recent
آخر المقالات

٦٣ - كتاب بدء الخلق

 

١ - بَاب: مَا جَاءَ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه﴾ /الروم: ٢٧/.
قال الربيع بن خثيم والحسن: كل عليه هين. وهين وهين مثل لين ولين، وميت وميت، وضيق وضيق.
﴿أفعيينا﴾ /ق: ١٥/: أفأعيا علينا حين أنشأكم وأنشأ خلقكم. ﴿لغوب﴾ /فاطر: ٣٥/ و/ق: ٣٨/: النصب. ﴿أطوارا﴾ /نوح: ١٤/: طورا كذا وطورا كذا، عدا طوره أي قدره.


(أهون) أسهل وأيسر، حسب تقدير الخلق، وإن كان الأمر مستويا في قدرة الخالق سبحانه وتعالى. (أفعيينا) من قوله تعالى: ﴿أفعيينا بالخلق الأول﴾ أي: هل تعبنا بخلق الناس أول مرة؟ (لغوب) أشد الإعياء وأقصى التعب، واللفظ في قوله تعالى: ﴿ولا يمسنا فيها لغوب﴾. وقوله تعالى: ﴿وما مسنا من لغوب﴾. (أطوارا) من قوله تعالى: ﴿وقد خلقكم أطوارا﴾: أي حالا بعد حال في مراحل خلقكم وتكوينكم، أو: مختلفين في أحوالكم وطبائعكم.

٣٠١٨ - حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا سفيان، عن جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنهما قال:
جاء نفر من بني تميم إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ: (يا بني تميم أبشروا). قالوا: بشرتنا فأعطنا، فتغير وجهه، فجاءه أهل اليمن، فقال: (يا أهل اليمن، اقبلوا البشرى إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ). قَالُوا: قَبِلْنَا، فأخذ النبي ﷺ يحدث بدء الخلق والعرش، فجاء رجل فقال: يا عمران راحلتك تفلتت، ليتني لم أقم.


(أبشروا) من البشارة، وأراد بها: ما يجازى به المسلمون وما تصير إليه عاقبتهم من الفوز بالجنة، قال لهم ذلك بعد أن عرفوا أصول العقائد وما يجب عليهم فعله، وما يلزمهم تركه. (قالوا) من القائلين الأقرع بن حابس. (فأعطنا) أي من المال. (أهل اليمن) وهم الأشعريون قوم أبي موسى رضي الله عنهم. (تفلتت) تشردت. (لم أقم) من مجلس رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إِذْ فاتني سماع ما تحدث به عن بدء الخلق والعرش.


٣٠١٩ - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ: حَدَّثَنَا أبي: حدثنا الأعمش: حدثنا جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ: أنه حدثه عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنهما قَالَ:
دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ وعقلت ناقتي بالباب، فأتاه ناس مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، فَقَالَ: (اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا بني تميم). قالوا: قد بشرتنا فأعطنا، مرتين، ثم دخل عليه نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، فَقَالَ: (اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا أَهْلَ الْيَمَنِ، إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تميم). قالوا: قد قبلنا يا رسول الله، قالوا: جئناك نسألك عن هذا الأمر، قال: (كان الله ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، وخلق السماوات والأرض). فنادى مناد: ذهبت ناقتك يا ابن الحصين، فانطلقت فإذا هي يقطع دونها السراب، فوالله لوددت أني كنت تركتها.
[٤١٠٧، ٤١٢٥، ٦٩٨٢]


(عقلت) من العقل وهو أن تثني وظيفه مع ذراعه فتشدهما جميعا في وسط الذراع بحبل، والوظيف من الحيوان ما فوق الرسغ إلى الساق. (هذا الأمر) أي الحاضر الوجود، قال العيني: وكأنهم سألوا عن أحوال هذا العالم. (عرشه) مخلوق لله تعالى، هو أعلم به سبحانه. (على الماء) أي لم يكن تحته إلا الماء. (الذكر) اللوح المحفوظ. (يقطع دونها السراب) يحول بيني وبينها السراب، وهو ما يرى نصف النهار كأنه ماء وليس هناك شيء.

٣٠٢٠ - وروى عيسى، عن رقبة، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شهاب قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ رضي الله عنه يَقُولُ:
قَامَ فِينَا النَّبِيُّ ﷺ مقاما، فأخبرنا عن بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم وأهل النار منازلهم، حفظ ذلك من حفظه ونسيه من نسيه.


(عيسى) هو عيسى بن موسى البخاري، ولقبه غنجار، وليس له في البخاري إلا هذا الموضع. (رقبة) هو رقبة بن مصقلة. (حتى دخل ..) أي أخبر عما وقع وما سيقع إلى أن يدخل.

٣٠٢١ - حدثني عبد الله بن أبي شيبة، عن أبي أحمد، عن سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ النبي ﷺ أراه -: (قال الله تعالى: يشتمني ابن آدم، وما ينبغي له أن يشتمني، ويكذبني، وما ينبغي له. أما شتمه فقوله: إن لي ولدا، وأما تكذيبه فقوله: ليس يعيدني كما بدأني).
[٤٦٩٠، ٤٦٩١]


(أراه) أظنه قال هذا اللفظ. (يشتمني) من الشتم وهو الوصف بما يقتضي النقص.

٣٠٢٢ - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن القرشي، عن أبي الزناد،

١١٦٧
عن الأعرج، عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اله ﷺ: (لما قضى الله الخلق كتب في كتابه، فهو عنده فوق العرش: إن رحمتي غلبت غضبي).
[٦٩٦٩، ٦٩٨٦، ٧٠١٥، ٧١١٤، ٧١١٥]


أخرجه مسلم في التوبة، باب: في سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه، رقم: ٢٧٥١. (قضى) خلقه، وأحكمه، وأمضاه، وفرغ منه. (كتب في كتابه) أمر القلم أن يكتب في اللوح المحفوظ. (فهو عنده) أي الكتاب. (إن رحمتي غلبت غضبي) أي تعلق رحمتي سابق وغالب تعلق غضبي، أو المراد: إن رحمتي أكثر من غضبي، لأنها وسعت كل شيء. والمراد بالرحمة إرادة الثواب وبالغضب إرادة العقاب، أو المراد بهما لازمهما، فالمراد بالرحمة الثواب والإحسان، وبالغضب الانتقام والعقاب.

٢ - باب: ما جاء في سبع أرضين.
وقول الله تعالى: ﴿الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما﴾ /الطلاق: ١٢/. ﴿والسقف المرفوع﴾ /الطور: ٥/: السماء. ﴿سمكها﴾ /النازعات: ٢٨/: بناءها، كان فيها حيوان. ﴿الحبك﴾ /الذاريات: ٧/: استواؤها وحسنها. ﴿وأذنت﴾ /الانشقاق: ٢/: سمعت وأطاعت. ﴿وألقت﴾ أخرجت ﴿ما فيها﴾ من الموتى ﴿وتخلت﴾ /الانشقاق: ٤/: عنهم. ﴿طحاها﴾ /الشمس: ٦/: دحاها. ﴿بالساهرة﴾ /النازعات: ١٤/: وجه الأرض، كان فيها الحيوان، نومهم وسهرهم.


(مثلهن) أي في العدد، والله تعالى أعلم في حقيقة هذا العدد، ولعل المراد: أن الأرض ذات طبقات كما أن السماء ذات طبقات، وإن اختلفت حيثيات هذه الطبقات. (يتنزل الأمر بينهن) يجري أمر الله تعالى وحكمه وتدبيره بين السماوات والأرض، وملكه نافذ فيهن، أو المراد بالأمر الوحي. (حيوان) حياة. (الحبك) جمع حبيكة، أي المتقنة والمحكمة الصنع. وقيل: جمع حبيكة وهي الطريقة، والمراد: الطرائق التي ترى في السماء من آثار الغيم. (دحاها) بسطها بحيث تكون صالحة للسكنى والعيش عليها. (الساهرة) قيل: المراد أرض الحشر. (كان ..) أي سمي وجه الأرض ساهرة لأن عليها نوم الأحياء وسهرهم.

٣٠٢٣ - حدثنا علي بن عبد الله: أخبرنا ابن علية، عن علي بن المبارك: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إبراهيم بن الحارث، عن أبي سلمة ابن عبد الرحمن،
وكانت بينه وبين أناس خصومة في أرض، فدخل على عائشة فذكر لها ذلك، فَقَالَتْ: يَا أَبَا سَلَمَةَ،

١١٦٨
اجْتَنِبِ الْأَرْضَ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قال: (من ظلم قيد شبر طوقه من سبع أرضين).
[ر: ٢٣٢١]

٣٠٢٤ - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قال:
قال النبي ﷺ: (من أخذ شيئا من الأرض بِغَيْرِ حَقِّهِ، خُسِفَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى سبع أرضين).
[ر: ٢٣٢٢]

٣٠٢٥ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ: حدثنا أيوب، عن محمد بن سيرين، عَنْ ابْنِ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه،
عن النبي ﷺ قَالَ: (الزَّمَانُ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشرا شهرا، منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر، الذي بين جمادى وشعبان).
[ر: ٦٧]


(الزمان) اسم لقليل الوقت وكثيره، والمراد به هنا السنة. (استدار كهيئته) عاد إلى أصل الحساب والوضع الذي اختاره الله ووضعه يوم خلق السماوات والأرض، وذلك أن العرب كانوا يؤخرون المحرم ليقاتلوا فيه، وهكذا يؤخرونه كل سنة فينتقل من شهر إلى شهر حتى جعلوه في جميع شهور السنة، فلما كانت تلك السنة كان قد عاد إلى زمنه المخصوص به. (حرم) محرمة لا يقاتل فيها إلا من اعتدى. (رجب مضر) نسب إلى مضر لأنها كانت تحافظ على تحريمه أشد من غيرها.

٣٠٢٦ - حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هشام، عن أبيه، عن سَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ:
أنه خاصمته أروى - في حق زعمت أنه انتقصه لها - إلى مروان، فقال سعيد: أنا أنتقص من حقها شيئا، أشهد لسمعت رسول الله ﷺ يقول: (من أخذ شبرا من الأرض ظلما، فإنه يطوقه يوم القيامة من سبع أرضين).
قال ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، قال لي سعيد بن زيد: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ.
[ر: ٢٣٢٠]


(أروى) بنت أنيس، قال ابن الأثير: لم أتحقق أنها صحابية أو تابعية [عيني]. (زعمت) ادعت. (مروان) ابن الحكم وكان يومها متولي المدينة].

٣ - باب: في النجوم.
وقال قتادة: ﴿ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح﴾ /الملك: ٥/: خلق هذه النجوم لثلاث:

١١٦٩
جعلها زينة للسماء، ورجوما للشياطين، وعلامات يهتدى بها، فمن تأول فيها بغير ذلك أخطأ، وأضاع نصيبه، وتكلف ما لا علم له به.
وقال ابن عباس: ﴿هشيما﴾ /الكهف: ٤٥/: متغيرا. والأب ما يأكل الأنعام. ﴿الأنام﴾ /الرحمن: ١٠/: الخلق. ﴿برزخ﴾ /المؤمنون: ١٠٠/ و/الرحمن: ٢٠/: حاجب. وقال مجاهد: ﴿ألفافا﴾ /النبأ: ١٦/: ملتفة. والغلب: الملتفة. ﴿فراشا﴾ /البقرة: ٢٢/: مهادا كقوله: ﴿ولكم في الأرض مستقر﴾ /البقرة: ٣٦/ و/الأعراف: ٢٤/. ﴿نكدا﴾ /الأعراف: ٥٨/: قليلا.


(الأب) يفسر اللفظ الوارد في قوله تعالى: ﴿وفاكهة وأبا﴾ /عبس: ٣١/. وقيل: الأب هو كل ما ينبت على وجه الأرض. (الغلب) يفسر اللفظ الوارد في قوله تعالى: ﴿وحدائق غلبا﴾ /عبس: ٣٠/. وهو جمع غلباء وهي الحديقة الملتفة الأشجار. (مهادا) ممهدة، مثل الفراش يمكن الاستقرار عليها. (مستقر) مكان تستقرون فيه، وتستطيعون مزاولة شؤونكم في هدوء واطمئنان.

٤ - باب: صفة الشمس والقمر بحسبان.
قال مجاهد: كحسبان الرحى. وقال غيره: بحساب ومنازل لا يعدوانها. حسبان: جماعة حساب، مثل شهاب وشهبان.
﴿ضحاها﴾ /الشمس: ١/: ضوؤها. ﴿أن تدرك القمر﴾ /يس: ٤٠/: لا يستر ضوء أحدهما ضوء الآخر، ولا ينبغي لهما ذلك. ﴿سابق النهار﴾ /يس: ٤٠/: يتطالبان، حثيثان. ﴿نسلخ﴾ /يس: ٣٧/: نخرج أحدهما من الآخر ونجري كل واحد منهما. ﴿واهية﴾ /الحاقة: ١٦/: وهيها تشققها. ﴿أرجائها﴾ /الحاقة: ١٧/: ما لم ينشق منها، فهم على حافتيها، كقولك: على أرجاء البئر. ﴿أغطش﴾ /النازعات: ٢٩/. و﴿جن﴾ /الأنعام: ٧٦/: أظلم.
وقال الحسن: ﴿كورت﴾ /التكوير: ١/: تكور حتى يذهب ضوؤها. ﴿والليل وما وسق﴾ /الانشقاق: ١٧/: جمع من دابة. ﴿اتسق﴾ /الانشقاق: ١٨/: استوى. ﴿بروجا﴾ /الحجر:

١١٧٠
١٦/ و/الفرقان: ٦١/: منازل الشمس والقمر. ﴿الحرور﴾ /فاطر: ٢١/: بالنهار مع الشمس.
وقال ابن عباس ورؤبة: الحرور بالليل، والسموم بالنهار، يقال: ﴿يولج﴾ /الحج: ٦١/: يكور. ﴿وليجة﴾ /التوبة: ١٦/: كل شيء أدخلته في شيء.


