recent
آخر المقالات

أَبْوَابُ الدُّعَاءِ

 

١ - باب فضل الدعاء
٣٨٢٧ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ الْمَدَنِيُّ، سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ لَمْ يَدْعُ اللَّهَ سُبْحَانَهُ غَضِبَ عَلَيْهِ» (١).
٣٨٢٨ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ ذَرِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ يُسَيْعٍ الْكِنْدِيِّ
عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ، ثُمَّ قَرَأَ: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: ٦٠] (٢).



(١) إسناده ضعيف. أبو صالح -وهو الخُوزي- لم يرو عنه غير أبي المَليح المدني -واسمه صبيح، وقيل: حميد- وليس له غير هذا الحديث، وقد تفرّد به، وهو مختلَف فيه، فقد ضعفه ابن مَعين، وقواه أبو زرعة فقال: لا بأس به!، ولهذا قال الحافظ في»التقريب«: لين الحديث، أي تُقبل روايته حيث يُتابع، ولم يتابع، ومع ذلك قال ابن كثير في»تفسيره«٧/ ١٤٣: إسناده لا بأس به.
وأخرجه الترمذي (٣٦٦٩) و(٣٦٧٠) من طريق أبي المليح، به.
وهو في»مسند أحمد" (٩٧٠١).
تنبيه: في المطبوع بعد هذا الحديث زيادة: قال ابن ماجه: سألت أبا زرعة عن أبي صالح هذا، قال: هو الذي يقال له: الفارسي، وهو خُوزيٌّ، ولا أعرف اسمه.
(٢) إسناده صحيح. يُسَيع الكندي -ويقال: أُسَيع-: هو ابن معدان الحضرمي، =

٣٨٢٩ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ مِنْ الدُّعَاءِ» (١).

٢ - بَابُ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ -
٣٨٣٠ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ [سَنَةَ إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ] (٢) حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَمِئَةٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ فِي مَجْلِسِ الْأَعْمَشِ مُنْذُ خَمْسِينَ سَنَةً، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ الْجَمَلِيُّ فِي زَمَنِ خَالِدٍ (٣)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ الْمُكَتِّبِ، عَنْ طَليْقٍ بْنِ قَيْسِ (٤) الْحَنَفِيِّ


= والأعمش: هو سليمان بن مهران الكاهلي، ووكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وعلي بن محمَّد: هو الطَّنافسي.
وأخرجه أبو داود (١٤٧٩)، والترمذي (٣٢٠٧) و(٣٥٢٨) و(٣٦٦٨)، والنسائي في «الكبرى» (١١٤٠٠) من طريق ذر بن عبد الله، به.
وهو في «مسند أحمد» (١٨٣٥٢)، و«صحيح ابن حبان» (٨٩٠).
قال السندي في «حاشية المسند»: معنى القصر أنه ليس شيئًا وراء العبادة، لا أنه لا عبادة غيره، ثم قرأ استشهادًا به على ما قال، حيث وضع فيه: ﴿عَنْ عِبَادَتِي﴾ [غافر: ٦٠] موضع: عن دعائي، فإن الموضع موضع ذكر الدعاء بقرينة السياق. قلنا: عني تتمة الآية، وهي: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: ٦٠].
(١) إسناده حسن من أجل عمران القطان -وهو ابن داوَر-.
وأخرجه الترمذي (٣٦٦٥) و(٣٦٦٦) من طريق عمران القطان، به.
وهو في «مسند أحمد» (٨٧٤٨)، و«صحيح ابن حبان» (٨٧٠).
(٢) زيادة من المطبوع.
(٣) هو خالد بن عبد الله القسري، وكان أميرًا على العراق.
(٤) في الأصول الخطية: قيس بن طلق، وهو خطأ والتصويب من «التحفة» (٥٧٦٥) ومصادر التخريج.

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: «رَبِّ أَعِنِّي وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ، وَانْصُرْنِي وَلَا تَنْصُرْ عَلَيَّ، وَامْكُرْ لِي وَلَا تَمْكُرْ عَلَيَّ، وَاهْدِنِي وَيَسِّرْ الْهُدَى لِي، وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ، رَبِّ اجْعَلْنِي لَكَ شَكَّارًا، لَكَ ذَكَّارًا، لَكَ رَهَّابًا، لَكَ مُطِيعًا، إِلَيْكَ مُخْبِتًا، إِلَيْكَ أَوَّاهًا مُنِيبًا، رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتِي، وَأَجِبْ دَعْوَتِي، وَاهْدِ قَلْبِي، وَسَدِّدْ لِسَانِي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي، وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ قَلْبِي» (١).
قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الطَّنَافِسِيُّ: قُلْتُ لِوَكِيعٍ: أَقُولُهُ فِي قُنُوتِ الْوِتْرِ؟ قَالَ: نَعَمْ.
٣٨٣١ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ


(١) إسناده صحيح.
وأخرجه أبو داود (١٥٠١) و(١٥١١)، والترمذي (٣٨٦٥) و(٣٨٦٦)، والنسائي في «الكبرى» (١٠٣٦٨) من طريق عمرو بن مرة، بهذا الإسناد.
وهو في «مسند أحمد» (١٩٩٧)، و«صحيح ابن حبان» (٩٤٧).
قوله: «امكر لي ولا تمكر علي» قال ابن الأثير: مكر الله، إيقاعُ بلائه بأعدائه دون أوليائه، وقيل: هو استدراج العبد بالطاعات، فيتوهم أنها مقبولة، وهي مردودة، والمعنى: أَلحِقْ مكركَ بأعدائي لا بي.
وقوله: «مخبِتًا» قال ابن الأثير: أي: خاشعًا.
وقوله: «مُنيبًا» أي: راجعًا بالتوبة.
وقوله: «أوّاهًا» أي: متضرعًا، وقيل: هو الكثير البكاء.
وقوله: «حوبتي» بفتح الحاء وضمها، أي: إثمي.
والسخيمة: هي الحقد في النفس.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَتَتْ فَاطِمَةُ النَّبِيَّ ﷺ تَسْأَلُهُ خَادِمًا، فَقَالَ لَهَا: «مَا عِنْدِي مَا أُعْطِيكِ» فَرَجَعَتْ، فَأَتَاهَا بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ: «الَّذِي سَأَلْتِ أَحَبُّ إِلَيْكِ، أَوْ مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ؟» فَقَالَ لَهَا عَلِيٌّ: قُولِي: لَا، بَلْ مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ، فَقَالَتْ: فَقَالَ: «قُولِي: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، مُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ وَأَغْنِنَا مِنْ الْفَقْرِ» (١).
٣٨٣٢ - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى» (٢).


(١) إسناده صحيح. أبو عُبيدة: هو عبد الملك بن معن بن عبد الرحمن المسعودي.
وأخرجه مسلم (٢٧١٣) (٦٣)، والترمذي (٣٧٨٧)، والنسائي في «الكبرى» (٧٦٢٢) من طريق الأعمش، به.
وسيأتي برقم (٣٨٧٣) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة أن النبي ﷺ كان يدعو به إذا أوى إلى فراشه، وذكره.
(٢) إسناده صحيح. عبد الله: هو ابن مسعود الهُذلي، وأبو الأحوص: هو عوف ابن مالك، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه مسلم (٢٧٢١)، والترمذي (٣٧٩٥) من طريق أبي إسحاق السبيعي، به.
وهو في «مسند أحمد» (٣٦٩٢)، و«صحيح ابن حبان» (٩٠٠).
والمراد بالغنى هنا- كما قال الطحاوي في «شرح مشكل الآثار» ١٥/ ٣٢٣ - ٣٢٤ - غنى النفس القاطع عن المال الذي يقطعُ عن طاعاتِ الله عز وجل، ويشغل القلوب =

٣٨٣٣ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مُوسَى ابْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ انْفَعْنِي بِمَا عَلَّمْتَنِي، وَعَلِّمْنِي مَا يَنْفَعُنِي، وَزِدْنِي عِلْمًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ» (١).
٣٨٣٤ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ
عَنْ أَنَسِ بن مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: «اللَّهُمَّ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ» فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَخَافُ عَلَيْنَا؟ وَقَدْ آمَنَّا بِكَ وَصَدَّقْنَاكَ بِمَا جِئتَ بِهِ. فَقَالَ: «إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِن أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ عز وجل يُقَلِّبُهَا» (٢).


= عما سواه، ويقطعُه عنه، كما في حديث أبي هريرة رفعه: «ليس الغنى عن كثرة العَرَضِ إنما الغنى غنَى النفس» وهو حديث صحيح أخرجه أحمد (٧٣١٦)، والبخاري (٦٤٤٦)، ومسلم (١٠٥١)، وصححه ابن حبان (٦٧٩).
(١) إسناده ضعيف لضعف موسى بن عُبيدة -وهو الرَّبَذي- وجهالة شيخه محمَّد بن ثابت، وقد سلف برقم (٢٥١) و(٣٨٠٤).
ولقوله: «اللهم انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني» شاهد من حديث أنس سلف ذكره هناك، وإسناده حسن.
(٢) حديث صحيح. يزيد الرقاشي -وهو ابن عبد الله، وإن كان ضعيفًا- تابعه أبو سفيان طلحة بن نافع، وهو قوي الحديث.
وأخرجه الترمذي (٢٢٧٧) من طريق أبي سفيان طلحة بن نافع، عن أنس، وقال: هذا حديث حسن.
وهو في «مسند أحمد» (١٢١٠٧) من طريق أبي سفيان.

وَأَشَارَ الْأَعْمَشُ بِإِصْبَعَيْهِ.
٣٨٣٥ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ
عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ: عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلَاتِي، قَالَ: «قُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ وَارْحَمْنِي، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ» (١).
٣٨٣٦ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ أَبِي مَرْزُوقٍ، عَنْ أَبِي العدبس (٢)
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى عَصًا، فَلَمَّا رَأَيْنَاهُ قُمْنَا، فَقَالَ: «لَا تَفْعَلُوا كَمَا يَفْعَلُ أَهْلُ فَارِسَ بِعُظَمَائِهَا» قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ دَعَوْتَ اللَّهَ لَنَا! قَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا، وَارْضَ عَنَّا وَتَقَبَّلْ مِنَّا، وَأَدْخِلْنَا الْجَنَّةَ،


(١) إسناده صحيح. أبو الخير: هو مَرْثَد بن عبد الله اليَزَني.
وأخرجه البخاري (٨٣٤)، ومسلم (٢٧٠٥)، والترمذي (٣٨٤٢)، والنسائي ٣/ ٥٣ من طريق يزيد بن أبي حبيب، به.
وهو في»مسند أحمد«(٨)، و»صحيح ابن حبان«(١٩٧٦).
(٢) في أصولنا الخطية:»عن أبي مرزوق عن أبي وائل عن أبي أمامة«، وأُشير في (ذ) و(م) على أبي وائل إلى نسخة أخرى فيها:»عن أبي العدبس«، وهي كذلك في نسخ المزي العتيقة، قال في»التحفة«(٤٩٣٤): ووقع في بعض النسخ المتأخرة (أي: من ابن ماجه)»عن أبي مرزوق عن أبي وائل عن أبي أمامة" وهو وهمٌ ممن دون المصنف.

وَنَجِّنَا مِنْ النَّارِ، وَأَصْلِحْ لَنَا شَأْنَنَا كُلَّهُ». قَالَ: فَكَأَنَّمَا أَحْبَبْنَا أَنْ يَزِيدَنَا، فَقَالَ: «أَوَلَيْسَ قَدْ جَمَعْتُ لَكُمْ الْأَمْرَ؟» (١).
٣٨٣٧ - حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ الْمِصْرِيُّ، أَخبرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَخِيهِ عَبَّادِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ
أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْأَرْبَعِ: مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَمِنْ دُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ» (٢).


