(شَأْنُ يَسَارٍ):
حَدَّثَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ،
عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، قَالَ: أَصَابَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِي غَزْوَةِ مُحَارَبٍ وَبَنِيَّ
ثَعْلَبَةَ عَبْدًا يُقَالُ لَهُ يَسَارٌ، فَجَعَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِي
لِقَاحٍ لَهُ كَانَتْ تَرْعَى
[١] الدعابة: المزاح.
[٢]
يحتجز: يشد ثَوْبه على خصره بِمَنْزِلَة الحزام.
[٣]
فِي أ: «قدمنَا» .
فِي نَاحِيَةِ الْجَمَّاءِ [١]،
فَقَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ نَفَرٌ مِنْ قَيْسٍ كُبَّةَ [٢] مِنْ بَجِيلَةَ،
فَاسْتَوْبَئُوا [٣]، وَطَحِلُوا [٤]، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
لَوْ خَرَجْتُمْ إلَى اللِّقَاحِ
فَشَرِبْتُمْ مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا، فَخَرَجُوا إلَيْهَا.
(قَتْلُ
الْبَجَلِيِّينَ وَتَنْكِيلُ الرَّسُولِ بِهِمْ):
فَلَمَّا صَحُّوا وَانْطَوَتْ
بُطُونُهُمْ [٥]، عَدَوْا عَلَى رَاعِي رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يَسَارٍ، فَذَبَحُوهُ
وَغَرَزُوا الشَّوْكَ فِي عَيْنَيْهِ، وَاسْتَاقُوا اللِّقَاحَ. فَبَعَثَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ فِي آثَارِهِمْ كُرْزَ بْنَ جَابِرٍ، فَلَحِقَهُمْ، فَأَتَى بِهِمْ
رَسُولَ اللَّهِ ﷺ مَرْجِعَهُ مِنْ غَزْوَةِ ذِي قَرَدَ، فَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ
وَأَرْجُلَهُمْ، وَسَمَلَ أَعْيُنَهُمْ [٦] .