(كحسبان ..) تفسير لقوله تعالى: ﴿الشمس والقمر بحسبان﴾ /الرحمن: ٥/. والمعنى: يجريان بحساب معلوم، مثل حساب الحركة الرحوية الدورية. (حثيثان) سريعان. (أرجائهما) جمع رجا، وهو الحافة والناحية. (أغطش) أظلم. (كورت) لفت، والتكوير اللف والجمع. (وسق) ضم وجمع ما كان منتشرا بالنهار من الخلق. (اتسق) اجتمع نوره واستوى أمره فصار بدرا. (الحرور) الريجح الحارة، أو هو الحر بعينه، وكذلك السموم، سميت بذلك لأنها تنفذ في مسام الجسم وتؤثر فيه تأثير السم، واللفظ وارد في: /الحجر: ٢٧/ و/الطور: ٢٧/. (يولج) يدخل بعض زمن الليل في النهار فيزيد النهار وينقص الليل، ويضيف بعض وقت النهار إلى وقت الليل فيزيد الليل وينقص النهار، وهكذا يتعاقب الليل والنهار، ويلف الله أحدهما على الآخر. (وليجة) من تتخذه بطانة لك، تصطفيه وتخصه بسرك وودك، يستوي في هذا الواحد والجمع، والمؤنث والمذكر، مشتق من الولوج وهو الدخول في مضيق، كأنك أدخلته على سرك وباطن أمرك. والوليجة أيضا: ما تضمره في النفس من حب ونحوه.

٣٠٢٧ - حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا سفيان، الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ لِأَبِي ذَرٍّ حين غربت الشمس: (تدري أين تذهب). قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: (فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حتى تسجد تحت العرش، فتستأذن فيؤذن لها، ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها، وتستأذن فلا يؤذن لها، يقال لَهَا: ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ، فَتَطْلُعُ مِنْ مغربها، فذلك قوله تعالى: ﴿الشمس تجري

١١٧١
لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم﴾).
[٤٥٢٤، ٤٥٢٥، ٦٩٨٨، ٦٩٩٦]


أخرجه مسلم في الإيمان، باب: بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان، رقم: ١٥٩. (تسجد تحت العرش) تشبيه بغروبها، وهي منقادة لأمر الله تعالى وتسخيره، بانقياد الساجد من المكلفين، وهو يخر إلى أسفل، معلنا تمام انقياده وغاية خضوعه لأمر ربه جل وعلا. وكون ذلك تحت العرش فلأن السموات والأرض وغيرهما من العوالم كلها تحت العرش، ففي أي موضع سقطت وغربت فهو تحت العرش. على أن هذا الكلام لا يفسر الظواهر الكونية، وإنما يشير إلى الأسرار الكامنة وراء الظواهر، والتي أودعها الله عز وجل هذه العوالم، فهي من الغيب الذي اختص الله تعالى بعلمه، وأطلع على شيء منه بعض من اصطفاهم من خلقه، وعلى رأسهم
خاتم النبيين ﷺ، ليخبروا بذلك من أرسلوا إليهم، اختبارا لتصديقهم، وتمحيصا ليقينهم، وتثبيتا لإيمان من أسلم قلبه لله تعالى منهم، ولذا نجد أصحاب رسول الله ﷺ، وهو يخبرهم بذلك، لا يستفسرون عنه ولا يستوضحون، وإنما يصدقون ويستسلمون ويفوضون علم ما خفي عنهم إلى الله عز وجل وإلى رسوله ﷺ، ولا يكلفون أنفسهم عناء البحث فيما سكت عنه الكتاب والسنة، ولا يتطاولون إلى ما أدركت عقولهم أنه فوق قدرهم وطاقتهم، بعد أن آمنوا بالله تعالى ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد ﷺ نبيا ورسولا. ونحن معاشر المؤمنين الصادقين، يسعنا ما وسعهم، لا سيما وهم الرعيل الأول الأسوة الحسنة، والنموذج الإيماني المثالي الصادق، سدد الله خطانا وحفظنا من نزعات الشياطين. وما أشار إليه ﷺ، من رجوع الشمس وطلوعها من مغربها، هو من العلامات الكبرى لقرب قيام الساعة، كما ثبت في الأحاديث الصحيحة. (لمستقر لها) لحد لها من مسيرها كل يوم حسبما يتراءى لعيوننا وهو المغرب، أو لحد معين ينتهي إليه دورها، وقد ثبت أن الشمس تنتقل انتقالا بطيئا مع دورانها حول نفسها في فلكها. (العزيز) الغالب بقدرته على كل مقدور. (العليم) المحيط علمه بكل معلوم. /يس: ٣٨/.

٣٠٢٨ - حدثنا مسدد: حدثنا عبد العزيز بن المختار: حدثنا عبد الله الداناج قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن أبي هريرة رضي الله عنه،
عن النبي ﷺ قال: (الشمس والقمر مكوران يوم القيامة).


(مكوران) مطويان وقد ذهب ضوؤهما.

٣٠٢٩ - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْقَاسِمِ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما:
أَنَّهُ كَانَ يُخْبِرُ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قال: (إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، فإذا رأيتموهما فصلوا).
[ر: ٩٩٥]

٣٠٣٠ - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ).
[ر: ٢٩]

٣٠٣١ - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عقيل، عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة: أن عائشة رضي الله عنها أَخْبَرَتْهُ:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يوم خسفت الشمس، قام فكبر وقرأ قِرَاءَةً طَوِيلَةً، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: (سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ). وقام كما هو، فقرأ قِرَاءَةً طَوِيلَةً، وَهِيَ أَدْنَى مِنَ الْقِرَاءَةِ الْأُولَى، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وَهِيَ أَدْنَى مِنَ الرَّكْعَةِ الْأُولَى، ثُمَّ سَجَدَ سُجُودًا طَوِيلًا، ثُمَّ فَعَلَ فِي الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ سَلَّمَ وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ، فَخَطَبَ النَّاسَ، فَقَالَ فِي كُسُوفِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ: (إِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لحياته، فإذا رأيتموهما فافزعوا إلى الصلاة).
[ر: ٩٩٧]

٣٠٣٢ - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ قال: حدثني قيس،

١١٧٢
عن أبي مَسْعُودٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قال: (الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، فَإِذَا رأيتموهما فصلوا).
[ر: ٩٩٤]

٥ - باب: ما جاء في قوله: ﴿وهو الذي أرسل الرياح نشرا بين يدي رحمته﴾ /الفرقان: ٤٨/.
﴿قاصفا﴾ /الإسراء: ٦٩/: تقصف كل شيء. ﴿لواقح﴾ /الحجر: ٢٢/: ملاقح ملقحة. ﴿إعصار﴾ /البقرة: ٢٦٦/: ريح عاصف تهب من الأرض إلى السماء كعمود فيه نار. ﴿صر﴾ /آل عمران: ١١٧/: برد. ﴿نشرا﴾: متفرقة.


(نشرا) في قراءة حفص (بشرا) أي تبشر بمجيء المطر الذي يحمل الغيث رحمة من الله تعالى بعباده. (قاصفا) والمعنى: يرسل رياحا شديدة ذات صوت قوي، فتكسر ما تمر به من شجر ونحوه وتحطمه. (لواقح) أي تحمل الرياح الماء فتمر بالسحاب فتلقحه فيمطر، ولا مانع من أن يكون المعنى: أن الرياح تحمل غبار الطلع من الأشجار إلى الأنثى منها، فيتم التلقيح بواسطتها. (صر) الصر البرد الشديد.

٣٠٣٣ - حدثنا آدم: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: (نُصِرْتُ بِالصَّبَا، وأهلكت عاد بالدبور).
[ر: ٩٨٨]

٣٠٣٤ - حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:
كَانَ النَّبِيِّ ﷺ إِذَا رَأَى مخيلة في السماء أقبل وأدبر، ودخل وخرج وتغير وجهه، فإذا أمطرت السماء سري عنه، فعرفته عائشة ذَلِكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (مَا أدري لعله كما قال قوم: ﴿فلما
رأوه عارضا مستقبل أوديتهم﴾. الآية).
[٤٥٥١]


أخرجه مسلم في صلاة الاستسقاء، باب: التعوذ عند رؤية الريح والغيم، رقم: ٨٩٩. (مخيلة) سحابة يخال فيها المطر. (سري عنه) كشف عنه ما خالطه من الخوف والوجل. (قوم) هم عاد قوم هود عليه السلام. (عارضا) سحابا عرض في أفق السماء. (الآية) الأحقاف: ٢٤. وتتمتها: ﴿قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم﴾.

٦ - باب: ذكر الملائكة.
وقال أنس: قال عبد الله بن سلام للنبي ﷺ: إِنَّ جِبْرِيلَ عليه السلام عدو اليهود من الملائكة.
[ر: ٣١٥١]
وقال ابن عباس: ﴿لنحن الصافون﴾ /الصافات: ١٦٥/: الملائكة.


(الصافون) من صف الأقدام في الصلاة، يسبحون الله عز وجل.

٣٠٣٥ - حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قتادة. وَقَالَ لِي خَلِيفَةُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حدثنا سعيد وهشام قالا: حدثنا قتادة: حدثنا أنس بن مالك، عن مالك بن صعصعة رضي الله عنهما قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان - وذكر: يعني رجلا بين الرجلين - فأتيت بطست من ذهب، ملئ حكمة وإيمانا، فشق من النحر إلى مراق البطن، ثم غسل البطن بماء زمزم، ثم ملئ حكمة وإيمانا، وأتيت بدابة أبيض، دون البغل وفوق الحمار: البراق، فانطلقت مع جبريل حتى أتينا السماء الدنيا، قيل: من هذا؟ قال جبريل، قيل: من معك، قيل: محمد، قيل: وقد أرسل إليه، قال: نعم، قيل: مرحبا ولنعم المجيء جاء، فأتيت على آدم فسلمت عليه، فقال مرحبا بك من ابن ونبي، فأتينا السماء الثانية، قيل: من هذا، قال: جبريل، قيل: من مَعَكَ، قَالَ مُحَمَّدٌ ﷺ، قيل: أرسل إليه، قال: نعم، قيل: مرحبا به
ولنعم المجيء جاء، فأتيت على عيسى ويحيى فقالا: مرحبا بك من أخ ونبي، فأتينا السماء السماء الثالثة، قيل: من هذا، قيل: جبريل، قيل: من معك، قيل: محمد، قيل: وقد أرسل إليه، قال: نعم، قيل: مرحبا به ولنعم المجيء جاء، فأتيت على يوسف فسلمت عليه، قال: مرحبا بك من أخ ونبي، فأتينا السماء الرابعة، قيل: من هذا، قيل: جبريل، قيل: من معك، قيل: محمد ﷺ، قيل: وقد أرسل إليه، قيل: نعم، قيل: مرحبا به ولنعم المجيء جاء، فأتيت على إدريس فسلمت عليه فقال: مرحبا من أخ ونبي، فأتينا السماء الخامسة، قيل: من هذا، قال: جبريل، قيل: ومن معك، قيل: محمد، قيل: وقد أرسل إليه، قال: نعم، قيل: مرحبا به ولنعم المجيء جاء، فأتينا على هارون فسلمت عليه، فقال: مرحبا بك من أخ ونبي، فأتينا على السماء السادسة، قيل: من هذا، قيل: جبريل، قيل: من معك، قيل: محمد ﷺ، قيل: وقد أرسل إليه، مرحبا به ولنعم المجيء جاء، فأتيت على موسى فسلمت عليه، فقال: مرحبا بك من أخ ونبي، فلما جاوزت بكى، فقيل: ما

١١٧٤
أبكاك؟ قال: يا رب هذا الغلام الذي بعث بعدي، يدخل الجنة من أمته أفضل مما يدخل من أمتي، فأتينا السماء السابعة، قيل: من هذا، قيل: جبريل، قيل: من معك، قيل: محمد، قيل: وقد أرسل إليه، مرحبا به ونعم المجيء جاء، فأتيت على إبراهيم فسلمت عليه، فقال: مرحبا بك من ابن ونبي، فرفع لي البيت المعمور، فسألت جبريل فقال: هذا البيت المعمور، يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك، إذا خرجوا لم يعودوا إليه آخر ما عليهم، ورفعت لي سدرة المنتهى، فإذا نبقها كأنه قلال هجر، وورقها كأنه آذان الفيول، في أصلها أربعة أنهار: نهران باطنان، ونهران ظاهران، فسألت جبريل، فقال: أما الباطنان ففي الجنة، وأما الظاهران النيل والفرات، ثم فرضت علي خمسون صلاة، فأقبلت حتى جئت موسى فقال: ما صنعت، قلت: فرضت علي خمسون صلاة، قال: أنا أعلم بالناس منك، عالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، وإن أمتك لا تطيق، فارجع إلى ربك فسله، فرجعت فسألته، فجعلها أربعين، ثم مثله، ثم ثلاثين، ثم مثله، فجعل عشرين، ثم مثله، فجعل عشرا، فأتيت موسى فقال: مثله، فجعلها خمسا، فأتيت موسى فقال: ما صنعت، قلت جعلها خمسة، فقال مثله: قلت: سلمت بخير، فنودي: إني قد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي، وأجزي الحسنة عشرا).
وقال همام، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ ﷺ: (فِي الْبَيْتِ المعمور).
[٣٢١٣، ٣٢٤٧، ٣٦٧٤، ٥٢٨٧، وانظر: ٣٤٢]


أخرجه مسلم في الإيمان، باب: الإسراء برسول الله ﷺ ..، رقم: ١٦٤. (وذكر) أي للنبي ﷺ. (رجلا بين الرجلين) في رواية مسلم: (إذا سمعت قائلا يقول: أحد الثلاثة بين الرجلين) فالظاهر أنه كان ﷺ مضطجعا بين رجلين. (مراق البطن) ما سفل من البطن وما رق من جلده. (فرفع) كشف لي وقرب مني. (البيت المعمور) بيت في السماء مسامت للكعبة في الأرض. (آخر ما عليهم) أي دخولهم الأول ذلك هو آخر دخولهم، لكثرتهم. (سدرة المنتهى) شجرة ينتهي إليها علم الملائكة، ولم يجاوزها أحد إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ. (نبقها) حملها وثمرها. (قلال) جرار معروفة عند المخاطبين ومعلومة القدر عندهم، وتقدر القلة بمائة لتر تقريبا. (هجر) مدينة في اليمن. (نهران باطنان) قيل: هما السلسبيل والكوثر. (النيل والفرات) يقال هنا ما قيل في شرح الحديث (٣٠٢٧). (سلمت بخير) رضي بما فرض الله تعالى على من الخير، والله أعلم.

