بَابُ مَا فَرَضَ اللهُ تبارك وتعالى
عَلَى أَهْلِ دِينِهِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ لِغَيْرِهِمْ مِنْ
أَهْلِ دِينِهِ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُحْتَاجِينَ إِلَيْهِ
١٣١١٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، أنبأ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
إِسْحَاقَ الْإِسْفَرِايِينِيُّ، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ
أَبِي بَكْرٍ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ الْعَلَاءِ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ،
عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صَيْفِيٍّ، أَنَّهُ سَمِعَ
أَبَا مَعْبَدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما يَقُولُ: لَمَّا
بَعَثَ رَسُولُ اللهِ ﷺ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ نَحْوَ الْيَمَنِ فَقَالَ: «إِنَّكَ
تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ
أَنْ يُوَحِّدُوا اللهَ عز وجل، فَإِذَا عَرَفُوا ذَلِكَ، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ
اللهَ عز وجل قَدِ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ
وَلَيْلَتِهِمْ، فَإِذَا صَلَّوْا، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللهَ عز وجل قَدِ
افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةً فِي أَمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِنْ غَنِيِّهِمْ،
فَتُرَدُّ عَلَى فَقِيرِهِمْ، فَإِذَا أَقَرُّوا بِذَلِكَ فَخُذْ مِنْهُمْ
وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ»، رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ الْعَلَاءِ،
وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ
بَابٌ لَا يَسَعُ أَهْلَ
الْأَمْوَالِ حَبْسُهُ عَمَّنْ أُمِرُوا بِدَفْعِهِ إِلَيْهِ
١٣١١٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ
بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَدِيبُ، أنبأ أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، أَخْبَرَنِي
عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِيَةَ، ثنا ابْنُ أَبِي النَّضْرِ، قَالَ
حَدَّثَنِي أَبُو النَّضْرِ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَأَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ
سُفْيَانَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا أَبُو النَّضْرِ، ثنا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ ⦗٤⦘ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَنْ آتَاهُ اللهُ مَالًا، فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ مُثِّلَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
شُجَاعٌ أَقْرَعُ لَهُ زَبِيبَتَانِ يُطَوَّقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ
يَأْخُذُ بِلِهْزِمَتَيْهِ يَعْنِي شِدْقَيْهِ يَقُولُ: أَنَا مَالُكَ، أَنَا
كَنْزُكَ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ ﴿لَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ
بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ﴾ [آل عمران: ١٨٠] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ» رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ، عَنْ أَبِي
النَّضْرِ
١٣١١٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ
بْنُ عَبْدِ اللهِ الْجُويْنِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
رَجَاءٍ السِّنْدِيُّ، ح قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا
عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ قَالَا: ثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا
حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ أَبَا صَالِحٍ
ذَكْوَانَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَا مِنْ صَاحِبِ ذَهَبٍ، وَلَا فِضَّةٍ لَا يُؤَدِّي
مِنْهَا حَقَّهَا، إِلَّا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ صُفِّحَتْ لَهُ
صَفَائِحُ مِنْ نَارٍ، فَأُحْمِيَ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ، فَيُكْوَى بِهَا
جَنْبُهُ وَجَبِينُهُ وَظَهْرُهُ، كُلَّمَا بَرَدَتْ أُعِيدَتْ لَهُ فِي يَوْمٍ
كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ،
فَيَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى جَنَّةٍ وَإِمَّا إِلَى نَارٍ»، قِيلَ: يَا
رَسُولَ اللهِ فَالْإِبِلُ؟ قَالَ «: وَلَا صَاحِبَ إِبِلٍ لَا يُؤَدِّي حَقَّهَا،
وَمِنْ حَقِّهَا حَلْبُهَا يَوْمَ وِرْدِهَا، إِلَّا إِذَا كَانَ يَوْمُ
الْقِيَامَةِ بُطِحَ لَهُ بِقَاعٍ قَرْقَرٍ أَوْفَرَ مَا كَانَتْ لَا يَفْقِدُ
مِنْهَا فَصِيلًا وَاحِدًا، تَطَؤُهُ بِأَخْفَافِهَا، وَتَعَضُّهُ بِأَفْوَاهِهَا،
كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ أُولَاهَا رُدَّ عَلَيْهِ أُخْرَاهَا فِي يَوْمٍ كَانَ
مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ، فَيَرَى
سَبِيلَهَ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ، قِيلَ: يَا رَسُولَ
اللهِ فَالْبَقَرُ وَالْغَنَمُ؟ قَالَ: وَلَا صَاحِبَ غَنَمٍ وَلَا بَقَرٍ لَا
يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا، إِلَّا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بُطِحَ لَهُ
بِقَاعٍ قَرْقَرٍ لَا يَفْقِدُ مِنْهَا شَيْئًا، لَيْسَ فِيهَا عَقْصَاءُ، وَلَا
جَلْحَاءُ، وَلَا عَضْبَاءُ تَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا، وَتَطَؤُهُ بِأَظْلَافِهَا
كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ أُولَاهَا رُدَّ عَلَيْهِ أُخْرَاهَا فِي يَوْمٍ كَانَ
مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ، فَيَرَى
سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِمَّا إِلَى النَّارِ»، ثُمَّ ذَكَرَ
بَاقِيَ الْحَدِيثِ قَدْ أَخْرَجْتُهُ فِي كِتَابِ الزَّكَاةِ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ
فِي الصَّحِيحِ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ سَعِيدٍ، وَقَولُهُ: «وَمِنْ حَقِّهَا
حَلْبُهَا يَوْمَ وِرْدِهَا» يُشْبِهُ أنْ يَكُونَ مِنْ قَوْلِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي
الله عنه، وَقَدْ رَوَيْنَا فِي كِتَابِ الزَّكَاةِ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي
صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: «وَمَا مِنْ صَاحِبِ إِبِلٍ لَا
يُؤَدِّي زَكَاتَهَا إِلَّا بُطِحَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ»
بَابٌ لَا يَسَعُ الْوُلَاةَ
تَرْكُهُ لِأَهْلِ الْأَمْوَالِ
١٣١١٥ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أنبأ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ
الْفَقِيهُ، أنبأ عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، ثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ،
ثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّهُ قَالَ: أَخْبَرَنِي
عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ أَبَا
هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَخْبَرَهُ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ ﷺ،
وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه بَعْدَهُ، وَكَفَرَ مَنْ كَفَرَ مِنَ
الْعَرَبِ قَالَ عُمَرُ: يَا أَبَا بَكْرٍ كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ، وَقَدْ
قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا
إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَمَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ
وَنَفْسَهُ، إِلَّا بِحَقِّهِ وَحِسَابُهُ عَلَى اللهِ»؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي
الله عنه: وَاللهِ
لَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ، فَإِنَّ الزَّكَاةَ
حَقُّ الْمَالِ، وَاللهِ لَوْ مَنَعُونِي عَنَاقًا كَانُوا يُؤَدُّونَهَا إِلَى
رَسُولِ اللهِ ﷺ قَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهَا قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه:
فَوَاللهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ
رَأَيْتُ اللهَ قَدْ شَرَحَ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه لِلْقِتَالِ،
فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَقُّ " رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ
يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ بِهَذَا اللَّفْظِ: عَنَاقًا
١٣١١٦
- وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْفَضْلِ الْمُزَكِّي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا
قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا لَيْثٌ، فَذَكَرَهُ بِمِثْلِهِ إِلَّا أَنَّهُ
قَالَ: عِقَالًا رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ
وَقَالَ: عِقَالًا، وَرَوَاهُ شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ
فَقَالَ: عَنَاقًا، وَكَذَلِكَ قَالَهُ مَعْمَرٌ وَالزُّبَيْدِيُّ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ، وَرَوَاهُ رَبَاحُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ،
فَقَالَ: عَنَاقًا، وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَنْهُ قَالَ: عِقَالًا، وَكَذَلِكَ
قَالَهُ ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِيِّ، ⦗٦⦘ وَرَوَاهُ عَنْبَسَةُ عَنْ يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِيِّ فَقَالَ: عَنَاقًا، اخْتُلِفَ فِيهِ عَلَى يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، فَقِيلَ عَنْهُ: عَنَاقًا، وَقِيلَ: عِقَالًا
١٣١١٧
- وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ
الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنبأ أَبُو الْحَسَنِ الْكَارِزِيُّ، أنبأ عَلِيُّ بْنُ
عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنِ الْكِسَائِيِّ قَالَ: الْعِقَالُ
صَدَقَةُ عَامٍ وَعَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ: يُقَالُ بُعِثَ فُلَانٌ عَلَى
عِقَالِ بَنِي فُلَانٍ إِذَا بُعِثَ عَلَى صَدَقَاتِهِمْ
١٣١١٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ
بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا مَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ، أنبأ حِزَامُ بْنُ هِشَامِ بْنِ
حُبَيْشٍ الْخُزَاعِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ
الْخَطَّابِ رضي الله عنه شَادًّا حَقْوَهُ بِعِقَالٍ، وَهُوَ يُمَارِسُ شَيْئًا
مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ قَالَ مَنْصُورٌ: حِفْظِي أَنَّهُ كَانَ يَبِيعُهَا
فِيمَنْ يَزِيدُ، كُلَّمَا بَاعَ بَعِيرًا مِنْهَا شَدَّ حَقْوَهُ بِعِقَالِهِ،
ثُمَّ تَصَدَّقَ بِهَا يَعْنِي بِتِلْكَ الْعِقَالِ "
قَالَ الشَّيْخُ: وَقَدْ رَوَى
عِمْرَانُ بْنُ دَاوُدَ الْقَطَّانُ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ فِي قِصَّةِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه قَالَ: وَقَالَ
أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «أُمِرْتُ أَنْ
أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنِّي
رَسُولُ اللهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، وَاللهِ لَوْ
مَنَعُونِي عَنَاقًا مِمَّا كَانُوا يُعْطُونَ رَسُولَ اللهِ ﷺ لَأُقَاتِلَنَّهُمْ
عَلَيْهِ» وَرَوَيْنَا هَذِهِ الزِّيَادَةَ فِي إِقَامَةِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ
الزَّكَاةِ مِنْ وَجْهَيْنِ آخَرَيْنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
١٣١١٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ
الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، وَأَبُو نَصْرٍ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ
قَتَادَةَ قَالَا: أنبأ أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي، ثنا
عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا أَبُو الْعَنْبَسِ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ:
«أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ
وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ
حُرِّمَتْ دِمَاؤُهُمْ وَأَمْوَالُهُمْ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ» قَالَ الشَّيْخُ
أَبُو الْعَنْبَسِ: هَذَا هُوَ سَعِيدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَهُ
الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ
١٣١٢٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ
بِشْرَانَ، أنبأ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّزْازُ، ح وَأنبأ
أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ
قَالَا: ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا أَبُو النَّضْرِ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ
الرَّزَايُّ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ⦗٧⦘ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ» لَفْظُ حَدِيثِهِمَا سَوَاءٌ
بَابُ مَا جَاءَ فِي رَبِّ الْمَالِ
يَتَوَلَّى تَفْرِقَةَ زَكَاةِ مَالِهِ بِنَفْسِهِ
قَالَ اللهُ عز وجل ﴿إِنْ تُبْدُوا
الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ، وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ،
فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ﴾ [البقرة: ٢٧١]
١٣١٢١ - أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ
أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الدَّامِغَانِيُّ بِبَيْهَقَ، مِنْ أَصْلِ سَمَاعِهِ،
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ
الْقَزَّازُ، بِالْبَصْرَةِ، ثنا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ
فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ،
فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا غُلَامَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ:
«وَعَلَيْكَ» قَالَ إِنِّي رَجُلٌ مِنْ أَخْوَالِكَ مِنْ وَلَدِ سَعْدِ بْنِ
بَكْرٍ وَإِنِّي رَسُولُ قَوْمِي إِلَيْكَ وَوَافِدُهُمْ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ
إِلَى أَنْ قَالَ: فَإِنَّا قَدْ وَجَدْنَا فِي كِتَابِكَ، وَأَمَرَتْنَا رُسُلُكَ
أَنْ نَأْخُذَ مِنْ حَوَاشِي أَمْوَالِنَا، وَنَضَعَهُ فِي فُقَرَائِنَا،
فَأَنْشُدُكَ بِاللهِ أَهُوَ أَمَرَكَ بِذَلِكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قَالَ الشَّيْخُ:
هَذِهِ اللَّفْظَةُ إِنْ كَانَتْ مَحْفُوظَةً دَلَّتْ عَلَى جَوَازِ تَفْرِيقِ
رَبِّ الْمَالِ زَكَاةَ مَالِهِ بِنَفْسِهِ، وَحَدِيثُ أَنَسٍ رضي الله عنه فِي
هَذِهِ الْقِصَّةِ: آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ تَأْخُذَ هَذِهِ الصَّدَقَةَ مِنْ
أَغْنِيَائِنَا فَتَقْسِمَهَا فِي فُقَرَائِنَا؟ إِسْنَادُهُ أَصَحُّ، وَاللهُ
أَعْلَمُ
بَابُ الدُّعَاءِ لَهُ إِذَا أَخَذَ
صَدَقَتَهُ بِالْأَجْرِ وَالْبَرَكَةِ
كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى ﴿وَصَلِّ
عَلَيْهِمْ﴾ [التوبة:
١٠٣] قَالَ
الشَّافِعِيُّ رحمه الله: ادْعُ لَهُمْ
١٣١٢٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جُنَاحُ
بْنُ نُذَيْرِ بْنِ جُنَاحٍ الْقَاضِي، بِالْكُوفَةِ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي
غَرَزَةَ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، وَعَلِيُّ بْنُ قَادِمٍ، عَنْ شُعْبَةَ، ح وَأنبأ
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ
الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا آدَمُ، ثنا
شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي ⦗٨⦘ أَوْفَى رضي الله عنه، وَكَانَ مِنْ
أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِذَا أَتَاهُ قَوْمٌ
بِصَدَقَةٍ قَالَ: «اللهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِمْ»، فَأَتَاهُ أَبِي بِصَدَقَتِهِ
فَقَالَ: «اللهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي
الصَّحِيحِ عَنْ آدَمَ بْنِ أَبِي إِيَاسٍ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهٍ
آخَرَ عَنْ شُعْبَةَ
بَابُ الْأَغْلَبِ عَلَى أَفْوَاهِ
الْعَامَّةِ أَنَّ فِي الثَّمَرِ الْعُشْرَ، وَفِي الْمَاشِيَةِ الصَّدَقَةُ،
وَفِي الْوَرِقِ الزَّكَاةُ، وَقَدْ سَمَّى رَسُولُ اللهِ ﷺ هَذَا كُلَّهُ
صَدَقَةً
قَالَ الشَّافِعِيُّ: الْعَرَبُ
تَقُولُ لَهُ صَدَقَةً وَزَكَاةً، وَمَعْنَاهُمَا عِنْدَهُمْ مَعْنًى وَاحِدٌ
١٣١٢٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو
إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ السَّعْدِيُّ، أنبأ يَزِيدُ بْنُ
هَارُونَ، أنبأ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، ح وَأنبأ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنبأ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِلْحَانَ، ثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا اللَّيْثُ، عَنْ
يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي
حَسَنٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: «لَيْسَ فِيمَا
دُونَ خَمْسِ ذَوْدٍ صَدَقَةٌ، وَلَا فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوَاقٍ صَدَقَةٌ، وَلَا
فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوْسُقٍ صَدَقَةٌ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ رُمْحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ وَجْهٍ
آخَرَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ
١٣١٢٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ
الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، بِبَغْدَادَ، أنبأ أَبُو عَمْرِو بْنُ السَّمَّاكِ، ثنا
مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْمُنَادِيِّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ
الطَّنَافِسِيُّ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ مَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي
ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ،
وَفِيهِ قَالَ: «مَا مِنْ رَجُلٍ يَمُوتُ، فَيَتْرُكُ غَنَمًا أَوْ إِبِلًا أَوْ
بَقَرًا لَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهَا، إِلَّا جَاءَتْهُ أَعْظَمَ مَا تَكُونُ
وَأَسْمَنَ، تَطَؤُهُ بِأَظْلَافِهَا، وَتَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا حَتَّى يُقْضَى
بَيْنَ النَّاسِ ثُمَّ يَعُودُ أُولَاهَا عَلَى أُخْرَاهَا» أَخْرَجَاهُ فِي
الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ الْأَعْمَشِ، فَسُمِّيَ الْوَاجِبُ فِي الْمَاشِيَةِ
زَكَاةً
١٣١٢٥ - أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ
أَبِي إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ،
أنبأ الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنبأ الشَّافِعِيُّ، أنبأ عَبْدُ اللهِ بْنُ
نَافِعٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ التَّمَّارِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَتَّابِ بْنِ أَسِيدٍ رضي الله عنه أَنَّ
رَسُولَ اللهِ ﷺ ⦗٩⦘ قَالَ فِي زَكَاةِ الْكَرْمِ: «يُخْرَصُ كَمَا يُخْرَصُ النَّخْلُ، ثُمَّ يُؤَدَّى زَكَاتُهُ زَبِيبًا كَمَا تُؤَدَّى زَكَاةُ النَّخْلِ تَمْرًا» فَسُمِّيَ الْعُشْرُ فِي الْكَرْمِ وَالنَّخْلِ زَكَاةً "
بَابُ قَسْمِ الصَّدَقَاتِ عَلَى
قَسْمِ اللهِ تَعَالَى وَهِيَ سَهْمَانِ ثَمَانِيَةٌ مَا دَامُوا مَوْجُودِينَ
قَالَ اللهُ تبارك وتعالى:
﴿إِنَّمَا
الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا
وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ
اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ﴾ [التوبة: ٦٠] قَالَ الشَّافِعِيُّ رحمه الله:
فَأَحْكَمَ اللهُ فَرْضَ
الصَّدَقَاتِ فِي كِتَابِهِ ثُمَّ أَكَّدَهَا فَقَالَ: ﴿فَرِيضَةً مِنَ اللهِ﴾ [النساء: ١١] قَالَ: وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ
النَّبِيَّ ﷺ قَالَ فِي حَدِيثِ الصُّدَائِيِّ: «إِنَّ اللهَ لَمْ يَرْضَ فِيهَا
بقسْمِ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَلَا نَبِيٍّ مُرْسَلٍ حَتَّى قَسَمَهَا»
١٣١٢٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ
الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أنبأ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتَوَيْهِ، ثنا
يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ح وَأنبأ أَبُو أَحْمَدَ
الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرِ الْأَسْتَرَابَاذِيِّ بِهَا،
أنبأ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ الْقَطِيعِيُّ، ثنا
أَبُو عَلِيٍّ بِشْرُ بْنُ مُوسَى الْأَسَدِيُّ، ثنا أبو عَبْدِ الرَّحْمَنِ
الْمُقْرِئُ يَعْنِي عَبْدَ اللهِ بْنَ يَزِيدَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ، حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ نُعَيْمٍ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ:
سَمِعْتُ زِيَادَ بْنَ الْحَارِثِ الصُّدَائِيَّ رضي الله عنه صَاحِبَ رَسُولِ
اللهِ ﷺ يُحَدِّثُ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ، فَبَايَعْتُهُ عَلَى
الْإِسْلَامِ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ: ثُمَّ أَتَاهُ آخَرُ، فَقَالَ:
أَعْطِنِي مِنَ الصَّدَقَةِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّ اللهَ عز وجل لَمْ
يَرْضَ فِيهَا بِحُكْمِ نَبِيٍّ، وَلَا غَيْرِهِ فِي الصَّدَقَاتِ حَتَّى يَحْكُمَ
هُوَ فِيهَا، فَجَزَّأَهَا ثَمَانِيَةَ أَجْزَاءٍ قَالَ: فَإِنْ كُنْتَ مِنْ
تِلْكَ الْأَجْزَاءِ أَعْطَيْتُكَ أَوْ أَعْطَيْنَاكَ حَقَّكَ»
١٣١٢٧ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ
الْحُسَيْنُ بْنُ عَلُوسَا الْأَسَدَا بَاذِيُّ أنبأ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ
جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ سُلَيْمَانَ يَعْنِي
الْقَطِيعِيَّ، ثنا الْمَسْرُوقِيُّ يَعْنِي مُوسَى بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا
حَفْصُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: فَرَضَ رَسُولُ اللهِ ﷺ
«الصَّدَقَةَ فِي ثَمَانِيَةِ أَصْنَافٍ ثُمَّ تُوضَعُ فِي ثَمَانِيَةِ أَسْهُمٍ،
