٤٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنبأ الرَّبِيعُ
بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَقَدْ رُوِيَ حَدِيثٌ لَا يُثْبِتُ
أَهْلُ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ مِثْلَهُ: «» أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ صَلَّى بِذِي
قَرَدٍ بِطَائِفَةٍ رَكْعَةً ثُمَّ سَلَّمُوا وَبِطَائِفَةٍ رَكْعَةً ثُمَّ
سَلَّمُوا فَكَانَتْ لِلْإِمَامِ رَكْعَتَيْنِ، وَلِكُلِّ طَائِفَةٍ رَكْعَةٌ «».
قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَإِنَّمَا تَرَكْنَاهُ لِأَنَّ جَمِيعَ الْأَحَادِيثِ فِي
صَلَاةِ الْخَوْفِ مُجْتَمِعَةٌ عَلَى أَنَّ عَلَى الْمَأْمُومِينَ مِنْ عَدَدِ
الصَّلَاةِ مَا عَلَى الْإِمَامِ وَكَذَلِكَ أَصْلُ الْفَرْضِ فِي الصَّلَاةِ
عَلَى النَّاسِ وَاحِدٌ فِي الْعَدَدِ، وَلَأَنَّهُ لَا يَثْبُتَ عِنْدَنَا
مِثْلُهُ لِشَيْءٍ فِي بَعْضِ إِسْنَادِهِ «». قَالَ الشَّيْخُ: هَذَا حَدِيثٌ
لَمْ يُخْرِجْهُ الْبُخَارِيُّ وَلَا مُسْلِمٌ فِي كِتَابَيْهِمَا، وَأَبُو بَكْرِ
بْنُ أَبِي الْجَهْمِ يَتَفَرَّدُ بِذَلِكَ هَكَذَا عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ
عَبْدِ اللهِ وَقَدْ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ مِثْلَ صَلَاتِهِ بِعُسْفَانَ، فَإِنَّ
قَوْلَهُ: ثُمَّ ذَهَبَ هَؤُلَاءِ إِلَى مَصَافِّ أُولَئِكَ وَجَاءَ أُولَئِكَ
أَرَادَ بِهِ فِي تَقَدُّمِ الصَّفِّ الْمُؤَخَّرِ وَتَأَخُّرِ الصَّفِّ
الْمُقَدَّمِ، وَقَدْ رَوَى الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَا دَلَّ عَلَى ذَلِكَ مَعَ ⦗٣٧٣⦘ اخْتِلَافٍ فِيهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَقْتَ حِرَاسَةِ أَحَدِ الصَّفَّيْنِ. وَرَوَاهُ عِكْرِمَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَقَدْ مَضَى ذِكْرُ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ، وَفِي ذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى صِحَّةِ هَذَا التَّأْوِيلِ، وَعَلَى مِثْلِ ذَلِكَ يُحْمَلُ أَيْضًا
٦٠٥٠ - مَا أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ
الرُّكَيْنِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ حَسَّانَ قَالَ: أَتَيْتُ فُلَانَ بْنَ
وَدِيعَةَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ صَلَاةِ الْخَوْفِ، فَقَالَ: ايتِ زَيْدَ بْنَ
ثَابِتٍ فَاسْأَلْهُ، فَأَتَيْتُ زَيْدًا فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: «صَلَّى رَسُولُ
اللهِ ﷺ صَلَاةَ الْخَوْفِ فَصَفَّ صَفًّا خَلْفَهُ وَصَفًّا مُوَازِي الْعَدُوِّ،
فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً، ثُمَّ ذَهَبَ هَؤُلَاءِ إِلَى مَصَافِّ هَؤُلَاءِ
وَجَاءَ هَؤُلَاءِ إِلَى مَصَافِّ هَؤُلَاءِ فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً ثُمَّ
سَلَّمَ»
٦٠٥١ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ
الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُؤَمِّلِ، ثنا أَبُو عُثْمَانَ عَمْرُو بْنُ
عَبْدِ اللهِ الْبَصْرِيُّ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
الْوَهَّابِ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، أنبأ الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ يَزِيدَ
الْفَقِيرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: «شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ
ﷺ الْخَوْفَ فَأَمَرَ بِطَائِفَةٍ تَقُومُ فِي وَجْهِ الْعَدُوِّ، وَقَامَ
فَصَلَّى بِطَائِفَةٍ رَكْعَةً فَلَمَّا سَجَدَ انْطَلَقَ الَّذِينَ صَلُّوا مَعَ
رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَقَامُوا مَقَامَ أُولَئِكَ وَجَاءَ أُولَئِكَ فَقَامُوا خَلْفَ
رَسُولِ اللهِ ﷺ فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً، فَلَمَّا سَجَدُوا جَلَسَ فَسَلَّمَ
بِهِمْ فَكَانَتْ لِرَسُولِ اللهِ ﷺ رَكْعَتَيْنِ، وَلِلَّذِينَ خَلْفَهُ
رَكْعَةً، فَلَمَّا سَلَّمَ بِالَّذِينَ خَلْفَهُ سَلَّمَ الْآخَرُونَ». قَالَ
الشَّيْخُ: وَهَذَا يَحْتَمِلُ مَا احْتَمَلَ حَدِيثُ حُذَيْفَةَ، وَابْنِ
عَبَّاسٍ، وَزَيْدٍ فِي قَوْلِهِ: فَكَانَتْ لِرَسُولِ اللهِ ﷺ رَكْعَتَيْنِ،
وَلِلَّذِينَ خَلْفَهُ رَكْعَةً يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ مِنْ جِهَةِ بَعْضِ
الرُّوَاةِ قَبْلَ جَابِرٍ، فَقَدْ رُوِّينَا عَنْ عَطَاءٍ وَأَبِي الزُّبَيْرِ
عَنْ جَابِرٍ مَا دَلَّ عَلَى ذَلِكَ، وَقَدْ قَالَ بَعْضُهُمْ فِي حَدِيثِ
يَزِيدَ الْفَقِيرِ: أَنَّهُمْ قَضَوْا رَكْعَةً أُخْرَى، هَكَذَا قَالَهُ أَبُو
دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ. قَالَ الشَّيْخُ: وَرَوَاهُ الْحَكَمُ بْنُ
عُتَيْبَةَ، عَنْ يَزِيدَ الْفَقِيرِ، عَنْ جَابِرٍ، وَقَالَ: فَصَفَفْنَا
صَفَّينِ. فَذَكَرَهُ بِلَفْظٍ مُحْتَمَلٍ لِلتَّأْوِيلِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ،
إِلَّا أَنَّ الْمَسْعُودِيَّ قَدْ رَوَاهُ مَرَّةً بِالزِّيَادَةِ، فَتْوَى مِنْ
جِهَةِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ يَمْنَعُ هَذَا التَّأْوِيلَ، وَاللهُ أَعْلَمُ،
وَذَلِكَ فِيمَا
٦٠٥٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ
فُورَكٍ، أنبأ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو
دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، ثنا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ صُهَيْبٍ
الْفَقِيرِ قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرًا عَنِ الرَّكْعَتَيْنِ فِي السَّفَرِ أَقْصُرُهُمَا؟
قَالَ جَابِرٌ: «إِنَّ الرَّكْعَتَيْنِ فِي السَّفَرِ لَيْسَتَا بِقَصْرٍ،
إِنَّمَا الْقَصْرُ رَكْعَةٌ عِنْدَ الْقِتَالِ، ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُ أَنَّهُ
كَانَ مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ عِنْدَ الْقِتَالِ، وَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَقَامَ
رَسُولُ اللهِ ﷺ فَصَفَّ طَائِفَةٌ خَلْفَهُ، وَقَامَتْ طَائِفَةٌ وُجُوهُهَا
قِبَلَ وُجُوهِ الْعَدُوِّ فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً، وَسَجَدَ بِهِمْ
سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ إِنَّ الَّذِينَ صَلُّوا خَلْفَهُ انْطَلَقُوا فَقَامُوا
مَقَامَ أُولَئِكَ، وَجَاءَ أُولَئِكَ فَصَلُّوا خَلْفَ ⦗٣٧٤⦘ رَسُولِ اللهِ ﷺ فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً، وَسَجَدَ بِهِمْ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ جَلَسَ فَسَلَّمَ وَسَلَّمَ الَّذِينَ خَلْفَهُ وَسَلَّمُوا أُولَئِكَ، فَكَانَتْ لِرَسُولِ اللهِ ﷺ رَكْعَتَيْنِ، وَلِلْقَوْمِ رَكْعَةً رَكْعَةً، ثُمَّ قَرَأَ يَزِيدُ: ﴿وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ
فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ﴾ [النساء: ١٠٢]». قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا الَّذِي رُوِيَ عَنْ
جَابِرٍ إِنْ كَانَ لَا يَحْتَمِلُ مَا ذَكَرْنَاهُ مِنَ التَّأْوِيلِ
فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ خَبَرًا عَنْ صَلَاتِهِ فِي الْغَدَاةِ الَّتِي وَصَفَ
هُوَ وَغَيْرُهُ صَلَاتَهُ فِيهَا، وَأَنَّهُمْ قَضَوْا رَكْعَتَهُمُ
الْبَاقِيَةَ، وَيَكُونُ فِي حُكْمِ شَيْءٍ أَثْبَتَهُ بَعْضُ الرُّوَاةِ دُونَ
بَعْضٍ، فَيُؤْخَذُ بِقَوْلِ الْمُثْبِتِ، وَالْأَصْلُ وَجُوبُ الْعَدَدِ حَتَّى
يُثْبَتَ جَوَازُ النُّقْصَانِ عَنْهُ بِمَا لَا يَحْتَمِلُ التَّأْوِيلَ، وَاللهُ
أَعْلَمُ
٦٠٥٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ
الْمُقْرِئُ، أنبأ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا يُوسُفُ بْنُ
يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ
مَسْعُودٍ، عَنْ سِمَاكٍ الْحَنَفِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ «أَنَّهُ
صَلَّى بِهَؤُلَاءِ رَكْعَةً وَبِهَؤُلَاءِ رَكْعَةً فِي صَلَاةِ الْخَوْفِ».