٣٠٣٦ - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ: قَالَ عبد الله:
حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ، قَالَ: (إِنَّ

١١٧٥
أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ في بطن أمه أربعين يوما، ثم يكون عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ مَلَكًا فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعٍ كلمات، ويقال له: اكتب عمله، ورزقه، وأجله، وَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ، ثُمَّ يَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ، فإن الرجل منكم ليعمل حتى ما يكون بينه وبين الجنة إلا ذراع، فيسبق عليه كتابه، فيعمل بعمل أهل النار. ويعمل حتى ما يكون بينه وبين النار إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أهل النة).
[٣١٥٤، ٦٢٢١، ٧٠١٦]


أخرجه مسلم في القدر، باب: كيفية خلق الآدمي في بطن أمه، رقم: ٢٦٤٣. (يجمع خلقه) يضم بعضه إلى بعض، أو المراد بالجمع: مكث البويضة بالرحم بعد تلقيحها بالنطفة. (علقة) دما غليظا جامدا. (مضغة) قطعة لحم قدر ما يمضغ. (شقي أو سعيد) حسب ما اقتضته حكمته وسبقت به كلمته، وما علمه سبحانه مما سيكون من هذا المكلف من أسباب السعادة أو الشقاوة. (فيسبق عليه) يغلب عليه. (كتابه) الذي كتبه الملك وهو في بطن أمه.

٣٠٣٧ - حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ: أَخْبَرَنَا مَخْلَدٌ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نافع قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النبي ﷺ.
وتابعه أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي هريرة،
عن النبي ﷺ قال: (إذا أحب الله العبد نادى جبريل: إن الله يحب فلانا فأحببه، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض).
[٥٦٩٣، ٧٠٤٧]


أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب، باب: إذا أحب الله عبدا حببه إلى عباده، رقم: ٢٦٣٧. (القبول في الأرض) المحبة في قلوب من يعرفه
من المؤمنين، ويبقى له ذكر صالح وثناء حسن.

٣٠٣٨ - حدثنا محمد: حدثنا ابن أبي مريم: أخبرنا الليث: حدثنا ابن أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، زوج النبي ﷺ:
أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يقول: (إن الملائكة تنزل في العنان، وهو السحاب، فتذكر الأمر قضي في السماء، فتسترق الشياطين السمع فتسمعه، فتوحيه إلى الكهان، فيكذبون معها مائة كذبة من عند أنفسهم).
[٣١١٤، وانظر: ٥٤٢٩]


(فتسترق) تختلس وتستمع ستخفية كالسارق. (فتوحيه) فتلقيه. (الكهان) جمع كاهن، وهو الذي يتعاطى الإخبار عن الكائنات في المستقبل ويدعي معرفة الأسرار.

٣٠٣٩ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سعد: حدثنا ابن شهاب، عن

١١٧٦
أبي سلمة والأغر، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (إِذَا كان يوم الجمعة، كان على كل باب من أبواب المسجد الملائكة، يكتبون الأول فالأول، فإذا جلس الإمام طووا الصحف، وجاؤوا يستمعون الذكر).
[ر: ٨٤١]

٣٠٤٠ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ: حدثنا الزهري، عن سعيد ابن المسيب قال:
مر عمر في المسجد، وحسان ينشد، فقال: كنت أنشد فيه، وفيه من هو خير منك، ثم التفت إلى أبي هريرة فقال: أنشدك بالله، أَسَمِعْتِ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يقول: (أجب عني، اللهم أيده بروح القدس). قال: نعم.
[ر: ٤٤٢]


أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب: فضائل حسان بن ثابت رضي الله عنه، رقم: ٢٤٨٥.

٣٠٤١ - حدثا حفص بن عمر: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ الْبَرَاءِ رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ لحسان: (اهجهم - أو هاجهم - وجبريل معك).
[٣٨٩٧، ٥٨٠١]


أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب: فضائل حسان بن ثابت رضي الله عنه، رقم: ٢٤٨٦. (اهجهم) أمر من هجا يهجو هجوا وهو نقيض المدح. (هاجهم) من المهاجاة، أي جازهم بهجوهم. (معك) يؤيدك وينصرك.

٣٠٤٢ - حدثنا إسحاق: أخبرنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قال:
كأني أنظر إلى غبار ساطع في سكة بني غنم، زاد موسى: موكب جبريل.
[٣٨٩٢]


(ساطع) مرتفع. (سكة) زقاق. (بني غنم) بطن من الخزرج. (موكب) هو جماعة من ركاب يسيرون برفق، وكذلك القوم الركوب للزينة والتنزه، ويقال أيضا لجماعة الفرسان. وهو منصوب بفعل تقديره: انظر.

٣٠٤٣ - حَدَّثَنَا فَرْوَةُ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها:
أن الحارث بن هشام، سأل النبي ﷺ: كيف يأتيك الوحي؟ قال: (كل ذاك، يأتي الملك أحيانا في مثل صلصلة الجرس، فيفصم عني وقد وعيت ما قال، وهو أشده علي، ويتمثل لي الملك أحيانا رجلا، فيكلمني فأعي ما أقول).
[ر: ٢]

٣٠٤٤ - حدثنا آدم: حدثنا شيبان: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ

١١٧٧
أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:
سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يقول: (من أنفق زوجين في سبيل الله دعته خزنة الجنة: أي فل هلم). فقال أبو بكر: ذاك الذي لا توى عَلَيْهِ، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (أرجو أن تكون منهم).
[ر: ٢٦٨٦]


(لا توى عليه) لا هلاك ولا ضياع ولابأس.

٣٠٤٥ - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا هشام: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن عائشة رضي الله عنها:
أن النبي ﷺ قَالَ لَهَا: (يَا عَائِشَةُ، هَذَا جِبْرِيلُ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلَامَ). فقالت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، ترى ما لا أرى، تريد النبي ﷺ.
[٣٥٥٧، ٥٨٤٨، ٥٨٩٥، ٥٨٩٨]


أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب: في فضل عائشة رضي الله عنها، رقم: ٢٤٤٧.

٣٠٤٦ - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ. (ح) قال: حدثني يحيى بن جعفر: حدثنا وكيع عن عمر بن ذر، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله ﷺ لجبريل: (ألا تزورنا أكثر مما تزورنا). قال: فَنَزَلَتْ: ﴿وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ ما بين أيدينا وما خلفنا﴾. الآية.
[٤٤٥٤، ٧٠١٧]


(نتنزل) التنزل النزول على مهل، وقد يطلق بمعنى النزول مطلقا. (ما بين أيدينا وما خلفنا) ما قدامنا وما وراءنا من الأماكن والأزمان، لا ننتقل من مكان إلى مكان إلا بأمره، ولا ننزل في زمان دون زمان إلا بمشيءته. (الآية) مريم: ٦٤. وتتمتها: ﴿وما بين ذلك وما كان ربك نسيا﴾. أي: لا يفوته شيء، ولا تجوز عليه الغفلة والنسيان، فأتى لنا أن نتقلب في ملكوته إلا بإذنه. وهو سبحانه لا يتركك يا محمد ﷺ ولا يقطع صلته عنك.

٣٠٤٧ - حدثنا إسماعيل قال: حدثني سُلَيْمَانُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ الله بن عبد الله بن عتبة بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما:
أن رسول الله ﷺ قال: (أقرأني جبريل على حرف، فلم أزل أستزيده، حتى انتهى إلى سبعة أحرف).
[٤٧٠٥]


أخرجه مسلم في صلاة المسافر وقصرها، باب: بيان أن القرآن على سبعة أحرف، رقم: ٨١٩. (حرف) لغة أو لهجة، وقيل غير ذلك.

٣٠٤٨ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ

١١٧٨
أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ، حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة.
وعن عبد الله: حدثنا معمر بهذا الإسناد نحوه. وروى أبو هريرة وفاطمة رضي الله عنهما،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: أن جبريل كان يعارضه القرآن.
[ر: ٦، ٣٤٢٦، ٤٧١٢]


(يعارضه) من المعارضة وهي المقابلة، أي يدارسه جميع ما نزل من القرآن.

٣٠٤٩ - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ:
أن عمر بن عبد العزيز أخر العصر شيئا، فقال له عروة: أما أن جبريل قد نزل فصلى أمام رسول الله ﷺ، فقال عمر: اعلم ما تقول يا عروة، قال: سمعت بشير بن أبي مسعود يقول: سمعت أبا مسعود يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يقول: (نزل جبريل فأمني فصليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه). يحسب بأصابعه خمس صلوات.
[ر: ٤٩٩]


أخرجه مسلم في المساجد ومواضع الصلاة، باب: أوقات الصلوات الخمس، رقم: ٦١٠.

٣٠٥٠ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عدي، عن شعبة، عن حبيب بن أبي ثابت، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (قال لي جبريل: مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِكَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شيئا دخل الجنة، أو لم يدخل النار). قال: وإن زنى وإن سرق؟ قال: (وإن).
[ر: ٢٢٥٨]

٣٠٥١ - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ: حَدَّثَنَا أَبُو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (الملائكة يتعاقبون، مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الفجر والعصر، ثم يعرج إليه الذين باتوا فيكم، فيسألهم وهو أعلم، فيقول: كيف تركتم عبادي، فيقولون: تركناهم يصلون، وأتيناهم يصلون).
[ر: ٥٣٠]

٧ - باب: إذا قال أحدكم: آمين، والملائكة في السماء، فَوَافَقَتْ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ من ذنبه.

٣٠٥٢ - حدثنا محمد: أخبرنا مخلد: أخبرنا ابن جريج، عن إسماعيل بن أمية:

١١٧٩
أن نافعا حدثه: أن القاسم بن محمد حدثه، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
حشوت للنبي ﷺ وسادة فيها تماثيل، كأنها نمرقة، فجاء فقام بين البابين، وجعل يتغير وجهه، فقلت: ما لنا يا رسول الله، قال: (ما بال هذه الوسادة). قالت: وسادة جعلتها لك لتضطجع عليها، قال: (أما علمت أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة، وأن من صنع الصورة يعذب يوم القيامة، يقول: أحيوا ما خلقتم).
[ر: ١٩٩٩]


(تماثيل) جمع تمثال، وهو في أصل اللغة الصورة مطلقا، والمراد هنا صورة الحيوان.

٣٠٥٣ - حَدَّثَنَا ابْنُ مُقَاتِلٍ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ: أَخْبَرَنَا معمر، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الله: أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما يَقُولُ: سَمِعْتُ أبا طلحة يَقُولُ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يقول: (لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلَا صورة تماثيل).


أخرجه مسلم في اللباس والزينة، باب: تحريم تصوير صورة الحيوان ..، رقم: ٢١٠٦.

٣٠٥٤ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ: أَخْبَرَنَا عَمْرٌو: أن بكير بن الأشج حدثه: أن بسر بن سعيد حدثه: أن زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه حدثه، ومع بسر بن سعيد عبيد الله الخولاني، الذي كان في حجر ميمونة رضي الله عنها زوج النبي ﷺ: حدثهما زيد بن خالد: أن أبا طلحة حَدَّثَهُ:
أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قال: (لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة). قال بسر: فمرض زيد بن خالد فعدناه، فإذا نحن في بيته بستر فيه تصاوير، فقلت لعبيد الله الخولاني: ألم يحدثنا في التصاوير؟ فقال: إنه قال: (إلا رقم في ثوب). ألا سمعته؟ قلت: لا، قال: بلى قد ذكره.
[٣١٤٤، ٣٧٨٠، ٥٦٠٥، ٥٦١٣]


(في حجر ميمونة) في حضانتها وتحت وصايتها، لأنه كان ربيبها، أي ابن زوجها. (فعدناه) من العيادة، وهي زيارة المريض. (رقم في ثوب)
الرقم الكتابة والنقش.

٣٠٥٥ - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وهب قال: حدثني عمرو، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
وَعَدَ النَّبِيَّ ﷺ جبريل فقال: (إِنَّا لَا نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ وَلَا كلب).
[٥٦١٥]

٣٠٥٦ - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه:
أن رسول اللَّهِ ﷺ قَالَ: (إِذَا قَالَ الْإِمَامُ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ،

١١٨٠
فَقُولُوا: اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ الْمَلَائِكَةِ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ).
[ر: ٧٦٣]

٣٠٥٧ - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ: حدثنا أَبِي، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه،
عن النبي ﷺ قال: (إن أَحَدُكُمْ فِي صَلَاةٍ مَا دَامَتِ الصَّلَاةُ تَحْبِسُهُ، والملائكة تقول: اللهم اغفر له وارحمه، ما لم يقم من صلاته، أو يحدث).
[ر: ٤٣٤]


(من صلاته) من موضع صلاته الذي صلى فيه.

٣٠٥٨ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عن عمرو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلَى، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ:
سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يقرأ على المنبر: ﴿ونادوا يا مالك﴾. قال سفيان: في قراءة عبد الله: ونادوا يا مال.
[٣٠٩٣، ٤٥٤٢]


أخرجه مسلم في الجمعة، باب: تخفيف الصلاة والخطبة، رقم: ٨٧١. (يا مال) بحذف الكاف منه ترخيما، وهي قراءة شاذة، تعتبر كحديث من حيث الاحتجاج في الفقه واللغة، ولكن لا يقرأ بها في الصلاة، ولا يتعبد بتلاوتها. والقراءة المتواترة: ﴿يا مالك﴾ ومالك اسم أحد الملائكة /الزخرف: ٧٧/.