فَفَرَضَهَا فِي الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ وَالْإِبِلِ وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ
وَالزَّرْعِ وَالْكَرْمِ وَالنَّخْلِ وَتُوضَعَ فِي ثَمَانِيَةِ أَسْهُمٍ فِي
أَهْلِ هَذِهِ الْآيَةِ ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ﴾ [التوبة: ٦٠] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ»، إِسْنَادُ
هَذَا ضَعِيفٌ وَفِي نَصِّ الْكِتَابِ كِفَايَةٌ
بَابُ مَنْ جَعَلَ الصَّدَقَةَ فِي
صِنْفٍ وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ الْأَصْنَافِ
١٣١٢٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ
بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَدِيبُ، أنبأ أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، أَخْبَرَنِي
الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا حِبَّانُ، أنبأ عَبْدُ اللهِ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ
إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَيْفِيٍّ، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ
مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللهِ ﷺ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ: «إِنَّكَ
سَتَأْتِي قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ، فَإِذَا جِئْتَهُمْ، فَادْعُهُمْ أَنْ
يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ،
فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللهَ قَدْ فَرَضَ
عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا
لَكَ بِذَلِكَ، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً
تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ، فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، فَإِنْ هُمْ
أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ، فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ وَاتَّقِ دَعْوَةَ
الْمَظْلُومِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ حِجَابٌ» رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ حِبَّانَ بْنِ مُوسَى
١٣١٢٩ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ
بْنُ الْفَضْلِ، أنبأ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ،
ح وَأنبأ أَبُو عَبْدِ اللهِ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ السُّوسِيُّ،
ثنا ابْنُ جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ، أنبأ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَا:
ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ
عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هِلَالٍ
الثَّقَفِيِّ رضي الله عنه ⦗١١⦘ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: كِدْتُ أَنْ أُقْتَلَ بَعْدَكَ فِي عَنَاقٍ أَوْ شَاةٍ مِنَ الصَّدَقَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَوْلَا أَنَّهَا تُعْطَى فُقَرَاءَ الْمُهَاجِرِينَ مَا أَخَذْتُهَا»
١٣١٣٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ
اللهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ، بِبَغْدَادَ، أنبأ
إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا أَبُو
مُعَاوِيَةَ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زِرِّ بْنِ
حُبَيْشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: «إِذَا أَعْطَى الرَّجُلُ الصَّدَقَةَ صِنْفًا
وَاحِدًا مِنَ الْأَصْنَافِ الثَّمَانِيَةِ أَجْزَأَهُ» وَعَنِ الْحَجَّاجِ عَنْ
عَطَاءٍ بِنَحْوِهِ، الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ لَا يُحْتَجُّ بِهِ
١٣١٣١ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي قَالَا: ثنا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنِ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْحِمْصِيُّ،
ثنا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ وَاصِلِ بْنِ
حَيَّانَ، وَحَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ «أتَى
عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه بِصَدَقَةِ زَكَاةٍ، فَأَعْطَاهَا أَهْلَ
بَيْتٍ كَمَا هِيَ»
١٣١٣٢
- وبِهَذَا الْإِسْنَادِ ثنا
الْحَسَنُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَنِ
الْمِنْهَالِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنَّهُمَا لَمْ
يَكُونَا يَرَيَانِ بِهَذَا بَأْسًا وَرَوَاهُ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ
عَطَاءٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه وَهُوَ مُنْقَطِعٌ،
وَالْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ مَتْرُوكٌ
١٣١٣٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو
الْأَدِيبُ، أنبأ أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، أنبأ إِسْمَاعِيلُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الْمُزَنِيُّ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ
عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ
لِلْفُقَرَاءِ﴾ [التوبة:
٦٠] قَالَ:
«يَجْزِيكَ أَنْ تَجْعَلَهَا فِي صِنْفٍ وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ الْأَصْنَافِ»
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَيَحْيَى بْنُ
عُثْمَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدٍ مِنْ قَوْلِهِ، وَرَوَاهُ يُوسُفُ بْنُ
يَعْقُوبَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ وُهَيْبٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما وَاللهُ أَعْلَمُ
١٣١٣٤ - وَأَخْبَرَنَا الشَّرِيفُ أَبُو
الْفَتْحِ، أنبأ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي شُرَيْحٍ، أنبأ عَبْدُ اللهِ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، ثنا
شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ قَالَ: قُلْتُ لِإِبْرَاهِيمَ أَضَعُ زَكَاةَ مَالِي فِي
صِنْفٍ مِنَ الْأَصْنَافِ الَّذِينَ ذَكَرَ اللهُ فِي كِتَابِهِ ﴿، إِنَّمَا
الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ﴾ [التوبة: ٦٠] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ قَالَ «نَعَمْ»
وَرُوِّينَاهُ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَعَنِ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ
١٣١٣٥ - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ
بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَالِينِيُّ، أنبأ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا عَلِيُّ
بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هُذَيْلٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ الْمُخَرِّمِيُّ، ثنا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: قَالَ
شُعْبَةُ: أَلَا تَعْجَبُونَ مِنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، هَذَا الْمَجْنُونُ
أَتَانِي هُوَ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، فَكَلَّمَانِي أَنْ أَكُفَّ عَنْ ذِكْرِ
الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ، أَنَا أَكُفُّ عَنْ ذَكْرِهِ، لَا وَاللهِ لَا أَكُفُّ
عَنْ ذَكْرِهِ أَنَا وَاللهِ سَأَلْتُ الْحَكَمَ عَنِ الصَّدَقَةِ تُجْعَلُ فِي
صِنْفٍ وَاحِدٍ مِمَّا سَمَّى اللهُ، فَقَالَ: «لَا بَأْسَ بِهِ»، قُلْتُ: مِمَّنْ
سَمِعْتَ؟ قَالَ كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَقُولُهُ "
وَهَذَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ
يُحَدِّثُ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ عَنْ عَلِيٍّ رضي الله
عنه، وَعَنِ الْحَكَمِ عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما،
وَعَنِ الْحَكَمِ عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ: «لَا بَأْسَ أَنْ يَبْعَثَ
الرَّجُلُ الصَّدَقَةَ فِي صِنْفٍ وَاحِدٍ»
بَابُ مَنْ قَالَ: لَا يُخْرِجُ
صَدَقَةَ قَوْمٍ مِنْهُمْ مِنْ بَلَدِهِمْ وَفِي بَلَدِهِمْ مَنْ يَسْتَحِقُّهَا
١٣١٣٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو صَالِحِ بْنُ
أَبِي طَاهِرٍ الْعَنْبَرِيُّ، أنبأ جَدِّي يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي، ثنا
أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَهِيمَ، أنبأ وَكِيعٌ، ثنا
زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ الْمَكِّيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ
صَيْفِيٍّ، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ
رَسُولَ اللهِ ﷺ لَمَّا بَعَثَ مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ
ﷺ: «إِنَّكَ تَأْتِي قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ، فَادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ
لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَإِنْ هُمْ أَجَابُوكَ لِذَلِكَ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ
اللهَ ⦗١٣⦘ قَدِ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَإِنْ هُمْ أَجَابُوكَ لِذَلِكَ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللهَ قَدِ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً فِي أَمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ فِي فُقَرَائِهِمْ، فَإِنْ هُمْ أَجَابُوكَ لِذَلِكَ، فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ
أَمْوَالِهِمْ، وَإِيَّاكَ وَدَعْوَةَ الْمَظْلُومِ، فَإِنَّهَا لَيْسَ بَيْنَهَا
وَبَيْنَ اللهِ حِجَابٌ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ
مُوسَى عَنْ وَكِيعٍ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ
وَغَيْرِهِ
١٣١٣٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي
سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ
بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه يَقُولُ: بَيْنَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ جُلُوسٌ
فِي الْمَسْجِدِ، إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَى جَمَلٍ فَأَنَاخَهُ فِي الْمَسْجِدِ
ثُمَّ عَقَلَهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: أَيُّكُمْ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ ﷺ،
وَرَسُولُ اللهِ ﷺ مُتَّكِئٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ قَالَ: فَقُلْنَا لَهُ هَذَا»
الرَّجُلُ الْأَبْيَضُ الْمُتَّكِئُ، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: يَا ابْنَ عَبْدِ
الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «قَدْ أَجَبْتُكَ»، فَقَالَ
الرَّجُلُ: يَا مُحَمَّدُ إِنِّي سَائِلُكَ فَمُشْتَدٌّ عَلَيْكَ فِي الْمَسْأَلَةِ،
فَلَا تَجِدُ فِي نَفْسِكَ، فَقَالَ: «سَلْ مَا بَدَا لَكَ»، فَقَالَ الرَّجُلُ:
نَشَدْتُكَ بِرَبِّكَ وَرَبِّ مَنْ قَبْلَكَ، آللَّهُ أَرْسَلَكَ إِلَى النَّاسِ
كُلِّهِمْ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «اللهُمَّ نَعَمْ» قَالَ: فَأَنْشُدُكَ
اللهَ، آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ تُصَلِّيَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ فِي الْيَوْمِ
وَاللَّيْلَةِ؟، فَقَالَ: «اللهُمَّ نَعَمْ» قَالَ: فَأَنْشُدُكَ اللهَ آللَّهُ
أَمَرَكَ بِصَوْمِ هَذَا الشَّهْرِ مِنَ السَّنَةِ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ:
«اللهُمَّ نَعَمْ» قَالَ: أَنْشُدُكَ اللهَ آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ تَأْخُذَ هَذِهِ
الصَّدَقَةَ مِنْ أَغْنِيَائِنَا، فَتُقْسَمَ عَلَى فُقَرَائِنَا؟ قَالَ رَسُولُ
اللهِ ﷺ: «اللهُمَّ نَعَمْ» قَالَ الرَّجُلُ: آمَنْتُ بِمَا جِئْتَ بِهِ، وَأَنَا
رَسُولُ مَنْ وَرَائِي مِنْ قَوْمِي، وَأَنَا ضِمَامُ بْنُ ثَعْلَبَةَ أَخُو بَنِي
سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ" ⦗١٤⦘ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُوسُفَ، عَنِ اللَّيْثِ
١٣١٣٨ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ
مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ،
أنبأ أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، بِبَغْدَادَ، أنبأ أَبُو سَهْلٍ، ثنا
إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ، ثنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّ
عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ رضي الله عنه بُعِثَ إِلَى الصَّدَقَةِ، فَلَمَّا رَجَعَ
قَالُوا لَهُ: أَيْنَ الْمَالُ؟ قَالَ: «وَلِلْمَالِ أَرْسَلْتُمُونِي
أَخَذْنَاهَا مِنْ حَيْثُ كُنَّا نَأْخُذُهَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ ﷺ
وَوَضَعْنَاهَا حَيْثُ كُنَّا نَضَعُهَا»
١٣١٣٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ
بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقَرِئُ، أنبأ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا
يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ
عَلِيٍّ، ثنا أَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ
أَبِيهِ قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ ﷺ فِينَا سَاعِيًا، فَأَخَذَ الصَّدَقَةَ مِنْ
أَغْنِيَائِنَا، فَوَضَعَهَا فِي فُقَرَائِنَا وَأَمَرَ لِي بِقَلُوصٍ هَذَا
الْحَدِيثُ يُعْرَفُ بِأَشْعَثَ بْنِ سَوَّارٍ، وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ
١٣١٤٠ - وَقَدْ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ
اللهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ
أَبِي عَمْرٍو قَالُوا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا
أَبُو أُمَيَّةَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، ثنا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ ابْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ،
عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: «بَعَثَ رَسُولُ اللهِ ﷺ سَاعِيًا عَلَى
الصَّدَقَةِ، فَأَمَرَ أَنْ يَأْخُذَ الصَّدَقَةَ مِنْ أَغْنِيَائِنَا
فَيَقْسِمَهَا فِي فُقَرَائِنَا، وَكُنْتُ غُلَامًا يَتِيمًا لَا مَالَ لِي
فَأَعْطَانِي مِنْهَا قَلُوصًا»
١٣١٤١ - وَفِيمَا أَجَازَ لِي أَبُو عَبْدِ
اللهِ الْحَافِظُ، وَأنبأ عَنْهُ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ، أنبأ الرَّبِيعُ، أنبأ
الشَّافِعِيُّ، أنبأ مُطَرِّفُ بْنُ مَازِنٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
بْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ رضي الله عنه، قَضَى
«أَيُّمَا رَجُلٍ انْتَقَلَ مِنْ مِخْلَافِ عَشِيرَتِهِ إِلَى غَيْرِ مِخْلَافِ
عَشِيرَتِهِ، فَعُشْرُهُ وَصَدَقَتُهُ إِلَى مِخْلَافِ عَشِيرَتِهِ»
١٣١٤٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ
الْحَارِثِ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنبأ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا عُمَرُ
بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ
الْهَمَذَانِيُّ، ثنا هِشَامُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، ثنا سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ،
عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ قَالَ: «لَا تَخْرُجُ الزَّكَاةُ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ، إِلَّا
لِذِي قَرَابَةٍ» مَوْقُوفٌ وَفِي إِسْنَادِهِ ضَعْفٌ
بَابُ نَقْلِ الصَّدَقَةِ إِذَا لَمْ
يَكُنْ حَوْلَهَا مَنْ يَسْتَحِقُّهَا
١٣١٤٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ الْمُقْرِئُ بْنِ الْحَمَامِيِّ رحمه الله
بِبَغْدَادَ، أنبأ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النِّجَادُ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ، ثنا عَفَّانُ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ،
عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: أَتَيْتُ عُمَرَ رضي
الله عنه فِي أُنَاسٍ مِنْ قَوْمِي، فَجَعَلَ يَفْرِضُ رِجَالًا مِنْ طَيِّئٍ فِي
أَلْفَيْنِ وَيُعْرِضُ عَنِّي، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ
أَتَعْرِفُنِي؟ قَالَ: فَضَحِكَ حَتَّى اسْتَلْقَى لِقَفَاهُ، قَالَ: «نَعَمْ
وَاللهِ إِنِّي لَأَعْرِفُكَ، قَدْ آمَنْتَ إِذْ كَفَرُوا، وَأَقْبَلْتَ إِذْ
أَدْبَرُوا، وَأَوْفَيْتَ إِذْ غَدَرُوا، وَإِنَّ أَوَّلَ صَدَقَةٍ بَيَّضَتْ
وَجْهَ رَسُولِ اللهِ ﷺ وَوَجْهَ أَصْحَابِهِ صَدَقَةُ طَيِّءٍ، جِئْتَ بِهَا
إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ»، ثُمَّ أَخَذَ يَعْتَذِرُ قَالَ: «إِنَّمَا فَرَضْتُ لِقَوْمٍ
أَجْحَفَتْ بِهِمُ الْفَاقَةُ وَهُمْ فَاقَةُ عَشَائِرِهِمْ لِمَا يَنُوبُهُمْ
مِنَ الْحُقُوقِ» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ مُخْتَصَرًا مِنْ حَدِيثِ
أَبِي عَوَانَةَ
١٣١٤٤ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ
بْنُ بِشْرَانَ، أنبأ أَبُو جَعْفَرٍ الرَّزَازُ، ثنا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ،
ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ الْوَاسِطِيُّ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ مُجَالِدٍ،
عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ الطَّائِيِّ رضي الله عنه قَالَ:
أَتَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِبَعْضِ
مَعْنَاهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: «وَأَوَّلُ صَدَقَةٍ بَيَّضَتْ وَجْهَ أَصْحَابِ
رَسُولِ اللهِ ﷺ صَدَقَةُ طَيِّئٍ جِئْتَ بِهَا إِلَى أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه،
فَقُلْتَ: أَمَا إِنِّي أَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ عَامَ أَوَّلَ كَمَا أَتَيْتُكَ
بِهَا»
١٣١٤٥ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ
عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، فِي
قِصَّةِ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رضي الله عنه «أَمَّرَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ عَلَى
صَدَقَاتِ قَوْمِهِ، فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ ﷺ، وَقَدِ اجْتَمَعَتْ عِنْدَهُ
إِبِلٌ عَظِيمَةٌ مِنْ صَدَقَاتِهِمْ، فَلَمَّا ارْتَدَّ مَنِ ارْتَدَّ مِنَ
النَّاسِ وَبَلَغَهُمْ أَنَّهُمْ قَدِ ارْتَجَعُوا صَدَقَاتِهِمْ، وَارْتَدَّتْ
بَنُو أَسَدٍ وَهُمْ جِيرَانُهُمْ، اجْتَمَعَتْ طَيِّئٌ إِلَى عَدِيِّ بْنِ
حَاتِمٍ، وَذَكَرَ الْقِصَّةَ قَالَ: فَلَمَّا رَأَوْا مِنْهُ الْجَدَّ كَفُّوا ⦗١٦⦘ عَنْهُ وَسَلَّمُوا لَهُ، فَلَمَّا اجْتَمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه خَرَجَ بِهَا، فَكَانَتْ أَوَّلَ
إِبِلٍ مِنَ الصَّدَقَةِ قَدِمَتْ عَلَى أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه هِيَ، وَإِبِلُ
الزِّبْرِقَانِ بْنِ بَدْرٍ» قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَكَانَ مِنْ حَدِيثِ
الزِّبْرِقَانِ بْنِ بَدْرٍ السَّعْدِيِّ، أَنَّ بَنِي سَعْدٍ اجْتَمَعُوا
إِلَيْهِ، فَسَأَلُوهُ أَنْ يَرُدَّ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهَمْ، وَأَنْ يَصْنَعَ
بِهِمْ مَا صَنَعَ مَالِكُ بْنُ نُوَيْرَةَ بِقَوْمِهِ، فَأَبَى وَتَمَسَّكَ بِمَا
فِي يَدِهِ، وَثبَتَ عَلَى إِسْلَامِهِ، وَقَالَ: لَا تَعْجَلُوا يَا قَوْمُ،
فَإِنَّهُ وَاللهِ لَيَقُومَنَّ بِهَذَا الْأَمْرِ قَائِمٌ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ ﷺ
فَذَكَرَ قِصَّةً قَالَ فَدَفَعَهُمْ عَنْ نَفْسِهِ حَتَّى أَتَاهُ اجْتِمَاعُ
النَّاسِ عَلَى أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه، فَخَرَجَ بِهَا، وَقَدْ تَفَرَّقَ
الْقَوْمُ عَنْهُ لَيْلًا وَمَعَهُ الرِّجَالُ يَطْرُدُونَهَا، فَمَا عَلِمُوا
بِهِ حَتَّى أَتَاهُمْ أَنَّهُ قَدْ أَدَّاهَا إِلَى أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه،
فَكَانَتْ هَذِهِ الْإِبِلُ الَّتِي قَدِمَ بِهَا الزِّبْرِقَانُ وَعَدِيُّ بْنُ
حَاتِمٍ أَوَّلَ إِبِلٍ وَافَتْ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه مِنْ إِبِلِ
الصَّدَقَةِ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ ﷺ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَكَانَ
رَسُولُ اللهِ ﷺ بَعَثَ عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ رضي الله عنه عَلَى صَدَقَاتِ
طَيِّئٍ، وَالزِّبْرِقَانَ بْنِ بَدْرٍ عَلَى صَدَقَاتِ بَنِي سَعْدٍ،
وَطُلَيْحَةَ بْنَ خُوَيْلِدٍ عَلَى صَدَقَاتِ بَنِي أَسَدٍ، وَعُيَيْنَةَ بْنَ
حِصْنٍ عَلَى صَدَقَاتِ بَنِي فَزَارَةَ، وَمَالِكَ بْنَ نُوَيْرَةَ عَلَى
صَدَقَاتِ بَنِي يَرْبُوعٍ، وَالْفُجَاءَةَ عَلَى صَدَقَاتِ بَنِي سُلَيْمٍ،
فَلَمَّا بَلَغَهُمْ وَفَاةُ النَّبِيِّ ﷺ وَعِنْدَهُمْ أَمْوَالٌ كَثِيرَةٌ
رَدُّوهَا عَلَى أَهْلِهَا إِلَّا عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ، وَالزِّبْرِقَانَ بْنَ
بَدْرٍ، فَإِنَّهُمَا تَمَسَّكَا بِهَا وَدَفَعَا عَنْهَا النَّاسَ حَتَّى
أَدَّيَاهَا إِلَى أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه "
١٣١٤٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو
الْأَدِيبُ، أنبأ أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، أَخْبَرَنِي أَبُو يَعْلَى،
ثنا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، ثنا جَرِيرٌ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ
عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي
الله عنه قَالَ: لَا زِلْتُ أُحِبُّ بَنِي تَمِيمٍ بَعْدَ ثَلَاثٍ سَمِعْتُهُنَّ
مِنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ قَالَ: «هُمْ أَشَدُّ أُمَّتِي عَلَى الدَّجَّالِ» وَكَانَتْ
عِنْدَ عَائِشَةَ رضي الله عنها نَسَمَةٌ مِنْهُمْ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ
ﷺ: «أَعْتِقِيهَا فَإِنَّهَا مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ عليه السلام»، وَجَاءَتْ
صَدَقَاتُهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «هَذِهِ صَدَقَاتُ قَوْمِنَا» رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ
جَرِيرٍ
بَابُ مَا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى
أَنَّ الْفَقِيرَ أَمَسُّ حَاجَةً مِنَ الْمِسْكِينِ
١٣١٤٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ
بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنبأ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا ⦗١٧⦘ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثنا عَبْدُ اللهِ هُوَ ابْنُ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، ح وَأنبأ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْخُوَارِزْمِيُّ بِبَغْدَادَ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ يَعْنِي ابْنَ حَمْدَانَ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، كِلَاهُمَا عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَيْسَ
الْمِسْكِينُ بِهَذَا الطَّوَّافِ الَّذِي يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ، فَتَرُدُّهُ
اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ وَالتَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ»، قَالُوا: فَمَنِ
الْمِسْكِينُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «الَّذِي لَا يَجِدُ غِنًى يُغْنِيهِ،
وَلَا يُفْطَنُ لَهُ، فَيُتَصَدَّقُ عَلَيْهِ، وَلَا يَسْأَلُ النَّاسَ شَيْئًا»،
لَفْظُ حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ وَفِي رِوَايَةِ مَالِكٍ: «وَلَا يَقُومُ فَيَسْأَلُ
النَّاسَ»، رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنِ ابْنِ أَبِي أُوَيْسٍ،
عَنْ مَالِكٍ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ قُتَيْبَةَ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مُحَمَّدُ
بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه وَفِيهِ كَالدَّلَالَةِ عَلَى
أَنَّ الْمِسْكِينَ: هُوَ الَّذِي لَيْسَ لَهُ غِنًى يُغْنِيهِ، لَكِنْ لَهُ
بَعْضُ الْغِنَى، فَيَكْتَفِي بِهِ وَيَتَعَفَّفُ عَنِ السُّؤَالِ
١٣١٤٨ - وَحَدَّثَنَا السَّيِّدُ أَبُو
الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَلَوِيُّ رحمه الله إِمْلَاءً، أنبأ
أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بَالَوَيْهِ الْمُزَكِّي،
ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبأ مَعْمَرٌ،
عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ رضي
الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَيْسَ الْمِسْكِينُ هَذَا الطَّوَّافُ
الَّذِي يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ تَرُدُّهُ اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ
وَالتَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ، لَكِنَّ الْمِسْكِينَ الَّذِي لَا يَجِدُ غِنًى
يُغْنِيهِ، وَيَسْتَحِي أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ، وَلَا يُفْطَنُ لَهُ
فَيُتَصَدَّقُ عَلَيْهِ»
١٣١٤٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ
عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يَعْقُوبَ الْإِيَادِيُّ بِبَغْدَادَ،
أنبأ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلَّادٍ النَّصِيبِيُّ، ح وَأنبأ أَبُو
الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أنبأ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَا ثنا عُبَيْدُ بْنُ
عَبْدِ الْوَاحِدِ، ثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ
أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ
عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ أَنَّهُمَا
سَمِعَا أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَيْسَ
الْمِسْكِينُ الَّذِي تَرُدُّهُ التَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ وَاللُّقْمَةُ
وَاللُّقْمَتَانِ، إِنَّمَا الْمِسْكِينُ الَّذِي يَتَعَفَّفُ اقْرَءُوا إِنْ
شِئْتُمْ ﴿لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ⦗١٨⦘﴾ [البقرة: ٢٧٣]» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي
الصَّحِيحِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مَرْيَمَ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ أَبِي بَكْرِ
بْنِ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي مَرْيَمَ، وَمَنْ يَتَعَفَّفُ
وَلَيْسَ لَهُ بَعْضُ الْكِفَايَةِ كَانَ قَاتِلَ نَفْسِهِ دَلَّ عَلَى أَنَّ الْمِسْكِينَ:
هُوَ الَّذِي لَهُ بَعْضُ الْغِنَى، وَلَا يَكُونُ لَهُ مَا يُغْنِيهِ
وَالْفَقِيرُ مَنْ لَا مَالَ لَهُ وَلَا حِرْفَةَ يَقَعُ بِهَا مَوْقِعًا وَاللهُ
أَعْلَمُ
١٣١٥٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا
مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أنبأ إِسْحَاقُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
رضي الله عنه قَالَ كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: «اللهُمَّ
إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ وَالْقِلَّةِ وَالذِّلَّةِ، وَأَعُوذُ بِكَ
أَنْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ»، وَرُوِّينَا أَيْضًا فِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرَةَ
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: «اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ
وَالْفَقْرِ»، وَفِي حَدِيثِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ
النَّبِيِّ ﷺ: «اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَاغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ»
١٣١٥١ - وَقَدْ أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ
الرُّوذْبَارِيُّ، أنبأ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا مُحَمَّدُ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحُلْوَانِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ مَوْلَى عُثْمَانَ
بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه قَالَ: ثنا هِقْلُ بْنُ زِيَادٍ، أنبأ عَبْدُ اللهِ
بْنُ زِيَادٍ، ثنا جُنَادَةُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ قَالَ سَمِعْتُ عُبَادَةَ بْنَ
الصَّامِتِ رضي الله عنه يَقُولُ كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «اللهُمَّ
أَحْيِنِي مِسْكِينًا، وَتَوَفَّنِي مِسْكِينًا وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ
الْمَسَاكِينِ»
١٣١٥٢ - وَحَدَّثَنَا أَبُو مَنْصُورٍ
الْمُظَفَّرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْعَلَوِيُّ، رحمه الله أنبأنا
عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَاتِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ
الْغِفَارِيُّ، ثنا ثَابِتُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِنَانِيُّ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ
النُّعْمَانِ اللَّيْثِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللهِ ﷺ: «اللهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا، وَأَمِتْنِي مِسْكِينًا،
وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»، فَقَالَتْ
عَائِشَةُ رضي الله عنها: وَلِمَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «لِأَنَّهُمْ
يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ الْأَغْنِيَاءِ بِأَرْبَعِينَ خَرِيفًا يَا
عَائِشَةُ لَا تَرُدِّي الْمِسْكِينَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ يَا عَائِشَةُ
أَحِبِّي الْمِسَاكِينَ وَقَرِّبِيهِمْ، فَإِنَّ اللهَ يُقَرِّبُكِ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ» قَالَ أَصْحَابُنَا: فَقَدِ اسْتَعَاذَ مِنَ الْفَقْرِ وَسَأَلَ
الْمَسْكَنَةَ، وَقَدْ كَانَ لَهُ بَعْضُ الْكِفَايَةِ يَدُلُّ ⦗١٩⦘ عَلَى أَنَّ الْمِسْكِينَ مَنْ لَهُ بَعْضُ الْكِفَايَةِ " قَالَ الشَّيْخُ: قَدْ رُوِيَ فِي حَدِيثِ شَيْبَانَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ
ﷺ أَنَّهُ اسْتَعَاذَ مِنَ الْمَسْكَنَةِ وَالْفَقْرِ، فَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ
اسْتِعَاذَتُهُ مِنَ الْحَالِ الَّتِي شَرَّفَهَا فِي أَخْبَارٍ كَثِيرَةٍ، وَلَا
مِنَ الْحَالِ الَّتِي سَأَلَ أَنْ يُحْيَى وَيُمَاتَ عَلَيْهَا، وَلَا يَجُوزُ
أَنْ يَكُونَ مَسْأَلَتُهُ مُخَالِفَةً لِمَا مَاتَ ﷺ عَلَيْهِ، فَقَدْ مَاتَ
مَكْفِيًّا بِمَا أَفَاءَ اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَوَجْهُ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ
عِنْدِي، وَاللهُ أَعْلَمُ أَنَّهُ اسْتَعَاذَ مِنْ فِتْنَتِهِ الْفَقْرِ وَالْمَسْكَنَةِ
اللَّذَيْنِ يَرْجِعُ مَعْنَاهُمَا إِلَى الْقِلَّةِ كَمَا اسْتَعَاذَ مِنْ
فِتْنَةِ الْغِنَى
١٣١٥٣ - وَذَلِكَ بَيِّنٌ فِيمَا أَخْبَرَنَا
أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ، أنبأ أَبُو سَعِيدِ بْنُ
الْأَعْرَابِيِّ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ
بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ
رَسُولُ اللهِ ﷺ يَتَعَوَّذُ يَقُولُ: «اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ
فِتْنَةِ النَّارِ، وَفِتْنَةِ الْقَبْرِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَشَرِّ فِتْنَةِ
الْغِنَى، وَشَرِّ فِتْنَةِ الْفَقْرِ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ
فِتْنَةِ الدَّجَّالِ» وَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَهَذَا حَدِيثٌ ثَابِتٌ قَدْ
أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحِ وَفِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّهُ إِنَّمَا اسْتَعَاذَ
مِنْ فِتْنَةِ الْفَقْرِ دُونَ حَالِ الْفَقْرِ، وَمَنْ فِتْنَةِ الْغِنَى دُونَ
حَالِ الْغِنَى، وَأَمَّا قَوْلُهُ إِنْ كَانَ قَالَهُ أَحْيِنِي مِسْكِينًا
وَأَمِتْنِي مِسْكِينًا، فَهُوَ إِنْ صَحَّ طَرِيقُهُ وَفِيهِ نَظَرٌ وَالَّذِي
يَدُلُّ عَلَيْهِ أَنَّهُ حَالُهُ عِنْدَ وَفَاتِهِ أَنَّهُ لَمْ يَسْأَلْ حَالَ
الْمَسْكَنَةِ الَّتِي يَرْجِعُ مَعْنَاهَا إِلَى الْقِلَّةِ، وَإِنَّمَا سَأَلَ
الْمَسْكَنَةَ الَّتِي يَرْجِعُ مَعْنَاهَا إِلَى الْإِخْبَاتِ وَالتَّوَاضُعِ،
فَكَأَنَّهُ ﷺ سَأَلَ اللهَ تَعَالَى أَنْ لَا يَجْعَلَهُ مِنَ الْجَبَّارِينَ
الْمُتَكَبِّرِينَ، وَأَنْ لَا يَحْشُرَهُ فِي زُمْرَةِ الْأَغْنِيَاءِ
الْمُتْرَفِينَ قَالَ الْقَعْنَبِيُّ: وَالْمَسْكَنَةُ حَرْفٌ مَأْخُوذٌ مِنَ
السُّكُونِ يُقَالُ: تَمَسْكَنَ الرَّجُلُ إِذَا لَانَ وَتَوَاضَعَ وَخَشَعَ
وَمِنْهُ قَوْلُ النَّبِيِّ ﷺ لِلْمُصَلِّي: «تَيَأَّسْ وَتَمَسْكَنْ» يُرِيدُ
تَخَشَّعَ وَتَوَاضَعَ لِلَّهِ
١٣١٥٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ
الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، بِبَغْدَادَ أنبأ أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ الْقَطَّانُ،
ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، ثنا سُلَيْمَانُ ابْنُ بِنْتِ
شُرَحْبِيلَ، ثنا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رضي الله
عنه يَقُولُ: ⦗٢٠⦘ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللهَ وَلَا يَحْمِلَنَّكُمُ الْغُرَّةُ عَلَى أَنْ تَطْلُبُوا الرِّزْقَ مِنْ غَيْرِ حِلِّهِ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «اللهُمَّ احْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ، وَلَا تَحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْأَغْنِيَاءِ، فَإِنَّ أَشْقَى الْأَشْقِيَاءِ مَنِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ فَقْرُ الدُّنْيَا، وَعَذَابُ الْآخِرَةِ»
بَابُ الْفَقِيرِ أَوِ الْمِسْكِينِ
لَهُ كَسْبٌ أَوْ حِرْفَةٌ تُغْنِيهِ وَعِيَالَهُ فَلَا يُعْطَى بِالْفَقْرِ
وَالْمَسْكَنَةِ شَيْئًا
١٣١٥٥ - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ
اللهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ بِبَغْدَادَ، أنبأ إِسْمَاعِيلُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، ثنا عَبْدُ
الرَّزَّاقِ، ح وَأنبأ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، ثنا سُلَيْمَانُ
بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا أَبُو
نُعَيْمٍ قَالَا ثنا الثَّوْرِيُّ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ رَيْحَانَ
بْنِ يَزِيدَ الْعَامِرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ، وَلَا لِذِي مِرَّةٍ
سَوِيٍّ»،
١٣١٥٦
- رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ
الطَّيَالِسِيُّ، ومُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، فَقَالَا فِي
الْحَدِيثِ وَلَا لِذِي مِرَّةٍ قَوِيٍّ، أَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ
فُورَكٍ، أَنْبَأَ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا
أَبُو دَاوُدَ، ح وَأَنْبَأَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَ أَبُو
الْعَبَّاسِ الْمَحْبُوبِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَيَّارٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ
كَثِيرٍ قَالَا: ثنا سُفْيَانُ فَذَكَرَهُ،
١٣١٥٧
- وَرَوَاهُ شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ
بْنِ إِبْرَاهِيمَ، هَكَذَا مَرْفُوعًا وَاخْتُلِفَ عَلَيْهِ أَيْضًا فِي لَفْظِهِ
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا آدَمُ بْنُ أَبِي
إِيَاسٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ
وَقَالَ لِذِي مِرَّةٍ قَوِيٍّ،
١٣١٥٨
- وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ
عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ بِبَغْدَادَ، أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ
سَلْمَانَ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ هُوَ ابْنُ
عَبْدِ الْوَارِثِ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، فَذَكَرَهُ
وَقَالَ: وَلَا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ، رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدِ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ وَاخْتُلِفَ عَلَيْهِ أَيْضًا فِي رَفْعِهِ وَلَفْظِهِ
⦗٢١⦘ وَفِي رِوَايَةِ مَنْ رَفَعَهُ كِفَايَةٌ، وَمَعْنَى الْمِرَّةِ الْقُوَّةُ وَأَصْلُهَا مِنْ شِدَّةِ فَتْلِ الْحَبْلِ
١٣١٥٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، أنبأ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى
السُّنِّيُّ بِمَرْوَ، ثنا أَبُو الْمُوَجِّهِ، أنبأ عَبْدَانُ بْنُ عُثْمَانَ،
أنبأ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ الشُّمَيْطِ، ثنا أَبِي وَالْأَخْضَرُ بْنُ عَجْلَانَ،
عَنْ عَطَاءِ بْنِ زُهَيْرٍ الْعَامِرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ
اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما: أَخْبِرْنِي عَنِ الصَّدَقَةِ، أِيُّ
مَالٍ هِيَ؟ قَالَ: هِيَ شَرُّ مَالٍ، إِنَّمَا هِيَ مَالٌ لِلْعُمْيَانِ
وَالْعُرْجَانِ وَالْكُسْحَانِ وَالْيَتَامَى وَكُلٌّ مُنْقَطِعٌ بِهِ، فَقُلْتُ:
إِنَّ لِلْعَامِلِينَ عَلَيْهَا حَقًّا وَلِلْمُجَاهِدِينَ، فَقَالَ: لِلْعَامِلِينَ
عَلَيْهَا بِقَدْرِ عَمَالَتِهِمْ، وَلِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ قَدْرُ
حَاجَتِهِمْ، أَوْ قَالَ: حَالِهِمْ قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّ» الصَّدَقَةَ
لَا تَحِلُّ لِغَنِيٍّ، وَلَا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ "
١٣١٦٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ
عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنبأ
إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا
سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله
عنه فَقِيلَ لِسُفْيَانَ: هُوَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ لَعَلَّهُ قَالَ: «لَا
تَصْلُحُ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ وَلَا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ»، وَرَوَاهُ
الْحُمَيْدِيُّ عَنْ سُفْيَانَ بِإِسْنَادِهِ، وَقَالَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي
الله عنه يَبْلُغُ بِهِ
١٣١٦١ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ هِلَالُ
بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَفَّارُ بِبَغْدَادَ، أنبأ الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ
عَيَّاشٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُجَشِّرٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ
أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي
الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «إِنَّ» الصَّدَقَةَ لَا تَحِلُّ
لِغَنِيٍّ، وَلَا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ " وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ
عَيَّاشٍ مَرَّةً أُخْرَى، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ رضي الله عنه
١٣١٦٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ
الرُّوذْبَارِيُّ، وَأَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ قَالَا أنبأ إِسْمَاعِيلُ
بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ح وَأنبأ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ
الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ قَالَا ثنا سَعْدَانُ
بْنُ نَصْرٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ، عَنْ رَجُلَيْنِ قَالَا أَتَيْنَا
رَسُولَ اللهِ ﷺ، وَهُوَ يَقْسِمُ نَعَمَ الصَّدَقَةِ، فَسَأَلْنَاهُ، فَصَعَّدَ
فِينَا النَّظَرَ وَصَوَّبَ، فَقَالَ: «مَا شِئْتُمَا، فَلَا حَقَّ فِيهَا
لِغَنِيٍّ، وَلَا لِقَوِيٍّ مُكْتَسِبٍ» وَفِي رِوَايَةِ الصَّفَّارِ: فَصَعَّدَ
الْبَصَرَ وَصَوَّبَ
بَابُ مَنْ طَلَبَ الصَّدَقَةَ
بِالْمَسْكَنَةِ أَوِ الْفَقْرِ وَلَيْسَ عِنْدَ الْوَالِي يَقِينُ مَا قَالَ
١٣١٦٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ
الرُّوذْبَارِيُّ، أنبأ أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا
مُسَدَّدٌ، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ،
عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ قَالَ أَخْبَرَنِي رَجُلَانِ، أَنَّهُمَا
أَتَيَا إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، وَهُوَ يَقْسِمُ الصَّدَقَةَ،
فَسَأَلَاهُ مِنْهَا، فَرَفَعَ فِينَا الْبَصَرَ وَخَفَضَهُ، فَرَآنَا جَلْدَيْنِ،
فَقَالَ: «إِنْ شِئْتُمَا أَعْطَيْتُكُمَا، وَلَا حَظَّ فِيهَا لِغَنِيٍّ، وَلَا
لِقَوِيٍّ مُكْتَسِبٍ»
بَابُ الْخَلِيفَةِ وَوَالِي
الِإقْلِيمِ الْعَظِيمِ الَّذِي لَا يَلِي قَبْضَ الصَّدَقَةِ لَيْسَ لَهُمَا فِي
سَهْمِ الْعَامِلِينَ عَلَيْهَا حَقٌّ
١٣١٦٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ
اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَدْلُ، أنبأ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ
جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ، ثنا ابْنُ
بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّهُ قَالَ: شَرِبَ عُمَرُ
بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه لَبَنًا، فَأَعْجَبَهُ فَسَأَلَ الَّذِي سَقَاهُ،
مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا اللَّبَنُ؟ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ وَرَدَ عَلَى مَاءٍ قَدْ
سَمَّاهُ، فَإِذَا نَعَمٌ مِنْ نَعَمِ الصَّدَقَةِ وَهُمْ يَسْقُونَ، فَحَلَبُوا
لِي مِنْ أَلْبَانِهَا، فَجَعَلْتُهُ فِي سِقَائِي هَذَا، فَأَدْخَلَ عُمَرُ رضي
الله عنه أُصْبُعَهُ فِي فِيهِ وَاسْتَقَاءَهُ
١٣١٦٥ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ
الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنبأ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حِبَّانَ الْأَصْبَهَانِيُّ، نا
مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْغَافِقِيُّ، نا ابْنُ
وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّ بُكَيْرَ بْنَ الْأَشَجِّ، حَدَّثَهُ
عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ ابْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، قَدِمَ بِصَدَقَاتٍ
سَعَى عَلَيْهَا، فَلَمَّا قَدِمَ الْحَرَّةَ خَرَجَ عَلَيْهِ عُمَرُ بْنُ
الْخَطَّابِ رضي الله عنه، فَقَرَّبَ إِلَيْهِ تَمْرًا وَلَبَنًا وَزُبْدًا،
فَأَكَلُوا وَأَبَى عُمَرُ رضي الله عنه أَنْ يَأْكُلَ، فَقَالَ ابْنُ أَبِي
رَبِيعَةَ: وَاللهِ أَصْلَحَكَ اللهُ إِنَّا نَشْرَبُ أَلْبَانَهَا وَنُصِيبُ
مِنْهَا، فَقَالَ: «يَا ابْنَ أَبِي رَبِيعَةَ إِنِّي لَسْتُ كَهَيْئَتِكَ إِنَّكَ
وَاللهِ تَتْبَعُ أَذْنَابَهَا»
بَابُ الْعَامِلِ عَلَى الصَّدَقَةِ
يَأْخُذُ مِنْهَا بِقَدْرِ عَمَلِهِ وَإِنْ كَانَ مُوسِرًا
١٣١٦٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ
الرُّوذْبَارِيُّ، أنبأ أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عَبْدُ
اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ
بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ
إِلَّا لِخَمْسَةٍ: لِغَازٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ لِعَامِلٍ عَلَيْهَا، أَوْ
لِغَارِمٍ، أَوْ لِرَجُلٍ اشْتَرَاهَا بِمَالِهِ، أَوْ رَجُلٍ لَهُ جَارٌ
مِسْكِينٌ، فَتَصَدَّقَ عَلَى الْمِسْكِينِ فَأَهْدَى الْمِسْكِينُ لِلْغَنِيِّ»
أَرْسَلَهُ مَالِكٌ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَأَسْنَدَهُ مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ
أَسْلَمَ
١٣١٦٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ
اللهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ بِبَغْدَادَ، أنبأ
إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ
الرَّمَادِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبأ مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ،
عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ إِلَّا لِخَمْسَةٍ:
رَجُلٍ عَامَلٍ عَلَيْهَا، أَوْ رَجُلٍ اشْتَرَاهَا بِمَالِهِ، أَوْ رَجُلٍ
مِسْكِينٍ تُصِدِّقَ عَلَيْهِ بِهَا، فَأَهْدَاهَا لِغَنِيٍّ، أَوْ غَارِمٍ أَوْ
غَازٍ فِي سَبِيلِ اللهِ عز وجل»
وَرَوَاهُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ زَيْدِ
بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ إِلَّا
لِخَمْسَةٍ: لِرَجُلٍ عَامَلٍ عَلَيْهَا، أَوْ رَجُلٍ اشْتَرَاهَا بِمَالِهِ، أَوْ
مِسْكِينٍ تُصُدِّقَ عَلَيْهِ بِهَا، فَأَهْدَاهَا لِغَنِيٍّ، أَوْ غَارِمٍ، أَوْ
غَازٍ فِي سَبِيلِ اللهِ عز وجل»،
وَرَوَاهُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ زَيْدٍ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ عَنِ