كَذَا أَتَى بِهِ سِمَاكٌ مُخْتَصَرًا، وَقَدْ رُوِّينَاهُ عَنْ سَالِمٍ وَنَافِعٍ
عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنَ الطَّائِفَتَيْنِ قَضَوْا
رَكْعَتَهُمْ، وَالْحُكْمُ لِلْإِثْبَاتِ فِي مِثْلِ هَذَا، وَبِاللهِ
التَّوْفِيقُ
٦٠٥٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ
الْفَقِيهُ، أنبأ أَبُو حَامِدٍ الْفَقِيهُ، أنبأ أَبُو حَامِدِ بْنُ بِلَالٍ، ثنا
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْأَحْمَسِيُّ، ثنا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ
بْنِ عَائِذٍ الطَّائِيِّ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْأَخْنَسِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «» إِنَّ اللهَ فَرَضَ الصَّلَاةَ عَلَى لِسَانِ
نَبِيِّكُمْ ﷺ أَرْبَعًا فِي الْحَضَرِ وَفِي السَّفَرِ رَكْعَتَيْنِ، وَفِي
الْخَوْفِ رَكْعَةً «».
٦٠٥٥
- وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، أنبأ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أنبأ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ،
ثنا عُثْمَانُ، وَأَبُو بَكْرٍ ابْنَا أَبِي شَيْبَةَ قَالَا: ثنا الْقَاسِمُ بْنُ
مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ، ثنا أَيُّوبُ بْنُ عَائِذٍ الطَّائِيُّ، فَذَكَرَهُ
بِنَحْوِهِ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي
شَيْبَةَ. وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِهِ رَكْعَةً مَعَ الْإِمَامِ
وَيَنْفَرِدُ بِرَكْعَةٍ أُخْرَى عَلَى قَوْلِ مَنْ يَرَى فَرْضَ الصَّلَاةِ فِي
الْجَمَاعَةِ عَلَى الْأَعْيَانِ، وَفِي كَيْفِيَّةِ صَلَاةِ الْخَوْفِ فِي
الْأَحَادِيثِ الثَّابِتَةِ مَعَ اخْتِلَافِ وُجُوهِهَا وَالِاتِّفَاقُ فِي
عَدَدِهَا دَلِيلٌ عَلَى صِحَّةِ هَذَا التَّأْوِيلِ. وَاللهُ أَعْلَمُ. وَذَهَبَ
أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ رحمه الله وَجَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ إِلَى
أَنَّ كُلَّ حَدِيثٍ وَرَدَ فِي أَبْوَابِ صَلَاةِ الْخَوْفِ فَالْعَمَلُ بِهِ
جَائِزٌ، وَبِاللهِ التَّوْفِيقُ
بَابُ مَنْ قَالَ: قَضَتِ
الطَّائِفَةُ الثَّانِيَةُ الرَّكْعَةَ الْأُولَى عِنْدَ مَجِيئِهَا، ثُمَّ
صَلَّتِ الْأُخْرَى مَعَ الْإِمَامِ، ثُمَّ قَضَتِ الطَّائِفَةُ الْأُولَى
الرَّكْعَةَ الثَّانِيَةَ، ثُمَّ كَانَ السَّلَامُ
٦٠٥٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ أَنَسٍ الْقُرَشِيُّ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ،
ثنا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، أنبأ أَبُو الْأَسْوَدِ أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ بْنَ
الزُّبَيْرِ يُحَدِّثُ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا
هُرَيْرَةَ: هَلْ صَلَّيْتَ مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ صَلَاةَ الْخَوْفِ، قَالَ أَبُو
هُرَيْرَةَ: نَعَمْ قَالَ مَرْوَانُ: مَتَى؟ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: «عَامَ
غَزْوَةِ نَجْدٍ، قَامَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِلَى الصَّلَاةِ صَلَاةِ الْعَصْرِ
فَقَامَتْ مَعَهُ طَائِفَةٌ، وَطَائِفَةٌ أُخْرَى مُقَابِلَ الْعَدُوِّ،
وَظُهُورُهُمْ إِلَى الْقِبْلَةِ، فَكَبَّرَ رَسُولُ اللهِ ﷺ فَكَبِّرُوا جَمِيعًا
الَّذِينَ مَعَهُ وَالَّذِينَ مُقَابِلَ الْعَدُوِّ، ثُمَّ رَكَعَ رَسُولُ اللهِ ﷺ
رَكْعَةً وَاحِدَةً، وَرَكَعَتِ الطَّائِفَةُ الَّتِي مَعَهُ، ثُمَّ سَجَدَ
فَسَجَدَتِ الطَّائِفَةُ الَّتِي تَلِيهِ، وَالْآخَرُونَ قِيَامٌ مُقَابِلَ
الْعَدُوِّ، ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللهِ ﷺ وَقَامَتِ الطَّائِفَةُ الَّتِي مَعَهُ
فَذَهَبُوا إِلَى الْعَدُوِّ فَقَابَلُوهُمْ، وَأَقْبَلَتِ الطَّائِفَةُ مُقَابِلَ
الْعَدُوِّ فَرَكَعُوا وَسَجَدُوا، وَرَسُولُ اللهِ ﷺ قَائِمٌ كَمَا هُوَ، ثُمَّ
قَامُوا فَرَكَعَ رَسُولُ اللهِ ﷺ رَكْعَةً أُخْرَى، وَرَكَعُوا مَعَهُ، وَسَجَدَ
وَسَجَدُوا مَعَهُ، ثُمَّ أَقْبَلَتِ الطَّائِفَةُ الَّتِي كَانَتْ مُقَابِلَ
الْعَدُوِّ فَرَكَعُوا وَسَجَدُوا، وَرَسُولُ اللهِ ﷺ قَاعِدٌ وَمَنْ مَعَهُ،
ثُمَّ كَانَ السَّلَامُ، فَسَلَّمَ رَسُولُ اللهِ ﷺ فَسَلَّمُوا جَمِيعًا، فَكَانَ
لِرَسُولِ اللهِ ﷺ رَكْعَتَيْنِ وَلِكُلِّ رَجُلٍ مِنَ الطَّائِفَتَيْنِ رَكْعَةً
رَكْعَةً». كَذَا قَالَ وَالصَّوَابُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَ الطَّائِفَتَيْنِ
رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ. أَخْبَرَنَا بِذَلِكَ أَبُو الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ،
أنبأ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا
مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، ثنا حَيْوَةُ،
وَابْنُ لَهِيعَةَ قَالَا: ثنا أَبُو الْأَسْوَدِ فَذَكَرَهُ بِمَعْنَاهُ. وَهَذَا
بَيِّنٌ فِي تَفْسِيرِ الْحَدِيثِ وَلَعَلَّهُ أَرَادَ رَكْعَةً رَكْعَةً مَعَ
الْإِمَامِ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ
عُرْوَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
٦٠٥٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ
مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا يُونُسُ
بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ
جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «صَلَّى
رَسُولُ اللهِ ﷺ بِالنَّاسِ صَلَاةَ الْخَوْفِ فَصَدَعَ النَّاسُ صَدْعَيْنِ
فَقَامَتْ طَائِفَةٌ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ ﷺ، وَطَائِفَةٌ تِجَاهَ الْعَدُوِّ،
فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ ﷺ بِمَنْ خَلْفَهُ رَكْعَةً وَسَجَدَ بِهِمْ سَجْدَتَيْنِ،
ثُمَّ قَامَ وَقَامُوا مَعَهُ، فَلَمَّا اسْتَوَى قَائِمًا رَجَعَ الَّذِينَ
خَلْفَهُ وَرَاءَهُمُ الْقَهْقَرَى، فَقَامُوا وَرَاءَ الَّذِينَ بِإِزَاءِ
الْعَدُوِّ، وَجَاءَ الْآخَرُونَ فَقَامُوا خَلْفَ رَسُولِ اللهِ ﷺ فَصَلُّوا
لِأَنْفُسِهِمْ رَكْعَةً، وَرَسُولُ اللهِ ﷺ قَائِمٌ، ثُمَّ قَامُوا فَصَلَّى
بِهِمْ ⦗٣٧٦⦘ رَسُولُ اللهِ ﷺ أُخْرَى فَكَانَتْ لَهُمْ وَلِرَسُولِ اللهِ ﷺ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ جَاءَ الَّذِينَ بِإِزَاءِ الْعَدُوِّ فَصَلُّوا لِأَنْفُسِهِمْ رَكْعَةً وَسَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ جَلَسُوا خَلْفَ
رَسُولِ اللهِ ﷺ فَسَلَّمَ بِهِمْ جَمِيعًا». كَذَا رَوَاهُ يُونُسُ بْنُ
بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، وَرَوَاهُ سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنِ ابْنِ
إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَرَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، وَعَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ
الزُّبَيْرِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ. مَعَ اخْتِلَافٍ فِي لَفْظِ حَدِيثِ
عَائِشَةَ رضي الله عنها، لَيْسَ ذَلِكَ فِي لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ،
أَمَا رِوَايَتُهُ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
فَذَكَرَهُ أَبُو الْأَزْهَرِ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ
أَبِيهِ
٦٠٥٨ - فَأَمَّا رِوَايَتُهُ عَنِ ابْنِ
إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ
يَحْيَى الْمُقْرِئُ بِبَغْدَادَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ
الدُّورِيُّ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو
طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، ثنا أَبُو حَامِدِ بْنُ بِلَالٍ الْبَزَّارُ، ثنا أَبُو
الْأَزْهَرِ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، ثنا أَبِي، عَنِ ابْنِ
إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُرْوَةَ
بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: «صَلَّى رَسُولُ اللهِ ﷺ
بِالنَّاسِ صَلَاةَ الْخَوْفِ بِذَاتِ الرِّقَاعِ، فَصَدَعَ رَسُولُ اللهِ ﷺ
النَّاسَ صَدْعَيْنِ، فَصُفَّتْ طَائِفَةٌ وَرَاءَهُ، وَقَامَتْ طَائِفَةٌ وِجَاهَ
الْعَدُوِّ، قَالَتْ: فَكَبَّرَ رَسُولُ اللهِ ﷺ وَكَبَّرَتِ الطَّائِفَةُ
الَّذِينَ صَلَّوْا خَلْفَهُ، ثُمَّ رَكَعَ فَرَكَعُوا، ثُمَّ سَجَدَ فَسَجَدُوا،
ثُمَّ رَفَعَ رَسُولُ اللهِ ﷺ رَأْسَهُ فَرَفَعُوا مَعَهُ، ثُمَّ مَكَثَ رَسُولُ
اللهِ ﷺ جَالِسًا فَسَجَدُوا لِأَنْفُسِهِمُ السَّجْدَةَ الثَّانِيَةَ، ثُمَّ
قَامُوا فَنَكَصُوا عَلَى أَعْقَابِهِمْ يَمْشُونَ الْقَهْقَرَى حَتَّى قَامُوا
مِنْ وَرَائِهِمْ، وَأَقْبَلَتِ الطَّائِفَةُ الْأُخْرَى فَصَفُّوا خَلْفَ رَسُولِ
اللهِ ﷺ فَكَبَّرُوا ثُمَّ رَكَعُوا لِأَنْفُسِهِمْ، ثُمَّ سَجَدَ رَسُولُ اللهِ ﷺ
سَجْدَتَهُ الثَّانِيَةَ فَسَجَدُوا مَعَهُ، ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللهِ ﷺ فِي
رَكْعَتِهِ الثَّانِيَةِ، وَسَجَدُوا هُمْ لِأَنْفُسِهِمُ السَّجْدَةَ
الثَّانِيَةَ، ثُمَّ قَامَتِ الطَّائِفَتَانِ جَمِيعًا فَصَفُّوا خَلْفَ رَسُولِ
اللهِ ﷺ، فَرَكَعَ بِهِمْ رَسُولُ اللهِ ﷺ رَكْعَةً فَرَكَعُوا جَمِيعًا، ثُمَّ
سَجَدَ فَسَجَدُوا جَمِيعًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَرَفَعُوا مَعَهُ، كُلُّ
ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ سَرِيعًا جِدًّا، لَا يَأْلُو أَنْ يُخَفِّفَ مَا
اسْتَطَاعَ، ثُمَّ سَلَّمَ رَسُولُ اللهِ ﷺ فَسَلَّمُوا، ثُمَّ قَامَ رَسُولُ
اللهِ ﷺ وَقَدْ شَرَكَهُ النَّاسُ فِي صَلَاتِهِ كُلِّهَا». حَدِيثُهُمَا سَوَاءٌ