٣٠٥٩ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وهب قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب قال: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ: أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجَ النَّبِيِّ ﷺ حَدَّثَتْهُ:
أنها قالت للنبي ﷺ: هل أتى عليك يوم أشد من يوم أحد؟ قال: (لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث الله إليك ملك الجبال،

١١٨١
لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال، فسلم علي، ثم قال: يا محمد، فقال: ذلك فيما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين؟ فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: بَلْ أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده، لا يشرك به شيئا).
[٦٩٥٤]


أخرجه مسلم في الجهاد والسير، باب: ما لقي النبي ﷺ من أذى المشركين والمنافقين، رقم: ١٧٩٥. (ما لقيت) أي لقيت الكثير من الأذى. (يوم العقبة) أي كان ما لاقاه عندها، وقيل: المراد بالعقبة جمرة العقبة التي بمنى، وقيل: مكان مخصوص في الطائف، ولعل هذا أولى. (على وجهي) باتجاه الجهة المواجهة لي. (بقرن الثعالب) اسم موضع بقرب مكة، وأصل القرن كل جبل صغير منقطع من جبل كبير، والثعالب جمع ثعلب وهو الحيوان المشهور، ولعله سمي الموضع بذلك لكثرة الثعالب فيه. (ذلك) أي ذلك كما قال جبريل وكما سمعت منه. (الأخشبين) جبلي مكة أبي قبيس ومقابله قعيقعان، سميا بذلك لصلابتهما وغلظ حجارتهما، يقال: رجل أخشب إذا كان صلب العظام قليل اللحم. (أصلابهم) جمع صلب، وهو كل ظهر له فقار.

٣٠٦٠ - حدثنا قتيبة: حدثنا أبو عوانة: حدثنا أبو إسحاق الشيباني قال:
سألت زر بن حبيش عن قول الله تعالى: ﴿فكان قاب قوسين أو أدنى. فأوحى إلى عبده ما أوحى﴾. قال: حدثنا ابن مسعود: أنه رأى جبريل، له ستمائة جناح.
[٤٥٧٥، ٤٥٧٦]


أخرجه مسلم في الإيمان، باب: في ذكر سدرة المنتهى، رقم: ١٧٤. (قاب قوسين) قدر قوسين، أو قدر ما بين الوتر والقوس، أو ما بين طرفي القوس. (عبده) محمد ﷺ /النجم: ٩ - ١٠/. (رأى) أي محمد ﷺ.

٣٠٦١ - حدثنا حفص بن عمر: حدثنا شعبة، عن الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الله رضي الله عنه:
﴿لقد رأى من آيات ربه الكبرى﴾. قال: رأى رفرفا أخضر سد أفق السماء.
[٤٥٧٧]


(آيات) دلائل وعلامات قدرته /النجم: ١٨/. (رفرفا) ثيابا خضرا مبسوطة. (أفق السماء) أطرافها. وانظر مسلم: الإيمان، باب: في ذكر سدرة المنتهى، رقم: ١٧٤.

٣٠٦٢ - حدثنا محمد بن عبد الله بن إسماعيل: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، عن ابن عون: أنبأنا الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:
من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم، ولكن قد رأى جبريل في صورته، وخلقه ساد ما بين الأفق.


أخرجه مسلم في الإيمان، باب: معنى قول الله عز جل: ﴿ولقد رأه نزلة أخرى﴾، رقم: ١٧٧. (أعظم) دخل في أمر عظيم. (صورته) هيئته وحقيقته. (خلقه) خلقته التي خلق عليها.

٣٠٦٣ - حدثني محمد بن يوسف: حدثنا أبو أسامة: حدثنا زكرياء بن أبي زائدة، عن ابن الأشوع، عن الشعبي، عن مسروق قال:
قلت لعائشة رضي الله عنها: فأين قوله: ﴿ثم دنا فتدلى. فكان قاب قوسين أو أدنى﴾ قالت: ذاك جبريل، كان يأتيه في صورة الرجل، وإن أتاه هذه المرة في صورته التي هي صورته، فسد الأفق.
[٤٣٣٦، ٤٥٧٤، ٦٩٤٥، ٧٠٩٣]

٣٠٦٤ - حدثنا موسى: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ: حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ، عَنْ سَمُرَةَ قال:
قال النبي ﷺ: (رأيت الليلة رجلين أتياني، قالا: الذي يوقد النار مالك خازن النار، وأنا جبريل، وهذا ميكائيل).
[ر: ٨٠٩]

٣٠٦٥ - حدثنا مسدد: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال:
قال رسول الله ﷺ: (إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ فَأَبَتْ، فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح).
تابعه شعبة، وأبو حمزة، وابن داود، وأبو معاوية، عن الأعمش.
[٤٨٩٧، ٤٨٩٨]


أخرجه مسلم في النكاح، باب: تحريم امتناعها من فراش زوجها، رقم: ١٤٣٦. (إلى فراشه) أي ليجامعها. (فأبت) امتنعت عن إجابته. (اعنتها) دعت الله تعالى أن يطردها من رحمته ويبعدها من جنته، أو يعاقبها عقوبة شديدة.

٣٠٦٦ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: سمعت أبا سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما:
أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ يقول: (ثم فتر عني الوحي فترة، فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي، سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ فرفعت بصري قبل السَّمَاءِ فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ، قَاعِدٌ على كرسي بين السماء والأرض، فجئثت منه، حتى هويت إلى الأرض، فجئت أهلي فقلت: زملوني زملوني، فأنزل الله تعالى: ﴿يا أيها المدثر - إلى فاهجر﴾).
قال أبو سلمة: والرجز: الأوثان.
[ر: ٤]


(فجئثت) رعبت، وفي نسخة (فجثثت) أي سقطت وهويت.

٣٠٦٧ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ: حَدَّثَنَا شعبة، عن قتادة. وَقَالَ لِي خَلِيفَةُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ: حدثنا ابن عم نبيكم، يعني ابن عباس رضي الله عنهما،
عن النبي ﷺ قال: (رأيت ليلة أسري بي موسى، رجلا آدم، طوالا جعدا، كأنه من رجال شنوءة، ورأيت عيسى رجلا مربوعا، مربوع الخلق

١١٨٣
إلى الحمرة والبياض، سبط الرأس، ورأيت مالكا خازن النار، والدجال، في آيات أراهن الله إياه: ﴿فلا تكن في مرية من لقائه﴾). قال أنس وأبو بَكْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: (تحرس الملائكة المدينة من الدجال).
[٣٢١٥، ٣٢٣٢، ٤٣٥٤، ٧١٠١]


أخرجه مسلم في الإيمان، باب: الإسراء برسول الله ﷺ، رقم: ١٦٥. (آدم) من الأدمة وهي في الناس السمرة الشديدة. (طوالا) طويلا. (جعدا) غير سبط الشعر، والشعر الجعد هو ما فيه التواء وتقبض. (وقال النووي: وأما الجعد في صفة موسى عليه السلام فالأولى أن يحمل على جعودة الجسم وهي اكتنازه واجتماعه، لا جعودة الشعر. (شنوءة) اسم قبيلة. (مربوعا) لا قصيرا ولا طويلا. (مربوع الخلق) معتدل الخلقة مائلا إلى الحمرة. (سبط الرأس) مسترسل الشعر. (والدجال) أي ورأيت الدجال. (آيات) علامات ودلائل. (إياه) أي النبي ﷺ، ووضع إياه موضع إياي على سبيل الالتفات. (مرية) شك. (لقائه) أي لقاء موسى عليه السلام، وقيل غير ذلك /السجدة: ٢٣/.

٨ - باب: ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة.
قال أبو العالية: ﴿مطهرة﴾ من الحيض والبول والبزاق ﴿كلما رزقوا﴾ أتوا بشيء ثم أتوا بآخر ﴿قالوا هذا الذي رزقنا من قبل﴾ أتينا من قبل ﴿وأتو به متشابها﴾ /البقرة: ٢٥/: يشبه بعضه بعضا ويختلف في الطعوم.
﴿قطوفها﴾ يقطفون كيف شاؤوا ﴿دانية﴾ /الحاقة: ٢٣/: قريبة. ﴿الأرائك﴾ /الكهف: ٣١/ و/يس: ٥٦/: السرر.
وقال الحسن: النضرة في الوجوه والسرور في القلب.
وقال مجاهد: ﴿سلسبيلا﴾ الإنسان أو الدهر: ١٨/: حديدة الجرية. ﴿غول﴾ وجع البطن ﴿ينزفون﴾ /الصافات: ٤٧/: لا تذهب عقولهم.
وقال ابن عباس: ﴿دهاقا﴾ /النبأ: ٣٤/: ممتلئا. ﴿كواعب﴾ /النبأ: ٣٣/: نواهد. الرحيق: الخمر. التنسيم: يعلو شراب أهل الجنة. ﴿ختامه﴾ طينه ﴿مسك﴾ /المطففين: ٢٦/. ﴿نضاختان﴾ /الرحمن: ٦٦/: فياضتان.

١١٨٤
يقال: ﴿موضونة﴾ /الواقعة: ١٥/: منسوجة، منه وضين الناقة.
والكوب: ما لا أذن له ولا عروة، والأباريق: ذوات الآذان والعرى. ﴿عربا﴾ /الواقعة: ٣٧/: مثقلة، واحدها عروب، مثل صبور وصبر، يسميها أهل مكة العربة، وأهل المدينة الغنجة، وأهل العراق الشكلة.
وقال مجاهد: ﴿روح﴾ /الواقعة: ٨٩/: جنة ورخاء، والريحان الرزق، والمنضود الموز. والمخضود الموقر حملا، ويقال أيضا: لا شوك له، والعرب: المحببات إلى أزواجهن. ويقال: ﴿مسكوب﴾ /الواقعة: ٣١/: جار. ﴿وفرش مرفوعة﴾ /الواقعة: ٣٤/: بعضها فوق بعض. ﴿لغوا﴾ باطلا ﴿تأثيما﴾ /الواقعة: ٢٥/: كذبا. ﴿أفنان﴾ /الرحمن: ٤٨/: أغصان. ﴿وجنى الجنتين دان﴾ /الرحمن: ٥٤/: ما يجتنى قريب. ﴿مدهمتان﴾ /الرحمن: ٦٤/: سوداوان من الري.


(النصرة ..) إشارة إلى قوله تعالى: ﴿ولقاهم نضرة وسرورا﴾ /الإنسان: ١١/. (سلسبيلا) سميت بذلك سلسة في الإساغة والمذاق. (حديدة الجرية) شديدة الجريان. (غول) ما يغتال العقل ويذهب به، وقيل غير ذلك. (ينزفون) لا ينفذ شرابهم، أو لا يسكرون. (كواعب) جمع كاعب، وهي الفتاة التي نهد ثدياها، أي برزا وارتفعا. (الرحيق) أجود الخمر، واللفظ وارد في قوله تعالى: ﴿يسقون من رحيق مختوم﴾ /المطففين: ٢٥/. أي ختم على ذلك الشراب، ومنع من أن تمسه الأيدي، إلى أن يفك ختمه الأبرار. (التنسيم) اللفظ وارد في قوله: ﴿ومزاجه من تنسيم﴾ /المطففين: ٢٧/. أي: يخلط بشراب يعلوه يسمى التنسيم، وهو أرفع شراب في الجنة. والتنسيم: مصدر سنم إذا رفع، ومنه سنام البعير لأنه أعلاه. (وضين الناقة) بطان منسوج بعضه على بعض يشد به الرحل عليها. (والكوب ..) يفسر الألفاظ
من قوله تعالى: ﴿بأكواب وأباريق وكأس من معين﴾ /الواقعة: ١٨/. وقوله (عربا مثقلة) أي مضمومة الراء لا مسكنة، والعروب: المتحببة لزوجها المبينة له عن ذلك، أو العاشقة له. /الواقعة: ٣٧/. (المنضود) أي نضد بعضه على بعض من كثرة حمله، هو شرح لقوله تعالى: ﴿وطلح منضود﴾ /الواقعة: ٢٩/: والطلح هو الموز. (المخضود) يفسر اللفظ الوارد في قوله تعالى: ﴿في سدر مخضود﴾ /الواقعة: ٢٨/. (ما يجتنى) أي الثمر. (قريب) يتناوله القائم والقاعد والمضطجع، بدون كلفة.

٣٠٦٨ - حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا الليث بن سعد، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله ﷺ: (إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ، فإنه يعرض عليه مقعده بالغداة والعشي، فإن كان من أهل الجنة، وإن كان من أهل النارفمن أهل النار).
[ر: ١٣١٣]

٣٠٦٩ - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ: حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ زَرِيرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ،
عن النبي ﷺ قال: (اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ، وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ).
[٤٩٠٢، ٦٠٨٤، ٦١٨٠]


(اطلعت) أشرفت عليها ليلة الإسراء أو في المنام، ورؤيا الأنبياء حق. (أكثر أهلها النساء) أي أكثر من يدخلها، ثم يخرج منها.

٣٠٧٠ - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال:
بينا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إذ قَالَ: (بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ، فَإِذَا امْرَأَةٌ تَتَوَضَّأُ إِلَى جَانِبِ قَصْرٍ، فَقُلْتُ: لمن هذا القصر؟ فقالوا: لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَذَكَرْتُ غَيْرَتَهُ، فَوَلَّيْتُ مُدْبِرًا). فبكى عمر وقال: أعليك أغار يا رسول الله.
[٣٤٧٧، ٤٩٢٩، ٦٦٢٠، ٦٦٢٢]


أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب: من فضائل عمر رضي الله عنه، رقم: ٢٣٩٥. (تتوضأ) من الوضاءة وهي الحسن والنظافة، أو من الوضوء، وتفعل ذلك لتزداد وضاءة وحسنا. (غيرته) وهي الحمية الأنفة على أهله. (فوليت مدبرا) ذهبت معرضا عنها. (فبكى عمر) شكرا لله عز وجل على ما أولاه من نعمه، وتأدبا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ.

