recent
آخر المقالات

٩ - كتاب الصيام

 

بسم الله الرحمن الرحيم (١)

١ - بَابُ مَتى يُؤْمَرُ الصَّبيُّ بِالصِّيَامِ *؟
[٧٥١٩] أخبرنا (٢) أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْأَعْرَابِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبَّادٍ الدَّبَرِيُّ (٣)، قَالَ: قَرَأْنَا (٤) عَلَى عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ هَمَّامٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: يُؤْمَرُ الصَّبِيُّ بِالصَّلَاةِ إِذَا عَرَفَ يَمِينَهُ مِنْ شِمَالِهِ، وَبِالصَّوْمِ إِذَا أَطَاقَهُ (٥).


[٧٥٢٠] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ مِثْلَهُ.
[٧٥٢١] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ وَقَتَادَةَ مِثْلَهُ.
[٧٥٢٢] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ وَمَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ: كَانَ أَبِي يَأْمُرُ الصبْيَانَ بِالصَّلَاةِ إِذَا عَقَلُوهَا *، وَبِالصِّيَامِ (٦) إِذَا أَطَاقُوهُ (٧).
[٧٥٢٣] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: يُؤْمَرُ الْغُلَامُ بِالصَّلَاةِ قَبْلَ الصِّيَامِ، لِأَنَّ الصَّلَاةَ هِيَ أَهْوَنُ.


(١) بعده في (ن): «وصلى الله على سيدنا محمد وآله».
* [ن/ ١٥٤ ب].
• [٧٥١٩] [شيبة: ٣٥١٤].
(٢) قبله في (م): «حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى، قال:».
(٣) في (م): «الدبوري».
(٤) في (م): «قرأت».
(٥) في (م): «طاقه».
[٧٥٢٢] [شيبة:٣٥٠٧].
* [٢/ ١١٥ ب].
(٦) في (م): «بالصوم».
(٧) في (م): «طاقوه».

[٧٥٢٤] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ أَبِي (١) رَجَاءٍ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: يُضْرَبُ عَلَيْهَا لِعَشْرِ سِنِينَ، وَيُؤْمَرُ بِهَا لِسَبْعِ سِنِينَ (٢).
[٧٥٢٥] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ يُؤْمَرُ الصَّبِيُّ بِالصَّلَاةِ إِذَا أَثْغَرَ.
[٧٥٢٦] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَرْزُوقٍ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ الْمُسَيَّبِ مَتَى تُكْتَبُ عَلَى الْجَارِيَةِ الصَّلَاةُ؟ قَالَ: إِذَا حَاضَتْ (٣)، قُلْتُ (٤): فَالْغُلَامُ؟ قَالَ: إِذَا احْتَلَمَ.
[٧٥٢٧] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُسَيْنُ (٥) بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ يُونُسَ (٦) خَادِمُ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ (٢) كَانَ يَقُولُ: أَيْقِظُوا (٧) الصَّبِيَّ يُصَلِّي وَلَوْ بِسَجْدَةٍ.
[٧٥٢٨] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ حَافِظُوا عَلَى (٢) أَبْنَائِكُمْ فِي (٨) الصلَاةِ.


(١) في (م): «ابن»، وهو خطأ.
(٢) ليس في (م).
• [٧٥٢٦] [شيبة: ٦٢٧٤].
(٣) الحيض: دم يسيل من رحم المرأة البالغة في أيام معلومة من كل شهر. (انظر: معجم اللغة العربية المعاصرة، مادة: حيض).
(٤) في الأصل: «قال»، والمثبت كما في (م)، (ن).
• [٧٥٢٧] [شيبة: ٣٥٠٢].
(٥) في (م): «حسن».
(٦) كذا في الأصل، (ن)، (م)، وفي «مصنف ابن أبي شيبة» (٣٥٠٢) عن ابن المبارك: «أم يونس».
وكذا أوردها المزي بين شيوخ «الحسين بن عبد الله الهاشمي» في «تهذيب الكمال» (٦/ ٣٨٣).
(٧) في الأصل: «اقطوا»، وفي (م): «أيقضوا»، والمثبت من (ن) وهو موافق لما في «مصنف ابن أبي شيبة» (٣٥٠٢) عن ابن المبارك، به.
[٧٥٢٨] [شيبة:٣٥١٦].
(٨) في (م): «على».

° [٧٥٢٩] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُخمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ لَبِيبَةَ، عَنْ أَبِيهِ (١) عَنْ (٢) جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «إِذَا صَامَ الغُلَامُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مُتَتَابِعَةً، فَقَدْ وَجَبَ عَلَيْهِ صِيَامُ (٣) شَهْرِ رَمَضَانَ» *.

٢ - بَابُ الصِّيَام
° [٧٥٣٠] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ (٤): «إِنْ لَمْ تَرَوْا هِلَالَ رَمَضَانَ فَاسْتَكْمِلُوا شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ يَوْمًا، وَإِنْ لَمْ تَرَوْا هِلَالَ شَوَّالٍ، فَاسْتَكْمِلُوا رَمَضَانَ ثَلَاثِينَ يَوْمًا».
° [٧٥٣١] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، أَنَّهُ (٤) سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ حُنَيْنٍ، يَقُولُ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُنْكِرُ أَنْ يَتَقَدَّمَ (٥) فِي صِيَامِ رَمَضَانَ إِذَا لَمْ يَرَوُا الْهِلَالَ هِلَالَ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَيَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِذَا لَمْ تَرَوُا الْهِلَالَ فَأَكْمِلُوا ثَلَاثِينَ يَوْمًا».
° [٧٥٣٢] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ (٦)، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «اجْعَلُوا (٧) هِلَالَ شَعْبَانَ * لِرُؤْيَةِ شَهْرِ رَمَضَانَ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَصُومُوا، ثُمَّ إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ (٨) فَأَكلمِلُوا الْعِدَّةَ».


(١) قوله: «عن أبيه» استدركناه من (م)، وهو موافق لما في «شرح العمدة» لا بن تيمية (١/ ٥٠) معزوا لعبد الرزاق، والحديث أخرجه ابن قانع في «معجم الصحابة» (٣/ ٩)، وابن حزم في «المحلى» (٧/ ٣١) من طريق ابن جريج كالمثبت، وينظر: «شرح صحيح البخاري» لابن بطال (٤/ ١٠٧)، «عمدة القاري» (١١/ ٦٩).
(٢) بعده في (م): «أبيه، عن».
(٣) في (م): «صوم».
* [م/٤٧/ أ].
(٤) ليس في (م).
° [٧٥٣١] [الإتحاف: مي جاطح ش حم ٨٨٧٩] [شيبة: ٩١١٢].
(٥) في (م): «يقدم» وهو خطأ والمثبت موافق لما في «مسند أحمد» (٥/ ٤٣١) من طريق المصنف.
(٦) في (ن) و(م): «معمر».
(٧) كذا في الأصل، (ن) وفي (م): «احفظوا»، وعند الترمذي في «السنن» (٦٩٥) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا، بلفظ: «أحصوا هلال شعبان لرمضان».
* [ن/١٥٥ أ].
(٨) غم عليكم: حال دون رؤيتكم الهلال غَيْم أو نحوه. (انظر: النهاية، مادة: غمم).

° [٧٥٣٣] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ (١) ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ فِي هِلَالِ رَمَضَانَ: «إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَصُومُوا، ثُمَّ إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَتِمُّوا (٢) ثَلَاثِينَ، صَوْمُكُمْ يَوْمَ تَصُومُونَ، وَفِطرُكُمْ يَوْمَ تُفْطِرُونَ».
وَ(٣) زَادَ ابْنُ جُرَيْجٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: «وَأَضْحَاكُمْ يَوْمَ تُضَحُّونَ».
° [٧٥٣٤] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَابْنِ الْمُسَيَّبِ، أَوْ أَحَدِهِمَا (٤)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِذَا رَأَيْتُمُ الْهِلَالَ فَصُومُوا، وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا، فَإِنْ غُمَّ عَلَيكُمْ فَصُومُوا ثَلَاثِينَ (٥)».
° [٧٥٣٥] عبد الرزاق، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّ اللَّهَ (٦) جَعَلَ الْأَهِلَّةَ مَوَاقِيتَ لِلنَّاسِ، فَصُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَعُدُّوا لَهُ ثَلَاثِينَ يَوْمًا».
° [٧٥٣٦] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ لِهِلَالِ شَهْرِ رَمَضَانَ: «إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَصُومُوا، ثُمَّ إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا (٧) لَهُ ثَلَاثِينَ يَوْمًا» (٨).


° [٧٥٣٣]، [التحفة: ت ١٢٩٩٧، م س ١٣٧٩٧، م ١٤٣٧٥، ق ١٤٤٢٨، د ١٤٦٠٥، س ١٥٤١٠] [شيبة: ٩١١٧]، وسيأتي: (٧٥٣٤).
(١) بعده في (م): «محمد».
(٢) في (م): «فأكملوا العدة».
(٣) ليس في (م).
° [٧٥٣٤] [التحفة: ت ١٢٩٩٧، م س ١٣٧٩٧، م ١٤٣٧٥، ق ١٤٤٢٨، د ١٤٦٠٥، س ١٥٤١٠ [الإتحاف: جا عه حب طح قط حم ١٨٦٢٥، خز طح حب حم ٢٠٤٧٣، [شيبة: ٩١١٧]، وتقدم: (٧٥٣٣).
(٤) بعده في (م): «وفطركم يوم تفطرون».
(٥) بعده في (م): «يوما».
° [٧٥٣٥] [شيبة: ٩١١٦]، وسيأتي: (٧٥٣٦).
(٦) قوله: «إن الله» ليس في (م).
° [٧٥٣٦] [شيبة: ٩١١٦]، وتقدم: (٧٥٣٥).
(٧) اقدروا: قدروا له عدد الشهر حتى تكملوه ثلاثين يوما، وقيل: قدروا له منازل القمر، فإنه يدلكم على أن الشهر تسع وعشرون أو ثلاثون. (انظر: النهاية، مادة: قدر).
(٨) هذا الأثر ليس في (م).

[٧٥٣٧] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ اللَّيْثِيُّ قَالَ *: صُمْنَا مَعَ عَلِيٍّ ثَمَانٍ وَعَشْرِينَ يَوْمًا، فَأَمَرَنَا يَوْمَ الْفِطْرِ أَنْ نَقْضِيَ يَوْمًا.
[٧٥٣٨] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ (١) قَالَ: مَا (٢) صُمْتُ تِسْعًا (٣) وَعَشْرِينَ أكثَرُ مِمَّا (٤) صُمْتُ ثَلَاثِينَ.
[٧٥٣٩] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنِ * الْحَكَمِ، أَوْ غَيْرِهِ، عَنْ مَسْرُوقٍ أَنَّهُ دَخَلَ هُوَ وَرَجُلٌ مَعَهُ عَلَى عَائِشَةَ يَوْمَ عَرَفَةَ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَا جَارِيَةُ، خُوضي لَهُمَا سَوِيقًا (٥) وَحَلِّيهِ، فَلَوْلَا أَنِّي صَائِمَةٌ لَذُقْتُهُ، قَالَا: أَتَصُومِينَ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، وَلَا تَدْرِينَ لَعَلَّهُ يَوْمُ النَّحْرِ (٦)، فَقَالَتْ: إِنَّمَا النَّحْرُ إِذَا نَحَرَ الْإِمَامُ، وَعُظْمُ (٧) النَّاسِ، وَالْفِطْرُ إِذَا أَفْطَرَ الْإِمَامُ، وَعُظْمُ (٧) النَّاسِ.

٣ - بَابُ فَصْلِ مَا بَيْنَ رَمَضَانَ وَشَعْبَانَ
[٧٥٤٠] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ قَبْلَ رَمَضَانَ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ فَقَرَّبَ غَدَاءَهُ (٨)، فَقَالَ أَفْطِرُوا أَيُّهَا (٩) الصُّيَّامُ،


• [٧٥٣٧] [شيبة: ٩٧٠٥].
* [م/٤٧/ ب].
(١) زاد بعده في الأصل: «تسعا»، وألحقها في (ن) في الحاشية مصححا عليها، ولا معنى لها في السياق.
(٢) ليس في (م).
(٣) رسمه في الأصل على صورة المرفوع، والمثبت من (ن).
(٤) في (م): «ما».
* [٢/ ١١٦ أ].
(٥) السويق: طعام يتخذ من مدقوق الحنطة (القمح) والشعير، سمي بذلك لانسياقه في الحلق.
(انظر: المعجم الوسيط، مادة: سوق).
(٦) يوم النحر: يوم عيد الأضحى، وهو: اليوم العاشر من شهر ذي الحِجَّة. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: نحر).
(٧) في (م): «أعظم».
(٨) قوله: «فقرب غداءه» ليس في الأصل، واستدركناه من النسختين (م)، (ن).
(٩) غير واضح في (م).

لَا تُوَاصِلُوا (١) بِرَمَضَانَ (٢) شَيْئًا، وَافْصِلُوا، قَالَ: وَكَانَ ابْنُ عَبْدٍ الْقَارِيُّ صَائِمًا فَحَسِبْتُ أَنَّهُ أَفْطَرَ.
[٧٥٤١] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَأْمُرُ بِفَصْلٍ بَيْنَهُمَا.
[٧٥٤٢] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: لَا تُوَاصِلُوا بِرَمَضَانَ شَيْئًا (٣)، وَافْصِلُوا.
[٧٥٤٣] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ أَيَكْفِيكَ (٤) يَوْمَ الْفِطْرِ أَنْ تَفْصِلَ (٥) بِهِ؟ قَالَ: لَا، قَالَ (٦): أَيَّامًا قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَهُ.
° [٧٥٤٤] عبد الرزاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرة قَالَ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَنْ يُتَعَجَّلَ شَهْرُ رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ، إِلَّا رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمًا فَيَأْتِي ذَلِكَ عَلَى (٧) صَوْمِهِ.
° [٧٥٤٥] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «افْصِلُوا بَيْنَ شَعْبَانَ وَشَهْرِ (٨) رَمَضَانَ بِفِطْرِ يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ».


(١) الوصال: عدم الفطر يومين أو أيامًا. (انظر: النهاية، مادة: وصل).
(٢) في (م)، (ن): «رمضان».
[ن/ ١٥٥ ب].
(٣) رسمه في الأصل: «قسمًا»، والمثبت من (ن)، وليس في (م).
(٤) في (م): «أيكفيه».
(٥) في (م): «يفصل».
(٦) ليس في (م).
° [٧٥٤٤] [التحفة: ت ١٥٠٥٧، م ١٥٣٦٠، س ١٥٣٦٩، م ١٥٣٧٨، م ت ١٥٤٠٦، م ١٥٤١٦] [الإتحاف: مي جا عه حب قط طح خز حم ٢٠٤٧٢] [شيبة: ٩١١٨، ٩١٢٩].
(٧) ليس في الأصل، وأثبتناه من (ن)، (م) وهو موافق لما في «مسند أحمد» (٧٨٩٤) عن عبد الرزاق، به.
(٨) ليس في الأصل ومثبت من (ن)، (م).

[٧٥٤٦] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ *، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ أَصْبَحُوا يَوْمًا شَاكِّينَ فِي الصِّيَامِ، وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ فَغَدَوْتُ (١) إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، فَوَجَدْتُهُ قَدْ غَدَا لِحَاجَتِهِ (٢)، فَسَأَلْتُ أَهْلَهُ، فَقُلْتُ: أَصْبَحَ صَائِمًا أَوْ مُفْطِرًا؟ قَالُوا: قَدْ شَرِبَ خَزِيرةً (٣) ثُمَّ غَدَا، قَالَ: ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَى مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ فَدَعَا بِالْغَدَاءِ، قَالَ: فَلَمْ أَدْخُلْ يَوْمَئِذٍ عَلَى رَجُلٍ (٤) مِنْ أَصْحَابِنَا إِلَّا رَأَيْتُهُ (٥) مُفْطِرًا، إِلَّا رَجُلًا وَاحِدًا، وَدِدْتُ (٦) لَوْ لَمْ يَكُنْ فَعَلَ، قَالَ: وَأُرَاه كَانَ يَأْخُذُ بِالْحِسَابِ.
[٧٥٤٧] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ (٧)، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: كُنَّا عَنْدَ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ فِي الْيَوْمِ الَّذِي يُشَكُّ فِيهِ فِي (٨) رَمَضَانَ، فَجِيءَ بِشَاةٍ مَصْلِيَّةٍ (٩) فتَنَحَّى رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ، فَقَالَ: ادْنُ، قَالَ: إِنِّي صَائِمٌ، وَمَا هُوَ إِلَّا صَوْمٌ كُنْتُ أَصُومُهُ، فَقَالَ: أَمَا أَنْتَ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ؟ فَاطْعَمْ (١٠).
[٧٥٤٨] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: رَأَيْتُهُ أَمَرَ رجُلًا بَعْدَ الظُّهْرِ فَأَفْطَرَ (١١)، وَقَالَ: مَنْ صَامَ هَذَا الْيَوْمَ فَقَدْ عَصَى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ.


* في [م/٤٨/ أ].
(١) الغدو: الذهاب غدوة (أول النهار) ثم كثر حتى استعمل في الذهاب والانطلاق أي وقت كان.
(انظر: التاج، مادة: غدو).
(٢) في (م): «لحاجة».
(٣) الخزيرة والخزير: لحم يُقطّع صغارًا ويصب عليه ماء كثير، فإذا نضج ذُرّ عليه الدقيق، فإن لم يكن فيها لحم فهي عَصيدة. وقيل غير ذلك. (انظر: النهاية، مادة: خزر).
(٤) في (م): «واحد».
(٥) في (م) و(ن): «وجدته».
(٦) في (ن): «ووددت».
• [٧٥٤٧] [شيبة: ٩٥٩٥].
(٧) قوله «عن منصور»: ليس في (م).
(٨) في (ن) و(م): «من».
(٩) المصلية: المشوية. (انظر: النهاية، مادة: صلا).
(١٠) قبله في (م): «فادن».
• [٧٥٤٨] [شيبة: ٩٥٩٦].
(١١) في الأصل: «فأوطر» والمثبت من (ن)، (م).

° [٧٥٤٩] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبَّادٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَنْ صيَامِ سِتَّةِ أَيَّامٍ: قَبْلَ رَمَضَانَ بِيَوْمٍ، وَ(١) الْأَضحَى، وَالْفِطْرِ، وَثَلَاثَةِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ (٢).
[٧٥٥٠] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي (٣) مُزَاحِمٌ، قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي خِلَافَتِهِ، فَقَالَ * انْظُرُوا هِلَالَ رَمَضَانَ، فَإِنْ رَأَيْتُمُوهُ فَصُومُوا، وإِنْ لَمْ تَرَوْهُ فَاسْتَكْمِلُوا ثَلَاثِينَ يَوْمًا (٤)، قَالَ (٥): وَأَصْبَحَ النَّاسُ (٦) مِنْهُمُ الصائِمُ وَالْمُفْطِرُ، وَلَمْ يَرَوُا الْهِلَالَ، فَجَاءَهُمُ الْخَبَرُ بِأَنْ قَدْ رُئِيَ الْهِلَالُ، قَالَ: فَكَلَّمَ النَّاسَ عُمَرُ، وَبَعَثَ الْأَحْرَاسَ (٧) فِي الْعَسْكَرِ: مَنْ كَانَ أَصْبَحَ صَائِمًا فَلْيُتِمَّ صِيَامَهُ (٨)، فَقَدْ وُفِّقَ لَهُ، وَمَنْ كَانَ (٩) أَصْبَحَ مُفْطِرًا وَ(٤) لَمْ * يَذُقْ شَيْئًا * فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ، وَمَنْ كَانَ أُطْعِمَ شَيْئًا (١٠) فَلْيُتِمَّ مَا بَقِيَ مِنْ يَوْمِهِ، وَلْيقْضِ بَعْدَهُ يَوْمًا مَكَانَهُ، فَإِنِّي قَدْ (٤) لَعِقْتُ (١١) الْيَوْمَ لَعْقًا مِنْ عَسَلٍ فَأَنَا صَائِمٌ مَا بَقِيَ مِنْ يَوْمِي (١٢)، ثُمَّ أَبْدَلَهُ بَعْدُ.


° [٧٥٤٩] [التحفة: م س ١٣٩٦٧]، وسيأتي: (٨١٣٢).
(١) في (م): «ويوم».
(٢) أيام التشريق: ثلاثة أيام تلى يوم النحر، وسميت بذلك من تشريق اللحم، أي: بسطه في الشمس ليجف، وقيل غير ذلك. (انظر: النهاية، مادة: شرق).
[٧٥٥٠] [شيبة:٩٥٦٨].
(٣) في (م): «أخبرت عن».
* [ن/ ١٥٦ أ].
(٤) ليس في (م).
(٥) في (ن): «وقال»، وفي (م): «قال لي».
(٦) قوله «وأصبح الناس» في (م): «صبح».
(٧) في (م): «بذلك إلى حراس».
(٨) في (م): «صومه».
(٩) ليس في (ن) و(م).
* [٢/ ١١٦ ب].
* [م/ ٤٨/ ب].
(١٠) قوله «أطعم شيئا» في (م): «طعم».
(١١) بعده في (ن) و(م): «منذ» وكتب في حاشية (ن): «منه» ونسبه لنسخة، وصحح عليه.
(١٢) في (ن) كالمثبت وفي الحاشية: «يومه» ونسبه لنسخة.

[٧٥٥١] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: إِذَا أَصْبَحَ رَجُلٌ مُفْطِرًا وَلَمْ يَذُقْ شَيْئًا، ثُمَّ عَلِمَ بِرُؤْيَتِهِ أَوَّلَ النَّهَارِ، أَوْ آخِرَهُ، فَلْيصُمْ مَا بَقِيَ، وَلَا يُبَدِّلْهُ.
عَنْ حَمَّادٍ قَالَ: يُبَدِّل مَكَانَهُ يَوْمًا (١).
[٧٥٥٢] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ … مِثْلَهُ (٢).
[٧٥٥٣] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ نَافِعٍ عَنِ (٣) ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا كَانَ لسَحَابٌ أَصْبَحَ صَائِمًا، وإِذَا لَمْ يَكُنْ سَحَابٌ أَصبَحَ مُفْطِرًا (٤).
[٧٥٥٤] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ مِثْلَهُ.
° [٧٥٥٥] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «إِذَا كَانَ النِّصْفُ مِنْ (٥) شَعْبَانَ، فَأَفْطِرُوا».
[٧٥٥٦] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، قَالَ سَأَلْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَنْ صيَامِ الْيَوْمِ الَّذِي يُشَكُّ فِيهِ مِنْ رَمَضَانَ، قَالَ: إِذَا كَانَ مُغِيمًا يَتَحَرَّى (٦) أَنَّهُ مِنْ رَمَضانَ، فَلَا يَصمْهُ.
[٧٥٥٧] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ رَجُلٌ مُسَافِرٌ دَخَلَ قَرْيَةً (٧) وَقَدْ أَصْبَحَ مُفْطِرًا، وَلكنَّهُ لَمْ يَذُقْ شَيْئًا؟ قَالَ: يُتِمُّهُ.


(١) قوله: «عن حماد قال يبدل مكانه يوما» ليس في الأصل، (ن)، وأثبتناه من (م).
(٢) هذا الأثر ليس في الأصل، (ن)، وأثبتناه من (م).
(٣) قوله: «نافع عن» ليس في الأصل، (ن)، ومثبت من (م)، وهو موافق لما في «معرفة السنن والآثار» للبيهقي (٦/ ٢٣٣) من طريق عبد الرزاق، به، ولما أورده ابن عبد البر في «الاستذكار» (١٠/ ١٧)، و«التمهيد» (١٤/ ٣٤٨) معزوا لعبد الرزاق.
(٤) في الأصل: «أفطر صباحه يومه»، والمثبت من (ن)، (م) وهو موافق لما في «معرفة السنن والآثار»، ولما في «الاستذكار»، «التمهيد».
° [٧٥٥٥] [الإتحاف: حب قط حم ١٩٢٩٨] [شيبة: ٩١١٩].
(٥) بعده في (م): «شهر».
(٦) التحري: القصد والاجتهاد في الطلب. (انظر: النهاية، مادة: حرا).
(٧) في (ن) كالمثبت، وفي حاشية (ن) و(م): «القرية»، ونسبه في (ن) لنسخة.

[٧٥٥٨] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَمْرِو (١) بْنِ دِينَارٍ أَلَيْسَ يُقَالُ لِلَّذِي (٢) يُصِيبُ أَهْلَهُ فِي رَمَضَانَ (٣): لِيُتِمَّ ذَلِكَ الْيَوْمَ ثُمَّ لِيَقْضِهِ (٤)، وَكَذَلِكَ الَّذِي يُصِيبُ أَهْلَهُ فِي الْحَجِّ؟ قَالَ: بَلَى.
[٧٥٥٩] عبد الرزاق، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يَقُولُ (٥): لأَنْ أُفْطِرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ لَا أَعْمِدُهُ (٦)، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَصُومَ الْيَوْمَ الَّذِي يُشَكُّ فِيهِ (٧) مِنْ شَعْبَانَ.
[٧٥٦٠] قال جَعْفَرٌ: وَأَخْبَرَنِي أَسْمَاءُ (٨) بْنُ عُبَيْدٍ *، قَالَ: أَتَيْنَا مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي يُشَكُّ فِيهِ، فَقُلْنَا: كَيْفَ نَصْنَعُ؟ فَقَالَ (٩) لِغُلَامِهِ: اذْهَبْ فَانْظُرْ أَصَامَ الْأَمِيرُ أَمْ لَا؟ قَالَ: وَالْأَمِيرُ (١٠) يَوْمَئِذٍ عَدِيُّ (١١) بْنُ أَرْطَاةَ، فَرَجَعَ (١٢) إِلَيْهِ، فَقَالَ: وَجَدْتُهُ مُفْطِرًا، قَالَ: فَدَعَا مُحَمَّدٌ بِغَدَائِهِ فَتَغَدَّى (٣) فَتَغَدَّيْنَا مَعَهُ.


• [٧٥٥٨] [شيبة: ٩٤٤١].
(١) رسمه في (م): «لعمر».
(٢) في (م): «هذا الذي».
(٣) ليس في (م).
(٤) في (م): «ليقضيه».
(٥) ليس في الأصل، ومثبت من (ن)، (م) وهو موافق لما في «التمهيد» لابن عبد البر (١٤/ ٣٤٣، ٣٤٤) معزوًّا لعبد الرزاق.
(٦) كذا في الأصل، (م)، (ن)، وفي المصدر السابق: «أتعمده».
(٧) ليس في الأصل، ومثبت من (ن)، (م) وهو موافق لما في المصدر السابق.
(٨) اضطرب في كتابته في الأصل، والمثبت من (ن)، وفي (م): «إسماعيل»، وهو خطأ. وينظر: «تهذيب الكمال» (٢/ ٥٣٦).
* [م/٤٩/ أ].
(٩) في (ن): «قال».
(١٠) قوله «الأمير أم لا؟ قال: والأمير» في (م): «أمير المؤمنين».
(١١) وفي (م): «فغدى».
[ن/١٥٦ ب].
(١٢) في (م): «ثم رجع».

[٧٥٦١] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قُلْتُ لَهُ إِنْسَانٌ مُفْطِرٌ فِي الْيَوْمِ الَّذِي يُشَكُّ فِيهِ، ثُمَّ جَاءَ الْخَبَرُ؟ قَالَ: يَأْكُلُ، وَيَشْرَبُ إِنْ شَاءَ (١).

٤ - بَابٌ أَصْبَحَ النَّاسُ صِيَامًا وَقَدْ رُئِيَ (٢) الْهِلالُ
[٧٥٦٢] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيْنَا عُمَرُ وَنَحْنُ بِخَانِقِينَ إِذَا رَأَيْتُمُ الْهِلَالَ نَهَارًا فَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى يَشهَد رَجُلَانِ لَرَأَيْنَاهُ بِالْأَمْسِ.
[٧٥٦٣] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ شِبَاكَ (٣)، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ إِلَى عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ إِذَا رَأَيْتُمُ الْهِلَالَ (٤) نَهَارًا قَبْلَ أَنْ تَزُولَ الشَّمْسُ (٥) لِتَمَامِ (٦) ثَلَاثِينَ فَأَفْطِرُوا، وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ بَعْدَ زَوَالِ (٧) الشَّمْسِ فَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تُمْسُوا (٨).
[٧٥٦٤] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَرِهَ لِقَوْمٍ رَأَوُا الْهِلَالَ مِنْ آخِرِ النَّهَارِ أَنْ يَأْكُلُوا شَيْئًا.
[٧٥٦٥] قال الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ (٩): أَخْبَرَنِي الْحَكَمُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، عَنْ عَلِيٍّ


(١) قوله: «إن شاء» ليس في الأصل، وأثبتناه من (ن)، (م).
(٢) رسمه في (م): «رأى» خطأ.
• [٧٥٦٢] [شيبة: ٩٥٥٣، ٩٥٦٦]، وسيأتي: (١٠٢٦٣).
• [٧٥٦٣] [شيبة: ٩٥٦٦،٩٥٥٣].
(٣) في الأصل، (ن)، (م): «سماك»، وهو خطأ، والمثبت من «السنن الكبرى» للبيهقي (٨٠٦٥)، «التمهيد» لابن عبد البر (٢/ ٤٤) من طريق عبد الرزاق، به، وهو شباك الضبي الكوفي، وينظر ترجمته في: «تهذيب الكمال» (١٢/ ٣٤٩).
(٤) ليس في (م).
(٥) زوال الشمس: تحرك الشمس عن كبد (وسط) السماء من بعد الظهيرة إلى جهة المغرب، فيقال: زالت ومالت. (انظر: غريب الحديث لابن قتيبة) (١/ ١٧٧).
(٦) في (م): «بتمام».
(٧) في الأصل، (ن): «تزول»، ولا يستقيم به السياق، والمثبت من (م).
(٨) اضطرب في رسمه في (م) وكتب فوقه: «كذا».
• [٧٥٦٥] [شيبة: ٩٥٤٧].
(٩) في (م): «عمار»، وهو خطأ، والمثبت من الأصل، (ن)، وبعده في الأصل: «قال»، ولعله سبق قلم من الناسخ، والمثبت من (م)، (ن).

قَالَ: إِذَا رَأَيْتُمُ (١) الْهِلَالَ أَوَّلَ النَّهَارِ فَأَفْطِرُوا، وإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فِي آخِرِ النَّهَارِ فَلَا تُفْطِرُوا، فَإِنَّ (٢) الشَّمْسَ تَمِيلُ عَنْهُ، أَوْ تَزِيغُ (٣) عَنْهُ.
[٧٥٦٦] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ رُكَيْنِ (٤) بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِيهِ رَبِيعِ بْنِ عُمَيْلَةَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ سَلْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ الْبَاهِلِيِّ بِبَلَنْجَرَ، قَالَ فَرَأَيْتُ الْهِلَالَ (٥) لِتَمَامِ ثَلَاثِينَ، فَأَتَيْتُ سَلْمَانَ بْنَ رَبِيعَةَ فَحَدَّثْتُهُ، فَجَاءَ مَعِي (٦) فَأَرَيْتُهُ إِيَّاهُ مِنْ ظِلٍّ تَحْتَ شَجَرَةٍ (٧)، فَأَمَرَ (٨) النَّاسَ فَأَفْطَرُوا.
° [٧٥٦٧] عَبْدُ * الرَّزَّاقِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ * قَالَ: أَصبَحَ النَّاسُ صِيَامًا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ ﷺ، فَجَاءَ أَعْرَابِيَّانِ (٩) فَشَهِدَا بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ، قَالَا: كَذَلِكَ لَرَأَيْنَاهُ بِالْأَمْسِ، فَأَمَرَ (١٠) النَّبِيُّ ﷺ النَّاسَ (١١)، فَأَفْطَرُوا.
[٧٥٦٨] قال عبد الرزاق: قُلْنَا لِمَعْمَرٍ أَرَأَيْتَ إِنْ شَهِدَ رَجُلَانِ أَنَّهُمَا رَأَيَاهُ بِالْأَمْسِ، وَشَهِدَا


(١) في (م): «يتم»، وهو سهو من الناسخ.
(٢) في (م): «وإن».
(٣) قوله «أو تزيغ» وقع في (م): «وتزيغ».
زاغت الشمس: مالت عن وسط السماء إلى الغرب. (انظر: جامع الأصول) (٥/ ٧٠٩).
(٤) في (م): «الركي»، وهو تصحيف واضح، والمثبت من الأصل، (ن).
(٥) زاد بعده في «مصنف ابن أبي شيبة» (٩٥٤٨)، (٣٤٤٩٩)، و«الفوائد» لأبي بكر الشافعي (١/ ٢٢٤)، و«المحلى» لابن حزم (٦/ ٢٤٠) عن الثوري، به: «ضحى».
(٦) قوله: «فجاء معي» ليس في الأصل، وأثبتناه من (ن)، (م).
(٧) في حاشية (ن): «شجر» ونسبه لنسخة.
(٨) في (م): «ثم أمر».
* [٢/ ١١٧ أ].
* [م/٤٩/ ب].
(٩) في الأصل: «أعرابيا»، والمثبت من (م)، (ن).
(١٠) في الأصل «فرأى»، والمثبت من (م)، (ن).
(١١) ليس في (م).

مِنْ آخِرِ النَّهَارِ، وَكَانَا قَدِمَا مِنْ سَفَرٍ، هَلْ يُفْطِرُ النَّاسُ ذَلِكَ الْعَشِيَّ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَيَخْرُجُونَ مِنَ الْغَدِ.
° [٧٥٦٩] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصورٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ (١) ﷺ مِثْلَهُ، وَزَادَ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ *: «لَا تَتَقَدُّمُوا هِلَال هَذَا الشَّهْرِ حَتَّى تَرَوُا الْهِلَالَ، أَوْ (٢) تُكْمِلُوا الْعِدَّةَ قَبْلَهُ، ثُمَّ صُومُوا فَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوُا الْهِلَالَ، أَوْ تُكْمِلُوا الْعِدَّةَ (٣)».
[٧٥٧٠] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي (٤) قِلَابَةَ أَنَّ رَجُلَيْنِ رَأَيَا الْهِلَالَ وَهُمَا فِي سَفَرٍ، فَتَعَجَّلَا حَتَّى قَدِمَا الْمَدِينَةَ ضُحًى (٥) فَأَخْبَرَا (٦) عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ بِذَلِكَ، فَقَالَ عُمَرُ لِأَحَدِهِمَا: أَصَائِمٌ أَنْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: لِمَ؟ قَالَ (٧): لِأَنِّي كَرِهْتُ أَنْ يَكُونَ النَّاسُ صِيَامًا وَأَنَا مُفْطِرٌ، فَكَرِهْتُ الْخِلَافَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ لِلْآخَرِ: فَأَنْتَ؟ قَالَ (٨): أَصْبَحْتُ مُفْطِرًا، قَالَ: لِمَ؟ قَالَ: لِأَنَي رَأَيْتُ (٩) الْهِلَالَ فَكَرِهْتُ أَنْ


° [٧٥٦٩] [شيبة: ٩١١٣].
(١) في (م): «رسول الله».
* [ن/١٥٧ أ].
(٢) في (م): «و».
(٣) بعده في الأصل، (ن): «بعده»، ولا يستقيم به السياق، والمثبت من (م)، وينظر: «المجتبى» (٢١٤٥) من طريق سفيان، به.
(٤) في (م): «ابن»، وهو تصحيف، والمثبت من الأصل، (ن).
(٥) في (م): «صباحا».
(٦) في الأصل: «فأخبرنا» وهو خطأ، والمثبت من (ن)، (م)، وهو الموافق لما في «المحلى» لابن حزم (٤/ ٣٧٨)، و«مسند الفاروق» لابن كثير (١/ ٢٧١) كلاهما من طريق معمر، به.
(٧) قوله: «لم قال» ليس في (م).
(٨) في (م): «فقال».
(٩) تحرف في الأصل إلى: «كرهت»، والتصويب من (م)، (ن) وهو موافق لما في المصدرين السابقين.

أَصُومَ، فَقَالَ عُمَرُ (١) لِلَّذِي (٢) أَفْطَرَ: لَوْلَا هَذَا (٣) يَعْنِي الَّذِي صَامَ لَرَدَدْنَا (٤) شَهَادَتَكَ، وَلأَوْجَعْنَا (٥) رَأْسَكَ، ثُمَّ أَمَرَ النَّاسَ فَأَفْطَرُوا وَخَرَجُوا (٦).
° [٧٥٧١] عبد الرزاق، عَنْ هُشَيْمِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ (٧) جَعْفَرُ بْنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ، أَنَّ أَبَا عُمَيْرِ بْنَ أَنَسٍ حَدَّثَهُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمُومَةٌ لِي مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالُوا (٨): أُغْمِيَ (٩) عَلَيْنَا هِلَالُ شَوَّالٍ فَأَصبَحْنَا صِيَامًا (١٠)، فَجَاءَ رَكبٌ (١١) مِنْ آخِر النَّهَارِ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ (١٢)، فَشَهدُوا أَنَّهُمْ رَأَوُا الْهلَالَ بِالْأَمْس، فَأَمَرَ النَّبِيُّ ﷺ * النَّاسَ أَنْ يُفْطِرُوا مِنْ يَوْمِهِمْ، وَأَنْ يَخْرُجُوا لِعِيدِهِمْ مِنَ الْغَدِ.
[٧٥٧٢] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُوسَى، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: رُئِيَ هِلَالُ شَوَّالٍ مِنَ النَّهَارِ، فَلَمْ يُفْطِرْ عَبْدُ اللَّهِ حَتَّى أَمْسَى، وَخَرَجَ إِلَى الْمُصَلَّى مِنَ الْغَدِ.
[٧٥٧٣] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ أَصْبَحْتُ صَائِمًا، فَجَاءَ (١٣) الْخَبَرُ مِنْ آخِرِ النَّهَارِ بِرُؤْيَتِهِ؟ قَالَ: أَفْطِرْ (١٤).


(١) من (م).
(٢) تصحف في الأصل، (ن) إلى: «الذي»، والمثبت من (م).
(٣) بعده في الأصل: «الذي» وهو خطأ، والمثبت من (ن)، (م)، وينظر: المصدران السابقان.
(٤) في (م): «لرددت».
(٥) في (م): «وأوجعنا».
(٦) في الأصل، (ن): «خرج»، والمثبت من (م)، وينظر: «تهذيب الآثار» (١١٢٦).
° [٧٥٧١] [التحفة: د س ق ١٥٦٠٣] [شيبة: ٩٥٥٤، ٣٧٣٣٦].
(٧) في (م): «بشير».
(٨) في (م): «قال».
(٩) في (م): «غمي».
(١٠) في (م): «صواما».
(١١) الركب: جمع راكب، والراكب في الأصل: راكب الإبل خاصة، ثم اتسع فيه فأطلق على كل من ركب دابة. (انظر: النهاية، مادة: ركب).
(١٢) قوله «إلى النبي ﷺ» ليس في (م).
* [م/٥٠/ أ].
(١٣) في (ن): «فجاءك» وفي (م): «فجاءني».
(١٤) في (م): «أفطروا».

[٧٥٧٤] قال ابْنُ جُرَيْجٍ: وَقَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ يُفْطِرُونَ أَيَّانَ مَا (١) جَاءَهُمُ الْخَبَرُ.

٥ - بَابٌ كَمْ يَجُوزُ مِنَ الشُّهُودِ عَلَى رُؤْيَةِ الْهِلَالِ؟
° [٧٥٧٥] عَبْدُ (٢) الرَّزَّاقِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ (٣)، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي رَأَيْتُ الْهِلَالَ، قَالَ: «أَتَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ (١): فَأَمَرَ النَّبِيُّ ﷺ بِلَالًا فَنَادَى فِي النِّاسِ أَنْ صُومُوا.
[٧٥٧٦] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُهُ (٤)، أَوْ أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَهُ يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ (٥) عَبْدِ الرَّحْمَنِ * بْنِ أَبِي لَيْلَى، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَجَازَ شَهَادَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ فِي رُؤْيَةِ الْهِلَالِ فِي فِطْرٍ أَوْ أَضحَى.
[٧٥٧٧] عبد الرزاق، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ يُجِيزُ عَلَى رُؤْيَةِ الْهِلَالِ بِالصَّوْمِ رَجُلًا وَاحِدًا، وَلَا يُجِيزُ عَلَى الْفِطْرِ إِلَّا رَجُلَيْنِ.
[٧٥٧٨] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ: لَا * يَجُوزُ (٦) عَلَى الصَّوْمِ، وَالْفِطْرِ، وَالنَّحْرِ إِلَّا رَجُلَيْنِ (٧).


(١) ليس في (م).
° [٧٥٧٥] [شيبة: ٩٥٥٧].
(٢) قبله في (م): «أخبرنا».
(٣) قوله «النبي ﷺ»: ليس في (م).
[٧٥٧٦] [شيبة:٩٥٥٨].
(٤) في (م): «وسمعته».
(٥) في (م): «ابن» وهو خطأ.
* [ن/١٥٧ ب].
* [٢/ ١١٧ ب].
(٦) في الأصل: «تجوز».
(٧) كذا في الأصل، وله وجه في اللغة، والجادة: «رجلان».

[٧٥٧٩] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: لَا يَجُوزُ عَلَى رُؤْيَةِ الْهِلَالِ إِلَّا رَجليْنِ (١).
[٧٥٨٠] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ يُحَدِّثُ: أَنَّ عُثْمَانَ أَبَى * أَنْ يُجِيزَ (٢) هَاشِمَ بْنَ عُتْبَةَ الْأَعْوَرَ وَحْدَهُ عَلَى رُؤْيَةِ هِلَالِ رَمَضَانَ.
[٧٥٨١] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا رَأَى هِلَالَ رَمَضَانَ قَبْلَ النَّاسِ بِلَيْلَةٍ، أَيَصُومُ قَبْلَهُمْ أَوْ يُفْطِرُ قَبْلَهُمْ؟ قَالَ: لَا، إِلَّا إِنْ رَآهُ (٣) النَّاسُ، أَخْشَى أَنْ يَكُونَ شُبِّهَ عَلَيْهِ حَتَّى يَكُونَا اثْنَيْنِ، قَالَ: قُلْتُ: لَا، إِلَّا رَآهُ وَسَايَرَهُ (٤) سَاعَةً، قَال: وَلوْ، حَتَّى يَكُونَا اثْنَينِ.
[٧٥٨٢] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ مُعَاذِ بْنِ (٥) عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّيْمِيِّ، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَقَالَ: رَأَيْتُ هِلَالَ شَهْرِ رَمَضَانَ، فَقَالَ: هَلْ رَآهُ مَعَكَ آخَرُ (٦)؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَكَيْفَ صَنَعْتَ؟ قَالَ: صُمْتُ بِصيَامِ النَّاسِ، فَقَالَ عُمَرُ (٧): يَالَكَ (٨) فِقْهًا.


(١) كذا في الأصل، (م)، (ن) خلاف الجادة، والصواب «رجلان».
• [٧٥٨٠] [شيبة: ٩٥٦٣].
* [م/٦٠/ ب].
(٢) بعده في (م): «شهادة».
(٣) في (ن)، (م): «يراه».
(٤) ليس في الأصل ومثبت من (م)، (ن).
(٥) تصحف في الأصل إلى: «عن»، والمثبت من (ن)، (م) وهو موافق لما في «المحلى» (٤/ ٣٧٨) من طريق ابن جريج، به.
(٦) في (م): «أحد».
(٧) ليس في (م).
(٨) في الأصل: «ألك»، والمثبت من (ن)، (م) وهو موافق لما أورده ابن كثير في «مسند الفاروق» (١/ ٢٧٠).

٦ - بَابُ الْقَوْلِ عِنْدَ رُؤْيَةِ الْهِلالِ
[٧٥٨٣] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: بَيْنَا رَجُلٌ يَسِيرُ فِي فَلَاةٍ (١) مِنَ الْأَرْضِ إِذْ أَهَلَّ هِلَال (٢)، فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَسَمِعَ قَائِلًا يَقُولُ وَلَا يَرَاهُ (٣): اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ (٤) عَلَيْنَا بِالْأَمْنِ وَالْإِيمَانِ، وَالسَّلَامَةِ وَالْإِسْلَامِ، وَالْهُدَى وَالْمَغْفِرَةِ، وَالتَّوْفِيقِ لِمَا تَرْضَى، وَالْحِفْظِ مِمَّا تَسْخَطُ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ، فَلَمْ يَزَلْ يُرَدِّدُهَا حَتَّى حَفِظَهَا الرَّجُلُ.
° [٧٥٨٤] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ إِذَا رَأَى الْهِلَالَ، قَالَ: «آمَنْتُ بِالَّذِي خَلَقَكَ (٥) فَسَوَّاكَ، فَعَدَلَكَ».
[٧٥٨٥] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا (٦) مَعْمَرٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ، أَنَّ رَجُلًا أَخْبَرَهُ هُوَ بِنَفْسِهِ، قَالَ: بَيْنَا أنَا أَسِيرُ رَأَيْتُ الْهِلَالَ، فَسَمِعْتُ قَائِلًا (٧) يَقُولُ وَلَا أُرَاهُ: اللَّهُمَّ أَطْلِعْهُ عَلَيْنَا بِالسَّلَامَةِ وَالْإِسْلَامِ، وَالْأَمْنِ وَالْإِيمَانِ، وَالْبِرِّ (٨) وَالتَّقْوَى، وَالتَّوْفِيقِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، فَمَا زَالَ (٩) يُرَدِّدُهَا حَتَّى حَفِظَهَا.
° [٧٥٨٦] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ *، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ إِذَا رَأَى


(١) الفلاة: الصحراء الواسعة التي لا ماء بها ولا أنيس. (انظر: اللسان، مادة: فلا).
(٢) في الأصل، (م): «هلالا» وهو خطأ، والمثبت من (ن).
إهلال الهلال واستهلاله: طلوعه. (انظر: النهاية، مادة: هلل).
(٣) قوله «ولا يراه» في (م): «وما رآه».
(٤) في (ن): «أهلله».
° [٧٥٨٤] [شيبة: ٩٨٢١، ٣٠٣٦٤].
(٥) في (م): «خلق»، وفوقه كذا.
(٦) في (م): «أخبرني».
(٧) ليس في أصل مراد ملا، ومثبت من (م)، (ن)، وينظر: الموضع التالي برقم (٢١٤١١).
(٨) البِرّ: اسم جامع للخير كله. (انظر: جامع الأصول) (١/ ٣٣٧).
(٩) في (م): «يزال».
° [٧٥٨٦] [شيبة: ٩٨٣٠].
* [ن / ١٥٨ أ].

الْهِلَالَ كَبَّرَ ثَلَاثًا (١)، ثُمَّ قَالَ: «هِلَالُ خَيْرٍ وَرُشْدٍ»، ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: «آمَنْتُ بِالَّذِي خَلَقَكَ»، ثَلَاثًا، ثُمَّ يَقُولُ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي ذَهَبَ بِشَهْرِ (٢) كَذَا وَكَذَا، وَجَاءَ بِشَهْرِ كَذَا وَكَذَا».

٧ - بَابُ الْمُسَافِرِ يَقْدُمُ فِي بَعْضِ النَّهَارِ وَالْحَائِضِ تَطْهُرُ فِي بَعْضِهِ
[٧٥٨٧] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي مُسَافِرٍ يَقْدُمُ مُفْطِرًا، أَوْ حَائِضٍ (٣) تَطْهُرُ مِنْ آخِرِ يَوْمِهَا، قَالَ: لَا يَأْكُلَانِ حَتَّى يُمْسِيَا.
[٧٥٨٨] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُزَاحِمٍ، عَنْ (٤) عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: لَا يَأْكُلْ حَتَّى يُمْسِيَ.
[٧٥٨٩] عبد الرزاق، عَنِ الثوْرِيِّ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ وَمَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ وَابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ سُئِلُوا عَنِ الْحَائِضِ تَطْهُرُ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، قَالُوا: تَأْكُلُ وَتَشْرَبُ.
[٧٥٩٠] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: لَا تَأْكُلْ وَلَا تَشْرَبْ (٥).
[٧٥٩١] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ فِي امْرَأَةٍ أَصْبَحَتْ صَائِمًا (٦) حَائِضًا، قَالَ: إِنْ طَهُرَتْ فِي أَوُّلِ النَّهَارِ فَلْتُتِمَّ يَوْمَهَا، وإِلَّا فَلَا.

٨ - بَابُ النَّصْرَانِيِّ يُسْلِمُ فَي بَعْضِ شَهْرِ رَمَضَانَ
[٧٥٩٢] عبد الرزاق *، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ فِي النَّصْرَانِيِّ وَالْيَهُودِيِّ يُسْلِمُ فِي بَعْضِ شَهْرِ رَمَضَانَ، قَالَ: يَصُومُ مَا بَقِيَ مِنَ الشَهْرِ.


(١) بعده في (م): «وهلل ثلاثا» [٥١ أ/ م].
(٢) في (م): «أذهب شهر».
(٣) في الأصل: «حائضا» وهو خطأ واضح.
(٤) بعده في (م): «ابن».
(٥) في (م): «تأكل وتشرب».
(٦) ليس في (م).
* [٢/ ١١٨ أ].

[٧٥٩٣] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ (١): إِنْ أَسْلَمَ النَّصرَانِيُّ فِي بَعْضِ رَمَضَانَ صَامَ مَا مَضَى مِنْهُ، وإِنْ أَسْلَمَ فِي آخِرِ النَّهَارِ صَامَ ذَلِكَ الْيَوْمَ (٢).
[٧٥٩٤] عبد الرزاق، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ فِي نَصْرَانِيٍّ أَسْلَمَ فِي أَيَّامٍ بَقِيَتْ مِنْ رَمَضانَ، قَالَ: يَصُومُ مَا أَدْرَكَ، وَيَقْضِي مَا فَاتَهُ، وإِنْ أَسْلَمَ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ رَمَضَانَ فَهُوَ بِمَنْزِلَة الْمُسَافِرِ يَدْخُلُ فِي صَلَاةِ الْمُقِيمِينَ.
[٧٥٩٥] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَمَّنْ سَمِعَ (٣) الْحَسَنَ يَقُولُ: إِنْ أَسْلَمَ فِي بَعْضِ شَهْرِ رَمَضَانَ صَامَهُ كُلَّهُ.
وَقَوْلُ قَتَادَةَ أَحَبُّ إِلَيَّ *.
[٧٥٩٦] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ فِي (٤) النَّصْرَانِيِّ يُسْلِمُ مِنْ آخِرِ النَّهَارِ، قَالَ: مَنْ أَخَذَ بِقَوْلِ عَطَاءٍ، قَالَ: يُصَلِّي الظُّهْرَ، وَالْعَصرَ، وَمَنْ أَخَذَ بِقَوْلِ (٥) الْحَسَنِ، يَقُولُ: صَلَّى (٦) الْعَصْرَ، وَلَمْ يُصلِّ الظُّهْرَ، وَقَالَ (٧): وإِذَا أَسْلَمَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ لَمْ يَصُمْ يَوْمَهُ الَّذِي أَسْلَمَ فِيهِ، وَلَكِنْ يُؤْمَرُ * أَلَّا يَأْكُلَ حَتَّى يُمْسِيَ.
[٧٥٩٧] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: يَصومُ الْيَوْمَ الَّذِي أَسْلَمَ فِيهِ.


(١) ليس في (م).
(٢) ليس في الأصل، ومثبت من (ن)، (م) وهو موافق لما في «الاستذكار» (١٠/ ١٩٢) معزوا لعبد الرزاق، «المحلى» (٤/ ٣٨٢).
(٣) قوله: «من سمع» ليس في الأصل، (ن)، والمثبت من (م) وهو موافق لما في «الاستذكار» (١٠/ ١٩٢) معزوا لعبد الرزاق.
* [٥١ ب/ م].
(٤) في (م): «و».
(٥) قوله «أخذ بقول»: في (م): «آخر يقول».
(٦) في (م): «يصلي».
(٧) ليس في (ن).
* [ن/١٥٨ ب].

٩ - بَابُ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ مَعَ الشَّكِّ
[٧٥٩٨] عبد الرزاق (١)، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانٍ (٢)، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ (٣) الصِّدِّيقِ قَالَ: إِذَا نَظَرَ (٤) رَجُلَانِ إِلَى الْفَجْرِ، فَشَكَّ أَحَدُهُمَا فَلْيَأْكُلَا (٥) حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمَا.
[٧٥٩٩] عبد الرزاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ (٦) نَافِع، عَنْ عِكْرِمَةَ (٧) مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ (٨) قَالَ: اسْقِنِي يَا غُلَامُ، قَالَ (٩): أَصبَحْتَ، فَقُلْتُ: كَلَّا، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: شَكَّ لَعَمْرُ اللَّهِ: اسْقِنِي، فَشَرِبَ.
[٧٦٠٠] عبد الرزاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ الشَّرَابَ (١٠) مَا شَكَكْتَ حَتَّى لَا تَشُكَّ (١١).
[٧٦٠١] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ (١٢) عُبَيْدِ اللَّهِ (١٣)، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ


(١) قبله في (م): «أخبرنا».
(٢) قوله: «عن أبان» ليس في الأصل، ومثبت من (م)، (ن)، وكذا أورده ابن حزم في «المحلى» (٦/ ٢٣٢) عن معمر عن أبان، به.
(٣) ليس في الأصل، (ن)، (م)، وأورده ابن حزم في «المحلى» (٤/ ٣٧٠) عن معمر به على الصواب.
(٤) في (م): «أفطر».
(٥) في (م): «فيأكلا».
(٦) في (م): «عن».
(٧) ليس في الأصل، ومثبت من (م)، (ن)، وأورده ابن حزم في «المحلى» (٦/ ٢٣٣) عن عكرمة، به.
(٨) قوله: «أن ابن عباس» ليس في الأصل ومثبت من (م)، (ن).
(٩) في (ن)، (م): «فقال».
• [٧٦٠٠] [شيبة: ٩١٥٠، ٩١٦٠]، وسيأتي: (٧٦٠١).
(١٠) في (م): «الشرب».
(١١) قوله «حتى لا تشك» ليس في (م)
• [٧٦٠١] [شيبة: ٩١٥٠، ٩١٦٠].
(١٢) في الأصل: «عن» والمثبت من (ن)، وهو موافق لما في «العلل» (٢٢٤٣) لأحمد بن حنبل، برواية ابنه عبد الله، عن هشيم، عن الحسن بن عبيد الله، به.
(١٣) في (ن)، (م): «عبد الله».