فِي الْمَعْنَى وَقَدْ تَزِيدُ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى بِكَلِمَةٍ أَوْ
نَحْوِهَا
بَابُ مَنْ لَهُ أَنْ يُصَلِّيَ
صَلَاةَ الْخَوْفِ
٦٠٥٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو صَالِحِ بْنُ
أَبِي طَاهِرٍ، أنبأ جَدِّي يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي، أنبأ أَحْمَدُ بْنُ
سَلَمَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أنبأ ابْنُ
جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ الْأَحْوَلُ، أَنَّ ثَابِتًا مَوْلَى عُمَرَ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ:»لَمَّا كَانَ بَيْنَ عَبْدِ اللهِ
بْنِ عَمْرٍو، وَعَنْبَسَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ مَا كَانَ تَيَسَّرُوا
لِلْقِتَالِ، فَرَكِبَ خَالِدُ بْنُ الْعَاصِ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو
فَوَعَظَهُ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ
اللهِ ﷺ قَالَ: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي
الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرٍ
٦٠٦٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ، ثنا عَبْدُ
اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا خَالِدُ
بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى
رَسُولِ اللهِ ﷺ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ جَاءَ رَجُلٌ
يُرِيدُ أَخْذَ مَالِي قَالَ: «فَلَا تُعْطِهِ مَالَكَ». قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ
قَاتَلَنِي، قَالَ: «قَاتِلْهُ»، قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلَنِي، قَالَ:
«فَأَنْتَ شَهِيدٌ»، قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلْتُهُ؟ قَالَ: «فَهُوَ فِي
النَّارِ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ
٦٠٦١ - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ
الْفَقِيهُ، أنبأ أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ
بِلَالٍ الْبَزَّارُ، ثنا يَحْيَى بْنُ الزُّبَيْرِ الْمَكِّيُّ، ثنا سُفْيَانُ،
عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ
شَهِيدٌ»
٦٠٦٢ - وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ
بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكٍ، أنبأ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ
حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ
عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ:
«مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ
شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ».
٦٠٦٣
- وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ
عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنبأ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا عَبَّاسُ
بْنُ الْفَضْلِ الْأَسْفَاطِيُّ، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
سَعْدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ. إِلَّا أَنَّهُ
قَالَ: «وَمَنْ أُصِيبَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ»، وَلَمْ يَذْكُرِ الدَّمَ.
وَقَدْ ذَكَرَهُمَا جَمِيعًا بَعْضُ الرُّوَاةِ عَنْ أَبِي دَاوُدَ
بَابُ مَا لَيْسَ لَهُ لُبْسُهُ
وَافْتِرَاشُهُ
٦٠٦٤ - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ عَبْدَانَ، أنبأ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا هِشَامُ بْنُ
عَلِيٍّ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ، ثنا حَرْبٌ يَعْنِي ابْنَ شَدَّادٍ، عَنْ
يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بْنُ حِطَّانَ
أَنَّهُ سَأَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ، فَقَالَ: سَلْ عَنْهُ
عَائِشَةَ رضي الله عنها، فَسَأَلْتُ عَائِشَةَ، فَقَالَتْ: سَلِ ابْنَ عُمَرَ،
فَسَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَفْصٍ» أَنَّ رَسُولَ اللهِ
ﷺ قَالَ: «مَنْ لَبِسَ الْحَرِيرَ فِي الدُّنْيَا فَلَا خَلَاقَ لَهُ فِي
الْآخِرَةَ». رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
رَجَاءٍ
٦٠٦٥ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ مِنْ أَصْلِ
كِتَابِهِ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
يُوسُفَ السُّوسِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ
سُلَيْمَانَ، ثنا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي
شَدَّادٌ أَبُو عَمَّارٍ، حَدَّثَنِي أَبُو أُمَامَةَ أَنَّهُ سَمَعَ رَسُولَ
اللهِ ﷺ يَقُولُ: «لَا يَلْبَسُ الْحَرِيرَ فِي الدُّنْيَا إِلَّا مَنْ لَا
خَلَاقَ لَهُ فِي الْآخِرَةِ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِيٌ الصَّحِيحِ عَنْ
إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيِّ عَنْ شُعَيْبِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ
٦٠٦٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو
الْأَدِيبُ، أنبأ أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، أنبأ الْقَاسِمُ هُوَ ابْنُ
زَكَرِيَّا الْمُقْرِئُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْجَرَوِيُّ،
وَالْجُرْجَانِيُّ قَالَا: ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، ثنا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ
ابْنَ أَبِي نَجِيحٍ يُحَدِّثُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ:.
اسْتَسْقَى حُذَيْفَةُ فَأَتَاهُ دِهْقَانُ بِإِنَاءِ فِضَّةٍ، فَأَخَذَهُ
فَرَمَاهُ بِهِ، وَقَالَ:»إِنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ نَهَانَا أَنْ نَشْرَبَ فِي
آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَأَنْ نَأْكُلَ فِيهَا، وَعَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ
وَالدِّيبَاجِ، وَأَنْ نَجْلِسَ عَلَيْهِ، وَقَالَ: «هُوَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا
وَلَكُمْ فِي الْآخِرَةِ». قَالَ: فَأَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ قَالَ: وَحَدَّثَنِي
الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا جَرِيرٌ، عَنِ ابْنِ
أَبِي نَجِيحٍ، مِثْلَهُ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ
الْمَدِينِيِّ، عَنْ وَهْبِ بْنِ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ
٦٠٦٧ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ الْحَافِظُ، أنبأ أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ
بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْجَهْمِ
السَّمُرِيُّ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ سُلَيْمَانُ الشَّيْبَانِيُّ
عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنِ
الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: «أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ بِسَبْعٍ، وَنَهَانَا
عَنْ سَبْعٍ، أَمَرَنَا بِعِيَادَةِ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ،
وَإِفْشَاءِ السَّلَامِ، وَإِجَابَةِ الدَّاعِي، وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ، وَنَصْرِ
الْمَظْلُومِ، وَإِبْرَارِ الْقَسَمِ، وَنَهَانَا عَنِ الشُّرْبِ فِي الْفِضَّةِ؛
فَإِنَّهُ مَنْ يشْرَبْ فِيهَا فِي الدُّنْيَا لَا يَشْرَبُ فِيهَا فِي
الْآخِرَةِ، وَعَنِ التَّخَتُّمِ ⦗٣٧٩⦘ بِالذَّهَبِ، وَرُكُوبِ الْمَيَاثِرِ، وَلِبَاسِ الْقِسِّيِّ، وَالْحَرِيرِ، وَالدِّيبَاجِ، وَالْإِسْتَبْرَقِ».
٦٠٦٨
- وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ زَاطِيَّا، ثنا
عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا جَرِيرٌ، ثنا الشَّيْبَانِيُّ، فَذَكَرَهُ
بِمَعْنَاهُ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ قُتَيْبَةَ عَنْ جَرِيرٍ،
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ،
٦٠٦٩
- عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ،
وَرَوَاهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ
الشَّيْبَانِيُّ، فَذَكَرَهُ، وَقَالَ فِي الْحَدِيثِ: «وَجُلُوسٌ عَلَى
الْمَيَاثِرِ». أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو الْأَدِيبُ، أنبأ أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ،
أنبأ الْقَاسِمُ، ثنا أَبُو كُرَيْبٍ، وَابْنُ أَبِي مَذْعُورٍ، وَيُوسُفُ،
قَالُوا: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، فَذَكَرَهُ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ
أَبِي كُرَيْبٍ
٦٠٧٠ - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ إِمْلَاءً، ثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذٍ الْعَدْلُ، ثنا بِشْرُ بْنُ
مُوسَى، ثنا الْحُمَيْدِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ أَنَّهُ
سَمِعَ صَفْوَانَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَفْوَانَ يَقُولُ:»اسْتَأْذَنَ سَعْدٌ
عَلَى ابْنِ عَامِرٍ وَتَحْتَهُ مُرَافِقٌ مِنْ حَرِيرٍ، فَأَمَرَ بِهَا
فَرُفِعَتْ، فَدَخَلَ وَعَلَيْهِ مُطْرَفٌ مِنْ خَزٍّ، فَقَالَ لَهُ:
اسْتَأْذَنْتَ عَلَيَّ وَتَحْتِي مُرَافِقٌ مِنْ حَرِيرٍ فَأَمَرْتُ بِهَا
فَرُفِعَتْ، فَقَالَ لَهُ: «نِعْمَ الرَّجُلُ أَنْتَ يَا ابْنَ عَامِرٍ إِنْ لَمْ
تَكُنْ مِمَّنْ قَالَ عز وجل ﴿أَذَهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ
الدُّنْيَا﴾ [الأحقاف:
٢٠] وَاللهِ
لَئَنْ أَضْطَجِعَ عَلَى جَمْرِ الْغَضَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَضْطَجِعَ
عَلَيْهَا».
