recent
آخر المقالات

١١ - كِتَابُ الاعْتِكَاف (١)

 

١ - بَابُ الْجِوَارِ (٢) وَالاِعْتِكَافِ
بسم الله الرحمن الرحيم
وَالْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
° [٨٢٥٢] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَرَأَيْتَ الْجِوَارَ وَالاِعْتِكَافَ، أَمُخْتَلِفَانِ هُمَا أَمْ شَيءٌ وَاحِدٌ؟ قَالَ: بَلْ هُمَا مُخْتَلِفَانِ، كَانَتْ بُيُوتُ النَّبِيِّ ﷺ فِي الْمَسْجِدِ، فَلَمَّا اعْتَكَفَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، خَرَجَ مِنْ بُيُوتِهِ إِلَى بَطْنِ الْمَسْجِدِ فَاعْتَكَفَ فِيهِ، قُلْتُ لَهُ: فَإِنْ قَالَ إِنْسَانٌ: عَلَيَّ اعْتِكَافُ أَيَّامٍ فَفِي جَوْفِهِ لَا بُدَّ؟ قَالَ: نَعَمْ، وإِنْ قَالَ: عَلَيَّ جِوَارُ أَيَّامٍ، فَبِبَابِهِ أَوْ فِي (٣) جَوْفِهِ إِنْ شَاءَ.
[٨٢٥٣] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: وَقَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: الْجِوَارُ وَالاعْتِكَافُ وَاحِدٌ *.


[٨٢٥٤] عبد الرزاق، عَنْ فُضَيْلٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: الْحَرَمُ كُلُّهُ مَسْجِدٌ، يَعْتَكِفُ فِي أَيِّهِ شَاءَ، وإِنْ شَاءَ فِي مَنْزِلِهِ، إِلَّا أَنَّهُ لَا يُصَلِّي إِلَّا فِي جَمَاعَةٍ.
[٨٢٥٥] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً يُخْبِرُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ قَالَ: إِنِّي لأَمْكُثُ فِي الْمَسْجِدِ السَّاعَةَ، وَمَا أَمْكُثُ إِلَّا لِأَعْتَكِفَ، قَالَ: وَحَسِبْتُ أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ يَعْلَى أَخْبَرَنِيهِ.


(١) الاعتكاف والعكوف: المقام في المسجد على وجه مخصوص. (انظر: معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية) (١/ ٢٣٠).
(٢) الجوار: مصدر جاورته مجاورة، بمعنى: الاعتكاف. (انظر: النهاية، مادة: جور).
(٣) من (ن).
* [٢/ ١٤٢ أ].

[٨٢٥٦] قال عبد الرزاق: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قَالَ عَطَاءٌ هُوَ اعْتِكَافٌ مَا مَكَثَ فِيهِ، وإِنْ جَلَسَ فِي الْمَسْجِدِ احْتِسَابَ الْخَيْرِ فَهُوَ مُعْتَكِفٌ، وإِلَّا فَلَا.

٢ - بَابٌ لا جِوَارَ إِلَّا فِي مَسْجِدِ جَمَاعَةٍ
[٨٢٥٧] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَحْسَبُهُ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: لَا اعْتِكَافَ إِلَّا فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ ﷺ.
[٨٢٥٨] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ جَابِرِ الْجُعْفِيِّ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: لَا اعْتِكَافَ إِلَّا * فِي مَسْجِدِ جَمَاعَةٍ.
[٨٢٥٩] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ. وَعَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَا اعْتِكَافَ إِلَّا فِي مَسْجِدِ جَمَاعَةٍ.
[٨٢٦٠] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ. وَعَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ: كَانَا يُرَخِّصَانِ فِي الاِعْتِكَافِ فِي مَسْجِدِ الْقَبَائِلِ الَّتِي تُقَامُ فِيهَا الصَّلَاةُ.
[٨٢٦١] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا بِالاِعْتِكَافِ فِي (١) هَذِهِ الْمَسَاجِدِ، مَسَاجِدِ الْقَبَائِلِ.
قَالَ مَنْصُورٌ: وَكَانَ سَعِيدُ بْن جُبَيْرٍ يَعْتَكِفُ فِي مَسْجِدِ قَوْمِهِ.
[٨٢٦٢] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ قَالَ: كَانَ أَبُو الْأَحْوَصِ يَعْتَكِفُ فِي مَسْجِدِ قَوْمِهِ.


• [٨٢٥٧] [شيبة: ٩٧٦٥].
• [٨٢٥٨] [شيبة: ٩٧٦٣].
* [ن / ١٨٢ أ].
• [٨٢٥٩] [شيبة: ٩٧٦٩]، وسيأتي: (٨٣٠٤).
• [٨٢٦١] [شيبة: ٩٧٥٥، ٩٧٥٨].
(١) في الأصل: «على»، والمثبت من (ن).

[٨٢٦٣] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ وَاصِلٍ الْأَحْدَبِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: جَاءَ حُذَيْفَةُ إِلَى عَبْدِ اللهِ، فَقَالَ: أَلَا أُعَجِّبُكَ مِنْ نَاسٍ عُكُوفٍ بَيْنَ دَارِكَ وَدَارِ الْأَشْعَرِيِّ؟ قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَلَعَلَّهُمْ أَصَابُوا وَأَخْطَأْتَ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: مَا أُبَالِي أَفِيهِ أَعْتَكِفُ، أَوْ فِي سُوقِكُمْ (١) هَذهِ، إِنَّمَا الاِعْتِكَافُ فِي هَذِهِ الْمَسَاجِدِ الثَّلَاثَةِ: مَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الْمَدِينَةِ، وَالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى، وَكَانَ الَّذِينَ اعْتَكَفُوا، فَعَابَ عَلَيْهِمْ حُذَيْفَةُ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ الْأَكْبَرِ.
[٨٢٦٤] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْأَقْمَرِ (٢)، عَنْ شَدَّادِ بْنِ الْأَزْمَعِ، قَالَ: اعْتَكَفَ رَجُلٌ فِي الْمَسْجِدِ فِي خَيْمَةٍ لَهُ فَحَصبَهُ (٣) النَّاسُ، قَالَ: فَأَرْسَلَنِي الرَّجُلُ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ (٤)، فَجَاءَ عَبْدُ اللهِ (٥) فَطَرَدَ النَّاسَ وَحَسَّنَ ذَلِكَ.
[٨٢٦٥] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ جَامِعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، يَقُولُ: قَالَ حُذَيْفَةُ لِعَبْدِ اللهِ: قَوْمٌ عُكُوفٌ بَيْنَ دَارِكَ وَدَارِ أَبِي مُوسَى لَا تَنْهَاهُمْ؟ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ: فَلَعَلَّهُمْ أَصَابُوا وَأَخْطَأْتَ، وَحَفِظُوا وَنَسِيتَ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ


• [٨٢٦٣] [شيبة: ٩٧٦٢].
(١) في الأصل: «بيوتكم»، والمثبت من (ن)، و«المعجم الكبير» للطبراني (٩/ ٣٠١) عن الدبري، عن عبد الرزاق، به.
• [٨٢٦٤] [شيبة: ٩٧٦٤].
(٢) في الأصل، (ن): «الأرقم» وهو تحريف، والمثبت من حاشية (ن) منسوبًا لنسخة، و«المعجم الكبير» للطبراني (٩/ ٣٠٢) عن الدبري، عن عبد الرزاق، به، و«المصنف» لابن أبي شيبة (٩٧٦٤) من طريق الثوري، به.
(٣) الحصب: الرمي بالحصى الصغار. (انظر: النهاية، مادة: حصب).
(٤) في الأصل، (ن): «عباس» وهو تحريف، والمثبت من حاشية (ن) منسوبًا لنسخة، و«المعجم الكبير»، و«المصنف».
(٥) في الأصل «فجاء مسعود عبد الله» كذا، والمثبت من (ن)، و«المعجم الكبير».
• [٨٢٦٥] [شيبة: ٩٧٦٢].