(١) إسناده ضعيف لاضطرابه لضعف أبي مرزوق، فقد ضعفه ابن حبان في «المجروحين» ٣/ ١٥٩، وجهَّله الطبري في «تهذيب الآثار» -قسم مسند عمر- ٢/ ٥٦٥، وقد اختُلف في إسناده عن مِسعَر -وهو ابن كِدام- فتارة رُوي عنه عن أبي مرزوق، عن أبي العدبّس -واسمه تُبغ بن سليمان الكوفي- عن أبي أمامة، كما في هذه الرواية، وتارة روي عنه عن أبي العدبس -واسمه الحارث بن عُبيد الكوفي عن أبي العدبس، عن أبي مرزوق، عن أبي غالب - وهو أصبهاني ضعيف الحديث- عن أبي أمامة، وتارة روي عنه عن أبي العدبس، عن رجل يظنه أبا خلف، عن أبي مرزوق، عن أبي أمامة، وتارة عنه عن أبي العدبس، عن أبي مرزوق، عن رجل، عن أبي أمامة.
وانظر تفصيل الكلام عليه في «تهذيب الآثار» للطبري -قسم مسند عمر- ٢/ ٥٦٣ و٥٦٥ - ٥٦٦، و«مسند أحمد» (٢٢١٨١).
وأخرجه أبو داود (٥٢٣٠) من طريق عبد الله بن نُمير، عن مِسْعَر، عن أبي العنبس، عن أبي العدبّس، عن أبي مرزوق، عن أبي غالب، عن أبي أمامة.
وهو في «مسند أحمد» (٢٢١٨١) عن ابن نُمَير، و(٢٢٢٠١) عن يحيى القطان، عن مسعر، عن أبي العدبس، عن رجل يظنه أبا خلف، عن أبي مرزوق، عن أبي أمامة.
وانظر تمام تخريجه وتفصيل الاخئلاف في طرقه في «المسند» (٢٢١٨١).
(٢) صحيح لغيره. وهذا إسناد ضعيف لجهالة عباد بن أبي سعيد وقد سلف عند المصنف برقم (٢٥٠)، بإسقاط عباد بن أبي سعيد وانظر تمام الكلام عليه هناك. =

٣ - بَابُ مَا تَعَوَّذَ مِنْهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ -
٣٨٣٨ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ (ح)
وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، جَمِيعًا عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يَدْعُو بِهَؤُلَاءِ الْدعوَاتِ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ النَّارِ وَعَذَابِ النَّارِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْغِنَى وَشَرِّ فِتْنَةِ الْفَقْرِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِمَاءِ الثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّ قَلْبِي مِنْ الْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الْأَبْيَضَ مِنْ الدَّنَسِ، وَبَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْكَسَلِ وَالْهَرَمِ وَالْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ» (١).


= وقد صح الحديث عن غير واحد من الصحابة، انظرها عند حديث عبد الله بن عمرو في «المسند» (٦٥٥٧).
(١) إسناده صحيح.
وأخرجه بتمامه ومختصرًا البخاري (٦٣٦٨) و(٦٣٧٥ - ٦٣٧٧)، ومسلم بإثر (٢٧٠٥)، وأبو داود (١٥٤٣)، والترمذي (٣٨٠٢)، والنسائي ١/ ٥١ و١٧٦ و٨/ ٢٦٢ و٢٦٦ من طريق هشام بن عروة، به.
وأخرجه البخاري (٨٣٢)، ومسلم (٥٨٧) و(٥٨٩)، وأبو داود (٨٨٠)، والنسائي ٣/ ٥٦ - ٥٧ و٨/ ٢٥٨ - ٢٥٩ و٢٦٤ من طريق الزهري، عن عروة ببعض حديث هشام، وبعضهم يزيد عليه.
وهو في «مسند أحمد» (٢٤٣٠١) و(٢٤٥٧٨)، و«صحيح ابن حبان» (١٩٦٨) و(٦٥٨٤).
وجاء في رواية أخرى من طريق أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة أن النبي- ﷺ -كان يدعو في سكوته بين التكبير والقراءة: "اللهم باعد بيني وبين =

٣٨٣٩ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ هِلَالٍ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ قَالَ:
سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ دُعَاءٍ كَانَ يَدْعُو بِهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَتْ: كَانَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَمِلْتُ، وَمِنْ شَرِّ مَا لَمْ أَعْمَلْ» (١).
٣٨٤٠ - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سُلَيْمٍ، حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ الْخَرَّاطُ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُعَلِّمُنَا هَذَا الدُّعَاءَ، كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ: أَعُوذُ بِكَ (٢) مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَأَعُوذُ


= خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد«. أخرجها البخاري (٧٤٤)، ومسلم (٥٩٨).
(١) إسناده صحيح. حصين: هو ابنُ عبد الرحمن السُّلَمي، وهلال: هو ابن يِسَاف.
وأخرجه مسلم (٢٧١٦)، والنسائي ٨/ ٢٨١ من طريق حصين بن عبد الرحمن، ومسلم (٢٧١٦)، وأبو داود (١٥٥٠)، والنسائي ٨/ ٢٨١ من طريق منصور بن المعتمر، ومسلم (٢٧١٦) من طريق وكيع عن الأوزاعي، عن عبدة بن أبي لبابة، ثلاثتهم عن هلال بن يساف، به.
وأخرجه النسائي ٨/ ٢٨٠ و٢٨٠ - ٢٨١ من طريق موسى بن شيبة، عن الأوزاعي، ومن طريق أبي المغيرة، عن الأوزاعي، عن عبدة بن أبي لبابة عن هلال بن يساف قال في الرواية الأولى: أنه سأل عائشة، وفي الرواية الثانية قال: سُئلت عائشة.
وإسناد الثانية صحيح إلى هلال، وأما الأولى ففيها مجهول، وعليه فهذا الطريق منقطع.
وهو في»مسند أحمد«(٢٤٠٣٣) و(٢٤٦٨٤)، و»صحيح ابن حبان" (١٠٣١).
(٢) في المطبوع: اللهم إني أعوذ بك.

بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وأعوذ بك من عذاب القبر (١)» (٢).
٣٨٤١ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ ابْنُ عُمَرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: فَقَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ ذَاتَ لَيْلَةٍ مِنْ فِرَاشِهِ، فَالْتَمَسْتُهُ، فَوَقَعَتْ يَدِي عَلَى بَطْنِ قَدَمَيْهِ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ، وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ، وَهُوَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ» (٣).


(١) قوله: «أعوذ بك من عذاب القبر» في هذا الموضع سقط من المطبوع.
(٢) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف بكر بن سليم. حميد الخراط: هو ابن زياد.
وأخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (٦٩٤)، والطبراني في «الكبير» (١٢١٠٩) من طريق بكر بن سُليم، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (٥٩٠)، وأبو داود (١٥٤٢)، والترمذي (٣٨٠١)، والنسائي ٤/ ١٠٤ و٨/ ٢٧٦ - ٢٧٧ من طريق مالك، عن أبي الزبير، عن طاووس، عن ابن عباس. وهو من هذا الطريق في «مسند أحمد» (٢١٦٨)، و«صحيح ابن حبان» (٩٩٩).
وأخرجه بنحوه أبو داود (٩٨٤) من طريق عبد الله بن طاووس، عن أبيه.
(٣) إسناده صحيح. الأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز، وأبو أسامة: هو حماد بن أسامة.
وأخرجه مسلم (٤٨٦)، والنسائي ١/ ١٠٢ - ١٠٣ من طريق حماد بن أسامة، وأبو داود (٨٧٩)، والنسائي ٢/ ١١٠ من طريق عبدة بن سليمان، كلاهما عن عُبيد الله ابن عمر، بهذا الإسناد. =

٣٨٤٢ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عِيَاضٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ الْفَقْرِ وَالْقِلَّةِ وَالذِّلَّةِ، وَأَنْ يظْلِمَ أَوْ يظْلَمَ» (١).
٣٨٤٣ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ
عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «سَلُوا اللَّهَ عِلْمًا نَافِعًا، وَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ» (٢).


= وهو في «مسند أحمد» (٢٤٣١٢) و(٢٥٦٥٥)، و«صحيح ابن حبان» (١٩٣٢).
وأخرجه الترمذي (٣٧٩٩) و(٣٨٠٠)، والنسائي ٢/ ٢٢٢ من طريق يحيى بن سعمِد الأنصاري، عن محمَّد بن إبراهيم التيمي، عن عائشة، ومحمد بن إبراهيم لم يسمع من عائشة.
(١) حديث صحيح. وهذا إسناد ضعيف لجهالة جعفر بن عياض وضعف محمَّد ابن مصعب القَرقسَائي ولكنهما متابعان. الأوزاعي: هو الإمام أبو عمرو عبد الرحمن ابن عمرو، وإسحاق بن عبد الله: هو ابن أبي طلحة.
وأخرجه النسائي ٨/ ٢٦١ و٢٦٢ من طريق أبي عمرو الأوزاعي، بهذا الإسناد.
وهو في «مسند أحمد» (١٠٩٧٣)، و«صحيح ابن حبان» (١٠٠٣).
وأخرجه أبو داود (١٥٤٤)، والنسائي ٨/ ٢٦١ من طريق حماد بن سلمة، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة. وقد قوَّي هذا الإسنادَ الذهبي في «سير أعلام النبلاء» ١٥/ ٤٩٢ في ترجمة أبي النضر الطوسي.
وهو في «مسند أحمد» (٨٠٥٣)، و"صحيح ابن حبان (١٠٣٠).
(٢) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل أسامة بن زيد -وهو الليثي- فهو صدوق حسن الحديث. =

٣٨٤٤ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ
عَنْ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَأَرْذَلِ الْعُمُرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ وَفِتْنَةِ الصَّدْرِ (١).
قَالَ وَكِيعٌ: يَعْنِي الرَّجُلَ يَمُوتُ عَلَى فِتْنَةٍ، لَا يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْهَا.

٤ - بَابُ الْجَوَامِعِ مِنْ الدُّعَاءِ
٣٨٤٥ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبَرنَا أَبُو مَالِكٍ سَعْدُ بْنُ طَارِقٍ،
عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ، وأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ أَقُولُ حِينَ أَسْأَلُ رَبِّي؟ قَالَ: «قُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي


= وأخرجه النسائي في»السُّنن الكبرى«(٧٨١٨) من طريق عبد الله بن وهب، عن أسامة بن زيد، به. ولفظه:»اللهم إني أسألك علمًا نافعًا، وأعوذ بك من علم لا ينفع«.
وهو في»صحيح ابن حبان«(٨٢).
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص عند أحمد (٦٥٥٧) والترمذي (٣٧٨٨) والنسائي ٤/ ٢٥٨ - ٢٥٥ بلفظ: كان النبي ﷺ يتعوذ من علم لا ينفع ... وإسناده صحيح.
وانظر تمام شواهده في»مسند أحمد«(٦٥٥٧).
(١) إسناده صحيح. عمرو بن ميمون: هو الأودي، وأبو إسحاق: هو عمرو ابن عبد الله السبيعي، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، ووكيع، هو ابن الجراح، وعلي بن محمَّد: هو الطَّنافسي.
وأخرجه أبو داود (١٥٣٩)، والنسائي ٨/ ٢٥٥ و٢٦٦ و٢٦٧ و٢٧٢ من طريق أبي إسحاق السبيعي، به.
وهو في»مسند أحمد«(١٤٥)، و»صحيح ابن حبان" (١٠٢٤).

وَعَافِنِي وَارْزُقْنِي -وَجَمَعَ أَصَابِعَهُ الْأَرْبَعَ إِلَّا الْإِبْهَامَ- فَإِنَّ هَؤُلَاءِ يَجْمَعْنَ لَكَ دِينَكَ وَدُنْيَاكَ» (١).
٣٨٤٦ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنِي جَبْرُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ
عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ عَلَّمَهَا هَذَا الدُّعَاءَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ الْخَيْرِ كُلِّهِ، عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الشَّرِّ كُلِّهِ، عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَاذَ بِهِ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لِي خَيْرًا» (٢).


(١) إسناده صحيح. سعْد بن طارق: هو ابن أَشْيَمَ الأشجعي.
وأخرجه مسلم (٢٦٩٧) من طرق عن أبي مالك الأشجعي، به. وجاء في بعض طرقه أن هذا الدعاء كان يعلمه ﷺ من أسَلَم.
وهو في «مسند أحمد» (١٥٨٧٧).
(٢) إسناده صحيح. عفان: هو ابن مسلم الباهلي.
وأخرجه الطيالسي (١٥٦٩)، وابن أبي شيبة ١٠/ ٢٦٣ - ٢٦٤، وإسحاق بن راهويه (١١٦٥)، وأحمد (٢٥٠١٩)، و(٢٥١٣٧)، وأبو يعلى (٤٤٧٣)، والطحاوي في «شرح المشكل» (٦٠٢٤) و(٦٠٢٥) و(٦٠٢٦) من طريق جبْر بن حبيب، به. قال إسحاق بن راهويه والطحاوي في روايته الأُولى: عن أم كلثوم بنت علي، بدل: أم كلثوم بنت أبي بكر، وقرن أبو يعلى في روايته بجبر بن حبيب سعيد بن إياس الجريري.
وأخرجه الطحاوي (٦٠٢٧)، وابن حبان (٨٦٩) من طريقين عن حماد بن سلمة، عن سعيد بن إياس الجريري، عن أم كلثوم بنت أبي بكر، عن عائشة. وسماعُ حماد من الجريري قبل اختلاطه. =

٣٨٤٧ - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لِرَجُلٍ: «مَا تَقُولُ فِي الصَّلَاةِ؟» قَالَ: أَتَشَهَّدُ، ثُمَّ أَسْأَلُ اللَّهَ الْجَنَّةَ، وَأَعُوذُ بِهِ مِنْ النَّارِ، أَمَا وَاللَّهِ مَا أُحْسِنُ دَنْدَنَتَكَ، وَلَا دَنْدَنَةَ مُعَاذٍ! قَالَ: «حَوْلَهَا نُدَنْدِنُ» (١).