٦٠٧١
- وَأَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ
قَتَادَةَ، ثنا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ خَمِيرَوَيْهِ، أنبأ أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ،
ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا سُفْيَانُ، فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ. وَزَادَ
فِيهِ، فَقَالَ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ، إِنَّ هَذَا الَّذِي عَلَيْكَ شَطْرُهُ
حَرِيرٌ وَشَطْرُهُ خَزٌّ، فَقَالَ: «إِنَّمَا يَلِي جِلْدِي مِنْهُ الْخَزُّ»
وَرُوِّينَا، عَنْ عَلِيِّ بْنِ
أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه «أَنَّهُ أُتِيَ بِدَابَّةٍ عَلَيْهَا سَرْجُ دِيبَاجٍ فَأَبَى أَنْ
يَرْكَبَهَا»
بَابُ الرُّخْصَةِ فِيمَا يَكُونُ
جُبَّةً مِنْ ذَلِكَ فِي الْحَرْبِ
رُوِيَ عَنْ عُرْوَةَ أَنَّهُ كَانَ
يَلْبَسْهُ فِي الْحَرْبِ، وَعَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ أَنَّهُ لَمْ يَرَ
بِهِ بَأْسًا فِي الْحَرْبِ وَكَرِهَهُ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ
٦٠٧٢ - وَقَدْ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ
اللهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ
بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ، ثنا هَمَّامٌ،
عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ الزُّبَيْرَ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ
عَوْفٍ رضي الله عنهما شَكَيَا إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ الْقُمَّلَ فِي غَزَاةٍ
لَهُمَا، فَأَذِنَ لَهُمَا فِي قَمِيصِ الْحَرِيرِ». قَالَ أَنَسٌ: «فَرَأَيْتُ
عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا قَمِيصَ حَرِيرٍ». ⦗٣٨٠⦘ أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ هَمَّامِ بْنِ يَحْيَى وَغَيْرِهِ عَنْ قَتَادَةَ
٦٠٧٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ
بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنبأ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا
عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ الضَّبِّيُّ، وَزِيَادُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَا: ثنا
مُسَدَّدٌ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ، ثنا الْحَجَّاجُ، ثنا أَبُو عُمَرَ خَتْنُ
عَطَاءٍ قَالَ: رَأَيْتُ عِنْدَ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنها جُبَّةً
مُزَرَّرَةً بِالدِّيبَاجِ، فَقَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَلْبَسُ هَذِهِ
فِي الْحَرْبِ»
بَابُ مَا يُرَخَّصُ لِلرِّجَالِ
مِنَ الْحَرِيرِ لِلْحِكَّةِ
٦٠٧٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ
بْنُ مَرْزُوقٍ، ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «رُخِّصَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَالزُّبَيْرِ
بْنِ الْعَوَّامِ رضي الله عنهما فِي الْحَرِيرِ مِنْ حِكَّةٍ»
٦٠٧٥ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو
الْأَدِيبُ، أنبأ أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، أنبأ عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى،
ثنا مُوسَى بْنُ السِّنْدِيِّ، ثنا وَكِيعٌ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ
أَنَسٍ قَالَ: «رَخَّصَ النَّبِيُّ ﷺ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَالزُّبَيْرِ
بْنِ الْعَوَّامِ فِي لُبْسِ الْحَرِيرِ مِنْ حِكَّةٍ كَانَتْ بِهِمَا». ⦗٣٨١⦘ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ وَكِيعٍ هَكَذَا
٦٠٧٦ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَمْرٍو الْحِيرِيُّ، أنبأ الْحَسَنُ بْنُ
سُفْيَانَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ،
عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: «رَخَّصَ رَسُولُ اللهِ ﷺ، أَوْ رُخِّصَ
لِلزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فِي لُبْسِ
الْحَرِيرِ لِحِكَّةٍ كَانَتْ بِهِمَا». رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ
أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ هَكَذَا، وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، عَنْ
وَكِيعٍ: «رُخِّصَ» وَقَالَ غُنْدَرٌ عَنْ شُعْبَةَ: «رُخِّصَ، أَوْ رَخَّصَ
النَّبِيُّ ﷺ»
٦٠٧٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ
مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثنا عَبْدُ
الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: سُئِلَ سَعِيدٌ عَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ فَأَخْبَرَنَا،
عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ: «رَخَّصَ لِعَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فِي قَمِيصٍ مِنْ حَرِيرٍ فِي سَفَرٍ مِنْ حِكَّةٍ كَانَ
يَجِدُهَا بِجِلْدِهِ وَلِلزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ»
٦٠٧٨ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَمْرِو بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، ثنا عِمْرَانُ بْنُ
مُوسَى، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، ثنا سَعِيدٌ،
ثنا قَتَادَةُ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ أَنْبَأَهُمْ: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ
رَخَّصَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَالزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ فِي
الْقُمُصِ الْحَرِيرِ فِي السَّفَرِ مِنْ حِكَّةٍ كَانَتْ بِهِمَا، أَوْ وَجَعٍ
كَانَ بِهِمَا». رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ، عَنْ
أَبِي أُسَامَةَ، وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ
أَبِي عَرُوبَةَ، وَأَخْرَجَاهُ مِنْ حَدِيثِ هَمَّامِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ
قَتَادَةَ وَفِيهِ: «فَرَخَّصَ لَهُمَا فِي قَمِيصِ الْحَرِيرِ فِي غَزَاةٍ
لَهُمَا». فَيُشْبِهُ أَنْ تَكُونَ الرُّخْصَةُ فِي لُبِسِهِ لِلْحَرْبِ، وَإِنْ
كَانَ ظَاهِرُهُ أَنَّهَا لِلْحِكَّةِ، وَاللهُ أَعْلَمُ
٦٠٧٩ - وَقَدْ أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ، أنبأ أَبُو سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، ثنا
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْبِرْتِيُّ، ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثنا
سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:»كَانَ
لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَمِيصٌ مِنْ حَرِيرٍ يَلْبَسُهُ تَحْتَ
ثِيَابِهِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رضي الله عنه: مَا هَذَا؟ قَالَ: «لَبِسْتُهُ
عِنْدَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ». ظَاهِرُ هَذَا يَدُلُّ عَلَى جَوَازِهِ فِي
غَيْرِ الْحَرْبِ، وَالْحَدِيثُ مُنْقَطِعٌ
بَابُ الرُّخْصَةِ فِي الْعَلَمِ
وَمَا يَكُونُ فِي نَسْجِهِ قَزٌّ وَقُطْنٌ أَوْ كِتَّانٌ وَكَانَ الْقُطْنُ
الْغَالِبَ
٦٠٨٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، أنبأ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا زُهَيْرٌ، ثنا عَاصِمٌ
الْأَحْوَلُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: ⦗٣٨٢⦘ كَتَبَ إِلَيْنَا عُمَرُ رضي الله عنه، وَنَحْنُ بِأَذْرَبِيجَانَ: «يَا
عُتْبَةُ بْنَ فَرْقَدٍ، إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ كَدِّكَ وَلَا كَدِّ أَبِيكَ وَلَا
كَدِّ أُمِّكَ، قَالَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَأَشْبِعِ الْمُسْلِمِينَ فِي
رِحَالِهِمْ مِمَّا تَشْبَعُ مِنْهُ فِي رَحْلِكَ، وَإِيَّاكُمْ وَالتَّنَعُّمَ،
وَزِيَّ أَهْلِ الشِّرْكِ، وَلَبُوسَ الْحَرِيرِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ نَهَى
عَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ إِلَّا هَكَذَا، وَرَفَعَ لَنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ
أُصْبُعَيْهِ». قَالَ زُهَيْرٌ: قَالَ عَاصِمٌ: هَذَا فِي الْكِتَابُ. رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ جَمِيعًا فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ
مُخْتَصَرًا
٦٠٨١ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ
الرُّوذْبَارِيُّ، أنبأ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمُوَيْهِ
الْعَسْكَرِيُّ بِالْبَصْرَةِ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَلَانِسِيُّ، ثنا
آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثنا شُعْبَةُ، ثنا قَتَادَةُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا
عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ يَقُولُ: أَتَانَا كِتَابُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي
الله عنه، وَنَحْنُ مَعَ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ بِأَذْرَبِيجَانَ: «أَنَّ رَسُولَ
اللهِ ﷺ نَهَى عَنِ الْحَرِيرِ إِلَّا هَكَذَا، وَأَشَارَ بِإِصْبَعَيْهِ
اللَّتَيْنِ تَلِيَانِ الْإِبْهَامَ». قَالَ: فَمَا عَتَّمْنَا أَنَّهُ يَعْنِي
الْإِعْلَامَ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ آدَمَ، وَأَخْرَجَهُ
مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ شُعْبَةَ
٦٠٨٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أنبأ
إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ مَنْصُورٍ، ثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي
عُثْمَانَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: «نَهَى نَبِيُّ
اللهِ ﷺ عَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ إِلَّا مَوْضِعَ أُصْبُعَيْنِ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ
فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي غَسَّانَ الْمِسْمَعِيِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى
عَنْ مُعَاذِ بْنِ هِشَامٍ
٦٠٨٣ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ
بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أنبأ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ، ثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا
أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ
قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه بِالْجَابِيَةِ، قَالَ:
«نَهَى رَسُولُ اللهِ ﷺ عَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ إِلَّا مَوْضِعَ أُصْبُعَيْنِ،
أَوْ ثَلَاثَةٍ، أَوْ أَرْبَعَةٍ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عُبَيْدِ
اللهِ الْقَوَارِيرِيِّ وَجَمَاعَةٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ هِشَامٍ. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ
ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، وَرَوَاهُ أَيْضًا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ،
عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، أَنَّ عُمَرَ رضي الله عنه «كَانَ يَنْهَى عَنِ الْحَرِيرِ
وَالدِّيبَاجِ إِلَّا مَا كَانَ هَكَذَا، ثُمَّ أَشَارَ بِإِصْبَعِهِ ثُمَّ
الثَّانِيَةِ ثُمَّ ⦗٣٨٣⦘ الثَّالِثَةِ ثُمَّ الرَّابِعَةِ، قَالَ:»وَكَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَنْهَانَا عَنْهُ". أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ فَذَكَرَهُ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنِ ابْنِ نُمَيْرٍ عَنْ حَفْصٍ
٦٠٨٤ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ الْحَافِظُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ الصَّيْرَفِيُّ قَالَا:
ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ
الصَّغَانِيُّ، ثنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ
عَطَاءٍ فِي الْعَلَمِ فِي الثَّوْبِ، فَأَرَادَ أَنْ يَفْتَتِحَ حَدِيثًا ثُمَّ
قَالَ: أَخْبَرَنِي هَذَا الرَّجُلُ مِنَ الْقَوْمِ اسْمُهُ عَبْدُ اللهِ مَوْلَى
أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ لَهُ عَطَاءٌ: حَدِّثْ، فَحَدَّثَ بَيْنَ
يَدَيْ عَطَاءٍ، قَالَ: أَرْسَلَتْنِي أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ إِلَى عَبْدِ
اللهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُحَرِّمُ أَشْيَاءَ ثَلَاثًا:
صَوْمَ رَجَبٍ كُلِّهِ، وَمِيثَرَةَ الْأُرْجُوَانِ، وَالْعَلَمَ فِي الثَّوْبِ،
فَقَالَ: أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ صَوْمِ رَجَبٍ كُلِّهِ فَكَيْفَ مَنْ صَامَ
الْأَبَدَ، وَأَمَّا الْعَلَمُ فِي الثَّوْبِ، فَإِنَّ عُمَرَ حَدَّثَنِي أَنَّهُ
سَمَعَ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ:»مَنْ لَبِسَ الْحَرِيرَ فِي الدُّنْيَا لَمْ
يَلْبَسْهُ فِي الْآخِرَةِ«. فَأَخَافُ أَنْ يَكُونَ الْعَلَمُ فِي الثَّوْبِ مِنْ
لُبْسِ الْحَرِيرِ، وَأَمَّا مِيثَرَةُ الْأُرْجُوَانِ فَهَذِهِ مِيثَرَةُ ابْنِ
عُمَرَ فَأَرْجُو أَنْ تَرَاهَا»، قَالَ: نَعَمْ، يَعْنِي: فَذَهَبَ إِلَى
أَسْمَاءَ فَأَخْبَرَهَا: قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَأَخْرَجَتْ إِلَيَّ جُبَّةً مِنْ
طَيَالِسَةٍ لَهَا لَبِنَةٌ مِنْ دِيبَاجٍ خِسْرَوانِيٍّ. وَفِي سَمَاعِ مُحَمَّدِ
بْنِ مُوسَى: كِسْرَوَانِيٍّ، وَفَرْجَيْهَا مَكْفُوفَيْنِ بِهِ، فَقَالَتْ:
«هَذِهِ جُبَّةُ رَسُولِ اللهِ ﷺ، كَانَ يَلْبَسُهَا، فَلَمَّا قُبِضَ كَانَتْ
عِنْدَ عَائِشَةَ، فَلَمَّا قُبِضَتْ قَبَضْتُهَا إِلَيَّ، فَنَحْنُ نَغْسِلُهَا
لِلْمَرِيضِ مِنَّا إِذَا اشْتَكَى وَنَسْتَشْفِي بِهَا». أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي
الصَّحِيحِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ
٦٠٨٥ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ
الرُّوذْبَارِيُّ، أنبأ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُسَدَّدٌ،
ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثنا الْمُغِيرَةُ بْنُ زِيَادٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ أَبُو
عُمَرَ مَوْلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: «رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ فِي
السُّوقِ اشْتَرَى ثَوْبًا شَامِيًّا فَرَأَى فِيهِ خَيْطًا أَحْمَرُ فَرَدَّهُ،
فَأَتَيْتُ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهَا،
فَقَالَتْ:»يَا جَارِيَةُ، نَاوِلِينِي جُبَّةَ رَسُولِ اللهِ ﷺ «، فَأَخْرَجَتْ
لَهُ جُبَّةً طَيَالِسَةً مَكْفُوفَةَ الْجَيْبِ وَالْكُمَّيْنِ وَالْفَرْجَيْنِ
بِالدِّيبَاجِ»
٦٠٨٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ
عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنبأ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ،
ثنا إِسْمَاعِيلَ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، ثنا زُهَيْرٌ، ح
وَأَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنبأ أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ، ثنا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ الذُّهْلِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنبأ أَبُو
خَيْثَمَةَ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
«إِنَّمَا كَرِهَ نَبِيُّ اللهِ ﷺ الثَّوْبَ الْمُصْمَتَ مِنَ الْحَرِيرِ،
فَأَمَّا الْعَلَمُ مِنَ الْحَرِيرِ أَوْ سَدَى الثَّوْبِ فَلَيْسَ بِهِ بَأْسٌ».
لَفْظُ حَدِيثِ يَحْيَى، وَفِي رِوَايَةِ عَمْرٍو «نَهَى» بَدَلَ «كَرِهَ»،
وَقَالَ: «أَمَّا الْعَلَمُ مِنَ الْحَرِيرِ وَالنِّيرِ فَلَيْسَ بِهِ بَأْسٌ»
٦٠٨٧ - وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ عَبْدَانَ، أنبأ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا أَبُو مُسْلِمٍ، ح
وَأَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنبأ أَبُو عَمْرٍو إِسْمَاعِيلُ بْنُ
نُجَيْدٍ السُّلَمِيُّ، أنبأ أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، ثنا
أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جَرِيرٍ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، وَسَعِيدِ
بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «إِنَّمَا نَهَى رَسُولُ اللهِ ﷺ، عَنِ
الْحَرِيرِ الْمُصْمَتِ، فَأَمَّا أَنْ يَكُونَ سُدَاهُ أَوْ لَحْمَتُهُ حَرِيرًا
فَلَا بَأْسَ يَلْبَسُهُ». كَذَا قَالَهُ أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ،
وَقِيلَ عَنْهُ فِي هَذَا الْخَبَرِ: «فَأَمَّا الثَّوْبُ الَّذِي سُدَاهُ حَرِيرٌ
وَلَحْمَتُهُ لَيْسَ حَرِيرًا فَلَيْسَ بِمُصْمَتٍ، وَلَا نَرَى بِهِ بَأْسًا»
٦٠٨٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ
أَبِي إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي قَالَا:
ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ هُوَ الْأَصَمُّ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرِ بْنِ سَابِقٍ
الْخَوْلَانِيُّ، أنبأ ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ
بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ: «أَنَّهُ رَأَى عَلَى
سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه جُبَّةً شَامِيَّةً قِيَامُهَا قَزٌّ»،
قَالَ بُسْرٌ: رَأَيْتُ عَلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ خَمَائِصَ مُعَلَّمَةً
"
٦٠٨٩ - فَأَمَّا الْحَدِيثُ الَّذِي
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو
قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي
طَالِبٍ، أنبأ عَبْدُ الْوَهَّابِ يَعْنِي: ابْنَ عَطَاءٍ، أنبأ سَعِيدٌ، عَنْ
قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ
قَالَ: «لَا أَرْكَبُ الْأُرْجُوَانَ، وَلَا أَلْبَسُ الْقَسِّيَّ، وَلَا
الْمُعَصْفَرَ، وَلَا الْقَمِيصَ الْمَكْفُوفَ بِالْحَرِيرِ». فَيُحْتَمَلُ أَنْ
يَكُونَ أَرَادَ وَاللهُ أَعْلَمُ مَيَاثِرَ الْأُرْجُوَانِ الَّتِي هِيَ
مَرَاكِبُ الْأَعَاجِمِ مِنْ دِيبَاجٍ أَوْ حَرِيرٍ، وَأَرَادَ بِالْقَمِيصِ
الْمَكْفُوفِ بِالْحَرِيرِ أَنْ يَكُونَ الْحَرِيرُ كَثِيرًا أَكْثَرَ مِنْ
مِقَدْارِ الْعَلَمِ الَّذِي رَخَّصَ فِيهِ، أَوْ أَرَادَ بِهِ التَّنْزِيهَ،
وَالْجُبَّةُ الَّتِي أَخْرَجَتْهَا أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ يُحْتَمَلُ
أَنْ يَكُونَ كَانَ يَلْبَسُهَا فِي الْحَرْبِ، فَقَدْ رُوِّينَا ذَلِكَ عَنْهَا
فِي حَدِيثٍ آخَرَ. وَاللهُ أَعْلَمُ
٦٠٩٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ
أَبِي إِسْحَاقَ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي قَالَا: ثنا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنبأ بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا ابْنُ
وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه «أَنَّهُ كَانَ يَنْهَى أَنْ يُصْبَغَ
الْعَصْبُ بِالْبَوْلِ، وَأَنَّهُ كَانَتِ الْحُلَّةُ تُنْسَجُ لِأَصْحَابِ
رَسُولِ اللهِ ﷺ تَبْلُغُ الْحُلَّةُ أَلْفَ دِرْهَمٍ وَأَكْثَرَ». قَالَ
الشَّيْخُ: الْحُلَّةُ الَّتِي كَانُوا يَلْبَسُونَهَا ثَوْبَانِ إِزَارٌ وَرِدَاءٌ
إِلَّا أَنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَزٍّ
بَابُ الرُّخْصَةِ لِلرِّجَالِ فِي
لُبْسِ الْخَزِّ
٦٠٩١ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ
الرُّوذْبَارِيُّ، أنبأ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عُثْمَانُ
بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْمَاطِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ
الرَّازِيُّ قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمِنَ
الرَّازِيُّ، ثنا أَبِي، أَخْبَرَنِي أَبِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ
أَبِيهِ سَعْدٍ قَالَ: «رَأَيْتُ رَجُلًا بِبُخَارَى عَلَى بَغْلَةٍ بَيْضَاءَ
عَلَيْهِ عِمَامَةُ خَزٍّ سَوْدَاءُ، فَقَالَ: كَسَانِيهَا رَسُولُ اللهِ ﷺ». ⦗٣٨٥⦘ لَفْظُ حَدِيثِ عُثْمَانَ
٦٠٩٢
- وَأَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ
الْفَارِسِيُّ، أنبأ أَبُو إِسْحَاقَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ
فَارِسٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، حَدَّثَنِي مَخْلَدٌ،
ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدٍ الدَّشْتَكِيُّ الرَّازِيُّ،
فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: نُرَاهُ ابْنَ حَازِمٍ
السُّلَمِيَّ، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ حَازِمٍ: مَا أَرَى أَدْرَكَ
النَّبِيَّ ﷺ، أَوْ هَذَا شَيْخٌ آخَرُ
٦٠٩٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ
الدُّورِيُّ، ثنا رَوْحٌ، ثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنْ
أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ، قَالَ: «خَرَجَ عَلَيْنَا عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ
وَعَلَيْهِ مِطْرَفُ خَزٍّ، فَقُلْنَا: يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ ﷺ، تَلْبَسُ
هَذَا؟ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ:»إِنَّ اللهَ يُحِبُّ إِذَا أَنْعَمَ
عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً أَنْ يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَيْهِ
"
٦٠٩٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، أنبأ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ حَمْشَاذٍ الْعَدْلُ، ثنا أَبُو
إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ، ثنا ابْنُ أَبِي
مَرْيَمَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ قَالَ: «كَانَ
أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ يَلْبَسُ مِنَ الْخَزِّ أَجْوَدَهُ»
قَالَ حُمَيْدٌ: قُلْتُ لِنَافِعٍ
مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ: أَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَكْسُو أَهْلَهُ الْخَزَّ؟ قَالَ:
«يَكْسُو صَفِيَّةَ الْمِطْرَفَ بِخَمْسِمِائَةٍ»
٦٠٩٥ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ
أَبِي إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي قَالَا،
ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا
ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ عَنْ إِسْحَاقَ
بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ: «أَنَّهُمَا
رَأَيَا عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ كِسَاءَ خَزٍّ»
قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَحَدَّثَنِي
وَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ قَالَ: «رَأَيْتُ عَلَى رِجَالٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ
اللهِ ﷺ أَكْسِيَةَ خَزٍّ مِنْهُمْ: جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَأَبُو سَعِيدٍ
الْخُدْرِيُّ»
٦٠٩٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ
الْمِهْرَجَانِيُّ، أنبأ أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: «أَنَّهَا كَسَتْ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ
مِطْرَفَ خَزٍّ كَانَتْ عَائِشَةُ تَلْبَسُهُ»
٦٠٩٧ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ
الدُّورِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ السَّمْتِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
مُجَالِدٍ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ قَالَ: «رَأَيْتُ عَلَى أَبِي
مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ بُرْنُسَ خَزٍّ»
٦٠٩٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ
بِشْرَانَ، أنبأ أَبُو عَمْرِو بْنُ السَّمَّاكِ، ثنا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ،
ثنا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، ثنا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي
عَمَّارٍ قَالَ: «رَأَيْتُ عَلَى أَبِي قَتَادَةَ مِطْرَفَ خَزٍّ». ⦗٣٨٦⦘ وَرُوِّينَا فِي الرُّخْصَةِ فِي ذَلِكَ أَيْضًا، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ لُبْسَهُ، ثُمَّ يَرَاهُ عَلَى ابْنِهِ فَلَا يُنْكِرُ ذَلِكَ
٦٠٩٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الْمَدِينِيُّ، ثنا ابْنُ سَلَمَةَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنبأ
الْمُغَلِّسُ بْنُ زِيَادٍ أَبُو الْوَلِيدِ الْعَامِرِيُّ، ثنا عَامِرُ بْنُ
عُبَيْدَةَ الْبَاهِلِيُّ، قَاضِي الْبَصْرَةِ قَالَ:»خَرَجْتُ مَعَ نَفَرٍ مِنْ
بَاهِلَةَ حَتَّى أَتَيْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ
فِيهِ: قُلْنَا: فَأَخْبِرْنَا عَنِ الْخَزِّ، قَالَ: فَأَخْرَجَ إِلَيْنَا
جُبَّةً مِنْ خَزٍّ بَيْنَ قَمِيصَيْنِ، فَقَالَ: «هَا هُوَ ذَا أَلْبَسُهُ
وَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ لَبِسْتُهُ، وَمَا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ
النَّبِيِّ ﷺ إِلَّا وَقَدْ لَبِسَهُ غَيْرَ عُمَرَ وَابْنِ عُمَرَ فَإِنَّهُمَا
لَمْ يَلْبَسَاهُ». وَذَكَرَ الْحَدِيثَ
بَابُ مَا وَرَدَ مِنَ التَّشْدِيدِ
فِي لُبْسِ الْخَزِّ
٦١٠٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ
بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَدِيبُ، أنبأ أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، أَخْبَرَنِي
الْحَسَنُ يَعْنِي ابْنَ سُفْيَانَ، ثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا صَدَقَةُ
يَعْنِي ابْنَ خَالِدٍ، ثنا ابْنُ جَابِرٍ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، حَدَّثَنِي أَبُو عَامِرٍ، أَوْ أَبُو مَالِكٍ
الْأَشْعَرِيُّ، وَاللهِ يَمِينًا أُخْرَى مَا كَذَبَنِي، أَنَّهُ سَمَعَ رَسُولَ
اللهِ ﷺ قَالَ. وَأَخْبَرَنِي الْحَسَنُ أَيْضًا، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ، ثنا بِشْرٌ يَعْنِي ابْنَ بَكْرٍ، ثنا ابْنُ جَابِرٍ، عَنْ
عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: قَامَ رَبِيعَةُ الْجُرَشِيُّ فِي النَّاسِ فَذَكَرَ
حَدِيثًا فِيهِ طُولٌ، قَالَ: فَإِذَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ
الْأَشْعَرِيُّ، قُلْتُ: يَمِينٌ حَلَفْتُ عَلَيْهَا، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو
عَامِرٍ، أَوْ أَبُو مَالِكٍ، وَاللهِ يَمِينٌ أُخْرَى حَدَّثَنِي أَنَّهُ سَمَعَ
رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «لَيَكُونَنَّ فِي أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ»
قَالَ: فِي حَدِيثِ هِشَامٍ: «الْخَمْرَ وَالْحَرِيرَ»، وَفِي حَدِيثِ دُحَيْمٍ:
«الْخَزَّ، وَالْحَرِيرَ، وَالْخَمْرَ، وَالْمَعَازِفَ، وَلَيُنْزِلَنَّ أَقْوَامٌ
إِلَى جَنْبِ عَلَمٍ تَرُوحُ عَلَيْهِمْ سَارِحَةٌ لَهُمْ فَيَأْتِيهِمْ طَالِبُ
حَاجَةٍ فَيَقُولُونَ: ارْجِعْ إِلَيْنَا غَدًا، فَيُبَيِّتُهُمْ فَيَضَعُ
عَلَيْهِمُ الْعَلَمَ، وَيَمْسَخُ آخَرِينَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ إِلَى يَوْمِ
الْقِيمَةِ». قَالَ دُحَيْمٌ: «وَيَمْسَخُ مِنْهُمْ آخَرِينَ»، ثُمَّ ذَكَرَهُ.
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، قَالَ: وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ:
حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ فَذَكَرَهُ، وَذَكَرَ فِي رِوَايَتِهِ الْخَزَّ
وَرُوِّينَا، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ
أَبِي سُفْيَانَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: «لَا تَرْكَبُوا الْخَزَّ،
وَلَا النِّمَارَ». وَكَأَنَّهُ ﷺ كَرِهَ زِيَّ الْعَجَمِ فِي مَرَاكِبِهُمْ،
وَاسْتَحَبَّ الْقَصْدَ فِي اللِّبَاسِ وَالْمَرَاكِبِ
٦١٠١ - وَقَدْ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ، أنبأ عَبْدُ اللهِ بْنُ
جَعْفَرِ بْنِ دَرَسْتَوَيْهِ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو عَبْدِ
الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي مَرْحُومٍ
عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ
أَبِيهِ، أَنَّ ⦗٣٨٧⦘ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «مَنْ تَرَكَ اللِّبَاسَ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ تَوَاضُعًا لِلَّهِ عز وجل دَعَاهُ اللهُ عز وجل يَوْمَ
الْقِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ يُخَيِّرُهُ مِنْ حُلَلِ الْإِيمَانِ،
فَيَلْبَسُ أَيَّهَا شَاءَ»
٦١٠٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ
أَبِي إِسْحَاقَ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي قَالَا: ثنا أَبُو
الْعَبَّاسِ هُوَ الْأَصَمُّ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ،
أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ هَارُونَ، عَنْ كِنَانَةَ:
«أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ نَهَى عَنِ الشُّهْرَتَيْنِ: أَنْ يَلْبَسَ الثِّيَابَ
الْحَسَنَةَ الَّتِي يُنْظَرُ إِلَيْهِ فِيهَا، أَوِ الدَّنِيَّةَ أَوِ الرَّثَّةَ
الَّتِي يُنْظَرُ إِلَيْهِ فِيهَا»
قَالَ عَمْرٌو: بَلَغَنِي أَنَّ
رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «أَمْرًا بَيْنَ أَمْرَيْنِ، وَخَيْرُ الْأُمُورِ
أَوْسَاطُهَا». هَذَا مُنْقَطِعٌ
بَابُ مَا وَرَدَ فِي الْأَقْبِيَةِ
الْمُزَرَّرَةِ بِالذَّهَبِ
٦١٠٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ
بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ، أنبأ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا
يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي، ثنا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ، ثنا لَيْثُ بْنُ
سَعْدٍ، ثنا ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ:
«أَهْدَيْتُ لِلنَّبِيِّ ﷺ أَقْبِيَةَ دِيبَاجٍ أَزْرَارُهَا ذَهَبٌ، فَقَسَمَهَا
بَيْنَ أَصْحَابِهِ». فَقَالَ مَخْرَمَةُ: يَا بُنَيَّ، انْطَلِقْ بِنَا إِلَى
النَّبِيِّ ﷺ عَسَى أَنْ نُصِيبَ مِنْهَا، فَقَالَ لِي: ادْخُلْ فَادْعُ
النَّبِيَّ ﷺ، فَخَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ عَلَيْهِ قُبَاءٌ مِنْهَا،
فَقَالَ: «هَا يَا مَخْرَمَةُ هَذَا خَبَأْنَاهُ لَكَ». أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ
فِي الصَّحِيحِ فَقَالَ: وَقَالَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ
٦١٠٤ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، ثنا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ
زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ
قَسَمَ أَقْبِيَةً مِنْ دِيبَاجٍ مَزْرُورَةً بِالذَّهَبِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ
مَخْرَمَةَ بْنَ نَوْفَلٍ أَبَا الْمِسْوَرِ، فَبَعَثَ ابْنَهُ الْمِسْوَرَ إِلَى
النَّبِيِّ ﷺ، وَجَاءَ فَقَامَ بِالْبَابِ، وَقَالَ: ادْعُهُ لِي، فَسَمِعَهُ
النَّبِيُّ ﷺ، فَخَرَجَ بِقَبَاءٍ مِنْهَا، فَاسْتَقْبَلَهُ وَقَالَ: «خَبَّأْتُ
لَكَ هَذَا يَا أَبَا الْمِسْوَرِ، خَبَّأْتُ لَكَ هَذَا يَا أَبَا الْمِسْوَرِ».