لَا اعْتِكَافَ إِلَّا فِي هَذِهِ الْمَسَاجِدِ الثَّلَاثَةِ: مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ، وَمَسْجِدِ مَكَّةَ، وَمَسْجِدِ (١) إِيلِيَا (٢).
[٨٢٦٦] معمر، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: لَا اعْتِكَافَ إِلَّا فِي مَسْجِدِ جَمَاعَةٍ.
[٨٢٦٧] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: لَا جِوَارَ إِلَّا فِي مَسْجِدٍ جَامِعٍ، ثُمَّ قَالَ: لَا جِوَارَ إِلَّا فِي مَسْجِدِ مَكَّةَ، وَمَسْجِدِ الْمَدِينَةِ.
[٨٢٦٨] قال ابْنُ جُرَيْجٍ: وَقَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: مَا أَرَاهُ إِلَّا مُجَاوِرًا فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ، وَالْبَصرَةِ.
[٨٢٦٩] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ (٣) إِنْسَانًا مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الْمِيَاهِ نَذَرَ جِوَارًا - سَمَّيْتُ لَهُ الظَّهْرَانَ وَعُسْفَانَ (٤) - فِي مَسْجِدِهِمْ؟ قَالَ: يَقْضِيهِ إِذَا جَعَلَهُ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ الْمَسْجِدِ، قُلْتُ: نَذَرَ جِوَارًا فِي مَسْجِدِ مِنًى (٥)؟ قَالَ: فَلْيُجَاوِرْ فِيهِ، فَإِنَّ لَهُ شَأْنًا، قُلْتُ: أَيَجْعَلُ بِنَاءَهُ * ثَمُّ بِمِنًى فِي الدَّارِ؟ قَالَ: لَا مِنْ أَجْلِ عَتَبِ


(١) قوله: «ومسجد» ليس في الأصل، (ن)، وأثبتناه من «المعجم الكبير» للطبراني (٩/ ٣٠٢) عن الدبري، عن عبد الرزاق به، و«المحلى» لابن حزم (٣/ ٤٢٩) من طريق عبد الرزاق، به.
(٢) كذا في الأصل، (ن) مقصورا، وفي حاشية (ن): «إليا» ونسبه لنسخة. قال القاضي عياض في «مشارق الأنوار» (١/ ٥٩): «إيلياء: بكسر أوله ممدودٌ، بيت المقدس، وقيل: معناه بيت الله، وحكى أبو عبيد البكري: أنه يقال بالقصر أيضًا، ولغة ثالثة: إلْياء بحذف الياء الأولى وسكون اللام، وهو الأقصى أيضًا». اهـ.
• [٨٢٦٦] [شيبة: ٩٧٦٦].
(٣) ليس في الأصل، وأثبتناه من (ن).
(٤) عسفان: بلد على مسافة ثمانين كيلو مترًا من مكة شمالًا على طريق المدينة. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص ١٩١).
(٥) [ن / ١٨٢ ب]. ومراده أنه مسجد غير جامع إلا أيام منى فقط، انظر: «أخبار مكة» للفاكهي (١٣٣٥).
* [٢/ ١٤٢ ب].

الْبَابِ، قُلْتُ: فَفِي مَسْجِدِنَا إِذَنْ مِثْلُ (١) ذَلِكَ؟ قَالَ: لَا، إِنَّمَا ذَلِكَ (٢) الْعَتَبُ لِلدَّارِ، وَلَيْسَ كَهَيْئَةِ مَسْجِدِنَا هَذَا، ثُمَّ قَالَ بَعْدُ: لَا جِوَارَ إِلَّا فِي مَسْجِدِ مَكَّةَ، وَمَسْجِدِ الْمَدِينَةِ، قَالَ: وإِنَّ أَهْلَ الْبَصْرَةِ لَيُجَاوِرُونَ فِي مَسْجِدِهِمْ حَتَّى إِنَّ أَحَدَهُمْ لَيُجَاوِرُ مَسْجِدَهُ فِي بَيْتِهِ.
[٨٢٧٠] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: فَمَسْجِدُ إِلْيَاءَ؟ قَالَ: لَا يُجَاوِرُ إِلَّا فِي مَسْجِدِ مَكَّةَ، وَمَسْجِدِ الْمَدِينَةِ.
[٨٢٧١] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: اعْتَكَفَتْ عَائِشَةُ بَيْنَ حِرَا (٣) وَثبِيرٍ (٤)، فكُنَّا نَأتِيهَا هُنَاكَ، وَعَبْدٌ لهَا يَؤُمُّهَا.
[٨٢٧٢] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي (٥) عَطَاءٌ، أَنَّ عَائِشَةَ نَذَرَتْ جِوَارًا فِي جَوْفِ ثَبِيرٍ، مِمَّا يَلِي مِنًى، قُلْتُ: فَقَدْ جَاوَرْتَ؟ قَالَ: أَجَلْ! وَقَدْ كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ (٦) بْنُ أَبِي بَكْرٍ نَهَاهَا (٧) أَنْ تُجَاوِرَ خَشْيَةَ أَنْ تُتَّخَذَ سُنَّة، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: حَاجَةٌ كَانَتْ فِي نَفْسِي.


(١) قوله: «إذن مثل» ليس في الأصل، وأثبتناه من (ن).
(٢) ليس في الأصل، وأثبتناه من (ن).
(٣) في الأصل: «حر»، والمثبت من (ن) مقصورا، قال القسطلاني في «شرح صحيح البخاري» (١/ ٦٢): «حراء: بكسر الحاء المهملة وتخفيف الراء وبالمد، وحكى الأصيلي فتحها والقصر، وعزاها في القاموس للقاضي عياض، قال: وهي لغة، وهو مصروف إن أُريد المكان، وممنوع إن أريد البقعة، فهي أربعة: التذكير والتأنيث والمد والقصر، وكذا حكم قباء، وقد نظم بعضهم أحكامها في بيت فقال: حِرا وقُبا ذكّر وأنثهما معا … ومدّ أو اقصر واصرفن وامنع الصرفا». ينظر: «مشارق الأنوار» للقاضي عياض (١/ ٢٢٠).
(٤) ثبير: جبل يشرف على مكة من الشرق، وعلى منًى من الشمال، ويسميه اليوم أهل مكة: «جبل الرَّخَم». (انظر: المعالم الجغرافية) (ص ٧١).
(٥) قوله: «قال: أخبرني» وقع في الأصل: «عن» والمثبت من (ن)، وسيأتي عند المصنف كالمثبت، ينظر: (١٧٠٤٨).
(٦) في الأصل: «عبد الله» والمثبت من (ن)، وسيأتي عند المصنف كالمثبت.
(٧) في الأصل: «نهى» والمثبت من (ن).

[٨٢٧٣] عبد الرزاق، عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ مُغِيرَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ امْرَأَةٍ اعْتَكَفَتْ فِي مَسْجِدِ بَيْتِهَا، أَتَمُرُّ فِي ظُلَّتِهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، هُوَ طَرِيقٌ، قَالَ: قُلْتُ (١): اعْتَكَفَتْ فِي ظُلَّتِهَا، أَتَمُرُّ فِي بَيْتِهَا؟ قَالَ: لَا.
[٨٢٧٤] عبد الرزاق، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الشعْبِي قَالَ: لَا بَأْسَ أَنْ يَعْتَكِفَ الرَّجُلُ فِي مَسْجِدِ بَيْتِهِ.

٣ - بَابٌ أَيُقْضَى جِوَارُ مَسْجِدٍ فِي غَيْرِهِ؟
[٨٢٧٥] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: مَنْ نَذَرَ (٢) أَنْ يَعْتَكِفَ فِي مَسْجِدِ إِلِيَاءَ، فَاعْتَكَفَ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ ﷺ بالمَدِينَةِ، أجْزَأَ عَنْهُ، وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْتَكِفَ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ ﷺ بالْمَدِينَةِ، فَاعْتَكَفَ بِالْمَسْجِدِ (٣) الْحَرَامِ، أَجْزَأَ عَنْهُ.
قَالَ مَعْمَرٌ: وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْتَكِفَ عَلَى رَأْسِ جَبَلٍ، فَإِنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَعْتَكِفَ فِيهِ، وَأَنْ يَعْتَكِفَ فِي مَسْجِدِ جَمَاعَةٍ.
[٨٢٧٦] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ إِنْسَانًا نَذَرَ جِوَارًا فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ، أَيَقْضي عَنْهُ مَسْجِدُ النَّبِيِّ ﷺ بِالْمَدِينَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَيَأْبَى عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ ذَلِكَ.
[٨٢٧٧] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: نَذَرَ جِوَارًا فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ ﷺ، أَيَقْضي عَنْهُ أَنْ (٤) يُجَاوِرَ فِي مَسْجِدِ مَكَّةَ؟ قَالَ: نَعَمْ. وَيَأْبَى ذَلِكَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ.


(١) في (ن): «فقلت».
(٢) في الأصل: «نذرت»، والمثبت من (ن) هو الصواب.
(٣) في (ن): «في المسجد».
(٤) في الأصل، (ن): «أم»، والمثبت هو الصواب.

[٨٢٧٨] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: زَعَمَ أَنَّ الْخَيْرَ مِنَ الْمَسَاجِدِ أَحَبُّ إِلَيْهِ أَنْ يُجَاوِرَ فِيهِ الْإِنْسَانُ *، وإِنْ كَانَ نَذَرَ جِوَارًا لِغَيْرِهِ، يَعْنِي أَنَّ الْخَيْرَ مِنَ الْمَسَاجِدِ مَا جَاءَ فِيهِ الْفَضْلُ: مَسْجِدُ مَكَّةَ، وَمَسْجِدُ الْمَدِينَةِ، وَمَسْجِدُ إِلْيَاءَ.
[٨٢٧٩] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ نَذَرَ جِوَارًا فِي مَسْجِدِ مَكَّةَ، أَيَقْضِي عَنْهُ أَنْ يُجَاوِرَ فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ؟ قَالَ: لَا، قُلْتُ: فَنَذَرَ جِوَارًا فِي مَسْجِدِ الرَّسُولِ ﷺ أَيَقْضِي عَنْهُ أَنْ يُجَاوِرَ فِي مَسْجِدِ إِلْيَاءَ؟ قَالَ: لَا، قُلْتُ: فَنَذَرَ جِوَارًا عَلَى رُءُوسِ هَذِهِ الْجِبَالِ، جِبَالِ مَكَّةَ، أَيَقْضِي عَنْهُ أَنْ يُجَاوِرَ فِي الْمَسْجِدِ؟ قَالَ: نَعَمِ، الْمَسْجِدُ خَيْرٌ وَأَطْهَرُ، قُلْتُ: وَكَذَلِكَ فِي كُلّ أَرْضٍ؟ قَالَ: نَعَمْ!.
ثُمَّ أَخْبَرَنِي عِنْدَ ذَلِكَ خَبَرَ عَائِشَةَ حِينَ نَذَرَتْ أَنْ تُجَاوِرَ فِي جَوْفِ ثَبِيرٍ.

