جُمَّاعُ أَبْوَابِ تَحْرِيمِ
الْقَتْلِ وَمَنْ يَجِبْ عَلَيْهِ الْقِصَاصُ وَمَنْ لَا قِصَاصَ عَلَيْهِ
بَابُ أَصْلِ تَحْرِيمِ الْقَتْلِ
فِي الْقُرْآنِ
قَالَ الشَّافِعِيُّ رحمه الله:
قَالَ اللهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: ﴿وَلَا
تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ﴾ [الأنعام: ١٥١] وَقَالَ: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ
مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ
إِلَّا بِالْحَقِّ﴾ [الفرقان: ٦٨] الْآيَةُ
١٥٨٢٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الضَّبِّيُّ رحمه الله، ثنا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ
الْعَامِرِيُّ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ
اللهِ ﷺ، فَسَأَلَهُ عَنِ الْكَبَائِرِ، فَقَالَ: «أَنْ تَدْعُوَ لِلَّهِ نِدًّا
وَهُوَ خَلَقَكَ، وَأَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ، وَأَنْ
تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ ثُمَّ قَرَأَ ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ
إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا
بِالْحَقِّ، وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا﴾ [الفرقان: ٦٨]». أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحِ مِنْ
حَدِيثِ الْأَعْمَشِ
١٥٨٢٣ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ
جَنَاحُ بْنُ نَذِيرِ بْنِ جَنَاحٍ الْقَاضِي، أنبأ أَبُو جَعْفَرِ بْنُ دُحَيْمٍ،
ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ
اللهِ، أِيُّ الذَّنْبِ أَكْبَرُ عِنْدَ اللهِ؟ قَالَ: «أَنْ تَدْعُوَ لِلَّهِ
نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ». قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «تَقْتُلُ وَلَدَكَ
مَخَافَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ». قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «أَنْ تُزَانِيَ
حَلِيلَةَ جَارِكَ». فَأَنْزَلَ ⦗٢٨⦘ اللهُ تَصْدِيقَهَا ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ﴾ [الفرقان: ٦٨]، إِلَى قَوْلِهِ ﴿أَثَامًا﴾ [الفرقان: ٦٨]. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ
فِي الصَّحِيحِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَقَالَ
اللهُ تَعَالَى: ﴿أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي
الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا
أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾ [المائدة: ٣٢]،
وَقَالَ: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا
قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ:
لَأَقْتُلَنَّكَ﴾ [المائدة: ٢٧] إِلَى قَوْلِهِ ﴿فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [المائدة: ٣٠]
١٥٨٢٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ
بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، أنبأ حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ
بْنُ حَمَّادٍ الْأَبِيوَرْدِيُّ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، ح
وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ
بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ الضَّبِّيُّ، ثنا أَبُو
بَدْرٍ، ثنا سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، أنبأ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنبأ بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا
الْحُمَيْدِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللهِ ﷺ: «مَا مِنْ نَفْسٍ تَقْتُلُ نَفْسًا ظُلْمًا إِلَّا كَانَ عَلَى ابْنِ
آدَمَ الْأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْهَا؛ لِأَنَّهُ سَنَّ الْقَتْلَ أَوَّلًا». لَفْظُ
حَدِيثِ سُفْيَانَ، وَفِي رِوَايَةِ أَبِي مُعَاوِيَةَ: «لَا تُقْتَلُ نَفْسٌ
ظُلْمًا إِلَّا كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الْأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْ دَمِهَا؛
لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ الْقَتْلَ». رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ
الْحُمَيْدِيِّ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ، عَنْ سُفْيَانَ،
وَعَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَابْنِ نُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي
مُعَاوِيَةَ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا
فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ
وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾ [النساء: ٩٣]
١٥٨٢٥ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ
الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، ثنا
أَبُو بَكْرِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمَوِيهِ الْعَسْكَرِيُّ، ثنا
جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَلَانِسِيُّ، ثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثنا شُعْبَةُ،
ثنا الْمُغِيرَةُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ،
يَقُولُ: اخْتَلَفَ فِيهَا أَهْلُ الْكُوفَةِ فِي قَوْلِهِ ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ
مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا﴾ [النساء: ٩٣] فَرَحَلْتُ فِيهَا ⦗٢٩⦘ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَسَأَلْتُهُ عَنْهَا فَقَالَ: «نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ ﴿فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ﴾ [النساء: ٩٣]، فِي آخِرِ مَا نَزَلَتْ فَمَا نَسَخَهَا
شَيْءٌ». رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ آدَمَ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ
مِنْ أَوْجُهٍ أُخَرَ عَنْ شُعْبَةَ
١٥٨٢٦ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ
الرُّوذْبَارِيُّ، أنبأ أَبُو بَكْرِ بْنُ مَحْمَوِيهِ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ، ثنا آدَمُ، ثنا شُعْبَةُ، ثنا مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ، قَوْلِهِ: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ
مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ﴾ [النساء: ٩٣]، فَقَالَ: لَا تَوْبَةَ لَهُ، وَعَنْ
قَوْلِهِ ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ﴾ [الفرقان: ٦٨] إِلَى قَوْلِهِ ﴿إِلَّا مَنْ تَابَ
وَآمَنَ﴾ [مريم: ٦٠]، فَقَالَ: «كَانَتْ
هَذِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ». رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ آدَمَ، وَأَخْرَجَهُ
مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ شُعْبَةَ
١٥٨٢٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ
بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَدِيبُ، أنبأ أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، ثنا
الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا، ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ،
أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْعَدْلُ، أنبأ مُحَمَّدُ
بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَا: ثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ،
حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، أَوْ حَدَّثَنِي الْحَكَمُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرٍ، قَالَ: أَمَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى قَالَ: سَلِ ابْنَ
عَبَّاسٍ، عَنْ هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ مَا أَمْرُهُمَا؟ عَنِ الْآيَةِ الَّتِي
فِي سُورَةِ الْفُرْقَانِ ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ﴾ [الفرقان: ٦٨] إِلَى قَوْلِهِ ﴿وَلَا يَزْنُونَ﴾ [الفرقان: ٦٨]، وَعَنِ الْآيَةِ الَّتِي فِي النِّسَاءِ
﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا﴾ [النساء: ٩٣] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، قَالَ:
فَسَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ ذَلِكَ قَالَ: لَمَّا أُنْزِلَتِ الَّتِي فِي
الْفُرْقَانِ قَالَ: مُشْرِكُوا أَهْلِ مَكَّةَ: قَدْ قَتَلْنَا النَّفْسَ الَّتِي
حَرَّمَ اللهُ، وَدَعَوْنَا مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ، وَقَدْ أَتَيْنَا الْفَوَاحِشَ.
قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى ﴿إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا
صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ﴾ [الفرقان: ٧٠] فَهَذِهِ لِأُولَئِكَ، قَالَ:
وَأَمَّا الَّتِي فِي النِّسَاءِ ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا﴾ [النساء: ٩٣] قَرَأَ إِلَى قَوْلِهِ ﴿عَظِيمًا﴾ [النساء: ٢٧] قَالَ: الرَّجُلُ إِذَا عَرَفَ
الْإِسْلَامَ وَعَلِمَ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ، ثُمَّ قَتَلَ مُؤْمِنًا
مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ، وَلَا تَوْبَةَ لَهُ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ
لِمُجَاهِدٍ فَقَالَ: إِلَّا مِنْ نَدِمَ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ
عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ جَرِيرٍ
١٥٨٢٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ
الرُّوذْبَارِيُّ، أنبأ أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا
مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا حَمَّادٌ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُجَالِدِ بْنِ ⦗٣٠⦘ عَوْفٍ، أَنَّ خَارِجَةَ بْنَ زَيْدٍ قَالَ، سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ فِي هَذَا الْمَكَانِ يَقُولُ: أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا﴾ [النساء: ٩٣] بَعْدَ الَّتِي فِي الْفُرْقَانِ ﴿وَالَّذِينَ
لَا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي
حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ﴾ [الفرقان: ٦٨] بِسِتَّةِ أَشْهُرٍ قَالَ الشَّيْخُ: هَكَذَا
نُزُولُ الْآيَتَيْنِ، لَكِنْ تَأْوِيلُ الْآيَةِ الْأَخِيرَةِ مَا
١٥٨٢٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ
مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ
حَبِيبٍ، ثنا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، فِي قَوْلِهِ
﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا﴾ [النساء: ٩٣]، قَالَ أَبُو مِجْلَزٍ: هِيَ جَزَاؤُهُ
وَإِنْ شَاءَ اللهُ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ غَفَرَ لَهُ
١٥٨٣٠
- وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ
الرُّوذْبَارِيُّ، أنبأ أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا
أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ
أَبِي مِجْلَزٍ، فَذَكَرَهُ إِلَّا أَنَّهُ، قَالَ: فَإِنْ شَاءَ اللهُ أَنْ يَتَجَاوَزَ
عَنْ جَزَائِهِ فَعَلَ
١٥٨٣١ - وَأَخْبَرَنَا الْأُسْتَاذُ أَبُو
مَنْصُورٍ عَبْدُ الْقَاهِرِ بْنُ طَاهِرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو الْقَاسِمِ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَمْدَانَ الْفَارِسِيُّ، وَأَبُو نَصْرٍ
عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، وَأَبُو نَصْرٍ
أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّفَّارُ قَالُوا: أنبأ أَبُو عَمْرٍو
إِسْمَاعِيلُ بْنُ نُجَيْدٍ السُّلَمِيُّ، أنبأ أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيُّ، ثنا هِشَامُ بْنُ
حَسَّانَ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، فَتَحَدَّثْنَا
عِنْدَهُ، فَقَالَ: لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: ﴿مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا
مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ﴾ [النساء: ٩٣] حَتَّى خَتَمَ الْآيَةَ قَالَ: فَغَضِبَ
مُحَمَّدٌ وَقَالَ: أَيْنَ أَنْتَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ ﴿إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ
أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ [النساء: ٤٨]؟ قُمْ عَنِّي، اخْرُجْ عَنِّي. قَالَ:
فَاخَرَجَ
١٥٨٣٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ عُمَرُ
بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ الْبُشَيْرِيُّ، أنبأ أَبُو
مَنْصُورٍ الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الضَّبِّيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ،
ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: «كَانَ أَهْلُ
الْعِلْمِ إِذَا سُئِلُوا قَالُوا: لَا تَوْبَةَ لَهُ. وَإِذَا ابْتُلِيَ رَجُلٌ
قَالُوا لَهُ: تُبْ»
١٥٨٣٣ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ
قَتَادَةَ، أنبأ أَبُو مَنْصُورٍ، ثنا أَحْمَدُ، ثنا سَعِيدٌ، ثنا سُفْيَانُ، ثنا
ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ كَرْدَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَتَاهُ رَجُلٌ
فَقَالَ: مَلَأْتُ ⦗٣١⦘ حَوْضِي أنْتَظِرُ بَهِيمَتِي تَرِدُ عَلَيَّ، فَلَمْ أَسْتَيْقِظْ إِلَّا بِرَجُلٍ قَدْ أَشْرَعَ نَاقَتَهُ، وَثَلَمَ الْحَوْضَ وَسَالَ الْمَاءُ، فَقُمْتُ فَزِعًا فَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ فَقَتَلْتُهُ، فَقَالَ: لَيْسَ هَذَا مِثْلَ الَّذِي. قَالَ: فَأَمَرَهُ بِالتَّوْبَةِ
١٥٨٣٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ هِلَالُ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ بِبَغْدَادَ، أنبأ الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ
عَيَّاشٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَجْشَرٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ
سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ السَّبِيعِيَّ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ يَعْنِي إِلَى
عُثْمَانَ رضي الله عنه، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي قَتَلْتُ،
فَهَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَرَأَ عَلَيْهِ عُثْمَانُ رضي الله عنه ﴿حم
تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ غَافِرِ الذَّنْبِ
وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ﴾ [غافر: ٢] ثُمَّ قَالَ لَهُ: اعْمَلْ وَلَا
تَيْأَسْ». وَقَدْ رُوِّينَا فِي سَنَّةِ رَسُولِ اللهِ ﷺ مَا يُؤَكِدُ تَأْوِيلَ
أَبِي مِجْلَزٍ رحمه الله
١٥٨٣٥ - حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ
اللهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنبأ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ
بْنِ أَيُّوبَ، أنبأ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ
حَرْبٍ، ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أنبأ أَبُو عُثْمَانَ عَمْرُو
بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَصْرِيُّ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
الْوَهَّابِ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ
حَجَّاجٍ الصَّوَّافِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ الطُّفَيْلَ
بْنَ عَمْرٍو الدَّوْسِيَّ، أَتَى النَّبِيَّ ﷺ فَقَالَ: هَلْ لَكَ فِي حِصْنٍ
حَصِينٍ وَمَنَعَةٍ، قَالَ: حِصْنٌ كَانَ لِدَوْسٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَأَتَى
ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ ﷺ لِلَّذِي ذَخَرَ اللهُ لِلْأَنْصَارِ، فَلَمَّا هَاجَرَ
النَّبِيُّ ﷺ إِلَى الْمَدِينَةِ هَاجَرَ مَعَهُ الطُّفَيْلُ وَهَاجَرَ مَعَهُ
رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ، فَاجْتَوَوُا الْمَدِينَةَ، فَمَرِضَ فَجَزِعَ فَأَخَذَ
مَشَاقِصَ فَقَطَعَ بِهَا بَرَاجِمَهُ، فَشَخَبَتْ يَدَاهُ فَمَاتَ، فَرَآهُ
الطُّفَيْلُ فِي مَنَامِهِ فِي هَيْئَةٍ حَسَنَةٍ، وَرَآهُ مُغَطِّيًا يَدَهُ
فَقَالَ لَهُ: مَا لِي أَرَاكَ مُغَطِّيًا يَدَكَ؟ قَالَ: قِيلَ لِي: لَنْ
نُصْلِحَ مِنْكَ مَا أَفْسَدْتَ. فَقَصَّ الطُّفَيْلُ رُؤْيَاهُ عَلَى رَسُولِ
اللهِ ﷺ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «اللهُمَّ وَلِيَدَيْهِ فَاغْفِرْ». رَوَاهُ
مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ
حَرْبٍ
١٥٨٣٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، أنبأ أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ، ثنا
أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ إِسْحَاقُ: أنبأ
وَقَالَ الْآخَرَانِ: ثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، وَاللَّفْظُ لِابْنِ الْمُثَنَّى
قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ،
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «كَانَ مِمَّنْ كَانَ
قَبْلَكُمْ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَسَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ
أَهْلِ الْأَرْضِ، فَدُلَّ عَلَى رَاهِبٍ، فَأَتَاهُ، فَقَالَ: إِنَّهُ قَتَلَ
تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ قَالَ: لَا. فَقَتَلَهُ
فَكَمَّلَ بِهَ مِائَةً، ثُمَّ سَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ، فَدُلَّ
عَلَى رَجُلٍ عَالِمٍ فَأَتَاهُ، فَقَالَ: قَتَلَ مِائَةَ ⦗٣٢⦘ نَفْسٍ، فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، وَمَنْ يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ، انْطَلِقْ إِلَى أَرْضِ كَذَا وَكَذَا، فَإِنَّ بِهَا نَاسًا يَعْبُدُونَ اللهَ، فَاعْبُدْ مَعَهُمْ، وَلَا
تَرْجِعْ إِلَى أَرْضِكَ، فَإِنَّهَا أَرْضُ سُوءٍ، فَانْطَلَقَ حَتَّى إِذَا
أَتَى نِصْفَ الطَّرِيقِ أَتَاهُ الْمَوْتُ، فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلَائِكَةُ
الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ الْعَذَابِ، فَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ: جَاءَ
تَائِبًا مُقْبِلًا بِقَلْبِهِ إِلَى اللهِ عز وجل. وَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ:
إِنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ. فَأَتَاهُمْ مَلَكٌ فِي صُورَةِ آدَمِيٍّ،
فَجَعَلُوهُ بَيْنَهُمْ، فَقَالَ: قِيسُوا مَا بَيْنَ الْأَرَضِينَ، فَإِلَى
أَيِّهَا كَانَ أَدْنَى فَهُوَ لَهُ، فَقَاسُوا، فَوَجَدُوهُ أَدْنَى إِلَى
الْأَرْضِ الَّتِي أَرَادَ، فَقَبَضَتْهُ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ». قَالَ
قَتَادَةُ: فَقَالَ الْحَسَنُ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ لَمَّا أَتَاهُ الْمَوْتُ
نَاءَ بِصَدْرِهِ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُثَنَّى،
وَمُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ
١٥٨٣٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ
مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا أَبُو
مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةً مُسْتَجَابَةً، وَإِنِّي
اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي، فَهِيَ نَائِلَةٌ مَنْ مَاتَ
مِنْهُمْ إِنْ شَاءَ اللهُ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا». رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي
الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ، وَغَيْرِهِ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ
١٥٨٣٨ - حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ
اللهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، إِمْلَاءً، أنبأ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ
بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، ثنا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبأ مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «شَفَاعَتِي لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ
أُمَّتِي»
بَابُ قَتْلِ الْوِلْدَانِ
قَالَ اللهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: ﴿وَلَا
تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ﴾ [الأنعام: ١٥١] وَقَالَ: ﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ
سُئِلَتْ بِأِيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ﴾ وَقَالَ: ﴿قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا
أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عَلِمٍ﴾ [الأنعام: ١٤٠]
١٥٨٣٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنبأ الرَّبِيعُ
بْنُ سُلَيْمَانَ، أنبأ الشَّافِعِيُّ، أنبأ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي
مُعَاوِيَةَ عَمْرٍو الْبَجَلِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ،
يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ، رضي الله عنه يَقُولُ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ ﷺ ⦗٣٣⦘ قُلْتُ: أِيُّ الْكَبَائِرِ أَكْبَرُ؟ قَالَ: «أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ». قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «أَنْ تُقْتَلَ وَلَدِكَ مِنْ أَجْلِ أَنْ يَأْكُلَ مَعَكَ»
١٥٨٤٠ - حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَلَوِيُّ إِمْلَاءً، أنبأ أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى
الذُّهْلِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ح وَحَدَّثَنَا الْإِمَامُ أَبُو
الطِّيبِ سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ
بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو ذَرٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْحُسَيْنِ
بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ الْمُذَكِّرُ، وَأَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ عَبْدَانَ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَمْرٍو قَالُوا: ثنا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ: ثنا هَارُونُ بْنُ
سُلَيْمَانَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ
سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، وَالْأَعْمَشِ، وَوَاصِلٍ الْأَحْدَبِ، عَنْ أَبِي
وَائِلٍ، عَنْ عَمْرٍو بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا
رَسُولَ اللهِ، أِيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟ قَالَ: «أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا
وَهُوَ خَلَقَكَ». قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ
أَنْ يَأْكُلَ مَعَكَ». قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ
جَارِكَ». وَفِي رِوَايَةِ الذُّهْلِيِّ: «أَنْ تَزْنِيَ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ».
حَدِيثُ مَنْصُورٍ، وَالْأَعْمَشِ مَوْصُولٌ، وَحَدِيثُ وَاصِلٍ عَنْ أَبِي
وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، لَيْسَ فِيهِ ذِكْرُ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ
١٥٨٤١ - أَخْبَرَنَا بِصِحَّةِ ذَلِكَ أَبُو
عَمْروٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَدِيبُ، أنا أَبُو بَكْرٍ
الْإِسْمَاعِيلِيُّ، أَخْبَرَنِي الْهَيْثَمُ بْنُ خَلَفٍ الدُّورِيُّ، ثنا
عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثنا سُفْيَانُ،
عَنْ مَنْصُورٍ، وَالْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
شُرَحْبِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أِيُّ
الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟ قَالَ: «أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ».
قَالَ: ثُمَّ أِيُّ؟ قَالَ: «ثُمَّ أَنْ تُقْتَلَ وَلَدَكَ مِنْ أَجْلِ أَنْ
يَطْعَمَ مَعَكَ». قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «ثُمَّ أَنْ تَزْنِي بِحَلِيلَةِ
جَارِكَ» قَالَ أَبُو حَفْصٍ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مَرَّةً: عَنْ مَنْصُورٍ،
وَالْأَعْمَشِ، وَوَاصِلٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ. فَقُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ: ثنا
يَحْيَى، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ وَسُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ
أَبِي مَيْسَرَةَ وَهُوَ عَمْرُو بْنُ ⦗٣٤⦘ شُرَحْبِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ. وَحَدَّثَنِي سُفْيَانُ، ثنا وَاصِلٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ. فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: دَعْهُ. فَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ
بَعْدَ ذَلِكَ وَاصِلًا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَمْرِو بْنِ
عَلِيٍّ
١٥٨٤٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ
بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، أنبأ أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ
اللهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، ثنا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ، ثنا
أَبُو الْيَمَانِ، ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي
أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ، فِيمَا
قَرَأْتُهُ عَلَيْهِ وَأَبُو عَلِيٍّ حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَرَوِيُّ قَالَا:
ثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، ثنا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ أَخْبَرَنِي
شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو إِدْرِيسَ عَائِذُ اللهِ
بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ:
وَحَوْلَهُ عِصَابَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: «بَايِعُونِي عَلَى: أَنْ لَا تُشْرِكُوا
بِاللهِ شَيْئًا، وَلَا تَسْرِقُوا، وَلَا تَزْنُوا، وَلَا تَقْتُلُوا
أَوْلَادَكُمْ، وَلَا تَأْتُوا بِبُهْتَانٍ تَفْتَرُونَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ
وَأَرْجُلِكُمْ، وَلَا تَعْصُوا فِي مَعْرُوفٍ، فَمَنْ وَفَّى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ
عَلَى اللهِ، وَمَنْ أَصَابَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَعُوقِبَ بِهِ فِي الدُّنْيَا
فَهُوَ لَهُ كَفَّارَةٌ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا ثُمَّ سَتَرَهُ
فَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ، إِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ وَإِنْ شَاءَ عَاقَبَهُ». قَالَ:
فَبَايَعْنَاهُ عَلَى ذَلِكَ. لَفْظُ حَدِيثِهِمَا سَوَاءٌ، إِلَّا أَنَّ فِي
رِوَايَةِ الْقَاضِي عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَقَدْ شَهِدَ بَدْرًا،
وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي
الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ
الزُّهْرِيِّ
بَابُ تَحْرِيمِ الْقَتْلِ مِنَ
السُّنَّةِ
١٥٨٤٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ
بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكٍ رحمه الله، أنبأ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ
أَحْمَدَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ
الطَّيَالِسِيُّ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ
الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، قَالَ: كُنَّا
مَعَ عُثْمَانَ رضي الله عنه فِي الدَّارِ وَهُوَ مَحْصُورٌ، وَكُنَّا نَدْخُلُ
مَدْخَلًا نَسْمَعُ مِنْهُ كَلَامَ مَنْ فِي الْبَلَاطِ، فَدَخَلَ عُثْمَانُ رضي
الله عنه ثُمَّ خَرَجَ مُتَغَيِّرَ اللَّوْنِ، قِيلَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ،
مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: إِنَّهُمْ لَيَتَوَاعَدُونِّي بِالْقَتْلِ آنِفًا، وَلَمْ
أَسْتَيْقِنْ ذَلِكَ مِنْهُمْ حَتَّى كَانَ الْيَوْمُ، فَقُلْنَا لَهُ:
يَكْفِيكَهُمُ اللهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: وَبِمَ يَقْتُلُونَنِي؟
وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «لَا ⦗٣٥⦘ يَحِلُ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ: رَجُلٌ كَفَرَ بَعْدَ إِسْلَامِهِ، أَوْ زَنَى بَعْدَ إِحْصَانِهِ، أَوْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ». فَوَاللهِ مَا زَنَيْتُ فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلَا فِي
إِسْلَامٍ قَطُّ، وَلَا أَحْبَبْتُ بِدِينِي بَدَلًا مُنْذُ هَدَانِي اللهُ، وَمَا
قَتَلْتُ نَفْسًا؛ عَلَامَ يُرِيدُ هَؤُلَاءِ قَتْلِي؟
١٥٨٤٤ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو مُحَمَّدٍ
الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَا يَحِلُّ دَمُ رَجُلٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا
اللهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثَةٍ: نَفْرُ النَّفْسِ
بِالنَّفْسِ، وَالثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ
لِلْجَمَاعَةِ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ
اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ
عَنِ الْأَعْمَشِ
١٥٨٤٥ - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ
الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُؤَمَّلِ، أنبأ أَبُو عُثْمَانَ عَمْرُو بْنُ
عَبْدِ اللهِ الْبَصْرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ أَبُو
أَحْمَدَ، ثنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ
جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، وَعَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَا:
قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا
إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَإِذَا قَالُوهَا مَنَعُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ
وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ». أَخْرَجَهُ
مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ الْأَعْمَشِ
١٥٨٤٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو صَالِحِ بْنِ
أَبِي طَاهِرٍ الْعَنْبَرِيُّ، أنبأ جَدِّي يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي، ثنا
أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ، ثنا
اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ
عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ، عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ
الْأَسْوَدِ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ
إِنْ لَقِيتُ رَجُلًا مِنَ الْكُفَّارِ فَقَاتَلَنِي، وَضَرَبَ إِحْدَى يَدِيَّ
بِالسَّيْفِ فَقَطَعَهَا، ثُمَّ لَاذَ مِنِّي بِشَجَرَةٍ، فَقَالَ: أَسْلَمْتُ
لِلَّهِ، أَفَأَقْتُلُهُ يَا رَسُولَ اللهِ بَعْدَ أَنْ قَالَهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ
اللهِ ﷺ: «لَا تَقْتُلْهُ». قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَإِنَّهُ قَدْ
قَطَعَ يَدِي، ثُمَّ قَالَ ذَلِكَ بَعْدَ أَنْ قَطَعَهَا، أَفَأَقْتُلُهُ؟ فَقَالَ
رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَا تَقْتُلْهُ، فَإِنْ قَتَلْتَهُ؛ فَإِنَّهُ بِمَنْزِلَتِكَ
قَبْلَ أَنْ تَقْتُلَهُ، وَإِنَّكَ بِمَنْزِلَتِهِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ كَلِمَتَهُ
الَّتِي قَالَ». ⦗٣٦⦘ رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ قُتَيْبَةَ، وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ وُجُوهٍ أُخَرَ
عَنِ الزُّهْرِيِّ
١٥٨٤٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ
الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُؤَمَّلِ الْمَاسَرْجِسِيُّ، ثنا أَبُو عُثْمَانَ
عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَصْرِيُّ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ الْوَهَّابِ، أنبأ يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي
ظَبْيَانَ، ثنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ
سَرِيَّةً إِلَى الْحُرَقَاتِ، فَنَذِرُوا بِنَا فَهَرَبُوا، فَأَدْرَكْنَا
رَجُلًا فَلَمَّا غَشِينَاهُ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ فَضَرَبْنَاهُ حَتَّى
قَتَلْنَاهُ، فَعَرَضَ فِي نَفْسِي شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ، فَذَكَرْتُهُ لِرَسُولِ
اللهِ ﷺ فَقَالَ: «مَنْ لَكَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّمَا قَالَهَا مَخَافَةَ السِّلَاحِ
وَالْقَتْلِ. فَقَالَ: «أَفَلَا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ حَتَّى تَعْلَمَ قَالَهَا
مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَمْ لَا؟ مَنْ لَكَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ». قَالَ: فَمَا زَالَ يَقُولُ حَتَّى وَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أُسْلِمْ
إِلَّا يَوْمَئِذٍ. قَالَ أَبُو ظَبْيَانَ: قَالَ سَعْدٌ: وَأَنَا وَاللهِ لَا
أَقْتُلُهُ حَتَّى يَقْتُلَهُ ذُو الْبُطَيْنِ يَعْنِي أُسَامَةَ، فَقَالَ رَجُلٌ:
أَلَيْسَ قَدْ قَالَ اللهُ تبارك وتعالى: ﴿قَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ﴾ [البقرة: ١٩٣] فَقَالَ سَعْدٌ: قَاتَلْنَا حَتَّى
لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ، وَأَنْتَ وَأَصْحَابُكَ تُرِيدُونَ أَنْ نُقَاتِلَ حَتَّى
تَكُونَ فِتْنَةٌ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ الْأَعْمَشِ،
وَأَخْرَجَاهُ مِنْ حَدِيثِ حُصَيْنٍ عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ
١٥٨٤٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ
عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنبأ أَبُو
بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ بْنِ الْحَسَنِ الْفَقِيهُ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ
بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، ثنا قُرَّةُ، ح قَالَ
وَأَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
حَنْبَلٍ، ثنا أَبِي، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، ثنا قُرَّةُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ
سِيرِينَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، وَعَنْ رَجُلٍ، هُوَ فِي
نَفْسِي أَفْضَلُ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِي
بَكْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ خَطَبَ النَّاسَ بِمِنًى فَقَالَ: «أَتَدْرُونَ أِيُّ
يَوْمٍ هَذَا؟» قَالَ: قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَسَكَتْ
حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، ثُمَّ قَالَ: «أَلَيْسَ
يَوْمُ النَّحْرِ؟». قُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: «أِيُّ بَلَدٍ هَذَا؟». قُلْنَا:
اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «أَلَيْسَ بِالْبَلَدِ يَعْنِي الْحَرَامَ».
قُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ
وَأَعْرَاضَكُمْ وَأَبْشَارَكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي
شَهْرِكُمْ هَذَا، أَلَا هَلْ بَلَّغَتُ؟» قُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: «اللهُمَّ
اشْهَدْ، لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، فَإِنَّهُ ⦗٣٧⦘ رُبَّ مُبَلِّغٍ يُبَلِّغُ مَنْ هُوَ أَوْعَى لَهُ». فَكَانَ كَذَلِكَ، وَقَالَ: «أَلَا لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ
بَعْضٍ». رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ،
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَبَلَةَ، وَغَيْرِهِ
كُلُّهُمْ عَنْ أَبِي عَامِرٍ، وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ مُسَدَّدٍ، وَرَوَاهُ
مُسْلِمٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ، كِلَاهُمَا عَنْ يَحْيَى الْقَطَّانِ
١٥٨٤٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ
بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ
عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِلْحَانَ، ثنا
يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا اللَّيْثُ، ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو الْأَدِيبُ،
أنبأ أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ هُوَ ابْنُ
سُفْيَانَ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ
بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنِ الصُّنَابِحِيِّ، عَنْ عُبَادَةَ
بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّهُ قَالَ: إِنِّي مِنَ النُّقَبَاءِ الَّذِينَ بَايَعُوا
رَسُولَ اللهِ ﷺ، وَقَالَ: بَايَعْنَاهُ عَلَى: أَنْ لَا نُشْرِكَ بِاللهِ
شَيْئًا، وَلَا نَزْنِيَ، وَلَا نَسْرِقَ، وَلَا نَقْتُلَ النَّفْسَ الَّتِي
حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَلَا نَنْتَهِبَ، وَلَا نَعْصِيَ؛ فَالْجَنَّةُ
إِنْ فَعَلْنَا ذَلِكَ، فَإِنْ غَشِينَا مِنْ ذَلِكَ شَئْئًا فَإِنَّ قَضَاءَ
ذَلِكَ إِلَى اللهِ عز وجل. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ فِي
الصَّحِيحِ عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ
١٥٨٥٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، أنبأ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
إِسْحَاقَ، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، أنبأ
شُعْبَةُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ، عن أنس عَنِ
النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ الْإِشْرَاكُ بِاللهِ، وَقَتْلُ
النَّفْسِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَقَوْلُ الزُّورِ أَوْ قَالَ: شَهَادَةُ
الزُّورِ». رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَرْزُوقٍ
١٥٨٥١ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ
سُلَيْمَانَ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ
ثَوْرٍ، عَنِ أَبِي الْغَيْثِ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ
اللهِ ﷺ قَالَ: «اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ». قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ،
وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: «الشِّرْكُ بِاللهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي
حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ،
وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ». رَوَاهُ
مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ هَارُونَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ.
وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، عَنِ الْأُوَيْسِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ
١٥٨٥٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ
بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنبأ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا
تَمْتَامٌ مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا شُعْبَةُ،
قَالَ مَنْصُورٌ، وَزُبَيْدٌ، وَسُلَيْمَانُ: أَخْبَرُونِي أَنَّهُمْ سَمِعُوا
أَبَا وَائِلٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ:
«سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ». قَالَ زُبَيْدٌ: فَقُلْتُ
لِأَبِي وَائِلٍ: سَمِعْتَهُ مِنْ عَبْدِ اللهِ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ؟ قَالَ: نَعَمْ،
١٥٨٥٣
- قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ
عُبَيْدٍ، ثنا أَبُو مُسْلِمٍ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ
مَنْصُورٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ
النَّبِيِّ ﷺ مِثْلَهُ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ سُلَيْمَانَ
بْنِ حَرْبٍ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنِ ابْنِ نُمَيْرٍ، عَنْ عَفَّانَ، مِنْ
حَدِيثِ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ. وَأَخْرَجَاهُ مِنْ حَدِيثِ زُبَيْدٍ مِنْ
وَجْهٍ آخَرَ
١٥٨٥٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، أنبأ أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَوْصِلِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ
حَرْبٍ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حُجَيْرٍ، عَنْ
طَاوُسٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّهُ لَيْسَ بِالْكُفْرِ الَّذِي تَذْهَبُونَ
إِلَيْهِ، إِنَّهُ لَيْسَ كُفْرًا يَنْقِلُ عَنْ مِلَّةٍ ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ
بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ [المائدة: ٤٤] كُفْرٌ دُونَ كُفْرٍ
١٥٨٥٥ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، وَأَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي، وَأَبُو
حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى أُمَيْرِكٍ
النَّيْسَابُورِيُّ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالُوا: ثنا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ
الْحَارِثِيُّ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ
أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: «مَنْ حَمَلَ السِّلَاحَ عَلَيْنَا
فَلَيْسَ مِنَّا». قَالَ وَثَنَا أَحْمَدُ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عُبَيْدِ
اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ مِثْلَ هَذَا
الْقَوْلِ. اتَّفَقَا عَلَى إِخْرَاجِ حَدِيثِ أَبِي مُوسَى عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ،
عَنْ أَبِي أُسَامَةَ وَأَخْرَجَ مُسْلِمٌ حَدِيثَ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي
بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ
١٥٨٥٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا
إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيُّ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَجِيحٍ، ⦗٣٩⦘ عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِ رَسُولِ اللهِ ﷺ: «لَسْتَ مِنَّا». لَيْسَ يَعْنِي أَنَّكَ لَسْتَ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ، وَلَكِنْ يَعْنِي أَنَّكَ لَسْتَ مِثْلَنَا
١٥٨٥٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ الْعَلَوِيُّ رحمه الله، أنبأ أَحْمَدُ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى
الذُّهْلِيُّ، ثنا أَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْكِنَانِيُّ، ثنا
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ
عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ، قَالَ: «لَا يَزَالُ الْمَرْءُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ
دِينِهِ مَا دَامَ لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا»
١٥٨٥٨ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا أَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ
عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ كُنَاسَةَ الْأَسَدِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «لَا يَزَالُ الْمَرْءُ
فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا». رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ إِسْحَاقَ
بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ
١٥٨٥٩ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّسَوِيُّ، ثنا حَمَّادُ بْنُ
شَاكِرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا
إِسْحَاقُ هُوَ ابْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: «إِنَّ مِنْ وَرَطَاتِ الْأُمُورِ الَّتِي لَا مَخْرَجَ
لِمَنْ أَوْقَعَ نَفْسَهُ فِيهَا سَفْكُ الدَّمِ الْحَرَامِ بِغَيْرِ حِلِّهِ».