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ
الْوَهَّابِ، عَنْ حَمَّادٍ، هَكَذَا مُرْسَلًا. وَرَوَاهُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ
أَيُّوبَ. وَأَخْرَجَاهُ مِنْ حَدِيثِ حَاتِمِ بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ أَيُّوبَ
مَوْصُولًا، إِلَّا أَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ ذِكْرُ الدِّيبَاجِ وَالْأَزْرَارِ،
وَكَذَلِكَ أَخْرَجَاهُ، عَنْ قُتَيْبَةَ، عَنِ اللَّيْثِ، لَيْسَ فِيهِ ذِكْرُ الدِّيبَاجِ
وَالْأَزْرَارِ
٦١٠٥ - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ
اللهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنبأ أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ،
ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنبأ
مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَو، عَنْ وَاقِدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ
قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، فَقَالَ: «بَعَثَ رَسُولُ اللهِ ﷺ
جَيْشًا إِلَى أُكَيْدِرِ دَوْمَةَ فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِجُبَّةٍ مِنْ دِيبَاجٍ
مَنْسُوجٍ بِالذَّهَبِ، فَلَبِسَهَا رَسُولُ اللهِ ﷺ، فَجَعَلَ النَّاسَ
يَمْسَحُونَهَا ⦗٣٨٨⦘ وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهَا، فَقَالَ
النَّبِيُّ ﷺ:»أَتَعْجَبُونَ مِنْ هَذِهِ الْجُبَّةِ؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ،
مَا رَأَيْنَا ثَوْبًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُ، قَالَ: «فَوَاللهِ، لَمَنَادِيلُ
سَعْدٍ فِي الْجَنَّةِ أَحْسَنُ مِمَّا تَرَوْنَ»
٦١٠٦ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ
الْحَسَنِ الْقَاضِي، وَأَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي
قَالَا: ثنا أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، ثنا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرِ
بْنِ الزِّبْرِقَانِ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أنبأ سَعِيدٌ، عَنْ
قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ أُكَيْدِرَ دَوْمَةَ أَهْدَى إِلَى
النَّبِيِّ ﷺ جُبَّةً، قَالَ سَعِيدٌ: أَحْسَبُهُ قَالَ: سُنْدُسٍ، قَالَ:
وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَنْهَى عَنِ الْحَرِيرِ، قَالَ: فَلَبِسَهَا، فَعَجِبَ
النَّاسُ مِنْهَا، فَقَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَمَنَادِيلُ سَعْدٍ فِي
الْجَنَّةِ أَحْسَنُ مِنْ هَذَا». أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ
عَنْ قَتَادَةَ دُونَ اللَّفْظَةِ الَّتِي أَتَى بِهَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي
عَرُوبَةَ أَنَّ ذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَنْهَى عَنِ الْحَرِيرِ، وَهِيَ أَشْبَهُ
بِالصِّحَّةِ مِنْ رِوَايَةِ مَنْ رَوَى وَكَانَ يَنْهَى عَنِ الْحَرِيرِ، وَقَدْ
قَالَ الْبُخَارِيُّ: وَقَالَ سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: إِنَّ
أُكَيْدِرَ دُومَةَ أَهْدَى إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فِي هَدِيَّةِ الْمُشْرِكِينَ،
إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَسُقْ مَتْنَهُ
بَابُ نَهْيِ الرِّجَالِ عَنْ لُبْسِ
الذَّهَبِ
٦١٠٧ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ الْحَافِظُ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الْجُرْجَانِيُّ، أنبأ
مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، أنبأ ابْنُ وَهْبٍ،
أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ بْنِ حُنَيْنٍ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي
طَالِبٍ رضي الله عنه يَقُولُ: «نَهَانِي النَّبِيُّ ﷺ عَنِ الْقِرَاءَةِ وَأَنَا
رَاكِعٌ، وَعَنْ لُبْسِ الذَّهَبِ وَالْمُعَصْفَرِ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي
الصَّحِيحِ، عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ يَحْيَى
٦١٠٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ
الرُّوذْبَارِيُّ، أنبأ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عَمْرُو
بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ الْحِمْصِيُّ، ثنا بَقِيَّةُ، عَنْ بَحِيرٍ، عَنْ
خَالِدٍ، قَالَ: وَفَدَ الْمِقْدَامِ بْنُ مَعْدِي كَرِبَ عَلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ
أَبِي سُفْيَانَ فَذَكَرَ قِصَّتَهُ، ثُمَّ قَالَ الْمِقْدَامُ: يَا مُعَاوِيَةُ إِنْ
أَنَا صَدَقْتُ فَصَدِّقْنِي، وَإِنْ أَنَا كَذَبْتُ فَكَذِّبْنِي، قَالَ:
فَافْعَلْ، قَالَ: «فَأَنْشُدُكَ بِاللهِ، هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَنْهَى
عَنْ لُبْسِ ⦗٣٨٩⦘ الذَّهَبِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَنْشُدُكَ بِاللهِ، هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ نَهَى عَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَنْشُدُكَ بِاللهِ، هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ نَهَى عَنْ لُبْسِ جُلُودِ السِّبَاعِ وَالرُّكُوبِ عَلَيْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ»
٦١٠٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَارِسِيُّ أنبأ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ فَارِسٍ، ثنا
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ
سَعِيدٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مِينَاءَ قَالَ: «كَانَ عُمَرُ
رضي الله عنه لَا يَزَالُ يَدْعُونِي فَآتِي بِالْقِبَاءِ مِنْ أَقْبِيَةِ
الشِّرْكِ، قَالَ: فَقَالَ:»انْزِعْ هَذَا الذَّهَبَ مِنْهَا "
بَابُ الرُّخْصَةِ لِلنِّسَاءِ فِي
لُبْسِ الْحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ وَافْتِرَاشِهِمَا وَالتَّحَلِّي بِالذَّهَبِ
٦١١٠ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ الْحَافِظُ، أنبأ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا
عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى، وَأَحْمَدُ بْنُ النَّصْرِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ
قَالَا: ثنا شَيْبَانُ، ثنا جَرِيرٌ هُوَ ابْنُ حَازِمٍ، ثنا نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ
عُمَرَ قَالَ:»رَأَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه عُطَارِدًا
التَّمِيمِيَّ يُقِيمُ بِالسُّوقِ حُلَّةً سِيَرَاءَ، وَكَانَ رَجُلًا يَغْشَى
الْمُلُوكَ وَيُصِيبُ مِنْهُمْ، فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي رَأَيْتُ
عُطَارِدًا يُقِيمُ فِي السُّوقِ حُلَّةً سِيَرَاءَ، فَلَوِ اشْتَرَيْتَهَا
فَلَبِسْتَهَا لِوفُودِ الْعَرَبِ إِذَا قَدِمُوا عَلَيْكَ، قَالَ: وَأَظُنُّهُ
قَالَ: وَلَبِسْتَهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّمَا
يَلْبَسُ الْحَرِيرَ فِي الدُّنْيَا مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ فِي الْآخِرَةِ».
فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ أُتِيَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بِحُلَلٍ سِيَرَاءَ،
فَبَعَثَ إِلَى عُمَرَ رضي الله عنه بِحُلَّةٍ، وَبَعَثَ إِلَى أُسَامَةَ رضي الله
عنه بِحُلَّةٍ، وَأَعْطَى عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه حُلَّةً،
فَقَالَ لَهُ: «شَقِّقْهَا خُمُرًا بَيْنَ نِسَائِكَ» فَجَاءَ عُمَرُ بِحُلَّتِهِ
يَحْمِلُهَا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ بَعَثْتَ إِلَيَّ بِهَذِهِ وَقَدْ قُلْتَ
بِالْأَمْسِ فِي حُلَّةِ عُطَارِدٍ مَا قُلْتَ، قَالَ: «إِنِّي لَمْ أَبْعَثْ
بِهَا إِلَيْكَ لِتَلْبَسَهَا، وَإِنَّمَا بَعَثْتُ بِهَا إِلَيْكَ لِتُصِيبَ
بِهَا»، وَأَمَّا أُسَامَةُ فَرَاحَ فِي حُلَّتِهِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ
اللهِ ﷺ نَظَرًا عَرَفَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَدْ أَنْكَرَ مَا صَنَعَ، فَقَالَ:
يَا رَسُولَ اللهِ: مَا تَنْظُرُ إِلَيَّ وَأَنْتَ بَعَثْتَ إِلَيَّ بِهَا،
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنِّي لَمْ أَبْعَثْ بِهَا إِلَيْكَ لِتَلْبَسَهَا،
وَلَكِنْ بَعَثْتُ بِهَا إِلَيْكَ لِتُشَقِّقَهَا خُمُرًا بَيْنَ نِسَائِكَ».