٤ - بَابٌ هَلْ يُقْضَى الاِعْتِكافُ؟
° [٨٢٨٠] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ (١)، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا قَفَلَ (٢) النَّبِيُّ ﷺ مِنْ حُنَيْنٍ (٣) سَأَلَ عُمَرُ رَسُولَ اللهِ ﷺ عَنْ نَذْرٍ (٤) كَانَ نَذَرَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، اعْتِكَافِ يَوْمٍ، فَأَمَرَهُ (٥) بِهِ.


* [ن / ١٨٣ أ].
° [٨٢٨٠] [التحفة: د س ٧٣٥٤، خ م ٧٨٢٨، م س ٧٩١٦، خ ٧٩٣٣، خ م ٨١٥٧] [الإتحاف: حم ١٠٤٣١] [شيبة: ١٢٥٦٣].
(١) «عن أيوب» ليس في الأصل، واستدركناه من (ن)، و«صحيح البخاري» (٤٣٠٢)، و«صحيح مسلم» (١٦٩٦/ ٣)، و«سنن النسائي الكبرى» (٣٥٣٧) من طريق المصنف، به.
(٢) القفول والمقفل والإققال: الرجوع. (انظر: النهاية، مادة: قفل).
(٣) تصحف في الأصل إلى: «خيبر»، والتصويب من (ن).
(٤) النذر: التزام مسلم مكلف قربة ولو تعليقا. (انظر: معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية) (٣/ ٤٠٨).
(٥) في الأصل: «فأمر»، والتصويب من (ن)، و«سنن النسائي الكبرى».

° [٨٢٨١] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ *: أَرَادَ النَّبِيُّ ﷺ أَنْ يَعْتَكِفَ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ، قَالَتْ: فَاسْتَأْذَنْتُهُ، فَأَذِنَ لِي، وَاسْتَأْذَنَتْهُ حَفْصَةُ فَأَذِنَ لَهَا، فَسَمِعَتْ بِذَلِكَ زَيْنَبُ، قَالَتْ: وَكَانَ النَّبِيُّ ﷺ: إِذَا أَرَادَ أَنْ يَعْتَكِفَ صَلَّى الْفَجْرَ، ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى مُعْتَكَفِهِ، وَأَمَرَ بِبِنَائِهِ (١) فَضُرِبَ، قَالَتْ: فَلَمَّا صَلَّى الْفَجْرَ إِذَا هُوَ بِأَرْبَعَةِ أَبْنِيَةٍ، فَقَالَ: «مَا هَذَا؟» فَقَالُوا: عَائِشَةُ، وَحَفْصَةُ، وَزَيْنَبُ، قَالَ: «آلْبِرَّ يَقُولُونَ يُرِدْنَ هَذَا؟» فَرَفَعَ بِنَاءَهُ، قَالَتْ: فَلَمْ يَعْتَكِفِ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ، وَاعْتَكَفَ عَشْرًا مِنْ شَوَّالٍ.
[٨٢٨٢] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ أَبِي أُمَيَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ (٢) يَذْكُرُ أَنَّ أُمَّهُ مَاتَتْ (٣)، وَقَدْ كَانَ عَلَيْهَا اعْتِكَافٌ (٤)، قَالَ: فَبَادَرْتُ إِخْوَتِي إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: اعْتَكِفْ عَنْهَا، وَصُمْ.

٥ - بَابٌ لَا اعْتِكَافَ إِلَّا بِصِيَامٍ
[٨٢٨٣] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ قَالَا: لَا جِوَارَ إِلَّا بِصِيَامٍ.


° [٨٢٨١] [التحفة: س ١٦٥٣٤، م ١٦٧٨٩، م ١٦٩٩٩، م ١٧٥٠٥] [شيبة: ٩٧٤٠].
* [٢/ ١٤٣ أ].
(١) في الأصل كأنه: «ببناء ببناء» كذا مكرر، وفي (ن) كأنه: «ببناه» أو: «ببناء»، والمثبت من «سنن أبي داود» (٢٤٥٢)، و«مسند البزار» (١٨/ ٢٤٢ ح ٢٦٨) كلاهما من طريق يحيى بن سعيد، به.
• [٨٢٨٢] [شيبة: ٩٧٨٧، ١٢٧٠٠]، وسيأتي: (١٧٠٦١، ١٧٥٤٠).
(٢) قوله: «بن عتبة» ليس في الأصل، وأثبتناه من (ن)، و«المحلى» لابن حزم (٣/ ٤١٧) من طريق المصنف، به.
(٣) قوله: «ماتت» تحرف في الأصل إلى: «قالت»، وصوبناه من (ن)، و«المحلى»، و«كنز العمال» (٢٤٤٧٦) معزوًّا لعبد الرزاق.
(٤) في الأصل، (ن): «اعتكف»، وصوبناه من «المحلى»، و«كنز العمال».

[٨٢٨٤] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، أَنَّ أَبَا فَاخِتَةَ مَوْلَى * جَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ أَخْبَرَهُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: يَصُومُ الْمُجَاوِرُ، يَعْنِي الْمُعْتَكِفَ.
[٨٢٨٥] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي فَاخِتَةَ الْعَوْفِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: يَصُومُ الْمُجَاوِرُ، يَعْنِي الْمُعْتَكِفَ.
[٨٢٨٦] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ (١)، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَنِ اعْتَكَفَ فَعَلَيْهِ الصَّوْمُ.
[٨٢٨٧] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي (٢) ثَابِتٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَنِ اعْتَكَفَ فَعَلَيْهِ الصَّوْمُ (٣).
[٨٢٨٨] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: لَا اعْتِكَافَ إِلَّا بِصَوْمٍ.
قَالَ مَعْمَرٌ: وَكَانَ الزُّهْرِيُّ يُوجِبُهُ عَلَيْهِ نَوَاهُ أَوْ لَمْ يَنْوِهِ.
[٨٢٨٩] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: سُنَّةُ مَنِ اعْتَكَفَ أَنْ يَصُومَ.
[٨٢٩٠] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: نَذَرَتِ امْرَأَةٌ أَنْ تَعْتَكِفَ شَهْرًا عَلَى عَهْدِ زِيَادٍ، وَكَانَ يَمْنَعُ الاِعْتِكَافَ مِنْ أَجْلِ الْخَوَارِجِ (٤)، فَكُلِّمَ لَهَا، فَأَبَى أَنْ يَأْذَنَ لَهَا، فَسَأَلُوا شُرَيْحًا، فَقَالَ: تَصُومُ، وَتُفَطِّرُ كُلَّ يَوْمٍ مِسْكِينًا، نُسُكَانِ بِنُسُكٍ.


* [ن / ١٨٣ ب].
• [٨٢٨٥] [شيبة: ٩٧١١]، وتقدم: (٨٢٨٤).
• [٨٢٨٦] [شيبة: ٩٧١٤].
(١) قوله: «عن الثوري» ليس في الأصل، واستدركناه من (ن)، و«الجوهر النقي» لابن التركماني (٤/ ٣١٨)، و«نصب الراية» للزيلعي (٢/ ٤٨٨) نقلًا عن عبد الرزاق، به.
(٢) ليس في (ك)، واستدركناه من (ن)، و«نصب الراية» (٢/ ٤٨٨) معزوًا لعبد الرزاق.
(٣) هذا الحديث ليس في الأصل، واستدركناه من (ن)، (ك).
(٤) الخوارج: فرقة إسلامية خرجت على علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد معركة صفين سنة ٣٧ هـ؛ لرفضهم التحكيم بعد أن عرضوه عليه. (انظر: المعجم العربي الأساسي، مادة: خرج).

[٨٢٩١] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَا اعْتِكَافَ إِلَّا بِصَوْمٍ (١).

٦ - بَابٌ لِلْمُعْتَكِفِ شَرْطُهُ
[٨٢٩٢] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: لِلْمُعْتَكِفِ مَا اشْتَرَطَ عِنْدَ اعْتِكَافِهِ.
[٨٢٩٣] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: لَهُ شَرْطُهُ.
[٨٢٩٤] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مِقْسَمٍ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ وَابْنُ مَسْعُودٍ فِي الْمُجَاوِرِ: لَهُ نِيَّتُهُ.
[٨٢٩٥] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَرَأَيْتَ إِنْ نَذَرَ رَجُلٌ جِوَارًا فِي نَفْسِهِ، أَيَنْوِي فِي نَفْسِهِ حِينَ يَنْذِرُ أَنَّهُ لَا يَصُومُ، وَأَنَّهُ يَبِيعُ، وَيَبْتَاعُ، وَيَأْتِي الْأَسْوَاقَ، وَيَعُودُ الْمَرِيضَ، وَيَتَّبعُ الْجَنَازَةَ، وَأَنُّهُ إِذَا كَانَ مَطَرٌ فَإِنَّهُ (٢) يَسْتَكِنَّ فِي الْبَيْتِ، وَيَأْتِيَ الْخَلَاءَ فِي بَيْتِهِ، وَأَنَّهُ يُجَاوِرُ جِوَارًا مُتَقَطِّعًا (٣)؟ قَالَ: ذَلِكَ عَلَى نِيَّتِهِ مَا كَانَتْ.
[٨٢٩٦] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: يَشْتَرِطُ الْمُعْتَكِفُ الْجُمُعَةَ، وَالْجِنَازَةَ، وَالْمَرِيضَ، وإِنْ نَهَزَتْهُ حَاجَةٌ.
[٨٢٩٧] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: إِنِ اشْتَرَطَ أَنْ يَعْتَكِفَ النَّهَارَ، وَأَنْ يَأْتِيَ الْبَيْتَ بِاللَّيْلِ، فَذَلِكَ لَهُ.
[٨٢٩٨] عبد الرزاق، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ قَالَ: لَيْسَ هَذَا اعْتِكَافٌ (٤).


