قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: لَمَّا
افْتَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مَكَّةَ، وَفَرَغَ مِنْ تَبُوكَ، وَأَسْلَمَتْ
ثَقِيفٌ وَبَايَعَتْ، ضَرَبَتْ إلَيْهِ وُفُودُ الْعَرَبِ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ.
[١] فِي الدِّيوَان: «فطار»
.
[٢]
يخترم: يهْلك.
[٣]
لَهُ ميعة: أَي لَهُ صقال يشبه المَاء فِي صفائه. والذباب: حد طرف السَّيْف. وخذم:
قَاطع وَفِي الدِّيوَان «غموس خذم» .
[٤]
لم ينب: لم يكل.
[٥]
القروم: السَّادة. وَفِي الدِّيوَان: «الْقُرُون» . والتليد: الْقَدِيم. والأشم:
الْمُرْتَفع.
[٦]
انفصم: انْقَطع وانقرض. وَرِوَايَة هَذَا الْبَيْت فِي الدِّيوَان:
إِذا مر قرن كفى نَسْله ... وَخلف
قرنا إِذا مَا انفصم
[٧]
خاس: غدر.
[٨]
إِلَى هُنَا ينتهى الْجُزْء الثَّامِن عشر من أَجزَاء السِّيرَة.
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: حَدَّثَنِي
أَبُو عُبَيْدَةَ: أَنَّ ذَلِكَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ، وَأَنَّهَا كَانَتْ تُسْمَى
سَنَةَ الْوُفُودِ.
(انْقِيَادُ
الْعَرَبِ وَإِسْلَامُهُمْ):
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَإِنَّمَا
كَانَتْ الْعَرَبُ تَرَبَّصَ بِالْإِسْلَامِ أَمْرَ هَذَا الْحَيِّ مِنْ قُرَيْشٍ
وَأَمْرَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَذَلِكَ أَنَّ قُرَيْشًا كَانُوا إمَامَ النَّاسِ
وَهَادِيَهُمْ، وَأَهْلَ الْبَيْتِ الْحَرَامِ، وَصَرِيحَ وَلَدِ إسْمَاعِيلَ بْنِ
إبْرَاهِيمَ عليهما السلام، وَقَادَةَ الْعَرَبِ لَا يُنْكِرُونَ ذَلِكَ،
وَكَانَتْ قُرَيْشٌ هِيَ الَّتِي نَصَبَتْ لِحَرْبِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ
وَخِلَافَهُ، فَلَمَّا اُفْتُتِحَتْ مَكَّةُ، وَدَانَتْ لَهُ قُرَيْشٌ،
وَدَوَّخَهَا الْإِسْلَامُ، وَعَرَفَتْ الْعَرَبُ أَنَّهُ لَا طَاقَةَ لَهُمْ
بِحَرْبِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَلَا عَدَاوَتِهِ، فَدَخَلُوا فِي دِينِ اللَّهِ،
كَمَا قَالَ عز وجل، أَفْوَاجًا، يَضْرِبُونَ إلَيْهِ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ، يَقُولُ
اللَّهُ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ ﷺ: إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ
النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْواجًا، فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ
وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّابًا ١١٠: ١- ٣: أَيْ فَاحْمَدْ اللَّهَ عَلَى
مَا أَظْهَرَ مِنْ دِينِكَ، وَاسْتَغْفِرْهُ إنَّهُ كَانَ تَوَّابًا.