صبَيْحٍ، قَالَ: قَالَ (١) رَجُلٌ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: أَرَأَيْتَ (١) إِذَا شَكَكْتُ فِي الْفَجْرِ، وَأَنَا أُرِيدُ الصِّيَامَ؟ قَالَ: كُلْ مَا شَكَكْتَ حَتَّى لَا تَشُكَّ.
° [٧٦٠٢] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ (١) أَبِي مُوسَى، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ وَالْإِنَاءُ عَلَى يَدَيَّ، وَأَنَا أُرِيدُ الصَّوْمَ، قَالَ: «اشرَبْ».
[٧٦٠٣] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ التَّيْمِيِّ (٢)، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَيَّانَ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ، عَنِ الرَّجُلِ يَسْمَعُ الْأَذَانَ وَعَلَيْهِ لَيْلٌ، قَالَ: فَلْيَأْكُلْ، قِيلَ (٣): وإِنَّهُ سَمِعَ مُؤَذِّنًا آخَرَ، قَالَ: شَهِدَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ.
[٧٦٠٤] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَتَكْرَهُ (٤) أَنْ أَشْرَبَ، وَأَنَا فِي الْبَيْتِ لَا أَدْرِي لَعَلِّي قَدْ أَصْبَحْتُ؟ قَالَ: لَا بَأْسَ بِذَلِكَ * هُوَ شَكٌّ.

١٠ - بَابُ الرَّجُلِ يَأْكُلُ ويَشْرَبُ نَاسِيًا
[٧٦٥٥] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَنْ أَكَلَ نَاسِيًا، أَوْ شَرِبَ نَاسِيًا (٥)، فَلَيْسَ عَلَيْهِ بَأْسٌ، إِنَّ اللَّهَ أَطْعَمَهُ وَسَقَاهُ.
وَكَانَ قتَادَةُ يَقُولُهُ.


(١) ليس في (م).
(٢) قوله: «ابن التيمي» في (م): «المثنى»، والمثبت من الأصل، (ن).
(٣) قوله: «قيل» في (م): «قال»، والمثبت من الأصل، (ن).
(٤) قوله: «أتكره» في (م): «أيكره»، والمثبت من الأصل، (ن).
* [٥٢ أ/ م].
[٧٦٠٥] [التحفة: خ ت ق ١٢٣٠٣، د ١٤٤٣٠، د ١٤٤٦٠، خ ت س ق ١٤٤٧٩، م ١٥٤٠٨، س ١٤٥٤٣، خ ١٤٥٥٣].
(٥) قوله: «ناسيًا» ليس في (م)، والمثبت من الأصل، (ن).

[٧٦٠٦] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: إِنْ طَعِمَ (١) إِنْسَان نَاسِيًا، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ وَلَا يَقْضِهِ (٢)، فَإِنَّ اللَّهَ أَطْعَمَهُ وَسَقَاهُ (٣).
[٧٦٠٧] وعن مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ (٤): يُتِمُّ صَوْمَهُ وَلَا يَقْضِي، اللَّهُ أَطْعَمَهُ وَسَقَاهُ.
[٧٦٠٨] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ (٥)، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: لَوْ وَطِئَ رَجُلٌ امْرَأَتَهُ وَهُوَ صَائِمٌ نَاسِيًا فِي رَمَضانَ، لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ فِيهِ شَيءٌ.
[٧٦٠٩] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ سَأَلْتُ عَطَاءً عَنْ رَجُلٍ * أَصَابَ امْرَأَتَة نَاسِيًا * فِي رَمَضَانَ، قَالَ: لَا يُنْسَى هَذَا كُلُّهُ، عَلَيْهِ الْقَضَاءُ، لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ عُذْرًا.
[٧٦١٠] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: هُوَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ أَكَلَ أَوْ شَرِبَ نَاسِيًا (٦).
[٧٦١١] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، أَنَّ إِنْسَانًا جَاءَ أَبَا هُرَيْرَةَ فَقَالَ أَصْبَحْتُ صَائِمًا فَنَسِيتُ، فَطَعِمْتُ وَشرِبْتُ (٧)، قَالَ: لَا بَأْسَ، اللَّهُ أَطْعَمَكَ وَسَقَاكَ، قَالَ: ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَى إِنْسَانٍ آخَرَ فَنَسِيتُ، فَطَعِمْتُ وَشَرِبْتُ، فَقَالَ (٨): لَا بَأْسَ، اللَّهُ


(١) في الأصل: «أطعم» وهو خطأ، والمثبت من (ن)، وينظر: «المحلى» (٦/ ٢٢٢) فقد أخرجه عن عبد الرزاق، به.
(٢) في الأصل، (م): «يقضيه»، والمثبت من (ن).
(٣) هذا الحديث ليس في (م)، وأثبت من الأصل، (ن).
(٤) من (ن).
(٥) في (م): «ابن جريج»، والمثبت من الأصل، (ن).
* [٢/ ١١٨ ب].
* [ن/١٥٩ أ].
(٦) هذا الحديث مكانه في (م): «عن ابن جريج عن عطاء قال من احتجم جاهلا أو ناسيا فليس عليه شيء».
(٧) قوله: «وشربت» ليس في (م)، والمثبت من الأصل، (ن).
(٨) قوله: «فقال» في (ن): «قال».

أَطْعَمَكَ وَسَقَاكَ، قَالَ: ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَى إِنْسَانٍ آخَرَ فَنَسِيتُ (١) فَطَعِمْتُ، فَقَالَ (٢) أَبُو هُرَيْرَةَ: أَنْتَ إِنْسَانٌ لَمْ تُعَاوِدِ الصِّيَامَ.

١١ - بَابُ الرَّجُلِ يَتَمَضْمَضُ وَيَسْتَنْشِقُ صَائِمًا فَيَدْخُلُ الْمَاءُ (٣) جَوْفَهُ (٤)
[٧٦١٢] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: إِنْسَانٌ (٥) اسْتَنْثَرَ (٦) فَدَخَلَ الْمَاءُ حَلْقَهُ، قَالَ: لَا بَأْسَ بِذَلِكَ (٧).
وَقَالَهُ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ.
[٧٦١٣] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، أَوْ غَيْرِهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ فِي الرَّجُلِ يَتَمَضْمَضُ وَهُوَ صَائِمٌ، فَيَدْخُلُ الْمَاءُ حَلْقَهُ، قَالَ: إِنْ كَانَ لِلْمَكْتُوبَةِ فَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاءٌ، وإِنْ كَانَ تَطَوُّعًا فَعَلَيْهِ الْقَضَاءُ.
قَالَ سُفْيَانُ: وَالْقَضَاءُ أَحَبُّ إِلَيَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ.
[٧٦١٤] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا رَجُلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الرَّجُلِ يُمَضْمِضُ (٨) وَهُوَ صَائِمٌ فَيَدْخُلُ بَطْنَهُ، قَالَ (٩): إِنْ كَانَ لِلْمَكْتُوبَةِ فَلَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ، وإِنْ كَانَ تَطَوُّعًا فَعَلَيْهِ القَضَاءُ.


(١) قوله: «فنسيت» ليس في الأصل، والمثبت من (ن)، وينظر: «فتح الباري» لابن حجر (٤/ ١٥٧).
(٢) قوله: «لا بأس، الله أطعمك وسقاك، قال: ثم دخلت على إنسان آخر فنسيت» ليس في (م)، والمثبت من الأصل، (ن).
(٣) قوله: «الماء»، ليس في (م)
(٤) في الأصل: «جَوَّا فَمِهِ»، والمثبت من (م)، (ن).
• [٧٦١٢] [شيبة: ٩٥٧٩].
(٥) قوله: «إنسان»، في (م): «رجل»، والمثبت من الأصل، (ن)، وكالمثبت في «تغليق التعليق» (٣/ ١٦٥) عن عبد الرزاق، به.
(٦) الانتثار والاستنثار: إخراج الماء من الأنف بريح، بإعانة يده أو بغيرها، بعد إخراج الأذى؛ لما فيه من تنقية مجرى النفس، وغيره. (انظر: مجمع البحار، مادة: نثر).
(٧) قوله: «بذلك»، في الأصل: «ذلك»، والمثبت من (م)، (ن)، وكالمثبت في «تغليق التعليق».
(٨) قوله: «يمضمض» في (م): «يتمضمض»، والمثبت من الأصل، (ن).
(٩) قوله: «قال»، في (م): «فقال»، والمثبت من الأصل، (ن).
* [٥٢ ب/ م].

[٧٦١٥] عبد الرزاق، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ مِثْلَهُ (١).

١٢ - بَابُ سَلْسَلَةِ الشَّيْطَانِ وَفَضْلِ رَمَضَانَ
° [٧٦١٦] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ لِشَهْرِ رَمَضَانَ: «إِنَّ هَذَا الشَّهْرَ قَدْ حَضَرَ، وَإِنَّهُ شَهْرٌ (٢) مُبَارَكٌ، افْتَرَضَ اللَّهُ صِيَامَهُ، تُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجِنَانِ، وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ ألفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ».
° [٧٦١٧] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي (٣) أَنَسٍ (٤)، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ، فُتِحَتْ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ».
° [٧٦١٨] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: أَحْسَبُهُ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ *: «إِذَا دَخَلَتْ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجِنَانِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، الشَّهْرَ كُلَّهُ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، الشَّهْرَ


(١) هذا الحديث ليس في (م)، وأثبت من الأصل، (ن).
(٢) قوله:»شهر«في (م):»لشهر«، والمثبت من الأصل، (ن).
° [٧٦١٧] [الإتحاف: حم ٢٠٨٤٩] [شيبة: ٨٩٥٩، ٨٩٦١].
(٣) قوله:»أبي«ليس في الأصل، والمثبت من (م)، (ن).
(٤) في الأصل:»أنيس«، والمثبت من (م)، (ن) هو الصواب، وكذا هو عند مسلم (١٠٩١)، والنسائي في»المجتبى«(٢١١٨)، وفي»الكبرى«(٢٦١٦) من طرق عن الزهري، به. وينظر:»تهذيب الكمال«(٢٩/ ٢٧٢).
وأخرجه أحمد في»مسنده«(٧٨٩٥)، عبد بن حميد في»المنتخب«(١٤٣٧)، والدارقطني في»العلل«(١٠/ ٨١، ١٨٨١) من طريق عبد الرزاق، وعندهم:»ابن أبي أنيس«، وقال الدارقطني:»قال النيسابوري: قول عبد الرزاق: ابن أبي أنيس، أراد تصغيره«. وابن أبي أنس - عند النسائي مولى التيميين - هو: أبو سهيل نافع بن أبي أنس مالك بن أبي عامر حليف بني تيم. ينظر ترجمته في:»تهذيب الكمال" (٢٩/ ٢٩٠).
* [ن/١٥٩ ب].

كُلَّهُ، وَغُلَّتْ (١) مَرَدَةُ (٢) الجِنِّ، ثُمَّ يَكُونُ لِلَّهِ عُتَقَاءُ يَعْتِقُهُمْ مِنَ النَّارِ، عِنْدَ وَقْتِ كُل فِطرٍ، عَبِيدٌ (٣) وَإِمَاءٌ».
° [٧٦١٩] عبد الرزاق (٤)، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَرْفَجَةَ، قَالَ: كُنَّا نَذْكُرُ شَهْرَ رَمَضَانَ، فَقَالَ عُتْبَةُ بْنُ فَرْقَدٍ: مَاذَا (٥) تَذْكُرُونَ؟ قَالَ: كُنَّا (٦) نَذْكُرُ شَهْرَ رَمَضَانَ، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «تُقتحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ النَّارِ، وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ، وَيُنَادِي فِيهِ مُنَادٍ فِي (٧) كُلِّ لَيْلَةٍ، يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ، هَلُمَّ (٨)، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ، أَقصِرْ (٩)».

١٣ - بَابُ الْإِفْطَارِ فِي يَوْمٍ مُغَيمٍ (١٠)
[٧٦٢٠] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ أَفْطَرْتُ فِي يَوْمٍ مُغَيَّمٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَأَنَا أَحْسَبُ أَنَّهُ اللَّيْلُ ثُمَّ بَدَتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ: اقْضِ ذَلِكَ الْيَوْمَ.


(١) الغُل: الحديدة التي تجمع يد الأسير إلى عنقه، والجمع الأغلال. (انظر: النهاية، مادة: غلل).
(٢) المردة: جمع المارِد، وهو الخَبِيثُ المُتَمَرِّدُ الشَرِّير. (انظر: التاج، مادة: مرد).
(٣) في (م): «عتيد»، وكتب فوقه كذا، والمثبت من الأصل، (ن).
° [٧٦١٩] [شيبة: ٨٩٦٠].
(٤) في (م): «وأخبرنا عبد الرزاق»، والمثبت من الأصل، (ن).
(٥) قوله: «ماذا» في (م): «ما»، والمثبت من الأصل، (ن).
(٦) قوله: «كنا» في (م): «قلنا»، والمثبت من الأصل، (ن).
(٧) قوله: «في»ليس في (م)، والمثبت من الأصل، (ن).
(٨) هلم: أقبِل وتعال، أو: هات وقرب. (انظر: مجمع البحار، مادة: هلم).
(٩) أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (١٧/ ١٣٢) عن المصنف، به. وقال ابن عبد البر في «التمهيد» (١٦/ ١٥٥): «ضروى هذا الحديث سفيان بن عيينة، عن عطاء بن السائب، عن عرفجة، عن عتبة بن فرقد قال: سمعت رسول الله ﷺ فذكره، وهو عندهم خطأ، وليس الحديث لعتبة، وإنما هو لرجل من أصحاب النبي ﷺ غير عتبة».
الإقصار: الكف عن الشيء مع القدرة عليه، فإن عجز عنه تقول: قصرت عنه، بلا ألف.
(انظر: مجمع البحار، مادة: قصر).
(١٠) هو لغة صحيحة، ضبطه عياض في «المشارق» (٢/ ١٤٢) فقال: «بكسر الغين، ويروى بفتحها وفتح الياء، وبكسر الياء أيضا، كذا ضبطنا هذا الحرف عن شيوخنا في»الموطأ«وكله صحيح».
• [٧٦٢٠] [شيبة: ٩١٤٧].

[٧٦٢١] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ مِثْلَهُ.
[٧٦٢٢] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ *: إِذَا أَفْطَرَ الرَّجُلُ فِي رَمَضَانَ ثُمَّ بَدَتِ الشَّمْسُ، فَعَلَيْهِ أَنْ يَقْضِيَهُ، وإِنْ أَكَلَ (١) فِي الصُّبْحِ وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ (٢) اللَّيْلُ، لَمْ يَقْضِهِ.
[٧٦٢٣] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ مِثْلَهُ.
وَقَالَهُ ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ.
[٧٦٢٤] عبد الرزاق، عَنِ الثوْرِيِّ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: يُتِمُّهُ، وَيَقْضي يَوْمًا مَكَانَهُ، وإِنْ أَكَلَ (٣) وَهُوَ يَرَى أَنَّ عَلَيْهِ لَيْلًا، فَإِذَا هُوَ قَدْ (٤) أَصْبَحَ، فَعَلَيْهِ الْقَضَاءُ.
[٧٦٢٥] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَفْطَرَ النَّاسُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فِي يَوْمٍ مُغَيَّم، ثُمَّ نَظَرَ نَاظِرٌ فَإِذَا الشَّمْسُ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: الْخَطْبُ (٥) يَسِيرٌ، وَقَدِ اجْتَهَدْنَا، نَقْضِي (٦) يَوْمًا.
[٧٦٢٦] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ (٧) عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَنْظَلَةَ، عَنْ


* [٥٣ أ/ م].
(١) ٢/ ١١٩ أ]. قوله: «أكل» ليس في (م)، والمثبت من الأصل، (ن).
(٢) قوله: «يرى أنه»، في (م): «نوى أنه في»، والمثبت من الأصل، (ن).
• [٧٦٢٤] [شيبة: ٩١٣٤].
(٣) قوله: «أكل» في (م): «أكله»، والمثبت من الأصل، (ن).
(٤) قوله: «قد»، ليس في (م)، والمثبت من الأصل، (ن).
[٧٦٢٥] [شيبة:٩١٤٩].
(٥) قوله: «الخطب يسير وقد»، في (م): «أبشروا قد»، والمثبت من الأصل، (ن).
(٦) قوله: «نقضي» في (م): «فنقضي»، والمثبت من الأصل، (ن).
• [٧٦٢٦] [شيبة: ٩١٣٨، ٩١٣٩].
(٧) قوله: «عن الثوري»، ليس في الأصل، والمثبت من (م)، (ن)، والحديث أخرجه يعقوب بن سفيان في «المعرفة والتاريخ» (٣/ ٨٥)، ومن طريقه البيهقي في «السنن الكبرى» (٤/ ٣٦٧) عن أبي نعيم، حدثنا سفيان، عن جبلة بن سحيم، فذكره بمثله. وأخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (٩١٣٩) عن وكيع، عن سفيان، بنحوه.

أَبِيهِ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فَجِيءَ بِجَفْنَةٍ (١)، فَقَالَ الْمُؤَذِّنُ: يَا هَؤُلَاءِ، إِنَّ الشَّمْسَ طَالِعَةٌ، فَقَالَ عُمَرُ أَعَاذَنَا اللَّهُ، أَوْ أَغْنَانَا اللَّهُ مِنْ شرِّك (٢)، انّا لَمْ نُرْسِلْكَ رَاعِيًا (٣) لِلشَّمْس، وَلكنَّا أَرْسَلْنَاكَ دَاعِيًا لِلصَّلَاةِ، يَا هَؤُلَاءِ، مَنْ كَانَ أَفْطَرَ فَإِنَّ قَضَاءَ يَوْمٍ (٤) يَسِيرٌ، وَمَن لَمْ يَكُنْ أَفْطَرَ فَلْيُتِمَّ صِيَامَهُ.
[٧٦٢٧] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي زِيَادُ (٥) بْنُ عِلَاقَةَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطُّابِ فِي رَمَضَانَ، وَالسَّمَاءُ * مُغَيِّمَةٌ، فَأُتِيَ بِسَوِيقٍ وَطَلَعَتِ الشَّمْسُ فَقَالَ: مَنْ أَفْطَرَ فَلْيقْضِ يَوْمًا مَكَانَهُ.
[٧٦٢٨] قال عبد الرزاق: وَأَخْبَرَنَا صَاحِبٌ لَنَا، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ (٦) زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ بِشْرٍ … نَحْوَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: قَالَ عُمَرُ أَتِمُّوا يَوْمَكُمْ هَذَا، ثُمَّ اقْضُوا يَوْمًا.
[٧٦٢٩] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: أَفْطَرَ النَّاسُ فِي زَمَانِ عُمَرَ، قَالَ: فَرَأَيْتُ (٧) عَسَاسًا * أُخْرِجَتْ مِنْ بَيْتِ حَفْصَةَ فَشَرِبُوا فِي رَمَضَانَ، ثُمَّ طَلَعَتِ الشَّمْسُ مِنْ سَحَابٍ، فَكَأَنَّ ذَلِكَ شَقَّ عَلَى النَّاسِ، وَقَالُوا: نَقْضِي هَذَا الْيَوْمَ؟ فَقَالَ عُمَرُ وَلِمَ (٨)؟ فَوَاللَّهِ مَا تَجَنَّفْنَا (٩) الْإِثْمَ.
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ الْآخَرَ: أَمَرَ بِقَضَائِهِ.


(١) الجفنة: القصعة الكبيرة. (انظر: مجمع البحار، مادة: جفن).
(٢) قوله: «أو أغنانا الله من شرك»، في (م): «في (م):»وأغنانا عن شرك«، والمثبت من الأصل، (ن).
(٣) قوله:»راعيا«، في الأصل:»داعيا«، والمثبت من (م)، (ن)، وكالمثبت عند البيهقي في المصدر السابق.
(٤) قوله:»يوم«، في (م):»يومه«، والمثبت من الأصل، (ن).
(٥) في (م):»زيد«، والمثبت من الأصل، (ن)، وهو الصواب، وجاء على الصواب عند البيهقي في»السنن الكبرى«(٤/ ٢١٧).
* [ن/ ١٦٠ أ].
(٦) قوله:»عن«في (ن)، (م):»بن«، والمثبت من الأصل، وهو الصواب.
(٧) قوله:»فرأيت «في (م):»فوليت«، والمثبت من الأصل، (ن).
* [٥٣ ب/ م].
(٨) قوله:»ولم«، ليس في (م)، والمثبت من الأصل، (ن).
(٩) قوله:»تجنفنا«في (م):»لحقنا"، والمثبت من الأصل، (ن).

١٤ - بَابُ مَنْ أدْرَكَهُ الصُّبْحُ جُنُبًا (١)
° [٧٦٣٠] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ أَدْرَكَهُ الصُّبْحُ جُنُبًا، فَلَا صَوْمَ لَهُ»، قَالَ: فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأَبِي، فَدَخَلْنَا عَلَى عَائِشَةَ وَأُمِّ سَلَمَةَ فَسَأَلْنَاهُمَا عَنْ ذَلِكَ، فَأَخْبَرَتَانَا (٢) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كانَ يُصْبحُ جُنُبًا مِنْ غَيْرِ حُلُمٍ، ثُمَّ يَصومُ، قَالَ: ثُمَّ دَخَلْنَا (٣) عَلَى مَرْوَانَ، فَأَخْبَرْنَاهُ بِقَوْلِهِمَا، وَقَوْلِ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَقالَ مَرْوَانُ (٤): عَزَمْتُ (٥) عَلَيْكُمَا (٦) لَمَا ذَهَبْتُمُا إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، فَأَخْبَرْتُمَاهُ بِقَوْلِهِمَا (٧)، قَالَ: فَلَقِيَنَا أَبُو (٨) هُرَيْرَةَ عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ لَهُ أَبِي (٩): إِنَّ الْأَمِيرَ عَزَمَ عَلَيْنَا فِي أَمْرٍ لِنَذْكُرَهُ لَكَ، قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: فَحَدَّثَهُ أَبِي، قَالَ: فَتَلَوَّنَ وَجْهُ أَبِي هُرَيْرَةَ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا، حَدَّثَنَا (١٠) الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسٍ، وَهُوَ (١١) أَعْلَمُ، قَالَ الزهْرِيُّ: فَحَوَّلَ الْحَدِيثَ إِلَى غَيْرِهِ.


(١) قوله: «جنبا» في (م): «وهو جنب»، والمثبت من الأصل، (ن).
° [٧٦٣٠] [التحفة: س ١٢٥، س ١٥٨٠٨، س ١٥٩٤٠، س ١٥٩٧٩، س ١٦٠٢٢، س ١٦٠٢٧، س ١٦٠٨٠، س ١٦١١٧، ص ١٦١٣٩، س ١٦١٧١، س ١٦١٩٧، س ١٦١٩٨، خ س ١٦٢٩٩، س ١٦٥٢٢، خ م س ١٦٧٠١، س ١٧٣٨٤، س ١٧٣٩١، س ١٧٣٩٥، ق ١٧٤١٦، س ١٧٤٤٢، س ١٧٥٨٣، س ق ١٧٦٢٢، س ١٧٦٩٠، خ م د ت س ١٧٦٩٦، س ١٧٧٢٨، س ١٧٧٨٨، م د س ١٧٨١٠، س ١٨١٦٧، س ١٨١٧٨، خ س ١٨١٩٠، س ١٨١٩٢، ت س ١٨٢٠٠، ق ١٨٢١٨، س ١٨٢٢٠، خ م د ت س ١٨٢٢٨، س ١٨٢٤٠] [شيبة: ٩٦٦٠].
(٢) قوله: «فأخبرتانا»، في (م): «فأخبرتا»، والمثبت من الأصل، (ن).
(٣) قوله: «ثم دخلنا» في (ن)، (م): «فدخلنا»، والمثبت من الأصل.
(٤) من (م).
(٥) العزم: القسم. وعزمت عليك: أي: أمرتك أمرا جدا. (انظر: اللسان، مادة: عزم).
(٦) في الأصل: «عليكم»، والمثبت من (م)، (ن).
(٧) قوله: «بقولهما» ليس في (ن)، (م)، والمثبت من الأصل.
(٨) في (م): «أبا»، والمثبت من الأصل، (ن).
(٩) قوله: «له أبي» ليس في (م)، والمثبت من الأصل، (ن).
(١٠) قوله: «هكذا حدثنا» في (م): «كذا حدثني»، والمثبت من الأصل، (ن).
(١١) في (ن): «وهن» وضبب عليه، وفي الحاشية كالمثبت، وصحح عليه.

° [٧٦٣١] عبد الرزاق عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ (١)، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ وَعَائِشَةَ أَنَّ النَّبِي ﷺ كَانَ يُدْرِكُهُ الْفَجْرُ، وَهُوَ جُنُبٌ (٢) مِنْ أَهْلِهِ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ (٣)، فَيصُومُ (٤).
[٧٦٣٢] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ (٥)، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ فِي قَصَصِهِ مَنْ أَدْرَكَهُ الْفَجْرُ جُنُبًا فَلَا صوْمَ لَهُ، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.
° [٧٦٣٣] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ يَحْيَى بْنَ جَعْدَةَ أَخْبَرَهُ (٦)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ *


° [٧٦٣١] [التحفة: س ١٢٥، س ١٥٨٠٨، س ١٥٩٤٠، س ١٥٩٧٩، س ١٦٠٢٢، س ١٦٠٢٧، س ١٦٠٨٠، س ١٦١١٧، س ١٦١٣٩، س ١٦١٧١، س ١٦١٩٧، س ١٦١٩٨، خ س ١٦٢٩٩، س ١٦٥٢٢، خ م س ١٦٧٠١، س ١٧٣٨٤، س ١٧٣٩١، س ١٧٣٩٥، ق ١٧٤١٦، س ١٧٤٤٢، س ١٧٥٨٣، س ق ١٧٦٢٢، س ١٧٦٩٠، خ م د ت س ١٧٦٩٦، س ١٧٧٢٨، س ١٧٧٨٨، م دس ١٧٨١٠، س ١٨١٦٧، س ١٨١٧٨، خ س ١٨١٩٠، س ١٨١٩٢، ق ١٨٢١٨، س ١٨٢٢٠، خ م د ت س ١٨٢٢٨، س ١٨٢٤٠، [الإتحاف: حم ٢٣٤٥٥] [شيبة: ٩٦٧٠].
(١) قوله: «قال حدثني ابن شهاب» ليس في (م)، والمثبت من الأصل، (ن)، وأخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (٢٣/ ٢٧٦، ٥٩٣) من طريق الدبري عن عبد الرزاق عن ابن جريج به. وأخرجه أحمد في «المسند» (٤٤/ ٢٣٩، ٢٦٦٢٤)، عن عبد الرزاق، وابن بكر، كلاهما عن ابن جريج به.
(٢) الجنب: الذي يجب عليه الغسل بالجماع وخروج المني. (انظر: النهاية، مادة: جنب).
(٣) عند الطبراني في «المعجم الكبير»: «ولم يغتسل»، كذا.
(٤) قوله: «فيصوم» في (م): «ويصوم»، والمثبت من الأصل، (ن).
[٧٦٣٢] [التحفة: س ١٣٥٧٨، س ق ١٣٥٨٣، س ١٤٥٩٣].
(٥) قوله: «عن أبيه»، ليس في (م)، والمثبت من الأصل، (ن)، وعند مسلم (١١٠٩)، من طريق عبد الرزاق كالمثبت.
° [٧٦٣٣] [التحفة: س ١٣٥٧٨، س ق ١٣٥٨٣، س ١٤٥٩٣]، وسيأتي: (٨٠٥٢).
(٦) قوله: «أخبره» في (م): «أخبرنا»، والمثبت من الأصل، (ن).
* [٥٤ أ/ م].

يَقُولُ (١): وَرَبِّ هَذَا الْبَيْتِ، مَا أَنَا قُلْتُ (٢): مَنْ أَدْرَكَهُ الصُّبْحُ جُنُبًا فَلْيُفْطِرْ، وَلَكِنَّ مُحَمَّدَا ﷺ قَالَ.
[٧٦٣٤] عبد الرزاق *، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ *، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَيَبِيتُ الرِّجُلُ جُنُبًا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ حَتَّى يُصبحَ يَتَعَمَّدُ ذَلِكَ ثُمَّ يَصومُ؟ قَالَ: أَمَّا أَبُو هُرَيْرَةَ فَكَانَ يَنْهَى عَنْ ذَلِكَ، وَأَمَّا عَائِشَةُ فَكَانَتْ تَقُولُ: لَيْسَ بِذَلِكَ بَأْسٌ، فَلَمَّا اخْتَلَفَا عَلَى عَطَاءٍ، قَالَ: يُتِمُّ يَوْمَهُ ذَلِكَ، وَيُبْدِلُ (٣) يَوْمًا.
[٧٦٣٥] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: مَا أُبَالِي أَنْ أُصِيبَ امْرَأَتي ثُمَّ أُصْبحُ جُنُبًا ثُمَّ أَصُومُ، أَتَيْتُ حَلَالًا.
[٧٦٣٦] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ جَامِعِ (٤) بْنِ أَبِي رَاشِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا (٥) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مِرْدَاسٍ، قَالَ: جَاءَنِي رَجُلٌ مِنَ الْحَيِّ، فَقَالَ: إِنِّي مَرَرْتُ بِامْرَأَتِي فِي الْقَمَرِ فَأَعْجَبَتْنِي، فَجَامَعْتُهَا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فَنِمْتُ (٦) حَتَّى أَصْبَحْتُ، فَقُلْتُ: عَلَيْكَ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَوْ بِأَبِي حَكِيمٍ الْمُزَنِيِّ، فَأَتَى عَبْدَ اللَّهِ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: كُنْتَ جُنُبًا لَا تَحِلُّ لَكَ الصَّلَاةُ، فَاغْتَسَلْتَ فَحَلَّتْ لَكَ الصَّلَاةُ، وَحَلَّ لَكَ الصِّيَامُ فَصُمْ.
[٧٦٣٧] عبد الرزاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى


(١) زاد قبله في (ن): «وهو».
(٢) قوله: «ما أنا قلت» من (م)، وكالمثبت في «مسند أحمد» (١٣/ ٢٣٣، ٧٨٣٩) من طريق عبد الرزاق.
* [٢/ ١١٩ ب].
* [ن/ ١٦٠ ب].
(٣) قوله: «ويبدل»، في (م): «ويبدله»، والمثبت من الأصل، (ن).
(٤) قوله: «جامع»، في (م): «حامد»، والمثبت من الأصل، (ن).
(٥) قوله: «حدثنا» ليس في (م).
(٦) قوله: «فنمت» في (م): «فيتم»، وعليه كذا، وفي (م): «فقمت»، والمثبت من الأصل.

أَبِي الدَّرْدَاءِ فَقَالَ: إِنِّي أَصَبْتُ أَهْلِي (١)، ثُمَّ غَلَبَتْنِي عَيْنِي حَتَّى أَصْبَحْتُ، وَأَنَا أُرِيدُ الصِّيَامَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو الدَّرْدَاء: أَتَيْتَ امْرَأَتَكَ وَهِيَ تَحِلُّ لَكَ، ثُمَّ غُلِبْتَ عَلَى نَفْسِكَ، ثُمَّ رَدَّ اللَّهُ إِلَيْكَ (٢) نَفْسَكَ، فَصَلَّيْتَ حِينَ عَقِلْتَ، وَصُمْتَ حِينَ عَقِلْتَ.
[٧٦٣٨] عبد الرزاق، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: لَوْ أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ وَعَبْدُ اللَّهِ بَيْنَ رِجْلَيِ امْرَأَتِهِ، وَهُوَ يُرِيدُ الصِّيَامَ لأَتَمَّ صِيَامَهُ.
[٧٦٣٩] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَنْ أَدْرَكَهُ الصُّبْحُ جُنُبًا وَهُوَ مُتَعَمِّدٌ لِذَلِكَ، أَبْدَلَ الصِّيَامَ، وَمَنْ أَتَاهُ ذَلِكَ عَلَى غَيْرِ عَمْدٍ، فَلَا يُبْدِلْهُ (٣).

١٥ - بَابُ الْقُبْلَةِ (٤) لِلصَّائِمِ
° [٧٦٤٠] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ يَنْهَى عَنْ قُبْلَةِ الصَّائِمِ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كَانَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ، فَقَالَ: وَمَنْ ذَا لَهُ مِنَ الْحِفْظِ (٥) وَالْعِصْمَةِ مَا لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ.
° [٧٦٤١] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كانَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ، ثُمَّ (٦) قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُصِيبُ مِنَ الرُّءُوسِ وَهُوَ صَائِمٌ، يُرِيدُ الْقُبْلَةَ.


(١) أصاب المرأة: جامَعها. (انظر: اللسان، مادة: صوب).
(٢) ليس في الأصل، واستدركناه من (ن)، (م).
* [٥٤ ب/ م].
(٣) قوله: «فلا يبدله» في (م): «فيبدله».
(٤) قوله: «القبلة» في (م): «قبلة»، والمثبت من الأصل، (ن).
(٥) في (ن): «الحفظة»، والمثبت من الأصل، (م).
° [١٧٦٤١] [الإتحاف: حم ٧٩٣٨].
(٦) ليس في (ن)، (م).

° [٧٦٤٢] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ (١)، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُقَبِّلُ بَعْضَ نِسَائِهِ وَهُوَ صَائِمٌ.
[٧٦٤٣] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ * وَابْنِ جُرَيْجٍ (٢)، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ … مِثْلَهُ.
° [٧٦٤٤] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ (٣) عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ تَنَاوَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُقَبِّلَنِي (٤)، فَقُلْتُ: إِنِّي صائِمَةٌ، قَالَ: «وَأَنَا صَائِمٌ، ثُمَّ قَبَّلَنِي (٥)».
° [٧٦٤٥] عبد الرزاق، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ عَائِشَةَ ابْنَةِ طَلْحَةَ أَنَّهَا


° [٧٦٤٢] [الإتحاف: حم طح ٢٢٨٩٠].
(١) قوله: «عن الزهري» وقع في الأصل، (ن): «وابن جريج»، والصواب ما أثبتناه، وهو الموافق لما عند أحمد في «المسند» (٢٦٥٩٣)، «مسند إسحاق» (١٠٦٢)، «صحيح ابن حبان» (٣٥٤٩)، وأشار إلى طريق معمر هذا الدارقطني في «السنن» (٤٨٦) في ذكره الخلاف على الزهري فقال: «والمحفوظ عن الزهري، عن أبي سلمة، عن عائشة أن النبي ﷺ كان يقبل وهو صائم، وكذلك رواه الحفاظ الثقات، عن الزهري، منهم معمر، وعقيل، وابن أبي ذئب».
* [ن/ ١٦١ أ].
(٢) قوله: «عن معمر وابن جريج» في (م): «عن ابن جريج، عن معمر» وهو خطأ، والمثبت من الأصل، (ن).
° [٧٦٤٤] [التحفة: م س ق ١٥٧٩٨، ق ١٥٩٢٠، خ ١٥٩٣٢، س ١٥٩٣٩، م د ت س ١٥٩٥٠، م س ق ١٥٩٧٢، س ١٥٩٨٠، س ١٥٩٨١، س ١٥٩٩٩، س ١٦١٤١، دس ١٦١٦٤، م س ١٦٣٧٩، س ١٦٤٠٨، س ١٦٥٦٩، س ١٦٧٥٩، م ١٦٩٣٣، خ ١٧١٧٠، خ س ١٧٣١٣، س ١٧٣٦٩، دت ق ١٧٣٧١، م د ت س ١٧٤٠٧، ت ١٧٤١٨، س ١٧٤٢١، م د ت س ق ١٧٤٢٣، م س ١٧٤٨٦، م ق ١٧٥٤٠، م س ق ١٧٦٠٤، د ١٧٦٦٣، س ١٧٧٠٤، س ١٧٧٢٣، س ١٧٧٧٣، س ١٧٧٨٩] [الإتحاف: خز حم طح ٢١٧٤٥]، وتقدم: (٧٦٤٤) وسيأتي: (٧٦٦٥، ٧٦٧٥).
(٣) قوله: «بن»، في (م): «و».
(٤) قوله: «يقبلني»، في (م): «ليقبلني»، والمثبت من الأصل، (ن).
(٥) قوله: «ثم قبلني»، في (م): «فقبلني»، والمثبت من الأصل، (ن).

أَخْبَرَتْهُ: أَنَّهَا كَانَتْ عَنْدَ (١) عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا زَوْجُهَا، وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَهُوَ صائِمٌ فِي رَمَضَانَ، فَقالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: مَا يَمْنَعُكَ مِنْ أَنْ تَدْنُوَ مِنْ أَهْلِكَ تُلَاعِبُهَا وَتُقَبِّلُهَا (٢)؟ قَالَ: أُقَبِّلُهَا (٣) وَأَنَا صَائِمٌ؟ قَالَتْ: نعَمْ.
° [٧٦٤٦] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ قَبَّلَ امْرَأَتَهُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ ﷺ وهُوَ صَائِم *، فَأَمَرَ امْرَأَتَهُ، فَسَأَلَتِ النَّبِيَّ ﷺ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَفْعَلُ ذَلِكَ»، فَأَخْبَرَتْهُ امْرَأَتُهُ، فَقَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ ﷺ * يُرَخَّصُ (٤) لَهُ فِي أَشْيَاءَ، فَارْجِعِي إِلَيْهِ فَقُولِي لَهُ فِيْ (٥) ذَلِكَ، فَرَجَعَتْ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «أَنَا أَتْقَاكُمْ وَأَعْلَمُكُمْ بِحُدُودِ اللَّهِ».
[٧٦٤٧] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يُسْأَلُ عَنِ الْقُبْلَةِ لِلصَّائِمِ، فَقَالَ: لَا بَأْسَ بِهَا إِنِ انْتَهَى إِلَيْهَا، فَقِيلَ لَهُ (٦): أَفَيقْبِضُ عَلَى سَاقِهَا؟ قَالَ أَيْضًا: اعْفُوا الصَّائِمَ (٧) لَا يَقْبِضُ عَلَى سَاقِهَا.
[٧٦٤٨] عبد الرزاق، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَبِيبٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَطَاءً، يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ مِثْلَ حَدِيثِ ابْنِ جُرَيْجٍ.


(١) قوله: «عند» في (م): «عندها»، والمثبت من الأصل، (ن).
(٢) قوله: «تلاعبها وتقبلها»، في (ن): أتقبلها وتلاعبها«، (م):»فتقبلها وتلاعبها«، والمثبت من الأصل.
(٣) في (م)، (ن):»أقبل«، والمثبت من الأصل.
° [٧٦٤٦] [الإتحاف: حم ٢١٠٧٨].
* [٥٥ أ/ م].
* [٢/ ١٢٠ أ].
(٤) في (م):»يغفر«.
(٥) من (م).
• [٧٦٤٧] [شيبة: ٩٤٩٢].
(٦) قوله:»له«ليس في (م).
(٧) قوله:»اعفوا الصائم«، في (م):»إنما اعفوا لصيام«، والمثبت من الأصل، (ن)، وعند البيهقي»السنن الكبرى«(٤/ ٣٩١):»اعْفُوا الصِّيَامَ".

[٧٦٤٩] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ (١) بْنِ أَبِي يَزِيدَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: لَا بَأْسَ بِهَا إِذَا لَمْ يَكُنْ مَعَهَا غَيْرُهَا، يَعْنِي الْقُبْلَةَ.
[٧٦٥٠] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سُئِلَ عَنِ الْقُبْلَةِ لِلصَّائِمِ، فَقَالَ: هِيَ دَلِيلٌ إِلَى غَيْرِهَا، وَالاِعْتِزَالُ أَكْيَسُ (٢).
[٧٦٥١] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ أَصْحَابَ النَّبِيِّ ﷺ يَتَنَاهَوْنَ (٣) عَنِ الْقُبْلَةِ صِيَامًا، وَيَقُولُونَ: رُبَّمَا * تُدَاعَوْنَ (٤) إِلَى أَكْبَرَ (٥) مِنْهَا.
[٧٦٥٢] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمِ (٦) بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ شَيْخٌ يَسْأَلُهُ عَنِ الْقُبْلَةِ وَهُوَ صَائِمٌ، فَرَخَّصَ لَهُ، فَجَاءَهُ شَابٌّ، فَنَهَاهُ.
[٧٦٥٣] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، وَكَانَ قَتَادَةُ يَرْويهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
[٧٦٥٤] عبد الرزاق، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، عَنْ يُونُسَ (٧) بْنِ سَيْفٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ عُمَرَ مِثْلَ قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ.


(١) قوله: «عبيد الله» في (م): «عبد الله»، والمثبت من الأصل، (ن)، وهو الصواب، وهو: عبيد الله بن أبي يزيد المكي، مولى آل قارظ بن شيبة الكناني، حلفاء بني زهرة. ينظر في ترجمته: «تهذيب الكمال» للمزي (١٩/ ١٧٨).
(٢) قوله: «أكيس» مطموس في (ن).
(٣) قوله: «يتناهون» مطموس في (ن).
* [ن/ ١٦١ ب].
(٤) في (م): «تدعو»، والمثبت من الأصل، (ن).
(٥) قوله: «أكبر» في الأصل: «الكبير»، وفي (م): «أكثر»، والمثبت من (ن).
• [٧٦٥٢] [شيبة: ٩٤٩٣].
(٦) قوله: «عاصم» في (م): «ناصر»، والمثبت من الأصل، (ن)، وهو الصواب، وهو عاصم بن سليمان الأحول. ينظر: «تهذيب الكمال» (١٣/ ٤٨٥).
(٧) قوله: «يونس»، في الأصل: «يوسف»، والمثبت من (م)، (ن) وقد اختلف في اسمه، فقيل يونس، وقيل: يوسف، وقال البخاري: وقال بعضهم عن معاوية يونس بن يوسف. ينظر: «التاريخ الكبير» للبخاري (٨/ ٣٨١، ٤٠٥ - ٤٠٦).

[٧٦٥٥] عبد الرزاق، عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ: قِيلَ لِأَبِي هُرَيْرَةَ تُقَبِّلُ، وَأَنْتَ صَائِمٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَأَكْفَحُهَا، يَعْنِي أَنَّهُ يَفْتَحُ فَاهُ إِلَى فِيهَا.
قَالَ: قِيلَ لِسَعْدِ بْنِ مَالِكٍ: تُقَبِّلُ، وَأَنْتَ صَائِمٌ؟ قَالَ: نَعَمْ! وَآخُذُ بِمَتَاعِهَا.
[٧٦٥٦] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ أَبَا هُرَيْرَةَ فَقَالَ: رَجُلٌ قَبَّلَ امْرَأَتَهُ وَهُوَ صَائِمٌ، أَأَفْطَرَ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَغَيْرُهَا؟ قَالَ: فَأَعْرَضَ أَبُو هُرَيْرَةَ.
[٧٦٥٧] عبد الرزاق، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَنْهَى عَنِ الْقُبْلَةِ لِلصَّائِمِ.
[٧٦٥٨] عبد الرزاق، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مِثْلَهُ.
[٧٦٥٩] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ زَاذَانَ (١)، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ أَيُقَبِّلُ الرَّجُلُ وَهُوَ صائِمٌ؟ قَالَ: أَفَلَا يُقَبِّلُ جَمْرَةً.
[٧٦٦٠] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنِ الْهَزْهَازِ (٢)، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي الرَّجُلِ يُقَبِّلُ، وَهُوَ صَائِمٌ، قَالَ: يَقْضي (٣) يَوْمًا مَكَانَهُ.


* [٥٥ ب/ م].
• [٧٦٥٩] [شيبة: ٩٥٠٥].
(١) قوله: «زاذان»، في (م): «زاذار»، وعليه كذا، والمثبت من الأصل، (ن)، وهو الصواب، وأخرجه ابن أبي شيبة «مصنف» (٣/ ٦١، ٩٥٠٥)، وعنده كالمثبت، وكذلك هو في «المحلى بالآثار» لابن حزم (٤/ ٣٤٣)، وهو: زاذان أبو عبد الله، ويُقال: أبو عُمَر الكندي، مولاهم، الكوفي الضرير البزاز. ينظر: «تهذيب الكمال» (٩/ ٢٦٣).
• [٧٦٦٠] [شيبة: ٩٥٠٤].
(٢) قوله: «الهزهاز»، في (م): «المهرهان»، والمثبت من الأصل، (ن)، وقد أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (٩/ ٣١٤)، من طريق المصنف، وفيه: الهرمزان، وليس الهزهاز، وأخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (٣/ ٦١، ٩٥٠٤)، وعنده كالمثبت، وفي «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (٩/ ١٠١): «هانئ بن الهزهاز روى عن عبد الله بن مسعود، وروى عنه هلال بن يساف. سمعت أبي يقول ذلك». اهـ. وأخرجه الطحاوي «شرح معاني الآثار» (٢/ ٨٨، ٣٣٦٠) من طريق سفيان عن منصور، به وقال: الهزهاز، وأخرجه (٣٣٥٩) من طريق شعبة، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن هانئ وكان، يسمى الهزهاز.
(٣) قوله: «يقضي»، في (ن): «يقض»، والمثبت من الأصل، (م).

قَالَ سُفْيَانُ: وَلَا يُؤْخَذُ بِهَذَا (١).
[٧٦٦١] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ شُرَيْحًا قَالَ لِرَجُل قَبَّلَ امْرَأَتَهُ، وَهُوَ صائِمٌ فَقَالَ (٢): اتَّقِ اللَّهَ، وَلَا تَعُدْ.
[٧٦٦٢] عبد الرزاق، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ فِي الْقُبْلَةِ لِلصَّائِمِ: مَا أَرَبُهُ (٣) إِلَى خُلُوفِ (٤) فِيهَا.
[٧٦٦٣] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ عَاتِكَةَ بِنْتَ زَيْدٍ قَبَّلَتْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَهُوَ صائِمٌ فَلَمْ يَنْهَهَا، قَالَ (٥): وَأَظُنُّهُ قَالَ: وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الصَّلَاةِ (٦).
[٧٦٦٤] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ رُزَيْقٍ (٧) وَخُصَيْفٍ (٨)، أَنَّهُمَا سَأَلَا ابْنَ الْمُسَيَّبِ عَنِ الرُّجُلِ يُقَبِّلُ امْرَأَتَهُ، وَهُوَ صَائِمٌ، فَقَالَ: إِنْ قَبَّلْتَ لَمْ يُفْطِرْكَ، وَهُوَ يُنْقِصُ مِنْ (٩) صَوْمِكَ.


(١) هذا الأثر ليس في الأصل، وأثبتناه من (م)، (ن).
(٢) قوله: «فقال» ليس في (م)، والمثبت من الأصل، (ن).
(٣) قوله «ما أربه» في الأصل: «بم ما به»، والمثبت من (م)، (ن)، وفي «المحلى» لابن حزم (٦/ ٢٠٩): «تريد».
(٤) الخلفة والخلوف: تغير ريح الفم. (انظر: النهاية، مادة: خلف).
• [٧٦٦٣] [شيبة: ٩٥٠٠]، وتقدم: (٥٢٨).
(٥) قوله: «قال»، ليس في (م)، والمثبت من الأصل، (ن).
(٦) قوله: «إلى الصلاة» في (م): «للصلاة»، والمثبت من الأصل، (ن).
(٧) قوله: «رزيق»، في (ن): «زريق»، بتقديم الزاي على الراء، والمثبت من الأصل، (ن)، وهو الصواب، وهو: رزيق بن حكيم، أبو حكيم الأيلي، والي أيلة لعُمَر بْن عبد العزيز. ينظر: «تهذيب الكمال» (٩/ ١٧٩)، «المؤتلف والمختلف» للدارقطني (٢/ ١٠١٣).
(٨) قوله: «عن رزيق وخصيف» في (م): «عن يحيى بن سعيد».
(٩) من (م).

° [٧٦٦٥] عبد الرزاق، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كَانَ يُقَبِّلُ، وَهُوَ صَائِمٌ *.

١٦ - بَابُ * مُبَاشَرَةِ (١) الصَّائِمِ *
[٧٦٦٦] عبد الرزاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: يُنْهَى عَنْ لَمْسِ الصَّائِمِ وَتَجْرِيدِهِ (٢).
[٧٦٦٧] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّهُ يُنْقِصُ (٣) مِنْ صوْمِهِ الَّذِي يَلْمِسُ (٤) أَوْ يُجَرِّدُ، وَلَكَ أَنْ تَأْخُذَ بِيَدِهَا وَبِأَدْنَىْ (٥) جَسَدِهَا، وَتَتْرُكُ أَقْصَاهُ.
[٧٦٦٨] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ (٦)، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ الْمُسَيَّبِ عَنِ الرَّجُلِ يُبَاشِرُ وَهُوَ صائِمٌ؟ قَالَ: يَتُوبُ عَشْرَ مَرَّاتٍ.


° [٧٦٦٥] [التحفة: م س ق ١٥٧٩٨، ق ١٥٩٢٠، خ ١٥٩٣٢، س ١٥٩٣٩، م د ت س ١٥٩٥٠، م س ق ١٥٩٧٢، س ١٥٩٨٠، س ١٥٩٨١، س ١٥٩٩٩، س ١٦١٤١، دس ١٦١٦٤، م س ١٦٣٧٩، س ١٦٤٠٨، س ١٦٥٦٩، س ١٦٧٥٩، م ١٦٩٣٣، خ ١٧١٧٠، خ س ١٧٣١٣، س ١٧٣٦٩، م د ت س ١٧٤٠٧، ت ١٧٤١٨، س ١٧٤٢١، م د ت س ق ١٧٤٢٣، م س ١٧٤٨٦، م ق ١٧٥٤٠، م س ق ١٧٦٠٤، د ١٧٦٦٣، س ١٧٧٠٤، س ١٧٧٢٣، س ١٧٧٧٣، س ١٧٧٨٩] [الإتحاف: حب حم ٢٢٦٠٧]، وتقدم: (٧٦٤٤) وسيأتي: (٧٦٧٥).
* [٢/ ١٢٠ ب].
* [ن/ ١٦٢ أ].
(١) المباشرة: الملامسة. وأصله من لمس بشرة الرجل بشرة المرأة. (انظر: النهاية، مادة: بشر).
* [٥٦ أ/ م].
(٢) قوله: «تجريده» فوقه في (م): «كذا».
(٣) قوله: «ينقص»، في (ن): «ينقض»، والمثبت من الأصل، (م).
(٤) قوله: «يلمس» في (م): «يمس»، والمثبت من الأصل، (ن).
(٥) في الأصل: «ويدي»، والمثبت من (م)، (ن)، وينظر: «المحلى» لابن حزم (٦/ ٢١١).
(٦) قوله: «بن أبي علقمة» ليس في (م)، والمثبت من الأصل، (ن).

[٧٦٦٩] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي (١) مَنْ سَمِعَ عِكْرِمَةَ يَقُولُ فِي الْمُبَاشَرَةِ لِلصَّائِمِ: لَا بَأْسَ بِهِ، إِنَّمَا هِيَ (٢) كَالْكِسْرَةِ (٣) شَمَّهَا، قَالَ: أَحَلَّ اللَّهُ أَنْ يَأْخُذَ بِيَدِهَا وَبِأَدْنَى جَسَدِهَا، وَلَا يَأْخُذُ بِأَقْصَاهُ.
[٧٦٧٠] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ يُبَاشِرُهَا مُفْضِيًا (٤) بِالنَّهَارِ (٥)؟ قَالَ: لَمْ يَبْطُلْ صَوْمُهُ، وَلكنْ يُبْدِلُ يَوْمًا مَكَانَ ذَلِكَ الْيَوْمَ، وَلَا يُفْطِرُ، قُلْتُ: بَاشَرَهَا مُفْضيًا حَتَّى أَصْبَحَ؟ قَالَ: لَا بَأْسَ بِذَلِكَ إِنْ كَانَ مُسْتَدْفِئًا أَوْ غَيْرَ مُسْتَدْفِئٍ لَمْ (٦) يَخْرُجْ مِنْهُ شَيءٌ ثُمَّ قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ: إِنْ كَانَ مَعَ الْفَجْرِ فَلَا.
[٧٦٧١] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: بَاشَرَهَا (٧) فِي النَّهَارِجَزْلَتَهَا الْعُلْيَا قَطْ (٨) قَالَ: لَا يَفْعَلْ، قُلْتُ: يُبَاشِرُهَا بِالنَّهَارِ بَيْنَهُمَا ثَوْبٌ؟ قَالَ: أَمَّا شَيءٌ يَتَعَمَّدُهُ مِنْ (٩) ذَلِكَ فَلَا.
[٧٦٧٢] عبد الرزاق، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ كَانَ يَنْهَى عَنِ الْمُبَاشَرَةِ لِلصَّائِمِ.
[٧٦٧٣] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ مَا يَحِلُّ لِلرَّجُلِ مِنِ امْرَأَتِهِ صَائِمًا؟ قَالَتْ: كُلُّ شَيءٍ إِلَّا الْجِمَاعَ.


(١) قوله: «أخبرني»، الأصل: «أخبرنا»، والمثبت من (ن)، (م).
(٢) قوله: «إنما هي»، غير واضح في الأصل.
(٣) قوله: «كالكسرة» في (م): «كالكسوة»، والمثبت من الأصل، (ن).
(٤) الإفضاء: كشف الفرج دون ساتر. (انظر: المشارق) (٢/ ١٦١).
(٥) قوله: «مفضيا بالنهار» في (م): «في النهار»، والمثبت من الأصل، (ن).
(٦) قوله: «لم» في (م): «ما لم»، والمثبت من الأصل، (ن) ..
(٧) قوله: «باشرها» في (م): «باشر»، والمثبت من الأصل، (ن).
(٨) قوله: «قط»، ليس في الأصل، والمثبت من (ن)، (م).
(٩) قوله: شيء يتعمده من «في (م):»من يتعمد"، والمثبت من الأصل، (ن).