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ هَكَذَا
١٥٨٦٠ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ الْمُقْرِئُ بِالْكُوفَةِ، أنبأ أَبُو
إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَزْدِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ
أَبِي الْعَزَائِمِ. ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أنبأ أَبُو
الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَاتِي الْكُوفِيُّ
بِبَغْدَادَ، قَالَا: ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ، ثنا
عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، أنبأ الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ فِي
الدِّمَاءِ»، يَعْنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ
عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مُوسَى، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ وُجُوهٍ أُخَرَ عَنِ
الْأَعْمَشِ
١٥٨٦١ - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ
الْفَقِيهُ، أنبأ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، ثنا
أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُبَارَكٍ، ثنا صَدَقَةُ،
ثنا خَالِدُ بْنُ دِهْقَانَ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي زَكَرِيَّا، قَالَ:
سَمِعْتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ، تَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ، يَقُولُ:
سَمِعْتُ ⦗٤٠⦘ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «كُلُّ ذَنْبٍ عَسَى اللهُ أَنْ يَغْفِرَهُ إِلَّا مَنْ مَاتَ مُشْرِكًا، أَوْ قَتَلَ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا»
قَالَ صَدَقَةُ: قَالَ خَالِدٌ:
فَقَالَ هَانِئُ بْنُ كُلْثُومِ بْنِ كِنَانِ الْكِنَانِيُّ: سَمِعْتُ مَحْمُودَ
بْنَ رَبِيعٍ يُحَدِّثُ، أَنَّهُ سَمِعَ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ يُحَدِّثُ عَنْ
رَسُولِ اللهِ ﷺ قَالَ: «مَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا ثُمَّ اغْتَبَطَ بِقَتْلِهِ لَمْ
يُقْبَلْ مِنْهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ»
قَالَ خَالِدُ بْنُ دِهْقَانَ: ثُمَّ
حَدَّثَ ابْنُ أَبِي زَكَرِيَّا، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي
الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ. وَحَدَّثَ هَانِئُ بْنُ كُلْثُومٍ، عَنْ
مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عُبَادَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «لَا يَزَالُ
الْمُؤْمِنُ صَالِحًا مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا». قَالَ: قَالَ خَالِدٌ: سَأَلْتُ
يَحْيَى الْغَسَّانِيَّ عَنِ اغْتِبَاطِهِ بِقَتْلِهِ، قَالَ: هُمُ الَّذِي
يَقْتُلُونَ فِي الْفِتْنَةِ، فَيَقْتُلُ أَحَدُهُمْ فَيَرَى أَنَّهُ عَلَى هُدًى
لَا يَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْهُ أَبَدًا.
١٥٨٦٢
- وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ
الرُّوذْبَارِيُّ، أنبأ أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا
مُؤَمَّلُ بْنُ الْفَضْلِ الْحَرَّانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ
خَالِدِ بْنِ دِهْقَانَ، فَذَكَرَ الْأَحَادِيثَ الثَّلَاثَةَ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ
فِي الْحَدِيثِ الثَّالِثِ: «لَا يَزَالُ الْمُؤْمِنُ مُعْنِقًا صَالِحًا مَا لَمْ
يُصِبْ دَمًا حَرَامًا، فَإِذَا أَصَابَ دَمًا حَرَامًا بَلَّحَ». وَلَمْ يَذْكُرْ
تَفْسِيرَ الْغَسَّانِيِّ
١٥٨٦٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ
بِبَغْدَادَ، أنبأ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتَوَيْهِ، ثنا يَعْقُوبُ
بْنُ سُفْيَانَ، ثنا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ،
ثنا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ عُقْبَةَ
بْنِ مَالِكٍ اللَّيْثِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّ اللهَ عز وجل،
أَبَى عَلَيَّ لِمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا» قَالَهَا ثَلَاثًا
١٥٨٦٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّبِيعِيُّ
بِالْكُوفَةِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ الْغِفَارِيُّ، أنبأ عَلِيُّ بْنُ
قَادِمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ مُسْلِمٍ، ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الْمَالِينِيُّ، أنبأ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا
يَحْيَى بْنُ صَاعِدٍ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الْحَضْرَمِيُّ سَجَّادَةُ،
ثنا عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ الْخَفَّافُ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ
حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ قَتِيلًا، قُتِلَ عَلَى
عَهْدِ رَسُولِ اللهِ ﷺ: لَا يُدْرَى مَنْ قَتَلَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ:
«يُقْتَلُ قَتِيلٌ وَأَنَا فِيكُمْ لَا يُدْرَى مَنْ قَتَلَهُ، لَوْ أَنَّ أَهْلَ
السَّمَاءِ وَأَهْلَ الْأَرْضِ اشْتَرَكُوا فِي قَتْلِ مُؤْمِنٍ لَعَذَّبَهُمُ
اللهُ، إِلَّا أَنْ لَا يَشَاءَ ذَلِكَ» لَفْظُ حَدِيثِ الْمَالِينِيِّ، وَحَدِيثُ
أَبِي عَبْدِ اللهِ مُخْتَصَرٌ: «لَوِ اجْتَمَعَ أَهْلُ السَّمَاءِ وَأَهْلُ
الْأَرْضِ عَلَى قَتْلِ امْرِئٍ مُؤْمِنٍ لَعَذَّبَهُمُ اللهُ»
١٥٨٦٥ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجُرْجَانِيُّ بِنَيْسَابُورَ، ثنا مَحْمُودُ بْنُ
خِدَاشٍ، ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي
زِيَادٍ الشَّامِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَنْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِ
مُسْلِمٍ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ لَقِيَ اللهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَكْتُوبٌ عَلَى
جَبْهَتِهِ آيِسٌ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ»،
١٥٨٦٦
- وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ عَبْدَانَ، أنبأ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ
الْمُؤَدِّبُ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، ثنا
يَزِيدُ بْنُ زِيَادٍ الشَّامِيُّ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ، إِلَّا
أَنَّهُ قَالَ: يَوْمَ يَلْقَاهُ
١٥٨٦٧ - وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ، عَنِ
النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «وَاللهِ لَلدُّنْيَا وَمَا فِيهَا أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ
قَتْلِ مُؤْمِنٍ بِغَيْرِ حَقٍّ». يَزِيدُ بْنُ زِيَادٍ، وَقِيلَ: ابْنُ أَبِي
زِيَادٍ الشَّامِيُّ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، وَقَدْ رُوِيَ الْمَتْنُ الْأَوَّلُ
مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ الزُّهْرِيِّ مُرْسَلًا
١٥٨٦٨ - أَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحُسَيْنِ
بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، بِبَغْدَادَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ
عُثْمَانَ بْنِ ثَابِتٍ الصَّيْدَلَانِيُّ، ثنا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ
الْبَزَّازُ، ثنا نُوحُ بْنُ الْهَيْثَمِ، خَتَنُ آدَمَ بْنِ أَبِي إِيَاسٍ عَلَى
أُخْتِهِ بِعَسْقَلَانَ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، ثنا الْفَرَجُ بْنُ
فَضَالَةَ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، يَرْفَعُهُ، قَالَ: «مَنْ
أَعَانَ عَلَى قَتْلِ مُؤْمِنٍ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ لَقِيَ اللهَ عز وجل يَوْمَ
الْقِيَامَةِ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ آيِسٌ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ»
١٥٨٦٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنُ مَحْمَشٍ الْإِمَامُ، أنبأ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ
الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنبأ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ
بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: «لَقَتْلُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ
عِنْدَ اللهِ مِنْ زَوَالِ الدُّنْيَا». هَذَا هُوَ الْمَحْفُوظُ مَوْقُوفٌ
١٥٨٧٠ - وَقَدْ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ
اللهِ الْحَافِظُ، أنبأ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا
مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْأَسْوَدِ، ثنا أَبُو
أُسَامَةَ، ثنا شُعْبَةُ، وَسُفْيَانُ، وَمِسْعَرٌ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ:
«لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ قَتْلِ مُسْلِمٍ». وَرَوَاهُ
أَيْضًا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ مَرْفُوعًا، وَرَوَاهُ غُنْدَرٌ
وَغَيْرُهُ عَنْ شُعْبَةَ مَوْقُوفًا، وَالْمَوْقُوفُ أَصَحُّ
بَابُ لَا يُشِيرُ بِالسِّلَاحِ
إِلَى مَنْ لَا يَسْتَحِقُّ الْقَتْلَ، وَمَنْ مَرَّ فِي مَسْجِدٍ أَوْ سُوقٍ
بِنَبْلٍ أَمْسَكَ بِنِصَالِهَا
١٥٨٧١ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ
إِمْلَاءً، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أنبأ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنبأ
ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ
ﷺ: «إِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَلْعَنُ أَحَدَكُمْ إِذَا أَشَارَ بِحَدِيدَةٍ، وَإِنْ
كَانَ أَخَاهُ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي
بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ
١٥٨٧٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ
الْفَقِيهُ، أنبأ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، ثنا
أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبأ مَعْمَرٌ، عَنْ
هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ:
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَا يُشِيرُ أَحَدُكُمْ إِلَى أَخِيهِ بِالسِّلَاحِ،
فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي أَحَدُكُمْ لَعَلَّ الشَّيْطَانَ أَنْ يَنْزِعَ فِي يَدِهِ
فَيَقَعَ فِي حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ». ⦗٤٣⦘ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدٍ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ،
كِلَاهُمَا عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ
١٥٨٧٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ
مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحَارِثِيُّ،
ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «إِذَا مَرَّ أَحَدُكُمْ فِي مَسْجِدِنَا، أَوْ سُوقِنَا
بِنَبْلٍ فَلْيُمْسِكْ عَلَى نِصَالِهَا، لَا يُصِيبُ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ
بِأَذًى». رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَلَاءِ،
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْهُ وَعَنْ غَيْرِهِ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ
١٥٨٧٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ
بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنبأ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثنا سُلَيْمَانُ، وَعَارِمٌ، قَالَا: ثنا
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ
اللهِ: أَنَّ رَجُلًا مَرَّ فِي الْمَسْجِدِ بِأَسْهُمٍ قَدْ بَدَا نُصُولُهَا،
فَأُمِرَ أَنْ يَأْخُذَ بِنُصُولِهَا لَا تَخْدِشُ مُسْلِمًا. رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي النُّعْمَانِ عَارِمٍ، وَرَوَاهُ
مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، وَأَبِي الرَّبِيعِ، عَنْ حَمَّادٍ
١٥٨٧٥ - وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ عَبْدَانَ، أنبأ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ،
ثنا عَلِيٌّ، ثنا سُفْيَانُ، قَالَ: قُلْتُ لِعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ: يَا أَبَا
مُحَمَّدٍ سَمِعْتَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: مَرَّ رَجُلٌ بِسِهَامٍ
فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «أَمْسِكْ بِنِصَالِهَا»؟ قَالَ:
نَعَمْ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ،
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَغَيْرِهِ، عَنْ
سُفْيَانَ
بَابُ التَّغْلِيظِ عَلَى مَنْ
قَتَلَ نَفْسَهُ
١٥٨٧٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، وَأَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي، قَالَا: أنبأ
أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ،
ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا وُهَيْبٌ، ثنا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ،
عَنْ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «مَنْ حَلَفَ بِمِلَّةٍ
سِوَى الْإِسْلَامِ كَاذِبًا فَهُوَ كَمَا قَالَ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ
عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ رَمَى مُؤْمِنًا بِكُفْرٍ فَهُوَ
كَقَتْلِهِ، وَلَعْنُ الْمُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ». ⦗٤٤⦘ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أَيُّوبَ
١٥٨٧٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ
عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ بِشْرَانَ، بِبَغْدَادَ، أنبأ
إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ
الصَّاغَانِيُّ، ثنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ
بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَتَوَجَّأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ
جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِسُمٍّ
فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ فِي جَهَنَّمَ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا
مُخَلَّدًا، وَمَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَهُوَ يَتَرَدَّى فِي جَهَنَّمَ
خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا»،
١٥٨٧٨
- وَأَخْبَرَنَا أَبُو صَالِحِ بْنُ
أَبِي طَاهِرٍ الْعَنْبَرِيُّ، أنبأ يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي، ثنا
أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنبأ جَرِيرٌ، عَنِ
الْأَعْمَشِ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ، زَادَ: «وَمَنْ تَرَدَّى مِنْ
جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ
حَرْبٍ، عَنْ جَرِيرٍ. وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ
الْأَعْمَشِ
١٥٨٧٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ،
أنبأ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْخُزَاعِيُّ،
ثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: ثنا جُنْدُبُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ، فِي هَذَا الْمَسْجِدِ، فَمَا نَسِينَاهُ حِينَ حَدَّثَنَاهُ، وَمَا جَرَى
أَنْ يَكُونَ كَذَبَ عَلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «كَانَ
مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ خَرَجَ بِهِ خُرَاجٌ فَجَزِعَ مِنْهُ، فَأَخَذَ
سِكِّينًا فَجَرَحَ بِهَا يَدَهُ، فَمَا رَقَأَ الدَّمُ حَتَّى مَاتَ، فَقَالَ عز
وجل: عَبْدِي
بَادَرَنِي بِنَفْسِهِ، حُرِّمَتْ عَلَيْهِ الْجَنَّةُ». أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ
فِي الصَّحِيحِ فَقَالَ: وَقَالَ حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ: عَنْ جَرِيرٍ.
وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ
بَابُ إِيجَابِ الْقِصَاصِ فِي
الْعَمْدِ
قَالَ اللهُ تبارك وتعالى:
﴿النَّفْسُ
بِالنَّفْسِ﴾ [المائدة:
٤٥] وَقَالَ:
﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى﴾ [البقرة: ١٧٨]
١٥٨٨٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، وَأَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، قَالَا: أنبأ أَبُو
الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِيسَى بْنِ مَاتِي
بِالْكُوفَةِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ الْغِفَارِيُّ، ثنا
عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ،
أنبأ أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ
الْعَلَاءِ، ثنا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ
حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ قُرَيْظَةُ،
وَالنَّضِيرُ، وَكَانَ النَّضِيرُ أَشْرَفَ مِنْ قُرَيْظَةَ، فَكَانَ إِذَا قَتَلَ
رَجُلٌ مِنْ قُرَيْظَةَ رَجُلًا مِنَ النَّضِيرِ قُتِلَ بِهِ، وَإِذَا قَتَلَ
رَجُلٌ مِنَ النَّضِيرِ رَجُلًا مِنْ قُرَيْظَةَ أَدَّى مِائَةَ وَسْقٍ مِنْ
تَمْرٍ. فَلَمَّا بُعِثَ النَّبِيُّ ﷺ قَتَلَ رَجُلٌ مِنَ النَّضِيرِ رَجُلًا مِنْ
قُرَيْظَةَ، فَقَالُوا: ادْفَعُوهُ إِلَيْنَا نَقْتُلْهُ. فَقَالُوا بَيْنَنَا
وَبَيْنَكُمُ النَّبِيُّ ﷺ، فَأَتَوْهُ فَنَزَلَتْ ﴿وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ
بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ﴾ [المائدة: ٤٢]،
وَالْقِسْطُ النَّفْسُ بِالنَّفْسِ، ثُمَّ نَزَلَتْ ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ
يَبْغُونَ﴾ [المائدة:
٥٠] لَفْظُ
حَدِيثِ ابْنِ أَبِي غَرَزَةَ
١٥٨٨١ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ
مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ الْعَسْقَلَانِيُّ، ثنا
آدَمُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ،
﴿فَمَنِ اعْتَدَى﴾ [البقرة: ١٧٨] فَقَتَلَ بَعْدَ أَخْذِهِ الدِّيَةَ ﴿فَلَهُ
عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [البقرة: ١٧٨]،
﴿ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ﴾ [البقرة: ١٧٨] يَقُولُ: حِينَ أُطْعِمْتُمُ
الدِّيَةَ، وَلَمْ تَحِلَّ لِأَهْلِ التَّوْرَاةِ، إِنَّمَا هُوَ قِصَاصٌ أَوْ
عَفْوٌ، وَكَانَ لِأَهْلِ الْإِنْجِيلِ إِنَّمَا هُوَ عَفْوٌ لَيْسَ غَيْرُهُ،
فَجُعِلَ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ الْقَوَدُ وَالدِّيَةُ وَالْعَفْوُ، ﴿وَلَكُمْ فِي
الْقِصَاصِ حَيَاةٌ﴾ [البقرة: ١٧٩] يَقُولُ: جَعَلَ اللهُ عز وجل الْقِصَاصَ حَيَاةً
لَكُمْ مِنْ رَجُلٍ يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَ فَيَمْنَعَهُ مِنْهُ مَخَافَةَ أَنْ
يُقْتَلَ
١٥٨٨٢ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، أنبأ أَبُو الْحَسَنِ الطَّرَائِفِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ
الْكَعْبِيُّ، قَالَا: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ
صَالِحٍ، ثنا بُكَيْرُ بْنُ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، فِي
قَوْلِهِ: ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ﴾ [البقرة: ١٧٩] يَقُولُ: لَكُمْ فِي الْقِصَاصِ
حَيَاةٌ بِمَا يَنْتَهِي بَعْضُكُمْ عَنْ دِمَاءِ بَعْضٍ أَنْ يُصِيبَ الدَّمَ
مَخَافَةَ أَنْ يُقْتَلَ، يَقُولُ: ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: ١٧٩] الدِّمَاءَ إِذَا خَافَ أَحَدُكُمْ
أَنْ يُقْتَلَ بِهِ
١٥٨٨٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ
اللهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنبأ أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ،
ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ حُمَيْدٍ، ⦗٤٦⦘ عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ الرُّبَيِّعَ بِنْتَ النَّضْرِ، كَسَرَتْ ثَنِيَّةَ جَارِيَةٍ، فَعَرَضُوا عَلَيْهِمُ الْأَرْشَ فَأَبَوْا، وَعَرَضُوا عَلَيْهِمُ الْعَفْوَ فَأَبَوْا، فَأَتَوَا النَّبِيَّ ﷺ فَأَمَرَ بِالْقِصَاصِ، فَجَاءَ أَخُوهَا أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَكْسِرُ ثَنِيَّةَ الرُّبَيِّعِ؟ لَا وَالَّذِي
بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا تُكْسَرُ ثَنِيَّتُهَا. فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «يَا
أَنَسُ، كِتَابُ اللهِ الْقِصَاصُ». قَالَ: فَرَضِيَ الْقَوْمُ فَعَفَوْا. فَقَالَ
رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ
لَأَبَرَّهُ». رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ الْأَنْصَارِيِّ. وَقَدْ
مَضَى حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: «لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ
مُسْلِمٍ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ» فَذَكَرَ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ"
١٥٨٨٤ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ
عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنبأ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ،
ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ جَابِرٍ، ثنا سَعِيدٌ هُوَ ابْنُ سُلَيْمَانَ،
عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ كَثِيرٍ، ثنا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَنْ قُتِلَ فِي عِمِّيَّا أَوْ
رِمِّيَّا تَكُونُ بَيْنَهُمْ بِحَجَرٍ أَوْ سَوْطٍ، فَعَلَيْهِ عَقْلُ خَطَأٍ،
وَمَنْ قَتَلَ عَمْدًا فَقَوَدُ يَدِهِ، وَمَنْ حَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ
فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ
مِنْهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ». وَصَلَهُ سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ، وَالْحَسَنُ
بْنُ عُمَارَةَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ. وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ
فِي آخَرِينَ عَنْ عَمْرٍو، عَنْ طَاوُسٍ مُرْسَلًا،
١٥٨٨٥
- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثنا
أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ
مُوسَى، ثنا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى أَهْلِ
الْيَمَنِ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ: وَكَانَ فِي الْكِتَابِ: إِنَّ مَنِ
اعْتَبَطَ مُؤْمِنًا قَتْلًا عَنْ بَيِّنَةٍ فَإِنَّهُ قَوَدٌ، إِلَّا أَنْ
يَرْضَى أَوْلِيَاءُ الْمَقْتُولِ. وَرَوَاهُ أَيْضًا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
أَبِي لَيْلَى، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ مُرْسَلًا
بَابُ إِيجَابِ الْقِصَاصِ عَلَى
الْقَاتِلِ دُونَ غَيْرِهِ
قَالَ اللهُ تبارك وتعالى:
﴿وَمَنْ
قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفُ فِي
الْقَتْلِ﴾ [الإسراء:
٣٣]
١٥٨٨٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالَا: ثنا أَبُو ⦗٤٧⦘ الْعَبَّاسِ هُوَ الْأَصَمُّ، ثنا هَارُونُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: «يَقْتُلُ اثْنَيْنِ بِوَاحِدٍ»
١٥٨٨٧ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ هُوَ الْأَصَمُّ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ
سُلَيْمَانَ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، ثنا سُفْيَانُ،
عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ:
﴿فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا﴾ [الإسراء: ٣٣]، قَالَ: سَبِيلًا عَلَيْهِ، ﴿فَلَا يُسْرِفْ
فِي الْقَتْلِ﴾ [الإسراء:
٣٣] قَالَ:
لَا يَقْتُلِ اثْنَيْنِ بِوَاحِدٍ». قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ:
﴿فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ﴾ [الإسراء: ٣٣]،
قَالَ: لَا يَقْتُلْ غَيْرَ قَاتِلِهِ، وَهَذَا يُشْبِهُ مَا قِيلَ، وَاللهُ
أَعْلَمُ
١٥٨٨٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ
مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا هَارُونُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ،
﴿فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ﴾ [الإسراء: ٣٣] قَالَ: «لَا يَقْتُلْ غَيْرَ قَاتِلِهِ، وَلَا
يُمَثِّلْ بِهِ»
١٥٨٨٩ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ
أَبِي إِسْحَاقَ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ
أَبِي عَمْرٍو، قَالُوا: أنبأ أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا
بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ
عِيَاضٍ، وَهِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ النَّاسَ، فِي
الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا قَتَلَ الرَّجُلُ مِنَ الْقَوْمِ رَجُلًا لَمْ يَرْضَوْا
حَتَّى يَقْتُلُوا بِهِ رَجُلًا شَرِيفًا، إِذَا كَانَ قَاتِلُهُمْ غَيْرَ شَرِيفٍ
لَمْ يَقْتُلُوا قَاتِلَهُمْ وَقَتَلُوا غَيْرَهُ، فَوُعِظُوا فِي ذَلِكَ بِقَوْلِ
اللهِ تبارك وتعالى: ﴿وَلَا
تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ
مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ
إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا﴾ [الإسراء: ٣٣]. وَقَالَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ: السَّرَفُ أَنْ
يَقْتُلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ قَالَ الشَّافِعِيُّ: قَالَ اللهُ تبارك وتعالى:
﴿كُتِبَ
عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى﴾ [البقرة: ١٧٨] الْآيَةَ
١٥٨٩٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ
مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي دَاوُدَ،
ثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ
بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى﴾ [البقرة: ١٧٨]، قَالَ: كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ
فِيهِمْ بَغْيٌ ⦗٤٨⦘ وَطَاعَةٌ لِلشَّيْطَانِ، فَكَانَ الْحِيُّ فِيهِمْ إِذَا كَانَ فِيهِمْ عَدَدٌ وَعُدَّةٌ، فَقُتِلَ لَهُمْ عَبْدٌ قَتَلَهُ عَبْدُ قَوْمٍ آخَرِينَ قَالُوا: لَا نَقْتُلُ بِهِ إِلَّا حُرًّا تَعَزُّزًا وَتَفَضُّلًا عَلَى غَيْرِهِمْ فِي أَنْفُسِهِمْ، وَإِذَا قُتِلَتْ لَهُمْ أُنْثَى قَتَلَتْهَا امْرَأَةٌ قَالُوا: لَنْ نَقْتُلَ بِهَا إِلَّا رَجُلًا. فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل هَذِهِ الْآيَةَ يُخْبِرُهُمْ أَنَّ
الْعَبْدَ بِالْعَبْدِ وَالْحُرَّ بِالْحُرِّ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى،
وَنَهَاهُمْ عَنِ الْبَغْيِ، ثُمَّ أَنْزَلَ سُورَةَ الْمَائِدَةِ، فَقَالَ:
﴿وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ
وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ
وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ﴾ [المائدة: ٤٥]
١٥٨٩١ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، أنبأ أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ،
وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَعْبِيُّ، قَالَا: ثنا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا بُكَيْرُ بْنُ مَعْرُوفٍ،
عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي
الْقَتْلَى﴾ [البقرة:
١٧٨]،
الْآيَةَ، قَالَ: كَانَ بُدُوُّ ذَلِكَ فِي حَيَّيْنِ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ
اقْتَتَلُوا قَبْلَ الْإِسْلَامِ بِقَلِيلٍ، ثُمَّ أَسْلَمُوا وَلِبَعْضِهِمْ
عَلَى بَعْضٍ خُمَاشَاتٌ وَقَتْلٌ، فَطَلَبُوهَا فِي الْإِسْلَامِ، وَكَانَ
لِأَحَدِ الْحَيَّيْنِ فَضْلٌ عَلَى الْآخَرِ فَأَقْسَمُوا بِاللهِ لَيُقْتَلَنَّ
بِالْأُنْثَى الذَّكَرُ مِنْهُمْ، وَبِالْعَبْدِ الْحُرُّ مِنْهُمْ. فَلَمَّا
نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ رَضُوا وَسَلَّمُوا
١٥٨٩٢
- وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ
سُلَيْمَانَ، ثنا الشَّافِعِيُّ، أنبأ مُعَاذُ بْنُ مُوسَى، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ
مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، قَالَ مُقَاتِلٌ: أَخَذْتُ هَذَا
التَّفْسِيرَ عَنْ نَفَرٍ، حَفِظَ مُعَاذٌ مِنْهُمْ مُجَاهِدًا، وَالضَّحَّاكَ،
وَالْحَسَنَ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ قَوْلَهُ:
وَلِبَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ خُمَاشَاتٌ وَقَتْلٌ. قَالَ الشَّافِعِيُّ: «وَمَا
أَشْبَهَ مَا قَالُوا مِنْ هَذَا بِمَا قَالُوا، لِأَنَّ اللهَ تَعَالَى إِنَّمَا
أَلْزَمَ كُلَّ مُذْنِبٍ ذَنْبَهُ، وَلَمْ يَجْعَلْ جُرْمَ أَحَدٍ عَلَى غَيْرِهِ،
ثُمَّ سَاقَ الْكَلَامَ إِلَى أَنْ قَالَ: وَقَدْ جَاءَ عَنِ النَّبِيِّ
ﷺ:»أَعْدَى النَّاسِ عَلَى اللهِ مَنْ قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ
"
١٥٨٩٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ
بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ، أنبأ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا
يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ
زُرَيْعٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَطَاءِ
بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ، أَنَّ رَسُولَ
اللهِ ﷺ قَالَ: «أَعْتَى النَّاسِ عَلَى اللهِ مَنْ قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ، أَوْ
طَلَبَ بِدَمٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ، أَوْ بَصَّرَ
عَيْنَيْهِ مَا لَمْ تُبْصِرَا»
١٥٨٩٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، أنبأ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنبأ مُوسَى بْنُ الْحَسَنِ، ثنا
الْقَعْنَبِيُّ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، قَالَ: وُجِدَ. ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو
زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي،
قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنبأ الرَّبِيعُ بْنُ
سُلَيْمَانَ، أنبأ الشَّافِعِيُّ، أنبأ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ
جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: وُجِدَ فِي قَائِمِ
سَيْفِ رَسُولِ اللهِ ﷺ كِتَابٌ: «إِنَّ أَعْدَى النَّاسِ عَلَى اللهِ». وَفِي
حَدِيثِ سُلَيْمَانِ: «إِنَّ أَعْتَى النَّاسِ عَلَى اللهِ الْقَاتِلُ غَيْرَ
قَاتِلِهِ، وَالضَّارِبُ غَيْرَ ضَارِبِهِ، وَمَنْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ
فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ ﷺ»
١٥٨٩٥ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا،
وَأَبُو بَكْرٍ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنبأ الرَّبِيعُ، أنبأ
الشَّافِعِيُّ، أنبأ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ:
قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ: مَا كَانَ فِي الصَّحِيفَةِ
الَّتِي كَانَتْ فِي قِرَابِ رَسُولِ اللهِ ﷺ؟ فَقَالَ: كَانَ فِيهَا: «لَعَنَ
اللهُ الْقَاتِلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ، وَالضَّارِبَ غَيْرَ ضَارِبِهِ. وَمَنْ
تَوَلَّى غَيْرَ وَلِيِّ نِعْمَتِهِ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَى
مُحَمَّدٍ ﷺ»
١٥٨٩٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ
أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ،
ثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ
مَالِكًا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، رضي الله عنها، أَنَّهَا قَالَتْ: وُجِدَ فِي
قَائِمِ سَيْفِ رَسُولِ اللهِ ﷺ كِتَابَانِ: «إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عُتُوًّا
الرَّجُلُ ضَرَبَ غَيْرَ ضَارِبِهِ، وَرَجُلٌ قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ، وَرَجُلٌ
تَوَلَّى غَيْرَ أَهْلِ نِعْمَتِهِ. فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ كَفَرَ بِاللهِ
وَرَسُولِهِ، لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا»، وَذَكَرَ
الْحَدِيثَ. هُوَ مَالِكُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي
الرِّجَالِ، يَرْوِي عَنْ أَبِيهِ
١٥٨٩٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ
بْنُ الْحَسَنِ، وَأَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَا: ثنا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنبأ الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنبأ
الشَّافِعِيُّ، أنبأ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ
أَبْجَرَ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ
أَبِي عَلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَرَأَى أَبِي الَّذِي بِظَهْرِ رَسُولِ اللهِ ﷺ
فَقَالَ: دَعْنِي أُعَالِجُ الَّذِي بِظَهْرِكَ، ⦗٥٠⦘ فَإِنِّي طَبِيبٌ. فَقَالَ: أَنْتَ رَفِيقٌ. قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَنْ هَذَا مَعَكَ؟»
قَالَ: ابْنِي أَشْهَدُ بِهِ، فَقَالَ: «أَمَا إِنَّهُ لَا يَجْنِي عَلَيْكَ،
وَلَا تَجْنِي عَلَيْهِ»
١٥٨٩٨ - وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ عَبْدَانَ، أنبأ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ
عِيسَى بْنِ أَبِي قُمَاشٍ، ثنا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ
إِيَادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ
مَعَ أَبِي، فَتَلَقَّانَا رَسُولُ اللهِ ﷺ، فِي طَرِيقِهِ فَقَالَ لِي أَبِي: يَا
بُنِيَّ هَلْ تَدْرِي مَنْ هَذَا الْمُقْبِلُ؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: هَذَا رَسُولُ
اللهِ ﷺ. قَالَ: فَاقْشَعْرَرْتُ حِينَ قَالَ ذَاكَ، وَذَلِكَ أَنِّي ظَنَنْتُ
أَنَّهُ لَا يُشْبِهُ النَّاسَ، فَإِذَا هُوَ بَشَرٌ ذُو وَفْرَةٍ، عَلَيْهِ
رَدْعٌ مِنْ حِنَّاءٍ، وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَخْضَرَانِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ
أَبِي، فَرَدَّ عليه السلام ثُمَّ قَالَ: «ابْنُكَ هَذَا؟» قَالَ: إِي وَرَبِّ
الْكَعْبَةِ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ ﷺ مِنْ ثَبْتِ شَبَهِي بِأَبِي، وَمِنْ
حَلِفِ أَبِي عَلَيَّ، ثُمَّ قَالَ: «أَمَا إِنَّهُ لَا يَجْنِي عَلَيْكَ، وَلَا
تَجْنِي عَلَيْهِ». ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللهِ ﷺ ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ
أُخْرَى﴾ [الأنعام:
١٦٤]
١٥٨٩٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ
بِشْرَانَ، بِبَغْدَادَ، أنبأ أَبُو أَحْمَدَ حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
الْعَبَّاسِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَنُوقًا، ثنا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، ثنا
أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ شَبِيبِ بْنِ غَرْقَدَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو
بْنِ الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ فِي
حَجَّةِ الْوَدَاعِ: «أِيُّ يَوْمٍ أَعْظَمُ حُرْمَةً؟» قَالُوا: يَوْمُنَا هَذَا
أَوْ يَوْمُ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ. قَالَ: «فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ
وَأَعْرَاضَكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ وَبَلَدِكُمْ، أَلَا لَا يَجْنِي
جَانٍ إِلَّا عَلَى نَفْسِهِ، لَا يَجْنِي وَالِدٌ عَلَى وَلَدِهِ، وَلَا
مَوْلُودٌ عَلَى وَالِدِهِ»
١٥٩٠٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ
فُورَكٍ، أنبأ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو
دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ
الْأَسْوَدَ بْنَ هِلَالٍ، يُحَدِّثُ عَنْ رَجُلٍ، مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ
يَرْبُوعَ، أَنَّ نَاسًا، مِنْهُمْ أَتَوْا رَسُولَ اللهِ ﷺ، وَكَانَتْ بَنُو
ثَعْلَبَةَ بْنُ يَرْبُوعٍ أَصَابُوا رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ ﷺ،
فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ هَؤُلَاءِ بَنُو ثَعْلَبَةَ بْنِ يَرْبُوعٍ
قَتَلَتْ فُلَانًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَا تَجْنِي نَفْسٌ عَلَى أُخْرَى».
هَكَذَا قَالَ شُعْبَةُ: عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ. وَقَالَ
الثَّوْرِيُّ: عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ زَهْدَمٍ
١٥٩٠١ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ
بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنبأ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ⦗٥١⦘ ثنا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنِي أَبِي الْمُثَنَّى بْنُ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ نَصْرِ بْنِ حَسَّانَ بْنِ الْحُرِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْخَشْخَاشِ الْعَنْبَرِيُّ، أَخْبَرَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي الْحُرُّ بْنُ حُصَيْنٍ، حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ أَبِي الْحُرِّ، أَنَّ أَبَاهُ مَالِكًا، وَعَمَّيْهِ قَيْسًا وَعُبَيْدًا بَنِي الْخَشْخَاشِ، أَتَوَا النَّبِيَّ ﷺ فَشَكَوْا إِلَيْهِ غَارَةَ خَيْلٍ مِنْ بَنِي
عَمِّهِمْ عَلَى النَّاسِ، فَكَتَبَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «هَذَا كِتَابٌ مِنْ
مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ ﷺ لِمَالِكٍ وَقَيْسٍ، وَعُبَيْدٍ بَنِي الْخَشْخَاشِ:
إِنَّكُمْ آمِنُونَ مَسَلَّمُونَ عَلَى دِمَائِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، لَا
تُؤْخَذُونَ بِجَرِيرَةِ غَيْرِكُمْ، وَلَا تَجْنِي عَلَيْكُمْ إِلَّا أَيْدِيكُمْ»
١٥٩٠٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ
بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَدِيبُ، أنبأ أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، أَخْبَرَنِي
الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ
يَحْيَى، قَالَا: ثنا أَبُو الْيَمَانِ، عَنْ شُعَيْبٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي
حُسَيْنٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ
قَالَ: «أَبْغَضُ النَّاسِ إِلَى اللهِ مُلْحِدٌ فِي الْحَرَمِ، وَمُبْتَغٍ فِي
الْإِسْلَامِ سُنَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ، وَمُطَّلِبُ دَمِ امْرِئٍ بِغَيْرِ حَقٍّ
لِيُهَرِيقَ دَمَهُ». رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي
الْيَمَانِ
بَابُ قَتْلِ الرَّجُلِ
بِالْمَرْأَةِ
قَالَ اللهُ تبارك وتعالى:
﴿وَكَتَبْنَا
عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ﴾ [المائدة: ٤٥]. وَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ:
«الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ»
١٥٩٠٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ
أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا
ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: قَالَ اللهُ عز
وجل: ﴿يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى﴾ [البقرة: ١٧٨] الْآيَةَ كُلَّهَا، ثُمَّ قَالَ:
﴿وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ﴾ [المائدة: ٤٥] الْآيَةَ كُلَّهَا. قَالَ ابْنُ
شِهَابٍ فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ أُقِيدَتِ الْمَرْأَةُ مِنَ الرَّجُلِ،
وَفِيمَا يُعْمَدُ مِنَ الْجِرَاحِ.
قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ
بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ قَالَ:
الرَّجُلُ يُقْتَلُ بِالْمَرْأَةِ إِذَا قَتَلَهَا، قَالَ اللهُ عز وجل:
﴿وَكَتَبْنَا
عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ﴾ [المائدة: ٤٥]
١٥٩٠٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ
بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكٍ، أنبأ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ
حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، ثنا خَلِيفَةُ الْخَيَّاطُ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ ⦗٥٢⦘ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «الْمُؤْمِنُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ». وَكَذَلِكَ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ
١٥٩٠٥ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثنا
أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ
مُوسَى الْقَنْطَرِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ
دَاوُدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ
حَزْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى
أَهْلِ الْيَمَنِ بِكِتَابٍ فِيهِ الْفَرَائِضُ وَالسُّنَنُ وَالدِّيَاتُ،
وَبَعَثَ بِهِ مَعَ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، وَكَانَ فِيهِ: «وَأَنَّ الرَّجُلَ
يُقْتَلُ بِالْمَرْأَةِ»
١٥٩٠٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ
اللهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنبأ أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ،
ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، ثنا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ،
وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَا: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ يَهُودِيًّا، قَتَلَ جَارِيَةً عَلَى أَوْضَاحٍ
فَقَتَلَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ بِهَا. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ مِنْ
حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ
بَابٌ فِيمَنْ لَا قِصَاصَ بَيْنَهُ
بِاخْتِلَافِ الدِّينَيْنِ
قَالَ اللهُ تبارك وتعالى:
﴿يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى﴾ [البقرة: ١٧٨] إِلَى قَوْلِهِ: ﴿فَمَنْ عُفِيَ لَهُ
مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ﴾ [البقرة: ١٧٨]
١٥٩٠٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ
شَيْبَانَ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، وَأَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ
يَحْيَى، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنبأ
الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنبأ الشَّافِعِيُّ، أنبأ سُفْيَانُ بْنُ
عُيَيْنَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، قَالَ:
سَأَلْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه، وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ شَيْبَانَ قَالَ: قُلْتُ
لِعَلِيٍّ رضي الله عنه: هَلْ عِنْدَكُمْ مِنَ النَّبِيِّ ﷺ شَيْءٌ، سِوَى
الْقُرْآنِ؟ فَقَالَ لَا، وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ
إِلَّا أَنْ يُعْطِيَ اللهُ عَبْدًا فَهْمًا فِي كِتَابِهِ وَمَا فِي
الصَّحِيفَةِ. قُلْتُ: وَمَا فِي الصَّحِيفَةِ؟ قَالَ:: «الْعَقْلُ، وَفِكَاكُ
الْأَسِيرِ، وَلَا يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ»،
١٥٩٠٨
- وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَدِيبُ، أنبأ أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ،
أَخْبَرَنِي أَبُو يَعْلَى، ثنا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ
مُطَرِّفٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، يَقُولُ: أَخْبَرَنِي أَبُو جُحَيْفَةَ،
قَالَ: قُلْتُ لِعَلِيٍّ رضي الله عنه، فَذَكَرَهُ بِمِثْلِهِ. رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ
عُيَيْنَةَ
١٥٩٠٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو
الْأَدِيبُ، أنبأ أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، أنبأ يُوسُفُ الْقَاضِي، ثنا
عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، أنبأ زُهَيْرٌ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي
جُحَيْفَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِعَلِيٍّ رضي الله عنه: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَلْ
عِنْدَكُمْ مِنَ الْوَحْيِ شَيْءٌ؟ قَالَ: لَا وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ
وَبَرَأَ النَّسَمَةَ، مَا أَعْلَمُ إِلَّا فَهْمًا يُعْطِيهِ اللهُ عز وجل رَجُلًا
وَمَا فِي الصَّحِيفَةِ. قُلْتُ: وَمَا فِي الصَّحِيفَةِ؟ قَالَ: «الْعَقْلُ،
وَفِكَاكُ الْأَسِيرِ، وَلَا يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِمُشْرِكٍ». قَالَ زُهَيْرٌ:
فَقُلْتُ لِمُطَرِّفٍ: وَمَا فِكَاكُ الْأَسِيرِ؟ قَالَ: أَنْ يُفَكَّ مِنَ
الْعَدُوِّ، جَرَتْ بِذَلِكَ السُّنَّةُ. وَقَالَ مُطَرِّفٌ: الْعَقْلُ
الْمَعْقُلَةُ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ
يُونُسَ، عَنْ زُهَيْرٍ
١٥٩١٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ
بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ، أنبأ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا
يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ
زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ،
عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ، قَالَ: أَتَيْنَا عَلِيًّا رضي الله عنه، أَنَا
وَجَارِيَةُ بْنُ قُدَامَةَ السَّعْدِيُّ، فَقُلْنَا: هَلْ مَعَكَ عَهْدٌ مِنْ
رَسُولِ اللهِ ﷺ؟ فَقَالَ: لَا، إِلَّا مَا فِي قِرَابِ سَيْفِي. فَأَخْرَجَ لَنَا
مِنْهُ كِتَابًا فَقَرَأَهُ فَإِذَا فِيهِ: «الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ
دِمَاؤُهُمْ، وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ
سِوَاهُمْ، أَلَا لَا يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ، وَلَا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ
إِلَّا مَنْ أَحْدَثَ حَدَثًا أَوْ آوَى مُحْدِثًا، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ
وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ»
١٥٩١١ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنبأ الرَّبِيعُ
بْنُ سُلَيْمَانَ، أنبأ الشَّافِعِيُّ، أنبأ مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ
أَبِي حُسَيْنٍ عَنْ عَطَاءٍ، وَطَاوُسٍ، أَحْسَبُهُ قَالَ: وَمُجَاهِدٍ،
وَالْحَسَنِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ يَوْمَ الْفَتْحِ: «لَا يُقْتَلُ
مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ» قَالَ الشَّافِعِيُّ رحمه الله: وَهَذَا عَامٌّ عِنْدَ أَهْلِ
الْمَغَازِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ، تَكَلَّمَ بِهِ فِي خُطْبَتِهِ يَوْمَ
الْفَتْحِ وَهُوَ يُرْوَى عَنِ النَّبِيِّ ﷺ مُسْنَدًا مِنْ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ
شُعَيْبٍ وَحَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ. قَالَ الشَّيْخُ: أَمَّا حَدِيثُ
عَمْرٍو
١٥٩١٢ - فَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ
مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ،
ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ. ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أنبأ أَبُو
حَامِدِ بْنُ بِلَالٍ، ثنا أَبُو الْأَزْهَرِ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
بْنِ سَعْدٍ، ثنا أَبِي جَمِيعًا، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ
شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللهِ ﷺ النَّاسَ
عَامَ الْفَتْحِ فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ مَا كَانَ مِنْ حِلْفٍ فِي
الْجَاهِلِيَّةِ فَإِنَّ الْإِسْلَامَ لَمْ يَزِدْهُ إِلَّا شِدَّةً، وَلَا حِلْفَ
فِي الْإِسْلَامِ، وَالْمُسْلِمُونَ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، يَسْعَى
بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ، يَرُدُّ عَلَيْهِمْ أَقْصَاهُمْ، تُرَدُّ سَرَايَاهُمْ
عَلَى قَعَدَتِهِمْ، لَا يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ، دِيَةُ الْكَافِرِ نِصْفُ
دِيَةِ الْمُؤْمِنِ، لَا جَلَبَ وَلَا جَنَبَ، وَلَا تُؤْخَذُ صَدَقَاتُهُمْ
إِلَّا فِي دُورِهِمْ» لَفْظُ حَدِيثِ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ
١٥٩١٣ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ،
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عُبَيْدُ اللهِ
بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي هُشَيْمٌ، عَنْ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «الْمُسْلِمُونَ
تَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ وَيُجِيرُ عَلَيْهِمْ
أَقْصَاهُمْ وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سُوَاهُمْ يَرُدُّ مُشِدُّهُمْ عَلَى
مُضْعِفِهِمْ وَمُتَسَرِّعُهُمْ عَلَى قَاعِدِهِمْ لَا يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ
بِكَافِرٍ وَلَا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ» وَأَمَّا حَدِيثُ عِمْرَانَ
١٥٩١٤ - فَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ
الْحَسَنِ، وَأَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي
عَمْرٍو، قَالُوا ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا بَحْرُ
بْنُ نَصْرٍ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ عَبْدِ
الْمَلِكِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ خُرَيْنِقَ بِنْتِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَخِيهَا،
عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَوْمَ الْفَتْحِ:
«أَلَمْ تَرَ إِلَى ⦗٥٥⦘ مَا صَنَعَ صَاحِبُكُمْ هِلَالُ بْنُ أُمَيَّةَ؟ لَوْ قَتَلْتُ مُؤْمِنًا بِكَافِرٍ لَقَتَلْتُهُ فَدُوهُ»، فَوَدَيْنَاهُ
وَبَنُو مُدْلِجٍ مَعَنَا، فَجَاءُوا بِغَنَمٍ عُفْرٍ لَمْ أَرَ أحْسَنَ مِنْهَا
أَلْوَانًا. وَكَانَتْ بَنُو مُدْلِجٍ حُلَفَاءَ بَنِي كَعْبٍ فِي
الْجَاهِلِيَّةِ. وَرَوَاهُ أَيْضًا الْوَاقِدِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ
عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُبَيْدٍ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: خِرَاشُ بْنُ
أُمَيَّةَ، بَدَلَ هِلَالِ بْنِ أُمَيَّةَ، وَلَمْ يذْكُرِ الدِّيَةَ وَمَا
بَعْدَهَا
١٥٩١٥ - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ
بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ الصَّيْرَفِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ
الْمَجِيدِ، ثنا ابْنُ مَوْهِبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، رضي
الله عنها، أَنَّهَا قَالَتْ: وُجِدَ فِي قَائِمِ سَيْفِ رَسُولِ اللهِ ﷺ
كِتَابَانِ فَذَكَرَ أَحَدَهُمَا، قَالَ: وَفِي الْآخَرِ: «الْمُؤْمِنُونَ
تَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ، لَا يُقْتَلُ
مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ، وَلَا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ، وَلَا يَتَوَارَثُ أَهْلُ
مِلَّتَيْنِ، وَلَا تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا، وَلَا عَلَى
خَالَتِهَا، وَلَا صَلَاةَ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، وَلَا
تُسَافِرُ الْمَرْأَةُ ثَلَاثَ لَيَالٍ إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ». ابْنُ مَوْهَبٍ
هُوَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهَبٍ، وَمَالِكٌ هُوَ ابْنُ
أَبِي الرِّجَالِ، وَأَبُو الرِّجَالِ هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
الْأَنْصَارِيُّ، الَّذِي رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ مَالِكٌ
١٥٩١٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعدٍ
الْمَالِينِيُّ، أنبأ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا عَمْرُو بْنُ
سِنَانٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ عَبْدِ
السَّلَامِ بْنِ أَبِي الْجَنُوبِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَا يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ، وَلَا ذُو
عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ، وَالْمُسْلِمُونَ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، تَتَكَافَأُ
دِمَاؤُهُمْ»
بَابُ بَيَانِ ضَعْفِ الْخَبَرِ
الَّذِي رُوِيَ فِي قَتْلِ الْمُؤْمِنِ بِالْكَافِرِ، وَمَا جَاءَ عَنِ
الصَّحَابَةِ فِي ذَلِكَ
١٥٩١٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ الْأَصْبَهَانِيُّ الْفَقِيهُ، أنبأ أَبُو
الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
سَعِيدٍ الرَّهَاوِيُّ، أَخْبَرَنِي جَدِّي سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّهَاوِيُّ،
أَنَّ عَمَّارَ بْنَ مَطَرٍ حَدَّثَهُمْ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ
الْبَيْلَمَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ، قَتَلَ مُسْلِمًا
بِمُعَاهِدٍ وَقَالَ: «أَنَا أَكْرَمُ مَنْ وَفَى بِذِمَّتِهِ» هَذَا خَطَأٌ مِنْ
وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا وَصَلَهُ بِذِكْرِ ابْنِ عُمَرَ فِيهِ، وَإِنَّمَا هُوَ
عَنِ ابْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ مُرْسَلًا. وَالْآخَرُ
رِوَايَتُهُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ رَبِيعَةَ، وَإِنَّمَا يَرْوِيهِ
إِبْرَاهِيمُ عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَالْحَمْلُ فِيهِ عَلَى عَمَّارِ بْنِ
مَطَرٍ الرَّهَاوِيِّ، فَقَدْ كَانَ يُقَلِّبُ الْأَسَانِيدَ وَيَسْرِقُ
الْأَحَادِيثَ حَتَّى كَثُرَ ذَلِكَ فِي رِوَايَاتِهِ وَسَقَطَ عَنْ حَدِّ
الِاحْتِجَاجِ بِهِ
١٥٩١٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ
أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحَسَنُ
بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي
يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
الْبَيْلَمَانِيِّ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَتَلَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ
الْكِتَابِ، فَرُفِعَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «أَنَا
أَحَقُّ مَنْ وَفَى بِذِمَّتِهِ»، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَقُتِلَ. هَذَا هُوَ
الْأَصْلُ فِي هَذَا الْبَابِ، وَهُوَ مُنْقَطِعٌ وَرَاوِيهِ غَيْرُ ثِقَةٍ وَقَدْ
رُوِيَ عَنْ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ، عَنِ
النَّبِيِّ ﷺ، مُرْسَلًا
١٥٩١٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ عُمَرُ
بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ قَتَادَةَ، أنبأ أَبُو الْفَضْلِ بْنُ خِمَرَوَيْهِ،
أنبأ أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ
بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنِي رَبِيعَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
الْبَيْلَمَانِيِّ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ أَتَى رَسُولَ اللهِ ﷺ
فَقَالَ: «⦗٥٧⦘ إِنَّا عَاهَدْنَاكَ وَبَايَعْنَاكَ عَلَى كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ خُتِرَ بِرَجُلٍ مِنَّا فَقُتِلَ، فَقَالَ:»أَنَا أَحَقُّ مَنْ أَوْفَى بِذِمَّتِهِ "، فَأَمْكَنَهُ مِنْهُ فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ
١٥٩٢٠ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ
الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنبأ
عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا إِسْمَاعِيلُ الصَّفَّارُ، ثنا
الرَّمَادِيُّ، ح قَالَ: وَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيُّ، ثنا
إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَا: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ،
عَنْ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ، يَرْفَعُهُ،
أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ، أَقَادَ مُسْلِمًا قَتَلَ يَهُودِيًّا. وَقَالَ
الرَّمَادِيُّ: أَقَادَ مُسْلِمًا بِذِمِّيٍّ وَقَالَ: «أَنَا أَحَقُّ مَنْ وَفَى
بِذِمَّتِي» وَيُقَالُ: إِنَّ رَبِيعَةَ إِنَّمَا أَخَذَهُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى. وَالْحَدِيثُ يَدُورُ عَلَيْهِ.
١٥٩٢١
- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ
الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، أَنْبَأَ أَبُو الْحَسَنِ
مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَارِزِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ،
قَالَ: قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي يَحْيَى،
يُحَدِّثُهُ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَسَمِعْتُ أَبَا يُوسُفَ، يُحَدِّثُهُ
عَنْ رَبِيعَةَ الرَّأْيِ، كِلَاهُمَا عَنِ ابْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ، ثُمَّ
بَلَغَنِي عَنِ ابْنِ أَبِي يَحْيَى، أَنَّهُ قَالَ: أَنَا حَدَّثْتُ رَبِيعَةَ
بِهَذَا الْحَدِيثِ، فَإِنَّمَا دَارَ الْحَدِيثُ عَلَى ابْنِ أَبِي يَحْيَى عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَقَادَ مُسْلِمًا
بِمُعَاهِدٍ، وَقَالَ: «أَنَا أَحَقُّ مَنْ وَفَى بِذِمَّتِهِ». قَالَ أَبُو
عُبَيْدٍ: وَهَذَا حَدِيثٌ لَيْسَ بِمُسْنَدٍ، وَلَا يُجْعَلُ مِثْلُهُ أمِا مَّا
يُسْفَكُ بِهِ دِمَاءُ الْمُسْلِمِينَ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَقَدْ أَخْبَرَنِي
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ:
قُلْتُ لِزُفَرَ: إِنَّكُمْ تَقُولُونَ: إِنَّا نَدْرَأُ الْحَدَّ بِالشُّبُهَاتِ،
وَإِنَّكُمْ جِئْتُمْ إِلَى أَعْظَمِ الشُّبُهَاتِ فَأَقْدَمْتُمْ عَلَيْهَا.
قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: قُلْتُ: الْمُسْلِمُ يُقْتَلُ بِالْكَافِرِ. قَالَ:
فَاشْهَدْ أَنْتَ عَلَى رُجُوعِي عَنْ هَذَا. قَالَ: وَكَذَلِكَ قَوْلُ أَهْلِ
الْحِجَازِ، لَا يُقِيدُونَهُ بِهِ، وَأَمَّا قَوْلُهُ: «وَلَا ذُو عَهْدٍ فِي
عَهْدِهِ» فَإِنَّ ذَا الْعَهْدِ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ دَارِ الْحَرْبِ يَدْخُلُ
إِلَيْنَا بِأَمَانٍ فَقَتْلُهُ مُحَرَّمٌ عَلَى الْمُسْلِمِينَ حَتَّى يَرْجِعَ
إِلَى مَأْمَنِهِ. وَأَصْلُ هَذَا مِنْ قَوْلِهِ: ﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ
الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللهِ، ثُمَّ
أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ﴾ [التوبة: ٦]
١٥٩٢٢ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ إِمْلَاءً، ثنا
مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ، ثنا أَبُو قُدَامَةَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
مَهْدِيٍّ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: ⦗٥٨⦘ لَقِيتُ زُفَرَ فَقُلْتُ لَهُ: صِرْتُمْ حَدِيثًا فِي النَّاسِ وَضُحْكَةً. قَالَ: وَمَا ذَلِكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: تَقُولُونَ فِي الْأَشْيَاءِ كُلِّهَا: ادْرَءُوا الْحُدُودَ بِالشُّبُهَاتِ، وَجِئْتُمْ إِلَى أَعْظَمِ الْحُدُودِ، فَقُلْتُمْ: تُقَامُ بِالشُّبُهَاتِ، قَالَ: وَمَا ذَلِكَ؟ قُلْتُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَا
يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ»، فَقُلْتُمْ: يُقْتَلُ بِهِ، قَالَ: فَإِنِّي
أُشْهِدُكَ السَّاعَةَ أَنِّي قَدْ رَجَعْتُ عَنْهُ.
١٥٩٢٣
- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ
الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، بِبَغْدَادَ، أَنْبَأَ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا
يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ الْفَارِسِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحِيمِ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: حَدِيثُ ابْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ
أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ: «قَتَلَ مُسْلِمًا بِمُعَاهِدٍ»، هَذَا إِنَّمَا يَدُورُ
عَلَى ابْنِ أَبِي يَحْيَى، لَيْسَ لَهُ وَجْهٌ حَجَّاجٌ، إِنَّمَا أَخَذَهُ
عَنْهُ.
١٥٩٢٤
- وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، أَنْبَأَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ الْبُخَارِيُّ، ثنا
صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ، قَالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
الْبَيْلَمَانِيِّ حَدِيثُهُ مُنْكَرٌ، وَرَوَى عَنْهُ رَبِيعَةُ أَنَّ النَّبِيَّ
ﷺ: قَتَلَ مُسْلِمًا بِمُعَاهِدٍ، وَهُوَ مُرْسَلٌ مُنْكَرٌ
١٥٩٢٥
- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ
الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، قَالَ: قَالَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ
الدَّارَقُطْنِيُّ الْحَافِظُ ابْنُ الْبَيْلَمَانِيِّ ضَعِيفٌ، لَا تَقُومُ بِهِ
حُجَّةٌ إِذَا وَصَلَ الْحَدِيثَ، فَكَيْفَ بِمَا يُرْسِلُهُ؟ وَاللهُ أَعْلَمُ
الرِّوَايَاتُ فِيهِ عَنْ عُمَرَ
بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه
١٥٩٢٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ
أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا بَحْرُ بْنُ
نَصْرٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، أَنَّ
قَيْسَ بْنَ سَعْدٍ، حَدَّثَهُ، عَنْ ⦗٥٩⦘ مَكْحُولٍ، أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ رضي الله عنه دَعَا نَبَطِيًّا
يُمْسِكُ لَهُ دَابَّتَهُ عِنْدَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَأَبَى فَضَرَبَهُ
فَشَجَّهُ، فَاسْتَعْدَى عَلَيْهِ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فَقَالَ
لَهُ: "مَا دَعَاكَ إِلَى مَا صَنَعْتَ بِهَذَا؟ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ أَمَرْتُهُ أَنْ يُمْسِكَ دَابَّتِي فَأَبَى، وَأَنَا رَجُلٌ فِيَّ
حَدَّةٌ فَضَرَبْتُهُ، فَقَالَ: اجْلِسْ لِلْقَصَاصِ، فَقَالَ زَيْدُ بْنُ
ثَابِتٍ: أَتُقِيدُ عَبْدَكَ مِنْ أَخِيكَ؟ فَتَرَكَ عُمَرُ رضي الله عنه الْقَوَدَ
وَقَضَى عَلَيْهِ بِالدِّيَةِ
١٥٩٢٧ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ، ثنا
أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا بَحْرٌ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي
اللَّيْثُ، أَنَّ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي
الله عنه أُتِيَ بِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ وَقَدْ جَرَحَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ
الذِّمَّةِ فَأَرَادَ أَنْ يُقِيدَهُ، فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ: «مَا يَنْبَغِي
هَذَا، فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه:»إِذًا نُضَعِّفُ عَلَيْهِ الْعَقْلَ "،
فَأَضْعَفَهُ. وَرَوَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ،
عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ
الْعَزِيزِ يُحَدِّثُ النَّاسَ أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ قُتِلَ
بِالشَّامِ عَمْدًا، وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه إِذْ ذَاكَ
بِالشَّامِ، فَلَمَّا بَلَغَهُ ذَلِكَ قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه:
قَدْ وَقَعْتُمْ بِأَهْلِ الذِّمَّةِ
لَأَقْتُلَنَّهُ بِهِ، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ رضي الله عنه:
لَيْسَ ذَلِكَ لَكَ. فَصَلَّى ثُمَّ
دَعَا أَبَا عُبَيْدَةَ فَقَالَ: لِمَ زَعَمْتَ لَا أَقْتُلُهُ بِهِ، فَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ رضي الله عنه: أَرَأَيْتَ لَوْ قَتَلَ عَبْدًا لَهُ أَكُنْتَ
قَاتِلَهُ بِهِ؟ فَصَمَتَ عُمَرُ رضي الله عنه، ثُمَّ قَضَى عَلَيْهِ بِأَلْفِ
دِينَارٍ مُغَلِّظًا عَلَيْهِ
١٥٩٢٨ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ
أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنبأ الرَّبِيعُ
بْنُ سُلَيْمَانَ، أنبأ الشَّافِعِيُّ، أنبأ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، أنبأ أَبُو
حَنِيفَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَكْرِ بْنِ
وَائِلٍ قَتَلَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْحِيرَةِ فَكَتَبَ فِيهِ عُمَرُ بْنُ
الْخَطَّابِ رضي الله عنه أَنْ يُدْفَعَ إِلَى أَوْلِيَاءِ الْمَقْتُولِ، فَإِنْ
شَاءُوا قَتَلُوا وَإِنْ شَاءُوا عَفَوْا. فَدُفِعَ الرَّجُلُ إِلَى وَلِيِّ
الْمَقْتُولِ، إِلَى رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ: حُنَيْنٌ مِنْ أَهْلِ الْحِيرَةِ
فَقَتَلَهُ. فَكَتَبَ عُمَرُ بَعْدَ ذَلِكَ: إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَمْ يُقْتَلْ
فَلَا تَقْتُلُوهُ. فَرَأَوْا أَنَّ عُمَرَ رضي الله عنه أَرَادَ أَنْ
يُرَضِّيَهُمْ مِنَ الدِّيَةِ. قَالَ الشَّافِعِيُّ رحمه الله:
«الَّذِي رَجَعَ إِلَيْهِ أَوْلَى
بِهِ، وَلَعَلَّهُ أَرَادَ أَنْ يُخِيفَهُ بِالْقَتْلِ وَلَا يَقْتُلُهُ». قَالَ
الَّذِي تَكَلَّمَ مَعَهُ: فَقَدْ رَوَيْتُمْ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ أَنَّ
عُمَرَ رضي الله عنه كَتَبَ ⦗٦٠⦘ فِي مُسْلِمٍ قَتَلَ نَصْرَانِيًّا: إِنْ كَانَ الْقَاتِلُ قَتَّالًا فَاقْتُلُوهُ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ قَتَّالٍ فَذَرُوهُ وَلَا تَقْتُلُوهُ؟ قَالَ الشَّافِعِيُّ: قَدْ رُوِّينَاهُ، فَاتَّبِعْ عُمَرَ رضي الله عنه كَمَا قَالَ، فَأَنْتَ لَا
تَتَّبِعُهُ فِيمَا قَالَ. قَالَ: فَيَثْبُتُ عِنْدَكُمْ عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه
مِنْ هَذَا شَيْءٌ؟ قَالَ الشَّافِعِيُّ: قُلْنَا: وَلَا حَرْفٌ، وَهَذِهِ
أَحَادِيثُ مُنْقَطِعَاتٌ، أَوْ ضِعَافٌ، أَوْ تَجْمَعُ الِانْقِطَاعَ وَالضَّعْفَ
جَمِيعًا
١٥٩٢٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ
الْفَقِيهُ، أنبأ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، ثنا
أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: ذَكَرَ
سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ شَيْخٍ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ
الْخَطَّابِ رضي الله عنه فِي مُسْلِمٍ قَتَلَ مُعَاهِدًا فَكَتَبَ: إِنْ كَانَتْ
طَيْرَةً فِي غَضِبٍ فَأَغْرِمْ أَرْبَعَةَ آلَافٍ، وَإِنْ كَانَ لِصًّا عَادِيًا
فَاقْتُلْهُ "
١٥٩٣٠ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ
قَتَادَةَ، أنبأ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ
الْبَغْدَادِيُّ بِبَلْخٍ، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي، ثنا أَبُو
الرَّبِيعِ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ،
أَنَّ رَجُلًا مُسْلِمًا قَتَلَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ بِالشَّامِ،
فَرُفِعَ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ رضي الله عنه، فَكَتَبَ فِيهِ
إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، فَكَتَبَ عُمَرُ رضي الله عنه:
«إِنْ كَانَ ذَاكَ مِنْهُ خُلُقًا
فَقَدِّمْهُ وَاضْرِبْ عُنُقَهُ، وَإِنْ كَانَتْ هِيَ طَيْرَةً طَارَهَا
فَأَغْرِمْهُ أَرْبَعَةَ آلَافٍ»
الرِّوَايَاتُ فِيهِ عَنْ عُثْمَانَ رضي
الله عنه
١٥٩٣١ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ
الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ
الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَا: أنبأ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ
بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنبأ عَبْدُ
الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ،
⦗٦١⦘ رضي الله عنه، أَنَّ رَجُلًا،
مُسْلِمًا قَتَلَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ عَمْدًا، وَرُفِعَ إِلَى
عُثْمَانَ رضي الله عنه فَلَمْ يقْتُلْهُ وَغَلَّظَ عَلَيْهِ الدِّيَةَ مِثْلَ
دِيَةِ الْمُسْلِمِ
١٥٩٣٢ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ
الْفَقِيهُ، أنبأ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، ثنا
عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا زَحْمَوَيْهِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، ثنا
ابْنُ شِهَابٍ، قَالَ: كَانَ عُثْمَانُ رضي الله عنه وَمُعَاوِيَةُ، لَا
يُقِيدَانِ الْمُشْرِكَ مِنَ الْمُسْلِمِ. الْأَوَّلُ مَوْصُولٌ، وَهَذَا
مُنْقَطِعٌ
١٥٩٣٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ
أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنبأ الرَّبِيعُ
بْنُ سُلَيْمَانَ، أنبأ الشَّافِعِيُّ، أنبأ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، أنبأ
مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، أنبأ سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ
ابْنَ شَاسٍ الْجُذَامِيَّ، قَتَلَ رَجُلًا مِنْ أَنْبَاطِ الشَّامِ، فَرُفِعَ
إِلَى عُثْمَانَ رضي الله عنه فَأَمَرَ بِقَتْلِهِ، فَكَلَّمَهُ الزُّبَيْرُ رضي
الله عنه وَنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، رضي الله عنهم، فَنَهَوْهُ عَنْ
قَتْلِهِ. قَالَ: فَجَعَلَ دِيَتَهُ أَلْفَ دِينَارٍ. قَالَ الشَّافِعِيُّ رضي
الله عنه: "قُلْتُ:
هَذَا مِنْ حَدِيثِ مَنْ يجْهَلُ، فَإِنْ كَانَ غَيْرَ ثَابِتٍ فَدَعِ
الِاحْتِجَاجَ بِهِ، وَإِنْ كَانَ ثَابِتًا فَقَدْ زَعَمْتَ أَنَّهُ أَرَادَ
قَتْلَهُ فَمَنَعَهُ أُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ ﷺ فَرَجَعَ لَهُمْ.
فَهَذَا عُثْمَانُ رضي الله عنه وَأُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ ﷺ،
مُجْمِعُونَ أَنْ لَا يُقْتَلَ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ، فَكَيْفَ خَالَفَتْهُمُ
الرِّوَايَاتُ فِيهِ عَنْ عَلِيٍّ رضي
الله عنه
قَدْ مَضَى حَدِيثُ أَبِي جُحَيْفَةَ
وَقَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، فِيمَا
كَانَ عِنْدَهُ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، فِي الصَّحِيفَةِ مِنْ أَنْ لَا يُقْتَلَ
مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ. وَفِي ذَلِكَ دَلَالَةٌ عَلَى ضَعْفٍ مَا
١٥٩٣٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ
أَبِي إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنبأ الرَّبِيعُ،
أنبأ الشَّافِعِيُّ، أنبأ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، أنبأ قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ
الْأَسَدِيُّ، عَنْ أَبَانَ بْنِ تَغْلِبَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، عَنْ أَبِي الْجَنُوبِ
الْأَسَدِيِّ، قَالَ: أُتِيَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه بِرَجُلٍ
مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَتَلَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ، قَالَ: فَقَامَتْ
عَلَيْهِ الْبَيِّنَةُ فَأَمَرَ بِقَتْلِهِ، فَجَاءَ أَخُوهُ فَقَالَ: إِنِّي قَدْ
عَفَوْتُ، قَالَ: فَلَعَلَّهُمْ هَدَّدُوكَ وَفَرَقُوكُ وَفَزَعُوكَ، قَالَ: لَا،
وَلَكِنْ قَتْلُهُ لَا يَرُدُّ عَلَيَّ أَخِي، وَعَوَّضُونِي فَرَضِيتُ. قَالَ:
«أَنْتَ أَعْلَمُ مَنْ كَانَ لَهُ ذِمَّتُنَا فَدَمُهُ كَدَمِنَا، وَدِيَتُهُ
كَدِيَتِنَا». كَذَا قَالَ: حَسَنٌ، وَقَالَ غَيْرُهُ: حُسَيْنُ بْنُ مَيْمُونٍ،
١٥٩٣٥
- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ
بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: قَالَ أَبُو الْحَسَنِ
الدَّارَقُطْنِيُّ الْحَافِظُ: أَبُو الْجَنُوبِ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ. قَالَ
الشَّافِعِيُّ فِي الْقَدِيمِ وَفِي حَدِيثِ أَبِي جُحَيْفَةَ عَنْ عَلِيٍّ رضي
الله عنه: مَا
دَلَّكُمْ أَنَّ عَلِيًّا لَا يَرْوِي عَنِ النَّبِيِّ ﷺ شَيْئًا وَيَقُولُ
بِخِلَافِهِ
بَابُ لَا يُقْتَلُ حُرٌّ بِعَبْدٍ
١٥٩٣٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ
الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، أنبأ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ
الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ
عَبْدُوسٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ،
عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ
أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، رضي الله عنهما، كَانَا لَا يَقْتُلَانِ الْحُرَّ
بِقَتْلِ الْعَبْدِ،
١٥٩٣٧
- قَالَ عَلِيٌّ: وَحَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْعَبَّاسِ
الطَّبَرِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ،
عَنْ عُمَرَ بْنِ عَامِرٍ، وَالْحَجَّاجِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، مِثْلَهُ سَوَاءٌ
١٥٩٣٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنبأ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ،
ثنا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا أَبُو السَّائِبِ سَلْمُ
بْنُ جُنَادَةَ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ،
قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: مِنَ السُّنَّةِ أَنْ لَا يُقْتَلَ حُرٌّ
بِعَبْدٍ
١٥٩٣٩ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ
الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنبأ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ
عَلِيٍّ، ثنا السَّرِيُّ بْنُ سَهْلٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ رُشَيْدٍ، ثنا
عُثْمَانُ الْبُرِّيُّ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رضي
الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «لَا يُقْتَلُ حُرٌّ بِعَبْدٍ» فِي هَذَا
الْإِسْنَادِ ضَعْفٌ
١٥٩٤٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ
قَتَادَةَ، أنبأ أَبُو الْفَضْلِ بْنُ خَمِيرَوَيْهِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ،
ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ
عَلِيٍّ، وَعَبْدِ اللهِ، رضي الله عنهما، فِي الْحُرِّ يَقْتُلُ الْعَبْدَ،
قَالَا: «الْقَوَدُ» هَذَا مُنْقَطِعٌ
١٥٩٤١ - وَأَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ
الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنبأ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا ابْنُ ⦗٦٤⦘ الْجُنَيْدِ، ثنا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ، ثنا لَيْثٌ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ، وَابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: «إِذَا قَتَلَ الْحُرُّ الْعَبْدَ
مُتَعَمِّدًا فَهُوَ قَوَدٌ» قَالَ عَلِيٌّ: لَا تَقُومُ بِهِ حُجَّةٌ؛ لِأَنَّهُ
مُرْسَلٌ
١٥٩٤٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ
الرُّوذْبَارِيُّ، أنبأ أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا
مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ:
«لَا يُقَادُ الْحُرُّ بِالْعَبْدِ»
١٥٩٤٣ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ
أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا
عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي
جَعْفَرٍ، عَنْ بُكَيْرٍ، أَنَّ السُّنَّةَ مَضَتْ بِأَنْ لَا يُقْتَلَ الْحُرُّ
الْمُسْلِمُ بِالْعَبْدِ وَإِنْ قَتَلَهُ عَمْدًا، وَعَلَيْهِ الْعَقْلُ
١٥٩٤٤ - قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ
بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ
شِهَابٍ، أَنَّهُ قَالَ: «لَا قَوَدَ بَيْنَ الْحُرِّ وَالْعَبْدِ فِي شَيْءٍ،
إِلَّا أَنَّ الْعَبْدَ إِذَا قَتَلَ الْحُرَّ عَمْدًا قُتِلَ بِهِ» وَقَالَ لِي
مَالِكٌ مِثْلَهُ. وَرُوِّينَا عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ مِثْلَهُ
بَابُ مَا رُوِيَ فِيمَنْ قَتَلَ
عَبْدَهُ أَوْ مَثَّلَ بِهِ
١٥٩٤٥ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ
بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكٍ، أنبأ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ
الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ،
ثنا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ
قَالَ: «مَنْ قَتَلَ عَبْدَهُ قَتَلْنَاهُ، وَمَنْ جَدَعَهُ جَدَعْنَاهُ، وَمَنْ
خَصَاهُ خَصَيْنَاهُ»
١٥٩٤٦ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ
عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ الْمُقْرِئُ، بِبَغْدَادَ، أنبأ
أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النِّجَّادُ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ
مُحَمَّدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ
عَامِرٍ، قَالَا: ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ
الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَنْ
قَتَلَ عَبْدَهُ قَتَلْنَاهُ، وَمَنْ جَدَعَ عَبْدَهُ جَدَعْنَاهُ» قَالَ
قَتَادَةُ: ثُمَّ إِنَّ الْحَسَنَ نَسِيَ هَذَا الْحَدِيثَ قَالَ: لَا يُقْتَلُ
حُرٌّ بِعَبْدٍ. قَالَ الشَّيْخُ: يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ الْحَسَنُ لَمْ ينْسَ
الْحَدِيثَ، لَكِنْ رَغِبَ عَنْهُ لِضَعْفِهِ. وَأَكْثَرُ ⦗٦٥⦘ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ رَغِبُوا عَنْ رِوَايَةِ الْحَسَنِ عَنْ سَمُرَةَ، وَذَهَبَ بَعْضُهُمْ إِلَى أَنَّهُ لَمْ يسْمَعْ مِنْهُ غَيْرَ حَدِيثِ الْعَقِيقَةِ.
١٥٩٤٧
- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ
الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، يَقُولُ:
قَالَ أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ لَمْ
يسْمَعِ الْحَسَنُ مِنْ سَمُرَةَ، قَالَ: وَسَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ
يَقُولُ: لَمْ يسْمَعِ الْحَسَنُ مِنْ سَمُرَةَ شَيْئًا هُوَ كِتَابٌ. قَالَ
يَحْيَى فِي حَدِيثِ الْحَسَنِ عَنْ سَمُرَةَ: «مَنْ قَتَلَ عَبْدَهُ قَتَلْنَاهُ»
ذَاكَ فِي سَمَاعِ الْبَغْدَادِيِّينَ، وَلَمْ يسْمَعِ الْحَسَنُ مِنْ سَمُرَةَ.