٥ - بَابُ الدُّعَاءِ بِالْعَفْوِ وَالْعَافِيَةِ
٣٨٤٨ - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، أَخْبَرَنِي سَلَمَةُ بْنُ وَرْدَانَ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ ﷺ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «سَلْ رَبَّكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ» ثُمَّ أَتَاهُ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «سَلْ رَبَّكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ»، ثُمَّ أَتَاهُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَيُّ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «سَلْ رَبَّكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ، فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، فَإِذَا أُعْطِيتَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، فَقَدْ أَفْلَحْتَ» (٢).


= وأخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (٦٣٩) من طريق مهدي بن ميمون، عن الجريري، عن جبر بن حبيب، عن أم كلثوم بنت أبي بكر، عن عائشة. وميمون سماعه من الجريري بعد الاختلاط.
(١) إسناده صحيح، وقد سلف برقم (٩١٠).
والدندنة: أن لكلم الرجل بكلام تُسمع نغمتُه ولا يُفهم. قاله ابن الأثير.
(٢) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف سلمة بن ورْدان. =

٣٨٤٩ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَ بْنَ عَامِرٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَوْسَطَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبَجَلِيِّ
أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا بَكْرٍ -حِينَ قُبِضَ النَّبِيُّ ﷺ يَقُولُ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِي مَقَامِي هَذَا عَامَ الْأَوَّلِ -ثُمَّ بَكَى أَبُو بَكْرٍ- ثُمَّ قَالَ: «عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّهُ مَعَ الْبِرِّ، وَهُمَا فِي الْجَنَّةِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّهُ مَعَ الْفُجُورِ، وَهُمَا فِي النَّارِ، وَسَلُوا اللَّهَ الْمُعَافَاةَ، فَإِنَّهُ لَمْ يُؤْتَ أَحَدٌ، بَعْدَ الْيَقِينِ خَيْرًا مِنْ الْمُعَافَاةِ، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَقَاطَعُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا -عِبَادَ اللَّهِ- إِخْوَانًا» (١).


= وأخرجه الترمذي (٣٨٢١) من طريق الفضل بن موسى، عن سلمة بن وردان، به. وقال: حديث حسن غريب من هذا الوجه، نعرفه من حديث سلمة بن وردان.
وهو في «مسند أحمد» (١٢٢٩١).
وفي الباب عن أبي بكر الصديق سيأتي بعده وإسناده صحيح.
وعن العباس بن عبد المطلب عند أحمد (١٧٦٦)، والترمذي (٣٨٢٣) وهو حديث صحيح.
وعن عبد الله بن عمر عند الترمذي (٣٨٢٤) وغيره، وهو حديث حسن لغيره.
وانظر تتمة شواهده عند أحمد في «مسنده» (١٢٢٩١).
(١) إسناده صحيح.
وأخرجه بتمامه ومختصرًا بسؤال الله العافية: النسائي في «الكبرى» (١٠٦٤٩ - ١٠٦٥٣) من طريق أوسط بن إسماعيل البجلي، به.
وهو في «مسند أحمد» (٥) و(١٧)، و«صحيح ابن حبان» (٩٥٢).
وأخرجه مختصرًا بسؤال الله العافية: الترمذي (٣٨٧٤)، والنسائي (١٠٦٥٤ - ١٠٦٥٨) من طرق عن أبي بكر الصديق.
وهو في «مسند أحمد» (٦) و(١٠) و(٣٨) و(٤٦)، و«صحيح ابن حبان» (٩٥٠).

٣٨٥٠ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ كَهْمَسِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ
عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، مَا أَدْعُو؟ قَالَ: «تَقُولِينَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي» (١).
٣٨٥١ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ صَاحِبِ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ الْعَلَاءِ بْنِ زِيَادٍ الْعَدَوِيِّ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا مِنْ دَعْوَةٍ يَدْعُو بِهَا الْعَبْدُ، أَفْضَلَ مِنْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْمُعَافَاةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ» (٢).


(١) إسناده صحيح.
وأخرجه الترمذي (٣٨٢٢)، والنسائي في «الكبرى» (٧٦٦٥) و(١٠٦٤٢) و(١٠٦٤٣) و(١٠٦٤٥) و(١٠٦٤٦) من طريق عبد الله بن بريدة، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وقد جاء عند النسائي في بعض مواضعه: ابن بريدة، غير مصرَّحًا باسمه.
وأخرجه النسائي (١٠٦٤٧) من طريق الأشجعي، عن سفيان الثوري، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن عائشة! وسليمان بن بريدة ثقة كأخيه.
وأخرجه النسائي (١٠٦٤٤) من طريق المعتمر بن سليمان، عن كهمس، عن ابن بريدة، أن عائشة قالت: يا نبي الله ... مرسل.
(٢) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكنه اختُلف فيه على قتادة -وهو ابن دِعامة- فرواه هشام الدستوائي عنه، عن العلاء بن زياد، عن أبي هريرة كما هنا في هذه الرواية، ورواه عمران بن دوار القطان، عنه، عن العلاء بن زياد، عن معاذ ابن جبل ورواية العلاء عن معاذ مرسلة لأنه لم يُدركه، ورواه همام بن يحيى العوذي، =

٦ - بَابٌ: إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِنَفْسِهِ
٣٨٥٢ - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يَرْحَمُنَا اللَّهُ وَأَخَا عَادٍ» (١).


= عنه، عن العلاء بن زياد مرسلًا. قال أبو نعيم في «الحلية» ٢/ ٢٤٧: ورواه همام وغيره عن قتادة عن العلاء مرسلًا، ورواه وكيع عن هشام، عن قتادة، عن العلاء مرسلًا، ورواه وكيع عن هشام، عن قتادة، عن العلاء، عن أبي هريرة. قلنا: يعني أن وكيعًا قد روى الحديث مرة متصلًا ومرة مرسلًا.
وأخرجه أحمد بن حنبل في «الزهد» ص ٢٥٥ عن عبد الصمد، عن همام، عن قتادة، عن العلاء مرسلًا.
وأخرجه الطبراني في «الكبير» ٢٠/ (٣٤٦)، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» ٢/ ٢٤٧ من طريق عمران القطان، عن قتادة، عن العلاء بن زياد، عن معاذ بن جبل، والعلاء لم يدرك معاذًا.
وفي الباب عن أبي بكر الصديق سلف عند المصنف برقم (٣٨٤٩) بلفظ: «وسلوا الله المعافاة، فإنه لم يُؤتَ أحدٌ بعد اليقين خيرًا من المعافاة، وإسناده صحيح.
وعن عبد الله بن عمر سيأتي عند المصنف برقم (٣٨٧١) بلفظ: لم يكن رسول الله ﷺ يدعُ هؤلاء الدعوات، حين يمسي وحين يصبح:»اللهم إني أسالُك العفو والعافية في الدنيا والآخرة ... «وإسناده صحيح.
(١) حديث صحيح. وهذا إسناد رجاله ثقات، لكن سفيان بن عيينة سماعه من أبي إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- بعد اختلاطه، وقد رواه غيره ممن سمع من أبي إسحاق قبل اختلاطه، فقال: عن ابن عباس، عن أُبي بن كعب فجعله من مسند أبي، وهو الصحيح.
وأخرجه النسائي في»الكبرى" (٥٨١٣) من طريق إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، عن جده، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن أبي بن كعب. =

٧ - بَابٌ: يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ
٣٨٥٣ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ» قِيلَ: وَكَيْفَ يَعْجَلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: يَقُولُ: قَدْ دَعَوْتُ اللَّهَ، فَلَمْ يَسْتَجِبْ اللَّهُ لِي«(١).


= وهو في زيادات عبد الله بن أحمد على»المسند«لأبيه (٢١١١٨) و(٢١١٣٠).
وأخو عادٍ: هو النبي هود عليه السلام، قال تعالى: ﴿وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ﴾ [الأحقاف: ٢١] والأحقاف جمع حِقف: وهو من الرمل: ما أشرف من كثبانه واستطال وانحنى، قال ابن إسحاق: وكانوا ينزلون ما بين عُمان وحضرموت.
وأخرج مسلم (٢٣٨٠) (١٧١) و(١٧٢)، والنسائي في»الكبرى«(١١٢٤٤) من طريق رقَبة بن مَصقَلة، وأبو داود (٣٩٨٤)، والترمذي (٣٦٨٢)، والنسائي (١١٢٤٨) من طريق حمزة بن حبيب الزيات، كلاهما عن أبي إسحاق السبيعي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن ابن بن كعب بحديث موسى مع الخضر، وفيه في رواية رقبة: أن رسول الله ﷺ كان إذا ذكر أحدًا من الأنبياء بدأ بنفسه:»رحمة الله علينا، وعلى أخي كذا«وفي رواية حمزة: كان رسول الله ﷺ إذا دعا بدأ بنفسه، وقال:»رحمة الله علينا وعلى موسى«.
وهو في»مسند أحمد«(٢١١٢٦)، و»صحيح ابن حبان«(٩٨٨)
(١) إسناده صحيح.
وأخرجه البخاري (٦٣٤٠)، ومسلم (٢٧٣٥)، وأبو داود (١٤٨٤)، والترمذي (٣٦٨٤) من طريق ابن شهاب الزهري، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه بنحوه مسلم (٢٧٣٥) من طريق أبي إدريس الخَولاني، والترمذي كما في»تحفة الأشراف«٩/ ٤٥٤ من طريق زياد -غير منسوب-، والترمذي أيضًا كما في»التحفة" ١٠/ ٢٤٥ - ٢٤٦ من طريق عُبيد الله بن عبد الله بن موهب، ثلاثتهم عن أبي هريرة.=

٨ - بَابٌ: لَا يَقُولُ الرَّجُلُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ
٣٨٥٤ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ، وَلْيَعْزِمْ الْمَسْأَلَةَ، فَإِنَّ اللَّهَ لَا مُكْرِهَ لَهُ» (١).


= وهو في «مسند أحمد» (٩١٤٨)، و«صحيح ابن حبان» (٨٨١) و(٩٧٥) و(٩٧٦) قال الحافظ في «الفتح» ١١/ ٦٤١: وفي هذا الحديث أدب من آداب الدعاء وهو أن يُلازم الطلب، ولا ييأس من الإجابة، لما في ذلك من الانقياد والاستسلام وإظهار الافتقار.
وقد قال ابن الجوزي: إن دعاء المؤمن لا يرد غير أنه قد يكون الأولى له تأخير الإجابة أو يعوض بما هو أولى له عاجلًا أو آجلًا، فينبغي للمؤمن أن لا يترك الطلب من ربه، فإنه متعبد بالدعاء كما هو متعبد بالتسليم والتفويض.
وفي «المسند» (١١١٣٣) من حديث أبي سعيد الخدري رفعه: «ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، واما أن يصرف عنه من السوء مثلها» وإسناده جيد. وله شاهد من حديث عبادة بن الصامت عند الترمذي (٣٨٩٠)، وقال بإثره: حديث حسن صحيح.
(١) حديث صحيح. ابن عَجْلان -وهو محمَّد- قوي الحديث، وقد توبع. أبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز.
وأخرجه البخاري (٦٣٣٩)، وأبو داود (١٤٨٣)، والترمذي (٣٨٠٤)، والنسائي في «الكبرى» (١٠٣٤٣) و(١٠٣٤٤) من طريق أبي الزناد، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه البخاري (٧٤٧٧)، ومسلم (٢٦٧٩) من طرق عن أبي هريرة.
وهو في «مسند أحمد» (٧٣١٤)، و«صحيح ابن حبان» (٨٩٦) و(٩٧٧).

٩ - بَابُ اسْمِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ
٣٨٥٥ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ
عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ فِي هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ: ﴿وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ﴾ [البقرة: ١٦٣] وَفَاتِحَةِ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ» (١).
٣٨٥٦ - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ
عَنْ الْقَاسِمِ، قَالَ: اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ، فِي سُوَرٍ ثَلَاثٍ: الْبَقَرَةِ، وَآلِ عِمْرَانَ، وَطه (٢).