النَّبِيِّ ﷺ، وَتَارَةً عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ، وَرَوَاهُ
أَبُو الْأَزْهَرِ السَّلِيطِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ،
وَالثَّوْرِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، كَمَا رَوَاهُ مَعْمَرٌ وَحْدَهُ، ⦗٢٤⦘
١٣١٦٨
- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ
الْعَلَوِيُّ، أنبأ أَبُو حَامِدِ بْنُ الشَّرْقِيِّ، ثنا أَبُو الْأَزْهَرِ، ثنا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبأ مَعْمَرٌ، وَالثَّوْرِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ،
عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللهِ ﷺ، فَذَكَرَهُ بِمَعْنَاهُ
١٣١٦٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ
عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْإِيَادِيُّ، أنبأ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ
بْنِ خَلَّادٍ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَبُو النَّضْرِ، ثنا
اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي بُكَيْرٌ، عَنِ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ السَّاعِدِيِّ
الْمَالِكِيِّ، ح وَأنبأ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أنبأ أَبُو عَبْدِ اللهِ
مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ، وَأَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ
قَالَا: ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا اللَّيْثُ، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ بُسْرِ
بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ السَّاعِدِيِّ الْمَالِكِيِّ، أَنَّهُ قَالَ:
اسْتَعْمَلَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه عَلَى الصَّدَقَةِ، فَلَمَّا
فَرَغْتُ مِنْهَا وَأَدَّيْتُهَا إِلَيْهِ أَمَرَ لِي بِعِمَالَةٍ، فَقُلْتُ:
إِنَّمَا عَمِلْتُ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَجْرِي عَلَى اللهِ، فَقَالَ: خُذْ مَا
أُعْطِيتَ فَإِنِّي قَدْ عَمِلْتُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَعَمَّلَنِي
فَقُلْتُ مِثْلَ قَوْلِكَ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِذَا أُعْطِيتَ شَيْئًا
مِنْ غَيْرِ أَنْ تَسْأَلَ فَكُلْ وَتَصَدَّقْ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ
عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ
١٣١٧٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ
بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زَكَرِيَّا، ثنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، ثنا جَدِّي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ
يَحْيَى، ثنا أَبُو عَاصِمٍ، أنبأنا خَضِرُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ
زُهَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ:
قُلْتُ «لِلْعَامِلِينَ عَلَيْهَا يَعْنِي حَقًّا قَالَ: نَعَمْ عَلَى قَدْرِ
عَمَالَتِهِمْ»
١٣١٧١ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ
بِشْرَانَ، أنبأ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ
عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ
نَافِعٍ قَالَ: كَلَّمَ فِي عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما رَجُلًا
اسْتُعْمِلَ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَأَعْفَانِي مِنَ الْخُرُوجِ مَعَهُ،
وَأَعْطَانِي رِزْقِي وَأَنَا مُقِيمٌ
بَابٌ لَا يُكْتَمُ مِنْهَا شَيْءٌ
١٣١٧٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ
الْفَقِيهُ، أنبأ أَبُو طَاهِرٍ الْمُحَمَّدُ آبَاذِيُّ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، أنبأ إِسْمَاعِيلُ بْنُ
أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ ⦗٢٥⦘ عَدِيِّ بْنِ عَمِيرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ لَنَا عَلَى عَمَلٍ فَكَتَمَنَا مِخْيَطًا، فَمَا فَوْقَهُ، فَهُوَ غُلٌّ يَأْتِي بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»، فَقَامَ رَجُلٌ أَسْوَدُ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: تَحَمَّلْ عَنِّي عَمَلَكَ قَالَ: وَمَا
ذَاكَ؟ قَالَ: سَمِعْتُكَ تَقُولُ الَّذِي قُلْتَ قَالَ: «وَأَنَا أَقُولُهُ
الْآنَ مَنِ اسْتَعْمَلْنَاهُ عَلَى عَمَلٍ، فَلْيَأْتِنَا بِقَلِيلِهِ
وَكَثِيرِهِ، فَمَا أُعْطِيَ مِنْهُ أَخَذَ، وَمَا نُهِيَ عَنْهُ انْتَهَى»
١٣١٧٣
- وَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو طَاهِرٍ، أنبأ
حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ، أنبأ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مُنِيبٍ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ
مُوسَى، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ
عَمِيرَةَ الْكِنْدِيِّ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ،
فَذَكَرَهُ مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ
أَسْوَدُ كَأَنِّي أُرَاهُ، فَقَالَ: دُونَكَ عَمَلُكَ يَا رَسُولَ اللهِ، وَقَالَ
فِي آخِرِهِ: فَمَا أُوتِيَ مِنْهُ أَخَذَ وَمَا نُهِيَ عَنْهُ انْتَهَى "
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنِ ابْنِ رَاهَوَيْهِ، عَنِ الْفَضْلِ،
وَأَخْرَجَهُ مِنْ أَوْجُهٍ أُخَرَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ
١٣١٧٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ
أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ،
أنبأ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، ثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنِي
شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ
ثُمَّ السَّاعِدِيِّ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ اسْتَعْمَلَ
عَامِلًا عَلَى الصَّدَقَةِ، فَجَاءَ الْعَامِلُ حِينَ قَدِمَ مِنْ عَمَلِهِ،
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ هَذَا الَّذِي لَكُمْ وَهَذَا الَّذِي أُهْدِيَ لِي،
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «فَهَلَّا قَعَدْتَ فِي بَيْتِ أَبِيكَ وَأُمِّكَ،
فَنَظَرْتَ إِنْ كَانَ يُهْدَى لَكَ أَمْ لَا؟»، ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللهِ ﷺ
عَشِيَّةً عَلَى الْمِنْبَرِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَتَشَهَّدَ وَأَثْنَى عَلَى
اللهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ» فَمَا بَالُ الْعَامِلِ
نَسْتَعْمِلُهُ فَيَأْتِيَنَا، فَيَقُولُ هَذَا مِنْ عَمَلِكُمْ، وَهَذَا الَّذِي
أُهْدِيَ لِي، فَهَلَّا قَعَدَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ، فَنَظَرَ هَلْ
يُهْدَى لَهُ أَمْ لَا؟ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَقْبَلُ أَحَدٌ
مِنْكُمْ مِنْهَا شَيْئًا، إِلَّا جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُهُ
عَلَى عُنُقِهِ إِنْ كَانَ بَعِيرًا جَاءَ بِهِ وَلَهُ رُغَاءٌ، وَإِنْ كَانَتْ
بَقَرَةً جَاءَ بِهَا وَلَهَا خُوَارٌ وَإِنْ كَانَتْ شَاةً جَاءَ بِهَا تَيْعَرُ،
فَقَدْ بَلَّغْتُ " قَالَ أَبُو حُمَيْدٍ: ثُمَّ رَفَعَ النَّبِيُّ ﷺ يَدَهُ
حَتَّى إِنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى عُفْرَةِ إِبْطَيْهِ قَالَ أَبُو حُمَيْدٍ: وَقَدْ
سَمِعَ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فَاسْأَلُوهُ ⦗٢٦⦘ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ
١٣١٧٥ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ الْحَافِظُ، أنبأ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي بِمَرْوَ، ثنا
الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنبأ مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
شِمَاسَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ
اللهِ ﷺ يَقُولُ: «لَا يَدْخُلُ صَاحِبُ مَكْسٍ الْجَنَّةَ»، قَالَ يَزِيدُ بْنُ
هَارُونَ: يَعْنِي الْعَشَّارَ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي السُّنَنِ مِنْ
وَجْهٍ آخَرَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، وَالْمَكْسُ: هُوَ النُّقْصَانُ، فَإِذَا
كَانَ الْعَامِلُ فِي الصَّدَقَاتِ يَنْتَقِصُ مِنْ حُقُوقِ الْمَسَاكِينِ، وَلَا
يُعْطِيهِمْ إِيَّاهَا بِالتَّمَامِ، فَهُوَ حِينَئِذٍ صَاحِبُ مَكْسٍ يُخَافُ
عَلَيْهِ الْإِثْمُ وَالْعُقُوبَةُ وَاللهُ أَعْلَمُ
بَابُ فَضْلِ الْعَامِلِ عَلَى
الصَّدَقَةِ بِالْحَقِّ
١٣١٧٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو زُرْعَةَ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الدِّمَشْقِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ
الْوَهْبِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ
قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «الْعَامِلُ عَلَى الصَّدَقَةِ بِالْحَقِّ كَالْغَازِي فِي
سَبِيلِ اللهِ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى بَيْتِهِ» أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ مِنْ
وَجْهٍ آخَرَ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ
بَابُ مَنْ يُعْطَى مِنَ
الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ سَهْمِ الْمَصَالِحِ خُمْسَ الْفَيْءِ
وَالْغَنِيمَةِ مَا يُتَأَلَّفُ بِهِ وَإِنْ كَانَ مُسْلِمًا
١٣١٧٧ - حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَلَوِيُّ رحمه الله إِمْلَاءً، ثنا أَبُو طَاهِرٍ
مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُحَمَّدُ آبَاذِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ،
ثنا سُفْيَانُ، ثنا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، سَمِعَ عَمْرَو بْنَ شُعَيْبٍ،
يُخْبِرُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا قَفَلَ رَسُولُ
اللهِ ﷺ مِنْ غَزْوَةِ حُنَيْنٍ، فَكَانَ هَمُّهُ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ،
فَأَحَاطَتْ بِهِ النَّاقَةُ، فَخَطِفَتْ شَجَرَةٌ رِدَاءَهُ، فَقَالَ: «رُدُّوا
عَلَيَّ رِدَائِي أَتَخْشَوْنَ عَلَيَّ الْبُخْلَ لَوْ أَفَاءَ اللهُ عَلَيَّ نَعَمًا
مِثْلَ تَمْرِ تِهَامَةَ لَقَسَمْتُهَا بَيْنَكُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُونِي بَخِيلًا
وَلَا جَبَانًا وَلَا كَذَّابًا» ثُمَّ أَخَذَ وَبَرَةً مِنْ ذِرْوَةِ سَنَامِ
بَعِيرِهِ، فَقَالَ: «مَالِي مِمَّا أَفَاءَ اللهُ عَلَيْكُمْ، وَلَا مِثْلُ
هَذِهِ، إِلَّا الْخُمُسَ، وَهُو مَرْدُودٌ عَلَيْكُمْ رُدُّوا الْخَيْطَ
وَالْمِخْيَطَ، فَإِنَّ الْغُلُولَ عَارٌ وَشَنَارٌ»
١٣١٧٨ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ
عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ، أنبأ أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا ⦗٢٧⦘ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَالْحُمَيْدِيُّ قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، ثنا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، وَابْنُ عَجْلَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «مَا يَحِلُّ لِي مِمَّا أَفَاءَ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ عَلَيْكُمْ مِثْلُ هَذِهِ إِلَّا الْخُمُسَ وَهُوَ مَرْدُودٌ عَلَيْكُمْ»
١٣١٧٩ - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ
يُوسُفَ، أنبأ أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ
الْقَاضِي، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَيْسَ لِي مِنْ هَذَا الْفَيْءِ إِلَّا الْخُمُسَ، وَالْخُمُسُ
مَرْدُودٌ فِيكُمْ» قَالَ الشَّافِعِيُّ رحمه الله: يَعْنِي بِالْخُمُسِ حَقُّهُ مِنَ
الْخُمُسِ وَقَوْلُهُ مَرْدُودٌ فِيكُمْ يَعْنِي: فِي مَصْلَحَتِكُمْ
"
١٣١٨٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنبأ بِشْرُ بْنُ
مُوسَى، أنبأ الْحُمَيْدِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، ح، قَالَ: وَأنبأ عَلِيُّ بْنُ
عِيسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثنا ابْنُ أَبِي
عُمَرَ، ثنا سُفْيَانُ، ح قَالَ وَأنبأ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ الْجَارُودِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ قَالَا: ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ،
ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَهَذَا لَفْظُ حَدِيثِ الْحُمَيْدِيِّ، ثنا
سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ رضي الله عنه قَالَ:
«أَعْطَى رَسُولُ اللهِ ﷺ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ، وَصَفْوَانَ بْنَ
أُمَيَّةَ وَعُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ، وَالْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ مِائَةً مِائَةً
مِنَ الْإِبِلِ، وَأَعْطَى عَبَّاسَ بْنَ مِرْدَاسٍ دُونَ ذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ
سُفْيَانُ: فَقَالَ عُمَرُ أَوْ غَيْرُهُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، فَقَالَ عَبَّاسُ
بْنُ مِرْدَاسٍ:
[البحر المتقارب]
أَتَجْعَلُ نَهْبِي وَنَهْبَ
الْعُبَيْدِ ... بَيْنَ عُيَيْنَةَ وَالْأَقْرَعِ
فَمَا كَانَ بَدْرٌ وَلَا حَابِسٌ
... يَفُوقَانِ مِرْدَاسَ فِي الْمَجْمَعِ
وَمَا كُنْتُ دُونَ امْرِئٍ
مِنْهُمَا ... وَمَنْ يَخْفِضِ الْيَوْمَ لَا يُرْفَعِ
قَالَ: فَأَتَمَّ لَهُ رَسُولُ اللهِ
ﷺ مِائَةً» رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ، وَأَحْمَدَ
بْنِ عَبْدَةَ
١٣١٨١ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَبَلَةَ،
ثنا الْحَسَنُ الْحُلْوَانِيُّ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، ثنا
أَبِي، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ: ⦗٢٨⦘ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا أَفَاءَ
اللهُ عَلَى رَسُولِهِ، مَا أَفَاءَ مِنْ أَمْوَالِ هَوَازِنَ يَوْمَ حُنَيْنٍ
طَفِقَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يُعْطِي رِجَالًا مِنْ قَوْمِهِ الْمِائَةَ مِنَ
الْإِبِلِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: يَغْفِرُ اللهُ لِرَسُولِ اللهِ ﷺ يُعْطِي
قُرَيْشًا وَيَتْرُكُنَا وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ، فَقَالَ أَنَسٌ رضي
الله عنه: بَلَغَ
رَسُولَ اللهِ ﷺ، فَأَرْسَلَ إِلَى الْأَنْصَارِ، فَجَمَعَهُمْ فِي قُبَّةٍ مِنْ
أَدَمٍ، وَلَمْ يَدَعْ مَعَهُمْ أَحَدًا، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا قَالَ رَسُولُ
اللهِ ﷺ: «مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكُمْ؟ فَقَالَ فُقَهَاءُ الْأَنْصَارِ:
أَمَّا ذَوُو الرَّأْيِ مِنَّا يَا رَسُولَ اللهِ فَلَمْ يَقُولُوا شَيْئًا،
وَأَمَّا أُنَاسٌ حَدِيثَةٌ أَسْنَانُهُمْ، فَقَالُوا: يَغْفِرُ اللهُ لِرَسُولِهِ
يُعْطِي قُرَيْشًا، وَيَدَعُنَا وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ، فَقَالَ
رَسُولُ اللهِ ﷺ:»إِنِّي لَأُعْطِي رَجُلًا حَدِيثَ عَهْدٍ بِكُفْرٍ،
فَأَتَأَلَّفَهُمْ أَفَلَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالْأَمْوَالِ،
وَتَرْجِعُونَ إِلَى رِحَالِكُمْ بِرَسُولِ اللهِ فَوَاللهِ مَا تَنْقَلِبُونَ
بِهِ خَيْرٌ مِمَّا يَنْقَلِبُونَ بِهِ «، قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ،
فَقَالَ لَهُمْ:»إِنَّكُمْ سَتَنْقَلِبُونَ بَعْدِي أَثَرَةً شَدِيدَةً،
فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوَا اللهَ وَرَسُولَهُ، فَإِنِّي عَلَى الْحَوْضِ «قَالَ
أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: فَلَمْ نَصْبِرْ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنِ
الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيِّ
١٣١٨٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ
الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ، أنبأ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ
دُرُسْتَوَيْهِ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو النُّعْمَانِ، ثنا
جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ تَغْلِبَ قَالَ: أُتِيَ
رَسُولَ اللهِ ﷺ مَالٌ، فَأَعْطَى قَوْمًا وَمَنَعَ آخَرِينَ، فَبَلَغَهُ
أَنَّهُمْ عَتَبُوا، فَقَالَ: «إِنِّي أُعْطِي الرَّجُلَ وَأَدَعُ الرَّجُلَ،
وَالَّذِي أَدَعُهُ أَحَبُّ إِلِيَّ مِنَ الَّذِي أُعْطِيهِ، أُعْطِي أَقْوَامًا
لِمَا فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الْجَزَعِ وَالْهَلَعِ، وَأَكِلُ أَقْوَامًا إِلَى مَا
جَعَلَ اللهُ فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الْغِنَى وَالْخَيْرِ» مِنْهُمْ عَمْرُو بْنُ
تَغْلِبَ، فَقَالَ عَمْرٌو: مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِكَلِمَةِ رَسُولِ اللهِ ﷺ
حُمُرَ النَّعَمِ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي النُّعْمَانِ
١٣١٨٣ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ الْحَافِظُ، أنبأ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْدَلَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ
الْجَارُودِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالُوا: ثنا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ،
ثنا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ أَبِي نُعْمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: بَعَثَ عَلِيٌّ رضي
الله عنه وَهُوَ بِالْيَمَنِ بِذُهَيْبَةٍ بِتُرْبَتِهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ،
فَقَسَمَهَا رَسُولُ اللهِ ﷺ بَيْنَ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ: الْأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ
الْحَنْظَلِيِّ، وَعُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنٍ الْفَزَارِيِّ، وَعَلْقَمَةَ بْنِ
عُلَاثَةَ الْعَامِرِيِّ أَحَدِ بَنِي كِلَابٍ، وَزَيْدِ الْخَيْلِ الطَّائِيِّ،
ثُمَّ أَحَدُ ⦗٢٩⦘ بَنِي نَبْهَانَ، فَغَضِبَتْ صَنَادِيدُ قُرَيْشٍ فَقَالَتْ: يُعْطِي صَنَادِيدَ نَجْدٍ وَيَدَعُنَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنِّي إِنَّمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ لِأَتَأَلَّفَهُمْ»، فَجَاءَ رَجُلٌ كَثُّ اللِّحْيَةِ، مُشْرِفُ الْوَجْنَتَيْنِ،
غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ، نَاتِئُ الْجَبِينِ، مَحْلُوقُ الرَّأْسِ، فَقَالَ: اتَّقِ
اللهَ يَا مُحَمَّدُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «وَمَنْ يُطِعِ اللهَ إَنْ
عَصَيْتُهُ يُأَمِّنُنِي عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ وَلَا تُأَمِّنُونِي»، ثُمَّ
أَدْبَرَ الرَّجُلُ، فَاسْتَأْذَنَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فِي قَتْلِهِ يَرَوْنَ
أَنَّهُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إَنَّ مِنْ ضِئْضِئِ
هَذَا قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ، لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَقْتُلُونَ
أَهْلَ الْإِسْلَامِ، وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ،
كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ
لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ هَنَّادِ
بْنِ السَّرِيِّ، وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ
مَسْرُوقٍ
بَابُ مَنْ يُعْطِي مِنَ
الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ سَهْمِ الْمَصَالِحِ رَجَاءَ أَنْ يُسْلِمَ
قَدْ مَضى فِي حَدِيثِ رَافِعِ بْنِ
خَدِيجٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَعْطَى صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ
مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ. قَالَ الشَّافِعِيُّ رحمه الله: وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ،
وَلَكِنَّهُ قَدْ أَعَارَ رَسُولَ اللهِ ﷺ أَدَاةً سِلَاحًا، وَقَالَ فِيهِ عِنْدَ
الْهَزِيمَةِ أَحْسَنَ مِمَّا قَالَ بَعْضُ مَنْ أَسْلَمَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ
عَامَ الْفَتْحِ
١٣١٨٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ
الرُّوذْبَارِيُّ، أنبأ أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا أَبُو
بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ،
عَنْ أُنَاسٍ، مِنْ آلِ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَفْوَانَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ
قَالَ: «يَا صَفْوَانُ هَلْ عِنْدَكَ سِلَاحٌ؟» قَالَ: عَارِيَةً أَمْ غَصْبًا؟
قَالَ: «بَلْ عَارِيَةٌ» قَالَ فَأَعَارَهُ مَا بَيْنَ الثَّلَاثِينَ إِلَى
الْأَرْبَعِينَ دِرْعًا، وَغَزَا رَسُولُ اللهِ ﷺ حُنَيْنًا، فَلَمَّا هُزِمَ
الْمُشْرِكُونَ جُمِعَتْ دُرُوعُ صَفْوَانَ، فَفُقِدَ مِنْهَا أَدْرَاعًا، فَقَالَ
النَّبِيُّ ﷺ لِصَفْوَانَ: «إِنَّا قَدْ فَقَدْنَا مِنْ أَدْرَاعِكَ أَدْرَاعًا،
فَهَلْ نَغْرَمُ لَكَ؟» قَالَ: لَا يَا رَسُولَ اللهِ لِأَنَّ فِي قَلْبِي
الْيَوْمَ مَا لَمْ يَكُنْ يَوْمَئِذٍ "
١٣١٨٥ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ
خَالِدٍ، ثنا أَبِي، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ
بْنِ الزُّبَيْرِ، ح وَأنبأ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ، بِبَغْدَادَ، أنبأ
أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ غِيَاثٍ
الْعَبْدِيُّ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، ثنا ابْنُ
أَبِي أُوَيْسٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَمِّهِ
مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ أَظُنُّهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ
إِلَى صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ فِي أَدَاةٍ ذُكِرَتْ لَهُ عِنْدَهُ، فَسَأَلَهُ
إِيَّاهَا، فَقَالَ صَفْوَانُ: أَيْنَ الْأَمَانُ؟ أَتَأْخُذُهَا غَصْبًا؟ فَقَالَ
رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنْ شِئْتَ أَنْ تُمْسِكَ أَدَاتَكَ فِامْسِكْهَا، وَإِنْ
أَعَرْتَنِيهَا، فَهِيَ ضَامِنَةٌ عَلَيَّ حَتَّى نُؤَدِّيَ إِلَيْكَ»، فَقَالَ
صَفْوَانُ: لَيْسَ بِهَذَا بَأْسٌ وَقَدْ أَعَرْتُكَهَا، فَأَعْطَاهُ يَوْمَئِذٍ
زَعَمُوا مِائَةَ دِرْعٍ وَأَدَاتَهَا، وَكَانَ صَفْوَانُ ⦗٣٠⦘ كَثِيرَ السِّلَاحِ، فَقَالَ لَهُ