[٧٦٧٤] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ (١) أَبِي أُمَيَّةَ، قَالَ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ لَقِيَ أَبَا رَافِعٍ (٢)، قَالَ: إِنِّي لَبَيْنَهُمَا (٣)، قَالَ: فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ الصَّائِمُ يُقَبِّلُ وَيُبَاشِرُ، قَالَ أَبُو رَافِعٍ: لَا يُقَبِّلُ، وَلَا يُبَاشِرُ (٤).
° [٧٦٧٥] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: خَرَجْنَا حُجَّاجًا، فَتَذَاكَرْنَا: الصَّائِمَ يُقَبِّلُ وَيُبَاشِرُ، فَقَالَ (٥) رَجُلٌ مِنَ النَّخْعِ قَدْ صَامَ سَنَتَيْنِ (٦) وَقَامَهُمَا، وَهُوَ يَعْضُدُ (٧): لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آخُذَ قَوْسِي هَذِهِ فَأَضْربَكَ بِهَا، فَقَدِمُوا (٨) إِلَى عَائِشَةَ فَقَالُوا لِعَلْقَمَةَ (٩): يَا أَبَا شِبْلٍ، سَلْهَا (١٠) فَقَالَ: مَا أَنَا بِالَّذِي أَرْفُثُ (١١) عِنْدَهَا الْيَوْمَ،


(١) زاد بعده في (م): «بن»، وهو خطأ، وهو: عبد الكريم بن أبي المخارق، أبو أمية البصري. ينظر: «تهذيب الكمال» للمزي (١٨/ ٢٥٩).
(٢) قوله: «رأيت الحسن لقي أبا رافع» وقع في الأصل: «لقيت الحسن عند أبي رافع»، وفي (م): «رأيت الحسن يفتي أبا رافع»، والمثبت من (م).
(٣) قوله: «لبينهما» في (م): «لهما»، والمثبت من الأصل، (ن).
(٤) قوله: «قال أبو رافع: لا يقبل ولا يباشر» ليس في (م)، والمثبت من الأصل، (ن).
° [٧٦٧٥] [التحفة: م س ق ١٥٧٩٨، ق ١٥٩٢٠، خ ١٥٩٣٢، س ١٥٩٣٩، م د ت س ١٥٩٥٠، م س ق ١٥٩٧٢، س ١٥٩٨٠، س ١٥٩٨١، س ١٥٩٩٩، س ١٦١٤١، دس ١٦١٦٤، م س ١٦٣٧٩، س ١٦٤٠٨، س ١٦٥٦٩، س ١٦٧٥٩، ١٦٩٣٣، خ ١٧١٧٠، خ س ١٧٣١٣، س ١٧٣٦٩، م د ت س ١٧٤٠٧، ت ١٧٤١٨، س ١٧٤٢١، م د ت س ق ١٧٤٢٣، م س ١٧٤٨٦، م ق ١٧٥٤٠، م س ق ١٧٦٠٤، د ١٧٦٦٣، س ١٧٧٠٤، س ١٧٧٢٣، س ١٧٧٧٣، س ١٧٧٨٩]، وتقدم: (٧٦٦٥، ٧٦٤٤) وسيأتي: (١١٣١٣).
(٥) قوله: «عبد الرزاق، عن ابن عيينة، عن منصور، عن إبراهيم قال خرجنا حجاجا، فتذاكرنا الصائم يقبل ويباشر» في (م): «فقال له» والمثبت من الأصل، (ن).
(٦) قوله: «صام سنتين» في (م): «صامهما»، والمثبت من الأصل، (ن).
(٧) قوله: «يعضد» في (م): «معضد»، والمثبت من الأصل، (ن).
العضد: القطع. (انظر: النهاية، مادة: عضد).
(٨) قوله: «فقدموا» في (م): «فقوموا»، والمثبت من الأصل، (ن).
(٩) قوله: «لعلقمة» في (م): «لعائشة» وهو خطأ، والمثبت من الأصل، (ن).
(١٠) قوله: «سلها» ليست في جميع النسخ، وبها يستقيم السياق، وزدناه من «المسند» (٢٤٧٦٤) من حديث ابن عيينة، به.
(١١) الرفث: الفحش في الكلام، وقيل: مذاكرة ذلك مع النساء، وقيل: الجماع. (انظر: ذيل النهاية، مادة: رفث).

فَسَمِعَتْهُ يَقُولُ (١)، فَقَالَتْ *: قَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُقَبِّلُ، وَيُبَاشِرُ، وَهُوَ صَائِمٌ، كَانَ أَمْلَكَكُمْ لِأَرَبِهِ (٢).
[٧٦٧٦] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ كَانَ يُبَاشِرُ (٣) امْرَأَتَهُ بِنِصْفِ النَّهَارِ، وَهُوَ صَائِمٌ (٤).

١٧ - بَابُ الرَّفَثِ وَاللَّمْسِ وَهُوَ صَائِمٌ
° [٧٦٧٧] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «الصِّيَامُ» (٥) جُنَّةٌ (٦)، فَإِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يَوْمًا صَائِمًا فَلَا يَجْهَلْ، وَلَا يَرْفُثْ، فَإِنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائِمٌ«.


(١) من (م).
* [٥٦ ب/ م].
(٢) قوله:»وهو صائم كان أملككم لأربه«ليس في (م)، وانتقل نظر الناسخ إلى الحديث التالي فأتم هذا الحديث منه فقال:»قد كان رسول الله ﷺ يقبل ويباشر امرأته بنصف النهار«.
الأرَب والإرْب والإرْبة: الحاجة، والمعنى: أنه كان غالبًا لهواه (لشهوته). (انظر: النهاية، مادة: أرب).
• [٧٦٧٦] [شيبة: ٩٥٢٣].
(٣) قوله:»عبد الرزاق، عن ابن عيينة، عن زكريا، عن الشعبي، عن عمرو بن شرحبيل: أن ابن مسعود كان يباشر«ليس في (م)؛لما تقدم بيانه من انتقال نظر الناسخ وتخليطه بين الحديثين.
(٤) قوله:»وهو صائم«ليس في (م)، والمثبت من الأصل، (ن).
[ن/١٦٢ ب].
° [٧٦٧٧] [التحفة: م س ١٢٣٤٠، ق ١٢٣٦٢، م ق ١٢٤٧٠، ت ١٢٧١٩، م ١٢٨٠٥، س ١٢٨٥٠، خ م س ١٢٨٥٣، س ١٢٨٨٤، س ١٣٠٩٠، ت ١٣٠٩٧، س ١٣١٩٦، خ س ١٣٢٧٨، م س ١٣٦٩١، خ دس ١٣٨١٧، م س ١٣٨٨٥، س ١٤١٥٢، س ١٤٢٠٣].
(٥) في الأصل:»الصائم" وهو خطأ، والمثبت من (م)، (ن).
(٦) الجُنَّة: الوقاية. أي يقي صاحبه ما يؤذيه من الشهوات. (انظر: النهاية، مادة: جنن).

[٧٦٧٨] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَشِيرٍ، عَنْ عَكْرِمَةَ، قَالَ: كَانَ سَعْدُ (١) بْنُ مَالِكٍ يَفْرُكُ (٢) قُبُلَهَا بِيَدِهِ (٣)، وَهُوَ صَائِمٌ.
[٧٦٧٩] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ قَبَضَ عَلَى قُبُلِهَا مُفْضيًا، قَالَ: لَا يَفْعَلْ، فَإِنْ فَعَلَ فَلَا يُبْدِلُ يَوْمًا مَكَانَ ذَلِكَ الْيَوْمِ (٤).
[٧٦٨١] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَيَجِسُّ، وَيَمَسُّ مَا تَحْتَ الثَّوْبِ؟ قَالَ: لَا، قُلْتُ: فَمَا فَوْقَ الثَّوْبِ؟ قَالَ: مَا أُحِبُّ ذَلِكَ.
[٧٦٨١] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَرَأَيْتَ إِنْ كَشَفَ وَفَتَّشَ وَجَلَسَ بَيْنَ * فَخِذَيْهَا (٥)، ثُمَّ نَزَعَ فَلَمْ (٦) يَأْتِ مِنْهُ الْمَاءُ الدَّافِقُ؟ قَالَ: لَمْ يَبْطُلْ صَوْمُهُ، وَلكِنْ يُبْدِلُ (٧) يَوْمًا مَكَانَ ذَلِكَ الْيَوْمِ، وَلَا يُفْطِرُهُ.
[٧٦٨٢] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: فَأَرَادَ أَنْ يَقْضِيَ حَاجَتَهُ دُونَ فَرْجِهَا ثُمَّ نَزَعَ، وَلَمْ يَأْتِ مِنْهُ الْمَاءُ (٨) الدَّافِقُ؟ قَالَ: لَمْ يَبْطُلْ صَوْمُهُ، وَلكِنْ يَقْضِي يَوْمًا مَكَانَ ذَلِكَ الْيَوْمِ، وَلَا يُفْطِرُ (٩).


(١) قوله: «سعد» في (م): «سعيد»، والمثبت من الأصل، (ن).
(٢) قوله: «يفرك»، في (ن)، (م): «يعرك»، والمثبت من الأصل.
الفرك: الدلك. (انظر: اللسان، مادة: فرك).
(٣) قوله: «بيده» ليس في (م)، والمثبت من الأصل، (ن).
(٤) هذا الحديث ليس في (م)، وأثبت من الأصل، (ن)
* [٢/ ١٢١ أ].
(٥) قوله: «فخذيها» في (ن)، (م): «رجليها».
(٦) قوله: «فلم» في (م): «ولم»، والمثبت من الأصل، (ن).
(٧) كتبه في الأصل: «يعمل»، والمثبت من (م)، (ن)، وجاء على الصواب: (٧٦٨٢).
(٨) من (ن).
(٩) قوله: «يفطر»، في (ن): «يفطره»، والمثبت من الأصل، (م). وهذا الأثر ليس في الأصل، واستدركناه من (م)، (ن).

[٧٦٨٣] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ: إِذَا جَاءَ الْمَاءُ (١) الدَّافِقُ بِمُلَاعَبَتِهِ، فَعَلَيْهِ مَا عَلَى الْمُوَاقِعِ.
[٧٦٨٤] عبد الرزاق، عَنْ (٢) مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ (١) فِي الرَّجُلِ يُقَبِّلُ نَهَارًا فِي رَمَضانَ، أَوْ يُبَاشِرُ، أَوْ يُعَالِجُ فَيُمْذِي (٣)، قَالَ: لَيْسَ عَلَيْ شَيءٌ، وَبِئْسَ مَا صَنَعَ، فَإِنْ خَرَجَ مِنْهُ الْمَاءُ الدَّافِقُ فَهْوَ بِمَنْزِلَةِ الْغَشَيَانِ.
قَالَ: وَقَالَ (٤) قَتَادَةُ: إِنْ خَرَجَ مِنْهُ الْمَاءُ (١) الدَّافِقُ فَلَيْسَ عَلَيْهِ إِلَّا أَنْ يَصُومَ يَوْمًا.
[٧٦٨٥] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ * عَطَاءٍ قَالَ: إِذَا لَاعَبَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ، وَهُوَ صَائِمٌ حَتَّى يَأْتيَ مِنْهُ الدَّافِقُ فَعَلَيْهِ الزَّكَاةُ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَرَأَيْتَ مَا حَرَّكَ ذَكَرَ الصَّائِمِ فِي شَهْرِ رَمَضانَ، وَخَرَجَ مَعَ تَحْرِيكِهِ مَذْيٌ؟ قَالَ: لَيْسَ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ شَيءٌ (٥) مَا لَمْ يَكُنْ مُبَاشَرَةٌ، أَوْ شَيءٌ يُقَارِبَ ذَلِكَ.
[٧٦٨٦] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قَالَ: مَنْ تَأَمُّلَ خَلَقَ امْرَأَةٍ وَهُوَ صائِمٌ، بَطَلَ صَوْمُهُ.
[٧٦٨٧] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ وَغَيْرِهِ قَالَ: قَالَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ: النَّظَرُ يَزْرَعُ فِي الْقَلْبِ الشَّهْوَةَ *، وَكَفَى بِهَا لِصَاحِبِهِ فِتْنَةً.


(١) من (م).
(٢) في (م): «أخبرنا»، والمثبت من الأصل، (ن).
(٣) المذي: ماء رقيق أبيض يخرج من القُبُل عند المداعبة والتقبيل، ولا دفق له، وفيه الوضوء. (انظر: معجم لغة الفقهاء) (ص ٣٨٩).
(٤) في (م): «فقال»، والمثبت من الأصل، (ن).
• [٧٦٨٥] [شيبة: ٩٥٧٠].
* [٥٧ أ/ م].
(٥) قوله: «شيء» ليس في (ن)، والمثبت من الأصل.
* [ن/١٦٣ أ].

[٧٦٨٨] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ أَبِي حَازِمٍ يَقُولُ: لَيْسَ لَكَ أَنْ تُدْمِنَ النَّظَرَ إِلَى الْمَرْأَةِ، وَعَلَيْهَا ثِيَابُهَا.
° [٧٦٨٩] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: حُدِّثْتُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ لَمْ يَدَعْ الْكَذِبَ وَالْخَنَا (١)، فَلَيْسَ حَاجَةٌ لِلَّهِ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ»، يَعْنِي الصَّائِمَ.
[٧٦٩٠] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَبَلَغَكَ أَنَّهُ يُؤْمَرُ الْإِنْسَانُ إِذَا دُعِيَ إِلَى طَعَامٍ، أَنْ يَقُولَ: إِنِّي صَائِمٌ؟ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: إِذَا كُنْتَ صَائِمًا فَلَا تَجْهَلْ، وَلَا تُسَابَّ، وَإِنْ جُهِلَ عَلَيْكَ، فَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ.

١٨ - بَابُ مَا يُبْطِلُ الصِّيَامَ وَمَنْ يَأْكُلُ فِي رَمَضَانَ مُتَعَمِّدًا
° [٧٦٩١] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ (٢) بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلًا جَاءَ النَّبِيَّ ﷺ، فَقَالَ: يَارَسُولَ اللَّهِ، هَلَكْتُ (٣)، قَالَ: «وَمَا ذَاكَ؟» قَالَ: وَاقَعْتُ أَهْلِي فِي رَمَضَانَ، قَالَ: «أَتَجِدُ رَقَبَةً (٤)؟» قَالَ: لَا، قَالَ: «أَتَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ؟» قَالَ: لَا، قَالَ: «فَأَطْعِمْ سِتَينَ مِسْكِينًا»، قَالَ: لَا أَجِدُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فَأُتيَ النَّبِيُّ ﷺ بِعَرَقٍ فِيهِ تَمْرٌ، وَالْعَرَقُ


(١) الخنا: الفحش في القول. (انظر: النهاية، مادة: خنا).
° [٧٦٩١] [الإتحاف: مي ط خز جاعه حب طح قط حم ش ١٨٠٠٣] [شيبة: ٩٨٧٩، ١٢٧٠٧].
(٢) في الأصل، (ن): «حمير» بالراء الهملة في آخره، وهو خطأ، والمثبت من الأصل، وينظر: المسند«(٧٧٨٥) فقد أخرجه من حديث عبد الرزاق، به، وهو: حميد بن عبد الرحمن بن عوف القرشي، الزهري، أبو إبراهيم، ويُقال: أبو عبد الرحمن المدني. ينظر:؟»تهذيب الكمال«للمزي (٧/ ٣٧٨).
(٣) قوله:»يا رسول الله هلكت«، في (ن):»هلكت يا رسول الله«، والمثبت من الأصل.
(٤) قوله:»أتجد رقبة«في الأصل:»أتجوز فيه«، والمثبت من (ن) وقد جاء على الصواب في»المسند" (٧٧٨٥).
الرقبة: العنق، ثم جعلت كناية عن الإنسان، وتجمع على رقاب. (انظر: النهاية، مادة: رقب).

الْمِكْتَلُ (١)، قَالَ: «اذْهَبْ فَتَصَدَّقْ بِهَذَا»، قَالَ: عَلَى (٢) أَفْقَرَ مِنِّي؟ فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا (٣) أَهْلُ بَيْتٍ أَحْوَجُ إِلَيْهِ مِنَّا (٤)، فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، ثُمّ قَالَ: «اذْهَبْ بِهِ إِلَى أَهْلِكَ».
قَالَ الزُّهْرِيُّ: وإنَّمَا كَانَ هَذَا رُخْصَةً (٥) لِلرَّجُلِ خَاصَّةً، وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا فَعَلَ ذَلِكَ الْيَوْمَ لَمْ يَكُنْ بُدٌّ مِنَ التكْفِيرِ.
° [٧٦٩٢] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكَ الْأَخِرُ (٦)، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (٧) ﷺ: «وَمَا ذَاكَ؟» قَالَ: أَصَبْتُ أَهْلِي فِي رَمَضانَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: «أَتَسْتَطِيعُ أَنْ تعْتِقَ رَقَبَةً؟» قَالَ: لَا، قَالَ: «فَأَهْدِ بَدَنَةً»، قَالَ: وَلَا أَجِدُ، قَالَ (٨): فَأُتِيَ * النَّبِيُّ ﷺ بِمِكْتَلٍ (٩) فِيهِ خَمْسَةَ عَشَرَ صَاعًا (١٠)، فَقَالَ: «تَصَدَّقْ بهَذَا»، فَشَكَا إِلَيْهِ الْحَاجَةَ، فَقَال: «عَلَيْكَ، وَعَلَى أَهْلِكَ»، أَوْ قَالَ: عِشْرُونَ صَاعًا.


(١) قوله: «المكتل» في (ن): «المكيل»، والمثبت من الأصل، وفي «المسند» كالمثبت.
المكتل: وعاء كبير يسع خمسة عشر صاعًا، والصاع مكيال قدره: ٢.٠٤ كيلو جرام. (انظر: المكاييل والموازين) (ص ٣٧).
(٢) قوله: «على» في (ن): «أعلى»، والمثبت من الأصل، وفي «المسند» كالمثبت.
(٣) اللابتان: الأرض التي ألبستها الحجارة السود، وهما: حرة واقم (شرق المدينة)، من جهة طريق المطار، وحرة الوبرة وتسمى: الحرة الغربية. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص ٢٣٥).
(٤) قوله: «إليه منا»، في الأصل: «مني»، والمثبت من (ن)، وهو الموافق لما في «المسند».
(٥) الرخصة: اليسر والسهولة، وهي: إباحة التصرف لأمر عارض مع قيام الدليل على المنع. (انظر: معجم لغة الفقهاء) (ص ١٩٧).
(٦) الأخر: الأبعد المتأخر عن الخير. (انظر: النهاية، مادة: أخر).
(٧) قوله: «رسول الله» في (ن): «النبي»، والمثبت من الأصل.
(٨) قوله: «قال» ليس في (ن).
* [٢/ ١٢١ ب].
(٩) قوله: «بمكتل»، في (ن): «بمكيل»، والمثبت من الأصل.
(١٠) الصاع: مكيال يزن حاليا: ٢٠٣٦ جرامًا، والجمع: آصُع وأصْوُع وصُوعان وصِيعان. (انظر: المقادير الشرعية) (ص ١٩٧).

° [٧٦٩٣] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِي ﷺ يَضْرِبُ صَدْرَهُ، وَيَنْتِفُ شَعْرَهُ، وَيَقُولُ: هَلَكَ الْأَبْعَدُ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «مَا شَأْنُكَ؟» قَالَ: أَصَبْتُ * فِي شَهْرِ رَمَضانَ، قَالَ: «هَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُعْتِقَ رَقَبَةً؟» قَالَ: لَا، قَالَ: «فَأَهْدِ»، قَالَ قُلْتُ (١): تُرِيدُ الْجَزُورَ (٢)؟ قَالَ: «مَا هُوَ إِلَّا هِيَ»، قَالَ: وَلَا أَجِدُهُ، قَالَ: «فَاجْلِسْ»، قَالَ: فَجَلَسَ، فَجَاءَ رَجُلٌ بمِكْتَلٍ فِيهِ عَشْرُونَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ خَمْسَةَ عَشَرَ صَاعًا، فَقَالَ لِلْأَعْرَابِيِّ: «تَصَدَّقْ بِهَا (٣)»، فَشَكَا إِلَيْهِ الْحَاجَةَ، فَقَالَ: «عَلَيْكَ، وَعَلَى أَهْلِكَ».
° [٧٦٩٤] عبد الرزاق، عَنِ الثوْرِيِّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: إِنِّي وَاقَعْتُ امْرَأَتِي فِي رَمَضَانَ، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ (٤) حَدِيثِ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
° [٧٦٩٥] عبد الرزاق، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ الْمَدَنِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْب أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَمَرَهُ أَنْ يَصُومَ يَوْمًا مَكَانَهُ حِينَ أَمَرَهُ بِالْكَفَّارَةِ (٥).
° [٧٦٩٦] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَن النَّبِي ﷺ قَالَ: «تَصَدَّقْ، وَصُمْ يَوْمًا مَكَانَهُ».
° [٧٦٩٧] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ وَقَتَادَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «رَقَبَةٌ ثُمَّ بَدَنَةٌ»، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ.


* [ن/١٦٣ ب].
(١) من (ن).
(٢) الجزور: البعير (الجمل) ذكرًا كان أو أنثى، والجمع: جُزر وجزائر. (انظر: النهاية، مادة: جزر).
(٣) قوله: «بها»، في (ن): «بهذا»، والمثبت من الأصل.
(٤) قوله: «نحو»، ليس في (ن)، والمثبت من الأصل.
(٥) الكفارة: الفعلة والخصلة التي من شأنها أن تكفر الخطيئة، أي: تسترها وتمحوها، وهي فعالة للمبالغة، والجمع: كفارات. (انظر: النهاية، مادة: كفر).

[٧٦٩٨] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: الَّذِي يُصِيبُ أَهْلَهُ فِي رَمَضَانَ، يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ إِنْ شَاءَ.
[٧٦٩٩] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: إِنْ أَصابَ (١) امْرَأَتَهُ فِي رَمَضَانَ ثُمَّ أَكَلَ وَشَرِبَ، فَكَفَّارَةٌ وَاحِدَةٌ كَكَفَّارَةِ الْغَشَيَانِ.
° [٧٧٠٠] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ فِي الَّذِي يَقَعُ عَلَى أَهْلِهِ فِي رَمَضَانَ، قَالَ: قَالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: «أَعْتِقْ رَقَبَةً»، قَالَ: لَا أَجِدُ، قَالَ: «فَتَصَدَّقْ بِشَيْءٍ»، قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ: «فَاقْضِ يَوْمًا مَكَانَهُ».
[٧٧٠١] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: إِذَا الْتَقَى الْخِتَانَانِ (٢)، فَقَدْ بَطَلَ الصَّوْمُ.
[٧٧٠٢] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ فِي الَّذِي يَأْكُلُ فِي رَمَضَانَ عَامِدًا، قَالَ: مِثْلُ الْمُوَاقِعِ.
[٧٧٠٣] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ الْمُسَيَّبِ فِي رَجُلٍ أَكَلَ فِي رَمَضَانَ عَامِدًا، قَالَ (٣): عَلَيْهِ صِيَامُ شَهْرٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَوْمَيْنِ؟ قَالَ: صِيَامُ شَهْرٍ، قَالَ: فَعَدَدْتُ أَيَّامًا، فَقَالَ: صيَامُ شَهْرٍ.
[٧٧٠٤] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: يَقْضِي يَوْمًا وَيَسْتَغْفِرُ اللَّهَ.


• [٧٦٩٨] [شيبة: ٩٤٤٠].
(١) قول: «أصاب» في (ن): «صاب»، والمثبت من الأصل.
(٢) الختانان: مثنى الختان؛ وهو موضع القطع من ذكر الغلام وفرج الجارية. (انظر: اللسان، مادة: ختن).
• [٧٧٠٣] [شيبة: ١٢٧١٣].
(٣) من قوله: «عبد الرزاق، عن معمر» إلى هنا، ليس في الأصل، واستدركناه من (ن)، (ك).

[٧٧٠٥] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ شيْخٍ مِنْ بَجِيلَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ الشَعْبِيَّ، عَنْ رَجُلٍ أَفْطَرَ يَوْمًا فِي (١) رَمَضَانَ، قَالَ: مَا يَقُولُ فِيهِ الْمَفَالِيقُ (٢)، قَالَ: ثُمَّ قَالَ الشَعْبِيُّ: يَصومَ يَوْمًا مَكَانَهُ، وَيَسْتَغْفِرُ اللَّهَ.
وَقَالَهُ أَبُو حَنِيفَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَن إِبْرَاهِيمَ.
[٧٧٠٦] عبد الرزاق، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مَطَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ (٣)، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ * سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. وَعَنْ (٤) أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَا: مَا نَعْلَمُ إِلَّا أَنْ يَقْضِيَ يَوْمًا.
[٧٧٠٧] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَمَّنْ سَمِعَ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ مِثْلَ ذَلِكَ. وَقَالَ رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ: يَصُومُ اثْنَي عَشَرَ يَوْمًا (٥).


• [٧٧٠٥] [شيبة: ١٢٧١٦].
(١) في (ن): «من».
(٢) كأنه في الأصل: «المغاليق»، وغير واضح في (ن)، والمثبت من (ك)، و«غريب الحديث» للخطابي (٣/ ١١٧ - ١١٨) من طريق الدبري، عن عبد الرزاق، به. قال الخطابي: «المفاليق: واحدهم مفلاق، وهو الذي لا مال له، شبه به من لا علم له، ولا بصيرة عنده بالفتوى». وينظر: «الفائق» للزمخشري (٢/ ٣٠١)، «النهاية» لابن الأثير (مادة: فلق).
(٣) قوله: «عن سعيد» كذا في الأصول، وهو صواب، فلم نجد لعثمان رواية عن يعلى، ولم يذكره أحد في الرواة عنه، وهو: سعيد بن أبي عروبة، إن شاء الله، فقد روى عن: يعلى، وروى عنه: عثمان.
وقد أخرج الأثر ابن أبي شيبة في «المصنف» (١٢٧١٧) عن عبدة، عن سعيد، عن يعلى، عن سعيد بن جبير، به، وقال ابن عبد البر في «الاستذكار» (١٠/ ١٠١): «ذكر سُنيد، عن عباد بن العوام، عن سعيد بن أبي عروبة، عن يعلى بن حكيم، عن سعيد بن جبير، قال …» فذكره.
* [ن/١٦٤ أ].
(٤) في الأصول: «عن» وهو خطأ، والصواب المثبت.
(٥) قوله: «وقال ربيعة بن أبي عبد الرحمن: يصوم اثني عشر يوما» ليس في الأصل، (ك)، وأثبتناه من (ن). وهذا القول ثابت عن ربيعة، كما في: «سنن الدارقطني» (٢٤٠٥)، «معرفة السنن والآثار» للبيهقي (٦/ ٢٦٨)، «الهداية» لمكي بن أبي طالب (١/ ٦٠٨)، «الاستذكار» لابن عبد البر (١٠/ ١٠٢).

١٩ - بَابُ حُرْمَةِ رَمَضَانَ
[٧٧٠٨] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ: إِنْ رَجُلًا أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ، فَصِيَامُ (١) ثَلَاثَةِ آلَافِ يَوْمٍ (٢).
° [٧٧٠٩] عبد الرزاق، عن الثَّوْريِّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ الْمُطَوَّسِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ رُخْصَةٍ مِنَ اللَّهِ لَمْ يَقْضِهِ صِيَامُ * الدَّهْرِ (٣) كُلَّهِ، وإِنْ صَامَهُ».
[٧٧١٠] عبد الرزاق، عَنِ الثوْرِيِّ، عَنْ وَاصِلٍ الْأَحْدَبِ، عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَشْكُرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ رُخْصَةٍ مِنَ اللَّهِ، لَقِيَ اللَّهَ بِهِ وإِنْ صَامَ الدَّهْرَ كُلَّهُ، إِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ، وإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ.

٢٠ - بَابُ الْحُقنَةِ فِي رَمَضَانَ وَالرَّجُلِ يُصِيبُ أهْلَهُ
[٧٧١١] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطاءٍ كَرِهَ أَنْ يَسْتَدْخِلَ الْإِنْسَانُ شَيْئًا فِي رَمَضَانَ بِالنَّهَارِ، فَإِنْ فَعَلَ فَلْيُبْدِلْ يَوْمًا، وَلَا يُفْطِرُ ذَلِكَ الْيَوْمَ.
[٧٧١٢] عبد الرزاق، عَنِ الثوْرِيِّ قَالَ: يُفْطِرُ الَّذِي يَحْتَقِنُ بِالْخَمْرِ، وَلَا يُضرَبُ الْحَدَّ.
° [٧٧١٣] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ


• [٧٧٠٨] [شيبة: ٩٨٧٥، ١٢٧١٤].
(١) كذا في الأصل، (ن)، وفي (ك): «فصام». وفي «المصنف» لابن أبي شيبة (١٢٧١٣) من طريق وكيع، عن سفيان، به: «عليه صيام».
(٢) غير واضح في الأصل، وأثبتناه من (ن)، (ك).
[٧٧٠٩] [الإتحاف: مي خز قط حم ١٩٩٧٩] [شيبة: ٩٨٧٦، ١٢٧٠٩].
* [٢/ ١٢٢ أ].
(٣) الدهر: اسم للزمان الطويل، ومدة الحياة الدنيا. (انظر: النهاية، مادة: دهر).
• [٧٧١٠] [شيبة: ٩٨٧٧، ٩٨٩٣، ١٢٧١٠].
° [٧٧١٣] [الإتحاف: خز قط حم ٦٦٩١] [شيبة: ٩٢٤٠]، وسيأتي: (٧٧١٨).

عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَسْتَاكُ (١) وَهُوَ صائِم، مَا لَا أُحْصِي.
[٧٧١٤] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: إِنْ أَصَابَ إِنْسَان أَهْلَهُ فِي قَضاءِ رَمَضانَ أَبْدَلَ ذَلِكَ الْيَوْمَ، وَلَيْسَ عَلَيْهِ كَفَّارَةٌ، قُلْتُ: فَبَاشَرَهَا؟ قَالَ: وَيُبْدِلُ ذَلِكَ الْيَوْمَ، وَلَا يُفْطِرُ.
[٧٧١٥] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً يُرَخِّصُ لإِنْسَانٍ ظَمِئَ فِي قَضاءِ رَمَضانَ أَنْ يُفْطِرَ، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَمَرْتُ إِنْسَانًا، فَسَأَلَهُ: أَيَنْزِلُ قَضَاءُ رَمَضانَ بِمَنْزِلَةِ التَّطَوُّعِ؟ قَالَ: نَعَمْ.

٢١ - بَابُ الرَّجُلِ يُدْعَى إِلَى طَعَامٍ وَهُوَ صَائِمٌ
[٧٧١٦] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ وَقَتَادَةَ قَالَا: إِذَا دُعِيَ إِنْسَانٌ إِلَى طَعَامٍ، وَهُوَ صَائِمٌ، فَلْيقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ.
[٧٧١٧] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: إِذَا عُرِضَ عَلَى أَحَدِكُمْ طَعَامٌ أَوْ شَرَابٌ، وَهُوَ صَائِمٌ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ *.

٢٢ - بَابُ السِّوَاكِ لِلصَّائِمِ
° [٧٧١٨] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَسْتَاكُ وَهُوَ صائِمٌ، مَا لَا أُحْصِي.


(١) التسوك: تنظيف الفم والأسنان بالسِّواك. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: سوك).
• [٧٧١٧] [شيبة: ٩٥٣٢، ٩٥٣٥].
* [ن/١٦٤ ب].
° [٧٧١٨] [الإتحاف: خز قط حم ٦٦٩١] [شيبة: ٩٢٤٠]، وتقدم: (٧٧١٣).

[٧٧١٩] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ أَبِي نَهِيكٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ حُدَيْرٍ الْأَسَدِيِّ قَالَ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا أَدْأَبَ (١) لِلسِّوَاكِ مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَهُوَ صَائِمٌ، وَلَكِنْ بِعُودٍ قَدْ ذُوِيَ، يَعْنِي يَبِسَ.
[٧٧٢٠] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: لَقَدْ أَدْمَيْتُ فَمِي (٢) الْيَوْمَ صَائِمًا (٣) بِالسِّوَاكِ مَرَّتَيْنِ.
[٧٧٢١] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ أَيَتَسَوَّكُ الصَّائِمُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قِيلَ لَهُ: أَيَزْدَرِدُ رِيقَهُ؟ قَالَ: لَا (٤)، قُلْتُ: فَفَعَلَ فَأَفْطَرَ (٥)؟ قَالَ: لَا (٦)، وَلَكِنْ يُنْهَى عَنْ ذَلِكَ، قَالَ: قُلْتُ: فَإِنِ ازْدَرَدَهُ، وَهُوَ يُقَالُ لَهُ: إِنَّهُ يُنْهَى عَنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: قَدْ أَفْطَرَ إِذَنْ، غَيْرَ مَرَّةٍ يَقُولُ ذَلِكَ.
[٧٧٢٢] عبد الرزاق، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعِ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَسْتَاكُ وَهُوَ صَائِم، إِذَا رَاحَ إِلَى صَلَاةِ الظُّهْرِ.
[٧٧٢٣] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَمَّنْ سَمِعَ مَيْمُونَ بْنَ مِهْرَانَ يَكْرَهُ السِّوَاكَ لِلصَّائِمِ آخِرَ النَّهَارِ، فَسَأَلْتُ الْحَسَنَ، فَقَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ آخِرَ النَّهَارِ، إِنَّمَا هُوَ طَهُورٌ، فَلْيَسْتَكْ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ.
[٧٧٢٤] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاء مَا يُنْهَى عَنْهُ مِنَ السِّوَاكِ؟ قَالَ: إِنْ كَانَ السِّوَاكُ يَابِسًا لَا يَأْتي مِنْهُ مَاءٌ، قُلْتُ: مَا الَّذِي يُقَالُ مَاءُ السّوَاكِ؟ قَالَ: الرِّيقُ


• [٧٧١٩] [شيبة: ٩٢٤٢، ٩٢٤٣].
(١) الدأب في العمل: الجد فيه وملازمته واعتياده من غير فتور، (انظر: المعجم الوسيط، مادة: دأب).
(٢) في الأصل: «فِيّ» والمثبت من (ن)، وكذا هو عند ابن أبي شيبة في «مصنفه» (٩٢٥٤) من طريق قتادة، به.
(٣) رسمه في الأصل، (ن) بغير تنوين ولا ألف.
(٤) ليس في الأصل، (ن)، واستدركناه من «فتح الباري» لابن حجر (٤/ ١٦٠) معزوّا للمصنف.
(٥) في (ن): «أفطر».
(٦) ليس في الأصل، واستدركناه من (ن)، و«فتح الباري».

الَّذِي يَكُونُ عَلَيْهِ، يَأْتِي (١) مِنْ قِبَلِ الرَّأْسِ وَالْفَمِ، قُلْتُ: فَإِنْ كَانَ السِّوَاكُ يَابِسًا لَا عُصَارَةَ لَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ.
[٧٧٢٥] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي هِشَامٌ، عَنْ عُرْوَةَ أَنَّهُ كَانَ يَسْتَنُّ (٢) بِالسِّوَاكِ الرَّطْبِ وَهُوَ صَائِمٌ *.
[٧٧٢٦] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ وَغَيْرِهِ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّهُ لَمْ يَرَ بِالسِّوَاكِ الرَّطْبِ بَأْسًا لِلصَّائِمِ (٣).
وَهُوَ الَّذِي يَأْخُذُ بِهِ الثَّوْرِيُّ.
[٧٧٢٧] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ قَالَ: لَا تَسَوَّكْ بِسِوَاكٍ رَطْبٍ وَأَنْتَ صَائِمٌ، فَإِنَّهُ يَدْخُلُ فِي حَلْقِكَ مِنْ طَعْمِهِ.
[٧٧٢٨] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَير، عَنْ قَتَادَةَ كَانَ يَكْرَهُ جَرِيدَ الرُّطْبِ (٤) يَتَسَوَّكُ بِهِ الصَّائِمُ مِنْ أَجْلِ طَعْمِهِ.
[٧٧٢٩] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ السّوَاكَ لِلصَّائِمِ آخِرَ النَّهَارِ.


(١) قوله: «عليه يأتي» غير واضح في الأصل، والمثبت من (ن)، وفي حاشيتها: «عنه الذي» ونسبه لنسخة، يريد أنه كالآتي: «الريق الذي يكون عنه، الذي من قبل».
(٢) الاستنان: استعمال السواك، وهو افتعال من الأسنان، أي: يمره عليها. (انظر: النهاية، مادة: سنن).
* [٢/ ١٢٢ ب].
(٣) قوله: «بأسًا للصائم» وقع في (ن): «للصائم بأسًا».
(٤) قال الرازي في «مختار الصحاح» (عن ١٢٤، مادة: رطب): «الرُّطْبُ: بضم الراء وسكون الطاء وضمها أيضا، الكلأ»، وفي «المصباح المنير» للفيومي (١/ ٣٢٩): «الرُّطْبُ: وِزَانُ قُفْلٍ، المرعى الأخضر من بقول الربيع، وبعضهم يقول: الرُّطْبَةُ، وِزَانُ غُرْفَدٍ، الخلا، وهو الغض من الكلأ».

[٧٧٣٠] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ عُبَيْدَةَ (١)، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: لَا بَأْسَ بِالشّوَاكِ أَوَّلَ * النَّهَارِ وَآخِرَهُ لِلصَّائِمِ.
[٧٧٣١] عبد الرزاق، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَا بَأْسَ بِالسِّوَاكِ الْأَخْضَرِ لِلصَّائِمِ.
قَالَ: لَا أَعْلَمُ إِلَّا أَنْ مَسْلَمَةَ أَخْبَرَنِيهِ.

٢٣ - بَابُ الْعِلْكِ لِلصَّائِمِ
[٧٧٣٢] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ أَيَمْضُغُ الصَّائِمُ عِلْكًا؟ قَالَ: لَا، قُلْتُ: إِنَّهُ يَنْفُثُ (٢) رِيقَ الْعِلْكِ، وَلَا يَزْدَرِدُهُ، وَلَا يَمُصهُ، قَالَ: فَإِنْ لَمْ يَزْدَرِدْ رِيقَهُ فَإِنَّهُ مَرْوَاةٌ (٣) لَهُ، فَإِنِ ازْدَرَدَ رِيقَهُ، وَهُوَ يَقُولُ: إِنَّهُ يُنْهَى عَنْ ذَلِكَ، فَقَدْ أَفْطَرَ.
[٧٧٣٣] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُسْأَلُ عَنِ الْعِلْكِ، فَقَالَ: إِنِّي لأَكْرَهُهُ لِلصَّائِمِ، وَغَيْرِ الصَّائِمِ.
[٧٧٣٤] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ مَنْصورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، وَعَنْ جَابِرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ كَرِهَا الْعِلْكَ لِلصَّائِمِ.


• [٧٧٣٠] [شيبة: ٩٢٥٠].
(١) هو: عُبيدة بن مُعتِب، قال ابن ماكولا في «الإكمال» (٦/ ٣٦): «بضم العين»، وأما «عَبيدة السلماني» بفتح العين؟ فشيخ لإبراهيم وليس تلميذًا له.
* [ن/١٦٥ أ].
(٢) النفث: شبيه بالنفخ، وهو أقل من التفل. (انظر: النهاية، مادة: نفث).
(٣) في الأصل، (ن): «مواده»، وفي حاشية (ن) دون علامة كلمة كأنها: «مراوه»، أو: «مراده»، أو: «مواده»، والمثبت من «مصنف ابن أبي شيبة» (٩٢٧٦) من طريق ابن جريج ببعضه. ومَرْوَاة: مصدر ميمي من «رَوِيَ» من الرِي وهو عكس العطش، مثل: «رَضِيَ: مَرْضَاة»، انظر: «مجمع بحار الأنوار» للكجراتي (٥/ ٤٥٩)، و«تاج العروس» (٣٨/ ١٩٠).

٢٤ - بَابُ الْمَضْمَضَةِ لِلصَّائِمِ
[٧٧٣٥] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَطَاءً، عَنِ الْمَضْمَضَةِ لِلصَّائم لغيْرِ الصلَاةِ؟ فَقَالَ: مَا أَكْرَهُهُ إِلَّا لِقَوْلِ أَبِي هُرَيْرَةَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: خُلُوفُ فَمِ الصائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ.
[٧٧٣٦] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: لَا بَأْسَ أَنْ يَزْدَرِدَ الصَّائِمُ رِيقَهُ.
[٧٧٣٧] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: فَمَضْمَضَ وَهُوَ صَائِمٌ، ثُمَّ أَفْرَغَ الْمَاءَ، أَيَضُرُّهُ أَنْ يَزْدَرِدَ رِيقَهُ (١)؟ قَالَ: لَا يَضُرُّهُ، وَمَاذَا بَقِيَ فِي فِيهِ؟!.
[٧٧٣٨] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَأَلَ إِنْسَان عَطَاءً يَتَسَحَّرُ الصَّائِمُ (٢)، ثُمَّ يَجِدُ قَبْلَ الصَّلَاةِ فِي أَسْنَانِهِ شَيْئًا، قَالَ: لَيْسَ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ شَيءٌ، وَمَا ذَاكَ قَدْ مَضْمَضْتَ، قَالَ: قُلْتُ: قَدْ كَانَ يُنْهَى أَنْ يُمَضْمِضَ الصَّائِمُ عَنْدَ الْفِطْرِ، فَيَمُجُّهَا فِي الْأَرْضِ قَبْلَ أَنْ يُسِيغَ شَيْئا؟ قَالَ: مَا أكرَهُ ذَلِكَ إِلَّا لِقَوْلِ أَبِي هُرَيْرَةَ.
[٧٧٣٩] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ، يَقُولُ: رَأَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِي بِعَرَفَةَ وَهُوَ صَائِمٌ، يَمُجُّ الْمَاءَ، وَيَصبُّ عَلَى نَفْسِهِ الْمَاءَ. قَالَ: وَكَانَ الْحَسَنُ يُمَضْمِضُ وَهُوَ صَائِمٌ ثُمَّ يَمُجُّهُ، وَذَلِكَ فِي شِدَّةِ الْحَرِّ.
[٧٧٤٠] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنْ عُمَرَ قَالَ: إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ صائِمًا فَأَفْطَرَ فَلَا يُمَضْمِضْ، ثُمَّ (٣) يَمُجُّهُ، وَلكِنْ لِيَشْرَبَهُ، فَإِنَّ أَوَّلَهُ خَيْرُهُ، وَلَا يَمْسَحْ يَدَهُ بِالْمِنْدِيلِ حَتَّى يَلْعَقَهَا أَوْ يُلْعِقَهَا.


[٧٧٣٥] [التحفة: م س ١٢٣٤٠، م ق ١٢٤٧٥، ت ١٢٧١٩، م ١٢٨٠٥، س ١٢٨٥٠، خ م س ١٢٨٥٣، س ١٢٨٨٤، س ١٣٠٩٠، ت ١٣٠٩٧، خ س ١٣٢٧٨، م س ١٣٦٩١، خ دس ١٣٨١٧].
(١) قوله: «يزدرد ريقه» وقع في الأصل: «يزدرده» والمثبت من (ن) هو الأليق.
(٢) في حاشية (ن): «الإنسان» ونسبه لنسخة.
• [٧٧٣٩] [شيبة: ٩٨١٥].
(٣) في الأصل: «حتى» والمثبت من (ن)، وهو الأليق بالسياق.

[٧٧٤١] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: أُخْبِرْتُ، أَنَّ قَتَادَةَ مَضمَضَ مَرَّةً وَهُوَ صَائِمٌ عِنْدَ الْفِطْرِ، ثُمَّ مَجَّهَا، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَلَيْسَ يُكْرَهُ هَذَا؟ قَالَ *: بَلَى، وَلكِنْ نَسِيتُ.
° [٧٧٤٢] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ، وَهُوَ بِالْعَرْجِ (١)، كَانَ يَصُبُّ عَلَى رَأْسِهِ مِنَ الْمَاءِ، وَهُوَ صَائِم.
° [٧٧٤٣] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ خَرَجَ فِي رَمَضانَ يَوْمَ الْفَتْحِ صَائِمًا، فَلَمَّا أَتَى الْعَرْجَ شَقَّ عَلَيْهِ الصيَامُ *، فَكَانَ يَصُبُّ الْمَاءَ عَلَى رَأْسِهِ، وَهُوَ صَائِمٌ.

٢٥ - بَابُ الْمَرْأَةِ تَمْضُغُ لِصَبِيِّهَا وَهِيَ صَائِمَةٌ، وَتَذُوقُ (٢) الشَّيْءَ
[٧٧٤٤] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: سَأَلْتُ حَمَّادًا عَنِ الْمَرْأَةِ الصَّائِمَةِ تَذُوقُ الْمَرَقَةَ، فَلَمْ يَرَ (٣) عَلَيْهَا فِي ذَلِكَ بَأْسًا، قَالَ: وإنَّهُمْ لَيقُولُونَ: مَا شَيءٌ أَبْلَغُ فِي ذَلِكَ مِنَ الْمَاءِ يُمَضْمِضُ بِهِ الصائِمُ.
[٧٧٤٥] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا أَنْ تَمْضُغَ الْمَرْأَةُ الصَّائِمَةُ لِصَبِيِّهَا.
[٧٧٤٦] عبد الرزاق، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: رَأَيْتَهُ يَمْضُغُ لِلصبِي طَعَامًا وَهُوَ صَائِمٌ، قَالَ: يَمْضغُهُ ثُمَّ يُحْرِجُهُ مِنْ فيهِ، يَضعُهُ (٤) في فَمِ الصبِيِّ.


* [ن/١٦٥ ب].
(١) العرج: واد من أودية الحجاز في الطريق بين المدينة ومكة، يقع جنوب المدينة على مسافة مائة وثلاثة عشر كيلو مترًا. (انظر: المعالم الأثيرة) (عن ١٨٨).
* [٢/ ١٢٣ أ].
(٢) في الأصل: «تذوق»، والمثبت من (ن) هو الأليق.
(٣) في الأصل: «يزد» والمثبت من (ن) هو الصواب.
(٤) في (ن): «فيضعه».

قَالَ يُونُسُ: وَكُنْتُ أَدْخُلُ عَلَيْهِ وَهُوَ صَائِمٌ فِي شِدَّةِ الْحَرِّ، فَيَتَمَضْمَضُ (١) بِالْمَاءِ، يَمُجُّهُ مِنَ الظُّهْرِ إِلَى الْعَصرِ، وَذَلِكَ فِي رَجَبٍ.

٢٦ - بَابُ الْكُحْلِ لِلصَّائِمِ
[٧٧٤٧] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ كَرِهَ أَنْ يَكْتَحِلَ الصَّائِمُ بِالصَّبِرِ (٢)، وَلَا يَرَى بِالْإِثْمِدِ (٣) بَأْسًا.
[٧٧٤٨] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ الصَّبِرُ يَكْتَحِلُ بِهِ الصَّائِمُ؟ قَالَ: نَعَمْ إِنْ شَاءَ.
[٧٧٤٩] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْقَعْقَاعِ، أَنَّهُ سَأَلَ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الصَّبِرِ لِلصائِمِ، قَالَ: اكْتَحِلْ بِهِ وَلَا تَسْتَطْعِمْهُ (٤).
[٧٧٥٠] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، وَعَنْ لَيْثِ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: لَا بَأْسَ بِالْكُحْلِ لِلصَّائِمِ.
[٧٧٥١] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ التَّيْمِيِّ، أَنَّ أَبَاهُ وَمَنْصورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ وَابْنُ أَبِي لَيْلَى وَابْنُ شُبْرُمَةَ قَالُوا: إِنِ اكْتَحَلَ الصَّائِمُ فَعَلَيْهِ أَنْ يَقْضِيَ يَوْمًا مَكَانَهُ. قَالَ: وَكَانَ أَبُوهُ يَكْرَهُ الْكُحْلَ لِلصَّائِمِ.
[٧٧٥٢] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ الْكُحْلَ لِلصائِمِ، قَالَ الثَّوْرِيُّ: وَأَخْبَرَنِي


(١) في (ن): «فيمضمض» وفي الحاشية كالمثبت، ونسبه لنسخة.
(٢) الصبر: عصارة شجر طبي مرّ. (انظر: اللسان، مادة: صبر).
(٣) الإثمد: حجر للكحل، وهو أسود إلى حمرة، ومعدنه بأصبهان، وهو أجوده، وبالمغرب هو أصلب.
(انظر: ذيل النهاية، مادة: إثمد).
• [٧٧٤٨] [شيبة: ٩٣٥٨].
(٤) في الأصل، وحاشية (ن) منسوبًا لنسخة: «تستطعه»، والمثبت من (ن) وهو الأليق بالسياق.
• [٧٧٥٠] [شيبة: ٩٣٦١، ٩٣٦٣].

وَائِلُ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (١)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: إِنَّمَا الصِّيَامُ مِمَّا دَخَلَ، وَلَيْسَ مِمَّا خَرَجَ، وَالْوُضوءُ مِمَّا خَرَجَ، وَلَيْسَ مِمَّا دَخَلَ.

٢٧ - بَابُ الْحِجَامَةِ (٢) لِلصَّائِمِ
° [٧٧٥٣] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصنْعَانِيِّ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ (٣) الرَّحَبِيِّ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ * يَقُولُ: «أَفْطَرَ الْحَاجِمُ (٤)، وَالْمَحْجُومُ (٥)».
° [٧٧٤٥] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ كَانَ يَسْكُنُ بِالشَّامِ (٦) بِصَنْعَاءَ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ ﷺ بِرَجُل يَحْتَجِمُ فِي ثَمَانِ عَشْرَةَ مِنْ رَمَضانَ وَأَنَا مَعَهُ، فَقَالَ: «أَفْطَرَ الْحَاجِمُ، وَالمَحْجُومُ».
° [٧٧٤٥] عبد الرزاق، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ مِثْلَهُ، وزَادَ هُوَ قَالَ: وَكَانَ ذَلِكَ يَوْمَ الْفَتْحِ.


(١) قوله: «عن إبراهيم» ليس في النسخ، والمثبت من «المعجم الكبير» للطبراني (٩/ ٣١٤، ح: ٩٥٧٦) عن الدبري، عن عبد الرزاق به.
(٢) الحجامة والاحتجام: مصّ الدم من الجرح أو القيح بالفم أو بآلة كالكأس. (انظر: معجم لغة الفقهاء) (عن ١٥٣).
° [٧٧٥٣] [الإتحاف: مي حب كم حم عن طح ٦٣١١] [شيبة: ٩٣٩٥، ١٩٣٩١] وسيأتي: (٧٧٥٤).
(٣) في الأصل: «التيماء» وهو خطأ، والمثبت من (ن).
* [ن/ ١٦٦ أ].
(٤) الحاجم والحجام: محترف الحجامة، وهي مص الدم من الجرح أو القيح من القرحة بالفم أو بآلة كالكأس. (انظر: معجم لغة الفقهاء) (عن ١٥٣).
(٥) المحجوم: الذي يطلب الحجامة. (انظر: اللسان، مادة: حجم).
(٦) كأنه أراد كشط الباء في (ن).
° [٧٧٥٥] [الإتحاف: مي حب كم حم ش طح ٦٣١١] [شيبة: ٩٣٩٠].

° [٧٧٥٦] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَهِ ﷺ: «أَفْطَرَ الْحَاجِمُ، وَالْمَحْجُومُ».
° [٧٧٥٧] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَارِظٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أَفْطَرَ الْحَاجِمُ، وَالْمَحْجُومُ».
[٧٧٥٨] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: أَفْطَرَ الْحَاجِمُ، وَالْمَحْجُومُ.
° [٧٧٥٩] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَكْحُولٌ، أَنَّ شَيْخًا مِنَ الْحَيِّ أَخْبَرَهُ، أَنَّ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَخْبَرَهُ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: «أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ».
[٧٧٦٠] عبد الرزاق *، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَفْطَرَ الْحَاجِمُ، وَالْمُسْتَحْجِمُ.
[٧٧٦١] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ خَلَّادِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ ثَوْرٍ، أَحْسِبُهُ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ الصَّائِمِ يَحْتَجِمُ؟ قَالَ: يَقُولُونَ أَفْطَرَ الْحَاجِمُ، وَالْمَحْجُومُ، وَلَوِ احْتَجَمْتُ مَا بَالَيْتُ، أَبُو هُرَيْرَةَ الْقَائِلُ.
[٧٧٦٢] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: مَا كَانُوا يَكْرَهُونَ الْحِجَامَةَ لِلصَّائِمِ إِلَّا مِنْ أَجْلِ الضَّعْفِ.


° [٧٧٥٦] [الإتحاف: مي خز جا حب كم حم طح ٢٤٨٩]، وسيأتي: (٧٧٥٩).
° [٧٧٥٧] [الإتحاف: خز حب كم حم ٤٥٣٤].
• [٧٧٥٨] [شيبة: ٩٣٩٧].
° [٧٧٥٩] [الإتحاف: مي خز جا حب كم حم طح ٢٤٨٩] [شيبة: ٩٣٩٣]، وتقدم: (٧٧٥٦).
* [٢/ ١٢٣ ب].

[٧٧٦٣] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الْعَالِيَةِ (١) عَنِ الرَّجُلِ يَحْتَجِمُ وَهُوَ صَائِمٌ؟ قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ غُشِيَ عَلَيْهِ؟!
[٧٧٦٤] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ لَمْ يَكُنْ يَسْتَحْجِمُ وَهُوَ صائِمٌ.
[٧٧٦٥] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَحْتَجِمُ وَهُوَ صَائِمٌ، ثُمَّ تَرَكَهُ بَعْدُ، فَكَانَ إِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ احْتَجَمَ.
[٧٧٦٦] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَحْتَجِمُ وَهُوَ صَائِم، ثُمَّ تَرَكَهُ بَعْدُ، فَكَانَ يَضَعُ (٢) الْمَحَاجِمَ، فَإِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ أَمَرَهُ أَنْ يَشْرُطَ، قَالَ: فَلَا أَدْرِي أَكَرِهَهُ، أَمْ شَيءٌ بَلَغَهُ.
[٧٧٦٧] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ *، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ (٣) كَانَ فِي رَمَضَانَ يُعِدُّ الْحَجَّامَ وَمَحَاجِمَهُ وَحَاجَتَهُ، حَتَّى إِذَا أَفْطَرَ الصَّائِمُ اسْتَحْجَمَ بِاللَّيْلِ.
[٧٧٦٨] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءِ أَرَأَيْتَ إِنِ اسْتَحْجَمَ إِنْسَانٌ فِي رَمَضَانَ يَقْضِي (٤) يَوْما مَكَانَ ذَلِكَ الْيَوْمِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَدْ أَفْطَرَ، وَيُكَفِّرُ بِمَا قَالَ النَّبِيُّ ﷺ، قُلْتُ: أَرَأَيْتَ أَنَّ إِنْسَانًا حَجَمَ سَاقَهُ؟ قَالَ: حَسْبُهُ سَوَاءٌ، قَدْ أَفْطَرَ.


(١) تحرف في الأصل إلى: «أبا هريرة» وهو سهو من الناسخ، والمثبت من (ن)، و«شرح معاني الآثار» للطحاوي (٣٤٣٤) من طريق حماد، عن عاصم الأحول، عن أبي العالية، به.
• [٧٧٦٤] [شيبة: ٩٤١٢، ٩٤٢٨]، وسيأتي: (٧٧٦٦).
• [٧٧٦٥] [شيبة: ٩٤١٢، ٩٤١٣، ٩٤٢٨]، وسيأتي: (٧٧٦٦).
• [٧٧٦٦] [شيبة: ٩٤١٢، ٩٤١٣، ٩٤٢٨]، وتقدم: (٧٧٦٥).
(٢) في الأصل، (ن): «يصنع» والمثبت أليق بالسياق، وهو الموافق لما عند «ابن حبان» (٣٥٤٠) عن جابر بن عبد الله أن النبي ﷺ أمر أبا طيبة أن يأتيه مع غيبوية الشمس فأمره أن يضع المحاجم مع إفطار الصائم فحجمه.
* [ن/١٦٦ ب].
(٣) تصحف في (ن) إلى: «عامر».
(٤) في (ن): «أيقضي».