(١) إسناده ضعيف لضعف عُبيد الله بن أبي الزناد وشهر بن حوشب.
وأخرجه أبو داود (١٤٩٦)، والترمذي (٣٧٨٢) من طريق عُبيد الله بن أبي زياد، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح!!
وهو في «مسند أحمد» (٢٧٦١١). لكن جاء في روايته أن الآية الأولى هي: ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾ [البقرة: ٢٥٥].
(٢) هذا الإثر مقطوع من قول القاسم -وهو ابن عبد الرحمن صاحب أبي أمامة-، وعمرو بن أبي سلمة -وإن كان ضعيفًا- لكنه يعتبر به في المتابعات، وقد تابعه عليه الوليد بن مسلم من رواية عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم عنه، عند جعفر ابن محمَّد الفريابي في «فضائل القرآن» (٤٨)، ورفعه جماعة آخرون عن الوليد بن مسلم، فرووه عن الوليد بن مسلم، عن عبد الله بن العلاء بن زَبْر، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة. عن النبي ﷺ كما سيأتي في الطريق الآتي بعده.
وأخرجه جعفر الفريابي (٤٩)، والبيهقي في «الأسماء والصفات» ص ١٩، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» ٤٨/ ١٢٧، والمزي في «تهذيب الكمال» في ترجمة عيسى ابن موسى، من طريق عمرو بن أبي سلمة، به.
وقوله: البقرة هي الآية ٢٥٥ وآل عمران الآية ٢، وطه الآية ١١١.

٣٨٥٦م - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعِيسَى بْنِ مُوسَى، فَحَدَّثَنِي أَنَّهُ سَمِعَ غَيْلَانَ بْنَ أَنَسٍ يُحَدِّثُ، عَنْ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ النَّبِيِّ ﷺ نَحْوَهُ (١).


(١) حديث صحيح. وهذا إسناد حسن في المتابعات. عمرو بن أبي سلمة ضعيف يعتبر به، وقد توبع. وغيلان بن أنس -وهو الدمشقي- روى عنه جمع ووثقه ابن حبان فهو حسن الحديث.
وأخرجه يحيى بن معين في «تاريخه» ٤/ ٤٢٠، وجعفر بن محمَّد الفريابي في «فضائل القرآن» (٤٩)، والدولابي في «الكنى» ١/ ١٨٤، والطحاوي في «شرح مشكل الآثار» (١٧٧)، والطبراني في «الكبير» (٧٧٥٨)، والبيهقي في «الأسماء والصفات» ص ١٩، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» ٤٨/ ١٢٧، والمزي في «تهذيب الكمال» في ترجمة عيسى بن موسى عن طريق عمرو بن أبي سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه يحيى بن معين ٤/ ٤٢٠ في «تاريخه» رواية عباس الدوري، والدولابي ١/ ١٨٤، والحاكم ١/ ٥٠٦، وابن عساكر ٤٨/ ١٢٧ من طريق عمرو بن أبي سلمة، عن عبد الله بن العلاء، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن النبي ﷺ. إلا أن ابن عساكر روايته عن القاسم عن النبي ﷺ مرسلة.
وتابعه على هذه الرواية الوليد بن مسلم الدمشقي: فرواه الفريابي (٤٧)، والطحاوي في «شرح مشكل الآثار» (١٧٦)، والطبراني في «الكبير» (٧٩٢٥)، وفي «الأوسط» (٨٣٧١)، وفي «الشاميين» (٧٧٨)، والحاكم ١/ ٥٠٥، وابن عساكر ٤٨/ ١٢٩ - ١٣٠ من طريق هشام بن عمار، وأبو يعلى في «مسنده» كما في «مصباح الزجاجة» للبوصيري ورقة ٢٣٩، ومن طريقه ابن عساكر ٤٨/ ١٢٩ عن داود بن رُشيد، والحاكم ١/ ٥٠٦، وابن عساكر ٤٨/ ١٢٨ من طريق عمار بن نصر السعدي، وتمام بن محمَّد في «فوائده» (١٥٦٨)، وابن عساكر ٤٥/ ٤٨٩ و٤٨/ ١٢٩ من طريق عمرو بن حفص بن شليلة، وابن عساكر ٣٨/ ٣٢١ و٤٨/ ١٢٨ من طريق عبد الرحمن بن عُبيد الله الأسدي، خمستهم عن الوليد بن مسلم، عن عبد الله بن العلاء، عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن أبي أمامة رفعه. وهذا إسناد صحيح.

٣٨٥٧ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ
عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعَ النَّبِيُّ ﷺ رَجُلًا يَقُولُ:»اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَقَدْ سَأَلَ اللَّهَ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ، الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى، وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ» (١).
٣٨٥٨ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبُو خُزَيْمَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعَ النَّبِيُّ ﷺ رَجُلًا يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ، الْمَنَّانُ، بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ. فَقَالَ: «لَقَدْ سَأَلَ اللَّهَ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ، الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى، وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ» (٢).


(١) إسناده صحيح.
وأخرجه أبو داود (١٤٩٣) و(١٤٩٤)، والترمذي (٣٧٨١)، والنسائي في «الكبرى» (٧٦١٩) من طريق مالك بن مِغول، به. وقال الترمذي: حديث حسن غريب.
وهو في «مسند أحمد» (٢٢٩٥٢)، و«صحيح ابن حبان» (٨٩١).
(٢) حديث صحيح. أبو خزيمة: إن كان هو العبديّ نصر بن مرداس، فالإسناد حسن، وإن كان يوسف بن ميمون الصباغ، فالإسناد ضعيف، والحديث صحيح بطرقه، وهو في «مسند أحمد» (١٢٢٠٥) عن وكيع.
وأخرجه أبو داود (١٤٩٥)، والنسائي ٣/ ٥٢ من طريق خلف بن خليفة، عن حفص بن عمر بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، وهذا إسناد قوي. =

٣٨٥٩ - حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ الصَّيْدَلَانِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ الْفَزَارِيِّ، عَنْ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ الْجُهَنِيِّ
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الطَّاهِرِ الطَّيِّبِ الْمُبَارَكِ الْأَحَبِّ إِلَيْكَ، الَّذِي إِذَا دُعِيتَ بِهِ أَجَبْتَ، وَإِذَا سُئِلْتَ بِهِ أَعْطَيْتَ، وَإِذَا اسْتُرْحِمْتَ بِهِ رَحِمْتَ، وَإِذَا اسْتُفْرِجَتَ بِهِ فَرَّجْتَ» (١).
قَالَتْ: وَقَالَ ذَاتَ يَوْمٍ: «يَا عَائِشَةُ، هَلْ عَلِمْتِ أَنَّ اللَّهَ قَدْ دَلَّنِي عَلَى الِاسْمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ؟» قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي! فَعَلِّمْنِيهِ، قَالَ: «إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لَكِ يَا عَائِشَةُ، قَالَتْ: فَتَنَحَّيْتُ وَجَلَسْتُ سَاعَةً، ثُمَّ قُمْتُ فَقَبَّلْتُ رَأْسَهُ، ثُمَّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِيهِ، قَالَ:»إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لَكِ يَا عَائِشَةُ أَنْ أُعَلِّمَكِ، إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لَكِ أَنْ تَسْأَلِي بِهِ شَيْئًا مِنْ الدُّنْيَا«قَالَتْ: فَقُمْتُ فَتَوَضَّأْتُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قُلْتُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَدْعُوكَ اللَّهَ، وَأَدْعُوكَ الرَّحْمَنَ،


= وهو في»مسند أحمد«(١٢٦١١)، و»صحيح ابن حبان«(٨٩٣). وجاء عند ابن حبان:»الحنان المنان«، وكذلك جاء عند الضياء في»الأحاديث المختارة«(١٨٨٤).
وأخرجه الترمذي (٣٨٥٦) من طريق سعيد بن زَرْبي، عن عاصم الأحول وثابت البناني، عن أنس. وقال بعده: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وقد روي من غير هذا الوجه عن أنس. قلنا: سعيد بن زَربي منكر الحديث.
وانظر تمام تخريجه وطرقه في»مسند أحمد" (١٢٢٠٥) و(١٣٧٩٨).
(١) إسناده ضعيف لجهالة أبي شيبة. الفَزَاري: هو أبو إسحاق إبراهيم بن محمَّد، ومحمد بن سلمة: هو الباهلي الحراني.
وهذا الحديث تفرد به ابن ماجه.

وَأَدْعُوكَ الْبَرَّ الرَّحِيمَ، وَأَدْعُوكَ بِأَسْمَائِكَ الْحُسْنَى كُلِّهَا، مَا عَلِمْتُ مِنْهَا وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، أَنْ تَغْفِرَ لِي وَتَرْحَمَنِي. قَالَتْ: فَاسْتَضْحَكَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ثُمَّ قَالَ: «إِنَّهُ لَفِي الْأَسْمَاءِ الَّتِي دَعَوْتِ بِهَا».

١٠ - بَابُ أَسْمَاءِ اللَّهِ عز وجل
٣٨٦٠ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا، مِئةً إِلَّا وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ» (١).
٣٨٦١ - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّنْعَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُنْذِرِ زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا، مِئةً إِلَّا وَاحِدًا؛ إِنَّهُ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ، مَنْ حَفِظَهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ: اللَّهُ، الْوَاحِدُ، الصَّمَدُ، الْأَوَّلُ، الْآخِرُ، الظَّاهِرُ، الْبَاطِنُ، الْخَالِقُ،


(١) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمَّد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- فهو صدوق حسن الحديث، ولكنه متابع في الطريق الآتي بعده.
وهو في»مسند أحمد«(١٠٥٣٢).
قوله:»أحصاها«قال الخطابي في»سنان الدعاء" ص ٢٦: هو بمعنى العدّ، يريد: أنه من يعدُّها ليستوفيها حفظًا، فيدعو ربه بها، كقوله سبحانه: ﴿وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا﴾ [الجن: ٢٨]. قال: ويدل على هذا التأويل رواية سفيان بن عيينة، وذكر رواية الأعرج الآتية بعده.

الْبَارِئُ، الْمُصَوِّرُ، الْمَلِكُ، الْحَقُّ، السَّلَامُ، الْمُؤْمِنُ، الْمُهَيْمِنُ، الْعَزِيزُ، الْجَبَّارُ، الْمُتَكَبِّرُ، الرَّحْمَنُ، الرَّحِيمُ، اللَّطِيفُ، الْخَبِيرُ، السَّمِيعُ، الْبَصِيرُ، الْعَلِيمُ، الْعَظِيمُ، الْبَارُّ، الْمُتْعَالِي، الْجَلِيلُ، الْجَمِيلُ، الْحَيُّ، الْقَيُّومُ، الْقَادِرُ، الْقَاهِرُ، الْعَلِيُّ، الْحَكِيمُ، الْقَرِيبُ، الْمُجِيبُ، الْغَنِيُّ، الْوَهَّابُ، الْوَدُودُ، الشَّكُورُ، الْمَاجِدُ، الْوَاجِدُ، الْوَالِي، الرَّاشِدُ، الْعَفُوُّ، الْغَفُورُ، الْحَلِيمُ، الْكَرِيمُ، التَّوَّابُ، الرَّبُّ، الْمَجِيدُ، الْوَلِيُّ، الشَّهِيدُ، الْمُبِينُ، الْبُرْهَانُ، الرَّؤوفُ، الرَّحِيمُ، الْمُبْدِئُ، الْمُعِيدُ، الْبَاعِثُ، الْوَارِثُ، الْقَوِيُّ، الشَّدِيدُ، الضَّارُّ، النَّافِعُ، الْبَاقِي، الْوَاقِي، الْخَافِضُ، الرَّافِعُ، الْقَابِضُ، الْبَاسِطُ، الْمُعِزُّ، الْمُذِلُّ، الْمُقْسِطُ، الرَّزَّاقُ، ذُو الْقُوَّةِ، الْمَتِينُ، الْقَائِمُ، الدَّائِمُ، الْحَافِظُ، الْوَكِيلُ، الْفَاطِرُ، السَّامِعُ، الْمُعْطِي، المانع، الْمُحْيِي، الْمُمِيتُ، الْجَامِعُ، الْهَادِي، الْكَافِي، الْأَبَدُ (١)، الْعَالِمُ، الصَّادِقُ، النُّورُ، الْمُنِيرُ، التَّامُّ، الْقَدِيمُ، الْوِتْرُ، الْأَحَدُ، الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ» (٢).