٣٠٧١ - حدثنا حجاج بن منهال: حدثنا همام قال: سمعت أبا عمران
الجوني يحدث، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قيس الأشعري، عَنْ أَبِيهِ:
أَنّ النَّبِيَّ ﷺ قال: (الخيمة درة مجوفة، طولها في السماء ثلاثون ميلا، في كل زاوية منها للمؤمن أهل لا يراهم الآخرون).
قال أبو عبد الصمد والحارث بن عبيد، عن أبي عمران: (ستون ميلا).
[٤٥٩٧، ٤٥٩٨، ٧٠٠٦]


أخرجه مسلم في الجنة وصفة نعيمها، باب: في صفة خيام الجنة ..، رقم: ٢٨٣٨. (الخيمة) بيت مربع من بيوت العرب. (درة) لؤلؤة. (مجوفة) مثقوبة ومفرغ داخلها. (زاوية) ناحية. (أهل) زوجة.

٣٠٧٢ - حدثنا الحميدي: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ: حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:
قال رسول اللَّهِ ﷺ: (قَالَ اللَّهُ تعالى: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ، مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بشر). فاقرؤوا إن شئتم: ﴿فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين﴾.
[٤٥٠١، ٤٥٠٢، ٧٠٥٩]


أخرجه مسلم في أوائل كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، رقم: ٢٨٢٤. (قرة أعين) قرة العين هدوؤها، وهو كناية عن السرور. /السجدة: ١٧/.

٣٠٧٣ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ رسول الله ﷺ: (أول زمرة تلج الجنة

١١٨٦
صورتهم على صورة القمر ليلة البدر، لا يبصقون فيها ولا يمتخطون ولا يتغوطون، آنيتهم فيها الذهب، أمشاطهم من الذهب والفضة، ومجامرهم الألوة، ورشحهم المسك، ولكل واحد منهم زوجتان، يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن، ولا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم قلب رجل واحد، يسبحون الله بكرة وعشيا).


(زمرة) جماعة. (تلج) تدخل. (على صورة القمر) أي في الإضاءة. (البدر) اسم للقمر حين تكتمل. (آنيتهم) أوعيتهم. (مجامرهم) جمع مجمرة
وهي المبخرة، سميت بذلك لأنها يوضع فيها الجمر ليفوح به ما يوضع فيها من البخور. (الألوة) العود الهندي الذي يتبخر به. (رشحهم) عرقهم كالمسك في طيب رائحته. (مخ سوقها) ما داخل العظم من الساق. (قلب واحد) أي كقلب رجل واحد. (بكرة وعشيا) أي في غالب أوقاتهم يتلذذون بما يلهمهم الله تعالى من ذكره.

٣٠٧٤ - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ: حَدَّثَنَا أَبُو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ قال: (أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والذين على إثرهم كأشد كوكب إضاءة، قلوبهم على قلب رجل واحد، لا اختلاف بيينهم ولا تباغض، لكل امرئ منهم زوجتان، كل واحدة منهما يرى مخ ساقها من وراء لحمها من الحسن، يسبحون الله بكرة وعشيا، لا يسقمون، ولا يتمخطون ولا يبصقون، آنيتهم الذهب والفضة، وأمشاطهم الذهب، وقود مجامرهم الألوة - قال أبو اليمان: يعني العود - ورشحهم المسك).
وقال مجاهد: الإبكار: أول الفجر، والعشي: ميل الشمس إلى أن - أراه - تغرب.
[٣٠٨١، ٣١٤٩]


(على إثرهم) أي بعدهم وعقبهم. (لا يسقمون) لا يمرضون.

٣٠٧٥ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ: حَدَّثَنَا فضيل بن سليمان، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه،
عن النبي ﷺ قال: (ليدخلن من أمتي سبعون ألفا، أو سبعمائة ألف، لَا يَدْخُلُ أَوَّلُهُمْ حَتَّى يَدْخُلَ آخِرُهُمْ، وُجُوهُهُمْ على صورة القمر ليلة البدر).
[٦١٧٧، ٦١٨٧]


أخرجه مسلم في الإيمان، باب: الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة، رقم: ٢١٩. (لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم) أي يدخلون كلهم معا صفا واحدا.

٣٠٧٦ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيُّ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ: حَدَّثَنَا أَنَسٌ رضي الله عنه قَالَ:
أُهْدِيَ لِلنَّبِيِّ ﷺ جُبَّةُ سُنْدُسٍ، وَكَانَ يَنْهَى عَنِ الْحَرِيرِ، فَعَجِبَ النَّاسُ مِنْهَا، فَقَالَ: (وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ أَحْسَنُ مِنْ هذا).
[ر: ٢٤٧٣]

٣٠٧٧ - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سفيان قال: حدثني أبو إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ رضي الله عنهما قَالَ:
أَتَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بثوب من حرير، فجعلوا يعجبون من حسنه ولينه، فقال رسول اله ﷺ: (لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أفضل من هذا).
[٣٥٩١، ٥٤٩٨، ٦٢٦٤]

٣٠٧٨ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عن أبي حازم، عن سهل ابن سعد الساعدي قال:
قال رسول الله ﷺ: (مَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وما فيها).
[ر: ٢٦٤١]

٣٠٧٩ - حدثنا روح بن عبد المؤمن: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قتادة: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه،
عن النبي ﷺ قَالَ: (إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَشَجَرَةً، يَسِيرُ الرَّاكِبُ في ظلها مائة عام لا يقطعها).

٣٠٨٠ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ: حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سليمان: حدثنا هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه،
عن النبي ﷺ قال: (إن في الجنة لشجرة، يسير الركب في ظلها مائة سنة، واقرؤوا إن شئتم: ﴿وظل ممدود﴾. ولقاب قوس أحدكم في الجنة خير مما طلعت عليه الشمس أو تغرب).
[٤٥٩٩]


أخرجه مسلم في الجنة وصفة نعيمها، باب: إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها، رقم: ٢٨٢٦. (ممدود) مبسوط في طول واتصال /الواقعة: ٣٠/. (لقاب قوس) هو ما بين مقبضه وطرفه، فيكون المعنى: أن مقدار ذلك من الجنة خير مما ذكر.

٣٠٨١ - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ: حدثنا أبي، عن هلال، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ: (أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والذين على آثارهم كأحسن كوكب دري في السماء

١١٨٨
إضاءة، قلوبهم على قلب رجل واحد، لا تباغض بينهم ولا تحاسد، لكل امرئ منهم زوجتان من الحور العين، يرى مخ سوقهن من وراء العظم واللحم).
[ر: ٣٠٧٣]


(دري) هو الكوكب العظيم البراق الشديد الإضاءة، سمي بذلك لبياضه كالدر أو لضوئه. (الحور العين) هن نساء أهل الجنة، والحور: جمع حوراء، وهي الشديدة بياض العين الشديدة سوادها. والعين: جمع عيناء، وهي الواسعة العين.

٣٠٨٢ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: عدي بن ثابت أخبرني قال: سمعت البراء رضي الله عنه،
عن النبي ﷺ قال: لما مات إبراهيم: (إن له مرضعا في الجنة).
[ر: ١٣١٦]

٣٠٨٣ - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حدثني مالك بن أنس، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه،
عن النبي ﷺ قال: (إن أهل الجنة يتراءون أهل الغرف من فوقهم، كما تتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق، من المشرق أو المغرب، لتفاضل ما بينهم). قالوا: يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم، قال: (بلى، والذي نفسي بيده، رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين).


أخرجه مسلم في الجنة وصفة نعيمها، باب: ترائي أهل الجنة أهل الغرف، رقم: ٢٨٣١. (يتراءون) يرون وينظرون ويتكلفون لذلك. (أهل الغرف) أصحاب المنازل العالية، والغرف جمع غرفة وهي العلية. (الغابر) الذاهب، أو الباقي بعد انتشار ضوء الفجر. (الأفق) أطراف السماء. (لتفاضل ما بينهم) لبعد منازل أهل الغرف وعلو درجاتهم عن باقي أهل الجنة.

٩ - باب: صفة أبواب الجنة.
وَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (مَنْ أنفق زوجين دعي من باب الجنة). [ر: ١٧٩٨]
فيه عبادة عن النبي ﷺ. [ر: ٣٢٥٢]

٣٠٨٤ - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ رضي الله عنه،
عَنِ النبي ﷺ قال: (في الجنة ثمانية أبواب، فيها باب يسمى الريان، لا يدخله إلا الصائمون).
[ر: ١٧٩٧]

١٠ - باب: صفة النار، وأنها مخلوقة.
﴿غساقا﴾ /النبأ: ٢٥/: يقال: غسقت عينه ويغسق الجرح، وكأن الغساق والغسق

١١٨٩
واحد. ﴿غسلين﴾ /الحاقة: ٣٦/: كل شيء غسلته فخرج منه شيء فهو غسلين، فعلين من الغسل من الجرح والدبر.
وقال عكرمة: ﴿حصب جهنم﴾ /الأنبياء: ٩٨/: حطب بالحبشية. وقال غيره: ﴿حاصبا﴾ /الإسراء: ٦٨/: الريح العاصف، والحاصب ما ترمي به الريح، ومنه ﴿حصب جهنم﴾ يرمى به في جهنم هم حصبها، ويقال: حصب في الأرض ذهب، والحصب مشتق من حصباء الحجارة. ﴿صديد﴾ /إبراهيم: ١٦/: قيح ودم. ﴿خبت﴾ /الإسراء: ٩٧/: طفئت. ﴿تورون﴾ /الواقعة: ٧١: تستخرجون، أوريت أوقدت. ﴿للمقوين﴾ /الواقعة: ٧٣/: للمسافرين، والقي القفر.
وقال ابن عباس: ﴿صراط الجحيم﴾ /الصافات: ٢٣/: سواء الجحيم ووسط الجحيم. ﴿لشوبا من حميم﴾ /الصافات: ٦٧/: يخلط طعامهم ويساط بالحميم. ﴿زفير وشهيق﴾ /هود: ١٠٦/: صوت شديد وصوت ضعيف. ﴿وردا﴾ /مريم: ٨٦/: عطاشا. ﴿غيا﴾ /مريم: ٥٩/: خسرانا. وقال مجاهد: ﴿يسبحون﴾ /غافر: ٧٢/: توقد بهم النار. ﴿ونحاس﴾ /الرحمن: ٣٥/: الصفر، يصب على رؤوسهم. يقال: ﴿ذوقوا﴾ /الحج: ٢٢/: باشروا وجربوا، وليس هذا من ذوق الفم. ﴿مارج﴾ /الرحمن: ١٥/: خالص من النار، مرج الأمير رعيته إذا خلاهم يعدو بعضهم على بعض. ﴿مريج﴾ /ق: ٥/: ملتبس، مرج أمر الناس اختلط. ﴿مرج البحرين﴾ /الرحمن: ١٩/: مرجت دابتك تركتها.


(غساقا) يقال: غسق الجرح إذا سال منه ماء أصفر، والغساق: المنتن الذي يسيل من صديد وقيح ودموع أهل النار، والغسق الظلمة. (الدبر) ما يصيب الإبل من الجراحات. (حاصبا) اللفظ وارد أيضا في /العنكبوت: ٤٠/ و/القمر: ٣٤/ و/الملك: ١٧/. (خبت) سكنت وخمد لهبها. (سواء الجحيم) وسطها، وسواء الشيء وسطه، واللفظ في /الصافات: ٥٥/. (لشوبا) الشوب الخلط أو المخلوط، والحميم الماء الحار. (يساط) يحرك ليختلط، ومنه المسوط، وهو الخشبة التي يحرك بها ما في الخليط. (زفير ..) ويطلق الزفير على الصوت الناشئ من إخراج النفس، والشهيق رد النفس إلى الداخل في طول. (وردا) عطاشا قاصدين الارتواء، وإنما أمامهم النار، والورد المنهل. (غيا) والغي العذاب والضلال. (الصفر ..) وهو النحاس الجيد الذي يعمل منه الآنية، يصب فوق رؤوسهم حال انصهاره.

٣٠٨٥ - حدثنا أبو الوليد: حدثنا شعبة، عن مهاجر أبي الحسن قال: سمعت زيد بن وهب يقول: سمعت أبا ذر رضي الله عنه يَقُولُ:
كَانَ النَّبِيُّ ﷺ في سفر، فقال:

١١٩٠
(أبرد). ثم قال: (أبرد). حتى فاء الفيء، يعني للتلول، ثم قال: (أبردوا بِالصَّلَاةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ).
[ر: ٥١١]

٣٠٨٦ - حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (أبردوا بِالصَّلَاةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ).
[ر: ٥١٣]


(فيح) الفيح سطوع الحر، يقال: فاحت القدر تفيح وتفوح إذا غلت، وأصله السعة، ومنه: أرض فيحاء أي واسعة.

٣٠٨٧ - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (اشتكت النار إلى ربها، فقالت: رب أكل بعضي بعضا، فأذن لي بِنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ، فأشد مَا تَجِدُونَ مِنَ الْحَرِّ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ من الزمهرير).
[ر: ٥١٢]


(الزمهرير) شدة البرد، وهو الذي أعده الله تعالى عذابا للكفار في جهنم.

٣٠٨٨ - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ: حدثنا همام، عن أبي جمرة الضبعي قال:
كنت أجالس ابن عباس بمكة، فأخذتني الحمى، فقال: أبردها عنك بماء زمزم، فإن رسول اله ﷺ قَالَ: (الْحُمَّى مِنْ فيح جهنم، فأبردوها بالماء، أو قال: بماء زمزم). شك همام.


(فيح) في المصباح: فاحت النار فيحا انتشرت. وهذا الوارد في الحديث نوع من الطب ووصف للدواء الذي لا يشك في حصول الشفاء به لمن ناسبه ووافق مزاجه، والدواء يختلف باختلاف الأشخاص والأحوال، ولذلك يرجع فيه إلى أصحاب الاختصاص الصادقين الصالحين، ولا غضاضة في ذلك من حديث الصادق المصدوق ﷺ.

٣٠٨٩ - حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ: حَدَّثَنَا سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ قال: أخبرني رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ:
سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يقول: (الحمى من فور جهنم، فابردوها عنكم بالماء).
[٥٣٩٤]


(فور جهنم) من شدة حرها، وفار جاش وثار.