° [٧٧٦٩] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِي ﷺ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَنِ الْحِجَامَةِ لِلصَّائِمِ، وَالْمُوَاصَلَةِ، وَلَمْ يُحَرِّمْهَا إِبْقَاءً عَلَى أَصْحَابِهِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ تُوَاصِلُ إِلَى السَّحَرِ (١)، قَالَ: «أَنَا أُوَاصِلُ إِلَى السَّحَرِ، وَرَبِّي يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِي».
° [٧٧٧٠] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ احْتَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَهُوَ صَائِمٌ.
° [٧٧٧١] عبد الرزاق، عَنْ أَيْمَنَ بْنِ نَابِلٍ، أَنَّهُ سَأَلَ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ هَلْ يَحْتَجِمُ الصائِمُ؟ قَالَ: احْتَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَهُوَ صائِمٌ.
° [٧٧٧٢] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ وَالثَّوْرِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ (٢) قَالَ: «لَا يُفْطِرُ مَنْ قَاءَ (٣)، وَلَا احْتَجَمَ، وَلَا مَنِ احْتَلَمَ».
قَالَ: وَذَكَرَهُ مَعْمَرٌ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ.
° [٧٧٧٣] عبد الرزاق، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِي ﷺ مِثْلَهُ.
[٧٧٧٤] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ وَعَائِشَةَ كَانَا لَا يَرَيَانِ بِهِ بَأْسًا، وَكَانَا يَحْتَجِمَانِ وَهُمَا صائِمَانِ.


° [٧٧٦٩] [الإتحاف: حم ٢١٠٥٣] [شيبة: ٩٤٢٠، ٩٦٨٣].
(١) السحر: آخر الليل، والجمع: الأسحار. (انظر: مجمع البحار، مادة: سحر).
(٢) من (ن).
(٣) القيء والاستقاءة والتقيؤ: استخراج ما في الجوف تعمدًا. (انظر: النهاية، مادة: قيأ).

° [٧٧٧٥] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس قَالَ: احْتَجَمَ رَسُولُ الله ﷺ وَهُوَ صَائِم مُحْرِمٌ (١) بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ.
[٧٧٧٦] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ (٢) فُرَاتٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَجِمُ وَهِيَ صَائِمَةٌ.
[٧٧٧٧] عبد الرزاق، عَنِ الثوْريِّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجَرْمِيِّ، عَنْ دِينَارٍ قَالَ: حَجَمْتُ زَيْدَ بْنَ أرْقَمَ وَهُوَ صَائِم.
[٧٧٧٨] عبد الرزاق، عَنِ الثوْرِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ وَجَابِرٌ وإسْمَاعِيلُ، كُلُّهُمْ يُحَدِّثُ (٣) عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: احْتَجَمَ حُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَهُوَ صائِمٌ *.
[٧٧٧٩] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: إِنِ احْتَجَمَ نَاسِيًا، أَوْ جَاهِلًا، فَلَيْسَ (٤) عَلَيْهِ قَضاءٌ.
[٧٧٨٠] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ (٥) كَانَ يَحْتَجِمُ وَهُوَ صَائِمٌ، ثُمَّ لَا يفْطِرُ.


° [٧٧٧٥] [التحفة: س ٢٩٨٤، س ٥٥٠٠، خ م د ت س ٥٧٣٧، خ دت س ٥٩٨٩، س ٦٠٢٠، خ دس ٦٢٢٦، س ٦٢٣١، س ٦٤٧٨، دت س ق ٦٤٩٥، ت س ٦٥٠٧، س ١٨٥٩٤، س ١٩١٠٧] [الإتحاف: جا قط عن حم ٨٩٣٧] [شيبة: ١٤٨١٠].
(١) المحرم والحرام: الذي أهل بالحج أو بالعمرة وباشر أسبابهما وشروطهما، من خلع المخيط واجتناب الأشياء التي منعه الشرع منها. (انظر: النهاية، مادة: حرم).
• [٧٧٧٦] [شيبة: ٩٤٢٧].
(٢) ليس في الأصل، واستدركناه من (ن)، و«تغليق التعليق» (٣/ ١٨٠) معزوّا لعبد الرزاق، به.
• [٧٧٧٧] [شيبة: ٩٤١٦].
• [٧٧٧٨] [شيبة: ٩٤١٧].
(٣) ليس في (ن)، وألحقه في الحاشية ونسبه لنسخة.
* [٢/ ١٢٤ أ].
(٤) في الأصل: «ليس» والمثبت من (ن).
• [٧٧٨٠] [شيبة: ٩٤٢٦].
(٥) من (ن).

٢٨ - بَابُ الْقَيْءِ لِلصَّائِمِ
[٧٧٨١] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ اسْتَقَاءَ إِنْسَانٌ نَاسِيًا أَوْ جَاهِلًا *؟ قَالَ: لَا يُبْدِلُ ذَلِكَ الْيَوْمَ، وَيُتِمُّهُ، قَالَ: وَقَالَ عَطَاءٌ: إِنِ اسْتَقَاءَ إِنْسَانٌ عَامِدًا فِي رَمَضان (١) فقد أفطرَ، وإن سَهَا فَلمْ يُمطِرْ.
قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ.
° [٧٧٨٢] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَعِيشَ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: اسْتَقَاءَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَأَفْطَرَ، وَأُتِيَ بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ.
[٧٧٨٣] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ اسْتَقَاءَ فِي رَمَضَانَ؟ قَالَ: يَقْضِي ذَلِكَ الْيَوْمَ، وَيُكَفِّرُ بِمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَإِنْ كَانَ نَاسِيًا أَوْ جَاهِلًا.
[٧٧٨٤] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ. وَعَنْ حَفْصٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَا (٢): مَنِ اسْتَقَاءَ فَقَدْ أَفْطَرَ، وَعَلَيهِ الْقَضَاءُ، وَمَنْ ذَرَعَهُ (٣) قَيءٌ فَلَم يُفْطِرْ.
[٧٧٨٥] عبد الرزاق، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِع، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: مَنِ اسْتَقَاءَ فَقَدْ أَفْطَرَ، وَعَلَيْهِ الْقَضَاءُ، وَمَنْ ذَرَعَهُ قَيءٌ فَلَا قَضاءَ عَلَيهِ.
[٧٧٨٦] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَر، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِنْ قِئْتَ أَوِ اسْتَقَأْتَ سَهْوًا لَمْ تُفْطِرْ (٤).


* [ن/١٦٧ أ].
(١) قوله: «عامدًا في رمضان» وقع في (ن): «في رمضان عامدًا».
° [٧٧٨٢] [الإتحاف: حم ١٦٠٩٥] [شيبة: ٩٢٩٢]، وتقدم: (٥٤٤).
• [٧٧٨٤] [شيبة: ٩٢٨١].
(٢) في الأصل: «قال» والمثبت من (ن).
(٣) الذرع: السبق والغلبة، أي: سبقه وغلبه في الخروج. (انظر: النهاية، مادة: ذرع).
[٧٧٨٥] [شيبة:٩٢٧٩].
(٤) في (ن): «يفطر».

[٧٧٨٧] عبد الرزاق، عَنْ هُشَيْمٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ أَبِي إِسحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: مَنْ تَقَيَّأ فَعَلَيْهِ الْقَضاءُ، وَإنْ ذَرَعَة الْقَيءُ فَلَا قَضاءَ عَلَيهِ.
[٧٧٨٨] عبد الرزاق، عَنْ هُشَيْمٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ مِثْلَهُ.

٢٩ - بَابُ الْعَامِلِ وَالْمُرْضِعِ
[٧٧٨٩] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْر قَالَ: تُفْطِرُ الْحَامِلُ الَّتِي فِي شَهْرِهَا، وَالْمُرْضِعُ الَّتِي تَخَافُ عَلَى وَلَدِهَا، تُفْطِرَانِ وَتُطْعِمَانِ (١) كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا كُلَّ يَوْمٍ مِسْكِينًا، وَلَا قَضَاءَ عَلَيْهِمَا.
[٧٧٩٠] قال مَعْمَرٌ: وَأَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: إِنْ لَمْ يَسْتَطِيعَا الصِّيَامَ فَلْيطْعِمَا.
[٧٧٩١] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: تُفْطِرُ الْحَامِلُ الَّتِي تَخَافُ عَلَى وَلَدِهَا، وَتُفْطِرُ الْمُرْضِعُ الَّتِي تَخَافُ عَلَى وَلَدِهَا، وَتُطْعِمُ كُلُّ وَاحِدَةِ مِنْهُمَا (٢) كُلَّ يَوْمٍ مِسْكِينًا، وَلَا قَضَاءَ عَلَيْهِمَا.
[٧٧٩٢] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: تُفْطِرُ الْحَامِلُ وَالْمُرْضِعُ فِي رَمَضَانَ إِذَا خَافَتَا عَلَى أَوْلَادِهِمَا فِي الصَّيْفِ، قَالَ: وَفِي الشِّتَاءِ إِذَا خَافَتَا عَلَى أَوْلَادِهِمَا.
[٧٧٩٣] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ وَابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ لَبِيبَةَ، قَالَ: أَرْسَلَنِي عَبْدُ اللّهِ بْن عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ إِلَى ابنِ عُمَرَ أَسْأَلُهُ عَنِ امْرَأَةٍ أَتَى عَلَيْهَا رَمَضَانُ وَهِي حَامِلٌ؟ قَالَ: تُفْطِرُ وَتُطْعِمُ كُلَّ يَوْمٍ مِسْكِينًا.
[٧٧٩٤] عبد الرزاق، عَنِ ابنِ جُرَيْجٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ مِثْلَهُ.


• [٧٧٨٧] [شيبة: ٩٢٧٨، ٩٢٨٩].
(١) قوله: «تفطران وتطعمان» وقع في (ن): «يفطران ويطعمان».
(٢) ليس في (ن).

° [٧٧٩٥] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ * أَنَّ رَجُلًا قَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَدَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ لِحَاجَةٍ لَهُ، وَالنَّبِيُّ ﷺ يَأْكُلُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: «ادْنُ»، قَالَ: أَنَا صَائِمٌ، ثُمَّ قَالَ: «ادْنُ فَإِنَّ الْمُسَافِرَ وُضِعَ عَنْهُ الصَّوْمُ، وَشَطْرُ (١) الصَّلَاةِ، وَعَنِ الْحَامِلِ أَوْ قَالَ: الْمُرْضِعِ».
[٧٧٩٦] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِع، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: الْحَامِلُ إِذَا خَشِيَتْ عَلَى نَفْسِهَا فِي رَمَضَانَ تُفْطِرُ وَتُطْعِمُ، وَلَا قَضاءَ عَلَيْهَا.
[٧٧٩٧] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: تُفْطِرُ وَتُطْعِمُ نِصْفَ صاعٍ.
[٧٧٩٨] عبد الرزاق، عَنْ (٢) … سَمِعَ عِكْرِمَةَ يَقُولُ: يُفْطِرُ الْحَامِلُ وَالْمُرْضِعُ فِي رَمَضَانَ، وَتَقْضِيَانِهِ صِيَامًا، وَلَا طَعَامَ عَلَيْهِمَا *.
[٧٧٩٩] عبد الرزاق، عَنِ الثوْرِيِّ، وَعَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: تُفْطِرُ الْحَامِلُ وَالْمُرْضِعُ فِي رَمَضَانَ، وَتَقْضِيَانِ صِيَامًا وَلَا تُطْعِمَانِ.
[٧٨٠٠] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: تَقْضيَانِهِ صِيَامًا، بِمَنْزِلَةِ الْمَرِيضِ يُفْطِرُ وَيَقْضِي، وَالْمُرْضِعُ كَذَلِكَ.
[٧٨٠١] عبد الرزاق، عَنْ فُضَيْلٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى علْقَمَةَ فَقَالَتْ إِنِّي حُبْلَى، وإِنِّي أُطِيقُ الصِّيَامَ، وإِنَّ زَوْجِي يَمْنَعُنِي، فَقَالَ لَهَا عَلْقَمَةُ: أَطِيعِي رَبَّكِ، وَاعْصِي زَوْجَكِ.
[٧٨٠٢] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ


* [ن/١٦٧ ب].
(١) الشطر: النصف، والجمع: أشطر وشطور. (انظر: النهاية، مادة: شطر).
(٢) مكان النقط متآكل في الأصل، والأثر ليس في (ن)، فقد سقط منها بعض الأوراق.
* [٢/ ١٢٤ ب].

ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ وَلِيدَةً لَهُ حُبْلَى أَنْ تُفْطِرَ لَهُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، وَقَالَ: أَنْتِ بِمَنْزِلَةِ الْكَبِيرِ لَا يُطِيقُ الصيَامَ، فَأَفْطِرِي، وَأَطْعِمِي عَنْ كُلِّ يَوْمٍ نِصْفَ صَاعٍ مِنْ حِنْطَةٍ (١).

٣٠ - بَابُ مَا يُفْطَرُ مِنْهُ مِنَ الْوَجَعِ
[٧٨٠٣] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: مِنْ أَيِّ وَجَعٍ يُفْطَرُ فِي رَمَضَانَ؟ قَالَ: مِنْهُ كُلِّهِ، قُلْتُ: يَصُومُ حَتَّى إِذَا غَلَبَ عَلَيْهِ (٢) أَفْطَرَ؟ قَالَ: نَعَمْ، كَمَا قَالَ اللَّهُ.
[٧٨٠٤] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سُئِلَ عَطَاءٌ: هَلْ لِلْمَرْءَ رُخْصَةٌ فِي أَنْ يُكْرِهَ خَادِمَهُ عَلَى أَنْ يُفْطِرَ فِي شَهْرِ رَمَضانَ؟ قَالَ: لَا، قَالَ لَهُ رَجُل: هَلْ لِلرَّاعِي رُخْصَةٌ فِي الْفِطْرِ؟ قَالَ: لَمْ أَسْمَعْ لَهُ بِرُخْصَةٍ، قَالَ: إِنَّهُ لَا يَرَى الْمَالَ إِلَّا رُبُعًا أَوْ ثُلُثًا (٣)؟ قَالَ: لَا يُفْطِرُ.

٣١ - بَابُ الشَّيْخِ الْكَبِيرِ
[٧٨٠٥] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، قَالَ كَبُرَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ حَتَّى كَانَ لَا يُطِيقُ الصِّيَامَ، فَكَانَ يُفْطِرُ وَيُطْعِمُ.
[٧٨٠٦] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ. وَعَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّهُمَا كَانَا يَقْرَأَانِ: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ﴾ [البقرة: ١٨٤] يُكَلِّفُونَهُ وَلَا يُطِيقُونَهُ، فَهُمُ الَّذِينَ لَا يُطِيقُونَ، وَيُفْطِرُونَ.
[٧٨٠٧] قال مَعْمَرٌ: وَأَخْبَرَنِي، مَنْ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ وَمُجَاهِدًا يَقُولَانِ ذَلِكَ.


(١) الحنطة: القمح. (انظر: النهاية، مادة: حنط).
(٢) ليس في الأصل، واستدركناه من «فتح الباري» لابن حجر (٨/ ١٧٥) معزوًا لعبد الرزاق.
(٣) قوله: «يرى المال إلا ربعًا أو ثلثا» كذا رسمُه في الأصل، وهو مشكل المعنى، ولعله: «يرى الماء إلا رابعًا أو ثالثا» يعني رابع أو ثالث يوم، واللَّه أعلم.
[٧٨٠٥] [شيبة:١٢٣٤٦].

[٧٨٠٨] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ ﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ﴾ [البقرة: ١٨٤]: لَمْ تَنْسَخْهَا آيَةٌ أُخْرَى ﴿فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ [البقرة: ١٨٥].
[٧٨٠٩] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ يُحَدِّثُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهَا لَيْسَتْ بِمَنْسُوخَةٍ، وَكَانَ يَقْرَؤُهَا: (يُطَوَّقُونَهُ) (١) [البقرة: ١٨٤]، هِيَ فِي الشَّيْخِ الَّذِي كُلِّفَ الصِّيَامَ، وَلَا يُطِيقُهُ، فَيُفْطِرُ وَيُطْعِمُ.
[٧٨١٠] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصور، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَؤُهَا: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ (يُطِوَّقُونَهُ)﴾ [البقرة: ١٨٤]، وَيَقُولُ: هُوَ الشَّيْخُ الْكَبِيرُ الَّذِي لَا يَسْتَطِيعُ الصِّيَامَ، فَيُفْطِرُ وَيُطْعِمُ عَنْ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا، نِصفَ صَاعٍ مِنْ حِنْطَةٍ.
[٧٨١١] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ (يُطِوِّقُونَهُ) فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ﴾ [البقرة: ١٨٤]، فَقَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقْرَؤُهَا: (يُطَوَّقُونَهُ). قَالَ عَطَاءٌ: وَبَلَغَنِي أَنَّ الْكَبِيرَ إِذَا لَمْ يَسْتَطِعِ الصِّيَامَ يَفْتَدِي (٢) مِنْ كُلِّ يَوْمٍ مِنْ رَمَضَانَ بِمُدٍّ (٣) لِكُلِّ مِسْكِينٍ، الشَّيْخَ الْكَبِيرَ، وَالْمَرْأَةَ الْكَبِيرَةَ، فَأَمَّا مَنِ اسْتَطَاعَ صِيَامَهُ بِجَهْدٍ فَلْيصُمْهُ، فَلَا عُذْرَ لَهُ فِي تَرْكِهِ، قُلْتُ: أَرَأَيْتَ إِنْ تَرَكَ كَبِيرٌ لَا يَسْتَطِيعُ يَصُومُ شَهْرَ رَمَضَانَ، فَلَمْ يَتَصَدَّقْ حَتَّى أَدْرَكَهُ شَهْرُرَ مَضَانَ آخَرُ؟ قَالَ: يَتَصَدَّقُ مَرَّةً أُخْرَى قَضَاء لِلَّذِي كَانَ تَرَكَهُ، وَلِلَّذِي أَدْرَكَهُ بَعْدُ، وَلَا يَتَصَدَّقُ أُخْرَى بِمَا تَرَكَ، إِنَّمَا ذَلِكَ عَلَى الَّذِي يَكُونُ عَلَيْهِ صِيَامٌ، ثُمَّ يُفَرِّطُ فِيهِ، أَنْ يَقْضيَهُ حَتَّى يَقْضِيَ الْآخَرَ.


(١) قرأ طاوس وعكرمة: «يَطَّوَّقونه» بفتح الياء وشد الطاء مفتوحة، وقيل: «يُطَوَّقونه» بتخفيف الطاء. وعن عكرمة رواية أخرى: «يُطَّيَّقونه» بضم الياء وشد الطاء وشد الياء المفتوحة، انظر: «تفسير الطبري» (٣/ ١٧٣)، و«الهداية إلى بلوغ النهاية» لمكي بن أبي طالب (١/ ٥٩٥ - ٥٩٦)، و«الدر المنثور» للسيوطي (٢/ ١٨٢ - ١٨٣).
(٢) الفدية: ما يقدَّم لله جزاءً لتقصير في عبادة. (انظر: معجم اللغة العربية المعاصرة، مادة: فدي).
(٣) المد: كَيْل مِقدار ملء اليدين المتوسطتين، وهو ما يعادل عند الجمهور: (٥١٠) جرامات. (انظر: المكاييل والموازين) (ص ٣٦).

[٧٨١٢] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو مَوْلَى عَائِشَةَ: أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تَقْرَأُ: (يُطَوَّقُونَهُ) [البقرة: ١٨٤].
[٧٨١٣] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ (يُطِوِّقُونَهُ)﴾ [البقرة: ١٨٤] وَهُوَ الشَّيْخُ الْهِمُّ (١)، وَالْمَرْأَةُ الْهِمَّةُ لَا يَسْتَطِيعَانِ الصِّيَامَ، وَيُفْطِرَانِ، وَيُطْعِمَانِ لِكُلِّ يَوْمٍ (٢) مِسْكِينًا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا.
[٧٨١٤] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِي، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: نَسَخَ قَوْلَهُ: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ﴾ [البقرة: ١٨٤]، ﴿فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ (٣) [البقرة: ١٨٥].
[٧٨١٥] عبد الرزاق، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: كَانَ يَقْرَأُ ﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ﴾ [البقرة: ١٨٤]، قَالَ: هِيَ فِي الشَّيْخِ الْكَبِيرِ، وَالْعَجُور إِذَا لَمْ يَسْتَطِيعَا الصِّيَامَ، فَعَلَيْهِمَا أَنْ يُطْعِمَا كُلَّ يَوْمٍ مِسْكِينًا، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا، فَإِنْ لَمْ يَجِدَا فَلَا شَيءَ عَلَيْهِمَا.
[٧٨١٦] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: يُطْعِمُ كُلَّ يَوْمٍ مِسْكِينًا مَكُّوكًا مِنْ بُرٍّ، مَكُّوكًا مِنْ تَمْرٍ.


(١) كذا في الأصل، قال الرازي في «الصحاح» (عن ٣٢٨، مادة: همم): «الهم بالكسر: الشيخ الفاني، والمرأة: همة».
(٢) [٢/ ١٢٥ أ]. وقوله: «يطعمان لكل يوم» مكانه متآكل في الأصل، والمثبت لعله الصواب؛ فقد أخرجه ابن أبي حاتم في «التفسير» (١/ ٣٠٧) عن محمد بن عبد الله المقرئ، عن سفيان بن عيينة، به، وفيه: «الشيخ الكبير الهرم والعجوز الكبيرة الهرمة يطعمون لكل يوم مسكينًا، ولا يقضون»، وأخرجه ابن حزم في «المحلى» (٤/ ٤١٣) من طريق ابن المديني، عن سفيان، به، وفيه: «الشيخ الكبير الهرم والمرأة الكبيرة الهرمة لا يستطيع الصوم يفطر، ويطعم كل يوم مسكينًا»، وأخرجه البخاري في «صحيحه» (٤٤٨٥) من طريق زكريا بن إسحاق، عن عمرو بن دينار، وفيه: «الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما فليطعمان مكان كل يوم مسكينًا»، والله أعلم.
• [٧٨١٤] [شيبة: ٩١٠١].
(٣) في الأصل: «فمن كان شهد منكم الشهر فليصمه» وهو خطأ، ينظر: «نواسخ القرآن» لابن الجوزي (ص ٦٢).

[٧٨١٧] عبد الرزاق، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ: سَأَلْتُ طَاوُسًا، عَنْ أُمِّي وَكَانَ بِهَا عُطَاشٌ فَلَمْ تَسْتَطِعْ (١) أَنْ تَصُومَ رَمَضَانَ، فَقَالَ: تُطْعِمُ كُلَّ يَوْمٍ مِسْكِينًا مُدَّ بُرٍّ، قَالَ: قُلْتُ: بِأَيِّ مُدٍّ؟ قَالَ: مُدُّ أَرْضِكَ.
[٧٨١٨] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ. وَالثَّوْريُّ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ ﴿فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا﴾ [البقرة: ١٨٤]، قَالَا: إِطْعَامٌ مِسْكِينًا آخَرَ.
وَقَالَهُ ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ.
[٧٨١٩] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: مَا (يُطَوَّقُونَهُ) [البقرة: ١٨٤]؟ قَالَ: يُكَلَّفُونَهُ، وَقَالَهَا ابْنُ جُبَيْرٍ، قَالَ: فَيَفْتَدِي (٢) مِنْ كُلِّ يَوْمٍ مِنْ رَمَضَانَ بِمُدِّ لِكُلِّ مِسْكِينٍ، ﴿فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا﴾ [البقرة: ١٨٤]، مَنْ زَادَ عَلَى إِطْعَامِ مِسْكِينٍ.
[٧٨٢٠] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ ﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ﴾ [البقرة: ١٨٤]، قَالَ: كَانَتْ فِي الشَّيْخِ الْكَبِيرِ، وَالْمَرْأَةِ الْكَبِيرَةِ يُطِيقَانِ (٣) الصوْمَ، وَهُوَ شَدِيدٌ عَلَيْهِمَا، فَرُخِّصَ لَهُمَا أَنْ يُفْطِرَا، ثُمَّ نُسِخَ ذَلِكَ بَعْدُ، فَقَالَ: ﴿فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ [البقرة: ١٨٥].
[٧٨٢١] عبد الرزاق، عَنِ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ صفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: هِيَ فِي الشَّيْخِ الْكَبِيرِ، إِذَا لَمْ يُطِقِ الصِّيَامَ، افْتَدَى مَكَانَ كُلِّ يَوْمٍ بِإِطْعَامِ (٤) مِسْكِينٍ مُدًّا مِنْ حِنْطَةٍ.


(١) في الأصل، (ن): «تستطيع»، والمثبت من «الدر المنثور» للسيوطي (٢/ ١٨٧) معزوا للمصنف هو الجادة.
(٢) بعده في الأصل «من رمضان»، وهو على الصواب في (ن).
(٣) قبله في الأصل: «لا»، ومطموس في (ن)، وقد أخرجه المصنف في «تفسيره» كالمثبت.
(٤) في (ن): «إطعام».

٣٢ - بَابٌ بِمَا يَبْدَأُ الْإِنْسَانُ عِنْدَ فِطْرِهِ
° [٧٨٢٢] عبد الرزاق، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ حَفْصَةَ ابْنَةِ سِيرِينَ، عَنِ الرَّبَابِ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِذَا أَفْطَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيُفْطِرْ بِتَمْرٍ، فَإِنْ لَم يَجِدْ فَلْيُفْطِرْ بِمَاءٍ، فَإِنَّ الْمَاءَ طَهُورٌ (١)».
° [٧٨٢٣] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أُمِّ الْهُذَيْلِ، عَنِ الرَّبَابِ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَبِّيِّ عَنِ النبِيِّ ﷺ مِثْلَهُ.

٣٣ - بَابُ تَعْجِيلِ الْفِطْرِ
[٧٨٢٤] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ عُمَرَ وَعُثْمَانَ كَانَا يُصَلِّيَانِ الْمَغْرِبَ فِي رَمَضَانَ قَبْلَ أَنْ يُفْطِرَا.
[٧٨٢٥] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عُمَرَ إِذْ جَاءَهُ رَاكِبٌ مِنَ الشَّامِ فَطَفِقَ (٢) عُمَرُ يَسْتَخْبِرُ عَنْ حَالِهِمْ، فَقَالَ: هَلْ يُعَجِّلُ أَهْلُ الشَّامِ الْفِطْرَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: لَنْ يَزَالُوا بِخَيْرٍ مَا فَعَلُوا ذَلِكَ، وَلَمْ يَنْتَظِرُوا النُّجُومَ انْتِظَارَ أَهْلِ الْعِرَاقِ.
[٧٨٢٦] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى أُمَرَاءِ الْأَمْصَارِ (٣) أَلَّا تَكُونُوا * مِنَ الْمُسْرِفِينَ بِفِطْرِكُمْ، وَلَا الْمُنْتَظِرِينَ بِصَلَاتِكُمُ اشْتِبَاكَ النُّجُومِ.


[٧٨٢٢] [الإتحاف: مي خز حب كم حم ٥٩٦٢] [شيبة: ٩٨٨٩، ٩٨٩٠].
(١) الطهور: الذي يرفع الحدث ويزيل النجس. (انظر: النهاية، مادة: طهر).
• [٧٨٢٤] [شيبة: ٩٨٨٥].
(٢) طفق: أخذ في الفعل، وهي من أفعال المقاربة. (انظر: النهاية، مادة: طفق).
• [٧٨٢٦] [شيبة: ٣٣٤١، ٩٠٣٩]، وتقدم: (٢١٥٩).
(٣) الأمصار: جمع المصر، وهو: البلد. (انظر: النهاية، مادة: مصر).
* [ن/١٦٨ أ].

[٧٨٢٧] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيِّ، قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ ﷺ أَسْرَعَ النَّاسِ إِفْطَارًا وَأَبْطَأَهُ سُحُورًا.
° [٧٨٢٨] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرِ مَا عَجّلُوا الْفِطْرَ».
[٧٨٢٩] عبد الرزاق *، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ مَنْصورٍ، أَوْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: إِنْ كُنْتُ لَآتي ابْنَ عُمَرَ بِالْقَدَحِ عِنْدَ فِطْرِهِ، فَأَسْتُرُهُ مِنَ النَّاسِ، وَمَا بِهِ إِلَّا الْحَيَاءُ، يَقُولُ: مِنْ سُرْعَةِ مَا يُفْطَرُ.
° [٧٨٣٠] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ فِي سَفَرٍ، فَقَالَ لِرَجُلٍ مِنَ الْقَوْمِ: «انْزِلْ فَاجْدَحْ لِي (١)» وَهُوَ صَائِمٌ، فَقَالَ (٢): الشَّمْسُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «انْزِلْ فَاجْدَحْ لِي»، قَالَ (٣): فَنَزَلَ فَجَدَحَ (٤) لَهُ فَشَرِبَ، قَالَ: وَلَوْ تَرَاءَاهَا أَحَدٌ عَلَى بَعِيرِهِ لَرَآهَا، يَعْنِي الشَّمْسَ، قَالَ (٥): ثُمَّ أَشَارَ النَّبِيُّ ﷺ بِيَدِهِ إِلَى الْمَشْرِقِ، قَالَ: «إِذَا رَأَيْتُمُ اللَّيْلَ قَدْ (٥) أَقْبَلَ مِنْ هَاهُنَا، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ».


° [٧٨٢٨] [شيبة: ٩٠٤٦].
• [٧٨٢٩] [شيبة: ٩٠٤٣].
* [٢/ ١٢٠ ب].
° [٧٨٣٠] [شيبة: ٩٠٣٥].
(١) بعده في الأصل كلمة لعلها: «بشيء»، والمثبت بدونها من (ن). وقد أخرج الحديث جمعٌ من الأئمة كالبخاري، ومسلم، وأحمد، وأبي داود، وليست هذه اللفظة عندهم. قال القاضي عياض في «مشارق الأنوار» (مادة: جدح، ١/ ١٤١): «قوله:»اجدح لنا«بفتح الدال، وآخره حاء مهملة، أي: حرِّك لنا السويق بالماء لنفطر عليه»، وقال ابن الأثير في «النهاية» (مادة: جدح): «الجدح: أن يحرَّك السويق بالماء ويُخَوَّض حتى يستوي، وكذلك اللبن، ونحوه»، والله أعلم.
(٢) في (ن): «فقال».
(٣) قوله: «فقال: الشمس يا رسول الله، قال: انزل فاجدح لي، قال» ليس في الأصل، وأثبتناه من (ن).
(٤) في الأصل: «فحدج» والمثبت من (ن) هو الصواب.
(٥) من (ن).

° [٧٨٣١] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ وَأَدْبَرَ النَّهَارُ، وَغَرَبَتِ الشَّمْسُ، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ».
[٧٨٣٢] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنَ عِيَاضٍ، يُخْبِرُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ يُؤْمَرُ أَنْ يُفْطِرَ الْإِنْسَانُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ، وَلَوْ عَلَى حَسْوَةٍ.
[٧٨٣٣] عبد الرزاق، عَنْ صَاحِبٍ لَهُ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، قَالَ كُنْتُ أَشْهَدُ ابْنَ عَبَّاسٍ عِنْدَ الْفِطْرِ فِي رَمَضَانَ، فَكَانَ يُوضعُ طَعَامُهُ، ثُمَّ يَأْمُرُ مُرَاقِبًا يُرَاقِبُ (١) الشَّمْسَ، فَإِذَا قَالَ: قَدْ (٢) وَجَبَتْ، قَالَ: كُلُوا، قَالَ: ثَمَّ كُنَّا نُفْطِرُ قَبْلَ الصَّلَاةِ.

٣٤ - بَابُ مَا يقالُ فِي السُّحُورِ
° [٧٨٣٤] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ مَوْلَى أَنَسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةٌ».
[٧٨٣٥] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ قَالُوا: تَسَحَّرُوا، وَلَوْ بِجَرْعٍ مِنْ مَاءٍ.


° [٧٨٣١] [شيبة: ٩٥٣٤].
(١) بها الأصل: «فيرقب»، والمثبت من (ن)، «شرح ابن بطال على صحيح البخاري» (٤/ ١٠٤)، «تغليق التعليق» لابن حجر (٣/ ٣٤٧) منسوبًا فيهما للمصنف.
(٢) ليس في الأصل، وأثبتناه من (ن) والمصدرين السابقين.
° [٧٨٣٤] [التحفة: م ١٠٠٧، ق ١٠١٩، خ ١٠٢٨، م ١٠٦٥، م ت س ١٠٦٨] [شيبة: ٩٠٠٦].
• [٧٨٣٥] [شيبة: ٩٠١٠].

° [٧٨٣٦] عبد الرزاق *، عَنْ ثَوْر بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، أَنَّ النبِيَّ ﷺ قَالَ لِرَجُلٍ: «هَلُمَّ إِلَى الْغَدَاءِ (١) الْهَنِئِ الْمُبَارَكِ»، يَعْنِي السَّحُورَ.
° [٧٨٣٧] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُور بَرَكَةً».
° [٧٨٣٨] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ (٢)، عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ: مُوسَى بْنُ عُلَيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَوْلى لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ (٣) يُقَالُ لَهُ: أَبُو (٤) قَيْسٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «فَرْقُ مَا بَيْنَ صَوْمِنَا وَصَوْمِ أَهْلِ الْكِتَابِ، أَكلَةُ السَّحَرِ».
° [٧٨٣٩] عبد الرزاق، عَنْ شَيْبَةَ بْنِ كَثِيرٍ (٥)، ابْنِ أَخِي إِسْمَاعِيلَ (٦) بْنِ شَرُوسٍ، أَنَّهُ سَمِعَ إِسْمَاعِيلَ بْنَ شَرُوسٍ (٧)، يَقُولُ: سَمِعْتُ طَاوُسًا يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: قَالَ


* [ن/١٦٨ ب].
(١) قوله: «قال لرجل: هلم إلى الغداء» وقع في الأصل: «قال: هلم - لرجل - الغداء»، والتصويب من (ن). ينظر: سنن النسائي «الكبرى» (٢٦٨١) من طريق سفيان، عن ثور، به.
° [٧٨٣٧] [التحفة: س ١٤١٨٧، س ١٤٢٠٢] [الإتحاف: عه حم ١٩٥٣٠] [شيبة: ٩٠٠٧].
° [٧٨٣٨] [شيبة: ٩٠٠٨].
(٢) في الأصل: «يزيد»، والمثبت من (ن) هو الصواب، كذا هو في «مستخرج أبي عوانة» (٢/ ١٨٠)، و«فوائد ابن الفرضي» (٢١) كلاهما من طريق الثوري، به.
(٣) في (ن): «العاصي».
(٤) ليس في الأصل، واستدركناه من (ن)، و«المستخرج»، و«الفوائد».
(٥) كذا في الأصول، وعند البيهقي في «الشعب - ط الرشد» (٤٤١٢)، و«الآداب» (٨٤٢) من طريق الدبري، عن عبد الرزاق: «شيبة بن عثمان» وعدّله محقق «الشُّعب» إلى: «شيبة بن النعمان» خلافًا لأصوله، وقد ترجم ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (٤/ ٣٣٧) له فقال: «شيبة بن النعمان بن شروس الصنعاني، روى عن: عمه إسماعيل بن شروس، روى عنه: عبد الرزاق، سمعت أبي يقول ذلك»، واللَّه أعلم.
(٦) قوله: «ابن أخي إسماعيل» وقع في الأصل: «عن أبي إسماعيل»، والمثبت من (ن).
(٧) قوله: «بن شروس» ليس في الأصل، وأثبتناه من (ن).

رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «اسْتَعِينُوا بِرُقَادِ النَّهَارِ عَلَى قِيَامِ اللَّيْلِ، وَبِأَكْلَةِ السَّحَرِ عَلَى صِيَامِ النَّهَارَ».
° [٧٨٤٠] عبد الرزاق، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُغِيثٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «نِعْمَ الْعَوْنُ رُقَادُ النَّهَارِ عَلَى قِيَامِ اللَّيلِ».

٣٥ - بَابُ تَأْخِيرِ السُّحُورِ
° [٧٨٤١] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «سَحَرْنَا يَا أَنَسُ، إِني أُرِيدُ الصِّيَامَ فَأَطْعِمْنِي شَيْئًا»، فَجِئْتُهُ (١) بِتَمْرٍ، وإنَاءِ فِيهِ مَاءٌ بَعْدَمَا (٢) أَذَّنَ بِلَال، فَقَالَ: «يَا أَنَسُ انْظُرْ إِنْسَانًا يَأْكُلُ مَعِي»، قَالَ (٣): فَدَعَوْتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي شَرِبْتُ شَرْبَةً مِنْ سَوِيقٍ، وَأَنَا أُرِيدُ الصِّيَامَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «وَأَنَا أُرِيدُ الصِّيَامَ»، فَتَسَحَّرَ مَعَهُ *، ثُمَّ صَلَّى النَّبِيُّ ﷺ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ فَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ. وَكَانَ مَعْمَرٌ يُوَّخِّرُ السُّحُورَ، وَيُسْفِرُ، حَتَّى يَقُولَ الْجَاهِلُ: مَا لَهُ صَوْمٌ.
[٧٨٤٢] عبد الرزاق، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَزِرُّ بْنُ حُبَيْشٍ إِلَى حُذَيْفَةَ، وَهُوَ فِي دَارِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، فَاسْتَأْذَنَّا عَلَيْهِ، فَخَرَجَ إِلَيْنَا، فَأُتِيَ بِلَبَنٍ، فَقَالَ: اشْرَبَا، فَقُلْنَا: إِنَّا نُرِيدُ الصِّيَامَ، قَالَ: وَأَنَا أُرِيدُ الصّيَامَ، فَشَرِبَ، ثُمَّ نَاوَلَ زِرًّا فَشَرِبَ، ثُمَّ نَاوَلَنِي فَشَرِيْتُ، وَالْمُوَّذِّنُ يُوَّذِّنُ فِي الْمَسْجِدِ، قَالَ: فَلَمَّا دَخَلْنَا الْمَسْجِدَ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، وَهُمْ يُغَلِّسُونَ.


° [٧٨٤١] [الإتحاف: حب حم ١٥٧٢].
(١) في الأصل: «فجأته»، والمثبت من (ن).
(٢) مطموس في الأصل.
(٣) ليس في الأصل، وأثبتناه من (ن).
* [٢/ ١٢٦ أ].
[٧٨٤٢] [شيبة:٩٠٢٨].

[٧٨٤٨] عبد الرزاق، عَنْ أَبِيهِ هَمَّامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُنْتَشِرُ الْوَادِعِيُّ، أَنَّ عُمَيْرًا ذَا بَيْتَانَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ تَسَحَّرَ مَعَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ * بِالْكُوفَةِ فِي رَمَضَانَ، ثُمَّ خَرَجَ وَأَنَا مَعَهُ، فَأَتَى الْمَسْجِدَ فَأُقِيمَتِ (١) الصَّلَاةُ، قَالَ: قُلْتُ: كَمْ بَيْنَ مَنْزِلِهِ وَبَيْنَ الْمَسْجِدِ؟ قَالَ: مِثْلُ مَا بَيْنَ دَارِ (٢) زِيَادِ بْنِ فَيْرُوزَ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَعْظَمِ.
° [٧٨٤٤] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: جَاءَ بِلَالٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، وَالنَّبِيُّ ﷺ يَتَسَحَّرُ، فَقَالَ: الصَّلَاةَ يَا رَسُول اللَّهِ (٣)، فَثَبَتَ كَمَا هُوَ يَأْكُلُ، ثُمَّ أَتَاهُ، فَقَالَ: الصَّلَاةَ، وَهُوَ حَالَهُ، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ: الصَّلَاةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ وَاللَّهِ أَصْبَحْتُ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «يَرْحَمُ اللَّهُ بِلَالًا، لَوْلَا بِلَالٌ لَرَجَوْنَا أَنْ يُرَخَّصَ (٤) لَنَا حَتَّى تَطلُعَ الشَّمْسُ».
[٧٨٤٥] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ شَبِيبِ بْنِ غَرْقَدَةَ، عَنْ حِبَّانَ (٥) بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: أَتَيْتُ عَلِيًّا وَهُوَ مُعَسْكِرٍ بِدَيْرِ أَبِي مُوسَى وَهُوَ يَتَسَحَّرُ، فَقَالَ: ادْنُ، قَالَ: قُلْتُ (٦): إِنِّي أُرِيدُ الصِّيَامَ، قَالَ: وَأَنَا أُرِيدُ الصِّيَامَ، فَلَمَّا فَرَغَ، قَالَ لِلْمُوَّذِّنِ: أَقِمِ الصَّلَاةَ.
° [٧٨٤٦] عبد الرزاق، عَنْ عُمَرَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، مَوْلَى الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ جُزْءًا مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ تَأْخِيرُ السُّحُورِ، وَتَبْكِيرُ الْفِطْرِ، وَاِشَارَةُ الرَّجُلِ بِإِصْبَعِهِ فِي الصَّلَاةِ».


* [ن/١٦٩ أ].
(١) قوله: «فأتى المسجد فأقيمت» وقع في (ن): «فلما جاء المسجد أقيمت».
(٢) في الأصل: «قبر» والمثبت من (ن).
(٣) بعده في الأصل: «فقال»، والمثبت بدونه هو الموافق لما في (ن).
(٤) قوله: «لرجونا أن يرخص» وقع في الأصل: «لرُخص» والمثبت من (لط)، وهو الموافق لما في «فتح الباري» لابن حجر (٤/ ١٣٥) منسوبًا للمصنِّف.
(٥) في (ن): «حيان» وهو تصحيف.
(٦) قوله: «قال: قلت» وقع في الأصل: «فقال»، والمثبت من (ن).

° [٧٨٤٧] عبد الرزاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إِنَّ بِلَالًا يُوَّذِّنُ بِلَيْلٍ، فَمَنْ أَرَادَ الصِّيَامَ فَلْيَأْكُلْ وَلْيَشْرَبْ، حَتَّى يُوَّذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُوم»، قَالَ: وَقَالَ الْقَاسِمُ: وَمَا كَانَ بَيْنَهُمَا إِلَّا أَنْ يَنْزِلَ هَذَا، وَيَرْقَى هَذَا.
° [٧٨٤٨] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ (١)، عَنِ الْقَاسِمِ … مِثْلَهُ.
° [٧٨٤٩] عبد الرزاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «إِنَّ بِلَالًا يُوَّذِّنُ بِلَيْلٍ، فَمَنْ أَرَادَ الصِّيَامَ فَلَا يَمْنَعُهُ أَذَانُ بِلَالٍ، حَتَّى يُوَّذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُوم»، قَالَ: وَكَانَ أَعْمَى، فَكَانَ لَا يُوَّذِّنُ حَتَّى يُقَالَ لَهُ: أَصْبَحْتَ.
° [٧٨٥٠] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ النَّبِي ﷺ: «إِن بِلَالًا يُوَّذَنُ بِلَيْلٍ فَكُلُوا وَاشْرَبُوا، حَتَّى يُوَّذنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ».
[٧٨٥١] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ: أَلَا مِنْ (٢) أَخْلَاقِ الْأَنْبِيَاءِ عليهم السلام تَعْجِيلَ الْفِطْرِ، وَتَأْخِيرَ السُّحُورِ، وَوَضْعَ الْيَدِ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى فِي الصَّلَاةِ.
° [٧٨٥٢] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ يَزِيد (٣) بْنِ ابِي زِيَادٍ مَوْلى آلِ عَلِيٍّ * أنّ نَاسًا مِنْ ثَقِيفٍ قَدِمُوا عَلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَأَنْزَلَهُمُ بِالْمَقْبَرَةِ، وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ، فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ ﷺ بِسَحُورِهِمْ بَعْدَ أَذَانِ بِلَالٍ بَعْدَ طُلُوعِ (٤) الْفَجْرِ الْأَوَّلِ، وَأَسْفَرَ (٥) جِدًّا، فَأَكَلُوا وَأَكَلَ


(١) في (ن): «عبيد الله»، وفي الحاشية كالمثبت، ونسبه لنسخة.
° [٧٨٥٠] [شيبة: ٩٠١٦]، وتقدم: (٧٨٤٧).
(٢) ليس في الأصل، وأثبتناه من (ن).
(٣) بعده في الأصل: «مولى»، وهو خطأ.
* [ن/١٦٩ ب].
(٤) قوله: «بعد طلوع» مطموس في الأصل، والمثبت من (ن).
(٥) الإسفار: انكشاف الصبح وإضاءته. (انظر: النهاية، مادة: سفر).

مَعَهُمْ بِلَالٌ، ثُمَّ صَامُوا (١) جَمِيعًا، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ بِلَالًا بِفِطْرِهِمْ * حَتَّى ظَنُّوا أَنَّهَا قَدْ غَابَتِ الشَّمْسُ، وَهُمْ يَشُكُّونَ، فَأَفْطَرُوا وَأَفْطَرَ مَعَهُمْ.
° [٧٨٥٣] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ (٢)، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ بَعَثَ أَبَا قَتَادَةَ فِي حَاجَةٍ لَهُ (٣)، فَجَاءَهُ بَعْدَمَا أسْفَرَ جِدًّا، يَقُولُ: بَعْدَ الْفَجْرِ الْأَوَّلِ، فَقَدَّمَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ ﷺ سَحُورًا، فَقَالَ: أَيْ رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ أَصْبَحْتُ، فَقَالَ: «تَسَحَّرُوا»، وَطَبَّقَ النَّبِيُّ ﷺ يجِيفُ الْبَابَ حَتَّى لَا يَبِينَ لَهُ الْإِسْفَارُ، فَلَمَّا فَرَغَ خَرَجَ، فَوَجَدَهُ قَدْ أَسْفَرَ جِدًّا، يَقُولُ: بَعْدَ الْفَجْرِ الْأَوَلِ.
[٧٨٥٤] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ (٤)، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يَقُولُ: أَجِيفُوا (٥) الْبَابَ لَا يَفْجَؤُنَا الصُّبْحُ.
[٧٨٥٥] عبد الرزاق، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْم، عَنْ عَامِرِ بْنِ مَطَرٍ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ (٦) قَالَ: تَسَحَّرْنَا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ، ثُمَّ خَرَجْنَا فَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ.


(١) في الأصل: «صلوا» والمثبت من (ن).
* [٢/ ١٢٦ ب].
(٢) كذا في الأصول، وفي كتب التراجم: «زيد»، ينظر: «التاريخ الكبير» للبخاري (٦/ ٤٥)، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (٦/ ١٥).
(٣) في الأصل، (ن): «لي»، ولعل ما أثبتناه هو الصواب.
(٤) قوله: «عن معمر» ليس في الأصل، واستدركناه من (ن)، ويوافقه ما في «المحلى» لابن حزم (٤/ ٣٧١) نقلًا عن عبد الرزاق.
(٥) أجاف الباب: أغلقه. (انظر: المشارق) (١/ ١٦٥).
• [٧٨٥٥] [شيبة: ٩٠٢٤].
(٦) كذا في الأصل، (ك): «عن أبيه» وكذا رواه الطبراني في «المعجم الكبير» (٩٥٧٧) من طريق الدبري، عن عبد الرزاق، به.
والحديث أخرجه غير واحد من أهل العلم من حديث عبد الله بن مطر الشيباني، عن ابن مسعود، به، ليس فيه: عن أبيه، ولعل هذا من أوهام الدبري على عبد الرزاق.

٣٦ - بَابُ الْمَرِيضِ فَي رَمَضَانَ وَقَضَائِهِ
[٧٨٥٦] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَنْ أَدْرَكَهُ رَمَضانُ وَهُوَ مَرِيضٌ، ثُمَّ صحَّ فَلَمْ يَقْضِهِ، حَتَّى أَدْرَكَهُ رَمَضَانُ آخَرُ، صَامَ الَّذِي أَدْرَكَ، ثُمَّ صَامَ الْأَوَّلَ، وَأَطْعَمَ عَنْ كُلِّ يَوْمٍ نِصفَ صَاعٍ مِنْ قَمْحٍ.
قَالَ مَعْمَرٌ: وَلَا أَعْلَمُ كُلُّهُمْ، إِلَّا يَقُولُونَ هَذَا فِي هَذَا.
[٧٨٥٧] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: إِنْ إِنْسَانٌ مَرِضَ فِي رَمَضَانَ (١)، ثُمَّ صَحَّ، فَلَمْ يَقْضهِ، حَتَّى أَدْرَكَهُ شَهْرُ رَمَضانَ آخَرُ، فَلْيَصُمِ الَّذِي حَدَثَ (٢)، ثُمَّ يَقْضِي الْآخَرَ، وَيُطْعِمْ مَعَ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا.
[٧٨٥٨] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءٍ يَقُولُ: يُطْعِمُ مَكَانَ الشَّهْرِ الَّذِي مَضى، مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ صَحَّ وَفَرَّطَ فِي (٣) قَضَائِهِ، حَتَّى أَدْرَكَهُ شَهْرُ رَمَضَانَ آخَرُ (٣).
قُلْتُ لِعَطَاءٍ: كَمْ بَلَغَكَ يُطْعِمُوا؟ قَالَ: مُدٌّ، زَعَمُوا.
[٧٨٥٩] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: مَنْ تَتَابَعَهُ رَمَضَانَانِ (٤) وَهُوَ مَرِيضٌ، لَمْ يَصِحَّ بَيْنَهُمَا، قَضَى الْآخِرَ مِنْهُمَا بِصِيَامٍ، وَقَضى الْأَوَّلَ مِنْهُمَا بِإِطْعَامِ مُدٍّ مِنْ حِنْطَةٍ، وَلَمْ يَصُمْ.
[٧٨٦٠] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ * قَالَ: مَنْ


(١) قوله: «في رمضان» ليس في الأصل، واستدركناه من (ن)، و«فتح الباري» لابن حجر (٤/ ١٩٠) معزوًا للمصنف.
(٢) في الأصل: «أحدث» والمثبت من (ن)، و«فتح الباري». وعند الدارقطني في «السنن» (٢٣٤٣) من طريق ابن جريج، عن عطاء، به: «أدركه»، و(٢٣٤٦) من طريق رقبة، عن عطاء، به: «حضره».
(٣) ليس في الأصل، واستدركناه من (ن).
(٤) في الأصل: «رمضان آخر» والمثبت من (ن)، و«فتح الباري» لابن حجر (٤/ ١٩٠) معزوًا للمصنف.
* [ن/ ١٧٠ أ].

مَرِضَ فِي رَمَضَانَ فَأَدْرَكَهُ رَمَضَانُ آخَرُ مَرِيضًا، فَلَمْ يَصُمْ هَذَا (١) الْآخَرَ، لَمْ (٢) يَصُمِ الْأَوَّلَ، وَيُطْعِمْ عَنْ كُلِّ يَوْمٍ مِنْ رَمَضَانَ الْأَوَّلِ مُدًّا، قَالَ: وَبَلَغَنِي ذَلِكَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
[٧٨٦١] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: مَنْ تَتَابَعَه رَمَضَانَانِ وَهُوَ مَرِيضٌ، لَمْ يَصِحَّ بَيْنَهُمَا، قَضَى هَذَا الْآخِرَ مِنْهُمَا (٣) بِصِيَامٍ، وَقَضَى الْأَوَّلَ مِنْهُمَا بِطَعَامٍ، وَلَمْ يَصُمْ.
[٧٨٦٢] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: يَقْضِيهِمَا جَمِيعًا بِصيَامٍ.
[٧٨٦٣] عبد الرزاق، قَالَ مَعْمَرٌ: وَسَمِعْتُ حَمَّادًا يَقُولُ مِثْلَ قَوْلِ طَاوُسٍ.
[٧٨٦٤] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: كنْتُ جَالِسًا عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ فَجَاءَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ تَتَابَعَ عَلَيَّ رَمَضَانَانِ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: تَاللَّهِ أَكَانَ هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: لَا (٤)، قَالَ (٥): فَذَهَبَ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ، فَقَالَ: إِنَّ رَجُلا تَتَابَعَ عَلَيْهِ رَمَضَانَانِ، قَالَ: تَاللَّهِ أَكَانَ هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِحْدَى مِنْ سَبْعٍ (٦)!! يصوم سهرَينِ، وَيُطعِمُ سِتِّينَ مِسْكِينًا.
[٧٨٦٥] عبد الرزاق، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْجَزِيرَةِ، قَالَ: سَمِعْتُ ثَابِتَ بْنَ (٧) الْحَجَّاجِ،


(١) ليس في الأصل، وأثبتناه من (ن)، و«كنز العمال» (٢٤٣١٤) منسوبًا لعبد الرزاق.
(٢) في الأصل، (ن): «ثم»، والمثبت من «كنز العمال».
(٣) كأنه في الأصل: «بينهما»، والمثبت من هو الصواب.
(٤) نسبه في (ن) لنسخة.
(٥) ليس في (ن).
(٦) في الأصل: «سبعي»، والمثبت من (ن) هو الصواب. قال ابن الجوزي في «غريب الحديث» (١/ ١٢): «يعني اشتد الأمر فيه، يريد به إحدى سِني يوسف السبع، فشبه الحال بها في الشدة، والمحرب تقول: إحدى بنات طبق، أي إحدى المعضلات».
• [٧٨٦٥] [شيبة: ٩٨٣٩].
(٧) في الأصل: «أبي»، وفي (ن): «أبا»، والمثبت هو الصواب، كذا هو في «مسند وكيع»؟ كما في "مسند =

يَقُولُ: خَرَجْنَا فِي سَرِيَّةٍ فِي (١) أَرْضِ الرّومِ، فَبَيْنَا نَحْنُ فِي أَرْضِ الرُّومِ، وَمَعَنَا عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ، قَالَ: فَخَطَبَنَا، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَقُولُ: مَنْ صامَ يَوْمًا مِنْ غَيْرِ رَمَضَانَ، وَأَطْعَمَ مِسْكِينَا، وَجَمَعَ بَيْنَ (٢) يَدَيْهِ، فَإِنَّهُمَا يَعْدِلَانِ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ.
[٧٨٦٦] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ أَبِي حَصِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ فِي الرَّجُلِ الْمَرِيضِ فِي رَمَضانَ فَلَا يَزَالُ مَرِيضًا حَتَّى يَمُوتَ، قَالَ: لَيْسَ (٣) عَلَيْهِ شَيءٌ، فَإِنْ صَحَّ (٤)، فَلَمْ يَصُمْ حَتَّى مَاتَ، أُطْعِمَ عَنْهُ كُل يَوْمٍ نِصْفُ صَاعٍ مِنْ حِنْطَةٍ.
[٧٨٦٧] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ مِثْلَ قَوْلِ * ابْنِ عَبَّاسٍ.
[٧٨٦٨] عبد الرزاق، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: إِذَا مَرِضَ الرَّجُلُ فِي رَمَضَانَ، فَلَمْ يَزَلْ مَرِيضًا، حَتَّى يَمُوتَ، فَلَيْسَ عَلَيْهِ شَيءٌ، فَإِنْ صَخَ فَلَمْ يَقْضِهِ حَتَّى مَاتَ أُطْعِمَ عَنْهُ عَنْ كُلِّ يَوْمٍ مَكُّوكٌ (٥) مِنْ بُرٍّ، وَمَكُّوكٌ مِن تَمْرٍ (٦).