(١) في (ذ): الأبرُّ.
(٢) إسناده ضعيف بذكر الأسماء لضعف عبد الملك بن محمَّد الصنعاني -من صنعاء دمشق- وضعفِ هشام بن عمار، ثم إن رواية أهل الشام عن زهير بن محمَّد غيرُ مستقيمة، وهذا منها، وقد روى هذا الحديثَ أيضًا بتعيين الأسماء الوليدُ بن مسلم، عن شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة عند الترمذي (٣٨١٦) وغيره، وهذا التعيين إدراج من بعض الرواة كما قرره الأئمة الحفاظ، وقد بسطنا القول في ذلك في التعليق على «صحيح ابن حبان» (٨٠٧)، وقال الترمذي عن رواية الوليد: هذا حديث غريب. =

قَالَ زُهَيْرٌ: فَبَلَغَنَا مِنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ: أَنَّ أَوَّلَهَا يُفْتَحُ بِقَوْلِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى.

١١ - بَابُ دَعْوَةِ الْوَالِدِ وَدَعْوَةِ الْمَظْلُومِ
٣٨٦٢ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ يُسْتَجَابُ لَهُنَّ، لَا شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ» (١).


= وأخرجه دون سرد الأسماء البخاري (٢٧٣٦) و(٧٣٩٢) من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع، والنسائي في «الكبرى» (٧٦١٢) من طريق علي بن عياش، كلاهما عن شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة.
وأخرجه كذلك، أي بلا سرد الأسماء البخاري (٦٤١٠)، ومسلم (٢٦٧٧)، والترمذي (٣٨١٧) من طريق سفيان بن عيينة، والنسائي (٧٦١٢) من طريق مالك ابن أنس، كلاهما عن أبي الزناد، عن الأعرج، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وهو في مسلم (٢٦٧٧)، والترمذي (٣٨١٤) (٣٨١٥) من طرق عن أبي هريرة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
(١) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي جعفر الراوي عن أبي هريرة، وهو أبو جعفر الأنصاري المؤذن، وسماه بعضهم: محمَّد بن علي، وهو خطأ لوجوه بيناها في «المسند» (١٠٧٠٨).
وأخرجه أبو داود (١٥٣٦)، والترمذي (٢١٠٧) و(٣٧٤٧) و(٣٧٤٨) من طريق يحيى بن أبي كثير، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن.
وهو في «مسند أحمد» (٧٥١٠)، و«صحيح ابن حبان» (٢٦٩٩). =

٣٨٦٣ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، حَدَّثَتْنَا حُبَابَةُ ابْنَةُ عَجْلَانَ، عَنْ أُمِّهَا أُمِّ حَفْصٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ جَرِيرٍ
عَنْ أُمِّ حَكِيمٍ بِنْتِ وَدَّاعٍ الْخُزَاعِيَّةِ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «دُعَاءُ الْوَالِدِ يُفْضِي إِلَى الْحِجَابِ» (١).


= وأخرج ابن حبان في «صحيحه» (٨٧٥) من طريق عُلَى بن رباح، عن أبي هريرة رفعه: «اتقوا دعوة المظلوم» وإسناده صحيح.
وأخرج الطيالسي (٢٣٣٠)، وابن أبي شيبة ١٠/ ٢٧٥، وأحمد (٨٧٩٥) وغيرهم من طريق أبي معشر نجيح السندي، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة رفعه: «دعوة المظلوم مستجابة، وإن كان فاجرًا ففجوره على نفسه». ونجيح السندي ضعيف.
وأخرج الطبراني في «الدعاء» (١٣١٦) من طريق عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «ثلاثة لا يرد الله عز وجل دُعاءَهم: الذاكر الله كثيرًا، ودعوة المظلوم، والإمام المقسط». وإسناده حسن.
وأخرجه الطيالسي (٢٥٨٤)، وأحمد (٨٠٤٣)، وابن حبان (٣٤٢٨) من طريق أبي المدلة عن أبي هريرة «ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم ...» وأبو المُدلة لم يرو عنه غير واحد، ولم يوثقه غير ابن حبان.
وله شاهد من حديث عقبة بن عامر عند أحمد في «مسنده» (١٧٣٩٩) وفي إسناده ضعف لجهالة عبد الله بن الأزرق الراوي عن عقبة.
وآخر من حديث أنس بن مالك عند البيهقي ٣/ ٣٤٥، والضياء في «المختارة» (٢٠٥٧) لكنه ذكر الصائم بدل المظلوم.
وثالث من حديث أم حكيم سيأتي عند المصنف بعده.
ولدعوة المظلوم حديث ابن عباس عند البخاري (١٤٩٦)، ومسلم (١٩) بلفظ: «واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبينَ الله حجاب». وقد سلف عند المصنف برقم (١٧٨٣).
(١) إسناده ضعيف لجهالة حبابة بنت عجلان وأمها أم حفص وصفية بنت جرير. أبو سلمة: هو موسى بن إسماعيل التبوذكي. =

١٢ - بَابُ كَرَاهِيَةِ الِاعْتِدَاءِ فِي الدُّعَاءِ
٣٨٦٤ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخبَرنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَعَامَةَ
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُغَفَّلٍ سَمِعَ ابْنَهُ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْقَصْرَ الْأَبْيَضَ عَنْ يَمِينِ الْجَنَّةِ، إِذَا دَخَلْتُهَا. فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ، سَلْ اللَّهَ الْجَنَّةَ وَعُذْ بِهِ مِنْ النَّارِ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «سَيَكُونُ قَوْمٌ يَعْتَدُونَ فِي الدُّعَاءِ» (١).


= وأخرجه الطبراني في «الكبير» ٢٥/ (٣٩٤)، ومن طريقه المزي في «تهذيب الكمال» في ترجمة أم حكيم بنت ودَاع من طريق موسى بن إسماعيل، بهذا الإسناد.
(١) حديث حسن إن شاء الله تعالى، أبو نعامة -واسمه قيس بن عَباية الحنفي- كان من جلساء ابن عباس، وقد صحيح إسناد هذا الحديث ابن حبان (٦٧٦٤)، والحاكم في «المستدرك» ١/ ٥٤٠، ووافقه الذهبي، وصححه ابن حجر في «التلخيص الحبير» ١/ ١٤٤، وحسن إسناده ابن كثير في «تفسيره» ٣/ ٤٢٥. ورواه أيضًا عن عبد الله بن مغفل أبو العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير كما سيأتي.
وأخرجه أبو داود (٩٦) من طريق حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وقال: «في الطهور والدعاء».
وهو في «مسند أحمد» (١٦٨٠١)، و«صجع ابن حبان» (٦٧٦٤).
وأخرجه ابن حبان (٦٧٦٣) من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن حماد بن سلمة، عن سعيد الجُريري، عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن عبد الله ابن مغفل. وظاهر هذا الإسناد الصحة، وقال ابن حبان: الطريقان جميعًا محفوظان.
قلنا: ذكر الحافظ في «النكت الظراف» ٧/ ١٧٩ أن حجاج بن منهال رواه عن حماد بن سلمة كرواية أبي الوليد الطيالسي - يعني بذكر أبي العلاء. =

١٣ - بَابُ رَفْعِ الْيَدَيْنِ فِي الدُّعَاءِ
٣٨٦٥ - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ جَعْفَرِ ابْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ
عَنْ سَلْمَانَ، عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «إِنَّ رَبَّكُمْ حَيِيٌّ كَرِيمٌ، يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ أَنْ يَرْفَعَ إِلَيْهِ يَدَيْهِ، فَيَرُدَّهُمَا صِفْرًا» أَوْ قَالَ: «خَائِبَتَيْنِ» (١).
٣٨٦٦ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا عَائِذُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ


= وروى هذا الحديث زيادُ بن مخراق عند أحمد (١٤٨٣) عن أبي عباية قيس بن عباية -وهو أبو نعامة نفسه- عن ابنٍ لسعد -وفي رواية: عن مولى لسعد بن أبي وقاص- عن سعد بن أبي وقاص.
قال الإمام أحمد فيما نقله المزي في «تهذيب الكمال» في ترجمة زياد بن مخراق: لم يقم زياد إسناده، وقال يحيى القطان: ليس هذا الحديث عندي في كتاب. نقله عنه يعقوب بن سفيان في «المعرفة» ٢/ ١١٠.
(١) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات، جعفر بن ميمون ضعيف يعتبر به عند المتابعة، وقد توبع هنا. وجوّد إسناده الحافظ في «الفتح» ١١/ ١٤٣.
وأخرجه أبو داود (١٤٨٨)، والترمذي (٣٨٧٢) من طريق جعفر بن ميمون، به. وقال الترمذي: حسن غريب.
وهو في «مسند أحمد» (٢٣٧١٥)، و«صحيح ابن حبان» (٨٧٦).
وأخرجه ابن حبان (٨٨٠)، والطبراني في «الكبير» (٦١٣٥)، وفي «الدعاء»
(٢٠٢)، والحاكم ١/ ٥٣٥، والقضاعي في «مسند الشهاب» (١١١٠)، والبيهقي في «الدعوات الكبير» (١٨١) من طريق محمَّد بن الزبرقان، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، به، وهذا إسناد قوي.
وأخرجه الحسين بن إسماعيل المحاملي في «أماليه» (٤٣٣)، والخطيب في «تاريخه» ٧/ ٣١٨، والبغوي في «شرح السنة» (١٣٨٥) من طريق أبي المعلى يحيى ابن ميمون، عن أبي عثمان النهدي، به. وهذا إسناد صحيح.

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِذَا دَعَوْتَ اللَّهَ فَادْعُ بِبُطُونِ كَفَّيْكَ، وَلَا تَدْعُ بِظُهُورِهِمَا، فَإِذَا فَرَغْتَ فَامْسَحْ بِهِمَا وَجْهَكَ» (١).

١٤ - بَابُ مَا يَدْعُو بِهِ الرَّجُلُ إِذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى
٣٨٦٧ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي عَيَّاشٍ الزُّرَقِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، كَانَ لَهُ عَدْلَ رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَحُطَّ عَنْهُ عَشْرُ خَطِيئَاتٍ، وَرُفِعَ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ، وَكَانَ فِي حِرْزٍ مِنْ الشَّيْطَانِ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِذَا أَمْسَى فَمِثْلُ ذَلِكَ حَتَّى يُصْبِحَ».
قَالَ: فَرَأَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبَا عَيَّاشٍ يَرْوِي عَنْكَ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ: «صَدَقَ أَبُو عَيَّاشٍ» (٢).


(١) إسناده واهٍ بمرة، صالح بن حسان منكر الحديث، قال أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في «العلل» ٢/ ٣٥١: منكر. وقد سلف الحديث برقم (١١٨١)، فانظر تخريجه هناك.
(٢) إسناده صحيح.
وأخرجه أبو داود (٥٠٧٧)، والنسائي في «الكبرى» (٩٧٧١) من طريق حماد ابن سلمة، بهذا الإسناد.
وهو في «مسند أحمد» (١٦٥٨٣).

٣٨٦٨ - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِذَا أَصْبَحْتُمْ فَقُولُوا: اللَّهُمَّ بِكَ أَصْبَحْنَا وَبِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ نَحْيَا وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِذَا أَمْسَيْتُمْ فَقُولُوا: اللَّهُمَّ بِكَ أَمْسَيْنَا وَبِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ نَحْيَا وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ» (١).
٣٨٦٩ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ:
سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ فِي صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ، وَمَسَاءِ كُلِّ لَيْلَةٍ: بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَيَضُرَّهُ شَيْءٌ» (٢).