رَسُولُ اللهِ ﷺ: «اكْفِنَا حَمْلَهَا» فَحَمَلَهَا صَفْوَانُ ثُمَّ ذَكَرَ
الْقِصَّةَ فِي حَرْبِ حُنَيْنٍ قَالَ فِيهَا: وَمَرَّ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى
صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ فَقَالَ: أَبْشِرْ بِهَزِيمَةِ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ،
فَقَالَ لَهُ صَفْوَانُ: أَبَشَّرْتَنِي بِظُهُورِ الْأَعْرَابِ، فَوَاللهِ
لَرَبٌّ مِنْ قُرَيْشٍ، أَحَبُّ إِلِيَّ مِنْ رَبٍّ مِنَ الْأَعْرَابِ، وَبَعَثَ
صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ غُلَامًا لَهُ، فَقَالَ: اسْمَعْ لِمَنِ الشِّعَارُ،
فَجَاءَهُ الْغُلَامُ، فَقَالَ: سَمِعْتُهُمْ يَقُولُونَ يَا بَنِي عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، يَا بَنِي عَبْدِ اللهِ، يَا بَنِي عُبَيْدِ اللهِ، فَقَالَ: ظَهَرَ
مُحَمَّدٌ وَكَانَ ذَلِكَ شِعَارُهُمْ فِي الْحَرْبِ " لَفْظُ حَدِيثِ مُوسَى
بْنِ عُقْبَةَ وَحَدِيثِ عُرْوَةَ بِمَعْنَاهُ
١٣١٨٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
الْأَكْفَانِيُّ، ثنا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ
وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: «غَزَا رَسُولُ اللهِ ﷺ غَزْوَةَ
الْفَتْحِ، فَتْحِ مَكَّةَ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ ﷺ مِنَ الْمَدِينَةِ فِي
رَمَضَانَ، فَأَعْطَى رَسُولُ اللهِ ﷺ يَوْمَئِذٍ صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ
مِائَةً مِنَ النَّعَمِ، ثُمَّ مِائَةً، ثُمَّ مِائَةً قَالَ ابْنُ شِهَابٍ:
حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ قَالَ:
وَاللهِ لَقَدْ أَعْطَانِي رَسُولُ اللهِ ﷺ مَا أَعْطَانِي وَإِنَّهُ أَبْغَضُ
النَّاسِ إِلِيَّ، فَمَا بَرِحَ يُعْطِينِي حَتَّى إِنَّهُ لَأَحَبُّ النَّاسِ
إِلِيَّ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ حَرْمَلَةَ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ
١٣١٨٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ
الْفَقِيهُ، أنبأ أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللهِ بْنُ يَعْقُوبَ الْكَرْمَانِيُّ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، ثنا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، ثنا حُمَيْدٌ،
ح وَأنبأ أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، أنبأ الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ
أَحْمَدُ بْنُ كَامِلِ بْنِ خَلَفٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ
السُّلَمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيُّ، ثنا حُمَيْدٌ
الطَّوِيلُ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ قَالَ: مَا سُئِلَ النَّبِيُّ ﷺ عَلَى
الْإِسْلَامِ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ،
فَأَمَرَ لَهُ بِغَنَمٍ بَيْنَ جَبَلَيْنِ فَرَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ، فَقَالَ: «يَا
قَوْمُ أَسْلِمُوا، فَإِنَّ مُحَمَّدًا أَعْطَى عَطِيَّةً لَا يَخْشَى الْفَاقَةَ»
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ النَّضْرِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ
الْحَارِثِ
١٣١٨٨ - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو النَّضْرِ، ثنا الدَّارِمِيُّ، ثنا مُوسَى
بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ح قَالَ وَأَخْبَرَنِي أَبُو
عَمْرٍو، وَاللَّفْظُ، لَهُ أنبأ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ
أَبِي شَيْبَةَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ
ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلًا، سَأَلَ النَّبِيَّ ﷺ غَنَمًا
بَيْنَ جَبَلَيْنِ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ فَأَتَى قَوْمَهُ، فَقَالَ: «أَيْ قَوْمِ
أَسْلِمُوا فَوَاللهِ إِنَّ مُحَمَّدًا لَيُعْطِي عَطَاءً مَا يَخَافُ الْفَقْرَ
فَقَالَ أَنَسٌ: إنْ ⦗٣١⦘ كَانَ الرَّجُلُ لَيُسْلِمُ مَا يُرِيدُ إِلَّا الدُّنْيَا، فَمَا يُسْلِمُ حَتَّى يَكُونَ الْإِسْلَامُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا» رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ
بَابُ مَنْ يُعْطَى مِنَ
الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ سَهْمِ الصَّدَقَاتِ
فِيمَا أَجَازَ لِي أَبُو عَبْدِ
اللهِ الْحَافِظُ رِوَايَتَهُ عَنْهُ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا
الرَّبِيعُ قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ رحمه الله: وَلِلْمُؤلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ فِي
قَسْمِ الصَّدَقَاتِ سَهْمٌ، وَالَّذِي أَحْفَظُ فِيهِ مِنْ مُتَقَدِّمِ الْخَبَرِ
أَنَّ عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ جَاءَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه أَحْسِبُهُ
قَالَ: بِثَلَاثِمِائَةٍ مِنَ الْإِبِلِ مِنْ صَدَقَاتِ قَوْمِهِ، فَأَعْطَاهُ
أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه مِنْهَا ثَلَاثِينَ بَعِيرًا وَأَمَرَهُ أَنْ يَلْحَقَ
بِخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ بِمَنْ أَطَاعَهُ مِنْ قَوْمِهِ، فَجَاءَ بزُهَاءِ
أَلْفِ رَجُلٍ، وَأَبْلَى بَلَاءً حَسَنًا، وَلَيْسَ فِي الْخَبَرِ مِنْ أَيْنَ
أَعْطَاهُ إِيَّاهَا غَيْرَ أَنَّ الَّذِي يَكَادُ أَنْ يَعْرِفَ الْقَلْبُ
بِالِاسْتِدْلَالِ بِالْأَخْبَارِ وَاللهُ أَعْلَمُ أَنَّهُ أَعْطَاهُ إِيَّاهَا
مِنْ سَهْمِ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ، فَإِمَّا زَادَهُ لِيُرَغِّبَهُ فِيمَا
صَنَعَ، وَإِمَّا أَعْطَاهُ لِيَتَأَلَّفَ بِهِ غَيْرَهُ مِنْ قَوْمِهِ مِمَّنْ لَا
يَثِقُ بِهِ بِمِثْلِ مَا يَثِقُ بِهِ مِنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، فَأَرَى أَنْ
يُعْطَى مِنْ سَهْمِ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَعْنَى إِنْ
نَزَلَتْ نَازِلَةٌ بِالْمُسْلِمِينَ، وَلَنْ تَنْزِلَ إِنْ شَاءَ اللهُ
بَابُ سُقُوطِ سَهْمِ الْمُؤَلَّفَةِ
قُلُوبُهُمْ وَتَرْكِ إِعْطَائِهِمْ عِنْدَ ظُهُورِ الْإِسْلَامِ،
وَالِاسْتِغْنَاءِ عَنِ التَّأَلُّفِ عَلَيْهِ
١٣١٨٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ
الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ، أنبأ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ
دُرُسْتَوَيْهِ، ثنا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا هَارُونُ بْنُ
إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، ثنا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ
الْوَاسِطِيِّ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَبِيدَةَ قَالَ: جَاءَ عُيَيْنَةُ بْنُ
حِصْنٍ، وَالْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه، فَقَالَا:
يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللهِ ﷺ إِنَّ عِنْدَنَا أَرْضًا سَبِخَةً لَيْسَ فِيهَا
كَلَأٌ وَلَا مَنْفَعَةٌ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَقْطَعَنَاهَا لَعَلَّنَا
نَزْرَعَهَا وَنَحْرُثَهَا، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي الْإِقْطَاعِ، وَإِشْهَادِ
عُمَرَ رضي الله عنه عَلَيْهِ وَمَحْوِهِ إِيَّاهُ قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ رضي الله
عنه: «إِنَّ
رَسُولَ اللهِ ﷺ كَانَ يَتَأَلَّفُكُمَا وَالْإِسْلَامُ يَوْمَئِذٍ ذَلِيلٌ،
وَإِنَّ اللهَ قَدْ أَعَزَّ الْإِسْلَامَ فَاذْهَبَا، فَأَجْهِدَا جَهْدَكُمَا لَا
أَرْعَى الله عَلَيْكُمَا إِنْ رَعَيْتُمَا» وَيُذْكَرُ عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّهُ
قَالَ: لَمْ يَبْقَ مِنَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ أَحَدٌ، إِنَّمَا كَانُوا
عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه انْقَطَعَتِ
الرِّشَا، وَعَنِ الْحَسَنِ قَالَ: أَمَّا الْمُؤَلَّفَةُ قُلُوبُهُمْ فَلَيْسَ
الْيَوْمَ "
١٣١٩٠ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ
قَتَادَةَ، أنبأ أَبُو مَنْصُورٍ النَّضْرَوِيُّ الْهَرَوِيّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ
نَجْدَةَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُهَاجِرٍ أَبِي
الْحَسَنِ قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا وَائِلٍ وَأَبَا بُرْدَةَ بِالزَّكَاةِ وَهُمَا
عَلَى بَيْتِ الْمَالِ فَأَخَذَاهَا، ثُمَّ جِئْتُ مَرَّةً أُخْرَى فَوَجَدْتُ
أَبَا وَائِلٍ وَحْدَهُ، فَقَالَ: رُدَّهَا فَضَعْهَا مَوَاضِعَهَا، قُلْتُ: فَمَا
أَصْنَعُ بِنَصِيبِ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ قَالَ: «رُدَّهُ عَلَى آخَرِينَ»
بَابُ سَهْمِ الرِّقَابِ
قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿وَفِي
الرِّقَابِ﴾ [البقرة:
١٧٧] قَالَ
الشَّافِعِيُّ: يَعْنِي الْمُكَاتَبِينَ وَاللهُ أَعْلَمُ قَالَ الشَّيْخُ:
وَهَكَذَا قَالَهُ الزُّهْرِيُّ فَمَنْ بَعْدَهُ مِنْ فُقَهَاءِ الْأَمْصَارِ
١٣١٩١ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، أنبأ أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا يَحْيَى
بْنُ يَحْيَى، أنبأ ابْنُ لَهَيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّ
أَبَا مُؤَمَّلٍ، أَوَّلُ مُكَاتَبٍ كُوتِبَ ⦗٣٣⦘ فِي الْإِسْلَامِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «أَعِينُوا أَبَا مُؤَمَّلٍ» فَأُعِينَ مَا أَعْطَى كِتَابَتَهُ، وَفَضَلَتْ فَضْلَةٌ، فَاسْتَفْتَى فِيهَا رَسُولَ اللهِ ﷺ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَجْعَلَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ
١٣١٩٢ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، أنبأ أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، عَنْ حِبَّانَ
بْنِ مُوسَى، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
الدَّانَاجِ، أَنَّ فُلَانًا الْحَنَفِيَّ، حَدَّثَهُ قَالَ: شَهِدْتُ يَوْمَ
جُمُعَةٍ، فَقَامَ مُكَاتَبٌ إِلَى أَبِي مُوسَى رضي الله عنه، فَكَانَ أَوَّلَ
سَائِلٍ رَأَيْتُهُ، فَقَالَ: «إِنِّي إِنْسَانٌ مُثْقَلٌ مُكَاتَبٌ، فَحَثَّ
النَّاسَ عَلَيْهِ، فَقُذِفَتْ إِلَيْهِ الثِّيَابُ وَالدَّرَاهِمُ، حَتَّى قَالَ:
حَسْبِي، فَانْطَلَقَ إِلَى أَهْلِهِ، فَوَجَدَهُمْ قَدْ أَعْطَوْهُ مُكَاتَبَتَهُ
وَفَضَلَ ثَلَاثُمِائَةِ دِرْهَمٍ، فَأَتَى أَبَا مُوسَى فَسَأَلَهُ، فَأَمَرَهُ
أَنْ يَجْعَلَهَا فِي نَحْوِهِ مِنَ النَّاسِ وَرُوِّينَا عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي
طَالِبٍ رضي الله عنه قِصَّةً شَبِيهَةً بِهَذِهِ الْقِصَّةِ قَالَ: فَأَتَى
عَلِيًّا رضي الله عنه فَسَأَلَهُ عَنِ الْفَضْلَةِ، فَقَالَ:»اجْعَلْهَا فِي
الْمُكَاتَبِينَ، وَهِيَ مُخَرَّجَةٌ فِي كِتَابِ الْمُكَاتَبِ
"
بَابُ سَهْمِ الْغَارِمِينَ
١٣١٩٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ
اللهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنبأ أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ،
ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ الْمُخَرِّمِيُّ، ح وَأنبأ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ
بِشْرَانَ الْعَدْلُ بِبَغْدَادَ، أنبأ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو
الرَّزَّازُ، ثنا سَعْدَانُ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، ثنا هَارُونُ بْنُ ⦗٣٤⦘ رِئَابٍ، عَنْ كِنَانَةَ بْنِ نُعَيْمٍ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ الْمُخَارِقِ قَالَ: «أَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ أَسْأَلُهُ فِي حَمَالَةٍ، فَقَالَ:»إِنَّ الْمَسْأَلَةَ حُرِّمَتْ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ، رَجُلٍ تَحَمَّلَ
حَمَالَةً حَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ حَتَّى يُؤَدِّيَهَا ثُمَّ يُمْسِكُ،
وَرَجُلٍ أَصَابَتْهُ جَائِحَةٌ، فَاجْتَاحَتْ مَالَهُ حَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ
حَتَّى يُصِيبَ قِوَامًا مِنْ عَيْشٍ أَوْ سِدَادًا مِنْ عَيْشٍ، ثُمَّ يُمْسِكُ،
وَرَجُلٍّ أَصَابَتْهُ حَاجَةٌ أَوْ فَاقَةٌ حَتَّى يَتَكَلَّمَ ثَلَاثَةٌ مِنْ
ذَوِي الْحِجَى مِنْ قَوْمِهِ لَقَدْ حَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ، فَمَا سِوَى
ذَلِكَ مِنَ الْمَسَائِلِ، فَهُوَ سُحْتٌ "
١٣١٩٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الْحَرْفِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ، ثنا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثنا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، ثنا حَمَّادُ
بْنُ زِيدٍ، ح وَأنبأ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أنبأ مُحَمَّدُ
بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، ثنا يَحْيَى بْنُ
يَحْيَى، أنبأ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، ح قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو الْفَضْلِ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ، وَاللَّفْظُ لَهُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ
سَعِيدٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ قَالَا: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ،
ثنا هَارُونُ بْنُ رِئَابٍ، ثنا كِنَانَةُ بْنُ نُعَيْمٍ الْعَدَوِيُّ، عَنْ
قَبِيصَةَ بْنِ مُخَارِقٍ الْهِلَالِيِّ قَالَ: تَحَمَّلْتُ حَمَالَةً، فَأَتَيْتُ
النَّبِيَّ ﷺ أَسْأَلُهُ فِيهَا، فَقَالَ: «أَقِمْ يَا قَبِيصَةُ حَتَّى
تَأْتِيَنَا الصَّدَقَةُ، فَنَأْمُرَ لَكَ بِهَا»، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ:
«يَا قَبِيصَةُ إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لَا تَحِلُّ إِلَّا لِأَحَدِ ثَلَاثَةٍ:
رَجُلٍ تَحَمَّلَ حَمَالَةً، فَحَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ حَتَّى يُصِيبَهَا
ثُمَّ يُمْسِكُ، وَرَجُلٍ أَصَابَتْهُ جَائِحَةٌ، فَاجْتَاحَتْ مَالَهُ، فَحَلَّتْ
لَهُ الْمَسْأَلَةُ حَتَّى يُصِيبَ قِوَامًا مِنْ عَيْشٍ، أَوْ قَالَ سِدَادًا
مِنْ عَيْشٍ وَرَجُلٍ أَصَابَتْهُ فَاقَةٌ، حَتَّى يَقُولَ ثَلَاثَةٌ مِنْ ذَوِي
الْحِجَى مِنْ قَوْمِهِ أَنْ قَدْ أَصَابَتْ فُلَانًا فَاقَةٌ، فَحَلَّتْ لَهُ
الصَّدَقَةُ حَتَّى يُصِيبَ قِوَامًا مِنْ عَيْشٍ أَوْ سِدَادًا مِنْ عَيْشٍ،
فَمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ الْمَسْأَلَةِ يَا قَبِيصَةُ سُحْتٌ يَأْكُلُهَا
صَاحِبُهَا سُحْتًا» رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى،
وَقُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ
١٣١٩٥ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، أنبأ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ قَالَ: قُرِئَ
عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ الْوَاسِطِيِّ، وَأَنَا أَسْمَعُ، ثنا يَزِيدُ
بْنُ هَارُونَ، أنبأ بَهْزُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْقُشَيْرِيُّ، ح
وَأنبأ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أنبأ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ، أنبأ
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْقَاضِي، ثنا أَبُو مَعْمَرٍ
الْمِنْقَرِيُّ، ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، ثنا بَهْزُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ
مُعَاوِيَةَ، ثنا أَبِي، عَنْ جَدِّي قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّا
قَوْمٌ نَسْأَلُ أَمْوَالَنَا، فَقَالَ: «لِيَسْأَلْ أَحَدُكُمْ فِي الْحَاجَةِ
أَوْ لِفَتْقٍ لِيُصْلِحَ بَيْنَ قَوْمِهِ، فَإِذَا بَلَغَ أَوْ كَرُبَ
اسْتَعَفَّ» قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الْفَتْقُ الْحَرْبُ يَكُونُ بَيْنَ الْفَرِيقَيْنِ،
فَتَقَعُ بَيْنَهُمَا الدِّمَاءُ وَالْجِرَاحَاتُ، فَيَتَحَمَّلُهَا رَجُلٌ
لِيُصْلِحَ بِذَلِكَ، فَيَسْأَلُ فِيهَا حَتَّى يُؤَدِّيَهَا إِلَيْهِمْ
وَقَوْلُهُ: اسْتَغْنَى أَوْ كَرُبَ، يَقُولُ: دَنَا مِنْ ذَلِكَ وَقَرُبَ مِنْهُ،
وَقَوْلُهُ سِدَادًا مِنْ عَيْشٍ: هُوَ بِكَسْرِ السِّينِ، وَكُلُّ شَيْءٍ
سَدَدْتَ بِهِ خَلَلًا فَهُوَ سِدَادٌ
١٣١٩٦ - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ
السُّلَمِيُّ إِمْلَاءً، أنبأ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ الْحِيرِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبَّادٍ
الصَّنْعَانِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ
أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله
عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ، إِلَّا
لِخَمْسَةٍ: لِعَامِلٍ عَلَيْهَا، أَوْ رَجُلٍ اشْتَرَاهَا بِمَالِهِ، أَوْ
غَارِمٍ، أَوْ غَازٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ مِسْكِينٍ تُصُدِّقَ عَلَيْهِ
مِنْهَا، فَأَهْدَى مِنْهَا لِغَنِيٍّ»
١٣١٩٧ - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ
يُوسُفَ، أنبأ أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي
مَسَرَّةَ، ثنا الْمُقْرِئُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا سَعِيدٌ، نا عُقَيْلٌ،
وَيُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَنْ
حَمَلَ مِنْ أُمَّتِي دَيْنًا وَجَهَدَ فِي قَضَائِهِ، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ
يَقْضِيَهُ، فَأَنَا وَلِيُّهُ»
بَابُ سَهْمِ سَبِيلِ اللهِ
١٣١٩٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، أنبأ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنبأ الْحَسَنُ بْنُ
عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ،
أنبأ مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي
سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَا تَحِلُّ
الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ، إِلَّا لِخَمْسَةٍ: لِغَازٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ
لِعَامِلٍ عَلَيْهَا، أَوْ لِغَارِمٍ، أَوْ لِرَجُلٍ اشْتَرَاهَا بِمَالِهِ، أَوْ
لِرَجُلٍ كَانَ لَهُ جَارٌ مِسْكِينٌ، فَتَصَدَّقَ عَلَى الْمِسْكِينِ، فَأَهْدَى
الْمِسْكِينُ لِلْغَنِيِّ»
١٣١٩٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ
بِشْرَانَ، أنبأ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ، ثنا عَبْدُ
اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، ثنا
مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عِمْرَانَ
الْبَارِقِيِّ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي
الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ،
إِلَّا فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوِ ابْنِ السَّبِيلِ أَوْ جَارٍ فَقِيرٍ، فَيُهْدِي
لَكَ»
١٣٢٠٠ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ
فُورَكٍ، أنبأ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو
دَاوُدَ، ثنا شَيْبَانُ، عَنْ فِرَاسٍ الْمُكْتِبِ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ،
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «تَحِلُّ الصَّدَقَةُ
لِلْغَنِيِّ إِذَا كَانَ فِي سَبِيلِ اللهِ»
١٣٢٠١ - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ
الْأَصْبَهَانِيُّ، أنبأ أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، أنبأ الْحَسَنُ بْنُ
سُفْيَانَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ،
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو
بْنُ أَبِي قُرَّةَ قَالَ: جَاءَنَا كِتَابُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه
أَنَّ أُنَاسًا يَأْخُذُونَ مِنْ هَذَا الْمَالِ لِيُجَاهِدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ،
ثُمَّ يُخَالِفُونَ وَلَا يُجَاهِدُونَ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ مِنْهُمْ، فَنَحْنُ
أَحَقُّ بِمَالِهِ حَتَّى نَأْخُذَ مِنْهُ مَا أَخَذَ " قَالَ أَبُو
إِسْحَاقَ: فَقُمْتُ إِلَى أُسَيْدِ بْنِ عَمْرٍو، فَقُلْتُ: أَلَا تَرَى إِلَى
مَا حَدَّثَنِي بِهِ عَمْرُو بْنُ أَبِي قُرَّةَ وَحَدَّثْتُهُ بِهِ؟ فَقَالَ:
صَدَقَ جَاءَنَا بِهِ كِتَابُ عُمَرَ رضي الله عنه
بَابُ سَهْمِ ابْنِ السَّبِيلِ
١٣٢٠٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ
الرُّوذْبَارِيُّ، أنبأ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا مُحَمَّدُ
بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، ثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، أنبأ ابْنُ أَبِي
يَعْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ إِلَّا فِي سَبِيلِ
اللهِ، وَابْنِ السَّبِيلِ، أَوْ يَكُونُ لَكَ جَارٌ مِسْكِينٌ، فَتُصُدِّقَ
عَلَيْهِ فَيُهْدِي لَكَ» وَهَذَا إِنْ صَحَّ، فَإِنَّمَا أَرَادَ وَاللهُ
أَعْلَمُ ابْنَ سَبِيلٍ غَنِيًّا فِي بَلَدِهِ مُحْتَاجًا فِي سَفَرِهِ، وَحَدِيثُ
عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَصَحُّ طَرِيقًا، وَلَيْسَ فِيهِ
ذِكْرُ ابْنِ السَّبِيلِ وَاللهُ أَعْلَمُ
بَابٌ لَا وَقْتَ فِيمَا يُعْطَى
الْفُقَرَاءُ وَالْمَسَاكِينُ إِلَى مَا يَخْرُجُونَ بِهِ مِنَ الْفَقْرِ
وَالْمَسْكَنَةِ
رُوِّينَا عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي
طَالِبٍ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ اللهَ فَرَضَ عَلَى الْأَغْنِيَاءِ فِي
أَمْوَالِهِمْ بِقَدْرِ مَا يَكْفِي فُقَرَاءَهُمْ، وَعَنْ عُمَرَ رضي الله عنه أَنَّهُ
قَالَ: إِذَا أُعْطِيتُمْ فَأَغْنُوا
١٣٢٠٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْحَرْفِيُّ بِبَغْدَادَ، ثنا
أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، ثنا
مُسَدَّدٌ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، ح وَأنبأ أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكٍ، أنبأ
عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ،
عَنْ هَارُونَ الْأَسَدِيِّ، عَنْ كِنَانَةَ بْنِ نُعَيْمٍ الْعَدَوِيِّ، عَنْ
قَبِيصَةَ بْنِ الْمُخَارِقِ الْهِلَالِيِّ قَالَ: تَحَمَّلْتُ حَمَالَةً،
فَقَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ فِيهَا فَقَالَ: «أَقِمْ يَا قَبِيصَةُ حَتَّى
تَأْتِيَنَا الصَّدَقَةُ، فَنَأْمُرَ لَكَ بِهَا، ثُمَّ قَالَ:»يَا قَبِيصَةُ إنَّ
الْمَسْأَلَةَ لَا تَحِلُّ إِلَّا لِإِحْدَى ثَلَاثٍ: رَجُلٍ تَحَمَّلَ حَمَالَةً،