= الفاروق«لابن كثير (٢٧٥)، و»مصنف ابن أبي شيبة«(٩٨٣٩)، و»تاريخ الرقة«لأبي علي القشيري (٧٥)، ومن طريقه ابن عساكر في»تاريخ دمشق«(٤٧/ ٥٣) كلهم من طريق جعفر بن برقان الجزري، عن ثابت بن الحجاج، به.
(١) في (ن):»من«ونسبه لنسخة، وفي الحاشية كالمثبت، وصحح عليه.
(٢) في الأصل:»في«، والمثبت من (ن) منسوبًا لنسخة، وكذا هو في»مسند وكيع«، و»تاريخ الرقة«، و»تاريخ دمشق«لكن عند الثلاثة:»أصبعيه«.
(٣) قوله:»قال: ليس«وقع في (ن):»فليس«، والمثبت من (ك).
(٤) قوله:»عن أبي حصين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال في الرجل المريض في رمضان فلا يزال مريضا حتى يموت، قال: ليس عليه شيء، فإن صح «ليس في الأصل، واستدركناه من (ن)، (ك).
* [٢/ ١٢٧ أ].
(٥) المكوك: مكيال يسع صاعا ونصف صاع، ما يعادل: (٣٠.٥٤) كيلو جرام. (انظر: المقادير الشرعية) (عن ٢٠٠).
(٦) قوله:»فإن صح فلم يقضه حتى مات أطعم عنه عن كل يوم مكوك من برومكوك من تمر" ليس في الأصل، واستدركناه من (ن)، (ك).

[٧٨٦٩] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: إِذَا مَرِضَ الرَّجُلُ فِي رَمَضَانَ، فَلَمْ يَصِحَّ حَتَّى مَاتَ، فَلَيْسَ عَلَيْهِ شَيءٌ، غُلِبَ عَلَى أَمْرِهِ وَقَضَائِهِ (١).
[٧٨٧٠] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: إِذَا مَرِضَ الرَّجُلُ فِي رَمَضَانَ، فَلَمْ يَزَلْ مَرِيضًا حَتَّى يَمُوتَ (٢)، فَلَيْسَ عَلَيْهِ شَيءٌ، فَإِنْ صَحَّ فَلَمْ يَقْضِهِ، أَطْعَمَ عَنْهُ كُلَّ يَوْمٍ مِسْكِينًا مُدًّا مِنْ بُرٍّ.
° [٧٨٧١] عبد الرزاق، عَنِ الْأَسْلَمِيِّ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ * قَالَ: قَالَ النَّبِي ﷺ: «مَنْ مَرِضَ فِي رَمَضَانَ فَلَمْ يَزَلْ مَرِيضًا حَتَّى مَاتَ لَمْ يُطْعَمْ عَنْهُ، وإِنْ صَحُّ فَلَمْ يَقْضِهِ حَتَّى مَاتَ أُطْعِمَ عَنْهُ (٣)».
[٧٨٧٢] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِذَا مَرِضَ الرَّجُلُ فِي رَمَضَانَ، فَلَمْ يَزَلْ مَرِيضًا حَتَّى يَمُوتَ، أُطْعِمَ عَنْهُ (٤) مَكَانَ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينٌ مُدّا مِنْ حِنْطَةٍ.
[٧٨٧٣] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: يُطْعَمُ عَنْهُ.
[٧٨٧٤] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: ذَكَرْتُ لاِبْنِ سِيرِينَ قَوْلَ طَاوُسٍ، فَمَا أَعْجَبَهُ.
[٧٨٧٥] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: مَرِضَ فِي رَمَضَانَ، ثُمَّ صَحَّ فَلَمْ يَقْضِهِ، حَتَّى مَرَّ بِهِ رَمَضَانُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَهُوَ صَحِيحٌ؟ قَالَ: يُطْعِمُ مَرَّةً وَاحِدَةً ثَلَاثِينَ مِسْكِينًا ثَلَاثِينَ مُدًّا.


(١) هذا الأثر ليس في الأصل، واستدركناه من (ن)، (ك).
(٢) في حاشية (ن) منسوبًا لنسخة: «مات».
* [ن/١٧٠ ب].
(٣) قوله: «لم يطعم عنه، وإن صح فلم يقضه حتى مات أطعم عنه» ليس في الأصل، واستدركناه من (ن)، (ك)، «المحلى» لابن حزم (٤/ ٤٢٢) من طريق عبد الرزاق، به.
(٤) من أول الأثر إلى هنا ليس في الأصل، واستدركناه من (ن)، (ك).

[٧٨٧٦] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ فَرَجُل مَرِضَ رَمَضَانَ كُلَّهُ، فَلَمْ يَزَلْ مَرِيضًا، حَتَّى مَرَّ بِهِ رَمَضَانُ آخَرُ؟ قَالَ: يُطْعِمُ مَرَّةً وَاحِدَةَ قَطُّ، قُلْتُ لَهُ: فَرَجُلٌ مَرِضَ رَمَضَانَ كُلَّهُ، فَلَمْ يَزَلْ مَرِيضًا، حَتَّى أَدْرَكَهُ الْآخَرُ مَرِيضًا؟ قَالَ: يَقْضِي الْأَوَّلَ قَطُّ، وَلَا يُطْعِمُ.
[٧٨٧٧] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: رَجُلٌ مَرِضَ رَمَضانَ كُلَّهُ، فَلَمْ يَزَلْ مَرِيضًا (١) حَتَّى أَدْرَكَهُ رَمَضَانُ آخَرُ مَرِيضًا، فَمَرِضهُ كُلَّهُ ثُمَّ صَحَّ، فَلَمْ يَقْضهِمَا، حَتَّى أَدْرَكَهُ الثَّالِثُ (٢)، كَمْ يُطْعِمُ؟ قَالَ: سِتِّينَ مِسْكِينًا سِتَينَ مُدًّا.
[٧٨٧٨] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: فَرَجُلٌ مَرِضَ رَمَضَانَ كُلَّهُ، ثُمَّ صَحَّ فَلَمْ يَقْضِهِ حَتَّى مَاتَ، قَالَ: يُطْعَمُ عَنْهُ ثَلَاثُونَ (٣) مِسْكِينًا ثَلَاثِينَ مُدًّا، قُلْتُ: فَرَجُلٌ مَرِضَ رَمَضَانَ كُلَّهُ، ثُمَّ صحَّ فَلَمْ يَقْضِهِ حَتَّى (٤).
أَدْرَكَهُ رَمَضَانُ آخَرُ فَمَاتَ فِيه أَوْ بَعْدَهُ، قَالَ: يُطْعَمُ عَنْهُ سِتُّونَ (٥) مِسْكِينًا سِتِّينَ مُدًّا.
[٧٨٧٩] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ فِي رَجُلٍ مَرِضَ رَمَضَانَ كُلَّهُ، ثُمَّ صحَّ فَلَمْ يَقْضِهِ حَتَّى أَدْرَكَهُ رَمَضَانُ آخَرُ، فَمَاتَ فِيهِ أَوْ بَعْدَهُ، قَالَ: يُطْعَمُ عَنْهُ مَكَانَ الْأَوَّلِ كُلَّ يَوْمٍ مِسْكِينَانِ، كَمَا صَنَعَ.
[٧٨٨٠] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: إِذَا مَاتَ الرَّجُلُ، وَعَلَيْهِ صِيَامُ رَمَضَانَ (٦)، أُطْعِمَ عَنْهُ عَنْ كُلِّ يَوْمٍ نِصْفُ صاعٍ مِنْ بُرٍّ.


(١) قوله: «كله فلم يزل مريضا» ليس في الأصل، واستدركناه من (ن)، (ك).
(٢) بعده في الأصل: «قال» والمثبت من (ن)، (ك).
(٣) في (ك): «ثلاثين» وضبط: «يطعم» بكسر العين، بمعنى: يُطعِم عنه وليُّه ثلاثين، والمثبت من (ن).
(٤) قوله: «مات قال: يطعم عنه ثلاثون مسكينا ثلاثين مدا، قلت: فرجل مرض رمضان كله ثم صح فلم يقضه حتى» ليس في الأصل، واستدركناه من (ن)، (ك).
(٥) في (ك): «ستين» والمثبت من الأصل، (ن). وينظر التعليق على لفظة «ثلاثون».
(٦) بعده في الأصل: «آخر»، والمثبت من (ن)، (ك)، «المحلى» لابن حزم (٤/ ٤٢٥).

° [٧٨٨١] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِن أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرٍ، قَالَ: «صُومِي مَكَانَهَا».
[٧٨٨٢] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُس، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِذَا مَاتَ الرَّجُلُ وَعَلَيْهِ صِيَامُ رَمَضَانَ، قَضَى عَنْهُ بَعْضُ أَوْلِيَائِهِ. قَالَ مَعْمَرٌ: وَقَالَهُ حَمَّادٌ *.
[٧٨٨٣] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، أَنَّ امْرَأَةَ مَاتَت وَعَلَيْهَا صوْمُ سَنَةٍ، وَتَرَكَتْ زَوْجَهَا وَبَنِيهَا ثَلَاثَةً، قَالَ طَاوُسهم: صُومُوا عَنْهَا سَنَةً كُلُّكُمْ.
[٧٨٨٤] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ (١)، عَنِ الزُّهْرِيِّ، فِي رَجُلٍ مَاتَ وَعَلَيْهِ نَذْرُ (٢) صِيَامٍ فَلَمْ يَقْضِهِ، قَالَ: يَصُومُ عَنْهُ بَعْضُ أَوْلِيَائِهِ.
[٧٨٨٥] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ وَابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَا: يُطْعِمُ عَنْهُ (٣) كُلَّ يَوْمٍ مِسْكِينًا.
[٧٨٨٦] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ رَجُلٍ مَاتَ وَعَلَيْهِ رَمَضَانُ، وَعَلَيْهِ نَذْرُ صِيَامِ شَهْرٍ آخَرَ، قَالَ: يُطْعَمُ عَنْهُ سِتُّونَ مِسْكِينًا.
[٧٨٨٧] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ بَلَغَهُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: يُطْعَمُ عَنْهُ مَكَانَ رَمَضَانَ عَنْ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينٌ، وَيَصومُ عَنْهُ بَعْضُ أَوْلِيَائِهِ النَّذْرَ.


° [٧٨٨٨] [الإتحاف: عه كم م حم ٢٣١٠] [شيبة: ١٢٢١٣].
* [ن/ ١٧١ أ].
(١) قوله: «عن معمر» ليس في الأصل، واستدركناه من (ن).
(٢) النذر: التزام مسلم مكلف قربة ولو تعليقا. (انظر: معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية) (٣/ ٤٠٨).
(٣) في الأصل: «عد» والمثبت من (ن)، (ك). و«يطعم عنه» أي: وليُّه.

[٧٨٨٨] قال عبد الرزاق: وَذَكَرَهُ عُثْمَانُ * بْنُ مَطَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.

٣٧ - بَابُ تَدَارُكِ شَهْرِ رَمَضَانَ عَلَى الْمُسَافِرِ
[٧٨٨٩] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ (١) عَطَاءٍ فِي الشَّهْرَيْنِ يَتَدَارَكَا (٢) عَلَى الْمُسَافِرِ، قَالَ: كَالْمَرِيضِ سَوَاءٌ، قُلْتُ: رَجُلٌ أَفْطَرَ مِنْ رَمَضَانَ أَيَّامًا فِي سَفَرٍ، ثُمَّ مَاتَ فِي سَفَرِهِ ذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُقِيمَ؟ قَالَ: لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ، وَلَا يُطْعَمُ عَنْهُ.
[٧٨٩٠] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ فَرَجُلٌ أَفْطَرَ فِي (٣) رَمَضَانَ فِي سَفَرٍ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ مُسَافِرًا حَتَّى أَدْرَكَهُ رَمَضَانُ آخَرُ مُسَافِرًا، مَا بَيْنَ ذَلِكَ؟ قَالَ: لَيْسَ عَلَيْهِ شَيءٍ إِلَّا أَنْ يَقْضِيَ الْأَوَّلَ، وَلَيْسَ عَلَيْهِ أَنْ يُطْعِمَ، قُلْتُ: فَرَجُل أَفْطَرَ رَمَضَانَ فِي سَفَرٍ، ثُمَّ أَقَامَ وَلَمْ يَقْضِهِ، حَتَّى أَلْفَاهُ رَمَضَانُ الْمُقْبِلُ مُسَافِرًا، أَيُفْطِرُ إِنْ شَاءَ؟ قَالَ: نَعَمْ، ثُمَّ يُطْعِمُ ثَلَاثِينَ مِسْكِينًا ثَلَاثِينَ مُدًّا.
[٧٨٩١] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ فِي الرَّجُلِ يُفْطِرُ أَيَّامًا فِي سَفَرٍ، ثُمَّ يَمُوتُ فِي سَفَرِهِ، قَالَ: لَيْسَ عَلَيْهِ شَيءٌ (٤).
وَهُوَ يَدْخُلُ فِي قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَالنَّخَعِيِّ، وَالْحَسَنِ، وَعَطَاءٍ، وَالزهْرِيِّ.
[٧٨٩٢] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ فِي رَجُلٍ يُفْطِرُ أَيَّامًا فِي سَفَرٍ، ثُمَّ يَمُوتُ قَبْلَ أَنْ يُقِيمَ، قَالَ: يُطْعَمُ عَنْهُ عَنْ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينٌ.


* [٢/ ١٢٧ ب].
(١) في (ن)، (ك): «قال: قال».
(٢) كذا في الأصل، (ن)، وله وجه. ينظر: «شواهد التوضيح» لابن مالك (عن ٢٢٨ - ٢٣٠).
(٣) بعده في (ن): «شهر».
(٤) ليس في الأصل، واستدركناه من (ن)، (ك).

٣٨ - بَابُ قَضَاءِ رَمَضَانَ
[٧٨٩٣] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ فِي قَضَاءِ رَمَضَانَ: صُمْهُ كَمَا أَفْطَرْتَهُ.
[٧٨٩٤] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ * شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: صُمْهُ كَمَا أَفْطَرْتَهُ.
[٧٨٩٥] قال: وَقَالَ (١) عُرْوَةُ: قَالَتْ عَائِشَةُ: نَزَلَتْ: فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ مُتَتَابِعَاتِ، فَسَقَطَتْ مُتَتَابِعَاتٍ (٢).
[٧٨٩٦] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ (٣)، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: يَقْضِهِ (٤) تِبَاعًا.
[٧٨٩٧] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُور، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، وَعَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِي قَالَا: تِبَاعًا.
[٧٨٩٨] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: تِبَاعًا.
[٧٨٩٩] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: تِبَاعًا.


• [٧٨٩٣] [شيبة: ٩٢٢٤].
• [٧٨٩٤] [شيبة: ٩٢٢٤].
* [ن/١٧١ ب].
(١) تحرف في (ن) إلى: «وقالت».
(٢) أخرجه الدارقطني في «سننه» (٢٣١٥)، البيهقي في «الكبرى - ط هجر» (٨٣١٦) كلاهما من طريق عبد الرزاق، به، وقال الدارقطني: «هذا إسناد صحيح»، وقال البيهقي: «قولها:»فسقطت«تريد به: نُسخت، لا يصح له تأويل غير ذلك».
(٣) قوله: «بن عمر» من (ن)، (ك).
(٤) كذا في الأصل، (ن)، (ك) وله وجه، ينظر: «تفسير الزمخشري» (٢/ ٤٢٩) حيث قال: «وحذف الياء، والاجتزاء عنها بالكسرة كثير في لغة هذيل»، و«إعراب القرآن» للعكبري (٢/ ٧١٤) حيث قال: «والجيد إثبات الياء؛ إذ لا علة توجب حذفها، وقد حذفها بعضهم اكتفاء بالكسرة عنها».

[٧٩٠٠] عبد الرزاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ صُمْهُ (١) كَيْفَ شِئْتَ وَأَحْصِي الْعَدَدَ.
[٧٩٠١] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَسَنِ كَانَ يَسْتَحِبُّهُ تِبَاعًا.
[٧٩٠٢] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: يَقْضي جَمِيعًا أَحَبُّ إِلَيَّ، فَإِنْ فَرَّقَهُ فَلَا بَأْسَ (٢).
[٧٩٠٣] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ وَأَبَا هُرَيْرَةَ قَالَا فِي رَمَضانَ: فَرِّقْهُ إِذَا أَحْصَيْتَهُ.
[٧٩٠٤] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: صُمْ كَيْفَ شِئْتَ، قَالَ اللَّهُ: ﴿فَعِدَّةٌ مِّن أَيَّامٍ أُخَرَ﴾ [البقرة: ١٨٤].
[٧٩٠٥] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ (٣) قَالَ: إِنْ شَاءَ فَرَّقَ.
[٧٩٠٦] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: صُمْ كَيْفَ شِئْتَ إِذَا أَحْصَيْتَ صِيَامَهُ.
[٧٩٠٧] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ قَالَ: أَحْصِ الْعِدَّةَ، وَصُمْ كَيْفَ شِئْتَ.


(١) في الأصل: «صائمًا» والمثبت من (ن)، (ك)، و«الأمالي» للمصنف (٣٤).
(٢) هذا الأثر ليس في الأصل، (ك)، وأثبتناه من (ن).
• [٧٩٠٣] [شيبة: ٩٢٠٧].
• [٧٩٠٥] [شيبة: ٩٢٠٩].
(٣) هذا الأثر أخرجه ابن أبي شيبة في «مصنفه» (٩٢٠٩) - ومن طريقه الإمام أحمد في «مسائله، رواية البغوي» (٨٣) - عن وكيع، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عطاء، عن عبيد بن عمير به.
• [٧٩٠٧] [شيبة: ٩٢١٠].

[٧٩٠٨] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَيْرِيزٍ … مِثْلَهُ.
[٧٩٠٩] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: إِنْ شِئْتَ فَفَرِّقْ، إِنَّمَا هِيَ ﴿فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾ [البقرة: ١٨٤].
[٧٩١٠] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَكْرِمَةَ سُئِلَ عَنْ قَضَاءَ رَمَضَانَ، أَمَعًا أَمْ شَتَّى (١)؟ فَقَالَ (٢): أَيَّ ذَلِكَ شَاءَ، قَالَ اللَّهُ: ﴿شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْن﴾ [النساء: ٩٢]، وَلَوْ شَاءَ قَالَ: فَمَنْ قَضَى رَمَضَانَ فَمَعًا، وَلكِنْ لَمْ يَقُلْ فِيهِ شَيْئا، وَلَمْ يُحَرِّمْهُ صالِحُ النَّاسِ (٣)، فَهُوَ (٤) تَبَعٌ لِلْحَلَالِ.
[٧٩١١] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ (٥) رَجُلٍ * مِنْ قُرَيْشٍ، عَنْ أُمِّهِ، أَنَّهَا سَأَلَتْ أَبَا هُرَيْرَةَ عَنْ قَضَاءِ رَمَضَانَ، فَقَالَ: لَا بَأْسَ بِأَنْ تُفَرِّقَهُ، إِنَّمَا هِيَ ﴿عِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾ [البقرة: ١٨٤].
[٧٩١٢] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ هِشَامِ بْنٍ يَحْيَى، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: صُمْ كَيْفَ شِئْتَ، وَأَحْصِ الْعَدَدَ.
[٧٩١٣] وذكره ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
[٧٩١٤] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: قُلْتُ أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَيَّامِ رَمَضانَ، فَأَصْبَحَ يَوْمًا وَلَيْسَ فِي نَفْسِهِ الصِّيَامُ، ثُمَّ بَدَا لَهُ بَعْدَمَا أَصْبَحَ أَنْ


• [٧٩٠٩] [شيبة: ١٢٥٠٢].
(١) شتى: مختلفة متفرقة. (انظر: النهاية، مادة: شتت).
(٢) ليس في الأصل، ومثبت من (ن).
(٣) غير واضح في الأصل، والمثبت من (ن).
(٤) في (ن): «فهم».
(٥) في الأصل: «في»، والمثبت من (ن).
* [ن/١٧٢ أ].

يَصُومَهُ (١)، أَيَجْعَلهُ مِنْ قضَاءِ رَمَضانَ وَلمْ يَمرِضْهُ قَبْلَ الفَجْرِ، قَال: فَليَصمْهُ، وَلْيَجْعَلْهُ مِنْ قَضَاءِ رَمَضانَ (٢).
[٧٩١٥] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ الْمُسَيَّبِ فَجَاءَهُ (٣) أَعْرَابِيٌّ عِنْدَ الْعَصْرِ أَوْ بَعْدَ الْعَصرِ، فَقَالَ: إِنِّي لَمْ آكُلِ الْيَوْمَ شَيْئًا، أَفَأَصُومُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنَّ عَلَي يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ، أَفَأَجْعَلُهُ مَكَانَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ.

٣٩ - بَابُ تَأْخِيرِ قَضَاءِ رَمَضَانَ
[٧٩١٦] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: قَدْ كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الشَّيءُ مِنْ رَمَضَانَ، ثُمَّ لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَصُومَهُ حَتى يَأْتيَ شَعْبَانُ، قَالَ: فَظَنَنْتُ أَنَّ ذَلِكَ لِمَكَانِهَا مِنَ النَّبِيِّ ﷺ، يَحْيَى يَقُولُهُ.
[٧٩١٧] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِي، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَدْ كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الْأَيَّامُ مِنْ رَمَضَانَ، فَمَا أَقْضِيهَا إِلَّا فِي شَعْبَانَ.
[٧٩١٨] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: كَانَ عَطَاءٌ يَقُولُ: يَسْتَنْظِرُهُ مَا لَمْ يُدْرِكْهُ رَمَضانُ آخَرُ.

٤٠ - بَابُ لَيْلَةِ الْقَدْرِ
[٧٩١٩] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ وَعَاصِمٍ، أَنَّهُمَا سَمِعَا


(١) قوله «أن يصومه» ليس في الأصل ومثبت من (ن).
(٢) قوله: «ولم يفرضه قبل الفجر، قال: فليصمه، وليجعله من قضاء رمضان» ليس في الأصل، والمثبت من (ن).
(٣) في (ن): «فجاء».
• [٧٩١٦] [شيبة: ٩٨١٨، ٩٨١٩].
• [٧٩١٧] [شيبة: ٩٨١٨، ٩٨١٩]، وتقدم: (٧٩١٦).
[٧٩١٩] [التحفة: خ د ٥٩٩٤، خ ٦١٣٥، خ ٦٥٤٣].

عِكْرِمَةَ، يَقُولُ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ دَعَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ ﷺ، فَسَأَلَهُمْ عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَأَجْمَعُوا أَنَّهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَقُلْتُ لِعُمَرَ: إِنِّي لأَعْلَمُ، أَوْ إِنِّي لأَظُنُّ أَيَّ لَيْلَةٍ هِيَ، قَالَ عُمَرُ: وَأَيُّ لَيْلَةٍ هِيَ؟ فَقُلْتُ: سَابِعَةٌ تَمْضِي، أَوْ سَابِعَةٌ تَبْقَى مِنَ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، فَقَالَ عُمَرُ: وَمِنْ أَيْنَ عَلِمْتَ ذَلِكَ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ (١): خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ، وَسَبْعَ أَرَضِينَ، وَسَبْعَةَ أَيَّامٍ، وِانَّ الدَّهْرَ يَدُورُ فِي سَبْعٍ، وَخَلَقَ اللَّهُ الْإِنْسَانَ مِنْ سَبْع، وَيَأكُلُ مِنْ سَبْعٍ، وَيَسْجُدُ عَلَى سَبْعٍ، وَالطَّوَافُ بِالْبَيْتِ * سَبْعٌ، وَرَمْيُ الْجِمَارِ سَبْع، لِأَشْيَاءَ ذَكَرَهَا، فَقَالَ عُمَرُ: لَقَدْ فَطِنْتَ لِأَمْرٍ مَا فَطِنَّا لَهُ، وَكَانَ قَتَادَةُ يَزِيدُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: يَأْكُلُ مِنْ سَبْعٍ، قَالَ: هُوَ قَوْلُ اللَّهِ: ﴿فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (٢٧) وَعِنَبًا﴾ [عبس: ٢٧، ٢٨] الْآيَةَ.
° [٧٩٢٠] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ ﷺ: إِنِّي رَأَيْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، كَأَنَّهَا لَيْلَةُ كَذَا، وَكَذَا، فَقَالَ: «أَرَى رُؤْيَاكُمْ قَدْ تَوَاطَأَتْ (٢) عَلَى الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، فَالْتَمِسُوهَا (٣) فِي تِسْعٍ، فِي وِتْرٍ».
° [٧٩٢١] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ وَابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «الْتَمِسُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الْغَوَابِرِ (٤)، فِي التَسْعِ الْغَوَابِرِ، فِي وَتْرٍ».


(١) قوله: «ابن عباس» من (ن).
* [ن/ ١٧٢ ب].
° [٧٩٢٠] [التحفة: م ٦٦٧٢، م ٦٨٣٤، خ ٦٨٨٦، م س ٦٩٩٩، س ٧١٤٧، م دس ٧٢٣٠، م ٧٣٤٣، م ٧٤١٤] [شيبة: ٨٧٥٣، ٨٧٥٤، ٩٦١٧]، وسيأتي: (٧٩٢١).
(٢) المواطأة: الموافقة. (انظر: النهاية، مادة: وطأ).
(٣) اللإلتماس: طلب الشيء وتحريه. (انظر: اللسان، مادة: لمس).
° [٧٩٢١] [الإتحاف: مي جا عه طح حم ٩٦٠٨] [شيبة: ٩٦٣٥]، وتقدم: (٧٩٢٠).
(٤) الغوابر والغابرون والغبَّر: جمع الغابر، وهو: الباقي. (انظر: النهاية، مادة: غبر).

° [٧٩٢٢] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ وَابْنِ جُرَيْجٍ، أَنَّهُمَا سَمِعَا ابْنَ شِهَابٍ يُحَدِّثُ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ.
° [٧٩٢٣] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: اعْتَكَفَ (١) رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الْعَشْرَ الْأُوَلَ مِنْ رَمَضَانَ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ الَّذِي تَطْلُبُ أَمَامَكَ، فَاعْتَكَفَ الْعَشْرَ الْأَوْسَطَ مِنْ رَمَضَانَ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ الَّذِي تَطْلُبُ أَمَامَكَ فَاعْتَكَفَ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ فِي وِتْرٍ» يِعْنِي: لَيْلَةَ الْقَدْرِ (٢).
° [٧٩٢٤] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ * أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ قَالَ اعْتَكَفَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الْعَشْرَ الْأُوَلَ مِنْ رَمَضَانَ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ الَّذِي تَطْلُبُ أَمَامَكَ، فَاعْتَكَفَ الْأَوَاخِرَ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ فِي وِتْرٍ»، يَعْنِي: لَيْلَةَ الْقَدْرِ (٣).
° [٧٩٢٥] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ (٤)، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مِثْلَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: اعْتَكَفَ، وَاعْتَكَفْنَا مَعَهُ.
° [٧٩٢٦] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ


[٧٩٢٢] [التحفة: ت س ١٣٢٨٥] [الإتحاف: خز حب حم ١٨٦٧٤، خز جا عه قط حب حم ٢٢١٢٣].
(١) الاعتكاف والعكوف: المقام في المسجد على وجه مخصوص. (انظر: معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية) (١/ ٢٣٠).
(٢) قوله «فقيل له إن الذي تطلب أمامك فاعتكف العشر الأواخر ثم قال النبي ﷺ التمسوها في العشر الأواخر في وتر يعني: ليلة القدر» ليس في الأصل ويقابله عبارة: «حتى توفاه الله»، وعبارة الأصل اتفق على أنها من حديثي عائشة وأبي هريرة، وتخالف ما روي عن أبي سعيد.
* [٢/ ١٢٨ ب].
(٣) هذا الحديث ليس في (ن).
(٤) ليس في (ن).
° [٧٩٢٦] [التحفة: دس ٤٣٣٢، م ٤٣٤٣، خ م دس ق ٤٤١٩] [الإتحاف: حم ٥٨١٦] [شيبة: ٩٦٣٢]، وتقدم: (٧٩٢٤).

عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: تَذَاكَرْنَا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ، فَأَتَيْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ وَكَانَ لِي صَدِيقًا، فَقُلْتُ: أَلَا تَخْرُجُ (١) إِلَى النَّخْلِ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: فَخَرَجَ وَعَلَيْهِ خَمِيصَةٌ (٢) لَهُ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَذْكُرُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ؟ قَالَ: نَعَمِ، اعْتَكَفْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ الْعَشْرَ الْأَوْسَطَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، فَخَرَجْنَا صَابِحَةَ (٣) عَشْرِينَ، قَالَ: فَخَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ: «إِنِّي رَأَيتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، فَأُنْسِيتُهَا، فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، فِي وِتْرٍ، وَرَأَيْتُ أَنِّي أَسْجُدُ فِي مَاءٍ وَطِينٍ فَمَنِ اعْتَكَفَ مَعِي فَلْيَرْجِعْ إِلَى مُعْتَكَفِهِ»، قَالَ: فَرَجَعْنَا وَمَا فِي السَّمَاءِ قَزَعَةٌ (٤) فَجَاءَتْ سَحَابَةٌ فَمُطِرْنَا *، حَتَّى سَالَ سَقْفُ الْمَسْجِدِ، وَكَانَ مِنْ جَرِيدِ النَّخْلِ، وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَرَأَيْتُ عَلَى أَرْنَبَةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ حِينَ انْصَرَفَ أَثَرَ الطِّينِ فِي جَبْهَتِهِ وَأَرْنَبَتِهِ (٥)، يَعْنِي لَيْلَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ.
[٧٩٢٧] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَنْضَحُ (٦) عَلَى أَهْلِهِ الْمَاءَ لَيْلَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ.
° [٧٨٢٨] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يُوسُفَ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ كَانَ النَّبِيُّ ﷺ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ؟» قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَسَكَتَ سَاعَةً، فَقَالَ: «لَقَدْ قُلْتُ لكُم مَا قُلْتُ آنِفًا (٧)


(١) بعده في (ن):»بنا«.
(٢) الخميصة: كساء أسود مربع له علمان، وفيه خطوط، والجمع: خمائص. (انظر: معجم الملابس) (ص ١٦٠).
(٣) كذا في الأصل، (ن)، ولعل الصواب:»صبيحة".
(٤) القزعة: القطعة من السحاب، والجمع: القزع. (انظر: النهاية، مادة: قزع).
* [ن/ ١٧٣ أ].
(٥) الأرنبة: طرف الأنف. (انظر: النهاية، مادة: أرنب).
• [٧٨٢٧] [شيبة: ٨٧٨٠، ٩٦٣٤].
(٦) النضح والانتضاح: الرش والبل. (انظر: المصباح المنير، مادة: نضح).
(٧) الآنِف: الماضي القريب، يقال: فعله آنفا قريبا، أو أول هذه الساعة، أو أول وقت كنا فيه. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: أنف).

وَأَنَا أَعْلَمُهَا، وإِنِّي لأَعْلَمُهَا، ثُمَّ أُنْسِيتُهَا، أَرَأَيتُمْ (١) يَوْمًا كُنَّا مَكَانَ كَذَا وَكَذَا، أَيُّ لَيْلَةٍ هِيَ؟» فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا، فَقَالُوا: سِرْنَا فَفَعَلْنَا، حَتَّى اسْتَقَامَ مَلأُ الْقَوْمِ عَلَى أَنَّهَا لَيْلَةُ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ.
° [٧٩٢٩] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: جَاءَ رَجُل إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، كَأَنَّهَا لَيْلَةُ سَابِعَةٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «أَرَى رُؤْيَاكُمْ قَدْ تَوَاطَأَتْ فِي لَيْلَةِ سَابِعَةٍ، فَمَنْ كَانَ مُتَحَرِّيَهَا مِنْكُمْ فَلْيَتَحَرَّهَا فِي لَيْلَةِ سَابِعَةٍ» (٢)، قَالَ مَعْمَر: فَكَانَ أَيُّوبُ يَغْتَسِلُ فِي لَيْلَةِ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ، وَيَمَسُّ طِيبًا.
° [٧٩٣٠] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ وَغَيْرِهِ، عَنْ بَعْضِهِمْ، أَنَّ الْجُهَنِيَّ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي صاحِبُ بَادِيَةٍ (٣) وَمَاشِيَةٍ فَأَوْصِنِي (٤) بِلَيْلَةٍ (٥)، أَقُومُ فِيهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «أَوْ لَيْلَتَيْنِ؟» قَالَ: بَلْ لَيْلَةٍ، فَدَعَاهُ فَسَارَّهُ (٦) لَا يَدْرِي أَحَدٌ مَا أَمَرَهُ، فَقَالَ النَّاسُ: انْظُرُوا إِلَى (٧) اللَّيْلَةِ الَّتِي يَقُومُ فِيهَا الْجُهَنِيُّ، فَكَانَ إِذَا كَانَ لَيْلَةُ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ نَزَلَ بِأَهْلِهِ، وَقَامَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ.
° [٧٩٣١] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أُخْبِرْتُ، أَنَّ الْجُهَنِيَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُنَيْسٍ جَاءَ


(١) في الأصل: «أرأيت»، والمثبت من (ن).
° [٧٩٢٩] [التحفة: م ٦٦٧٢، م ٦٨٣٤، خ ٦٨٨٦، م س ٦٩٩٩، س ٧١٤٧، م دس ٧٢٣٠، م ٧٣٤٣، م ٧٤١٤] [شيبة: ٨٧٥٣، ٨٧٥٤، ٩٦١٧].
(٢) قوله: «فمن كان متحريها منكم، فليتحرها في ليلة سابعة» ليس في الأصل، ومثبت من (ن)، وهو موافق لما في «التمهيد» لابن عبد البر (٢/ ٢٠٣) من طريق معمر، به.
(٣) في الأصل: «البادية»، والمثبت من (ن).
(٤) في (ن): «فأوصيني».
(٥) بعده في الأصل «القدر» والمثبت هو الموافق لما في (ن).
(٦) الإسرار والمساررة: خفض الصوت عند التحدث. (انظر: النهاية، مادة: سرر).
(٧) من (ن).

النَّبِيَّ ﷺ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي ذُو ثِقْلَةٍ وَضَيْعَةٍ (١) - وَكَانَ صَاحِبَ زَرْعٍ - فَأْمُرْنِي بِلَيْلَةٍ، قَالَ: «أَوْ لَيْلَتَيْنِ؟» قَالَ: بَلْ لَيْلَةٍ، فَدَعَاهُ فَسَارَّهُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، فَأَمَرَهُ بِلَيْلَةِ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ، فَكَانَ يُمْسِي (٢) تِلْكَ اللَّيْلَةَ فِي الْمَسْجِدِ، وَلَا يَخْرُجُ مِنْهُ حَتَّى يُصْبحَ، وَلَا يَشْهَدُ شَيْئًا مِنْ رَمَضَانَ قَبْلَهَا، وَلَا بَعْدَهَا، وَلَا يَوْمَ الْفِطْرِ.
° [٧٩٣٢] عبد الرزاق، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي * النَّضرِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُنَيْسٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: يَا رَسُولَ (٣) اللَّهِ * إِنِّي رَجُلٌ شَاسِعُ الدَّارِ فَأْمُرْنِي بِلَيْلَةِ أَنْزِلْ فِيهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «انْزِلْ لَيْلَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ».
° [٧٩٣٣] عبد الرزاق، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَمَرَهُ بِلَيْلَةِ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ.
[٧٩٣٤] عبد الرزاق، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ أَنَّهُ كَانَ يَرَاهَا لَيْلَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ، فَحَدَّثَهُ الْحَسَنُ بْنُ (٤) الْحُرِّ، عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ، أَنَّهُ قَالَ: لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعَشْرِينَ، وَأَنَّهُ قَدْ جَرَّبَ ذَلِكَ بِأَشيَاءَ، وَبِالنُّجُومِ، فَلَمْ يَلْتَفِتْ مَكْحُول إِلَى ذَلِكَ.
° [٧٩٣٥] عبد الرزاق، عَنِ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ


(١) الضيعة: ما يكون منه معاش الرجل، كالصنعة والتجارة والزراعة، وغير ذلك. (انظر: النهاية، مادة: ضيع).
(٢) في (ن): «يمشي».
* [ن/١٧٣ ب].
(٣) قوله: «قال: يا رسول» مطموس في الأصل، والمثبت من (ن)، وهو موافق لما في «موطأ مالك - رواية يحيى بن يحيى» (١١٤٢).
* [٢/ ١٢٩ أ].
° [٧٩٣٣] [شيبة: ٨٧٧٥]، وسيأتي: (٧٩٣٥).
(٤) ليس في الأصل، ومثبت من (ن) وهو موافق لما في «التمهيد» لابن عبد البر (٢١/ ٢١٥) من طريق عبد الرزاق، به.
° [٧٩٣٥] [شيبة: ٨٧٧٥]، وتقدم: (٧٩٣٣).

أُنَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَمَرَنِي النَّبِيُّ ﷺ أَنْ أَنْزِلَ الْمَدِينَةَ لَيْلَةَ ثَلَاثٍ وَعَشْرِينَ مِنْ رَمَضانَ.
[٧٩٣٦] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ: كَانَتْ عَائِشَةُ تُوقِظُنَا لَيْلَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ مِنْ رَمَضَانَ.
[٧٩٣٧] قال (١): وَأَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَلِيًّا كَانَ يَتَحَرَّى لَيْلَةَ الْقَدْرِ لَيْلَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ، وإحْدَى (٢) وَعَشْرِينَ، وَثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ.
[٧٩٣٨] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: تَحَرُّوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ لَيْلَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ صَبَاحَةَ (٣) بَدْرٍ، أَوْ إِحْدَى وَعِشْرِينَ، أَوْ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ.
[٧٩٣٩] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ: نَظَرْتُ الشَّمْسَ عِشْرِينَ سَنَةً، فَرَأَيْتُهَا تَطْلُعُ صَبَاحَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ مِنْ رَمَضَانَ لَيْسَ لَهَا شُعَاعٌ.
[٧٩٤٠] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: لَيْلَةُ الْقَدْرِ تَنْتَقِلُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ فِي وِتْرٍ.
° [٧٩٤١] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، قَالَ:


• [٧٩٣٦] [شيبة: ٨٧٧٩، ٩٦٣٣].
(١) القائل هو الأسلمي، وقد أورده ابن عبد البر في «التمهيد» (٢٣/ ٦٣) معزوّا لعبد الرزاق عن الأسلمي، به.
(٢) في الأصل: «واحد»، والمثبت من (ن).
• [٧٩٣٨] [شيبة: ٣٧٨١٥].
(٣) كذا في الأصل، (ن)، وهو موافق لما في «التمهيد» لابن عبد البر (٢٣/ ٦٣) معزوا لعبد الرزاق، وفي «المعجم الكبير» للطبراني (٩/ ٣١٥) من طريق الدبري: «صبيحة».
• [٧٩٤٠] [شيبة: ٩٦٢٨].
° [٧٩٤١] [التحفة: م د ت س ١٨] [الإتحاف: خز جا عه طح حب حم عم ٣٢] [شيبة: ٨٧٥٩، ٨٧٦٧، ٨٧٦٨، ٨٧٧٧، ٩٦٢٣، ٩٦٢٦].

قُلْتُ: أَبَا الْمُنْذِرِ - يَعْنِي: أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ - أَخْبِرْنِي عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَإِنَّ ابْنَ أُمّ عَبْدٍ، يَقُولُ: مَنْ يَقُمِ (١) الْحَوْلَ يُصِبْهَا، قَالَ: يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، لَقَدْ عَلِمَ أَنَّهَا فِي رَمَضَانَ، وَلكنَّهُ عَمَّى عَلَى النَّاسِ كَي لَا يَتَّكِلُوا (٢)، وَالَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ عَلَى مُحَمَّدٍ ﷺ إنَّهَا لَفِي شَهْرِ رَمَضَانَ، وإنَّهَا لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، قَالَ: قُلْتُ: أَبَا الْمُنْذِرِ! بِمَا عَلِمْتَ ذَلِكَ؟ قَالَ: بِالْآيَةِ الَّتِي أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَقَدْ رَأَيْنَا وَحَفِظْنَا، فَوَاللَّهِ إِنَّهَا لَهِيَ، مَا يَسْتَثْنِي، قَالَ: قُلْتُ لِزِرٍّ: وَمَا الْآيَةُ؟ قَالَ: أَنْ تَطْلُعَ * الشَّمْسُ غَدَاتَئِذٍ كَأَنَّهَا طَسْتٌ (٣) لَيْسَ لَهَا شُعَاعٌ.
[٧٩٤٢] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِيكٍ، قَالَ: رَأَيْتُ زِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ وَقَامَ الْحَجَّاجُ عَلَى الْمِنْبَرِ يَذْكُرُ (٤) لَيْلَةَ الْقَدْرِ، فَكَأَنَّهُ قَالَ: إِنَّ قَوْمًا يَذْكُرُونَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، فَجَعَلَ (٥) زِرٌّ يُرِيدُ أَنْ يَثِبَ (٦) عَلَيْهِ وَيَحْبِسُهُ النَّاسُ، ثُمَّ قَالَ زِرٌّ: هِيَ لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، فَمَنْ أَدْرَكَهَا فَلْيَغْتَسِلْ، وَلْيُفْطِرْ عَلَى لَبَنٍ، وَلْيَكُنْ فِطْرُهُ بِالسَّحَرِ.
° [٧٩٤٣] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا دَخَلَتِ (٧) الْعَشْرُ الْأَوَاخِرُ مِنْ رَمَضَانَ: أَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَشَمَّرَ (٨) الْمِئْزَرَ، يَقُولُ سُفْيَانُ: شَدَّ الْمِئْزَرَ: لَا يَقْرَبُ النِّسَاءَ.


(١) ألحق بعده في حاشية (ن): «يطلب»، ونسبه لنسخة.
(٢) التوكل: اللجوء والاعتماد. (انظر: النهاية، مادة: وكل).
* [ن/١٧٤ أ].
(٣) الطست: إناء كبير مُستدير من نحاس أو نحوه، ويقال له أيضا: طشت. (انظر: المعجم العربي الأساسي، مادة: طست).
• [٧٩٤٢] [شيبة: ٨٧٦٩].
(٤) في (ن): «فذكر».
(٥) في الأصل: «فقال»، وهو خطأ، والمثبت من (ن).
(٦) الوثوب: المبادرة للشيء والمسارعة إليه. (انظر: التاج، مادة: وثب).
° [٧٩٤٣] [التحفة: خ م دس ق ١٧٦٣٧]، وسيأتي: (٧٩٤٥).
(٧) زاد بعده في الأصل: «علي»، وهو خطأ وليس في (ن).
(٨) كذا في الأصل، (ن).

° [٧٩٤٤] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ، عَنْ عَلِيٍّ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يُوقِظُ أَهْلَهُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ.
° [٧٩٤٥] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي يَعْفُورٍ (١)، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ الْأَوَاخِرُ مِنْ رَمَضانَ (٢)، أَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ * وَشَدَّ الْمِئْزَرَ (٣).
[٧٩٤٦] عبد الرزاق، عَنْ هُشَيْمٍ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ أَنَّهُ كَانَ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي شَهْرِ رَمَضانَ فِي كُلِّ ثَلَاثٍ، فَإِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ خَتَمَ فِي لَيْلَتَيْنِ، وَاغْتَسَلَ كُلَّ لَيْلَةٍ.
° [٧٩٤٧] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ (٤)، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: صمْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ رَمَضَانَ، فَلَمْ يَقُمْ بِنَا مِنَ الشَّهْرِ شَيْئًا، حَتَّى بَقِيَتْ سَبْعٌ، فَقَامَ بِنَا حَتَّى ذَهَبَ نَحْوٌ مِنْ ثُلُثِ (٥) اللَّيْلِ، ثُمَّ لَمْ يَقُمْ بِنَا اللَّيْلَةَ الرَّابِعَةَ، وَقَامَ بِنَا اللَّيْلَةَ الَّتِي تَلِيهَا، حَتَّى ذَهَبَ نَحْوٌ مِنْ شَطْرِ اللَّيْلِ، قَالَ: فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ نَفَّلْتَنَا (٦) بَقِيَّةَ لَيلَتِنَا هَذِهِ، فَقَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا


° [٧٩٤٤] [الإتحاف: حم عم ١٤٨٠٦] [شيبة: ٨٧٦٤، ٨٧٦٦، ٩٦٣٧].
° [٧٩٤٥] [التحفة: خ م دس ق ١٧٦٣٧]، وتقدم: (٧٩٤٣).
(١) في الأصل:»يعقوب«، والمثبت من (ن)، وهو موافق لما رواه الحميدي في»مسنده«(١/ ٢٥٢) من طريق ابن عيينة، به.
(٢) قوله:»قالت: كان رسول الله ﷺ إذا دخلت العشر الأواخر من رمضان«ليس في الأصل، ومثبت من (ن) وهو موافق لما في»مسند الحميدي«من طريق ابن عيينة، به.
* [٢/ ١٢٩ ب].
(٣) شد المئزر: كناية عن اعتزال النساء، وقيل: أراد تشميره للعبادة. (انظر: النهاية، مادة: أزر).
° [٧٩٤٧] [الإتحاف: حم ١٧٤٨١] [شيبة: ٧٧٧٧].
(٤) في الأصل:»الهند«، وهو خطأ، والمثبت من (ن) وهو موافق لما في»مسند أحمد«(٢١٨٤٧) من طريق عبد الرزاق، به.
(٥) في الأصل: (شطر)، والمثبت من (ن) وهو موافق لما في»مسند أحمد".
(٦) نفلتنا: زدتنا من صلاة النافلة. (انظر: النهاية، مادة: نفل).

قَامَ مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ، حُسِبَ لَهُ بَقِيَّةُ لَيْلَتِهِ» (١)، ثُمَّ لَمْ يَقُمْ بِنَا السَّادِسَةَ، وَقَامَ بِنَا السَّابِعَةَ، وَبَعَثَ إِلَى أَهْلِهِ، وَاجْتَمَعَ النَّاسُ، فَقَامَ بِنَا حَتَّى خَشِينَا أَنْ يَفُوتَنَا الْفَلَاحُ، قَالَ: قُلْتُ: وَمَا الْفَلَاحُ؟ قَالَ: السُّحُورُ.
[٧٩٤٨] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي دَاوُدُ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُحَنَّسَ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي هُرَيْرَةَ زَعَمُوا أَنَّ لَيْلَةَ الْقَدْرِ قَدْ رُفِعَتْ، قَالَ: كَذَبَ مَنْ قَالَ ذَلِكَ، قَالَ: قُلْتُ: فَهِيَ فِي كُلِّ (٢) رَمَضَانَ أَسْتَقْبِلُهُ؟ قَالَ: نَعَمْ.
[٧٩٤٩] عبد الرزاق، عَنِ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ * عَبَّاسٍ، قَالَ (٣): لَيْلَةُ الْقَدْرِ فِي كُلِّ رَمَضَانَ تَأْتي (٤).
° [٧٩٥٠] قال: وَحَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ سُئِلَ عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَقِيلَ لَهُ: كَانَتْ مَعَ النَّبِيِّينَ، ثُمَّ رُفِعَتْ (٥) حِينَ قُبِضُوا؟ أَوْ (٦): هِيَ فِي كُلِّ سَنَةٍ؟ «قَالَ: بَلْ هِيَ فِي كُلِّ سَنَةٍ، بَلْ هِيَ فِي كُلِّ سَنَةٍ» (٧).
° [٧٩٥١] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: حُدِّثْتُ أَنَّ شَيْخًا مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ سَأَلَ أَبَا ذَرٍّ بِمِنًى، فَقَالَ: رُفِعَتْ لَيْلَةُ الْقَدْرِ أَمْ هِيَ فِي كُلِّ رَمَضَانَ؟ فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رُفِعَتْ (٨) لَيْلَةُ الْقَدْرِ؟ قَالَ: «بَلْ هِيَ فِي كُلِّ رَمَضَانَ».


(١) في الأصل: «ليلته»، ومثبت من (ن) وهو موافق لما في «مسند أحمد».
(٢) ليس في الأصل، ومثبت من (ن).
* [ن/ ١٧٤ ب].
(٣) قوله: «عن ابن عباس قال» اضطرب في كتابته في الأصل، والمثبت كما في (ن) وهو موافق لما أورده في «التمهيد» عن داود بن الحصين.
(٤) في (ن): «يأتي».
(٥) زاد بعده في الأصل: «له»، والمثبت بدونه هو الموافق لما في (ن).
(٦) في الأصل: «قال و».
(٧) قوله «قال: بل هي في كل سنة، بل هي في كل سنة» ليس في الأصل، واستدركناه من (ن).
° [٧٩٥١] [شيبة: ٨٧٥٥].
(٨) قوله: «يا رسول الله، رفعت» في (ن): «رفعت يا رسول الله».

المُصَنَّفُ
للإمام الحافظ أبى بكر عبد الرزاق بن همام الصنعانى

جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة إصدار هذا الكتاب أو أي جزء منه أو نقله بأي وسيلة من الوسائل سواء كانت إلكترونية أو ميكانيكية بما في ذلك النسخ أو التصوير أو المسح الضوئي أو التسجيل أو التخزين بما يمكن من استرجاع الكتاب أو أي جزء منه، ولا يُسمح باقتباس أيّ جزء من الكتاب أو ترجمته إلى أي لُغَة، كما لا يُسمح بتعديل المادة الموجودة في الكتاب أو أيّ جزء منه دون الحصول على إذن خطّي مُسْبَق من النَّاشِر.
الطَّبْعَة الثَّانِيَةُ
١٤٣٧ هـ / ٢٠١٦ م
All right reserved.No part of this publication may be reproduced
distributed، or transmitted
in any form or by any means، including
copying، photocopying or other electronic،mechanical methods،it
also includes scanning، recording، storing by a mean or another that
could be retrived. it is also not allowed to quote or translate any
part of this book into any language، and it is not allowed to amend
the existing material of this book or any parts of it without the prior
written permission of the publisher.
الناشر
دار التأصيل
مركز البحوث وتقنية المعلومات
٣٤ ش أحمد الزمر - مدينة نصر - القاهرة - جمهورية مصر العربية
تلفون: ٢٢٧٤١٠١٧ - ٢٢٨٧٠٩٣٥ - ٠٠٢٠٢ - المحمول: ٠١٢٢٣١٣٨٩١٠ - ٠٠٢
لبنان - بيروت - ساقية الجنزير - شارع برلين - بناية الزهور
هاتف: ٩٦١١٨٠٧٤٨٨ فاكس: ٩٦١١٨٠٧٤٧٧ ص ب: ٥١٣٦١٤ الرمز البريدي: ١١٠٥٢٠٢٠
www.taaseel.com - mail ٢ tsl@yahoo.com - admin@taaseel.com

دِيوَانُ الحَدِيثِ النَّبَوي
(٢٢)
المُصَنَّفُ
لِلْإِمَامِ الحَافِظِ أبي بَكْر عَبْدِ الرَّزَّاق بْن هَمَّامٍ الصَّنْعَاني
الطبعة الثانية
طبعة مزيدة موثقة أعيد تحقيقها على سبع نسخ خطية
تحوي (١٦١) رواية جديدة
المُجَلَّدُ الخَامسُ
تَحْقِيقُ وَدِرَاسَةُ
مَرْكَز البُحُوثِ وَتَقْنِيَةِ المَعْلُومَاتِ
دَار التَّأصيل

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وما ينطق عن الهوى
إن هو إلا وحي يوحى

تَابِعُ كِتابُ الصِّيامَ

٤١ - بَابُ قَضَاءِ رَمَضَانَ فِي الْعَشْرِ (١)
[٧٩٥٢] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ كَرِهَ أَنْ يُقْضى رَمَضانُ فِي الْعَشْرِ.
قَالَ مَعْمَرٌ: وَأَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُهُ.
[٧٩٥٣] عبد الرزاق، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ أَنَّهُ كَرِهَ قَضَاءَ رَمَضَانَ فِي الْعَشْرِ.
[٧٩٥٤] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ وَالثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: لَا يُقْضَى رَمَضَانُ فِي ذِي الْحِجَّةِ.
[٧٩٥٥] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ حَمَّادٍ، قَالَ: سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ وَسَعِيدَ (٢) بْنَ جُبَيْرٍ عَنْ رَجُلٍ عَلَيْهِ أَيَّامٌ مِنْ رَمَضانَ، أَيَتَطَوَّعُ فِي الْعَشْرِ؟ قَالَا (٣): يَبْدَأُ بِالْفَرِيضةِ.
[٧٩٥٦] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، أَنَّ عُمَرَ كَانَ يَسْتَحِبُّ أَنْ يُقْضَى رَمَضَانُ فِي الْعَشْرِ.
[٧٩٥٧] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مَوْهَبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ، قَالَ إِنَّ عَلَيَّ أَيَّامًا مِنْ رَمَضَانَ، أَفَأَصُومُ الْعَشْرَ تَطَوُّعًا؟ قَالَ: لَا، وَلِمَ؟ ابْدَأْ بِحَقِّ اللهِ، ثُمَّ تَطَوَّعْ بَعْدُ مَا شِئْتَ.
[٧٩٥٨] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ كَرِهَ أَنْ يَتَطَوَّعَ الرَّجُلُ بِصِيَامٍ فِي الْعَشْرِ، وَعَلَيْهِ صِيَامٌ وَاجِبٌ، قَالَ: لَا (٤)، وَلَكِنْ صمِ الْعَشْرَ، وَاجْعَلْهَا قَضَاءً.


(١) العشر: العشر الأوأئل من ذي الحجة. (انظر: ذيل النهاية، مادة: عشر).
• [٧٩٥٤] [شيبة: ٩٦٠٩].
• [٧٩٥٥] [شيبة: ٩٦١١].
(٢) زاد بعده في الأصل: «بن المسيب»، والمثبت كما في (ن)، ش هو موافق لما في المصنف لابن أبي شيبة (٢/ ٣٢٥)، وهو الصواب.
(٣) رسمها في الأصل، (ن): «قال لا» والصواب ما أثبتناه، وهو الموافق لما في المصنف لابن أبي شيبة (٢/ ٣٢٥) وهو الصواب.
(٤) ليس في (ن).

[٧٩٥٩] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ أَبِي حَيانَ، عَنْ عَجُوزٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ (١): لَا، بَلْ حَتَّى تُؤَدِّيَ الْحَقَّ.
[٧٩٦٠] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ مُجَاهِدٌ مَنْ كَانَ عَلَيْهِ صِيَامُ رَمَضَانَ فَتَطَوَّعَ بِصِيَامٍ، فَلْيَجْعَلْ مَا تَطَوَّعَ بِهِ فِي قَضَاءِ رَمَضانَ.