وَأَمَّا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ فَكَانَ يُثْبِتُ سَمَاعَ الْحَسَنِ مِنْ
سَمُرَةَ، وَاللهُ أَعْلَمُ
١٥٩٤٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، أنبأ أَبُو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ
الْفَقِيهُ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، وَالْفَضْلُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ الشَّعْرَانِيُّ، قَالَا: ثنا أَبُو صَالِحٍ
الْمِصْرِيُّ عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ، كَاتِبُ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ
بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عِيسَى الْقُرَشِيِّ، ثُمَّ الْأَسَدِيِّ، عَنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
جَاءَتْ جَارِيَةٌ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فَقَالَتْ: إِنَّ
سَيِّدِي اتَّهَمَنِي فَأَقْعَدَنِي عَلَى النَّارِ حَتَّى احْتَرَقَ فَرْجِي.
فَقَالَ لَهَا عُمَرُ رضي الله عنه: هَلْ رَأَى ذَلِكَ عَلَيْكِ؟ قَالَتْ: لَا.
قَالَ: فَهَلِ اعْتَرَفْتِ لَهُ بِشَيْءٍ؟ قَالَتْ: لَا. فَقَالَ عُمَرُ رضي الله
عنه: «» عَلَيَّ
بِهِ «». فَلَمَّا رَأَى عُمَرُ الرَّجُلَ قَالَ: «» أَتُعَذِّبُ بِعَذَابِ اللهِ؟
«» قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اتَّهَمْتُهَا فِي نَفْسِهَا. قَالَ: «»
رَأَيْتَ ذَلِكَ عَلَيْهَا؟ «» قَالَ الرَّجُلُ: لَا. قَالَ: «» فَاعْتَرَفَتْ
لَكَ بِهِ؟ «» فَقَالَ: لَا. قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ لَمْ
أَسْمَعْ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «» لَا يُقَادُ مَمْلُوكٌ مِنْ مَالِكِهِ،
وَلَا وَلَدٌ مِنْ وَالِدِهِ لَأَقَدْتُهَا مِنْكَ «». فَبَرَزَهُ وَضَرَبَهُ
مِائَةَ سَوْطٍ، وَقَالَ لِلْجَارِيَةِ: اذْهَبِي فَأَنْتِ حُرَّةٌ لِوَجْهِ
اللهِ، وَأَنْتِ مَوْلَاةُ اللهِ وَرَسُولِهِ. قَالَ أَبُو صَالِحٍ: وَقَالَ
اللَّيْثُ: وَهَذَا الْقَوْلُ مَعْمُولٌ بِهِ،
١٥٩٤٩
- وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ
الْمَالِينِيُّ، أنبأ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا عَبْدَانُ،
وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ، قَالَا: ثنا عَبْدُ
الْمَلِكِ بْنُ شُعَيْبٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ،
حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عِيسَى، فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ. ⦗٦٦⦘ قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: وَهَذَا الْحَدِيثُ لَا أَعْلَمُ رَوَاهُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ غَيْرَ عُمَرَ بْنِ عِيسَى، وَعَنْ عُمَرَ، هَذَا غَيْرَ اللَّيْثِ، وَهُوَ مَعْرُوفٌ بِهَذَا، سَمِعْتُ ابْنَ حَمَّادٍ يَذْكُرُ عَنِ
الْبُخَارِيِّ أَنَّهُ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ
١٥٩٥٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ
أَبِي إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي
قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنبأ مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنبأ ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ
أَيُّوبَ، عَنِ الْمُثَنَّى بْنِ الصَّبَّاحِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: كَانَ لِزِنْبَاعٍ
عَبْدٌ يُسَمَّى سَنْدَرًا أَوِ ابْنَ سَنْدَرٍ، فَوَجَدَهُ يُقَبِّلُ جَارِيَةً
لَهُ، فَأَخَذَهُ فجَبَّهُ وَجَدَعَ أُذُنَيْهِ وَأَنْفَهُ، فَأَتَى إِلَى رَسُولِ
اللهِ ﷺ، فَأَرْسَلَ إِلَى زِنْبَاعٍ فَقَالَ: «لَا تُحَمِّلُوهُمْ مَا لَا
يُطِيقُونَ، وَأَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ، وَاكْسُوهُمْ مِمَّا
تَلْبَسُونَ، وَمَا كَرِهْتُمْ فَبِيعُوا، وَمَا رَضِيتُمْ فَأَمْسِكُوا، وَلَا
تُعَذِّبُوا خَلْقَ اللهِ». ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَنْ مُثِّلَ بِهِ أَوْ
حُرِّقَ بِالنَّارِ فَهُوَ حُرٌّ، وَهُوَ مَوْلَى اللهِ وَرَسُولِهِ»،
فَأَعْتَقَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَوْصِ بِي. فَقَالَ:
«أُوصِي بِكَ كُلَّ مُسْلِمٍ» الْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ، ضَعِيفٌ لَا
يُحْتَجُّ بِهِ، وَقَدْ رَوَى عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ عَمْرٍو
مُخْتَصِرًا، وَلَا يُحْتَجُّ بِهِ. وَرَوَى عَنْ سَوَّارٍ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ
عَمْرٍو، وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَاللهُ أَعْلَمُ
١٥٩٥١ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ
الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنبأ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا الْحُسَيْنُ
بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الصَّابُونِيُّ الْأَنْطَاكِيُّ، قَاضِي الثُّغُورِ، ثنا
مُحَمَّدُ بْنُ الْحَكَمِ الرَّمْلِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ
الرَّمْلِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَجُلًا قَتَلَ
عَبْدَهُ مُتَعَمِّدًا فَجَلَدَهُ النَّبِيُّ ﷺ، مِائَةَ جَلْدَةٍ وَنَفَاهُ
سَنَةً وَمَحَا سَهْمَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَلَمْ يُقِدْهُ بِهِ وَأَمَرَهُ
أَنْ يُعْتِقَ رَقَبَةً
١٥٩٥٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، أنبأ أَبُو الْوَلِيدِ الْفَقِيهُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا
أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ الْحِمْصِيُّ،
عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
عَبْدِ اللهِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، رضي
الله عنه، قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ ﷺ، بِرَجُلٍ قَتَلَ عَبْدَهُ مُتَعَمِّدًا
فَجَلَدَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ مِائَةً، وَنَفَاهُ سَنَةً، وَمَحَا سَهْمَهُ مِنَ
الْمُسْلِمِينَ، وَلَمْ يُقِدْهُ بِهِ، ⦗٦٧⦘
١٥٩٥٣
- قَالَ: وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ مِثْلَهُ
١٥٩٥٤ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، أنبأ أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو
بَكْرٍ، ثنا حَفْصٌ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، أَنَّ أَبَا
بَكْرٍ، وَعُمَرَ، رضي الله عنهما، كَانَا يَقُولَانِ: «لَا يُقْتَلُ الْمُؤْمِنُ
بِعَبْدِهِ، وَلَكِنْ يُضْرَبُ وَيُطَالُ حَبْسُهُ وَيُحْرَمُ سَهْمَهُ»
أَسَانِيدُ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ ضَعِيفَةٌ لَا تَقُومُ بِشَيْءٍ مِنْهَا
الْحُجَّةُ، إِلَّا أَنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ الْعِلْمِ عَلَى أَنْ لَا يُقْتَلَ
الرَّجُلُ بِعَبْدِهِ، وَقَدْ رُوِّينَاهُ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ،
وَالشَّعْبِيِّ، وَالزُّهْرِيِّ وَغَيْرِهِمْ
١٥٩٥٥ - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ
أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا
ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ،
أَنَّ سُلَيْمَانَ الْمُزَنِيَّ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ، اسْتَفْتَى عَبْدَ اللهِ بْنَ
عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنْ رَجُلٍ، نَوَطَ عَبْدًا لَهُ فَمَاتَ وَلَمْ يُرِدْ
قَتْلَهُ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: «لَيَعْتِقْ رَقَبَةً، أَوْ لِيَصُمْ
شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ»
بَابُ الْعَبْدِ يُقْتَلُ فِيهِ
قِيمَتُهُ بَالِغَةٌ مَا بَلَغَتْ
قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَهَذَا
يُرْوَى عَنْ عُمَرَ، وَعَلِيٍّ رضي الله عنهما قَالَ الشَّيْخُ: رَوَاهُ عَبْدُ
اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، فِي كِتَابِ الْعِلَلِ، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ
الزَّهْرَانِيِّ، عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ مَطَرٍ،
عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عُمَرَ، وَعَلِيٍّ رضي الله
عنهما فِي الْحُرِّ يَقْتُلُ الْعَبْدَ، قَالَا: ثَمَنُهُ مَا بَلَغَ. وَهَذَا
إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.
١٥٩٥٦ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ
الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنبأ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا ⦗٦٨⦘ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْعَبَّاسِ يَعْنِي الطَّبَرِيَّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه، فِي الْحُرِّ يَقْتُلُ الْعَبْدَ،
قَالَ: «فِيهِ ثَمَنُهُ»
١٥٩٥٧ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ
قَتَادَةَ، أنبأ عَلِيُّ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ
الْخُزَاعِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا أَبِي، ثنا
نُوحُ بْنُ دَرَّاجٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عُمَرَ، رضي الله عنه، فِي الْعَبْدِ يُصَابُ
قَالَ: «قِيمَتُهُ بَالِغَةٌ مَا بَلَغَتْ»
١٥٩٥٨ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو حَازِمٍ
الْحَافِظُ، أنبأ أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ خَمِيرَوَيْهِ، أنبأ أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ،
ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ،
فِي الْعَبْدِ يُقْتَلُ خَطَأً قَالَا: «ثَمَنُهُ مَا بَلَغَ».
١٥٩٥٩ - وَرُوِّينَاهُ أَيْضًا عَنِ
الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، وَرُوِي ذَلِكَ عَنْ
عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَلِيٍّ، وَعَبْدِ اللهِ، وَشُرَيْحٍ، قَالُوا: «ثَمَنُهُ
وَإِنْ خُلِّفَ دِيَةُ الْحُرِّ» أَنْبَأَنِيهِ أَبُو عَبْدِ اللهِ إِجَازَةً،
أنبأ أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ
أَبِي شَيْبَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ
الْكَرِيمِ فَذَكَرَهُ. وَفِيهِ إِرْسَالٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَبْدِ الْكَرِيمِ
١٥٩٦٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ السُّوسِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ
مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنبأ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، أَخْبَرَنِي أَبِي،
قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ سَعْدٍ، عَنْ
يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللهِ ﷺ: «لَأَنْ أَجْلِسَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللهَ بَعْدَ صَلَاةِ
الصُّبْحِ إِلَى أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ أَحَبُّ إِلِيَّ مِمَّا طَلَعَتْ
عَلَيْهِ الشَّمْسُ، وَلَأَنْ أَجْلِسَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللهَ بَعْدَ
الْعَصْرِ إِلَى أَنْ تَغِيبَ الشَّمْسُ أَحَبُّ إِلِيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ
ثَمَانِيَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، دِيَةُ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمُ اثْنَا
عَشَرَ أَلْفًا»
بَابُ الْعَبْدِ يَقْتُلُ الْحُرَّ
١٥٩٦١ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، أنبأ أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو
بَكْرٍ، ثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، رضي الله عنه، قَالَ: «إِذَا قَتَلَ الْعَبْدُ الْحُرَّ
رُفِعَ إِلَى أَوْلِيَاءِ الْمَقْتُولِ، فَإِنْ شَاءُوا قَتَلُوا، وَإِنْ شَاءُوا
اسْتَحْيَوْهُ» قَالَ الشَّيْخُ: إِنْ شَاءُوا اسْتِحْيَاءَهُ وَأَرَادُوا
الدِّيَةَ بِيعَ فِي دِيَةِ الْمَقْتُولِ. وَاللهُ أَعْلَمُ
بَابُ الْعَبْدِ يَقْتُلُ الْعَبْدَ
١٥٩٦٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو
بَكْرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ
بْنِ عُمَرَ، أَنَّ فِي كِتَابٍ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَنَّ عُمَرَ
بْنَ الْخَطَّابِ، رضي الله عنه، قَالَ: «يُقَادُ الْمَمْلُوكُ مِنَ الْمَمْلُوكِ
فِي كُلِّ عَمْدٍ يَبْلُغُ نَفْسَهُ فَمَا دُونَ ذَلِكَ»
بَابُ الرَّجُلِ يَقْتُلُ ابْنَهُ
١٥٩٦٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، فِي آخَرِينَ قَالُوا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ، أنبأ الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنبأ الشَّافِعِيُّ، أنبأ مَالِكٌ،
عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي
مُدْلِجٍ، يُقَالُ لَهُ: قَتَادَةُ، حَذَفَ ابْنَهُ بِسَيْفٍ فَأَصَابَ سَاقَهُ
فَنَزَّى فِي جُرْحِهِ فَمَاتَ. فَقَدِمَ سُرَاقَةُ بْنُ جُعْشُمٍ، عَلَى عُمَرَ
بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ عُمَرُ: أَعْدِدْ
لِي عَلَى قُدَيْدٍ عِشْرِينَ وَمِائَةَ بَعِيرٍ حَتَّى أَقْدَمَ عَلَيْكَ.
فَلَمَّا قَدِمَ عُمَرُ أَخَذَ مِنْ تِلْكَ الْإِبِلِ ثَلَاثِينَ حِقَّةً،
وَثَلَاثِينَ جَذَعَةً، وَأَرْبَعِينَ خَلِفَةً، ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ أَخُو
الْمَقْتُولِ؟ قَالَ: هَأَنَذَا، قَالَ: خُذْهَا، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ:
«لَيْسَ لِقَاتِلٍ شَيْءٌ» زَادَ أَبُو عَبْدِ اللهِ فِي رِوَايَتِهِ: قَالَ
الشَّافِعِيُّ: وَقَدْ حَفِظْتُ عَنْ عَدَدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ لَقِيتُهُمْ:
أَنْ لَا يُقْتَلَ الْوَالِدُ بِالْوَلَدِ، وَبِذَلِكَ أَقُولُ. قَالَ الشَّيْخُ:
هَذَا الْحَدِيثُ مُنْقَطِعٌ فأَكَّدَّهُ الشَّافِعِيُّ بِأَنَّ عَدَدًا مِنْ
أَهْلِ الْعِلَمِ يَقُولُ بِهِ، وَقَدْ رُوِيَ مَوْصُولًا
١٥٩٦٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِحْمِشٍ الْفَقِيهُ مِنْ أَصْلِهِ، أنبأ أَبُو الْحَسَنِ
عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ
بْنُ مُسْلِمِ بْنِ وَارَةَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سَابِقٍ، ثنا
عَمْرٌو، يَعْنِي ابْنَ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ مَنْصُورٍ يَعْنِي ابْنَ
الْمُعْتَمِرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: نَحَلَتْ لِرَجُلٍ
مِنْ بَنِي مُدْلِجٍ جَارِيَةٌ فَأَصَابَ مِنْهَا ابْنَا، فَكَانَ
يَسْتَخْدِمُهَا، فَلَمَّا شَبَّ الْغُلَامُ دَعَاهَا يَوْمًا فَقَالَ: اصْنَعِي
كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ: لَا تَأْتِيكَ، حَتَّى مَتَى تَسْتَأْمِي أُمِّي؟ قَالَ:
فَغَضِبَ فَحَذَفَهُ بِسَيْفِهِ فَأَصَابَ رِجْلَهُ فَنَزَفَ الْغُلَامُ فَمَاتَ،
فَانْطَلَقَ فِي رَهْطٍ مِنْ قَوْمِهِ إِلَى ⦗٧٠⦘ عُمَرَ رضي الله عنه، فَقَالَ: يَا عَدُوَّ
نَفْسِهِ أَنْتَ الَّذِي قَتَلْتَ ابْنَكَ، لَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ
ﷺ يَقُولُ: «لَا يُقَادُ الْأَبُ مِنِ ابْنِهِ» لَقَتَلْتُكَ، هَلُمَّ دِيَتَهُ.
قَالَ: فَأَتَاهُ بِعِشْرِينَ أَوْ ثَلَاثِينَ وَمِائَةِ بَعِيرٍ. قَالَ: فَخِيرَ
مِنْهَا مِائَةٌ فَدَفَعَهَا إِلَى وَرَثَتِهِ، وَتَرَكَ أَبَاهُ
وَرَوَاهُ حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ
الْخَطَّابِ رضي الله عنه، قَالَ: حَضَرْتُ النَّبِيَّ ﷺ يُقِيدُ الِابْنَ مِنْ
أَبِيهِ، وَلَا يُقِيدُ الْأَبَ مِنِ ابْنِهِ "
١٥٩٦٥ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ
عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ، أنبأ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى
الزُّهْرِيُّ الْقَاضِي، بِمَكَّةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ،
ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا
مُطَرِّفُ بْنُ طَرِيفٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ رَجُلٍ، يُقَالُ
لَهُ: عَرْفَجَةُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ
رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «لَيْسَ عَلَى الْوَالِدِ قَوَدٌ مِنْ وَلَدٍ»
١٥٩٦٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا
يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي، أنبأ أَبُو
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنبأ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ،
ثنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ: أنبأ عَنْ عَمْرِو
بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رضي الله عنه قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَا تُقَامُ الْحُدُودُ فِي الْمَسَاجِدِ، وَلَا يُقَادُ
الْوَالِدُ بِالْوَلَدِ» إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْمَكِّيُّ هَذَا فِيهِ،
ضَعْفٌ، وَقَدْ رَوَى عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَنْبَرِيِّ، عَنْ
عَمْرٍو، وَاللهُ أَعْلَمُ
١٥٩٦٧ - أَخْبَرْنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ إِمْلَاءً، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
إِسْحَاقَ الصَّيْرَفِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ
الْمَعْمَرِيُّ، ثنا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا أَبُو حَفْصٍ التَّمَّارُ، ثنا
عُبَيْدُ اللهِ بْنُ الْحَسَنِ الْعَنْبَرِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ
طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَا تُقَامُ
الْحُدُودُ فِي الْمَسَاجِدِ، وَلَا يُقْتَلُ وَالِدٌ بِوَلَدِهِ» أَبُو حَفْصٍ
التَّمَّارُ هُوَ أَبُو تَمَامٍ عُمَرُ بْنُ عَامِرٍ السَّعْدِيُّ، كَانَ يَنْزِلُ
فِي بَنِي رِفَاعَةَ. وَرَوَاهُ أَيْضًا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ مَوْصُولًا
بَابُ الْقَوَدِ بَيْنَ الرِّجَالِ
وَالنِّسَاءِ، وَبَيْنَ الْعَبِيدِ فِيمَا دُونَ النَّفْسِ
قَالَ الْبُخَارِيُّ فِي
التَّرْجَمَةِ: يُذْكَرُ عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه: تُقَادُ الْمَرْأَةُ مِنَ الرَّجُلِ
فِي كُلِّ عَمْدٍ يَبْلُغُ نَفْسَهُ فَمَا دُونَهَا مِنَ الْجِرَاحِ، وَبِهِ قَالَ
عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَأَبُو الزِّنَادِ عَنْ أَصْحَابِهِ، قَالَ:
وَجَرَحَتْ أُخْتُ الرُّبَيِّعِ إِنْسَانًا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: الْقِصَاصُ
قَالَ الشَّيْخُ: أَمَّا الرِّوَايَةُ فِي ذَلِكَ عَنِ الْعُمَرَيْنِ فَقَدْ
مَضَتْ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ فِي كِتَابٍ لِعُمَرَ بْنِ
عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: يُقَادُ
الْمَمْلُوكُ مِنَ الْمَمْلُوكِ فِي كُلِّ عَمْدٍ يَبْلُغُ نَفْسَهُ فَمَا دُونَ
ذَلِكَ
١٥٩٦٨ - وَأَمَّا حَدِيثُ أُخْتِ
الرُّبَيِّعِ فَأَخْبَرْنَاهُ أَبُو مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، أنبأ أَبُو سَعِيدِ
بْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، ثنا
عَفَّانُ، ثنا حَمَّادٌ، ثنا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ فَذَكَرَهُ وَذَلِكَ يَرِدُ بِتَمَامِهِ
فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ وَخَالَفَهُ حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، فَقَالَ:
لَطَمَتِ الرُّبَيِّعُ بِنْتُ مُعَوِّذٍ جَارِيَةً فَكَسَرَتْ ثَنِيَّتَهَا
وَثَابِتٌ أَحْفَظُ، وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُمَا قِصَّتَانِ، وَهَذَا هُوَ
الْأَظْهَرُ وَرُوِيَ فِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رضي الله
عنهما
١٥٩٦٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ
أَبِي إِسْحَاقَ، أنبأ أَبُو الْحَسَنِ الطَّرَائِفِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ
سَعِيدٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ
عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ ⦗٧٢⦘ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى﴾ [البقرة: ١٧٨] قَالَ: كَانُوا لَا يَقْتُلُونَ
الرَّجُلَ بِالْمَرْأَةِ، وَلَكِنْ يَقْتُلُونَ الرَّجُلَ بِالرَّجُلِ،
وَالْمَرْأَةَ بِالْمَرْأَةِ، فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل: ﴿النَّفْسَ بِالنَّفْسِ﴾ [المائدة: ٤٥] قَالَ: فَجَعَلَ الْأَحْرَارَ فِي
الْقِصَاصِ سَوَاءً فِيمَا بَيْنَهُمْ فِي الْعَمْدِ، رِجَالَهُمْ وَنِسَاءَهُمْ
فِي النَّفْسِ وَفِيمَا دُونَ النَّفْسِ، وَجَعَلَ الْعَبِيدَ مُسْتَوِينَ فِيمَا
بَيْنَهُمْ فِي الْعَمْدِ فِي النَّفْسِ وَفِيمَا دُونَ النَّفْسِ، رِجَالَهُمْ
وَنِسَاءَهُمْ
١٥٩٧٠ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ
أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا
عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ
أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْأَشَجِّ، أَنَّ السُّنَّةَ مَضَتْ فِيمَا
بَلَغَهُ بِذَلِكَ: إِذَا كَانَا حُرَّيْنِ، يَعْنِي الرَّجُلَ وَالْمَرْأَةَ،
فَإِنْ فَقَأَ عَيْنَهَا فُقِئَتْ عَيْنُهُ قَالَ: وَبَلَغَنِي عَنْ زَيْدِ بْنِ
ثَابِتٍ مِثْلُ ذَلِكَ، أَنَّهُ يُقْتَلُ بِهَا وَيُقْتَصُّ مِنْهُ وَأَمَّا
الرِّوَايَةُ فِيهِ عَنِ التَّابِعِينَ
١٥٩٧١ - فَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ
عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الرَّفَّاءُ الْبَغْدَادِيُّ، أنبأ أَبُو
عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ
الْقَاضِي، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، وَعِيسَى بْنُ مِينَا، قَالَا:
ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «كَانَ مَنْ
أَدْرَكْتُ مِنْ فُقَهَائِنَا الَّذِينَ يُنْتَهَى إِلَى قَوْلِهِمْ مِنْهُمْ
سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَالْقَاسِمُ بْنُ
مُحَمَّدٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَخَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ
ثَابِتٍ، وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ وَسُلَيْمَانُ بْنُ
يَسَارٍ، فِي مَشْيَخَةٍ جُلَّةُ سِوَاهُمْ مِنْ نُظَرَائِهِمْ أَهْلُ فِقْهٍ
وَفَضْلٍ، وَرُبَّمَا اخْتَلَفُوا فِي الشَّيْءِ فَأَخَذْنَا بِقَوْلِ
أَكْثَرِهِمْ وَأَفْضَلِهِمْ رَأْيًا وَكَانَ الَّذِي وَعَيْتُ عَنْهُمْ عَلَى
هَذِهِ الْقِصَّةِ، أَنَّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ: الْمَرْأَةُ تُقَادُ مِنَ
الرَّجُلِ عَيْنًا بِعَيْنٍ، وَأُذُنًا بِأُذُنٍ، وَكُلُّ شَيْءٍ مِنَ الْجِرَاحِ عَلَى
ذَلِكَ، وَإِنْ قَتَلَهَا قُتِلَ بِهَا» وَرُوِّينَاهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ
وَغَيْرِهِ
وَرَوَى سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ،
عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: الْقِصَاصُ بَيْنَ الرَّجُلِ
وَالْمَرْأَةِ فِي الْعَمْدِ وَعَنْ جَابِرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، مِثْلَهُ
١٥٩٧٢
- وَعَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ،
عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، مِثْلَهُ: أَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ
الْأَصْبَهَانِيُّ، أنبأ أَبُو نَصْرٍ الْعِرَاقِيُّ، ثنا سُفْيَانُ
الْجَوْهَرِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ،
ثنا سُفْيَانُ، فَذَكَرَهُنَّ وَرُوِّينَا عَنِ الشَّعْبِيِّ، وَإِبْرَاهِيمَ،
بِخِلَافِهِ فِيمَا دُونَ النَّفْسِ
بَابُ النَّفَرِ يَقْتُلُونَ
الرَّجُلَ
١٥٩٧٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ
أَبِي إِسْحَاقَ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنبأ
الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنبأ الشَّافِعِيُّ، أنبأ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ
يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ
الْخَطَّابِ، رضي الله عنه، قَتَلَ نَفَرًا خَمْسَةً أَوْ سَبْعَةً بِرَجُلٍ
قَتَلُوهُ قُتِلَ غِيلَةً وَقَالَ: لَوْ تَمَالَأَ عَلَيْهِ أَهْلُ صَنْعَاءَ
لَقَتَلْتُهُمْ جَمِيعًا
١٥٩٧٤
- قَالَ الْبُخَارِيُّ فِي تَرْجَمَةِ
الْبَابِ: قَالَ لِيَ ابْنُ بَشَّارٍ: ثنا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ
نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ غُلَامًا قُتِلَ غِيلَةً، فَقَالَ عُمَرُ رضي
الله عنه: لَوِ
اشْتَرَكَ فِيهَا أَهْلُ صَنْعَاءَ لَقَتَلْتُهُمْ أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ
الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أَنْبَأَ أَبُو الْحَسَنِ الْكَارِزِيُّ، أَنْبَأَ
عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ
سَعِيدٍ، فَذَكَرَهُ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ صَبِيًّا قُتِلَ بِصَنْعَاءَ
غِيلَةً، فَقَتَلَ عُمَرُ رضي الله عنه بِهِ سَبْعَةً، وَقَالَ: لَوِ اشْتَرَكَ
فِيهِ أَهْلُ صَنْعَاءَ لَقَتَلْتُهُمْ
١٥٩٧٥ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، أنبأ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، ثنا الْحَسَنُ
بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنبأ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ
نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ ⦗٧٤⦘ عُمَرَ، رضي الله عنه قَتَلَ سَبْعَةً مِنْ
أَهْلِ صَنْعَاءَ اشْتَرَكُوا فِي دَمِ غُلَامٍ، وَقَالَ: "لَوْ تَمَالَأَ
عَلَيْهِ أَهْلُ صَنْعَاءَ لَقَتَلْتُهُمْ جَمِيعًا قَالَ الشَّيْخُ: هَذَا
يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ، وَالْأَوَّلُ يَحْيَى الْقَطَّانُ قَالَ
الْبُخَارِيُّ: وَقَالَ مُغِيرَةُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ أَرْبَعَةً
قَتَلُوا صَبِيًّا، فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: مِثْلَهُ
١٥٩٧٦ - أَخْبَرَنَاهُ أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ
أَبِي إِسْحَاقَ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي
عَمْرٍو، قَالُوا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا بَحْرُ
بْنُ نَصْرٍ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، أَنَّ
الْمُغِيرَةَ بْنَ حَكِيمٍ الصَّنْعَانِيَّ، حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ
امْرَأَةً، بِصَنْعَاءَ غَابَ عَنْهَا زَوْجُهَا وَتَرَكَ فِي حِجْرِهَا ابْنًا
لَهُ مِنْ غَيْرِهَا، غُلَامٌ يُقَالُ لَهُ: أَصِيلٌ فَاتَّخَذَتِ الْمَرْأَةُ
بَعْدَ زَوْجِهَا خَلِيلًا، فَقَالَتْ لِخَلِيلِهَا: إِنَّ هَذَا الْغُلَامَ
يَفْضَحُنَا فَاقْتُلْهُ، فَأَبَى، فَامْتَنَعَتْ مِنْهُ فَطَاوَعَهَا،
وَاجْتَمَعَ عَلَى قَتْلِهُ الرَّجُلُ وَرَجُلٌ آخَرُ وَالْمَرْأَةُ وَخَادِمُهَا،
فَقَتَلُوهُ ثُمَّ قَطَّعُوهُ أَعْضَاءً، وَجَعَلُوهُ فِي عَيْبَةٍ مِنْ أَدَمٍ
فَطَرَحُوهُ فِي رَكِيَّةٍ فِي نَاحِيَةِ الْقَرْيَةِ، وَلَيْسَ فِيهَا مَاءٌ
ثُمَّ صَاحَتِ الْمَرْأَةُ فَاجْتَمَعَ النَّاسُ فَخَرَجُوا يَطْلُبُونَ
الْغُلَامَ قَالَ: فَمَرَّ رَجُلٌ بِالرَّكِيَّةِ الَّتِي فِيهَا الْغُلَامُ
فَخَرَجَ مِنْهَا الذُّبَابُ الْأَخْضَرُ، فَقُلْنَا: وَاللهِ إِنَّ فِي هَذِهِ
لِجِيفَةً، وَمَعَنَا خَلِيلُهَا، فَأَخَذَتْهُ رِعْدَةٌ، فَذَهَبْنَا بِهِ
فَحَبَسْنَاهُ وَأَرْسَلْنَا رَجُلًا فَأَخْرَجَ الْغُلَامَ، فَأَخَذْنَا
الرَّجُلَ فَاعْتَرَفَ فَأَخْبَرْنَا الْخَبَرَ فَاعْتَرَفَتِ الْمَرْأَةُ
وَالرَّجُلُ الْآخَرُ وَخَادِمُهَا، فَكَتَبَ يَعْلَى، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ أَمِيرٌ
بِشَأْنِهِمْ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ رضي الله عنه بِقَتْلِهِمْ جَمِيعًا،
وَقَالَ: "وَاللهِ لَوْ أَنَّ أَهْلَ صَنْعَاءَ شَرِكُوا فِي قَتْلِهِ
لَقَتَلْتُهُمْ أَجْمَعِينَ وَرُوِّينَا عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: خَرَجَ قَوْمٌ وَصَحِبَهُمْ رَجُلٌ فَقَدِمُوا وَلَيْسَ
مَعَهُمْ، فَاتَّهَمَهُمْ أَهْلُهُ فَقَالَ شُرَيْحٌ: شُهُودَكُمْ أَنَّهُمْ
قَتَلُوا صَاحِبَكُمْ، وَإِلَّا حَلَفُوا بِاللهِ مَا قَتَلُوهُ فَأَتَوْا بِهِمْ
عَلِيًّا رضي الله عنه قَالَ سَعِيدٌ: وَأَنَا عِنْدَهُ، فَفَرَّقَ بَيْنَهُمْ
فَاعْتَرَفُوا قَالَ: فَسَمِعْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه يَقُولُ: أَنَا أَبُو
حَسَنٍ الْقَرْمُ، فَأَمَرَ بِهِمْ عَلِيٌّ رضي الله عنه فَقُتِلُوا
بَابُ الِاثْنَيْنِ أَوْ أَكْثَرَ
يَقْطَعَانِ يَدَ رَجُلٍ مَعًا
١٥٩٧٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، أنبأ أَبُو الْوَلِيدِ الْفَقِيهُ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا
يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنبأ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ
عَامِرٍ يَعْنِي الشَّعْبِيَّ ح ⦗٧٥⦘ وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنبأ الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ: عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: أَنَّ رَجُلَيْنِ أَتَيَا عَلِيًّا رضي الله عنه فَشَهِدَا عَلَى رَجُلٍ أَنَّهُ
سَرَقَ، فَقَطَعَ عَلِيٌّ رضي الله عنه يَدَهُ، ثُمَّ أَتَيَاهُ بِآخَرَ فَقَالَا:
«هَذَا الَّذِي سَرَقَ، وَأَخْطَأْنَا عَلَى الْأَوَّلِ فَلَمْ يُجِزْ
شَهَادَتَهُمَا عَلَى الْآخَرِ، وَغَرَّمَهُمَا دِيَةَ يَدِ الْأَوَّلِ، وَقَالَ:
لَوْ أَعْلَمُكُمَا تَعَمَّدْتُمَا لَقَطَعْتُكُمَا» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي
تَرْجَمَةِ الْبَابِ
بَابُ مَنْ عَلَيْهِ الْقِصَاصُ فِي
الْقَتْلِ وَمَا دُونَهُ
١٥٩٧٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، وَأَبُو مُحَمَّدِ بْنُ مُوسَى
قَالَا: أنبأ مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أنبأ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ،
وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَا: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حَمَّادٍ،
عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ:
«رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ: عَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ، وَعَنِ
الْمَعْتُوهِ حَتَّى يُفِيقَ، وَعَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ»
١٥٩٧٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ
اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمِهْرَجَانِيُّ، أنبأ أَبُو بَكْرٍ
مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
الْعَبْدِيُّ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: قَالَ مَالِكٌ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ
سَعِيدٍ، أَنَّ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ، كَتَبَ إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي
سُفْيَانَ أَنَّهُ أُتِيَ بِمَجْنُونٍ قَتَلَ رَجُلًا، فَكَتَبَ إِلَيْهِ
مُعَاوِيَةُ أَنِ اعْقِلْهُ وَلَا تُقِدْ مِنْهُ، فَإِنَّهُ لَيْسَ عَلَى
مَجْنُونٍ قَوَدٌ
١٥٩٨٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ
أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا
عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، قَالَ:
وَحَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أنبأ مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّ
مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ، كَتَبَ إِلَى مُعَاوِيَةَ يَذْكُرُ لَهُ أَنَّهُ أُتِيَ
بِسَكْرَانَ قَدْ قَتَلَ رَجُلًا، فَكَتَبَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ أَنِ اقْتُلْهُ
بِهِ
جُمَّاعُ أَبْوَابِ صِفَةِ قَتْلِ
الْعَمْدِ وَشِبْهِ الْعَمْدِ
بَابُ عَمْدِ الْقَتْلِ بِالسَّيْفِ
أَوِ السِّكِّينِ أَوْ مَا يُشَقُّ بِحَدِّهِ
١٥٩٨١ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو وَقَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ
مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو أُمَيَّةَ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا
سُفْيَانُ، وَحَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ
الْعَلَوِيُّ رحمه الله إِمْلَاءً، وَقِرَاءَةً، أنبأ أَبُو حَامِدِ بْنُ
الشَّرْقِيِّ، ثنا سَخْتَوَيْهِ بْنُ مَازَيَارَ، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ
السَّدُوسِيُّ، ثنا شُعْبَةُ، وَسُفْيَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي عَازِبٍ،
عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «كُلُّ شَيْءٍ
خَطَأٌ إِلَّا السَّيْفَ، وَلِكُلِّ خَطَأٍ أَرْشٌ» لَفْظُ حَدِيثِ الْعَلَوِيِّ
١٥٩٨٢ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ
عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنبأ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ،
ثنا تَمْتَامُ، ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ رَجُلٍ،
عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ
خَطَأً إِلَّا السَّيْفَ يَعْنِي الْحَدِيدَةَ، وَلِكُلِّ خَطَأٍ أَرْشٌ»
١٥٩٨٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ
الْمَلِكِ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الزَّاهِدُ، وَأَبُو نَصْرٍ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ
الْعَزِيزِ بْنِ قَتَادَةَ، قَالَا: أنبأ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْفَضْلِ
بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، أنبأ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ
أَبِي شَيْبَةَ، ثنا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا
قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ بِنْتِ
النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ
ﷺ قَالَ: «كُلُّ شَيْءٍ سِوَى الْحَدِيدَةِ خَطَأٌ، وَلِكُلِّ خَطَأٍ أَرْشٌ»
مَدَارُ هَذَا الْحَدِيثِ عَلَى جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ، وَقَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ،
وَلَا يُحْتَجُّ بِهِمَا
بَابُ عَمْدِ الْقَتْلِ بِالْحَجَرِ
وَغَيْرِهِ مِمَّا الْأَغْلَبُ أَنَّهُ لَا يُعَاشُ مِنْ مِثْلِهِ
١٥٩٨٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ
اللهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنبأ أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ،
ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنبأ
شُعْبَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ جَارِيَةً
خَرَجَتْ عَلَيْهَا أَوْضَاحٌ فَأَخَذَهَا يَهُودِيٌّ فَرَضَخَ رَأْسَهَا
بِحَجَرٍ، وَأَخَذَ مَا عَلَيْهَا، فَأُتِيَ بِهَا رَسُولَ اللهِ ﷺ وَبِهَا رَمَقٌ
فَقَالَ: لَهَا رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَنْ قَتَلَكِ، فُلَانٌ؟» قَالَتْ بِرَأْسِهَا:
لَا فَقَالُوا: الْيَهُودِيُّ؟ قَالَتْ بِرَأْسِهَا: نَعَمْ فَأَخَذَهُ رَسُولُ
اللهِ ﷺ، فَرَضَخَ رَأْسَهُ بَيْنَ حَجَرَيْنِ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ
وَمُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ
١٥٩٨٥ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَخْتَوَيْهِ، ⦗٧٧⦘ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أنبأ أَبُو عُمَرَ، وَأَبُو سَلَمَةَ، قَالَا: ثنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ جَارِيَةً وَجَدُوا رَأْسَهَا بَيْنَ حَجَرَيْنِ، فَقِيلَ لَهَا: مَنْ فَعَلَ بِكِ هَذَا، أَفُلَانٌ أَفُلَانٌ؟ حَتَّى سُمِّيَ الْيَهُودِيُّ، فَأَوْمَتْ بِرَأْسِهَا فَأُخِذَ فَجِيءَ بِهِ فَاعْتَرَفَ فَأَمَرَ النَّبِيُّ ﷺ فَرَضَّ رَأْسَهُ بِحِجَارَةٍ وَقَالَ أَبُو سَلَمَةَ: بَيْنَ حَجَرَيْنِ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي
الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ هَدَّابِ بْنِ
خَالِدٍ، عَنْ هَمَّامٍ
١٥٩٨٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ
الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارُ، بِبَغْدَادَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ
سَلْمَانَ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ
جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ
عُمَرَ، رضي الله عنه، سَأَلَ النَّاسَ فِي الْجَنِينِ، فَقَامَ حَمَلُ بْنُ
مَالِكِ بْنِ النَّابِغَةِ فَقَالَ: كُنْتُ بَيْنَ امْرَأَتَيْنِ لِي فَضَرَبَتْ
إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى بِعَمُودٍ، وَفِي بَطْنِهَا جَنِينٌ فَقَتَلَهُ، فَقَضَى
رَسُولُ اللهِ ﷺ فِي الْجَنِينِ بِغُرَّةٍ، وَقَضَى أَنْ تُقْتَلَ الْمَرْأَةُ
بِالْمَرْأَةِ وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ، وَفِيمَا ذَكَرَ أَبُو عِيسَى
التِّرْمِذِيُّ، فِي كِتَابِ الْعِلَلِ قَالَ: سَأَلْتُ مُحَمَّدًا يَعْنِي
الْبُخَارِيَّ، عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ رَوَاهُ
ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،
وَابْنُ جُرَيْجٍ حَافَظٌ قَالَ الشَّيْخُ: هُوَ كَمَا قَالَ الْبُخَارِيُّ فِي
وَصْلِ الْحَدِيثِ بِذِكْرِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِيهِ، إِلَّا أَنَّ فِي لَفْظِهِ
زِيَادَةً لَمْ أَجِدْهَا فِي شَيْءٍ مِنْ طُرُقِ هَذَا الْحَدِيثِ، وَهِيَ:
قَتْلُ الْمَرْأَةِ بِالْمَرْأَةِ وَفِي حَدِيثِ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
مَوْصُولًا، وَحَدِيثِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ مُرْسَلًا، وَحَدِيثِ جَابِرٍ
وَأَبِي هُرَيْرَةَ، مَوْصُولًا، ثَابِتًا أَنَّهُ قَضَى بِدِيَتِهَا عَلَى
الْعَاقِلَةِ ⦗٧٨⦘
١٥٩٨٧
- وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ
الْحَارِثِ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنبأ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ
الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سَعِيدٍ، ثنا الْعَبَّاسُ
بْنُ يَزِيدَ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبأ ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو
بْنُ دِينَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ طَاوُسًا يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَذَكَرَ
الْحَدِيثَ بِنَحْوِهِ، وَقَالَ فِيهِ: فَقَضَى رَسُولُ اللهِ ﷺ فِي جَنِينِهَا
بِغُرَّةٍ، وَأَنْ تُقْتَلَ بِهَا قَالَ: فَقُلْتُ لِعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ:
أَخْبَرَنِي ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَضَى بِدِيَتِهَا، وَبِغُرَّةٍ
فِي جَنِينِهَا، فَقَالَ: لَقَدْ شَكَّكْتَنِي،
١٥٩٨٨
- وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ
الْحَارِثِ، أنبأ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ
الْبُرْسَانِيُّ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، فَذَكَرَ
الْحَدِيثَ بِنَحْوِهِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَقُلْتُ لِعُمَرَ: وَلَا
أَخْبَرَنِي ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ: شَكَّكْتَنِي
١٥٩٨٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ
بْنُ الْحَسَنِ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو وَغَيْرُهُمَا، قَالُوا: ثنا
أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا ابْنُ
وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْأَشَجِّ،
عَنْ عُبَيْدَةَ بْنِ مُسَافِعٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ:
بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ ﷺ: يَقْسِمُ شَيْئًا أَقْبَلَ رَجُلٌ فَأَكَبَّ عَلَيْهِ
فَطَعَنَهُ بِعُرْجُونٍ كَانَ مَعَهُ فَجُرِحَ الرَّجُلُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ
اللهِ ﷺ: «تَعَالَ فَاسْتَقِدْ» فَقَالَ: بَلْ عَفَوْتُ يَا رَسُولَ اللهِ
١٥٩٩٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ
بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ، أنبأ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا
يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، ثنا
عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، أنبأ الْحَجَّاجُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ،
أنبأ أَشْيَاخُنَا الَّذِينَ أَدْرَكُوا النَّبِيَّ ﷺ، أَنَّ رَجُلًا رَمَى
رَجُلًا بِحَجَرٍ فَأَقَادَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ بِهِ
١٥٩٩١ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ
بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَالِينِيُّ، أنبأ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، أنبأ أَبُو
خَلِيفَةَ، ثنا مُسَدَّدٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ
عِلَاقَةَ، عَنْ مِرْدَاسٍ، أَنَّ رَجُلًا رَمَى رَجُلًا بِحَجَرٍ فَقَتَلَهُ،
فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيَّ ﷺ فَأَقَادَهُ مِنْهُ
١٥٩٩٢ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ
الْحَارِثِ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنبأ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا
عَبْدَانُ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ حُمَيْدٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ، عَنْ
زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ مِرْدَاسِ بْنِ ⦗٧٩⦘ عُرْوَةَ، قَالَ: رَمَى رَجُلٌ مِنَ الْحِيِّ أَخًا لِي فَقَتَلَهُ، فَفَرَّ فَوَجَدْنَاهُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، فَانْطَلَقْنَا بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ فَأَقَادَنَا مِنْهُ
١٥٩٩٣ - وَرُوِّينَا عَنْ بِشْرِ بْنِ
حَازِمٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الْبَرَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «مَنْ عَرَضَ عَرَضْنَا لَهُ، وَمَنْ حَرَقَ
حَرَقْنَاهُ، وَمَنْ غَرَّقَ غَرَّقْنَاهُ» وَهُوَ فِيمَا أَنْبَأَنِيهِ أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ إِجَازَةً، أنبأ أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ
هَارُونَ بْنِ مَنْصُورٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي
بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيِّ، ثنا بِشْرٌ، فَذَكَرَهُ
١٥٩٩٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ
الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنبأ أَبُو الْحَسَنِ الْكَارِزِيُّ، أنبأ عَلِيُّ بْنُ
عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، ثنا يَزِيدُ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ
أَرْطَاةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ جَرْوَةَ بْنِ حَمِيلٍ، عَنْ عُمَرَ، رضي
الله عنه، قَالَ: لَيَضْرِبَنَّ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ بِمِثْلِ آكِلَةِ اللَّحْمِ،
ثُمَّ يَرَى أَنِّي لَا أُقِيدُهُ وَاللهِ لَأُقِيدَنَّهُ مِنْهُ تَابَعَهُ
إِسْرَائِيلُ عَنْ زَيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ جَرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
عُمَرَ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: قال يزيد قَالَ الْحَجَّاجُ: آكِلَةُ اللَّحْمِ
يَعْنِي عَصًا مُحَدَّدَةً قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنَ
الْحُكْمِ أَنَّهُ رَأَى الْقَوَدَ فِي الْقَتْلِ بِغَيْرِ حَدِيدَةٍ، وَذَلِكَ
إِذَا كَانَ مِثْلُهُ يَقْتُلُ
١٥٩٩٥ - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ
أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا
عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ الْحَكَمِ، عَنِ ابْنِ
جُرَيْجٍ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عُبَيْدَ بْنَ
عُمَيْرٍ اللَّيْثِيَّ، قَالَ: يَنْطَلِقُ الرَّجُلُ الْأَيِّدُ إِلَى رَجُلٍ
يَضْرِبُهُ بِالْعَصَا حَتَّى يَقْتُلَهُ، ثُمَّ يَقُولُ: لَيْسَ بِعَمْدٍ وَأِيُّ
الْعَمْدِ أَعْمَدُ مِنْ ذَلِكَ؟
بَابُ شِبْهِ الْعَمْدِ
وَهُوَ مَا عَمَدَ إِلَى الرَّجُلِ
بِالْعَصَا الْخَفِيفَةِ أَوِ السَّوْطِ الضَّرْبُ الَّذِي الْأَغْلَبُ أَنَّهُ
لَا يُمَاتُ مِنْ مِثْلِهِ
١٥٩٩٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ
أَبِي إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ،
أنبأ الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنبأ الشَّافِعِيُّ، أنبأ ابْنُ عُيَيْنَةَ،
عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ، قَالَ: «أَلَا إِنَّ فِي
قَتِيلِ الْعَمْدِ الْخَطَأِ بِالسَّوْطِ أَوِ الْعَصَا مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ
مُغَلَّظَةً، مِنْهَا أَرْبَعُونَ خَلِفَةً فِي بُطُونِهَا أَوْلَادُهَا»
١٥٩٩٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ السُّكَّرِيَّ، يَقُولُ:
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، يَقُولُ: حَضَرْتُ مَجْلِسَ
الْمُزَنِيِّ يَوْمًا، وَسَأَلَهُ سَائِلٌ مِنَ الْعِرَاقِيِّينَ عَنْ شِبْهِ
الْعَمْدِ، فَقَالَ السَّائِلُ: إِنَّ اللهَ تبارك وتعالى وَصَفَ الْقَتْلَ فِي
كِتَابِهِ صِفَتَيْنِ عَمْدًا وَخَطَأً، فَلِمَ قُلْتُمْ: إِنَّهُ عَلَى ثَلَاثَةِ
أَصْنَافٍ؟ وَلِمَ قُلْتُمْ: شِبْهُ الْعَمْدِ؟ يَعْنِي فَاحْتَجَّ الْمُزَنِيُّ
بِهَذَا الْحَدِيثِ، فَقَالَ لَهُ مُنَاظِرُهُ: أَتَحْتَجُّ بِعَلِيِّ بْنِ زَيْدِ
بْنِ جُدْعَانَ؟ فَسَكَتَ الْمُزَنِيُّ، فَقُلْتُ لِمُنَاظِرِهِ: قَدْ رَوَى هَذَا
الْخَبَرَ غَيْرُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ فَقَالَ: وَمَنْ رَوَاهُ غَيْرُ عَلِيٍّ؟
قُلْتُ: رَوَاهُ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وَخَالِدٌ الْحَذَّاءُ قَالَ لِي:
فَمَنْ عُقْبَةُ بْنُ أَوْسٍ؟ فَقُلْتُ: عُقْبَةُ بْنُ أَوْسٍ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ
الْبَصْرَةِ، وَقَدْ رَوَاهُ عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ مَعَ جَلَالَتِهِ
فَقَالَ لِلْمُزَنِيِّ: أَنْتَ تُنَاظِرُ أَوْ هَذَا؟ فَقَالَ: إِذَا جَاءَ
الْحَدِيثُ فَهُوَ يُنَاظِرُ؛ لِأَنَّهُ أَعْلَمُ بِالْحَدِيثِ مِنِّي، ثُمَّ
أَتَكَلَّمُ أَنَا قَالَ الشَّيْخُ: أَمَّا حَدِيثُ أَيُّوبَ
١٥٩٩٨ - فَأَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدٍ
أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَلَفٍ الصُّوفِيُّ الْإِسْفَرَايِينِيُّ بِهَا، ثنا أَبُو
بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَزْدَادَ بْنِ مَسْعُودٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ،
أنبأ أَبُو عُمَرَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ رَبِيعَةَ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «قَتْلُ الْخَطَأِ
شِبْهُ الْعَمْدِ بِالسَّوْطِ وَالْعَصَا فِيهَا مِائَةٌ مِنَ الْإِبِلِ، مِنْهَا
أَرْبَعُونَ فِي بُطُونِهَا أَوْلَادُهَا» كَذَا قَالَ أَيُّوبُ، عَنِ الْقَاسِمِ
بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ
١٥٩٩٩ - وَأَمَّا حَدِيثُ خَالِدٍ
الْحَذَّاءِ، فَأَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، وَأَبُو
سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ، أنبأ الرَّبِيعُ، أنبأ الشَّافِعِيُّ، أنبأ الثَّقَفِيُّ، عَنْ خَالِدٍ
الْحَذَّاءِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ أَوْسٍ، عَنْ
رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ يَوْمَ فَتْحِ
مَكَّةَ: «أَلَا إِنَّ فِي قَتِيلِ الْخَطَأِ شِبْهِ الْعَمْدِ قَتِيلِ السَّوْطِ
وَالْعَصَا الدِّيَةَ مُغَلَّظَةً، مِنْهَا أَرْبَعُونَ فِي بُطُونِهَا
أَوْلَادُهَا» وَكَذَلِكَ رَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ وَقَدْ
رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ فَأَقَامَ إِسْنَادَهُ
١٦٠٠٠ - أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَلِيٍّ
الرُّوذْبَارِيُّ، أنبأ أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا
سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَمُسَدَّدٌ، قَالَا: ثنا حَمَّادٌ، عَنْ خَالِدٍ، عَنِ
الْقَاسِمِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ أَوْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ خَطَبَ يَوْمَ الْفَتْحِ بِمَكَّةَ: فَذَكَرَ
الْحَدِيثَ، ثُمَّ قَالَ: «أَلَا إِنَّ دِيَةَ قَتِيلِ الْخَطَأِ شِبْهِ الْعَمْدِ
مَا كَانَ بِالسَّوْطِ وَالْعَصَا مِائَةٌ مِنَ الْإِبِلِ مِنْهَا أَرْبَعُونَ فِي
بُطُونِهَا أَوْلَادُهَا» وَكَذَلِكَ رَوَاهُ وُهَيْبٌ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ
وَرُوِّينَا عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ
النَّبِيِّ ﷺ فِي قَتْلِ الْعَمْدِ وَشِبْهِ الْعَمْدِ وَقَتْلِ الْخَطَأِ،
وَذَلِكَ يَرِدُ إِنْ شَاءَ اللهُ فِي كِتَابِ الدِّيَاتِ
١٦٠٠١ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ
بْنُ الْحَسَنِ، وَأَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ
أَبِي عَمْرٍو، قَالُوا: أنبأ أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنبأ الرَّبِيعُ بْنُ
سُلَيْمَانَ، أنبأ الشَّافِعِيُّ، أنبأ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ قُتِلَ فِي
عِمِّيَّةٍ فِي رِمِّيَّا تَكُونُ بَيْنَهُمْ بِحِجَارَةٍ أَوْ جَلْدٍ بِالسَّوْطِ
أَوْ ضَرْبٍ بِعَصًا فَهُوَ خَطَأٌ، عَقْلُهُ عَقْلُ الْخَطَأِ، وَمَنْ قُتِلَ
عَمْدًا فَهُوَ قَوَدُ يَدِهِ، وَمَنْ حَالَ دُونَهُ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ
وَغَضَبُهُ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ» هَذَا مُرْسَلٌ
١٦٠٠٢ - وَقَدْ أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ
الرُّوذْبَارِيُّ، أنبأ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا عَبَّاسُ
بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ
كَثِيرٍ، ثنا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَنْ قُتِلَ فِي عِمِّيَّا أَوْ رِمِّيَّا تَكُونُ
بَيْنَهُمْ بِحَجَرٍ أَوْ بِعَصًا فَعَقْلُهُ عَقْلُ خَطَأٍ، وَمَنْ قُتِلَ
عَمْدًا فَقَوَدُ يَدَيْهِ، فَمَنْ حَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ
اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلَا
عَدْلٌ» قَوْلُهُ: فَعَقْلُهُ عَقْلُ خَطَأٍ يُرِيدُ بِهِ وَاللهُ أَعْلَمُ شِبْهَ
الْخَطَأِ، وَهُوَ شِبْهُ الْعَمْدِ وَقَوْلُهُ: فَهُوَ خَطَأٌ يُرِيدُ بِهِ
شِبْهَ خَطَأٍ، حَتَّى لَا يَجِبَ بِهِ الْقَوَدُ، وَقَدْ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ
الْمُرَادُ بِهِ الْخَطَأَ الْمَحْضَ، وَذَلِكَ أَنْ يَرْمِيَ شَيْئًا فَيُصِيبَ
غَيْرَهُ فَيَكُونَ عَقْلُهُ عَقْلَ الْخَطَأِ، وَاللهُ أَعْلَمُ
١٦٠٠٣ - وَقَدْ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ
بْنُ الْحَارِثِ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنبأ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا
أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الدَّارَكِيُّ، ثنا أَبُو حَاتِمٍ، ثنا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ ⦗٨٢⦘ عَبْدِ اللهِ الْمَخْزُومِيُّ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «شِبْهُ الْعَمْدِ مُغَلَّظَةٌ، وَلَا يُقْتَلُ بِهِ صَاحِبُهُ، وَذَلِكَ أَنْ يَنْزُوَ الشَّيْطَانُ بَيْنَ الْقَبِيلَةِ فَيَكُونُ بَيْنَهُمْ رِمِّيَّا
بِالْحِجَارَةِ فِي عِمِّيَّا فِي غَيْرِ ضَغِينَةٍ وَلَا حَمْلِ سِلَاحٍ»
١٦٠٠٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ
عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ، ثنا عِمْرَانُ، عَنْ
قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَنْ ضَرَبَ بِسَوْطٍ ظُلْمًا اقْتُصَّ مِنْهُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ»
بَابُ مَنْ سَقَى رَجُلًا سُمًّا
١٦٠٠٥ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ
الدَّارِمِيُّ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْحَجَبِيُّ، ثنا
خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ:
أَنَّ امْرَأَةً يَهُودِيَّةً أَتَتِ النَّبِيَّ ﷺ بِشَاةٍ مَسْمُومَةٍ فَأَكَلَ
مِنْهَا، فَجِيءَ بِهَا فَقَيلَ: أَلَا نَقْتُلُهَا؟ قَالَ: لَا قَالَ: فَمَا
زِلْتُ أَعْرِفُهَا فِي لَهَوَاتِ رَسُولِ اللهِ ﷺ
١٦٠٠٦
- وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ
سَلَمَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ
ابْنُ النَّضْرِ: أَنْبَأَ، وَقَالَ الْآخَرَانِ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبِ
بْنِ عَرَبِيٍّ، ثنا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، فَذَكَرَهُ بِمِثْلِ إِسْنَادِهِ،
إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَجِيءَ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ فَسَأَلَهَا عَنْ
ذَلِكَ قَالَتْ: أَرَدْتُ لِأَقْتُلَكَ، فَقَالَ: مَا كَانَ اللهُ لِيُسَلِّطَكِ
عَلَى ذَلِكَ، أَوْ قَالَ: عَلَيَّ قَالُوا: أَلَا نَقْتُلُهَا؟ قَالَ: لَا ثُمَّ
ذَكَرَ بَاقِيَ الْحَدِيثِ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنِ
الْحَجَبِيِّ وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَرَبِيٍّ
١٦٠٠٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ
الرُّوذْبَارِيُّ، أنبأ أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا
دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثنا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ قَالَ، وَثَنَا هَارُونُ
بْنُ عَبْدِ اللهِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا عَبَّادٌ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ
حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، وَأَبِي سَلَمَةَ، قَالَ هَارُونُ:
عَنْ ⦗٨٣⦘ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الْيَهُودِ أَهْدَتْ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ شَاةً مَسْمُومَةً، قَالَ: فَمَا عَرَضَ لَهَا النَّبِيُّ ﷺ
١٦٠٠٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ
الرُّوذْبَارِيُّ، أنبأ أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا
سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْمَهْرِيُّ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ،
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: كَانَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ يُحَدِّثُ أَنَّ يَهُودِيَّةً،
مِنْ أَهْلِ خَيْبَرَ سَمَّتْ شَاةً مَصْلِيَّةً، ثُمَّ أَهْدَتْهَا لِرَسُولِ
اللهِ ﷺ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ ﷺ الذِّرَاعَ فَأَكَلَ مِنْهَا، وَأَكَلَ رَهْطٌ
مِنْ أَصْحَابِهِ مَعَهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «ارْفَعُوا
أَيْدِيَكُمْ»، وَأَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ فَدَعَاهَا،
فَقَالَ لَهَا: «أَسَمَمْتِ هَذِهِ الشَّاةَ؟» قَالَتِ الْيَهُودِيَّةُ: مَنْ
أَخْبَرَكَ؟ قَالَ: «أَخْبَرَتْنِي هَذِهِ فِي يَدِي» لِلذِّرَاعِ قَالَتْ:
نَعَمْ، قَالَ: «فَمَا أَرَدْتِ إِلَى ذَلِكَ؟» قَالَتْ: قُلْتُ: إِنْ كَانَ
نَبِيًّا فَلَنْ يَضُرَّهُ، وَإِنْ لَمْ يكُنْ نَبِيًّا اسْتَرَحْنَا مِنْهُ
فَعَفَا عَنْهَا رَسُولُ اللهِ ﷺ، وَلَمْ يُعَاقِبْهَا، وَتُوُفِّيَ بَعْضُ
أَصْحَابِهِ الَّذِينَ أَكَلُوا مِنَ الشَّاةِ، وَاحْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ ﷺ عَلَى
كَاهِلِهِ مِنْ أَجْلِ الَّذِي أَكَلَ مِنَ الشَّاةِ، حَجَمَهُ أَبُو هِنْدٍ
بِالْقَرْنِ وَالشَّفْرَةِ، وَهُوَ مَوْلًى لِبَنِي بَيَاضَةَ مِنَ الْأَنْصَارِ
١٦٠٠٩
- وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ
الرُّذْبَارِيُّ، أنبأ أَبُو بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا وَهْبُ بْنُ
بَقِيَّةَ، ثنا خَالِدٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّ
رَسُولَ اللهِ ﷺ أَهْدَتْ لَهُ يَهُودِيَّةٌ بِخَيْبَرَ شَاةً مَصْلِيَّةً، نَحْوَ
حَدِيثِ جَابِرٍ قَالَ: فَمَاتَ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ،
فَأَرْسَلَ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ: "مَا حَمَلَكِ عَلَى الَّذِي صَنَعْتِ؟
فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ جَابِرٍ قَالَ: فَأَمَرَ بِهَا رَسُولُ اللهِ ﷺ
فَقُتِلَتْ، وَلَمْ يَذْكُرْ أَمْرَ الْحِجَامَةِ
١٦٠١٠ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثنا السَّرِيُّ بْنُ
خُزَيْمَةَ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، ثنا حَمَّادُ
بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ امْرَأَةً يَهُودِيَّةً دَعَتِ النَّبِيَّ ﷺ،
وَأَصْحَابًا لَهُ عَلَى شَاةٍ مَصْلِيَّةٍ، فَلَمَّا قَعَدُوا يَأْكُلُونَ أَخَذَ
رَسُولُ اللهِ ﷺ لُقْمَةً فَوَضَعَهَا ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «أَمْسِكُوا، إِنَّ
هَذِهِ الشَّاةَ مَسْمُومَةٌ»، فَقَالَ لِلْيَهُودِيَّةِ: «وَيْلَكِ لِأِيِّ
شَيْءٍ سَمَمْتِنِي؟» قَالَتْ: أَرَدْتُ أَنْ أَعْلَمَ إِنْ كُنْتَ نَبِيًّا
فَإِنَّهُ لَا يَضُرُّكَ، وَإِنْ كَانَ غَيْرُ ذَلِكَ أَنْ أُرِيحَ النَّاسَ
مِنْكَ فَأَكَلَ مِنْهَا بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ فَمَاتَ، فَقَتَلَهَا رَسُولُ
اللهِ ﷺ،
١٦٠١١
- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ
عَبْدَانَ، أنبأ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ
الثَّقَفِيُّ، ثنا أَبُو هَمَّامٍ الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ، ثنا عَبَّادُ بْنُ
الْعَوَّامِ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَتَلَهَا، يَعْنِي الَّتِي سَمَّتْهُ
١٦٠١٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنبأ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ
الْحَافِظُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ بُهْلُولٍ، ثنا أَبِي، ثنا ابْنُ
أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَبِيبَةَ، عَنْ
جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ يوْمَ خَيْبَرَ أُتِيَ بِشَاةٍ مَسْمُومَةٍ
مَصْلِيَّةٍ أَهْدَتْهَا لَهُ امْرَأَةٌ يَهُودِيَّةٌ، فَأَكَلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ
هُوَ وَبِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ فَمَرِضَا مَرَضًا شَدِيدًا عَنْهَا، ثُمَّ إِنَّ
بِشْرًا تُوُفِّيَ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ بَعَثَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِلَى
الْيَهُودِيَّةِ فَأُتِيَ بِهَا فَقَالَ: «وَيْحَكِ مَاذَا أَطْعَمْتِينَا؟»
قَالَتْ: أَطْعَمْتُكَ السُّمَّ، عَرَفْتُ إِنْ كُنْتَ نَبِيًّا أَنَّ ذَلِكَ لَا
يَضُرُّكَ، وَإِنَّ اللهَ سَيَبْلُغُ فِيكَ أَمْرُهُ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى غَيْرِ
ذَلِكَ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُرِيحَ النَّاسَ مِنْكَ فَأَمَرَ بِهَا رَسُولُ اللهِ ﷺ
فَصُلِبَتْ
١٦٠١٣
- وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، أنبأ أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ بَطَّةَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا
الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، ثنا الْوَاقِدِيُّ،
أنبأ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ لَبِيبَةَ، عَنْ جَدِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ رَسُولَ
اللهِ ﷺ أَمَرَ بِهَا فَصُلِبَتْ بَعْدَ أَنْ قَتَلَهَا قَالَ الْوَاقِدِيُّ:
الثَّبْتُ عِنْدَنَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَتَلَهَا وَأَمَرَ بِلَحْمِ الشَّاةِ
فَأُحْرِقَ قَالَ الشَّيْخُ: اخْتَلَفَتِ الرِّوَايَاتُ فِي قَتْلِهَا،
وَرِوَايَةُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَصَحُّهَا، وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ ﷺ فِي
الِابْتِدَاءِ لَمْ يُعَاقِبْهَا حِينَ لَمْ يمُتْ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ مِمَّا
أَكَلَ، فَلَمَّا مَاتَ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ أَمَرَ بِقَتْلِهَا، فَأَدَّى
كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الرُّوَاةِ مَا شَاهَدَ، وَاللهُ أَعْلَمُ
بَابُ الْحَالِ الَّتِي إِذَا قَتَلَ
بِهَا الرَّجُلُ أُقِيدَ مِنْهُ
١٦٠١٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أنبأ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدُوسٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ
إِسْمَاعِيلَ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ،
قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، قَبْلَ أَنْ يُصَابَ
بِأَيَّامٍ بِالْمَدِينَةِ وَقَفَ عَلَى حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ وَعُثْمَانَ
بْنِ حُنَيْفٍ، فَقَالَ: كَيْفَ فَعَلْتُمَا، تَخَافَانِ أَنْ تَكُونَا قَدْ
حَمَّلْتُمَا الْأَرْضَ مَا لَا تُطِيقُ؟ قَالَا: حَمَّلْنَاهَا أَمْرًا هِيَ لَهُ
مُطِيقَةٌ، وَقَالَ حُذَيْفَةُ: لَوْ حَمَّلْتُ عَلَيْهَا أُضْعِفَتْ، وَقَالَ
عُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفٍ: حَمَّلْتُهَا أَمْرًا هِيَ لَهُ مُطِيقَةٌ، مَا فِيهَا
كَبِيرُ فَضْلٍ قَالَ: انْظُرْ أَلَّا تَكُونَا حَمَّلْتُمَا الْأَرْضَ مَا لَا
تُطِيقُ، قَالَا: لَا فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: لَئِنْ سَلَّمَنِي اللهُ لَأَدَعَنَّ
أَرَامِلَ الْعِرَاقِ لَا يَحْتَجْنَ إِلَى رَجُلٍ بَعْدِي قَالَ: فَمَا أَتَتْ
عَلَيْهِ إِلَّا أَرْبَعَةٌ حَتَّى أُصِيبَ، قَالَ: وَإِنِّي لَقَائِمٌ مَا
بَيْنِي وَبَيْنَهُ إِلَّا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ غَدَاةَ ⦗٨٥⦘ أُصِيبَ، قَالَ: وَكَانَ إِذَا مَرَّ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ قَامَ، فَإِنْ رَأَى خَلَلًا قَالَ: اسْتَوُوا، حَتَّى إِذَا لَمْ يَرَ فِيهِمْ خَلَلًا تَقَدَّمَ فَكَبَّرَ قَالَ: وَرُبَّمَا قَرَأَ بِسُورَةِ يُوسُفَ أَوِ النَّحْلِ، أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ قَالَ: فَمَا
هُوَ إِلَّا أَنْ كَبَّرَ، قَالَ: فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: "قَتَلَنِي
الْكَلْبُ، أَوْ أَكَلَنِي الْكَلْبُ حِينَ طَعَنَهُ، فَطَارَ الْعِلْجُ
بِالسِّكِّينِ ذَاتِ طَرَفَيْنِ لَا يَمُرُّ عَلَى أَحَدٍ يَمِينًا، وَلَا
شِمَالًا إِلَّا طَعَنَهُ حَتَّى طَعَنَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا، فَمَاتَ
مِنْهُمْ تِسْعَةٌ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ طَرَحَ
عَلَيْهِ بُرْنُسًا، فَلَمَّا ظَنَّ الْعِلْجُ أَنَّهُ مَأْخُوذٌ نَحَرَ نَفْسَهُ
قَالَ: وَتَنَاوَلَ عُمَرُ يَدَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رضي الله عنهما فَقَدَّمَهُ
قَالَ: فَمَنْ يلِي عُمَرَ رضي الله عنه فَقَدْ رَأَى الَّذِي رَأَى، وَأَمَّا
نَوَاحِي الْمَسْجِدِ فَإِنَّهُمْ لَا يَدْرُونَ غَيْرَ أَنَّهُمْ فَقَدُوا صَوْتَ
عُمَرَ رضي الله عنه، وَهُمْ يَقُولُونَ سُبْحَانَ اللهِ سُبْحَانَ اللهِ قَالَ:
فَصَلَّى بِهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رضي الله عنه صَلَاةً خَفِيفَةً،
فَلَمَّا انْصَرَفُوا قَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ انْظُرْ مَنْ قَتَلَنِي فَجَالَ
سَاعَةً ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: غُلَامُ الْمُغِيرَةِ فَقَالَ: الصَّنِعُ؟ قَالَ:
نَعَمْ قَالَ: قَاتَلَهُ اللهُ لَقَدْ كُنْتُ أَمَرْتُ بِهِ مَعْرُوفًا،
فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يجْعَلْ مِيتَتِي بِيَدِ رَجُلٍ يَدَّعِي
الْإِسْلَامَ، وَقَالَ: قَدْ كُنْتَ أَنْتَ وَأَبُوكَ تُحِبَّانِ أَنْ تَكْثُرَ
الْعُلُوجُ بِالْمَدِينَةِ قَالَ: وَكَانَ الْعَبَّاسُ رضي الله عنه أَكْثَرَهُمْ
رَقِيقًا، فَقَالَ: إِنْ شِئْتَ فَعَلْنَا، أَيْ إِنْ شِئْتَ قَتَلْنَا قَالَ:
كَذَبْتَ، بَعْدَمَا تَكَلَّمُوا بِلِسَانِكُمْ وَصَلَّوْا قِبْلَتَكُمْ،
وَحَجُّوا حَجَّكُمْ فَاحْتُمِلَ إِلَى بَيْتِهِ فَانْطَلَقْنَا مَعَهُ قَالَ:
وَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ تُصِبْهُمْ مُصِيبَةٌ قَبْلَ يَوْمَئِذٍ، فَقَائِلٌ
يَقُولُ: لَا بَأْسَ، وَقَائِلٌ يَقُولُ: نَخَافُ عَلَيْهِ فَأُتِيَ بِنَبِيذٍ
فَشَرِبَهُ، فَخَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ، ثُمَّ أُتِيَ بِلَبَنٍ فَشَرِبَهُ فَخَرَجَ
مِنْ جُرْحِهِ فَعَرَفُوا أَنَّهُ مَيِّتٌ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي وَصَايَاهُ
وَأَمْرِ الشُّورَى رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُوسَى بْنِ
إِسْمَاعِيلَ
١٦٠١٥ - وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، وَأَبُو
بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ، قَالَا: ثنا الْحَسَنُ بْنُ
عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ الْمَعْمَرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حِسَابٍ،
ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ: كَانَ
أَبُو لُؤْلُؤَةَ لِلْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، فَذَكَرَ قِصَّتَهُ، قَالَ:
فَصَنَعَ خِنْجَرًا لَهُ رَأْسَانِ قَالَ: فَشَحَذَهُ وَسَمَّهُ وَقَالَ:
وَكَبَّرَ عُمَرُ رضي الله عنه، وَكَانَ لَا يُكَبِّرُ إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ
حَتَّى يَتَكَلَّمَ ⦗٨٦⦘ وَيَقُولَ: أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ فَجَاءَ فَقَامَ فِي الصَّفِّ بِحِذَائِهِ ممَّا يَلِي عُمَرَ رضي الله عنه فِي صَلَاةِ الْغَدَاةِ، فَلَمَّا
كَبَّرَ وَجَأَهُ عَلَى كَتِفِهِ، وَعَلَى مَكَانٍ آخَرَ، وَفِي خَاصِرَتِهِ،
فَسَقَطَ عُمَرُ رضي الله عنه، وَوَجَأَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا مَعَهُ،
فَأَفْرَقَ مِنْهُمْ سَبْعَةً وَمَاتَ سِتَّةٌ، وَاحْتُمِلَ عُمَرُ رضي الله عنه فَذُهِبَ
بِهِ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ: فَدَعَا بِشَرَابٍ لَيَنْظُرَ مَا مَدَى
جُرْحِهِ، فَأُتِيَ بِنَبِيذٍ فَشَرِبَهُ فَخَرَجَ، فَلَمْ يدْرِ أَدَمٌ هُوَ أَوْ
نَبِيذٌ، فَدَعَا بِلَبَنٍ فَأُتِيَ بِهِ فَشَرِبَهُ فَخَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ
قَالُوا: لَا بَأْسَ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: إِنْ يَكُنِ
الْقَتْلُ بَأْسًا فَقَدْ قُتِلْتُ
١٦٠١٦ - وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْجَلَّابُ، ثنا
مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا
زَائِدَةُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رضي الله عنه قَالَ:
"عَاشَ عُمَرُ رضي الله عنه ثَلَاثًا بَعْدَ أَنْ طُعِنَ، ثُمَّ مَاتَ
فَغُسِّلَ وَكُفِّنَ
بَابُ مَا جَاءَ فِي قَتْلِ
الْإِمَامِ وَجَرْحِهِ
١٦٠١٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ
بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنبأ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا
عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ، ثنا أَبُو صَالِحٍ يَعْنِي مَحْبُوبَ بْنَ مُوسَى، ثنا
الْفَزَارِيُّ يَعْنِي أَبَا إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي
نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي فِرَاسٍ، قَالَ: خَطَبَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله
عنه فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ: "أَلَا وَإِنِّي لَمْ أَبْعَثْ إِلَيْكُمْ