• [٨٢٩١] [شيبة: ٩٧١٨].
(١) في حاشية (ن): «بصيام» ونسبه لنسخة.
(٢) قوله: «إذا كان مطر فإنه» وقع في الأصل: «كان إذا فطر أن» والمثبت من (ن) هو الأليق بالسياق.
(٣) في (ن): «منقطعًا».
(٤) [ن/ ١٨٤ أ]. وفي «مصنف ابن أبي شيبة» (٩٧٤٢): «حدثنا هشيم، عن حجاج، عن عطاء؛ في المعتكف يشترط أن يعتكف بالنهار ويأتي أهله بالليل، قال: ليس هذا باعتكاف». ينظر: «الاستذكار» لابن عبد البر (١٠/ ٢٨٦).

٧ - بَابُ سُنَّةِ الاِعْتِكَافِ
[٨٢٩٩] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ * قَالَ: مَنِ اعْتَكَفَ فَلَا يَرْفُثْ (١) فِي الْحَدِيثِ، وَلَا يُسَابَّ، وَيَشْهَدُ الْجُمُعَةَ، وَالْجِنَازَةَ، وَلْيُوصِ أَهْلَهُ إِذَا كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ وَهُوَ قَائِمٌ، وَلَا يَجْلِسْ عِنْدَهُمْ.
وَبِهِ يَأْخُذُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ.
[٨٣٠٠] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: الْمُعْتَكِفُ يَعُودُ الْمَرِيضَ، وَيَتَّبعُ الْجِنَازَةَ، وَيُجِيبُ أَمِيرًا إِنْ دَعَاهُ.
[٨٣٠١] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: لَا يَخْرُجُ الْمُعْتَكِفُ إِلَّا لِحَاجَةٍ لَا بُدَّ لَهُ مِنْهَا، مِنْ غَائِطٍ أَوْ بَوْلٍ، وَلَا يَتْبَعُ جِنَازَةً (٢)، وَلَا يَعُودُ مَرِيضًا، وَلَا يُجِيبُ دَعْوَةً، وَلَا يَمَسُّ امْرَأَةً وَلَا يُبَاشِرُهَا.
[٨٣٠٢] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ مِثْلَهُ.
[٨٣٠٣] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: الْمُعْتَكِفُ لَا يَتْبَعُ جِنَازَةً، وَلَا يَعُودُ مَرِيضًا.
[٨٣٠٤] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: الْمُعْتَكِفُ لَا يُجِيبُ دَعْوَةً، وَلَا يَعُودُ مَرِيضًا، وَلَا يَتْبَعُ جِنَازَةً، وَلَا اعْتِكَافَ إِلَّا بِصِيَامٍ، وَلَا اعْتِكَافَ إِلَّا فِي مَسْجِدِ جَمَاعَةٍ.


* [٢/ ١٤٣ ب].
(١) الرفث: الفحش في الكلام، وقيل: مذاكرة ذلك مع النساء، وقيل: الجماع. (انظر: ذيل النهاية، مادة: رفث).
• [٨٣٠١] [شيبة: ٩٧٣٧].
(٢) الجنازة: بكسر الجيم: خشب سرير الموتى، وبالفتح: الميت، والجمع: جنائز. (انظر: معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية) (١/ ٥٤٠).
• [٨٣٠٤] [شيبة: ٩٧٣٩، ٩٧٦٩]، وتقدم: (٨٢٥٩).

[٨٣٠٥] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمْرَةَ، قَالَتْ: كَانَتْ عَائِشَةُ فِي اعْتِكَافِهَا إِذَا خَرَجَتْ إِلَى بَيْتِهَا لِحَاجَتِهَا، تَمُرُّ بِالْمَرِيضِ فَتَسْأَلُ عَنْهُ، وَهِيَ مُجْتَازَةٌ، لَا تَقِفُ عَلَيْهِ.
[٨٣٠٦] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَتْ تَمُرُّ بِالْمَرِيضِ مِنْ أَهْلِهَا، وَهِيَ مُجْتَازَةٌ فَلَا تَعْرِضُ لَهُ.
[٨٣٠٧] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: الْمُعْتَكِفُ يَدْخُلُ الْبَيْتَ (١) فَيُسَلِّمُ وَلَا يَقْعُدُ، وَيَعُودُ الْمَرِيضَ.
[٨٣٠٨] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، كَانَ يُرَخِّصُ لِلْمُعْتَكِفِ أَنْ يَعُودَ الْمَرِيضَ وَلَا يَجْلِسَ، وَكَانَ يُرَخِّصُ لَهُ أَنْ يُشَيِّعَ الْجِنَازَةَ.
[٨٣٠٩] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا إِذَا خَرَجَ الْمُعْتَكِفُ لِحَاجَةٍ، فَلَقِيَهُ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ؛ أَنْ يَقِفَ عَلَيْهِ، فَيُسَائِلَهُ.
[٨٣١٠] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَرَأَيْتَ إِنْ مَاتَ وَلَدُهُ أَوْ ذُو قَرَابَتِهِ؟ فَقَالَ: سُبْحَانَ اللهِ! أَفَيَدَعُهُ؟! لِيتْبَعْ جِنَازَتَهُ، وَيَقْطَعْ جِوَارَهُ، فَقُلْتُ: إِنَّهُ لَيُصَلِّي عَلَى جَنَائِزِ (٢) النَّاسِ؟ قَالَ: إِنْ كَانَ جِوَارُهُ بِبَابِ * الْمَسْجِدِ فَنَعَمْ، وإِنْ كَانَ جِوَارُهُ فِي جَوْفِهِ فَلَا.
[٨٣١١] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ وَلَدُهُ مَرِيضًا أَوْ ذُو


• [٨٣٠٦] [شيبة: ٩٧٣٥].
(١) في حاشية (ن) منسوبًا لنسخة: «الباب». وينظر: «المحلى» (٣/ ٤٢٤) عن المصنف، به.
• [٨٣٠٩] [شيبة: ٩٧٥٩].
(٢) في (ن) منسوبا لنسخة: «جنازة»، وفي حاشيتها مصححا عليه كالمثبت.
* [ن / ١٨٤ ب].

قَرَابَتِهِ؟ قَالَ: فَلَا يَعُودُهُ (١)، إِلَّا أَنْ يَقْطَعَ جِوَارَهُ، قُلْتُ: أَرَأَيْتَ إِنْ جَاءَهُ الَّذِي اشْتَكَى مِنْ أَهْلِهِ، فَجَاءَهُ فِي مُجَاوَرِهِ؛ أَيَسْأَلُهُ عَنْ شَكْوَاهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَمَا بَأْسُ ذَلِكَ؟! قُلْتُ: أَفَيُرْسِلُ لَهُ (٢) رَسُولًا يَسْأَلُ عَنْهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ الَّذِي اشْتَكَى، فِي فُسْطَاطٍ (٣) بِأَعْلَى الْوَادِي؛ أَيَعُودُهُ (٤)؟ قَالَ: لَا.
[٨٣١٢] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ، عَمَّنْ يَرْضَى بِهِ، أَنَّ عَائِشَةَ فِي اعْتِكَافِهَا كَانَتْ تَدْخُلُ لِبَيْتِهَا فِي حَاجَتِهَا (٥)، فَتَمُرُّ بِالْمَرِيضِ، فَتَسْأَلُ عَنْهُ وَهِيَ مَارَّةٌ لَا تُعَرِّجُ عَلَيْهِ.
[٨٣١٣] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَا يَعُودُ الْمُعْتَكِفُ مَرِيضًا، وَلَا يُجِيبُ دَعْوَةً، وَلَا يَتْبَعُ جِنَازَةً.
[٨٣١٤] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَيَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَبِيتَ اللِّيْلَ فِي الْمَسْجِدِ؟ قَالَ: لَا، إِذَا كَانَ لَهُ فُسْطَاطٌ بِبَابِ الْمَسْجِدِ، فَلَا يَضُرُّهُ فِي أَيِّهِمَا بَاتَ، وَأَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ يَبِيتَ فِي الْمَسْجِدِ.