(١) حديث صحيح. يعقوب بن حميد بن كاسب -وان كان ضعيفًا- متابع.
وأخرجه أبو داود (٥٠٦٨)، والترمذي (٣٦٨٨)، والنسائي في «الكبرى» (٩٧٥٢) و(١٠٣٢٣) من طريق سهيل بن أبي صالح، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن.
وهو في «مسند أحمد» (٨٦٤٩)، و«صحيح ابن حبان» (٩٦٤) و(٩٦٥).
(٢) إسناده حسن من أجل ابن أبي الزناد -واسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن ذكوان وقال الدارقطني في «العلل» ٣/ ٩ بعد أن ذكر الخلاف في طرق هذا الحديث: هذا متصل، وهو أحسنها إسنادًا.
وأخرجه الترمذي (٣٦٨٥)، والنسائي في «الكبرى» (١٠١٠٦) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.
وأخرجه النسائي في «الكبرى» (١٠١٠٧) من طريق يزيد بن فراس، عن أبان ابن عثمان، به. وقال: يزيد بن فراس مجهول لا نعرفه. وهو كما قال. =

قَالَ: وَكَانَ أَبَانُ قَدْ أَصَابَهُ طَرَفٌ مِنْ الْفَالِجِ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ أَبَانُ: مَا تَنْظُرُ إِلَيَّ؟! أَمَا إِنَّ الْحَدِيثَ كَمَا قَدْ حَدَّثْتُكَ، وَلَكِنِّي لَمْ أَقُلْهُ يَوْمَئِذٍ، لِيُمْضِيَ اللَّهُ عَلَيَّ قَدَرَهُ.
٣٨٧٠ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ، عَنْ سَابِقٍ
عَنْ أَبِي سَلَّامٍ خَادِمِ النَّبِيِّ ﷺ، عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ أَوْ إِنْسَانٍ، أَوْ عَبْدٍ يَقُولُ حِينَ يُمْسِي وَحِينَ يُصْبِحُ: رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا، إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُرْضِيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (١).


= وأخرجه أبو داود (٥٠٨٩)، والنسائي في «الكبرى» (٩٧٥٩) من طريق أبي ضمرة أنس بن عياض، عن أبي مودود عبد العزيز بن أبي سليمان المدني، عن محمَّد بن كعب القرظي، عن أبان بن عثمان، عن أبيه.
وأخرجه ابن أبي شيبة ١٠/ ٢٣٨ عن زيد بن الحباب، وأبو داود (٥٥٨٨) عن عبد الله بن مسلمة القعنبي، كلاهما عن أبي مودود، عمن سمع أبان بن عثمان، عن أبان، به.
وأخرجه النسائي في «الكبرى» (٩٧٦٠) عن محمَّد بن علي، عن عبد الله بن مسلمة القعنبي، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» ٩/ ٤٢ من طريق عبد الرحمن بن مهدي، كلاهما عن أبي مودود، عن رجل، عمن سمع أبان بن عثمان، عن أبان، به.
قال الدارقطني في «العلل» ٣/ ٨: وهذا القول الأخير هو المضبوط عن أبي مودود، ومن قال فيه: عن محمَّد بن كعب القرظي فقد وهم.
وهو في «مسند أحمد» (٤٤٦).
والفالج: شلل يصيبُ أحد شِقَّي الجسم طولًا.
(١) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة سابق -وهو ابن ناجية-، وقد وهم فيه مِسعَر -وهو ابن كِدام- فقال: عن أبي سلام خادم النبي ﷺ، ورواه مرة =

٣٨٧١ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيُّ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عُبَادَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا جُبَيْرُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ:
سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَدَعُ هَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ، حِينَ يُمْسِي وَحِينَ يُصْبِحُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ (١) فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اللَّهُمَّ أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ،


= فقال: عن أبي عقيل، عن أبي سلام، عن سابق خادم النبي ﷺ، والصحيح: أبو سلام -وهو ممطور الحبشي- عن خادم النبي ﷺ كما رواه شعبة بن الحجاج وغيره، عن أبي عقيل -وهو هاشم بن بلال الدمشقي-.
وأخرجه أحمد (١٨٩٦٨) عن وكيع، عن مسعر، عن أبي عقيل، عن أبي سلام، عن سابق خادم النبي ﷺ.
وأخرجه أبو داود (٥٠٧٢)، والنسائي في»الكبرى«(٩٧٤٧) من طريق شعبة ابن الحجاج، والنسائي (١٠٣٢٤) من طريق هُشيم بن بشير، كلاهما عن أبي عقيل، عن سابق بن ناجية، عن أبي سلام، عن خادم النبي ﷺ. وقد جود إسناده النووي في»الأذكار«، وقواه الحافظ في»الفتح«١١/ ٢٣٠.
وهو في»مسند أحمد«(١٨٩٦٧) من طريق شعبة. وانظر تمام تخريجه عنده.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند مسلم (١٨٨٤)، وأبي داود (١٥٢٩)، والنسائي ٦/ ١٩ - ٢٠ أن رسول الله ﷺ قال:»يا أبا سعيد من رضي بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد ﷺ نبيًا، وجبت له الجنة«لفظ مسلم والنسائي، ولفظ أبي داود:»من قال: رضيتُ ... «الحديث. وهو في»مسند أحمد«(١١١٠٢)، و»صحيح ابن حبان«(٨٦٣).
وعن سعد بن أبي وقاص عند مسلم (٣٨٦)، وأبي داود (٥٢٥)، والترمذي (٢٠٨)، والنسائي ٢/ ٢٦ عن رسول الله ﷺ قال:»من قال حين يسمع المؤذن: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، رضيت بالله ربا، وبمحمد رسولًا، وبالإسلام دينًا، غُفر له ذنبُه".
(١) في المطبوع: العفو والعافية.

وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي، وَآمِنْ رَوْعَاتِي، وَاحْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي، وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي» (١).
قَالَ وَكِيعٌ: يَعْنِي الْخَسْفَ.
٣٨٧٢ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ ثَعْلَبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ
عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ بِنِعْمَتِكَ وَأَبُوءُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ».
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ قَالَهَا فِي يَوْمِهِ وَلَيْلَتِهِ فَمَاتَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، أَوْ تِلْكَ اللَّيْلَةِ، دَخَلَ الْجَنَّةَ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ» (٢).


(١) إسناده صحيح.
وأخرجه أبو داود (٥٠٧٤)، والنسائي ٨/ ٢٨٢ من طريق عبادة بن مسلم، به.
وهو في «مسند أحمد» (٤٧٨٥)، و«صحيح ابن حبان» (٩٦١).
(٢) حديث صحيح. وهذا إسناد حسن في المتابعات من أجل إبراهيم بن عيينة، فهو ضعيف يعتبر به، وقد توبع.
وأخرجه أبو داود (٥٠٧٠)، والنسائي في «الكبرى» (١٠٢٢٧) و(١٠٣٤٠) من طريق زهير بن معاوية، والنسائي (٩٧٦٤) من طريق عيسى بن يونس، كلاهما عن الوليد بن ثعلبة، به.
وأخرجه الطبراني في «الدعاء» (٣٠٩)، ومن طريقه المزي في «تهذيب الكمال» في ترجمة المنذر بن ثعلبة أخي الوليد، من طريق المنذر بن ثعلبة، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه. =

١٥ - بَابُ مَا يَدْعُو بِهِ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ
٣٨٧٣ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ ﷺ:»أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ: «اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَرَبّ الْأَرْضِ، وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، مُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا، أَنْتَ الْأَوَّلُ، فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْآخِرُ، فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ، فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ، فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ وَأَغْنِنِي مِنْ الْفَقْرِ» (١).


= وهو في «مسند أحمد» (٢٣٠١٣).
وروى هذا الحديثَ حسينُ بن ذكوان المعلم، عن عبد الله بن بُريدة، عن بُشَير ابن كعب، عن شداد بن أوس عند أحمد (١٧١١١)، والبخاري (٦٣٠٦)، والنسائي في «الكبرى» (٧٩٠٨) و(٩٧٦٣) و(١٠٢٢٥) و(١٠٣٤١)، وقال النسائي بإثر الموضع الأخير: حسين أثبت عندنا من الوليد بن ثعلبة، وأعلم بعبد الله بن بريدة، وحديثه أولى بالصواب، وقال المزي في «تهذيب الكمال» في ترجمة المنذر بن ثعلبة أخي الوليد: وهو المحفوظ، يعني رواية حسين المعلم.
لكن قال الحافظ في «نتائج الأفكار» ٢/ ٣٢٤: كنت أظن أن رواية الوليد بن ثعلبة شاذة، وأنه سلك الجادة حتى رأيت الحديث من رواية سليمان بن بريدة، عن أبيه، أخرجها ابن السني، فبان أن للحديث عن بريدة أصلًا. قلنا: أخرجه ابن السني في «عمل اليوم والليلة» برقم (٤٣). في إسناده ليث بن أبي سليم وهو ضعيف، لكن متابعة المنذر بن ثعلبة لأخيه الوليد بن ثعلبة تدل على أن لحديث بريدة أصلًا، والله تعالى أعلم.
(١) إسناده صحيح، وقد سلف من طريق آخر عن أبي صالح برقم (٣٨٣١).

٣٨٧٤ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَضْطَجِعَ عَلَى فِرَاشِهِ، فَلْيَنْزِعْ دَاخِلَةَ إِزَارِهِ، ثُمَّ لِيَنْفُضْ بِهَا فِرَاشَهُ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ لِيَضْطَجِعْ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: رَبِّ بِكَ وَضَعْتُ جَنْبِي وَبِكَ أَرْفَعُهُ، فَإِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا، فَاحْفَظْهَا بِمَا حَفِظْتَ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ» (١).


(١) إسناده صحيح. وقد روى هذا الحديث عن عُبيد الله -وهو ابن عمر العمري- كما رواه عبدُ الله بن نمير جماعةٌ، ورواه آخرون عن عُبيد الله بن عمر، عن سعيد بن أبي سعيد -وهو المقبري- عن أبيه، عن أبي هريرة، فزادوا بين سعيد وأبي هريرة أبا سعيد المقبري. ورواه محمَّد بن عجلان ومالك عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة- كرواية ابن نمير ومن وافقه، فالطريقان محفوظان، ولهذا احتج البخاري بكلا الطريقين. أبو بكر: هو ابن أبي شيبة.
وأخرجه أحمد (٩٥٨٩)، والنسائي في «الكبرى» (١٠٥٦٠) من طريق يحيى ابن سعيد القطان، والنسائي (١٠٥٦١) من طريق معمر بن سليمان، كلاهما عن عُبيد الله بن عمر، به.
وأخرجه البخاري (٧٣٩٣) من طريق مالك بن أنس، وأحمد (٧٣٦٠)، والترمذي (٣٦٩٨)، والنسائي في «الكبرى» (١٠٦٣٦) و(١٠٦٦٠) من طريق محمَّد ابن عجلان، كلاهما عن سعيد المقبري، به.
وأخرجه البخاري (٦٣٢٠)، وأبو داود (٥٠٥٠)، والنسائي (١٠٥٥٩) من طريق زهير بن معاوية، وأحمد (٩٤٦٩) عن يحيى بن سعيد الأموي، ومسلم (٢٧١٤) من طريق عبدة بن سليمان، و(٢٧١٤) أيضًا من طريق أبي ضمرة أنس بن عياض، أربعهم عن عُبيد الله بن عمر، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة. بزيادة أبي سعيد المقبري في إسناده بين سعيد وبين أبي هريرة.

٣٨٧٥ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَسَعِيدُ بْنُ شُرَحْبِيلَ، قالا: أَخبَرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُ
عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ، نَفَثَ فِي يَدَيْهِ وَقَرَأَ بِالْمُعَوِّذَتَيْنِ، وَمَسَحَ بِهِمَا جَسَدَهُ (١).
٣٨٧٦ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ
عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ لِرَجُلٍ: «إِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ، أَوْ أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ، فَقُلْ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ مُتَّ عَلَى الْفِطْرَةِ، وَإِنْ أَصْبَحْتَ أَصْبَحْتَ وَقَدْ أَصَبْتَ خَيْرًا (٢)» (٣).


(١) إسناده صحيح.
وأخرجه البخاري (٥٠١٧) و(٥٧٤٨) و(٦٣١٩)، وأبو داود (٥٠٥٦)، والترمذي (٣٦٩٩)، والنسائي في «الكبرى» (١٠٥٥٦) من طريق ابن شهاب الزهري، به.
وهو في «مسند أحمد» (٢٤٨٥٣)، و«صحيح ابن حبان» (٥٥٤٤).
وقد ثبت من حديث عائشة أيضًا أن هذا الصنيع كان يفعله رسول الله ﷺ كذلك إذا أصابه مرض، فكان يقرأ المعوذات وينفث. في يديه، أخرجه البخاري (٤٤٣٩)، ومسلم (٢١٩٢)، وهو في «مسند أحمد» (٢٤٧٢٨).
(٢) في المطبوع: خيرًا كثيرًا.
(٣) إسناده صحيح. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وسفيان: هو الثوري. =

٣٨٧٧ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ وَضَعَ يَدَهُ - يَعْنِي الْيُمْنَى - تَحْتَ خَدِّهِ، ثُمَّ قَالَ: «اللهم قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ -أَوْ تَجْمَعُ- عِبَادَكَ» (١).