عُمَّالِي لِيَضْرِبُوا أَبْشَارَكُمْ، وَلَا لِيَأْخُذُوا أَمْوَالَكُمْ،
وَلَكِنْ بَعَثْتُهُمْ لِيُعَلِّمُوكُمْ دِينَكُمْ وَسُنَنَكُمْ، فَمَنْ فُعِلَ
بِهِ غَيْرُ ذَلِكَ فَلْيَرْفَعْهُ إِلِيَّ فَأُقِصَّهُ مِنْهُ فَقَامَ عَمْرُو
بْنُ الْعَاصِ رضي الله عنه فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَوْ أَنَّ
رَجُلًا أَدَّبَ بَعْضَ رَعِيَّتِهِ أَكُنْتَ مُقْتَصَّهُ مِنْهُ؟ فَقَالَ: إِي
وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَأُقِصَّنَّهُ مِنْهُ، وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ
ﷺ أَقَصَّ مِنْ نَفْسِهِ
١٦٠١٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، وَأَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قِرَاءَةً عَلَيْهِمَا،
وَأَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ السِّرَاجُ إِمْلَاءً،
قَالُوا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ،
ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ
بُكَيْرِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ عُبَيْدَةَ بْنِ مُسَافِعٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
الْخُدْرِيِّ، قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ، يَقْسِمُ شَيْئًا أَقْبَلَ رَجُلٌ
فَأَكَبَّ عَلَيْهِ، فَطَعَنَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ بِعُرْجُونٍ كَانَ مَعَهُ
فَجُرِحَ الرَّجُلُ، فَقَالَ لَهُ ⦗٨٧⦘ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «تَعَالَ فَاسْتَقِدْ» فَقَالَ: بَلْ عَفَوْتُ يَا رَسُولَ اللهِ
١٦٠١٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ
بْنُ الْحَسَنِ، وَأَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ
أَبِي عَمْرٍو، قَالُوا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا
بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ،
وَغَيْرِهِ أَخْبَرُوهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ رَأَى رَجُلًا مُتَخَلِّقًا
فَطَعَنَهُ بِقَدَحٍ كَانَ فِي يَدِهِ ثُمَّ قَالَ: «أَلَمْ أَنْهَكُمْ عَنْ
مِثْلِ هَذَا؟» فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَكَ
بِالْحَقِّ، وَإِنَّكَ قَدْ عَقَرْتَنِي فَأَلْقَى إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ ﷺ
الْقَدَحَ فَقَالَ لَهُ: «اسْتَقِدْ»، فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنَّكَ طَعَنْتَنِي
وَلَيْسَ عَلَيَّ ثَوْبٌ، وَعَلَيْكَ قَمِيصٌ، فَكَشَفَ لَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ عَنْ
بَطْنِهِ، فَأَكَبَّ عَلَيْهِ الرَّجُلُ فَقَبَّلَهُ هَذَا مُنْقَطِعٌ، وَقَدْ
رُوِيَ مَوْصُولًا
١٦٠٢٠ - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ عَبْدَانَ، أنبأ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا
وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، ثنا أَبِي، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي
سَوَادُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ، وَأَنَا مُتَخَلِّقٌ
بِخَلُوقٍ، فَلَمَّا رَآنِي قَالَ لِي: «يَا سَوَادُ بْنَ عَمْرٍو وخَلُوقُ
وَرْسٍ، أَوَ لَمْ أَنْهَ عَنِ الْخَلُوقِ؟»، وَنَخَسَنِي بِقَضِيبٍ فِي يَدِهِ
فِي بَطْنِي فَأَوْجَعَنِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ الْقِصَاصَ قَالَ:
«الْقِصَاصَ» فَكَشَفَ لِي عَنْ بَطْنِهِ فَجَعَلْتُ أُقَبِّلُهُ، ثُمَّ قُلْتُ:
يَا رَسُولَ اللهِ أَدَعُهُ شَفَاعَةً لِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَابَعَهُ عُمَرُ
بْنُ سَلِيطٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَوَادِ بْنِ عَمْرٍو
١٦٠٢١ - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْدَلَانِيُّ، ثنا
مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أنبأ يَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ السَّعْدِيُّ، ثنا
جَرِيرٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِيهِ،
قَالَ: كَانَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ رَجُلًا ضَاحِكًا مَلِيحًا قَالَ:
فَبَيْنَمَا هُوَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ ﷺ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ وَيُضْحِكُهُمْ
فَطَعَنَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بِأُصْبُعِهِ فِي خَاصِرَتِهِ، فَقَالَ: أَوْجَعْتَنِي،
قَالَ: «اقْتَصَّ» قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ عَلَيْكَ قَمِيصًا، وَلَمْ
يَكُنْ عَلَيَّ قَمِيصٌ، قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ ﷺ قَمِيصَهُ
فَاحْتَضَنَهُ، ثُمَّ جَعَلَ يُقَبِّلُ كَشْحَهُ، فَقَالَ: بِأَبِي أَنْتَ
وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ أَرَدْتُ هَذَا
١٦٠٢٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ
الرُّوذْبَارِيُّ، أنبأ أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا
مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ سُفْيَانَ، أنبأ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبأ مَعْمَرٌ،
عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ ⦗٨٨⦘ عَائِشَةَ، رضي الله عنها، أَنَّ رَسُولَ اللهِ
ﷺ بَعَثَ أَبَا جَهْمِ بْنَ حُذَيْفَةَ مُصَدِّقًا فَلَاجَّهُ رَجُلٌ فِي صَدَقَةٍ
فَضَرَبَهُ أَبُو جَهْمٍ فَشَجَّهُ، فَأَتَوَا النَّبِيَّ ﷺ فَقَالُوا: الْقَوَدَ
يَا رَسُولَ اللهِ فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «لَكُمْ كَذَا وَكَذَا»، فَلَمْ يَرْضَوْا،
فَقَالَ: «لَكُمْ كَذَا وَكَذَا»، فَلَمْ يَرْضَوْا، فَقَالَ: «لَكُمْ كَذَا
وَكَذَا»، فَرَضُوا فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إِنِّي خَاطِبٌ الْعَشِيَّةَ عَلَى
النَّاسِ وَمُخْبِرُهُمْ بِرِضَاكُمْ» فَقَالُوا: نَعَمْ فَخَطَبَ رَسُولُ اللهِ ﷺ
فَقَالَ: «إِنَّ هَؤُلَاءِ اللَّيْثِيِّينَ أَتَوْنِي يُرِيدُونَ الْقَوَدَ
فَعَرَضْتُ عَلَيْهِمْ كَذَا وَكَذَا فَرَضُوا، أَفَرَضِيتُمْ؟» قَالُوا: لَا،
فَهَمَّ الْمُهَاجِرُونَ بِهِمْ، فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللهِ ﷺ أَنْ يَكُفُّوا
عَنْهُمْ، فَكَفُّوا عَنْهُمْ، ثُمَّ دَعَاهُمْ فَزَادَهُمْ فَقَالَ:
«أَرَضِيتُمْ؟» قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: «إِنِّي خَاطِبٌ عَلَى النَّاسِ
وَمُخْبِرُهُمْ بِرِضَاكُمْ»، قَالُوا: نَعَمْ فَخَطَبَ رَسُولُ اللهِ ﷺ فَقَالَ:
«أَرَضِيتُمْ؟»، قَالُوا: نَعَمْ
١٦٠٢٣ - خَالَفَهُ يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ
الْأَيْلِيُّ، فَرَوَاهُ كَمَا أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، ثنا
أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ
وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ
اللهِ ﷺ اسْتَعْمَلَ أَبَا جَهْمٍ عَلَى صَدَقَةٍ فَضَرَبَ رَجُلًا مِنْ بَنِي
لَيْثٍ فَشَجَّهُ ذَا الْمُغَلَّظَتَيْنِ، فَسَأَلُوهُ الْقَوَدَ، فَأَرْضَاهُمْ
وَلَمْ يُقِدْ مِنْهُ
١٦٠٢٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ
الْحَارِثِ، أنبأ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنبأ عَبْدُ
الرَّزَّاقِ، ثنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، رضي
الله عنها، قَالَتْ: كَانَ رَجُلٌ أَسْوَدُ يَأْتِي أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه فَيُدْنِيهِ
وَيُقْرِئُهُ الْقُرْآنَ، حَتَّى بَعَثَ سَاعِيًا، أَوْ قَالَ: سَرِيَّةً،
فَقَالَ: أَرْسِلْنِي مَعَهُ، قَالَ: بَلْ تَمْكُثُ عِنْدَنَا فَأَتَى
فَأَرْسَلَهُ مَعَهُ وَاسْتَوْصَى بِهِ خَيْرًا، فَلَمْ يَغْبُرْ عَنْهُ إِلَّا
قَلِيلًا حَتَّى جَاءَ قَدْ قُطِعَتْ يَدُهُ، فَلَمَّا رَآهُ أَبُو بَكْرٍ رضي
الله عنه فَاضَتْ عَيْنَاهُ فَقَالَ: مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: مَا زِدْتُ عَلَى
أَنَّهُ كَانَ يُوَلِّينِي شَيْئًا مِنْ عَمَلِهِ فَخُنْتُهُ فَرِيضَةً وَاحِدَةً،
فَقَطَعَ يَدِي، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: تَجِدُونَ الَّذِي قَطَعَ هَذَا
يَخُونُ أَكْثَرَ مِنْ عِشْرِينَ فَرِيضَةً، وَاللهِ لَئِنْ كُنْتَ صَادِقًا
لَأُقِيدَنَّكَ بِهِ قَالَ: ثُمَّ أَدْنَاهُ، وَلَمْ يُحَوِّلْ مَنْزِلَتَهُ
الَّتِي كَانَتْ لَهُ مِنْهُ، فَكَانَ الرَّجُلُ يَقُومُ اللَّيْلَ فَيَقْرَأُ،
فَإِذَا سَمِعَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه صَوْتَهُ قَالَ: يَا لَلَّهِ لِرَجُلٍ
قَطَعَ هَذَا قَالَتْ: فَلَمْ يَغْبُرْ إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى فَقَدَ آلُ أَبِي
بَكْرٍ رضي الله عنه حُلِيًّا لَهُمْ وَمَتَاعًا، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله
عنه: طُرِقَ
الْحِيُّ اللَّيْلَةَ فَقَامَ الْأَقْطَعُ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَرَفَعَ
يَدَهُ الصَّحِيحَةَ وَالْأُخْرَى الَّتِي ⦗٨٩⦘ قُطِعَتْ فَقَالَ: اللهُمَّ أَظْهِرْ عَلَى مَنْ سَرَقَهُمْ أَوْ نَحْوَ هَذَا وَكَانَ مَعْمَرٌ رُبَّمَا قَالَ: اللهُمَّ أَظْهِرْ عَلَى مَنْ سَرَقَ أَهْلَ هَذَا الْبَيْتِ الصَّالِحِينَ قَالَ: فَمَا انْتَصَفَ النَّهَارُ حَتَّى عَثَرُوا عَلَى الْمَتَاعِ عِنْدَهُ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: وَيْلَكَ إِنَّكَ لَقَلِيلُ
الْعِلْمِ بِاللهِ، فَأَمَرَ بِهِ فَقُطِعَتْ رِجْلُهُ قَالَ مَعْمَرٌ:
وأَخْبَرَنِي أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، نَحْوَهُ إِلَّا أَنَّهُ
قَالَ: كَانَ إِذَا سَمِعَ أَبُو بَكْرٍ صَوْتَهُ قَالَ: مَا لَيْلُكَ بِلَيْلِ سَارِقٍ
وَالِاسْتِدْلَالُ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ وَقَعَ بِقَوْلِهِ: وَاللهِ لَئِنْ
كُنْتَ صَادِقًا لَأُقِيدَنَّكَ بِهِ
١٦٠٢٥ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ
الْحَسَنِ الْقَاضِي، وَأَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي،
وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالُوا: أنبأ أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ،
ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: وَسَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ عَبْدِ
اللهِ الْمَعَافِرِيَّ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ
الْحُبُلِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ
الصِّدِّيقَ، رضي الله عنه قَامَ يَوْمَ جُمُعَةٍ فَقَالَ: "إِذَا كَانَ
بِالْغَدَاةِ فَاحْضُرُوا صَدَقَاتِ الْإِبِلِ تُقْسَمُ، وَلَا يَدْخُلْ عَلَيْنَا
أَحَدٌ إِلَّا بِإِذْنٍ، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ لِزَوْجِهَا: خُذْ هَذَا الْخِطَامَ
لَعَلَّ اللهَ يَرْزُقُنَا جَمَلًا، فَأَبَى الرَّجُلُ فَوَجَدَ أَبَا بَكْرٍ،
وَعُمَرَ رضي الله عنهما قَدْ دَخَلُوا إِلَى الْإِبِلِ فَدَخَلَ مَعَهُمَا،
فَالْتَفَتَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه فَقَالَ: مَا أَدْخَلَكَ عَلَيْنَا؟ ثُمَّ
أَخَذَ مِنْهُ الْخِطَامَ فَضَرَبَهُ، فَلَمَّا فَرَغَ أَبُو بَكْرٍ مِنْ قَسْمِ
الْإِبِلِ دَعَا بِالرَّجُلِ فَأَعْطَاهُ الْخِطَامَ وَقَالَ: اسْتَقِدْ، فَقَالَ
لَهُ عُمَرُ: وَاللهِ لَا يَسْتَقِيدُ، لَا تَجْعَلْهَا سُنَّةً قَالَ أَبُو
بَكْرٍ: فَمَنْ لِي مِنَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه:
أَرْضِهِ فَأَمَرَ أَبُو بَكْرٍ
الصِّدِّيقُ رضي الله عنه غُلَامَهُ أَنْ يَأْتِيَهُ بِرَاحِلَتِهِ وَرَحْلِهَا
وَقَطِيفَةٍ وَخَمْسَةِ دَنَانِيرَ، فَأَرْضَاهُ بِهَا
١٦٠٢٦ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ، ثنا
أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا بَحْرٌ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ
أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، وَعُمَرَ بْنَ
الْخَطَّابِ، وَعُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، رضي الله عنهم، أَعْطَوَا الْقَوَدَ مِنْ
أَنْفُسِهِمْ، فَلَمْ يُسْتَقَدْ مِنْهُمْ وَهُمْ سَلَاطِينُ
١٦٠٢٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ
الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أنبأ أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، أنبأ
إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ، ثنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا حَمَّادُ
بْنُ سَلَمَةَ، أنبأ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو
بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ جَرِيرٍ، أَنَّ رَجُلًا كَانَ ذَا صَوْتٍ وَنِكَايَةٍ عَلَى
الْعَدُوِّ مَعَ أَبِي مُوسَى فَغَنِمُوا مَغْنَمًا فَأَعْطَاهُ أَبُو مُوسَى
نَصِيبَهُ وَلَمْ يُوفِّهِ، فَأَبَى أَنْ يَأْخُذَهُ إِلَّا جَمِيعًا، فَضَرَبَهُ
عِشْرِينَ سَوْطًا وَحَلَقَ رَأْسَهُ، فَجَمَعَ شَعْرَهُ وَذَهَبَ بِهِ إِلَى
عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ جَرِيرٌ: "وَأَنَا أَقْرَبُ النَّاسِ مِنْهُ،
وَقَدْ قَالَ حَمَّادٌ: وَأَنَا أَقْرَبُ الْقَوْمِ مِنْهُ، ⦗٩٠⦘ فَأَخْرَجَ شَعْرًا مِنْ جَيْبِهِ فَضَرَبَ بِهِ صَدْرَ عُمَرَ رضي الله عنه، قَالَ: مَا لَكَ؟ فَذَكَرَ
قِصَّتَهُ قَالَ: فَكَتَبَ عُمَرُ رضي الله عنه إِلَى أَبِي مُوسَى: سَلَامٌ
عَلَيْكَ، أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ فُلَانَ ابْنَ فُلَانٍ أَخْبَرَنِي بِكَذَا
وَكَذَا، وَإِنِّي أُقْسِمُ عَلَيْكَ إِنْ كُنْتَ فَعَلْتَ مَا فَعَلْتَ فِي
مَلَأٍ مِنَ النَّاسِ جَلَسْتَ لَهُ فِي مَلَأٍ مِنَ النَّاسِ فَاقْتَصَّ مِنْكَ،
وَإِنْ كُنْتَ فَعَلْتَ مَا فَعَلْتَ فِي خَلَاءٍ فَاقْعُدْ لَهُ فِي خَلَاءٍ
فَلْيَقْتَصَّ مِنْكَ قَالَ لَهُ النَّاسُ: اعْفُ عَنْهُ، قَالَ: لَا وَاللهِ، لَا
أَدَعُهُ لِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ فَلَمَّا دَفَعَ إِلَيْهِ الْكِتَابَ قَعَدَ
لِلْقَصَاصِ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ قَالَ: قَدْ عَفَوْتُ عَنْهُ
لِلَّهِ
بَابُ مَا جَاءَ فِي أَمْرِ
السَّيِّدِ عَبْدَهُ
١٦٠٢٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ
أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا الرَّبِيعُ، قَالَ: قَالَ
الشَّافِعِيُّ: قَالَ حَمَّادٌ: عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خِلَاسٍ، عَنْ عَلِيٍّ رضي
الله عنه، قَالَ: إِذَا أَمَرَ الرَّجُلُ عَبْدَهُ أَنْ يَقْتُلَ رَجُلًا،
فَإِنَّمَا هُوَ كَسَيْفِهِ أَوْ كَسَوْطِهِ، يُقْتَلُ الْمَوْلَى وَيُحْبَسُ
الْعَبْدُ فِي السِّجْنِ
بَابُ الرَّجُلِ يَحْبِسُ الرَّجُلَ
لِلْآخَرِ فَيَقْتُلُهُ
١٦٠٢٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ
أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الدَّامِغَانِيُّ بِبَيْهَقَ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ
اللهِ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا أَحْمَدُ، وَإِبْرَاهِيمُ، ابْنَا مُحَمَّدِ
بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَعْفَرٍ الصَّيْرَفِيَّانُ، ثنا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ الصَّفَّارُ، ثنا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ،
عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رضي الله عنه،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِذَا أَمْسَكَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ وَقَتَلَهُ
الْآخَرُ، يُقْتَلُ الَّذِي قَتَلَ، وَيُحْبَسُ الَّذِي أَمْسَكَ» قَالَ
الشَّيْخُ: هَذَا غَيْرُ مَحْفُوظٍ، وَقَدْ قِيلَ: عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
أُمَيَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ وَالصَّوَابُ مَا
١٦٠٣٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ
الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنبأ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عُبَيْدٍ،
ثنا سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
أُمَيَّةَ، قَالَ: قَضَى رَسُولُ اللهِ ﷺ فِي رَجُلٍ أَمْسَكَ رَجُلًا وَقَتَلَ
الْآخَرُ قَالَ: «يُقْتَلُ الْقَاتِلُ، وَيُحْبَسُ الْمُمْسِكُ» ⦗٩١⦘ وَعَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه أَنَّهُ قَضَى بِذَلِكَ
١٦٠٣١ - وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مَعْمَرٌ، عَنْ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، يَرْفَعُهُ قَالَ: «اقْتُلُوا الْقَاتِلَ،
وَاصْبِرُوا الصَّابِرَ» أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ،
أنبأ أَبُو الْحَسَنِ الْكَارِزِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ
أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْمُبَارَكِ يُحَدِّثُهُ،
عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ يَرْفَعُهُ قَالَ أَبُو
عُبَيْدٍ: قَوْلُهُ: اصْبِرُوا الصَّابِرَ يَعْنِي: احْبِسُوا الَّذِي حَبَسَهُ
بَابُ الْخِيَارِ فِي الْقِصَاصِ
قَالَ اللهُ تبارك وتعالى:
﴿فَمَنْ
عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ
بِإِحْسَانٍ﴾
١٦٠٣٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ
أَبِي إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ،
أنبأ الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنبأ الشَّافِعِيُّ، أنبأ مُعَاذُ بْنُ مُوسَى،
عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، قَالَ مُقَاتِلٌ:
أَخَذْتُ هَذَا التَّفْسِيرَ عَنْ نَفَرٍ، حَفِظَ مُعَاذٌ مِنْهُمْ: مُجَاهِدًا،
وَالْحَسَنَ وَالضَّحَّاكَ بْنَ مُزَاحِمٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿فَمَنْ عُفِيَ لَهُ
مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [البقرة: ١٧٨] الْآيَةَ، قَالَ: كَانَ كُتِبَ عَلَى
أَهْلِ التَّوْرَاةِ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ، حُقَّ أَنْ يُقَادَ
بِهَا، وَلَا يُعْفَى عَنْهُ، وَلَا يُقْبَلَ مِنْهُ الدِّيَةُ، وَفُرِضَ عَلَى
أَهْلِ الْإِنْجِيلِ أَنْ يُعْفَى عَنْهُ وَلَا يُقْتَلُ، وَرُخِّصَ لَأُمَّةِ
مُحَمَّدٍ ﷺ، إِنْ شَاءَ قَتَلَ، وَإِنْ شَاءَ أَخَذَ الدِّيَةَ، وَإِنْ شَاءَ
عَفَا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ﴾ [البقرة: ١٧٨] يَقُولُ: الدِّيَةُ تَخْفِيفٌ مِنَ
اللهِ؛ إِذْ جَعَلَ الدِّيَةَ، وَلَا يُقْتَلُ، ثُمَّ قَالَ: ﴿فَمَنِ اعْتَدَى
بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [البقرة: ١٧٨]، يَقُولُ: مَنْ قَتَلَ بَعْدَ أَخْذِ
الدِّيَةِ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ، وَقَالَ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَلَكُمْ فِي
الْقِصَاصِ حَيَاةٌ﴾ [البقرة: ١٧٩]،
يَقُولُ: لَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَنْتَهِي بِهَا بَعْضُكُمْ عَنْ بَعْضٍ
أَنْ يُصِيبَ مَخَافَةَ أَنْ يُقْتَلَ
١٦٠٣٣ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، أنبأ أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدُوسٍ،
وَأَبُو مُحَمَّدٍ الْكَعْبِيُّ، قَالَا: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا
يَزِيدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ ⦗٩٢⦘ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ﴾ [البقرة: ١٧٨]،
يَقُولُ: إِذَا قَتَلَ رَجُلٌ بِعَمْدٍ، فَعَفَا عَنْهُ وَلِيُّ الْمَقْتُولِ،
وَلَمْ يَقْتَصَّ مِنْهُ وَقَبِلَ الدِّيَةَ، فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ،
يَقُولُ: لِيُحْسِنِ الطَّلَبَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَطْلُوبِ فَقَالَ:
﴿وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ﴾ [البقرة: ١٧٨]،
يَقُولُ: لِيُؤَدِّ الْمَطْلُوبُ إِلَى الطَّالِبِ الدِّيَةَ بِإِحْسَانٍ، قَالَ:
وَكَانَ كَتَبَ عَلَى أَهْلِ التَّوْرَاةِ، فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ مِنْ رِوَايَةِ
الشَّافِعِيِّ، وَقَالَ فِي قَوْلِهِ: ﴿فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ
عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [البقرة: ١٧٨]،
يَقُولُ: مَنْ قَبِلَ الدِّيَةَ، ثُمَّ قَتَلَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ يَقُولُ
مُوجِعٌ: وَذَلِكَ أَنَّ الرَّجُلَ كَانَ إِذَا قُتِلَ حَمِيمٌ لَهُ تَوَارَى
الْقَاتِلُ، فَيَقُولُ وَلِيُّ الْمَقْتُولِ: إِنِّي أَقْبَلُ الدِّيَةَ،
فَيَقْبَلُهَا حَتَّى يَرْجِعَ الْقَاتِلُ، فَيَقْتُلَهُ وَلِيُّ الْمَقْتُولِ
وَقَدْ قَبِلَ الدِّيَةَ قَبْلَ ذَلِكَ، وَكَانَ يَقُولُ: إِنَّمَا قَبِلْتُ
الدِّيَةَ لِيَرْجِعَ الْقَاتِلُ فَأَقْتُلَهُ إِذَا ظَهَرَ، يَقُولُ اللهُ عز وجل:
﴿فَمَنِ
اعْتَدَى﴾ [البقرة:
١٧٨] وَقَتَلَ
بَعْدَ أَخْذِهِ ﴿فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [البقرة: ١٧٨]
١٦٠٣٤ - أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ
مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنبأ الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنبأ الشَّافِعِيُّ،
أنبأ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، أنبأ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ
مُجَاهِدًا، يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: كَانَ فِي بَنِي
إِسْرَائِيلَ الْقِصَاصُ، وَلَمْ يَكُنْ فِيهِمُ الدِّيَةُ، فَقَالَ اللهُ عز وجل لِهَذِهِ
الْأُمَّةِ: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ
وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ
أَخِيهِ شَيْءٌ﴾ [البقرة:
١٧٨]،
قَالَ: الْعَفْوُ أَنْ يَقْبَلَ الدِّيَةَ فِي الْعَمْدِ، ﴿فَاتِّبَاعٌ
بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ، ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ﴾
[البقرة:
١٧٨] مِمَّا
كُتِبَ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، ﴿فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ
عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [البقرة: ١٧٨]،
١٦٠٣٥
- وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ عَبْدَانَ، أنبأ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
إِسْحَاقَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
دِينَارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُجَاهِدٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَذَكَرَهُ
بِنَحْوِهِ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ قُتَيْبَةَ، عَنْ
سُفْيَانَ
١٦٠٣٦ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ
مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، ثنا أَبُو عَامِرٍ،
عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ
زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ﴾ [البقرة: ١٧٨] فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ
وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، قَالَ: كُتِبَ عَلَى بَنِي
إِسْرَائِيلَ الْقِصَاصُ، وَأُرَخِّصُ لَكُمْ فِي الدِّيَةِ، ﴿فَمَنْ عُفِيَ لَهُ
مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ﴾ [البقرة: ١٧٨] قَالَ: هُوَ الْعَمْدُ يَرْضَى
أَهْلُهُ بِالدِّيَةِ، فَيَتْبَعُ الطَّالِبُ بِمَعْرُوفٍ ⦗٩٣⦘ وَيُؤَدِّي يَعْنِي الْمَطْلُوبَ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ، ﴿ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ﴾ [البقرة: ١٧٨]، قَالَ: مِمَّا كَانَ عَلَى بَنِي
إِسْرَائِيلَ
١٦٠٣٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ
أَبِي إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ،
أنبأ الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنبأ الشَّافِعِيُّ، أنبأ مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ
الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْكَعْبِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ:
«إِنَّ اللهَ حَرَّمَ مَكَّةَ وَلَمْ يُحَرِّمْهَا النَّاسُ، فَلَا يَحِلُّ لِمَنْ
كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يَسْفِكَ فِيهَا دَمًا، وَلَا
يَعْضِدَ بِهَا شَجَرًا، فَإِنِ ارْتَخَصَ أَحَدٌ فَقَالَ: أُحِلَّتْ لِرَسُولِ
اللهِ ﷺ، فَإِنَّ اللهَ أَحَلَّهَا لِي وَلَمْ يُحِلَّهَا لِلنَّاسِ، وَإِنَّمَا
أُحِلَّتْ لِي سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ، ثُمَّ هِيَ حَرَامٌ كَحُرْمَتِهَا
بِالْأَمْسِ، ثُمَّ أَنْتُمْ يَا خُزَاعَةُ قَدْ قَتَلْتُمْ هَذَا الْقَتِيلَ مِنْ
هُذَيْلٍ، وَأَنَا وَاللهِ عَاقِلُهُ، مَنْ قَتَلَ بَعْدَهُ قَتِيلًا فَأَهْلُهُ
بَيْنَ خِيَرَتَيْنِ: إِنْ أَحَبُّوا قَتَلُوا، وَإِنْ أَحَبُّوا أَخَذُوا
الْعَقْلَ»
١٦٠٣٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا
أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ
الْحَارِثِ بْنِ الْفُضَيْلِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي الْعَوْجَاءِ
السُّلَمِيِّ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ
ﷺ يَقُولُ: «مَنْ أُصِيبَ بِدَمٍ أَوْ خَبْلٍ فَهُوَ بِالْخِيَارِ بَيْنَ إِحْدَى
ثَلَاثٍ، فَإِنْ أَرَادَ الرَّابِعَةَ فَخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ: بَيْنَ أَنْ
يَقْتَصَّ، أَوْ يَعْفُوَ وَيَأْخُذَ الْعَقْلَ، فَإِنْ قَبِلَ مِنْ ذَلِكَ
شَيْئًا ثُمَّ عَدَا بَعْدَ ذَلِكَ فَإِنَّ لَهُ النَّارَ»
١٦٠٣٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ
بِمَرْوَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، ثنا
شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ، أَنَّ
أَبَا هُرَيْرَةَ، أَخْبَرَهُ أَنَّ خُزَاعَةَ قَتَلُوا رَجُلًا مِنْ بَنِي لَيْثٍ
عَامَ فَتْحِ مَكَّةَ بِقَتِيلٍ مِنْهُمْ قَتَلُوهُ، فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ رَسُولُ
اللهِ ﷺ فَرَكِبَ رَاحِلَتَهُ فَخَطَبَ فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ حَبَسَ عَنْ مَكَّةَ
الْفِيلَ، وَسَلَّطَ عَلَيْهَا رَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ، أَلَا وَإِنَّهَا لَمْ
تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي، وَلَنْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ بَعْدِي، أَلَا وَإِنَّهَا
أُحِلَّتْ لِي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، أَلَا وَإِنَّهَا سَاعَتِي هَذِهِ حَرَامٌ
لَا يُخْتَلَى شَوْكُهَا، وَلَا يُعْضَدُ شَجَرُهَا، وَلَا يَلْتَقِطُ
سَاقِطَتَهَا إِلَّا مُنْشِدٌ، وَمَنْ قُتِلَ لَهُ قَتِيلٌ فَهُوَ بِخَيْرِ
النَّظَرَيْنِ: إِمَّا أَنْ يُعْطَى الدِّيَةَ، وَإِمَّا أَنْ يُقَادَ أَهْلُ
الْقَتِيلِ» قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ يُقَالُ ⦗٩٤⦘ لَهُ: أَبُو شَاهٍ، فَقَالَ: اكْتُبْ لِي يَا رَسُولَ اللهِ
قَالَ: «اكْتُبُوا لِأَبِي شَاهٍ»، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ: إِلَّا
الْإِذْخِرَ يَا رَسُولَ اللهِ فَإِنَّا نَجْعَلُهُ فِي بُيُوتِنَا وَقُبُورِنَا،
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِلَّا الْإِذْخِرَ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي
الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ، عَنْ شَيْبَانَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: «إِمَّا
أَنْ يُودَى، وَإِمَّا أَنْ يُقَادَ»، ثُمَّ قَالَ: وَقَالَ عبْدُ اللهِ: «إِمَّا
أَنْ يُقَادَ أَهْلُ الْقَتِيلِ» وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ
مَنْصُورٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ
١٦٠٤٠ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ
عَبْدَانَ، أنبأ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا هِشَامُ بْنُ عَلِيٍّ،
ثنا ابْنُ رَجَاءٍ، ثنا حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ،
ثنا أَبُو سَلَمَةَ، ثنا أَبُو هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ عَامَ فَتْحِ مَكَّةَ قَتَلَتْ
خُزَاعَةُ رَجُلًا مِنْ بَنِي لَيْثٍ بِقَتِيلٍ لَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ،
فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِنَحْوِهِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: «وَمَنْ قُتِلَ لَهُ
قَتِيلٌ فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ: إِمَّا أَنْ يُودَى، وَإِمَّا أَنْ
يُقَادَ» قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ، ثنا حَرْبٌ
١٦٠٤١ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ
السُّوسِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، قَالُوا: ثنا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنبأ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ،
أنبأ أَبِي، ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي
أَبُو سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ،
قَالَ: لَمَّا فُتِحَتْ مَكَّةُ قَتَلَتْ هُذَيْلٌ رَجُلًا مِنْ بَنِي لَيْثٍ
بِقَتِيلٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ ﷺ فَذَكَرَ
الْحَدِيثَ بِنَحْوِهِ، إِلَّا أَنَّهُ، قَالَ: «وَمَنْ قُتِلَ لَهُ قَتِيلٌ
فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ: إِمَّا أَنْ يُقَادَ، وَإِمَّا أَنْ يُفَادَى»،
١٦٠٤٢
- وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو
الْأَدِيبُ، أنبأ أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، ثنا أَبُو يَعْلَى، ثنا
هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ،
فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: إِمَّا أَنْ يُفْدَى، وَإِمَّا أَنْ
يَقْتُلَ أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ
١٦٠٤٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَا: ثنا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا أَبُو
النَّضْرِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ عَمْرِو
بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «مَنْ
قَتَلَ مُتَعَمِّدًا دُفِعَ إِلَى أَوْلِيَاءِ الْقَتِيلِ، فَإِنْ شَاءُوا
قَتَلُوهُ، وَإِنْ شَاءُوا أَخَذُوا الدِّيَةَ»، ⦗٩٥⦘ وَفِي حَدِيثِ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، حِينَ جِيءَ بِالرَّجُلِ الْقَاتِلِ يُقَادُ فِي
نِسْعَةٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ لِوَلِيِّ الْمَقْتُولِ: «أَتَعْفُو؟» قَالَ:
لَا، قَالَ: «فَتَأْخُذُ الدِّيَةَ؟» قَالَ: لَا، قَالَ: «فَتَقْتُلُهُ؟» قَالَ:
نَعَمْ قَالَ: «اذْهَبْ بِهِ» وَذَلِكَ فِي بَابِ الْعَفْوِ مَذْكُورٌ
بِإِسْنَادِهِ
بَابُ مَنْ قَالَ مُوجِبُ الْعَمْدِ
الْقَوَدُ وَإِنَّمَا تَجِبُ الدِّيَةُ بِالْعَفْوِ عَنْهُ عَلَيْهَا
١٦٠٤٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ
عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ بِشْرَانَ الْعَدْلُ، بِبَغْدَادَ،
أنبأ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ
دَاوُدَ الْمَكِّيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَفَعَهُ، قَالَ:
«مَنْ قُتِلَ فِي عِمِّيَّةٍ أَوْ رِمِّيَّةٍ بِحَجَرٍ أَوْ بِسَوْطٍ أَوْ عَصًا،
فَعَقْلُهُ عَقْلُ الْخَطَأِ، وَمَنْ قُتِلَ عَمْدًا فَهُوَ قَوَدٌ، وَمَنْ حَالَ
بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ
أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ»
بَابُ مَنْ قَتَلَ بَعْدَ أَخْذِهِ
الدِّيَةَ
قَالَ اللهُ عز وجل:
﴿فَمَنِ
اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [البقرة: ١٧٨] قَالَ مُجَاهِدٌ: مَنِ اعْتَدَى
بَعْدَ أَخْذِهِ الدِّيَةَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ، وَقَالَ عَطَاءٌ: فَإِنْ
قَتَلَ بَعْدَمَا قَبِلَ الدِّيَةَ
١٦٠٤٥ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ
أَبِي طَالِبٍ، أنبأ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أنبأ سَعِيدٌ هُوَ ابْنُ
أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ مَطَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «لَا
أُعَافِي رَجُلًا قَتَلَ بَعْدَ أَخْذِهِ الدِّيَةَ» ⦗٩٦⦘ هَذَا مُنْقَطِعٌ، وَقَدْ رُوِيَ مَوْصُولًا
١٦٠٤٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ
الرُّوذْبَارِيُّ، أنبأ أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُوسَى
بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا حَمَّادٌ، أنبأ مَطَرٌ الْوَرَّاقُ، قَالَ: وَأَحْسَبُهُ
عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ:
"لَا أُعْفِي مَنْ قَتَلَ بَعْدَ أَخْذِهِ الدِّيَةَ
بَابُ مَا جَاءَ فِي التَّرْغِيبِ
فِي الْعَفْوِ عَنِ الْقِصَاصِ
قَالَ الشَّافِعِيُّ: قَالَ اللهُ تبارك
وتعالى: ﴿فَمَنْ
تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ﴾
١٦٠٤٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ
بْنُ مَرْزُوقٍ، ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ
طَارِقٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ قَالَ فِي قَوْلِهِ: «فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ
كَفَّارَةٌ لَهُ»، قَالَ: لِلَّذِي جُرِحَ
١٦٠٤٨ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ،
ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ، ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، عَنْ سُفْيَانَ
الثَّوْرِيِّ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ طَارِقٍ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ الْأَسْوَدِ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، فِي قَوْلِهِ: ﴿فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ
كَفَّارَةٌ لَهُ﴾ [المائدة: ٤٥] قَالَ: يَهْدِمُ عَنْهُ بِمِثْلِ ذَلِكَ مِنْ