٨ - بَابُ خُرُوجِ النَّبِيِّ ﷺ فَي اعْتِكافِهِ
° [٨٣١٥] عبد الرزاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ *، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ صَفِيَّةَ ابْنَةِ حُيَيٍّ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ مُعْتَكِفًا فَأَتَيْتُهُ لَيْلًا، فَحَدَّثْتُهُ، ثُمَّ قُمْتُ،


(١) عيادة المريض: زيارته. (انظر: معجم اللغة العربية المعاصرة، مادة: عود).
(٢) في حاشية (ن): «إليه»، ونسبه لنسخة.
(٣) قوله: «في فسطاط»، وقع في الأصل: «بفسطاط»، والمثبت من (ن).
الفسطاط: الخيمة الكبيرة. (انظر: جامع الأصول) (٨/ ١٢٢).
(٤) في الأصل: «أيعود»، والمثبت من (ن).
(٥) قوله: «في حاجتها» في حاشية (ن) منسوبًا لنسخة: «لحاجتها».
° [٨٣١٥] [التحفة: خ م د س ق ١٥٩٠١] [الإتحاف: مي خز عه حب حم ٢١٤٩٢].
* [٢/ ١٤٤ أ].

فَقَامَ مَعِي لِيَقْلِبَنِي، وَكَانَ مَسْكَنُهَا فِي حُجْرَةِ (١) أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، فَمَرَّ بِرَجُلَينِ مِنَ الْأَنْصارِ، فَلَمَّا رَأَيَا النَّبِيَّ ﷺ أَسْرَعَا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «عَلَى رِسْلِكُمَا (٢)، إِنَّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ»، قَالَا: سُبْحَانَ اللهِ يَا رَسُولَ اللهِ! قَالَ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ الْإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ، وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا شَيْئًا - أَوْ قَالَ: شَرًّا».
° [٨٣١٦] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مَرْوَانَ (٣) بْنِ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى (٤)، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ مُعْتَكِفًا فِي الْمَسْجِدِ، فَاجْتَمَعَ نِسَاؤُهُ إِلَيْهِ، ثُمَّ تَفَرَّقْنَ (٥)، فَقَالَ لِصَفِيَّةَ ابْنَةِ حُيَيٍّ: «أَقْلِبُكِ إِلَى بَيْتِكِ»، فَدَهَبَ مَعَهَا حَتَّى أَدْخَلَهَا بَيْتَهَا وَهُوَ مُعْتَكِفٌ.
° [٨٣١٧] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ * قَالَ: خَرَجَتْ سَوْدَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ ﷺ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَرَآهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: إِنَّكِ لَنْ تَخْفَي عَلَيْنَا، وَكَانَتْ طَوِيلَةً، فَذَكَرَتْ (٦) ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ ﷺ وَهُوَ يَأْكُلُ عَرْقًا (٧)، فَمَا وَضعَهُ حَتَّى أُوحِيَ إِلَيْهِ: «أَنْ قَدْ رُخِّصَ (٨) أَنْ تَخْرُجْنَ فِي حَوَائِجِكُنَّ لَيْلًا».


(١) في حاشية (ن): «دار»، ونسبه لنسخة.
(٢) على رسلكما: اثبُتا ولا تعجلا. يقال لمن يتأنى ويعمل الشيء على هينته. (انظر: النهاية، مادة: رسل).
(٣) تصحف في الأصل، (ن) إلى: «مورق»، والتصويب من حاشية (ن) منسوبا لنسخة، وينظر: «الثقات» لابن حبان (٥/ ٤٢٤).
(٤) قوله: «بن أبي سعيد بن المعلى»، وقع في الأصل: «عن سعيد عن ابن المعلى»، وفي (ن): «بن سعيد عن ابن المعلى»، وكلاهما خطأ، والتصويب من «فتح الباري» لابن حجر (٤/ ٢٧٩) معزوا لعبد الرزاق.
(٥) أقحم بعده في الأصل: «إليه»، والتصويب من (ن).
* [ن/ ١٨٥ أ].
(٦) في الأصل: «فذكر»، وبه طمس في (ن)، والتصويب من مخطوط منشور في جوامع الكلم لـ «حديث إسحاق الدبري، عن عبد الرزاق» (٣٢)، وينظر: «صحيح البخاري» (٧٨٤٧، ٥٢٢٩)، «صحيح مسلم» (٢٢٢٨)، كلاهما من طريق هشام، عن أبيه، عن عائشة، به، بنحوه.
(٧) العرق: العظم إذا أُخِذ عنه معظم اللحم. (انظر: النهاية، مادة: عرق).
(٨) في الأصل: «رخصتن»، وبه طمس في (ن)، والتصويب من «حديث إسحاق الدبري، عن عبد الرزاق»، وينظر ما يأتي برقم: (٩٣٤٠).

٩ - بَابُ الْمُعْتَكِفِ وَابْتِيَاعِهِ وَطَلَبِ الدُّنْيَا
[٨٣١٨] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: لَا يَبِيعُ الْمُعْتَكِفُ، وَلَا يَبْتَاعُ.
[٨٣١٩] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: لَا يَبِيعُ الْمُعْتَكِفُ، وَلَا يَبْتَاعُ (١)، وَلَا يَخْرُجُ إِلَى سُلْطَانٍ فَيُخَاصِمُ إِلَيْهِ، إِلَّا أَنْ يَنْوِيَ ذَلِكَ.
[٨٣٢٠] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: لَا بَأْسَ أَنْ يُخَاصِمَ الْمُعْتَكِفُ إِلَى أَمِيرٍ فِي الْمَسْجِدِ، أَوْ يَتَجَازَى غَرِيمًا (٢)، أَوْ يُوصِيَ أَهْلَهُ فِي صَنِيعِهِمْ وَصَلَاحِ مَعِيشَتِهِمْ، وَيَكْتُبَ كِتَابًا فِي حَاجَتِهِ.
وَقَالَهُ (٣) مَعْمَرٌ.
[٨٣٢١] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى قَالَ: لَا يُلَاحِي الْمُعْتَكِفُ.
قَالَ (٤): لَا يُشَاحِنُ.
[٨٣٢٢] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: الْمُعْتَكِفُ لَا يَبِيعُ وَلَا يَبْتَاعُ.
[٨٣٢٣] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: لَا يَبِيعُ الْمُجَاوِرُ وَلَا يَبْتَاعُ.
[٨٣٢٤] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَعْطَى عَلِيٌّ جَعْدَةَ بْنَ هُبَيْرَةَ سِتَّمِائَةِ دِرْهَمٍ، أَعَانَهُ بِهَا فِي ثَمَنِ خَادِمٍ، فَلَقِيَهُ فَقَالَ: هَلِ


(١) الابتياع: الاشتراء. (انظر: اللسان، مادة: بيع).
(٢) الغريم: المديون، ويأتي أيضا بمعنى الدائن، والجمع: غرماء. (انظر: مجمع البحار، مادة: غرم).
(٣) في الأصل: «وقال»، والتصويب من (ن).
(٤) في (ن): «يقول».
• [٨٣٢٢] [شيبة: ٩٧٣٨، ٩٧٨٣].
• [٨٣٢٤] [شيبة: ٩٧٨٤].

ابْتَعْتَ الْخَادِمَ؟ فَقَالَ: إِنِّي مُعْتَكِفٌ! فَقَالَ عَلِيٌّ (١): وَمَا عَلَيْكَ لَوْ خَرَجْتَ إِلَى السُّوقِ فَابْتَعْتَهَا؟!
[٨٣٢٥] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَيَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُخَاصِمَ إِلَى أَمِيرٍ؟ قَالَ: لَا، قُلْتُ: إِنْ دُعَيَ؟ قَالَ: يَقُولُ: إِنِّي مُجَاوِرٌ.
[٨٣٢٦] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَيَأْتِي الْمُجَاوِرُ الْمَجَالِسَ فِي الْمَسَاجِدِ وَيَتَحَدَّثُ مَعَهُمْ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ جِوَارُهُ فِي جَوْفِ الْمَسْجِدِ؛ أَيَخْرُجُ إِنْ شَاءَ فَيَجْلِسُ فِي أَبْوَابِهِ؟ قَالَ: لَا يَخْرُجُ إِلَّا لِحَاجَةٍ.
[٨٣٢٧] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: لَا يَذْهَبُ فِي الْأَرْضِ إِلَّا أَنْ يَشْهَدَ صَلَاةً، أَوْ يَذْهَبَ لِغَائِطٍ.
[٨٣٢٨] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: فَأَتَاهُ غَرِيمٌ (٢) لَهُ فِي مُجَاوَرِهِ، فَتَجَازَاهُ حَقَّهُ؟ قَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ، قُلْتُ: فَأُتِيَ مُجَاوَرُهُ؛ أَيَبْتَاعُ فِيهِ، وَيَبِيعُ؟ قَالَ: لَا بَأْسَ بِذَلِكَ.

١٠ - بَابُ وُقُوعِهِ عَلَى امْرَأتِهِ
[٨٣٢٩] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، فِي الَّذِي يَقَعُ عَلَى امْرَأَتِهِ وَهُوَ مُعْتَكِفٌ، قَالَ: لَمْ يَبْلُغْنَا (٣) فِي ذَلِكَ شَيْءٌ، وَلكِنَّا * نَرَى أَنْ يُعْتِقَ (٤) رَقَبَةً (٥) مِثْلَ كَفَّارَةِ (٦) الَّذِي يَقَعُ عَلَى أَهْلِهِ فِي رَمَضَانَ.