فَسَأَلَ فِيهَا حَتَّى يُصِيبَهَا بِهَا، ثُمَّ يُمْسِكُ، وَرَجُلٍ أَصَابَتْهُ
جَائِحَةٌ اجْتَاحَتْ مَالَهُ، فَسَأَلَ حَتَّى يُصِيبَ سِدَادًا، ثُمَّ يُمْسِكُ،
وَرَجُلٍ أَصَابَتْهُ حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ، فَقَامَ ثَلَاثَةٌ مِنْ ذَوِي الْحِجَا
مِنْ قَوْمِهِ، فَقَالُوا: أَصَابَتْ فُلَانًا فَاقَةٌ أَوْ حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ،
فَسَأَلَ حَتَّى يُصِيبَ ⦗٣٧⦘ سِدَادًا مِنْ عَيْشٍ أَوْ قِوَامًا مِنْ عَيْشٍ، ثُمَّ يُمْسِكُ، وَمَا سِوَاهُنَّ مِنَ الْمَسَائِلِ سُحْتٌ يَأْكُلُهَا صَاحِبُهَا سُحْتًا " قَالَهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ كَمَا مَضَى
١٣٢٠٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ
الْفَقِيهُ، أنبأ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، ثنا
أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، ثنا سُفْيَانُ،
عَنْ مُصْعَبِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَعْلَى مَوْلًى لِفَاطِمَةَ، ح وَأنبأ أَبُو
عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنبأ أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ،
ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، ثنا سُفْيَانُ، ثنا مُصْعَبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
شُرَحْبِيلَ، حَدَّثَنِي يَعْلَى بْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ
حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ رضي الله عنهما قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ:
«لِلسَّائِلِ حَقٌّ، وَإِنْ جَاءَ عَلَى فَرَسٍ»، وَفِي رِوَايَةِ الْفِرْيَابِيِّ
«وَإِنْ جَاءَ عَلَى فَرَسِهِ»
١٣٢٠٥
- وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أنبأ
أَبُو بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ
آدَمَ، ثنا زُهَيْرٌ، عَنْ شَيْخٍ، رَأَيْتُ سُفْيَانَ عِنْدَهُ عَنْ فَاطِمَةَ
بِنْتِ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِيهَا، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ ﷺ
مِثْلَهُ
١٣٢٠٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ
قَتَادَةَ، أنبأ أَبُو مَنْصُورٍ النَّضْرَوِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ، ثنا
سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ
الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَنَّهُ سَمِعَ
عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قَالَ: «إِنَّ اللهَ فَرَضَ عَلَى
الْأَغْنِيَاءِ فِي أَمْوَالِهِمْ بِقَدْرِ مَا يَكْفِي فُقَرَاءَهُمْ، فَإِنْ
جَاعُوا وَعَرُوا جَهَدُوا فِي مَنْعِ الْأَغْنِيَاءِ، فَحَقٌّ عَلَى اللهِ أَنْ
يُحَاسِبَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيُعَذِّبَهُمْ عَلَيْهِ» مُحَمَّدُ بْنُ
عَلِيٍّ هَذَا هُوَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ وَأَبُو جَعْفَرٍ هُوَ مُحَمَّدُ بِنُ
عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ
أَبِي شِهَابٍ، وَرَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي شِهَابٍ، عَنْ
أَبْيَضَ بْنِ أَبَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ يَعْنِي أَبَا جَعْفَرٍ،
فَأَمَّا الْحَدِيثُ الَّذِي:
١٣٢٠٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ
عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ،
عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَنْ
سَأَلَ وَلَهُ مَا يُغْنِيهِ، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُمُوشٌ أَوْ خُدُوشٌ
أَوْ كُدُوحٌ فِي وَجْهِهِ»، فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا ⦗٣٨⦘ الْغِنَى؟ قَالَ: «خَمْسُونَ دِرْهَمًا أَوْ قِيمَتُهَا مِنَ الذَّهَبِ» قَالَ يَحْيَى
بْنُ آدَمَ: فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ لِسُفْيَانَ: حِفْظِي أَنَّ
شُعْبَةَ كَانَ لَا يَرْوِي عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ، فَقَالَ سُفْيَانُ،
فَقَدْ حَدَّثَنَا زُبَيْدٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ
١٣٢٠٨
- وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ
بْنُ الْفَضْلِ، أنبأ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ،
فَذَكَرَ مَعْنَى هَذِهِ الْحِكَايَةِ بَلْ إِنَّمَا عَنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ،
عَنْ سُفْيَانَ، ثُمَّ قَالَ يَعْقُوبُ: هِيَ حِكَايَةٌ بَعِيدَةٌ وَلَوْ كَانَ
حَدِيثُ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ زُبَيْدٍ مَا خَفِيَ عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ
١٣٢٠٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ
الرُّوذْبَارِيُّ، أنبأ أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عَبْدُ
اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ
بْنِ يَسَارٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ بَنِي أَسَدٍ قَالَ: نَزَلْتُ أَنَا وَأَهْلِي
بِبَقِيعِ الْغَرْقَدِ، فَقَالَ لِي أَهْلِي: اذْهَبْ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ
فَوَجَدْتُ عِنْدَهُ رَجُلًا يَسْأَلُهُ وَرَسُولُ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «مَا أَجِدُ
مَا أُعْطِيكَ»، فَتَوَلَّى الرَّجُلُ عَنْهُ وَهُو مُغْضَبٌ وَهُوَ يَقُولُ:
لَعَمْرِي إِنَّكَ تُعْطِي مَنْ شِئْتَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «يَغْضَبُ
عَلَيَّ أَنِّي لَا أَجِدُ مَا أُعْطِيهِ،» مَنْ سَأَلَ مِنْكُمْ وَلَهُ
أُوقِيَّةٌ أَوْ عَدْلُهَا فَقَدْ سَأَلَ إِلْحَافًا «قَالَ الْأَسَدِيُّ:
فَقُلْتُ:»اللِّقْحَةُ لَكَ خَيْرٌ مِنْ أُوقِيَّةٍ، وَالْأُوقِيَّةُ أَرْبَعُونَ
دِرْهَمًا قَالَ: فَرَجَعْتُ وَلَمْ أَسْأَلْهُ، فَقَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ
بَعْدَ ذَلِكَ شَعِيرٌ وَزَبِيبٌ، فَقَسَمَ لَنَا مِنْهُ حَتَّى أَغْنَانَا اللهُ
" قَالَ أَبُو دَاوُدَ، هَكَذَا رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ، كَمَا قَالَ مَالِكٌ
١٣٢١٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ
بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنبأ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ شَرِيكٍ، ثنا
أَبُو الْجُمَاهِرِ، ثنا ابْنُ أَبِي الرِّجَالِ يَعْنِي عَبْدَ الرَّحْمَنِ، عَنْ
عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ
الْخُدْرِيِّ، يَقُولُ: قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ: اسْتُشْهِدَ أَبِي
يَوْمَ أُحُدٍ مَالِكُ بْنُ سِنَانٍ وَتَرَكَنَا بِغَيْرِ مَالٍ قَالَ:
وَأَصَابَتْنَا حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ، فَقَالَتْ لِي أُمِّي: يَا بُنِيَّ ائْتِ
رَسُولَ اللهِ ﷺ فَسَلْهُ لَنَا شَيْئًا، فَجِئْتُهُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ
وَجَلَسْتُ وَهُوَ فِي أَصْحَابِهِ جَالِسٌ، فَقَالَ حِينَ اسْتَقْبَلَنِي:
«إِنَّهُ مَنْ يَسْتَغْنِ أَغْنَاهُ اللهُ، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ أَعَفَّهُ اللهُ،
وَمَنِ اسْتَكْفَ كَفَّهُ» قَالَ: قُلْتُ: مَا يُرِيدُ غَيْرِي، فَانْصَرَفْتُ
وَلَمْ أُكَلِّمْهُ فِي شَيْءٍ، فَقَالَتْ لِي أُمِّي: مَا فَعَلْتَ؟
فَأَخْبَرْتُهَا الْخَبَرَ قَالَ فَصَبَرْنَا وَاللهُ يَرْزُقُنَا شَيْئًا
فَتَبَلَّغْنَا بِهِ حَتَّى أَلَحَّتْ عَلَيْنَا حَاجَةٌ هِيَ أَشَدُّ مِنْهَا
فَقَالَتْ ⦗٣٩⦘ لِي أُمِّي: ائْتِ رَسُولَ اللهِ ﷺ، فَسَلْهُ لَنَا شَيْئًا
قَالَ: فَجِئْتُهُ وَهُوَ جَالِسٌ فِي أَصْحَابِهِ فَسَلَّمْتُ وَجَلَسْتُ
فَاسْتَقْبَلَنِي، وَقَالَ بِالْقَوْلِ الْأَوَّلِ وَزَادَ فِيهِ «وَمَنْ سَأَلَ
وَلَهُ أُوقِيَّةٌ فَهُوَ مُلْحِفٌ»، قُلْتُ فِي نَفْسِي: لَنَا الْيَاقُوتَةُ
وَهِيَ خَيْرٌ مِنْ أُوقِيَّةٍ قَالَ: وَالْأُوقِيَّةُ أَرْبَعُونَ دِرْهَمًا
قَالَ: فَرَجَعْتُ وَلَمْ أَسْأَلْهُ قَالَ أَنْبَأَ أَبُو عُبَيْدٍ:
الْيَاقُوتَةُ نَاقَةٌ
١٣٢١١ - وَحَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ
الزَّاهِدُ، أنبأ أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدُونَ
الذُّهْلِيُّ، ثنا أَبُو عُمَرَ، وَأَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ
بْنُ الْعَلَاءِ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «مَنْ سَأَلَ وَلَهُ أَرْبَعُونَ
دِرْهَمًا فَهُوَ مُلْحِفٌ»
١٣٢١٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ
الرُّوذْبَارِيُّ، أنبأ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا أَحْمَدُ
بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ
جَعْفَرٍ الْمَدِينِيُّ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ، وَحَدَّثَنِي
أَبُو كَبْشَةَ السَّلُولِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ الْحَنْظَلِيَّةِ
الْأَنْصَارِيَّ، صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ ﷺ يَقُولُ: ح وَأنبأ أَبُو الْحَسَنِ
عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، وَاللَّفْظُ لَهُ ثنا أَحْمَدُ بْنُ
عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا أَبُو شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ، ثنا النُّفَيْلِيُّ،
ثنا مِسْكِينُ بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنَ
يَزِيدَ، عَنْ أَبِي كَبْشَةَ السَّلُولِيِّ، ثنا سَهْلُ ابْنُ الْحَنْظَلِيَّةِ
قَالَ: قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ وَالْأَقْرَعُ بْنُ
حَابِسٍ فَسَأَلَاهُ، فَأَمَرَ لَهُمَا بِمَا سَأَلَا وَأَمَرَ مُعَاوِيَةَ أَنْ
يَكْتُبَ لَهُمَا بِمَا سَأَلَا قَالَ: فَأَمَّا الْأَقْرَعُ فَلَفَّ كِتَابَهُ
فِي عِمَامَتِهِ وَانْطَلَقَ، وَأَمَّا عُيَيْنَةُ فَأَخَذَ كِتَابَهُ فَأَتَى
النَّبِيَّ ﷺ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ تَرَى إِنِّي حَامِلٌ إِلَى قَوْمِي كِتَابًا
لَا أَدْرِي مَا فِيهِ كَصَحِيفَةِ الْمُلْتَمِسِ قَالَ: فَأَخَذَهُ النَّبِيُّ ﷺ
فَنَظَرَ فِيهِ، فَقَالَ: «قَدْ كُتِبَ لَكَ بِالَّذِي أَمَرْتُ لَكَ بِهِ»
فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَنْ سَأَلَ مَسْأَلَةً
وَهُوَ مِنْهَا غَنِيٌّ، فَإِنَّمَا يَسْتَكْثِرُ مِنَ النَّارِ»، قَالُوا: يَا
رَسُولَ اللهِ وَمَا الْغِنَى الَّذِي لَا يَنْبَغِي مَعَهُ الْمَسْأَلَةُ؟ قَالَ:
«أَنْ يَكُونَ لَهُ شِبَعُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ أَوْ لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ» وَلَيْسَ
شَيْءٌ مِنْ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ بِمُخْتَلِفٍ، فَكَأَنَّ النَّبِيَّ ﷺ عَلِمَ
مَا يُغْنِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فَجَعَلَ غِنَاهُ بِهِ، وَذَلِكَ لِأَنَّ
النَّاسَ يَخْتَلِفُونَ فِي قَدْرِ كِفَايَاتِهِمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ يُغْنِيهِ
خَمْسُونَ دِرْهَمًا لَا يُغْنِيهِ أَقَلُّ مِنْهَا، وَمِنْهُمْ مَنْ لَهُ كَسْبٌ
يُدِرُّ عَلَيْهِ كُلَّ يَوْمٍ مَا يُغَدِّيهِ وَيُعَشِّيهِ وَلَا عِيَالَ لَهُ،
فَهُوَ مُسْتَغْنٍ بِهِ
١٣٢١٣ - وَذَلِكَ بَيِّنٌ فِيمَا أَخْبَرَنَا
أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو قَالَا: ثنا
أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ،
أنبأ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أنبأ ⦗٤٠⦘ الْأَخْضَرُ بْنُ عَجْلَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَشَكَا إِلَيْهِ الْفَاقَةَ، ثُمَّ رَجَعَ، فَقَالَ لَهُ: انْطَلِقْ حَتَّى تَجِدَ مِنْ شَيْءٍ قَالَ: فَانْطَلَقَ فَجَاءَ بِحِلْسٍ وَقَدَحٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ هَذَا الْحِلْسُ كَانُوا
يَفْتَرِشُونَ بَعْضَهُ وَيَلْبِسُونَ بَعْضَهُ، وَهَذَا الْقَدَحُ كَانُوا
يَشْرَبُونَ فِيهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَنْ يَأْخُذُهُمَا مِنِّي
بِدِرْهَمٍ؟»، فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ:
«مَنْ يَزِيدُ عَلَى دِرْهَمٍ»، فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا آخُذُهُمَا بِاثْنَيْنِ،
فَقَالَ: «هُمَا لَكَ» قَالَ: فَدَعَا الرَّجُلَ، فَقَالَ لَهُ: «اشْتَرِ
بِدِرْهَمٍ فَأْسًا وَبِدِرْهَمٍ طَعَامًا لِأَهْلِكَ» قَالَ: فَفَعَلَ، ثُمَّ
رَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: «انْطَلِقْ إِلَى هَذَا الْوَادِي، فَلَا
تَدَعْ حَاجًّا وَلَا شَوْكًا وَلَا حَطَبًا وَلَا تَأْتِينِي خَمْسَةَ عَشَرَ
يَوْمًا» قَالَ: فَانْطَلَقَ فَأَصَابَ عَشَرَةً قَالَ: «فَانْطَلِقْ فَاشْتَرِ
بِخَمْسَةٍ طَعَامًا لِأَهْلِكَ» فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ لَقَدْ بَارَكَ اللهُ
لِي فِيمَا أَمَرْتَنِي، فَقَالَ: «هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَجِيءَ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ وَفِي وَجْهِكَ نُكْتَةُ الْمَسْأَلَةِ، إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لَا
تَصْلُحُ إِلَّا لِثَلَاثَةٍ: لِذِي دَمٍ مُوجِعٍ، أَوْ غُرْمٍ مُفْظِعٍ، أَوْ
فَقْرٍ مُفْقِعٍ» قَالَ الشَّيْخُ فَإِنْ لَمْ تَقَعْ لَهُ الْكِفَايَةُ إِلَّا
بِمِائَتَيْنِ أَوْ بِأُلُوفٍ أُعْطِيَ قَدْرَ أَقَلِّ الْكِفَايَةِ بِدَلِيلِ مَا
رُوِّينَا فِي حَدِيثِ قَبِيصَةَ بْنِ الْمُخَارِقِ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ «حَتَّى
تُصِيبَ قِوَامًا مِنْ عَيْشٍ أَوْ سِدَادًا مِنْ عَيْشٍ» وَبِاللهِ التَّوْفِيقُ
بَابُ الرَّجُلِ يَقْسِمُ صَدَقَتَهُ
عَلَى قَرَابَتِهِ وَجِيرَانِهِ، إِذَا كَانُوا مِنْ أَهْلِ السُّهْمَانِ لِمَا
جَاءَ فِي صِلَةِ الرَّحِمِ وَحَقِّ الْجَارِ
١٣٢١٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ
اللهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ إِمْلَاءً قَالُوا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ
مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ ⦗٤١⦘ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقُرَشِيُّ بِهَرَاةَ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، أنبأ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ
بْنُ أَبِي الْمُزَرَّدِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ
عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «الرَّحِمُ شُجْنَةٌ مِنَ
اللهِ مَنْ وَصَلَهَا وَصَلَهُ اللهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعَهُ اللهُ» لَفْظُ
حَدِيثِ الصَّغَانِيِّ، وَفِي رِوَايَةِ الدَّارِمِيِّ «الرَّحِمُ شُجْنَةٌ مِنَ
الرَّحْمَنِ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ ابْنِ أَبِي مَرْيَمَ،
وَرَوَاهُ حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ مُعَاوِيَةَ فَقَالَ فِي الْحَدِيثِ:
«الرَّحِمُ شُجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ» وَرَوَاهُ وَكِيعٌ، عَنْ مُعَاوِيَةَ،
فَقَالَ فِي الْحَدِيثِ: «الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ»، وَمِنْ ذَلِكَ الْوَجْهِ
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ وَرُوِيَ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي
الله عنه: «الرَّحِمُ
شُجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ»
١٣٢١٥ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ
بِشْرَانَ الْعَدْلُ بِبَغْدَادَ، أنبأ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ،
ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ح
وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ، أنبأ أَبُو بَكْرٍ
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ بْنُ الْحَسَنِ بِبَغْدَادَ، ثنا أَحْمَدُ
بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبأ مَعْمَرٌ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
عَوْفٍ، أَنَّ أَبَا الرَّدَّادِ اللَّيْثِيَّ، أَخْبَرَهُ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ:
«قَالَ اللهُ عز وجل: أَنَا الرَّحْمَنُ، خَلَقْتُ الرَّحِمَ،
وَشَقَقْتُ لَهَا اسْمًا مِنَ اسْمِي، فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ، وَمَنْ
قَطَعَهَا بَتَتُّهُ»
١٣٢١٦ - وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ
يُوسُفَ، أنبأ أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْبَصْرِيُّ
بِمَكَّةَ، أنبأ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ
عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ رضي الله عنه عَادَ أَبَا الرَّدَّادِ،
فَقَالَ: خَيْرُهُمْ وَأَوْصَلُهُمْ أَبُو مُحَمَّدٍ مَا عَلِمْتُ، فَقَالَ عَبْدُ
الرَّحْمَنِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ: «يَقُولُ قَالَ اللهُ عز وجل:
أَنَا اللهُ وَأَنَا الرَّحْمَنُ
خَلَقْتُ الرَّحِمَ وَشَقَقْتُ لَهَا مِنَ اسْمِي، فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ
وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ»
١٣٢١٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، أنبأ أَبُو الْعَبَّاسِ الْقَاسِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثنا أَبُو
الْمُوَجِّهِ، ثنا عَبْدَانُ، أنبأ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أنبأ
مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي مُزَرِّدٍ قَالَ سَمِعْتُ عَمِّي سَعِيدَ بْنَ يَسَارٍ أَبَا
الْحُبَابِ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ
قَالَ: «إِنَّ اللهَ خَلَقَ الْخَلْقَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ خَلْقِهِ قَالَتِ
الرَّحِمُ: هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ مِنَ الْقَطِيعَةِ قَالَ: نَعَمْ أَلَا
تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ: بَلَى
يَا رَبِّ قَالَ: فَهُوَ لَكِ» قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «وَاقْرءُوا إِنْ شِئْتُمْ
﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ،
وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ
وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ﴾ [محمد: ٢٣]» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ
بِشْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ
١٣٢١٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ
اللهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنبأ أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ بِمَكَّةَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الزَّعْفَرَانِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، ح
وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ الْعَدْلُ، بِبَغْدَادَ، أنبأ
إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبأ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ، وَفِي
رِوَايَةِ ابْنِ عُيَيْنَةَ: عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ
قَاطِعٌ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ وَغَيْرِهِ،
عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ وَعَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ،
وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ الزُّهْرِيِّ
١٣٢١٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ
عَلِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ الرَّقِّيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ،
ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، وَالْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو،
وَفِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي
الله عنهما ⦗٤٣⦘ قَالَ سُفْيَانُ: لَمْ يَرْفَعْهُ الْأَعْمَشُ، وَرَفَعَهُ الْحَسَنُ، وَفِطْرٌ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِي، وَلَكِنَّ الْوَاصِلَ مَنْ إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ
١٣٢٢٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ
الرُّوذْبَارِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذٍ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ
مَيْمُونٍ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا فِطْرٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ
عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّ
الرَّحِمَ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ، وَلَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِي، وَلَكِنَّ
الْوَاصِلَ الَّذِي إِذَا انْقَطَعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا»
١٣٢٢١ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَخْتَوَيْهِ،
ثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبُوشَنْجِيُّ، وَأَحْمَدُ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِلْحَانَ قَالَا: ثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا
اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ
مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ
لَهُ فِي رِزْقِهِ وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ» رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ
مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، عَنِ اللَّيْثِ
١٣٢٢٢ - حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ
اللهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، إِمْلَاءً، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ
الْحَسَنِ قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحَسَنُ
بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، ثنا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ حَفْصَةَ
بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ أُمِّ الرَّائِحِ بِنْتِ ضَلِيعٍ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ
عَامِرٍ الضَّبِّيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: إِنَّ صَدَقَتَكَ عَلَى
الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَإِنَّهَا عَلَى ذِي الرَّحِمِ اثْنَتَانِ صَدَقَةٌ
وَصِلَةٌ " كَذَا قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ: ضَلِيعٌ وَإِنَّمَا هُوَ صُلَيْعٌ
بِالصَّادِ