٤٢ - بَابُ قِيَامِ رَمَضَانَ
° [٧٩٦١] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ وَمَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ (*) كَانَ يُرَغِّبُ فِي قِيَامِ رَمَضَانَ، مِنْ (٢) غَيْرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ بِعَزِيمَةٍ، وَيَقُولُ: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا (٣) وَاحْتِسَابًا (٤) غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»، فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ ﷺ وَالْأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ، ثُمَّ كَانَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ، وَصَدْرًا مِنْ خِلَافَةِ عُمَرَ عَلَى ذَلِكَ.
° [٧٩٦٢] عبد الرزاق، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «مَن قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».
° [٧٩٦٣] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَامَ بِالنَّاسِ ثَلَاثَ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ رَمَضَانَ.


(١) في الأصل، (ن): «قال» خطأ.
° [٧٩٦١] [التحفة: خ م د س ١٢٢٧٧، خ س ١٣٧٣٠، ت ١٥٠٣٨، ت ١٥٠٥١، خ د س ١٥١٤٥، خ ١٥١٥٤، س ١٥١٨١، س ١٥١٩٤، د س ١٥٢٤٨، خ س ق ١٥٣٥٣، س ١٥٣٩٨، س ١٥٤١٨، خ م س ١٥٤٢٤، [شيبة: ٧٧٨٠، ٨٩٦١، ٨٩٦٧].
(*) [٢/ ١٣٠ أ].
(٢) قوله: «من» ليس في الأصل، ومثبت من (ن)، وهو موافق لما في «موطأ مالك - رواية يحيى بن يحيى» (٣٧٦) عنه، به [ن/ ١٧٥ أ].
(٣) إيمانا: مؤمنا بثواب الله تعالى. (انظر: غريب ابن الجوزي) (١/ ٢١١).
(٤) الاحتساب: طلب ثواب الله تعالى في الأعمال الصالحة. (انظر: النهاية، مادة: حسب).
° [٧٩٦٢] [الإتحاف: خزط عه حم ١٨٠٠٤].

[٧٩٦٤] عبد الرزاق، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو أُمَيَّةَ الثَّقَفِي (١)، عَنْ عَرْفَجَةَ، أَنَّ عَلِيًّا كَانَ يَأْمُرُ النَّاسَ بِالْقِيَامِ فِي رَمَضَانَ، فَيَجْعَلُ لِلرِّجَالِ إِمَامًا، وَلِلنِّسَاءَ إِمَامًا، قَالَ: فَأَمَرَنِي فَأَمَمْتُ النِّسَاءَ.
[٧٩٦٥] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ، وَكَانَ يَعْمَلُ لِعُمَرَ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَرْقَمِ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ، قَالَ: فَخَرَجَ (٢) عمَرُ لَيْلَةَ وَمَعَهُ عَبْدُ الرَّحْمَن بْنُ عَوْفٍ، وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ، وَالنَّاسُ أَوْزَاعٌ (٣) مُتَفَرِّقُونَ، يُصَلِّي الرَّجُلُ لِنَفْسِهِ، وَيُصلِّي الرَّجُلُ فَيُصَلِّي بِصَلَاتِهِ النَّفَرُ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: إِنِّي لأَظُنُّ أَنْ لَوْ جَمَعْنَا هَؤُلَاءِ عَلَى قَارِئٍ وَاحِدٍ كَانَ أَفْضَلَ، فَعَزَمَ أَنْ يَجْمَعَهُمْ عَلَى قَارِئٍ وَاحِدٍ، فَأَمَرَ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ فَأَمَّهُمْ، فَخَرَجَ لَيْلَةً وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلَاةِ قَارِئِهِمْ، فَقَالَ: نِعْمَ الْبِدْعَةُ هَذِهِ، وَالَّتِي تَنَامُونَ (٤) عَنْهَا أَفْضَلُ مِنَ الَّتِي تَقُومُونَ (٤)، يُرِيدُ آخِرَ اللَّيْلِ، وَكَانُوا يَقُومُونَ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ.
[٧٩٦٦] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: كَانَ أُبَيٌّ يَقُومُ لِلنَّاسِ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ فِي رَمَضَانَ، فَإِذَا كَانَ النِّصفُ جَهَرَ بِالْقُنُوتِ بَعْدَ الرَّكْعَةِ، فَإِذَا تَمَّتِ عِشْرُونَ (٥) لَيْلَةَ انْصَرَفَ إِلَى أَهْلِهِ، وَقَامَ لِلنَّاسِ أَبُو حَلِيمَةَ مُعَاذٌ الْقَارِئُ وَجَهَرَ بِالْقُنُوتِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، حَتَّى كَانُوا مِمَّا يَسْمَعُونَهُ، يَقُولُ: اللَّهُمَّ قَحَطَ الْمَطَرُ (٦)، فَيَقُولُونَ: آمِينَ، فَيَقُولُ: مَا أَسْرَعَ مَا تَقُولُونَ آمِينَ، دَعُونِي حَتَّى أَدْعُوَ.


• [٧٩٦٤] [شيبة: ٦٢٠٨]، وتقدم: (٥٢٧١).
(١) انظر تعليقنا على ما برقم (٥٢٧١).
• [٧٩٦٥] [شيبة: ٧٧٨٥، ٧٧٩٠].
(٢) في (ن): «خَرَجَ».
(٣) الأوزاع: الجماعات المفترقة، وأصله من التوزيع، وهو: الانقسام. (انظر: المشارق) (٢/ ٢٨٤).
(٤) في الأصل، (ن): متعددة القراءة.
(٥) في الأصل: «العشرون» والمثبت من (ن)، وهو الأليق بالسياق.
(٦) قحوط المطر: احتباسه وانقطاعه. (انظر: النهاية، مادة: قحط).

[٧٩٦٧] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: كَانَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ يُوتِرُ بِثَلَاثٍ لَا يُسَلِّمُ إِلَّا فِي الثَّالِثَةِ، وِتْرًا مِثْلَ الْمَغرِبِ.
[٧٩٦٨] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ وَابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: لَمْ تَكُنْ تُرْفَعُ الْأَيْدِي فِي الْوِتْرِ (١) فِي رَمَضَانَ.
[٧٩٦٩] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ (٢): أَخْبَرَنِي عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى، أَنَّ يَزِيدَ بْنَ خُصَيْفَةَ أَخْبَرَهُمْ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ: جَمَعَ النَّاسَ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَتَمِيمٍ الدَّارِيِّ فَكَانَ أُبَيٌّ يُوتِرُ بِثَلَاثِ رَكَعَاتٍ.
[٧٩٧٠] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: عُمَرُ أَوَّلُ مَنْ قَنَتَ (٣) فِي رَمَضانَ، فِي النِّصْفِ الْآخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، بَيْنَ الرَّكْعَةِ وَالسَّجْدَةِ.
[٧٩٧١] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ أُبَيَّ كَعْبٍ كَانَ يَقْنُتُ فِي النِّصفِ الْآخِرِ مِنْ رَمَضَانَ بَعْدَ الرُّكُوعِ.
[٧٩٧٢] قالح مَعْمَرٌ، وَأَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ إِبْرَاهِيمَ، يَقُولُ: كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ يَقْنُتُ السَّنَةَ كُلَّهَا.
[٧٩٧٣] عبد الرزاق، عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ وَغَيْرِهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ يُوسُفَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّ عُمَرَ جَمَعَ النَّاسَ فِي رَمَضانَ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَعَلَى تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، عَلَى إِحْدَى وَعِشْرِينَ رَكْعَةً، يَقْرَءُونَ بِالْمِئِينَ وَيَنْصرِفُونَ عِنْدَ فُرُوعِ الْفَجْرِ (٤).
[٧٩٧٤] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: كَانُوا


(١) قوله: «في الوتر» ليس في الأصل، والمثبت من حاشية (ن) مصححا عليه.
(٢) [ن/ ١٧٥ ب]، ومن هنا يبدأ سقط في (ن).
• [٧٩٧٠] [شيبة: ٣٧١٣٩].
(٣) القنوت: الدعاء. (انظر: النهاية، مادة: قنت).
• [٧٩٧٣] [شيبة: ٧٧٥٣].
(٤) فروع الفجر: أوائله وأول ما يبدو ويرتفع منه. (انظر: المشارق) (٢/ ١٥٣).

يَقْرَءُونَ بِتِسْعٍ وَثَلاثِينَ، أَوْ إِحْدى وَأَرْبَعِينَ قَالَ: وَكَانَ النَّاسُ بِمَكَّةَ زَمَنَ (*) عُمَرَ، وَغَيْرِهِ يَصُومُونَ وَيَطُوفُونَ حَتَّى جَمَعَهُمُ الْقَسْرِيُّ (١).
[٧٩٧٥] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: أَمَرَ عُمَرُ بِثَلَاثَةِ قُرَّاءٍ يَقْرَءُونَ فِي رَمَضَانَ، فَأَمَرَ أَسْرَعَهُمْ أَنْ يَقْرَأَ بِثَلَاثِينَ آيَةً، وَأَمَرَ أَوْسَطَهُمْ أَنْ يَقْرَأَ بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ، وَأَمَرَ أَدْنَاهُمْ أَنْ يَقْرَأَ بِعِشْرِينَ.
قَالَ الثَّوْرِيُّ: وَكَانَ الْقُرَّاءُ يَجْتَمِعُونَ فِي ثَلَاثٍ فِي رَمَضَانَ.
[٧٩٧٦] عبد الرزاق، عَنِ الْأَسْلَمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: كُنَّا نَنْصَرِفُ مِنَ الْقِيَامِ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ، وَقَدْ دَنَا فُرُوعُ الْفَجْرِ، وَكَان الْقِيَامُ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ ثَلَاثَةً (٢) وَعِشرِينَ رَكْعَةً.
[٧٩٧٧] عبد الرزاق، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُول: مَا أَدْرَكْتُ النَّاسَ إِلَّا وَهُمْ يَلْعَنُونَ (٣) الْكَفَرَةَ فِي شَهْرِ رَمَضانَ قَالَ: فَكَانَ الْقُرَّاءُ يَقُومُونَ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي ثَمَانِ رَكَعَاتٍ، فَإِذَا قَامَ بِهَا الْقُرَّاءُ فِي ثِنْتَي عَشْرَةَ رَكْعَةً رَأَى النَّاسُ أَنَّهُ قَدْ خُفِّفَ عَنْهُمْ.


(*) [٢/ ١٣٠ ب].
(١) في الأصل: «القشري»، وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه، ويعني به: خالد بن عبد الله القسري، وكان والي مكة قال ابن الضياء في «تاريخ مكة» (١/ ١٥٠): «وأول من أدار الصفوف حول الكعبة خالد بن عبد الله القسري، وكان الناس يقومون قيام شهر رمضان في أعلى المسجد الحرام، تركز حربة خلف المقام بربوة، فيصلي الإمام خلف الحربة والناس وراءه، فمن أراد صلى مع الإمام، ومن أرأد طاف وركع خلف المقام، فلما ولى خالد بن عبد الله القسري مكة لعبد الملك بن مروان، وحضر شهر رمضان أمر خالد القراء أن يتقدموا فيصلوا خلف المقام، وأدار الصفوف حود الكعبة، وذلك أن الناس ضاق عليهم أعلى المسجد فأدارهم حول الكعبة».
• [٧٩٧٥] [شيبة: ٧٧٥٤].
(٢) كذا في الأصل، والجادة: «ثلاثا».
(٣) اللعن: الطرد والإبعاد من رحمة الله، ومن الخَلْق: السّبّ والدعاء. (انظر: النهاية، مادة: لعن).

[٧٩٧٨] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّ الْقِيَامَ كَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ ﷺ فِي رَمَضانَ، يَقُومُ النَّفَرُ، وَالرَّجُلُ كَذَلِكَ هَاهُنَا وَالنَّفَرُ وَرَاءَ الرَّجُلِ، فَكَانَ عُمَرُ أَوَّلَ مَنْ جَمَعَ النَّاسَ عَلَى قَارِئٍ وَاحِدٍ.
قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: جَمَعَهُمْ عُمَرُ عَلَى قَارِئٍ وَاحِدٍ.
[٧٩٧٩] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، أَنَّ عُمَرَ لَمْ يَجْمَعْ أَهْلَ مَكَّةَ عَلَى قَارِئٍ وَاحِدٍ مِنْ أَجْلِ الطَّوَافِ، تَرَكَ مَنْ شَاءَ طَافَ.
[٧٩٨٠] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيجٍ، عَنْ عَطَاءٍ أَنَّ بَعْضَ أُمَرَائِهِمْ، مُعَاوِيَةَ أَوْ غَيْرَهُ، أَرَادَ جَمْعَ مَكَّةَ عَلَى قَارِئٍ وَاحِدٍ فَقَالَ: لَا تَفْعَلْ دَعِ النَّاسَ مَنْ شَاءَ طَافَ، وَمَنْ شَاءَ صلَّى بِصلَاةِ الْقَارِئِ، فَفَعَلَ.
[٧٩٨١] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: حُدِّثْتُ أَنَّ: أَوَّلَ مَنْ قَامَ بِأَهْلِ مَكَّةَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ زيْدُ بْنُ قُنْفُذِ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، وَكَانَ مَنْ شَاءَ قَامَ مَعَهُ، وَمَنْ شَاءَ قَامَ لِنَفْسِهِ، وَمَنْ شَاءَ طَافَ.
[٧٩٨٢] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مَطَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: كَانَ النَّاسُ يَقُومُونَ فِي رَمَضَانَ، فَيُصَلُّونَ الْعِشَاءَ حِينَ يَذْهَبُ رُبْعُ اللَّيْلِ، وَيَنْصَرِفُونَ، وَعَلَيْهِمْ رُبْعٌ آخَرُ.
[٧٩٨٣] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: دَعَانِي عُمَرُ أَتَسَحَّرُ عِنْدَهُ، وَأَتَغَذَّى فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فَسَمِعَ عُمَرُ هيْعَةَ (١) النّاسِ حِين خَرَجُوا مِنَ المَسْجِدِ، فَقَال: مَا هَذَا؟، فَقُلتُ: النَّاسُ حِينَ خَرَجُوا مِنَ الْمَسْجِدِ، قَالَ: مَا بَقِيَ مِنَ اللَّيْلِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا ذَهَبَ.


• [٧٩٨٣] [شيبة: ٧٧٨٩، ٧٧٩٥].
(١) في الأصل: «هيه»، وهو خطأ، والمثبت من «المصنف» لابن أبي شيبة (٧٧٨٩) من طريق ابن عيينة، به.
الهيعة: كل صوت تفزع منه وتخافه عن عدو. (انظر: النهاية، مادة: هيع).

[٧٩٨٤] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ يُصَلِّي بِنَا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فَيَنْصَرِفُ بِلَيْلٍ.
[٧٩٨٥] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أُصَلِّي خَلْفَ الْإِمَامِ فِي رَمَضَانَ؟ قَالَ: أَتَقْرَأُ (١) الْقُرْآنَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَفَتُنْصِتُ كَأَنَّكَ حِمَارٌ؟ صَلِّ فِي بَيْتِكَ.
[٧٩٨٦] عبد الرزاق، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ لَا يَقُومُ خَلْفَ الْإِمَامِ فِي رَمَضَانَ.
[٧٩٨٧] عبد الرزاق، عَنِ الثوْريِّ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: لَوْ لَمْ (٢) تَكُنْ مَعِي إِلَّا سُورَتَانِ لَرَدَّدْتُهُمَا أَحَبُّ إِلَيَّ.
[٧٩٨٨] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانُوا لَا يَرَوْنَ بَأْسًا أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ، وَحْدَهُ فِي مُؤَخِّرَةِ الْمَسْجِدِ فِي رَمَضَانَ، وَالْإِمَامُ يُصَلِّي.
° [٧٩٨٩] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ (*)، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ ﷺ لَيْلَةً فِي شَهْرِ رَمَضانَ فِي الْمَسْجِدِ وَمَعَهُ نَاسٌ، ثُمَّ صلَّى الثَّانِيَةَ فَاجْتَمَعَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ أَكْثَرُ مِنَ الْأُولَى، فَلَمَّا كَانَتِ الثَّالِثَةُ أَوِ الرَّابِعَةُ امْتَلأَ الْمَسْجِدُ، حَتَّى غَصَّ (٣)


• [٧٩٨٤] [شيبة: ٧٧٧٥، ٧٧٨٢].
[٧٩٨٥] [شيبة:٧٧٩٧].
(١) في الأصل: «أيقرأ» والمثبت من «شرح معاني الآثار» (١/ ٣٥١) من طريق الثوري، به.
• [٧٩٨٦] [شيبة: ٧٧٩٦]، وتقدم: (٧٩٨٥).
• [٧٩٨٧] [شيبة: ٧٧٩٨].
(٢) ليس في الأصل، واستدركناه من «شرح معاني الآثار» (١/ ٣٥١) من طريق الثوري، به.
° [٧٩٨٩] [التحفة: س ١٦٤١١، س ١٦٤٨٨، خ ١٦٥٥٣، خ م د س ١٦٥٩٤، د ١٧٧٤٧] [الإتحاف: خز جا عه حب حم ط ٢٢١٠٦]، وتقدم: (٤٨٥٩) وسيأتي: (٧٩٩٠).
(*) [٢/ ١٣١ أ].
(٣) غص المكان بالناس: امتلأ وضاق. (انظر: التاج، مادة: غصص).

بِأَهْلِهِ، فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ، فَجَعَلَ النَّاسُ يُنَادُونَهُ، الصَّلَاةُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ، قَالَ عمَرُ بْنُ (١) الخطابِ: مَا زَال النَّاسُ يَنْتَظِرُونَك البَارِحَةَ يَا رَسُول اللهِ، قَال: «أمَا إِنَّهُ لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ أَمْرُهُمْ، وَلَكِنِّي خَشِيتُ أَنْ تُكتَبَ عَلَيْهِمْ».
° [٧٩٩٠] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ وَابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَن عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ ﷺ لَيْلَةً مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ فَصلَّى فِي الْمَسْجِدِ، فَبَاتَ رِجَالٌ فَصَلُّوا مَعَهُ بِصَلَاتِهِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّاسُ تَحَدَّثُوا أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ خَرَجَ فَصَلَّى فِي الْمَسْجِدِ، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ حَتَّى كَادَ الْمَسْجِدُ يَعْجَزُ بِأَهْلِهِ، فَجَلَسَ النَّبِيُّ ﷺ، فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ حَتَّى سَمِعْتُ نَاسًا يَقُولُونَ: الصَّلَاةُ، فَلَمْ يَخْرُجْ فَلَمَّا صلَّى الْفَجْرَ، سَلَّمَ، ثُمَّ قَامَ فِي النَّاسِ، فَتَشَهَّدَ، ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ! فَإِنَّهُ لَمْ يَخفَ عَلِيَّ شَأْنُكُمُ اللَّيلَةَ، وَلَكِنِّي خَشِيتُ أَنْ يُفرَضَ عَلَيكُمْ فَتَعْجَزُوا عَنْهُ».
[٧٩٩١] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَلَّادٍ (٢)، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُكَيْمٍ الجُهَنِيِّ وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِذَا دَخَلَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِن رَمَضَانَ يُصَلِّي الْمَغْرِبَ، ثُمَّ يَقُولُ: اجْلِسُوا، ثُمَّ تَشَهَّدَ (٣) بِخُطْبَةٍ خَفِيفَةٍ، يَقُولُ: أَمَّا بَعْدُ! فَإِنَّ هَذَا الشَّهْرَ كُتِبَ عَلَيْكُمْ صِيَامُهُ، وَلَمْ يُكْتَبْ عَلَيْكُمْ قِيَامُهُ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَقُومَ فَلْيَقُمْ، فَإِنَّهَا نَوَافِلُ الْخَيْرِ الَّتِي قَالَ اللهُ، فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَلْيَنَمْ عَلَى فِرَاشهِ، وَلْيَتَّقِيَنَّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقُولَ: أَصُومُ إِنْ صَامَ فُلَانٌ، وَأَقُومُ إِنْ قَامَ فُلَانٌ، مَنْ صَامَ مِنْكُمْ أَوْ قَامَ، فَلْيَجْعَلْ ذَلِكَ للهِ، وَلْيَعْلَمْ أَحَدُكُمْ أَنَّهُ فِي صَلَاةٍ مَا انْتَظَرَ صَلَاة، أَقِلُّوا


(١) في الأصل: «لعمر بن بن»، وهو خطأ، والمثبت من «مسند أحمد» (٢٦٥٩٤) من طريق عبد الرزاق، به.
° [٧٧٩٠] [التحفة: س ١٦٤١١، س ١٦٤٨٨، خ ١٦٥٥٣، خ م د س ١٦٥٩٤، د ١٧٧٤٧] [الإتحاف: خز جا عه حب حم ط ٢٢١٠٦]، وتقدم: (٤٨٥٩، ٧٩٨٩).
(٢) قوله: «عبد الله بن خلاد» كذا في الأصل، ولا ندري من هو، وقد أخرج هذا الخبر البيهقي في «الكبرى - ط. هجر» (٨٠٣١) من طريق المسعودي، عن هلال، عن عبد الله بن عكيم به. وهلال هو: ابن أبي حميد الوزان، فالله أعلم.
(٣) في الأصل: «مشا»، والتصويب وهو الأنسب من «مسند الفاروق» لابن كثير (١/ ٢٦٧) منسوبا لسعيد بن منصور، به.

اللَّغْوَ (١) فِي بُيُوتِ اللهِ، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، ثُمَّ يَقُولُ: أَلَا لَا يَتَقَدَّمَنَّ الشَّهْرَ مِنْكُمْ أَحَدٌ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، أَلَا وَلَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْهُ، أَو يَصومُوا حَتَّى يَرَوْهُ إِلَّا أَنْ يُغَمَّ عَلَيْكُمْ، فَإِنْ يُغَمَّ عَلَيْكُمْ أَنْ تَعُدُّوا عَلَى ثَلَاثِينَ، ثُمَّ لَا تُفطِرُوا حَتَّى تَرَوُا اللَّيلَ يَغْسِقُ عَلَى الظِّرَابِ (٢).
[٧٩٩٢] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ يَؤُمُّنَا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فَكَانَ يَقْرَأُ بِالْقِرَاءَتَيْنِ جَمِيعًا، يَقْرَأُ لَيْلَةً بِقِرَاءَةِ بْنِ مَسْعُودٍ (٣)، فَكَانَ يُصَلِّي خَمْسَ تَرْويحَاتٍ، فَإِذَا كَانَ الْعَشرُ الْأَوَاخِرُ صَلَّى سِتَّ تَرْويحَاتٍ (٤).
[٧٩٩٣] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ وَقَتَادَةَ قَالَا: إِذَا كَانَ الرَّجُلُ يُصَلِّي بَيْنَ التَّرْويحَتَيْنِ فِي رَمَضَانَ، فَكَبَّرَ الْإِمَامُ قَبْلَ أَن يَرْكَعَ، فَلَا بَأْسَ أَنْ يُصلِّيَ صَلَاتَهُ بِصَلَاةِ الْإِمَامِ، وَلَا يَرْكَعُ.

٤٣ - بَابُ الْوِصَالِ
° [٧٩٩٤] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يُوَاصِلُ سَحَرًا إِلَى سَحَرٍ.


(١) اللغو: الهزل من القول وما لا يعني. (انظر: النهاية، مادة: لغا).
(٢) الظراب: جمع الظرب، وهو الجبل الصغير. (انظر: النهاية، مادة: ظرب).
• [٧٩٩٢] [شيبة: ٧٧٧٣]،
(٣) كذا في الأصل، والظاهر أن هناك بترًا في النص؛ إذ الكلام اللاحق لا تعلق له بهذا، وقد وجدنا الأثر محكيا تاما في غير موضع، ففي: «قيام الليل» لمحمد بن نصر المروزي (ص ٢١٧): قال إسماعيل بن عبد الملك: كان سعيد بن جبير «يصلي بنا في شهر رمضان فيقرأ بنا ليلة قراءة عثمان رضي الله عنه وليلة قراءة ابن مسعود رضي الله عنه»، وفي «تاريخ الإسلام» للذهبي (٦/ ٣٦٩) قال: «وقال إسماعيل بن عبد الملك: كان سعيد بن جبير يؤمنا في رمضان، فيقرأ ليلة بقراءة ابن مسعود، وليلة بقراءة زيد بن ثابت»، وهذه السياقات أتم معنى وأحسن سياقة.
(٤) قوله: «فكان يصلي خمس ترويحات، فإذا كان العشر الأواخر صلى ست ترويحات» الظاهر أن هذا الكلام من أثر آخر، وليس متعلقا بالسياق السابق.

° [٧٩٩٥] عبد الرزاق، عَنْ إِسْرَائِيلَ بْنِ يُونُسَ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ (١)، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يُوَاصِلُ مِنْ سَحَرٍ إِلَى سَحَرٍ.
° [٧٩٩٦] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَا تُوَاصِلُوا»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَإِنَّكَ تُوَاصِلُ، قَالَ: «إِنِّي لَسْتُ كَمِثْلِكُمْ، إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي، وَيَسْقِينِي»، قَالَ: فَلَمْ يَنْتَهُوا عَنِ الْوِصَالِ، فَوَاصَلَ بِهِمُ النَّبِيُّ ﷺ يَوْمَيْنِ وَلَيْلَتَيْنِ، ثُمَّ رَأَوُا الْهِلَالَ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «لَوْ تَأَخَّرَ الْهِلَالُ لَزِدْتُكُمْ»، كَالْمُنَكِّلِ (٢) لَهُمْ.
° [٧٩٩٧] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ (*)، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إِيَّاكُمْ وَالْوِصَالَ، إِيَّاكُمْ وَالْوِصَالَ»، قَالُوا: فَإِنَّكَ تُوَاصِلُ؟ قَالَ: «فَإِنِّي فِي ذَاكُمْ لَسْتُ مِثْلَكُمْ، إِنِّي أَظَلُّ يُطْعِمُنِي رَبِّي، وَيَسْقِينِي، فَاكْلَفُوا (٣) مِنَ الْعَمَلِ مَا لَكُمْ بِهِ طَاقَةٌ».
° [٧٩٩٨] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو النَّدَبِيِّ هُوَ نُبَيْحٌ الْعَنَزِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ


° [٧٩٩٥] [شيبة: ٩٦٨٢].
(١) قوله: «عن علي» سقط من الأصل، وأثبتناه من «مسند أحمد» (١٢١٠)، «المعجم الكبير» للطبراني (١/ ١٠٩) من طريق المصنف، به. ينظر: «فتح الباري» لابن حجر (٤/ ٢٠٤).
° [٧٩٩٦] [التحفة: م ١٢٤٢١، خ ١٣١٦٧، خت ١٣١٨٨، س ١٣١٩٧، م ١٣٩٠١، خ ١٤٧٣٠، خ س ١٥١٦٣، س ١٥٢١٠، خ ١٥٢٢٥، خ ١٥٢٨١، خت ١٥٣٠٥، خت م ١٥٣٢١، [الإتحاف: مي عه حب حم ٢٠٤٦٠] [شيبة: ٩٦٧٩، ٩٦٨٨]، وسيأتي: (٧٩٩٧).
(٢) المنكِّل: المعاقِب. (انظر: النهاية، مادة: نكل).
° [٧٩٩٧] [التحفة: م ١٢٤٢١، خ ١٣١٦٧، خت ١٣١٨٨، س ١٣١٩٧، م ١٣٩٠١، خ ١٤٧٣٠، خ س ١٥١٦٣، س ١٥٢١٠، خ ١٥٢٢٥، خ ١٥٢٨١، خت ١٥٣٠٥، خت م ١٥٣٢١] [شيبة: ٩٦٧٩، ٩٦٨٨]، وتقدم: (٧٩٩٦).
(*) [٢/ ١٣١ أ].
(٣) كلفت بالشيء: ولعت به وأحببته، ويقال أيضا: كلفت بالشيء إذا تحملته. (انظر: النهاية، مادة: كلف).
° [٧٩٩٨] [الإتحاف: حم ٥١٤٠] [شيبة: ٩٦٨١]

أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَا تُوَاصِلُوا»، قَالُوا: فَإِنَّكَ تُوَاصِلُ، قَالَ: «إِنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ، إِنِّي أَبِيتُ أُطْعَمُ، وَأُسْقَى».
° [٧٩٩٩] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ نَهَى عَنِ الْوِصَالِ، قَالُوا: فَإِنَّكَ تُوَاصِلُ، قَالَ: «وَمَا يُدْرِيكُمْ لَعَلَّ رَبِّي يُطْعِمُنِي، وَيَسْقِينِي».
[٨٠٠٠] قال ابْنُ جُرَيْجٍ: وَسَمِعْتُ عَطَاءَ يَقُولُ نَحْوَ ذَلِكَ.
قَالَ: وَكَانَ طَاوُسٌ يَقُولُ: نُهِيَ عَنِ الْوِصَالِ.
° [٨٠٠١] عبد الرزاق، عَن مَعْمَرٍ، عَن جوَيْبِرٍ (١)، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَا مُوَاصَلَةَ».
° [٨٠٠٢] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمُحَمَّدِ ابْنَيْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِمَا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «لَا مُوَاصَلَةَ فِي الصِّيَامِ».

٤٤ - بَابُ السَّفَرِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ
[٨٠٠٣] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَبِيدَةَ السَّلْمَانِي قَالَ: مَنْ سَافَرَ فِي رَمَضَانَ، وَقَدْ كَانَ صَامَ أَوَّلَهُ مُقِيمًا فَلْيَصُمْ آخِرَهُ، أَلَا تَسْمَعُ أَنَّ اللهَ يَقُولُ: ﴿فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ [البقرة: ١٨٥].
[٨٠٠٤] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: إِذَا أَظَلَّ الرَّجُلَ رَمَضَانُ فِي أَهْلِهِ، وَصَامَ مِنْهُ أَيَّامًا، ثُمَّ سَافَرَ فَإِنْ شَاءَ صامَ، وإِنْ شَاءَ أَفْطَرَ. وَقَالَهُ ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ.
[٨٠٠٥] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: لَا أَرَى الصَّوْمَ عَلَيْهِ إِلَّا وَاجِبًا، قَالَ اللهُ: ﴿فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ [البقرة: ١٨٥].


(١) قوله: «عن جويبر» ليس في الأصل، واستدركناه مما يأتي عند المصنف برقم: (١٢٣٠٨).
• [٨٠٠٣] [شيبة: ٩٠٩٢].

° [٨٠٠٦] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ إِلَى مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ فِي رَمَضَانَ حَتَّى بَلَغَ الْكُدَيْدَ (١) ثُمَّ أَفْطَرَ فَكَانَ الْفِطْرُ آخِرَ الْأَمْرَيْنِ.
[٨٠٠٧] عبد الرزق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَاصِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَمَرَ رَجُلًا صَامَ رَمَضَانَ فِي السَّفَرِ أَنْ يَقْضِيَهُ.
وَأَخْبَرَنِيهِ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ كُلْثُومِ بْنِ جَبْرٍ، عَنْ عُمَرَ.
[٨٠٠٨] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، أَنَّ أُمَّ ذرٍّ، دَخَلَتْ عَلَى عَائِشَةَ تُسَلِّمُ عَلَيْهَا، وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ، فَقَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ: أَتُسَافِرِينَ فِي رَمَضانَ؟ مَا أُحِبُّ أَنْ أُسَافِرَ فِي رَمَضَانَ، وَلَوْ أَدْرَكَنِي، وَأَنَا مُسَافِرَةٌ لأَقَمْتُ.
[٨٠٠٩] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ فِي الصِّيَامِ فِي السَّفَرِ؟ قَالَ (٢): تُفْطِرُ إِذَا قَصَرْتَ، وَتَصُومُ إِذَا أَوْفَيْتَ الصَّلَاةَ.
[٨٠١٠] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ: إِذَا أَصْبَحَ الرَّجُلُ صَائِمًا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، ثُمَّ خَرَجَ مُسَافِرًا نَهَارًا، فَلَا يُفْطِرُ ذَلِكَ الْيَوْمَ إِلَّا أَنْ يَخَافَ الْعَطَشَ عَلَى نَفْسِهِ، فَإِنْ تَخَوَّفَهُ أَفْطَرَ، وَالْقَضَاءُ عَلَيْهِ، فَإِنْ شَاءَ بَعْدُ أَفْطَرَ، وإِنْ شَاءَ صامَ.
[٨٠١١] قال مَعْمَرٌ: وَأَخْبَرَنِي جَابِرٌ الْجُعْفِيُّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: إِذَا خَرَجَ نَهَارًا فِي رَمَضَانَ أَفْطَرَ إِنْ شَاءَ حِينَ يَخْرُجُ.


° [٨٠٠٦] [التحفة: خ م د س ٥٧٤٩، خ م س ٥٨٤٣، خت ٦٠١٠، س ٦٣٨٨، س ق ٦٤٢٥، س ٦٤٧٩، س ١٩٢٧٥] [الإتحاف: مي ط ش خز جا حب كم حم ٨٠٠٩] [شيبة: ٣٨٠٨٩]، وتقدم: (٤٦٠٤، ٤٦٠٥، ٤٦٠٦).
(١) الكديد: يعرف اليوم باسم «الحَمْض»: أرض بين عُسفان وخُليص، على مسافة «٩٠» كيلو مترًا من مكة على طريق المدينة. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص ٢٣١).
(٢) ليس في الأصل، ويقتضيه السياق، والأثر رواه ابن أبي شيبة في المصنف (٢/ ٢٨٣) بنحوه، عن محمد بن بكر، عن ابن جريج.

٤٥ - بَابُ إِفْطَارِ التَّطَوُّعِ وَصَوْمِهِ إِذَا لَمْ يُبَيِّتْهُ
[٨٠١٢] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، انَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا أَنْ يُفْطِرَ إِنْسَانٌ التَّطَوُّعَ، وَيَضْرِبُ لِذَلِكَ أَمْثَالًا، رَجُلٌ طَافَ سَبْعًا فَقَطَعَ وَلَمْ يُوَفِّهِ فَلَهُ مَا احْتَسَبَ، أَوْ صلَّى رَكْعَةً أَوْ لَمْ يُصَلِّ أُخْرَى قَبْلَهَا فَلَهُ مَا احْتَسَبَ، أَوْ يَذْهَبُ بِمَالٍ يَتَصَدَّقُ بِهِ، أَوْ يَتَصَدَّق بِبَعْضِهِ، وَأَمْسَكَ بَعْضَهُ.
[٨٠١٣] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: الصَّوْمُ كَالصَّدَقَةِ، أَرَدْتَ (١)، أَنْ تَصومَ فَبَدَا لَكَ، وَأَرَدْتَ أَنْ تَصَّدَّقَ فَبَدَا لَكَ.
[٨٠١٤] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَا يَرَى بِإِفْطَارِ التَّطَوُّعِ بَأْسًا.
[٨٠١٥] عبد الرزاق، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنِ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَنْ أَصْبَحَ صَائِمًا تَطَوُّعًا إِنْ شَاءَ صَامَ (٢)، وإِنْ شَاءَ أَفْطَرَ، وَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاءٌ.
[٨٠١٦] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ كَانَ لَا يَرَى بِإِفْطَارِ التَّطَوُّعِ بَأْسًا.
[٨٠١٧] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قَالَ لِأَصْحَابِهِ يَوْمًا: مَا تَرَوْنَ عَلَيَّ؟ فَإِنِّي أَصْبَحْتُ الْيَوْمَ صَائِمًا، فَرَأَيْتُ جَارِيَةً لِي فَوَقَعْتُ عَلَيْهَا، فَقَالَ عَلِيٌّ: صُمْتَ تَطَوُّعًا، فَأَتَيْتَ حَلَالًا لَا أَرَى عَلَيْكَ شَيْئًا.
[٨٠١٨] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَوَّلَ النَّهَارِ، فَوَجَدْتُهُ صائِمًا، ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَيْهِ آخِرَ النَّهَارِ فَوَجَدْتُهُ مُفْطِرًا، فَقُلْتُ: مَا شَأْنُكَ؟ فَقَالَ: رَأَيْتُ جَارِيَةً لِي فَأَعْجَبَتْنِي، فَوَقَعْتُ عَلَيْهَا، أَمَا إِنِّي أَزِيدُكَ أُخْرَى إِنَّهَا قَدْ أَصَابَتْ فَاحِشَةً فَحَصَّنَّاهَا.


(١) [٢/ ١٣٢ أ]. مطموس في الأصل، والمثبت من «الاستذكار» لابن عبد البر (١٠/ ٢٠٦) من طريق معمر، به.
(٢) ليس في الأصل، واستدركناه من «الاستذكار» (١٠/ ٢٠٧) معزوا لعبد الرزاق.

[٨٠١٩] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، وَعَنْ أَيُّوبَ (١)، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاء.
وَقَالَهُ قَتَادَةُ، أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ كَانَ إِذَا أَصْبَحَ سَأَلَ أَهْلَهُ الْغَدَاءَ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ، قَالَ: إِنَّا صَائِمُونَ.
[٨٠٢٠] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ (٢): إِلَّا فَرْضَ الصِّيَامِ.
[٨٠٢١] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاء، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّهُ كَانَ يَأْتِي أَهْلَهُ حَتَّى يَنْتَصِفَ النَّهَارُ، وَيَسْأَلُهُمْ، فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ غَدَاءً؟ فَنَجِدُهُ أَوْ لَا نَجِدُهُ، فَيَقُولُ: لَا غَيْرَ هَذَا الْيَوْمِ فَيصُومُهُ، وَقَدْ أَصْبَحَ مُفْطِرًا، وَزَعَمَ عَطَاءٌ: أَنَّهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ يُصْبِحُ مُفْطِرًا حَتَّى الضُّحَى، وَبَعْدَهُ فَيَمُرُّ وَلَعَلَّهُ وَجَدَ غَدَاءً أَوْ لَمْ يَجِدْ.
[٨٠٢٢] عبد الرزاق، عَنْ عُثْمَانَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ كَانَ يَأْتي أَهْلَهُ، فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ غَدَاءٍ؟ فَإِنْ قَالُوا: لَا، صَامَ يَوْمَهُ ذَلِكَ، قَالَ قَتَادَةُ: فَكَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلِ يَفْعَلُ ذَلِكَ.
[٨٠٢٣] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يَقُولُ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ الصَّائِمُ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَحْضُرِ الْغَدَاءُ.
[٨٠٢٤] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، أَحْسَبُهُ عَنِ الْحَارِثِ، أَنَّ عَلِيًّا قَالَ: هُوَ بِالْخِيَارِ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ مَا لَمْ يَطْعَمِ الطَّعَامَ، أَوْ يَكُونَ قَدْ فَرَضَهُ مِنَ اللَّيْلِ.


(١) في الأصل: «أبي أيوب»، وهو خطأ، والمثبت موافق لما ذكره ابن حزم في «المحلى» (٤/ ٢٩٧) عن عبد الرزاق، ولا في «المصنف» لابن أبي شيبة (٩٢٠٢) عن أيوب، بنحوه.
• [٨٠٢٠] [شيبة: ٩١٩٩].
(٢) بعده في الأصل «قالا» وكأنه ضرب عليه.
• [٨٠٢٢] [شيبة: ٩٢٠٠].

[٨٠٢٥] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ مَنْ بَدَا لَهُ الصِّيَامُ بَعْدَمَا تَزُولُ الشَّمْسُ فَلْيَصُمْ.
[٨٠٢٦] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مِهْرَانَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ وَأَبَا طَلْحَةَ كَانَا يُصْبِحَانِ مُفْطِرَيْنِ، فَيقُولَانِ: هَلْ مِنْ طَعَامٍ؟ فَيَجِدَانِهِ، أَوْ لَا يَجِدَانِهِ، فَيُتِمَّانِ ذَلِكَ الْيَوْمَ.
[٨٠٢٧] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ: أَصْبَحْتُ، وَلَا أُرِيدُ الصِّيَامَ، فَقَالَ: أَنْتَ بِالْخِيَارِ بَيْنَكَ، وَبَيْنَ نِصْفِ النَّهَارِ، فَإِنِ انْتَصَفَ النَّهَارُ فَلَيْسَ لَكَ أَنْ تُفْطِرَ.
[٨٠٢٨] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ قَالَ: كُنْتُ أَصُومُ يَوْمًا، وَأُفْطِرُ يَوْمًا، فَكُنْتُ فِي سَفَرٍ فَكَانَ يَوْمُ فِطْرِي، فَسِرْنَا فَلَمْ نَنَزِلْ حَتَّى كَانَ بَعْدَ نِصْفِ النَّهَارِ، أَوْ حِينَ الصَّلَاةِ قَالَ: قُلْتُ: لأَصُومَنَّ هَذَا الْيَوْمَ، فَصُمْتُ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لاِبْنِ الْمُسَيَّبِ، فَقَالَ: أَصَبْتَ.
[٨٠٢٩] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعَيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ (*) رَجُلًا، يَقُولُ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: أَنْتَ بِالْخِيَارِ إِلَى نِصفِ النَّهَارِ.
[٨٠٣٠] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا حَدَّثَ نَفْسَهُ بِالصِّيَامِ لَمْ يُفْطِرْ، وإِذَا حَدَّثَ نَفْسَهُ بِالْإِفْطَارِ لَمْ يَصُمْ.
قَالَ مَعْمَرٌ: وَأَخْبَرَنِيهِ أَيُّوبُ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
[٨٠٣١] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ حَفْصَةَ قَالَتْ: قَالَ (١): لَا صَوْمَ لِمَنْ لَمْ يُزْمِعِ الصِّيَامَ مِنَ اللَّيْلِ.


• [٨٠٢٥] [شيبة: ٩١٨٤].
* [٢/ ١٣٢ ب].
(١) كذا في الأصل، وقد اختلفت رواية الحديث بين الرفع والوقف. ينظر: قوت المغتذي (١/ ٢٦٧)، مسند أحمد (ط الرسالة حاشية حديث رقم ٢٦٤٥٧).

[٨٠٣٢] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ حَفْصَةَ مِثْلَهُ.
[٨٠٣٣] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ حَمَّادِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: إِذَا حَدَّثَ الرَّجُلُ نَفْسَهُ بِالصِّيَامِ مِنَ اللَّيْلِ، ثُمَّ أَصبَحَ صَائِمًا، كَانَ لَهُ أَجْرُ اللَّيْلِ، وَأَجْرُ النَّهَارِ، فَإِنْ أَفْطَرَ فَعَلَيْهِ الْقَضَاءُ.
[٨٠٣٤] عبد الرزاق، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنِ الْحَسَنِ وإِبْرَاهِيمَ قَالَا: إِنْ بَيَّتَ الصيَامَ مِنَ اللَّيْلِ، ثُمَّ أَفْطَرَ فَعَلَيْهِ الْقَضاءُ، قَالَ: وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: لَا يُفْطِرُ إِلَّا مِنْ عُذْرٍ.
° [٨٠٣٥] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَصْبَحَتْ عَائِشَةُ، وَحَفْصَةُ صَائِمَتَيْنِ، فَأُهْدِيَ لَهُمَا طَعَامٌ، فَأَعْجَبَهُمَا، فَأَفْطَرَتَا، فَلَمَّا دَخَلَ النَّبِيُّ ﷺ عَلَيْهِمَا بَادَرَهَا، حَفْصَةَ، وَكَانَتْ بِنْتَ أَبِيهَا فَسَأَلَتِ النَّبِيَّ ﷺ فَأَمَرَهُمَا أَنْ تَصومَا يَوْمًا مَكَانَهُ.
° [٨٠٣٦] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لاِبْنِ شِهَابٍ: أَحَدَّثَكَ عُرْوَةُ، عَنِ عَائِشة، عَنِ (١) النَّبِيِّ ﷺ أنّهُ قَال: «مَنْ أفطرَ فِي تَطوُّعٍ فَليَقضِهِ؟» قَال: لمْ أسْمَعْ مِن عُرْوَةَ فِي ذَلِكَ شَيْئًا، وَلكِنْ حَدَّثَنِي فِي خِلَافَةِ سُلَيْمَانَ إِنْسَانٌ، عَنْ بَعْضِ مَنْ كَانَ يَسْأَلُ عَائِشَةَ ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.
° [٨٠٣٧] عبد الرزاق، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ ﷺ يَوْمًا، فَقَالَ: «هَلْ عِنْدَكُمْ طَعَامٌ؟» قَالَتْ: قُلْتُ: لَا، قَالَ: «إِذَنْ أَصُومُ الْيَوْمَ»، قَالَتْ: ثُمَّ دَخَلَ مَرَّةً أُخرَى، فَقُلْتُ: قَدْ أُهْدِيَ لَنَا جَشِيشٌ أَوْ حَيْسٌ (٢) - شَكَّ عَبْدُ الرَّزَّاقِ - فَقَالَ: «إِذَنْ أُفْطِرُ الْيَوْمَ، وَقَذ كُنْتُ فَرَضْتُ الصِّيَامَ».


° [٨٠٣٦] [التحفة: س ١٥٨١٠، د س ١٦٣٣٧، س ١٦٤١٣، ت س ١٦٤١٩، س ١٦٤٢٩، س ١٦٤٩٠، س ١٦٥٠٥، س ١٦٦٨٧، س ١٧٩٤٥].
(١) في الأصل: «أن»، والمثبت من «مسند إسحاق بن راهويه» (٨٨٢) من طريق ابن جريج، به.
(٢) الحيس: طعام متخذ من التمر والأقط (اللبن المجفف) والسمن. (انظر: النهاية، مادة: حيس).

° [٨٠٣٨] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ (١)، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ ﷺ يَوْمًا فَقَرَّبْتُ لَهُ حَيْسًا فَأَكَلَ مِنْهُ، وَقَالَ: «إِنِّي كُنْتُ أُرِيدُ الصِّيَامَ الْيَوْمَ، وَلَكِنْ أَصُومُ الْيَوْمَ مَكَانَهُ».
[٨٠٣٩] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الثَّوْريُّ، عَنْ قَابُوسَ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، قَالَ: دَخَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الْمَسْجِدَ، فَرَكَعَ رَكْعَةً، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَقِيلَ لَهُ، فَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ تَطَوُّعٌ، فَمَنْ شَاءَ زَادَ، وَمَنْ شَاءَ نَقَصَ، إِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أَتَّخِذَهُ طَرِيقًا.
[٨٠٤٠] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَأَلَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى عَطَاء فَقَالَ: أَكَانَ يُقَالُ: لِيُفْطِرِ الرَّجُلُ فِي غَيْرِ شَهْرِ رَمَضَانَ لِضَيْفِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ.

٤٦ - بَابُ الرَّجُلِ يَأْتِي الْقِيَامَ وَلَمْ يُصَلِّ الْعِشَاءَ
[٨٠٤١] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: إِنْ أَلْفَاكَ الْقَارِئُ تُصلِّي الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ فِي رَمَضَانَ، قَدْ كَبَّرْتَ قَبْلَهُ، فَاجْعَلْ صَلَاتَكَ الْعِشَاءَ صَلِّهَا بِصَلَاتِهِ إِنْ كَانَ يُتِمُّهَا، وإِلَّا فَخَالِفْهُ وَلَا تُصَلِّ بِصَلَاتِهِ، فَقُلْتُ: كَبَّرَ قَبْلِي وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُصَلِّيَ الْعِشَاءَ؟ قَالَ (*): فَكَبِّرْ، وَاجْعَلْهَا الْعِشَاءَ إِنْ كَانَ يُتِمُّهَا، وإِلَّا فَاجْعَلْهَا سُبْحَةً (٢)، ثُمَّ صَلِّ الْعِشَاءَ بَعْدُ.
[٨٠٤٢] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِذَا جَاءَ الرَّجُلُ فِي قِيَامِ رَمَضانَ، وَلَمْ يَكُنْ صلَّى الْمَكْتُوبَةَ صَلَّى مَعَهُمْ، وَاعْتَدَّهَا مَعَهُمُ الْمَكْتُوبَةَ.
[٨٠٤٣] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: يُصَلِّي وَحْدَهُ.


(١) قوله: «عن عائشة بنت طلحة» مكانه إحالة في الأصل، ولم يكتب شيئا بالحاشية، وأثبتناه كما في «مسند الحميدي» (١/ ٢٥٣)، ومسند الشافعي (٢/ ١١٣) عن ابن عيينة، به.
• [٨٠٣٩] [شيبة: ٦٣٠٤، ٦٣٠٥].
• [٨٠٤٠] [شيبة: ٩٧٩٧].
(*) [٢/ ١٣٢ أ].
(٢) السبحة والتسبيح: صلاة التطوع والنافلة. (انظر: النهاية، مادة: سبح).

[٨٠٤٤] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَهُ أَبُوهُ هَمَّامٌ قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبًا يُصَلِّي وَحْدَهُ، وَسَأَلْتُهُ عَنِ الْقَوْمِ يَدْخُلُونَ الْمَسْجِدَ فِي شَهْرِ رَمَضانَ، وَقَدْ صَلَّوُا الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ، وَهُمْ قِيَامٌ فِي التَّطَوُّعِ، هَلْ يُصَلُّونَ خَلْفَ الْإِمَامِ فِي الْمَسْجِدِ يَؤُمُّهُمْ أَحَدُهُمْ؟ قَالَ: لَا، يُصَلُّونَ فُرَادَى.
[٨٠٤٥] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَمَّنْ سَمِعَ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ: إِذَا كُنْتَ فِي صَلَاةٍ، فَلَا تُدْخِلْ مَعَهَا غَيْرَهَا، يَقُولُ: إِذَا كُنْتَ فِي مَكْتُوبَةٍ فَلَا تَجْعَلْهَا مَعَ فَرِيضَةٍ.
[٨٠٤٦] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ التَّيْمِيِّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ مِثْلَهُ.
[٨٠٤٧] عبد الرزاق، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ قَالَ: جِئْتُ النَّاسَ وَهُمْ فِي الْقِيَامِ، وَلَمْ أكُنْ صَلَّيْتُ الْعِشَاءَ، فَصَلَّيْتُ لِنَفْسِيَ الْعِشَاءَ وَحْدِي وَهُمْ يُصَلُّونَ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لاِبْنِ الْمُسَيَّبِ، فَقَالَ: أَصَبْتَ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ لِي: وَمَا شَغَلَكَ عَنِ الصَّلَاةِ؟ فَاعْتَذَرْتُ لَهُ، فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ النَّاسَ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، يَقُولُ: مَا رَأَيْتُهُمْ مُنْصَرِفِينَ لَمْ يَفُتْنِي.

٤٧ - بَابُ صِيَامِ يَوْمِ الْجُمْعَةِ
° [٨٠٤٨] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: كَانَ أَبُو الدَّرْدَاء يُحْيِي لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، وَيَصُومُ يَوْمَهَا، وَأَتَاهُ سَلْمَانُ، وَكَانَ النَّبِيُّ ﷺ آخَى بَيْنَهُمَا، فَنَامَ عِنْدَهُ، فَأَرَادَ أَبُو الدَّرْدَاء أَنْ يَقُومَ لَيْلَتَهُ، فَقَامَ إِلَيهِ سَلْمَانُ، فَلَمْ يَدَعْهُ حَتَّى نَامَ وَأَفْطَرَ قَالَ: فَجَاءَ أَبُو الدَّرْدَاء النَّبِيَّ ﷺ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «عُوَيْمِرُ! سَلْمَانُ أَعْلَمُ مِنْكَ (١)، لَا تَخُصَّ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ بِصَلَاةٍ، وَلَا يَوْمَهَا بِصِيَامٍ».
° [٨٠٤٩] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ دخَلَ عَلَى بَعْضِ نِسَائِهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَهِيَ صَائِمَةٌ، فَقَالَ: «أَصُمْتِ أَمْسِ؟» قَالَتْ: لَا، فَقَالَ: «أَتُرِيدِينَ أَنْ تَصُومِي غَدًا؟» فَقَالَتْ: لَا، فَأَمَرَهَا أَنْ تُفْطِرَ.


(١) قوله: «أعلم منك» وقع في الأصل: «أعلمك»، والمثبت من «المعجم الكبير» للطبراني (٦/ ٢١٨) من طريق إسحاق بن إبراهيم الدبري، عن عبد الرزاق، به.

° [٨٠٥٠] عبد الرزاق، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ نَهَى عَنْ صِيَامِ الْجُمُعَةِ، إِلَّا أَنْ يَصُومَ قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَهُ.
° [٨٠٥١] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رَجُلٍ أَحْسَبُهُ أَبُو الْأَوْبَرِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: وَرَبِّ هَذِهِ الْكَعْبَةِ لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ ينْهَى عَنْ صِيَامِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، إِلَّا أَنْ يَصِلَهُ بِصِيَامٍ.
° [٨٠٥٢] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ يَحْيَى بْنَ جَعْدَةَ أَخْبَرَهُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولَ: وَرَبِّ هَذَا الْبَيْتِ مَا نَهَيْتُ عَنْ صِيَامِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، وَلَكِنَّ النَّبِيَّ ﷺ نَهَى عَنْهُ، ثُمَّ يَقُولُ عَمْرٌو: إِذَا أُفْرِدَ.
° [٨٠٥٣] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ شَيْبَةَ، أَن مُحَمَّدَ بْنَ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَأَلَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَقَالَ: أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ ﷺ نَهَى عَنْ صِيَامِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَرَبِّ هَذَا الْبَيْتِ.
° [٨٠٥٤] عبد الرزاق، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّهُ سَمِعَ مُحَفدَ بْنَ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ يُحَدِّثُ هَذَا الْحَدِيثَ.
° [٨٠٥٥] عبد الرزاق (*)، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ نَهَى عَنْ صِيَامِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ إِلَّا فِي صِلَةِ أَيَّامٍ (١).


° [٨٠٥٠] [التحفة: خ م ق ١٢٣٦٥، م د ت س ق ١٢٥٠٣، س ١٣٥٨٥، س ١٤٣٤٩، ص ١٤٥٩٠، [شيبة: ٩٣٣٢، ٩٣٤٢]، وتقدم: (١٥٦٠) وسيأتي: (٨٠٥١).
° [٨٠٥١] [التحفة: خ م ق ١٢٣٦٥، م د ت س ق ١٢٥٠٣، س ١٣٥٨٥، س ١٤٣٤٩، س ١٤٥٩٠] [شيبة: ٩٣٣٢، ٩٣٤٢]، وتقدم: (١٥٦٠، ٨٠٥٠).
° [٨٠٥٢] [التحفة: خ م ق ١٢٣٦٥، م د ت س ق ١٢٥٠٣، س ١٣٥٨٥، س ١٤٣٤٩، س ١٤٥٩٠] [شيبة: ٩٣٣٢، ٩٣٤٢]، وتقدم: (٨٠٥٠).
° [٨٠٥٣] [الإتحاف: مي عه حم ٣١١٥].
(*) [٢/ ١٣٣ ب].
(١) قوله «صلة أيام» في الأصل: «أصله» والمثبت من (ك).