(١) ليس في الأصل، وأثبتناه من (ن).
(٢) في حاشية (ن): «غرماء»، ونسبه لنسخة.
(٣) وهنا بداية سقط في النسخة (ن)، وآخره: قوله: «ولا يأتنف»، وتأتي الإشارة إليه في الأثر رقم: (٨٣٤٦). [ن / ١٨٥ ب].
* [٢/ ١٤٤ ب].
(٤) العتق والعتاقة: الخروج عن الرق، والتحرير من العبودية. (انظر: معجم اللغة العربية المعاصرة، مادة: عتق).
(٥) الرقبة: العنق، ثم جعلت كناية عن الإنسان، وتجمع على رقاب. (انظر: النهاية، مادة: رقب).
(٦) الكفارة: الفعلة والخصلة التي من شأنها أن تكفر الخطيئة، أي: تسترها وتمحوها، وهي فعالة للمبالغة، والجمع: كفارات. (انظر: النهاية، مادة: كفر).

[٨٣٣٠] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي الَّذِي يَقَعُ عَلَى امْرَأَتِهِ وَهُوَ مُعْتَكِفٌ، فَقَالَ: يُعْتِقُ رَقَبَةً، وإِنْ لَمْ يَجِدْ فَيصُومُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا.
[٨٣٣١] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ (١)، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِذَا وَقَعَ الْمُعْتَكِفُ عَلَى امْرَأَتِهِ اسْتَأْنَفَ اعْتِكَافَهُ.
[٨٣٣٢] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: لَا يَأْتي الْمُعْتَكِفُ أَهْلَهُ بِاللَّيْلِ وَلَا بِالنَّهَارِ، يَقُولُ: لَا يُصِيبُ أَهْلَهُ، وَلَا يُقَبِّلُ، وَلَا يُبَاشِرُ، وَلَا يَمَسُّ، وَلَا يَجُسُّ، لِيَعْتَزِلْهَا مَا اسْتَطَاعَ.
قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَقَالَهُ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ أَيْضًا.
[٨٣٣٣] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: لَا يَقْطَعُ جِوَارَهُ إِلَّا الْإِيقَاعُ نَفْسُهُ، كَهَيْئَةِ الصِّيَامِ وَالْحَجِّ.
[٨٣٣٤] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ إِسْمَاعَيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، فِي امْرَأَةٍ نَذَرَتْ أَنْ تَعْتَكِفَ خَمْسِينَ يَوْمًا، ثُمَّ رَدُّهَا زَوْجُهَا، قَالَ: تَقْضِي مَا بَقِيَ عَلَيْهَا.

١١ - بَابٌ هَلْ يُخَاصِمُ الْمُجَاوِرُ؟
[٨٣٣٥] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: خَصْمٌ أَتَاهُ فِي مُجَاوَرِهِ؟ قَالَ: لِيَدْرَأْ عَنْ نَفْسِهِ، وَيُجَادِلْهُ.
[٨٣٣٦] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَرَأَيْتَ إِنْ أُتِيَ هَذَا الْمُجَاوِرُ فِي فُسْطَاطِهِ حَيْثُ هُوَ بِسِلْعَةِ يَبِيعُهَا أَوْ يَبْتَاعُهَا؛ أَيَفْعَلُ؟ قَالَ نَعَمْ، يَبِيعُ فِي مُجَاوَرِهِ.


• [٨٣٣١] [شيبة: ٩٧٧٣، ١٢٥٨٦].
(١) قوله: «عن ابن عيينة»، ليس في الأصل، والصواب إثباته، والحديث عند ابن أبي شيبة في «المصنف» (٩٧٧٣)، من حديث وكيع، عن ابن عيينة، به.
• [٨٣٣٤] [شيبة: ٩٧٨٠، ١٢٥٩٣].

[٨٣٣٧] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَرَأَيْتَ إِنْ جَاءَ السُّوقَ يَنْظُرُ قَطْ؟ قَالَ: أَكْرَهُ ذَلِكَ؛ إِنَّمَا هُوَ الذِّكْرُ، وَالْعِبَادَةُ، قُلْتُ: يَكْتُبُ فِي مُجَاوَرِهِ إِلَى أَمِيرٍ يَطْلُبُ الدُّنْيَا، أَوْ إِلَى غُلَامٍ لَهُ؟ قَالَ: لَا بَأْسَ بِذَلِكَ.
[٨٣٣٨] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: لَا بَأْسَ بِأَنْ يُخَاصِمَ الْمُعْتَكِفُ إِلَى أَمِيرٍ فِي الْمَسْجِدِ، أَوْ يَتَجَازَى غَرِيمًا فِي الْمَسْجِدِ.

١٢ - بَابُ مُرُورِهِ تَحْتَ السَّقْفِ
[٨٣٣٩] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَكَانَ يُقَالُ: لَا يَدْخُلُ بَيْتًا، وَلَا يَمُرُّ تَحْتَ سَقْفٍ، تَحْتَ عَتَبٍ؟ قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَقَالَهَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ.
[٨٣٤٠] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: الْمُجَاوِرُ بِبَابِ الْمَسْجِدِ يَجْلِسُ تَحْتَ ظُلَّةٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: فَهُوَ تَحْتَ سَقْفٍ؟ قَالَ: إِنَّ الْمَسْجِدَ لَيْسَ كَشَيءٍ، قَالَ إِنْسَانٌ: فَإِنْ ذَهَبَ الْخَلَاءَ؟ قَالَ: فِي الْجِبَالِ، وَفِي الصُّعُدَاتِ (١)، قُلْتُ: مُجَاوِرٌ فِي جَوْفِ الْمَسْجِدِ؛ أَيَجْعَلُ فُسْطَاطَهُ بِبَابِهِ لِحَاجَتِهِ إِنْ شَاءَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: أَرَأَيْتَ إِنْ ذَهَبَ الْخَلَاءَ؛ أَيَمُرُّ تَحْتَ سَقْفٍ؟ قَالَ: لَا، قُلْتُ: أَفَيَمُرُّ تَحْتَ قَبْوٍ مَقْبُوٍّ، أَوْ حِجَارَةٍ، وَلَيْسَ فِيهِ عَتَبٌ، وَلَا خَشَبٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ لِأَبِي بَكْرٍ: مَا الْقَبْوُ؟ قَالَ: الطَّاقَةُ (٢).
[٨٣٤١] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ فِي الْقَبْوِ الْمَقْبُوِّ، قَالَ: وَأَيُّ عَتَبٍ أَشَدُّ مِنَ الْقَبْوِ الْمَقْبُوِّ؟ قُلْتُ: فَحَجَرٌ مُجَيَّرٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، ذَلِكَ عَتَبٌ، لَا يَمُرَّ تَحْتَهُ، قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَفَأَضْرِبُ خَيْمَةً بِبَابِ الْمَسْجِدِ أُجَاوِرُ فِيهَا؟ قَالَ: نَعَمْ،


(١) الصعدات: جمع الصعيد، وهو: الطريق. (انظر: النهاية، مادة: صعد).
(٢) الطاق: ما جعل من الأبنية كالقوس، جمعه: أطواق وطيقان وطاقات. (انظر: معجم لغة الفقهاء) (ص ٢٥٩).

قُلْتُ: فَإِنَّهُ عَتَبٌ، قَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ، قُلْتُ: أَفَأَضْرِبُهَا خَشَبَةً مِنْ عِيدَانٍ، ثُمَّ يُجْعَلُ عَلَيْهَا غِشَاؤُهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، لِيَمُرَّ تَحْتَهَا إِنْ شَاءَ، قَالَ: وَذَلِكَ لَيْسَ فِي بُنْيَانٍ.

١٣ - بَابٌ يُفَرِّقُونَ بَيْنَ جِوَارِ الْقَرَوِيِّ وَالْبَدَوِيِّ
[٨٣٤٢] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: فَرَّقَ لِي عَطَاءٌ بَيْنَ جِوَارِ الْقَرَويِّ وَالْبَدَوِيِّ، قَالَ: أَمَّا الْقَرَويُّ إِذَا نَذَرَ الْجِوَارَ يَهْجُرُ بَيْتَهُ، وَهَجَرَ الزَّوْجَ، وَصَامَ، وَالْبَدَوِيُّ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، فَإِذَا نَذَرَ الْجِوَارَ كَانَتْ مَكَّةُ حِينَئِذٍ كُلُّهَا مُجَاوَرًا لَهُ، فَيُجَاوِرُ فِي أَيِّ نَوَاحِي مَكَّةَ شَاءَ، وَفِي أَيِّ (١) بُيُوتِهَا شَاءَ، وَلَمْ يَصُمْ، وَأَصَابَ النِّسَاءَ إِنْ شَاءَ، وَيَبِيعُ وَيَبْتَاعُ، وَيَنْتَابُ * الْمَجَالِسَ، وَيَدْخُلُ الْبُيُوتَ، وَيَعُودُ الْمَرِيضَ، وَيَتْبَعُ الْجِنَازَةَ، إِلَّا أَنْ يَنْوِيَ فِي نَفْسِهِ أَنْ يَكُونَ جِوَارُهُ بِبَابِ الْمَسْجِدِ، وَيَعْتَزِلَ مَا تَنْهَى عَنْهُ الْمُجَاوَرَةُ، وَجَعَلَ أَهْلَ عَرَفَةَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، وَتَلَا: ﴿ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾ [البقرة: ١٩٦]، قَالَ: وَسَمِعْنَا ذَلِكَ يُقَالُ، قُلْتُ: فَيَخْرُجُ إِلَى أَهْلٍ لِحَاجَةٍ فِي أَمْرٍ اسْتُؤْدِيَ عَلَيْهِ؟ قَالَ: لَا، قُلْتُ: فَلَمْ يَحُجَّ، وَلَمْ يَعْتَمِرْ؛ لِمَ يَخْتَلِفَانِ؟! قَالَ: الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ خَيْرٌ مِمَّا هُوَ فِيهِ.
[٨٣٤٣] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، أَنَّهُ قَالَ فِي الْبَدَوِيِّ إِذَا نَذَرَ جِوَارًا لَمْ يَنْوِهِ بِبَابِ الْمَسْجِدِ: فَإِنَّهُ يُجَاوِرُ بِأَيِّ الْقَرْيَةِ شَاءَ.
[٨٣٤٤] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ قَالَ: يُجَاوِرُ مَنْ لَيْسَ مِنْ أَهْلِهَا حَيْثُ شَاءَ مِنْهَا، وَيُجَاوِرُ أَهْلُهَا بِبَابِ الْمَسْجِدِ إِنْ كَانَ يَرَى الاِعْتِكَافَ بِبَابِهِ، وَيُكْرَهُ الرُّقَادُ فِي الْمَسْجِدِ.