١٣٢٢٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، أنبأ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيُّ، ثنا
إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الصَّنْعَانِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبأ
مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، ح قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ،
أنبأ بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا الْحُمَيْدِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ،
عَنْ حُمَيْدِ بْنِ ⦗٤٤⦘ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ، قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَتْ قَدْ صَلَّتْ مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ الْقِبْلَتَيْنِ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «أَفْضَلُ
الصَّدَقَةِ عَلَى ذِي الرَّحِمِ الْكَاشِحِ»
١٣٢٢٤ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ الْحَافِظُ، أنبأ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، ثنا
الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنبأ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ،
أَنَّ أَبَا بَكْرِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، أَخْبَرَهُ، عَنْ
عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهَا سَمِعَتْ عَائِشَةَ رضي الله عنها تَقُولُ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَا زَالَ جِبْرَائِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى
ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ فِي
الصَّحِيحِ مِنْ أَوْجُهٍ أُخَرَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ
١٣٢٢٥ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، أنبأ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثنا
يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، أنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ
الْقَوَارِيرِيُّ، ح وَأنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ، أنا أَبُو
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الْبِرْتِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ قَالَا: ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ،
عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى
ظَنَنْتُ أَوْ حَسِبْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ» لَفْظُ حَدِيثِ الْقَوَارِيرِيِّ،
وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ الْمِنْهَالِ، ثنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ
عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، وَلَمْ يَقُلْ أَوْ حَسِبْتُ رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي
الصَّحِيحِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيِّ، وَرَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمِنْهَالِ
١٣٢٢٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ
بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ، أنبأ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا
يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي
أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ طَلْحَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله
عنها قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ لِي جَارَيْنِ فَبِأَيِّهِمَا أَبْدَأُ؟
قَالَ: «بِأَقْرَبِهِمَا مِنْكِ بَابًا»
١٣٢٢٧ - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا ⦗٤٥⦘ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ:
يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ لِي جَارَيْنِ فَإِلَى أَيِّهِمَا أُهْدِي؟ قَالَ: «إِلَى
أَقْرَبِهِمَا مِنْكِ بَابًا» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ
حَجَّاجِ بْنِ مِنْهَالٍ، عَنْ شُعْبَةَ، وَاخْتَلَفُوا فِيهِ عَلَى شُعْبَةَ،
فَمِنْهُمْ مَنْ جَوَّدَهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلَهُ
١٣٢٢٨ - وَقَدْ أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ
الْفَقِيهُ، أنبأ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، ثنا
أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبأ جَعْفَرُ بْنُ
سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ
بْنِ عَوْفٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ
إِنَّ لِي جَارَيْنِ فَإِلَى أَيِّهِمَا أُهْدِي؟ قَالَ: «إِلَى أَقْرَبِهِمَا
مِنْكِ بَابًا»
بَابُ لَا يُعْطِيهَا مَنْ
تَلْزَمُهُ نَفَقَتُهُ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدَيْهِ مِنْ سَهْمِ الْفُقَرَاءِ
وَالْمَسَاكِينِ
١٣٢٢٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا عَفَّانُ، ثنا السَّكَنُ بْنُ أَبِي السَّكَنِ، ثنا
عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُخْتَارِ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله
عنه: «لَيْسَ
لِوَلَدٍ وَلَا لِوَالِدٍ حَقٌّ فِي صَدَقَةٍ مَفْرُوضَةٍ، وَمَنْ كَانَ لَهُ
وَلَدٌ أَوْ وَالِدٌ فَلَمْ يَصِلْهُ فَهُوَ عَاقٌّ»، وَرُوِّينَا عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: «لَا تَجْعَلْهَا لِمَنْ تَعُولُ»
بَابُ الْمَرْأَةِ تَصْرِفُ مِنْ
زَكَاتِهَا فِي زَوْجِهَا إِذَا كَانَ مُحْتَاجًا
١٣٢٣٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو حَازِمٍ
الْعَبْدَوِيُّ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
إِسْحَاقَ الْحَافِظُ، أنبأ أَبُو الْجَهْمِ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ
الْقُرَشِيُّ، بِدِمَشْقَ، ثنا ⦗٤٦⦘ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِي، ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ زَيْنَبَ امْرَأَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ أَيُجْزِئُ عَنَّا أَنْ نَجْعَلَ الصَّدَقَةَ فِي زَوْجٍ فَقِيرٍ، وَبَنِي أَخٍ أَيْتَامٍ فِي حُجُورِنَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَكِ أَجْرُ
الصَّدَقَةِ وَأَجْرُ الصِّلَةِ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ
عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ عُمَرَ
بْنِ حَفْصٍ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ
بَابُ آلِ مُحَمَّدٍ ﷺ لَا
يُعْطَوْنَ مِنَ الصَّدَقَاتِ الْمَفْرُوضَاتِ
١٣٢٣١ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ
الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ الْفَقِيهُ، أنبأ أَبُو بَكْرٍ
مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمَوَيْهِ الْعَسْكَرِيُّ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الْقَلَانِسِيُّ، ثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثنا شُعْبَةُ، ثنا مُحَمَّدُ
بْنُ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: أَخَذَ
الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رضي الله عنهما تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ
فَجَعَلَهَا فِي فِيهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «كِخٍ كِخٍ» لِيَطْرَحَهَا،
ثُمَّ قَالَ: «أَمَا شَعَرْتَ أَنَّا لَا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ»، رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ آدَمَ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ أَوْجُهٍ،
عَنْ شُعْبَةَ، وَفِي رِوَايَةِ وَكِيعٍ، عَنْ شُعْبَةَ: «إِنَّا لَا تَحِلُّ
لَنَا الصَّدَقَةُ»
١٣٢٣٢ - حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ
اللهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، إِمْلَاءً وَأَبُو مُحَمَّدٍ ⦗٤٧⦘ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ الْمُزَكِّي قِرَاءةً قَالَا: أنبأ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ الْقَطَّانُ، ثنا قَطَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقُشَيْرِيُّ، ثنا حَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: كَانَ
رَسُولُ اللهِ ﷺ يُؤْتَى بِالتَّمْرِ عِنْدَ صِرَامِ النَّاسِ الصَّدَقَةَ،
فَيَجِيءُ هَذَا مِنْ تَمْرِهِ، وَهَذَا مِنْ تَمْرِهِ حَتَّى يَصِيرَ عِنْدَهُ
كَوْمٌ مِنْ تَمْرٍ قَالَ: فَجَعَلَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رضي الله عنهما يَلْعَبُ
بِذَلِكَ التَّمْرِ، فَأَخَذَ تَمْرَةً، فَجَعَلَهَا فِي فِيهِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ
رَسُولُ اللهِ ﷺ، فَأَخْرَجَهَا مِنْ فِيهِ وَقَالَ: «أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ آلَ
مُحَمَّدٍ لَا يَأْكُلُونَ الصَّدَقَةَ» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ،
عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
طَهْمَانَ
١٣٢٣٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، وَأَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَا: أنبأ أَبُو عَبْدِ
اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنِ بْنِ مُهَاجِرٍ، ثنا
هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَيْلِيُّ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ
الْحَارِثِ، أَنَّ أَبَا يُونُسَ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ
رَسُولِ اللهِ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: «إِنِّي لَأَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِي، فَأَجِدُ
التَّمْرَةَ سَاقِطَةً عَلَى فِرَاشِي، ثُمَّ أَرْفَعُهَا لِآكُلَهَا، ثُمَّ
أَخْشَى أَنْ تَكُونَ صَدَقَةً فَأُلْقِيهَا» رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ،
عَنْ هَارُونَ بْنِ سَعِيدٍ الْأَيْلِيِّ
١٣٢٣٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا
يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ،
ثنا مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ، وَأَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
بَشَّارٍ، ح وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أنبأ أَبُو
الْفَضْلِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ
بَشَّارٍ، ثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ
أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ وَجَدَ تَمْرَةً فَقَالَ: «لَوْلَا
أَنِّي أَخَافُ أَنْ تَكُونَ تَمْرَةَ صَدَقَةٍ لَأَكَلْتُهَا» رَوَاهُ مُسْلِمٌ
فِي الصَّحِيحِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ
١٣٢٣٥ - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ
اللهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنبأ أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ، ثنا هَارُونُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ
طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ
ﷺ: «كَانَ يَرَى التَّمْرَةَ، فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ يَرَى أَنْ تَكُونَ مِنَ
الصَّدَقَةِ لَأَكَلَهَا» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ
مِنْ حَدِيثِ الثَّوْرِيِّ
١٣٢٣٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
إِسْحَاقَ، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي
بَكْرٍ، وَيَحْيَى بْنُ ⦗٤٨⦘ حَبِيبِ بْنِ عَرَبِيٍّ قَالَا: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي جَهْضَمٍ مُوسَى بْنِ سَالِمٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْعَبَّاسِ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما فِي فِتْيَةٍ مِنْ بَنِي
هَاشِمٍ، فَقَالَ: وَاللهِ مَا اخْتَصَّنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ بِشَيْءٍ دُونَ
النَّاسِ إِلَّا ثَلَاثًا: «أَمَرَنَا أَنْ نُسْبِغَ الْوُضُوءَ، وَأَمَرَنَا أَنْ
لَا نَأْكُلَ الصَّدَقَةَ، وَلَا نُنْزِيَ الْحُمُرَ عَلَى الْخَيْلِ»
١٣٢٣٧ - وَأَمَّا الْحَدِيثُ الَّذِي
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنبأ أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا
أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمُحَارِبِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ
فُضَيْلٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ كُرَيْبٍ
مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: «بَعَثَنِي
أَبِي إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ فِي إِبِلٍ أَعْطَاهُ إِيَّاهَا مِنَ الصَّدَقَةِ»، ح
قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَا: ثنا هُوَ ابْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما نَحْوَهُ زَادَ: أَيْ بِبَدَلِهَا فَهَذَا لَا
يَحْتَمِلُ إِلَّا مَعْنَيَيْنِ أَحَدُهُمَا أَنْ يَكُونَ قَبْلَ تَحْرِيمِ
الصَّدَقَةِ عَلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثُمَّ صَارَ مَنْسُوخًا بِمَا مَضَى، وَالْآخَرُ
أَنْ يَكُونَ اسْتَسْلَفَ مِنَ الْعَبَّاسِ لِلْمَسَاكِينِ إِبِلًا ثُمَّ رَدَّهَا
عَلَيْهِ مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ، فَقَدْ رَوَيْنَا فِي كِتَابِ الزَّكَاةِ مَا
دَلَّ عَلَى ذَلِكَ وَاللهُ أَعْلَمُ
بَابُ بَيَانِ آلِ مُحَمَّدٍ ﷺ
الَّذِينَ تُحَرَّمُ عَلَيْهِمُ الصَّدَقَةُ الْمَفْرُوضَةُ
١٣٢٣٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا
يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، أنبأ أَبُو عَبْدِ اللهِ
مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، أنبأ جَعْفَرُ
بْنُ عَوْنٍ، أنبأ أَبُو حَيَّانَ وَهُوَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ
حَيَّانَ قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ رضي الله عنه يَقُولُ: قَامَ
فِينَا رَسُولُ اللهِ ﷺ ذَاتَ يَوْمٍ خَطِيبًا فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ،
ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ
أَنْ يَأْتِيَنِي رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَهُ، وَإِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ
الثَّقَلَيْنِ، أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللهِ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ،
فَتَمَسَّكُوا بِكِتَابِ اللهِ وَخُذُوا بِهِ»، فَحَثَّ عَلَيْهِ وَرَغَّبَ فِيهِ،
ثُمَّ قَالَ: «وَأَهْلُ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي» قَالَ
حُصَيْنٌ لِزَيْدٍ: وَمِنْ أَهِلِ بَيْتِهِ نِسَاؤُهُ مِنْ أَهِلِ بَيْتِهِ قَالَ:
بَلَى إِنَّ نِسَاءَهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَلَكِنَّ أَهْلَ بَيْتِهِ مَنْ
حُرِمَ الصَّدَقَةَ بَعْدَهُ قَالَ: وَمَنْ هُمْ قَالَ: آلُ عَلِيٍّ، وَآلُ
عُقَيْلٍ، وَآلُ جَعْفَرٍ، وَآلُ عَبَّاسٍ قَالَ: كُلُّ هَؤُلَاءِ تَحْرُمُ
عَلَيْهِمُ الصَّدَقَةُ قَالَ: نَعَمْ «أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ
حَدِيثِ أَبِي حَيَّانَ، وَهَكَذَا بَنُو أَعَمَامِهِمْ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ،
بِدَلِيلِ مَا نَذْكُرُهُ فِي حَدِيثِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ
الْحَارِثِ عَنْ أَبِيهِ، ⦗٤٩⦘ وَهَكَذَا بَنُو الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، بِدَلِيلِ مَا رَوَيْنَا فِي الْحَدِيثِ الثَّابِتِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ، أَنَّهُ قَالَ:»إِنَّمَا بَنُو الْمُطَّلِبِ، وَبَنُو هَاشِمٍ شَيْءٌ وَاحِدٌ " وَأَعْطَاهُمْ مِنْ سَهْمِ ذِي الْقُرْبَى
بَابٌ لَا يَأْخُذُونَ مِنْ سَهْمِ
الْعَامِلِينَ بِالْعَمَالَةِ شَيْئًا
١٣٢٣٩ - بِمَا أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا
بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا
يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
الْبُوشَنْجِيُّ، ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ
أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنبأ أَبُو الْمُثَنَّى قَالُوا: ثنا عَبْدُ
اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ، ثنا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ، عَنْ
مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ
الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ حَدَّثَهُ، أَنَّ عَبْدَ
الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ حَدَّثَهُ قَالَ: اجْتَمَعَ
رَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ وَالْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَا: لَوْ
بَعَثْنَا بِهَذَيْنِ الْغُلَامَيْنِ، قَالَ لِي وَلِلْفَضْلِ: إِلَى رَسُولِ
اللهِ ﷺ، فَكَلَّمَاهُ فَأَمَرَهُمَا عَلَى هَذِهِ الصَّدَقَاتِ فَأَدَّيَا مَا
يُؤَدِّي النَّاسُ وَأَصَابَا مَا يُصِيبُ النَّاسُ، فَبَيْنَمَا هُمَا فِي ذَلِكَ
إِذْ دَخَلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه فَوَقَفَ عَلَيْهِمَا
فَذَكَرَا لَهُ، فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه:
لَا تَفْعَلَا، فَوَاللهِ مَا هُوَ
بِفَاعِلٍ، فَانْتَحَاهُ رَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ، فَقَالَ: وَاللهِ مَا
تَصْنَعُ هَذَا إِلَّا نَفَاسَةً مِنْكَ عَلَيْنَا، فَوَاللهِ لَقَدْ نِلْتُ
صِهْرَ رَسُولِ اللهِ ﷺ فَمَا نَفِسْنَاهُ، قَالَ: أَنَا أَبُو حَسَنٍ الْقَرْمُ،
أَرْسَلُوهُمَا، فَانْطَلَقَا فَاضْطَجَعَ، فَلَمَّا صَلَّى النَّبِيُّ ﷺ
سَبَقْنَاهُ إِلَى الْحُجْرَةِ، فَقُمْنَا عِنْدَهَا حَتَّى جَاءَ، فَأَخَذَ
بِآذَانِنَا، ثُمَّ قَالَ: أَخْرِجَا مَا تُصَرِّرَانِ، ثُمَّ دَخَلَ، فَدَخَلْنَا
عَلَيْهَا وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عِنْدَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، فَتَوَاكَلْنَا
الْكَلَامَ، ثُمَّ تَكَلَّمَ أَحَدُنَا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَنْتَ آمَنُ
النَّاسِ وَأَوْصَلُ النَّاسِ، وَقَدْ بَلَغْنَا النِّكَاحَ، فَجِئْنَاكَ
لِتُؤَمِّرَنَا عَلَى بَعْضِ هَذِهِ الصَّدَقَاتِ، فَنُؤَدِّيَ إِلَيْكَ مَا
يُؤَدِّي النَّاسُ وَنُصِيبُ كَمَا يُصِيبُ النَّاسُ، فَسَكَتَ طَوِيلًا،
فَأَرَدْنَا أَنْ نُكَلِّمَهُ وَجَعَلَتْ زَيْنَبُ رضي الله عنها تُلْمِعُ
إِلَيْنَا مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ أَنْ لَا تُكَلِّمَاهُ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ
الصَّدَقَةَ لَا تَنْبَغِي لِآلِ مُحَمَّدٍ إِنَّمَا هِيَ أَوْسَاخُ ⦗٥٠⦘ النَّاسِ، ادْعُو لِي مَحْمِيَةَ، وَكَانَ عَلَى الْخُمُسِ، وَنَوْفَلَ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ» فَقَالَ لِمَحْمِيَةَ: «أَنْكِحْ هَذَا الْغُلَامَ ابْنَتَكَ» لِلْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ، فَأَنْكَحَهُ، وَقَالَ لِنَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ: «أَنْكِحْ هَذَا الْغُلَامَ ابْنَتَكَ» لِي، فَأَنْكَحَنِي، وَقَالَ لِمَحْمِيَةَ: «أَصْدِقْ عَنْهُمَا مِنَ الْخُمُسِ كَذَا وَكَذَا» قَالَ الزُّهْرِيُّ:
وَلَمْ يُسَمِّهِ لِي، رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ
١٣٢٤٠ - وَأَخْرَجَهُ مِنْ حَدِيثِ يُونُسَ،
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، فَقَالَ فِي الْحَدِيثِ: فَقَالَ لَنَا: «إِنَّ هَذِهِ
الصَّدَقَةَ إِنَّمَا هِيَ أَوْسَاخُ النَّاسِ وَلَا تَحِلُّ لِمُحَمَّدٍ، وَلَا
لِآلِ مُحَمَّدٍ»
١٣٢٤١
- أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ، أنبأ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ
بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْغَافِقِيُّ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ،
أَخْبَرَنِي يُونُسُ، فَذَكَرَهُ بِمَعْنَاهُ
بَابُ مَوَالِي بَنِي هَاشِمٍ،
وَبَنِي الْمُطَّلِبِ
١٣٢٤٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ
بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكٍ، أنبأ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَصْبَهَانِيُّ،
ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، ثنا شُعْبَةُ، عَنِ
الْحَكَمِ، عَنِ ابْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ
بَعَثَ رَجُلًا مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَقَالَ لِأَبِي رَافِعٍ:
اصْحَبْنِي كَيْمَا تُصِيبُ مِنْهَا قَالَ: لَا حَتَّى آتِيَ رَسُولَ اللهِ ﷺ
فَأَسْأَلَهُ، فَانْطَلَقَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: إِنَّ «الصَّدَقَةَ
لَا تَحِلُّ لَنَا، وَإِنَّ مَوْلَى الْقَوْمِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ»
١٣٢٤٣
- وَأَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ
قَتَادَةَ، أنبأ أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ، أنبأ الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ
الْجُمَحِيُّ، ثنا ابْنُ كَثِيرٍ، وَالْحَوْضِيُّ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَعَمْرُو
بْنُ مَرْزُوقٍ، قَالُوا: أنبأ شُعْبَةُ، فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ
١٣٢٤٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ، ثنا
أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو قِلَابَةَ، ثنا حُسَيْنُ
بْنُ حَفْصٍ، ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، ح وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ عَبْدَانَ، أنبأ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
إِسْحَاقَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أنبأ سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ
أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله
عنهما قَالَ: اسْتُعْمِلَ أَرْقَمُ الزُّهْرِيُّ عَلَى الصَّدَقَاتِ،
فَاسْتَتْبَعَ أَبَا رَافِعٍ، فَأَتَى رَسُولَ اللهِ ﷺ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: «يَا
أَبَا رَافِعٍ، إِنَّ الصَّدَقَةَ حَرَامٌ عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، وَإِنَّ مَوْلَى
الْقَوْمِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ» ⦗٥١⦘ رِوَايَةُ شُعْبَةَ عَنِ الْحَكَمِ أَوْلَى مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، وَابْنُ أَبِي لَيْلَى هَذَا كَانَ سَيِّئَ الْحِفْظِ كَثِيرَ الْوَهْمِ
١٣٢٤٥ - أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ
الظَّفْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِيُّ، أنبأ أَبُو جَعْفَرِ بْنُ دُحَيْمٍ، ثنا
أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ، أنبأ قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ
عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عَلِيٍّ رضي الله عنهما قَالَ:
أَتَيْتُهَا بِشَيْءٍ مِنَ الصَّدَقَةِ، فَقَالَتْ: احْذَرْ شَبَابَنَا
وَمَوَالِيَنَا، فَإِنَّ مَيْمُونًا، أَوْ مِهْرَانَ مَوْلَى النَّبِيِّ ﷺ
أَخْبَرَنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ نُهِينَا عَنِ
الصَّدَقَةِ، وَإِنَّ مَوَالِيَنَا مِنْ أَنْفُسِنَا، فَلَا تَأْكُلُوا
الصَّدَقَةَ»
١٣٢٤٦ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ
بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ
عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: أَوْصَى إِلِيَّ رَجُلٌ بِوَصِيَّةٍ مِنَ
الزَّكَاةِ أَوْ مِنَ الصَّدَقَةِ، فَأَتَيْتُ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ عَلِيٍّ رضي
الله عنهما، فَقَالَتْ: «احْذَرْ عَلَى شَبَابِنَا أَنْ يَأْخُذُوا مِنْهَا» ثُمَّ
ذَكَرَ الْحَدِيثَ بِمَعْنَاهُ
بَابٌ لَا تَحْرُمُ عَلَى آلِ
مُحَمَّدٍ ﷺ صَدَقَةُ التَّطَوُّعِ
رُوِيَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ
مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّمَا حُرِّمَتْ عَلَيْنَا الصَّدَقَةُ
الْمَفْرُوضَةُ قَالَ الشَّافِعِي رضي الله عنه: وَتَصَدَّقَ عَلِيٌّ وَفَاطِمَةُ رضي
الله عنهما عَلَى بَنِي هَاشِمٍ، وَبَنِي الْمُطَّلِبِ بِأَمْوَالِهِمَا وَذَلِكَ
أَنَّ هَذَا تَطَوُّعٌ قَالَ الشَّيْخُ: وَقَدْ مَضَى هَذَا قَالَ الشَّافِعِيُّ رضي
الله عنه: وَقَبِلَ
النَّبِيُّ ﷺ الْهَدِيَّةَ مِنْ صَدَقَةٍ تُصُدِّقَ بِهَا عَلَى بَرِيرَةَ،
وَذَلِكَ أَنَّهَا مِنْ بَرِيرَةَ تَطَوُّعٌ لَا صَدَقَةٌ
١٣٢٤٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ
الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ، أنبأ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ مَحْمَوَيْهِ الْعَسْكَرِيُّ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الْقَلَانِسِيُّ، ثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثنا شُعْبَةُ، ثنا الْحَكَمُ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: أُتِيَ ⦗٥٢⦘ رَسُولُ اللهِ ﷺ بِلَحْمٍ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ هَذَا مِمَّا تُصُدِّقَ بِهِ عَلَى بَرِيرَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «هُوَ لَهَا صَدَقَةٌ وَلَنَا هَدِيَّةٌ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ آدَمَ بْنِ أَبِي إِيَاسٍ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، عَنْ شُعْبَةَ
١٣٢٤٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ
بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكٍ، أنبأ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ
حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، أَنْبَأَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ رضي
الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أُتِيَ بِلَحْمٍ، فَقَالَ: «مَا هَذَا؟» قَالَ: هَذَا
تُصُدِّقَ بِهِ عَلَى بَرِيرَةَ، فَقَالَ: «هُوَ لَنَا هَدِيَّةٌ وَعَلَيْهَا
صَدَقَةٌ» قَالَ الْبُخَارِيُّ، وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ فَذَكَرَهُ وَأَخْرَجَاهُ
مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، عَنْ شُعْبَةَ
١٣٢٤٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو حَازِمٍ
الْعَبْدَوِيُّ الْحَافِظُ، أنبأ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
الْإِسْمَاعِيلِيُّ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ شَرِيكٍ الْأَسَدِي،
ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ الْيَرْبُوعِيُّ، ثنا أَبُو شِهَابٍ،
عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ الْأَنْصَارِيَّةِ
قَالَتْ: بَعَثَتْ إِلِيَّ نُسَيْبَةُ الْأَنْصَارِيَّةُ بِشَاةٍ، فَأَرْسَلْتُ
إِلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها مِنْهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «أَعِنْدَكُمْ
شَيْءٌ؟» قَالَتْ: لَا إِلَّا مَا أَرْسَلَتْ بِهِ نُسَيْبَةُ مِنْ تِلْكَ
الشَّاةِ قَالَ: «قَرِّبِيهِ فَقَدْ بَلَغَتْ مَحِلَّهَا» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ
فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهٍ
آخَرَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ
بَابُ مَا كَانَ النَّبِيُّ ﷺ
يَقْبَلُ بِاسْمِ الْهَدِيَّةِ وَلَا يَقْبَلُ مَا كَانَ بِاسْمِ الصَّدَقَاتِ
إِمَّا تَحْرِيمًا وَإِمَّا تَوَرُّعًا
١٣٢٥٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ
بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثنا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا بَهْزُ بْنُ
حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، رضي الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ
إِذَا أُتِيَ بِالشَّيْءِ سَأَلَ عَنْهُ أَهَدِيَّةٌ أَمْ صَدَقَةٌ، فَإِنْ
قَالُوا: هَدِيَّةٌ مَدَّ يَدَهُ، وَإِنْ قَالُوا: صَدَقَةٌ قَالَ لِأَصْحَابِهِ:
«خُذُوا»، ⦗٥٣⦘ وَرُوِّينَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه بِمَعْنَاهُ
١٣٢٥١ - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ الْمُزَكِّي، أنبأ
أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، ثنا قَطَنُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ، ثنا حَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِذَا أُتِيَ بِطَعَامٍ سَأَلَ عَنْهُ أَهُوَ هَدِيَّةٌ
أَمْ صَدَقَةٌ، فَإِنْ قِيلَ: صَدَقَةٌ، قَالَ لِأَصْحَابِهِ: «كُلُوا» وَلَمْ
يَأْكُلْ، وَإِنْ قِيلَ: هَدِيَّةٌ، ضَرَبَ بِيَدِهِ وَأَكَلَ مَعَهُمْ
"
بَابُ الرَّجُلِ يُخْرِجُ صَدَقَتَهُ
إِلَى مَنْ ظَنَّهُ مِنْ أَهْلِ السُّهْمَانِ فَبَانَ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ
السُّهْمَانِ
١٣٢٥٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ
بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنبأ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا
يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمُؤَدِّبُ، ثنا سُوَيْدٌ، ح
وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أنبأ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ
بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ الْقُشَيْرِيُّ، وَعِمْرَانُ بْنُ
مُوسَى، ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أنبأ عَبْدُ اللهِ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، قَالُوا:
أنبأ سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ
عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي
الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «قَالَ رَجُلٌ لَأَتَصَدَّقَنَّ
اللَّيْلَةَ بِصَدَقَةٍ، فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِي يَدِ زَانِيَةٍ،
فَأَصْبَحَ النَّاسُ يَتَحَدَّثُونَ تَصَدَّقَ عَلَى زَانِيَةٍ، فَقَالَ اللهُمَّ
لَكَ الْحَمْدُ عَلَى زَانِيَةٍ، لَأَتَصَدَّقَنَّ اللَّيْلَةَ بِصَدَقَةٍ،
فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ، فَوَضَعَهَا فِي يَدِ غَنِيٍّ، فَأَصْبَحُوا
يَتَحَدَّثُونَ تَصَدَّقَ اللَّيْلَةَ عَلَى غَنِيٍّ، فَقَالَ اللهُمَّ لَكَ
الْحَمْدُ عَلَى غَنِيٍّ، لَأَتَصَدَّقَنَّ اللَّيْلَةَ بِصَدَقَةٍ، فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ،
فَوَضَعَهَا فِي يَدِ سَارِقٍ، فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ تَصَدَّقَ اللَّيْلَةَ
عَلَى سَارِقٍ، فَقَالَ اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى زَانِيَةٍ وَعَلَى غَنِيٍّ
وَعَلَى سَارِقٍ، فَأُتِيَ فَقِيلَ لَهُ: أَمَّا صَدَقَتُكَ فَقَدْ قُبِلَتْ
أَمَّا الزَّانِيَةُ، فَلَعَلَّهَا تَسْتَعِفُّ بِهَا عَنْ زِنَاهَا، وَلَعَلَّ
الْغَنِيَّ يَعْتَبِرُ، فَيُنْفِقُ مِمَّا أَعْطَاهُ اللهُ تَعَالَى، وَلَعَلَّ
السَّارِقَ يَسْتَعِفُّ بِهَا عَنْ سَرِقَتِهِ»، لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي عَبْدِ
اللهِ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ سَعِيدٍ،
وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، مِنْ حَدِيثِ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ
أَبِي الزِّنَادِ، وَفِي هَذَا كَالدَّلَالَةِ عَلَى أَنَّهُ وَرَدَ فِي صَدَقَةِ
التَّطَوُّعِ
١٣٢٥٣ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ الْحَافِظُ، أنبأ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَلِيمٍ
الْمَرْوَزِيُّ، أنبأ أَبُو الْمُوَجِّهِ، أنبأ عَبْدَانُ، أنبأ عَبْدُ اللهِ،
أنبأ إِسْرَائِيلُ، ثنا أَبُو الْجُوَيْرِيَةِ ⦗٥٤⦘ الْجَرْمِيُّ، أَنَّ مَعْنَ بْنَ يَزِيدَ السُّلَمِيَّ، حَدَّثَهُ قَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ أَنَا وَأَبِي وَجَدِّي، وَخَطَبَ عَلَيَّ فَأَنْكَحَنِي، وَخَاصَمْتُ إِلَيْهِ كَانَ أَبِي يَزِيدُ خَرَجَ بِدَنَانِيرَ يَتَصَدَّقُ بِهَا، فَوَضَعَهَا عِنْدَ رَجُلٍ فِي الْمَسْجِدِ، فَجِئْتُ فَأَخَذْتُهَا
فَأَتَيْتُهُ بِهَا، فَقَالَ: وَاللهِ مَا إِيَّاكَ أَرَدْتُ بِهَا، فَخَاصَمْتُهُ
إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَقَالَ: «لَكَ مَا نَوَيْتَ يَا يَزِيدُ وَلَكَ يَا
مَعْنُ مَا أَخَذْتَ»، رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
يُوسُفَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، وَهَذَا يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ وَرَدَ فِي صَدَقَةِ
التَّطَوُّعِ، فَأَمَّا الْفَرْضُ فَقَدْ رُوِّينَا عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ
قَالَ: «لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ وَلَا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ»،
وَرُوِّينَا عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: «لَيْسَ لِوَلَدٍ وَلَا
لِوَالِدٍ حَقٌّ فِي صَدَقَةٍ مَفْرُوضَةٍ» وَرُوِّينَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي
الله عنهما مَا دَلَّ عَلَى ذَلِكَ
١٣٢٥٤ - وَقَدْ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ
اللهِ الْحَافِظُ، أنبأ أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ تَمِيمٍ
بِبَغْدَادَ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ عَلْقَمَةَ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا أَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ، عَنْ أَبِي
الْجُوَيْرِيَةِ الْجَرْمِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ مَعْنَ بْنَ يَزِيدَ، يَقُولُ:
خَاصَمْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ فَأَفْلَجَنِي، وَخَطَبَ عَلَيَّ فَأَنْكَحَنِي،
وَبَايَعْتُهُ أَنَا وَجَدِّي قَالَ: قُلْتُ لَهُ: وَمَا كَانَتْ خُصُومَتُكَ؟
قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يَغْشَى الْمَسْجِدَ، فَيَتَصَدَّقُ عَلَى رِجَالٍ
يَعْرِفُهُمْ، فَجَاءَ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَمَعَهُ صُرَّةٌ فَظَنَّ أَنِّي بَعْضُ
مَنْ يَعْرِفُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ تَبَيَّنَ لَهُ فَأَتَانِي فَقَالَ: رُدَّهَا،
فَأَبَيْتُ فَاخْتَصَمْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَأَجَازَ لِيَ الصَّدَقَةَ
وَقَالَ: «لَكَ أَجْرُ مَا نَوَيْتَ» قَالَ الشَّيْخُ: وَظَاهِرُ هَذَا أَنَّ
الْمُتَصَدِّقَ كَانَ رَجُلًا أَجْنَبِيًّا، وَاللهُ أَعْلَمُ
بَابُ مِيسَمِ الصَّدَقَةِ
١٣٢٥٥ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذٍ الْعَدْلُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ، ثنا دُحَيْمٌ، ثنا الْوَلِيدُ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ
إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ:
غَدَوْتُ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ بِعَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ لِيُحَنِّكَهُ،
فَوَافَيْتُهُ وَفِي يَدِهِ مِيسَمٌ يَسِمُ إِبِلَ الصَّدَقَةِ " رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُنْذِرِ، وَرَوَاهُ
مُسْلِمٌ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مَعْرُوفٍ، كِلَاهُمَا عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ
مُسْلِمٍ
١٣٢٥٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ
بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَدِيبُ، أنبأ أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، أَخْبَرَنِي
الْهَيْثَمُ بْنُ خَلَفٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، وَابْنُ يَاسِينَ، قَالُوا:
ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ،
عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: وَلَدَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ
فَقَالَتْ لِي: يَا أَنَسُ انْظُرْ هَذَا الْغُلَامَ، فَلَا يُصِيبَنَّ شَيْئًا
حَتَّى تَغْدُوَ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ قَالَ: فَغَدَوْتُ بِهِ، فَإِذَا هُوَ
فِي حَائِطٍ وَعَلَيْهِ خَمِيصَةٌ حَوْتَكِيَّةٌ، وَهُوَ يَسِمُ الظَّهْرَ الَّذِي
قَدِمَ عَلَيْهِ فِي الْفَتْحِ "، رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ
جَمِيعًا فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي مُوسَى مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى
١٣٢٥٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ
اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَدْلُ، أنبأ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ
جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ، ثنا ابْنُ
بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عُمَرَ
بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه كَانَ يُؤْتَى بِنَعَمٍ كَثِيرَةٍ مِنْ نَعَمِ
الْجِزْيَةِ، وَأَنَّهُ قَالَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: إِنَّ فِي الظَّهْرِ
لَنَاقَةً عَمْيَاءَ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه:
نَدْفَعُهَا إِلَى أَهْلِ الْبَيْتِ
يَنْتَفِعُونَ بِهَا قَالَ: فَقُلْتُ: وَهِيَ عَمْيَاءُ؟ قَالَ: يَقْطُرُونَهَا
بِالْإِبِلِ قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ تَأْكُلُ مِنَ الْأَرْضِ؟ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ
الْخَطَّابِ رضي الله عنه: «أَمِنْ نَعَمِ الْجِزْيَةِ، هِيَ أَمْ مِنْ
نَعَمِ الصَّدَقَةِ؟» قَالَ: فَقُلْتُ: مِنْ نَعَمِ الْجِزْيَةِ قَالَ: فَقَالَ
عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: أَرَدْتُمْ وَاللهِ أَكْلَهَا، فَقُلْتُ: إِنَّ
عَلَيْهَا وَسْمَ الْجِزْيَةِ، فَأَمَرَ بِهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله
عنه فَنُحِرَتْ «قَالَ: وَكَانَ عِنْدَهُ صِحَافٌ تِسْعٌ، فَلَا تَكُونُ
فَاكِهَةٌ، وَلَا طُرَيْفَةٌ إِلَّا جَعَلَ فِي تِلْكَ الصِّحَافِ مِنْهَا،
فَبَعَثَ بِهَا إِلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ ﷺ، وَيَكُونُ الَّذِي يَبْعَثُ بِهِ
إِلَى حَفْصَةَ رضي الله عنهن مِنْ آخِرِ ذَلِكَ، فَإِنْ كَانَ فِيهِ نُقْصَانٌ
كَانَ فِي حَظِّ حَفْصَةَ قَالَ: فَجَعَلَ فِي تِلْكَ الصِّحَافِ مِنْ لَحْمِ
تِلْكَ الْجَزُورِ، فَبَعَثَ بِهِ إِلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ ﷺ، وَأَمَرَ بِمَا
بَقِيَ مِنَ اللَّحْمِ فَصُنِعَ، فَدَعَا عَلَيْهِ الْمُهَاجِرِينَ
وَالْأَنْصَارَ» قَالَ الشَّافِعِيُّ رحمه الله: هَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ عُمَرَ رضي
الله عنه كَانَ يَسِمُ وَسْمَيْنِ وَسْمَ جِزْيَةٍ وَوَسْمَ صَدَقَةٍ، وَبِهَذَا
نَقُولُ
بَابُ مَا جَاءَ فِي مَوْضِعِ
الْوَسْمِ وَفِي صِفَةِ الْوَسْمِ
١٣٢٥٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثنا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْدَلَانِيُّ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، ثنا
الْحَسَنُ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَعْيَنَ، ثنا مَعْقِلٌ، عَنْ أَبِي
الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ مَرَّ عَلَيْهِ
حِمَارٌ قَدْ وُسِمَ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ: «لَعَنَ اللهُ الَّذِي وَسَمَهُ»، ⦗٥٦⦘ رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ شَبِيبٍ
١٣٢٥٩ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ
الْفَقِيهُ، أنبأ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، ثنا
أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: ذَكَرَ
سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: رَأَى
رَسُولُ اللهِ ﷺ حِمَارًا قَدْ وُسِمَ فِي وَجْهِهِ يُدَخِّنُ مَنْخِرَاهُ
فَقَالَ: «لَعَنَ اللهُ مَنْ فَعَلَ هَذَا أَلَمْ أَنْهَ أَنَّهُ لَا يَسِمُ
أَحَدٌ الْوَجْهَ وَلَا يَضْرِبُ أَحَدٌ الْوَجْهَ؟»
١٣٢٦٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ
بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنبأ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، ثنا ابْنُ
وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ
أَنَّ نَاعِمًا أَبَا عَبْدِ اللهِ، مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ
حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنه يَقُولُ: رَأَى رَسُولُ
اللهِ ﷺ حِمَارًا مُوسَمَ الْوَجْهِ فَأَنْكَرَ ذَلِكَ، قَالَ: «فَوَاللهِ لَا
أَسِمُهَا إِلَى أَقْصَى شَيْءٍ مِنَ الْوَجْهِ» فَأَمَرَ بِحِمَارِهِ، فَكُوِيَ
فِي جَاعِرَتَيْهِ، فَهُوَ أَوَّلُ مَنْ كَوَى فِي الْجَاعِرَتَيْنِ " رَوَاهُ
مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِيسَى وَلَيْسَ فِيهِ مَنِ
الْقَائِلُ
١٣٢٦١ - وَقَدْ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ
عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنبأ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَلَّافُ، صَاحِبُ ابْنِ سَوَاءٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ
سَوَاءٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ
بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ رَأَى
حِمَارًا قَدْ وُسِمَ فِي وَجْهِهِ فَقَالَ: «أَلَمْ أَنْهَ عَنْ هَذَا؟»، فَقَالَ
الْعَبَّاسُ: لَا جَرَمَ لَا أَسِمُ، إِلَّا فِي أَبْعَدِ مَكَانٍ مِنَ الْوَجْهِ،
فَوَسَمَ فِي الْجَاعِرَتَيْنِ "
١٣٢٦٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ
أَبِي إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي، أنبأ عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ، بِبَغْدَادَ
ثنا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثنا عَارِمٌ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ
أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ الْعَبَّاسَ رضي الله عنه كَانَ
يَسِمُ فِي الْوَجْهِ، فَلَمَّا «نَهَى رَسُولُ اللهِ ﷺ عَنِ الْوَسْمِ فِي
الْوَجْهِ قَالَ: لَا أَسِمُ، إِلَّا فِي أَسْفَلِ مَكَانٍ مِنَ الْوَجْهِ،
فَوَسَمَ فِي الْجَاعِرَتَيْنِ»
١٣٢٦٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ
الْفَقِيهُ، أنبأ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، ثنا أَبُو
زُرْعَةَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الرَّازِيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ
عَاصِمٍ، ثنا عَوْنُ بْنُ الْحَكَمِ، حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ قُرَيْعٍ، أَخْبَرَنِي
غَيْلَانُ بْنُ جُنَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ جُنَادَةَ بْنِ جَرَادٍ، أَحَدِ بَنِي
غَيْلَانَ بْنِ جَاوَةَ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ بِإِبِلٍ قَدْ وَسَمْتُهَا
فِي أَنْفِهَا، فَقَالَ: «يَا جُنَادَةُ أَمَا وَجَدْتَ عَظْمًا تَسِمُهَا فِيهِ،
إِلَّا الْوَجْهَ أَمَا إِنَّ أَمَامَكَ الْقِصَاصَ» قَالَ: أَمْرُهَا إِلَيْكَ
قَالَ: «ائْتِنِي بِشَيْءٍ لَيْسَ عَلَيْهِ ⦗٥٧⦘ وَسْمٌ»، فَأَتَيْتُهُ بِابْنِ لَبُونٍ، وَابْنَةِ لَبُونٍ وَحِقَّةٍ، فَقَالَ: «أَتَبِيعُنِي نَارَهَا أَشْتَرِي نَارَهَا بِصَدَقَتِهَا؟» قَالَ: أَمْرُهَا إِلَيْكَ، فَوَضَعْتُ الْمِيسَمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «أَخِّرْ»، فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ: «أَخِّرْ أَخِّرْ» حَتَّى بَلَغْتُ الْفَخِذَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «سِمْ عَلَى بَرَكَةٍ» قَالَ: فَوَسَمْتُهَا فِي أَفْخَاذِهَا وَكَانَتْ صَدَقَتُهَا حِقَّتَانِ فَكَانَتْ تِسْعِينَ
"
١٣٢٦٤ - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ عَبْدَانَ، أنبأ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا الْبَاغَنْدِيُّ،
ثنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: «دَخَلْتُ بِأَخٍ لِي عَلَى النَّبِيِّ ﷺ
لِيُحَنِّكَهُ، فَرَأَيْتُهُ فِي مِرْبَدٍ يَسِمُ شَاءً أَحْسَبُهُ قَالَ: فِي
آذَانِهَا» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ،
وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ أَوْجُهٍ، عَنْ شُعْبَةَ
١٣٢٦٥ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ
بِشْرَانَ، بِبَغْدَادَ، أنبأ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا
سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا مِسْكِينُ بْنُ بُكَيْرٍ الْحَرَّانِيُّ، عَنْ
صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: «كُنْتُ بِبَابِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ
رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى، فَخَرَجَتْ عَلَيْنَا خَيْلٌ مَكْتُوبٌ عَلَى
أَفْخَاذِهَا عِدَّةٌ لِلَّهِ» قَالَ الشَّيْخُ: قَدْ مَضَى فِي كِتَابِ
الزَّكَاةِ الْكَلَامُ عَلَى مَا رُوِيَ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه فِي
الرِّكَازِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يَتَعَلَّقُ بِهَذَا الْكِتَابِ وَبِاللهِ
التَّوْفِيقُ