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ شَيْبَانَ بْنِ فَرُّوخَ
٦١١١ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ
بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنبأ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا
أَبُو الْفَيَّاضِ بَكَّارُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزِّمَّانِيُّ، ثنا عَبْدُ اللهِ
يَعْنِي ابْنَ أَخِي جُوَيْرِيَةَ، ثنا جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ
اللهِ بْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه رَأَى
حُلَّةً سِيَرَاءَ مِنْ حَرِيرٍ، ⦗٣٩٠⦘ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ لَوِ ابْتَعْتَ هَذِهِ الْحُلَّةَ فَلَبِسْتَهَا لِلْوفُودِ وَلِيَوْمِ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ: «إِنَّمَا يَلْبَسُ هَذِهِ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ فِي الْآخِرَةِ»
وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ:»أَنَّ
رَسُولَ اللهِ ﷺ بَعَثَ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى عُمَرَ بِحُلَّةٍ سِيَرَاءَ مِنْ
حَرِيرٍ كَسَاهَا إِيَّاهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ كَسَوْتَنِيهَا وَقَدْ
سَمِعْتُكَ تَقُولُ فِيهَا مَا قُلْتُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّمَا بَعَثْتُ
بِهَا إِلَيْكَ لِتَبِيعَهَا، أَوْ لِتَكْسُوَهَا بَعْضَ نِسَائِكَ». رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ
بْنِ أَسْمَاءَ
٦١١٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ
بْنُ مُحَمَّدِ الْمُقْرِئُ، أنبأ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا
يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو الرَّبِيعِ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، ثنا
أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ أَبِي مُوسَى
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «أُحِلَّ الذَّهَبُ وَالْحَرِيرُ لِإِنَاثِ
أُمَّتِي، وَحُرِّمَ عَلَى ذُكُورِهَا»
٦١١٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ، أنبأ عَبْدُ
اللهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دَرَسْتَوَيْهِ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ،
حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي
الْحَسَنُ بْنُ ثَوْبَانَ، وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ أَبِي
رُقَيَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ مَسْلَمَةَ بْنَ مُخَلَّدٍ يَقُولُ لِعُقْبَةَ بْنِ
عَامِرٍ: قُمْ فَأَخْبِرِ النَّاسَ بِمَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَقَامَ
عُقْبَةُ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «مَنْ كَذِبَ عَلَيَّ
فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ جَهَنَّمَ»
وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ:
«الْحَرِيرُ وَالذَّهَبُ حَرَامٌ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتِي، وَحَلَالٌ لِإِنَاثِهِمْ»
بَابُ الرَّجُلِ يَعْلَمُ مِنْ
نَفْسِهِ فِي الْحَرْبِ بَلَاءً فَيُعَلِّمُ نَفْسَهُ بِعَلَامَةٍ
٦١١٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَمْرٍو قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ
مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا يُونُسُ
بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَبِي
عَوْنٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: قَالَ لِي أُمَيَّةُ وَأَنَا أَمْشِي مَعَهُ: يَا
عَبْدَ الْإِلَهِ، مَنِ الرَّجُلُ مِنْكُمْ مُعَلَّمٌ بِرِيشَةِ نَعَامَةٍ فِي
صَدْرِهِ؟ فَقُلْتُ: «ذَاكَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ»، فَقَالَ: ذَاكَ
فَعَلَ بِنَا الْأَفَاعِيلَ "
٦١١٥ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ، ثنا أَبُو قِلَابَةَ
الرَّقَاشِيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ
اللهِ بْنُ الْوَازِعِ بْنِ ثَوْرٍ، حَدَّثَنِي ⦗٣٩١⦘ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ فِي قِصَّةِ أَبِي دُجَانَةَ سِمَاكِ بْنِ خَرَشَةَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَدَفَعَ النَّبِيُّ ﷺ سَيْفَهُ إِلَيْهِ قَالَ: «وَكَانَ إِذَا أَرَادَ الْقِتَالَ أَعْلَمَ بِعُصَابَةٍ»
بَابُ الرَّجُلِ يُبَارِزُ إِذَا
طَلَبُوا الْبِرَازَ
٦١١٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ
بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَدِيبُ، أنبأ أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، ثنا
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ، ثنا يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ،
ثنا هُشَيْمٌ، أنبأ أَبُو هَاشِمٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ
عَبَّادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ يُقْسِمُ قَسَمًا أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ:
﴿هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ﴾ [الحج: ١٩] نَزَلَتْ فِي الَّذِينَ بَرَزُوا
يَوْمَ بَدْرٍ: حَمْزَةُ، وَعَلِيٌّ، وَعُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ، وَعُتْبَةُ،
وَشَيْبَةُ ابْنَا رَبِيعَةَ، وَالْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ». رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ
فِي الصَّحِيحِ، عَنْ يَعْقُوبَ الدَّوْرَقِيِّ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ عَمْرِو
بْنِ زُرَارَةَ، عَنْ هُشَيْمٍ
٦١١٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، أنبأ أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ،
ثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ
حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه فِي قِصَّةِ بَدْرٍ قَالَ:
فَبَرَزَ عُتْبَةُ وَأَخُوهُ شَيْبَةُ وَابْنُهُ الْوَلِيدُ، فَقَالُوا: مَنْ
يُبَارِزُ؟ فَخَرَجَ فِتْيَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ شَبَبَةٌ، فَقَالَ عُتْبَةُ: لَا
نُرِيدُ هَؤُلَاءِ، وَلَكِنْ يُبَارِزُنَا مِنْ بَنِي أَعْمَامِنَا بَنِي عَبْدِ
الْمُطَّلِبِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ:»قُمْ يَا حَمْزَةُ، قُمْ يَا عُبَيْدَةُ،
قُمْ يَا عَلِيُّ «، فَبَرَزَ حَمْزَةُ لِعُتْبَةَ وَعُبَيْدَةُ لِشَيْبَةَ
وَعَلِيٌّ لِلْوَلِيدِ، فَقَتَلَ حَمْزَةُ عُتْبَةَ، وَقَتَلَ عَلِيٌّ الْوَلِيدَ،
وَقَتَلَ عُبَيْدَةُ شَيْبَةَ، وَضَرَبَ شَيْبَةُ رِجْلَ عُبَيْدَةَ فَقَطَعَهَا،
فَاسْتَنْقَذَهُ حَمْزَةُ وَعَلِيٌّ حَتَّى تُوُفِّيَ بِالصَّفْرَاءِ». وَفِي
رِوَايَةِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَصْحَابِهِ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ: «أَنَّ
عُبَيْدَةَ بَارَزَ عُتْبَةَ، وَحَمْزَةَ شَيْبَةَ، وَعَلِيًّا الْوَلِيدَ بْنَ
عُتْبَةَ»
بَابُ مَا يُنْهَى عَنِ الْمَرَاكِبِ
٦١١٨ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ الْحَافِظُ، أنبأ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ
مُحَمَّدٍ، ثنا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: سَمِعْتُ عَاصِمَ بْنَ
كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ:»نَهَانِي النَّبِيُّ ﷺ أَنْ
أَجْعَلَ خَاتَمِي فِي هَذِهِ أَوِ الَّتِي تَلِيهَا «لَمْ يَدْرِ عَاصِمٌ فِي
أِيِّ الثِّنْتَيْنِ،» وَنَهَانِي عَنْ لُبْسِ الْقَسِّيِّ، وَعَنْ جُلُوسٍ عَلَى
الْمَيَاثِرِ قَالَ: «فَأَمَّا الْقَسِّيُّ فَثِيَابٌ مُضَلَّعَةٌ يُؤْتَى بِهَا
مِنْ مِصْرَ وَالشَّامِ، وَأَمَّا الْمَيَاثِرُ فَشَيْءٌ كَانَتْ تَجْعَلُهُ
النِّسَاءُ لِبُعُولَتِهِنَّ عَلَى الرَّحْلِ كَالْقَطَائِفِ الْأُرْجُوَانِ».
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ
٦١١٩ - وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ
مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ، أنبأ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا ⦗٣٩٢⦘ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: نَهَانِي النَّبِيُّ ﷺ
«عَنِ الْقَسِّيَّةِ، وَالْمِيثَرَةِ»، قَالَ أَبُو بُرْدَةَ: قُلْنَا لِعَلِيٍّ رضي
الله عنه: مَا
الْقَسِّيَّةُ؟ قَالَ: «ثِيَابٌ أَتَيْنَا مِنَ الشَّامِ أَوْ مِصْرَ مُضَلَّعَةٌ
فِيهَا حَرِيرٌ فِيهَا أَمْثَالُ الْأُتْرُجِّ، وَالْمِيثَرَةُ شَيْءٌ كَانَتْ
تَصْنَعُهُ النِّسَاءُ لِبُعُولَتِهِنَّ أَمْثَالُ الْقَطَائِفِ يَضَعُونَهَا
عَلَى الرِّحَالِ». قَدْ أَشَارَ إِلَيْهِ الْبُخَارِيُّ فِي التَّرْجَمَةِ. قَالَ
أَبُو عُبَيْدٍ: الْمَيَاثِرُ كَانَتْ مِنْ مَرَاكِبِ الْأَعَاجِمِ مِنْ دِيبَاجٍ
أَوْ حَرِيرٍ. وَقَالَ غَيْرُهُ: الْمِيثَرَةُ جُلُودُ السِّبَاعِ
٦١٢٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ
الرُّوذْبَارِيُّ، أنبأ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا حُمَيْدُ
بْنُ مَسْعَدَةَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ، ثنا خَالِدٌ، عَنْ مَيْمُونٍ الْقَنَّادِ،
عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ «أَنَّ رَسُولَ
اللهِ ﷺ نَهَى عَنْ رُكُوبِ النِّمَارِ، وَعَنْ لُبْسِ الذَّهَبِ إِلَّا
مُقَطَّعًا». وَرَوَاهُ أَيْضًا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ فِي
رُكُوبِ النِّمَارِ. وَرَوَاهُ أَبُو شَيْخٍ الْهُنَائِيُّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ فِي
رُكُوبِ النِّمَارِ وَفِي الذَّهَبِ
٦١٢١ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ
الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ، أنبأ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ
دَرَسْتَوَيْهِ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ،
وَأَبُو الْأَسْوَدِ، وَأَبُو زَيْدٍ وَيَزِيدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ
عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوْهَبٍ قَالُوا: ثنا الْمُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ، ثنا
عَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِي الْحُصَيْنِ الْهَيْثَمِ بْنِ شُفَيٍّ،
سَمِعَهُ يَقُولُ: خَرَجْتُ أَنَا وَأَبُو عَامِرٍ الْمَعَافِرِيُّ نُصَلِّي
بِإِيلِيَاءَ وَكَانَ قَاضِيهِمْ رَجُلًا مِنَ الْأَزْدِ يُقَالُ لَهُ أَبُو
رَيْحَانَةَ مِنَ الصَّحَابَةِ، قَالَ أَبُو الْحُصَيْنِ: فَسَبَقَنِي صَاحِبِي
إِلَى الْمَسْجِدِ ثُمَّ أَدْرَكْتُهُ فَجَلَسْتُ إِلَى نَاحِيَتِهِ، فَسَأَلَنِي:
هَلْ أَدْرَكْتَ قَصَصَ أَبِي رَيْحَانَةَ؟ قُلْتُ لَهُ: لَا، فَقَالَ: سَمِعْتُهُ
يَقُولُ: «نَهَى رَسُولُ اللهِ ﷺ عَنْ عَشْرٍ، عَنِ الْوَشْرِ وَالْوَشْمِ
وَالنَّتْفِ وَعَنْ مُكَامَعَةِ الرَّجُلِ الرَّجُلَ بِغَيْرِ شِعَارٍ،
وَمُكَامَعَةِ الْمَرْأَةِ الْمَرْأَةَ بِغَيْرِ شِعَارٍ، وَأَنْ يَجْعَلَ
الرَّجُلُ أَسْفَلَ ثِيَابِهِ حَرِيرًا مِثْلَ الْأَعَاجِمِ، وَيَجْعَلَ عَلَى
مَنْكِبَيْهِ حَرِيرًا مِثْلَ الْأَعَاجِمِ، وَعَنِ النُّهْبَى، وَرُكُوبِ
النُّمُورِ، وَلُبُوسِ الْخَاتَمِ إِلَّا لِذِي سُلْطَانٍ»
بَابُ مَا كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ
اللهِ ﷺ يَسْتَعْمِلُونَهُ فِي رِحَالِهِمْ
٦١٢٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ
الرُّوذْبَارِيُّ، أنبأ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا هَنَّادُ
بْنُ السَّرِيِّ، عَنْ وَكِيعٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو
الْقُرَشِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «أَنَّهُ رَأَى رُفْقَةً مِنْ أَهْلِ
الْيَمَنِ رِحَالُهُمُ الْأُدْمُ، فَقَالَ:»مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى
أَشْبَهِ رُفْقَةٍ كَانُوا بِأَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ ﷺ فَلْيَنْظُرْ إِلَى
هَؤُلَاءِ "