٣٠٩٠ - حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ: حَدَّثَنَا هِشَامٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ

١١٩١
رضي الله عنها، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: (الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَابْرُدُوهَا بِالْمَاءِ).
[٥٣٩٣]


أخرجه مسلم في السلام، باب: لكل داء دواء واستحباب التداوي، رقم: ٢٢١٠.

٣٠٩١ - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ: عَنْ يَحْيَى: عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: (الْحُمَّى من فيح جهنم، فابردوها بالماء).
[٥٣٩١]


أخرجه مسلم في السلام، باب: لكل داء دواء واستحباب التداوي، رقم: ٢٢٠٩.

٣٠٩٢ - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ قال: (ناركم جزء من سبعين جزءا من نار جهنم). قيل: يا رسول الله، إن كانت لكافية، قال: (فضلت عليهن بتسعة وستين جزءا، كلهن مثل حرها).


أخرجه مسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب: في شدة حر نار جهنم، رقم: ٢٨٤٣. (لكافية) في تعذيب أهل النار. (فضلت عليهن) أي على نيران الدنيا، وفي رواية (عليها) ولعلها أرجح لأن المفضل عليه مفرد، والمعنى: أنها زادتها في العدد والكمية.

٣٠٩٣ - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عمرو: سمع عطاء يخبر، عن صفوان بن يعلى، عن أبيه:
أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ يقرأ على المنبر: ﴿ونادوا يا مالك﴾.
[ر: ٣٠٥٨]

٣٠٩٤ - حدثنا علي: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قال:
قيل لأسامة: لو أتيت فلانا فكلمته، قال: إنكم لترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم، إني أكلمه في السر، دون أن أفتح بابا لا أكون من فتحه، ولا أقول لرجل إن كان علي أميرا: إنه خير الناس، بعد شيء سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، قالوا: وما سمعته يقول: قال: سمعته يقول: (يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار، فتندلق أقتابه في النار، فيدور كما يدور الحمار برحاه، فيجتمع أهل النار عليه فيقولون: أي فلانا ما شأنك؟ أليس كنت تأمرننا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ قال: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه).
رواه غندر، عن شعبة، عن الأعمش.
[٦٦٨٥]


أخرجه مسلم في الزهد والرقائق، باب: عقوبة من يأمر بالمعروف ولا يفعله، رقم: ٢٩٨٩. (لأسامة) بن زيد رضي الله عنهما. (فلانا) هو عثمان ابن عفان رضي الله عنه. (فكلمته) في إطفاء الفتنة التي تقع بين الناس، وقيل: في شأن أخيه لأمه الوليد بن عتبة. (لترون) لتظنون. (فتندلق) تخرج وتنصب بسرعة. (أقتابه) جمع قتب وهي الأمعاء والأحشاء. (برجاه) حجر الطاحون التي يديرها.

١١ - باب: صفة إبليس وجنوده.
وقال مجاهد: ﴿يقذفون﴾ /الصافات: ٨/: يرمون. ﴿دحورا﴾ /الصافات: ٩/: مطرودين. ﴿واصب﴾ /الصافات: ٩/: دائم.
وقال ابن عباس: ﴿مدحورا﴾ /الأعراف: ١٨/: مطرودا. يقال: ﴿مريدا﴾ /النساء: ١١٧/: متمردا. بتكة قطعه. ﴿واستفزر﴾ استخف ﴿بخيلك﴾ /الإسراء: ٦٤/: الفرسان، والرجل الرجالة، واحدها راجل، مثل صاحب وصحب وتاجر وتجر، ﴿لأحتنكن﴾ /الإسراء: ٦٢/: لأستأصلن. ﴿قرين﴾ /الزخرف: ٣٦/: شيطان.


(مدحورا) واللفظ أيضا في /الإسراء: ١٨، ٣٩/. (مريدا) عاتيا ومقبلا على الشر متماديا فيه. (بتكه) أشار بهذا إلى قوله تعالى: ﴿فليبتكن آذان الأنعام﴾ /النساء: ١١٩/. وكانوا في الجاهلية يشقون أذن الناقة أو يقطعونها، إذا ولدت خمسة أبطن وجاء الخامس ذكرا، وحينئذ يحرمون على أنفسهم الانتفاع بها ويسيبونها لآلهتهم على زعمهم. (لأحتنكن) في اللغة: احتنك الفرس جعل في حنكه اللجام، واحتنك الجراد الأرض أتى على ما فيها من نبات، كأنه استولى على ذلك بحنكه، والمعنى في الآية: لأملكن مقادتهم وأستولين عليهم ولأستأصلنهم. (قرين) أي شيطان ملازم له.

٣٠٩٥ - حدثنا إبراهيم بن موسى: أخبرنا عيسى، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:
سُحِرَ النَّبِيُّ ﷺ.
وقال الليث: كتب إلي هشام: أنه سمعه ووعاه عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سُحِرَ النَّبِيُّ ﷺ، حتى كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله، حتى كان ذات يوم دعا ودعا، ثم قال: (أشعرت أن الله أفتاني فيما
فيه شفائي، أَتَانِي رَجُلَانِ: فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي وَالْآخَرُ عند رجلي، فقال أحدهما للآخر: مَا وَجَعُ الرَّجُلِ؟ قَالَ: مَطْبُوبٌ، قَالَ: وَمَنْ طبه؟ قال: لبيد ابن الأعصم، قال: فيما ذا؟ قال: في مشط ومشاقة وَجُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ، قَالَ: فَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: في بئر ذروان). فخرج إليها النَّبِيَّ ﷺ ثُمَّ رَجَعَ، فقال لعائشة حين رجع: (نخلها كأنه رؤوس الشياطين). فقلت: استخرجته؟ فقال: (لا، أما أنا فقد

١١٩٣
شفاني الله، وخشيت أن يثير ذلك على الناس شرا). ثم دفنت البئر.
[ر: ٣٠٠٤]


(وعاه) حفظه. (أفتاني) أخبرني. (أتاني) أي في المنام. (رجلان) أي ملكان في صورة رجلين. (مطبوب) مسحور. (مشاقة) ما يخرج من الكتان حين يمشق، والمشق جذب الشيء ليمتد ويطول. وقيل: المشاقة ما يغزل من الكتان. (جف الطلعة) وعاء الطلع وغشاؤه إذا جف. (بئر ذروان) بئر في المدينة في بستان لأحد اليهود. (رؤوس الشياطين) أي شبيه لها لقبح منظره. (شرا) أي في إظهاره، كتذكر السحر وتعلمه. (دفنت البئر) طمت بالتراب حتى استوت مع الأرض.

٣٠٩٦ - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أخي، عن سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي
الله عنه:
أن رسول الله ﷺ قَالَ: (يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلَاثَ عقد، يضرب كل عقدة مكانها: عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ، فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فإن صلى انحلت عقده كلها، فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النفس كسلان).
[ر: ١٠٩١]


(قافية رأس) مؤخرة رأس.

٣٠٩٧ - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ:
ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ رجل نام ليلة حتى أصبح، قال: (ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه، أو قال: في أذنه).
[ر: ١٠٩٣]

٣٠٩٨ - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ منصور، عن سالم ابن أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قال: (أما إن أحدكم إذا أتى أهله، وقال: بسم اللَّهِ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ وَجَنِّبْ الشَّيْطَانَ مَا رزقتنا، فرزقا ولدا لم يضره الشيطان).
[ر: ١٤١]

٣٠٩٩ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ: أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أبيه، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله ﷺ: (إذا طلع حاجب الشمس فدعوا الصلاة حتى تبرز، وإذا غاب حاجب الشمس فدعوا الصلاة حتى تغيب، ولا تحينوا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها، فإنها تطلع بين قرني شيطان، أو الشيطان). لا أدري أي ذلك قال هشام.
[ر: ٥٥٨]


أخرجه مسلم في صلاة المسافرين وقصرها، باب: الأوقات التي نهي عن الصلاة فيها، رقم: ٨٢٩. (تبرز) تظهر. (تحينوا) من التحين وهو طلب وقت معلوم. (قرني الشيطان) جانبي رأسه.

٣١٠٠ - حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ،

١١٩٤
عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (إِذَا مر بين يدي أحدكم شيء. وهو يصلي، فليمنعه، فإن أبى فليمنعه، فإن أبى فليقاتله، فإنما هو شيطان).
[ر: ٤٨٧]

٣١٠١ - وقال عثمان بن الهيثم: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:
وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ، فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ، فَقُلْتُ: لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فذكر الحديث - فقال: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ، لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، وَلَا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبي ﷺ: (صدقك وهو كذوب، ذاك شيطان).
[ر: ٢١٨٧]

٣١٠٢ - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عقيل، عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه:
قَالَ رسول الله ﷺ: (يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا، من خلق كذا، حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته).


أخرجه مسلم في الإيمان، باب: الوسوسة في الإيمان وما يقوله من وجدها، رقم: ١٣٤. (بلغه) بلغ قوله: من خلق ربك. (فليستعذ بالله) من وسوسته بأن يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. (ولينته) عن الاسترسال معه في هذه الوسوسة.

٣١٠٣ - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شهاب قال: حدثني ابْنُ أَبِي أَنَسٍ، مَوْلَى التَّيْمِيِّينَ: أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين).
[ر: ١٨٠٠]

٣١٠٤ - حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان: حدثنا عمرو قال: أخبرني سعيد ابن جُبَيْرٍ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ: حَدَّثَنَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ:
أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يقول: (إن موسى قال لفتاه: آتنا غداءنا، وقال: أرأيت إذا أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ، فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ، وَمَا أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره. ولم يجد موسى النصب حتى جاوز المكان الذي أمره الله به).
[ر: ٧٤]


(لم يجد موسى النصب) لم يشعر بالتعب. (المكان الذي أمره الله به) أي المكان الذي بين الله تعالى له أنه يجد الخضر فيه، بوجود العلامة في الحوت.

٣١٠٥ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن أبي مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ:
رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يشير إلى المشرق، فقال: (ها إن الفتنة ها هنا، إِنَّ الْفِتْنَةَ هَا هُنَا، مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قرن الشيطان).
[ر: ٢٩٣٧]

٣١٠٦ - حدثنا يحيى بن جعفر: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنْ جَابِرِ رضي الله عنه،
عن النبي ﷺ قال: (إذا استنجح الليل، أو: كان جنح الليل، فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ، فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ، فَإِذَا ذهب ساعة من العشاء فخلوهم، وأغلق بابك واذكر اسم الله، وأطفئ مصباحك واذكر اسم الله، وأوك سقاءك واذكر اسم الله، وخمر إناءك واذكر اسم الله، ولو تعرض عليه شيئا).
[٣١٢٨، ٣١٣٨، ٥٣٠٠، ٥٣٠١، ٥٩٣٧، ٥٩٣٨]


أخرجه مسلم في الأشربة، باب: الأمر بتغطية الإناء وإيكاء السقاء، رقم: ٢٠١٢. (استنجح) أظلم. (جنح الليل) ظلامه، وقيل: أول ما يظلم. (فكفوا صبيانكم) ضموهم وامنعوهم من الانتشار. (أوك ..) من الإيكاء وهو الشد، والوكاء اسم ما يشد به في فم القربة ونحوها. والسقاء: ما يوضع فيه الماء أو اللبن ونحو ذلك. (خمر) من التخمير وهو التغطية. (تعرض عليه شيئا) تجعل على عرض الإناء شيئا كعود ونحوه، امتثالا لأمر الشارع.

٣١٠٧ - حَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن علي بن حسين، عن صفية بنت حيي قَالَتْ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ معتكفا فأتيته أزوره ليلا، فحدثته ثم قمت فانقلبت، فقام معي ليقلبني، وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد، فمر رجلان من الأنصار، فلما رأيا النبي ﷺ أسرعا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (عَلَى رِسْلِكُمَا، إنها صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ). فَقَالَا: سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: (إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ الإنسان مجرى الدَّمِ، وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا سوءا، أو قال: شيئا).
[ر: ١٩٣٠]

٣١٠٨ - حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عن عدي بن ثابت، عن سليمان بن صرد قال:
كنت جالسا مع النبي ﷺ ورجلان يستبان، فأحدهما احمر وجهه وانتفخت أوداجه، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (إِنِّي لأعلم كلمة لو قالها ذهب عَنْهُ مَا يَجِدُ، لَوْ قَالَ:

١١٩٦
أَعُوذُ بِاللَّهِ من الشيطان، ذهب عنه ما يجد). فقالوا له: أن النبي ﷺ قال: تعوذ بالله من الشيطان. فقال: وهل بي جنون؟.
[٥٧٠١، ٥٧٦٤]


أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب، باب: فضل من يملك نفسه عند الغضب ..، رقم: ٢٦١٠. (يستبان) يشتم كل واحد منهما الآخر. (أوداجه) جمع ودج، وهو عرق يكون على جانب العنق، وانتفاخها كناية عن شدة الغضب ودليل عليه. (ما يجد) أي ما فيه من الغضب. (هل بي جنون) أي حتى أتعوذ؟ قال النووي رحمه الله تعالى في شرح مسلم: وأما قول هذا الرجل الذي اشتد غضبه: هل ترى بي من جنون؟ فهو كلام من لم يفقه في دين الله تعالى، ولم يتهذب بأنوار الشريعة المكرمة، وتوهم أن الاستعاذة مختصة بالجنون، ولم يعلم أن الغضب من نزعات الشيطان، ولهذا يخرج به الإنسان عن اعتدال حاله، ويتكلم بالباطل ويفعل المذموم، وينوي الحقد والبغض، وغير ذلك من القبائح المترتبة على الغضب. ثم قال: ويحتمل أن هذا القائل .. كان من المنافقين أو من جفاة الأعراب، والله أعلم.