(١) ليس في الأصل، والسياق يقتضيه، والمثبت من «أخبار مكة» للفاكهي (٢/ ١٤٤)، من طريق ابن جريج، به، بنحوه.
وقوله قبله: «كلها مجاورا له»، أصابته الأرضة في الأصل، فصوبناه من المصدر السابق.
* [٢/ ١٤٥ أ].

[٨٣٤٥] عبد الرزاق، عَنْ فُضَيْلٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: الْحَرَمُ كُلُّهُ مَسْجِدٌ، يَعْتَكِفُ فِي أَيِّهِ شَاءَ، وإِنْ شَاءَ فِي مَنْزِلِهِ، إِلَّا أَنَّهُ لَا يُصَلِّي (١) إِلَّا فِي جَمَاعَةٍ.
[٨٣٤٦] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَطَاءً عَنْ إِنْسَانٍ نَذَرَ جِوَارًا سَنَةً، قَالَ: فَلْيَحُجَّ، وَلْيُبْدِلْ مَا غَابَ فِي الْحَجِّ، وَلَا يَأْتَنِفْ (٢) سَنَةً مُسْتَقْبَلَةً.

١٤ - بَابُ جِوَارِ الْمَرْأةِ
[٨٣٤٧] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: إِذَا حَاضَتِ الْمَرْأَةُ وَهِيَ مُعْتَكِفَةٌ خَرَجَتْ إِلَى بَيْتِهَا، فَإِذَا طَهُرَتْ قَضَتْ ذَلِكَ.
[٨٣٤٨] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: إِذَا حَاضَتْ وَهِيَ مُعْتَكِفَةٌ رَجَعَتْ إِلَى بَيْتِهَا، فَإِذَا طَهُرَتْ فَلْتَرْجِعْ إِلَى جِوَارِهَا.
قَالَ ابْنُ جُرَيْج: وَقَالَهُ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ.
[٨٣٤٩] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: وَلَا يَمَسَّهَا زَوْجُهَا حَتَّى تَفْرُغَ مِنْ جِوَارِهَا.
[٨٣٥٠] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: طَهُرَتْ بَعْضَ النَّهَارِ؟ قَالَ: فَلْتَذْهَبْ حِينَئِذٍ (٣)، وَلَا تَعْتَدَّ بِذَلِكَ الْيَوْمِ.
[٨٣٥١] عبد الرزاق، عَنْ فُضَيْلٍ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: إِذَا اعْتَكَفَتِ الْمَرْأَةُ فَحَاضَتْ؛ فَلْتَضْرِبْ فُسْطَاطًا فِي دَارِهَا، فَإِذَا طَهُرَتْ قَضَتْ تِلْكَ الْأَيَّامَ.


• [٨٣٤٥] [شيبة: ١٥٧٠٨].
(١) في الأصل: «يصلح»، والتصويب مما تقدم مكررا برقم (٨٢٥٤)، ويوافقه ما في «فتح الباري» لابن رجب (٣/ ٢٩٣)، معزوا لعبد الرزاق.
(٢) هنا نهاية السقط الذي أصاب النسخة (ن)، والذي أشرنا إلى بدايته انفا عند قوله: «لم يبلغنا»، في الأثر رقم: (٨٣٢٩).
(٣) قوله: «فلتذهب حينئذ»، وقع في الأصل: «فتذهب يومئذ»، والمثبت من (ن)، (ك)، وهو الأليق بالسياق.

[٨٣٥٢] قال فُضَيْلٌ: وَأَخْبَرَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: تَضَعُ سِتْرًا فِي دَارِهَا.
[٨٣٥٣] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَرَأَيْتَ إِذَا طَهُرَتْ وَهِيَ فِي بَيْتِهَا؛ أَيَمَسُّهَا زَوْجُهَا ذَلِكَ الْيَوْمَ (١)؟ قَالَ: لَا، إِلَّا أَنْ يَقْطَعَ ذَلِكَ جِوَارَهَا، قُلْتُ: وَلَا يُقَبِّلُهَا؟ قَالَ: لَا، قُلْتُ: فِي حَيْضَتِهَا يُقَبِّلُهَا زَوْجُهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: وَيُبَاشِرُ جَزْلَتَهَا الْعُلْيَا؟ قَالَ: نَعَمْ (٢).
قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَقَالَهُ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ.
قَالَ عَطَاءٌ: وَيَنَالُ مِنْهَا مَا يَنَالُ الرَّجُلُ مِنِ امْرَأَتِهِ حَائِضًا فِي غَيْرِ جِوَارٍ.
[٨٣٥٤] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: فَاشْتَكَتْ شَكْوَى يَمْنَعُهَا الصِّيَامَ؟ قَالَ: تَرْجِعُ إِلَى بَيْتِهَا إِنْ شَاءَتْ حَتَّى تَصِحَّ، قُلْتُ: أَفَيَمَسُّهَا زَوْجُهَا فِي وَجَعِهَا؟ قَالَ: لَا هَا اللهِ إِذَنْ (٣)، إِلَّا أَنْ تَقْطَعَ جِوَارَهَا، قُلْتُ: وَلَا قُبْلَةً، وَلَا شَيْئًا؟ قَالَ: لَا.

١٥ - بَابُ نِكَاحِ الْمُجَاوِرِ وَطِيبِ الرَّجُلِ وَالْمَرْأةِ
[٨٣٥٥] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: لَا بَأْسَ بِأَنْ تُنْكَحَ الْمُجَاوِرَةُ فِي


(١) ليس في الأصل، والمثبت من (ن)، (ك)، وبعده في الأخيرة: «فإنها مفطرة».
(٢) من قوله: «قال: لا، قلت» إلى هنا ليس في الأصل، ولعله من انتقال نظر الناسخ، والمثبت من (ن)، (ك).
(٣) ليس في الأصل، والمثبت من (ن)، (ك)، وهو بهذا الرسم فيهما، قال القاضي عياض في «المشارق» (١/ ٣٦٣): «قوله: لا ها الله إذا، كذا رواية الشيوخ والمحدثين فيه، وكذا ضبطنا عن أكثرهم، وربما نبه عليه متقنوهم بتنوين الذال وهمزة مكسورة قبلها، ومنهم من يمدها. قال القاضي إسماعيل وغيره من العلماء: صوابه: لا ها الله ذا، بقصرها وحذف ألف قبل الذال، وخطئوا غيره، قالوا: ومعناه: ذا يميني وذا قسمي، وهو مثل قول زهير: لعمر الله ذا قسما. وفي»البارع«: العرب تقول: لا هاء الله ذا، بالهمز، والقياس ترك الهمز، والمعنى: لا والله هذا ما أقسم به، وأدخل اسم الله بين ها وذا». اهـ. وينظر: «صحيح مسلم» (١٧٩٩/ ٢).

جِوَارِهَا (١). قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَسُئِلَ عَطَاءٌ: أَتَتَطَيَّبُ الْمُعْتَكِفَةُ، وَتَتَزَيَّنُ (٢)؟ فَقَالَ: لَا، أَتُرِيدُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهَا زَوْجُهَا؟! لَا تَطَيَّبُ. قُلْتُ: فَفَعَلَتْ؟ أَيَقْطَعُ ذَلِكَ جِوَارَهَا؟ قَالَ: لَا، وَلِمَ تَفْعَلُ ذَلِكَ وَهِيَ فِي عِبَادَةٍ وَتَخَشُّعٍ؟! إِنَّمَا طِيبُ الْمَرْأَةِ وَزِينَتُهَا (٣) لِزَوْجِهَا.
[٨٣٥٦] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، كُرِهَ أَنْ يَتَطَيَّبَ الْمُعْتَكِفُ.
[٨٣٥٧] عبد الرزاق، عَنْ مَالِكٍ قَالَ: لَا بَأْسَ بِالطِّيبِ لِلْمُعْتَكِفِ.