= وأخرجه البخاري (٦٣١٣) و(٧٤٨٨)، ومسلم (٢٧١٠)، والترمذي (٣٦٩١)، والنسائي في «الكبرى» (١٠٥٤١ - ١٠٥٤٦) من طريق أبي إسحاق السَّبيعي، به.
وأخرجه البخاري (٢٤٧) و(٦٣١١) و(٦٣١٥)، ومسلم (٢٧١٠)، وأبو داود (٥٠٤٦ - ٥٠٤٨)، والترمذي (٣٨٩١)، والنسائي (١٠٥٢٧) و(١٠٥٤٨ - ١٠٥٥٣) و(١٠٥٥٥) من طرق عن البراء بن عازب.
وهو في «مسند أحمد» (١٨٥١٥)، و«صحيح ابن حبان» (٥٥٢٧).
وجاء بإثر رواية النسائي (١٠٥٤٥) من طريق إسرائيل، عن جده أبي إسحاق أنه كان يريد في الحديث: «لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك» ويقول: لم أسمع هذا من البراء، سمعتهم يذكرونه عنه: «لا ملجأ ولا منجا» قلنا: كان أهل العلم يقولون: إن إسرائيل أثبت الناس في جده أبي إسحاق للزومه إياه.
(١) حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلف فيه عن أبي إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- كما بيناه مفضلًا في «مسند أحمد» (٣٧٤٢) و(١٨٤٧٢). إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه.
وأخرجه النسائي في «الكبرى» (١٠٥٢٤) عن إبراهيم بن الحسن بن الهيثم المِصيصي، عن حجاج بن محمَّد المِصيصي، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وصحح الترمذي في «العلل الكبير» ٢/ ٩٠٨، والدارقطني في «العلل» ٣/ ١٦٧ - ١٦٨ رواية أبي إسحاق، عن أبي عُبيدة، عن أبيه.
وهو في «مسند أحمد» (٣٧٤٢) عن يحيى بن آدم، عن إسرائيل.
وأخرجه النسائي في «الكبرى» (١٠٥٢٢) من طريق شعبة بن الحجاج، و(١٠٥٢٥) من طريق إبراهيم بن طهمان، كلاهما عن أبي إسحاق السبيعي، عن أبي عُبيدة، =

١٦ - بَابُ مَا يَدْعُو بِهِ إِذَا انْتَبَهَ مِنْ اللَّيْلِ
٣٨٧٨ - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي عُمَيْرُ بْنُ هَانِئٍ، حَدَّثَنِي جُنَادَةُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ


= عن البراء بن عازب. زاد شعبة في روايته: عن أبي عبيدة وغيره، وصحح الدارقطني في «علله» ٣/ ١٦٧ - ١٦٨ رواية أبي إسحاق عن أبي عُبيدة، عن البراء بن عازب.
وأخرجه الترمذي (٣٦٩٦)، والنسائي في «الكبرى» (١٠٥٢٦) من طريق إبراهيم ابن يوسف بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، عن البراء. وليس في إسناد النسائي: «عن أبيه» وقال بإثره: يشبه أن يكون فيه: عن أبيه، عن أبي إسحاق، وقال الترمذي: حديث حسن غريب من هذا الوجه.
وأخرجه النسائي في «الكبرى» (١٠٥٢٣) عن إبراهيم بن الحسن المصيصي، عن حجاج بن محمَّد، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن يزيد، عن البراء. وصحح الترمذي في «علله الكبير» ٢/ ٩٠٨ رواية أبي إسحاق عن عبد الله بن يزيد، عن البراء، واحتمل أن شعبة قصد بقوله: وغيره: عبد الله بن يزيد - يعني رواية شعبة السالفة في التخريج.
وهو في «مسند أحمد» (١٨٦٦٥) عن أسود بن عامر، و(١٨٦٧٢) عن وكيع، كلاهما عن إسرائيل بن يونس.
وأخرجه النسائي (١٠٥٢٠) من طريق زهير بن معاوية، و(١٠٥٢١) من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب. قال أبو نعيم في «حلية الأولياء» ٨/ ٢١٥: صحيح ثابت من حديث البراء، وقال الحافظ في «الفتح» ١١/ ١١٥: سنده صحيح، مع أن أبا إسحاق رواه عن البراء بواسطة.
وهو في «مسند أحمد» (١٨٥٥٢) من طريق سفيان الثوري و«صحيح ابن حبان» (٥٥٢٢) من طريق أبي الأحوص سلام بن سُليم، و(٥٥٢٣) من طريق يونس ابن أبي إسحاق، ثلاثتهم عن أبي إسحاق.
وأخرجه النسائي (١٠٥٢٨) من طريق معتمر بن سليمان، عن محمَّد بن عمرو، عن ربيع بن لوط، عن البراء. وهذا إسناد حسن.

عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ تَعَارَّ مِنْ اللَّيْلِ، فَقَالَ حِينَ يَسْتَيْقِظُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ، ثُمَّ دَعَا: رَبِّ اغْفِرْ لِي، غُفِرَ لَهُ-قَالَ الْوَلِيدُ: أَوْ قَالَ: دَعَا، اسْتُجِيبَ لَهُ- فَإِنْ قَامَ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ صَلَّى، قُبِلَتْ صَلَاتُهُ» (١).
٣٨٧٩ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، أَخبَرنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
أَنَّ رَبِيعَةَ بْنَ كَعْبٍ الْأَسْلَمِيَّ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ كَانَ يَبِيتُ عِنْدَ بَابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَكَانَ يَسْمَعُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ مِنْ اللَّيْلِ: «سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ» الْهَوِيَّ، ثُمَّ يَقُولُ: «سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ» (٢).


(١) إسناده صحيح.
وأخرجه البخاري (١١٥٤)، وأبو داود (٥٠٦٠)، والترمذي (٣٧١٢)، والنسائي في «الكبرى» (١٠٦٣١) من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب.
وهو في «مسند أحمد» (٢٢٦٧٣)، و«صحيح ابن حبان» (٢٥٩٦).
قوله: «من تعارّ من الليل» قال الخطابي في «سنان الدعاء» ص ١٧٦: معناه: يستقظ من نومه، قالوا: ولا يكاد يكون ذلك إلا مع صوت أو كلام، ويقال: إنه مأخوذ من عِرار الظَّليم، وهو صوتُه.
(٢) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل معاوية بن هشام، فهو صدوق حسن الحديث. شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، ويحيى: هو ابن أبي كثير، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. =

٣٨٨٠ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ ابْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ
عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا انْتَبَهَ مِنْ اللَّيْلِ، قَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَمَا أَمَاتَنَا، وَإِلَيْهِ النُّشُورُ» (١).
٣٨٨١ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ، أخبرنا حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النُّجُودِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي ظَبْيَةَ
عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا مِنْ عَبْدٍ بَاتَ عَلَى طُهُورٍ، ثُمَّ تَعَارَّ مِنْ اللَّيْلِ، فَسَأَلَ اللَّهَ (٢) مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا، أَوْ مِنْ أَمْرِ الْآخِرَةِ، إِلَّا أَعْطَاهُ» (٣).


= وأخرجه الترمذي (٣٧١٤)، والنسائي في «المجتبى» ٣/ ٢٠٩ من طريق يحيى ابن أبي كثير، به. ولفظ الترمذي: فأسمعه الهويّ من الليل يقول:«سمع الله لمن حمده»، وأسمعه الهويَّ من الليل يقول: «الحمد لله رب العالمين» وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
قال في «النهاية»: الهَوي بالفتح: الحِينُ الطويلُ من الزمانِ، وقيل: هو مختص بالليل.
(١) إسناده صحيح.
وأخرجه البخاري (٦٣١٢)، وأبو داود (٥٠٤٩)، والترمذي (٣٧١٥)، والنسائي في «الكبرى» (١٠٦٢٦) و(١٠٦٢٧) من طريق عبد الملك بن عُمير، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وهو في «مسند أحمد» (٢٣٢٧١).
(٢) في المطبوع: فسأل الله شيئًا.
(٣) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وهو متابع. =

١٧ - بَابُ الدُّعَاءِ عِنْدَ الْكَرْبِ
٣٨٨٢ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ (ح)
وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، جَمِيعًا عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنِي هِلَالٌ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ
عَنْ أُمِّهِ أَسْمَاءَ ابْنَةِ عُمَيْسٍ، قَالَتْ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ عِنْدَ الْكَرْبِ: «اللَّهُ، اللَّهُ رَبِّي لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا» (١).
٣٨٨٣ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ صَاحِبِ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ


= وأخرجه أبو داود (٥٠٤٢)، والنسائي في «الكبرى» (١٠٥٧٣) و(١٠٥٧٤) من طريق شهر بن حوشب، به.
وأخرجه أبو داود (٥٠٤٢)، والنسائي (١٠٥٧٣) و(١٠٥٧٤) من طريق ثابت ابن أسلم البناني، عن أبي ظبية، عن معاذ بن جبل. وهذا إسناد صحيح.
وهو في «مسند أحمد» (٢٢٠٤٨) و(٢٢٠٤٩).
ورواه شِمر بن عطية، عن شهر بن حوشب، عن أبي ظبية، عن عمرو بن عنبسة، فذكر صحابيًا آخر. أخرجه النسائي في «الكبرى» (١٠٥٧٥) و(١٠٥٧٦) و(١٠٥٧٧).
وهو في «مسند أحمد» (١٧٠٢١).
(١) إسناده صحيح.
وأخرجه أبو داود (١٥٢٥) من طريق عبد الله بن داود الخُريبي، والنسائي في «الكبرى» (١٠٤٠٨) من طريق محمَّد بن خالد الوهبي، و(١٠٤١٠) من طريق أبي نعيم الفضل بن دُكين، ثلاثهم، عن عبد العزيز بن عمر، بهذا الإسناد. إلا أن الوهبي قال: عن أبي هلال، بدل: هلال، وخطأه النسائي.

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبِّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ» (١).
قَالَ وَكِيعٌ مَرَّةً: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ» فِيهَا كُلِّهَا.

١٨ - بَابُ مَا يَدْعُو بِهِ الرَّجُلُ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ
٣٨٨٤ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ الشَّعْبِيِّ
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ إِذَا خَرَجَ مِنْ مَنْزِلِهِ، قَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ أَوْ أَزِلَّ، أَوْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ، أَوْ أَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ» (٢).


(١) إسناده صحيح. أبو العالية: هو رُفيع بن مهران الرياحي، وقتادة: هو ابن دعامة.
وأخرجه البخاري (٦٣٤٥)، ومسلم (٢٧٣٠)، والترمذي (٣٧٣٤) و(٣٧٣٥)، والنسائي في «الكبرى» (٧٦٢٧) و(٧٦٢٨) و(١٠٤١٤) من طريق قتادة، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه مسلم (٢٧٣٠)، والنسائي (١٠٤١٣) من طريق يوسف بن عبد الله بن الحارث، عن أبي العالية، به.
وهو في «مسند أحمد» (٢٠١٢).
(٢) حديث صحيح، رجاله ثقات، والشعبي -واسمه عامر بن شراحيل- قد أدرك أم سلمة يقينًا، وقد صحيح الحاكم سماعه منها، وسكت المزي في «تهذيب الكمال» عن روايته عنها، وقد صحيح حديثه هذا الترمذيُّ والحاكم والنووي وابنُ القيم وغيرهم، وقول علي ابن المديني: لم يسمع مها لم يُتابَع عليه، إلا أن الحافظ في «نتائج الأفكار» ١/ ١٦٠ قد اعتمده، فقال: ليس له علة سوى الانقطاع. =

٣٨٨٥ - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ (١) عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ قَالَ: «بِاسْمِ اللَّهِ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، التُّكْلَانُ عَلَى اللَّهِ» (٢).