[٨٠٥٦] عبد الرزاق، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ السَّكَنِ، قَالَ: خَرَجْنَا حُجَّاجًا، فَنَزَلْنَا بِأَبِي ذَرٍّ، فَصَنَعَ لَنَا طَعَامًا وَكَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَفِينَا رَجُلٌ صَائِمٌ، ثُمَّ قَالَ أَبُو ذَرٍّ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ إِلَّا طَعِمْتَ، إِلَّا أَنْ تَكُونَ اسْتَأْنَفْتَ الشَّهْرَ، وَأَقْسَمَ عَلَيْهِ مَرَّةً أُخْرَى أَوْ مَرَّتَيْنِ، قَالَ: إِنَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ يَوْمُ عِيدٍ فَتَكُونُ مُفْطِرًا خَيْرٌ لَكَ.
[٨٠٥٧] عبد الرزاق، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: لَا تَتَعَمَّدْ صِيَامَ يَوْمِ الْجُمُعَةِ.
[٨٠٥٨] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ ظَبْيَانَ الْحَنَفِيِّ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ سَعْدٍ الْحَنَفِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُتَطَوِّعًا مِنَ الشُّهْرِ أَيَّامًا يَصُومُهَا، فَلْيَكُنْ مِنْ صَوْمِهِ يَوْمُ الْخَمِيسِ، وَلَا يَتَعَمَّدْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَإِنَّهُ يَوْمُ عِيدٍ وَطَعَامٍ وَشَرَابٍ، فَيُجْمَعُ لَهُ يَوْمَانِ صَالِحَانِ، يَوْمُ صِيَامِهِ، وَيَوْمُ نُسُكِهِ (١) مَعَ الْمُسْلِمِينَ.

٤٨ - بَابُ صِيَامِ يَوْمِ عَرَفَةَ
° [٨٠٥٩] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَفْطَرَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بِعَرَفَةَ، هَيأَتْ لَهُ أُمُّ الْفَضلِ لَبَنًا فَشَرِبَ بِعَرَفَةَ.
° [٨٠٦٠] عبد الرزاق، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ وَالثَّوْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ عُبَيْدٍ (٢) مَوْلَى أُمِّ الْفَضْلِ قَالَ: شَكُّوا فِي صِيَامِ النَّبِيِّ ﷺ بِعَرَفَةَ، فَقَالَتْ أُمُّ الْفَضْلِ: أَنَا أَعْلَمُ لكمْ ذَلِكَ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ بِقَعْبٍ (٣) مِنْ لَبَنٍ، فَشَرِبَ مِنْهُ.


• [٨٠٥٧] [شيبة: ٩٣٣٧].
• [٨٠٥٨] [شيبة: ٩٣٣٥].
(١) النسك: جمع النسيكة، وهي: الذبيحة. (انظر: النهاية، مادة: نسك).
° [٨٠٥٩] [شيبة: ١٣٥٥٤].
(٢) كذا في الأصل، وأخرج الطبراني في «المعجم الكبير» (٢٥/ ٢٤)، من طريق إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، به: «عمير»، وهو الصواب.
(٣) القعب والقعبة: إناء من خشب ضخم مدور مقعر. (انظر: المشارق) (٢/ ١٩٠).

[٨٠٦١] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّهُ رَأَى ابْنَ عَبَّاسٍ مُفْطِرًا بِعَرَفَةَ يَأْكُلُ رُمَّانًا.
° [٨٠٦٢] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: دَعَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ (١) يَوْمَ عَرَفَةَ إِلَى الطَّعَامِ فَقَالَ: إِنِّي صَائِمٌ (٢)، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: لَا تَصُمْ، فَإِنَّ النَّبِيَّ ﷺ قُرِّبَ إِلَيْهِ حِلَابٌ (٣) فِيهِ لَبَنٌ يَوْمَ عَرَفَةَ، فَشَرِبَ، فَلَا تَصُمْ فَإِنَّ النَّاسَ يَسْتَنُّونَ بِكُمْ.
[٨٠٦٣] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّهُ سَمِعَ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ يَقُولُ: طَافَ عُمَرُ يَوْمَ عَرَفَةَ فِي مَنَازِلِ الْحَاجِّ، حَتَّى أَدَّاهُ الْحَرُّ إِلَى خِبَاءِ (٤) قَوْمٍ، فَسُقِيَ سَوِيقًا، فَشَرِبَ.
[٨٠٦٤] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَوْلًى لاِبْنِ عَبَّاسٍ سَمَّاهُ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ عُمَرَ وَهُوَ يَأْكُلُ يَوْمَ عَرَفَةَ، قَالَ: ادْنُ، قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي صائِمٌ، قَالَ: ادْنُ، قَالَ: قُلْتُ: إِنْ شِئْتَ فَعَلْتُ، قَالَ: وَتُخْبِرُ النَّاسَ أَنِّي أَمَرْتُكَ أَنْ تُفْطِرَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَسَكَتَ عَنِّي فَلَمْ يَأْمُرْنِي، وَلَمْ يَنْهَنِي.
[٨٠٦٥] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ نَدَبَةَ مَوْلَاةٍ لاِبْنِ عَبَّاسٍ، قَالَتْ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَوْمَ عَرَفَةَ: لَا يَصْحَبُنَا أَحَدٌ يُرِيدُ الصِّيَامَ فَإِنَّهُ يَوْمُ تَكْبِيرٍ وَأَكْلٍ وَشُرْبٍ.


[٨٠٦١] [التحفة: ص ٥٤٤١].
° [٨٠٦٢] [التحفة: س ١٨٠٥٣] [الإتحاف: حم ٨٢٠٥].
(١) قوله: «الفضل بن عباس» ليس في الأصل، وأستدركناه من (ك)، «المعجم الكبير» للطبراني (١٨/ ٢٧٤) من طريق الدبري، به.
(٢) قوله: «فقال: إني صائم» ليس في الأصل، واستدركناه من (ك)، «المعجم الكبير» للطبراني.
(٣) الحِلاب والمِحلب: الإناء الذي يحلب فيه اللبن. (انظر: النهاية، مادة: حلب).
[٨٠٦٣] [شيبة:١٣٥٦١].
(٤) الخباء: أحد بيوت العرب من وبر أو صوف، ولا يكون من شعر، ويكون على عمودين أو ثلاثة، والجمع: أخبية. (انظر: النهاية، مادة: خبا).

[٨٠٦٦] قال عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وَنَهَانِي الثَّوْرِيُّ عَنْ صِيَامِ يَوْمِ التَّزويَةِ (١)، وَيَوْمِ عَرَفَةَ.
[٨٠٦٧] عبد الرزاق عَنِ (٢) الثَّوْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ (٣) عَطَاءٍ قَالَ: مَنْ أَفْطَرَ يَوْمَ عَرَفَةَ لِيَتَقَوَّى بِهِ عَلَى الدُّعَاء، كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الصَّائِمِ.
[٨٠٦٨] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَطَاءً قُلْتُ: أَتَصُومُ يَوْمَ عَرَفَةَ؟ قَالَ: أَصومُهُ فِي الشِّتَاءِ، وَلَا أَصُومُهُ فِي الصَّيْفِ.
[٨٠٦٩] عبد الرزاق، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَكْرَهُ صِيَامَ يَوْمِ عَرَفَةَ.
[٨٠٧٠] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: لَا بَأْسَ بِصِيَامِ يَوْمِ عَرَفَةَ.
[٨٠٧١] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ كَانَ لَا يَصُومُ يَوْمَ عَرَفَةَ إِذَا كَانَ مُسَافِرًا بِعَرَفَةَ، وإِذَا كَانَ مُقِيمًا فِي أَهْلِهِ صَامَهُ.
° [٨٠٧٢] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ سُئِلَ عَنْ صِيَامِ يَوْمِ عَرَفَةَ، فَقَالَ: «يُكَفِّرُ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهَا».
° [٨٠٧٣] عبد الرزاق (*)، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ إِيَاسٍ


(١) يوم التروية: اليوم الثامن من ذي الحجة، سمي به؛ لأنهم كانوا يرتوون فيه من الماء لما بعده.
(انظر: النهاية، مادة: روى).
(٢) في الأصل: «وعن»، والمثبت من (ك).
(٣) في الأصل: «وعن»، والمثبت من (ك)، وهو موافق لما في «تهذيب الآثار» للطبري (١/ ٣٦٣)، «مجلس في فضل يوم عرفة» لابن ناصر الدين (ص ١٥٨) من طريق سفيان، به.
• [٨٠٦٩] [شيبة: ١٣٥٥٨]، وسيأتي: (٨٠٧٥).
° [٨٠٧٢] [التحفة: س ٤٩٨٤، س ١٢٠٨٠، س ١٢٠٨٤، س ١٢١٠٠، ق ١٢١٤٠] [الإتحاف: حم عم ٤٠٢٠، [شيبة: ٩٤٦٩، ٩٨٠٦، ٩٨٠٧]، وسيأتي: (٨٠٧٣، ٨٠٧٧، ٨٠٧٨).
° [٨٠٧٣] [التحفة: س ٤٩٨٤، س ١٢٠٨٠، س ١٢٠٨٤، س ١٢١٠٠، ق ١٢١٤٠] [الإتحاف: حم عم ٤٠٢٠، [شيبة: ٩٤٦٩، ٩٨٠٦، ٩٨٠٧]، وتقدم: (٨٠٧٢) وسيأتي: (٨٠٧٧، ٨٠٧٨).
(*) [٢/ ١٣٤ أ].

الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ سُئِلَ عَنْ صِيَامِ يَوْمِ عَرَفَةَ، فَقَالَ: «كَفَّارَةُ سَنَتَيْنِ: سَنَةٍ مَاضِيَةٍ، وَسَنَةٍ مُسْتَأْخِرَةٍ».
[٨٠٧٤] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ فِي صِيَامِ يَوْمِ عَرَفَةَ: يُكَفِّرُ سَنَتَيْنِ.
° [٨٠٧٥] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ فلَمْ يَصُمْ يَوْمَ عَرَفَةَ، وَحَجَجْتُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَحَجَجْتُ مَعَ عُمَرَ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَحَجَجْتُ مَعَ عُثْمَانَ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَأَنَا لَا أَصُومُهُ، وَلَا آمُرُ بِهِ وَلَا أَنْهَى عَنْهُ.
[٨٠٧٦] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى حَسَنًا وَحُسَيْنًا يَوْمَ عَرَفَةَ، فَوَجَدَ أَحَدَهُمَا صَائِمًا، وَالْآخَرَ مُفْطِرًا، قَالَ: لَقَدْ جِئْتُ أَسْأَلُكُمَا عَنْ أَمْرٍ اخْتَلَفْتُمَا فِيهِ، فَقَالَا: مَا اخْتَلَفْنَا، مَنْ صَامَ فَحَسَنٌ، وَمَنْ لَمْ يَصُمْ فَلَا بَأْسَ.

٤٩ - بَابُ صِيَامِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ (١)
° [٨٠٧٧] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ عَنْ صِيَامِ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: «كَفَّارَةُ السَّنَةِ».
° [٨٠٧٨] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ إِيَاسٍ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ ﷺ عَنْ صِيَامِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ؟ فَقَالَ: «كَفَّارَةُ السَّنَةِ».


[٨٠٧٤] [التحفة: س ٤٩٨٤، س ١٢٠٨٠، س ١٢٠٨٤، س ١٢١٠٠، ق ١٢١٤٠]، وتقدم: (٨٠٧٢، ٨٠٧٣) وسيأتي: (٨١١٢).
° [٨٠٧٥] [الإتحاف: مي حب حم ١١٦٠٠] [شيبة: ١٣٥٥١].
(١) عاشوراء: اليوم العاشِر من شهر المُحرم. (انظر: النهاية، مادة: عشر).
° [٨٠٧٧] [التحفة: ص ٤٩٨٤، س ١٢٠٨٠، س ١٢٠٨٤، س ١٢١٠٠، ق ١٢١٤٠] [الإتحاف: حم عم ٤٠٢٠، [شيبة: ٩٤٦٩]، وتقدم: (٨٠٧٢، ٨٠٧٣) وسيأتي: (٨٠٧٨).
° [٨٠٧٨] [التحفة: س ٤٩٨٤، س ١٢٠٨٠، س ١٢٠٨٤، س ١٢١٠٠، ق ١٢١٤٠] [الإتحاف: حم عم ٤٠٢٠، [شيبة: ٩٤٦٩]، وتقدم: (٨٠٧٢، ٨٠٧٣، ٨٠٧٧).

[٨٠٧٩] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ
أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّهُ قَالَ فِي صِيَامِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ: يُكَفِّرُ السَّنَةَ.
° [٨٠٨٠] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ، قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ: «ائْتِ قَوْمَكَ فَأْمُرْهُمْ فَلْيَصُومُوا (١) هَذَا الْيَوْمَ»، لِيَوْمِ عَاشُورَاءَ، قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ وَجَدْتُ بَعْضَهُمْ قَدْ تَغَدَّى؟ قَالَ: «فَمُرْهُمْ فَلْيُتِمُّوا».
° [٨٠٨١] قال مَعْمَرٌ: قَالَ الزُّهْرِيُّ، وَحَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ يَخْطُبُ بِالْمَدِينَةِ، يَقُولُ: يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ، أَيْنَ عُلَمَاؤُكُمْ؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «هَذَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ، وَلَمْ يُفْرَضْ عَلَيْنَا صِيَامُهُ، فَمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَصُومَ فَلْيَصُمْ، فَإِنِّي صَائِمٌ»، فَصامَ النَّاسُ.
° [٨٠٨٢] عبد الرزاق، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ مَعْبَدٍ الْقُرَشِيِّ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ بِقُدَيْدٍ (٢) فَأَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: «أَطَعِمْتَ الْيَوْمَ شَيْئًا؟» لِيَوْمِ عَاشُورَاءَ، قَالَ: لَا، إِلَّا أَنِّي شَرِبْتُ مَاءً، قَالَ: «فَلَا تَطْعَمْ بَعْدُ حَتَّى مَغْرِبِ الشَّمْسِ، وَأْمُرْ مَنْ وَرَاءَكَ أَنْ يَصُومَ هَذَا الْيَوْمَ».
[٨٠٨٣] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْور بْنِ يَزِيدَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ يَأْمُرُ بِصَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ مِنْ عَلِيٍّ، وَأَبِي مُوسَى.
° [٨٠٨٤] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي (٣) يَزِيدَ، أَنَّهُ سَمِعَ


(١) في الأصل: «فليصلوا»، وهو خطأ، والتصويب من «السنن الكبرى» للنسائي (٣٠٦٥) من طريق الزهري، عن ابن سندر، عن رجال منهم، به.
° [٨٠٨١] [التحفة: خ م س ١١٤٠٨، س ١١٤١٥، س ١١٤٥٥] [الإتحاف: خز عه حب حم ١٦٨٢٩].
(٢) قديد: وادٍ من أودية الحجاز، يقطعه الطريق من مكة إلى المدينة، على نحو (١٢٠ كيلو مترًا).
(انظر: المعالم الأثيرة) (ص ٢٢٢).
• [٨٠٨٣] [شيبة: ٩٤٥٣،٩٤٥٢].
° [٨٠٨٤] [الإتحاف: خز عه ش حم ٨٠٤٦] [شيبة: ٩٤٧٠].
(٣) قوله «عبيد الله بن أبي» في الأصل، وهو خطأ، والمثبت من «المعجم الكبير» للطبراني (١١/ ١٢٦) =

ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: مَا عَلِمْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ كَانَ يَتَحَرَّى صيَامَ يَوْمٍ يَبْتَغِي فَضلَهُ عَلَى غَيْرِهِ، إِلَّا هَذَا الْيَوْمَ، يَوْمَ عَاشُورَاءَ، أَوْ شَهْرَ رَمَضَانَ.
[٨٠٨٥] عبد الررزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، أَرْسَلَ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ لَيْلَةَ عَاشُورَاءَ: أَنْ تَسَحَّرْ، وَأَصْبحْ صَائِمًا قَالَ: فَأَصْبَحَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ صائِمًا.
[٨٠٨٦] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ: خَالِفُوا الْيَهُودَ، وَصومُوا التَّاسِعَ وَالعَاشِرَ.
° [٨٠٨٧] عبد الرزاق، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَكَمِ الْأَعْرَجِ (*)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِذَا ضحَّيْتَ فَعُدَّ (١) تِسْعًا وَعِشْرِينَ ثُمَّ أَصبحْ صَائِمًا فَهُوَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ. قَالَ يُونُسُ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ أَخِي الْحَكَمِ عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي أَمَرَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بِصِيَامِهِ.
[٨٠٨٨] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ فُلَانٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَوْمُ الْعَاشِرِ.


= من طريق إسحاق بن إبراهيم الدبري، عن عبد الرزاق، به، و«مسند أحمد» (٣٥٤٤) عن عبد الرزاق، به، وينظر: «تهذيب الكمال» (١٩/ ١٧٨).
• [٨٠٨٥] [شيبة: ٩٤٥٥].
[٨٠٨٦] [التحفة: ق ٥٤٤٣، خ م د س ٥٤٥٠، خ م س ٥٥٢٨، م د ٦٥٦٦] [الإتحاف: خز عه ش حم ٨٠٤٦].
(*) [٢/ ١٣٤ ب].
(١) قوله «ضحيت فعد» في الأصل: «أصبحت بعد» وهو خطأ، والمثبت من (ك)، وهو موافق لما رواه أحمد (١/ ٢٣٩، ٣٤٤)، والطبراني في «المعجم الكبير» (١٢/ ٢١٣) من وجه آخر عن الحكم الأعرج بلفظ: «انتهيت إلى ابن عباس وهو متوسد رداءه في زمزم، فقلت: أخبرني عن عاشوراء أي يوم أصومه؟ فقال: إذا رأيت هلال المحرم فاعدد فأصبح من التاسعة صائما، قال: قلت: أكذاك كان يصومه محمد ﷺ؟ قال: نعم».

[٨٠٨٩] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ (١)، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنَّا نُؤْمَرُ بِصِيَامِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، فَلَمَّا نَزَلَ صِيَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ، كَانَ مَنْ شَاءَ صَامَهُ، وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ.
° [٨٠٩٠] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ (٢)، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ ﷺ الْمَدِينَةَ، فَوَجَدَ الْيَهُودَ يَصُومُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: «مَا هَذَا؟» قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ نَجَّى اللهُ فِيهِ مُوسَى، وَأَغْرَقَ فِيهِ آلَ فِرْعَوْنَ، قَالَ: فَصَامَهُ شُكْرًا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «فَأَنَا أَوْلَى بِمُوسَى، وَأَحَقُّ بِصِيَامِهِ مِنْكُمْ»، فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ.
° [٨٠٩١] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ صَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَ(٣) أَمَرَ بِصِيَامِهِ، فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ، كَانَ مَنْ شَاءَ صامَهُ، وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ.
° [٨٠٩٢] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ يَصُومُهُ أَيِ النَّبِيُّ ﷺ وَقُرَيْش فِي الْجَاهِلِيَّةِ، ثُمَّ أَمَرَ النَّبِيُّ ﷺ فصَامَهُ حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَبْلَ أَنْ يُفْرَضَ رَمَضَانُ، فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضانُ كَانَ هُوَ الْفَرِيضَةَ، قَالَتْ عَائِشَةُ: مَنْ شَاءَ صَامَهُ، وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ.


(١) في الأصل: «عبدة»، وهو خطأ، والمثبت من «مستخرج أبي عوانة» (٢/ ٢٣٧) من طريق إسحاق بن إبراهيم الدبري، عن عبد الرزاق، به، وسيأتي عند المصنف (٨٠٩١)، (٨٠٩٢)، من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، به.
° [٨٠٩٠] [الإتحاف: مي خز عه حب حم طح ٧٤٢٣] [شيبة: ٩٤٥٠].
(٢) قوله: «ابن سعيد بن جبير» وقع في الأصل: «عن سعيد عن ابن جبير»، وهو خطأ، والتصويب من «صحيح مسلم» (٣/ ١١٤٨)، و«مسند البزار» (١١/ ٣٢٢) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن عبد الله بن سعيد بن جبير، به.
• [٨٠٩١] [شيبة: ٩٤٤٨]، وسيأتي: (٨٠٩٢).
(٣) في الأصل: «أو»، والمثبت كما في «مستخرج أبي عوانة» (٢/ ٢٣٦) عن الدبري عن عبد الرزاق، به، وهو موافق لما في «صحيح البخاري» (٣٨٢٢) من طريق هشام بن عروة، به.
° [٨٠٩٢] [شيبة: ٩٤٤٨]، وتقدم: (٨٠٩١).

° [٨٠٩٣] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ، قَالَ: سَأَلْنَا قَيْسَ بْنَ سَعْدٍ، عَنْ زَكَاةِ الْفِطْرِ؟ فَقَالَ: أَمَرَنَا بِهَا رَسُولُ اللهِ ﷺ قَبْلَ أَنْ تُنَزَّلَ الزَّكَاةُ، فَلَمَّا أُنْزِلَتِ الزَّكَاةُ لَمْ يَأْمُرْنَا، وَلَمْ يَنْهَنَا.
[٨٠٩٤] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: لَمْ يَكُنِ ابْنُ عُمَرَ يَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ إِذَا كَانَ مُسَافِرًا، فَإِذَا كَانَ مُقِيمًا صَامَهُ.
° [٨٠٩٥] عبد الرزاق، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ ﷺ الْمَدِينَةَ، فَوَجَدَ الْيَهُودَ يَصومُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَقَالُوا: هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «نَحْنُ أَحَقُّ أَنْ نُعَظِّمَهُ»، فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، فَلَمَّا نَزَلَ صِيَامُهُ، كَانَ مَنْ شَاءَ صَامَهُ، وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ.
[٨٠٩٦] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: رَكِبَ نُوحٌ فِي السَّفِينَةِ فِي رَجَبٍ يَوْمَ عَشْرٍ بَقِينَ، وَنَزَلَ مِنَ السَّفِينَةِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ.
[٨٠٩٧] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَيْفِيٍّ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ أَبِي يُوسُفَ (١) أَخَا بَنِي نَوْفَلٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ عَلَى الْمِنْبَرِ، يَقُولُ: إِنَّ يَوْمَ عَاشُورَاءَ يَوْمُ عَيدٍ، فَمَنْ صَامَهُ فَقَدْ كَانَ يُصَامُ، وَمَنْ تَرَكَهُ فَلَا حَرَجَ.
° [٨٠٩٨] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً يَزْعُمُ: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أمَرَ بِصِيَامِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، قَالُوا: كَيْفَ بِمَنْ أكَلَ؟ قَالَ: «مَنْ أَكَلَ أَوْ لَمْ يَأْكُلْ».


° [٨٠٩٣] [التحفة: س ١١٠٩٣، س ق ١١٠٩٨، س ١١٠٩٩] [الإتحاف: حم خز كم ١٦٣٥٠]، وتقدم: (٥٩٧٢).
° [٨٠٩٥] [التحفة: خ م ٦٧٨٢، خ ٧٥٥٩، م ٧٧٩٠، م ٧٨٥٣، م ٧٩٦٦، خ م د ٨١٤٦، م س ق ٨٢٨٥، م ٨٥١٨] [شيبة: ٩٤٤٧].
[٨٠٩٧] [التحفة: خ م س ١١٤٠٨، س ١١٤١٥، س ١١٤٥٥] [شيبة: ٩٤٦٥].
(١) في الأصل: «صيفي»، وهو خطأ، والتصويب من «مصنف ابن أبي شيبة» (٩٤٦٥) من طريق ابن جريج، به. ينظر: «التاريخ الكبير»: (٦/ ٣٨٣).

[٨٠٩٩] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: هُوَ يَوْمُ تَابَ اللهُ عَلَى آدَمَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ.

٥٠ - بَابُ صِيَامِ أشْهُرِ الْحُرُمِ (١)
° [٨١٠٠] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَا تَتَّخِذُوا شَهْرًا عِيدًا، وَلَا تَتَّخِذُوا يَوْمًا عِيدًا».
[٨١٠١] عَبْدُ (*) الرَّزاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسِ يَنْهَى عَنْ صِيَامِ رَجَبٍ كُلِّهِ، لِئَلَّا يُتَّخَذَ عِيدًا.
[٨١٠٢] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَنْهَى عَنْ صِيَامِ الشَّهْرِ كَامِلًا، وَيَقُولُ: لِيصُمْهُ إِلَّا أَيَّامًا، وَكَانَ يَنْهَى عَنْ إِفْرَادِ الْيَوْمِ كُلَّمَا مَرَّ بِهِ، وَعَن صيَامِ الْأَيَّامِ الْمَعْلُومَةِ، وَكَانَ يَقُولُ: لَا يَصُمْ صِيَامًا مَعْلُومًا.
[٨١٠٣] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَصُومُ أَشْهُرَ الْحُرُمِ.
[٨١٠٤] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ لَا يَكَادُ أَنْ يُفْطِرَ فِي أَشْهُرِ الْحُرُمِ، وَلَا غَيْرِهَا.
° [٨١٠٥] عبد الرزاق، عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: ذُكِرَ لِرَسُولِ اللهِ ﷺ قَوْمٌ يَصُومُونَ رَجَبَ، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «فَأَيْنَ هُمْ مِنْ شَعْبَانَ؟»، قَالَ زَيْدٌ: وَكَانَ أكْثَرُ صِيَامِ رَسُولِ اللهِ ﷺ بَعْدَ رَمَضانَ شَعْبَانَ.


(١) الحرم: الشهور الحرم، وهي: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب. (انظر: النهاية، مادة: حرم).
(*) [٢/ ١٣٥ أ].
• [٨١٠٢] [شيبة: ٩٣٤٤].
° [٨١٠٥] [شيبة: ٩٨٥٢].

° [٨١٠٦] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَبِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ (١) عَنْ صِيَامِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَقَالَتْ: كَانَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ: قَدْ صَامَ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: قَدْ أَفْطَرَ، وَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ صَامَ مِنْ شَهْرٍ أَكْثَرَ مِنْ صِيَامِهِ مِنْ شَعْبَانَ، إِلَّا مَا كَانَ مِنْ رَمَضَانَ، كَانَ يَصومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ إِلَّا قَلِيلًا، قَالَ: وَسَأَلْتُهَا عَنْ صَلَاتِهِ؟ فَقَالَتْ: كَانَتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللهِ ﷺ فِي رَمَضَانَ، وَفِي غَيْرِهِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً مِنْهَا رَكْعَتَا الْفَجْرِ.
° [٨١٠٧] عبد الرزاق، عَنْ هِشَامِ (٢) بْنِ حَسَّانَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ، عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ ﷺ؟ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِذَا صَلَّى قَائِمًا رَكَعَ قَائِمًا، وإِذَا صَلَّى جَالِسًا رَكَعَ جَالِسًا، قَالَ: وَسَأَلْتُهَا عَنْ صِيَامِهِ؟ فَقَالَتْ: كَانَ إِذَا صامَ، صَامَ حَتَّى نَقُولَ: صَامَ، صامَ، صَامَ، وإِذَا أَفْطَرَ، أَفْطَرَ حَتَّى نَقُولَ: أَفْطَرَ، أَفْطَرَ، أَفْطَرَ، وَمَا عَلِمْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ صامَ شَهْرًا كَامِلًا مُنْذُ قَدِمَ الْمَدِينَةَ.
° [٨١٠٨] عبد الرزاق، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ،


° [٨١٠٦] [التحفة: م ت س ١٦٢٠٢، م س ١٦٢١٣، م س ١٦٢١٨، م س ق ١٧٠٥٢، س ١٧٦٥٢، س ١٧٧٠٨، خ م دت م س ١٧٧١٠، خ م د ت س ١٧٧١٩، م س ق ١٧٧٢٩، م س ١٧٧٣٠، س ١٧٧٤٩، س ١٧٧٥٠، ت ١٧٧٥٦، س ١٧٧٧٨، خ م س ١٧٧٨٠] [شيبة: ٨٥٧٣، ٩٨٥٥، ٩٨٥٩]، وسيأتي: (٨١٠٨).
(١) في الأصل: «رسول الله ﷺ»، والتصويب من «مستخرج أبي عوانة» (٢/ ١٧٢) من طريق ابن عيينة، به.
° [٨١٠٧] [التحفة: م د س ١٦٢٠١، م د س ١٦٢٠٣، م ق ١٦٢٠٥].
(٢) في الأصل: «مسلم»، وهشام بن حسان الأزدي القردوسي، أبو عبد الله البصري. ينظر: «تهذيب الكمال» للمزي (٣٠/ ١٨١)، وقد جاء على الصواب عند المصنف (٤٢٢٨).
° [٨١٠٨] [التحفة: س ١٦٠٥٠، س ١٦٠٥١، س ١٦٠٦٣، م ت س ١٦٢٠٢، م س ١٦٢١٣، م س ١٦٢١٨، م س ق ١٧٠٥٢، س ١٧٦٠٢، س ١٧٧٠٨، خ م د تم س ١٧٧١٠، م س ق ١٧٧٢٩، م س ١٧٧٣٠، س ١٧٧٤٩، س ١٧٧٥٠، ت ١٧٧٥٦، س ١٧٧٧٨، خ م س ١٧٧٨٠] [الإتحاف: حم ٢٢٩٤٠] [شيبة: ٩٨٤٢، ٩٨٤٣، ٩٨٥٥]، وتقدم: (٨١٠٦).

عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يَصُومُ، وَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ اسْتَكْمَلَ شَهْرًا قَطُّ إِلَّا رَمَضانَ، وَمَا رَأَيْتُهُ فِي شَهْرٍ قَطُّ أَكثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ.

٥١ - بَابُ صِيَامِ الدَّهْرِ
° [٨١٠٩] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو (١) بْنِ الْعَاصِ قَالَ: لَقِيَنِي رَسُولُ اللهِ ﷺ قَالَ: «ألَمْ أُحَدَّثْ أَنَّكَ تَقُولُ، أَوْ أَنْتَ الَّذِي تَقُولُ: لأَقُومَنَّ اللَّيْلَ، وَلأَصُومَنَّ النَّهَارَ؟» قَالَ: أَحْسَبُهُ قَالَ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «فَقُمْ، وَنَمْ، وَأَفْطِرْ، وَصُمْ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَذَلِكَ مِثْلُ صِيَامِ الدَّهْرِ»، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: «فَصُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمَيْنِ»، حَتَّى قُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: «فَصُمْ يَوْمًا، وَأَفْطِرْ يَوْمًا، وَهُوَ أَعْدَلُ الصَّوْمِ، وَهُوَ صَوْمُ دَاوُدَ»، قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «لَا أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ».
° [٨١١٠] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً، أَنَّ أَبَا الْعَبَّاسِ الشَّاعِرَ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو وَهُوَ (٢)، يَقُولُ: بَلَغَ النَّبِيَّ (*) ﷺ أَنِّي أَصُومُ فَأَسْرُدُ،


° [٨١٠٩] [التحفة: د ٨٦٢٣، خ م ت س ق ٨٦٣٥، د ٨٦٤٢، خ م د س ٨٦٤٥، م ٨٦٤٩، س ٨٨١٣، م س ٨٨٩٦، خ م د س ق ٨٨٩٧، خ س ٨٩١٦، د ت س ق ٨٩٥٠، د ٨٩٥١، ت س ٨٩٥٦، خ م د س ٨٩٦٠، خ م د ٨٩٦٢، خ م س ٨٩٦٩، س ٨٩٧١] [الإتحاف: عه حب حم طح ١١٦٨٨، خز عه حب حم طح ١٢١٣٢]، وسيأتي: (٨١١١).
(١) قوله: «عبد الله بن عمرو» وقع في الأصل: «عبد الرحمن بن عمر»، وهو خطأ، والتصويب من «مسند أحمد» (٦٨٧٥)، «سنن أبي داود» (٢٤١٥) فقد أخرجاه من طريق عبد الرزاق، به.
° [٨١١٠] [التحفة: د ٨٦٢٣، خ م ت س ق ٨٦٣٥، د ٨٦٤٢، خ م د س ٨٦٤٥، م ٨٦٤٩، س ٨٨١٣، م س ٨٨٩٦، خ م د س ق ٨٨٩٧، خ س ٨٩١٦، د ت س ق ٨٩٥٠، د ٨٩٥١، ت س ٨٩٥٦، خ م د س ٨٩٦٠، خ م د ٨٩٦٢، خ م س ٨٩٦٩، س ٨٩٧١] [الإتحاف: خز عه حب حم طح ١١٦٦٨].
(٢) في الأصل: «هو»، والصواب ما أثبتناه.
(*) [٢/ ١٣٥ أ].

وَأُصَلِّي اللَّيْلَ، فَإِمَّا أَرْسَلَ وإِمَّا لَقِيتُهُ، فَقَالَ: «ألَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ فَلَا تُفْطِرُ، وَتُصَلِّي؟ فَلَا تَفْعَلْ، فَإِنَّ لِعَيْنِكَ حَظًّا، وَلِنَفْسِكَ حَظًّا، فَصُمْ، وَأَفْطِرْ، وَصُمْ مِنْ عَشَرَةٍ أَيامٍ يَوْمًا، وَلَكَ أَجْرُ تِسْعَةٍ»، قَالَ: إِنِّي أَجِدُنِي أَقْوَى مِنْ ذَلِكَ يَا نَبِيَّ اللهِ، قَالَ: «فَصُمْ صِيَامَ دَاوُدَ»، قَالَ: وَكَيْفَ كَانَ يَصومُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا، وَلَا يَفِرُّ إِذَا لَاقَى»، قَالَ عَطَءٌ: فَلَا أَدْرِي كَيْفَ ذَكَرَ صِيَامَ الْأَبَدِ (١)؟ فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «لَا صَامَ مَنْ صَامَ الْأَبَدَ، لَا صَامَ مَنْ صَامَ الْأَبَدَ».
° [٨١١١] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ وَابْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ دينَارٍ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ أَوْسٍ أَخْبَرَهُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «أَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللهِ صِيَامُ دَاوُدَ، وَكَانَ يَصُومُ نِصْفَ الدَّهْرِ، وَأَحَبُّ الصَّلَاةِ إِلَى اللهِ صَلَاةُ دَاوُدَ، وَكَانَ يَرْقُدُ شَطْرَ اللَّيْلِ، ثُمَّ يَقُومُ ثُلُثَهُ، ثُمَّ يَنَامُ سُدُسَهُ، وَكَانَ لَا يَفِرُّ إِذَا لَاقَى».
° [٨١١٢] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ يَسْأَلُهُ: كَيْفَ صيَامُكَ؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ، وَكَانَ إِذَا سُئِلَ عَنْ شَيءٍ يَكْرَهُهُ عُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، فَسَكَتَ، حَتَّى ذَهَبَ غَضَبُ رَسُولِ اللهِ ﷺ، ثُمَّ قَالَ لَهُ عُمَرُ: كَيْفَ تَقُولُ يَا رَسُولَ اللهِ فِي صِيَامِ الدَّهْرِ؟ قَالَ: «لَا صَامَ، وَلَا أَفْطَرَ» أَوْ: «مَا صَامَ، وَمَا أَفْطَرَ»، قَالَ: فَمَا تَقُولُ فِي صِيَامِ يَوْمَيْنِ وَفِطْرِ يَوْمٍ؟ قَالَ: «وَمَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ»؟ قَالَ: فَصِيَامُ يَوْمٍ وَفِطْرُ يَوْمَيْنِ؟ قَالَ: «وَدِدْتُ أَنْ أُطِيقَ ذَلِكَ»، قَالَ: فَصيَامُ يَوْمٍ وَفِطْرُ يَوْمٍ؟ قَالَ: «ذَلِكَ صِيَامُ دَاوُدَ»، قَالَ: فَمَا تَقُولُ فِي صيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ؟


(١) الأبد: الدهر، أي: لآخر الدهر. (انظر: النهاية، مادة: أبد).
° [٨١١١] [التحفة: د ٨٦٢٣، خ م ت س ق ٨٦٣٥، د ٨٦٤٢، خ م د س ٨٦٤٥، م ٨٦٤٩، س ٨٨١٣، م س ٨٨٩٦، خ م د س ق ٨٨٩٧، خ س ٨٩١٦، د ت س ق ٨٩٥٠، د ٨٩٥١، ت س ٨٩٥٦، خ م د س ٨٩٦٠، خ م د ٨٩٦٢، خ م س ٨٩٦٩، س ٨٩٧١] [الإتحاف: مي خز عه حب حم طح ١٢٠٢٤]، وتقدم: (٨١٠٩).
° [٨١١٢] [التحفة: س ١٢٠٨٠، س ١٢٠٨٤، س ١٢١٠٠، م س ١٢١١٨، ق ١٢١٤٠] [شيبة: ٩٤٦٩، ٩٦٤٤، ٩٨٠٦، ٩٨٠٧].

قَالَ: «ذَلِكَ صِيَامُ الدَّهْرِ»، قَالَ: فَصِيَامُ يَوْمِ الْإِثْنَيْنِ؟ قَالَ: «ذَلِكَ يَوْمٌ وُلدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ»، قَالَ: فَصِيَامُ عَاشُورَاءَ؟ قَالَ: «كَفَّارَةُ سَنَةٍ»، قَالَ: فَصيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ؟ قَالَ: «كَفَّارَةُ سَنَةٍ وَمَا قَبْلَهَا».
[٨١١٣] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: مَنْ صَامَ الدَّهْرَ ضَيَّقَ اللهُ عَلَيْهِ جَهَنَّمَ هَكَذَا، وَعَقَدَ عَشْرًا (١).
° [٨١١٤] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ (٢) رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ ﷺ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ رَجُلًا صَامَ الدَّهْرَ كُلَّهُ؟ قَالَ: «وَدِدْتُ أَنَّهُ لَا يَطعَمُ الدَّهْرَ شَيْئًا»، قَالَ: فَثُلُثَيْهِ؟ قَالَ: «أَكْثَرُ»، قَالَ: فَنِصْفَهُ؟ قَالَ: «أَكْثَرُ»، قَالَ: فَثُلُثَهُ؟ قَالَ: «لَمْ يَنْزِلْ، أَفَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا يُذهِبُ وَحَرَ الصَّدْرِ (٣)، صِيَامُ (٤) ئَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ».
° [٨١١٥] عبد الرزاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ، عَنْ رَجُلٍ سَمَّاهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمِّهِ (٥)، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ ﷺ، فَقَالَ: «مَنْ أَنْتَ؟» قَالَ: أَنَا


[٨١١٣] [التحفة: س ٩٠١١] [الإتحاف: خز حب حم ١٢٣٨٣] [شيبة: ٩٦٤٦].
(١) عقد عشرا: هو من مواضعات الحساب، وهو أن يجعل رأس إصبعه السبابة في وسط إصبعه الإبهام ويعملها كالحلقة. (انظر: النهاية، مادة: حلق).
° [٨١١٤] [التحفة: س ١٥٦٥٢] [شيبة: ٩٦٤٨].
(٢) في الأصل: «في»، وهو خطأ، والتصويب من «سنن النسائي» (٢٤٠٤) من طريق سفيان الثوري، به.
(٣) وحر الصدر: غشه ووساوسه، وقيل الحقد، والغيظ، والعداوة، وشدة الغضب. (انظر: النهاية، مادة: وحر).
(٤) في الأصل: «صيامه»، والتصويب من «سنن النسائي» فيما تقدم، ومن (٢٤٠٥) من طريق الأعمش، به.
° [٨١١٥] [التحفة: د س ق ٥٢٤٠].
(٥) قوله: «عن أبيه عن عمه»، في «المسند» لابن أبي شيبة (٢/ ٦٨)، ومن طريقه ابن ماجه في «سننه» (١٧٢٧) من طريق سفيان الثوري، عن الجريري، عن أبي السليل، عن أبي مجيبة الباهلي، عن أبيه، أو عن عمه، على الشك في أبيه أو عمه. وكذا رواه أحمد في «مسنده» (٥/ ٢٨) على الشك، وقال: =

الَّذِي أَتَيْتُكَ عَامَ الْأَوَّلِ، قَالَ: «كَأَنَّكَ كُنْتَ أَجْسَمَ مِمَّا أَجِدُ، أَوْ أَحْسَنَ جِسْمًا مِمَّا أَرَى»، قَالَ: مَا طَعِمْتُ مُنْذُ فَارَقْتُكَ إِلَّا لَيْلًا، فَقَالَ: «مَنْ أَمَرَكَ تُعَذِّبُ نَفْسَكَ»؟ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَالَ: إِنِّي أَقْوَى، قَالَ: «فَصُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ، وَيَوْمًا مِنْ كُلِّ شَهْرٍ»، قَالَ: إِنِّي أَقْوَى، قَالَ: «فَصُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ (١)، وَثَلَاثَةَ أَيَّام مِنْ كُلِّ شَهْرٍ»، قَالَ: إِنِّي أَقْوَى، قَالَ: «فَصُمْ مِنَ الْحُرُمِ، وَأَفْطِرْ».
[٨١١٦] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَةَ قَالَ: صَامَ أَبِي أَرْبَعِينَ سَنَةً أَوْ ثَلَاثِينَ سَنَةً مَا أَفْطَرَ إِلَّا يَوْمَ فِطْرٍ، أَوْ يَوْمَ نَحْرٍ، وَلَقَدْ قُبِضَ وإِنَّهُ لَصَائِمٌ.
[٨١١٧] عبد الرزاق، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ،


= «عن مجيبة عجوز، عن أبيها، أو عن عمها» وأخرجه النسائي في «السنن الكبرى» (٢٩٥١) من طريق سفيان … عن مجيبة الباهلي، عن عمه بغير الشك، ولكن أحمد جعلها امرأة، وغيره جعلها رجلا. ولم تأت: «أبي مجيبة» إلا في رواية ابن أبي شيبة، كما عنده في «المسند»، ومن طريقه: «ابن ماجه»، وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (٢/ ٤٥٤، ١٢٥٥)، والضياء في «الأحاديث المختارة» (٩/ ٢٢٩، ٢١١)، وعند «المعجم الكبير» للطبراني (٢٢/ ٣٥٨، ٩٠١)، وفيه: «مجيبة»، لكن رواية الضياء في «المختارة» هي من طريق الطبراني، وفيها: «أبي مجيبة».
وقال المزي في رواية ابن أبي شيبة: «عن أبي مجيبة الباهلي، عن أبيه أو عفه نحوه». ينظر: «تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف» (٤/ ٣٠٩).
وقال الحافظ ابن كثير: «عبد الله بن الحارث والد مجيبة الباهلية، كذا سماه أبو القاسم البغوي: روى حديثها سعيد الجريري، عن أبي السليل، عنها، عن أبيها، أو عمتها في الصيام في الأشهر الحرم، وسيأتي في المبهمات». ينظر: «جامع المسانيد والسنن» (٥/ ١٤٩). «قلت: قال أبو نعيم: مجيبة الباهلية، عن أبيها، أو عمها حديثه عند: أبي السليل ضريب بن نقير». ينظر: «معرفة الصحابة» (٦/ ٣٠٧٠).
وقد أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (٥/ ٣٠٢، ٣٤٦٤) من طريق عبد الوهاب بن عطاء، حدثنا سعيد الجريري، عن أبي السليل، عن امرأة من باهلة يقال لها: مجيبة، قالت: حدثني أبي، أو عمي - شك الجريري - ثم ذكر نحوه.
(١) في الأصل: «يوم الصوم»، والتصويب من «مسند ابن أبي شيبة» (٢/ ٦٨)، «المنتخب من مسند عبد بن حميد» (٤٠٠) من طريق سفيان الثوري، عن الجريري، به.

قَالَ: كَانَ أَبُو طَلْحَةَ أَقَلَّ مَا يَصُومُ عَلَى عَهْدِ (*) رَسُولِ اللهِ ﷺ وَكَانَ بَدْرِيًّا، مِنْ أَجْلِ الْغَزْوِ (١)، فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ ﷺ ما رَأَيْتُهُ مُفْطِرًا إِلَّا يَوْمَ أَضْحَى، أَوْ يَوْمَ فِطْرٍ.
[٨١١٨] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ هَارُونَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، قَالَ: كُنَّا عَنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَأُتيَ بِطَعَامٍ لَهُ فَاعْتَزَلَ رَجُلٌ مَنِ الْقَوْمِ، فَقَالَ: مَا لَهُ؟ قَالُوا: إِنَّهُ صَائِمٌ، قَالَ: وَمَا صَوْمُهُ؟ قَالَ: الدَّهْرَ، قَالَ: فَجَعَلَ يَقْرَعُ (٢) رَأْسَهُ بِقَنَاةٍ مَعَهُ، وَيَقُولُ: كُلْ يَا دَهْرُ، كُلْ يَا دَهْرُ.

٥٢ - بَابُ صِيَامِ ثَلَاثَةِ أيَّامٍ
[٨١١٩] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ قَالَ: صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ، وَصَوْمُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ يُذْهِبُونَ بَلَابِلَ الصَّدْرِ.
قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: وَقَالَ مُجَاهِدٌ: يُذْهِبْنَ وَغْرَ الصَّدْرِ، قِيلَ: وَمَا وَغْرُ الصَّدْرِ؟ قَالَ: غِشُّهُ.
° [٨١٢٠] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَزِيدَ بنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: أُرَاهُ رَفَعَهُ، إِنَّهُ أَمَرَ بِصوْمِ الْبِيضِ، ثَلَاثَةَ عَشَرَ، وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ، وَخَمْسَةَ عَشَرَ.
° [٨١٢١] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ يُقَالُ لَهُ ابْنُ الْحَوْتَكِيَّةِ، عَنْ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ: مَنْ حَاضِرُنَا يَوْمَ الْقَاحَةِ؟ إِذَا أُتيَ النَّبِيُّ ﷺ بِالْأَرْنَبِ، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ أَنَا، أَتَى أَعْرَابِيٌّ إِلَى


(*) [٢/ ١٣٦ أ].
(١) في الأصل: «العدد»، وهو تصحيف، والمثبت من «صحيح البخاري» (٢٨٤٦) من طريق ثابت، به.
• [٨١١٨] [شيبة: ٩٦٤٩].
(٢) القرع: الضرب. (انظر: النهاية، مادة: قرع).
° [٨١٢٠] [التحفة: س ٧٨، ت س ق ١١٩٦٧، ت س ١١٩٨٨، س ١٢٠٠٦، س ١٢٠١٠]، وسيأتي: (٨١٢١، ٨٩٦٨).

النَّبِيِّ ﷺ بِأَرْنَبٍ، فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُهَا تَدْمِي (١)، فَقَالَ: «كُلُوا مِنْهَا»، وَذَكَرَ أَنَّهُ لَمْ يَأْكُلْ هُوَ، فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: إِنِّي صَائِمٌ، فَقَالَ: «وَمَا صَوْمُكَ؟»، فَذَكَرَ شَيْئًا، فَقَالَ: «أَيْنَ أَنْتَ عَنِ الْغُرِّ الْبِيضِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ، وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ، وَخَمْسَةَ عَشَرَ».
° [٨١٢٢] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: ثَلَاثٌ أَوْصَانِي بِهِنَّ النَّبِيُّ ﷺ: أَنْ أَنَامَ عَلَى وِتْرٍ، وَصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرِ، وَرَكْعَتَيِ الضُّحَى (٢).
قَالَ قَتَادَةُ: ثُمَّ تَرَكَ الْحَسَنُ بَعْدُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ رَكْعَتَيِ الضُّحَى، وَجَعَلَ مَكَانَهَا غُسْلَ يَوْمِ الْجُمُعَةِ.
[٨١٢٣] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: ثَلَاثٌ لَا أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَلْقَى أَبَا الْقَاسِمِ ﷺ: أَنْ أَبِيتَ كُلَّ لَيْلَةٍ عَلَى وِتْرٍ، وَصَلَاةِ الضُّحَى، وَأَنْ أَصُومَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ.
° [٨١٢٤] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ اللهِ (٣) بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَ: جَاءَنَا أَعْرَابِيٌّ وَنَحْنُ بِالْمِزبَدِ، فَقَالَ: هَلْ فِيكُمْ قَارِئٌ يَقْرَأُ هَذِهِ الرُّقْعَةَ؟ قُلْنَا: كُلُّنَا نَقْرَأُ قَالَ: فَاقْرَءُوهَا لِي، قَالَ: هَذَا كِتَابٌ كَتَبَهُ


(١) تدمى: ترمي الدم، وذلك أن الأرنب تحيض كما تحيض المرأة. (انظر: النهاية، مادة: دما).
° [٨١٢٢] [الإتحاف: حم ١٧٩٦٠] [شيبة: ٥٠٣٣، ٦٧٦٧، ٧٨٨٤، ٧٩٠١]، وتقدم: (٤٧٥٤، ٤٩٨٨، ٤٩٨٩).
(٢) الضحى: انبساط الشمس وامتداد النهار. ووقت الضحى: من ارتفاع الشمس مقدار رمح إلى أن يبقى لاستوائها في كبد السماء مقدار رمح، ويقدر ذلك بنحو عشرين دقيقة. (انظر: معجم لغة الفقهاء) (ص ٢٥٣).
[٨١٢٣] [التحفة: س ١٢١٩٠، خ م س ١٣٦١٨، م ١٤٦٦٦، ت ١٤٨٧١، ت ١٤٨٨٣، د ١٤٩٤٠] [شيبة: ٦٧٦٧، ٧٨٨٤، ٧٩٠١]، وتقدم: (٤٩٨٧).
(٣) في الأصل: «عبد الرحمن»، وهو خطأ، والتصويب من «الأموال» للقاسم بن سلام (ص ١٩) من طريق الجريري، به. وهو: يزيد بن عبد الله بن الشخير العامري، أبو العلاء البصري. ينظر: «تهذيب الكمال» للمزي (٣٢/ ١٧٥).

لِي مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ ﷺ لبَنِي زُهَيْرِ بْنِ أُقَيْشٍ، حَيٍّ مِنْ عُكْلٍ (١): «إِنَّكُمْ إِنْ شَهِدْتُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَأَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ، وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ، وَأَخْرَجْتُمُ الْخُمُسَ مِنَ الْغَنِيمَةِ (٢)، وَسَهْمَ النَّبِيِّ ﷺ وَصَفِيَّهُ، فَإِنَّكُمْ آمِنُونَ بِأَمَانِ اللهِ»، قَالَ: قُلْنَا: إِنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كتَبَ لكُمْ هَذَا الْكِتَابَ؟ قَالَ: نَعَمْ أَتَرَوْنِي أَكْذِبُ عَلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ، وَغَضبَ، فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى الْكِتَابِ، فَأَخَذَهُ. قَالَ: فَأَتْبَعْنَاهُ، فَقُلْنَا حَدِّثْنَا يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، عَنْ شَيءٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «إِنَّ مِمَّا يُذْهِبُ كَثِيرًا مِنْ وَحَرِ الصَّدْرِ صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ، وَصَوْمُ ثَلَاثَةِ أَيَّام مِنْ كُلِّ شَهْرٍ».
قال عبد الرزاق: صَفِيُّ النَّبِيِّ ﷺ كَانَ لِلنَّبِيِّ ﷺ سَهْمٌ (٣) يُقَالُ لَهُ الصَّفِيُّ، كَانَ يَأْخُذُهُ، وَيَضْرِبُ النَّبِيُّ ﷺ بِسَهْمٍ مَعَ الْمُسْلِمِينَ.
° [٨١٢٥] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ (*) الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ اللهِ (٤) بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ قَعْنَبٍ، قَالَ: خَرَجْتُ إِلَى الرَّبَذَةِ (٥) أَطْلُبُ أَبَا ذَرٍّ، فَلَمْ أَجِدْهُ، فَسَلَّمْتُ عَلَى امْرَأَتِهِ، فَقُلْتُ: أَيْنَ أَبُو ذَرٍّ؟ قَالَتْ: ذَهَبَ يَمْتَهِنُ، قَالَ: فَقَعَدْتُ، فَإِذَا أَبُو ذَرٍّ قَدْ جَاءَ يَقُودُ جَمَلَيْنِ، قَدْ قَطَرَ (٦) أَحَدَهُمَا إِلَى ذَنَبِ الْآخَرِ، فِي عُنُقِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا قِرْبَةٌ (٧)، فَأَنَاخَ (٨) الْجَمَلَيْنِ، وَحَمَلَ الْقِرْبَتَيْنِ، فَسَلَّمْتُ


(١) عكل: قبيلة من الرباب تُسْتَحمق (لاشتهارهم بالغفلة والغباوة)، بطن من طابخة، من العدنانية، من قراهم: الشقراء، والأشيقر. (انظر: أطلس الحديث النبوي) (ص ٢٧٥).
(٢) الغنيمة: ما أُصيبَ من أموال أهل الحرب ومتاعهم، والجمع: غنائم. (انظر: النهاية، مادة: غنم).
(٣) ليس في الأصل، والسياق يقتضي إثباته، وينظر (١٠٣١٧).
(*) [٢/ ١٣٦ ب].
(٤) في الأصل: «عبد الرحمن»، وهو خطأ، والتصويب من «مسند أحمد» (٢١٨٥٤) من طريق عبد الرزاق، به.
(٥) الربذة: قرية تبعد ١٠٠ كم عن المدينة في طريق الرياض. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص ١٢٥).
(٦) قطر: قَرَّب. (انظر: اللسان، مادة: قطر).
(٧) القربة: وعاء من جلد يستعمل لحفظ الماء أو اللبن أو الزيت، والجمع: قرب. (انظر: المعجم العربي الأساسي، مادة: قرب).
(٨) الإناخة: إبراك البعير وإنزاله على الأرض. (انظر: اللسان، مادة: نوخ).

عَلَيْهِ، فَكَلَّمَ امْرَأَتَهُ فِي شَيءٍ، فَكَأَنَّهَا رَدَّتْ إِلَيْهِ، فَعَادَ وَعَادَتْ، وَقَالَ: مَا تَزِدْنَ عَلَى مَا قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّمَا الْمَرْأَةُ كَالضِّلَعِ، فَإِنْ ثَنَيْتَهَا انْكَسَرَتْ، وَفِيهَا بُلْغَةٌ وَأَوَدٌ (١)»، ثُمَّ جَاءَ بِصَحْفَةٍ (٢) فِيهَا مِثْلُ الْقَطَاةِ (٣)، فَقَالَ: كُلْ فَإِنِّي صائِمٌ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، ثُمَّ رَجَعَ فَأَكَلَ مَعَهُ، فَقَالَ نُعَيْمٌ: إِنَّا للهِ يَا أَبَا ذَرٍّ، مَنْ كَذَبَنِي مِنَ النَّاسِ، أَمَّا أَنْتَ فَلَمْ أَكُنْ أَظُنُّ أَنْ تَكْذِبَنِي، قَالَ: وَمَا كَذَبْتُكَ، بَلْ قُلْتُ: إِنِّي صَائِمٌ، ثُمَّ أَكَلْتُ، وَالْآنَ أَقُولُ لَكَ: إِنِّي صَائِمٌ، إِنِّي صمْتُ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَوَجَبَ لِي صَوْمُهُ، وَحَلَّ لِي فِطْرُهُ.