١٦ - بَابُ طِيبِ الْمَرْأةِ ثُمَّ تَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهَا
[٨٣٥٨] عبد الرزاق، عَنِ * ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ *، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطابِ خَرَجَتِ امْرَأَةٌ عَلَى عَهْدِهِ مُتَطَيِّبَةً، فَوَجَدَ رِيحَهَا، فَعَلَاهَا بِالدِّرَّةِ (٤)، ثُمَّ قَالَ: تَخْرُجْنَ مُتَطَيِّبَاتٍ، فَيَجِدُ الرِّجَالُ رِيحَكُنَّ، وإِنَّمَا قُلُوبُ الرِّجَالِ عِنْدَ أُنُوفِهِمُ، اخْرُجْنَ تَفِلَاتٍ (٥).
[٨٣٥٩] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: كَانَ يَنْهَى أَنْ تَطَيَّبَ الْمَرْأَةُ، وَتَزَّيَّنَ ثُمَّ تَخْرُجُ، قُلْتُ: وَالنَّاكِحُ؟ قَالَ: وَالنَّاكِحُ، ثُمَّ قَالَ: ﴿وَلَا تَبَرَّجْنَ﴾ [الأحزاب: ٣٣]، قَالَ لَهُ آخَرُ: وَتَبَرُّجٌ ذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ تَخْرُجُ كَذَلِكَ، فَيَسْأَلُ عَنْهَا مَنْ هِيَ؟
° [٨٣٦٠] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَاصمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عُبَيْدٍ مَوْلَى أَبِي رُهْمٍ،


(١) قوله: «تنكح المجاورة في جوارها»، وقع بدله في (ك): «ينكح الرجل في جواره».
(٢) في (ن): «وتزيَّن».
(٣) كأنه في الأصل، وحاشية (ن) منسوبا لنسخة: «وزينها»، والمثبت من (ن)، (ك).
* [ن/١٨٦ أ].
* [٢/ ١٤٥ ب].
(٤) الدِّرة: التي يُضرب بها. (انظر: اللسان، مادة: درر).
(٥) قوله: «اخرجن تفلات» ليس في الأصل، والمثبت من (ن)، (ك)، وهو الموافق لما في «كنز العمال» (٤٦٠١٠)، معزوا لعبد الرزاق.
التفلات: التاركات للطيب، والمفرد: تفلة. (انظر: النهاية، مادة: تفل).
° [٨٣٦٠] [الإتحاف: حم ١٩٤٢٥].

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: اسْتَقْبَلَتْهُ امْرَأَةٌ يَفُوحُ طِيبُهَا، لِذَيْلِهَا إِعْصَارٌ، فَقَالَ لَهَا: يَا أَمَةَ الْجَبَّارِ، أَنَّى جِئْتِ؟ قَالَتْ: مِنَ الْمَسْجِدِ، قَالَ: أَلَهُ تَطَيَّبْتِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: فَارْجِعِي؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ حَبِيبِي أَبَا الْقَاسِمِ ﷺ يقُولُ: «لَا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلَاةَ امْرَأَةٍ تَطَيَّبَتْ (١) لِهَذَا الْمَسْجِدِ - أَوْ: لِلْمَسْجِدِ (٢) - حَتَّى تَغْتَسِلَ كَغُسْلِهَا مِنَ الْجَنَابَةِ (٣)».
° [٨٣٦١] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ … نَحْوَهُ.
[٨٣٦٢] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ لَيْثٍ أَنَّ امْرَأَةً خَرَجَتْ مُتَزَيِّنَةً أَذِنَ لَهَا زَوْجُهَا، فَأُخْبِرَ بِهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطابِ فَطَلَبَهَا (٤)، فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهَا، فَقَامَ خَطِيبًا، فَقَالَ: هَذِهِ الْخَارِجَةُ، وَهَذَا الْمُرْسِلُهَا (٥) لَوْ قَدَرْتُ عَلَيْهِمَا لَشَتَّرْتُ بِهِمَا، ثُمَّ قَالَ: تَخْرُجُ الْمَرْأَةُ إِلَى أَبِيهَا يَكِيدُ بِنَفْسِهِ (٦)، أَوْ إِلَى أَخِيهَا يَكِيدُ بِنَفْسِهِ (٧)، فَإِذَا خَرَجَتْ فَلْتَلْبَسْ مَعَاوِزَهَا، فَإِذَا رَجَعَتْ فَلْتَأْخُذْ زِينَتَهَا فِي بَيْتِهَا، وَلْتَتَزَيَّنْ (٨) لِزَوْجِهَا.
قال عبد الرزاق: يَعْنِي شَتَّرْتُ: سَمَّعْتُ بِهِمَا، وَالْمَعَاوِزُ: خَلَقُ الثِّيَابِ.
° [٨٣٦٣] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لامْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: «إِذَا أَرَادَتْ إِحْدَاكُنَّ أَنْ تَشْهَدَ الْعِشَاءِ، فَلَا تَمَسَّ طِيبًا (٩)».


(١) في الأصل: «تطوعت»، والتصويب من (ن)، (ك).
(٢) في الأصل: «هذا المسجد»، والتصويب من (ن)، (ك).
(٣) الجنابة: خروج المني على وجه الشهوة. (انظر: معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية) (١/ ٥٤١).
(٤) تصحف في الأصل إلى: «فخطبها»، والتصويب من (ن)، (ك).
(٥) في (ن): «لمرسلها».
(٦) يكيد بنفسه: يجود بها، يريد النزع. (انظر: النهاية، مادة: كيد).
(٧) قوله: «أو إلى أخيها يكيد بنفسه» ليس في الأصل، ولعله من انتقاد نظر الناسخ، والمثبت من (ن)، (ك).
(٨) في (ن): «ولتزين».
° [٨٣٦٣] [الإتحاف: خز حب حم ٢١٤٧٣] [شيبة: ٢٦٨٦٥].
(٩) الطيب: ما يُتَطَيَّب به من عطر ونحوه. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: طيب).

[٨٣٦٤] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ سُرَاقَةَ (١)، عَنْ أُمِّهِ: أَنَّهَا أَرْسَلَتْ إِلَى حَفْصَةَ وَهِيَ أُخْتُهَا تَسْأَلُ (٢) عَنِ الطِّيبِ، وَأَرَادَتْ أَنْ تَخْرُجَ، فَقَالَتْ حَفْصَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ ﷺ: إِنَّمَا الطِّيبُ لِلْفِرَاشِ.
[٨٣٦٥] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ لأَنْ أُزَاحِمَ جَمَلًا قَدْ هُنِئَ قَطِرَانًا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُزَاحِمَ امْرَأَةً مُعَطَّرَةً، وَلأَنْ يُمْلأَ جَوْفُ * رَجُلٍ قَيْحًا (٣) خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يُمْلأَ شِعْرًا.
[٨٣٦٦] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ … مِثْلَهُ.
[٨٣٦٧] عبد الرزاق، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْعَلَاءِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: اسْتَأْذَنَتْ إِبْرَاهِيمَ امْرَأَتُهُ أَنْ تَأْتيَ بَعْضَ أَهْلِهَا، فَأَذِنَ لَهَا، فَلَمَّا خَرَجَتْ وَجَدَ مِنْهَا رِيحًا طَيِّبَةً، فَقَالَ: ارْجِعِي؛ فَإِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا تَطَيَّبَتْ، ثُمَّ خَرَجَتْ، فَإِنَّمَا هُوَ نَارٌ وَشَنَارٌ.
[٨٣٦٨] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: طَافَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي صُفُوفِ النِّسَاءِ، فَوَجَدَ رِيحًا طَيِّبَةً مِنْ رَأْسِ امْرَأَةٍ، فَقَالَ: لَوْ أَعْلَمُ أَيَّتُكُنَ هِيَ؛ لَفَعَلْتُ وَفَعَلْتُ (٤)، لِتَطَيَّبْ إِحْدَاكُنَّ لِزَوْجِهَا، فَإِذَا خَرَجَتْ لَبِسْتَ أَطْمَارَ (٥) وَلِيدَتِهَا. قَالَ: فَبَلَغَنِي أَنَّ الْمَرْأَةَ الَّتِي كَانَتْ تَطَيَّبَتْ بَالَتْ فِي ثِيَابِهَا مِنَ الْفَرَقِ (٦).
كَمُلَ كِتَابُ الاِعْتِكَافِ يَتْلُوهُ كِتَابُ الْمَنَاسِكِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.


(١) قوله: «عن عبيد بن يزيد بن سراقة» كذا في النسخ، والصواب أن حفيد عمر رضي الله عنه اسمه: عثمان بن عبد الله بن عن سراقة، وينظر ترجمته في: «تهذيب الكمال» (١٩/ ٤١٣)، كما أن هذا الحديث رواه ابن أبي شيبة في «المصنف» (٢٦٨٦٧) عن وكيع، عن كثير بن زيد، عن عثمان بن عبد الله بن عن سراقة، إلا أن عثمان هذا لا يروي عنه سفيان؛ فلعل في الإسناد سقطا وتصحيفا، والله أعلم.
(٢) في حاشية (ن): «تسألها»، ونسبه لنسخة.
• [٨٣٦٥] [شيبة: ١٧٥١٥، ٢٦٦١٥].
* [ن / ١٨٦ ب].
(٣) القيح: الْمِدَّة. (انظر: النهاية، مادة: قيح).
• [٨٣٦٧] [شيبة: ٢٦٨٦٨].
(٤) في (ن): «لفعلت».
(٥) الأطمار: جمع الطمر، وهو الثوب الخلَق، أو الكساء البالي من غير الصوف. (انظر: القاموس، مادة: طمر).
(٦) الفرق: الخوف والفزع. (انظر: النهاية، مادة: فرق).

 


google-playkhamsatmostaqltradent