= ولو فُرض أن الشعبي لم يسمع من أم سلمة فمراسيله عند ابن المديني قوية فيما نقله ابن رجب في «شرح العلل» ١/ ٢٩٦.
وأخرجه أبو داود (٥٠٩٤)، والترمذي (٣٧٢٥)، والنسائي ٨/ ٢٦٨ و٢٨٥ من طريق منصور بن المعتمر، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وهو في «مسند أحمد» (٢٦٦١٦).
(١) لفظه «بن» تحرفت في أصولنا الخطية إلى: «عن». قال المزي في ترجمة عبد الله بن حسين من «تهذيب الكمال» ١٤/ ٤٢٥: وقع في النسخ المتأخرة من كتاب ابن ماجه: عن عبد الله بن حسين عن عطاء بن يسار، وهو خطأ.
(٢) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن حسين بن عطاء بن يسار ويعقوب بن حمد بن كاسب، وقد وهم فيه عبد الله بن حسين، قال أبو زرعة الرازي في «سؤالات البرذعي»: عبد الله بن حسين ضعيف، حدث عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ: «التكلان على الله» وإنما هو عن سهيل، عن أبيه، عن السلُولي، عن كعب. قلنا: السَّلولي: هو عبد الله بن ضمرة. وقال البخاري عن عبد الله بن حسين هذا: منكر الحديث.
وأخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (١١٩٧)، والطبراني في «الدعاء» (٤٠٦)، وابن السني في «عمل اليوم والليلة» (١٧٧)، والحاكم ١/ ٥١٩، وعبد الغني المقدسي في «التركيب في الدعاء» (١١٦)، والمزي في «تهذيب الكمال» في ترجمة عبد الله بن الحسين، وابن حجر في «نتائج الأفكار» ١/ ١٦٥ من طرق عن حاتم بن إسماعيل، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم، لكن قال الحافظ ردًا عليه في «نتائج الأفكار»: وفي تصحيحه نظر، فإن أبا زرعة ضعف عبد الله بن حسين، وقد تفرد به عن سهيل، لكنه اعتضد بشواهده، ولذلك قلتُ: حسنٌ. =

٣٨٨٦ - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ الْأَعْرَجِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَابِ بَيْتِهِ، -أَوْ مِنْ بَابِ دَارِهِ- كَانَ مَعَهُ مَلَكَانِ مُوَكَّلَانِ بِهِ، فَإِذَا قَالَ: بِاسْمِ اللَّهِ، قَالَا: هُدِيتَ، وَإِذَا قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، قَالَا: وُقِيتَ، وَإِذَا قَالَ: تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، قَالَا: كُفِيتَ، قَالَ:»فَيَلْقَاهُ قَرِينَاهُ فَيَقُولَانِ: مَاذَا تُرِيدَانِ مِنْ رَجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفِيَ وَوُقِيَ؟ «(١).


= وله طريق أخرى عن أبي هريرة ستأتي عند المصنف بعده، وفيها هارون بن هارون القرشي ضعيف أيضًا.
وله شاهد من حديث أنس بن مالك عند أبي داود (٥٠٩٥)، والترمذي (٣٧٢٤)، والنسائي في»الكبرى«(٩٨٣٧).
وقال الترمذي: حسن غريب، وصححه ابن حبان (٨٢٢)، وقال الحافظ في»نتاثج الأفكار«١/ ١٦٤: رجاله رجال الصحيح، ولذلك صححه ابن حبان، لكن خفيت عليه علتُه. قال البخاري: لا أعرف لابن جريج عن إسحاق إلا هذا، ولا أعرف له منه سماعًا، وقال الدارقطني: رواه عبد المجيد بن عبد العزيز، عن ابن جريج قال: حُذثتُ عن إسحاق، قال: وعبد المجيد أثبت الناس بابن جريج، والله أعلم. قلنا: قد صححه الضباء المقدسي كذلك في»الأحاديث المختارة«(١٥٣٩ - ١٥٤١) وجاء عنده في أحد طرقه تصريح ابن جريج بالسماع من إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة!!
وآخر مرسلٌ عن عون بن عبد الله بن عتبة أخرجه الحافظ في»نتائج الأفكار«١/ ١٦٤ - ١٦٥، وقال: إسناده قوي لكنه مرسل.
وآخر من قول ابن مسعود موقوفًا عند ابن أبي شيبة ١٠/ ٣٥٩ - ٣٦٠ و١٢/ ٥١٨، وأبي نعيم في»الحلية" ٤/ ٢٥١، وفي إسناده انقطاع.
وبمجموع هذه الشواهد يتحسن الحديث، والله تعالى أعلم.
(١) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف هارون بن هارون الدشقي، لكن للحديث شواهد يحسن بها ذكرناها عند الحديث السابق.

١٩ - بَابُ مَا يَدْعُو بِهِ إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ
٣٨٨٧ - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: «إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَذَكَرَ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: لَا مَبِيتَ لَكُمْ، وَلَا عَشَاءَ، وَإِذَا دَخَلَ وَلَمْ يَذْكُرْ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: أَدْرَكْتُمْ الْمَبِيتَ، فَإِذَا لَمْ يَذْكُرْ اللَّهَ عِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ: أَدْرَكْتُمْ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ» (١).

٢٠ - بَابُ مَا يَدْعُو بِهِ الرَّجُلُ إِذَا سَافَرَ
٣٨٨٨ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَاصِمٍ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ -وَقَالَ عَبْدُ الرَّحِيمِ: يَتَعَوَّذُ- إِذَا سَافَرَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ، وَالْحَوْرِ بَعْدَ الْكَوْرِ، وَدَعْوَةِ الْمَظْلُومِ، وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الْأَهْلِ وَالْمَالِ».


(١) إسناده صحيح. وقد صرَّح ابن جريج وأبو الزبير بالسماع هنا، وعند مسلم وأحمد وغيرهما.
وأخرجه مسلم (٢٠١٨)، وأبو داود (٣٧٦٥)، والنسائي في «الكبرى» (٦٧٢٤) و(٩٩٣٥) من طريق ابن جريج، به.
وهو في «مسند أحمد» (١٥١٠٨)، و«صحيح ابن حبان» (٨١٩).

زَادَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: فَإِذَا رَجَعَ قَالَ مِثْلَهَا (١).

٢١ - بَابُ مَا يَدْعُو بِهِ الرَّجُلُ إِذَا رَأَى السَّحَابَ وَالْمَطَرَ
٣٨٨٩ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ الْمِقْدَامِ، عَنْ أَبِيهِ
أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ إِذَا رَأَى سَحَابًا مُقْبِلًا مِنْ أُفُقٍ مِنْ الْآفَاقِ، تَرَكَ مَا هُوَ فِيهِ وَإِنْ كَانَ فِي صَلَاتِهِ، حَتَّى يَسْتَقْبِلَهُ، فَيَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا أُرْسِلَ بِهِ»، فَإِنْ أَمْطَرَ قَالَ: «اللَّهُمَّ سَيْبًا نَافِعًا» مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثَا، وَإِنْ كَشَفَهُ اللَّهُ عز وجل، وَلَمْ يُمْطِرْ، حَمِدَ اللَّهَ عَلَى ذَلِكَ (٢).


(١) إسناده صحيح. عاصم: هو ابن سليمان الأحول، وأبو معاوية: هو محمَّد ابن خازم الضرير، وأبو بكر: هو ابن أبي شيبة.
وأْخرجه مسلم (١٣٤٣)، والترمذي (٣٧٤٠)، والنسائي ٨/ ٢٧٢ و٢٧٣ من طرق عن عاصم الأحول، عن عبد الله بن سرجس. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وهو في «مسند أحمد» (٢٠٧٧١).
قوله: «وعْثاء السفر» قال الخطابي في «سنان الدعاء» ص١٨٠: يعني: شدة النصَب والمشقة، وأصله الوعْث وهو الدهس والمشي يشتد يه على صاحبه فصار مثلًا لكل ما يشُقُّ على فاعله.
وقوله: «كآبة المنقلَب»: يعني أن ينقلب من سفره إلى أهله بأمر يكتئب منه، مثل أن يُصيبه في طريقه مرضٌ أو يناله خسران أو يقدم على أهله فيجدهم مرضى أو يكون قد هلك بعضُهم إلى ما يشبه ذلك من الأمور التي يكتئب لها الإنسان.
وقوله: «الحور بعد الكور»: معناه النقصان بعد الزيادة، وذلك أن يكون الإنسان على حالة جميلة فيحور عن ذلك، أي: يرجع، والكور مأخوذ من كور العمامة.
(٢) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل يزيد بن المقدام بن شريح، فهو صدوق حسن الحديث ولكنه متابع. =

٣٨٩٠ - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ أَبِي الْعِشْرِينَ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَهُ
عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كَانَ إِذَا رَأَى الْمَطَرَ قَالَ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ صَيِّبًا هَنِيئًا» (١).


= وأخرجه النسائي في «الكبرى» (١٨٤٣) و(١٠٦٨٤) من طريق يزيد بن المقدام، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (٥٠٩٩) من طريق سفيان الثوري، عن المقدام، به.
وأخرجه النسائي (١٨٤١) و(١٨٤٢) و(١٠٦٨٥) من طريقين عن المقدام بن شريح، به. فذكر دعاء رؤية المطر، ولم يذكر دعاء رؤية السحاب.
وهو في «مسند أحمد» (٢٥٥٧٠) بذكر الدُّعائين، وفي «صحيح ابن حبان» (٩٩٤) بذكر دعاء رؤية المطر فقط.
وأخرجه مسلم (٨٩٩)، والترمذي (٣٧٥١)، والنسائي (١٠٧١٠) من طريق عطاء بن أبي رباح، عن عائشة قالت: كان النبي ﷺ إذا عصفت الريح قال: «اللهم إني أسألك خيرها، وخير ما أُرسلَت به، وأعوذ بك من شرها وشرّ ما أرسلت به».
وانظر ما بعده.
(١) حديث صحيح. هشام بن عمار متابع.
وأخرجه البخاري (١٠٣٢)، والنسائي في «الكبرى» (١٠٦٨٧ - ١٠٦٩٠) من طريق القاسم بن محمَّد، به.
وهو في «مسند أحمد» (٢٤٥٨٩)، و«صحيح ابن حبان» (٩٩٣).
وانظر ما قبله.
الصيب: المطر المنحدر المنصب، وهو في الأصل: صَيوب، ولكن الواو لما سبقتها ياء ساكنة، صيرتا جميعًا ياء مشددة، كما قيل سيد من: ساد يسود، وجيِّد من: جاد يجود، وكذلك تفعل العرب بالواو إذا كانت متحركة وقبلها ياء ساكنة، تصيرهما جميعًا ياء مشددة، أفاده الطبري في «جامع البيان».

٣٨٩١ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا رَأَى مَخِيلَةً تَلَوَّنَ وَجْهُهُ وَتَغَيَّرَ، وَدَخَلَ وَخَرَجَ، وَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ، فَإِذَا أَمْطَرَتْ سُرِّيَ عَنْهُ، قَالَ: فَذَكَرَتْ لَهُ عَائِشَةُ بَعْضَ مَا رَأَتْ مِنْهُ، فَقَالَ: «وَمَا يُدْرِيكِ، لَعَلَّهُ كَمَا قَالَ قَوْمُ هُودٍ: ﴿فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ﴾ الْآيَةَ [الأحقاف: ٢٤] (١).

٢٢ - بَابُ مَا يَدْعُو بِهِ الرَّجُلُ إِذَا نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الْبَلَاءِ
٣٨٩٢ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ مُصْعَبٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ -وَلَيْسَ بِصَاحِبِ ابْنِ عُيَيْنَةَ- مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ، عَنْ سَالِمٍ


(١) إسناده صحيح. عطاء: هو ابن أبي رباح، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز.
وأخرجه البخاري (٣٢٠٦)، ومسلم (٨٩٩)، والترمذي (٣٥٣٩)، والنسائي في»الكبرى«(١٨٤٤) و(١١٤٢٨) من طريق عطاء بن أبي رباح، به.
وهو في»مسند أحمد«(٢٦٠٣٧)، و»صحيح ابن حبان«(٥٨).
وأخرجه بنحوه البخاري (٤٨٢٩)، ومسلم (٨٩٩)، وأبو داود (٥٠٩٨) من طريق سليمان بن يسار، والنسائي (١٨٤٥) من طريق طاووس، كلاهما عن عائشة.
وهو في»مسند أحمد«(٢٤٣٦٩) من طريق سليمان بن يسار، و(٢٥٣٤٢) من طريق طاووس.
وقوله:»فأمطرت، يقال: مطرت وأمطرت، وهما بمعنى عند الجمهور، وقيل: يقال: مطر في الخير، وأمطر في الشر.

عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ فَجِئَهُ صَاحِبُ بَلَاءٍ، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ، وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا، عُوفِيَ مِنْ ذَلِكَ الْبَلَاءِ، كَائِنًا مَا كَانَ» (١).

* * *


(١) إسناده ضعيف جدًا. خارجة بن مصعب متروك الحديث، وعمرو بن دينار مولى آل الزبير منكر الحديث، وقد اختلف عليه في إسناده كما بيناه في «جامع الترمذي» (٣٧٣٠) فراجعه.
وقد روي من وجهين آخرين عن ابنِ عمر غير صحيحين خرجناهما هناك.
وأخرجه الترمذي (٣٧٣٠) من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن عمرو بن دينار مولى آل الزبير، عن سالم، عن ابن عمر، عن عمر فجعله من مسند عمر!

 


google-playkhamsatmostaqltradent