٣١٠٩ - حدثنا آدم: حدثنا شعبة: حدثنا مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ قَالَ: جنبني الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتني، فإن كان بينهما ولد لم يضره الشيطان، ولم يسلط عليه).
قال: وحدثنا الْأَعْمَشَ، عَنْ سَالِمِ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عباس: مثله.
[ر: ١٤١]

٣١١٠ - حَدَّثَنَا مَحْمُودٌ: حَدَّثَنَا شَبَابَةُ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه،
عن النبي ﷺ: أنه صلى صلاة، فقال: (إن الشيطان عرض لي، فشد علي، يقطع الصلاة علي، فأمكنني الله منه). فذكره.
[ر: ٤٤٩]


(فشد علي) حاول وسعى جهده. (فذكره) أي فذكر الحديث بتمامه.

٣١١١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (إِذَا نودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط، فإذا قضي أَقْبَلَ، فَإِذَا ثُوِّبَ بِهَا أَدْبَرَ، فَإِذَا قُضِيَ أقبل، حتى يخطر بين الإنسان وقلبه، فيقول: اذكر كذا وكذا، حتى لا يدري أثلاثا صلى أم أربعا، فإذا لم يدر ثلاثا صلى أو أربعا، سجد سجدتي السهو).
[ر: ٥٨٣]

٣١١٢ - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبيه بإصبعه حين يولد، غير عيسى ابن مريم، ذهب يطعن فطعن في الحجاب).
[٣٢٤٨، ٤٢٧٤]


(يطعن) يضرب. (الحجاب) الجلدة التي فيها الجنين وتسمى المشيمة. وقيل: الحجاب الثوب الذي يلف فيه المولود.

٣١١٣ - حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ المغيرة، عن إبراهيم، عن علقمة قال:
قدمت الشأم، فقلت: من ها هنا؟ قالوا: أبو الدرداء، قال: أفيكم الذي أجاره الله من الشيطان عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ ﷺ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حرب: حدثنا شعبة، عن مغيرة، وقال: الذي أجاره اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ ﷺ، يعني عمارا.
[٣٥٣٢، ٣٥٣٣، ٣٥٥٠، ٥٩٢٢]


(قال) أي أبو الدرداء رضي الله عنه. (أفيكم) أي في العراق. (الذي أجاره الله) منعه وحماه، والظاهر أن أبا الدرداء رضي الله عنه سمع هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ.

٣١١٤ - قال: وقال الليث: حَدَّثَنِي خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هلال: أن أبا الأسود أخبره، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها،
عن النبي ﷺ قال: (الملائكة تتحدث في العنان -
والعنان الغمام - بالأمر يكون في الأرض، فتسمع الشياطين الكلمة، فتقرها في أذن الكاهن كما تقر القارورة، فيزيدون معها مائة كذبة).
[ر: ٣٠٣٨]


(فتقرها) يقال: قررت الكلام في أذن الأصم، إذا وضعت فمك على صماخه فتلقيه فيه. (الكاهن) هو الذي ينظر في النجوم ويدعي معرفة أخبار
المستقبل. (كما تقر القارورة) أي كما يطبق رأس القارورة على رأس الوعاء الذي يفرغ منها فيه، والقارورة الزجاجة. وقيل: يلقيها فتستقر في أذنه كما يستقر الشيء في قراره.

٣١١٥ - حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه:
عن النبي ﷺ قال: (التثاؤب من الشيطان، فإذا تثاءب أَحَدُكُمْ فَلْيَرُدَّهُ مَا اسْتَطَاعَ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قال: ها، ضحك الشيطان).
[٥٨٦٩، ٥٨٧٢]


أخرجه مسلم في الزهد والرقائق، باب: تشميت العاطس وكراهة التثاؤب، رقم: ٢٩٩٤. (التثاؤب) فتح الفم، مع أخذ النفس، وإخراج صوت أحيانا. (من الشيطان) أضيف إلى الشيطان لأنه هو الذي يدعو إلى إعطاء النفس شهواتها، والتثاؤب يكون مع ميل الإنسان إلى الكسل والنوم والتثاقل عن الطاعات. (ها) صوت المتثائب، ويعني إذا بالغ في التثاؤب. (ضحك الشيطان) فرحا بالتغلب عليه.

٣١١٦ - حدثنا زكرياء بن يحيى: حدثنا أَبُو أُسَامَةَ: قَالَ هِشَامٌ: أَخْبَرَنَا عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:
لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ هُزِمَ الْمُشْرِكُونَ، فَصَاحَ إِبْلِيسُ: أي عباد الله أخراكم، فرجعت أولاهم فاحتلدت هِيَ وَأُخْرَاهُمْ، فَنَظَرَ حُذَيْفَةُ فَإِذَا هُوَ بِأَبِيهِ الْيَمَانِ،

١١٩٨
فَقَالَ: أَيْ عِبَادَ اللَّهِ أَبِي أَبِي، فوالله ما احتجزوا حَتَّى قَتَلُوهُ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: غَفَرَ اللَّهُ لَكُمْ. قَالَ عُرْوَةُ: فَمَا زَالَتْ فِي حُذَيْفَةَ مِنْهُ بقية خير حتى لحق بالله.
[٣٦١٢، ٣٨٣٨، ٦٢٩١، ٦٤٨٩، ٦٤٩٥]


(أخراكم) احذروا الذين من ورائكم متأخرين عنكم، والخطاب للمسلمين، أراد اللعين تغليطهم ليقاتل المسلمون بعضهم بعضا، فرجعت الطائفة المستقدمة قاصدين لقتال من خلفهم، ظانين أنهم من المشركين. ويحتمل أن يكون للكافرين، أي فاقتلوا أخراهم. (فاجتلدت) تقاتلت الطائفتان المسلمتان، أو اقتتل أولى الكفار وأخرى المسلمين. (ما احتجزوا) ما امتنعوا منه. (منه) من الذي قتله ويقال هو عقبة بن مسعود رضي الله عنه. (بقية خير) بقية دعاء واستغفار لقاتل أبيه. وقيل: ما زال فيه شيء من حزن على قتل أبيه من المسلمين.

٣١١٧ - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عن أشعث، عن أبيه، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها:
سألت النبي ﷺ عن التفات الرجل فِي الصَّلَاةِ، فَقَالَ: (هُوَ اخْتِلَاسٌ يَخْتَلِسُهُ الشَّيْطَانُ من صلاة أحدكم).
[ر: ٧١٨]

٣١١٨ - حدثنا أبو المغيرة: حدثنا الأوزاعي قال: حدثني يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ. وحدثني سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ: حَدَّثَنَا الأوزاعي قال: حدثني يحيى ابن أبي كثير قال: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أبيه قال:
قال النبي ﷺ: (الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ مِنَ اللَّهِ، وَالْحُلْمُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فإذا حلم أحدكم حلما يخافه فليبصق عن يساره، وليتعوذ بالله من شرها، فإنها لا تضره).
[٥٤١٥، ٦٥٨٣، ٦٥٨٥، ٦٥٩٤، ٦٥٩٥، ٦٦٠٣، ٦٦٣٧]


(الرؤيا) اسم لما يتخيله النائم ويراه في منامه. (الصالحة) الحسنة السالمة من التخليط، وربما جاءت في اليقظة كما رآها في المنام. (الحلم) ما يراه النائم من أخلاط وتخيلات سيئة تحزنه وتدخل عليه الغم. (يخافه) يخاف ما رأى فيه من شر وسوء.

٣١١٩ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ، مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ قَالَ: (مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى شَيْءٍ قَدِيرٌ. فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، كَانَتْ له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة شيءة، وَكَانَتْ لَهُ

١١٩٩
حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جاء به، إلا أحد عمل أكثر من ذلك).
[٦٠٤٠]


أخرجه مسلم في الذكر والدعاء والتوبة، باب: فضل التهليل والتسبيح والدعاء، رقم: ٢٦٩١. (عدل) مثل. (رقاب) جمع رقبة، إي إنسان مملوك عبد أو أمة، والمراد: ثواب عتقهم.

٣١٢٠ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابن شهاب قال: أخبرني عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ: أن محمد بن سعد بن أبي وقاص أخبره: أن أباه سعد بن أبي وقاص قال:
استأذن عمر على رسول الله ﷺ وعنده نساء من قريش يكلمنه ويستكثرنه، عالية أصواتهن، فلما استأذن عمر قمن يبتدرن الحجاب، فأذن لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ورسول الله ﷺ يضحك، فقال عمر: أضحك الله سنك رسول الله، قال: (عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي، فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب). قال عمر: فأنت يا رسول الله كنت أحق أن يهبن، ثم قال: أي عدوات أنفسهن، أتهبنني ولا تَهَبْنَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ؟ قلن: نعم، أنت أَفَظُّ وَأَغْلَظُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (والذي نفسي بيده، ما لقيك الشيطان قط سَالِكًا فَجًّا إِلَّا سَلَكَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ).
[٣٤٨٠، ٥٧٣٥]


أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب: من فضائل عمر رضي الله عنه، رقم: ٢٣٩٦. (يستكثرنه) يطلبن منه الكثير من العطاء، أو من الحديث. (يبتدرن الحجاب) يتسارعن ويتسابقن للاختباء. (أضحك الله سنك) دعاء بمزيد السرور واستمراره. (يهبن) من الهيبة وهي الخوف مع الإجلال والوقار. (أفظ وأغلظ) من الفظاظة، وهي عبارة عن شدة الخلق وخشونة الجانب، وأغلظ بمعناها. (فجا) طريقا واسعا.

٣١٢١ - حدثني إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عن أبي هريرة رضي الله عنه،
عن النبي ﷺ قال: (إذا استيقظ - أراه - أحدكم من
منامه فتوضأ فليستنثر ثلاثا، فإن الشيطان يبيت على خيشومه).


أخرجه مسلم في الطهارة، باب: الإيتار في الاستنثار والاستجمار، رقم: ٢٣٨. (فليستنثر) من الاستنثار، وهو إخراج ما في الأنف بنفس. (خيشومه) هو الأنف، وقيل: أقصى الأنف. والله تعالى - ورسوله - أعلم بحقيقة هذه البيتوتة، ونحن نؤمن بما قاله رسول الله ﷺ إيمانا جازما، ونمتثل ما أمرنا به، مع تسليمنا أنه ﷺ قد خصه الله تعالى بعلوم وأسرار تقصر عن فهمها وإدراك كهنها عقول عامة البشر.

١٢ - باب: ذكر الجن وثوابهم وعقابهم.
لقوله: ﴿يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم بقصون عليك آياتي -
إلى قوله - عما يعملون﴾ /الأنعام: ١٣٠ - ١٣٢/. ﴿بخسا﴾ /الجن: ١٣/: نقصا.
قال مجاهد: ﴿وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا﴾ /الصافات: ١٥٨/: قال كفار قريش: الملائكة بنات الله، وأمهاتهم بنات سروات الجن. قال الله: ﴿ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون﴾ /الصافات: ١٥٨/ ستحضر للحساب. ﴿جند محضرون﴾ /يس: ٧٥/: عند الحساب.


(إلى قوله) وتتمتها: ﴿وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين. ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون. ولكل درجات مما عملوا وما ربك بغافل﴾. (نسبا) قرابة. (سروات) أي ساداتهم، جمع سراة وهي جمع سري، وهو السيد العظيم.

٣١٢٢ - حدثنا قتيبة، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ الأنصاري، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ أَخْبَرَهُ: أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رضي الله عنه قَالَ لَهُ:
إِنِّي أَرَاكَ تُحِبُّ الْغَنَمَ وَالْبَادِيَةَ، فَإِذَا كُنْتَ فِي غنمك وباديتك، فَأَذَّنْتَ بِالصَّلَاةِ، فَارْفَعْ صَوْتَكَ بِالنِّدَاءِ، فَإِنَّهُ: (لَا يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِ الْمُؤَذِّنِ جِنٌّ وَلَا إِنْسٌ وَلَا شَيْءٌ إِلَّا شَهِدَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ). قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ.
[ر: ٥٨٤]

١٣ - باب: قول الله جل وعز: ﴿وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن - إلى قوله - أولئك في ضلال مبين﴾ /الأحقاف: ٢٩ - ٣٢/.
﴿مصرفا﴾ /الكهف: ٥٣/: معدلا. ﴿صرفنا﴾: أي وجهنا.


(إلى قوله) وتتمتها: ﴿يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين. قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه بهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم. يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم. ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء﴾. (نفرا) ما دون العشرة. (قضي) فرغ من تلاوته. (ولوا) رجعوا. (لما بين يديه) لما سبقه من كتب. (فليس بمعجز في الأرض) ليس له مهرب من قضاء الله تعالى ولا منجى من عذابه. (أولياء) أنصار يحمونه
من الله تعالى.

١٤ - باب: قول الله تعالى: ﴿وبث فيها من كل دابة﴾ /البقرة: ١٦٤ /.
قال ابن عباس: الثعبان الحية الذكر منها.
يقال: الحيات أجناس، الجان والأفاعي والأساود. ﴿آخذ بناصيتها﴾ /هود: ٥٦/: في ملكه وسلطانه. يقال: ﴿صافات﴾: بسط أجنحتهن ﴿يقبضن﴾ /الملك: ١٩/: يضربن بأجنحتهن.


(الثعبان) أشار بهذا إلى ما في قوله تعالى: ﴿فإذا هي ثعبان مبين﴾ /الأعراف: ١٠٧/ و/الشعراء: ٣٢/. (يقال ..) هذا من كلام البخاري. (آخذ بناصيتها) الناصية في الأصل ما يبرز من الشعر في مقدم الرأس ويكون حذاء الجبهة.