٥٣ - بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ الصِّيَامِ (٤)
° [٨١٢٦] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ (٥) مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ نَهَى عَنْ صِيَامِ هَذَيْنِ الْيَوْمَيْنِ، يَعْنِي الْفِطْرَ وَالْأَضْحَى، قَالَ: «أَمَّا أَحَدُهُمَا فَيَوْمُ فِطْرِكُمْ مِنْ صِيَامِكُمْ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَيَوْمٌ تَأْكُلُونَ فِيهِ مِنْ نُسُكِكُمْ».
° [٨١٢٧] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ مِينَاءَ، أَنَّهُ سَمِعَهُ


(١) الأود: العوج. (انظر: النهاية، مادة: أود).
(٢) الصحفة: إناء كالقصعة المبسوطة ونحوها، وجمعها صحاف. (انظر: النهاية، مادة: صحف).
(٣) القطا والقطاة: طائر بري مشهور بسرعة طيرانه، وباهتدائه إلى مجثمه وإلى موارد المياه، والجمع: القطا. (انظر: معجم الحيوان) (ص ٧٤٢).
(٤) قوله: «من الصيام» في الأصل: «الصائم»، وما أثبتناه هو الأولى.
° [٨١٢٦] [الإتحاف: خز جا عه طح حب ط حم ١٥٨٥٧] [شيبة: ٩٨٦٠].
(٥) في الأصل: «عبيدة»، وهو خطأ، والتصويب مما تقدم عند المصنف (٥٨٠١)، «مسند أحمد» (٢٢٤) فقد أخرجه من طريق عبد الرزاق، به. وهو: أبو عبيد قال الزهري مرة: موك عبد الرحمن بن أزهر، وقال مرة: مولى عبد الرحمن بن عوف، وكذلك قال غيره. قال الزهري: وكان من القدماء وأهل الفقه. ينظر: «الطبقات الكبرى» (٥/ ٨٦).
° [٨١٢٧] [التحفة: خ م س ق ١٢٢٦٥، د ١٢٣٥٨، م ١٢٧٨١، ت ١٢٧٨٨، س ١٣٢٦١، خ م ت ١٣٦٦١، خ م ١٣٨٢٢، خ س ١٣٨٢٧، م س ١٣٩٦٧، خ ١٤٤٤٦] [شيبة: ٢٥٧٢٦]، وسيأتي: (١٥٩٣٨).

يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: نُهِيَ عَنْ صِيَامِ يَوْمَيْنِ، وَعَنْ بَيْعَتَيْنِ، وَعَنْ لُبْسَتَيْنِ، فَأَمَّا الْيَوْمَانِ: فَيَوْمُ الْفِطْرِ وَيَوْمُ الْأَضْحَى، وَأَمَّا الْبَيْعَتَانِ: فَالْمُلَامَسَةُ، وَالْمُنَابَذَةُ، فَالْمُلَامَسَةُ: أَنْ يَلْمِسَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا ثَوْبَ صَاحِبِهِ بِغَيْرِ تَأَمُّلٍ، وَأَمَّا الْمُنَابَذَةُ: فَأَنْ يَنْبِذَ (١) كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا ثَوْبَهُ إِلَى الْآخَرِ، وَلَمْ يَنْظُرْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِلَى ئَوْبِ صَاحِبِهِ، وَأَمَّا اللُّبْسَتَانِ: فَأَنْ يَحْتَبِيَ (٢) الرَّجُلُ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ مُفْضِيًا، وَأَمَّا اللُّبْسَةُ الْأُخْرَى: فَأَنْ يُلْقِيَ دَاخِلَةَ إِزَارِهِ (٣) وَخَارِجَتَهُ عَلَى أَحَدِ عَاتِقَيْهِ (٤) وَيُبْرِزَ شِقَّهُ (٥).
قَالَ عَمْرٌو: إِنَّهُمْ يَرَوْنَ أَنَّهُ إِذَا احْتَبَى فِي ثَوْبٍ فَخَمَّرَ فَرْجَهُ فَلَا بَأْسَ.
[٨١٢٨] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَمْرٍو أَرَأَيْتَ إِنْ جَمَعَ بَيْنَ طَرَفَيِ الثَّوْبِ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ؟ قَالَ: مَا رَأَيْتُهُمْ إِلَّا يَكْرَهُونَ ذَلِكَ لَوْ فَعَلَ.
° [٨١٢٩] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ (٦) قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ ﷺ عنْ لِبْسَتَيْنِ، وَعَنْ بَيْعَتَيْنِ، فَأَمَّا اللِّبْسَتَانِ: فَاشْتِمَالُ الصَّمَّاءَ يَشْتَمِلُ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، يَضَعُ طَرَفَيِ الثَّوْبِ


(١) النبذ: الرمي والإبعاد والإلقاء. (انظر: النهاية، مادة: نبذ).
(٢) الاحتباء والحبوة: ضمّ الإنسان رجليه إلى بطنه بثوب يجمعهما به مع ظهره، ويشده عليها. وقد يكون الاحتباء باليدين عوض الثوب. (انظر: النهاية، مادة: حبا).
(٣) داخلة الإزار: طرفه وحاشيته من داخل. (انظر: النهاية، مادة: دخل).
(٤) العاتقان: مثنى عاتق، وهو: ما بين المنكبين إلى أصل العنق، وجمعها: العواتق. (انظر: مجمع البحار، مادة: عتق).
(٥) الشق: الجانب. (انظر: المصباح المنير، مادة: شقق).
° [٨١٢٩] [الإتحاف: جا طح حب حم ٥٤٦٠] [شيبة: ٢٥٧٢٥].
(٦) قوله: «عن أبي سعيد الخدري»، ليس في الأصل، واستدركناه مما سيأتي عند المصنف (١٥٩٣٤)، وقد أخرجه أبو داود (٣٣٣٣)، أحمد في «مسنده» (٣/ ٩٥)، وأبو عوانة في «مستخرجه» (٣/ ٢٥٧)، والنسائي في «المجتبى» (٤٥٥٦)، «الكبرى» (٦٢٨١)، جميعهم من طريق عبد الرزاق، عن عطاء بن يزيد، عن أبي سعيد، به. وأخرجه البخاري وغيره عن غير طريق عبد الرزاق، عن عطاء بن يزيد، عن أبي سعيد، به. ولم يذكر أحد ممن خرج الحديث إرسال عطاء بن يزيد له.

عَلَى عَاتِقِهِ (١) الْأَيْسَرِ وَيُبْرِزُ شِقَّهُ الْأَيْمَنَ (٢)، وَالْأُخْرَى: أَنْ يَحْتَبِيَ ﷺ ثَوْبٍ (٣) وَاحِدٍ لَيْسَ عَلَيْهِ غَيْرُهُ، يُفْضي بِفَزجِهِ إِلَى السَّمَاءِ، وَأَمَّا الْبَيْعَتَانِ: فَالْمُنَابَذَةُ، وَالْمُلَامَسَةُ، قالْمُنَابَذَةُ أَنْ يَقُولَ: إِذَا نَبَذْتُ هَذَا الثَّوْبَ فَقَدْ وَجَبَ، وَالْمُلَامَسَةُ أَنْ يَمَسَّهُ بِيَدِهِ، وَلَا يَنْشُرُهُ، وَلَا يُقَلِّبُهُ، إِذَا مَسَّهُ وَجَبَ الْبَيْعُ.
[٨١٣٠] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: نُهِيَ عَنْ بَيْعَتَيْنِ وَلُبْسَتَيْنِ، وَالصَّلَاةِ فِي سَاعَتَيْنِ، وَعَنْ أُكلَتَيْنِ، وَصَوْمِ يَوْمَيْنِ، فَأَمَّا الْبَيْعَتَانِ وَاللُّبْسَتَانِ فَكَمَا قَالَ الزُّهْرِيُّ، وَأَمَّا الصَّلَاةُ فِي سَاعَتَيْنِ: فَبَعْدَ الْعَصْرِ، وَبَعْدَ الصُّبْحِ، وَأَمَّا صوْمُ يَوْمَيْنِ: فَيَوْمُ الْفِطْرِ، وَيَوْمُ الْأَضْحَى، وَأَمَّا الْأُكْلَتَانِ: فَقَرْنٌ (٤) بَيْنَ تَمْرَتَيْنِ، وَالْأُخْرَى أَنْ يَأْكُلَ وَهُوَ قَائِمٌ.
° [٨١٣١] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَمْرِو (٥) بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقولُ: نَهَى رَسُولُ اللهِ ﷺ عَنِ الْمُلَامَسَةِ وَالْمُنَابَذَةِ.
ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.
° [٨١٣٢] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبَّادٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ


(١) العاتق: ما بين النكب والعنق. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: عتق).
(٢) قوله: «ويبرز شقه الأيمن» وقع في الأصل: «وأن يحتبي»، واستدركناه مما يأتي عند المصنف (١٥٩٣٤)، وفيما تقدم من مصادر التخريج.
(٣) قوله: «في ثوب» ليس في الأصل، واستدركناه مما يأتي عند المصنف (١٥٩٣٤)، وأبي عوانة في «مستخرجه».
(٤) في الأصل: «ففرق»، وهو تصحيف، والتصويب مما يأتي عند المصنف (٢٠٦٢١) عن قتادة بأخصر منه مرسلا.
° [٨١٣١] [التحفة: خ م د س ٤٠٨٧، خ د س ق ٤١٥٤] [الإتحاف: حم طح ٥٣٦٥] [شيبة: ٢٥٧٢٥].
(٥) كذا في الأصل، ويأتي عند المصنف (١٥٩٣٧)، وقال عبد الرزاق: «كذا قال، والصواب، عمر بن سعد» ولعل عبد الرزاق يعني ابن جريج، وكل ذلك خطأ، فالحديث أخرجه البخاري في «الصحيح» (٥٨٢٢)، ومسلم في «الصحيح» (١٥٣٦) وغيرهم عن الزهري، عن عامر، به.
ينظر: «علل الدارقطني» (١١/ ٢٩٨).
° [٨١٣٢] [التحفة: م س ١٣٩٦٧] [شيبة: ٩١١٨]، وتقدم: (٧٥٤٩).

قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ ﷺ عنْ صِيَامِ (*) سِتَّةِ أَيَّامٍ: قَبْلَ رَمَضَانَ بِيَوْمٍ، وَيَوْمِ الْأَضْحَى، وَيَوْمِ الْفِطْرِ، وَثَلَاثَةِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ.

٥٤ - بَابُ صِيَامِ الْمَرْأَةِ بغَيْرِ إِذْنِ زَوْجِهَا
° [٨١٣٣] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَا تَصُومَنَّ امْرَأَةٌ تَطَوُّعًا وَبَعْلُهَا (١) شَاهِدٌ (٢) إِلَّا بِإِذْنِهِ، وَلَا تَأْذَنُ فِي بَيْتِهِ وَهُوَ شَاهِدٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ، مَا أَنْفَقَتْ مِنْ كَسْبِهِ عَنْ غَيْرِ أَمْرِهِ، فَإِنَّ نِصْفَ أَجْرِهِ لَهُ».
° [٨١٣٤] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ نَهَى أَنْ تَصُومَ الْمَرْأَةُ إِلَّا بِإِذْنِ زَوْجِهَا تَطَوُّعًا.
[٨١٣٥] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى لِعَطَاءٍ: كَانَ يُقَالُ لِتُفْطِرِ الْمَرْأَةُ لِزَوْجِهَا، وَالرَّجُلُ لِضيْفِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، وإِنْ كَانَتْ تُصَلِّي فَلْتَنْصَرِفْ إِلَيْهِ.
[٨١٣٦] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا رَجُلٌ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْءَمَةِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: لَا تَحِلُّ لاِمْرَأَةِ أَنْ تَصُومَ تَطَوُّعًا إِلَّا بِإِذْنِ زَوْجِهَا.
° [٨١٣٧] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ نَهَى امْرَأَةً أَنْ تَصُومَ يَوْمًا مِنْ غَيْرِ رَمَضَانَ إِلَّا بِإِذْنِ زَوْجِهَا.

٥٥ - بَابُ فَضْلِ الصِّيَامِ
° [٨١٣٨] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:


(*) [٢/ ١٣٧ أ].
° [٨١٣٣] [التحفة: خت س ١١٣٩٠، ت س ق ١٣٦٨٠، خ ١٤٦٨٨، خ م د ١٤٦٩٥، د ١٤٧٩٣].
(١) البعل: الزوج، والجمع: بعول، وبعولة، وبعال. (انظر: النهاية، مادة: بعل).
(٢) الشاهد: الحاضرة والجمع: شهود. (انظر: الصحاح، مادة: شهد).
° [٨١٣٨] [التحفة: م س ١٢٣٤٠، ق ١٢٣٦٢، م ق ١٢٤٧٠، م ١٢٨٠٥، خ م س ١٢٨٥٣، س ١٢٨٨٤، س ١٣٠٩٠، ت ١٣٠٩٧، خ س ١٣٢٧٨] [الإتحاف: عه حم ١٨٦٦٠] [شيبة: ٨٩٨٦، ٨٩٨٧]، وسيأتي: (٨١٤٠).

قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّ الصِّيَامَ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ».
° [٨١٣٩] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فِم الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، يَذَرُ (١) شَهْوَتَهُ، وَطَعَامَهُ، وَشَرَابَهُ، مِنْ جَرَّايَ فَالصِّيَامُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ».
° [٨١٤٠] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «كُلُّ حَسَنَةٍ يَعْمَلُهَا ابْنُ آدَمَ تُضَاعَفُ عَشْرًا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، غَيْرَ الصِّيَامِ (٢)، هُوَ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَع شَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي، وَيَدَعُ طَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي. فَزحَتَانِ لِلصَّائِمِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ حِينَ يَلْقَى رَبَّهُ. وَخُلُوفُ فَمِهِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، وَالصِّيَامُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ».
[٨١٤١] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: الصِّيَامُ جُنَّةُ الرَّجُلِ كَجُنَّةِ أَحَدِكُمْ فِي الْبَأْسِ (٣)، وَسَيِّدُ الْأَيَّامِ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، وَسَيِّدُ الشُّهُورِ شَهْرُ رَمَضَانَ، وَاعْتَبِرُوا النَّاسَ بِالْأَخْدَانِ، فَإِنَّ الرَّجُلَ لَا يُخَادِنُ إِلَّا مَنْ رَضيَ نَحْوَهُ أَوْ حَالَهُ.


° [٨١٣٩] [التحفة: م س ١٢٣٤٠، م ق ١٢٤٧٠، م ١٢٨٠٥، خ م س ١٢٨٥٣، س ١٢٨٨٤، س ١٣٠٩٥، ت ١٣٠٩٧، خ س ١٣٢٧٨] [الإتحاف: خز عه حب حم ١٨١٦٦] [شيبة: ٨٩٨٦، ٨٩٨٧]، وتقدم: (٨١٣٨) وسيأتي: (٨١٤٠).
(١) غير واضح في الأصل، والمثبت من «شرح السنة» للبغوي (٦/ ٢٢٥) من طريق عبد الرزاق، به.
الوذر: الترك. (انظر: النهاية، مادة: وذر).
° [٨١٤٠] [التحفة: م س ١٢٣٤٠، م ق ١٢٤٧٠، ت ١٢٧١٩، م ١٢٨٠٥، خ م س ١٢٨٥٣، س ١٢٨٨٤، س ١٣٠٩٠، ت ١٣٠٩٧، خ س ١٣٢٧٨] [الإتحاف: خز عه حب حم ١٨١٦٦] [شيبة: ٨٩٨٦، ٨٩٨٧]، وتقدم: (٨١٣٨، ٨١٣٩).
(٢) في الأصل: «الصائم»، وهو خطأ، والمثبت من «مسند أحمد» (٧٧٢٢) من طريق عبد الرزاق، به.
• [٨١٤١] [شيبة: ٥٥٥٢].
(٣) البأس: القتال. (انظر: ذيل النهاية، مادة: بأس).

[٨١٤٢] عبد الرزاق، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ: الصَّائِمُ فِي عِبَادَةٍ مَا لَمْ يَغْتَبْ أَحَدًا، وإِنْ كَانَ نَائِمًا (١) عَلَى فِرَاشِهِ، فَكَانَتْ حَفْصَةُ، تَقُولُ: يَا حَبَّذَا عِبَادَةٌ، وَأَنَا نَائِمَةٌ عَلَى فِرَاشِي.
قَالَ هِشَام: وَقَالَتْ حَفْصَةُ: الصيَامُ جُنَّةٌ مَا لَمْ يَخْرِقْهَا صَاحِبُهَا، وَخَرْقُهَا الْغِيبَةُ.
[٨١٤٣] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ كَعْبًا قَالَ: الصَّائِمُ فِي عِبَادَةٍ مَا لَمْ يَغْتَبْ.
[٨١٤٤] عبد الرزاق، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسُّانَ، عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: غَزَا النَّاسُ بَرًّا وَبَحْرًا، فَكُنْتُ فِيمَنْ غَزَا الْبَحْرَ (٢)، فَبَيْنَا نَحْنُ نَسِيرُ فِي الْبَحْرِ سَمِعْنَا صَوْتًا، يَقُولُ: يَا أَهْلَ السَّفِينَةِ، قِفُوا أُخْبِرْكُمْ، فَنَظَزنَا يَمِينًا وَشِمَالًا، فَلَمْ نَرَ شَيْئًا إِلَّا لُجَّةَ الْبَحْرِ، ثُمَّ نَادَى الثَّانِيَةَ، حَتَّى نَادَى سَبْعَ مَرَّاتٍ، يَقُولُ كَذَلِكَ، قَالَ أَبُو مُوسَى: فَلَمَّا كَانَتِ (*) السَّابِعَةُ قُمْتُ، فَقُلْتُ: مَا تُخْبِرُنَا؟ قَالَ: أُخْبِرُكُمْ بِقَضَاءٍ قَضَاهُ اللهُ تَعَالَى عَلَى نَفْسِهِ، أَنَّ مَنْ أَعْطَشَ نَفْسَهُ للهِ فِي يَوْمٍ حَارٍّ يَرْويهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ أَبُو بُرْدَةَ: فَكَانَ أَبُو مُوسَى: لَا يَمُرُّ عَلَيْهِ يَوْمٌ حَاز إِلَّا صَامَهُ، فَجَعَلَ يَتَلَوَّى فِيهِ مِنَ الْعَطَشِ.
[٨١٤٥] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ حِينَ يَلْقَى رَبَّهُ، وَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ.


• [٨١٤٢] [شيبة: ٨٩٨٢].
(١) في الأصل: «قائما»، وهو خطأ.
• [٨١٤٤] [شيبة: ٨٩٩٤].
(٢) غير واضح في الأصل، والسياق بعده يقتضي ما أثبتناه.
(*) [٢/ ١٣٧ ب].
[٨١٤٥] [الإتحاف: حم ١٣١٢٦].

° [٨١٤٦] عبد الرزاق، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ (١)، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بَعْثًا، فَخَرَجْتُ فِيهِمْ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَرْزُقَنِي الشَّهَادَةَ، قَالَ: «اللَّهُمَّ سَلِّمْهُمْ وَغَنِّمْهُمْ»، قَالَ: فَسَلِمْنَا، وَغَنِمْنَا، قَالَ: ثُمَّ بَعَثَ جَيْشًا، فَخَرَجْتُ فِيهِمْ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَرْزُقَنِي الشَّهَادَةَ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ سَلِّمْهُمْ وَغَنِّمْهُمْ»، ثُمَّ الثَّالِثَةَ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَيْتُكَ أَسْأَلُكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ أَنْ تَدْعُوَ لِي بِالشَّهَادَةِ، فَقُلْتَ: «اللَّهُمَّ سَلِّمْهُمْ وَغَنِّمْهُمْ»، فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا يَا رَسُولَ اللهِ، فَأْمُرْنِي بِعَمَل، قَالَ: «عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَا مِثْلَ لَهُ، وَلَا عِدْلَ (٢)»، قَالَ أَبُو أُمَامَةَ: فَرَزَقَ اللهُ مِنْ ذَلِكَ خَيْرًا.
وَذَكَرَهُ مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ.
[٨١٤٧] عبد الرزاق، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: خَرَجَتْ أُمُّ أَيْمَنَ مُهَاجِرَةً إِلَى اللهِ وَإِلَى رَسُولِهِ ﷺ وهِيَ صَائِمَةٌ، لَيْسَ مَعَهَا زَادٌ وَلَا حَمُولَةٌ (٣) وَلَا سِقَاءٌ، فِي شِدَّةِ حَرِّ تِهَامَةَ (٤)، وَقَدْ كَادَتْ تَمُوتُ مِنَ الْجُوعِ وَالْعَطَشِ، حَتَّى إِذَا كَانَ الْحِينُ الَّذِي فِيهِ يُفْطِرُ (٥) الصَّائِمُ، سَمِعَتْ حَفِيفًا (٦) عَلَى رَأْسِهَا، فَرَفَعَتْ رَأْسَهَا، فَإِذَا دَلْوٌ مُعَلَّقٌ بِرِشَاءٍ أَبْيضَ، قَالَتْ: فَأَخَذْتُهُ بِيَدِي، فَشَرِبْتُ مِنْهُ حَتَّى رَوِيتُ، فَمَا عَطِشْتُ بَعْدُ، قَالَ:


° [٨١٤٦] [شيبة: ٨٩٨٨].
(١) قوله: «عن رجاء بن حيوة» ليس في الأصل، واستدركناه من «المعجم الكبير» للطبراني (٨/ ٩١، ٧٤٦٤) من طريق الدبري عن عبد الرزاق، به.
(٢) العدل: الِمثل، وقيل: هو بالفتح: ما عادله من جنسه، وبالكسر: ما ليس من جنسه، وقيل بالعكس. (انظر: النها ية، مادة: عدل).
(٣) الحمولة والحمالة: ما يحتمل عليه الناس من الدواب، سواء كانت عليها الأحمال أو لم تكن كالركوبة، والجمع: حمائل. (انظر: النهاية، مادة: حمل).
(٤) تهامة: الأرض المنكفئة إلى البحر الأحمر، من الشرق من العقبة في الأردن إلى المخا في اليمن. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص ٧٣).
(٥) ليس في الأصل، والسياق يقتضيه.
(٦) قوله: «حَفِيفًا» في (ن): «خفيقا»، والمثبت من الأصل، وينظر: «حلية الأولياء» (٢/ ٦٧).

فَكَانَتْ تَصُومُ وَتَطُوفُ لِكَي تَعْطِشَ فِي صَوْمِهَا، فَمَا قَدَرَتْ عَلَى أَنْ تَعْطِشَ حَتَّى مَاتَتْ.
[٨١٤٨] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: ثَلَاثٌ مِنْ أَخْلَاقِ النُّبُوَّةِ، وَهِيَ نَافِعَةٌ، أَوْ قَالَ: صَالِحَةٌ مِنَ الْبَلْغَمِ: الصِّيَامُ، وَالسِّوَاكُ، وَالصَّلَاةُ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، يَعْنِي قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ.
[٨١٤٩] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودِ صَائِمًا قَطُّ غَيْرَ يَوْمَيْنِ، إِلَّا رَمَضَانَ، قَالَتْ: لَا أَدْرِي مَا كَانَ شَأْنُ ذَلِكَ الْيَوْمَيْنِ.
[٨١٥٠] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ يُقِلُّ الصِّيَامَ، فَقُلْنَا لَهُ: إِنَّكَ تُقِلُّ الصِّيَامَ، قَالَ إِنِّي إِذَا صُمْتُ ضَغفْتُ عَنِ الصَّلَاةِ، وَالصَّلَاةُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الصِّيَامِ.
[٨١٥١] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللهِ فَأُتِيَ بِشَرَابٍ، فَقَالَ: نَاوِلْهُ الْقَوْمَ، فَقَالُوا: نَحْنُ صيَامٌ، فَقَالَ: لَكِنِّي لَسْتُ صَائِمًا، فَشَرِبَ، ثُمَّ قَرَأَ: ﴿يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ﴾ [النور: ٣٧].

٥٦ - بَابُ مَنْ فَطَرَ صَائِمًا
° [٨١٥٢] عبد الرزاق، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا، أَطْعَمَهُ وَسَقَاهُ، كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِهِ شَيْءٌ».
[٨١٥٣] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْءَمَةِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا، أَطْعَمَهُ وَسَقَاهُ، كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ.


• [٨١٥٠] [شيبة: ٩٠٠٢].
° [٨١٥٢] [التحفة: ت س ق ٣٧٦٠] [شيبة: ١٩٩٠٤].

° [٨١٥٤] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ ثَابِتِ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَكَلَ عِنْدَ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ زَبِيبًا، ثُمَّ قَالَ: «أَفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ، وَأكَلَ طَعَامَكُمْ الْأَبْرَارُ، وَتَنَزَّلَتْ عَلَيْكُمُ الْمَلَائِكَةُ».
[٨١٥٥] عبد الرزاق، عَنْ عُمَرَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي (*) هُرَيْرَةَ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ لِيُفْطِرَ عِنْدَهَا، فَفَعَلَ، وَقَالَ: إِنِّي أُخْبِرُكِ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ رَجُلٍ يُفْطِرُ عِنْدَ أَهْلِ بَيْتٍ إِلَّا كَانَ لَهُمْ مِثْلُ أَجْرِهِ، فَقَالَتْ: وَدِدْتُ أَنَّكَ تَتَحَيَّنُ، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ لِتُفْطِرَ عِنْدِي، قَالَ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَجْعَلَهُ لِأَهْلِ بَيْتِي.

٥٧ - بَابُ الْأَكْلِ عِنْدَ الصَّائِمِ (*)
[٨١٥٦] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو (١) بْنِ الْعَاصي قَالَ: الصَّائِمُ إِذَا أُكِلَ عَنْدَه الطَّعَامُ صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ (٢).
[٨١٥٧] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلِ، عَنْ ذَرٍّ الْهمْدَانِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَلِيلٍ (٣) النَّخَعِيِّ قَالَ: إِذَا أُكِلَ عِنْدَ (٤) الصَّائِمِ سَبَّحَتْ مَفَاصِلُهُ.
[٨١٥٨] قال الثَّوْرِيُّ وَأَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَالِمٍ (٥) الْأَسَدِيُّ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: إِذَا أُكِلَ عَنْدَ الصَّائِمِ سَبَّحَتِ الْمَلَائِكَةُ.


° [٨١٥٤] [التحفة: د ٤٧٦، س ١٦٧٠].
(*) [٢/ ١٣٨ أ].
(*) [ن/ ١٧٦ أ].
• [٨١٥٦] [شيبة: ٩٧١٠].
(١) في الأصل: «عمر» وهو خطأ ظاهر، والمثبت من (ن).
(٢) الصلاة من الملائكة: الدعاء بالبركة. (انظر: النهاية، مادة: صلا).
• [٨١٥٧] [شيبة: ٩٧٠٧].
(٣) في الأصل: «حلي»، والتصويب من «مصنف ابن أبي شيبة» (٩٧٠٧)، «الزهد والرقائق» لابن المبارك (١٤٢٧) كلاهما من طريق سفيان، به. ينظر: «المؤتلف والمختلف» للدارقطني (٢/ ٨٨٩).
(٤) في الأصل: «عندكم»، والتصويب من المصدر السابق.
• [٨١٥٨] [شيبة: ٩٧٠٩].
(٥) في حاشية (ن) منسوبًا لنسخة: «سلام»، وفي «المصنف» لابن أبي شيبة (٩٧٠٩) كالمثبت. ينظر: «تهذيب الكمال» (٣/ ٩٨).

° [٨١٥٩] عبد الرزاق، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ (١)، عَنِ امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا: لَيْلَى، عَنْ أُمِّ عُمَارَةَ (٢) قَالَتْ: أَتَانَا رَسُولُ اللهِ ﷺ، فَقَرَّبْنَا إِلَيْهِ طَعَامًا، فَكَانَ بَعْضُ مَنْ عِنْدَهُ صَائِمًا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إِذَا أَكَلْتَ عِنْدَ الصَّائِمِ صَلَّتْ (٣) عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ».

٥٨ - بَابُ الدُّهْنِ لِلصَّائِمِ
[٨١٦٠] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: يُسْتَحَبُّ لِلصَّائِمِ أَنْ يَدَّهِنَ حَتَّى تَذْهَبَ عَنْهُ غَبَرَةُ الصَّائِمِ.
[٨١٦١] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ قَالَ: كَانَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ يَقُولُ: إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلْيُدْهِنْ لِحْيَتَهُ، وَلْيَمْسَحْ شَفَتَيْهِ، حَتَّى يَخْرُجَ إِلَى النَّاسِ، فَيقُولُوا: لَيْسَ بِصَائِمٍ، وإِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيُدْنِ عَلَيْهِ سِتْرَ بَابِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ يَقْسِمُ الثَّنَاءَ كَمَا يَقْسِمُ الرِّزْقَ (٤)، وإِذَا أَعْطَى أَحَدُكُمْ فَلْيُعْطِ بِيَمِينِهِ، وَلْيُخْفِ مِنْ شِمَالِهِ.

٥٩ - بَابُ صِيَامِ يَوْمِ الْإِثْنَيْنِ
° [٨١٦٢] عبد الرزاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «تُفْتَحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ (٥) كُلَّ إِثْنَيْنِ وَخَمِيسٍ،


° [٨١٥٩] [التحفة: ت س ق ١٨٣٣٥] [الإتحاف: مي خز حب حم ٢٣٦٥٣] [شيبة: ٩٧٠٨].
(١) قوله:»حبيب بن أبي ثابت«كذا وقع في الأصل، (ن)، ووقع في»السنن«لابن ماجه (١٧٣٤)، و»السنن الكبرى«للنسائي (٣٤٥٣)، و»المسند«لأحمد (٢٧٠٦٠، ٢٧٠٦١، ٢٧٤٧٢، ٢٧٤٧٣) وغيرهم:»حبيب بن زيد الأنصاري«وهو الصواب.
(٢) في الأصل، (ن):»عمار«، والتصويب مما تقدم من المصادر، قال الترمذي (٧٩٩):»وأم عمارة هي جدة حبيب بن زيد الأنصاري«.
(٣) في الأصل:»سبحت«والمثبت من (ن).
• [٨١٦١] [شيبة: ٩٨٤٩، ٣٦٦٩٨].
(٤) ليس في الأصل، (ن)، واستدركناه من»المصنف«لابن أبي شيبة (٣٦٦٩٨) من طريق منصور، به.
° [٨١٦٢] [الإتحاف: ط خز عه حب حم ١٨١٦٢]، وسيأتي: (٨١٦٣).
(٥) قوله:»أبواب السماء«وقع في»مسند أحمد«(٧٦٣٩) عن عبد الرزاق:»أبواب الجنة".

فَيَغْفِرُ اللهُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ (١)، إِلَّا الْمُشَاحِنَيْنِ، تَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: ذَرُوهُمَا حَتَّى يَصْطَلِحَا».
° [٨١٦٣] عبد الرزاق، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُسْلِمُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «صُومُوا يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ، فَإِنَّهُمَا يَوْمَانِ تُرْفَعُ فِيهِمَا الْأَعْمَالُ، فَيَغْفِرُ اللهُ (٢) لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِهِ، إِلَّا لِصَاحِبِ إِحْنَةٍ، يَقُولُ اللهُ: ذَرُوهُ حَتَّى يَتُوبَ».
[٨١٦٤] عبد الرزاق، عَنْ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، أَنَّ مُجَاهِدًا كَانَ يَصُومُ الْإِثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ، وَيَقُولُ: يَوْمَانِ تُرْفَعُ فِيهِمَا الْأَعْمَالُ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ.
° [٨١٦٥] عبد الرزاق، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ يَصُومُ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي * شَيْخٌ مِنْ غِفَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدًا الْمَقْبُرِيَّ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كَانَ لَا يَتْرُكُ صَوْمَ الْإِثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ، وَقَالَ: «إِنَّهُمَا يَوْمَانِ تُعْرَضُ فِيهِمَا الْأَعْمَالُ، فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ (٣) فِيهِمَا عَمَلٌ صَالِحٌ».

٦٠ - بَابُ صَوْمِ السِّتَّةِ الَّتِي بَعْدَ رَمَضَانَ
° [٨١٦٦] عبد الرزاق، عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ قَيْسٍ (٤) أَخُو يَحْيَى بْنِ


(١) في حاشية (ن): «به»، ونسبه لنسخة.
(٢) بعده في (ن): «بهما».
° [٨١٦٥] [التحفة: د س ١٢٦] [شيبة: ٩٣٢٦].
* [ن/١٧٦ ب].
(٣) بعده في (ن): «لي».
(٤) قوله: «عن سعد بن سعيد بن قيس» ليس في الأصل، والمثبت من (ن). وينظر: «المعجم الكبير» للطبراني (٤/ ١٣٤)، و«مستخرج أبي عوانة» (٢/ ١٦٨) كلاهما من طريق الدبري، عن عبد الرزاق، به.

سَعِيدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَنْ صَامَ شَهْرَ رَمَضَانَ، وَأَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كُتِبَ لَهُ صيَامُ السَّنَةِ».
يَقُولُ: لِكُلِّ يَوْمٍ عَشَرَةُ أَيَّامٍ * وَبِهِ نَأْخُذُ.
° [٨١٦٧] عبد الرزاق، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ مِثْلَهُ.
° [٨١٦٨] عبد الرزاق، عَنْ زَمْعَةَ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، وَأَتْبَعَهُ بِسِتَّةِ أَيَّامٍ مِنْ شَوَّالٍ، كُتِبَ لَهُ صِيَامُ سَنَةٍ».
° [٨١٦٩] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ (١) أَخُو يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ ثَابِتِ بْنِ الْحَجَّاجِ (٢) مِنْ بَنِي الْخَزْرَجِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «مَنْ صَامَ شَهْرَ رَمَضَانَ، وَأَتْبَعَهُ سِتَّةَ أَيَّامٍ مِنْ شَوَّالٍ، فَذَلِكَ صِيَامُ الدَّهْرِ»، قَالَ: قُلْتُ لِكُلِّ يَوْمٍ عَشَرَةٌ (٣)؟ قَالَ: «نَعَمْ» (٤).
[٨١٧٠] قال عبد الرزاق: وَسَأَلْتُ مَعْمَرًا عَنْ صِيَامِ السِّتِّ الَّتِي بَعْدَ يَوْمِ الْفِطْرِ، وَقَالُوا لَهُ: تُصامُ بَعْدَ الْفِطْرِ بِيَوْمٍ؟ فَقَالَ: مَعَاذَ اللهِ! إِنَّمَا هِيَ أَيَّامُ عِيدٍ، وَأَكْلٍ وَشُرْبٍ، وَلَكِنْ تُصَامُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ قَبْلَ أَيَّامِ الْغُرِّ (٥) أَوْ بَعْدَهَا، وَأَيَّامُ الْغُرِّ ثَلَاثَةَ عَشَرَ، وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ، وَخَمْسَةَ عَشَرَ.
وَسَأَلْنَا عَبْدَ الرَّزَّاقِ: عَمَّنْ يَصُومُ يَوْمَ الثَّانِي؟ فَكَرِهَ ذَلِكَ، وَأَبَاهُ إِبَاءً شَدِيدًا.


* [٢/ ١٣٨ ب].
° [٨١٦٩] [شيبة: ٩٨١٦]، وتقدم: (٨١٦٦).
(١) قوله: «سعد بن سعيد» وقع في الأصل: «سعيد»، والمثبت من (ن). ينظر: «المعجم الكبير» للطبراني (٤/ ١٣٤)، و«مستخرج أبي عوانة» (٢/ ١٦٨) كلاهما من طريق الدبري، عن عبد الرزاق، به.
(٢) وقيل فيه: «ابن الحارث» وكلاهما صواب. ينظر: «تهذيب الكمال» (٢١/ ٢٨٣).
(٣) ليس في الأصل، والمثبت من (ن).
(٤) تقدم بنحوه برقم (٨١٦٦).
(٥) زاد بعده في (ن): «وثلاثة أيام الغر» ولعلها زائدة.

٦١ - بَابُ النِّصْفِ مِنْ شَعبَانَ
[٨١٧١] عبد الرزاق، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَكْحُولٌ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، أَنَّ اللهَ يَطَّلِعُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى الْعِبَادِ، فَيَغْفِرُ لِأَهْلِ الْأَرْضِ إِلَّا رَجُلًا (١) مُشْرِكًا أَوْ مُشَاحِنًا.
° [٨١٧٢] عبد الرزاق، عَنِ الْمُثَنَّى بْنِ الصَّبَّاحِ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، مِثْلَ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ.
[٨١٧٣] عبد الرزاق، عَنِ * ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: تُنْسَخُ فِي النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ الْاجَالُ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَخْرُجُ مُسَافِرًا وَقَدْ نُسِخَ مِنَ الْأَحْيَاءِ إِلَى الْأَمْوَاتِ، وَيَتَزَوَّجُ وَقَدْ نُسِخَ مِنَ الأحيَاءِ إِلَى الأَمْوَاتِ.
[٨١٧٤] عبد الرزاق، عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ، وإِنَّ اسْمَهُ لَفِي الْمَوْتَى.
[٨١٧٥] قال عبد الرزاق: وَأَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ ابْنَ (٢) الْبَيْلَمَانِيِّ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: خَمْسُ لَيَالٍ لَا يُرَدُّ فِيهِنَّ الدُّعَاءُ: لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ، وَأَوَّلُ لَيلَةٍ مِنْ رَجَبٍ، وَلَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، وَلَيْلَتِي الْعِيدَيْنِ.
[٨١٧٦] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ: قِيلَ لاِبْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ: إِنَّ زِيَادًا الْمِنْقَرِيَّ وَكَانَ قَاصًّا، يَقُولُ: إِنَّ أَجْرَ لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ مِثْلُ أَجْرِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَقَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: لَوْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ ذَلِكَ وَفِي يَدِي عَصًا لَضَرَبْتُهُ بِهَا.


(١) في (ن): «رجلين».
* [ن / ١٧٧ أ].
(٢) ليس في الأصل، واستدركناه من (ن). ينظر: «شعب الإيمان» للبيهقي (٣٤٤٠) من طريق الدبري، عن المصنف.

٦٢ - بَابُ خِضَابِ (١) النِّسَاءِ
[٨١٧٧] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ بُدَيْلٍ الْعُقَيْلِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ شِخِّيرٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي امْرَأَةٌ، أَنَّهَا سَمِعَتْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، وَهُوَ يَخْطُبُ، وَهُوَ يَقُولُ: يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ إِذَا اخْتَضَبْتُنَّ، فَإِيَّاكُنَّ وَالنَّقْشَ وَالتَّطْرِيفَ (٢)، وَلْتَخْضِبْ إِحْدَاكُنَّ يَدَيْهَا إِلَى هَذَا، وَأَشَارَ إِلَى مَوْضِعِ السُّوَارِ.
[٨١٧٨] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ وَغَيْرِهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، عَنِ الْخِضَابِ لِلنِّسَاءِ، فَقَالَ: أَمَّا نِسَاؤُنَا فَيَخْتَضِبْنَ إِذَا صَلَّيْنَ الْعِشَاءَ، ثُمَّ يُطْلِقْنَ عَنْ أَيْدِيهِنَّ لِلصُّبْحِ، ثُمَّ يَعُدْنَ عَلَيْهَا إِلَى صَلَاةِ الظُّهْرِ، فَأَحْسَنُ خِضابٍ وَلَا يَمْنَعُهُنَّ الصَّلَاةَ.
قال عبد الرزاق: وَذَلِكَ أَنِّي سَأَلْتُ مَعْمَرًا كَيْفَ تَخْضِبُ لِحْيَتَكَ؟ فَحَدَّثَنِي بِهَذَا.
° [٨١٧٩] عبد الرزاق، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ تُبَايِعُهُ، فَقَالَ: «مَا لَكِ لَا (٣) تَخْتَضِبِينَ؟ أَلَكِ زَوْجٌ؟» قَالَتْ: نَعَمْ *، قَالَ: «فَاخْتَضِبِي، فَإِنَّ الْمَرْأَةَ تَخْتَضِبُ لِأَمْرَيْنِ: إِنْ كَانَ لَهَا زَوْجٌ فَلْتَخْتَضِبْ لِزَوْجِهَا، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا زَوْجٌ فَلْتَخْتَضِبْ لِخُطْبَتِهَا (٤)»، ثُمَّ قَالَ: «لَعَنَ اللهُ الْمُذَكَرَاتِ مِنَ النِّسَاءِ، وَالْمُؤَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَالِ».


(١) الخضاب: اسم ما يخضب به؛ كالحناء والكتم ونحوهما، وخضب الشيء: لوَّنه أو غيّر لونه بحمرة أو صفرة أو غيرهما. (انظر: التاج، مادة: خضب).
(٢) في الأصل: «والتصريف»، والمثبت من (ن). ينظر: «كنز العمال» (٤٦٠٠٩) معزوا لعبد الرزاق.
(٣) ليس في الأصل، والمثبت من (ن).
* [٢/ ١٣٩ أ].
(٤) في (ن): «لِخُطبهَا».

٦٣ - بَابُ الْمَرْأةِ تُصَلِّي وَلَيْسَ فِي رَقَبَتِهَا قِلَادَةٌ (١) وَتُطَيِّبُ الرِّجَالَ *
[٨١٨٠] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ أَنَّهُ كَرِهَ (٢) أَنْ تُصَلِّيَ الْمَرْأَةُ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهَا قِلَادَةٌ.
° [٨١٨١] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَنْ تَطَيَّبَ لِلَّهِ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَرِيحُهُ أَطْيَبُ مِنَ الْمِسْكِ، وَمَنْ تَطَيَّبَ لِغَيْرِ اللهِ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَرِيحُهُ أَنْتَنُ مِنَ الْجِيفَةِ (٣)».
° [٨١٨٢] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: مَا كَانُوا يَعْرِفُونَ رَسُولَ اللهِ ﷺ إِلَّا بِرِيحِ الطِّيبِ.
[٨١٨٣] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ رَجُلٍ (٤)، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي سَرِيَّةُ (٥) بِنْتُ ذَكْوَانَ، قَالَتْ: كُنَّا نَأْتِي عُمَرَ بِالْغَالِيَةِ وَالذَّرِيرَةِ (٦) فِي ذَلِكَ الْمِسْكِ، فَيَبْدَأُ فَيَخْضبُ لِحْيَتَهُ بِالْخَلُوقِ، وَيُضَمِّخُ لِحْيَتَهُ بِالْغَالِيَةِ، وَيَتَذَرَّرُ (٧) وَيَسْتَجْمِرُ (٨).
° [٨١٨٤] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ


(١) القلادة: ما يُجعل في العنق من حلي ونحوه، والجمع قلائد. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: قلد).
* [ن / ١٧٧ ب].
(٢) قوله: «أنه كره» وقع في (ن): «كان يكره».
(٣) الجيفة: جثة الميت إذا أنتن. (انظر: النهاية، مادة: جيف).
° [٨١٨٢] [شيبة: ٢٦٨٥٨].
(٤) قوله: «عن رجل» ليس في (ن).
(٥) كتب في حاشية (ن): «سوية» ونسبه لنسخة.
(٦) الذريرة: نوع من الطيب مجموع من أخلاط. (انظر: النهاية، مادة: ذرر).
(٧) في الأصل: «يتذر» والمثبت من (ن). ينظر: «العين» (٨/ ١٧٥).
(٨) أجمر وجمّر الشيء: بخّره بالطيب. (انظر: النهاية، مادة: جمر).
° [٨١٨٤] [التحفة: د ١٠٣٤٧، د ١٠٣٧٢] [شيبة: ١٧٩٧٧].

يَعْمَرَ (١)، قَالَ: قَدِمَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ فَضمَّخَهُ أَهْلُهُ بِالصُّفْرَةِ (٢)، قَالَ: ثُمَّ جِئْتُ النَّبِيَّ ﷺ فسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: «وَعَلَيْكَ السَّلَامُ، اذْهَبْ فَاغْتَسِلْ»، قَالَ: فَذَهَبْتُ فَاغْتَسَلْتُ، ثُمَّ رَجَعْتُ وَبِي أَثَرُ الصُّفْرَةِ، فَقُلْتُ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالَ: «وَعَلَيْكَ السَّلَامُ، اذْهَبْ فَاغْتَسِلْ»، قَالَ: فَذَهَبْتُ فَاغْتَسَلْتُ، ثُمَّ رَجَعْتُ وَبِي أَثَرُهُ، حَتَّى فَعَلْتُ ذَلِكَ مَرَّاتٍ، قَالَ (٣): ثُمَّ ذَهَبْتُ الثَّالِثَةَ (٤) فَأَخَذْتُ (٥) نَشَفًا فَدَلَّكْتُ بِهَا جِلْدِي حَتَّى ظَنَنْتُ أَنِّي قَدْ أَنْقَيْتُ جِلْدِي، ثُمَّ أَتَيْتُ، فَقُلْتُ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالَ: «وَعَلَيْكَ السَّلَامُ، اجْلِسْ»، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَا تَحْضُرُ جِنَازَةَ (٦) كَافِرٍ بِخَيْرٍ، وَلَا جُنُبًا حَتَّى يَغْتَسِلَ، أَوْ يَتَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، وَلَا مُضَمَّخًا بِصُفْرَةٍ».
° [٨١٨٥] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَفْصٍ (٧)، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ الثَّقَفِيِّ قَالَ: أَبْصَرَنِي رَسُولُ اللهِ ﷺ وأَنَا مُتَخَلِّقٌ، فَقَالَ: «هَلْ لَكَ امْرَأَةٌ» فَقُلْتُ (٨): لَا، قَالَ: «فَانْطَلِقْ فَاغْسِلْهُ، ثُمَّ لَا تَعُدْ»، ثَلَاثًا، قَالَ: فَغَسَلْتُهُ ثُمَّ غَسَلْتُهُ، ثُمَّ لَا أَعُودُ.


(١) في الأصل، (ن): «عمر» والصواب ما أثبتناه، وقد تقدم عند المصنف (١١٢٦).
(٢) الصفرة: الورس والزعفران. (انظر: الصحاح، مادة: صفر).
(٣) ليس في الأصل، والمثبت من (ن).
(٤) قوله: «ثم ذهبت الثالثة» في (ن): «فذهبت في الثالثة».
(٥) في الأصل: «وإذ أخذت» والمثبت من (ن).
(٦) زاد بعده في الأصل: «فقلت: السلام عليكم، فقال:»وعليك السلام اجلس«، ثم قال:»إن الملائكة لا تحضر جنازة«وهو سهو من الناسخ.
° [٨١٨٥] [شيبة: ١٧٩٧٠].
(٧) قال المزي:»روى عن: يعلى بن مرة (س)، في النهي عن الخلوق.
وروى عنه: عطاء بن السائب (س). قاله سفيان بن عيينة (س)، وموسى بن أعين (س)، ومحمد بن فضيل، عن عطاء بن السائب.
قال ورقاء: عن عطاء بن السائب، عن عبد الله بن حفص بن أبي عقيل.
وقال حماد بن سلمة: عن عطاء بن السائب، عن حفص بن عبد الله«. ينظر:»تهذيب الكمال«(١٤/ ٤٢٦)،»إكمال تهذيب الكمال«(٧/ ٣٠٩).
(٨) في الأصل:»قال"، والمثبت من (ن).

° [٨١٨٦] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يُبَايِعُ النَّاسَ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ وَبِهِ رَدْعُ (١) خَلُوقٍ، فَبَايَعَهُ بِأَطْرَافِ أَصَابِعِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «خَيْرُ طِيبِ الرِّجَالِ مَا ظَهَرَ رِيحُهُ وَخَفِيَ لَوْنُهُ، وَخَيْرُ طِيبِ النِّسَاءِ مَا ظَهَرَ لَوْنُهُ وَخَفِيَ رِيحُهُ».
° [٨١٨٧] عبد الرزاق *، عَنِ ابْنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، وَ(٢) عَنْ لَيْثٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «حُبِّبَ إِلَيَّ الطَّيِّبُ وَالنِّسَاءُ، وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي (٣) فِي الصَّلَاةِ».

٦٤ - بَابُ مَا يُكْرَهُ أنْ يُصْنَعَ فِي الْمَصَاحِفِ
[٨١٨٨] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُشَكَّلَ الْمُصْحَفُ، أَوْ يُزَادَ فِيهِ شَيْءٌ.
[٨١٨٩] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ فِي الْمُصْحَفِ النَّقْطَ، وَالتَّعْشِيرَ، قَالَ سُفْيَانُ: أُرَاهُ نَقْطَ الْعَرَبِيَّةِ.
[٨١٩٠] عبد الرزاق، عَنْ أَبِى بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ *، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ كَانَ يَكْرَهُ التَّعْشِيرَ فِي الْمُصْحَفِ.
[٨١٩١] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَجْعَلَ فِي الْمُصْحَفِ الطِّيبَ، وَالتَّعْشِيرَ.


(١) الردع: أثر الصبغ على الجسم وغيره. (انظر: جامع الأصول) (٣/ ٧٤٠).
* [ن / ١٧٨ أ].
(٢) ليس في الأصل، والمثبت من (ن).
(٣) قرة العين: ما يُصادف المرء به سرورًا فلا تطمح العين إلى ما سواه. (انظر: معجم اللغة العربية المعاصرة، مادة: قرر).
• [٨١٩٠] [شيبة: ٨٦٢٣، ٣٠٨٦٨].
* [٢/ ١٣٩ ب].
• [٨١٩١] [شيبة: ٢٦٨٨٦].

[٨١٩٢] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ، قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: جَرِّدُوا الْقُرْآنَ، يَقُولُ: لَا تُلْبِسُوا بِهِ (١) مَا لَيْسَ مِنْهُ.
[٨١٩٣] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ عَلِيًّا كَانَ يَكْرَهُ أَنْ تُتَّخَذَ الْمَصَاحِفُ صِغَارًا.
[٨١٩٤] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ يُقَالُ أَعْظِمُوا الْقُرْآنَ يَعْنِي الْمَصَاحِفَ، وَلَا تَتَّخِذُوهَا صِغَارًا (٢).
[٨١٩٥] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَا يَدْرِي مَتَى يُخْتَلُّ إِلَيْهِ (٣)، قَالَ: فَجَاءَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَرَأَيْتَ رَجُلًا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَنْكُوسًا (٤)؟ قَالَ: ذَلِكَ مَنْكُوسُ الْقَلْبٍ، قَالَ: وَأُتيَ بِمُصْحَفٍ قَدْ زُيِّنَ وَذُهِّبَ، قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: إِنَّ أَحْسَنَ مَا زُيِّنَ بِهِ الْمُصْحَفُ تِلَاوَتُهُ بِالْحَقِّ.
[٨١٩٦] عبد الرزاق، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَيْفٍ أَبُو رَجَاءٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ، عَنِ الْمُصْحَفِ أَيُنَقَّطُ بِالْعَرَبِيَّةِ؟ قَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ، أَمَا بَلَغَكَ كِتَابُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ؟ كَتَبَ: تَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ، وَأَحْسِنُوا عِبَارَةَ الرُّؤْيَا، وَتَعَلَّمُوا الْعَرَبِيَّةَ.


[٨١٩٢] [التحفة: سي ٩٤٩٧] [شيبة: ٨٦٣٤، ٨٦٣٧، ٣٠٨٨٠].
(١) في الأصل: «منه» والمثبت من (ن). ينظر: «المعجم الكبير» للطبراني (٩/ ٣٥٣) عن الدبري، عن عبد الرزاق، به.
• [٨١٩٤] [شيبة: ٨٦٤١،٣٠٨٥٢].
(٢) في الأصل: «صغارها»، والمثبت من (ن).
• [٨١٩٥] [شيبة: ٢٦٦٤٣، ٣٠٨٦٢، ٣٠٩٣٨].
(٣) قال ابن الأثير: «أي يُحتاج إليه». ينظر: «النهاية» (خلل).
(٤) المنكوس: أن يبدأ من آخر السورة حتى يقرأها إلى أولها. وقيل: هو أن يبدأ من آخر القرآن، فيقرأ السور ثم يرتفع إلى البقرة. (انظر: النهاية، مادة: نكس).

قَالَ: وَسَأَلْتُ ابْنَ سِيرِينَ، فَقَالَ: أَخْشَى أَنْ يُزَادَ فِي الْحُرُوفِ، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي مَنْصُورٌ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ، وَابْنُ سِيرِينَ عَنْهُ، فَقَالَا: لَا بَأْسَ بِهِ.
[٨١٩٧] عبد الرزاق، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ (١)، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ وَلَدِ حُذَيْفَةَ، أَنَّ حُذَيْفَةَ قَالَ *: لأَجْتَهِدَنَّ اللَّيْلَةَ فِي الدُّعَاءَ، قَالَ: فَأَخَذَتْهُ رِقَّةٌ، فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى شَيءِ، قَالَ: فَسَمِعَ قَائِلًا، يَقُولُ: قُلِ (٢) اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ، وَبِيَدِكَ الْخَيْرُ كُلُّهُ، وإلَيْكَ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ، عَلَانِيَتُهُ وَسِرُّهُ، أَهْلٌ أَنْ تُحْمَدَ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا أَسْلَفْتَ مِنْ ذُنُوبِي، وَاعْصِمْنِي فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمْري (٣)، وَارْزُقْنِى أَعْمَالًا زَاكِيَةً (٤) تَرْضَى بهَا عَنِّى.
[٨١٩٨] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: تَزَوَّجَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ الْخَثْعَمِيَّةَ فَقُتِلَ عَنْهَا، ثُمَّ تَزَوَّجَهَا أَبُو بَكْرٍ فَتُوُفِّيَ عَنْهَا، ثُمَّ تَزَوَّجَهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بَعْدَ فَاطِمَةَ.
[٨١٩٩] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ (٥): إِذَا أَنْكَحَ الْعَبْدَ سَيِّدُهُ، فَلَيْسَ لَهُ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَهُمَا.
[٨٢٠٠] عبد الرزاق، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي الْوِتْرِ، ثُمَّ يُرْسِلُهُمَا بَعْدُ.
* * *


(١) كذا في الأصل، (ن) وفي حاشية (ن): «عمر» ونسبه لنسخة.
* [ن / ١٧٨ ب].
(٢) ليس في الأصل، والمثبت من (ن) وقد تقدم عند المصنف برقم (٥٢٨٩)
(٣) في الأصل: «عمرتي»، والمثبت من (ن).
(٤) الزكاة: الطهارة والنماء والبركة والمدح. (انظر: النهاية، مادة: زكا).
(٥) كذا في الأصل، و(ن)، ولعل الصواب «قالا».
• [٨٢٠٠] [شيبة: ٧٠٢٧، ٧٠٢٨].

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ وَصَلَوَاتُهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ (١)

 


google-playkhamsatmostaqltradent