ذُنُوبِهِ قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَالرِّوَايَةُ عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ فِي أَنَّ
الْعَفْوَ عَنِ الْقِصَاصِ كَفَّارَةٌ، أَوْ قَالَ شَيْئًا يُرَغِّبُ بِهِ فِي
الْعَفْوِ عَنْهُ
١٦٠٤٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ
يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنبأ أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا
الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، ثنا عَفَّانُ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ
بَكْرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، قَالَ: لَا أَعْلَمُ إِلَّا عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: مَا رُفِعَ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ قِصَاصٌ قَطُّ
إِلَّا أَمَرَ فِيهِ بِالْعَفْوِ قَالَ: قُلْتُ لِعَفَّانَ: "مَنْ يَشُكُّ
فِيهِ؟ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: كُنْتُ أَقُولُ عَنْ أَنَسٍ، فَقَالُوا لِي:
لَا تَشُكَّ فِيهِ؟ فَقُلْتُ: لَا أَعْلَمُ، وَكَانَ رَجُلًا مُتَوَقِّيًا
كَيِّسًا
١٦٠٥٠ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ
الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الرُّذْبَارِيُّ، أنبأ أَبُو عَلِيٍّ
إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ
الْوَرَّاقُ، ثنا أَبُو سَلَمَةَ الْمِنْقَرِيُّ، عَنْ ⦗٩٧⦘ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ: رُفِعَ إِلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ قِصَاصٍ إِلَّا أَمَرَ فِيهِ بِالْعَفْوِ
١٦٠٥١ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ، ثنا تَمِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ،
ثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثنا أَبِي، ثنا أَبُو يُونُسَ،
عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، أَنَّ عَلْقَمَةَ بْنَ وَائِلٍ، حَدَّثَهُ، أَنَّ
أَبَاهُ حَدَّثَهُ قَالَ: إِنِّي لَقَاعِدٌ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ
يَقُودُ آخَرَ بِنِسْعَةٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ هَذَا قَتَلَ أَخِي فَقَالَ
رَسُولُ اللهِ ﷺ: «أَقَتَلْتَهُ؟» فَقَالَ: «إِنَّهُ لَوْ لَمْ يَعْتَرِفْ
أَقَمْتَ عَلَيْهِ الْبَيِّنَةَ» قَالَ: نَعَمْ قَتَلْتُهُ، قَالَ: «كَيْفَ
قَتَلْتَهُ؟» قَالَ: كُنْتُ وَهُوَ نَخْتَبِطُ مِنْ شَجَرَةٍ فَسَبَّنِي
فَأَغْضَبَنِي فَضَرَبْتُهُ بِالْفَأْسِ عَلَى قَرْنِهِ فَقَتَلْتُهُ، فَقَالَ
لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: «هَلْ لَكَ مِنْ شَيْءٍ تُؤَدِّيهِ عَنْ نَفْسِكَ؟» قَالَ: مَا
لِيَ مَالٌ إِلَّا كِسَائِي، قَالَ: «فَتَرَى قَوْمَكَ يَشْتَرُونَكَ؟» قَالَ:
أَنَا أَهْوَنُ عَلَى قَوْمِي مِنْ ذَلِكَ قَالَ: فَرَمَى إِلَيْهِ بِنِسْعَتِهِ
وَقَالَ: «دُونَكَ صَاحِبَكَ» فَانْطَلَقَ بِهِ الرَّجُلُ، فَلَمَّا وَلَّى قَالَ
رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنْ قَتَلَهُ فَهُوَ مِثْلُهُ» فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنَ
الْقَوْمِ فَقَالَ: وَيْلَكَ إِنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «إِنْ قَتَلَهُ
فَهُوَ مِثْلُهُ» فَرَجَعَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ بَلَغَنِي أَنَّكَ قُلْتَ:
«إِنْ قَتَلَهُ فَهُوَ مِثْلُهُ» وَمَا أَخَذْتُهُ إِلَّا بِأَمْرِكَ فَقَالَ
رَسُولُ اللهِ ﷺ: «أَمَا تُرِيدُ أَنْ يَبُوءَ بِإِثْمِكَ وَإِثْمِ صَاحِبِكَ؟»
قَالَ: بَلَى يَا نَبِيَّ اللهِ قَالَ: «فَإِنَّ ذَلِكَ كَذَاكَ» قَالَ: فَرَمَى
بِنِسْعَتِهِ وَخَلَّى سَبِيلَهُ رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ عُبَيْدِ
اللهِ بْنِ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيِّ
١٦٠٥٢ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، أنبأ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ
الشَّيْبَانِيُّ، بِالْكُوفَةِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي
الْحُنَيْنِ، ح، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ، ثنا أَبُو عَلِيٍّ
صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ جَزْرَةُ، قَالَا: ثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ
ابْنُ أَبِي الْحُنَيْنِ: سَعْدَوَيْهِ: ثنا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، مُنْذُ
سِتِّينَ سَنَةً، قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَالِمٍ، أَخْبَرَنِي عَلْقَمَةُ
بْنُ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أُتِيَ النَّبِيَّ ﷺ بِرَجُلٍ قَتَلَ رَجُلًا،
يَعْنِي فَأَقَادَ وَلِيَّ الْمَقْتُولِ مِنْهُ، فَانْطَلَقَ بِهِ فِي عُنُقِهِ
نِسْعَةٌ يَجُرُّهَا، فَلَمَّا أَدْبَرَ قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «الْقَاتِلُ
وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ» فَأَتَى رَجُلٌ الرَّجُلَ فَقَالَ لَهُ مَقَالَةَ
رَسُولِ اللهِ ﷺ فَخَلَّى عَنْهُ قَالَ إِسْمَاعِيلُ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِحَبِيبِ
بْنِ أَبِي ثَابِتٍ فَقَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَشْوَعَ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ
سَأَلَهُ أَنْ يَعْفُوَ فَأَبَى أَنْ يَعْفُوَ رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سُلَيْمَانَ كَذَا رَوَاهُ
هُشَيْمٌ، ⦗٩٨⦘ وَرَوَاهُ أَبُو عَوَانَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ، وَقَالَ فِيهِ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِابْنِ أَشْوَعَ فَقَالَ ابْنُ أَشْوَعَ: ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِحَبِيبٍ فَقَالَ حَبِيبٌ: إِنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ أَمَرَهُ بِالْعَفْوِ، وَرُوِيَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مُرْسَلًا، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ قَتَلَ أَخِي فَهُوَ فِي النَّارِ، فَإِنْ قَتَلْتُهُ فَأَنَا مِثْلُهُ؟ قَالَ: قَتَلَ أَخَاكَ فَهُوَ فِي النَّارِ، وَأَمَرْتُكَ فَعَصَيْتَنِي فَأَنْتَ
فِي النَّارِ إِنْ عَصَيْتَنِي وَقَدْ قِيلَ: إِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ؛ لِأَنَّ
الْقَاتِلَ قَالَ: وَاللهِ مَا أَرَدْتُ قَتْلَهُ، وَذَلِكَ فِي حَدِيثِ أَبِي
هُرَيْرَةَ: فَإِنْ كَانَ صَادِقًا فَقَتَلْتَهُ وَأَنْتَ تَعْلَمُ صِدْقَهُ
فَأَنْتَ مِثْلُهُ وَالَّذِي قَالَهُ حَبِيبٌ أَوِ ابْنُ أَشْوَعَ بَيِّنٌ
١٦٠٥٣ - فِيمَا أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ
عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْفَامِيُّ الْفَقِيهُ، بِبَغْدَادَ، ثنا أَبُو
بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ،
ثنا عَلِيٌّ هُوَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ، ثنا يَحْيَى هُوَ ابْنُ سَعِيدٍ
الْقَطَّانُ، ثنا جَامِعُ بْنُ مَطَرٍ، حَدَّثَنِي عَلْقَمَةُ بْنُ وَائِلٍ، أَنَّ
أَبَاهُ، أَخْبَرَهُ، قَالَ: بَيْنَا أَنَا عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ إِذْ جَاءَهُ
رَجُلٌ فِي عُنُقِهِ نِسْعَةٌ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَيْهِ قَالَ: إِنَّ هَذَا
وَأَخِي كَانَا فِي جُبٍّ يَحْفِرَانِهَا، فَرَفَعَ الْمِنْقَارَ فَضَرَبَ بِهِ
رَأْسَ أَخِي فَقَتَلَهُ، قَالَ: «اعْفُ عَنْهُ» فَأَبَى، قَالَ: «فَخُذِ
الدِّيَةَ» قَالَ: مَا أُرِيدُ الدِّيَةَ قَالَ: فَأَعَادَ الْحَدِيثَ، فَقَالَ:
«اعْفُ عَنْهُ» فَأَبَى، قَالَ: «خُذِ الدِّيَةَ» فَأَبَى، فَأَعَادَ الْحَدِيثَ
قَالَ: «اعْفُ عَنْهُ»، فَأَبَى، فَقَالَ: «خُذِ الدِّيَةَ» فَأَبَى، فَلَمَّا
أَبَى إِلَّا أَنْ يَقْتُلَ قَالَ: «أَمَا إِنَّكَ إِنْ قَتَلْتَهُ كُنْتَ
مِثْلَهُ»، قَالَ: فَأَصْنَعُ مَاذَا؟ قَالَ: «تَعْفُو عَنْهُ» قَالَ: فَأَنَا
رَأَيْتُهُ يَجُرُّ نِسْعَتَهُ حَتَّى خَفِيَ عَلَيْنَا
١٦٠٥٤ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، وَأَبُو بَكْرٍ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ
بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْجَهْمِ بْنِ هَارُونَ
السِّمَّرِيُّ، ثنا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ الْبَكْرَاوِيُّ، ثنا عَوْفٌ، عَنْ
حَمْزَةَ بْنِ عُمَرَ الْعَائِذِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ
الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: شَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ حِينَ جِيءَ
بِالرَّجُلِ الْقَاتِلِ يُقَادُ فِي نِسْعَةٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ لِوَلِيِّ
الْمَقْتُولِ: «أَتَعْفُو؟» قَالَ: لَا، قَالَ: «فَتَأْخُذُ الدِّيَةَ؟» قَالَ:
لَا، قَالَ: «فَتَقْتُلُهُ؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: اذْهَبْ بِهِ فَلَمَّا ذَهَبَ
بِهِ فَتَوَلَّى مِنْ عِنْدِهِ قَالَ لَهُ: «تَعَالَ أَتَعْفُو؟» مِثْلَ قَوْلِهِ
الْأَوَّلِ، فَقَالَ وَلِيُّ الْمَقْتُولِ مِثْلَ قَوْلِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ
قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ عِنْدَ الرَّابِعَةِ: «أَمَا إِنَّكَ إِنْ
عَفَوْتَ فَإِنَّهُ يَبُوءُ بِإِثْمِكَ وَإِثْمِ صَاحِبِكَ» قَالَ: فَتَرَكَهُ،
قَالَ: فَأَنَا رَأَيْتُهُ يَجُرُّ نِسْعَتَهُ، وَقَالَ فِيهِ يَحْيَى الْقَطَّانُ
عَنْ عَوْفٍ: "يَبُوءُ بِإِثْمِهِ وَإِثْمِ صَاحِبِكَ
١٦٠٥٥ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنبأ الْعَبَّاسُ
بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ الْبَيْرُوتِيُّ، ثنا ابْنُ شُعَيْبٍ، ثنا
شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ،
أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ، عَنْ أَبِي السَّفَرِ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ دَقَّ
سِنَّ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَاسْتَعْدَى مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ
الْأَنْصَارِيُّ لِمُعَاوِيَةَ: إِنَّ هَذَا دَقَّ سِنِّي، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ:
كَلَّا، إِنَّا سَنُرْضِيكَ قَالَ: وَأَلَحَّ عَلَى مُعَاوِيَةَ وَأَكَبَّ
عَلَيْهِ حَتَّى أَبْرَمَهُ، فَقَالَ: شَأْنَكَ بِصَاحِبِكَ قَالَ: وَأَبُو
الدَّرْدَاءِ جَالِسٌ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: سَمِعْتُ
رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «مَا مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ يُصَابُ بِشَيْءٍ فِي
جَسَدِهِ فَيَصَّدَّقُ بِهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ عز وجل بِهِ دَرَجَةً، وَحَطَّ
عَنْهُ بِهِ خَطِيئَةً» فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ لِأَبِي الدَّرْدَاءِ: أَنْتَ
سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ؟ قَالَ: نَعَمْ، سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ،
وَوَعَاهُ قَلْبِي فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: فَإِنِّي أَدَعُهَا لِلَّهِ فَقَالَ
مُعَاوِيَةُ: لَا جَرَمَ، وَاللهِ لَا تَخِيبُ، وَأَمَرَ لَهُ بِمَالٍ
١٦٠٥٦ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ
مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكٍ، أنبأ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا
يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ
عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: قَالَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ
عِنْدَ مُعَاوِيَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «مَنْ أُصِيبَ بِجَسَدِهِ
بِقَدْرِ نِصْفِ دِيَتِهِ فَعَفَا كُفِّرَ عَنْهُ نِصْفُ سَيِّئَاتِهِ، وَإِنْ
كَانَ ثُلُثًا أَوْ رُبُعًا فَعَلَى قَدْرِ ذَلِكَ» فَقَالَ رَجُلٌ: وَاللهِ
لَسَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ؟ فَقَالَ عُبَادَةُ: وَاللهِ لَسَمِعْتُهُ مِنْ
رَسُولِ اللهِ ﷺ كِلَاهُمَا مُنْقَطِعٌ
بَابٌ لَا عُقُوبَةَ عَلَى كُلِّ
مَنْ كَانَ عَلَيْهِ قِصَاصٌ فَعُفِيَ عَنْهُ فِي دَمٍ وَلَا جُرْحٍ
قَالَ الشَّافِعِيُّ رحمه الله:
قَدْ ضَرَبَ صَفْوَانُ بْنُ
مُعَطَّلٍ حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ بِالسَّيْفِ ضَرْبًا شَدِيدًا عَلَى عَهْدِ
رَسُولِ اللهِ ﷺ فَلَمْ يُقْطَعْ صَفْوَانُ، وَعَفَا حَسَّانُ بَعْدَ أَنْ بَرِئَ
فَلَمْ يُعَاقِبْ رَسُولُ اللهِ ﷺ صَفْوَانَ
١٦٠٥٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ بِبَغْدَادَ،
ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي
أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي أَبِي أَبُو أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ،
عَنْ أَبِيهِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، رضي الله عنها، فِي
حَدِيثِ الْإِفْكِ قَالَتْ عَائِشَةُ: وَقَعَدَ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ،
لِحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ، بِالسَّيْفِ فَضَرَبَهُ ضَرْبَةً، وَصَاحَ حَسَّانُ بْنُ
ثَابِتٍ، وَاسْتَغَاثَ النَّاسَ عَلَى صَفْوَانَ، وَفَرَّ صَفْوَانُ، وَجَاءَ
حَسَّانُ النَّبِيَّ ﷺ فَاسْتَعْدَاهُ عَلَى صَفْوَانَ فِي ضَرْبَتِهِ إِيَّاهُ
فَسَأَلَهُ النَّبِيُّ ﷺ أَنْ يَهَبَ لَهُ ضَرْبَةَ صَفْوَانَ إِيَّاهُ،
فَوَهَبَهَا لِلنَّبِيِّ ﷺ، فَعَاضَهُ مِنْهَا حَائِطًا مِنْ نَخْلٍ عَظِيمٍ
وَجَارِيَةً رُومِيَّةً، وَيُقَالُ: قِبْطِيَّةً
١٦٠٥٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ
الْخَالِقِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ الْمُؤَذِّنُ، أنبأ أَبُو بَكْرِ
بْنُ خَنْبٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، ثنا أَيُّوبُ بْنُ
سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ
سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، وَمُوسَى بْنِ
عُقْبَةَ، قَالَا: سُئِلَ ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ رَجُلٍ يَضْرِبُ الْآخَرَ
بِالسَّيْفِ فِي غَضِبٍ، مَا يُصْنَعُ بِهِ؟ قَالَ: قَدْ ضَرَبَ صَفْوَانُ بْنُ
الْمُعَطَّلِ حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ الضُّرُوبَ فَلَمْ يَقْطَعْ رَسُولُ اللهِ ﷺ
يَدَهُ
بَابٌ
١٦٠٥٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ
أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا بَحْرٌ، ثنا عَبْدُ اللهِ
بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ،
عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، رضي الله عنه، كَانَ يَخْرُجُ
إِلَى الصُّبْحِ وَفِي يَدِهِ دِرَّتُهُ يُوقِظُ بِهَا النَّاسَ، فَضَرَبَهُ ابْنُ
مُلْجَمٍ، فَقَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: أَطْعِمُوهُ وَاسْقُوهُ وَأَحْسِنُوا
إِسَارَهُ، فَإِنْ عِشْتُ فَأَنَا وَلِيُّ دَمِي، أَعْفُو إِنْ شِئْتُ، وَإِنْ
شِئْتُ اسْتَقَدْتُ
بَابُ مَا جَاءَ فِي قَتْلِ
الْغِيلَةِ فِي عَفْوِ الْأَوْلِيَاءِ
١٦٠٦٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ
أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنبأ الرَّبِيعُ،
أنبأ الشَّافِعِيُّ، أنبأ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، أنبأ أَبُو حَنِيفَةَ، عَنْ
حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: "مَنْ عَفَا مِنْ ذِي سَهْمٍ فَعَفْوُهُ
عَفْوٌ قَدْ أَجَازَ عُمَرُ، وَابْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنهما الْعَفْوَ مِنْ
أَحَدِ الْأَوْلِيَاءِ، وَلَمْ يَسْأَلَا أَقَتْلَ غِيلَةٍ كَانَ ذَلِكَ أَمْ
غَيْرَهُ؟ قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا فِي الرَّجُلِ
يَقْتُلُ الرَّجُلَ مِنْ غَيْرِ نَائِرَةٍ هُوَ إِلَى الْإِمَامِ لَا يَنْتَظِرُ
بِهِ وَلِيَّ الْمَقْتُولِ، قَالَ: وَاحْتَجَّ لَهُمْ بَعْضُ مَنْ يَعْرِفُ
مَذَاهِبَهُمْ بِأَثَرِ مِجْذَرِ بْنِ ⦗١٠١⦘ زِيَادٍ، وَلَوْ كَانَ حَدِيثُهُ مِمَّا يَثْبُتُ قُلْنَا بِهِ، فَإِنْ ثَبَتَ فَهُوَ كَمَا قَالُوا، وَلَا أَعْرِفُهُ إِلَى يَوْمِي هَذَا ثَابِتًا، وَإِنْ لَمْ يَثْبُتْ فَكُلُّ مَقْتُولٍ قَتَلَهُ غَيْرُ
الْمُحَارِبِ فَالْقَتْلُ فِيهِ إِلَى وَلِيِّ الْمَقْتُولِ مِنْ قِبَلِ أَنَّ
اللهَ تَعَالَى يَقُولُ: ﴿وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ
سُلْطَانًا﴾ [الإسراء:
٣٣]،
وَقَالَ: ﴿فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [البقرة: ١٧٨] قَالَ الشَّيْخُ: إِنَّمَا بَلَغَنَا
قِصَّةُ مِجْذَرِ بْنِ زِيَادٍ، مِنْ حَدِيثِ الْوَاقِدِيِّ مُنْقَطِعًا وَهُوَ
ضَعِيفٌ
١٦٠٦١ - أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، أنبأ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَطَّةَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ
الْجَهْمِ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، ثنا الْوَاقِدِيُّ، فِي ذِكْرِ مَنْ
قُتِلَ بِأُحُدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، قَالَ: وَمِجْذَرُ بْنُ زِيَادٍ قَتَلَهُ
الْحَارِثُ بْنُ سُوَيْدٍ غِيلَةً، وَكَانَ مِنْ قِصَّةِ مِجْذَرِ بْنِ زِيَادٍ،
أَنَّهُ قَتَلَ سُوَيْدَ بْنَ الصَّامِتِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَلَمَّا قَدِمَ
رَسُولُ اللهِ ﷺ الْمَدِينَةَ أَسْلَمَ الْحَارِثُ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ الصَّامِتِ،
وَمِجْذَرُ بْنُ زِيَادٍ، فَشَهِدَا بَدْرًا، فَجَعَلَ الْحَارِثُ يَطْلُبُ
مِجْذَرًا لِيَقْتُلَهُ بِأَبِيهِ، فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ يَوْمَئِذٍ، فَلَمَّا
كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ وَجَالَ الْمُسْلِمُونَ تِلْكَ الْجَوْلَةَ أَتَاهُ
الْحَارِثُ مِنْ خَلْفِهِ فَضَرَبَ عُنُقَهُ، فَرَجَعَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِلَى
الْمَدِينَةِ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى حَمْرَاءِ الْأَسَدِ، فَلَمَّا رَجَعَ أَتَاهُ
جِبْرَائِيلُ عليه السلام فَأَخْبَرَهُ أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ سُوَيْدٍ قَتَلَ
مِجْذَرَ بْنَ زِيَادٍ غِيلَةً، وَأَمَرَهُ بِقَتْلِهِ، فَرَكِبَ رَسُولُ اللهِ ﷺ
إِلَى قُبَاءَ، فَلَمَّا رَآهُ دَعَا عُوَيْمَ بْنَ سَاعِدَةَ فَقَالَ: «إِذَا
قَدِمَ الْحَارِثُ بْنُ سُوَيْدٍ إِلَى بَابِ الْمَسْجِدِ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ
بِالْمِجْذَرِ بْنِ زِيَادٍ، فَإِنَّهُ قَتَلَهُ يَوْمَ أُحُدٍ غِيلَةً»
فَأَخَذَهُ عُوَيْمٌ، فَقَالَ الْحَارِثُ: دَعْنِي أُكَلِّمْ رَسُولَ اللهِ ﷺ،
فَأَبَى عَلَيْهِ عُوَيْمٌ فَجَابَذَهُ يُرِيدُ كَلَامَ رَسُولِ اللهِ ﷺ، وَنَهَضَ
رَسُولُ اللهِ ﷺ: يُرِيدُ أَنْ يَرْكَبَ، فَجَعَلَ الْحَارِثُ يَقُولُ: قَدْ
وَاللهِ قَتَلْتُهُ يَا رَسُولَ اللهِ، وَاللهِ مَا كَانَ قَتْلِي إِيَّاهُ
رُجُوعًا عَنِ الْإِسْلَامِ، وَلَا ارْتِيَابًا فِيهِ، وَلَكِنَّهُ حَمِيَّةُ
الشَّيْطَانِ، وَأَمْرٌ وُكِلْتُ فِيهِ إِلَى نَفْسِي، فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَى
اللهِ عز وجل وَإِلَى رَسُولِ اللهِ، وَأُخْرِجُ دِيَتَهُ وَأَصُومُ شَهْرَيْنِ
مُتَتَابِعَيْنِ، وَأُعْتِقُ رَقَبَةً، وَأُطْعِمُ سِتِّينَ مِسْكِينًا، إِنِّي
أَتُوبُ إِلَى اللهِ وَجَعَلَ يُمْسِكُ بِرِكَابِ رَسُولِ اللهِ ﷺ: وَبَنُو
مِجْذَرٍ حُضُورٌ، لَا يَقُولُ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ ﷺ شَيْئًا، حَتَّى إِذَا
اسْتَوْعَبَ كَلَامَهُ قَالَ: «قَدِّمْهُ يَا عُوَيْمُ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ»
فَضَرَبَ عُنُقَهُ
١٦٠٦٢ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ
السُّكَّرِيُّ، بِبَغْدَادَ، أنبأ أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ الْأَزْهَرِ، ثنا الْمُفَضَّلُ بْنُ غَسَّانَ الْغِلَانِيُّ،
وَهُوَ يَذْكُرُ مَنْ عُرِفَ بِالنِّفَاقِ فِي عَهْدِ ⦗١٠٢⦘ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: وَالْحَارِثُ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ صَامِتٍ، مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، شَهِدَ بَدْرًا، وَهُوَ الَّذِي قَتَلَ الْمِجْذَرَ يَوْمَ أُحُدٍ، غِيلَةً فَقَتَلَهُ بِهِ نَبِيُّ اللهِ ﷺ
بَابُ مِيرَاثِ الدَّمِ وَالْعَقْلِ
١٦٠٦٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ
الرُّوذْبَارِيُّ، أنبأ أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أًبُو دَاوُدُ، ثنا
مُسَدَّدٌ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ
بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا شُرَيْحٍ الْكَعْبِيَّ، يَقُولُ: قَالَ
رَسُولُ اللهِ ﷺ: "أَلَا إِنَّكُمْ مَعْشَرَ خُزَاعَةَ قَتَلْتُمْ هَذَا
الْقَتِيلَ مِنْ هُذَيْلٍ، وَإِنِّي عَاقِلُهُ، فَمَنْ قُتِلَ لَهُ بَعْدَ
مَقَالَتِي هَذِهِ قَتِيلٌ فَأَهْلُهُ بَيْنَ خِيَرَتَيْنِ: بَيْنَ أَنْ
يَأْخُذُوا الْعَقْلَ، وَبَيْنَ أَنْ يَقْتُلُوا
١٦٠٦٤ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ
بْنُ بِشْرَانَ، بِبَغْدَادَ، أنبأ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ
الْمِصْرِيُّ، ثنا أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَالِكٍ، ثنا عَلِيُّ
بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ سُفْيَانَ ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ،
أنبأ أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ،
ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ
الْخَطَّابِ رضي الله عنه يَقُولُ: الدِّيَةُ لِلْعَاقِلَةِ لَا تَرِثُ
الْمَرْأَةُ مِنْ دِيَةِ زَوْجِهَا، حَتَّى قَالَ لَهُ الضَّحَّاكُ بْنُ
سُفْيَانَ: كَتَبَ إِلِيَّ رَسُولُ اللهِ ﷺ: أَنْ أُوَرِّثَ امْرَأَةَ أَشْيَمَ
الضِّبَابِيِّ مِنْ دِيَةِ زَوْجِهَا، فَرَجَعَ عُمَرُ رضي الله عنه قَالَ
أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بِهَذَا الْحَدِيثِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، وَقَالَ فِيهِ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ
اسْتَعْمَلَهُ عَلَى الْأَعْرَابِ لَفْظُ حَدِيثِ الرُّوذْبَارِيِّ
١٦٠٦٥ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ الْأَصْبَهَانِيُّ أنبأ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ
حَيَّانَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ، ثنا شَيْبَانُ، ح
وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنبأ أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ،
ثنا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِي، عَنْ شَيْبَانَ، ثنا مُحَمَّدُ
بْنُ رَاشِدٍ، ثنا سُلَيْمَانُ، هُوَ ابْنُ مُوسَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّ الْعَقْلَ
مِيرَاثٌ بَيْنَ وَرَثَةِ الْقَتِيلِ عَلَى قَرَابَتِهِمْ، فَمَا فَضَلَ
فَلِلْعَصَبَةِ» قَالَ: وَقَضَى رَسُولُ اللهِ ﷺ أَنْ عَقْلَ الْمَرْأَةِ بَيْنَ
عَصَبَتِهَا مَنْ كَانُوا لَا يَرِثُونَ مِنْهَا شَيْئًا إِلَّا مَا فَضَلَ عَنْ
وَرَثَتِهَا، وَإِنْ قُتِلَتْ فَعَقْلُهَا بَيْنَ وَرَثَتِهَا، وَهُمْ يَقْتُلُونَ
قَاتِلَهَا
١٦٠٦٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ
أَبِي طَالِبٍ، أنبأ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنبأ حَبِيبُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ هَرِمٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: عَقْلُ الرَّجُلِ
الْحُرِّ مِيرَاثٌ بَيْنَ وَرَثَتِهِ، مَنْ كَانُوا يُقْسَمُ بَيْنَهُمْ عَلَى
فَرَائِضِهِمْ، كَمَا كَانُوا يَقْسِمُونَ مِيرَاثَهُ، قَضَى بِذَلِكَ رَسُولُ
اللهِ ﷺ، وَعَقْلُ الْمَرْأَةِ الْحُرَّةِ مِيرَاثٌ بَيْنَ وَرَثَتِهَا مَنْ
كَانُوا يُقْسَمُ بَيْنَهُمْ كَمَا يُقْسَمُ بَيْنَهُمْ مِيرَاثُهَا، وَيَعْقِلُ
عَنْهَا عَصَبَتُهَا إِذَا قَتَلَتْ قَتِيلًا أَوْ جَرَحَتْ جَرِيحًا، قَضَى
بِذَلِكَ رَسُولُ اللهِ ﷺ وَعَنْ عَمْرِو بْنِ هَرِمٍ، قَالَ: سُئِلَ جَابِرُ بْنُ
زَيْدٍ عَنِ الْأَخِ مِنَ الْأُمِّ هَلْ يَرِثُ مِنَ الدِّيَةِ إِذَا لَمْ يَكُنْ
مِنْ أَبِيهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَدْ وَرَّثَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَعَلِيُّ
بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنهما وَشُرَيْحٌ، وَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ: إِنَّمَا
دِيَتُهُ بِمَنْزِلَةِ مِيرَاثِهِ
١٦٠٦٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، أنبأ أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنبأ
يَزِيدُ، أنبأ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ مَنْ
أَخْبَرَهُ، عَنْ عَلِيٍّ، رضي الله عنه، أَنَّهُ قَالَ: «لَقَدْ ظَلَمَ مَنْ لَمْ
يُوَرِّثِ الْإِخْوَةَ مِنَ الْأُمِّ مِنَ الدِّيَةِ شَيْئًا»
١٦٠٦٨ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ
بْنُ بِشْرَانَ، أنبأ أَبُو الْحَسَنِ الْمِصْرِيُّ، ثنا مَالِكُ بْنُ يَحْيَى،
ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ
عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، رضي الله عنه، قَالَ: "الدِّيَةُ تُقْسَمُ عَلَى
فَرَائِضِ اللهِ عز وجل، فَيَرِثُ مِنْهَا كُلُّ وَارِثٍ
بَابُ مَنْ زَعَمَ أَنَّ لِلْكِبَارِ
أَنْ يَقْتَصُّوا قَبْلَ بُلُوغِ الصِّغَارِ
قَالَ الشَّافِعِيُّ رحمه الله:
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: عَنْ رَجُلٍ،
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ رضي الله عنهما قَتَلَ ابْنَ
مُلْجَمٍ بِعَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَكَانَ لِعَلِيٍّ رضي الله
عنه أَوْلَادٌ صِغَارٌ قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا: إِنَّمَا اسْتَبَدَّ الْحَسَنُ
بْنُ عَلِيٍّ رضي الله عنهما بَقَتْلِهِ قَبْلَ بُلُوغِ الصِّغَارِ مِنْ وَلَدِ
عَلِيٍّ رضي الله عنه؛ لِأَنَّهُ قَتَلَهُ حَدًّا لِكُفْرِهِ لَا قِصَاصًا،
١٦٠٦٩ - وَاحْتَجُّوا فِي ذَلِكَ بِمَا: ⦗١٠٤⦘ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أنبأ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْقَارِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، أَخْبَرَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ أَبَا سِنَانٍ الدُّؤَلِيَّ، حَدَّثَهُ، أَنَّهُ عَادَ عَلِيًّا رضي الله عنه فِي شَكْوًى لَهُ اشْتَكَاهَا،
قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: لَقَدْ تَخَوَّفْنَا عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ
فِي شَكْوَاكَ هَذَا فَقَالَ: لَكِنِّي وَاللهِ مَا تَخَوَّفْتُ عَلَى نَفْسِي
مِنْهُ؛ لِأَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ الصَّادِقَ الْمَصْدُوقَ يَقُولُ:
«إِنَّكَ سَتُضْرَبُ ضَرْبَةً هَاهُنَا، وَضَرْبَةً هَاهُنَا، وَأَشَارَ إِلَى
صُدْغَيْهِ، فَيَسِيلُ دَمُهَا حَتَّى يَخْضِبَ لِحْيَتَكَ، وَيَكُونُ صَاحِبُهَا
أَشْقَاهَا كَمَا كَانَ عَاقِرُ النَّاقَةِ أَشْقَى ثَمُودَ»
بَابُ عَفْوِ بَعْضِ الْأَوْلِيَاءِ
عَنِ الْقِصَاصِ دُونَ بَعْضٍ
١٦٠٧٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، وَأَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، وَأَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الشَّاذْيَاخِيُّ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو
قَالُوا: أنبأ أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ ⦗١٠٥⦘ يَعْقُوبَ، أنبأ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ، ثنا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي حِصْنٌ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ ﷺ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «عَلَى الْمُقْتَتِلِينَ أَنْ يَنْحَجِزُوا الْأَوَّلَ
فَالْأَوَّلَ، وَإِنْ كَانَتِ امْرَأَةً»
١٦٠٧١ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ
الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنبأ أَبُو الْحَسَنِ الْكَارِزِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ
عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، أَنَّهُ قَالَ: فِي حَدِيثِ النَّبِيِّ ﷺ
لِأَهْلِ الْقَتِيلِ أَنْ يَنْحَجِزُوا الْأَدْنَى فَالْأَدْنَى، وَإِنْ كَانَتِ
امْرَأَةً: وَذَلِكَ أَنْ يُقْتَلَ الْقَتِيلُ وَلَهُ وَرَثَةٌ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ،
يَقُولُ: «فَأَيُّهُمْ عَفَا عَنْ دَمِهِ مِنَ الْأَقْرَبِ فَالْأَقْرَبِ مِنْ
رَجُلٍ أَوِ امْرَأَةٍ فَعَفْوُهُ جَائِزٌ؛ لِأَنَّ قَوْلَهُ يَنْحَجِزُوا يَعْنِي
يَكُفُّوا عَنِ الْقَوَدِ»
١٦٠٧٢ - أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ بِشْرَانَ، بِبَغْدَادَ، أنبأ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الصَّفَّارُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا يَعْلَى بْنُ
عُبَيْدٍ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: وَجَدَ رَجُلٌ عِنْدَ
امْرَأَتِهِ رَجُلًا فَقَتَلَهَا، فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي
الله عنه فَوَجَدَ عَلَيْهَا بَعْضُ إِخْوَتِهَا فَتَصَدَّقَ عَلَيْهِ
بِنَصِيبِهِ، فَأَمَرَ عُمَرُ رضي الله عنه لِسَائِرِهِمْ بِالدِّيَةِ
١٦٠٧٣ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ
أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا
عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ
الْأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ الْجُهَنِيِّ، أَنَّ رَجُلًا، قَتَلَ
امْرَأَتَهُ، اسْتَعْدَى ثَلَاثَةُ إِخْوَةٍ لَهَا عَلَيْهِ عُمَرَ بْنَ
الْخَطَّابِ رضي الله عنه، فَعَفَا أَحَدُهُمْ، فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه لِلْبَاقِيَيْنِ:
خُذَا ثُلُثَيِ الدِّيَةِ، فَإِنَّهُ لَا سَبِيلَ إِلَى قَتْلِهِ
١٦٠٧٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ
أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنبأ الرَّبِيعُ بْنُ
سُلَيْمَانَ، أنبأ الشَّافِعِيُّ، أنبأ مُحَمَّدٌ، هُوَ ابْنُ الْحَسَنِ، أنبأ
أَبُو حَنِيفَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ ⦗١٠٦⦘ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، رضي الله عنه، أُتِيَ بِرَجُلٍ قَدْ
قَتَلَ عَمْدًا فَأَمَرَ بِقَتْلِهِ، فَعَفَا بَعْضُ الْأَوْلِيَاءِ فَأَمَرَ
بِقَتْلِهِ، فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: كَانَتِ النَّفْسُ لَهُمْ جَمِيعًا،
فَلَمَّا عَفَا هَذَا أَحْيَا النَّفْسَ، فَلَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَأْخُذَ حَقَّهُ
حَتَّى يَأْخُذَ غَيْرُهُ قَالَ: فَمَا تَرَى؟ قَالَ: أَرَى أَنْ تَجْعَلَ
الدِّيَةَ عَلَيْهِ فِي مَالِهِ، وَتَرْفَعَ حِصَّةَ الَّذِي عَفَا فَقَالَ عُمَرُ
رضي الله عنه: وَأَنَا
أَرَى ذَلِكَ هَذَا مُنْقَطِعٌ، وَالْمَوْصُولُ قَبْلَهُ يُؤَكِّدُهُ
جُمَّاعُ أَبْوَابِ الْقِصَاصِ
بِالسَّيْفِ
بَابُ إِمْكَانِ الْإِمَامِ وَلِيَّ
الدَّمِ مِنَ الْقَاتِلِ يَضْرِبُ عُنُقَهُ
١٦٠٧٥ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْجَهْمِ بْنِ
هَارُونَ السِّمَّرِيُّ، ثنا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ الْبَكْرَاوِيُّ، ثنا
عَوْفٌ، عَنْ حَمْزَةَ أَبِي عُمَرَ الْعَائِذِيِّ، ح، وَثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ
عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ، وَاللَّفْظُ لَهُ، أنبأ أَبُو سَعِيدِ بْنُ
الْأَعْرَابِيِّ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ
الْأَزْرَقُ، ثنا عَوْفٌ الْأَعْرَابِيُّ، أَظُنُّهُ، عَنْ حَمْزَةَ
الْعَائِذِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ
أَبِيهِ، قَالَ: جِيءَ بِالْقَاتِلِ الَّذِي قَتَلَ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ، جَاءَ
بِهِ وَلِيُّ الْمَقْتُولِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «أَتَعْفُو؟» قَالَ:
لَا، قَالَ: «أَتَأْخُذُ الدِّيَةَ؟» قَالَ: لَا، قَالَ: «أَتَقْتُلُ؟» قَالَ:
نَعَمْ، قَالَ: «فَاذْهَبْ بِهِ» فَلَمَّا ذَهَبَ دَعَاهُ فَقَالَ: «أَمَا إِنَّكَ
إِنْ عَفَوْتَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَبُوءُ بِإِثْمِكَ وَإِثْمِ صَاحِبِكَ» فَعَفَا
عَنْهُ فَأَرْسَلَهُ قَالَ: فَرَأَيْتُهُ وَهُوَ يَجُرُّ نِسْعَتَهُ
١٦٠٧٦ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ
بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، بِبَغْدَادَ، أنبأ أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ
يَحْيَى الْآدَمِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ
جَمِيلٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ عَمْرِو
بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «مَنْ قَتَلَ
عَمْدًا دُفِعَ إِلَى وَلِيِّ الْمَقْتُولِ فَإِنْ شَاءَ قَتَلَهُ، وَإِنْ شَاءَ
أَخَذَ الدِّيَةَ»
بَابٌ يَحْفَظُ الْإِمَامُ سَيْفَهُ
لِيَأْخُذَ سَيْفًا صَارِمًا لَا يُعَذِّبُهُ وَلَا يُمَثِّلُ بِهِ
١٦٠٧٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ
فُورَكٍ، أنبأ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو
دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، ثنا
أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الْبِرْتِيُّ، ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ
خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، ⦗١٠٧⦘ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «خَصْلَتَانِ سَمِعْتُهُمَا مِنَ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ:»إِنَّ اللهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ
شَيْءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ
فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، وَلْيُرِحْ
ذَبِيحَتَهُ " لَفْظُ حَدِيثِ مُسْلِمِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَخْرَجَهُ
مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ
١٦٠٧٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ
الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ، أنبأ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ
الْحَسَنِ الْمُحَمَّدَآبَاذِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ مُحَمَّدَ بْنَ
عَبْدِ الْوَهَّابِ، يَقُولُ: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ حَمَّادٍ، عَنْ حَدِيثِ
هُنِيِّ بْنِ نُوَيْرَةَ، فَقَالَ: ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هُنِيِّ بْنِ نُوَيْرَةَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: «أَعَفُّ النَّاسِ قِتْلَةً أَهْلُ الْإِيمَانِ» رَوَاهُ
هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ شِبَاكٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ
بَابُ الْوَلِيِّ لَا يَسْتَبِدُّ
بِالْقِصَاصِ دُونَ الْإِمَامِ
١٦٠٧٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ
أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا
عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ قَالَ
فِي رَجُلٍ قَدَرَ عَلَى قَاتِلِ أَخِيهِ: أَعَلَيْهِ حَرَجٌ فِيمَا بَيْنَهُ
وَبَيْنَ اللهِ إِنْ خَافَ أَنْ يَفُوتَهُ قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ بِهِ إِلَى
الْإِمَامِ، إِنْ هُوَ قَتَلَهُ؟ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: مَضَتِ السُّنَّةُ أَنْ لَا
يُغْتَصَبَ فِي قَتْلِ النُّفُوسِ دُونَ الْإِمَامِ وَرُوِّينَا فِي حَدِيثِ
عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، فِي الَّتِي وُطِئَتْ مُسْتَكْرَهَةً،
حَيْثُ كَتَبَ إِلَى الْآفَاقِ: أَنْ لَا تَقْتُلُوا أَحَدًا إِلَّا بِإِذْنِي
١٦٠٨٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ
أَبِي إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي، أنبأ أَبُو الْحَسَنِ الْعَنَزِيُّ، ثنا عُثْمَانُ
بْنُ سَعِيدٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ،
عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿فَمَنِ
اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ﴾ [البقرة: ١٩٤]، وَقَوْلِهِ: ﴿وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ
ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ﴾ [الشورى: ٤١]، وَقَوْلِهِ: ﴿وَإِنْ عَاقَبْتُمْ
فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ﴾ [النحل: ١٢٦]، وَقَوْلِهِ: ﴿وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ
سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا﴾ [الشورى: ٤٠]،
فَهَذَا وَنَحْوُهُ نَزَلَ بِمَكَّةَ، وَالْمُسْلِمُونَ يَوْمَئِذٍ قَلِيلٌ،
لَيْسَ لَهُمْ سُلْطَانٌ يَقْهَرُ الْمُشْرِكِينَ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ
يَتَعَاطَوْنَهُمْ بِالشَّتْمِ وَالْأَذَى، فَأَمَرَ اللهُ ⦗١٠٨⦘ الْمُسْلِمِينَ مَنْ يُجَازِي مِنْهُمْ أَنْ يُجَازُوا بِمِثْلِ الَّذِي أَتَى إِلَيْهِ، أَوْ يَصْبِرُوا وَيَعْفُوا فَهُوَ أَمْثَلُ، فَلَمَّا هَاجَرَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: إِلَى الْمَدِينَةِ، وَأَعَزَّ اللهُ سُلْطَانَهُ أَمَرَ الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَنْتَهُوا فِي مَظَالِمِهِمْ إِلَى سُلْطَانِهِمْ، وَلَا يَعْدُو بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ كَأَهْلِ
الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ: ﴿وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا
لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا﴾ [الإسراء: ٣٣]، يَقُولُ: يَنْصُرُهُ السُّلْطَانُ حَتَّى
يُنْصِفَهُ مِنْ ظَالِمِهِ، وَمَنِ انْتَصَرَ لِنَفْسِهِ دُونَ السُّلْطَانِ
فَهُوَ عَاصٍ مُسْرِفٌ قَدْ عَمِلَ بِحَمِيَّةِ الْجَاهِلِيَّةِ وَلَمْ يَرْضَ
بِحُكْمِ اللهِ
بَابُ مَا رُوِيَ فِي عَمْدِ
الصَّبِيِّ
١٦٠٨١ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ
بِشْرَانَ، أنبأ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ
نَصْرٍ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ، عَنْ جَابِرٍ،
عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ رضي الله عنه: لَا يَؤُمَّنَّ أَحَدٌ جَالِسًا
بَعْدَ النَّبِيِّ ﷺ، وَعَمْدُ الصَّبِيِّ وَخَطَؤُهُ سَوَاءٌ، فِيهِ
الْكَفَّارَةُ، وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ تَزَوَّجَتْ عَبْدَهَا فَاجْلِدُوهَا
الْحَدَّ هَذَا مُنْقَطِعٌ، وَرَاوِيهِ جَابِرٌ الْجُعْفِيُّ، وَرُوِيَ عَنْ
عَلِيٍّ رضي الله عنه بِإِسْنَادٍ فِيهِ ضَعْفٌ
١٦٠٨٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو حَازِمٍ
الْحَافِظُ، أنبأ أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ بْنِ سَابُورَ الدَّقِيقِيُّ بِبَغْدَادَ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ
الْحَلَبِيُّ عُبَيْدُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَدَنِيُّ،
عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ صُمَيْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ،
قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: عَمْدُ الْمَجْنُونِ وَالصَّبِيِّ خَطَأٌ
بَابُ أَحَدِ الْأَوْلِيَاءِ إِذَا
عَدَا عَلَى رَجُلٍ فَقَتَلَهُ بِأَنَّهُ قَاتِلُ أَبِيهِ
١٦٠٨٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ
بِشْرَانَ، أنبأ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، ثنا
مَالِكُ بْنُ يَحْيَى أَبُو غَسَّانَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ حُمَيْدٍ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ رضي
الله عنه وَثَبَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَلَى الْهُرْمُزَانِ فَقَتَلَهُ،
فَقِيلَ لِعُمَرَ: إِنَّ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ قَتَلَ الْهُرْمُزَانَ،
قَالَ: وَلِمَ قَتَلَهُ؟ قَالَ: إِنَّهُ قَتَلَ أَبِي، قِيلَ: وَكَيْفَ ذَاكَ؟
قَالَ: رَأَيْتُهُ قَبْلَ ذَلِكَ مُسْتَخْلِيًا بِأَبِي لُؤْلُؤَةَ، وَهُوَ
أَمَرَهُ بِقَتْلِ أَبِي قَالَ عُمَرُ: مَا أَدْرِي مَا هَذَا؟ انْظُرُوا إِذَا
أَنَا مُتُّ فَاسْأَلُوا عُبَيْدَ اللهِ الْبَيِّنَةَ عَلَى الْهُرْمُزَانِ، هُوَ
قَتَلَنِي، فَإِنْ أَقَامَ الْبَيِّنَةَ فَدَمُهُ بِدَمِي، وَإِنْ لَمْ يُقِمِ
الْبَيِّنَةَ فَأَقِيدُوا عُبَيْدَ اللهِ مِنَ الْهُرْمُزَانِ فَلَمَّا وَلِيَ
عُثْمَانُ رضي الله عنه قِيلَ لَهُ: أَلَا تُمْضِي وَصِيَّةَ عُمَرَ رضي الله عنه فِي
عُبَيْدِ اللهِ؟ قَالَ: وَمَنْ وَلِيُّ الْهُرْمُزَانِ؟ قَالُوا: أَنْتَ يَا
أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ: فَقَدْ عَفَوْتُ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ
عُمَرَ
بَابُ الْقِصَاصِ بِغَيْرِ السَّيْفِ
١٦٠٨٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ
اللهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنبأ أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ،
أنبأ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، ثنا عَفَّانُ، ثنا هَمَّامٌ،
ثنا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ جَارِيَةً رُضِخَ رَأْسُهَا بَيْنَ حَجَرَيْنِ
فَقِيلَ لَهَا: مَنْ فَعَلَ هَذَا بِكِ؟ أَفُلَانٌ أَفُلَانٌ؟ حَتَّى سُمِّيَ
الْيَهُودِيُّ فَأَوْمَتْ بِرَأْسِهَا، فَبُعِثَ إِلَى الْيَهُودِيِّ فَاعْتَرَفَ
فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللهِ ﷺ فَرُضِخَ رَأْسُهُ بَيْنَ حَجَرَيْنِ أَخْرَجَهُ
الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، مِنْ حَدِيثِ هَمَّامِ بْنِ يَحْيَى
١٦٠٨٥ - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ
يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنبأ أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا
الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، ثنا عَفَّانُ، ثنا هَمَّامٌ، أنبأ
قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَهْطًا، مِنْ عُرَيْنَةَ قَدِمُوا عَلَى النَّبِيِّ
ﷺ، فَقَالُوا: إِنَّا قَدِ اجْتَوَيْنَا الْمَدِينَةَ فَعَظُمَتْ بُطُونُنَا،
وَتَهَشَّمَتْ أَعْضَاؤُنَا فَأَمَرَهُمُ النَّبِيُّ ﷺ: أَنْ يَلْحَقُوا بِرَاعِي
الْإِبِلِ فَيَشْرَبُوا مِنْ أَبْوَالِهَا وَأَلْبَانِهَا قَالَ: فَلَحِقُوا
بِرَاعِي الْإِبِلِ فَشَرِبُوا مِنْ أَبْوَالِهَا وَأَلْبَانِهَا حَتَّى صَلَحَتْ
بُطُونُهُمْ وَأَلْوَانُهُمْ، فَقَتَلُوا الرَّاعِيَ وَاسْتَاقُوا الْإِبِلَ
فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ ﷺ فَبَعَثَ فِي طَلَبِهِمْ فَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ
وَأَرْجُلَهُمْ، وَسَمَرَ أَعْيُنَهُمْ أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ
هَمَّامٍ، زَادَ فِيهِ ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ: وَتَرَكَهُمْ فِي
الْحَرَّةِ حَتَّى مَاتُوا
١٦٠٨٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ أَبِي الثَّلْجِ، ثنا
يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ،
عَنْ أَنَسٍ: إِنَّمَا سَمَرَ النَّبِيُّ ﷺ أَعْيُنَهُمْ لِأَنَّهُمْ سَمَرُوا
أَعْيُنَ الرِّعَاءِ رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ
سَهْلٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ غَيْلَانَ
١٦٠٨٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ
أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو عَبْدِ
اللهِ بَحْرُ بْنُ نَصْرِ بْنِ سَابِقٍ الْخَوْلَانِيُّ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ
وَهْبٍ، أنبأ مَالِكٌ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حُسَيْنٍ، أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ
مَرْوَانَ، أَقَادَ رَجُلًا مِنْ رَجُلٍ قَتَلَهُ بِعَصًا فَقَتَلَهُ بِعَصًا
وَرُوِّينَا عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّهُ قَالَ: إِذَا مَثَّلَ بِهِ ثُمَّ قَتَلَهُ،
مُثِّلَ بِهِ ثُمَّ قُتِلَ
بَابُ مَا رُوِيَ فِي أَنْ لَا
قَوَدَ إِلَّا بِحَدِيدَةٍ
١٦٠٨٨ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ
بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكٍ، أنبأ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ
حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا قَيْسٌ، عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ، عَنْ أَبِي
عَازِبٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «لَا قَوَدَ
إِلَّا بِحَدِيدَةٍ» كَذَا أَتَى بِهِ قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ بِهَذَا
الْإِسْنَادِ، عَنْ جَابِرٍ وَرَوَاهُ الثَّوْرِيُّ عَنْ جَابِرٍ عَلَى اللَّفْظِ
الَّذِي مَضَى فِي بَابِ شِبْهِ الْعَمْدِ وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ
النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ
١٦٠٨٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنبأ عَلِيُّ بْنُ
عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ النُّعْمَانِيُّ، ثنا
الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَرْجَرَائِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ،
عَنْ مُبَارَكٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَا قَوَدَ
إِلَّا بِالسَّيْفِ» قَالَ يُونُسُ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ: عَمَّنْ أَخَذْتَ هَذَا؟
قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَذْكُرُ ذَلِكَ
١٦٠٩٠
- وَقِيلَ عَنْ مُبَارَكِ بْنِ
فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ مَرْفُوعًا أَخْبَرَنَاهُ أَبُو
بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنبأ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ،
أنبأ إِسْحَاقُ بْنُ حَكِيمٍ، ثنا أَبُو أُمَيَّةَ الطَّرَسُوسِيُّ، ثنا الْوَلِيدُ
بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، فَذَكَرَهُ
١٦٠٩١ - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ
الْمَالِينِيُّ، أنبأ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، أنبأ عُمَرُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا
ابْنُ مُصَفًّى، ثنا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَا
قَوَدَ إِلَّا بِالسَّيْفِ» كَذَا قَالَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَرَوَاهُ غَيْرُهُ
عَنْ بَقِيَّةَ، فَقَالَ: عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ
١٦٠٩٢
- أَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ
الْحَارِثِ، أنبأ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا عَبْدُ الْغَفَّارِ
الْحِمْصِيُّ، ثنا الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ، ثنا بَقِيَّةُ، عَنْ أَبِي مُعَاذٍ،
فَذَكَرَهُ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَامِرُ بْنُ سَيَّارٍ، عَنْ أَبِي مُعَاذٍ
سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ وَرُوِيَ عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ
بْنِ أَبِي الْمُخَارِقِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ،
مَرْفُوعًا ⦗١١١⦘ وَرُوِيَ ذَلِكَ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عَلِيٍّ، رضي الله عنه مَرْفُوعًا وَهَذَا
الْحَدِيثُ لَمْ يَثْبُتْ لَهُ إِسْنَادٌ مُعَلَّى بْنُ هِلَالٍ الطَّحَّانُ
مَتْرُوكٌ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ ضَعِيفٌ، وَمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ لَا
يُحْتَجُّ بِهِ، وَجَابِرُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ مَطْعُونٌ فِيهِ
جُمَّاعُ أَبْوَابِ الْقِصَاصِ
فِيمَا دُونَ النَّفْسِ
قَالَ اللهُ تبارك وتعالى:
﴿وَكَتَبْنَا
عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ
وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ
وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ﴾ [المائدة: ٤٥] قَالَ الشَّافِعِيُّ رحمه الله:
وَلَمْ أَعْلَمْ خِلَافًا فِي أَنَّ
الْقِصَاصَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ، كَمَا حَكَى اللهُ، أَنَّهُ حُكِمَ بِهِ بَيْنَ
أَهْلِ التَّوْرَاةِ، وَذَكَرَ أَيْضًا مَعْنَى مَا
١٦٠٩٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ
أَبِي إِسْحَاقَ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ
أَبِي عَمْرٍو، قَالُوا: أنبأ أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا بَحْرُ بْنُ
نَصْرٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ
أَبِي النَّضْرِ، أَنَّ رَجُلًا قَامَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه
وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ظَلَمَنِي
عَامِلُكَ وَضَرَبَنِي فَقَالَ عُمَرُ: وَاللهِ لَأُقِيدَنَّكَ مِنْهُ إِذًا
فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَتُقِيدُ مِنْ
عَامِلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَاللهِ لَأُقِيدَنَّ مِنْهُمْ، أَقَادَ رَسُولُ اللهِ
ﷺ مِنْ نَفْسِهِ، وَأَقَادَ أَبُو بَكْرٍ مِنْ نَفْسِهِ، أَفَلَا ⦗١١٢⦘ أُقِيدُ؟ قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: أَوَغَيْرُ ذَلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: «وَمَا هُوَ؟ قَالَ: أَوَمَا يُرْضِيهِ؟ قَالَ: أَوْ ذَلِكَ» هَذَا مُنْقَطِعٌ، وَقَدْ رُوِّينَاهُ
مَوْصُولًا وَمُرْسَلًا فِي بَابِ قَتْلِ الْإِمَامِ
١٦٠٩٤ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ
أَبِي إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي، أنبأ أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الْعَنَزِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ
صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ، رضي الله عنه، فِي قَوْلِهِ عز وجل: ﴿النَّفْسَ بِالنَّفْسِ﴾ [المائدة: ٤٥] قَالَ: تُقْتَلُ النَّفْسُ
بِالنَّفْسِ، وَتُفْقَأُ الْعَيْنُ بِالْعَيْنِ، وَيُقْطَعُ الْأَنْفُ
بِالْأَنْفِ، وَتُنْزَعُ السِّنُّ بِالسِّنِّ، وَيُقْتَصُّ الْجِرَاحُ
بِالْجِرَاحِ، فَهَذَا يَسْتَوِي فِيهِ أَحْرَارُ الْمُسْلِمِينَ فِيمَا
بَيْنَهُمْ رِجَالُهُمْ وَنِسَاؤُهُمْ، إِذَا كَانَ عَمْدًا فِي النَّفْسِ وَمَا
دُونَ النَّفْسِ
١٦٠٩٥ - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ
اللهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، أنبأ أَبُو سَعِيدِ
بْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، ثنا
عَفَّانُ، ثنا حَمَّادٌ، ثنا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أُخْتَ الرُّبَيِّعِ
أُمَّ حَارِثَةَ، جَرَحَتْ إِنْسَانًا، فَاخْتَصَمُوا إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ،
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «الْقِصَاصَ الْقِصَاصَ» فَقَالَتْ أُمُّ الرُّبَيِّعِ:
يَا رَسُولَ اللهِ أَيُقْتَصُّ مِنْ فُلَانَةَ، وَاللهِ لَا يُقْتَصُّ مِنْهَا
أَبَدًا فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «سُبْحَانَ اللهِ الْقِصَاصُ كِتَابُ اللهِ»
قَالَتْ: وَاللهِ لَا ⦗١١٣⦘ يُقْتَصُّ مِنْهَا أَبَدًا قَالَ: فَمَا زَالَتْ حَتَّى قَبِلُوا الدِّيَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لَأَبَرَّهُ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ عَفَّانَ
١٦٠٩٦ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ
الْفَقِيهُ، أنبأ أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُوسُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مَنْصُورٍ، ثنا
أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، ثنا الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ،
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: لَطَمَتِ الرُّبَيِّعُ بِنْتُ النَّضْرِ
جَارِيَةً فَكَسَرَتْ ثَنِيَّتَهَا، فَطَلَبُوا إِلَيْهِمُ الْعَفْوَ فَأَبَوْا،
وَعَرَضُوا الْأَرْشَ عَلَيْهِمْ فَأَبَوْا، فَأَتَوَا النَّبِيَّ ﷺ فَأَمَرَ
بِالْقِصَاصِ، فَقَالَ أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ: يَا رَسُولَ اللهِ: أَتُكْسَرُ
ثَنِيَّةُ الرُّبَيِّعِ؟ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لَا تُكْسَرُ
ثَنِيَّتُهَا فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «يَا أَنَسُ كِتَابُ اللهِ الْقِصَاصُ»
فَرَضِيَ الْقَوْمُ فَعَفَوْا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللهِ
مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لَأَبَرَّهُ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي
الصَّحِيحِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيِّ ظَاهِرُ
الْخَبَرَيْنِ يَدُلُّ عَلَى كَوْنِهِمَا قِصَّتَيْنِ، وَإِلَّا فَثَابِتٌ
أَحْفَظُ
بَابُ مَا لَا قِصَاصَ فِيهِ
١٦٠٩٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو حَازِمٍ
الْحَافِظُ، أنبأ أَبُو الْفَضْلِ بْنُ خَمِيرَوَيْهِ، أنبأ أَحْمَدُ بْنُ
نَجْدَةَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا حَجَّاجٌ، عَنْ
عَطَاءٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، رضي الله عنه قَالَ: «لَا أُقِيدُ مِنَ
الْعِظَامِ»
١٦٠٩٨ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ
قَتَادَةَ، أنبأ أَبُو الْفَضْلِ بْنُ خَمِيرَوَيْهِ، أنبأ أَحْمَدُ بْنُ
نَجْدَةَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا هُشَيْمٌ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ
أَرْطَاةَ، ثنا عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، أَنَّ رَجُلًا كَسَرَ فَخِذَ رَجُلٍ
فَخَاصَمَهُ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ أَقِدْنِي قَالَ: لَيْسَ لَكَ الْقَوَدُ، إِنَّمَا لَكَ الْعَقْلُ
قَالَ الرَّجُلُ: فَاسْمَعْنِي كَالْأَرْقَمِ إِنْ يُقْتَلْ يَنْقَمْ، وَإِنْ
يُتْرَكْ يَلْقَمْ قَالَ: فَأَنْتَ كَالْأَرْقَمِ
١٦٠٩٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الرَّفَّاءُ الْبَغْدَادِيُّ، أنبأ أَبُو عَمْرٍو
عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ
الْقَاضِي، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي ⦗١١٤⦘ أُوَيْسٍ، وَعِيسَى بْنُ مِينَا، قَالَا: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْفُقَهَاءِ، مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، قَالَ إِسْمَاعِيلُ فِي حَدِيثِهِ: وَكَانُوا يَقُولُونَ: الْقَوَدُ بَيْنَ النَّاسِ مِنْ كُلِّ كَسْرٍ أَوْ جَرْحٍ، إِلَّا أَنَّهُ لَا قَوَدَ فِي مَأْمُومَةٍ، وَلَا جَائِفَةٍ، وَلَا مُتْلِفٍ
كَائِنًا مَا كَانَ وَقَالَ عِيسَى فِي حَدِيثِهِ: وَكَانُوا يَقُولُونَ:
الْفَخِذُ مِنَ الْمَتَالِفِ وَقَدْ رُوِيَ فِي هَذَا عَنِ النَّبِيِّ ﷺ
بِأَسَانِيدَ لَا يَثْبُتُ مِثْلُهَا
١٦١٠٠ - مِنْهَا مَا أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنبأ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ،
ثنا عَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَسْفَاطِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
بْنُ نُمَيْرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى بْنِ
طَلْحَةَ، عَنْ يَحْيَى، وَعِيسَى ابْنَيْ طَلْحَةَ أَوْ أَحَدِهِمَا، عَنْ
طَلْحَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «لَيْسَ فِي الْمَأْمُومَةِ قَوَدٌ»
١٦١٠١ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ
الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنبأ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا أَبُو يَعْلَى،
ثنا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ مُحَمَّدٍ
الْأَنْصَارِيُّ، عَنِ ابْنِ صُهْبَانَ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَا قَوَدَ فِي الْمَأْمُومَةِ، وَلَا
الْجَائِفَةِ، وَلَا الْمُنَقِّلَةِ» وَرَوَاهُ أَيْضًا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ
مُعَاذٍ
١٦١٠٢ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ
الْحَارِثِ، أنبأ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا مَحْمُودُ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ الْفَرَجِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ
دَهْثَمِ بْنِ قُرَّانَ الْعِجْلِيِّ، حَدَّثَنِي نِمْرَانُ بْنُ جَارِيَةَ، عَنْ
أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلًا ضَرَبَ رَجُلًا بِالسَّيْفِ عَلَى سَاعِدِهِ فَقَطَعَهَا
مِنْ غَيْرِ مَفْصِلٍ، فَاسْتَعْدَى عَلَيْهِ النَّبِيَّ ﷺ فَأَمَرَ لَهُ
بِالدِّيَةِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُرِيدُ الْقِصَاصَ قَالَ لَهُ: «خُذِ
الدِّيَةَ، بَارَكَ اللهُ لَكَ فِيهَا»، وَلَمْ يَقْضِ لَهُ بِالْقِصَاصِ
١٦١٠٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ
أَبِي طَالِبٍ، أنبأ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ
الْمَكِّيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ طَاوُسٍ، ذَكَرَ النَّبِيَّ
ﷺ أَنَّهُ قَالَ: «لَا طَلَاقَ قَبْلَ مِلْكٍ، وَلَا قِصَاصَ فِيمَا دُونَ
الْمُوضِحَةِ مِنَ الْجِرَاحَاتِ» هَذَا مُنْقَطِعٌ
١٦١٠٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ
الْفَقِيهُ، أنبأ أَبُو حَامِدِ بْنُ بِلَالٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ الرَّبِيعِ
الْمَكِّيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مُخَارِقٍ، عَنْ طَارِقٍ، أَنَّ خَالِدًا،
أَقَادَ مِنْ لَطْمَةٍ
١٦١٠٥ - قَالَ: وَثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ، أَقَادَ مِنْ لَطْمَةٍ قَالَ
أَحْمَدُ: هَكَذَا فِي كِتَابِي، وَرَوَاهُ الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ
ابْنِ أَخِي عَمْرٍو، عَنْ عَمْرٍو
١٦١٠٦
- أَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحُسَيْنِ
بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أنبأ ابْنُ دُرُسْتَوَيْهِ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ
سُفْيَانَ، ثنا الْحُمَيْدِيُّ، فَذَكَرَهُ قَالَ سُفْيَانُ فِي رِوَايَةِ
يَحْيَى: اخْتَلَفَ فِيهِ ابْنُ شُبْرُمَةَ، وَابْنُ أَبِي لَيْلَى، فَقَالَ ابْنُ
شُبْرُمَةَ: أَنَا أُقِيدُ، وَقَالَ وَابْنُ أَبِي لَيْلَى: لَا أَعْرِفُ،
لَعَلَّهَا تَكُونُ شَدِيدَةً فَيُلْطَمُ دُونَهَا، وَتَكُونُ دُونَهَا فَيُلْطَمُ
أَشَدَّ مِنْهَا قَالَ الشَّيْخُ: فُقَهَاءُ الْأَمْصَارِ عَلَى أَنْ لَا قَوَدَ
فِيهَا لِقَوْلِ اللهِ تَعَالَى: ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ﴾ [البقرة: ١٧٩]، وَالْقِصَاصُ هُوَ الْمُسَاوَاةُ
وَالْمُمَاثَلَةُ، وَاعْتِبَارُ الْمُسَاوَاةِ فِيمَا بَيْنَ اللَّطْمَتَيْنِ
مُتَعَذِّرٌ، وَاللهُ أَعْلَمُ وَرُوِّينَا فِي بَابِ قَتْلِ الْإِمَامِ
وَجَرْحِهِ مَا يُوهِمُ وُجُوبَ الْقِصَاصِ فِي الضَّرْبِ بِالْخَشَبَةِ وَالسَّوْطِ،
وَذَلِكَ مَحْمُولٌ عِنْدَهُمْ عَلَى حُصُولِ شَجَّةٍ، أَوْ جُرْحٍ بِهَا يُمْكِنُ
اعْتِبَارُ الْمُمَاثَلَةِ فِيهَا، فَقَدْ رُوِيَ ذَلِكَ فِي بَعْضِ تِلْكَ
الْأَخْبَارِ، أَوْ يَكُونُ مَحْمُولًا عَلَى أَنَّهُ رَأَى تَعْزِيرَهُ بِأَنْ
يَفْعَلَ بِهِ مِنْ جِنْسِ فِعْلِهِ، وَاللهُ أَعْلَمُ
بَابُ مَا جَاءَ فِي الِاسْتِثْنَاءِ
بِالْقِصَاصِ مِنَ الْجَرْحِ وَالْقَطْعِ
١٦١٠٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، أنبأ أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
سُلَيْمَانَ، وَالْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَا: ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ح وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَارِثِ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنبأ أَبُو مُحَمَّدِ
بْنُ حَيَّانَ أَبُو الشَّيْخِ، ثنا عَبْدَانُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ ⦗١١٦⦘ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَجُلًا طَعَنَ رَجُلًا بِقَرْنٍ فِي رُكْبَتِهِ، فَأَتَى النَّبِيَّ ﷺ يَسْتَقِيدُ، فَقَالَ لَهُ: «حَتَّى تَبْرَأَ»
وَفِي رِوَايَةِ أَبِي عَلِيٍّ الْحَافِظِ: فَقِيلَ لَهُ: حَتَّى تَبْرَأَ قَالَ:
فَأَبَى، وَعَجَّلَ فَاسْتَقَادَ، فَعَتِبَتْ رِجْلُهُ وَبَرِئَتْ رِجْلُ
الْمُسْتَقَادِ فَأَتَى النَّبِيَّ ﷺ، فَقَالَ لَهُ: لَيْسَ لَكَ شَيْءٌ، إِنَّكَ
أَبَيْتَ،
١٦١٠٨
- وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عُثْمَانُ بْنُ
أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ،
أنبأ أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ الْأَنْصَارِيُّ،
ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، فَذَكَرَهُ، وَقَالَ: فَقِيلَ لَهُ حَتَّى
تَبْرَأَ،
١٦١٠٩
- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ
الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَا: قَالَ أَبُو
الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ الْحَافِظُ: أَخْطَأَ فِيهِ ابْنَا أَبِي شَيْبَةَ،
وَخَالَفَهُمَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ، فَرَوَوْهُ عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ،
عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَمْرٍو مُرْسَلًا، وَكَذَلِكَ قَالَ أَصْحَابُ عَمْرِو بْنِ
دِينَارٍ عَنْهُ، وَهُوَ الْمَحْفُوظُ مُرْسَلًا
١٦١١٠
- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، وَأَبُو بَكْرٍ، قَالَا: ثنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ،
أنبأ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ مِثْلَهُ،⦗١١٧⦘ وَعَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «أَبْعَدَكَ اللهُ أَنْتَ عَجِلْتَ»
١٦١١١ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ
شَيْبَانَ الرَّمْلِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، ثنا عَمْرٌو، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ، قَالَ: طَعَنَ رَجُلٌ آخَرَ
بِقَرْنٍ فِي رِجْلِهِ، فَأَتَى النَّبِيَّ ﷺ فَقَالَ: أَقِدْنِي، فَقَالَ:
«انْتَظِرْ» ثُمَّ أَتَاهُ فَقَالَ: أَقِدْنِي، قَالَ: «انْتَظِرْ» ثُمَّ أَتَاهُ
الثَّالِثَةَ أَوْ مَا شَاءَ اللهُ فَقَالَ: أَقِدْنِي، فَأَقَادَهُ فَبَرِئَ
الْأَوَّلُ وَشُلَّتْ رِجْلُ الْآخَرِ، فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ
«أَقِدْنِي مَرَّةً أُخْرَى، قَالَ:»لَيْسَ لَكَ شَيْءٌ، قَدْ قُلْتُ لَكَ:
انْتَظِرْ، فَأَبَيْتَ " وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْنُ جُرَيْجٍ، وَحَمَّادُ بْنُ
زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ جَابِرٍ
١٦١١٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ
بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنبأ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا
أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَزَّازُ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ،
ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأُمَوِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ،
وَعُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ، وَيَعْقُوبَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ،
عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَجُلًا جُرِحَ فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَقِيدَ، فَنَهَى رَسُولُ
اللهِ ﷺ أَنْ يُمْتَثَلَ مِنَ الْجَارِحِ حَتَّى يَبْرَأَ الْمَجْرُوحُ تَفَرَّدَ
بِهِ عَنْهُمْ هَذَا الْأُمَوِيُّ، وَعَنْهُ يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ
١٦١١٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ
الْمَالِينِيُّ، أنبأ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، أنبأ أَبُو يَعْلَى، ثنا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَالِدٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ
ابْنِ لَهِيعَةَ، ثنا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ:
«تُقَاسُ الْجِرَاحَاتُ، ثُمَّ يُسْتَأْنَى بِهَا سَنَةً، ثُمَّ يُقْضَى فِيهَا
بِقَدْرِ مَا انْتَهَتْ إِلَيْهِ» وَكَذَلِكَ رَوَاهُ جَمَاعَةٌ مِنَ
الضُّعَفَاءِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، وَمِنْ وَجْهَيْنِ آخَرَيْنِ عَنْ جَابِرٍ،
وَلَمْ يَصِحَّ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ، وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ
١٦١١٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ عُمَرُ
بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، أنبأ أَبُو الْعَبَّاسِ
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مِيكَالٍ، أنبأ عَبْدَانُ
الْحَافِظُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الْحَارِثِ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ، ثنا إِسْرَائِيلُ،
عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: وَجَأَ ⦗١١٨⦘ رَجُلٌ فَخِذَ رَجُلٍ، فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَقِدْنِي مِنْهُ قَالَ: «حَتَّى تَبْرَأَ» قَالَ: أَقِدْنِي، قَالَ: «حَتَّى تَبْرَأَ» ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: أَقِدْنِي يَا رَسُولَ اللهِ،
فَأَقَادَهُ فَجَاءَ بَعْدُ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ: شُلَّتْ رِجْلِي، قَالَ:
«قَدْ أَخَذْتَ حَقَّكَ»
١٦١١٥ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ
الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنبأ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا الْقَاضِي أَبُو
طَاهِرٍ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَبْدُوسٍ، ثنا الْقَوَارِيرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ
بْنُ حُمْرَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ،
عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَجُلًا طَعَنَ رَجُلًا بِقَرْنٍ فِي رُكْبَتِهِ فَجَاءَ
إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَقِدْنِي، قَالَ: «حَتَّى
تَبْرَأَ» ثُمَّ جَاءَ إِلَيْهِ فَقَالَ: أَقِدْنِي، فَأَقَادَهُ، ثُمَّ جَاءَ
إِلَيْهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَرَجْتُ، فَقَالَ: «قَدْ نَهَيْتُكَ
فَعَصَيْتَنِي، فَأَبْعَدَكَ اللهُ وَبَطَلَ عَرَجُكَ» ثُمَّ نَهَى رَسُولُ اللهِ
ﷺ أَنْ يُقْتَصَّ مِنْ جُرْحٍ حَتَّى يَبْرَأَ صَاحِبُهُ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ
مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ
بَابُ الرَّجُلِ يَمُوتُ فِي قِصَاصِ
الْجَرْحِ
فِيمَا ذَكَرَهُ أَبُو يَحْيَى
السَّاجِيُّ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَتَكِيِّ، عَنْ أَبِي هَمَّامٍ،
عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ مَطَرٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ
عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنهما،
أَنَّهُمَا قَالَا فِي الَّذِي يَمُوتُ فِي الْقِصَاصِ: لَا دِيَةَ لَهُ
١٦١١٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ
أَبِي إِسْحَاقَ، أنبأ أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ الْوَهَّابِ، أنبأ جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ
أَرْطَاةَ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ عَلِيٍّ، رضي الله عنه، قَالَ: مَنْ مَاتَ
فِي حَدٍّ فَإِنَّمَا قَتَلَهُ الْحَدُّ، فَلَا عَقْلَ لَهُ، مَاتَ فِي حَدٍّ مِنْ
حُدُودِ اللهِ