٣١٢٣ - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا هشام بن يوسف: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ،
عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ ابْنِ عُمَر رضي الله عنهما:
أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ يقول: (اقتلوا الحيات، واقتلوا ذا الطفيتين والأبتر، فإنهما يطمسان البصر، ويستسقطان الحبل).
قال عبد الله: فبينا أنا أطارد حية لأقتلها، فناداني أبو لبابة: لا تقتلها، فقلت: أن رسول الله ﷺ قد أمر بقتل الحيات. قال: إنه نهى بعد ذلك عن ذوات البيوت، وهي العوامر. وقال عبد الرزاق: عن معمر: فرآني أبو لبابة، أو زيد بن الخطاب. وتابعه يونس وابن عيينة وإسحاق الكلبي والزبيدي. وقال صالح وابن أبي حفصة وابن مجمع، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر: رآني أبو لبابة وزيد بن الخطاب.
[٣١٣٤، ٣١٣٥، ٣٧٩٢]


أخرجه مسلم في السلام، باب: قتل الحيات وغيرها، رقم: ٢٢٣٣. (ذا الطفيتين) نوع من الحيات خبيث في ظهره خطان أبيضان، والطفية خوصة المقل، وهو نوع من الشجر. (الأبتر) نوع من الحيات القصيرة الذنب. (يطمسان البصر) يمحوان نوره. (يستسقطان الحبل) أي إذا نظرت إليهما الحامل أسقطت ولدها خوفا وذعرا. (ذوات البيوت) الحشرات التي تسكن في البيوت، والمراد الحيات الطوال البيض، يقال لها الجنان، وقلما تضر. (العوامر) أي التي تعمر طويلا.

١٥ - باب: خبير مَالِ الْمُسْلِمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ.

٣١٢٤ - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مالك، عن عبد الرحمن بن

١٢٠٢
عبد الله بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قال:
قال رسول الله ﷺ: (يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ الرجل غَنَمٌ، يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ، يفر بدينه من الفتن).
[ر: ١٩]


(شعف الجبال) أعلاها.

٣١٢٥ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ قال: (رأس الكفر نحو المشرق، والفخر والخيلاء في أهل الخيل والإبل، والفدادين أهل الوبر، والسكينة في أهل الغنم).
[٣٣٠٨، ٤١٢٧ - ٤١٢٩]


أخرجه مسلم في الإيمان، باب: تفاضل أهل الإيمان فيه ورجحان أهل اليمن فيه، رقم: ٥٢. (نحو المشرق) أي يأتي من جهة المشرق. (الفخر) الإعجاب بالنفس. (الخيلاء) الكبر واحتقار غيره. (الفدادين) جمع الفداد وهو الشديد الصوت، من فدا إذا رفع صوته، وهو دأب أصحاب الإبل وعادتهم. (أهل الوبر) كناية عن سكان الصحاري، والوبر شعر الإبل. (السكينة) التواضع والطمأنينة والوقار.

٣١٢٦ - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسٌ، عن عقبة بن عمرو أبي مسعود قال:
أشار رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِيَدِهِ نحو اليمن، فقال: (الإيمان يمان هنا هنا، ألا إن القسوة وغلظ القلوب في الفدادين، عند أصول أذناب الإبل، حيث يطلع قرنا الشيطان، في ربيعة ومضر).
[٣٣٠٧، ٤١٢٦، ٤٩٩٧]


أخرجه مسلم في الإيمان، باب: تفاضل أهل الإيمان فيه ورجحان أهل اليمن فيه، رقم: ٥١. (عند أصول أذناب الإبل) أي إنهم يبعدون عن المدن لرعي إبلهم، فيجهلون معالم دينهم. (قرنا الشيطان) جانبا رأسه، والمراد ظهور ما لا يحمد من الأمور، والمزيد من تسلط الشيطان وانتشار الكفر. أو المراد: أن الشيطان ينتصب في محاذاة الشمس عند طلوعها، فتطلع بين جانبي رأسه، فإذا سجد عبدة الشمس لها عند الشروق كان السجود له. (ربيعة ومضر) بدل من الفدادين.

٣١٢٧ - حدثنا قتيبة: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه:
أن النبي ﷺ قال: (إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله، فإنها رأت ملكا، وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان، فإنه رأى شيطانا).


أخرجه مسلم في الذكر والدعاء والتوبة، باب: استحباب الدعاء عند صياح الديك، رقم: ٢٧٢٩. (نهيق الحمار) صوته المنكر.

٣١٢٨ - حدثنا إسحاق: أخبرنا روح: أخبرنا ابن جريج قال: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ: سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (إِذَا كَانَ جُنْحُ اللَّيْلِ، أَوْ أَمْسَيْتُمْ، فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ، فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْتَشِرُ حينئذ، فإذا ذهبت ساعة الليل فخلوهم، وأغلقوا الْأَبْوَابَ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يفتح بابا مغلقا).
قال: وأخبرني عمرو بن دينار: سمع جابر بن عبد الله نحو ما أخبرني عطاء، ولم يذكر: (واذكروا اسم الله).
[ر: ٣١٠٦]

٣١٢٩ - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ خالد، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه،
عن النبي ﷺ قال: (فقدت أمة من بني إسرائيل لا يدري ما فعلت، وإني لا أراها إلا الفأر، إذا وضع لها ألبان الإبل لم تشرب، وإذا وضع لها ألبان الشاء شربت). فحدثت كعبا فقال: أنت سمعت النبي ﷺ يقوله؟ قلت: نعم، قال لي مرار، فقلت: أفأقرأ التوراة؟


أخرجه مسلم في الزهد والرقائق، باب: الفأر وأنه مسخ، رقم: ٢٩٩٧. (فقدت أمة) ذهبت طائفة منهم، لا يعلم ما وقع لهم. (لا أراها) لا أظنها مسخها الله تعالى إلا لجنس الفأر. (لم تشرب ..) أي وقد كانت هذه الألبان محرمة على بني إسرائيل. (الشاء) الغنم، جمع شاة. (كعبا) هو كعب بن ماتع المشهور بكعب الأحبار. (قال لي مرار) أي كرر سؤاله مرات. (أفأقرأ التوراة) القائل أبو هريرة، يرد على كعب، أي: هل أنا أقرأ التوراة حتى أنقل منها؟ لا أقول إلا ما سمعته من رسول الله ﷺ. والظاهر من الحديث: أنه ﷺ قال ذلك اجتهادا منه وظنا، قبل أن يخبر من الله تعالى أنه لم يجعل لمسخ نسلا ولا عقبا، كما ثبت عنه ﷺ، وعليه: فهذه الحيوانات كانت قبل أن يكون المسخ لبعض الأمم، ومن مسخ منهم قردة أو خنازير أو غيرها فقد انقرض ولم يبق له وجود. [انظر مسلم: القدر، باب: بيان أن الآجال والأرزاق وغيرها لا تزيد ولا تنقص عما سبق به القدر، رقم: ٢٦٦٣]].

٣١٣٠ - حدثنا سعيد بن عفير، عن ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شهاب، عن عروة: يحدث عن عائشة رضي الله عنها:
أن النبي ﷺ قال للوزغ: (الفويسق). ولم أسمعه أمر بقتله. وزعم سعد بن أبي وقاص أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَمَرَ بقتله.
[ر: ١٧٣٤]

٣١٣١ - حدثنا صدقة: أخبرنا ابن عيينة: حدثنا عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ شَيْبَةَ، عَنْ سعيد بن المسيب: أن أم شريك أَخْبَرَتْهُ:
أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أمرها بقتل الأوزاغ.
[٣١٨٠]


أخرجه مسلم في السلام، باب: استحباب قتل الوزغ، رقم: ٢٢٣٧. (الأوزاغ) جمع وزغ، وهو سام أبرص، ويسميه العامة في دمشق أبا بريص.

٣١٣٢ - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (اقتلوا ذا الطفيتين، فإنه يطمس البصر، ويصيب الحبل).
تابعه حماد بن سلمة: أبا أسامة.


انظر شرح: ٣١٢٣. (يلتمس) يطلب ويصيب. (أبا أسامة) يريد أن حمادا تابع أبا أسامة في روايته إياه عن هشام، واسم أبي أسامة حماد بن أسامة.

٣١٣٣ - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ قَالَ: حدثني أبي، عن عائشة قَالَتْ:
أَمَرَ النَّبِيُّ ﷺ بقتل الأبتر، وقال: (إنه يصيب البصر، ويذهب الحبل).


انظر شرح: ٣١٢٣.

٣١٣٤ - حدثني عمرو بن علي: حدثنا ابن أبي عدي، عن أبي يونس القشيري، عن ابن أبي مليكة:
أن ابن عمر كان يقتل الحيات ثم نهى، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ ﷺ هدم حائطا له، فوجد فيه سلخ حية، فقال: (انظروا أين هو). فنظروا، فقال: (اقتلوه). فكنت أقتلها لذلك، فلقيت أبا لبابة، فأخبرني أن النبي ﷺ قال: (لا تقتلوا الجنان، إن كل أبتر ذي طفيتين، فإنه يسقط الولد، ويذهب البصر، فاقتلوه).


(سلخ حية) جلدها. (الجنان) جمع جان، وهي الحية البيضاء أو الصغيرة التي تسكن البيوت.

٣١٣٥ - حدثنا مالك بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ نافع، عن ابن عمر:
أنه كان يقتل الحيات، فحدثه أبو لبابة: إن النبي ﷺ نهى عن قتل جنان البيوت، فأمسك عنها.
[ر: ٣١٢٣]

١٦ - باب: خمس من الدواب فواسق، يقتلن في الحرم.

٣١٣٦ - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها:
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قال: (خمس فواسق، يقتلن في الحرم، الفأرة، والعقرب، والحديا، والغراب، والكلب العقور).
[ر: ١٧٣٢]

٣١٣٧ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما:
أن رسول الله ﷺ قال: (خمس من الدواب، من قتلهن وهو محرم فلا جناح عليه: العقرب، والفأرة، والكلب العقور، والغراب، والحدأة).
[ر: ١٧٣٠]

٣١٣٨ - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ كثير، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما رفعه قال:
(خمروا الآنية، وأوكوا السقية، وأجيفوا الأبواب واكفتوا صبيانكم عند العشاء، فإن للجن انتشارا وخطفة، وأطفئوا المصابيح عند الرقاد، فإن الفويسقة ربما اجترت الفتيلة فأحرقت أهل البيت). قال ابن جريج وحبيب
عن عطاء: (فإن الشيطان).
[ر: ٣١٠٦]


(أجيفوا) أغلقوا وردوا. (اكفتوا ..) ضموهم وامنعوهم من الحركة. (خطفة) هي استلاب الشيء وأخذه بسرعة. (الرقاد) النوم. (الفويسقة) الفأرة.

٣١٣٩ - حدثنا عبدة بن عبد الله: أخبرنا يحيى بن آدم، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ في غار، فنزلت: ﴿والمرسلات عرفا﴾. فإنا لنتلقاها من فيه، إذ خرجت حية من جحرها، فابتدرناها لنقتلها، فسبقتنا ودخلت جحرها، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (وقيت شركم، كما وقيتم شرها).
وعن إسرائيل، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عبد الله: مثله. قال: وإنا لنتلقاها من فيه رطبة. وتابعه أبو عوانة عن مغيرة. وقال حفص وأبو معاوية وسليمان بن قرم، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عبد الله.
[ر: ١٧٣٣]


(جحرها) الجحر هو الثقب في الأرض، تتخذه الحية ونحوها مأوى لها.

٣١٤٠ - حدثنا نصر بن علي: أخبرنا عبد الأعلى: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عن ابن عمر رضي الله عنهما:
عن النبي ﷺ قال: (دخلت امرأة النار في هرة ربطتها، فلم تطعمها، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض).
قال: وحدثنا عبيد الله، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبي ﷺ: مثله.
[ر: ٢٢٣٦]

٣١٤١ - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ قال: (نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة، فلدغته نملة، فأمر بجهازه فأخرج من تحتها، ثم أمر ببيتها فأحرق بالنار، فأوحى الله إليه: فهلا نملة واحدة).
[ر: ٢٨٥٦]


(فلدغته) قرصته. (بجهازه) أمتعة سفره. (فهلا نملة واحدة) أي فهلا أحرقت النملة التي آذتك وحدها، إذ لم يصدر جناية من غيرها.

١٧ - باب: إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه، فإن في إحدى جناحيه داء وفي الأخرى شفاء.

٣١٤٢ - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بلال قال: حدثني عتبة بن مسلم قال: أخبرني عبيد بن حنين قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه، فإن في إحدى جناحيه داء والأخرى شفاء).
[٥٤٤٥]


(فليغمسه) فليغطه وليدخله فيه. (داء) سبب المرض. (شفاء) سبب الشفاء من ذلك الداء الذي في إحدى الجناحين.

٣١٤٣ - حدثنا الحسن بن الصباح: حدثنا إسحاق الأزرق: حدثنا عوف، عن الحسن وابن سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه،
عن رسول الله ﷺ قال: (غفر لأمرأة مومسة، مرت بكلب على رأس ركي، يلهث، قال: كاد يقتله العطش، فنزعت خفها، فأوثقته بخمارها، فنزعت له من الماء، فغفر لها بذلك).
[٣٢٨٠]


(مومسة) زانية، أو هي المجاهرة بالفجور. (ركي) بئر. (يلهث) يخرج لسانه من شدة العطش. (فأوثقته) ربطته. (بخمارها) بغطاء رأسها.

٣١٤٤ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قال: حفظته من الزهري كما أنك ها هنا: أخبرني عبيد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ رضي الله عنهم،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قال: (لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلَا صورة).
[ر: ٣٠٥٣]

٣١٤٥ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عن نافع، عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما:
أن رسول الله ﷺ أمر بقتل الكلاب.


أخرجه مسلم في المساقاة، باب: الأمر بقتل الكلاب وبيان نسخه، رقم: ١٥٧٠.

٣١٤٦ - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ يحيى قال: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه حَدَّثَهُ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (من أمسك كلبا ينقص من عمله كل يوم قيراط، إلا كلب حرث أو كلب ماشية).
[ر: ٢١٩٧]

٣١٤٧ - حدثنا عبد الله بن مسلمة: حدثنا سليمان قال: أخبرني يزيد بن خصيفة قال: أخبرني السائب بن يزيد: سمع سفيان بن أبي زهير الشنئي:
أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: (مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا، لَا يُغْنِي عنه زرعا ولا ضرعا، نقص من عمله كل يوم قيراط).
فقال السائب: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ؟ قال: إي ورب هذه القبلة.
[ر: ٢١٩٨].

 


google-playkhamsatmostaqltradent